آخر 10 مشاركات
الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] الثلاثيني الملتحي / للكاتبة عذاري آل شمر ، عراقية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          كرزة هليل - قلوب أحلام قصيرة [حصرياً] - للكاتبة:: رانو قنديل*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : رانو قنديل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-20, 01:02 AM   #71

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قطعة مفقودة ..


رواية رومانسية اجتماعية ...فيها كثير من الشخصيات ..
بدايتها قوية وغامضة ومشوقة للقادم .....

اياس ابن عم همسة التي تعيش مع عمتها وواضح ان هناك شرخ في العلاقات مع والده وعمته ..ذهبت لتعمل في شركة ابن عمها دون ان تعلم من هو ..ووالده يريده ان يطردها وينتقم منها ..لكن الواضح ان اياس غارق في حبها ..لولا عداوة والده والتي قد تعود لماضي حدث او ممكن تكون السبب والدة همسة 🙈😉

جسار صديق اياس يعيش مع شقيقته جلنار المطلقة ولديها طفلة جميلة ريم من ذوي الهمة ..واضح انها السبب في اعاقتها .. وجسار هو مرفأ الامان والحب والاهتمام لها اكثر من والدتها المستفزة ..

تميمة المدرسة التي تعمل وتتحمل مسؤولية اخواتها مع والدتها ..
سلسبيل انسانة جميلة من الداخل والخارج تتفهم ظروف عائلتها والحمل الذي على عاتق تميمة ..عكس فريدة التي لا يعجبها شئ وخربت العلاقة بين ونس وزوجة والدها ..

ونس الزوجة وضياء وونس الابنة ..
ونس ابنة ضياء من زوجته الاولى لكنه سمى ابنته على اسم حبيبته التي تزوجها فيما بعد وهي نعم الزوجة الصالحة الطيبة الحنون على ونس الابنة غير ان معاملتها تغيرت بعد فريدة التي احدثت شرخ في العلاقة كونها تطارد ضياء ..
لافتقادها للحب الابوي وغيرتها من ونس ..


هناك ايهم الغامص 🙈
وايضا بسام الجميل المشاكس المرح ..
ضي الشيف الجديد صاحبة الكيكة الموف رقيقة وطيبة وبسام اعحب بها ومهارتها وواضح تاثيرها عليه ..

ايضا سراب التي تعمل في المطعم ..
علاقتها سيئة مع زوجة ابيها هبة ووالدها الذي يكره جدتها وذهابها اليها ..تعرفت على النت على شاب فقط اراد التسلية والمغامرة وعندما لم يجد منها فائدة جرحها تاركا ايها ..بعد ان طلبت منه الزواج كي ينقذها من صفقة زواج قذرة ..

الغبية جلنار ارادت التخلص من تميمة بافتعال فضيحة فكانت اللطمة قوية على وجهها عندما اعلن جسغر انه طلب الزواج منها ..فكانت السعادة من نصيب الطفلة ريم .. اما هي فتجر اذيال الخيبة بعد ان نبذها عامر واهانها امام الحضور بانها طليقته وليست زوجته ..

تسلم ايدك احداث مشوقة وجميلة ممتعة..
بالتوفيق ان شاء الله ❤❤




حبيبة قلبي متحرمش من الريفيوهات الجميلة دي 😍❤️❤️❤️ اتمنى اكون عند حسن ظنك دايما ويارب باقي الفصول تعجبك ❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 08:19 AM   #72

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

خلصت الفصول اللي نزلت كلها ❤ وحقيقي الرواية جميلة اوي و ممتعة و كل شوية تشدني اكتر ❤❤
مستنية الفصل الجاي جدا تسلم ايدك ❤❤❤


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 03:40 PM   #73

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour fekry94 مشاهدة المشاركة
خلصت الفصول اللي نزلت كلها ❤ وحقيقي الرواية جميلة اوي و ممتعة و كل شوية تشدني اكتر ❤❤
مستنية الفصل الجاي جدا تسلم ايدك ❤❤❤

