آخر 10 مشاركات
587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree79Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-20, 12:46 AM   #131

وهج٢

? العضوٌ??? » 443536
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وهج٢ is on a distinguished road
افتراضي


ما كنت أدرك أنني سأصير روحا حائرة في القلب أحزان وفي جسمي جراح غائرة

فاروق جويدة


وهج٢ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 08:49 AM   #132

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 خلف قضبان الاعراف .... الفصل العاشر

خلف قضبان الأعراف
الفصل العاشر..........
(مشاعر متضاربة)

امسكتها من يدها واخذتها الى غرفة مجاورة وقالت: "اهدأي حاولي التماسك لا يجب ان تظهري بهيئة منكسرة امام أحد"
ندى وبشهقات: "اريد الطلاق .... اقسم بالله اريد الطلاق"
دخلت عفاف مسرعة وهتفت: "ماذا تقول هذه؟"
هديل وباستياء: "كلميها"
عفاف وبحدة وهي تربت على كتفها بشيء من القوة: " اسمعيني جيدا يا بنت .... سامر زوجك ومن حقه ان يتصرف بالطريقة التي تعجبه في بيته لا شأن لأحد هنا بحياتكما الخاصة .... حاولي ان تجدين الحلول لمشاكلكما معا وارجو ان تكون داخل حدود الجناح الخاص بكما .... اذهبي اغسلي وجهك هيا .... هيا"
عندما خرجت ندى من الغرفة تطلعت عفاف بتجهم بهديل التي بقيت تراقب الباب الذي خرجت منه ندى بصمت وتأمل ثم بادلت عفاف النظرات.

وجدت نفسها تهرب الى الحديقة بدون هدف وكأنها ضالة الطريق وبالفعل هي ضالة وتائهة حتى عن نفسها معقول كل ذلك الذي يحصل معها؟ منذ دخلت الى هذا المكان المقرف والصدمات تتوالى عليها .... معقول كلام سامر هذا؟ بمنتهى القسوة أخبرها الحقيقة الغائبة عنها وصغرها أكثر وأكثر امام نفسها ليس امامه فقط لا هي ابنة عمه ولا سالم يكون عمها! ياللهول!
لا بالتأكيد سامر يكذب ويتفوه بالحماقات كي يطفأ ناره بها ويرى دموعها انه يستمتع بكل لحظة ذلة تعيشها امامه وكأنه يسترجع بكل مرة يهينها بها ويجرحها جزء من كبرياءه وكرامته التي غيبها والده ....
أي قلب يحتمل كل هذا؟ أي مشاعر تصمد امام ذلك الكم الهائل من الخدوش؟
كانت تهرول في أروقة الحديقة العملاقة المتفرعة الاروقة حتى وصلت الى الحديقة الخلفية واستندت على جذع شجرة وهي لاهثة الانفاس ومذهولة من الحقيقة المرة
كيف تتطلع بوجوههم الان وهي قروية غريبة لا تمت لهم بصلة قرابة؟
أصبحت مثل موقف جدتها بالضبط جدتها التي جلبها الحاج صباح من الشارع وتفضل عليها بالزواج وبقيت الى ذلك اليوم موضع احتقار وسخرية مهما مرت السنوات .... سامر يرى نفسه متفضل عليها وواجبها ان تخضع وتطأطأ له رأسها وتتحمل كلماته اللاذعة بأي وقت يشاء كأنها ليست بشر .... كيف لم يخبرها والدها؟ كيف سكتت أمها عن حقيقة مثل تلك؟ معقول كلهم يعرفون ويخدعونها؟

كانت طوال الوقت مستغربة كيف لسامر ان يحتقر ابنة عمه لحمه ودمه! كيف يسمح لنفسه بالتطاول والتمادي على عمه؟ الان عرفت السبب وراء نظرتهم الفوقية المتعالية عليها وعرفت سبب خضوع أمها لهم ....
اخفت وجهها ومرت سلسلة من الذكريات البغيضة في مخيلتها عندما صفعها عندما رشقها بحذائه ولسانه اللاذع الذي يطعن بكرامتها كل مرة يراها بها .... متخلفة جاهلة .... فلاحة .... كثير من الكلمات العديمة الذوق .... اكرهك يا سامر اكرهك .... اكرهك
انزلت يديها ببطء لأنها شعرت بحركة وصوت منخفض قربها ومسحت دموعها بسرعة عندما وجدت مريم واقفة قريبة وتتطلع بها ببراءة وبدت متأثرة حزينة واثار ذلك تعاطف ندى التي مدت يدها نحوها وأشارت لها هامسة: "تعالي .... تعالي الي"
اقتربت الطفلة ببطء شديد وكانت جميلة بوجه دائري كالقمر وجدائل بنية طويلة جدا تتراوح أسفل خصرها
انحنت ندى وهمست: "لا تخافي انا بخير .... فقط فقط مشتاقة الى امي واختي .... و"
مريم وبصوت طفولي ملائكي: "دائما تبكين .... كل يوم تبكين .... لا اريد ان اتزوج عندما أكبر .... لا اريد ان ابكي مثلك"
ابتسمت ندى عبر دموعها وهزت رأسها بحزن قائلة: "لا .... عندما تكبرين ستتزوجين رجل يحبك ولن يتركك تبكين ابدا"
مريم وبإحباط واضح: "لماذا لم تتزوجي رجل يحبك اذن؟ عمو سامر لا يحبك ويجعلك تبكين كل يوم انا منزعجة منه .... لا اريد منه هدايا بعد اليوم .... سأخاصمه"
احتضنت ندى وجهها الجميل وهزت رأسها وبنبرة منخفضة: "لا هذا لا يجوز انه عمك انه يحبك كثيرا .... انا لا ابكي بسببه .... ابكي لأنني اريد ان اعود الى اهلي"
مريم وبسرعة: "وتتركيننا؟ لا ارجوك ابقي هنا .... انا ومحمد نحبك وسنلعب معك ونجعلك تضحكين"
اومأت ندى بسرعة وتشجيع وعانقت الطفلة بقوة لأنها لمست براءتها وقلبها النقي وكأن كلماتها تلك فرجت عن قلبها الكرب قليلا
امسكتها من يدها وسارت معها في الحديقة ببطء ولمست سعادة الطفلة الكبيرة وكأنها منحتها شيء ثمين! وغرقت مجددا بأحزانها .... ماذا ستفعل بعد ما عرفته؟ تذهب الى عمها سالم وتخبره؟ تذكرت تحذير سامر من الشكوى ووعيده بأن ترى منه اسوء ما لديه ان فعلت وعضت على اصبعها .... ليتها ترى أمها وتخبرها بكل شيء وتطلب منها انقاذها مما رموها به.
.................................................. ...............................

قطب سامر جبينه وعقد حاجبيه وهو يتطلع بالهاتف ويتصفح به بتوتر وعلى كل برامج التواصل .... كل رسائله تصل وتمت مشاهدتها دون رد ومكالماته لم يتم الرد عليها .... الى متى؟
رمى الهاتف بحنق ودعك جبينه وتطلع الى الأوراق والكتب امامه بلا رغبة وبدون تركيز ثم دفعها من امامه ونهض وأشعل سيجارة وعاد بسرعة الى الهاتف وطلب رقم رشا.

