رواية خلف قضبان الاعراف *مميزة ومكتملة*

[نور الدنيا]

فصل رائع و مؤثر 🥺
مسكينة ندى أفقدتها معاناتها رشدها فليس من السهولة أن تتجاوز ما حدث لها خصوصا مع والد كوالدها يقف موقف المفرج بدون أن يساندها و كل ذلك من أجل الحصول على مزيد من الأموال و لكن أتوقع أن ينال جابر عقابه عن طريق ابن عم زوجته حنان فشكله شديد و عصبي أتمنى أن يعطيه ما يستحقه من الضرب بحيث لا يتحرك من مكانه 🤕
سامر شاب متقلب العواطف غير مستقر نفسيا و هذا كله نتيجة التربية الخاطئة و عيشه فى مجتمع متحرر بعيد عن الدين حيث أباح له فعل ما يريد و تجاوز الخطوط الحمراء من شرب الخمر و الزنا فكان نتيجة تقلبه معاملته الوحشية لندى و أخذ ما يريد منها بالقوة بدون مراعاة لبراءتها و ختم ذلك بطردها من المنزل بمنتهى الوحشية
ما يثلج صدري فى نهاية الفصل أن سامر سيأخذ ضرب محترم من عصام و مروان أتمنى أن لا يقوم بعدها و تعلمه الأدب و ترجع عقله إلى مكانه الصحيح
أرجو أن يكون لعلي دور أكبر فى حياة ندى فأتوقع أن يكون هو سبب خلاصها من حالتها و مساعدتها على تخطي الازمة و ذلك بحثها على العمل لديه فى شركة عفاف بما أنه مديرها و يكون حجة له فى التقرب منها و أنا في صفه من الآن 😍♥️

[وفاءءءء]

أيتها المتألقة ❤


ربى لايحرمنا من هذا القلم الذهبى


دمتِ ودام قلمك
❤

[modyblue]

الا المنافقين والخونة امقتهم ..


لا تتطلع بملك غيرك لأنك ستتعب ولن تنال الا الحسرات ...

[hanene**]

سالم اجبار ابنه على الزواج من ندى كان اكبر غلطة ارتكبها فهو لم يدمر فتاة بريئة فقط و انما ايضا ضيع ابنه

سنية كبرت في عيني هذه المرة فهي رغم انها امراة بسيطة و غير متعلمة و رغم ان سامر قهر و اذل ابنتها و اذلهم لم ترض ان تعصي الله و تسحره و على النقيض من ذلك سامر و هو دكتور جامعي و من طبقة راقية لا يتوانى عن ارتكاب المحرمات من زنا و خمر دون خوف من الله ... الامر الجيد انه سينال من عصام و مروان ما يستحقه على ما فعله بندى

هديل اشفقت الان على ندى و تحرك ضميرها لكن بعد ماذا

يعطيكي العافية و بانتظار القادم ❤️

[mansou]

مسكينة ندى اتمنى انو سامر ينال جزاؤ الحقير

[modyblue]

أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ
وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ

إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي
وعند الله تجتمعُ الخصومُ

ستعلمُ في الحساب إذا التقينا
غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومُ

[هند صابر]

خلف قضبان الأعراف

الفصل الثاني والعشرون ....

(صدفة بدون ميعاد)

لم يطل انتظارهم طويلا اذ نهض سامر بعد ان رمى مبلغ من المال على الطاولة وترك القاعة وخرج الى الشارع مترنح متجه الى سيارته وهو يبحث عن مفتاح السيارة بجيوب سترته ثم اخرجه وسقط منه على الأرض
فتح عصام باب السيارة وترجل ولوى شفتيه واشتدت قبضته وكان بقوام حديدي وقوة جسمانية لا تضاهى ونزل مروان وصدره ممتلأ بالغل والضغينة وبنيته ان يمسح بلاط الأرض بدم سامر.
انحنى سامر والتقطه وسرعان ما سقط مجددا وقبل ان يلتقطه وقع بصره على اقدام سحقت مفتاحه! ورفع بصره بالتدريج لتبهت ملامحه ويعتدل ببطء

تغيرت ملامح عصام ولوى شفتيه بغضب وتبادل النظرات مع مروان الذي همس بغيظ: "تبا"
تراجعا بسرعة وتواريا بركن الشارع وركل عصام عجلة السيارة وبقي مروان يراقب حتى فتح باب السيارة ودخل وكذلك عصام.

