آخر 10 مشاركات
الساحرة الغجرية (16) للكاتبة المميزة: لامارا *كاملة & مميزة* (الكاتـب : لامارا - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          036 - قلب من ذهب - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          نبض فيض القلوب (الكاتـب : شروق منصور - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          عندما يُخطئ حبيبان!! (21) -رواية شرقية- بقلم: yaraa_charm *مميزة & كاملة* (الكاتـب : yaraa_charm - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-21, 12:45 AM   #141

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميس ناصر مشاهدة المشاركة
الفصل العاشر
برافوووووووو تطور كبير بالسرد والحوار
القصة حلوة والأبطال مميزين أتمنى لك كل التوفيق بالقادم ❤❤


حبيبتي متشكرة اوي اتمنى كل الجاي يعجبك يارب 😍❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 12:45 PM   #142

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماءالسيد مشاهدة المشاركة
#الفصل_الحادي_عشر
#قطعة_مفقودة

- تميمة.. استيقظي الفطور جاهز
سمعتها بصوت سلسبيل من خارج الغرفة
ظلت على رقدتها في الفراش.. تتدثر بالغطاء حتى رأسها.. تغرق في الظلام كالذي يحتل عقلها منذ ما حدث قبل امس
بالامس اخذت اجازة من المدرسة.. لم ترغب بمواجهه احد وقد ظلت طوال الليل مستيقظة، عيناها محدقتان بالسقف ولولا نوم سلسبيل جوارها لصرخت
هي تود الصراخ.. لن يطفئ نار قلبها شيء، تتذكر نظرات الجميع، ذاك الاتهام البشع بأنها خاطفة رجال، رحيلها المخزي وكأنما هي المذنبة
لماذا لم تقف امام تلك المرأه، تصفعها على وجهها كي لا تتهم احد بالباطل
لماذا لا يلهمنا عقلنا التصرف الصحيح في تلك المواقف، لماذا نفكر بعدما ينتهي الموقف.. ربما لاننا لم نتخيل الموقف من البداية

طرقات الباب تعلو من الخارج مقترنه بإسمها و يعلو معها رنين هاتفها، تنتفض بغضب وهي تميز اسمه
هل تذكرها الان حقا؟
تفكر في الرد عليه وافراغ غضبها فوق رأسه، أليست اخته من فعلت هذا
ولكنها تعاند نفسها بكبرياء وهي تغلق الاتصال والهاتف كله
نفضت عنها الغطاء بعنف، لملمت شعرها القصير خلف رأسها ومسحت وجهها ببعض القوة فهي لم تنم الا بعد الفجر كعادتها حينما ينشغل عقلها بشيء

خرجت لتجدهم حول المائدة الخشبية ذات الارجل القصيرة، يوم الجمعة هو يوم تجمعهم على الافطار
سلسببل التي تأكل بهدوء، فريال التي اختفى توهجها وشقاوتها من بعد الحادث
والدتها التي يضعف بصرها بسبب عودتها للخياطة مره اخرى ولم تعترض فهم بحاجه المال بعد حادثة فريال
مصطفى الذي يبحث عن عمل اضافي بجانب دراسته
وهي التي لا تعلم ماذا تفعل بعد كل هذا

تناولوا الطعام في هدوء
رفعت هي الاطباق الفارغة ودخلت للمطبخ، وكل واحد منهم تفرق بعد ذلك في احد الغرف وسلسبيل ذهبت لضي بما ان اليوم اجازة بسبب سوء الاحوال الجوية
سمعت تميمة صوت جارتهم التي تحدث والدتها من الشرفة المقابله
ولم تكترث للحديث الا عندما سمعت اسمها لترهف السمع وتلك المرأه تتحدث بشماتة
- لقد رأى ابني الاستاذة تميمة عائدة بالامس مع رجل في الحافلة وقد ضرب الرجل احد الصبيه من اجلها، من يكون هذا الرجل يا ام تميمة؟

ارتبكت اخلاص بشده وهي تستمع لهذا الامر وحاولت استدراك الامر بقولها
- انه بالتأكيد احد اولياء الامور لطالبة ما
اكملت المرأه حديثها بحاجب مرفوع وفم ملوي
- ولكن ابني اخبرني ان....
قطعت المرأه حديثها حينما اطلت تميمة بجوار والدتها وعلى رأسها وشاح يغطي شعرها لتقول بحاجب مرفوع
- ماذا اخبرك ابنك يا خاله
- ‏لا شيء يا استاذة.. عن اذنكما فالطعام على النار
واغلقت المرأه شرفتها دون انتظار رد ودخلت للداخل، نظرت اخلاص لابنتها فقالت تميمة وهي تدخل لتجلس على احد الارائك
- سأخبرك
جلست اخلاص قبالتها على الاريكة.. لتتنهد تميمة بهدوء، هي بالطبع لن تخبر والدتها عن ذاك الموقف المخزي الذي تعرضت له فقط ستخبرها بنصف الحقيقة
- ذاك الرجل، هو خال الفتاة التي اعطيها الدرس، كان عيد ميلادها في ذاك اليوم وقد تأخرت وعرض علىّ توصيلي بسيارته ورفضت ولذلك اتى معي في الحافلة ولم يتشاجر مع احد فالسيد جسار ذو اخلاق عالية ولكنه تحدث مع الصبي ببعض الحزم

نظرت لها اخلاص بشك و قد شعرت ان هناك خطب ما في حديث ابنتها لتتنحنح تميمة مكمله
- وقد عرض علىّ الزواج ولكنني رفضته
تلك اللمعة التي خفتت بإحباط في عينيّ والدتها احزنتها والتي تردد صدى حزنها في حروفها المعتاده
- لماذا يا صغيرتي لم تعودي صغيرة لرفض الخاطبين هكذا دون الجلوس معهم ومعرفتهم، اود ان يطمئن قلبي عليكِ يا تميمة، ان احمل اولادك بيدي هكذا قبل موتي
وفردت اخلاص كفيها امامها وكأنما تهم بحملهم
اعتصر الالم قلب تميمة والدموع قرصت عينيها لتميل على والدتها وتحتضنها بقوة قائلة
- بارك الله في عمرك يا امي، كله نصيب
- ‏كتب الله لكِ النصيب الجميل من كل شيء يا ابنتي
- امين
سمعا بعد ذلك اذان صلاة الجمعة من المسجد القريب ليخرج مصطفى من احد الغرف بجلبابة الابيض قائلا
- سأذهب للصلاة مع عمر، هل تحتاجون شيئا
- ‏سلامتك
ردداها سويا لتتنهد اخلاص قائلة وهي تشدد من احتضان ابنتها
- لقد كبر مصطفى
- ‏نعم يا امي، فليبارك الله فيه.. سأستعد انا الاخرى للصلاة
وخرجت من احضانها لتفرد اخلاص كفيها امام الشرفة، ناظره للسماء، تدعوا الله ان يحفظ اولادها وان تسعد بزواج تميمة عاجلا

_______

- لا اعلم ما الذي حدث يا ضي ولكن تميمة بها شيء ما
قالتها سلسبيل امام ضي التي تقوم بجلي الاطباق في المطبخ والاخرى تهرب بعينيها قائلة
- لماذا، ما الذي حدث
قضمت سلسبيل قضمة كبيرة من الجزرة التي تمسكها قائلة بحيره
- لا اعلم ولكنني اشعر ان بها خطب ما منذ يوم عيد الميلاد ذاك
وضعت ضي اخر الاطباق الذي بيدها وإلتفتت لها قائلة
- ربما تتوهمين لقد كنت معها ذاك اليوم ولم يحدث شيء، كيف حال فريال؟
حاولت ضي تشتيت افكارها لتتنهد قائلة بقلق
- لا اعلم، يقولون ان التوأم يشعرون ببعضهما ولكنني لا اشعر بفريال، ربما لانها لا تعطيني الفرصة كي اشعر بها، منذ يوم الحادث تغيرت، خلال الشهر الاول كانت عصبية، ولكنها الان هادئة.. لا اعلم بماذا تفكر ولكنني اشعر بالقلق نحوها
ربتت ضي على كتفها كي تطمئنها قائلة بحنو
- لا تضغطي على نفسك حبيبتي، ربما هو درس قاسي لها لتتعلم شيء ما وقد تعلمته
- ‏اتمنى هذا

طرق قوي على الباب اجفلهما.. وقفت ضي واضعه وشاحها فوق رأسها سريعا وحينما وجدت اخاها عمر ضربت رأسه بخفه قائله
- لماذا الاستعجال يا سيد عمر
اختلس عمر نظرة لشقة تميمة المقابله قبل ان يدخل قائلا بصوت خفيض امام سلسبيل
- هناك رجل ومعه فتاة قعيدة في منزلكم
وقفت سلسبيل من جلستها قائلة بدهشة
- في منزلنا نحن
اومأ عمر برأسه قائلا
- وقد جاء بسيارة شديدة الفخامة انظروا لها في الاسفل لقد اجتمع اولاد الحي حولها على امل اخذ صورة معها
سقط قلب ضي بين اقدامها وهي تهرع للشرفة وتتأكد من سيارته، انها سيارة جسار ولكن ماذا يريد.. وماذا يفعل عن تميمة، مئات الاسئلة دارت في عقلها لتقول سلسبيل بعدما رأت السيارة
- سأذهب لارى ماذا يحدث
- ‏وانا سأتي معكِ
قالتها ضي، لتتوجه سلسبيل لباب منزلهم المقابل وخلفها ضي التي تدعوا الله ان يمر الامر على خير

________

يجلس على احد المقاعد الخشبية بجوار كرسي ريما المتحرك، منزل بسيط بأثاث ابسط، ولكنه دافئ
- انرتنا يا ولدي
كان هذا صوت اخلاص السعيد والتي كررت جملتها خمس مرات في ثلاث دقائق
ليرد عليها بإبتسامة مهذبة
- شكرا لكِ
فتبتسم اخلاص ابتسامة واسعة وهي تنظر لريما قائلة
- ‏انرتِ المنزل يا صغيرتي
لتكتم ريما ضحكتها قائلة
- شكرا