.................................................. ..........................
جلست عفاف على الاريكة الوثيرة في غرفة نومها وتناولت علبة سجائرها واخرجت واحدة عبر انامل متوترة: "ما العمل الان؟ البنت ساذجة وعديمة الخبرة والتجربة ولم تعرف كيف تجذبه اليها او تثير اهتمامه وسامر رأسه ناشفة وكأننا لم نفعل شيء الوضع كما هو والأيام تسير دون تطور وطول الفترة ليست بصالح أحد"
هديل وهي تضع ساق فوق الأخرى وتهز بساقها بعجرفة: "واضافة الى بلادتها وغباءها لديها عنجهية الفقراء التي امقتها لا تحب ان تتنازل وتخضع وصمتها المقرف يستفزني كأنها لوح خشبي"

نفثت عفاف الدخان قائلة: "مسكينة هي الأخرى ماذا تفعل امام تصرفات سامر الذي لا يتوقف عن توبيخها ونقدها انت أيضا توقفي عن الضغط عليها بلسانك المتبرئ منك .... المشكلة الان ليست هنا .... المشكلة ان ميساء ستطير من يدينا .... أخشى ان تحبط كل مخططاتنا وننام ونصحى لنجد أنفسنا ورطنا أنفسنا بحكاية فاشلة لن ننال منها سوى مطلق في بطاقة سامر الشخصية وتلك نقطة ستحسب عليه في المستقبل"
هديل وبتكبر: "غلطة ارتكبها عمي لا افهمها كيف جعل زواج سامر رسمي بالمحكمة كان الاجدر ان يكون غير معترف به ولا يترتب عليه أي أثر قانوني"
عفاف وهي تشيح ببصرها بدون هدف وبشرود: "سالم يريد ان يجعل كل شيء قانوني وفي النور لأنه يخشى ان يعرف رياض فيما بعد ويأخذ عليه نظرة وموقف ليس لطيف .... الطلاق الرسمي أفضل من النزوات عند رياض"
هديل وبسرعة: "الذي خلق ميساء لم يخلق غيرها؟ غدا سنجلب له من هي أفضل وأجمل منها اضعاف ان لم يقتنع رياض هذا"

عفاف وبحنق: " بلله عليك لا تزيدي توتري .... تعرفين من ميساء ومن رياض وماذا يعنون لنا لذلك اصمتي .... بإمكاننا ان نختار لسامر أي بنت تلك ليس مشكلة .... المشكلة ان هدفنا ميساء ولا نريد غيرها ومستحيل توافق على سامر إذا شعرت انه غير راغب بها .... اه .... ظننت ان الأمور ستسير حسب ما نشتهي لكن يبدو ان امامنا مشوار صعب"
هديل وببرود: "ما زال الوقت مبكر وغدا سيستجير سامر بالرمضاء من النار ويقبل ان يتزوج ميساء هروبا من واقعه المخجل .... اكيد سيعرف قيمة ميساء ولا يفضل ان تبقى زوجته ريفية متخلفة .... سامر لا يمكن ان يقتنع بندى تلك وسيتخلص منها قريبا وعندها يكون طريقنا أسهل"
سحبت عفاف الدرج قربها واخرجت منه الأقراص وقدمتها قائلة: "علميها كيف تستخدمها ليس لي طاقة وقابلية بالكلام معها"
شهقت هديل وقالت بقلق: "لحد الان عندك؟ كان من المفروض ان تعطينها المانع من اول ليلة دخلت بها هذا القصر"
ابتسمت عفاف بسخرية واستخفاف قائلة: "وماذا فاتنا الان؟ اعرف سامر ولست قلقة بشأن ذلك الموضوع .... لم نتأخر .... سامر اخذ على نفسه وعد الا يلمسها نكاية بنا واعتقد انه سيأخذ وقت لحين ان يفكر بالأمر .... هو رجل بكل الأحوال وندى ليست محرمة عليه انها له متى شاء"
لوت هديل شفتها وجذبت شريط الأقراص وهي تتمتم: "وماذا أقول لها تلك؟ ستوافق؟"
عفاف وبكلمات باردة تخرج من شفتيها عبر الدخان الكثيف: "لا تخبريها بالحقيقة قولي لها انها فيتامينات ضرورية .... جاهلة لا اظنها ستعرف اقنعيها بأي حجة"
.................................................. .................................
بعد مرور يومين ....

وصلت ساهرة الى مشارف القصر وضاقت عينيها وهي تتطلع الى الأعلى ثم أطلقت زفرة وحسرة: "حسنا .... لن أكون ساهرة ان لم اجعل ندى متربعة على العرش هنا ولا أحد يقدر ان يزحزحها من مكانها.

تطلع بها الحارس وهي تحوم بين الاسوار وهتف من على بعد: "انت يا امرأة ماذا تريدين؟"
.................................................. ..........................
كان سامر يتطلع بوجهها بترقب وانتظار وهي امامه كالتمثال الجامد خافضة بصرها ويديها الباردتان منكمشتان في حجرها وكأن قلبها مليء بكومة حطب متراكم واشتعل عود ثقاب وسقط بمنتصفه ليشعله ويحرقه بالكامل وذلك العود هو كلام سامر!
قال بنظرات متلهفة وبإلحاح: "سجى .... ارجوك تطلعي بي .... ستبقين صامتة طوال الوقت قولي شيء اريد ان اسمعك تطلعي بي"
رفعت بصرها ببطء وتغيرت تعابيره عندما ظهرت له عينيها الحمراوين كجمرتين مستعرة وخيبة الامل تنطق بكل تعابيرها وتطلع بشفتيها المضطربتين الجافتين عندما قالت بنبرة عتاب: "ظننت ان سأسمع كلام ارحم مما قلته الان .... الحمد لله انني اتيت مع انني كنت رافضة تماما رؤيتك لكن كأن الله أراد ان يترك قلبي رماد بعد لقاءك"
تحركت اهدابه باضطراب ثم رفع بصره عندما نهضت واتسعت عينيه وبدتا حادتين شديدتين عندما قالت بنبرة احتقار: "انت .... جبان .... جبان .... اكتشفت ذلك متأخرا للأسف"
وتركته وخطت ولا تعرف ان كانت تتجه بالاتجاه الصحيح ام انها ضيعت خطواتها وشككت ان كانت قدميها ستتمكنان من ايصالها الى سيارتها ام ستخذلانها وتنهار الى الأرض!

