رواية خلف قضبان الاعراف *مميزة ومكتملة*

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadosh89

الف مبروك التمميز فعلا كاتبة رائعة ورواياتك محبوبة كتير

الله يبارك بك ويحفظك

سعيدة بمتابعتك لي

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا

فصل رائع كالعادة بس حزين مسكينة ندى توقعت المساندة من أهلها و لكنهم خذلوها خصوصا والدها يريدها ان ترجع فقط كي تعطيه العقد الألماس و لا يهمه معاملة سامر و عائلته لها اتمنى منها ان لا تعطيه العقد و تحتفظ فيه لنفسها ليساعدها على الهرب منهم جميعا و لا تعود لهم لان لا فائدة منهم
تصرفات رشا لم أتوقع انها تعمد إلى تخريب علاقة سامر و سجى بأمر من عفاف و لأنها تغار من صديقتها و تحب سامر بل توقعت ان تفعل ذلك من حرصها على مصلحة صديقتها لكن ذلك افضل لانه في مصلحة ندى ان يبتعد سامر عن سجى لكي يتقرب منها و يتقبلها

ذوقك الرائع غاليتي شكرا

اهلها خيبة امل بالمعنى الحقيقي وما اكثر اشباههم بحياتنا الواقعية وبسبب تلك النفوس كثر زواج القاصر وحالات الطلاق والجرائم

رشا مثال للصديقة التي تبتسم بالوجه وتطعن بالظهر لكن مثيلاتها لا يظفرن بشيء بالنهاية لأنهم شخصيات طفيلية ضارة


تحياتي

[bahija 80]

السلام عليكم ننتظر الفصل الرابع عشر

[modyblue]

❤️بلغ العلا بكماله
❤️كشف الدجى بجماله
❤️حسنت جميع خصاله
❤️صلوا عليه وأله ‏​​​ ‏​​‏​.• °``°•.¸.•°``°•.
( ♥️םבםב♥️ )
`•. .ﷺ. ¸.•`
`•.♥️.•`ٍٍ
❤️آلَلََّـﮬـُمًَّ صّـَلَِِّى وٌَسَِلَِّـمًْ وٌَبًَآرِ?ْْ ؏َـلََ?سَِيَِّدٍِنَِـآمًُ� �ًَمًـَّدٍ وٌَعٌَلََﮯ آلَِهِّ وٌَصَّحًْبًِهِّ وٌَسَِلَِّمًْ تٌَسِْلَِيَمًَآً ?َْثًِيَرَآً ❤️

[هند صابر]

خلف قضبان الأعراف

الفصل الخامس عشر.......
(اخبريه الحقيقة)

عندما دخل في ردهة جناحه تطلع بغرفة النوم وجلس على الاريكة ثم تناول هاتفه وكتب رسالة الى سجى "لا تلعبين بأعصابي قلت لي تصرف مع زوجتك وابعدها وانا فعلت زوجتي عند أهلها .... اريد ان نتقابل .... ضروري ونتفاهم انا بحاجة اليك .... مشتاق يا سجى .... اريدك"
ثم دخل غرفة النوم ليغير ملابسه وتطلع بالسرير واقتحمت ذاكرته ليلة الزفاف ثم المصارحة بينه وبينها وانه لن يلمسها وعقد حاجبيه" وانا لا اتوق الى ذلك.... لن اتقبل من يهينني ويحتقرني"
نام هذه الليلة في الغرفة وعلى سريره وعندما غمره عطر ندى على الوسادة لوى شفتيه ومرت بذاكرته ليلة عيد ميلاده وصورتها عندما دخلت عليهم .... ترى كان بنيتها ان تلفت انتباهه؟

بعد مرور الساعات اعتدل في سريره بضجر ودعك جبينه منزعجا من الارق الذي انتابه حتى انه بدأ يشعر بالصداع يضرب بأجزاء رأسه وفتح الجرار القريب من السرير الذي اعتاد ان يضع فيه أقراص البراسيتامول قبل الزواج وبحث عنها تحت النور الخافت لكن سرعان ما استرعى انتباهه اشرطة حبوب لم يتبين ماهيتها حتى انار المصباح الجانبي المسلط على الجرار وسرى بريق بعينيه عندما رأى انها حبوب منع الحمل
تصفحها وتبين له انها مستخدمة واشاح ببصره ثم ابتسم بسخرية واستخفاف وزجها في الجرار.