هنا خرج مصطفى من غرفة اخته بعدما اخبرها بحضور الضيف، يتطلع لجسار بنظرات متحفزة وهو يجلس على المقعد المقابل له
ليبتسم له جسار ابتسامة صغيرة لم يردها له مصطفى بل ظل على تجهمه
صوت الباب يفتح، لتخرج منه برأس مرفوع مرتدية اسدال الصلاة، عينيها تختلس اليه نظرة اخفتها سريعا وهي تتجه نحو ريما قائلة بصوت خافت
- السلام عليكم
رد السلام وعيناه معها، تقترب من ريما، تطبع على جبينها قبلة لتعاجلها ريما بحضن سريع قائلة
- اشتقت إليكِ
- ‏وانا ايضا حبيبتي
اجابتها تميمة مبتسمة وهي تمسح على شعرها، لتومئ لجسار بتحية سريعة من رأسها وهي تجلس بجوار اخيها

فتح باب الشقة لتدخل منه سلسبيل وضي التي ألقت السلام مختلسة النظر لجسار قبل ان تجلس مع صديقتها على احد الارائك الجانبية
تنحنح جسار بإرتباك لم يشعر به مسبقا، يتطلع للجميع بنظرة خاطفة توقفت عيناه عندها، وهي منكسه الرأس تتلاعب اصابعها بالاسدال وكأنما تود تمزيقه حتى رفعت عيناها له.. ليشعر بأنها هي.. هي التي يريدها
نظر إلى والدتها قائلا بلباقة
- اعتذر عن قدومي هكذا دون موعد.. ولكنني فضلت القدوم اليوم دون تأخير كي اطلب يد ابنتك الاستاذة تميمة

اتسعت اعين الموجودين جميعا ماعدا عيناها، تلك التي ترمقه بثبات
تحدثت اخلاص بفرحة طاغية تطل من عينيها ولكنها تمالكت كلماتها قائلة
- يسعدنا ويشرفنا بالطبع يا ولدي.. ولكن رأي تميمة هو الاهم

ولدي! قالتها تميمة في نفسها بإستنكار متطلعه لوالدتها التي بكلمتها تلك اعطته موافقة مبدئية، ولكن ذهب استنكارها بعيدا وهي تتطلع لفرحة والدتها العميقة، ونظرة لسلسبيل وضي التي اتسعت ابتسامتهما بسعادة واخرى لريما التي تحمست وهي تهز رأسها بالموافقة، حتى فريال التي تراقبهم من خلف الباب انفرجت شفتيها بإبتسامة
خرج صوتها ثابتا وهي تقول متكئه بيده على قدم شقيقها
- لابد ان تتحدث مع رجل البيت ايضا
دهش مصطفىالواجم حتى انه اعتدل في جلسته واضعا كفه على كف شقيقته وكأنه يشكرها قائلا بصوت رجولي مستحدث
- بالطبع نود معرفة كل شيء عنك قبل قول رأينا، وان حدث القبول سنتصل ونخبرك
افلتت ضحكة من سلسبيل كتمتها حينما هدجتها تميمة بنظرة غاضبة

ليبتسم جسار قائلا
- بالطبع يا سيد مصطفى فأنا احب الاصول، هذه بطاقتي
واخرج بطاقته من حافظته ليعطيها اياه قائلا
- بها عنوان عملي والاستاذة تعلم عنوان بيتي لانها تدرس لريما، وبها رقم هاتفي.. وسأنتظر اتصالك
اومأ له مصطفى بتثاقل وهو يتفحص البطاقة التي بالطبع غالية، ربما اغلى من ثمن بنطاله
وقف جسار بعدها قائلا وهو يمسك بكرسي ريما
- سأنتظر اتصالك يا مصطفى
وقف الجميع واقتربت منه اخلاص قائلة بنبره لائمه
- لم نضايفك بعد.. اجلس قليلا يا بني
هنا اختلس نظرة لتميمة ليقول بعدها
- اعتذر ولكن لدي بعض الاعمال، وان شاء الله سأجلس اكثر في المرات القادمة
لتردد اخلاص خلفه وهو يحرك كرسي ريما
- ان شاء الله
وقفت تميمة لتقرص وجنه ريما بخفه قائله لها بصوت خفيض
- هل تستذكرين دروسك جيدا
لتتحدث ريما بنبره خفيضة
- نعم، لا تقلقي
لتومئ لها تميمة وهي تعتدل دون توجيه كلمة واحده له
ألقى عليهم السلام ليخرج من باب المنزل حاملا ريما على ذراعه بينما يطوي الكرسي بالذراع الاخر لتهتف اخلاص في ابنها
- احمل معه الكرسي يا مصطفى
نظر لها جسار قائلا بإمتنان
- لا يوجد داعي فأنا معتاد
لتصر اخلاص قائله
- لا، سيحمله معك.. في رعاية الله
ليستسلم لها جسار قائلا قبل رحيله
- في انتظار اتصالك
- ‏ان شاء الله يا حبيبي

حبيبي! ترددها تميمة بغيظ في سرها.. يبدو ان اخلاص ستتمم هذه الزيجة عاجلا، تنهدت بيأس لتراها هي وضي وسلسبيل وحتى فريال التي خرجت من غرفتها متوجهين للشرفة ينظرون للاسفل، ملوحين بكفوفهم له وسط فضول الجارات والتي قالت احداهن
- مَن هذا يا اخلاص؟
اغمضت تميمة عيناها بنفاذ صبر وهي تسمع والدتها قائلة بفخر مبالغ فيه
- انه عريس ابنتي " الاستاذة " تميمة
انطلقت الزغاريد من جميع الشرفات بسعادة، لتشعر تميمة انها على وشك الانهيار، تغمض عيناها بقوة وتخدش باطن يدها بأظافرها وهي تستمع لرد والدتها على الجارات الى ان صرخت قائلة
- امي، ارجوك ادخلي

إلتفتن لها جميعا بإجفال وهم يرونها على هذا الحال حتى فتحت عيناها الحمراوان والتي تكتم بهما دموعا حبيسة
اغلقت سلسبيل الشرفة بعدما دخلن لتقول
- ماذا هناك يا تميمة
لتتمالك تميمة نفسها متذكره وجود والدتها كي لا تنفجر بهم جميعا
- هل وافقنا يا سلسبيل، لماذا تقولين بفخر انه عريس ابنتك يا امي؟
عند كلمتها الاخيرة التي خرجت بشبه صراخ قالت والدتها بهدوء
- على احتمال ما سيكون يا ابنتي
امسكت تميمة برأسها بين كفيها لتقول ضي
- اهدأي.. سيحدث ما تريدينه بالنهاية
لتشير لها تميمة قائلة
- اخبريهم يا ضي عن القصر الذي يسكنه، الحديقة، طلاء الجدران، المطبخ، اخبريهم عن مكانته ومكانتنا، رأيتم بأنفسكم سيارته وحتى رأيتم ملابسه وطريقه حديثه والمكان الذي يعمل به، سأشعر دائما بالانتقاص امام ما لديه، هل ترين الفارق يا امي.. انه شاسع كالفرق بين السماء والارض

كانت تلهث بعنف حين وصلت لاخر كلماتها، تتنفس بإضطراب وتبتلع غصه خانقة تكبل حلقها بقوة لتقول فريال بصوت عالي اشبه بالصراخ ملوحه بيدها
- لماذا تودين العيش في الذل دائما، لماذا لا تنظرين امامك لقد اتى الرجل لك بنفسه اي لم تفرضي نفسك عليه.. لقد اتى بكامل قواة العقلية فبالطبع رأى فيكِ شيء يحبه ، تدفنين نفسك وترفضين فرصة ذهبية كهذه لانكِ تفضلين دور الضحية.. تودين القول دائما بأنكِ صاحبه الافضال علينا، كبرنا يا حبيبتي وبمقدور كل واحده منا العمل.. لا تدفني نفسك من اجلنا، ويكفي عليكِ ما فعلتيه، انظري لحياتك، اجزم انك لا توافقين من اجلنا، لا تقلقي فأنا لن اتزوج، اما سلسبيل فأمامها بضع سنوات.. انظري لنفسك قليلا كي لا تندمي في يوم على ما فاتك من اجلنا
في نهاية كلماتها الصارخه كانت الدموع تتدفق من عينيها كالشلال، تنهار على ركبتيها لتدفن وجهها بين كفيها وهي تنتحب بصوت عالي، المره الاولى التي تنهار فيها امامهم منذ يوم الحادث، المره الاولى التي يشعرون فيها بمعاناتها
اخلاص التي ارتكزت على الحائط خلفها،فسارعت ضي بالامساك بها، اما سلسبيل فتقف بينهما تتدحرج الدموع على وجهها وهي الاخرى تنزل على ركبتيها بجوار توأمتها، تحتضنها وقلبها يؤلمها هي الاخرى من اجلها
تميمة التي تنظر لهم بعجز
فلا تجد القدرة على الوقوف اكثر، تنحني بركبتيها امامهما، تمد ذراعيها حولهما، تغمض عيناها وتحني رأسها معهما
يشكلان مثلث مكتمل
زهرات البيت التي يبكين من اجل اختهما، فريال التي رغم قساوة كلماتها الا انها على حق
ليخرج صوت تميمة متحشرجا من اثر البكاء الا انه قوي
- انا موافقة.. اوافق على الزواج من جسار يا امي