حبيبتي يا نور تسلميلي😍❤️
اتمنى الجاي يعجبك اكتر 😘❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-20, 08:04 PM   #74

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل التاسع "


كان الجميع واقفا في حالة ذهول مما حدث، يتطلعون لبعضهم بغير استيعاب وبعض الهمهات تخرج منهم فتصل لاذن ضي التي لم تميز مدلولها اثناء سيرهم للخارج.. خرج الجميع ولم يبقى سوى المقربين منهم والذين إلتفوا حول ريما واخذوها لداخل الفيلا مع والدها
نكست ضي رأسها بخجل اثناء مرورهم بها ووقفت بجوار بسام الذي نزل درجات السلم الخارجية وهي خلفه حتى سألته بقلق وهي تختلس النظر للبوابة الحديدية
- اين ذهبت تميمة
- ‏لقد ذهب خلفها جسار لا تقلقي
قالها مهدئا اياها حينما لاحظ توتر حدقه عيناها القلقله وهي تولي نظرها للبوابة التي خرجت منها تميمة منذ قليل
وخطى خطوتين امامها قائلا
- هيا سأوصلكِ
- ‏لا سأذهب....
قاطعها قائلا بحزم وهو يلتفت برأسه لها
- هيا يا ضي الوضع لا يحتمل الجدال رجاءً
تنهدت بإستسلام وعيناها على بوابة الفيلا لربما عادت تميمة مره اخرى وبداخلها يتصاعد القلق من رد فعلها الان وشعور خانق يعتريها وهو يفتح لها باب السيارة لتركب في المقعد الخلفي بجوار غزل الصامتة
غزل التي تنظر من خلف زجاج السيارة لأيهم الواقف مع إياس وهمسة ولينا وانضم لهم بسام مكونين حلقة دائرية وقفت بداخلها لينا كالمذنبة

- لماذا فعلت جلنار هذا
سأل أيهم لينا بحاجب مرفوع لترد بإرتباك وهي تضع احدى خصلات شعرها القرمزية خلف اذنها بيد مرتعشة
- ‏لا اعلم
- انتِ صديقتها وتعلمين خططها جيدا، تحدثي دون مراوغة
قالها بسام بإستخفاف لتنظر له وقد شعرت بالحصار عندما رد إياس
- نعم.. انتما تخططان مع بعضكما لكل شيء
- ‏هيا اجيبي
قالها أيهم بوجه جامد.. فلقد قرروا الضغط عليها كي تتحدث فهم يعلمون طباعها جيدا وخاصه انها صرحت برغبتها في الزواج من جسار وعرضت عليه الزواج بكل وقاحة فى احد المرات

تنفست بتوتر وقد نظرت سريعا لشرفة جلنار شبه المفتوحة والتي تطل عيناها عليهم من خلالها.. عذرا جلنار فأنا خاسرة في كلتا الحالتين
لذلك اجابت ببعض بثقة
- لم اكن اود القول ولكنكم اجبرتموني.. لقد اخبرتني جلنار مسبقا عن شعورها بعدم الارتياح لوجود تميمة معهم في المنزل وتعلق ريما الشديد بها منذ اتت، فأخبرتها بأنها مجرد طفلة وتعلقت بأستاذتها التي توليها اهتمامها.. وأخبرتني عن اهتمام عامر وجسار المبالغ فيه بها.. فأخبرتها ان عامر يتولي امر طفلته

