آخر 10 مشاركات
316 - الشك القاتل - ليندا بيوتشستر - م.د** (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-21, 08:56 PM   #301

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزهرة الأرجوانية مشاهدة المشاركة
رواية جميلة بالتوفيق حبيتي


حبيبتي اسعدني رأيك تسلميلي❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-21, 10:52 PM   #302

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الرابع والثلاثون "

" في وقت استراحة الطعام "

دخل كل من العروسين غرفة منفصلة كي يتناولا شيئا بعد المجهود البدني لـ الرقص واللهو الذي حدث بينما اتجه الضيوف إلى قاعة الطعام
كانت ضي ممسكه بطبق فارغ، معدتها لم تعد تشتهي الطعام وخاصه بعد اخر نزاع لها مع بسام.. بسام الذي كان ينظر إليها بشفقة، لقد اثقل عليها بعقد ماضيه حقا، وهي لا تستحق.. اخذ طبقا فارغا ووضع به بعض الطعام المطهو بطريقة صحية وكان عبارة عن خضار مطهو على البخار وقطعة دجاج مشوية
اتجه صوبها بأقدام متعثرة كما قلبه، يشملها بنظرة تقييميه وقد ازدادت جمالا بتناسق جسدها، ولكن وجهها الصبوح قد ضعف وشحب لونه على الرغم من مستحضرات التجميل التي تضعها
مدّ إليها يده بالطبق فقالت بصوت خافت
- لا ارغب في تناول الطعام
- ‏لماذا؟
- ‏شهيتي مفقودة
قبل ان يرد عليها اتى صوت والدتها الموبخ ونظراتها اللائمه
- ستمرضين هكذا، ماذا سنجني حينها
اومأ بسام قائلا وعيناه تتفحصانها
- اوافقك الرأي يا خاله.. اهم شيء هو الصحة، والغرض الاساسي من انقاص وزننا هو المحافظة عليه
اخذت منه الطبق دون رد فتهلل وجه والدتها قائلة
- حفظك الله يا ابنتي
وربتت على كتف بسام بحنان مردفه
- وادامك الله في حياتنا يا بني
ابتسم لها دون رد فإنسحبت هي وقد تركتهما بمفردهما
راقب شرودها اثناء مضغها قطعة الدجاج فقال بمشاكسة
- ألن تعزمي علىّ؟
باغتته بسؤالها
- اين كنت؟
ابتلع ريقه الجاف قائلا بملامح منغلقة
- هل يمكننا التحدث غدا؟
واردف برجاء
- من فضلك
اومأت له دون رد، وضعت الطبق في يده وهمست بنبره هادئة جعلته يتوجس من هدوئها
- اريد تفسيرا مقنعا، صادقا.. فإن لم يحدث هذا، فستكون هذه نهاية كل شيء على وشك البدء
وغادرت، كنسمة هادئة وفستانها يرفل حولها.. خالقه في قلبه العواصف

اتجهت ضي صوب فريال ووالدتها التي كانت توبخها قائلة
- المره الاولى والاخيرة التي تفعلينها
اومأت لها فريال دون رد فوضعت ضي يدها حول عنق الاخرى هاتفه ببشاشة
- قلبك ابيض يا خالة.. انه عرس اختها ومن سعادتها غنى قلبها قبل صوتها
وغمزتها ضي مردفة
- واندمجت انت الاخرى معنا
ضربتها ثريا على كتفها هاتفه بتوبيخ
- لقد سعدت بإبنتي العروس، وهذا ليس مبررا لغنائها.. اسمح بغنائها وسط النساء فقط
اومأت لها ضي كما فعلت فريال تجنبا لارتفاع ضغطها بينما تمتمت والدتها بكلمات لم يفهمنها وهي تبتعد عنهما
وعندما رحلت اتت سلسبيل ضاحكة وهي ترفع حاجبيها قائلة
- تم توبيخكما بنجاح
لكزتها فريال في خصرها وهي تتحدث من بين اسنانها
- اذا قد رأيت كل شيء ولم تتحركي من مكانك
- ‏هذا جزاءك لقد حذرتك البارحه من خوض التجربة
اجابت فريال بسعادة
- ‏لذتها كانت تستحق
رفعت سلسبيل كتفيها قائلة بينما تمسك بكف ضي وتسحبها كي تسير معها
- اذا تستحقين ما قالته امي

وجدت نفسها تقف بمفردها فشيعت اختها وضي بملامح ضائقة
لماذا لا يوجد لديها صديقة حميمة كضي مثلا
لماذا توأمتها لا تفضلها كصديقتها
هل حقا لا تستحق الحب؟
وعلى اثر الحب نبض قلبها بعنف وانحسرت انفاسها وهي تبصر قدومه بإتجاهها
حتى وقف امامها قائلا بصوته الرخيم
- مرحبا
خجلت.. واستنكرت خجلها الذي توهج له وجهها بالحرارة فردت
- مرحبا
تنحنح في وقفته قائلا
- صوتك رائع
رفعت حاجبيها بدهشة من مبادرة الاهتمام هذه
وفهم هو مغذى عيناها فقال
- فكرت في فتح صفحة جديدة
- لماذا؟
تسأله بتوجس ليرد بزفرة حارة واعتراف
- لا يوجد داعي لهذه الحرب الباردة بيننا
- انت من بدأتها
- ‏انتِ المخطئه دائما
- ‏حقا؟
- ‏نعم
كان كلاهما يجابه الاخر وتنفسهما يزداد بإنفعال واضح.. هتفت قبل ان ترحل بوجه غاضب
- لا ارغب في الشجار اليوم.. لنتركه غدا
وذهبت من امامه.. رباه، ما هذا الرجل الذي لا يطاق، ولا يستطيع قول جملة كاملة دون ان يغضبها
تنفست بعنف واتجهت لاخذ كوب من العصير حتى تهدئ فوره غضبها فسمعت صوتا يجاورها قائلا
- هذه المشاكل تحدث دائما في بداية التعارف
رمشت بعيناها عده مرات وهي تبصر شهد التي اردفت بمكر بعد ان نظرت بإتجاهه
- عيناه تحدقان بك الان.. لا تنظري
ولكن فات الاوان ونظرت، وسقط قلبها دون دراية منها اثر النظرة التي اخترقتها فإقشعر بدنها
هل هذا الشعور الذي يتحدثون عنه
هل هذه شرارة انطلاق الحب
تشعر فجأة وكأن روحك قد خرجت منك وسكنت بجوار اخر
اغمضت عيناها كي تجبر عنقها على التحرك من مكانه فنظرت إلى شهد التي ترتشف عصيرها وتنظر بتسلية.. والنظرة اغضبتها، كيف تحب ذاك المتعجرف الاحمق.. بالطبع لن تفعل
تنحنحت كي تجلي صوتها قائلة بتلعثم
- لا.. ليس كما تظنين، انه رئيسي في العمل.. نعمل فقط
ردت شهد التي اتسعت ابتسامتها بإرياحية
- حسنا.. كما تريدين، يبدو انه معجب بك
- ‏لا، لا.. مستحيل
- ‏سنرى مع الايام
وتركتها وذهبت
‏زفرت بعنف، لماذا يتركها الجميع ويذهب هكذا.. وبإرداة فولاذية امسكت بكوب العصير وخرجت من تلك القاعة دون النظر خلفها

وفي ركن ما كان زوج من الاعين يبصر ما يحدث بينها وبين اخيه
انه يود الاطمئنان عليه بحق، ويشعر ان فريال ستكون الامان له
وبحث هو الاخر عن امانه المفقود عند فقدانها منذ سنوات لم يرغب بحسابها
ها هي الان تقف خلف ابنتها وتضع لها في طبقها عن ما تشير إليه.. كما تمنى يوما
والفرق انها انجبت من سواه كما فعل هو
لن يلومها لانه كان اول المتخاذلين في حربها
إلتفتت فجأه له وكأنها ادركت تسلط بصره عليها.. رباه كيف بنظرة واحده يمكنها العودة لما يقارب العشر سنوات
وكأنها عادت صبية تنتظر قدومه في الشرفة لاخيها.. ترتوي عيناها كما عيناه من الشوق الذي يجمعهما ولكن اتى الفراق كحكم اعدام
تمتمت بصوت خافت
- سامحك الله يا ابي
إلتفتت إليها ريما وهي تسألها
- هل تقولين شيئا يا امي؟
- ‏لا حبيبتي، هل اجلب لك المعكرونة
اومأت لها ريما فإبتسمت لها جلنار وهي تعطيها قبلة في الهواء

____________

وبعد انتهاء الزفاف
ومغادرة جميع الضيوف
وقف الجميع للوداع بأعين دامعه،حيث ان النساء دراميات بالفطرة وفي هذا الوداع تتجدد درامتهم على نحو خاص
ولكنها في الحقيقة كانت خائفة.. رحل خالها مع البقية مبكرا خوفا من الطريق وقد عرض عليهم إياس المبيت في المنزل او حتى في فندق ولكن خالها رفض بعد وداعها.. ظلت قابعه في احضان عمتها وتشتد قبضتيها حولها بينما تطمئنها فريدة.. حياتها ستصبح افضل، ودعت شهد التي احتضنتها هي الاخرى في بادرة نادرة فوقفت بعد ذلك بجوار إياس القائل
- منزلي مفتوح لكما دائما.. ان اردتما الانتقال في اي وقت المنزل منزلكم
- ‏حفظك الله يا بني.. لن ارتاح في مكان غير بيتي
- ‏وانا سأبقى مع عمتى
تقولها شهد التي امسكت بيدها وقد شعر الجميع بتغيرها، ولكن شرارة غيرة إلتقطتها فريدة لتمسك بكف همسة وقد همست لها في اذنها بما هدأ من روعها
ساعدتها شهد على دخول فستانها إلى السيارة وودعتهما بضحكة رائقة وهي تلتفت إلى الجالس جوارها.. والذي ما ان ابتعد عن الجميع وتأكد من خلو الطريق اقتنص من شفتيها قبلة صغيرة وهو يقول بمكر
- هذه هي البداية