زمم شفتيه بانفعال وضرب بقبضة من غضب على الطاولة التي امامه حتى اهتز ما عليها ومالت آنية الزهور وجرى الماء منها وانسكب على الأرض.
تناول نظارته وهاتفه ومفتاح سيارته بمنتهى السرعة وكتلة هائلة من الغضب نشبت بصدره وافقدته صوابه

شغل المحرك وانطلق بسرعة فائقة وقد أعلن المؤشر اقصى سرعة للقيادة ...انت جبان .... جبان .... اكتشفت ذلك مؤخرا للأسف .... ظننت ان اسمع كلام ارحم مما قلته .... كأن الله أراد ان يترك قلبي رماد

دخل القصر وحتى حارس الكراج استغرب سرعته الجنونية والاصوات التي تطلق من السيارة واستشعر الغضب منه وتعوذ من الشيطان الرجيم
كان الغل يملأ قلبه عندما دخل الجناح وبخطوات سريعة اخترق الغرفة وعندما لم يجدها صرخ بصوت مرتفع: "ماجدة"

اسرعت ماجدة ودخلت قائلة بفزع: "نعم نعم سيد سامر"
سامر وبعيون تكاد تخرج من محجريها: "اين هي؟ اين ذهبت تلك؟"
ماجدة وبحذر وقلق: "تقصد السيدة ندى؟"
هو وبانفعال: "سيدة من؟ سيدة المواشي؟ اغربي عن وجهي"
وخرج من الجناح وكأنه يبحث عنها!
وضعت ماجدة يدها على صدرها وخشيت ان يفعل شيء لندى المسكينة وبقيت تدعك بيديها بقلق وتدعو الله ان يهدي قلبه


ركعت ندى على الأرض في الحديقة الخلفية وقالت بابتسامة والطفلين محملقين بوجهها بذهول: "لا تخشيان هيا اجلسا على الأرض مثلي .... كنت افعل ذلك مع اخوتي واصدقائي عندما كنت صغيرة"
مريم وبتردد: "انها امنيتي لكن .... لا امي لن توافق لأن في التربة حشرات وجراثيم تدخل اظافري"
ندى وبتشجيع وهي تلمس رغبة مكتومة بعينيهما: "لا بالعكس في التربة طاقة يحتاج اليها جسمكما .... عندما كنت صغيرة كنت اجمع التراب هكذا"
وبدأت تلملم التربة امامهما على شكل تلال صغيرة وابتسما بحماس عندما واصلت: "واصنع الجبال والقلاع .... هيا لنفعل ذلك معا وبعدها نغسل أيدينا بالماء والصابون .... لا يجب ان تبقى امنية سنحقق ذلك"
تبادلت مريم النظرات السعيدة مع محمد وركعا على التربة وبهذه اللحظة وصل سامر المستشيط غضبا وما ان رآهم هكذا حتى ابطأ خطواته وتسمرت عينيه وتغيرت ملامحه وهو يشاهد المنظر وهي جاثية تجمع الرمال مع الأطفال ثم توقف عندما وصل الى العمود القريب منهم وفتح فمه ليقول شيئا لكنه الجم لسانه عما كان يريد ان يقوله ووضع يده على جبهته

قالت مريم بقلق: "لكن امي ستعاقبنا ان اتسخت يدينا وملابسنا اعتقد ان ذلك خطأ لا يجب ان نمسك التربة الموحلة يا ندى"
ندى وبنبرة رقيقة وجدية: "لا بالعكس اللعب بالتربة ممتع جدا هيا.... هيا سأبني قلعة هكذا .... نعم قلداني .... نعم .... قالت لي امي عندما كنت طفلة ان التربة تسحب من اجسامنا السموم والغضب ونشعر بالهدوء والراحة عندما نفرغ ما بداخلنا من سموم "
اشاح سامر ببصره وهو يستمع الى ضحكهم ثم استدار الى الناحية الأخرى وسار عائدا بخطوات اقل سرعة كأن الغضب سكن عنه تدريجيا وتنفست ماجدة الصعداء عندما دخل الجناح بصمت وتساءلت ما الذي حصل ليعود اقل حدة هكذا!
بحثت هديل عن اطفالها في أروقة الحديقة وعندما وصلت ورأت ما رأته شهقت شهقة عظمى وتتطلع اليها الطفلان بفزع وخيفة وانقضت عليهما وسحبتهما من يديهما بشراسة وعضت ندى على شفتها وهي متأثرة جدا
دخلت هديل الى الداخل وهي تنادي المربية بانهيار وهنا تجمع من في المنزل على اثر هتافها وانهيارها حتى سامر الذي كان يجلس في ردهة الجناح التفت على اثر صوتها واسرعت ندى ودخلت لتجد عمها وعادل وعفاف والمربية وماجدة كلهم مجتمعين حول هديل التي هتفت بانفعال: "تلك المجنونة تريد ان تفسد تربية اطفالي .... تخيلوا ماذا رأيت هناك بالحديقة الخلفية! وجدت تلك المخبولة تعبث بالوحل مع اطفالي يا الهي يا الهي لم احتمل المنظر .... خذيهما الى الحمام ارجوك .... لن احتمل"

اخذت المربية الطفلين المفزوعين وقطب عمها جبينه ورفع عادل كتفيه واعادهما بينما لاذت عفاف بابتسامتها وبهذه الاثناء اسرعت ندى وقالت بحزن: "ان كنت أخطأت فالذي تفعلينه الان هو الصواب؟ افزعت الأطفال وتسببت بحزنهما .... لم ارتكب جريمة .... رغبت ان اسعد الأطفال واحقق لهما امنية يكتمانها"
رفع سالم حاجبه وتطلع بهديل التي انهارت اكثر وصرخت: "تحققين امانيهم! انت تحققين امنيات اطفالي يا جائعة؟ اطفالي ليسوا بحاجة الى خبالك وجنونك انا كل يوم احقق لهم كل احلامهم وامانيهم التي بحياتك لم تحصلين على مثلها حتى بأحلامك .... جئت الان ايتها الفلاحة لتعلميني كيف أربي اولادي لم ينقصني الا ذلك"
ندى وبقهر وضيق: "ربما حققت لهم الكثير من امانيك واحلامك انت التي لا تشكل لهم أهمية ولا تدخل السعادة والبهجة الى قلوبهم وحرمتهم من امنياتهم البسيطة التي تناسب سنهم وعقلهم .... كما ان لمس التربة يقوي مناعة الأطفال ورسولنا الكريم من اوصى بذلك .... عموما .... انا اسفة"
هديل وبصدمة: "انظروا من يتكلم ويتفلسف!"

لوى سامر شفتيه وهو يستمع الى ما يحدث ودعك عادل شعره وهو يتطلع بهديل الثائرة.

.................................................. ...................

في ساعة متأخرة من الليل تقلب سامر على الاريكة عدة مرات حتى اعتدل وتناول علبة السجائر ووضع واحدة بين شفتيه ببطء "سعيدة بماذا؟"
"لا اعرف .... لا اعرف ان كنت سعيدة ام لا"
"سأجعلك تعرفين وتميزين السعادة من سواها الليلة"
"اتركني؟ .... اتركني ابتعد"
"لا تريدين؟ لماذا؟ الست لي؟ لماذا تزوجتك اذن؟"
لماذا لم تراعي مشاعري بليلة مثل هذه؟"
"مشاعرك؟ وهل من مثلكم لديهم مشاعر؟ .... اول مرة اعرف ذلك ظننت ان مشاعركم تنحصر بالغرائز فقط .... الاكل والنوم وال "
"ارجوك لا تجرحني .... لا تلمسني .... ابتعد .... ابتعد"
خلصتني من عبأ وخففت عني"
"عبء؟"
"وعبء كبير وهل هناك عبء أكبر من التعامل مع ريفية رأسها فارغ؟"
"تخطيت كل الحدود عندما صفعتني .... قلت مخمور لست بوعيك .... لكن الان أي مبرر يجعلني اتجاهل اهانتك المتعمدة؟ "