________

عقلها يعمل بسرعة
اذان صلاة الجمعة
صوت اغلاق الباب الذي ينذر بخروج والدها
على الرغم من انه لا يصلي جميع فروضه ولكن يوم الجمعة يظل مقدسا.. كي لا يتحدث احد عنه
يظل كلام الناس هو هَمَّ والدها الاول والاخير..
نظرة سريعة اختلستها للشارع الفارغ في هذا الوقت
ونظرة اخرى اختلستها لخارج غرفتها بالتحديد لغرفة هبة النائمة
سيعقدون القران بعد الصلاة
سيكبلون عنقك يا سراب..
وفكرة واحده تسيطر على عقلها وتجعل جسدها يرتجف.. اهربي، اهربي
ارتدت عباءتها السوداء، حجاب اسود مشابه لها، وحذاء بيتي وردي اللون لم يسعفها عقلها لإيجاد غيره
وبيدها تمسك بعض الاوراق النقدية
الذعر يحتلها وهي تتسلل بخفه لتفتح الباب.. تزفر بهدوء وهي تغلقه خلفها.. تنزل سلالم المنزل بأعين خائفة وكأنما قد ارتكبت جريمة للتو
خطوة.. اثنان.. ثلاثة
تلتفت حولها بقلق الى ان ابتعدت عن محيط منزلها
الارض الطينية من تحتها اثر المطر لا تساعدها على الركض وكذلك حذائها القديم
ولكن ابتعاد الخطر عنها ينعش قلبها

وصلت لمحطة الحافلات
هنا ادركت.. اين ستذهبين؟
انت كالارض البور التي لا يقترب منها احد
البرد يقرص جسدها والالم يقرص قلبها
ترى الاوراق المجعدة في يدها وومضة سريعة وصلت لعقلها لتعطيها بعض الامل وهي تفكر في حل مؤقت وعلى اثره استقلت الحافلة

__________

يبيت ليلته هنا منذ امس
المطعم مغلق اليوم بسبب تحذير الارصاد الجوية من قدوم عاصفة
يمسك بيده قدح قهوة ساخن في كوبه الاحمر .. يتذكر مذاق قهوتها بالامس فيبتسم، يتطلع للحديقة وقد تساقطت بعض قطرات المطر، ربما هذه بداية العاصفة التي تحدثوا عنها ولم تبدأ بعد
يلمح من بعيد ظلا اسود اللون، يفتح بوابة المطعم الخارجية، هل نسى اغلاقها بالامس؟
يدقق النظر في الظل المقترب.. الملثم
تتسع عيناه بدهشة وهو يميز وجهها الشاحب حينما اخفضت عنه وشاحها.. قطرات المطر التي بللت ملابسها، وحذائها الملطخ بالطين والذي لطخ اصابع قدمها ايضا، تدارك دهشته وهو يأخذ الغطاء الذي تدثر به من فوق المقعد متجها إليها

تنظر حولها بتيه، لماذا هي هنا، لماذا المطعم مغلق، كان املها الوحيد في ضي، ماذا ستفعل الان؟
الاسئلة تهاجم عقلها لتجفل بخوف حينما وجدت باب المطعم الداخلي يفتح
ويطل منه أيهم
الرؤية تتشوش في عينيها، الخزي يطوق عنقها بإختناق، الكون يدور، تسمع اسمها بصوته المذعور، وبعد ذلك إبتلعها الظلام

______

جالسه على المقعد المقابل له في مكتبه، بين يديها كوب قهوة ساخن وحولها غطاء سميك، شفتيها ترتجف اثر الذل لا البرد، ومن هذا الموقف المخزي الذي تجلس فيه امامه الان، قدميها ملطخه بالطين وملابسها ملتصقة بها بفعل المطر، لقد استيقظت منذ قليل، حينما اطمئن على استيقاظها خرج لدقائق ودخل بكوب القهوة هذا
فالان بالطبع هو بحاجه لتبرير
قال أيهم بصوت هادئ
- هل انتِ بخير الان، المطر توقف بالخارج.. هل انتِ افضل الان؟

اومأت برأسها دون رد ليكمل
- هل استطيع معرفه ما حدث، ام انه امر شخصي؟
يتفحص ملابسها بعينيه، وجهها، يديها فقط هي المتورمه، تنظر هي للكوب في يدها بصمت، تتمنى ان تصبح بخار كالذي يتصاعد منه لتتلاشى
قطع الصمت صوته القائل بخشونة
- هل تعرضتِ لحادث مثلا؟
رفعت رأسها اليه، لم تنظر لعيناه مباشرة بل نظرت لاحد التحف الثمينة بجواره، تود ان تصبح مثلا، هي تود ان تصبح اي شيء عدا سراب التي هي عليها
ارتشفت رشفة بسيطة من كوب القهوة ليتقلص وجهها بوجع ناتج عن احبالها الصوتية.. لا يوجد لديها الان رفاهية الوجع عليها التحدث
لذا تحدثت بصوت ضعيف قائلة
- سأخبرك بقصتي

كانت تروي بدموعها، ترتجف شفتيها، تتوقف عن الكلام لدقائق، تتحشرج انفاسها، بالطبع لم تتحدث عن هلال، ولم تتعمق في ذكر مساوئ والدها، فقط قالت بعض قشور قصتها التي جعلته ينتفض من فوره واقفا الى ان انتهت ليأمرها بصوت عالي ارتجفت على اثره
- تعالي معي
تقلصت على نفسها في جلستها، ليكمل بنبره مشفقة
- بالطبع لن نذهب له، فقط تعالي معي، ثقي بي
وقفت من فورها، تلملم وشاحها حول رأسها، وعباءتها حول جسدها، تنظر بخزي لخُفّها المنزلي وهي تتحرك خلفه، اثار الطين التي تتركها خلفها تضفي المزيد من الخزي عليها.. تذكرها بما تتركه خلفها كأثر، لينظر لها قائلا بعدما استشعر حرجها
- سراب، لا تقلقي من شيء، كل شيء سيكون بخير
اومأت له برأسها وهي تسير خلفها حتى وصل لسيارته ليفتح لها الباب الامامي لتجلس ولكنها قالت بحرج
- هل يمكنني الجلوس بالخلف
ليجيبها سريعا
- بالطبع.. نعم
وفتح لها سريعا الباب الخلفي لتخلع عنها خُفّها قبل الصعود وقد همت بأخذه ليقول
- اتركيه سنشتري واحدا في الطريق
لم تعترض، لم يكن لديها قوة او قدرة على المجادلة، ما تعرفه فقط الان انها متعبة فلترتكز على المقعد ولترى الدنيا من خلف زجاج سيارة فخمة لمره واحده
سار بالسيارة لبضع دقائق حتى توقف عند احد المولات التجارية
نزل من السيارة دون قول شيء وهي لم ترد على سؤاله

بعد وقت لم تعلمه بسبب غفوتها القصيرة، سمعت صوت مجموعة من الاكياس بجوارها قبل ان يقول
- سنذهب للمطعم مره اخرى كي تبدلي ملابسك

ودون سماع ردها الذي قالته وهو كلمة شكرا خافته ذهب للمطعم مره اخرى
نزلت ليترك لها كيسا واحدا ويأخذ بيده الاكياس ويسرع لفتح المطعم لها، فتحت الكيس لتجد به حذائا جميلا ان كانت في موقف غير هذا لطارت به فرحا، ارتدته دون شعور ونزلت من السيارة لتنظر لخُفّها المنزلي الذي تلطخ بالطين اكثر دون اكتراث

دخلت المطعم ليترك لها الاكياس قائلا
- يمكنكِ تبديل ملابسك بالداخل
اخذت الاكياس بصمت ودخلت لغرف تبديل الملابس، بينما وقف هو بالخارج لعل الهواء البارد يطفئ ناره التي اشتعلت من اجلها، لقد شعر بها، بوحدتها، بحزنها، بقهر روحها الذي جربه من قبل

يريد التدخين، ان يحرق شيء ما، ان يفرغ غضبه وعجزه فيه.. بعدما اقلع عنه منذ فترة يريد الان العودة إليه، ظل بصره معلقا بالسماء فوقه لوقت لا يعلمه ولكنه استدار حينما سمع صوت ما خلفه وكانت هي.. تخرج بخجل منكسه الرأس تمسك بطرف العباءة التي اشتراها لها.. حجاب ابيض يزين وجهها، والحذاء الجديد الذي يجزم انه اكبر من مقاسها
اقتربت منه ببطئ، لا تعلم ماذا تقول ولكن خرجت منها كلمة شكر خافته فأخبرها هو قائلا
- انظري لي يا سراب
رفعت رأسها إليه.. ليكمل هو بخفوت
- ما حدث سيظل بيننا الان، لا تقلقي من شيء.. انا سأخذك لبيت قريبتي لانني لن اتركك بمفردك هكذا
تحدثت بخفوت اثر تعبها الواضح قائلة
- كنت سأذهب مع ضي لمنزلها ان كانت هنا
- ‏نحن لا نعلم عنوانها، سأخذك لمكان مضمون، هيا
لا يعلم لما كذب عليها، وبالداخل ارقام هواتف العاملين وعناوين منازلهم.. وهي لم تجادل، مره واحده فقط تود السير مع التيار دون تفكير

جلست في الكرسي الامامي بجواره هذه المره دون خجل، ربما استمدت بعض الشجاعة منه.. من كلماته، بعد فترة من الصمت قالت بتردد
- سأسدد ثمن ما اشتريته لي، لذلك ارجو ان تأخذه من راتبي هذا ان لم تفصلوني عن العمل بسبب غيابي
ابتسامة جانبية ابتسمها وهو يختلس النظر لها قائلا
- لم نفصلك يا سراب فأنت موظفة قديمة ونحن نقدر العاملين لدينا
اومأت برأسها دون رد كعادتها، تنظر للطريق والذي بدأت بعض قطرات المطر في الهطول، ودون ارادتها تفكر.. هل فعلت الصواب بهروبها، ماذا سيفعل معها والدها، بل ماذا فعل والدها الان، ما رد فعله حينما علم بهروبها، هل يرغب بقتلها الان حقا، اغمضت عيناها لدقائق هاربة من افكارها لتخرج منها على صوته القائل
- وصلنا