.................................................. ..........................
اخفت ندى وجهها بيدين باردة عندما غادر والدها الغرفة وازاحت ساهرة الغطاء عن رأسها ببطء وتطلعت بندى بشيء من الشفقة لكن سرعان ما قاومت عاطفتها ثم اعتدلت ونهضت قائلة بنبرة خافتة وبتردد: "رأيت؟ رأيت بعينك وسمعت بأذنك الحقيقة؟ بين لك أسبابه وكشف لك كذب سامر عليك؟ ندى ندى ارجوك عليك ان تتفهمي ما بداخل كل منا ولا تكوني انانية تهمك نفسك فقط .... كلنا مصيرنا واحد ومعلق بك كلنا نغرق بقارب واحد مزدحم وبيدك حبل النجاة لا يجب ان تبقين تتطلعين بنا من بعيد وتتركينا نغرق امام عينيك .... لماذا .... لماذا لا تلعبيها على نحو صائب وتقلبي السحر على الساحر وتقلبي الموازين لصالحك وكفاك خنوع وتظلم .... لماذا لا تقتصي من الظلم الذي طالك وتصممين على انصاف نفسك ممن استغلك وقهرك بدلا من ان تستجدي الانصاف من الاخرين؟ .... كلنا ظالم ومظلوم يا اختي والشاطر هو الذي يلعب لوحده ولصالحه"
انزلت ندى يديها وقالت بمرارة وبملامح باهتة: "العب؟ العب مع من وعلى من؟ بالله عليك اسكتي انا الوحيدة التي أغرق وكلكم على بر الأمان ولا تفكرون بأنجادي لأنه ليس بصالحكم .... اتركيني بحالي انت بعيدة عني يا ساهرة ولم تشعري بمعاناتي ولا للحظة ولا مرة ولا تريدين ان تشعري لأنك تغلبين مصلحتك انت وابناءك على اختك الوحيدة وذلك غير منصف لهذا لا تتكلمي عن الانصاف .... ارتاحي يا ساهرة سأعود وسأستسمح كل من ظلمني لأنني فهمت وضعي جيدا وانكسرت شوكتي والذي كنت اتكأ عليه انهار بي وزعزعني عشمي كان ليس بمحله.... عرفت انكم قبضتم ثمني وسقط حقكم بي بعد ان أصبحت ملكيتي بيدهم وهم اليوم أولى بالطاعة لأن اهلي من باعوا وهم من اشتروا"
ابتلعت ساهرة ريقها وخفضت بصرها ولا تعرف ماذا تقول لها؟ مصدومة جدا ومخذولة لأنها عرفت بعض الحقيقة فكيف اذا عرفت النصف الاخر؟ الاتفاق القاس الذي حاولت ان أفشله بكل ما لدي كي لا يتحقق .... اردتك فقط ان تحملي من سامر وتفشلي مخططاتهم وتجعلين امر الطلاق بعيد.
.................................................. ............................
في اليوم التالي وصباح ريفي شتائي قارص ......
ندى بانفعال وعبر شفاه جافة: " وهل لدي عقل يفكر ويخطط بعد كل الذي عرفته ووجدت نفسي فيه؟ ابي ذهب وعرضني للبيع كالرقيق بلا حقوق والحاج سالم اشترى ودفع ثمني .... كذب على امي ودخل لها من الجانب الذي يلامس قلبها ومشاعرها وعاطفتها واوهمها ان ثمن الزواج علاج ابنها الوحيد العاجز ومنت نفسها ان تراه واقف على قدميه من جديد لذلك هانت عليها ابنتها واوهمت نفسها وصدقت كذبة انها تفكر بمصلحتي وسعادتي بزواجي من رجل ثري واختي الوحيدة تناست عمدا مشاعر الاخوة والانصاف وكلمة الحق أصبحت تخنقها وانجرفت مع التيار ووضعت يدها فوق أيديهم وساندت البيعة متأملة حياة أفضل على حساب سعادة اختها .... يريدون تحقيق أهدافهم وطموحاتهم على جراحي ودموعي! كنت مخدوعة من الجميع كل الوقت .... لست ساذجة الى درجة ان اصدق الكذبة التي يعيشها ابي ويتشبث بها ويوهمنا بها ليمنح نفسه شرعية الحصول على الحقوق .... الحقيقة جلية كالشمس الحاج سالم ليس عمنا وجدتي كانت مربية وخادمة وزوجة بالاسم فقط ووالد سالم حرمها من الميراث كي لا تورث ابنها جابر وترك ثروته كلها لسالم الذي يتطلع نحو ابي بعين العطف والشفقة والعرفان بعيدا عن الاخوة الحقيقية وابي يملأ قلبه الحقد وشغله الشاغل الثأر لنفسه ولأمه .... موقفي حرج للغاية واعامل كما كانت تعامل جدتي بالضبط عندهم كأن الزمن يعيد نفسه .... تحقير تصغير تقليل شأن معايرة على الدوام زوجة بلا حقوق بلا قيمة متنفس لغضب الجميع يفشون غلهم بي شماعة يعلق عليها الجميع اخطائه وفشله حتى انهكتها الاحمال .... كم كنت بريئة وتافهة عندما عشت مشاعر البنت المرغوبة الذي طرق بابها النصيب وضحكت لها الدنيا عندما تقدم لخطوبتها ابن عمها المرموق الجذاب المتمكن لينتشلها من حياة الفقر والجهل والحرمان ويعوضها .... فرحت بداخلي رغم مخاوفي وقلقي وتصورت انها ضربة حظ كما يقال .... عندما قابلت سامر لأول مرة ابدى لي تجاهل واضح وفهمت قصده مع ذلك كذبت احساسي تحت ضغوط امي ومباركتها لذلك الزواج .... تجاهلت مخاوفي عندما رأيته كيف يتطلع بي بالمحكمة وكأني الكابوس الذي سيجثم على صدره ويخنقه ومع ذلك اوهمت نفسي انه سيتغير أيضا تحت ضغوط امي التي بررت له .... تناسيت كل شيء عمدا ومن شدة غبائي فرحت بليلة الزفاف كأي عروسة ترتدي فستان ابيض بظاهره لكنه اسود بحقيقته .... اعجبت به لدرجة انني استكثرته على نفسي عندما رأيته بحفل الزفاف وجدته شاب جذاب جدا فوق تخيلاتي عنه انيق المظهر يبدو كامل المواصفات لم اعلم ان ذلك الشكل الجميل يقبع بداخله وحش عنيف سليط حاد اللسان ظالم .... عندما أتطلع بصور الزواج تنساب دموعي لأن .... لأن بداخلي تمنيت مرارا ان يكون ذلك حقيقي وليس كذبة وورطة .... ان يحبني سامر ويحترمني لكن اعلم ان ذلك مستحيل وان حصلت معجزة وتغير معي انا التي لا أقدر ان اتغير .... مشاعري تحجرت اتجاهه الكلام الجارح والتنكيل اذهب النقاء بقلبي .... أصبحت أكرهه بعد ان كنت أحاول ان احبه .... كرهته لدرجة انه يخنقني وكأنه يسحب الهواء ويمنعه عني"