بينما وقفت تميمة بين عائلتها بأعين مغرورقة بالدموع محتضنه كل منهم بإرتجاف، ما اصعب فراقهم.. هؤلاء نبض حياتها حتى وان عانت.. ولكن بالنهاية هم ظهرها، حمايتها، امانها
كل شيء يعوض في الحياة الا العائلة
وهذه سنة الحياة
كانت اخر من احتضنها هي والدتها التي اوصتها بالكثير همسا فأومأت والاخرى تمسح وجهها بإبهاميها
وجسار يقف محترقا لانتشالها منهم
فإقترب قائلا ببعض المؤازرة وهو يحتضن خصرها الذي تشنج ومن ثم ارتخى على اثر لمسته.. ونظرته تطوقها بالحب حينما إلتفتت إليه
- ستكون في عينايّ
- ‏اثق بذلك يا بني.. هيا اذهبوا إلى منزلكم، سنزورك غدا يا ابنتي
اومأت لهم تميمة دون رد، فإن تحدثت لاخبرتها برغبتها في القدوم معها
سحبها جسار من كفها كي تستقل المقعد الامامي لسيارته واتخذ هو مكانه امام المقود
نظرت لهم من خلف زجاج النافذة الذي فتحته وجميعهم يلوحون لها بالوداع فبادلتهم التحية والسيارة تسير بهم.. دون ارادتها اجهشت في البكاء وهي تغطي وجهها بكفيها فسحبها جسار لاحضانه متأوها وهو يقول بلوعه
- لا افرط بك يا قلب جسار.. لا تبكي حبيبتي
كانت تضغط بكفيها على ظهره بينما يقربها هو منه مستنشقا رائحتها المسكره حتى قال ببعض العبث ويداه تسرح على ظهرها بحميمية
- سأنسيك الجميع عندما نصل لمنزلنا
- ‏وقح
قالتها من بين بكائها وهي تحاول الخروج من احضانه فتركها غاضبة بعد ان ضربت كتفه.. تصنع الصدمة وهو يهتف
- ماذا فعلت.. لقد اصبحتِ امرأتي
وضعت يدها على فمها كي تمنع ابتسامتها من البزوغ فأردف
- وسألقنكِ من اليوم ....
- ‏جسار اصمت رجاءًا
قهقه ضاحكا وهو يرى تلون وجهها بالاحمر القاني فأخذ يدندن بمزاج رائق اثناء قيادته بينما نظرت هي لاعمدة الانارة واخذت في عدهم!!

تنفست الصعداء وهي تترجل من السيارة بعد ان فتحها لها ممسكا بكفه الذي قبله قائلا
- انرت منزلك يا عروسي
لم ترد عليه ولمس هو توترها من وقوف جلنار وريما امام باب البيت
ريما التي ترتدي فستان عرس ابيض وعيناها تلمعان من السعادة بينما ظلت نظرات جلنار محايدة
امسك بكفها في قوة يبثها لها وهي تسير بجواره حتى وصل قبالتهما فبادرت جلنار بالتبرير
- رغبت ريما في انتظاركما هنا
- انا سعيدة جدا يا خالي
جلس جسار القرفصاء قبالتها بعد ان ترك كف تميمة.. محتضنا وجهها الصغير وهو يقول بحب خالص
- وانا اشد سعادة لسعادتك يا فراشتي
- ‏سعيدة ان الاستاذة تميمة ستكون معنا دائما كما تمنيت
اشرق وجه تميمة بإبتسامة وهي تقبل جبينها هامسه
- وانا سعيدة بتواجدي معكم
وعند نهاية جملتها نظرت إلى وجه جلنار الجامد والتي هتفت بضيق
- حسنا، ان كنتِ قد انتهيت من الترحيب بهم، فهيا نتركهم كي يستريحا
- ‏هل يمكنني الذهاب معكم
سألتها ببراءة لتنكس تميمة وجهها بخجل بينما ضحك جسار قائلا
- في يوم اخر يا فراشتي
- ‏اليوم سنبيت في احضان بعضنا
تقولها جلنار التي دخلت بكرسيها للداخل بينما نظر جسار لتميمة التي حذرته بعيناها كي يصمت فظلت البسمة حاضرة على وجهه وهو يدخل بها للمنزل.. وامام السلم هتفت ريما بصخب
- احملها يا خالي
- لا.. لا يوجد داعي
تقولها تميمة بسرعة وهي تهم بالصعود لتجد نفسها في الهواء فجأة وشفتاه تهمس قرب اذنها
- كنت اتوق لحملك
وامام كلمته صمتت، مشبكه كفيها خلف رقبته ودافنه وجهها في كتفه مستمعه لتصفيق ريما التي نهرتها جلنار بحزم فزفرت تميمة بغضب ولم تعقب وفعل بالمثل جسار

دخل بها إلى جناحهما واغلق الباب خلفه.. انزلها على الارض وكفه يحتضن خصرها.. تطلعت إلى المكان بإنبهار. ومن ثم نظرت له بذات النظرة ليقول بثقة
- ما رأيك بذوقي
- ‏راااائع
تقولها بفخر بعد ان اوكلت له مهمة اختيار بعض الاثاث والالوان
- انتِ هي الرائعة
وقف قبالتها، يمسك بوجهها بين كفيه هامسا بوله
- احبك
وامام اعترافه اعترفت في اسوء توقيت
- حسبت ان زواجك مني كان سببه ريما
نظر لها بإستفهام فأردفت بخجل وهي تعض شفتيها
- من اجل ان ابقى بجوارها
هتف بإستنكار
- وهل سأتزوجك من اجل البقاء بجوار ريما
امسكت بكفيه مصححه
- لا.. ولكن من اجل ان تسعدها
- ‏حسنا، اصمتي يا تميمة
ونفض كفيها عنه متجها لغرفتهما بينما ضغطت هي كفيها بعنف.. كم هي غبية لتفسد بكلماتها يوما كهذا
دخلت خلفه فوجدته يحل رابطة عنقه بضيق.. ودون سابق انذار، اندفعت في تطويق ظهره ووجهها يستريح عليه.. تتمتم بصوت خفيض يعكس صخب قلبها في قربه
- اعتذر.. كم انا غبية، ولكنني احبك
لان قلبه لملمس اصابعها فإستدار يواجهها قائلا وعيناه تمشطها ويداه تحتجز خصرها وتقربها اكثر
- لقد اخترتك لانكِ انتِ، تميمة وفقط.. تلك التي سلبت قلبي برقتها ورفقها واحتوائها، سلبته حتى دون التعامل معها
- ‏جسار
تقول اسمه بصوتها المغناج فيهبط بصره لشفتيها فدق قلبه متأثرا بقربها ليبعدها عنه ماسحا وجهه بكلا كفيه وهو يقول
- هيا بنا لنصلي اولا
ووسط خجلها اومأت برأسها متجهه للحمام فأوقفها صوته العابث
- وبعد ذلك سألقنك الكثير من الدروس يا استاذة
فأسرعت بخطواتها كي تختفي من امامه وقلبها يرقص على نغمات ضحكته

__________

انهى صلاتهم بالتسليم فأنتفض قلبه وهو يبصر جلوسها خلفه
هالة من نور تشع من وجهها وتخرج من ابتسامتها
اعتدل وجلس امامها مباشرة، واضعا كفه على رأسها ومتمتما بالدعاء
وحالما انتهى امسكت بكفه وقبلت باطنه بعمق، اقشعر جسده من اثر فعلتها وهو يشعر بملمس شفتيها الناعم
تبادل معها النظرات بغير تصديق وكفه يضغط على كفها هامسا
- لا استطيع التصديق يا اميرة
- ولا انا مولاي
تلقفها في احضانه هامسا بلوعه
- كم عانى هذا القلب دون وجودك يا اميرتي الساحرة التي اختطفت عقلي وقلبي منذ النظرة الاولى
دمعت عيناها من فيض المشاعر الذي اجترفها
ربتت بكفها على وجنته الغير حليقه وعيناها تتحدثان بالكثير قائلة
- انه من حسن حظي الالتقاء بك يا إياس، من حسن حظ قلبه انه احبك وادرك حبك الذي بات هوائي، وحضنك الذي بات ملجأي واصبحت انت جميع عائلتي
وعلى ذكر العائلة ومع نهاية جملتها وقف من جلسته لتقطب حاجبيها بإستفهام وهو يتوجه للكومود المجاور لفراشهم ويمسك بإحدى الملفات المتواجده عليه
افترش الارض بجوارها مره اخرى ليضع الملف امامها قائلا
- اقرأي ما به
امسكت بالملف وفتحته لتفتح عيناها بذهول مخالط بالدهشة مع كل ورقة تقرأها وعيناه تبتسم بإطمئنان.. الان قد رد الامانة إلى اصحابها
- إياس، ما هذا....
وضع سبابته على فمها ليرد بما يبرد نيران قلبها
- الان، سأنام قرير العين.. حقك انت وشهد وعمتي، في قبضة يدك.. وقد اتممت نقل كل شيء بحق كل واحده منكن، فليسامح الله ابي ويغفر له، وانا اقسمت بعدم تفعيل زواجنا الا بعد الانتهاء من كتابة العقود
دمعت عيناها وتحجر حلقها وهي تستمع لصوته الهادئ لتقف على ركبتيها تاركه الملف ساقطا على الارض وهي تحتضنه بقوة جعلته ينبطح بظهره على الارض ليتأوه بينما قبعت هي في احضانه مسترسله من بين بكائها
- ‏انت اماني.. هل تدرك معنى هذه الكلمة لواحده مثلي قضت سنوات حياتها في الخوف، لن يضمن لي المال هذا المستقبل الذي اجهله.. وحده قلبك هو الضامن الوحيد لي، انت جميع سكان الارض بالنسبة لي، ابي واخي وحبيبي وزوجي
امسك بظهرها ليقلبها بينما يشرف عليها من علو، يمحو اثار دموعها بشفتيه وتمنحه هي المزيد بينما تغمض عيناها امام فيض قبلاته والتي من بينها يهتف بلهاث
- وانت كل الكون بالنسبة لي، بشمسه وقمره ونجومه وسماءه
بادلته شغفه بالمزيد وكلاهما يجود على الاخر بكل ما يملك.. ويقبع ذاك الملف الذي بدأت من اجله قصتهما تحت اقدامهما.. فـ كلاهما جوار صاحبه ينعم بالكمال المطلوب بعد وجود قطعته المفقودة