وصمتت لتبتلع ريقها الجاف مكمله بثقة زائفة
- وان جسار في مقام والدها ويجب عليها تقبل هذا واليوم جن جنونها حينما رأت عامر ذاهبا خلفها لتفعل ما فعلت
نظروا لها بعدم تصديق ليرن هاتفها في الوقت الذي خرج به صراخ جلنار من الداخل
فقالت لينا سريعا
- سأذهب الان لدي موعد مهم
لم يستمع لها احد وهم يهرعون سريعا للداخل
فذهبت هي دون ان تلتفت لهم لسيارتها وقبل ان تركبها اطبقت على يدها الممسكة بمقبض الباب يد اخرى قائلة بإستخفاف
- هيا بنا للداخل ولنرى مدى صحة حديثك
نظرت لينا بذعر لهمسة التي تطبق على يدها بقوة فأجلت حنجرتها قائلة بنبرة عالية وهي تحاول تخليص ذراعها من يد الاخرى
- اتركيني ماذا تريدين
- ‏المواجهة
قالتها همسة ببساطة لتزداد مقاومة لينا بذراعها وقد خدشت يدها بأظفرها لتخرج غزل من السيارة متوجهه إليهم وقد تبعتها ضي
قالت غزل وهي تمسك لينا من يدها الاخرى
- ان كنتِ واثقة من حديثك فلماذا تخافين الان
اضطربت نظرات لينا التي انتقلت لثلاثتهم وقد شعرت بالحصار فقررت ان تواجه بطريقتها
انتزعت ذراعيها منهم قائلة بنبره متعالية وكبرياء زائف وقد تقدمتهم
- حسنا سأدخل بمفردي

اثناء دخولهم للفيلا خرج باقي اقاربهم بأوجه مكفهره حينما وصلهم صوت جلنار العالي والتي تصرخ بهستيرية
- اخرجوا انتم ايضا لا اريد احدا في بيتي
كانت تلوح بيدها للخارج بعصبية والباقيين يقفون امامها بصمت بينما تبكي ريما على كرسيها وحيدة في احد الجوانب.. لمحت لينا القادمة لتتقدم بإتجاهها وقد سحبتها من ذراعها لمنتصف البهو قائلة بإرتعاش
- اخرجيهم الان
ابتلعت لينا ريقها بصعوبة وهي ترى الاعين التي توجهت لها قائلة بهدوء زائف
- سنخرج لا تقلقي.. لقد شاهدتم حالتها الان التي لا تحتمل الحديث
- ‏اي حديث

خرج السؤال من جلنار المشوشة والتي تقف خلفها ومازالت يدها متعلقة بذراعها وكأنما تدعم نفسها ولم تدري بأن يدها تمسك بأفعى سامة تود لدغها
- لينا اخبرتنا بشعورك اتجاه تميمة و...
وقبل ان تكمل همسة ما تقوله امسكت ضي بيدها لتصمت عن الاسترسال قائلة بخفوت
- يجب ان تذهب ابنتها لغرفتها اولا
نظرت همسة لريما المنكمشة على كرسيها وقد احمر وجهها من شدة البكاء وهي تتشبث بذراع والدها الذي يربت على كتفها بهدوء.. سارت ضي بإتجاههم مخاطبه والدها وهي تقول
- هل يمكنني اخذها لغرفتها
وقبل ان يرد هتفت جلنار بوحشية وقد ازدادت وتيرة انفاسها
- اتركي ابنتي
اومأ عامر لضي وهو يعطيها مقبض الكرسي واشار لها على احدى الغرف قائلا
- من فضلك ادخليها

وتوجه لجلنار المرتعشة خلف لينا ليمسك بيدها ساحبا اياها بقوة تركت معها ذراع الاخرى هادرا فيها بعنف خافت كي لا يصل صوته لمسامع ابنته
- ماذا تريدين؟ هل تريدين تحطيمها هي الاخرى.. انتِ لعنة على حياة الجميع
كانت تنظر له بأعين زائغة مهتزة وهو يهزها بعنف حتى ان اصابعه تركت علامات حمراء على جسدها حينما خلصها إياس منها قائلا
- لا يصح هذا يا عامر.. إلزم حدودك انت الاخر
هدر عامر بقوة فأجفل الجميع وعيناه تناظرها
- ماذا تريد مني ان افعل.. ام مستهترة وكانت زوجة انانية وستظل هكذا.. حتى بعدما طلقتها
صرخت بعنف هي الاخرى قائلة بغرور
- انت تود الزواج منها تريد الزواج من تلك بعدما كنت انا زوجتك
نظر لها شذرا من اسفل قدميها وحتى رأسها قائلا بقرف
- كان هذا اسوء قرار اتخذته في حياتي