أشعل السيجارة بتوتر وتطلع نحو غرفة النوم
"لست مذنبة كي تفعل معي كل ذلك؟ ليس ذنبي ان يكون والدك دكتاتور"
"ولا تتوقعي انني أضعف في يوم ما ويحصل بيننا ما يحصل بين الأزواج .... ابدا
"ولا انا اتوق لذلك .... لست رخيصة كي اتقبل من يهينني ويحتقرني"

نفث الدخان وزمم شفتيه وضاقت عينيه "انت جبان .... جبان .... اكتشفت ذلك مؤخرا للأسف"

تطلعت ندى بسقف الغرفة المظلمة وكلام ماجدة لم يفارقها "تزيني واظهري له بأبهى صورة ضعي العطور التي يحبها وارتدي ملابس تظهر انوثتك .... اثبت له انك امرأة واجعليه ينتبه لكونك جميلة .... لا تكوني خانعة طوال الوقت وحاولي جهدك ان تجذبيه اليك وعندما يقترب ابتعدي .... حاولي ان توصلي له انك صعبة وليس بمتناول يده وبنفس الوقت اجعليه يطمع بإمكانية الوصول اليك
عاقبيه على كل كلمة تفوه بها وجرحتك ردي له الصاع صاعين انتقمي منه على تحقيره واهانته لك بأن تجعلينه يطمع فيك من ثم تمنعي عليه
مهما كنت ضعيفة انت اقوى منه بكيدك .... كيدي له واجعليه يندم
هزت ندى رأسها وهي غير قادرة على استيعاب كل ذلك الكلام الكبير انها لا تريد منه شيء تريد ان تبعده عنها وفقط
لكن كيف تتخلص منه وتحصل على الطلاق ان بقي الوضع كما هو عليه؟
.................................................. ...............
سار في الصالة ذهابا وإيابا عدة مرات حتى وجد نفسه يضع يده على مقبض باب الغرفة!

noor elhuda likes this.

هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 12:13 PM   #133

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

ربما حققت لهم الكثير من امانيك واحلامك انت التي لا تشكل لهم أهمية ولا تدخل السعادة والبهجة الى قلوبهم وحرمتهم من امنياتهم البسيطة التي تناسب سنهم وعقلهم ....


الفطرة النقيه تجذب البراءة تمحو الغضب

طريقك طوييل ولكن ع الاقل خرجت الاخرى مؤقتا من المعادلة


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 07:33 PM   #134

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 5 والزوار 9)
‏هند صابر*, ‏غير عن كل البشر, ‏نسمع البحر, ‏القرنفله, ‏شيخهه


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 09:55 PM   #135

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 6 والزوار 12)
‏هند صابر*, ‏sara osama, ‏سامنتا 7, ‏ام مرايم, ‏نسمع البحر, ‏Nahla71


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 11:48 PM   #136

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

اكتسيت بمعاطف الصبر ..
ورسمت القوة ما بين اضلعي ..
أتزجرني لانتفاضتي لنيل حقي
وتغدوا في الافق معترضا علـّۓx قوتي الزائفه
نسجت م̷ـــِْن بين ارحام الوحوش انثةٌ ..
تنبض بفؤادٍ م̷ـــِْن جمرٍ ..
تستنشق القوة م̷ـــِْن عطر الظلم ِ
وتغدوا م̷ـــِْن بين براثن الحقدِ
شامخةٌ مرفوعةَ الرأسِ
ولازلتَ معترضاًx علـّۓx جمرة فؤادي الملتهبُ..
بقلم حفصة الهاشمي


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 09:16 AM   #137

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم إنتي رائعته والي الامام
ووفقك الله في ألدرين حبيبتي


ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-20, 03:53 PM   #138

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

ماذَنبي... إن كانت روحي كَحمامةً تَحلُم بالحرية
نقيةٌ كَبياضُها
ماذَنبي وجدتُ نَفسي... حَبيسةً في عرينُكَ
مُحاطٌ بِقُضبان من الذهبِ
وروحي أنا صدأت كأبواب بيتٌ ...مهجوراً
بتُ أنتَ الجاني وأنا المجني عليهِ
لنا وقفةُ حسابً وقصاصِ ...
ياتُرى اي الأعذارُ تُقدِمها ...لتداوي نُدباتي
و اي الكلمات تواسي روحي الممزقةِ ...
الى اشلاءَ مبعثرةً !!!
ماذَنبي إن كان حُلمي رسمتهُ بأبهى الألوانِ ... وروحي أفاقت على واقعٌ رمادي اللونِ
أردتُ الأمانَ مِنكَ وبَتَّ أنتَ المنفى لي ...!!
بقلم noora-1995+


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 20-10-20, 12:38 AM   #139

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

هناك بأعلى ركن في صدري يعبق قلب ❤
قد تشبع بالخذلان والجروح وتسكنهه احاسيس مرهقه... ومشاعر مخذوله
هناك بأعلى ركن في صدري يعبق قلب
قد خابت آماله وخذل من...اقرب الاشخاص له...
ورمت به اعاصير الحياة من كل الاتجاهات...
هناك بأعلئ ركن في صدري يعبق قلب
ينتظر يوماً ما تنصفهُ الحياة....
بقلم الكاتبة Naya-Aliraq


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 20-10-20, 04:30 AM   #140

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile14 خلف قضبان الاعراف .... الفصل الحادي عشر

خلف قضبان الأعراف

الفصل الحادي عشر..........

(احاسيس مشتتة)

تطلعت ندى بسقف الغرفة المظلمة وكلام ماجدة لم يفارقها "تزيني واظهري له بأبهى صورة ضعي العطور التي يحبها وارتدي ملابس تظهر انوثتك .... اثبت له انك امرأة واجعليه ينتبه لكونك جميلة .... لا تكوني خانعة طوال الوقت وحاولي جهدك ان تجذبيه اليك وعندما يقترب ابتعدي .... حاولي ان توصلي له انك صعبة وليس بمتناول يده وبنفس الوقت اجعليه يطمع بإمكانية الوصول اليك
عاقبيه على كل كلمة تفوه بها وجرحتك ردي له الصاع صاعين انتقمي منه على تحقيره واهانته لك بأن تجعلينه يطمع فيك من ثم تمنعي عليه
مهما كنت ضعيفة انت اقوى منه بكيدك .... كيدي له واجعليه يندم
هزت ندى رأسها وهي غير قادرة على استيعاب كل ذلك الكلام الكبير انها لا تريد منه شيء تريد ان تبعده عنها وفقط
لكن كيف تتخلص منه وتحصل على الطلاق ان بقي الوضع كما هو عليه؟
.................................................. ...............
سار في الصالة ذهابا وإيابا عدة مرات حتى وجد نفسه يضع يده على مقبض باب الغرفة!
التفتت ندى وتملكها الفزع والقلق عندما سمعت صوت المقبض وكأنه يتحرك!
شعرت بنبضات قلبها تتسارع وجذبت الغطاء حتى منتصف وجهها وبقيت تراقب الباب بتوجس .... يا ألهى ماذا لو فكر سامر بما كانت تخشاه طوال الوقت؟ لست مستعدة لذلك ابدا ولست قادرة على تقبله لا نفسيا ولا جسديا انا أكرهه
قطب جبينه وابعد يده عن المقبض ببطء وتراجع خطوة ثم دعك جبينه وهو يسير نحو الاريكة وجلس وزمم شفتيه وجذب علبة السجائر مجددا وقبل ان يخرج واحدة منها رشقها بالجدار.
.................................................. .................
في منزل الحاج فلاح ....
قالت جنان وهي تجثو على السرير وتحبو لتجلس قرب سجى التي تبكي بحرقة وبمواساة: "امنحيه فرصة جديدة معك .... حب دام اربعة أعوام حرام ان ينتهي هكذا نهاية موجعة لقلبيكما .... الكل يعرف ان سامر متيم بحبك وقصة حبكما على كل لسان سواء في الجامعة او بين الأقارب والأصدقاء سامر لا يستطيع الاستغناء عنك"