______________

وبما انها ليلة الاعترافات فقد اقدمت بتهور خائف على البوح.. تريد ان تحيا في سلام افتقدته مع كل مره تتذكر بها والدها وهبة
وبالاخص ليلة امس التي تحدث فيها والدها معها على الهاتف يخبرها بتعب عن رغبته في الانفصال عن هبة،وان طلاقهما بات وشيكا فـ متطلباتها كأنثى باتت تثقل عليه وهو غير قادر على تلبيتها نتيجة لفارق السن بينهما
يخاف على نفسه من الفضيحة كما كان يخاف منها قبلا
فوالدها عقدته الدائمه ان تصبح تحت جناحه انثى
فـ هي مصدر العار والفضيحة، كما كان يعامل والدتها التي صبرت قبلا
وعلى الرغم من تسلط لسان منصور الا انه في الاونه الاخر ظهر عليه تقدم العمر بشكل ملحوظ.. لم تخبره برغبتها هي الاخرى في التخلص منها، بل صمتت وفهم هو مغزى صمتها.. هي لم يكن لها دور من البداية فياي شيء حتى يأخذ برأيها في نهاية المطاف
نهايته التي ستكون طوفانا وتجرفه

خرجت من شرودها على تحركه بإتجاهها بعد ان فرغ من صلاته.. تدثر بالغطاء الخفيف فالشتاء على وشك الانتهاء
حاوط ظهرها بذراعه يقربها منه حتى ارتكنت على صدره برأسها فأخذت اصابعها في تمشيط شعرها الناعم واستنشاق رائحته
قال بمشاكسة
- يا تُرى ماذا يفعل جسار الان؟
اغمضت عيناها حرجا وهي تضربه على ذراعه قائله
- كُف عن وقاحتك هذه
- حسنا، ماذا يفعل إياس؟
تطلعت إليه، تبصره من علو قائلة
- اذا لم تصمت فسأبيت بالغرفة المجاورة
شدد بيديه من احتضانها، ينعم بقربها الذي بات ملاذه وهو يقول بمكر
- سأغلقها بالقفل غدا كي تتمنعي عن هذا التهديد
- ‏اذا اردت تنفيذه فسأبيت في اي مكان
- ومن سيسمح لكِ يا سبيلي، مكانك الدائم هو جواري.. انتِ وقلب والده هذا
عندما يتحدث عن طفلها يخمد كل شيء حولها، لا تشعر سوى بالنبض الذي ينمو بداخلها فتتحسس بطنها بشيء من الرهبة وحتى اليوم لا تستطيع التصديق، شعرت بكفه التي تحاوط كفها وتقربها منه اكثر لتبتسم بشجن قائلة
- اغبط هذا الطفل على والد في مثل روعتك.. كم هو محظوظ بوجود والد مثلك
تلألأت عيناه بشعورها وعمق احساسها يصله سريعا فيرد دون تردد
- بل انا الاشد حظا لوجودك يا سبيلي.. اقسم لكِ، حياتي الخالية من النكهات قد تغير طعمها بوجودك
انسلت من احضانه لتجلس قبالته، عيناها تغوص في عمق عيناه وكفاها يشتدان حول كفيه، تأخذ نفسا عميقا وتسرد ما ارادت إيصاله في جلستهم تلك
تبدأها بسؤالها الذي تعلم رده المسبق، وتخشي من رد الفعل بعد البوح بما لا يعلم، وما تجهله هي ان في يديه جميع الخيوط وقد استشعر توترها وقت المصارحه فمسح بكفه على وجهها مشجعا اياها فتنحنحت قائلة وملمس كفه الدافئ يشجعها
- لقد عشت مراهقة مريعة بمعنى الكلمة، لم اكون صداقات وان صادقت احداهن تفر مني سريعا فلا تحيا صداقتنا سوى لاسبوعين على اكثر تقدير، افتقدت طوال عمري الصحبة التي تعينك.. تثرثر معها وتفضي هم قلبك لاحد، في بعض المرات حقيقةً كنت اشتاق للثرثرة وان كانت مع قطة تقف تحت شرفتي
ضحكت بتوتر فأشفقت عيناه تلقائيا وعيناها رفضت هذه الشفقة فأغمضتها مسترسلة
- كانت امي هي ملجأي الوحيد من غرابة العالم، هي المسكن بالنسبة لي.. كانت هي وجدتي تكونان الرفقة الدائمة لقلبي الوحيد، حتى تركتني بدونها هي الاخرى
دمعة واحده هطلت من بين جفنيها المنغلقان، شفاه مرتجفة اوشت عن ضعفها وضيق صدرها فشدد من الامساك بكفيها وشعوره منذ رآها اول مره يتأكد له.. لقد عاشت حياة مماثلة له، انجذابه لها منذ البداية كان هذا سببه.. نعم، لقد تشاركا المعاناة
- ظللت ابحث طويلا عن شخص يشاركني الالم، او حتى الحديث.. وبعد سنوات من العطش تعرفت على احدهم
تقولها وهي تفتح عيناها سريعا كي تواجه رد فعله، لا.. لن تدفن رأسها في الرمال وتبتعد، ستواجه اخطائها بقلب شجاع وعلى الرغم من الرجفة الواضحة التي شعر بها في كفيها الا ان ملامحه لم تتغير امام اعترافها الذي يعرف عنه كل شيء.. فقد كان هو بطل حكايته
ووخزة ضمير تصرّ عليه كي يخبرها، وانانية حاجته لها تعترض فيصمت امام ابتلاع ريقها الواضح
ترك يداها فهلعت ملامحها وسكنت بعد ان ايقنت قدوم كفه بكوب ماء، ارتشفت منه رشفتين ووضعته على الكومود المجاور لها وكفاها عادا لاحتضان كفيه فإستقبلهما بترحيب لتردف
- اقسم بكل شيء جيد بيننا انني لم ابع نفسي، لم تم اتهامي بالباطل، كان هذا شخصا عابرا اتبادل معه الحديث بحكم صداقة وليدة الشغف بالكتابة، تبادلنا بعد ذلك الاحاديث العادية، ولكن هبة سامحها الله رأت اسمه على هاتفي، فضربني والدي حتى فقدت الوعي وعندما كنت في المشفى كسر هاتفي وو....
كانت تلهث، تتحدث بسرعة خشية التراجع.. وعلى الرغم من انها غفلت بعض التفاصيل الا انه اخبرته بأهمها.. كان صدرها يعلو ويهبط في انفعال، وعيناها يكسوهما الخوف مما اجبره على اجتذابها إلى احضانه، فإنفجرت في البكاء بينما يهدهدها كطفلة صغيرة، يتذكر اول ايام حديثهم.. كان يحدثها كالمسحور وقد استغل جمال كلماته في الاطباق عليها كالفريسة، الكتابة ضريبة الالم.. عندما يشعر بالالم يسكنه بالكتابة عما يجول في خاطره
سمع تمتمتها الخافته وكأنها تهمس بما يدينها، وكم كره نفسه لشعورها الذي تتحمله ذاك.. واثر الصمت حتى تنتهي
- ذاك اليوم الذي جئت فيه للمطعم، في تلك الليلة المطيرة، كان يوم عقد قراني على رجل في عمر جدي، اظن ان هذا هو الموقف الوحيد طوال حياتي الذي يستدعي الفخر.. لم انكس رأسي وارضى بالواقع كما كانت تجبرني امي، بل شعرت بقوة هائلة تدفعني للرحيل، فإن لم افعل ذلك لمتت على قيد الحياة
اخرجها من احضانه، وواجه وجهها وهو يمسحه كاملا ومن ثم يقبل جبينها وكأنه يفتخر بصنيعها مما جلب المزيد من الدموع لعيناه وهو يتحدث قائلا
- اخبرتك مسبقا، الماضي للماضي، انا وانت الان معا ولا يحق لاحدنا محاسبة الاخر عما حدث مسبقا.. ها انا اخبرتك عن كل ما يخص والد بسام، هل تغيرت نظرتكِ لي
هزت رأسها نفيا بشكل سريع مما جذب البسمة لفمه فأردف
- وانا لن تتغير نظرتي لكِ مطلقا، وما حدث مسبقا لا اريد ذكره بيننا، فأنا الاخر كانت لي علاقات بفتيات كثر في الحقيقة، ولكنني تبت إلى الله، فتلك المرحلة يعيشها معظمنا مع الاسف.. لا تحملي نفسك فوق طاقتها حبيبتي
مسحت وجهها بقوة وابتسامة تشق فمها وهي ترتمي في احضانه هامسة
- حمدا لله ان جمعني بك
فيشدد هو من احضانها مرددا
- الحمد لله

___________

في صباح اليوم التالي
كان يدور ويدور كأفكاره التي ستلتهمه
منذ امس وعقله لا يكف عن التفكير، ولن يكذب فقلبه يبدو انه تورط بشكل بشع
دقات قلبه تعلو وكأنما توافقه الرأي وتتغلب على صوت الموسيقى في اذنيه، وهو على حاله يركض بسرعة حول منزله في هذا الصباح.. هل سبب تعلقه يرجع إلى الشبه.. نفى قلبه سريعا، فريال مختلفة، بها روح تختلف عن لجين وعن توأمتها التي رأها في حفل الزفاف، الوجه متشابه والروح تبتعد عن بعضها كبعد السماء عن الارض
اخرجه من افكاره وقوف التوأمان امامه وهما بكامل ثيابهما فإندهش قائلا بعد ان ازاح السماعات عن اذنيه
- صباح الخير يا ابطالا، خيرا.. لماذا استيقظتما مبكرا؟
- ‏سنذهب للآنسة فريال
ومع سماع اسمها دق قلبه فأراد الصراخ في وجهه كي يتوقف ذاك الاحمق، لقد قالوا اسمها لا اكثر
تنحنح مستفهما
- إلى اين؟
- ‏إلى صالة الالعاب لديكم
كان يسير معهما إلى المنزل فوجد مؤمن جالسا على رأس الطاولة مع والدته التي تساعد مدبرة المنزل في وضع اطباق الفطور
حياهم جميعا بينما يرد على الاطفال
- ولكن اعتقد انها اجازة اليوم
اكتسى وجههما بالحزن وهما ينظران إلى والدهما الذي تنحنح قائلا بعد ان ادرك هوية المتحدث عنها
- كان عرس اختها بالامس ولكنها لم تطلب اجازة، سأتصل عليها