زاغت انظارها وقد شعرت بكلماته المهينة وكأنما تخترقها وتحرق قلبها.. نظرت للينا التي تراقب الوضع بتوتر وهتفت بها
- تحدثي
- لقد اخبرتنا لينا بشعورك اتجاه تميمة ولكن كان عليها توجيهك للصواب فيما يخص خطتك تلك
قالها أيهم بغموض لتبهت ملامح جلنار وتمتقع ملامح لينا التي تناظرها وقد سألت جلنار بخفوت
- خطتي انا؟
- جلنار حبيبتي، اعصابك متعبة هذه الفترة فربما يلتبس عليكِ الامر الان ولا تميزين الهلوسة من الصواب
ازداد شحوب وجهها مع نبره لينا المهددة.. ماذا ان اخبرتهم.. ستفضح وسيأخذ عامر لينا
عند هذه الخاطرة نكست رأسها وتهدل كتفيها في حالة غريبة جعلتهم جميعا يتطلعون لبعضهم بإستفهام في الوقت الذي قالت فيه لينا
- سأذهب انا الان لدي موعد هام

واثناء سيرها وقبل خروجها قالت جلنار بإرتعاش رغم صوتها العالي
- لا اريد معرفتك مره اخرى
ناظرتها لينا بإستخفاف قائلة وهي تمط شفتيها
- على الرحب والسعة

وخرجت تدق الارض بكعب حذائها في الوقت الذي تحركت فيه جلنار بآليه تصعد درجات السلم الداخلية بإنهزام وسط وقفتهم الصامتة متطلعين فيها بكآبه وقد قالت بصوت خفيض
- يمكنك اخذ ريما معك اليوم
واكملت صعود السلالم حتى اختفت عن انظارهم ليقول إياس
- سأبقى انا وهمسة هنا حتى يأتي جسار
- ‏وانا سأخذ ريما من الداخل
قالها عامر واوشك على السير ليوقفه بسام قائلا وهو يسبقه
- سأحضرها لك انا
ولم يرى النظرة التي تبادلها كل من إياس وأيهم يخفون خلفها ابتسامة اوشكت على الظهور لولا الموقف
نظر أيهم على يساره ليجد غزل الواقفة على الباب من الخارج.. مولية ظهرها لهم وهي تنظر للسماء فوقها

اقترب منها وهو يخلع سترته واضعا اياها على ظهرها حينما لاحظ ارتجافها وهي تفرك كفيها
اجفلت في وقفتها لتتطلع له قائلة بإمتنان وهي تضمها إليها
- شكرا
هز رأسه بلا معنى ونظر امامه منتظرا خروج بسام في الوقت الذي اغمضت غزل عيناها وهي تغرق في رائحته ودفئه.. كل هذا الدفء الذي يشع من سترته فكيف سيكون دفء احضانه.. فتحت عيناها بذعر وكأنما خشيت ان يقرأ افكارها لتخرج منها ضحكة خفيفة وهي تسخر من نفسها.. تطلع لها قائلا بحاجب مرفوع
- علام تضحكين؟
- ‏لا شيء
قالتها ببراءة ليسألها مره اخرى
- كيف حال الجامعة
- يبدو انه عام ثقيل
قالتها ببؤس مقوسه شفتيها للاسفل ليرد
- تقولين هكذا كل عام وتحصلين على درجات عالية في النهاية
- ‏انت تعلم انني احب الرسم وليس الدراسة هناك فرق ف....
وقبل ان تكمل حديثها وضع بسام يده على كتف اخيه قائلا بصوت مكتوم
- هيا بنا
نظر أيهم له ومن ثم لضي ذات الوجه والانف المحمر اثر البكاء ليهتف قائلا بقلق
- ماذا بكِ هل انت بخير؟
- نعم.. اود فقط الرحيل