كان سامر يتطلع بالشابين بصعوبة وبديا امامه مشوشين الصورة وقال باستغراب أقرب للصدمة: "زياد! خالد!"
ناوله خالد المفتاح وقال بنظرة متلذذة: "معقول استاذنا سامر سالم الهلالي بكل مكانته ومركزه وهيبته هنا وبهكذا بيئة!"
يبدو ان ظهور زياد وخالد بهذا التوقيت وبهذه اللحظة بالذات انقاذ لسامر من اذى محقق رغم ان وجودهما ضايق سامر جدا واحرجه لكن رب ضارة نافعة.
.................................................. .................................
في اليوم التالي ....

تطلع سامر بالطلبة جميعهم وكأنه يتطلع بالفراغ اذ لم يرى وجه محدد وكلهم يتطلعون به بنظرات متفاوتة بين شامت وحاقد وبين مستاء ومحب ومعجب ومتمني وبين مترقب ومنتهز وكلهم منتظرين الكلام الذي متوقعين ان يقوله لأنه تلقى كتاب من العمادة يتضمن عقوبة الإنذار بعد ان وجهوا له تحذير اكثر من مرة بشأن سلوكه الانضباطي وتقاعسه وعقوبة الإنذار تلك مؤشر سيء لمستقبله المهني ومن شأنها ان تؤخر ترقيته وتعطل مسيرته وتحسب عليه في ملف مسيرته العلمية وبصراحة اول مرة بحياته يتلقى عقوبة الإنذار وبدى مهزوم امام نفسه وامام الاخرين لكن ملامحه كانت جامدة ولم يعكس ما بداخله من تردي وتراجع وبدى لهم مثل السابق صامد وواثق من نفسه وفاجئهم بأنه ابتدأ المحاضرة مباشرة دون ان يوجه لهم عتاب او تأنيب بسبب ما تقدموا به ضده من شكاوى!

اثناء القاءه المحاضرة تغير تعبير بوجهه عندما دخلت سجى فجأة القاعة وانضمت الى مكانها في المدرج الثاني قرب رشا التي ضغطت على القلم بيدها بعنف واصطنعت ابتسامة مرحبة

جلست سجى ورمقها سامر بنظرة عابرة ولاحظ شحوب وجهها الشديد وفقدانها للكثير من الوزن الذي فاجئ الجميع حتى ان بعض من الطلبة تطلعوا بسامر بنظرة ازدراء ونفور لأنهم يعرفون انه السبب بتحطيمها فبعد قصة الحب الكبيرة تزوج وتركها وزاد ذلك من نقمتهم عليه.

ابتلعت سجى ريقها وهي تتأمله وشعرت بنبضات قلبها تتفاوت سرعة وخفوت
همست رشا بتوتر: "لماذا اتيت؟ شكلك مزري كأنك ميتة خرجت من قبرها"
سجى وبنبرة صادقة: "اشتقت اليه جدا وهذا ما جلبني اليوم رغم تدهور صحتي والدوار الذي أفقدني توازني لكن الذي أفقدني توازني بالفعل الشوق والخوف من الخسارة والفقدان .... لست مستعدة ان اتركه بعد الان ولن امنحه حرية الاختيار والتصرف .... يجب ان نتقابل كالسابق مشتاقه الى أنفاسه الى حضنه الى يديه وهي تضمني .... اشعر بالسقم والعذاب وانا بعيدة"