أدخلت فاطمة يديها بجيوب كنزتها وقالت بتأثر وتذمر: "اما رجل ناقص بحق .... أصبحت الوم نفسي لأني شجعتك على الزواج والابتعاد عن بيئتك ومحيطك واندفعت مثلهم.... كل شيء كان سريع وغريب ومع ذلك تأملنا خير وكلنا أردنا لك العبور بخطوات واسعة وسريعة ونسينا انك ربما تتعثرين كثيرا ولا تصلين .... بعد كل ما اخبرتني عنه وعن افعاله معك أصبحت اعتبره حيوان والذي حزز بنفسي كثيرا انه ينعت ناصر بالمعاق لا يعلم انه المعاق فكريا ولا فائدة من شهادته ومن كل ما يدرسه ما دامه لم يوسع حدود ومدى رؤيته وعقله ويوجد الرحمة والإنسانية بقلبه .... اسمعيني جيدا يا ندى .... نصيحة مني اعملي بها بغض النظر عن رأيي الشخصي به.... لا تمنحي والدك أي شيء من مال زوجك ولا تعطينه القلادة بدون علمه ولو اجتمعت مساوئ الدنيا بشخصه لا تسرقينه لأنك ستحتقرين نفسك امامه وستسوغين وتبررين لنفسك الذلة تحت قدميه وسيمسح بكرامتك الأرض لو علم فيما بعد"
ندى وبحرج وتردد: "كيف؟ وابي الذي يضغط علي! لا اقدر ان اتمرد وارفض .... و .... وناصر؟"
فاطمة وبإصرار: "لا تدخلوا ناصر باتفاقات غير نظيفة وتجعلونه ذريعة تبررون به قباحة الفعل عذرا على قساوة الكلام لكنه واقع ناصر أنظف من ان يدخل اسمه بمؤامرة السرقة تلك .... ناصر الله معه وان شاء يساعده ويجعل له مخرج دون الحاجة الى رحمة شخص ظالم مثل سالم وابنه النذل .... أخبري ذلك العديم الرجولة الحقيقة قولي له انك مجبرة مثله .... المبلل لا يخشى المطر يا ندى وسامر عرف والدك متسلق كما وصفه واعترافك لن يغير شيء بصورة والدك بنظره بالعكس يحسن صورتك انت امامه لأنه اليوم يعتبرك طامعة به مثل اهلك وربما سيغير نظرته"
هزت ندى رأسها وقالت بهمس وخجل: "ذلك محرج للغاية ويوقعني معه في مشاكل أكبر واكيد سيرفض وسيواجه ابي وابي سينتقم مني لأنني خذلته"
فاطمة وبسرعة: "بل الصدق سينجيك .... المشاكل الحقيقة ستظهر لو علم انك سرقته ووالدك لا يهمه امرك سيأخذ غايته ويدير لك ظهره ويبقى سامر يقتص منك وهذه المرة بأحقية وقوة اكثر من السابق لأن الكل سيدعمه .... نصيحة أخرى بما إن زواجك حبر على ورق .... لا تكوني سهلة المنال وتمكنيه من نفسك وان كان زوجك .... اياك .... لأن بحدوث ذلك سيكون جرحك أعمق واشد وجعا"