رشا وباستخفاف وغيظ: "استغنى حبيبتي استغنى عندما تزوج بين ليلة وضحاها ووضع سجى امام الامر الواقع ولم يفكر بعواقب فعلته وتأثيرها على سجى"
رفعت سجى بصرها وسرى بريق حقد بعينيها الخضراوين ومسحت الدموع المتلاحقة عدة مرات وقالت باستنكار: "اكتشفت ان حبه كذبة .... حبه لي أكبر كذبة سامر غدر بي عندما تزوج .... باع الحب والمشاعر بثمن بخس ونسي الذكريات والعشرة ورضخ لقرار اهله وكسرني امام الجميع باستغنائه عني تزوج الحقير وجاء بدم بارد يطلب مني استمرار العلاقة بيني وبينه وكأن شيء لم يكن .... لم أتوقع منه هكذا تصرف بدى لي اناني ويحب نفسه وخيب ظني به وانا الساذجة التي انتظرته سنوات ورفضت الكثير من الشبان وضيعت فرص كثيرة من اجله بالتالي هذا جزائي ان أبقى عشيقة؟ يتزوج ويتركني ولم يكتف بذلك يريد ان يربطني به حتى بعد زواجه وبذلك لم يخسر شيء انا الخاسرة الوحيدة بتلك المعادلة المجحفة "

جنان وبحزن: "الضغوط عليه كبيره وانت تعرفين جيدا ان والدك السبب وسامر لم يشأ ان يكسر لوالده كلمة ويقلل من شأنه امام اهلك خاصة بعد ان قطع الحاج سالم امامهم وعدا بأن زواجكما مستحيل وانه سيزوجه خلال أيام وان ابنه لم يخرج عن طوعه وان حصل سيتبرأ منه ويمنعه من دخول بيته حتى موته وينسى ان له اب .... من البديهي ان ينصاع لوالده ولا يفرط بالعز والجاه والدلال والترف الذي ينعم به بكنف اسرته الثرية الغنية عن التعريف .... كما ان ملاحقته لك بالاتصالات والرسائل والحاحه على لقاءك دليل على رغبته بك وعدم قدرته على نسيانك او الاستغناء عنك رغم زواجه من أخرى ودليل أيضا انه لا يحب زوجته التي فرضت عليه ويحبك انت .... ارجوك لا تغلقي الباب بوجهه واسمعي له ربما لديه مبرراته واسبابه التي تقنعك وربما ستجدين الحلول معه"
هزت سجى رأسها قائلة بتعب وبضعف: "لم اغفر له زواجه بأخرى بعد كل ما بيننا .... لقد تزوج الا تفهمون معنى ذلك؟ معناه انه ليس ملك نفسه وليس ملكي امام الله وامام الناس وامام نفسه ونفسي .... يا خسارتي معه .... وثقت به منحته تنازلات لا يمكن ان أفكر ان امنحها لسواه احببته لدرجة اني تجاوزت معه كل الخطوط والحدود وكل ظني انني له وهو لي وزواجنا محتوم .... تصورت انه سيتحدى العالم من أجلي ولو كان والده .... نحر قلبي بزواجه وتركه ينزف وادار لي ظهره كنت انازع بليلة زفافه كدت اموت كدت أزهق روحي ودخلت المستشفى بسبب الانهيار العصبي الذي اصابني حتى انني فكرت بأنهاء حياتي! لم يفكر بما يجري لي يومها وعاش يومه على اتم وجه وأصبح امام الملأ رجل متزوج ورضي بذلك .... ليس لي قابلية على الرد على اتصاله وسماع صوته ولا لقائه لكن الحاحه واصراره على لقائنا زرع بداخلي امل وتمنيت ان يقول لي كلام يداوي به جرحي البليغ كنت انتظر منه اقرار بالندم واعتراف بعدم قدرته على الاستمرار معها بعيدا عني وانه سيتصرف وينقذ حبنا الذي يحتضر لكنه صدمني ببروده واستسلامه وابدى لي عجزه وبدم بارد يريد مني الاستمرار معه حتى انه لم يوعدني بشيء .... كل الذي قاله انه لم يلمسها ولن يلمسها اخلاصا لمشاعرنا لكني لست ساذجة لأصدقه انه يكذب علي .... كيف لرجل ان يصمد امام امرأة تشاركه السرير وملكه شرعا وقانونا! انه يخدعني وحتى وان كان صادق ذلك الوضع لم يرضيني وليس هو الحل الذي انتظره بالعكس ذلك يفسر لي ان سامر ظالم ويريد ان يظلمها ويظلمني بتصرفاته .... لو كان رجل بالفعل لما رضي بالزواج من غير حبيبته لكنه جبان خانع عديم الرجولة.... بالنسبة لي كل شيء انتهى بيني وبينه ولن اسمح له برؤيتي او الاتصال بي حتى يتصرف .... ان كان باق عل حبنا يطلقها وبذلك يثبت لي مدى اعتزازه بي ويرد لي كرامتي امام الملأ وعكس ذلك عودته لي مستحيلة اخبريه بذلك هذا اخر كلام عندي"

رشا وبتأييد: "نعم عين الصواب واياك ان تضعفي تحت تأثير توسلاته لأنك ستخسرين .... سامر يحبك وسينفذ شروطك لو بقيت صارمة معه اما إذا لاحظ او شعر بضعفك وترددك سيتمادى ويطالب بما ليس من حقه"
.................................................. .........................
في منزل الحاج سالم ....
دخلت ماجدة بهمس الى غرفة نوم ندى وهي تتلفت يمينا وشمالا وسحبت الدرج قرب السرير وجذبت شريط الأقراص واستبدلتها بشريط اخر مشابه وأغلقت الدرج بتوتر ولا تعرف ان ما تفعله صوابا ام خطأ كلما تعرفه انها تنفذ وصية ساهرة التي قابلتها سرا وطلبت منها الوقوف مع ندى ومساعدتها بعد ان شرحت لها مخططهم وماجدة بالأساس متعاطفة مع ندى التي وجدتها مظلومة عندهم وضحية .... كانت ماجدة شابة ببشرة داكنة وشعر مجعد واسنان بارزة قليلا ممتلئة القوام في أواخر الثلاثين لم يرزقها الله بنعمة الزواج وتكوين اسرة لكنه رزقها بقلب عطوف وحنون يقف مع الحق ونصرة الضعفاء مثلها واعتقدت ان الوقوف مع ندى في أزمتها واجب انساني خاصة وانها على دراية بالحوارات التي تدور بين هديل وعفاف وأيضا تعرف بقصة سامر مع سجى لهذا تقبلت ساهرة وعملت بوصاياها لعلهما توقعان بقلب سامر وتفشلان مخطط العائلة الظالمة.
.................................................. ...........................

