09-10-20, 03:46 AM
| #92 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  خلف قضبان الاعراف .... الفصل الثامن خلف قضبان الأعراف الفصل الثامن .... (انا في مأزق) تجهم وهو يتطلع بعينيها ودموعها وقال بخفوت: "بل ذنبك .... ذنبك لأنك اعتقدت انك بالمال تستطيعين شراء السعادة والعيش الكريم وراحة القلب لهثتم خلفنا واعتقدت انك انتصرت عندما دخلت ذلك البيت .... لا المال ولا الرخاء ولا الفساتين والمجوهرات والهدايا ستحلي المرار الذي ينتظرك هنا ولا ثمن مهما بلغ سيكفي لشراء الابتسامة على شفتيك" اسدلت اهدابها وزممت شفتيها عندما همس: "ولا تتوقعي انني أضعف في يوم ما ويحصل بيننا ما يحصل بين الأزواج .... ابدا" رفعت بصرها بسرعة وقالت مقاومة الدموع متظاهرة بالصمود: "ولا انا اتوق لذلك .... لست رخيصة كي اتقبل من يهينني ويحتقرني" تحركت اهدابه ببطء وكأن الكلام لم يرض غروره ولم يعجبه. تبادلا النظرات الصامتة هي بعيون محتقنه بالكاد تحبس الدموع كي لا تبين انكسارها امامه وترضي غروره وهو بعيون ثاقبة قوية فيها إصرار على الانتقام والانتصار نظرات قد طالت عن المألوف بينهما واثناء ذلك تساءلت مع نفسها وهي تتطلع بعينيه هل من معجزة ستحصل تجعله يغير رأيه فيها ويختفي ذلك الرفض وعدم التقبل من محياه ويمكن ان يتطلع بوجهها بمودة ما؟ حتى وان كانت مودة القرابة ورابطة الدم؟ هل من معجزة توجد مشاعر بينهما؟ وفي الوقت ذاته تسأل نفسها ان كانت ستتطلع اليه يوما على انه زوج وحبيب! .... لا يمكن .... انه يجبرها على عدم تقبله ورفضه من خلال أسلوبه في الكلام والكبر والغرور في نبرته ونظرته ومحاولته التقليل من شأنها وشأن أهلها وربما هو يتعمد كل ذلك كي يدفعها لطلب الطلاق وبهذا يتخلص منها دون ان يخالف أوامر والده ودون ان يعصيه وكأن الطلاق حصل بسببها وبناء على رغبتها وبهذا يتخلص من العبء الذي يتحدث عنه. انها تفكر بكل تلك الهواجس وهذا كان حديث نفسها تحت وطأة نظراته الشرسة القاتمة لكن ماذا عنه؟ بماذا يفكر الان يا ترى؟ ماذا يدور برأسه؟ لم تفهم شيء كأنه ظرف رسالة مغلق بلا عنوان. عندما ابتعد فجأة أدركت انها كانت محبوسة الانفاس بقربه وكأنه منع عنها الهواء ومررت اناملها التي فوجئت بارتعاشها على ذراعها البارد واشاحت ببصرها الى الناحية الأخرى عندما فتح ازرار قميصه ببطء وخفقت اهدابها بقلق عندما قال ببرود قاتل ونبرة يتخللها الوعيد: "عموما .... مهما تشتكين لن تجدين هنا من يعينك ويقف بظهرك وستجدين الاسوأ مني .... ليس تهديد بل نصيحة .... الشكوى تجلب لصاحبها الذلة .... حاولي ان تتحملي نتيجة خطئك" خرج من الغرفة بعد ان غير ملابسه وأغلقت الباب خلفه بسرعة .... خطأي؟ بالفعل زواجي منك أكبر اخطائي .... قالت ذلك مع نفسها وليتها تقولها له بنفس جرأته وقباحة صراحته لكنها لا تريد تأجيج الوضع بينهما وتفسح له مجال كي يتفوه بكل ما يعجبه امامها .... مشكلة سامر انه يظنها همجية جاهلة لا تشعر وعديمة الإحساس لا يعرف عنها شيء لا يعلم انها واعية وذكية وما وافقت على ذلك الزواج الا لأجل انقاذ أهلها من حافة الهلاك .... انه زواج مصلحة بالفعل لتكن صريحة مع نفسها وتعترف انها تستحق نظرة الاشمئزاز بعينيه لأنه يعرف الحقيقة يعرف الدافع الذي جعلها تقبل بالزواج رغم الجفاء الذي اظهرها لها قبل الزواج. لا تنكر انها ندمت بالفعل ندمت وتريد ان تصلح الامر لكن كيف لا تعلم .... ندمت لأنها أدركت انها ليست مستعدة لخوض المعركة المحسومة لصالح خصمها الغليظ القوي الناقم. كيف لها الخلاص؟ انها واقعة في مأزق كبير ولا يمكن لأحد ان يساعدها .... الحل كله بيد عمها سالم هو وحده القادر على انهاء هذه اللعبة. سالم قادر على اصلاح ما سينكسر قبل ان يتهشم كل شيء تماما الطلاق سيحل الازمة لكن كيف لعمها ان يقتنع ويمنحها الحرية؟ ليس لها الا ن تصطبر وتنتظر ماذا يخبأ لها قدرها في هذا المعتقل العملاق الذي تضيق بها جدرانه رغم اتساعه. .................................................. ...................... عند منتصف الليل فتحت باب غرفتها بهمس وتطلعت بالردهة من خلال شق الباب وزممت شفتيها عندما رأت سامر جالس على الاريكة وقد افترشها بالأوراق والكتب وبدى منهمك بالقراءة وكأنه منفصل عن العالم حوله وأدركت انه يحضر لرسالة الدكتوراه في الهندسة التي سبق وسمعت ذلك من والدته وحزز بنفسها انها متأخرة في تعليمها وليس بحوزتها سوى شهادة الابتدائية التي تؤهلها للقراءة والكتابة فقط وربما ذلك هو سبب نظرة الاستصغار بعيونهم نحوها خاصة سامر يشعر انها ليست كفؤ له وينظر لها على انها متخلفة وعقلها مغلق عن كافة مجالات الحياة .... ليتها كانت أكملت تعليمها ووصلت لما سمحت لأحد بالسخرية منها وأوقفتهم عند حدودهم خصوصا سامر لما سمحت له ان يقلل من شأنها ويتكبر عليها ويشعرها بالدونية لكن ليس ذنبها ان والدها اقعدها عن دراستها ان ظروفها قاهرة ليست مثل سامر الذي ولد في بيئة ومناخ يؤهله ليصل الى ما وصل اليه لكن للأسف ان ما وصل اليه جعله يفتقر الى الاخلاق وتلك ليست ميزة انها حقارة وسامر اثبت لها حقارته وتكبره على لحمه ودمه .... لم يراعي صلة القرابة بينهما ولم يقيم لعمه وزن واحترام مسحت الدموع المتدحرجة على وجهها وأغلقت الباب بهمس وقلبها مليء بالحرمان والحسرة .... اول مرة بحياتها تشعر بالخسارة وسامر هو الحافز الذي دفعها للتحسر على ما ضاع من يدها. قبل ان تنام أقفلت على نفسها بالمفتاح مع انها واثقة ان سامر لا يعترف بها امرأة ولا تعتقد ان نفسه تراوده عليها لكن لتشعر بالاطمئنان أكثر واشارة منها له انها لا تتوق الى التقارب بينهما. لم تمض سوى دقائق حتى سمعته يطرق بابها وبحدة وما ان فتحت الباب حتى قال بجفاف: "لا تقفلي الباب .... احتاج الغرفة باكرا اغلب متعلقاتي هنا" .................................................. ................................. عند الصباح خرجت من الجناح وقد اختارت أكثر الفساتين حشمة وستر من بين ملابسها الجديدة .... فستان زهري متوسط الطول بحزام يحدد خصرها المنحوت ولم تضع أي مساحيق تجميل لأنها ليست عروس ولا يمكن ان تشعر بذلك وتركت هيئتها بدون ميزة تجذب الأنظار وبدت بسيطة متواضعة وهي تربط شعرها المصبوغ على هيئة ذيل الحصان التقت عمها سالم وهو آت من الخارج لتوه وبملابس الرياضة وكأنه كان في الحديقة يستجم ويجري بعض التمارين وحالما رآها ابتسم وسألها ان كانت الهدايا والفساتين نالت اعجابها ارادت ان تقول له شيئا لكنها تذكرت تحذير سامر وبسبب الضيق الذي انتابها استأذنت لتخرج الى الحديقة. لفح