وفي اثناء عودتهم بالسيارة كان أيهم هو من يقودها بينما بسام بجانبه في الكرسي الامامي.. يتطلع لوجهها الباكي بين الحين والاخر وهي تمسح دموعها بمنديل ورقي خلسة في ظلام السيارة.. ولكن قلبه كان يراقب تحركاتها مستشعرا فطرتها النقية للبكاء من اجل طفلة.. اغمض عيناه مستعيدا صورتها الحنون وهي تحتضن ريما بعدما نامت على سريرها.. يتذكر والدته فيشعر انه يود التقلص لطفل صغير كي ينعم بأحضانها.. شعور بالبرد يكتنفه والهواء البارد يضرب وجهه ليفيق.. ان كانت تصلح هي فهو بالطبع لن يصلح لواحده في نقائها
زفر بضيق ليقول له أيهم وعيناه تراقب الطريق امامه
- اتصل بجسار لنعلم اين هو.. فلقد ترك سيارته في منزله

________

كان يجلس بجوارها في احد مقاعد الحافلة التي يعمها الصمت في هذا الوقت فمعظم الركاب كانوا من اصحاب الحرف العائدين من اعمالهم.. لقد ذهب خلفها على امل ان تعود معه ليقلها بسيارته بعدما حدث ولكن عنادها بعدم العودة او الركوب معه اجبره على ان يركب معها
‏رن هاتفه بإسم بسام ففتحه سريعا ليقول
‏- نعم انا معها الان.. سنذهب بالحافلة.. حسنا سأنتظرك هناك.. الى اللقاء

اغلق هاتفه متطلعا لجانب وجهها الذي توليه اياه وتنظر من النافذة للطريق المظلم بصمت
وداخلها يصرخ.. يغلي ولا ينطفئ، لا تتذكر شعورها امامهم سوى حاله الجمود التي كانت تعتريها وكأنها لوح جليد بلا شعور اما الان فتشعر بأنها بركان على حافة الانفجار وشعور بالاهانة يحاوطها.. هي مرفوعة الرأس دائما تتهمها واحده كتلك.. قبضت بعنف على قماش فستانها وحرقة قلبها تزداد حتى شعرت بنسمة صيفية تلامس كفها.. وكان هذا اصبعه الذي لمس به كفها كي يخرجها من حالتها تلك
نظرت له بحده ليهتف مبررا بخفوت
- لقد تحدثت معكِ ولكنك لم تجيبيني
ولته وجهها كما كانت مره اخرى ليكمل امام صمتها
- جميع اعتذاراتي لن تشفع ما فعلته جلنار.. اما عرض الزواج فأنا جاد فيه و....
وقبل ان يكمل اندفعت تقول من بين اسنانها بإستخفاف وقد اقتربت محطة نزولها
- لن اقبل هذا العرض الجذاب يا سيد جسار ولا اريد رؤيتكم مره اخرى

وعندما اوشكت الحافلة على التوقف في محطتها انطلقت مسرعة حتى كادت ان تقع ليقف مندفعا خلفها وقد تمسكت بأحد الاعمدة لتثبت جسدها الذي اندفع للامام
حينها انطلق صوت احدهم قائلا
- لما الاستعجال يا اختي لن نختطفك
نظرت هي بحده لذلك الشاب الذي يجلس في المقعد الخلفي مع بعض اصدقائه الذين بدأوا في الضحك لتحجب عنها الرؤية جسد جسار الذي هتف بتحذير
- ما شأنك بها يا هذا
وقف الشاب قائلا امام جسار حفظا لماء وجهه الذي قد ظهر عليه الخوف من هيئة جسار العدائية
- ما شأنك انت الاخر بها
- ستعرف ما شأني الان
وقبل ان يندفع جسار إليه امسكت به يدها قائلة بصوت خفيض مع توقف الحافلة
- ارجوك لا اريد حدوث مشاكل