شبكت ندى يديها باضطراب عندما وجدت علي مقبل نحوها اثناء جلوسها في الارجوحة في الحديقة الخلفية وانكمشت عندما استدار خلفها ودفع الارجوحة قائلا برفق: "كيف عروستنا الحزينة؟ اعرف ان لا تطورات حصلت لحد الان سامر أخبرني بكل شيء"
ضاقت عينيها واستنكرت موقف سامر الاحمق الذي يخبر صديقه بكل شيء وقالت بضيق: "ان زواجنا على المحك .... لا اظن اني سأبقى هنا طويلا"
علي وبهدوء: "لأني محايد ولا اريد ان اتحيز لصاحبي يتوجب علي ان احذرك وانصحك بدافع انساني .... سامر لا يعرف كيف يتصرف وكل هدفه ان تفقدين صوابك وتنهارين وتصرخين باعلى صوتك اخرجوني من هذا القصر .... طلقوني منه لم اعد احتمل يريد ان يوصلك لتلك المرحلة لأنه عاجز عن التصرف ويريدك انت من تبادري كي يخلي مسؤوليته امام والده .... انا غير راض بمخططه لأني اجدك الفتاة المناسبة له انه يستحق واحدة مثلك ليس مثلها"
قطبت جبينها والتفتت اليه كأنها تريد ان تعرف المزيد عن اسرار وخبايا سامر وراقبته عندما استدار وجلس قربها على الارجوحة وواصل: "سامر متورط بحب فتاة كان والدها السبب بدخول عمك السجن ظلما لمدة عشرة أعوام من عمره في الماضي بعد ان تكبده خسائر فادحة عندما كان شريكه في العمل وسرقه ودمره ونصب له كمين ولفق له تهمة هو بريء منها كان ذلك قبل أكثر من عشرون عاما تقريبا .... اثناء مكوث عمك في قعر السجون كان الله بالمرصاد لفلاح اذ ابتلاه بالخسران وعدم التوفيق .... خسر كل فلس نهبه بغير حق من عمك مما اضطره لبيع املاكه وبدأ يهد كل ما بناه واستنفذ كل ما اذخره وتورط بالسلب والنهب والنصب وذلك من خلال مشاريع ضخمة وشركات وهمية بالظلام مشاريع غير مشروعة وغير شريفة واثر ذلك باع بيته واستأجر بيت متواضع وعاش حياة لم يكن راض عنها بل الحقد تفاقم بقلبه عندما خرج عمك من السجن ووجده يزدهر من جديد وينجح ويتألق لذلك وجد نفسه لم يكتف الى ذلك الحد من إيذاء عمك اذ انه بعد مرور السنوات التفف على سامر وادخل ابنته حياته ومهد لهما طريق العشق وسهل امام سامر مهمة خطوبة ابنته لكن يبدو ان الحظ لم يحالفه مرة أخرى لأن نيته ليست صافيه فأوقعه الله بشر اعماله عندما اكتشف عمك المؤامرة وقطع سبيل زواج سامر من ابنة ذلك النصاب الوسخ .... سامر لم يعرف بالحكاية لأن عمك لا يريد ان يخبره عن ماضيه وعن السجن فالكل كان متوهم ان عمك كان مسافر خارج البلاد عمتي فقط من كانت تعلم وانا أيضا اعرف من خلال والدي .... كل ما يعرفه سامر ان والده يعتبر فلاح عدوه لخلافات قديمة وبدى سامر غير مقتنع لكنه مع ذلك لم يخذل والده وتخلى عن سجى وتزوجك ليرضيه ولا يكسره امام عدوه .... لكنه بقرارة نفسه ناقم وغير مقتنع ويرى سجى مظلومة وليس لها ذنب بكل الحكاية ولديه رغبة بالعودة اليها"

خفقت اهداب ندى ولا تعرف ما موقفها من كل ذلك وما شعورها امام كل تلك الحقائق؟
علي وبتأمل: "ارجوك لا تتركي سامر وتحمليه مهما فعل كي لا يلتف عليه ذلك العدو من جديد ويسرق أموال العائلة ويستحوذ عليها من خلال ابنته .... كوني اذكى من سامر ولا تدعيه يوصلك الى حافة الانهيار .... استقبلي حماقاته ببرود واحبطي مخططه باستقبالك لما يبدر منه بتجاهل"
ابتلعت ريقها وقالت بحزن: "لا اريد .... اريد ان اترك كل شيء واعود الى قريتي الى حياتي السابقة .... لا أقدر .... ليست لدي قابلية على تحمل سامر انه أصعب مما تتصور .... لا اريد مساعدة احد"
علي وبتأمل: "انه زوجك الا يعني ذلك لك شيء؟"
اسدلت اهدابها وهمست: "زوجي؟ زواج بالإكراه والغصب.... لا يمكن ان اعتبر سامر زوجي انه يكرهني ويحتقرني "
علي وبثقة: "لكنه زوجك .... شئت ام ابيت .... هناك عقد قانوني وشرعي يثبت إنك ملكه وانه رجلك .... تلك حقيقة"
هزت رأسها بحيرة وقالت بانفعال وهي تنهض: "ماذا تريد مني لماذا تقول لي كل ذلك؟ ماذا علي ان افعل له؟ ارجوك اتركني بحالي ولا تضغط علي عن اذنك"
واستدارت لتذهب لكنها فوجئت به يمسك معصم يدها وتطلعت بيده بقلق ثم بعينيه عندما قال: "يجب ان نساعد سامر على الخلاص من تلك العائلة"
انتزعت يدها وتركته وعادت الى الداخل لكنها مشوشة بالكامل وكلماته بقيت تحوم حولها وتضيق الخناق عليها .... معلومات صادمة وخطيرة لكنها لا تريد .... لا تريد التدخل بحياة سامر .... تريد ان تنفذ بجلدها فقط.

اسدلت هديل الستارة المطلة على الحديقة الخلفية وزممت شفتيها وضاقت عينيها وهي تتطلع بالصورة التي التقطتها لهما في هاتفها وهو يمسك يدها.

.................................................. .......................

تسمرت عينيه بوجه رشا التي أوصلت له الرسالة كما هي وقال بتجهم: "هي قالت ذلك؟"
رشا وبنظرات غير مستقرة: "و .... وقالت أيضا انها ستوافق على الزواج من ابن خالتها مروان الذي سبق وتقدم لها أكثر من مرة ومازال"
هنا جن جنون سامر الذي نهض قائلا بانفعال: "نعم؟ مستحيل .... مستحيل سجى تتزوج .... اسمعي اخبريها انني اريد ان اقابلها للمرة الأخيرة وان كلام كبير وجديد سأقوله لها .... خذي هذا المفتاح لتنتظرني في الشقة ذاتها عند الساعة السادسة مساء اليوم .... اخبريها انها مسألة لا تقبل التأخير"
تناولت رشا المفتاح منه وكانت احدى طالباته وصديقة مقربة لسجى وكانت فتاة متوسطة الجمال ومحجبة ولبقة وطويلة القامة ومتفوقه علميا وسامر يثق بها لأنه يعلم مدى حرصها على مصلحة سجى.