فتحت عيناها سريعا لتجده وقد عبر بالسيارة بوابة حديدية إليكترونية لبيت فخم بطابقين، ذو حديقة واسعة وبحمام سباحة كبير، هل ستظل هنا.. في اقصى احلامها لم تتصور انها سترى هذا البيت، قال قبل ان ينزل من السيارة
- هيا انزلي، هذا هو البيت
فتحت باب السيارة واغلقته بخوف، تتنفس بتوتر وهي تسير خلفه حتى فتح باب البيت لتطل منه تلك المدللة ابنه خالته التي تأتي للمطعم، والتي خفتت ابتسامتها تدريجيا حينما لمحتها لتقول بتجهم
- مَن هذه؟
- ‏سأخبركم بالداخل، تعالي يا سراب
ظلت على وقفتها المتحفزة ليدخل مشجعا سراب بعينيه فعبرت من امام غزل التي اوشكت على افتراسها

______

كانت تجلس على احدى الارائك بوجه جامد وهو ينهي حديثه قائلا لخالته ولغزل المتجهمه التي تجلس على المقعد المقابل لها
- كما اخبرتك يا خالتي، انها ستجلس هنا لفترة قصيرة حتى تفكر في حل لهذا المأزق.. ما رأيك
- هل تحتاج لرأي، البيت بيتك يا أيهم انت واصدقائك في اي وقت
ثم توجهت بوجهها لسراب قائلة
- ما اسمك ايتها الجميلة
- ‏سراب
ردت سراب بخفوت لتقول المرأه بإبتسامة
- اسم مميز وجميل، لا تحزني ففي كل شر خير
اومأت لها برأسه وعيناها تحمل امتنانا كبيرا لأيهم الذي اخبرهم بنصف الحقيقة وهي ان والدها يود تزويجها من ابن عمها دون ارادتها لذلك هربت منهم وجاءت لعملها كي تذهب مع صديقتها لمنزلها الذي يعلمه والدها فظل متربصا لها هناك، فعرض عليها المساعدة ووافقت على مضض وجاء بها الى هنا

- حسنا، سأذهب الان يا خالتي
- ‏لا تقلق عليها هي في عيناىّ
قالتها خالته بطيبتها المعهودة ليقبل جبينها ويدها قائلا
- لا حرمني الله منكِ يا غالية، هل تريدين شيئا يا سراب
سألها بنبره عادية لتهز رأسها نفيا ليقول
- سأذهب انا الان الى اللقاء

وغادر دون الالتفات لقلب يبكي الان في زاوية ضيقة ويود الفتك بتلك الفتاة التي اولاها اهتمامه
فلم تستطع الجلوس اكثر قائله لوالدتها بعصبية
- سأذهب لغرفتي يا امي
- ‏حسنا يا صغيرتي
ذهبت غزل لغرفتها لتستأذن منها خالته قائلة
- البيت بيتك، فقط سأشرف على تحضير احدى الغرف لكِ
هزت رأسها دون رد كعادتها اليوم بينما اخذت عيناها تدور في المكان، تشعر انها في حلم غريب لا تعلم فيه مشاعرها.. هل هي سعيدة لان احدا ساعدها، لان احدا يراها كإنسانة تستحق التقدير.. ام تحزن على ما وصلت إليه بسبب والدها.. صداع قوي يفتك برأسها لتميل على الاريكة، تشعر بجسدها المتشنج الان، تطلق تأوه خافت من فمها حينما دخلت خالته قائلة
- هل انتِ بخير؟
اجفلت من جلستها لتقفز على قدميها قائلة بصوت مضطرب
- نعم انا بخير
- حسنا حبيبتي، غرفتك جاهزة.. تعالي
تود البكاء الان.. بل الانفجار فيه كطفل صغير يحاط بحنان مفاجئ
امسكت المرأه بذراعها حتى وصلت لاحدى الغرف وفتحت بابها قائلة
- تفضلي، هذه غرفتك.. الطعام بالداخل وبعض الادوية المسكنة ايضا قد جلبها أيهم، وعلى السرير بيجامة شتوية، عندما تحتاجين لشيء لا تترددي في طلبه حبيبتي
تجمعت الدموع في عينيها بإمتنان قائلة بحشرجة
- شكرا جزيلا
- ‏العفو حبيبتي

قالتها المرأه وهي تترك ذراعها مبتسمة لتبادلها سراب ابتسامة ضعيفة، دخلت بعدها للغرفة.. غرفة احلامها بسرير واسع فخم، دولاب كبير، شرفة تطل على حديقة خلابه.. جلست على السرير تتحسس البيجامة الشتوية الناعمة، لن تبكي.. فالبكاء الان مجهود لا تتحمله، تنام بظهرها على السرير.. كل عظامها تئن، رائحة الطعام المغرية التي وصلت لانفها تحثها على الاكل فهي لم تضع في فمها شيء منذ يومان.. ووسط تفكيرها غرقت في نوم عميق.. ربما الذي تعيشه الان هو مجرد كابوس ستستيقظ منه..

________

كان قد وصل لحديقة منزله بعد قيادة متهورة وسط الامطار الغزيرة ليفرغ بها القليل من غضبه.. نزل من سيارته دون مظله.. المطر يبلل ملابسه فيغلق باب سيارته دون اكتراث ليسمع نداء اخيه بإسمه ليلتفت له فعاجله بسام بسؤاله القلق
- أيهم هل انت بخير، اين كنت بالامس؟
- انا بخير، لا تأتي خلفي مهما حدث
قالها أيهم بصوت جامد متوجها لغرفة وحيدة في الحديقة الخلفية لينقبض قلب بسام بإختناق وهو يود الان حرق هذه الغرفة

يمشي أيهم بتثاقل، يخرج مفتاح الغرفة بيد مرتجفة، يرمق العمود المجاور لها بأعين زائغة، يفتح القفل بعد محاولات عديدة باءت بالفشل.. شعور بالاختناق يكتنفه وهو يميز السلاسل الحديدية المثبتة على الجدران.. الحبل الطويل الملقى في مكانه في ركن الغرفة.. العصا الغليظة المتكئة على الحائط وكأنما تنتظر يده التي لن تلمسها مجددا.. صوت الرعد، الرياح القوية، المطر المنهمر، البرد الذي يكتنفه كالان.. يرتجف بقوة وهو يسقط على ركبتيه بإنهزام، طعم الدماء الذي يشعر به في فمه الان فيغلق شفتيه بقوة، صدى صرخاته التي يسمعها فيغلق اذنيه.. توسلاته بإسمه التي يكررها دون وعي.. فلا يشعر بنفسه بعدما صرخ بقوة
- انقذيني يا امي، امييييي
ليسقط رأسه المرتجف على الارض بجواره دون حراك

______

كان يداعب وجنه جنة النائمة على سريرهم في غرفتهم حينما دخلتها.. من بعد مواجهتهم الاخيره إلتزم كل واحد منهما الصمت وابتعد، لعل ما يحتاجونه حقا هو الابتعاد كي يقتربوا مره ثانية
تستمع لصوت الرعد القوي الذي تخافه وهي تقف امام دولابها الكبير ترتكز على اصابع قدمها الامامية وتحاول جذب احد الاغطية الشتوية الثقيلة.. دون فائدة
لتجد الدفئ محاوطا لها فجأه بفضله، هو الذي مد يديه ليجذبه لها.. ليمسكه واضعا اياه جانبا ومحاصرا اياها بين ذراعيه بعدما إلتفتت له
رائحته المسكره تحاوطها فتحاول عبثا مقاومتها
لامس بإصبعه طوق رقبتها الطبي قائلا بصوت خفيض
- هل تؤلمك رقبتك؟
تهز رأسها نفيا دون النظر إليه ليقرب وجهه منها قائلا
- لماذا تضعين هذا الطوق اذا
- ‏لا شأن لك بي
تقولها بإنفعال وهي تحاول الابتعاد عنه لكنه يكبل حركتها حينما امسك بيديها مداعبا انفها بأنفه
- بل كل الشأن لي، ونس كلها لضياء
- وهل ضياء كله لونس
تسأل بأعين دامعه، معاتبة، عاشقة ليقول بصوته الاجش الذي يختلط بحنانه

" أشهد أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنت .."

وإلا أنت الاخيره اقترنت بحضن عميق يودع فيه جميع مشاعره، مخاوفه، انفعالاته، حبه لها.. هي نصفه الذي لا يكتمل بدونه..
- اخبرني انك تحبني دائما، اخبرني دائما
تقولها وهي تتمسك بمنامته الشتوية وكأنه الحياة ليرد بحنان ممسكا بوجهها بين كفيه
- احبك يا ونس وحدتي، اسمك ينطبق على كل ما فيكِ، لقد عدت بفضلك لرجل مقبل على الحياة، ينبض بالحب، يتغنى بالقصائد لمحبوبته
تتسع ابتسامتها وهي تغوص بعيناه اكثر، دموعها تنهمر وهي تتذكر يوم قراءة فاتحتهم حينما اخبرها تلك الجملة التي هي بمفعول السحر
- ان كنت تحبني فلماذا تبتعد عني ؟
عتابها الرقيق يلمس وترا حساسا في قلبه خاصه مع وجهها البائس كطفلة اخذوا لعبتها.. يفهم سر تعلقها به، حبها وغيرتها المرضية التي تحاوطه بها.. ويحبها ويحب كل ما فيها لذلك اقترب منها قائلا بمراوغه وهو يلامس وجنتها التي فقدت اكتنازها اثناء فترة حملها الصعبة
- لن ابتعد، سأقترب دائما
واقرن قوله بإحتضانها مره اخرى ليخلع عنها بعد لحظات طوق رقبتها الطبي مداعبا بإصبعه رقبتها وهو يقول
- هل تعلمين لماذا تؤلمك ؟
لتهز كتفها بدلال نافي ليكمل مداعبته لها قائلا
- لانها لم تنم على ذراعي ليومين.. ولكنني سأعوضها الليلة
تبتسم بخجل وهي تضع رأسها على صدره، تستمع لدقات قلبه التي تزداد سرعتها وتغمض عيناها بسعادة بينما يضمها هو إليه مغمضا عيناه بوجع .