وقف سليم متطلعا إليه وهو يضغط على اسنانه وقبضتاه اللتان تسكنان سرواله بغيظ، مؤمن لديه رقم هاتفها بل ويحدثها وهو لا
ووالدته قد لاحظت فإبتسمت بخبث مراقبة ما يحدث.. ستدفعه وان كان دون ارادته إلى ترميم حياته مره اخرى
ردت فريال التي بادلها التحية واعتذر منها لافاقتها وهو يبتسم ببشاشة جعلت لدى سليم رغبة حارقه في ممارسة الكاراتيه في وجهه
اغلق معها الاتصال هاتفا ببشاشة
- ستحضر اليوم لا تقلقا
ونظر لسليم نظره جانبيه رفع على اثرها الاخر احد حاجبيه استنكارا وهو يجلس على احد المقاعد بينما هتف ولديه في صوت واحد
- نريد تناول الافطار في الخارج
- لا
ورده حازم لا جدال به، وعينا الصغيران انتقلتا لملاذهما الداعم ألا وهو جدتهما التي امسكت بكفه قائلة
- ‏لا تكسر بخاطرهما، سيدخلان المدرسة قريبا، اخرج معهما يا عزيزي
همس لها بصوت خفيض
- ستفسدينهما بهذا الدلال يا فاطمة
- فليحينيي الله وادللهما كما يرغبان
آمن على دعوتها واذعن لطلبها واقفا فقز طفلاه فرحا.. تلك الفرحة التي ارتدت على وجهه وهو يبصرهما

اطبق عليه الفخ
هذا اول ما فكر به وهو يشعر بنظرتها المرتكزة عليه فمضغ اخر لقمة في يده ووقف سريعا لتضيق والدته عيناها قائلة بأمر
- اجلس يا ولد.. لن تهرب مني كما تفعل دائما
جلس على مقعده زافرا بغير رضا وقد علم ماهية الحديث القادم
- متى ستريح قلبي؟
تصنع الدهشة قائلا
- ألا أريح قلبك يا فاطمة
نظرت له بحزم هاتفه
- لا تتذاكى علىّ، انت تعلم مقصدي جيدا
رد بينما يمط شفتيه بجهل
- النصيب.. لم يأتي بعد
سألت ببعض الشك
- ألم يأتي بعد؟
- ‏ماذا تقصدين؟
رفعت كتفيها قائلة وهي تأخذ قطعة خبز
- انه مجرد سؤال
وضع كفه على كفها قائلا
- ادعي لي يا امي
- ‏ادعوا لك من كل قلبي يا بني
قبل كفها بتبجيل فمسحت على رأسه ولسانها يلهج له بالدعوات حتى اختفى من امامها داخل المنزل
فأمسكت بهاتفها واتصلت بمؤمن الذي ما ان فتح اتصالها عاجلته بالقول
- لا تنسى ما اتفقنا عليه، اليوم تحدث مع يحيى

____________

كان يرتكز بجذعه على احدى اعمدة الانارة بطريقة مائلة، يبصر المقهى امامه بأعين منتفخه ووجه مرهق، واضعا كفيه في جيبه بتكبيل كما يفعل في الاونه الاخيرة بقلبه
يفكر في من ادخلت النور إلى حياته
ضي
هي الشمعة التي اضاءت ظلام ايامي
ونسمة الهواء التي خففت سعير اوهامه
ولكنه لجأ إلى هذه الاوهام مره اخرى فيشعر بدوام ثقله على الغير
وهو لا يريدها ان تشعر بذلك، يكفيه ما يعانيه
مضى الاسبوع الماضي في غرفة فندق قريب من العم عبد الحميد
اراد الاختلاء بنفسه، يمضي معه طيله الليل وعبد الحميد يجود عليه بالعطاء فلا يبخل بأي معلومة تبث في نفسه السكينة، يتلو معه القرآن، ويصلي معه معظم الصلوات.. اراد الابتعاد قليلا ويعلم بخطأه في حقها
لقد بعث لها برسالة قرأتها ليلا ولم ترد
سيكون بإنتظارها في هذا المقهى صباحا، ربما يكون هذا اخر فنجان قهوة يحتسيانه
قالها صريحة رغم ألم قلبه
سينفذ لها ما تريد
نظر لساعة معصمه وقد تجاوزت الموعد بربع ساعة فزفر بتعب وهو يعتدل في وقفته مستعدا للرحيل
خسارته تخط على وجهه المثقل بالالم
يمشي بخطوات بطيئة
واحده
اثنان
وصوت ينادي اسمه جعله يلتفت بلهفة توازي لهفتها عليه
ترجلت من سيارة الاجرة التي جاورت وقفته واغلقت الباب
نظرت له بشفقة وقد لعنت نفسها سرا، لقد ارادت تلقينه درسا بتجاهله ولكن قلبها الهائم به رفض فإرتدت ملابسها على عجل واستقلت اول سيارة اجرة وجاءته
وقفت قبالته بلهاث واضح، صدرها يعلو ويهبط في اضطراب
اخذ نفسا عميقا زفرة ببطئ وهو يقول بإمتنان
- شكرا لانك لم تخذليني
اخفضت بصرها تتلاعب بمفاتيح المنزل خاصتها دون رد
اشار بكفه في اتجاه المقهى قائلا
- تفضلي
سارت امامه فجاورها وفتح لها الباب
جلسا على مقعدين متجاورين امام واجهه زجاجية تطل على الحديقة
جاء النادل لسؤالهما عن الطلب خاصتهم واخذه بناءًا على رغبتها، اثنين من عصير البرتقال الطازج
ظلت نظراتها مثبته امامها دون حراك بينما تنحنح هو وزفر نفسا مرتجفا شعرت به ليقول متذكرا أيهم وماضيهما
- لا اظن ان من حق احدهم محاسبه الاخر على الماضي، ربما كان هذا الماضي اشد قساوة مما نعتقد، وربما لا يحق لي الحديث وادخال تفاصيل شخص اخر معي، ولكن اعلمي يا ضي انني لم اكن زاهدا ولا صالحا، بل كان حالي كمعظم شبان اليوم.. متهور وسريع التصرف دون تفكير، ودون رقيب، لا ابرر لنفسي ما فعلته على قدر توضيح الصورة كاملة، اعلم انني ارهقك بما افعل، ولكنني مشتت
إلتفتت له هاتفه بإستنكار
- وما دوري اذا في حياتك ان كنت تنأى بجميع مشاكلك بعيدا عني، كيف سنكون شركاء في حياة واحده ان كان كل منا يحتفظ بأسراره لنفسه.. اخبرني، لقد تشاجرت أليس كذلك؟
واشارت بعيناها إلى جرح حاجبه فنكس رأسه واضعا اياها بين كفيه.. يرد عليها بصوت خفيض
- همي ثقيل يا ضي، اثقل من قدره تحملك
- نتقاسمه
تخبره بثقة اثلجت صدره فإبتسم بهدوء متطلعا إليها بنظرة شغوف اربكتها ونسيت معها ما تود قوله
اتى النادل بطلبهما فوضعه امامهما
امسك بسام بأحد الاكواب مقربا إياه من شفتيه، متجرعا نصفه بنهم اخجلها فأدارت رأسها لتسمع صوته القائل
- هكذا تفعلين بي.. ثلجين صدري في الليالي الصيفية
ضيقت عينيها وقد ادركت عزوفه عن الحديث فإرتشفت من كوبها وهي تنظر للحديقة امامها تسأله بعد ان احترمت رغبته في عدم البوح
- هل ستأتي للعمل اليوم؟
- ‏نعم.. وقد تم تعيين مشرف عليها منذ ايام، ان تغيبت انا او أيهم عن العمل
- ‏نعم.. تعرفت عليه
اخذ صدره يعلو ويهبط بينما تثرثر هي بجهل عن ما يعتريه، مجرد ذكرها لرجل يرهقه.. بل لا يريد وجود رجل قريب من محيطها، هو يصدق الان حديث الطبيب بشأن حالته عندما اشار عليه محمد بزيارته.. ارتاح قليلا لمجرد الحديث وسيكثف الجلسات بعد ذلك كي ينتهى من كل هذا وكي يحافظ عليها على الاقل، فأخر ما يتمناه هو خسارتها.. اوهام الماضي تسيطر عليه بشأن والدته التي لم يستطع الدفاع عنها، وبشأن جميع الفتيات التي كسر قلوبهن.. ولكن عزاؤه انهن كن اكثر من مرحبات، ولكنه يحارب هذه العقدة.. يحاول جاهدا الخروج منها واخرجه سؤالها
- كيف تسير تجهيزات الصيدلية؟
عادت إليه روحه المره فرد بسعادة
- سأذهب هناك اليوم كي اشرف على التجهيزات الاخيرة انا وخالتي.. ونفتتحها بعد اسبوع مثلا
اومأت برأسها فقال بشقاوة
- كي يستطيع العريسان الانتهاء من ارتشاف العسل
سعلت بصوت عالي وقد غصت بالعصير وبرد فعل تلقائي ضرب بيده على ظهرها فأصابته رجفه قوية كالصاعقة من فكرة ملامستها التي لم يكررها مره اخرى وهو يناولها كوب ماء قد احضره النادل مع العصير
ارتشفت منه القليل غافلة عن المتأثر بجوارها والذي سألها سريعا بعد ان هدأت
- ما رأيك بإقامة عرسنا؟ او عقد قران على الاقل؟
اتسعت عيناها بإندهاش من الفكرة فقطبت حاجبيها قائلة
- لقد تحدثنا في هذا مسبقا واخبرتني انك تحتاج لتكوين نفسك وبناء بيت وعلى اقل تقدير فسننتهي من هذا....
قاطعها قائلا بلهفه
- لقد اقترح علىّ أيهم السكن في الطابق العلوي لمنزلنا وهو وسراب سيمكثان في السفلي حتى ننتهي من بناء بيت لنا
رفعت كتفيها بغير اقتناع قائلة
- حتى وان حدث هذا فيلزمنا وقت اضافي
وابتلعت ريقها تهمس
- حتى نتعرف على بعضنا اكثر
بهت وجهه وفكرة انفصالها عنه تؤرقه فيبتسم بغير روح قائلا
- نعم، نعم معك كل الحق
اومأت له وهي تبتلع باقي حديثها مع العصير الذي ارتشفته، وكلاهما يلوذ بالصمت خائفا من مصيره مع صاحبه