عندما ابتعدت عنه رشا خطوات ابطأت سيرها حتى توقفت وتطلعت بالمفتاح لثواني ثم اشاحت ببصرها وتنهدت ثم استدارت نحوه وراقبته وهو يركب سيارته وينطلق بها واخرجت هاتفها من حقيبتها وطلبت رقم سجى الثاني الذي لا يعرفه سامر.
.................................................. .......................
عندما سارت ندى بأروقة القصر استغربت حركة الخدام الغريبة والتحضيرات والتجهيزات وتبعت خطواتهم حتى عرفت انهم يقصدون قاعة في مؤخرة القصر وعندما دخلت اليها فوجئت بتعليق الزينة بكل مكان وبالونات ونشرات ضوئية وامور كثيرة جميلة وعندما سألت احدى الخادمات عن سبب كل ذلك التجهيز امتقعت عندما اخبرتها ان اليوم هو ذكرى ميلاد سامر وان الليلة سيقيمون له حفلة مفاجأة له ولاحظت الخادمة حرجها واضطرابها ولم تستغرب عدم درايتها بعيد ميلاد زوجها لأنهم يعلمون أنها زوجة مهمشة لا يدخلونها بمواضيعهم ولا قراراتهم ولا يعيرونها أهمية
خرجت من القاعة وهي مستاءة وفي طريقها الى جناحها تبعتها ماجدة.

جلست امام المرآة قائلة بدهشة: "هدية؟ انا اجلب لسامر هدية؟"
ماجدة وبتشجيع: "اليس زوجك؟ كلهم سيحضرون له هدايا ويجب ان تكون هديتك مختلفة لا تشبه هداياهم .... الليلة يجب ان ترتدي اجمل ما عندك وتظهرين بأجمل صورة امامهم دعيهم ينبهرون ودعي جمالك يدير رؤوسهم .... تعطري وابرزي جمالك وكوني قريبة منه .... لا تبقي بعيدة اقتحمي عالمه وافرضي وجودك وهو بكل الأحوال رجل وضعيف وسيتأثر ويتغير ناحيتك مهما بلغ غروره ورفضه"
ندى وبرفض: "لا .... لن افعل .... سأكون على طبيعتي وربما لم احضر الحفلة أساسا ان سامر لا يحبذ وجودي وربما سيتعمد اهانتي او انتقادي"

.................................................. ................................

قبل السادسة دخل سامر الى غرفة النوم واعتدلت في جلستها ورغما عنها راقبته وهو يفتح الخزانة وقد اخرج منها قميص ازرق ثم اعاده واخرج اخر وسرعان ما اعاده الى مكانه وكأنه ينتقي بين ملابسه ومتجاهل لوجودها تماما كأنها غير موجودة واشاحت ببصرها الى الناحية الأخرى عندما خلع روب الحمام وابتسم بعدم اكتراث عندما لاحظ ارتباكها وهو يغير ملابسه وببطء التفتت نحو المرآة وراقبته وهو يهتم بنفسه ويصفف بشعره ويضع العطر ويرتدي ساعته ويمسد على لحيته الخفيفة وشككت بالأمر .... انه يعتني بمظهره أكثر مما ينبغي وبدى بالفعل بغاية الجاذبية وقميصه الأزرق الغامق ابرز نقاء بشرته ولونها الجذاب وفجأة التفت اليها وهو يرتدي سترته والتقت عيونهما واسدلت اهدابها بسرعة .... لا بد انه ذاهب لموعد مع حبيبته يبدو ذلك بوضوح .... ليذهب الى الجحيم لا يهمها لكن مع ذلك الامر قاسيا على كبرياءها وكرامتها ان تتقبل الا يراعيها ولا يأبه لمشاعرها لم ينقصه الا ان يخبرها انه ذاهب لمقابلة حبيبته.

عندما خرج وسمعت باب الردهة يطبق انهمرت دموعها التي كانت تحبسها واخفت وجهها واستغرقت بالبكاء بصوت مسموع وبهذه الاثناء دخل سامر الغرفة مجددا!
وعندما سمعت وقع خطوات انزلت يديها وبهتت عندما وجدته يتطلع بها!
خجلت كثيرا واستاءت لأنه رآها بهكذا منظر يثبت ضعفها وانكسارها
كانت نظراته بلا تعابير فقط يتطلع بها وبعيونها الحمراء الذابلة وفجأة اتجه الى المرآة وتناول هاتفه الذي يبدو انه عاد من اجله!
خرج من غرفة النوم وعضت على اصبعها غبية ما كان ان يراك هكذا سيظنك تبكين لأجله
اما عنه ابطأ خطواته وهو متجه الى باب الردهة والتفت نحو غرفة النوم بتجهم ثم أسدل اهدابه وخرج.

.................................................. ............................
عند الثامنة مساءا كانوا يتجهزون جميعهم لحفلة عيد ميلاد سامر حتى انهم احضروا مزينة وحلاقة وعندما انتهت المزينة من هديل اوقفتها قبل ان تخرج من الغرفة ودست بيدها مبلغ من المال قائلة بعيون يملأها المرح: "اريدك ان تزيني لي العروسة"
.................................................. ......................
أخرجت ماجدة فستان اسود جميل جدا طويل وبفتحة جانبية طويلة قماشه اغلبه من الشيفون والتول وبفتحة صدر مقرنصة وعرضته على ندى قائلة: "انها ليلتك .... كوني اميرة .... ابهري عينيه .... ليس بالضرورة لأهداف خاصة بل من اجل نفسك كي يعلم انه يضيع فرصه معك"
ندى وبتردد: "لولا إصرار عمي لما حضرت الحفلة أساسا سامر خرج لمقابلة امرأة أي انه يستخف بي وبزواجنا وتريديني ان اجتهد لانال اعجابه؟ سامر لا يريد ان يتطلع بي أساسا .... من ثم هذا الفستان غير محتشم لا أحب ان"
ماجدة وبسرعة: "حفلة عائلية لا غريب بيننا كما انه فستان مناسب وحسب الموضة لا تدعيهم يسخرون منك وينعتونك بالمتخلفة عذرا على اللفظ"
اثناء ذلك طرقت المزينة باب الجناح ودخلت قائلة: "اين العروسة جئت لتزيينها"

.................................................. .....................
السكون يعم الارجاء عدا اميال الساعة تتحرك ببطء وسامر جالس على الاريكة شابكا يديه ومسند عليها ذقنه وبغاية التجهم والحنق والغضب .... لم تأتي .... اخبرته رشا عندما اتصل بها ان سجى رفضت وبدلا من ان يذهب بقي في الشقة لساعات دون ان يشعر بالوقت بل مركزا بصره بالفراغ
دعك جبينه وأغمض عينيه وصداع شديد سيطر عليه ثم فجأة نهض وركل الكرسي بقدمه وخرج من الشقة.
.................................................. ...........................
صرخت ندى وهي تتطلع بالمرآة الى شكلها وهتفت بارتجاف: "يا الهي .... يا الهي .... ماجدة .... ماجدة"

عندما دخل سامر الى القصر هرعا اليه مريم ومحمد وامسكاه من يده واخذا يشدان بيديه باتجاه القاعة المقصودة وابتسم منهما رغم كربه وسار معهما قائلا باستغراب: "ما بكما؟ الى اين؟ .... على مهلكما سآتي .... سآتي"

وحالما دخل تعالت الأصوات وتغيرت المصابيح الى عدة ألوان وصفق الجميع وهم يغنون له اغنية الميلاد احتفاء بقدومه وكان هناك والديه وعادل وهديل وعلي وجارتهم سميرة صديقة عفاف المقربة سوسن اخت علي وهي بنت جميلة في أواخر العشرينات لكنها مطلقة
ادار سامر وجهه بينهم وبدون شعور وجد نفسه يبحث بنظراته ....