" نهاية الفصل الحادي عشر "

اتمنى يستحق الفصل انتظاركم ومنتظرة رأيكم جدا 🥺❤️❤️


كسرت قلبي سراب وصفك لاحساسها وخوفها لامس قلبي
تسلم ايدك واحساسك استمري بالتقدم رائعة حبيبتي


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-21, 04:34 PM   #143

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميس ناصر مشاهدة المشاركة
كسرت قلبي سراب وصفك لاحساسها وخوفها لامس قلبي
تسلم ايدك واحساسك استمري بالتقدم رائعة حبيبتي


حبيبة قلبي متحرمش من رأيك وذوقك ابدا❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-21, 06:41 PM   #144

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الفصل الحادي عشر
واخيرا غزل بديت تعترف بحبها لأيهم وعلى مايبدو هو بحبها بس عنده عقد قديمة
بالنتظار القادم


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 08:24 PM   #145

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
Rewitysmile22

فصل جميل جدا
مبروك لتميمة وجسار وعقبال عند الباقي❤❤❤❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 07:51 PM   #146

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الرابع عشر "

تجمع الحاضرين في نهاية الخطبة حول الطاولة التي جهزت خصيصا بواسطة دمج طاولات صغيرة كي تكفي العدد الحاضر ليقدم لهم العشاء وكانت تميمة وجسار على رأس الطاولة الطويلة التي بدأت الاطباق في الرص عليها..
يحاوطهم الاصدقاء والاحباء الذي تطوع بعضهم لنقل الطعام من شقة تميمة للسطح
تميمة التي تجلس بجوارة بقلب خافق، تستمع لضحكته الرجولية ومزاحه الوقور، حنانه المتدفق على ريما الجالسة بجواره، فتتمنى ان يمسح بكفه تلك ايضا على رأسها، يطمئنها بالقادم.. ولكن ماذا عساها تفعل فإن الحب رزق وهي لم ترزق به معه، ولكن يكفيها ما يفعله معها من اجل اسعادها.. لن تطمع في الحصول على قلبه ايضا

- هل بردتِ؟
افاقت من شرودها على سؤاله الخفيض، انفاسه القريبة وكأنه يدفئها بقربه دون قصد.. لتهز رأسها بالنفي فيعاود النظر ليديها التي تفركهما قائلا
- اذا لماذا تفركين يديكِ؟
- ‏احب فعل هذا
اجابته بحرج وهي تفك تشابك يدها من بعضهما.. لينظر حوله كي يتأكد من ان لا احد يتابعهم بنظراته هامسا وهو يقرب كفه من كفها
- اذا تلك اليد مكانها الحقيقي بين يداي
وامسك بكفها لتسحب كفها سريعا هاتفه بإعتراض
- جسار
لينظر امامه بعدما ناظرها بطرف عينيه كاتما ضحكة اوشكت على الخروج بينما اشتعل وجهها خجلا وهي تتظاهر بالنظر لمن يضعون الطعام امامهم فسمعت صوت امها القائل
- ليجلس الجميع في مكانه
ووجهت نظرها لابنتيها قائلة
- احضرا باقي الاطباق يا بنات..فلتبدأوا بالاكل وليبارك الله في طعامنا وشرابنا واتمنى ان يعجبكم الطعام

بدأ الجميع في تناول الطعام والثناء عليه، لتقطع والدة ضي قطعة كبيرة من البطة المتواجده امامها وتعطيها لبسام الذي ناظرها بإمتنان قبل ان يقول بمشاكسة وعيناه تناظر ضي التي تتلاعب بالطعام في طبقها
- شكرا لكِ يا خالتي، لم تنسي عزيمة البط كالبعض
- ‏مَن قال اني نسيت، انت الذي تتحجج بالعمل دائما
رد كوثر الذي اوقع قلب ضي وهي تناظرهم بزعر، فلقد طلبت منها والدتها عزيمته اكثر من مره ولكنها تخجل من القول وبأي صفة ستقول، لقد اعتقدت انها مجرد مجاملة قيلت ولن يقابل والدتها مره اخرى.. ولكنه القدر
- نعم، نعم.. انا الذي نسيت بالطبع
هتف بها بسام بمكر وهو يناظر ضي التي خفضت وجهها لطبقها لتسمع صوت أيهم القائل
- في الحقيقة الطعام لذيذ للغايه وخاصه المحشي
- ‏لقد اشرفت عليه اخلاص بنفسها.. فمن بين يديها ستتذوق افضل محشي على الاطلاق
وضعت اخلاص طرف وشاحها على فمها كعادتها عندما تخجل من اطراء احد لتهتف قائلة لكوثر
- سلمت يداكِ يا أم ضي والله لولاكِ ما اكتمل شيء
- ‏في الحقيقة طعمه افضل من خاصه مطعمنا
هتف بها بسام بإعجاب لينظر له أيهم الذي هز رأسه قائلا وكأنه يقرأ افكاره
- سأقترح اقتراحا ولكِ مطلق الحرية في الموافقة او الرفض

نظر له الجميع بإهتمام وخاصه تلك التي تناظره بحزن منذ بداية الطعام فقد كانت تجلس قبالته بجوار بسام
- ما رأيك في مشروع صغير كتحضير طعام منزلي وتغليفه ويأخذه المشتري على الطهي فقط.. هذه المشروعات ناجحة للغايه هذه الايام وقد لاقت رواجا كبيرا على مواقع التواصل.. يمكنك التفكير فيه وانا اول المشترين لمطعمي فمؤخرا وصلتني بعض الشكاوي واجد ان هذا الطعم الذي اتذوقه لن يختلف عليه اثنين
- وانا سأمول هذا المشروع في بدايته حتى يقف على قدميه
كان هذا صوت جسار العالي لتتهلل اسارير اخلاص بفرحة غامرة وهي تنظر لتميمة، فبعد خطبتها كانت خائفة بحق.. ستتزوج من كانت تساعدهم في تدبر امور معيشتهم، حتى انه سيكون عيبا ان اعطتهم راتبها بعد الزواج هذا وان عملت.. طرفت عيناها للسماء قبل ان تعود للجميع، كان بداخلها يقين ان الله سيدبر امرهم لذلك قالت بسعادة
- وهل يحتاج الامر للتفكير، انها فكرة رائعة وان زادت الطلبات سأستعين ببعض الفتيات الذين يحتاجون للعمل، أليس كذلك يا كوثر
امسكت كوثر بيدها قائلة
- بالطبع معكِ في كل شيء

عناق ايديهما المجعدة وازى الكثير لدى الجالسة هناك، تراقب الجميع من بعيد وتخشى الكلام، غصه خانقة تجتاح حلقها بعد رؤيتها لكل علاقة صداقة لم تنجح هي بتكوين واحده فقط طوال سنوات حياتها.. لذلك ارتشفت بعض من الماء من الكأس المقابل لها لتهتز يدها دون ارادتها وهي تضعه مره اخرى على الطاولة لتمسكه معها يد اخرى.. نظر لها ليجد بعيناها تلك النظرة المفقودة التي تؤرقها
في الحقيقة تؤرق الجميع.. فالصداقة كنز وان حصلت على صديق فكأنما حصلت على اخ لم تلده امك.. بل يمكن ان يكون افضل منه دائما يقول هذا لاصدقائه
لذلك حاولت الانشغال بالطعام امامها بعدما اخفضت عيناها للطبق لتستمع لصوته القائل
- هل اعجبك الطعام؟
شعور الاستنزاف الذي تعيشه الان لا تود معه الحديث، وخاصه معه.. لذلك هزت رأسها دون معنى لترد بسؤال هامس
- هل يمكننا الذهاب الان
- ‏حتى ينهي الجميع طعامه سنذهب
لتهز رأسها مره اخرى متطلعه في طبقها بصمت لتسمع بعدها صوت اخلاص الموجه لها هي وعمتها
- لا يعقل هذا.. لم تأكلا شيئا، ألم يعجبكم الطعام ام ماذا؟
ردت فريدة بإبتسامة متسعه قائلة بصدق
- سلمت يداكِ ويد كل من شارك، الطعام رائع بحق
بينما همست همسة بصوت خفيض
- الطعام جميل بشهادة الجميع
لتتسع بعدها ابتسامة اخلاص وهي ترمق الجميع بسعادة واضعه امامهم المزيد من الطعام، فهي تشعر بالشبع الان حد التخمة.. يكفي انها اطمأنت على تميمة الحبيبة في عصمه رجل كجسار الذي وصلت إليه لتتكئ بيدها على ظهر مقعده قائلة
- اريدك ان تنهي كل هذه الاطباق يا عريس
ليلتفت لها قائلا بإبتسامة
- من عينايّ يا امي
لتتسع ابتسامتها وهي تهتف بسعادة
- يشهد الله على ما في قلبي وانني اعتبرتك كإبن لي منذ اول مرة دخلت فيها بيتنا
- القلوب عند بعضها يا امي
فشيعته بإبتسامة لتتحدث بهمس مع تميمة في شيء ما.. بينما اخذ هو يتحدث مع فريال الصامتة منذ جلست ويشاكسها ببعض الكلمات حتى ضحكت في النهاية وختم حديثه بقول
- عندما تتخرجين ان شاء الله، عملك محفوظ، فلدي صديق يعمل في صالة ألعاب كبيرة وستكون فرصة جيدة لكِ
لتهتف فريال بحماس لفت انظار الجميع
- حقا.. هل تتحدث بجدية
- ‏بالطبع يا بنت نحن رجال افعال
قالها بصوت متضخم وهو يهز رأسه لتضحك ريما كعادتها عندما تستمع له ليضحك معها ليسمع صوت سلسبيل التي تتصنع الضيق
- واين عملي انا ايضا؟
- ‏ركزي في دراستك اولا وحينما تتخرجين لنا حديث اخر
- ‏سأعتبره وعد
قالتها وهي ترفع سبابتها امام وجهها ليقلد حركتها هاتفا
- وعد
ليشعر بتلك اليد التي تعلقت بذراعه في جلستها.. فناظر يدها التي تتعلق بذراعه اولا لتصعد نظراته إلى عينيها التي ترمقه بها.. اقشعر بدنه من نظرتها التي تتحدث، تلك التي تقول انت لي، تلك التي تغار.. هل تغار حقا من اختها؟ ام انه يتوهم، ام انه يتمنى ان تغار حقا عليه من اي احد
ليقطع تواصل اعينهما صوت إياس القائل
- سنستأذن نحن الان.. فعمتي ترغب بالنوم
تفاجأت فريدة من قوله هذا لتصدق على حديثه بردها
- كان من المفترض ان اكل في الحلم الان
ليضحك الجميع بينما وقفت همسة لتودعهم بحديث مقتضب وقد نظرت مره اخرى لهذا الترابط الذي تفتقده