غمز خالد لزياد وابتسما بمكر وزهو على ما حصل البارحة وكيف استقبل تهديداتهما بالصمت والضعف والهزيمة
تطلعت جنان الى سجى بحزن ثم الى سامر واستنكرت تجاهله لها وكأنه لا يعرفها لماذا تغير هكذا؟ ماذا جرى له اين الشغف الذي كان يفضحه؟ اين بريق الحب بينهما؟
معقول سامر بدأ يراجع نفسه ووجد ان سجى لا تناسبه زوجة؟ مصيبة لو حصل ذلك بعد كل ما قدمته له ومن اجله .... مسكينة سجى ضاعت سنوات من عمرها وصباها بالانتظار وقد رفضت العشرات من العرسان وضيعت الكثير من الفرص وخسرت نفسها معه خسرت معه العفة والطهارة بدون مقابل لا الومها وحدها هو من كان يستدرجها اليه بمكالمات ويسبغ على مسامعها الكلام المعسول طوال الليل ثم مواعيد ومقابلات ولقاءات بريئة في بادئ الامر حتى وقعت بشراك حبه واستسلمت بلحظة ضعف بعد ان وعدها انه سيتزوجها وانه مستحيل يتخلى عنها ومصيرها له واستحلى ذلك الوضع استحلى استسلامها له ومرت الأيام لتكتشف يوم زفافه انه غدر بها ومع ذلك سامحته بعد ان لاقت ما لاقته من وجع وجرح ووعكة قلب وهو كل ذلك لم يشعر به وكأنه هين ولا قيمة له!
ابتسمت رشا بغضب ودست سمها عندما قالت بهمس: "على ماذا تتطلعين به بكل ذلك الشغف والشوق؟ على فعلته البارحة؟"
التفت سجى ببطء وابتلعت ريقها وهي ليست مستعدة لتلقي صدمة جديدة وقالت بخفوت: "وماذا حصل البارحة؟"
ابتسمت رشا وهزت رأسها قائلة: "مغفلة .... الم يعاهدك حضرته كل الوقت انه يهجر زوجته من اجلك ولم يلمسها اخلاصا لحبكما؟ البارحة حصل عليها"
تغيرت ملامح سجى واختفى بريق الشوق بعينيها وتطلعت به وكأنه سلب روحها وتلاحقت أنفاسها طالبة الهواء وراقبتها رشا بحذر ووجدتها تتناول هاتفها بأنامل مرتجفة وتفتحه على رقم سامر وتحاول ان تكتب له شيء لكنها فشلت بسبب ارتجاف يدها ونهضت وبدأت تتناول كتبها ودارت الدنيا امامها ولم تعد ترى شيئا واصابها هبوط حاد بضغط الدم جعلها تسقط من طولها والتفت سامر نحوها بسرعة عندما سمع أصوات الطلبة ووجدها تتهاوى بينهم مغشيا عليها.

.................................................. .........................
فلاح وبنبرة قوية: "ماذا تقول؟ كيف تتجرأ على قول مثل هذا الكلام السخيف على اختك؟ وافترض ان مشاعرها متوجهة نحو سامر الهلالي؟ ماذا في ذلك؟ قادر انت على التحكم بداخلها؟ اختك طالبة جامعية مثقفة ومهندسة قريبا وسترفع رأسك ورأسي .... وسامر مهندس وطالب دكتوراه مرموق وغني .... لا تسمع كلام هذا وذاك ولا تصغي لترهاتهم وان كان الذي اخبرك مروان فاسمح لي ان اخبرك انك سقطت بشرك غيرته وحقده نسيت انه تقدم لسجى بدل المرة عشرة وهي كل مرة ترفضه وهذا يفسر لي ولك افتعاله للأقاويل والاكاذيب .... اكيد تكون بينها وبين استاذها علاقة بحكم ارتباطهم الدراسي ودوامهم واحتكاكهم اليومي .... عصام ارجوك لا تظهر لسجى أي ردة فعل ولا تشعرها انك عرفت بشيء لأن اختك تمر بظروف عصيبة"
عصام وبنبرة حادة: "عصيبة؟ لماذا؟ لأن حضرة جنابه تزوج؟"
فتح فلاح فمه ليقول شيئا لكنه تطلع بهاتفه الذي قاطعهما وبسرعة رفعه وفتح الخط ليتلقى خبر سجى.

.................................................. ...............................
ماجدة وببكاء وتضرع: "ارجوك سيدة عفاف سامحيني امنحيني فرصة أخرى .... تصرفت بعفوية وهم يستدرجونني ويأخذون مني معلومات وانا غبية أقول الحقيقة لم اعلم ان ذلك سيزعجكم"
عفاف وبحدة وغضب وهي تتطلع بالخادمات في المطبخ حتى استقر بصرها على ماجدة التي أطرقت الى الارض: "اسرار هذا المكان امانة في اعناقكم وخط احمر ممنوع تداولها حتى بينكم .... أخطأت يا ماجدة ولم تكوني عند حسن الثقة وإذا سامحتك معناها انني تهاونت امام خطأك الجسيم وبذلك افسح مجال لغيرك لتكرار الغلط .... اجمعي حاجتك وارحلي من هنا .... سأمنحك مستحقاتك كاملة لأني وضعت اعتبار لسنوات خدمتك عندنا لذلك لم اخصم منك كعقوبة على سوء تصرفك"
ارادت ماجدة ان تتضرع لكن عفاف اشارت بيدها بحزم واسكتتها ثم تركتها وخرجت واجتمعن الخادمات الأربعة حولها لمواساتها.