.................................................. ...........................
عندما غادرت ندى القرية مع والدها قالت سنية بنبرة اقناع وهي تدعك بكتفي ناصر الذي يرتجف غضبا وينود بجسده بحركة رتيبة وخشيت ان ينفجر من الضغط ويصيبه مكروه ويكفي ما حصل له الليلة الماضية: "اقسم بالله ما أقوله صحيح .... والدك سيكلمهم وسيصلح الامر ويطالب بحق ندى .... مهما يكن يبقى اب ولا يرضيه ان يرى ابنته مهدورة الكرامة .... الأصول تحكمنا يا ابني اختك عروس بأيامها الأولى وعيب تواجدها بيننا سمعتنا ستكون سيئة بين الناس وسيظنون بأختك الظنون كما انها هربت بدون علمهم وهذه نقطة تحسب علينا وسيحقوننا بذلك ويضيع حق ندى"
ناصر وبأنفاس متقطعة وصعبة: "يحقوننا؟ هربت لوحدها؟ كيف هربت لوحدها بدون سبب؟ الذي فعلته ندى كالذي يرمي نفسه من نافذة اعلى عمارة تحترق كي ينجو من النار وتدون الحادثة على انها انتحار! .... الكلب يضربها ويعذبها نفسيا وجزاء ما فعله ان نعيدها ونقبل يده التي كسرت ضرسها وشوهت وجهها ونقدم له فروض الولاء .... لماذا؟ .... لماذا؟ .... مازلنا بعصر الجاهلية! .... اسياد ورقيق؟ .... اقسم بالله العلي العظيم سأردها له واهشم فمه.... انا من سيأخذ حق ندى وستشهدون على ذلك كلكم وسأذل سامر يوما تذكري ذلك"
اومأت سنية متظاهرة انها مؤمنة بما يقوله لكن قلبها يتقطع من الداخل لأنها تعرف ان ذلك وهم وناصر لا يملك القابلية والقدرة على فعل شيء حتى لنفسه.
ربتت على كتفيه وهي واقفة خلفه وهمست بدعم: "بالطبع ستفعل وانا بالانتظار .... ستنهض يا ناصر وتحمي اختك .... لذلك .... لذلك عليك ان ترضى بأجراء العملية من اجل ندى .... وافق يا ناصر .... وافق من اجلها والا لن تحقق وعدك"
التفت اليها وقال بنظرة حادة: "بفلوس سامر؟ لست رجل ان رضخت للهوان والذل"
سنية وبنبرة مترددة: "فلوس اختك"
ابتسم قائلا وهو يهز رأسه وبنبرة تشوبها السخرية: "بوقتها سأكون شأني شأن ندى امام سامر .... سأكون امرأة"
.................................................. ........................
في مكتب رياض ....
قال سالم بتلميح مغرض وعبر اهداب غير مستقرة: "مشاكل .... مشاكل وعدم تفاهم .... ظننت انها ابنة عمه ولا ضير ان تكون ليست بمستواه العلمي والاجتماعي لكن يقال ان التجربة خير برهان .... بينت لي مدى خطئي .... لم يقتنع بها واتوقع ان ينفصلا قريبا مع انني لا أفضل ذلك .... تعرفني يا رياض لا تهمني الشكليات والمظاهر واخترت ابنة اخي على حالها البسيط لم أفكر بنسب يرفعني لأنني لست بحاجة الى ذلك ولا احترم الذي يفكر بهكذا منطق .... قلت ابنة اخي لحمي ودمي استرها واكسب ثواب بها لكن سامر لم ينسجم معها ابدا وشعرت انني ظلمت ابني .... كما تعرف ابني واصل علميا ومثقف وعلى وشك ان يكون دكتور جامعي ويرى ان يرتبط بإنسانة تجاريه علميا على الأقل"
نفث رياض دخان غليونه وهو يتطلع بسالم بعيون مرتخية وناعسة وقال بصوت بطيء: "اممم .... من هذا كل مرة تؤجل الحفلة الضخمة التي انوي ان اقيمها على شرف العروسين .... ماذا أقول لك؟ أبغض الحلال عند الله الطلاق لكن مع ذلك حلله .... بالفعل سامر شاب طموح وواصل ومن حقه ان يرى نفسه مع ان البنت جميلة جدا رأيتها واغتبطت له من قلبي لكن شباب هذه الأيام متقد وبداخله فورة وغرور وكبرياء وخيلاء.... مختلف عن جيلنا .... كنا نفكر بالزواج سابقا لأغراض الزواج وفقط .... من اجل الاستقرار تكوين اسرة اشباع غريزة .... نعتبر المرأة سكن وخدمة تربي الأطفال وتجهز الطعام وتغسل الملابس وتلبي رغبة وانتهى الامر .... انهم اليوم لا يعترفون بذلك ويتطلعون الى اهداف أكبر وأكثر مغامرة .... سامر يذكرني بأبنتي ميساء .... طموحة هي الأخرى ومتقدة كأنها شعلة"
ابتسم سالم واومأ برأسه موافقا وبداخله يلف ويدور ليجعل رياض ينتبه لما يرغبه لكن ما زال الوقت مبكر وامامه وقت كي يهيأ سامر نفسيا الظروف لا تخدمه حاليا والوضع متأزم.
قال رياض بهدوء: "ما رأيك ان نقيم الحفلة لنغير الأجواء وتجلب العروسين والعائلة والاقارب لعل الضغط يخف ويقل التوتر بين الجميع ونعيش أجواء جديدة نقية نحن بحاجة الى ذلك .... اشتقنا الى أيام زمان والأجواء الصاخبة"

نهض سالم وهو يهز برأسه دون ان يقطع وعد لأنه محرج وغير متأكد من عودة ندى وموقف سامر.
.................................................. ............................
في السيارة اخرج سالم هاتفه وعندما تتطلع بالمتصل اكفهر وجهه وتوترت أصابعه على الزر ووضع الهاتف على اذنه وعينيه تتوهجان من الغضب وقال بنبرة جعلت السائق يتطلع به عبر المرآة: "انت! وصلت بك الجرأة لتطلبني؟ ماذا تريد؟ لماذا تتصل؟"