الهواء البارد وجهها وعنقها الساخن وتطايرت خصلات من شعرها الناعم واغمضت عينيها عندما استنشقت عبير الزهور ورائحة النباتات الخضراء النضرة الرطبة واوجعت قلبها ذكرى قريتها وأهلها وصديقاتها المتواضعات البريئات .... البراءة! لم تجد لها وجود هنا الكل لديهم كبر مقيت وكأنهم يرتدون الأقنعة يخبئون بها ضغائنهم حتى عمها انه مخيف أحيانا وتشعر انه قاس القلب ومتسلط وبينها وبينه حدود ومسافات ولولا يكون كذلك لما فعل بها وبابنه فعلة كتلك. سارت مسافة وسرعان ما اضطربت وارتبكت عندما رأت علي واقف في ناحية من الحديقة وقبل ان تتظاهر بعدم رؤيته او الرجوع رمقها بنظرة مهتمة! وتسمرت مكانها عندما رأته يخطو نحوها لم تتوقع ان تراه هنا بوقت كهذا اقترب بسرعة وقال متأملا شكلها: "صباح الخير" قالت بصوتها الناعم الهادئ: "صباح الخير" قال بابتسامة: "مستغربة وجودي صحيح؟ قضيت الليلة الماضية هنا .... عمتي افتتحت شركة جديدة من مالها الخاص واختارتني مدير يمثلها وسهرنا نتباحث الامر الى وقت متأخر اضطررت ان أبقى .... ستعتادين على رؤيتي هنا كثيرا بسبب العمل الجديد .... نتمشى قليلا؟" انكمشت من طلبه وتضايقت لأن ذلك غير مناسب عندهم في القرية لكن يبدو ان الامر مقبول للغاية هنا. قالت باضطراب واضح: "الطقس بارد سأدخل" علي وبنبرة جادة: "لأني صريح تماما سأخبرك بسبب بقائي حتى الساعة .... اردت ان أتكلم معك على انفراد .... الذي دفعني لذلك رؤية دموع عروس جديدة في ايامها الأولى التي من المفترض ان تضج سعادة وبهجة" قطبت جبينها ولامس كلامه اوتارها الحزينة وواصل بصدق تام: "كل شيء جديد عليك .... أدرك ان الحياة بالنسبة لك مختلفة" تطلعت به باهتمام وتساءلت مع نفسها ان كان يعرف انها ريفية؟ قال وهو يقطف زهرة ارجوانية صغيرة: "لا تستغربي تدخلي .... اعلم انك من عالم اخر مختلف تماما.... لا بأس حاولي التأقلم وليس لك الا التحلي بالقوة والصبر" شعرت كأنه يعرف كل شيء حصل وقال وهو يقدم لها الزهرة: "في عينيك تساؤل واضح .... سامر اخي قبل ان يكون ابن عمتي وصديقي .... واسرارنا واحدة" لم تتقبل الزهرة بيده وتراجعت خطوات لكنها احرجت من تصرفها وخشيت ان تولد عنده انطباع انها ريفية همجية جاهلة كما يصفها سامر وحاولت ان تثبت عكس ذلك فبقيت مكانها وابتسمت ببهوت قائلة: "فهمت" تطلع بها لأنها رفضت زهرته وانزل يده قائلا: "أدرك كل شيء حصل بينكما .... سامر أخبرني" تحمرت وجنتيها وارتبكت جدا وتمنت ان يتوقف عن الخوض في التفاصيل وتضايقت من موقف سامر الذي يستخف بها ويتكلم عنها امام صديقه. علي وبنبرة خافتة: "اعتبريني اخ كبير ليس لديه هدف سوى الإصلاح" قالت بتفكير: "اصلاح! ما مصلحتك؟ لماذا تريد الوقوف الى جانبي؟" صحح لها: "ليس بجانبك فقط .... بجانب سامر أيضا .... سامر انسان جيد .... ليس شخص لا يطاق كما تتخيلين .... الظروف خلقت منه ذلك الرجل الذي يتسبب بحزنك ودموعك .... اعرف سامر أكثر من أي شخص هنا حتى أكثر من امه وابوه .... اسراره معي .... صديق الطفولة والصبا والشباب .... نشأنا معا بكل مراحل العمر .... ثقي بي اريد مصلحته لأن ذلك واجبي اتجاهه" اشاحت ببصرها عندما لمست مصداقية واضحة بنبرة صوته ونظرة عينيه وقالت بضياع: "ليس بمقدوري فعل أي شيء يصلح الامر .... انا