عندما خرجت عفاف غاضبة من المطبخ صادفتها هديل التي هتفت بعيون ضيقة: "القلادة أيضا مفقودة .... معقول ندى اخذتها معها؟"
عفاف وبصدمة: "أيضا القلادة؟ غريب ان تفكر ندى وهي بتلك الحالة ان تأخذ القلادة معها! معنى ذلك ان تلك البنت عقلها برأسها وتعرف من اين تؤكل الكتف ابوها اخذ مال سامر واكملت هي المهمة وسرقت القلادة وابت ان تخرج خالية اليدين"

بهذه الاثناء دخل سامر وهو متعب جدا والضغوط التي برأسه جعلته لا يطيق نفسه
اخبرته هديل عن القلادة بسرعة وتطلعت به عفاف وكذلك هديل وهما تراقبان ردة فعله لكن سرعان ما تبادلتا النظرات الباهتة عندما قال وصدمهما: "وماذا يعني ان اخذتها؟ .... اليست ملكها؟"
ثم تركهما واتجه الى جناحه لتطلعا ببعضهما بدهشة ثم حركت هديل شفتيها يمينا وشمالا وخفقت اهداب عفاف وابتعدت مسرعة وبأنامل قاسية أخرجت سيجارتها وهي تخرج الى الشرفة.
.................................................. .........................
صبيحة وبحزن: "سينفطر قلبك من البكاء يا حنان ارجوك كفى"
حنان وبوجه احمر ملتهب وحسرة: "يا لخيبتي ونحسي لم الحق ان افرح بها لقد سرق فرحتي ذلك الوغد"
صبيحة وبسرعة: "أفضل مما يسرق عمرك .... كاد ان يقتلك وربما القلادة انقذتك من يده"
ضربت حنان على فخذيها بانفعال وهيستيريا: "ليته اخذ عمري أفضل مما تركني مع خسارتي تلك .... ماذا جنيت الان من زواجي سوى انني أصبحت ملك لجابر الذي لا اطيقه وبلا مقابل و"
توقفتا عن الكلام وتطلعت حنان بدموع نحو الباب وأشارت لها صبيحة ان تهدأ واتجهت لتفتح الباب متأملة ان يكون شاكر هدأ وراجع نفسه وجلب القلادة للمسكينة التي ستموت بقهرها
ضاقت عيون حنان بقرف عندما دخل جابر وبيده أكياس الفواكه والخضار واللحوم وهربت الى الغرفة وأغلقت الباب.
ابتلعت صبيحة ريقها عندما تطلع بها جابر قائلا باستغراب: "ما بها؟"
اجابت صبيحة بتلعثم وهي تأخذ منه الاكياس: "لا .... لا اعرف"

اتجه بسرعة الى الغرفة وضغط على المقبض لكنه فوجئ بالباب مقفل والتفت الى صبيحة التي هربت بدورها الى المطبخ وهي خائفة مما ينتظرهما وهما وحيدتين وشاكر وجابر اعوذ بالله من شرهما.
طرق جابر على الباب قائلا بتملق ورفق: "افتحي الباب حبيبتي .... حنان افتحي الباب مشتاق اليك يا قلبي"