_________

- لا يهم يا ياسمين، فقط طمأنيني على والدتك
كان هذا صوت تميمة التي تتحدث مع صديقتها على الهاتف فردت ياسمين براحه
- الحمد لله، انها افضل اليوم.. كنت اود حضور حفل زفافك وان ازفك بالطرحة البيضاء واقرص ركبتك
ضحكت تميمة بإنطلاق وهي تنظر للجالس جوارها امام المقود فبادلها الضحك بينما تهتف هي
- لقد فاتك الكثير حقا
- ‏حسنا، حسنا.. لا تذكريني مجددا، اعتذر عن عدم حضوري حقا
زفرت تميمة بضيق فهذه المره العاشرة التي تعتذر فيها فقالت تميمة برحابة صدر
- يا فتاة ما خطبك، لما اصبحت عاطفية هكذا، اهم شيء هو صحة والدتك وان استطعت تأجيل الزفاف صدقيني لكنت فعلتها
واخرجت لسانها بغيظ في وجه جسار الذي عبس متوعدا اياها
بادلتها السلام وقبل ان تتحدث ارتفع رنين هاتفها مره اخرى وكانت هذه المره فريال، فتحت الاتصال سريعا وقالت بتوعد
- ايتها المشاغبة، حسابك معي فيما بعد
- هل هذا جزاء فعل الخير
تقولها فريال بشقاوتها وهي تعبر الطريق، متذكرة وشايتها لجسار عن احدى البلاد التي ترغب تميمة في زيارتها واعدادها لحقيبة سفرها مسبقا لتتفاجئ اليوم بمخطط السفر
- لكِ يوم يا فريال
- ‏عساه قريبا يارب.. هيا إلى اللقاء، اردت الاطمئنان عليكِ فقط
ارسلت معها السلام لاخوتها ووالدتها واغلقت هاتفه ناظره لجسار بطرف عينيها وقد هتفت بضيق
- اردت اعداد حقيبتي بنفسي
- ‏لقد جهزتها فريال جيدا
اتسعت عيناها بدهشة قائلة
- هل نظرت لمحتوياتها
- ‏بالطبع، اشرفت على كل كبيرة
وتنحنح مردفا بمكر
- وصغيرة
احمر وجهها بخجل وقد ادركت مقصده، ولحسن حظها قد توقف بسيارته اخيرا امام المطار
ترجلت منها بينما وضع هو الحقائب في العربة المخصصه لها وانطلقا إلى الداخل ليشاهدا همسة وإياس
لوح لهما جسار بينما ابتسمت لهما تميمة فإنتبها لهما
لقد اخبرها في الطريق عن رغبتهم السابقة في قضاء شهر عسل يجمعهم
وقد انتظرهم أيهم على حد قوله وهم يجهلون حقيقة الامر ببداية زواجه

وعلى ذكر أيهم فقد كان يجاور سراب التي تفرك كفيها في احدى سيارات الاجرة وتهمس له بعتاب
- لماذا لم تخبرني قبل الحجز، اشعر بالخجل
امسك بإحدى كفيها كي يمنعها من فركه قائلا
- لماذا تخجلين، انه شهر عسل متأخر، كما اننا لسنا متطفلين عليهم فكل واحد منا سينطلق بمفرده ما ان نصل، فقط سنتشارك في بعض الاوقات طعام الفطور او الغداء، وفرصة رائعة كي تتقربوا من بعضكم

وهذا كان مخططهم الاصلي.. فهم يرغبون في تعميق العلاقات بين زوجاتهم كي يصبحوا مثلهم، كل واحده تأخذ من الاخرى ما ينقصها، وتجد ملاذا وكتفا ترتكن عليه، اه لو تعلم كم تؤلمه.. فهو على الاقل تشارك آلامه الماضيه مع احد، ولكنها هي التي تتقوقع على حزنها وترفض البوح فيمهد لها طريقا كي تسيره بخطى ثابتة
- اخشى الاقتراب من احد
- ‏انا معكِ حبيبتي، كما انهن شديدات اللطف
رفعت احدى حاجبيها فقهق ضاحكا بينما عدلت هي من وضع حجابها حرجا من السائق ليهمس أيهم بخفوت
- اريدك هكذا دائما، شديدة البأس في كل ما يخصك
- وصلنا
كان هذا صوت السائق الذي توقف امام المطار، ترجل من السيارة معها بعد ان انقد السائق حقه
وضع الحقائب في عربتها واخبرها بإبتسامة واسعة
- اتمنى لنا رحلة سعيدة يا عروسي
فإبتسمت بخجل وهي تعلم مقصده بعد ان ربت على بطنها فإمتلأ داخلها بالسعادة التي تمنت دوامها

_________

وفي الصيدلية
كان يقف بسام مع احد العمال بينما دعاء تباشر احدى الطلبيات امامها
طرق على الباب الزجاجي جذب انتباهها فنظرت بدهشة للقادم ومن ثم لبسام الذي اخبرها قبل ان يتقدم بإتجاهه
- لقد طلب مني مقابلتك واخبرته بالعنوان
هزت رأسها بهدوء وهي تشعر بتوتره بعد دخوله
صافحها فرحبت به وطلبت منه الجلوس
جذب مقعدا وجلس قبالتها فترك لهم بسام المجال للتحدث على انفراد وانشغل مع ذاك العامل
تنحنح حمزة بإرتباك وعيناها تسأله عن سبب الزيارة
- لا اعلم ماذا اقول، ولكن اود تجديد طلبي في طلب الانسة غزل
- ‏هل انت جدير بها يا حمزة
قطب حاجبيه مستنكرا فهتف بضيق
- هل ترين انني لست جديرا بها؟
ابتسم برزانه قائلة
- انا التي اسألك الان.. من حقي كأم معرفة نظرتك عن نفسك.. هل انت جدير بإبنتي غزل، اظن ان هذا اقل حق لي وهو ان تجيبني بصراحة

وامام نظراتها المتفصحه اجاب بثقة
- سأفعل كل جهدي كي لا احزنها، انا احبها بحق
- ‏الحب.. ليس.. كل.. شيء
تقولها بتقطع وهي تضغط على كل كلمة مردفه
- لقد اوهمت غزل نفسها بالحب سابقا، لا اعلم في الحقيقة ماهيه مشاعرها ولم احاسبها على شيء لان مشاعرها تخصها وحدها وكل فرد يحتمل نتيجة مجازفته ان لم يفعل الحرام، وانا اثق بأخلاق ابنتي ومشاعرها البريئة.. فلا يحق لاحدهم اتهامها بشيء كهذا، واثق برجاحه عقلها انها حينما خطبت لك تأكدت من خلو قلبها.. يمكن ان توجد بعض الرواسب العالقة نتيجة العشرة والمواقف السابقة ولكنها بالطبع لم تخطب لك كي تنتقم او تجذب رجلا متزوجا من زوجته
حاول مقاطعتها فأردفت بذات القوة
- عندما انتهي من حديثي سأستمع لك.. انا اعلم عقدة الرجل الشرقي في ان يستحوذ على المكان الاول والدقة الاولى في قلب من تكون زوجته.. ولك الحق في ذلك عندما تكون زوجتك حقا وتخطئ في حقك، ولكنك بمنتهى اليسر تركتها عند اول عقبة علمتها من الماضي.. ولا انكر ارتكابها الخطأ وهي سرعة قبولها في الاقتران بشخص دون التخلص من رواسب الماضي
زفر بخجل امام حديثها فهتف بما اعتمل صدره حينها
- لم افكر في كل هذا، لقد شعرت بالخديعة فجأة، وخاصه انها كانت خطيبتي وتشكو لوعتها في الورق عن رجل اخر، شعرت بشعور سيء للغايه.. وكأنني غير كافي
- كان يمكنك قول هذا لها
- ‏معكِ حق، لم اتمالك نفسي ولن تحدث مجددا
شبكت دعاء اصابعها امامها قائلة بشجن
- غزل وحيدة، يتيمة وكانت تحتاج لسند ووجدت هذا في أيهم اكثر من بسام نتيجة لفارق العمر، اتمنى ان تحتويها جيدا وكما اتمنى
اتسعت ابتسامته السعيدة وهو يسألها
- هل معنى هذا ان....
- ‏انا موافقة في عودتكما
امسك بكفها يقبله فـ رق قلبها له وهو يعدها بالكثير، وداخلها يسكنه الراحة من ناحيته
تنحنحت قائلة
- ولكن علينا معرفة رأي غزل
- ‏ستوافق يا خالتي لا تقلقي
يقولها بسام الذي اقترب منهم مستمعا إلى اخر حديثهم فغمز حمزة الذي نظر لها بإمتنان
اتسعت على اثره التسامة بسام الذي تمنى حصول المثل معه

" نهاية الفصل الرابع والثلاثون "
اتمنى اللي يقرأه ميبخلش برأيه سواء سلبي او ايجابي، واتمنى يعجبكم ❤️❤️❤️

Layla Khalid and mansou like this.

شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-21, 01:44 AM   #303

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

جميله هي قصصهم
جسار وتميمه
اياس وهميه
ايهم وسرابه
وبسام وضي
وبالاخير نجد حمزه وغزل
وقصة جديدة تتمثل في فريال وهل تتكون قصه خب بالزغم من ترسباتها


nmnooomh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-21, 02:51 AM   #304

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nmnooomh مشاهدة المشاركة
جميله هي قصصهم
جسار وتميمه
اياس وهميه
ايهم وسرابه
وبسام وضي
وبالاخير نجد حمزه وغزل
وقصة جديدة تتمثل في فريال وهل تتكون قصه خب بالزغم من ترسباتها


حبيبتي سعيدة انها عجبتك ❤️❤️ ان شاء الله الجاي يعجبك اكتر يارب💙💙


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-21, 03:18 PM   #305

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل ممتع يا شيماء أبدعتى يا جميلة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-21, 10:49 PM   #306

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل ممتع يا شيماء أبدعتى يا جميلة


وعليكم السلام حبيبتي❤️❤️
تسلميلي ويارب باقي الفصول تعجبك💙💙


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-21, 10:15 PM   #307

هبه اللتقانى

? العضوٌ??? » 482371
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » هبه اللتقانى is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جدااااا والسرد رائع 🤩أحسنتى حبيبتى وبالتوفيق دائما

هبه اللتقانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 11:45 AM   #308

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه اللتقانى مشاهدة المشاركة
جميلة جدااااا والسرد رائع 🤩أحسنتى حبيبتى وبالتوفيق دائما


حبيبتي سعيدة جدا انها عجبتك واتمنى الباقي يعجبك ❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-21, 09:21 PM   #309

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في انتظار بارت جديد متى راح ينزل 💖💖💖💖

آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 15-11-21, 08:45 PM   #310

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الخامس والثلاثون "

كانت تعبر الطريق، تفكر في سعادة تميمة التي استشعرتها من خلال صوتها، كم تتمنى دوام تلك السعادة بعد كل ما كابدته من عناء لاجلهم
هل تستحق هي الاخرى مثل هذه السعادة؟
سؤال يدور في عقلها دائما، هل بعد كل ما ارتكبته من اخطاء تنتظر العوض
ودون ارادتها لامست عنقها من خلف حجابها، ها قد دفعت ثمن تهورها مسبقا، بأبشع الطرق، مازالت بشرتها متأثرة بالحروق
ارتجفت شفتاها وهي تغمض عيناها للحظات وقد هاجمتها ذكريات ليلة الحريق بعنف، توقفت مكانها لاهثه وقد اغمضت عيناها بشدة.. صدرها يعلو ويهبط في انفعال ورغبة في الصراخ هاجمتها فصرخت حالما لامستها كف احدهم من خلفها بفزع وقفزت للامام
استدارت خلفها فوجدت يحيى الذي ناظرها بدهشة قائلا
- اعتذر من اجفالك، لقد ظننت ان مكروها ما اصابك وقد حدثتك عده مرات دون اجابة
وضعت يدها على صدرها هامسه بخجل متلعثم من الموقف ككل
- انا ب.. بخير
اومأ لها قائلا
- يبدو على وجهك الشحوب
رفرفت بكفيها امام وجهها ومن ثم امسكت برأسها هاتفه
- ربما من ارهاق الليالي السابقة، زفاف اختي كان بالامس
- ‏العاقبه لكِ
- ‏شكرا لك
اشار إلى المركز الذي يقفان اسفله قائلا
- ألن تصعدى
- ‏بلى
- ‏حسنا، هيا لنصعد
جاورته في سيره وألقى التحية على الحارس ومن ثم العم كريم الذي ردها ببشاشة فهتف كريم
- من رائحة التي تجاورك؟
اتسعت عينيّ فريال بدهشة وكحركة لا ارادية حاولت شم رائحتها، وتذكرت انها لا تضع الروائح اثناء خروجها فتنحنحت بخجل وهي تقف دون رد فسمعت رد يحيى
- انها فريال
- ‏نعم تلك الفتاة
احمر وجه فريال بغضب وحاولت التحكم في انفعالها هاتفه من بين اسنانها
- نعم، انها انا يا سيد كريم.. هل هناك مشكلة؟
قهقه كريم ضاحكا وهو يقول
- العفو منكِ
واضاف بلطف ورأسه يهتز ذهابا وايابا و
- اعتذر عن ما حدث سابقا
استفهم يحيى بأنظاره فبترت فريال استرسال الحديث وهي تسير قائلة بعد ان شعرت بالشفقة عليه
- لا عليك، لقد تأخرت.. إلى اللقاء
وسارت من امامهم ليجاورها يحيى اللحوح.. وامام إلحاحه اخبرته وهما يستقلان المصعد عن اللاء الاول، واول وجه استقبلهم عندما دخلا بوجوه مبتسمة كان سليم الذي ما ان شاهدهما اكفهر وجهه واشاح به لعده ثوان ومن ثم عاد بصره لهما ببرود
خفتت ابتسامتها تدريجيا وهي تبصر وجومه فإبتلعت ريقها وهي تشاهد صدره شبه العاري بملابسه الرياضية
جذب انتباهها وقوف اولاد مؤمن بجواره وقد كانا يرتديان ملابس التمرين وفي كفيهما القفازات المخصصه فهتف معتصم بعتاب
- لقد انتظرناكِ كثيرا، اين كنت؟
ابتسمت بحرج وهي تتقدم من وقفتها لتصافح الصغيران قائلة
- لدي نصف دوام اليوم
- وانت يا يحيى؟
هتف بها سليم الذي اشتدت قبضتيه على الحاجز المعدني لاوزان الحديد التي يحملها
فإبتسم يحيى بهدوء اغاظه قائلا
- هل ستحاسبني؟
- ‏نعم
قالها سليم بجمود فظل وجه يحيى على نفس الابتسامة بينما تنحنحت فريال قائلة للصغيران
- اسبقاني إلى غرفة التمارين
اومأ لها الصغيران في حماس واثناء رحيلها اوقفها سليم بصوته الساخر
- هل اعتقدت بعد ثناء الطفلين انكِ مدربة بحق
إلتفتت له بوجوم وعينان تقدحان شررا بينما تجابهها عيناه، لم ترخي اجفانها، لم تهتز مثلما اعتقدت بل شبكت ذراعيها امام صدرها قائلة
- ليس ذنبي عدم الانتقاء الجيد لمدربيكم، لدرجة ان الاطفال ينفرون منهم ويأتون لمبتدأه مثلي
صوت ضحكة مكتومة سمعها من المجاور له فإلتفت له محذرا واثناء عودة بصره لها كانت قد رحلت فتابع خطواتها الرشيقة بشعور مختلط.. يود ان يحطم فيه رأسها وصف من اسنانها و.... الاعجاب بكل قوتها
اخرجه من افكاره صوت يحيى الهادئ قائلا
- لقد سددت فريال هدفا قويا

وعندما سمع اسمها جن جنونه فهتف بغضب في يحيى الهادئ
- تلك الصغيرة المتفزلكة سألقنها درسا
ولم يسمع صوت يحيى حيث غادر من امامه سريعا في ذات الوقت الذي ابتسم يحيى مدركا ان صديقه قد وقع في فخ الحب

__________

في المساء
كانت تجلس ونس امام فريال التي تضع اخر لمساتها على وجهها، وسلسبيل تهدهد جنة بين يديها حيث كانت والدتها ترتدي ملابسها بعد الانتهاء من تجهيزات الحلوى وضياء يجلس جدها وجدتها وبعض كبار العائلة في الصالون
رن جرس الباب فجأة فإرتفعت وتيرة تنفس ونس واخذت تشهق وتزفر بفمها عده مرات كي تبدد ذاك التوتر الذي اعتراها بينما دق قلبها بعنف وفريال تقول بإبتسامة واسعه
- انتهينااا
وقفت ونس بأقدام هلاميه لا تحتمل جسدها امام المرآه، تتطلع في تنورتها الزرقاء وبلوزتها البيضاء الحريرة ذات الاكمام الطويلة تبدأ بإنتفاخ من الكتفبن وتضيق عند المعصمين، ووشاح انيق يمزج الابيض مع درجات الازرق، وقد ابرزت زينة وجهها جمال عيناها فبددت متوهجة كنجمة لامعه
دخلت ونس بعد ان دقت الباب عليهن فأغمضت عيناها لثانية عندما رأت جمالها الاخاذ وهي تتمتم بآيات من القرآن متبادلة النظر معها قبل ان تقول اخيرا
- ما شاء الله، ما اجملك، تخطفين القلب والعين والله
- ‏صدقتِ يا خالتي، ازداد توهجك مع قدوم العريس يا فتاة
كان هذا صوت سلسبيل فلكزتها ونس في خاصرتها وهي تتوجه إلى والدتها التي احتضنتها قائلة
- شكرا لكِ على كل شيء يا امي
ومن ثم دمعت عيناها بشدة لتبادلها والدتها الاحتضان وهنا اندفعت فريال كي تفصل هذه الدراما قائلة
- ستفسد زينتك قبل ان يراكِ العريس، معكِ طيلة الليل احتضنيها وابكيا كما تشاءان

اومأت لها ونس لتلقي على نفسها نظرة اخيرة مع قدوم ضياء الذي تأمل صورتها في المرآه قائلا بصوت مبحوح
- كبرت يا فتاة وسيأخذك احدهم من بين احضاني
إلتفتت له ونس مهرولة إلى صدره الذي تلقفها عليه وهي تهمس في اذنه
- انت حبيبي الاول
همس لها هو الاخر
- وانتِ حبيبتي الاولى، ولكن لا تخبري والدتك
صدرت عنها ضحكة رائقة وهي تتطلع في والدتها التي رفعت احدى حاجبيها قائلة
- كنتما تتهامسان علىّ، أليس كذلك