فلاح وبنبرة مستفزة ممزوجة بضحكة: "اه منك .... نمرود .... تتهرب كعادتك مني ومن كل شيء .... اتصلت فقط لأطمئن عليك يا صاح .... ولدي همسات قليلة اود ان ادغدغ بها مسامعك .... لا تقفل الخط لأنك ستندم بعدها ويكون الأوان قد فات ويضيع وقتك وان تطلبني وخطي سيكون مشغول"
زمم سالم شفتيه الداكنين المغطاة بشارب غليظ مختلط بالشيب وومض بريق قلق بعينيه واكتفى بالصمت رغم ثورته "ابنك لا يقدر ان يستغني عن بنتي لأنها الروح الذي بداخله وان خرجت سيموت .... مهما فعلت واجتهدت وخططت ونفذت لا تقدر ان تقتل الحب والمشاعر وتفرق بينهما .... اترك الأولاد يتزوجون يا سالم وكفاك عبثا لأن كثرة العبث يمكن ان يجعلك تنبش بأرض موحلة وكلما ازداد العبث ازداد النبش وعندما يزداد الحفر ستظهر لنا أشياء لا نحب ان نراها لأننها دفناها منذ زمان حتى كدنا انن ننساها"
فتح سالم ربطة عنقه الانيقة وقال بأنفاس مضطربة: "مستحيل .... زواج ابني من بنتك على جثتي .... سأقفل الخط"
فلاح وبنبرة مرتاحة: "اشك بذلك لا اعتقد انك ستقفل الخط يا سالم .... على مهلك أخشى ان يرتفع السكري عندك من التوتر الذي المسه بنبرة صوتك .... تعرفني أخاف عليك من الموت اريدك ان تعيش كي تكحل عينيك بزواجهما"
ابتسم سالم بغضب وهمس: "لا اعرف من اين اتيت بهذه الثقة مع ان ابني اطاع امري وتزوج بنت عمه وخذلكم انت وبنتك .... سامر وان كان يحب ابنتك الا انه لم يكسر لي كلمة ووقف بصفي ضدك"
فلاح وبنبرة تنطوي على تهديد: "اتيت بالثقة من المستور الذي تخشى منه وتحاول جهدك ان تطمره امام عائلتك والناس وشريكك المليونير رياض الذي وثق بك واستأمنك على مشاريع ضخمة واموال وعقود .... استمدت ثقتي من ليال السجن الملاح والجريمة التي جعلتك تقبع في قعر السجون سنوات .... متحمس لرؤية تعابير سامر وهو يتلقى حقيقة والده من خلال شفتي وينهار صنمك امامه"
ارتجفت شفتي سالم الذي هتف للسائق: "توقف .... توقف وانزل"
خرج السائق بسرعة من السيارة وقال سالم وهو يشد ربطة عنقه بقوة حتى فكها تماما: "اخرس يا فلاح .... ليس بصالحك اخباره لأنه سيكره بنتك أكثر وسيعرف انك شيطان"
أطلق فلاح ضحكة وباسترخاء: "سيعرف ان الشيطان الصغير هو تلميذ لدى شيطان أكبر .... وليس هناك أسهل عندي من ان استأجر افواه مرتزقة ليلهجوا بقصص قصيرة عنك في الجامعة ربما يساعد ذلك على فقأ فقاعة الغرور والغطرسة التي يحيط سامر نفسه بها ويرى نفسه بحجمه الطبيعي والمناسب .... كل ذلك الذي تفوهت به الان مجرد احتمالية غير مطبقة على ارض الواقع او مشروع في طور الاعداد الان .... لماذا لا نترك الطبق مستور يا صاحبي ونطم عاري على عارك ونتصافح في حفل زفاف ولدينا المشرف لكن قبل ذلك طلق سامر من بنت عمه لأن ابنتي لا ترضى ان تنزل على ضرة"
اقفل سالم الخط وأغمض عينيه لثواني ثم أطلق زفيرا ودعك جبينه المتعرق.
.................................................. .................................
في القصر ....
دخل سالم مهموم متجهم الوجه صامت يقلب الكلام يمينا وشمالا برأسه حتى انه تجاهل حفيديه اللذين هرعا اليه وتوجه نحو السلالم الحلزونية وكأنه في عالم اخر مما جعل عفاف تتطلع بوجه هديل التي كانت تشرف على اعداد مائدة وجبة الغداء وقالت بدهشة: "ما به عمك؟ حتى انه لم يلقي التحية وتجاهل الأطفال على غير عادته"
ابتسمت هديل وقالت باستخفاف: "أوضاع كل من في البيت مقلوبة ليس عمي فقط الغريب .... ولديه أيضا ليس على بعضهما .... سامر مازال في جناحه تقول ماجدة انه مستغرق بالنوم لحد الساعة وعادل لا اعرف ما به حسبة تجيء به وحسبة تذهب به .... كل ذلك الذي يحصل لنا من زيجة الشؤم .... تطيرت منها ومن أمها منذ البداية منذ اول يوم دخلتا به ورأتا ما رأتاه هنا .... اعوذ بالله من عيناهما كشعاع ليزري قصفتا بنا"
عقدت عفاف حاجبيها واشاحت ببصرها بينما هديل واصلت: "سامر الاخر ما به؟ منذ تركت تلك القروية البيت وهو كثير السرحان .... تعتقدين ان غيابها يفرق معه؟"
هزت عفاف رأسها مستطردة وهمست: "لا .... الذي يحصل مع سامر انا اعرفه لذلك اطمئني"

أبعدت ماجدة رأسها ببطء ووارته خلف ركن الجدار وذهبت.

[هند صابر]

خلف قضبان الأعراف

الفصل السادس عشر ......


(لست اسفة)

عند الثالثة والنصف تطلعت عفاف بالمائدة بشرود .... لا أحد! .... المقاعد فارغة! لا سالم ولا عادل ولا سامر! .... لم يسبق لهذا مثيل بالسابق ماذا يجري؟
نادت الخادمة بانفعال وطلبت منها رفع الاطباق والتفتت عندما قال علي بنبرة هادئة: "عمتي! لست على ما يرام؟ من ثم اين الاخرين؟ حصل شيء؟"
.................................................. ......................
في بيت فلاح ....