حنان ومن خلف الباب: "لست بمزاج جيد .... اذهب يا جابر لا اريد رؤية احد"
كأنها صفعته بذلك الكلام الذي استفزه وضغط على المقبض بعنف قائلا بحدة: "افتحي الباب والا كسرته الامر ليس بمزاجك .... انت زوجتي نسيت ذلك؟ توقعت انك حرة ومن شأنك ان تعذبينني كالسابق؟ لا .... لا يا حنان انت متوهمة .... متى شئت ازورك ورغما عنك تستقبلينني"
ربتت صبيحة على خديها وعضت حنان على شفتها وهي لا تطيق رؤيته لكنها اضطرت ان تفتح له لأنه طرق بعنف وكاد ان يفضحهم.
اقتحم غرفتها وتغيرت ملامحها عندما وجدته شديد واستدارت الى الناحية الأخرى قائلة بغنج: "غاضبة منك لأنك .... لأنك تأخرت علي"
وخفقت اهدابها دون ان تتطلع به عندما دنا منها وأصبح خلفها مباشرة وغرز انامله بكتفيها وشد جسدها الى صدره قائلا بشوق: "لا تفعلي ذلك مرة أخرى لقد اخفتني ظننتك لا تحبين رؤيتي .... نحن عرسان يا بنت نسيت؟ تأخرت ليس بمزاجي مشاكل في البيت وبنتي العروس التي تزوجت لتوها ردوها لي وانشغلت بوضعها"
ثم ازاح الفستان ليعري كتفها البض ويقبله بنهم لكنها أبعدته واتجهت الى الباب قائلة بابتسامة مرهقة تخفي تحتها حقدا ونفورا: "اممم بنتك ام الشمطاء سنية شغلتك عني؟ .... مستاءة منك .... يجب ان تصالحني"
هو وبرضوخ: "وها انا اصالحك"
اعادت فستانها الى كتفها وقالت ببريق جذاب: "لا ليس هكذا .... ماذا جلبت معك؟"
مرر يده على شاربه الكثيف المختلط بالشيب وقال وهو يتأمل مفاتنها: "جلبت؟ أ جلبت كل خير ملأت المطبخ بال"
قاطعته بدلع: "وتسمي ذلك خير؟ لست جائعة يا جابر كي تجلب لي طعام .... اريد هدايا .... اريد فلوس .... حقي عليك .... انا عروسة الا يكفي انك تزوجتني بلا عرس ولا زفة وكأننا نسرق .... قول انك خائف من عائلتك خائف على مشاعر سنية ولم تأبه لمشاعري "
تحركت اهدابه البنية الفاتحة ببطء وقال بعد برهة صمت: "حسنا .... حقك .... تعالي فقط"
واراد ان يلمسها لكنها ابتعد واستلقت على السرير قائلة: "لا الهدية أولا"
وابتسمت مظهرة اسنان جميلة جدا عندما وجدته يخرج مبلغ من جيبه ويعد النقود ويخرج لها قسم ويقدمه قائلا: "ليس خسارة بك المهم ضحكتك"
ثم اتجه الى الباب واقفله بالمفتاح وقطبت صبيحة بنفور وقرف وابتعدت مسرعة وهي رافضة لكل ذلك.

.................................................. .................................

دخلت فاطمة بخطوات سريعة وقالت بقلق: "اريد رؤيتها .... لا تخافي يا خالتي ندى ترتاح لرؤيتي وانا واثقة انها ستتكلم وتبوح لي ما بداخلها لا تقلقي"

اشارت سنية بيأس الى الغرفة حيث ندى جالسة في سريرها وتتطلع بجمود بالفراغ وهرعت فاطمة الى الغرفة وأغلقت الباب عليهما والتفتت الى ندى وخفقت اهدابها بتأثر عندما وجدتها غير مكترثة بمن حولها وكأنها تعيش مع نفسها فقط!
اقتربت منها ببطء وقالت بنبرة خافتة: "الحمد لله وصلنا الى هنا وسنبتدأ من جديد .... انتهت الازمة العصيبة وستفرج ان شاء الله .... الصراع وصل الى نهايته وخرجت منه لا نقول خاسرة نستطيع ان نقول بخسائر قابلة للتعويض .... المهم كسبت ما تبقى منك وغدا ستجدين من يعرف قيمتك و"
ندى ولأول مرة تنطق منذ وصلت: "وماذا تبقى مني؟"
ارتسمت ابتسامة على وجه فاطمة واسرعت وجلست قربها قائلة برفق: "تبقى الشباب والجمال وطيبة القلب والضمير الحي .... تبقى الادب والخلق والإنسانية تبقت الصفات التي عجزوا عن امتلاكها .... بسهولة امتلكوا المال وامتلكوا كل شيء به لكنهم عجزوا عن شراء القيم والأخلاق والضمير .... ندى الحياة امامك طويلة وانت بأولها صحيح انك تعثرت بالبداية لكن العثرات علمتك وصلدت قلبك الرقيق .... الحمد لله انك تكلمت الان اطمأننت عليك ظننتك ...."
ندى ودون ان تتطلع بها: "اكملي .... ظننتك مجنونة اليس كذلك؟ حتى انت يا فاطمة اعتقدت اني مخبولة وممسوسة .... لست مجنونة وعقلي برأسي لكن كثرة الجروح اخرستني .... الوجع بداخلي الجم لساني والاحساس تعطل ولم اعد ارغب بشيء سوى الصمت والوحدة .... أي خسارة يمكن تعويضها؟ خسارة احترامي لنفسي؟ خسارة كرامتي؟ خسارة آدميتي؟ خسارة حريتي؟"
اسدلت فاطمه اهدابها وابتسمت ندى قائلة بمرارة: "لأنك لا تعلمين ما حصل تتكلمين عن التعويض والصراع الذي انتهى .... الصراع لم ينتهي بعد كل ما في الامر ان الخصم الأقوى يحتاج الى الراحة قليلا كي يستعيد قوته وهو مطمئن ان الخصم الأضعف منتظر بمكانه وحوله من يحبطون خطواته كي لا يقف على قدميه ويبقى راكعا بينما من حوله يشدون عضده ويسندون ظهره"