- لماذا لا تأكلين
كان هذا صوت بسام الذي اخرجها من شرودها لتلتفت له غزل قائلة
- شبعت
- ‏وكيف حدث هذا مع غزل التي ستأكلني شخصيا في احدى المرات
إلتوت شفتيها بإبتسامة مقتضبة لتنظر امامها فجأه لترى عيناه التي كانت تنظر للتوأم اخوات تميمة
اشتعلت النار في صدرها دون سابق انذار لتنبئ بحريق مشتعل سيأكل الاخضر واليابس
فأخذت تفتت الطعام امامها بعصبية بالغه حتى سمعت صوته القائل
- يمكن لغزل ان تروج لصفحتكم في البداية، فلديها الكثير من المتابعين
رفعت رأسها بإستفهام ليفسر قوله
- انهم يتناقشون من اجل صفحة الطعام وكيف سيجذبون الناس فأقترحت ان تنشريها لديك في البداية
- ليس لدي مانع
ردت بهدوء لتسأل سلسبيل بفضول
- وماذا تنشرين في صفحتك
ليقول بسام بفخر واضعا ذراعه على المقعد خاصتها من الخلف
- ابنه خالتي كاتبة مشهورة
- حقا! لم اراكِ على وسائل التواصل مطلقا
كان هذا صوت ضي التي شاركت هي الاخرى في الحديث من شده غضبها وهي ترى تقربه الحميم من قريبته.. نهرت نفسها بعدما لاحظت احمرار وجنتي الاخرى التي ردت بحرج
- لا ارغب في الظهور الان.. حتى تطبع اولى كتبي
- ‏ما اسمها اذا
- ‏صاحبة اغصان الزيتون، نشرتها إلكترونيا اول الامر وحينما لاقت رواجا حدثتني دار للكتابة من اجل طباعتها
صرخة دهشة انطلقت من حنجرة سلسبيل التي وضعت يدها على فمها قائلة بغير تصديق
- هل انتِ غزل تلك، هل انتِ حقا، لا اصدق انني اجلس مع كاتبتي المفضلة الان
تلونت وجنتي غزل بالاحمر القاني وكادت ان تنفجر من فرط خجلها وحرجها امام الجميع ونظرات سلسبيل التي وقفت من مقعدها وتوجهت إليها قائلة
- انا من اشد معجبينك، سنك صغير على عقلك الكبير.. انكِ تدخليني في عالمهم سريعا حتى اظن انني جزء منهم، انا حقا لا اصدق
تلعثمت غزل بقول بعض عبارات الشكر لتهتف بعدها بتوتر
- لذلك لا ارغب في ان يعرفني احد فلا استطيع الرد على كلماتكم ابدا
وابتسمت بعدها لتخرج سلسبيل هاتفها قائلة
- هل يمكننا إلتقاط صورة اذا؟
- ‏بالطبع
اجابتها غزل سريعا بالرغم من حرجها لتهتف اخلاص بتوبيخ
- اتركيها يا سلسبيل لتنهي طعامها اولا.. فليوفقك الله يا ابنتي
ابتسمت لها غزل بخجل بعدما جلست مره اخرى على مقعدها بوجه شديد الاحمرار اضفى على فتنتها الكثير، لترصد هي نظراته تلك المره بعينيها وتهتف قائلة دون تفكير بصوت خرج عاليا بعض الشيء من شدة انفعالها وحرجها
- ما رأيك بما اكتبه يا أيهم
- القراءة ليست من هواياتي.. ولكن بما ان لديكِ الكثير من المتابعين اذا فأنتِ جيدة
كلماته العفوية التي تفوه بها وجد صداها في عينيها التي خفت بريقهما السعيد ليتبدل بأخر منزعج حزين وتتزين شفتيها بإبتسامة باهتة رمقت بها الجميع قبل ان تمسك بكوب عصير لتنشغل به.. ماذا يفعل في نفسه التي لا تجيد المجاملة، بل التي لا تجيد الحب

بعد قليل
رحل الجميع ولم يبقى سواهما في صالة منزلهم الداخلية البعيدة عن الغرف التي يتم تنظيفها
تجلس على المقعد المقابل له بخجل اعتراها فور وجودهما معا.. فلقد اخذ بسام ريما لوالدها في يوم اجازته كالمعتاد بينما اخذ أيهم غزل لمنزلها
تنحنحت بحرج واخذت تدور بعيناها في المكان وكأنها لم تحفظه طوال عمرها حتى سألته بعفوية
- هل تذهب ريما لوالدها كل اسبوع؟
قطعت سحر اللحظة التي يتأملها فيها بسؤالها ذاك ليجيب بإقتضاب
- نعم
- يبدو انها تحبه
قالتها بسرعة ليرفع احد حاجبيه قائلا
- بالطبع.. انه والدها
ابتلعت ريقها بحرج ونظرت ليدها ليزداد احمرار وجنتيها وهي تفرقع احد اصابعها لتنظر له سريعا حينما سمعت ضحكته هاتفه بإنفعال
- لماذا تضحك الان؟
خفتت ضحكته لتبقى ابتسامته التي تزين وجهه ليجيبها بصوته الذي تعشقه حينما ينفرد بها وكأنه لحن حب لا يخرج سوى في حضرتها
- ‏الاستاذة تميمة.. صاحبة الشخصية الفولاذية الصلبة امام الطلاب ترتبك من طرح واجابة بعض الاسئلة امامي
اغمضت عيناها لدقيقة وهي تشعر انها على وشك البكاء لتفتح عيناها سريعا قائلة بتلعثم
- الامر ليس هكذا.. انني فقط.. انا
اوقف حديثها بوضع يده امام شفتيها التي لم يمسهما بكفه، فقط نظرة عيناه لهما كانت كافية لتخفض عيناها دون حديث وجميع اطرافها لا تشعر بها.. فإبتلع هو ريقه قائلا بصعوبة
- متى سنعقد القران
ازداد احمرار وجهها بشده حتى شعرت انه سينفجر من الحرارة المنبعثة منه ودق قلبها بعنف لم يتحمله صدرها لتجيبه بصوت ضعيف ومازال وجهها منخفضا
- عندما نتأكد من قرارنا.. اي اقصد عندما..عندما
- حسنا فهمت فهمت..لديكِ اجازة غدا.. أليس كذلك؟
تنفست بهدوء عندما غير مجرى حديثه لترد بعدما نظرت إليه
- نعم.. لدي يومان بالاسبوع
- ‏جيد
- ‏سأعمل بعدما نتزوج مثلما اتفقنا
قالتها بتوجس وكأنما تخشى ان يغير رأيه ليبتسم قائلا
- لكِ كلمتي الاولى يا استاذة
- ‏انت فقط تعلم.. انا احب عملي هذا اولا لانني اشعر ان به رسالة كبيرة يمكنني تقديمها.. وثانيا لان والدتي واخوتي يدرسون وهم بحاجه للمال
قالتها بتعمد كي لا يوبخها فيما بعد عندما تعطيهم راتبها.. فلقد كان هذا جزء من مخاوفها السابقة وهي ان تتزوج رجل يطمع في مالها حتى وان كان لديه اضعافه ولكن مواقفه واجاباته تنزل على قلبها فتمنحه السكينة
- ‏بالطبع اعلم وهذا مالك انتِ تتصرفين به كيفما تشائين.. وانا يمكنني الم....
قاطعت حديثه بنظرة عيناها اللائمه مع قولها الحاسم
- قد تحدثنا في هذا الامر مسبقا، بالطبع لا.. وامي لن توافق ابدا كما اخبرتك هي.. يكفي انك ستساعدها في هذا المشروع الذي لا اعلم مدى صحته
- انه مشروع رائع ان تم ادارته جيدا وربحه مضمون ان شاء الله
لتومئ برأسها دون رد متطلعه في طبق الكعك امامه لتأخذه من على الطاولة وتعطيه اياه قائلة
- لم تتذوقه
لامس اصابعها وهو يأخذ منها الطبق بمكر لتزجره بنظرة اوشك فيها وجهه على الانفجار من الضحك.. لتستمع لضحكته التي انعشت قلبها واتت على اثرها فريال التي هتفت بشقاوة
- اضحكاني معكما
لملم هو ضحكته لينظر لها بإبتسامة لتوليه وجهها بحنق فنظر لفريال قائلا
- رد فعلها ونظرات عيناها تقتلني من الضحك
لتبتسم فريال مؤكده على حديثه
- انها هكذا دائما.. لم تراها حينما تنزعج، نظره عيناها تكاد ان تقتلك وانت في اعلى مراحل غضبك
- ‏فريال
هتفت بها تميمة بعصبية لترفع فريال كفيها بإستسلام قائلة
- استسلمت.. سأذهب انا
- ‏انتظري
قالها جسار لتنظر له بإستفهام ليكمل حديثه قائلا
- اريدك ان تذكري تميمة بتصوير فستانها هذا
لترد فريال وهي تفتح هاتفها
- صورتها الكثير من الصور
- ‏لا.. الفستان فقط وبعض التفاصيل خاصته
عقدت تميمة حاجبيها لتسأل بإستفهام
- لماذا؟
ليرد بلامبالاه وهو يأكل قطعة من الكعكة
- اريده في امر ما
لترفع فريال كتفيها قائلة بعدم فهم
- حسنا.. ان كنت تريد هذا فلنفعله دون سؤال
- ‏انظري لاختك العاقلة
قالها بمشاكسة لترفع احد حاجبيها بتحذير ليرد بإبتسامة بعدما ذهبت فريال
- ولكنني افضل المجانين
لتلملم هي ابتسامتها التي اوشكت على البزوغ معترفة.. انها وقعت في حب هذا الرجل وعشقت كل تفاصيله