ابتسمت هديل وهي تترقب الباب وغمزت بعينها للمزينة التي اشارت لها من بعيد وودعتها لترحل.

وقف سامر امام الطاولة الكبيرة المليئة بما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات وابتسم لكنه لم يكن سعيدا تماما وموقف سجى استفزه كثيرا وشتت تركيزه
اقترب منه سالم وربت على كتفه قائلا بوقار: "أتمنى لك حياة سعيدة وعمر مديد يا ابني وليتنا في العام القادم نحتفل بعيد ميلادك وانت تحمل ابنك بيديك"
تغيرت تعابيره ثم اومأ ببطء واسمعته عفاف كلمات لطيفة وكذلك علي وعادل وسوسن واثناء ذلك رفع علي بصره نحو الباب وبهتت ملامحه وفغر فاه عندما رأى ندى مقبلة والتفتت هديل وتلاشت ابتسامتها بالتدريج وهي تراقبها تدخل حتى تجهمت وابتلعت ريقها
ربت عادل على كتف سامر لينبهه والتفت سامر بعفوية نحو الجهة التي كانت تسير فيها ندى وسرعان ما تغير تعبير بعينيه وسرى بريق غامض بهما وهو يرمقها بنظرة ثاقبة وهي تظهر من بين الستائر الشفافة وكانت ايقونة جمال وأجمل بكثير من ليلة عرسها بدت جذابة انثى ذات سحر آخاذ وكانت بيدها علبة هدية حمراء صغيرة جدا
الفستان كأنه مصمم خصيصا على قوامها والحذاء الأسود عالي الكعب منحها انوثة طاغية وبدت بشرتها حريرية مختلفة عن اول يوم دخلت به هنا وشعرها متموج ومنسدل بانسياب على كتفيها وملامحها بدت مختلفة بالماكياج الساحر الذي خطته لها ماجدة بعد ان حولتها المزينة الى مهرج!
ماجدة دخلت بتحدي مع نفسها واجتهدت ان تحبط مساعي من وراء الخطة السخيفة واستعانت بالخادمة الأجنبية التي لها خبرة بالتجميل وعملن على تجميلها ....
الكل رآها بصورة مختلفة لأنها طيلة فترة بقائها عندهم لم ترتدي شيء يميزها ويبرز انوثتها ولم تضع المساحيق على وجهها وتربط شعرها على هيئة ذيل الحصان اغلب الوقت وكأنها تلميذة مدرسة لكنها اليوم ابهرتهم بالفعل وابتسمت عفاف وهي تهز برأسها بأعجاب وغمزت لهديل ظنا منها ان هديل وراء ذلك كي تسهل المهمة لسامر!

.................................................. .............................
في منزل فلاح ............

سجى وبأنفاس متلاحقة وصدمة: "سامر قال ذلك؟ .... معقول! .... لا اكاد اصدق"
رشا وبجدية وتأثر: "انت السبب يا سجى .... انت اهنته بآخر مقابلة لكما وجعلته يفكر برد اعتباره .... الرجل لا يجب ان يقال له جبان .... جرحت كبرياءه"
تهاوت سجى على الاريكة وامسكت صدرها كأنها تساعد قلبها على الصمود!
.................................................. ..........................
تطلع بوجهها بجمود عندما قالت بعيون تخفي وتكتم الحزن وبنبرة خافتة: "كل عام وانت بخير"
هو وبنبرة باردة: "وانت بخير"
ثم اشاح ببصره عنها وتجاهلها وصب اهتمامه على الاخرين وبذلك وجه لها إهانة جديدة بتهميشه لها كل الوقت وكأنها نكرة!

تحركت اهداب علي باضطراب وهو يحاول ان يخفف من انتباهه لها ويضبط نفسه وكل الوقت وجد نفسه محدقا بها وبالكاد يداري الامر!
انشغل سامر بتقطيع الكعكة وتجاهل جارتهم سميرة التي أشادت بجمال ندى وقالت له بمجاملة: "محظوظ يا سامر بهكذا عروسة فاتنة .... أخبروني هل لندى شقيقة؟ اريد ان اخطبها لأبني اذا كانت بهكذا جمال؟"
تجهمت هديل وبدت منزعجة اغلب الوقت ولم يعقب سامر على كلامها اذ قدم لها قطعة كعك بابتسامة فاترة وتطلعت عفاف بسالم الذي اومأ ببطء.
بدأ الجميع بتقديم الهدايا له الواحد بعد الاخر الا هي فقد انتظرتهم حتى يأتي دورها
قدم له سالم مفتاح سيارة جديدة والاخرين قدموا له علب مغلفة وعندما حان دورها اقتربت منه وقدمت له العلبة الصغيرة بابتسامة باهتة وتلاشت ابتسامتها عندما تناول العلبة وزجها فوق العلب وقال بابتسامة: "تعالي يا مريم .... تعالي كلي هذه"
ووضع قطعة كعك بفم الطفلة وتجهمت ندى وحبست دموعها لأنها تفعل أشياء غير مقتنعة بها وتنال منه ما تستحقه لأنها اهدرت كرامتها لكن غير مناسب الا تحضر ولا تجلب هدية موقفها سيكون سخيف امامهم وعدائي.

اثناء استغراقها بهمومها ومحاسبة نفسها رفعت بصرها فوجدته يتطلع بها وبسرعة ابعد بصره عندما كشفت نظرته المسترقة.

تفرقوا بالقاعة وكل منهم جلس مع رفيقه وسامر جلس مع علي وبقيت هي واقفة في ناحية وتتطلع بالفراغ حتى اقبلت نحوها سوسن التي قالت بلطف: "كنت متشوقة لرؤيتك .... اخي علي كل الوقت يتكلم عنك"
ابتسمت ندى واومأت قائلة: "انت اخته؟ سعيدة لأنني رأيتك اليوم"

سامر وبدهشة: "علي؟ .... علي!
التفت علي اليه قائلا بارتباك: "نعم .... نعم انا انا اسمعك"
سامر وبسرعة: "لا .... لست معي تماما مابك؟ ما الذي يشغلك؟ كل الوقت صامت وتتطلع في حجرك؟ تواجه مشكلة؟ .... عملك الجديد غير مريح؟"
علي وبابتسامة: "لا لا ابدا .... مجرد .... لم انم الليلة الماضية اصابني الارق .... حسنا .... مضطر ان اذهب .... اشعر بالنعاس"
ونهض وتطلع سامر به باستغراب وراقبه عندما خرج حتى دون ان يصطحب اخته!










التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 20-10-20 الساعة 04:51 AM
هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.