فاطمة وبحزن: "اعرف ما حصل .... اعلم ان الناقص طردك بعد ان اتهمك بسرقة أمواله واعلم أيضا انها حجة كي يتخلص منك"

تطلعت بها ندى عبر عيون حمراء متشعبة وقالت بنبرة خافتة: "هذا ليس كل شيء .... الذي حصل أصعب بكثير"
تفحصتها فاطمة بقلق وابتلعت ريقها منتظرة ان تخبرها وشبكت ندى يديها وقالت بصعوبة بالغة: "لم يشأ ان يتركني ارحل دون ان يكسرني الامر بالنسبة له مثل لعبة انتهت بتعادل الخصمين وقرر ان يحرز هدفا لصالحه بالوقت الضائع .... خلص .... انا واثقة انه سيطلقني بعد ذلك وبذلك يكون حقق انتقامه على أكمل وجه واسترد كرامته .... اما عن ابي السكوت اهون من الف كلمة بحقه"

خفضت فاطمة بصرها وساد صمت لثواني بعده اقتربت فاطمة اكثر وقالت بنظرات عميقة: "ندى بغض النظر عن مشكلتك البليغة وجروحك وكل شيء انا اتيت اليك من اجل مشكلة خاصة بي .... كنت واثقة انك ستتكلمين معي ورغم وجعك ستسمعينني وتسانديني لأن بذلك صالحنا معا"
رفعت ندى بصرها وقالت دون تأخير: "اسمعك"
.................................................. .............................

انتفضت رشا واقفة وقالت دون تفكير: "نعم؟ تتعرضون لأستاذ سامر بالضرب؟ جننتم؟ نعم اكيد لا بد انكم فقدتم عقلكم .... الحمد لله الحمد لله الذي أفشل مساعيكم .... لا لا لا يجب ان يحصل ذلك"
ضاقت عيون مروان وهو يتأمل انفعالها وقال بدهشة: "غريبة ردة فعلك كأننا أقدمنا على امر جلل لـأننا نريد ان نلقن استاذكم درس لن ينساه بحياته"
انتبهت لردة فعلها وتنهدت وعادت جلست قائلة بهدوء مصطنع: "انت لا تفهم جسامة الامر .... لو تعرضتم له سترمون بأنفسكم بالتهلكة .... سالم الهلالي رجل جبار وله ايدي كثيرة بكل مكان كالأخطبوط تظنون ان عجرفة وكبرياء أولاده من فراغ؟ تفكيركم مثل الذي يلعب بالنار وملابسه غارقة بالبنزين .... ستتعرضون لانتقام سالم وسيرميكم بالسجن وسيجلب شهود وسيلاحقكم اين ما ذهبتم .... لا تكن متهور الضرب وايذاء سامر لم يجدي نفعا ولن يمنع قلب سجى من حبه بالعكس ربما سيتفاقم تعلقها به وتكرهك انت وربما هو سيتمسك بها لانه عنيد للغاية وأيضا ربما عصام يتهور ويقتله وحينها سيضيع نفسه وتحدث سلسلة لا نهاية لها من المشكلات .... الحكمة ليست بالقوة والتهور والحماقة والعجلة انما الحكمة تكمن هنا"
وأشارت الى رأسها ورددت: "بالتدبير بالعقل المخطط"
ابتسم مروان واسند ذقنه على يده وقال: "تعجبيني"
.................................................. .........................
تأملت ندى عيون فاطمة الحزينة وقالت بامتنان ورضا: "لهذه الدرجة تحبين ناصر؟"
فاطمة وبتفكير: "تسألينني يا ندى؟ لا تعرفين انه حب طفولتي وصباي وكل احلامي وامنياتي .... كيف انسى ماضينا معا ذكرياتنا كلامنا .... ناصر كان من خيرة شباب القرية وما زال .... كان شهم وكله مرؤة وشجاعة وإنسانية وما زال وعجزه الحالي لا يمكن ان يقلل قيمته بنظري .... الله لا يسامح الذي اقعده وضيع اماله وضيعني معه .... اعرف ان ناصر يتصرف معي هكذا من اجلي لأنه لا يعرف الانانية ويريد لي الخير لكن بنفس الوقت لا يعلم انه باستسلامه يحطم كل امل بداخلي وانا انتظره .... علم ان حسن طلب يدي ورغم جرحه تظاهر بعدم الاكتراث واراد ان يوصل لي فكره انه متخلي عن حقه بحبي .... اردت منه كلمة واحدة فقط تجعلني ارفض حسن وبقوة كلمة واحدة لكنه لم ينطق معتقدا انه بذلك سيدفعني على الموافقة على حسن .... مستحيل ليطمئن ناصر لن اتزوج غيره ولو بقيت انتظره كل العمر .... لذلك تصرفت"
ندى وبحيرة: "لكن ناصر مستحيل يقبل ذلك المبلغ لو عرف انه منك انا اعرفه"
فاطمة وبإصرار: "لذلك لجأت اليك .... فكرت فكرة تجعل ناصر يتقبل الامر وعليك مساندتي بها .... سأتعامل مع طبيب شاطر جدا ومعروف بحثت عنه وجمعت كل المعلومات حتى وصلت اليه سأقابله واشرح له حالة ناصر وأريد منك التقارير وكل ما احتاجه وسأعطيه أي مبلغ يطلبه من اجل الاشراف على ناصر من ثم اجراء العملية كما انني قبضت قسط الجمعية التي اعددتها خصيصا من اجل بقية الأجور وبعت ما املكه من ذهب و"
وأطرقت ندى الى الأرض في حين استمرت فاطمة بالكلام عن مساعيها من اجل ناصر حتى انها لم تعد تسمعها واغرورقت عينيها بالدموع وحزز بنفسها ما تفعله الغريبة لشقيقها بينما والدها تنصل عن المسؤولية والمال الذي حصل عليه بدده على أمور تافهة لم تغير من حالهم وهي أيضا عجزت ان تساعد شقيقها رغم انها تزوجت ابن سالم الهلالي المشهور بغناه وقدرته بالعكس بذلك الزواج حطمت ناصر أكثر وأكثر وجعلته صغيرا امام نفسه.