________

" هو انتي ليه بعيده كده؟
بصحي على صورتك وانام.. والقاكي ينساني الكلام
أرسم أمل يبقي سراب.. وأحلم بفرح ألقاه عذاب
وانده يجاوبني الصدى "

تتابعت كلمات الاغنية وعيناه تلتهم تفاصيلها من خلال المرآه الامامية.. قلبه يؤلمه.. قلبه يحبها.. وقد اعتقد في وقت ما انها تبادله ذات الشعور.. وكأنها لوحة مرسومة لا يمل من النظر إليها وانعكاس الاضواء الخافتة يلمع في عيناها الخضراوتان، وشعرها المتطاير يضفي المزيد من الرقه عليه وكأنها تحتاج للمزيد.. إلتقت عيناه معها تلك المره لتتصنع الاعتدال في مقعدها الخلفي وهي تنظر لعمتها التي قطعت صمتهم بسؤالها
- كيف حال العمل معكما؟
ليرد موزعا نظراته بين عمته والطريق
- ثقيل بالطبع يا عمتي وخاصه انني اثقل على همسة بالكثير
- ‏انا معتادة على هذا
اجابته بسخرية ليحرجها بقوله
- لانني اثق بها
فنظرت مره اخرى لنافذة السيارة دون رد لتجيب عمتها
- ‏فليبارك الله لكما.. انتما بالنهاية كالاخوة
قالتها عمتها بمكر لترى صدى كلمتها في وجهه الذي تجهم ولكن ملامح همسة كانت على حالتها الواجمة ليقول إياس بعد دقيقة وكأنما تذكر شيئا
- كنت سأخبرك يا همسة و بالطبع انتِ ايضا يا عمتي
نظرتا له ليكمل متحاشيا النظر لهما ناظرا امامه
- لقد مضينا عقدا كبيرا لاحد المنتجعات منذ وقت واوشك على الافتتاح لذلك يتطلب منا الحضور قبل الافتتاح للاشراف عليه لعده ايام وسنمضي العقد الاخير يوم الافتتاح لذلك يلزمنا محاسب ماهر مثلك

استدارت عمتها للمقعد الخلفي حيث تجلس قائلة
- بالطبع.. القرار لكِ ومعك ابن عمك فلن اخاف عليكِ
- لن اتركك بمفردك.. يمكنك اخذ السيد باسل
اجابها بإقتضاب
- ‏انه مريض
لتضع يدها على فمها هاتفة بلهفة
- منذ متى.. لقد رأيته منذ ثلاثة ايام
- ‏منذ البارحه
لتقول بأسف
- لم ألحظ عدم وجوده.. هل هو بالمشفى؟
- بل في منزله
اجابها بضيق لتومئ له دون رد بينما قالت عمتها
- يمكن لإياس ان يأخذك هناك.. زيارة المريض واجب وخاصه بعد ما فعله معكِ
ليومئ لها إياس بصمت هو الاخر وقد اقتربا من منزلهما.. لتقول عمتها قبل ان ينزلا من السيارة
- اذهبي يا ابنتي ولا تخافي علىّ.. بالنهاية ستتزوجين وتذهبين ايضا
قولها الماكر الذي اعقب خروجها السريع من السيارة جعل يد همسة تتجمد على مقبض بابها فلم تفتحه بل نظرت لعيناه في المرآه الامامية لتتجمد نظراتهما في عناق! نعم.. يرى الان قشرتها الصلبة التي اختفت، نظراتها الخضراء الرائقة بدلا من تلك الرمادية لتفتح الباب وتغلقه ذاهبه لعمتها الواقفه ليشيعها بنظراته وكلمات الاغنية تتردد متزامنة مع حديث قلبه

" عاشق انا قلبي عنيد.. ومسيري هوصلك أكيد
والقاكي يا قمري البريء.. لو حتي راح يخلص طريق
والقى طريق غيره ابتدى "

_______

- ظلمت نفسي كثيرا.. اعلم يارب.. مشتتة وتائهة، حائرة في امري فأرشدني للصواب.. وحدك من ترشد التائه للطريق فأجعل في طريقي النور والخير، وحدك من تعلم شتات قلبي.. لا اعلم ماذا افعل، ان كان هذا عقابك لي على ما اقترفته نفسي فأنا راضية ولكنني متعبة واود الخلاص

تقولها سراب بدموعها قبل لسانها وهي على سجادة الصلاة، تقيم الليل في هذا الوقت من كل يوم وتسأل الله العون.. تلك من العادات التي اعتادت عليها مع والدتها فتسمع بصوتها كلما تكاسلت
" قيام الليل هو الفرض السادس، لا يخيب الله يد امتدت له في جوف الليل والناس نيام.. اسألي الله ما تريدين في هذا الوقت وسيوفقك للخير دائما "
منذ كانت صغيرة وتقلدها في الحركات حتى كبرت وهي تجاهد في الحفاظ عليه، ومنذ ما اصابها باتت اكثر حرصا عليه

اخرجها من شرودها طرقات الباب الخافتة لتمسح دموعها التي تغطي وجهها بكفيها كي تقف وتفتحه لوالده غزل التي ابتسمت ما ان رأتها قائلة
- فكرت في ان اصنع لنا مشروبا ساخنا ونشربه سويا بما ان لا احد هنا غيرنا.. فهل تسمحين لي
ارتبكت في وقفتها لتفسح لها الطريق هامسة بخجل
- بالطبع.. البيت بيتك في الاساس
- ‏ولكن هذه غرفتك الان
هتفت بها والدة غزل وهي تضع الصينية على احدى الطاولات وتتخذ مكانها على احد المقاعد لتكمل حديثها بعدما ابصرت سجادة الصلاة
- هل قاطعت حديثا هاما
- ‏لا.. لقد انتهيت الحمد لله، كنت سأنام
- هل اخرج اذا
قالتها والدة غزل لتهتف سراب بزعر ملوحه بكفيها امام وجهها
- بالطبع لم اقصد هذا، انا افعل هذا دائما لذلك قلت انني سأنام
وانحدرت دمعة من طرف عينيها لتكمل
- لم اقصد صدقيني
وقفت والدة غزل لتمسك يدها بإشفاق وتجلسها معها على احدى الارائك قائلة بهدوء
- لا تكثري من التبرير يا عزيزتي، فمن يحبك سيفهم قصدك من المره الاولى.. وانا افهمك فلا تقلقي
الدمعة التي انحدرت من وجنتها جلبت المزيد لتمسح على رأسها بحنان قائلة وهي تأخذها في احضانها
- اخرجي ما في داخلك.. وكأنك تحدثين نفسك
وكأنها ضغطت على رز صغير لتنفجر في البكاء وتهتف من بين دموعها
- متعبة.. فعلت ذنبا اخاف من ان يعاقبني الله عليه وقد تبت كثيرا، ولكن اعتقد ان سبب ما انا فيه الان.. هو هذا الذنب، ويعلم الله انني لم ارتكب شيئا اخر
وابتلعت ريقها لتكمل بصوت متحشرج
- لا اعلم ماذا سأفعل، لم افكر حينما فكرت في الهرب من ابي عندما اراد تزويجي برجل كبير في السن.. الان لا اعلم حالته وبالطبع يبحث عني ولن ابقى طوال عمري كالفأرة المختبئة هكذا

فتحت عينيها بذعر حينما ادركت ما تفوهت به في خضم انفعالها.. نظرت لوالدة غزل التي تنظر لها بصمت ولم تتغير ملامحها ليسقط قلبها وهي تقف من جلستها قائلة
- السيد أيهم لا يعلم شيء، لقد خدعته هو الاخر
هزت والدة غزل رأسها نفيا وهي تجلسها مره اخرى امامها هاتفه بحسم
- انتِ لم تخدعي احدا، ثقي بنفسك قليلا.. واعلمي انكِ فعلتِ الصواب بعدم قبولك لذاك الرجل.. ولكن مهلا، لماذا تقولين ان الله يعاقبك على ذنب قد استغفرتِ وتبتِ إليه منه، الله رحيم بعباده يا سراب وظني به دائما خيرا كي يعطيكِ اكثر مما تتمني فإن لم يكن هكذا لهلكنا جميعا بذنوبنا.. تقرأين القرآن أليس كذلك؟
لتهز سراب رأسها بصمت ودموعها تتسابق بأمل.. امل في حديث ارادت سماعه بشده
- " نعم العبد إنه أواب " هل سمعتِ هذه الآيه من قبل.. بالطبع قرأتيها او استمعت إليها.. ان الله يخبرنا بأمل كبير بأنه يمكننا ان نصبح نعم العباد.. كيف؟.. أواب.. ان ترجعي إلى الله كلما اخطأتي، ان لم نخطأ لاتى الله بعباد يخطئون.. جميعنا نخطئ لاننا بشر ونتعلم من تجاربنا في الحياة.. حتى وان تكررت اخطائنا علينا الرجوع لله دائما وألا نسمح بأن يدخل الشيطان كلامه لعقولنا كي يحبطنا وينتصر هو عند ضعفنا

كانت تحدثها برفق وكأنما تتحدث لفتاة صغيرة ترشدها لطريق ما ارادت معرفته.. لقد اشفقت عليها حقا مما تحمله في قلبها وتفكر فيه كل هذا الوقت.. نظرت لها سراب لتسألها بأول ما بدر لذهنها
- ما اسمك؟
- ‏دعاء
لتتسع ابتسامة سراب مع دموع عيناها وهي تقول بصدق
- سيكون لكِ جزء كبير من دعائي ان شاء الله
- ‏وانتِ سيكون لكِ جزء كبير من دعائي
واعطتها دعاء كوب النعناع الساخن لتبتسم لها سراب بعدما ارتشفت منه القليل وسط صمت قاطعته بقولها الهادئ
- ماذا سأفعل في حياتي القادمة
- ‏توكلي على الله وسيدبرها الكريم من عنده.. هل تعملين عند أيهم حقا
اجابتها سراب سريعا
- نعم.. لم نكذب في هذا اعمل هناك ولكنني لا استطيع العودة لان والدي يبعث بأحدهم كل يوم ليتفقد وجودي فلا اعلم ماذا سأفعل
- ‏حسنا.. لن نفكر في هذا الان، هيا اخبريني ما هي هواياتك اذا
ردت سراب ببعض الخجل
- اكتب بعض الخواطر
- ‏رائع.. غزل ايضا تكتب ولديها صفحة إلكترونية، يمكنكما المشاركة سويا في كتاب
اتسعت ابتسامة سراب بحرج قائلة
- ليس لهذا الحد، انا اكتب مجرد كلمات بسيطة
- ‏هذه الكلمات التي تستهينين بها ربما تغير مسار تفكير شخص، الكتابة رسالة كبيرة واثر عميق في يد صاحبة
لتتنفس سراب قائلة بأمل
- معكِ حق
لترتشف بعدها بعض النعناع وهي تشعر بأن داخلها يزهر اخضرا.. يزهر املاً.