جنان وبانزعاج: "لا .... لا انت مخطئة وقرارك مدمر .... لا يجب ان تتركين الدوام .... بالعكس ذلك سيزيد الطين بلة .... واصلي يا سجى وتحدي الظروف وليراك سامر كل يوم امامه صامدة وقوية ومتفوقة نسيت ان تلك الصفات هي سر انجذابه لك من ثم حبك .... لا تغيبي عن عينه وتتركينه لها .... جاهدي من اجل الفوز به سامر حقك وخلافات الابوين لا شأن لها بمشاعركما .... سامر مغرم بك حتى انه اليوم لم يأت للجامعة وقبلها بأيام كان مشتت حتى المحاضرة التي يلقيها ركيكة وغير مترابطة وقسم من الطلبة تقدموا بشكوى ضده الى العمادة .... والذي يمر به دليل قاطع على تأثيرك عليه والا المفروض ان يكون عريس بقمة الراحة والنشاط والعطاء .... ان تركت مكانك بقلبه ستشغله واحدة غيرك هكذا هم الرجال حتى سامر"
سجى وهي تدعك بأناملها بعصبية وبهمس: "رأيتها .... لم يخبرني انها هكذا .... حتى انها اجمل مني .... خاب املي واستوطن الخوف والرعب بقلبي لا اظن سامر يتركها خاصة وانه يتهرب مني رشا اخبرتني انه طلب مهلة لنبعد عن بعضنا مع انه قال لي كلام مختلف عندما قابلته اخر مرة .... سامر يلعب بي .... عندما قابلته بالشقة تغير واوهمني انه مازال على حبي ليحصل مني على غايته ويمضي لكن عندما أصابه اليأس بسبب اصراري طلب مهلة للابتعاد عن بعضنا لفترة"
عقدت جنان حاجبيها وقالت بحيرة: "كيف؟ لن استوعب انه طلب مهلة .... انت مخطئة يا سجى لأنك أقفلت خطك وجعلت الأمور تتلخبط مع بعض .... افتحي خطك واكيد ستجدين رسائل تبرر افعاله .... هيا افتحي الخط فورا"
اشارت رشا للجرار واسرعت جنان وفتحته ثم بحثت عنه والتفتت متسائلة: "اين هاتفك؟"
.................................................. ...............
في احدى المقاهي ....

دخل شاب مفتول العضلات رياضي القوام بشعر أشقر مصفف حسب اخر صيحات الموضة وملامحه الحاذقة تبحث هنا وهناك حتى توجه الى احدى الطاولات الصغيرة وسحب الكرسي قائلا بتفحص: "انسة رشا اليس كذلك؟"
رشا وبابتسامة جريئة: "مروان .... كيف حالك؟"
.................................................. .........................
في حديقة القصر ..........

ربت علي على كف عفاف المنهارة المتوترة قائلا بهدوء: "لا داعي لكل ذلك اليأس عمتي .... اعدك انني سأغير مود الجميع الليلة وسأجمعهم على مائدة العشاء .... لا بأس كل مشكلة امامها حلها ربما يكون قريب جدا لكن بسبب التوتر والانفعال لا نصل اليه وان كان الحل بعيد بالصبر والروية والحكمة نصل اليه .... لجوء ندى الى أهلها امر بديهي بسبب سوء المعاملة التي تتلقاها وهي بنت صغيرة بسيطة لا تمتلك الحكمة واكيد سامر ضغط عليها كثيرا كي يوصلها الى مرحلة الهرب ومتعمدا .... اما عن عمي فهو رجل اعمال كبير وبرأسه مئات بل الاف المشكلات والعراقيل والأزمات ومن المتوقع ان تجدينه في يوم من الأيام عاجز امام نفسه ويلجأ للوحدة ليخلي فكره كإعادة ضبط المخ لا تقلقي ارجوك وعادل الله يكون بعونه فالذي لديه مثل هديل كفاية عليه ان يدعك شعر رأسه لا الومه امرأة جبارة بلسان مشروق"
ابتسمت عفاف وهزت رأسها واشاح علي ببصره وهو يفكر بندى وبهروبها .... معقول! ترى ما الذي فعلته بها يا سامر؟ أخشى ان تكون فعلت الذي في بالي.
.................................................. ........................
مروان وباستغراب: "مع انك لا تعرفيني جيدا طلبت رؤيتي والان تخبريني كلام غريب عن سجى .... هي من بعثك؟"
احتست رشا شيء من كأس العصير واجابت: "اطلاقا .... لكن وجدت نفسي من واجبي كصديقة مخلصة ان اساعد صديقتي في أزمتها .... سجى تمر بظروف قاسية للغاية بعد ان تزوج أستاذ سامر وخذلها ولمست بها ندم لأنها فرطت بمن يحبها من اجل رجل لا يستحق مشاعرها .... مروان .... سجى نادمة لأنها رفضتك لكنها لا تريد ان تبين ذلك كرامتها مجروحة وكبرياءها مخدوش بقوة .... انها فرصتك الذهبية لتظهر بحياتها من جديد خلال هذه الفترة التي تشعر بها بالفراغ العاطفي والندم على ما ضيعته .... وقوفك الى جانبها كقريب وصديق سيجعلها تفتح قلبها لك وتخبرك عما بداخلها وتثق بك .... اعلم انك تحبها جدا"
رفع مروان حاجبه البني الفاتح وقال بتأمل: "وباعتقادك سيرتاح ضميري وانا أقوم بدور الدوبلير البديل عن البطل الذي يستعينون به عند الازمات؟"
.................................................. ............................
اتسعت عيني عفاف بدهشة قائلة: "الان؟"
سالم وبضيق وتجهم: "نعم يا عفاف .... يجب ان أطلق ندى منه .... اول مرة بحياتي العبها غلط وأقدم على خطوة فاشلة كهذه .... زواج سامر وندى فاشل الى ابعد الحدود وفيه ظلم متعدد الأطراف .... لنترك البنت المسكينة تعود الى حالها وتشفي جراحها ونترك سامر يرتاح قليلا من الازمة التي ادخلته بها .... حسبتها غلط يا عفاف"
عقدت عفاف حاجبيها قائلة: "ليس الان على الأقل ليمضي شهر او اثنين مازالت عروس وذلك ليس مناسب .... قبل أيام أقمنا لها حفل زفاف ضخم حضره كل اقاربنا واصدقائنا ماذا نقول للعالم امس الزواج واليوم الطلاق؟ كما ان موقفنا سيكون سقيم امام رياض واكيد سنشجع الناس على القيل والقال .... لا يجب ان نطعن بشرف البنت يا سالم حرام"
سالم وبسرعة: "من قال اننا نطعن بشرف ندى؟ بالعكس البنت قمة بالشرف والبراءة"
عفاف وبمنطقية: "بالطلاق السريع سنطعن يا سالم .... هكذا سيتصور العالم كله ولا اعتقد ان رياض سيوافق على زواج ابنته من رجل طلق بليلة وضحاها"
.................................................. ........................
عند تمام السابعة مساءا اجتمعوا جميعا في قاعة القصر بناء على رغبة سالم لأنه بعد ما حصل وهروب ندى أراد ان يزف إليهم خبر قراره بإنهاء زواج سامر وامتثاله لرغبة العروسين لأن ندى سبق وطلبت منه الطلاق اكثر من مرة وسامر خربت حياته واهمل عمله وتغير حاله واصبح عصبي المزاج اكثر من اللازم حتى انه بدأ يتجاوز على ندى بالكلام امام الجميع .... كل هذه اعذار ظاهريا هيأها سالم ليبرر به قراره المفاجئ لكنه فكر أيضا ان يتفق مع سامر ان يمر شهر على الأقل وينفذ وعده.