.................................................. ............................
تطلع سامر بهاتفه وهو خارج لتوه من الحمام وابعد المنشفة عن عنقه ولوى شفتيه عندما وجد المتصل رشا!
هي وبصوت مضطرب: "ضروري ان اقابلك أستاذ لدي كلام كبير اريدك ان تعرفه"
عندما خرج من جناحه التفت بدهشة عندما سمع كلام وجدال وهمس وبكاء في الرواق
ماجدة وهي تحمل حقيبتها: "لو فقط تعطيني فرصة أخيرة اثبت لك بها حسن نيتي .... اين اذهب يا سيدة عفاف؟ انا وحيدة وغريبة"
عفاف وبضجر: "الا تسأمين من التوسل؟ بقاءك هنا مستحيل انت السبب بأغلب المشاكل التي حصلت بين سامر وزوجته تنقلين الكلام الى صديقات حبيبته واججت الموقف"
أسدل اهدابه وابتسم بأسف ثم خرج وهو يهز برأسه.

.................................................. ..................
كانت رشا جالسة تنتظر في احدى المطاعم الراقية التي حجز لها سامر طاولة بها وتتطلع حولها وهي مغمورة بأحلامها وخيالاتها لأنها لا تلتقي بسامر الا بالخيال .... لوهلة اسعدت نفسها ان تكون هي بمكان سجى وانها تنتظره لأنها حبيبته وسيتعامل معها وفق ذلك وبخيال اخر تخيلت نفسها بمكان ندى بليلة الزفاف وهي ترتدي الفستان الأبيض في قصره المشيد وتحفها الخادمات وبخيال اخر تخيلت نفسها متواعدة معه موعد غرامي وستستمتع برفقته ويلمس يدها وتلمس يده حتى اجفلت واعتدلت بعيون متسعة عندما وجدته واقف امامها همست بتلعثم: "أستاذ سامر .... أ اهلا"
جلس قائلا بعدم اكتراث مع انها بأبهى صورتها اليوم: "ما الامر رشا؟ نبرتك بالهاتف اقلقتني"
شعرت بجفاف فمها امام نظرته الثاقبة وهربت بنظراتها منه وسخرت من نفسها بل استهزأت لأنها شعرت بالحياء كأنه كان يعرف انه فارس خيالاتها وامانيها لتوه.
تطلع بساعته وعندما اقبل النادل طلب العصير وقبل ان تدخل بالموضوع شعرت بخدر مشاعرها امام جاذبية ملامحه واناقته ورائحة عطره وستايل لبسه وشعرت انها مشتتة وانه يثير انوثتها رغما عنها