هتفت فريال بشقاوة
- العريس في انتظارنا الان
نظر لها ضياء وكأنما لمح تواجدها الان، ظلت عيناها عليهم ولم تخفضهما، نعم اخطأت ولكنها اعترفت بذنبها مسبقا، هل علىّ المرء الخجل ايضا بعد ان اعترف بذنبه، لا.. مطلقا هي لن تنكس رأسها مره اخرى
ابتسم لها قائلا بمودة وعيناه تتبادلان النظرات بينها وبين سلسبيل
- العاقبه لكما يا فتيات، هيا يا ونس
امسكت بيد والدها الذي سار بجوارها واخذت تهدئ من روعها وهي تخطو خطوتها الاولى لصالون منزلهم، وما ان دخلته حتى انفجر وجهها من الخجل وعيناها تبصرانه بنظرة خاطفه واتجهت بعد ذلك للسلام على النسوة وتعززت ثقتها بنفسها مع تعليقات الجميع عليها، احضرت والدتها العصير وقدمته للموجودين بإبتسامة واسعة بينما جلست ونس على المقعد المجاور له فمد يده بباقة زهور يختلط زرقاء إليها
فعلقت احدى اقاربه بمكر
- هل كنت تعلم لون فستانها
عمّ الصمت جميع المكان والاعين تتجه لهما بينما احمرت ونس واخذت تضغط على الباقة في الخفاء من شدة الحرج، فهي لم تحدثه قبلا، كيف عرف؟
اجابها غيث بثقة وعيناه في عيناها
- بالطبع لا، فلم نتحدث انا والانسة سلسبيل سوى مرتان في حضور اهلها، ولكن الباقة تشبه لون عيناها
احمرت ونس بدرجة اكبر ووالدها يبتسم بهدوء فأخذ الجميع يتحدث بمواضيع جانبية في وقت دخول فريال بأطباق الحلوى، ألقت السلام ومن ثم وضعتها على المنضدة لتدخل سلسبيل هي الاخرى بصينية مشابهة ووضعتها بجوار الاولى على المنضدة
جلستا بعد تبادل التحية في جانب النسوة على المقاعد البلاستيكية امام باب الشرفة الواسعة
- اشعر برغبة عارمة في رفع رأسي ورؤية المتواجدين
تقولها فريال التي اجبرتها سلسبيل على خفض رأسها في حياء كي لا يتحدث عنها احد، همست سلسبيل بصوت خفيض
- اياكِ ورفع رأسك
ولا تعلم فريال هل كان هذا من سوء حظها رفع وجهها فجأة لتقابلها الاعين التي تربكها.. فقد كان سليم جالسا امامها مباشرة، عيناه في عيناها، لا تحيدان عن وجهها وكأنما يرسم تفاصيلها بدقة، رمشت عده مرات وهي تحاول استيعاب تواجده، هل هذا هلاوس ام ماذا؟
لقد باتت تحلم به مؤخرا بدرجة كبيرة، واخرهم كان الليلة الماضية حيث كان يعترف بحبه واقفا امامها على احدى ركبتيه
ورغم مقتها للاجواء الدرامية الا انها استيقظت سعيدة وكأنما حدث هذا فعلا ولم يكن مجرد حلم عابر
نكست رأسها سريعا مع انجراف افكارها لتلك المنطقة ورفعتها مجددا فوجدت انحدار نظراته لسلسبيل التي تعبث في هاتفها، كزت على اسنانها بضيق وهي تقبض على كفها
هل هو منحرف إلى هذه الدرجة، كيف ينظر إليها ومن ثم لاختها
زفرت بعنف جعل نظراته تتمحور حولها فبادلها النظر بتسلية وابتسامة تتكون على شفتيه
فغرت فمها بغير استيعاب وهي ترى ابتسامته للمره الاولى تقريبا
لا، ربما للمره الثانية فالاولى رأتها عندما تحدث مع اطفال اخيه
ولكن هذه مختلفة، انها لها هي
اتسعت عيناها بذهول
هل هي بائسة إلى هذا الحد حقا، لا يعقل ان تحبه، لم يمضي سوى شهر واحد تقريبا، وستقدم طلب استقالتها خلال عده ايام بسبب بدء العام الدراسي الجديد
لم تفق من شرودها سوى على لكزه سلسبيل التي همست من بين اسنانها
- كُفي عن التحديق في الرجال يا بلهاء، واقرأي الفاتحة
نظرت لها فريال دون فهم حتى استوعب عقلها فرفعت كفيها امامها وهي تتلو الفاتحة في ذات الوقت الذي كان يبتسم لها بهدوء وهو يرفع كفيه ليتلو الفاتحة هو الاخر
وعند الانتهاء وزعت والده ونس الاطباق على الجميع بينما كانت ونس ترتجف من فرط ما تشعر به
- مبارك.. حبيبتي
تسمع همسه الخافت بجوارها فإلتفتت له بإبتسامة واسعة وقد لمعت عيناها بتوهج
- يا نجمتي البراقة
ابتلعت ريقها الجاف وبللت شفتيها بلسانها في حركة اختطفت بصره وفهمت هي فأخفضت وجهها بحياء وهي تتلاعب بالشوكة في طبقها وهي تسمع ضحكته الهادئة قبل ان ينشغل بالحديث مع احدهم، فنظرت هي إلى سلسبيل التي كانت تبادلها النظر ومن ثم غمزت لها في الخفاء فأسدلت ونس اهدابها بخجل وهي تقطع قطعة من الكعك وتدسها في فمها مستشعره حلاوة السكر المتوازنة، وتحديدا اليوم تشعر بمذاق جديد لكل شيء حولها

- من تلك الفتاة؟
كان هذا صوت احدى النسوة الجالسة بالقرب منه لوالدة ونس
نظرت والدة ونس لفريال وسلسبيل ومن ثم عادت ببصرها للمرأة
- اي منهما؟
- ‏تلك التي ترتدي الوشاح الاحمر
- ‏انها فريال صديقة ونس
- ‏هل هي طبيبة؟
- ‏لا، انها في السنة الثانية من كلية التربية الرياضية
- ‏تبدو بشوشة الوجه، ولدي يعمل في احدى دول الخليج واريد الفرح به واسعاد قلبه وقريبا سينزل احدى الاجازات وقد ترك على عاتقي اختيار فتاة مناسبة له
- ‏لا يعيبها شيء والله، هي واختها قمة في الادب و....
واخذت والده ونس تعدد من مميزاتهما وقد حدثها ايضا عن سلسبيل
بينما كان سليم يكز على اسنانه، هل الكون يدور حولها ام ماذااا.. ماذا ان كانت اجمل مما يراه الان، انها صغيرة الحجم وضعيفة و.... عيناها جميلتان
هكذا انهى حديثه عندما نظرت له فجأة، لم يعد يطيق الجلوس، وهل انتهت فتيات الكون ولم يعد غيرها الان
زفر بعنف وارتشف كوب ماء وقد وقف وسار بإتجاه صديقه وبارك له هو وعروسه التي ردت بخجل واستأذن الرحيل، وقبل إلتقت اعينهما في لقاء اخير

- من ذاك الرجل؟
كان هذا سؤال سلسبيل اثناء صعودهم لمنزلهم بعد ان اوصلهم ضياء
وقفت فريال على احدى درجات السلم متصنعه عدم الفهم
- اي رجل تقصدين؟
- ‏ذاك الذي جلس قبالتنا ولم ترفعا اعينكما عن بعضكما وقد رأيته في زفاف تميمة يتبادلا حديثا ما معك
تصنعت فريال اللامبالاه وهي تقول
- انه احد المدراء في عملي
سألت سلسبيل وهي تغمض عيناها بتوجس
- ‏مديرك فقط؟
ارتفعت عينا فريال بدهشة قائلة
- هل جننت يا سلسبيل، نعم مديري فقط
- ‏حسنا، ولكنه لم ينظر لكِ كمديرك
واكملت سلسبيل صعودها فسألتها فريال وهي تصعد خلفها بإرتباك
- كيف كان ينظر لي؟
إلتفتت لها سلسبيل قائلة بمكر
- ولماذا تهتمين؟ أليس مديرك فقط
- ‏نعم، ولكن...
صمتت ومن ثم اردفت بحنق وهي تضرب سلسبيل على كتفها
- كيف علمتِ بنظرته وانت تخبريني كل دقيقة ان انظر للاسفل ولا اتطلع في احد
قهقت سلسبيل بسعادة وهي تهرول على السلم حتى صلت شقتهم قائلة
- لدي عين ثالثة
ودخلت الشقة سريعا فوقفت فريال امام الباب لاهثه وهي تود تحطيم رأس توأمتها، وسؤال يلح على عقلها بقوة
كيف كان ينظر لها سليم؟

___________

في مكانه الخاص خلف منزله على وجه التحديد
يقف امام كيس الملاكمة، ينظر له بهدوء ينبئ عن عاصفة هوجاء بداخله تود تحطيم كل شيء
رمى القفازات عن كفيه وعيناه بهما شعور جديد عليه
اللكمة الاولى
لم تكن قوية، ولكنها توجهت إلى وجه تلك المرأة التي ارادت ان تطلبها لولدها
اللكمة الثانية
كانت اقوى من سابقتها
ووجهها إلى وجه يحيى السمج، هل يحيى سمج فعلا ام انه شعر هكذا عندما حاول الاقتراب منها
فارت الدماء في عروقه وهو يغمض عيناه لاكما اللكمة القالثة والرابعة وعدد لانهائي حتى تعبت قبضتاه وهو يلهث من فرط الالم الذي شعر به مع صداع رأسه
لقد وجه كل الليكمات إليها هي ولجين
هل هذا الوجه سيظل خلفه هكذا دائما، ألن تنفك هذه القوة السحرية عن بصره فلا يدق قلبه سوى لمرآى ذاك الوجه وتلك القسمات
هل هذه لعنة ألقت عليه، ام ماذا؟
وضع رأسه بين كفيه زافرا بضيق
كيف وصل به الحال لهذا
اغمض عيناه مستاءًا من افكاره
فشعر بكف رقيقة تربت على رأسه ليرفعها سريعا بإتجاهها
والدته التي جلست بجواره على احدى المقاعد الخشبية واخذت رأسه على صدرها وهي تربت على ظهره برقة
استكان في احضانها رغم ألم قبضتيه وامام الصمت المطبق مرت نسمة هواء فلفحت وجهيهما معا
تحدثت والدته بخفوت ومازلت كفها تربت على ظهره بحنو
- هون عليك يا ولدي، ليست نهاية الدنيا.. الكثير من الحب ينتهي من اجل القدر، وكان هذا قدرك مع تلك الفتاة وسبحان العليم الخبير يخبئ للمرء كل الخير ويخرج في الوقت المناسب
- ‏لا افكر في لجين يا امي
- ‏اذا في من تفكر؟
- ‏فريال
ينطق اسمها بشجن غريب على مسامع والدته التي ابتسمت بهدوء وهي تستمع إليه
- اخاف ان اظلمها، اخاف ان يكون تعلقي بها لانها تشبه الاخرى، اخاف من خطوة اخطوها وانا لا اعلم العواقب، واخاف من سرعة ذاك التعلق وعلى قلبي.. وقلبها
تتسع ابتسامة والدته وهي تربت هذه المره على صدره مشجعه بقولها
- توكل على الله ثم احساسك بهذا
كان صدره يرتج بين ضلوعه وهو يتذكر وجهها الصبوح ذو القوة الفطرية التي جذبته، على عكس توأمتها التي ظل بصره معلقا بها في اختبار لدقات قلبه ولكنه لم يفلح
لقد وقع في شباك فريال
نعم، يبصم بالعشرة اصابع ان تلك الفتاة احتلت جزء في قلبه، افضل احتلال