جلست عفاف قرب هديل وعينيها غير مستقرة لأنها غير مقتنعة بما سيقوله سالم الان وجلس عادل قرب علي الذي وضع محمد بحجره وعبث بشعره كعادته واختبأت ماجدة خلف الستارة لأنها ادركت ان هناك كلام مهم سيقال وأخيرا اقبل سامر وهو يرتدي ملابس تدل على انه سيخرج متى ما انتهى الاجتماع العائلي وبإقبال سامر اكتملت الجلسة وبدأ سالم يستعد لتوجيه مقدمة تنبأ بما يريد الخوض به.

.................................................. ...............................
بهذه الاثناء نزل جابر من سيارة الأجرة قائلا: "هيا انزلي يا بنت"
خرجت ندى من السيارة بوجه شاحب والدوار مسيطر عليها .... الطريق استغرق خمسة ساعات من حافلة الى أخرى ومن سيارة اجرة الى أخرى حتى أنهكها التعب وخشيت ان تقع بأي لحظة .... تعذبت كثيرا بالسفر والذي عذبها اكثر موقفها وهي عائدة ذليلة يقودها والدها كالدابة التي لا حول لها ولا قوة حتى ان اثر الضربة مازالت واضحة على وجهها وضرسها يؤلمها .... ماذا تفعل الامر ليس بيدها انها مجبرة ان تطيع والدها الذي هشم البيت على رؤوسهم البارحة وضرب أمها وكاد ان يضربها أيضا لولا انها اقرت امامه انها ستعود وستنفذ رغبته وتعطيه القلادة وبذلك هدأ وسكن غضبه وتظاهر انه يفعل كل شيء لمصلحتهم.

عندما وقف جابر امام القصر المشيد الفاخر رفع بصره وضاقت عينيه وهو يتطلع الى مشارفه واسواره واعمدته واومأ برأسه ببطء ثم تطلع من بين فتحات جدران الحديقة الى الكراج المليء بالسيارات الفارهة الواحدة تلو الأخرى وزمم شفتيه وتمتم بكلمات غير مفهومه وندى راقبته بحزن واسى وكرهت حياتها لأنها ولدت لتجد نفسها بهكذا ظروف وهكذا أجواء تملأها الضغائن والاحقاد .... ان الذي يبهر جابر ويجعل لعابه يسيل الان بالنسبة لها جهنم الحمراء وتفضل أي مصير الا دخول ذلك القصر مجددا ورؤية سامر.

عندما لمحها الحارس اقبل بسرعة قائلا بابتسامة: "العروسة؟ اهلا بك .... تفضلي"
جابر وبعنجهية: "تعال يا انت واحمل حقيبة سيدتك .... انا شقيق الحاج سالم .... شقيقه الوحيد عرفتني"
الحارس وبسرعة: "اهلا اهلا .... تفضل تفضل"
وتأمل الحارس جابر باستغراب من خلفه وكأنه غير مقتنع بادعائه خاصة وان جابر غير مرتب الهندام والهيئة وشعره أشعث وواضح عليه الشقاء.

.................................................. ....................

توقف سالم عن الكلام فجأة وتسمرت عينيه باتجاه معين ورفعت عفاف حاجبها باستغراب وهي تتطلع بالاتجاه ذاته وضاقت عيني هديل وبهتت ملامح علي واعتدل عادل وبدت عليه الدهشة وتحركت اهداب سامر ببطء شديد امام الموقف الذي اسكت الجميع فجأة وهو وجود ندى ووالدها امامهم!