قالت مبتعدة عن عواطفها التي اضعفتها وشغلت فص العقل قائلة بملامح حزينة: "لا اعرف ان كان يجب ان اخبرك بما عرفته او ان ذلك خيانة للأمانة"
اثارت اهتمامه بالمقدمة هذه وجعلته يحدق بعينيها بتركيز وواصلت بنبرة صادقة: "انت في خطر يا أستاذ"
رفع حاجبه وشرحت له مخطط مروان وعصام بالتربص وتفكيرهما بالتعرض له حتى قال بتجهم وصدمة: "مروان وعصام؟ وبتحريض من سجى!"
رشا وبتأثر: "مصدومة ولا تعرف كيف تنتقم منك لانها تعتقد انك تخليت عنها خاصة عندما طلبت منك ان تتزوجها وانت رفضت ارادت ان تثأر لكرامتها منك"
عقد حاجبيه وداعب علبة السجائر ثم رفع بصره اليها وخشيت ان يكشف تلاعبها فارتبكت لان نظراته كانت غريبة وشحبت عندما قال بنبرة تحقيق: "من اين عرفت ان سجى طلبت مني الزواج وانا رفضت؟"
واصلت محاولة ان تحبكها: "جنان .... سرها كله مع جنان وهي العقل المدبر التي تحرضها كل الوقت حتى انها كانت تنقل اسرار بيتك مع زوجتك اليها"
اومأ ببطء وقال بسرعة جعلتها تتردد: "ومن اين لجنان ان تعرف اسرار بيتي؟"
اجابت بذكاء: "من خلال الخادمة .... ماجدة"
ضاقت عينيه بتفكير ورفع بصره ببطء عندما قالت بنبرة ناعمة: "وانا خائفة عليك"
.................................................. .................................
بعد مرور شهر ....

نزل من سيارته الفاخرة وتطلع بالمساحات الخضراء عبر نظارات سوداء معتمة واستنشق جو الريف العذب النقي المختلط برائحة الطبيعة وسار خطوات وبتقاسيم جامدة وتعابير صارمة متجاهلا عيون المارة عليه وعلى سيارته وكأنه كائن غريب بينهم!
أشار لولد صغير بيده وركض بدل الطفل أربعة نحوه وانحنى إليهم متسائلا: "اين بيت جابر؟"

خرجت ندى من بيت فاطمة وهي تبتسم وبيدها صحن كبير من الحلويات التي اعددتها فاطمة وقالت لها بمداعبة: "كل من في البيت سيقع في حبك اليوم وليس ناصر فقط تسلم يديك"
ابتسمت فاطمة ولوحت لها وما ان سارت خطوتين حتى سقط الصحن من يدها وتهشم وتبعثر ما كان فيه!

[هند صابر]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 7 والزوار 23)
‏هند صابر*, ‏pearla, ‏Dalia.7rb, ‏بدره م, ‏النايفه22, ‏ام الحوراء, ‏دموع عذراء

[هند صابر]

شكرا لتعليقاتكم شكرا لتفاعلكم وحضوركم
تحياتي

[نور الدنيا]

فصل رائع و لكن خسارة كنت أتمنى أن يتعرض سامر للضرب من عصام و مروان و أن لا ينقذه خالد و زياد فأنا حاقدة عليه جدا فلفت نظره من الجامعة لا يكفي يجب أن يأخذ درس أكبر
من كلام ندى مع فاطمة ارتاح بالي أنها فى طريقها للشفاء من أزمتها و هذا ما حدث فعلا بعد ابتعادها عندي سامر و عائلته و لكن فى نهاية الفصل أتوقع أن سامر من جاء يبحث عن بيت جابر و رأته ندى فسقط الصحن من يدها فأذا كان هو ماذا يريد أكثر هل جاء ليعقد صفقة جديدة مع جابر ليرجع ندى معه كزوجة مؤقته من جديد لهدف ما كأن يعزز من مكانته كأستاذ جامعي محترم ومتزوج و يعيش مع زوجته كي ينال ترقية فى عمله أو عندا فى سجى و لابعادها عنه لانه لم يعد يحبها