شعر بلمستها ليده وكأنها برد وسلام على ناره المحترقة.. ونظر لها بذهول ماذا كان يود ان يفعل وهي معه.. بدلا من ان يطمئنها كان سيتشاجر.. تقابلت نظراته معها بلمحه خاطفة اودعها فيها الامان وهو يلتفت لذاك الشاب قائلا بهدوء
- لا تحاول اثبات حسك الفكاهي على حساب احدهم مره اخرى فيجب ان تثبت شيئا واحدا اولا وهو رجولتك المستحدثة ايها الصغير
احمر وجه الشاب بخجل غاضب وسط ضحكات الجميع المكتومة و تقافز قلب تميمة الان والذي اعلن من خلاله ان دقات قلبها تعمل وشعور مدغدغ بالامان يعتريها وهو يحيط جانبيها بيديه دون لمسها حتى لا يلمسها احد.. وشعور بالنصر يغمرها لم تشعره منذ اتى والدها معها لمدرستها في احد الايام حينما ضربها احد المعلمين ووقف في صفها لتوبيخه..

انطلقت الحافلة حينما نزل ركاب هذه المحطة ووقفت هي معه على الرصيف بصمت حينما اخبرها ان تنتظر ضي القادمة معهم كي يذهبوا مع بعضهم
- تميمة
قطع الصمت قول الهامس بإسمها لتنظر له بإستفهام
- اعتذر مره اخرى على ما حدث.. ولكن ثقي بهذا انا جاد في عرض الزواج ذاك.. وريما تحتاجك معها انها وحيدة.. وحيدة وحزينة على الدوام وهي تحبك وتحتاجك

صمت بعدها محاولا استشفاف رد فعلها ولكنها نكست رأسها للاسفل.. اغمضت عيناها لثوان تحاول ان تجد كلمات مناسبة للموقف.. نعم الان هي تعلم انه يود الزواج منها من اجل ابنه اخته، ولكنها اكتفت من التضحية وان ضحت مره اخرى بباقي عمرها في سبيل سعادة غيرها ستتحول لمسخ مشوه.. هي ليست مضطرة لتضحية كهذه على الرغم من انكماش قلبها الذي أعلن اول دقاته منذ لحظات
تنفست بعمق وهي ترفع انظارها له مره اخرى ليشع شعاع العسل من عيناها بقوة على الرغم من الاضاءة الخافتة التي تأتي من العمود المجاور لهم وتحدثت بذات القوة
- اعتذر ولكنني غير موافقة على هذه الصفقة.. وبالنسبة لريما يمكنها ان تأتي لمنزلي او يمكننا ان نتقابل في احد المناطق المفتوحة كي تأخذ درسها ان رفضت الاقتراح الاول

في الوقت ذاته اقتربت منهم سيارة أيهم والذي توقف امامهم لتنزل ضي من بابها الخلفي وفتح بسام بابه الامامي قائلا لجسار
- هيا بنا سنعيدك للمنزل فإياس ينتظرك هناك
سأله جسار بقلق
- هل حدث شيء
- ‏لا تقلق كل شيء بخير
صعد جسار للسيارة وقبل ان يغلق بابها قال لتميمة
- سأحدثك كي نتفق يا استاذة
ثم جلس واغلق الباب دون سماع ردها.. بينما نظر بسام لضي التي تخفي انظارها بالاسفل قائلا بإشفاق
- كل شيء سيكون بخير
اومأت له بصمت دون النظر لعيناه فتنهد بإستسلام وهو يركب السيارة في المقعد الخلفي بجوار غزل

نظرت تميمة لضي بتدقيق حينما انطلقت السيارة فلاحظت اثار الدموع على وجهها لتهتف بجزع
- ماذا حدث يا ضي
تجمعت الدموع في عينيها سريعا وهي تنظر لتميمة قائلة بغصه مختنقة بينما تحدثها على السير
- سأخبرك اثناء سيرنا

_________

اقتربت السيارة من بوابة الفيلا بعدما اوصلوا غزل لبيتها.. ترجل منها ثلاثتهم وشعور بالانقباض يخترق صدر جسار لم يفهم سببه بعد.. خرج لهم إياس الذي سمع صوت وصول السيارة مع همسة التي كانت قد اتصلت بعمتها تخبرها بأنها ستتأخر قليلا فأجابتها عمتها بكلمات مقتضبة على غير عادتها دون السؤال عن السبب
اقترب منهم إياس قائلا
- اخذ عامر ريما منذ قليل وجلنار مازالت في غرفتها بالاعلى.. علىّ الذهاب الان من اجل همسة فلقد تأخر الوقت.. اتصلوا بي ان حدث شيء
اومأ له بسام وأيهم فتركهم ذاهبا معها بإتجاه سيارته في حين ذهب جسار بسرعة للداخل