سمعا خلال جلستهما حفيف اقدام قادم فشاهدا مؤمن مع طفليه والذي ما ان اقترب من جلستهما حتى هتف متصنعا الغدر
- كسرتما قلبي، واين مكاني انا اذا
سألته والدته بإستغراب بينما ترك سليم احضانها ليحتلاه الصغيران
- لماذا مازلتما مستيقظان حتى الان؟
- ‏ماذا افعل لهما، انهما يبتزاني عاطفيا كي يسهرا في اخر ايام الاجازة وعندما سمعنا صوتكما اصرا على النزول
- خيرا فعلتم
قال مالك بإنبهار وهو يتجه إلى كيس الملاكمة
- منذ متى لدينا كيس الملاكمة هذا؟
رد اخاه الذي وقف بجواره امامه
- لقد رأيته عده مرات واخبرني ابي انه يخص عمي
- ‏يمكنكما اللعب
يقولها سليم الذي جلس بإسترخاء على مقعده وفزع حينما صرخ مالك بحماس قائلا
- هل يمكننا استضافة الانسة فريال ايضا كي نتدرب معا
رد اخاه قائلا بعبوس
- ستترك العمل معكما خلال ايام كما اخبرتنا
كتم كل من مؤمن ووالدته ضحكتهما وقد لاذا بالصمت بينما اعتدل سليم في جلسته هاتفا بتردد
- متى اخبرتكما؟
- ‏اليوم صباحا
يقولها التوأمان في صوت واحد فقطب سليم حاجبيه قائلا
- لماذا؟
رفع الصغيرات كتفيهما معا وقال معتصم
- من اجل جامعتها
واجاب مالك بحماس
- ولكننا تبادلنا ارقام الهاتف، وعندما تتفرغ ستهاتفنا ونذهب للتدريب
- ‏انها لطيفة للغايه
- ‏نعم هي جميلة واخبرتني انها تحبني
- ‏واخبرتني انا الاخر
- تحبني اكثر لانني مطيع
- ‏تحبني اكثر لانني اتفوق عليك في اللعب
تقوس فم مالك ببوادر بكاء فهتف بإختناق
- لقد اخبرتني انني اتحسن
- ‏ولكن....
قاطع والدهما شجارهما وهو يهتف بقوة
- كفى، اصمتا الان
كز معتصم على اسنانه وصمت مجبرا بينما تحرك مالك إلى احضان جدته التي هدأته فقهقت بسعادة قائلة
- قريبا سيتشاجر عليها ثلاثة اشخاص وليس اثنان
خجل غريب انتاب سليم بصورة مفاجأة فقال وهو يقف من مكانه
- لدي الكثير من الاشياء غدا.. تصبحون على خير
ورحل سريعا من امامهم فقالت فاطمة لمؤمن بخفوت
- يبدو ان خطتنا قد نجحت
اومأ لها مؤمن مبتسما وهو يبادلها الحديث بخفوت اكبر كي لا يسمع صغاره
- ولكنني اخشى على يحيى المسكين من تحيطم رأسه
ضحكت والدته بإنطلاق فبادلها الضحك وهو يتذكر حديثه صباحا مع يحيى واتفاقهم سرا على اثاره غيؤة سليم كي يتحرك قليلا بإتجاه فريال، يعلم ان ما يفعلانه خطأ، ولكن يبدو انها الطريقة الوحيدة كي يتحرك اخاه كما اخبرته والدته
ويبدو ان خطتهما نجحت وقد بدأ في التحرك فعلا

__________

وفي احد الفنادق الشهيرة
كان ثلاثتهم يجلسون امام احدى الواجهات الزجاجية متطلعين في الطرقات من علو حيث تسير السيارات على طرق مفترقة
قال أيهم بتهكم لاصدقائة
- شاهد قبل الحذف عريسان في ثاني ايام الزواج يجلسان كمشردين متطلعان في السيارات المارة
نظر له إياس قائلا ببعض السخط
- اشعر انها كانت فكرة غير صائبة اجتماعنا في فندق واحد
اومأ جسار برأسه قائلا
- اوافقك الرأي، لقد اجتمعن ضدنا مكونين جبهة عالية لا نستطيع تخطيها
قهقه أيهم بتسلية وهو ينظر لهما فلكزة إياس قائلا بحقد
- نعم نعم اسمعنا صوت ضحكاتك فهذه ليست المره الاولى لك
فرد أيهم اصابعه الخمس في وجهه وهو يتذكر اول ايامه معها ضاحكا.. ان قال لاحدهم عن مبيت كل منهما في غرفة منفصلة سينعتانه بالجنون او يشكون في قدراته الرجالية
علا صوت رنين وصول رسالة إلى هاتف إياس ففتحها بلهفة وقرأها بإبتسامة متسعه وذهب مسرعا ترافقه ضحكات أيهم وحنق جسار
مرت دقيقة واحده ومن ثم علا صوت رنين هاتف جسار هو الاخر فوقف بحماس امام أيهم قائلا
- عذرا يا صديقي علىّ المغادرة
اومأ له أيهم بسعادة، قلبه يسعد برؤية الفرح الذي كللهم جميعهم
نظر إلى هاتفه منتظرا وصول رسالتها هي الاخرى، واناظر وانتظر
واستبد به القلق فوقف متجها إلى غرفته
دق على الباب قبل ان يفتحه، فهو يعلم ان جميعهن يعددن لهن مفاجأت مختلفة وقد خرجن باكرا لابتياع بعض الحاجيات
لم يجد ردا عليه ففتح الباب بهدوء وهو ينادي عليها، دخل إلى الداخل فإتسعت عيناه بإنبهار وهو يرى السرير المزين بالورود الحمراء، والشموع المتناثرة في كل مكان، مائدة طعام مغطاه.. ارهف السمع لصوت مكتوم يأتي من الحمام فهرول إليها قلقا وقلبه ينتفض وهو يفتح باب الحمام ليجدها جاثية على ركبتيها امام المرحاض
شعرها الناعم يغطي وجهها بينما تضغط بكفيها على حافتيّ المرحاض بتأوه
اسرع بإتجاهها يلملم شعرها للخلف، يربت على ظهرها بحنو هامسا بهدوء
- ارتخي حبيبتي..اهدأي حبيبتي
ظل هكذا حتى افرغت ما في جوفها كله وهي تبكي بنشيج خافت، ساعدها على النهوض وغسل وجهها وكفيها وتوجه بها إلى الغرفة
اجلسها على السرير ودثرها جيدا وضغط على قبس الانارة ليغشى الضوء عيناها التي فتحتهما بهدوء
ارتعشت شفتيها وهو يحتويها بأحضانه ويتلقف رأسها على صدره حتى هدأت قليلا وهمست من بين ارتجافها
- اعتذر
- ‏اصمتي يا سبيل
مرغت رأسها في صدره كقطة وديعة وهي تتشبث به اكثر هاتفه
- كنت اود صنع يوم مميز لنا، ولكن طفلك لديه رأي اخر فقد انتابتني نوبة قيء مفاجأة عندما شممت رائحة الشموع المعطرة ولم استطع الصمود
وقف من فوره وهو يقول بعتاب
- ان كان يزعجك شيء فلماذا تصرين عليه
ونفخ بقوة فأطفأ جميع الشموع بينما جلست هي على ركبتيها هامسه كطفلة مذنبة
- اردت تعويضك عن كل ما فاتنا
- ‏انتِ عوضي المناسب، لا تفعلي هذا مجددا، فالمره القادمة سأعاقبك بشدة
جلس امامها بعد ان زالت الرائحة قليلا وسمع همسها القائل وهي تفرك كفيها
- هل تخاف علىّ حقا، ام على الطفل؟
امسك بذقنها يرفعه كي تواجه عيناه، فرفعتهما على استحياء وهي تعض شفتيها قائلة
- هل مازلتِ تسألين هذا السؤال حقا؟
- ‏انا....
امسك بوجهها بين كفيه يمنعها من الحديث قائلا
- انظري لي يا سراب، في بداية زواجنا لم احلم بما نحن فيه الان، لم احلم مطلقا في حياتي ببناء اسرة ولكن على يديكِ فعلتها، هل تدركين معنى بناء الغبار، كنت غبارا من اللاشيء، لا اساوي شيئا في الحقيقة وعلى يديكِ حدثت المعجزة وصنعت من مجرد سراب.. حقيقة كاملة
كانت تنظر له بوله، قلبها يدق بعنف، لدرجة موجعه اتعبت صدرها فوضعت يدها عليه، تنفست بقوة لتلفحه انفاسها الساخنة والتي تفاعل جسدها معها فقربها إليه اكثر هامسا ببطئ امام شفتيها
- تذكري دائما.. انني احبك
واقرن قوله بالفعل وهو يجذب كفها إلى صدره كي تشعر بهدير دقاته
وفعلت المثل معه
فإتحدت دقات قلبيهما في حديث صامت، وطويل جدا.

" نهاية الفصل الخامس والثلاثون "
غدا موعدنا مع فصل جديد وبعتذر عن التأخير ❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.