مظلومة اكثر من سامر ان كان يجد نفسه مظلوم .... لست مسؤولة عن حقده ونقمته .... النصيب من جمعني به .... عليه ان يدرك ذلك" قال وهو يدس يديه بجيوب بنطاله: "يدرك ذلك جيدا ... امنحيه وقت حتى يتمالك غضبه .... تحملي تصرفاته على الأقل هذه الأيام" هي وبإمعان او بالأحرى اتهام: " هو من طلب منك ان تتكلم معي؟" ابتسم وهز رأسه نفيا: "ليس لديه أدنى فكرة" كان يبدو عليه انه رجل في أوائل الثلاثينيات ربما أكبر سنا من سامر الذي يبلغ ثمانية وعشرون عاما رجل حسن الملامح بشعر بني غامق وحاجبان كثان متصلان وعيون بنية بلون شعره له قوام متناسق وطول قامة وكأنه له صفات مشتركة مع سامر كأن صداقتهما اكسبتهما نفس الأسلوب والطباع الا ان الفارق بينها ان علي مهذب وخلوق وسامر مغرور ومتهكم. رغم صدقه وصراحته ومحاولته المساعدة الا ان تصرف سامر لم يعجبها كيف يفضح اسرار خاصة له هذا خير دليل على ان سامر لا يطيقها ولا تهمه سمعتها وغيرته معدومة ناحيتها. .................................................. ............................ عندما عادت الى جناحها وجدت الخادمة تنظف فأضطرت ان تنتظر بالرواق واثناء ذلك وجدت هديل تسير وحالما رأتها اقبلت نحوها وقالت بأسلوبها غير المحبب: "اود ان أقول لك بعض الأمور .... ارجو الا تتصرفين في هذا القصر على انك ضيفة وتقضين كل اليوم معتكفة في جناحك او تتجولين بلا هدف .... عليك مزاولة أي مهام من ثم ما هذه الهيئة الفظيعة التي انت عليها؟" امتعضت ندى وقالت بضيق: "ماذا تريدينني ان افعل؟ لا اعرف ماذا افعل بالضبط؟ ما زلت عروس و" أطلقت هديل ضحكة مقززة وقالت وهي تشير بأصبعها الدقيق الطويل كأصبع الساحرات: "عروسة؟ وهل هذا شكل عروسة؟ ام هذا الدارج عندكم في الأرياف؟" ثم وضعت يدها على خصرها النحيل وواصلت وهي ترمقها بنظرات متعالية نزولا وصعودا: "اود فقط ان انصحك لكن احترت أي أسلوب مبسط انتهجه كي تفهمين كلامي واوجد لغة بيننا .... حسنا سأحاول .... لا توجد هنا مواشي ولا اسطبلات لذلك ستبقين تتجولين بأرجاء القصر بلا جدوى ولا فائدة وتضيعين وقتك ولا تعرفين ماذا تفعلين بالضبط" ثم اقتربت: "لا تبالغين بالبراءة والسذاجة عرفنا وفهمنا ما اردت ان توصليه الينا .... طيبة وبسيطة ونقية .... حسنا لا تجهدي نفسك اكثر وصلتنا الفكرة .... أفضل ان تكونين على طبيعتك ستصلين الى القلب أسرع من الاجتهاد والتصنع" انتظرت تأثير كلامها على ندى وراقبت ردة فعلها لكن الذي زادها توتر ان ندى لم تمنحها فرصة لاختلاق مشكلة بينهما وقابلت كل كلامها بالإيماء غير المقنع بالنسبة لهديل التي احتارت كيف تزعجها ثم وجدتها تقترب اكثر وتقول: "أي عروسة؟ سامر لم يلمسك ولن يفعل ما دمت بهذه الهيئة المزرية .... اهتمي بمظهرك اكثر رتبي شعرك ضعي الماكياج اهتفي بنظافتك الشخصية ربما هذا سبب نفوره منك" هنا احترق دم ندى وكادت ان تصرخ بوجهها لكنها تمالكت اعصابها وهمست: "ليس لدي ما أقوله لك يا هديل فأن حالتك اليوم بحاجة الى التعاطف معها" اتسعت ابتسامة هديل وهمست: " اوه انظروا من يتكلم .... ها هي الفلاحة بدأت تكشف عن انيابها" ندى وبالكاد متماسكة: "من ثم اطمئني لا تقلقي بشأني انا نظيفة من الداخل والخارج ولا أحب ان أتكلم عن اموري الخاصة وابين ان كان سامر ينفر مني او انا من يرفضه لأن مثل تلك الخصوصيات لا يجب ان تتجاوز جدران الغرفة" هديل وببريق خبيث وغيظ: "أمور خاصة؟ مسكينة انت التي بحاجة الى تعاطف مما نسمعه من سامر عنك .... لم يدع أحدا هنا لا يعرف بقرفه منك حتى الخادمات يتكلمن عنك ايتها الفلاحة .... اهتمي بنفسك أكثر.... عيب .... سامر أستاذ جامعي يقابل باليوم عشرات الجميلات من الطالبات والمحاضرات معه .... اعانه الله على ذلك النصيب يعود ويراك امامه بهذا الشكل من حقه ان يرثي نفسه! لن نلومه" عندما تركتها وذهبت انهمرت دموع ندى بكثافة بعد ان حبستها امام هديل ووضعت يدها على فمها وانهارت ثقتها بنفسها تماما .... طالبات ومحاضرات؟ انزلت يديها على جسدها وفستانها ببطء وتزعزعت ثقتها بنفسها ثم اجهشت بالبكاء. في غرفتها وامام المرآة بقيت تفكر بكلام هديل .... ترى فعلا هي كما تقول تلك المرأة وفعلا سامر يشتكي؟ غريبة هديل تريد بأي وسيلة انتقادها والتقليل منها وكسر خاطرها لماذا؟ لأنها بالفعل مقرفة ام تلك غيرة وحقد فقط؟ سامر يحاضر في الجامعة! اول مرة تعرف عنه هذه المعلومة .... رباه كيف لها التأقلم مع هكذا ظروف صعبة تفوق قابليتها .... وضعت يديها على رأسها واغمضت عينيها بقوة تحتمل سامر وتهكمه ام سلاطة لسان تلك المرأة الفارغة وسخة القلب ام عجرفة زوجة عمها المتعالية؟ اشعر بالاختناق يا ألهي كأنني انازع هنا! .................................................. ........................... عند المساء وقبل عودة سامر جلست على الاريكة وتأملت كتبه السميكة والأوراق الكثيرة كلها باللغة الإنكليزية وعضت على شفتها انها لا تفهم أي شيء منها لا تعرف حتى العناوين ولم تفهم أي شيء انها عاجزة .... رمت بالكتاب بجزع وإذا بها تجد صورة تنزلق منه وتنكب على السجادة على الوجه الاخر! التقطتها بسرعة وإذا بها تنصدم من رؤية محتواها .... ابتلعت ريقها وهي مركزة بسامر والفتاة التي يحضنها! أبعدت الصورة ببطء وشعرت كأن قضبان تقيد قلبها من الداخل وتكتم عليه بقوة واخفت وجهها بيديها وشعرت بدموعها تنساب رغما عنها ومسحتها بقوة وعادت للتدفق ليس لشيء سوى للوخز الذي خدش احساسها ومشاعرها من رؤية تلك الفتاة بين ذراعيه والعلاقة الحميمة التي تجمعهما .... اين ستكون بحياته هي بعد كل الذي عرفته عنه ورأته .... ان الحياة كلها له مستقبل وشباب وشهادة عليا وحبيبة وحرية وهي مجرد عبدة تحت قدميه يدعسها ويمضي متى شاء وكيف شاء .... سامح الله عمها وأهلها الذين وضعوها بطريقه ودمروها .... انها الخاسرة الوحيدة .... انها ناقمة. اعادت الصورة الى الكتاب وكثير من الأفكار تراودها وحافز شديد اخترق داخلها ان تفعل شيء لنفسها. أسندت رأسها على ذراع الاريكة وعضت على اصبعها وصورة تلك الجميلة لا تفارق مخيلتها من تلك؟ طالبة؟ صديقة؟ محاضرة؟ وما هذه العلاقة التي اوصلته لعناقها وما كل ذلك الحب بنظراته وتلك الابتسامة التي يحفها بها؟ اول مرة ترى سامر فيها مبتسم وسعيد ورومانسي .... سامر يحب؟ لم تشعر بنفسها كيف نامت على الاريكة لقد سرقها النوم من صراعات افكارها والغيرة التي شبت بقلبها غيرة من كل شيء وعلى كل شيء .... غيرة منه وعليه غيرة من تلك الفتاة وعلى نفسها. نامت دون ان تشعر ولم يكن بنيتها ان تبقى بهذا المكان الا انها انهارت لا اراديا. لا تعرف كم من الوقت مضى وهي مستغرقة بالنوم حتى فتحت عينيها ببطء واستغربت الظلمة ماعدا مصباح جانبي وكان هناك سامر أيضا! اعتدلت بسرعة وابتلعت ريقها عندما رأته جالس على الكرسي القريب جدا من الاريكة ويتطلع بها! قالت باضطراب وهي ترتب شعرها وقميص نومها الأبيض: "اسفة .... لم اقصد النوم هنا .... أ .... اعتقدت انك ستتأخر" قال وهو يتأملها: "لا بأس" أبعدت بصرها بارتباك وهي تفكر ان كانت تحلم وكأنها حلمت ان سامر يلمسها! وعلى اثر ذلك فاقت! حلم اشبه بالحقيقة .... نهضت بسرعة وتطلعت بالساعة الجدارية التي اشارت للعاشرة وابتعدت بسرعة كالهاربة ودخلت الغرفة ووضعت يديها على وجهها الساخن وهي تطرد صورته من نفسها .... كأنه كان يلمسها .... عضت على اصبعها حلم ام حقيقة؟ مررت يدها على خدها وعنقها وابتلعت ريقها لماذا كان يتطلع بها هكذا؟ طوال الوقت كان يتطلع بها! رباه ربما ظن انها متعمدة عرض نفسها عليه؟! التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 09-10-20 الساعة 04:11 AM | ||||||
|  |
|
09-10-20, 05:35 AM
| #93 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  اقتباس:
نزل الفصل اتمنى ينال استحسانكم متابعيني | |||||||
|
| |
|
09-10-20, 05:40 AM
| #95 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
ندى عمها فرضها على عائلته ولانه السلطة العليا في البيت مضطرين يتقبلونها رغم عدم اقتناعهم بها كونه ريفية فقيرة ماديا واجتماعيا سامر يحب واحده ابوه رافضها تماما وقرر ان يثبت لوالده فشل زواجه عزيزتي شكرا للمشاركه الجميلة | |||||||
|
| |
|
09-10-20, 05:51 AM
| #96 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
العم سالم اختار ابنة اخيه الفقيرة لانه يعلم ان سامر يحب واحده اخرى وسيعامل الزوجه الجديدة اسوء معاملة واي واحده من عائلة ومحترمة لن تتقبل وضع سامر الناقم على ضياع حبيبته العم مدرك ان لا احد سيتحمل ظلم سامر سوى ندى فاستغلها وحقق مراده بان لايتزوج ابنه البنت الذي يكرهها جدا ويرفض زواجه منها ابو ندى اغتنم فرصة بحث سالم عن زوجه لابنه وعرض ابنته بالوقت المناسب مع اقناع سالم ان ندى ستتحمل حماقات سامر مهما فعل سعيدة بمتابعتك وتفاعلك | |||||||
|
| |
|
09-10-20, 06:00 AM
| #97 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
عمها ليس سهل كما يظهر لها دائما ولديه شخصية صارمة وندى لا تظن انه سيقف معها بكل شي ولا احد يمكن ان يتجاهل انها زوجة لسامر ومن حقه ان يمنعها من اي شيء تقدم عليه لغرض تحطيمها والانتقام منها نكاية بوالده الذي اجبره بكل الاحوال ندى غير قادرة على تحدي سامر واستفزازه لان يده طائلة تحياتي | |||||||
|
| |
|
09-10-20, 06:09 AM
| #100 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
صباح الخير والمحبة والنقاء ساهرة لم ترى بنفسها قاسية على ندى بالعكس تعتبر ندى محظوظة بزيجة كهذه وتعتقد ان غباء ندى سيوقعها بالمشاكل وتتمنى ان تمتلك ندى دهاء وحنكه تستثمر به سامر افضل استثمار وهي بذلك تمتلك نفس منطق والدها من شابه اباه فما ظلم احسنت التعليق عزيزتي استمتعت به | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
79Likes
العرض العادي