دعك سامر ذقنه وهو يرمق ندى بنظرة ثاقبة ومجددا الغرور والعجرفة اكتست ملامحه وخفضت ندى بصرها عندما قال جابر بصوته الجوهري: "مازالت صغيرة ولم تفهم وعلمتها ان ما فعلته عيب ولا يجوز .... ندمت وعرفت خطئها ولن تكرر ذلك بحياتها .... هيا اذهبي وقبلي يد عمك واطلبي العفو .... تحركي"
نهض سالم وقال وهو يقترب منها وبنبرة ابوية: "لا داعي للاعتذار يا ندى لكن ما فعلته غير مناسب .... كان يجب ان تخبريني بقرارك"

سامر وقد جعل الجميع يديروا رؤوسهم اليه وبنبرة صارمة وعيون صقرية: "بل يجب ان تعتذر وتقر بندمها امامي انا بالذات .... ومع ذلك لم يشفع لها الاعتذار وحسابها معي سيكون عسير"
حبست دموعها بصعوبة وحاولت التماسك امام الجميع مع انها منهارة وليست مستغربة حقارته فهذا منطقه كل الوقت
قطب علي جبينه وتطلع بسامر المستفز باستنكار ووضعت هديل ساق فوق الأخرى وتطلعت نحو ندى بتسلية ونهضت عفاف محاولة تخفيف وطأة الحرج قائلة: "تعالي ندى تعالي و"
قاطعها سامر وبإصرار: "تعتذر أولا .... كي اقبلها مجددا"
صرخ جابر بها: "الم تسمعين زوجك؟ اذهبي واستسمحيه على فعلتك المشينة هيا"
ولما تسمرت بمكانها امسكها من كوعها بغضب داخلي ليس منها بل من موقف سامر الذي احتقره بوضوح لكنه مجبر ان يكتم غيضه ودفعها باتجاهه قائلا بلهجة آمرة: "قلت هيا"
اتكأ سامر وارخى ظهره على الاريكة وعبس عادل وتطلع بوالده وبجابر وبسامر وبدى غاضب وغير متقبل لما يحدث!

صرخت بانفعال: "لست اسفة يا سامر .... لست اسفة ولا نادمة .... انت من يجب ان يعتذر لي امام الجميع على سوء اخلاقك وظلمك وخيانتك وغرورك وسلبك لحقوقي .... تعتذر على تجاوزك علي بالضرب اكثر من مرة والشتم الذي ترشقني به ليل نهار .... وان صعب عليك الاعتذار وكبرياءك لم يسمح لك بالتنازل لمستوى الاعتذار على اخطاءك .... طلقني .... طلقني"
فتحت عينيها لتجده امامها بالانتظار وتمنت ان تكون قادرة فعلا على قول كل ما صرخت به اعماقها وامامهم كلهم لتسترجع ولو جزء من كرامتها المهدورة لكنها لا تقدر انها محاصرة .... محاصرة من كل جانب .... محاصرة بين ذلة سامر لو بقيت وانتقام والدها لو رجعت معه وبالكاد نطقت وبخذلان واضح وعبر شفاه مضطربة وبتلعثم: "انا .... انا .... انا اسفة"
وفشلت بحبس دموعها اكثر من ذلك وانسابت من عينيها بتلاحق وبسرعة خطت نحو جناحها وما ان دخلت حتى انهارت الى الأرض ومسحت ماجدة دموعها وهي مختبئة تسمع وترى المسرحية السخيفة وزاد إصرارها على مساعدة ندى
شعر علي بالاختناق وترك المكان وخرج وسالم وعفاف بديا بموقف باهت لم يقدما ولم يؤخرا فسامر سرق الأضواء بطغيانه وعلت كلمته فوق كلمة والده وجابر بقي متظاهر بالقوة لكنه استاء بداخله جدا واشفق على حاله قبل ابنته لأنه سمح لنفسه ان يقف هكذا وقفة لكن لديه أسبابه وغدا سيجعل سامر يقف الوقفة نفسها انه عهد قطعه على نفسه من الان
عادل بقي مطرق الرأس وشعر بوجوب تدخله لكن ان كان ابيه التزم الصمت يتكلم هو؟
هديل شعرت بالفخر من موقف سامر وتمنت ان يكون عادل بقوة شخصيته وقسوته لطالما كان يعجبها الرجل الصارم لكن عادل للأسف يتبع عاطفته دائما ويميل للين والرفق.
فجأة شعر سامر بأنه ليس سعيد بما حصل وصعبت عليه أنفاسه وانهار الزهو والنصر الذي كان يملأ صدره وحل محله الضيق ومرر يده على شعره .... ليتها لم تأت.

[هند صابر]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 9 والزوار 21)
‏هند صابر*, ‏ebti, ‏ام فارس طويل, ‏Alzeer78, ‏خمسية, ‏الود 3, ‏Ahlam.2, ‏ريم الحمدان, ‏وهج٢

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue

❤️بلغ العلا بكماله
❤️كشف الدجى بجماله
❤️حسنت جميع خصاله
❤️صلوا عليه وأله ‏​​​ ‏​​‏​.• °``°•.¸.•°``°•.
( ♥️םבםב♥️ )
`•. .ﷺ. ¸.•`
`•.♥️.•`ٍٍ
❤️آلَلََّـﮬـُمًَّ صّـَلَِِّى وٌَسَِلَِّـمًْ وٌَبًَآرِ?ْْ ؏َـلََ?سَِيَِّدٍِنَِـآمًُ� �ًَمًـَّدٍ وٌَعٌَلََﮯ آلَِهِّ وٌَصَّحًْبًِهِّ وٌَسَِلَِّمًْ تٌَسِْلَِيَمًَآً ?َْثًِيَرَآً ❤️

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنت وباركك الله

[هند صابر]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 8 والزوار 28)
‏هند صابر*, ‏Alzeer78, ‏ovis, ‏ام فارس طويل, ‏خمسية, ‏الود 3, ‏ريم الحمدان, ‏وهج٢

[هند صابر]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 11 والزوار 35)
‏هند صابر*, ‏Alzeer78, ‏بسمه أمل, ‏Nahlaesmaiel, ‏ام فارس طويل, ‏k_meri, ‏Miimi, ‏ovis, ‏خمسية, ‏الود 3, ‏ريم الحمدان