________

صمت طويل خيم عليهم يعكس ما بداخلها.. لم تتفوه بكلمة واحده طوال الطريق.. كانت ساكنة على عكس صخب قلبها حتى توقف بالسيارة في احدى محطات الوقود لترى الاعداد التي تتزايد امامها في العداد وكأنها عمر أيامها في حبه.. كقنبلة تتسارع اعدادها حتى تنفجر.. ولكنها وصلت للصفر مره اخرى لينقبض قلبها وكأنها ترى عمرها القادم.. هل ستخرج خاليه الوفاض حقا
إلتفتت له بصمت لينظر لوجهها قائلا
- هل نغسل السيارة؟
فأومأت له بصمت وكأنه يقرأ افكارها.. منذ قاد اول سيارة وهو يأخذها معه لفعل تلك الحركة المجنونة فيمكثان داخل السيارة ويغلقان النوافذ والابواب وهم يستمتعون برش الماء وفقاعات الصابون التي تظللهما وكأنهما يغسلان قلبهما معها

- اريد التحدث معك.. لعلها اخر مره استطيع فيها البوح بما يخص قلبي
نظر لها بقلب مقبوض وملامح مستاءة ليظل بصرها محدقا في الماء الذي يغسل السيارة امامها وهي تكمل
- كيف يمكن للمرء ان يحب احدهم طوال هذه السنوات دون امل.. دون نظرة.. او كلمة ووعد ولكنني كنت اراهم بعينيك كما الان لذلك تعلقت
ونظرت له بغته لترتعش شفتيها وهي تكمل بأسى مع استمرار عناق اعينهما
- كيف احببتك لهذا القدر.. في الحقيقة لا اعلم، ولكن ما اعلمه بحق انك لم تجاهد مثقال ذرة للمحافظة على هذا الحب الذي بداخلي والذي تتجاهله عن عمد، بل اعتمدت على قلبي في الغفران.. تخبرني بفتياتك وحبيبتك الاولى.. مواصفات فتاة احلامك التي لا تشبهني فأحاول بكل جهد ان اشبهها ولكن دون فائدة.. لا ألوم عليك مطلقا في قولي ولكنه حديث بداخلي كان لابد وان يخرج لانني..
صمتت لتغمض عيناها وهي تتنفس بإضطراب لترتعش جفونها لثانية قبل ان تفتحهما قائلة بسرعة
- سأخطب لاحدهم
لم تتغير ملامح وجهه الا من عيناه التي اظلمت وكأن قبس النور بهما قد انطفأ فجأه.. لتدمع عيناها مع استطرادها
- يحبني.. هكذا قال حينما جلس مع امي.. يعمل معيدا في الكلية ولكنني لم اراه مسبقا وعندما حان الوقت جاء في اقرب فرصة كي لا اضيع من بين يديه، انا ايضا جلست معه مره واحده ولكنني لم اخبر احدا بجوابي النهائي

كانت السيارة قد توقفت بعد ان تم تنظيفها لينظر امامه قائلا
- وما هو جوابك
- ‏سأعطيه فرصة.. في بعض الاوقات يجب علينا التوقف في محطة ما عندما ندرك اننا ركبنا القطار الخاطئ.. لعل التوقف الان سيكلفنا خسائر اقل من مجرد الاستمرار في طريق لا نعلم نهايته
- مبارك
كلمة مقتضبة جعلت دمعة غادرة تفر من عينيها وشعور بالمهانة يعتريها وألم يعتصر قلبها وهي توليه وجهها ناظرة لنافذة السيارة المغلقة.. لتفتحها كي يلطم الهواء وجهها وكأنه صفعات باردة وقاسية تفيقها من الوهم الذي تعيشه.. ستتحرر منه لانه لا يستحق، اخطأت وتعلم ولكنها تعلمت انها لن تعطي قلبها الا لمن يقدره.. ابتسامة صغيرة تزين شفتيها وهي تستعيد صورة "حمزة" وكأنها تخبره بوعد ما.. هي لن تخذله مطلقا، لن تخذله..

بينما كان ممسكا هو بعجله القيادة بجمود، يحركها بآليه كمشاعرة المتبلدة الان.. لماذا لم يمنعها، لماذا لم يصرخ في وجهها قائلا احبك وليثبت لها ولتصمت، كان يظن انه يحبها.. لقد ظن هذا حقا في اخر مره كانت تبكي فيها امامه، هل اشفق عليها لذلك اقنع نفسه ام ان قلبه انتعش من فكرة حب احدهم اللامشروطة له فأقنعه بحبها الذي لم يتفوه به فمه.. هل لعن قلبه بالقسوة طوال العمر فلن يتناول جمال الحب

وصل لبوابة منزلها الخارجية ليقول بحسم وهو ينظر امامه ويداه تضغطان على عجلة القيادة
- لم اخدعك ابدا يا غزل، تلك النظرات التي تخبريني بها لم تكن تقصد شيئا والا لاخبرتك بمقصدي ان شعرت بشيء.. يوما ما ستفرحين وتسعدين لانني لم احبك مثلما تريدين ولن اقدرك مثلما تفعلين، صدقيني.. يوما ما ستنظرين لزوجك كأعظم رجل هذاوان تذكرتيني وقتها.. اتمنى ان تنالي السعادة معه.. انا لم اكن قدرك يا صغيرتي من البداية
كلماته الحنونة الاخيرة قد ضغطت فوق جرحها لتذكرها بكلماته في طفولتها لتتدفق الدموع من عينيها وهي تقول بشفاه مرتجفة
- نعم.. لم تحبني ولم تنظر لي.. ربما هو الوهم الذي صور لي هذا، ذاك الوهم الذي اقنعني بوجودك معي ليلا ونهارا
ومسحت وجهها بقوة لتكمل بعدما وضعت خصلات شعرها خلف اذنها بكبرياء وكرامة مجروحة
- سأكون بخير لا تقلق.. اليوم وضعنا كلمة النهاية، لنغلق تلك الصفحات ونبدأ بأخرى جديدة.. الى اللقاء
ونزلت من السيارة بقلب معطوب تؤمن تماما انها ستصلحه ليشيعها هو بنظراته حتى دخلت منزلها.. لشعر بألم في قلبه كان لطفل صغير بداخله يضرب جدران قلبه هاتفا بسخط
- لن يحبك احد غيرها
ليرتفع صوته وكأنما يحدثه
- يجب ان احب نفسي اولا

دخلت غزل منزلها لتقابلها والدتها على السلم اثناء نزولها من غرفة سراب.. لتتلاقى اعينهما وكأنهما يعرفان ما حدث خاصه مع احمرار اعين غزل لتفتح لها والدتها ذراعيها فترتمي غزل بينهما لتمسح والدتها على شعرها قائلة
- يقدر الله لنا الخير دائما.. وهذا هو الخير المقدر لكِ
انتحبت غزل بين ذراعيها بصوت عالي لعلها تفرغ ما في قلبها.. هل كانت تعلم والدتها، هل كانت مكشوفة لهم لهذا الحد، بينما قلب والدتها ايضا يدعوا لذاك التائة.. لعله يجد من يرشده

بينما كان يتصل ذاك التائة برقم ما قائلا
- السلام عليكم يا سيد منصور.. اريد التقدم لخطبة ابنتك.. هل يمكن ان تحدد لي موعداً لمقابلتك

" نهاية الفصل الرابع عشر "
منتظرة رأيكم ❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 09:35 PM   #147

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,960
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي عالقراءة بعد ما اجا النت

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 10:40 PM   #148

ines e

? العضوٌ??? » 462884
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ines e is on a distinguished road
افتراضي

سلمتي حبيبتي
لكن للاسف و صراحة لو ايهم بعد كل حب غزل ليه هيحب سراب و يلاقي انه قدر يتعافى معاها فهو حقا لا يستحق الحب


ines e غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 10:55 PM   #149

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,960
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
B10

روووعة الفصل تسلم ايدك يارب
جسار رجل بمعنى الكلمة خير سند وداعم عوض لتميمة عن كل شقاءها فريال ابتدت ترجع لمعدنهاوالاصلي حبيت فريال الجديدة البعض أخيانا بدو صدمة ليرجع متل ما كان
غزل حبت ايهم لكن أيهم حب فكرة الحب ايهم فعاا بحاجة ليحب نفسو قبل ما يفتح قلبو لفتاة تدخلو ولكن هل سراب هيي المنشودة روووعة


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 11:45 PM   #150

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل ولطيف سلمت يداك اشتقت لك وللفصول

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.