صعد السلالم بخطوات واسعة مسرعة وكأنما يسابق الزمن للوصول لها.. قبضة قوية تعتصر صدره الذي يشعر به كطير ذبيح يلفظ اخر انفاسه حينما دخل غرفتها دون استئذان ووجدها ملقاه على الارض وبين يديها شريط فارغ من الحبوب
-جلناااار
صرخ بإسمه وهو يهرع إليها وسط انفاسه المتقطعه.. جلس بجوارها على الارض وهو يأخذ رأسها المنحني بين يديه.. يداه التي ترتعش بإنفعال ضاربا وجهها بخفه، اخته وقطعة منه مفقودة الان بين يديه فاقدة الوعي وربما الحياة
حملها مسرعا بين ذراعيه ومتخبطا في افكاره
يشعر بالضياع التام وهو ينزل درجات السلم حينما لمحه أيهم الواقف في البهو بملامح باهته فهتف به جسار بصوت عالي انتفض معه أيهم
- احضر السيارة بسرعة علينا اخذها للمشفى

________

وفي مشفى اخر
كانت هناك فتاة ذات ملامح عادية.. تنام في سلام اميرات للناظر من بعيد ولكن بداخل رأسها وحوش مخيفة تجري خلفها.. تود افتراسها فتصرخ طلبا للنجدة ولكن جميع الايادي الممتدة كانت قشا خفيفا لن يفيدها بشيء.. لذلك قررت الركض بنفسها والاصوات العالية برأسها تتداخل مع صراخها حتى اخترقت صرختها الفضاء حولها وهي تسقط في حفرة عميقة
حاولت فتح جفنيها المتثاقلان بقوة لعلها تهرب من سواد احلامها فتقابلت عيناها مع واقع اشد سوادا حينما رأت وجه والدها المكفهر امامها وبجانبه هبة المرتعبة
حاولت تذكر ما حدث وهي تنظر حولها لتستفيق على ضربة غادرة من هلال
جحظت عيناها برعب وهي ترى الهاتف في يد والدها الذي تحدث بقسوة رغم تحذير الاطباء له بأنها تحتاج للراحة بعد هذا الانهيار العصبي
- لطخت اسمي في الوحل يا تربية والدتك.. هل تبيعين نفسك يا ابنه امك
ذعرت عيناها وشحب وجهها وحاولت التحدث ولكن تورم حلقها يمنعها، ثقل لسانها يمنعها، جفاف احساسها يمنعها فأكمل هو بقسوة خافتة وهو يميل عليها حتى شعرت بأن انفاسها حبست بداخلها من شده الخوف

- يكفي انني اويتك في بيتي كل هذه السنوات.. كنتِ عبئا ثقيلا على ظهري طوال العمر ولم اجبرك على الزواج فقد كنت اعتقد بأنكِ عاقلة ستحصلين على رجل جيد على الرغم من انكِ دميمة ولكنكِ متعلمة، ماذا جنيت بالنهاية تتحدثين مع الرجال عبر هذا الهاتف وتزجين بإسم زوجتي في ألعابك الرخيصة
كان سيصرخ بهياج لم يسيطر عليه ولكنه تمالك نفسه مذكرا اياها بأنهم في مشفى عام ولا يفصل بين الأسرة سوى ستارة بيضاء شفافة وربما سمعه البعض واصبحت فضيحته على كل لسان

قبض على الهاتف بين يديه ليرميه في الحائط فتتناثر الشظايا منه كالشهب المحترقة التي تسقط عليها
قالت هبة بلوعة
- لماذا كسرته الان يا منصور.. كنت سأبعيه وانتفع بثمنه
نظر لها نظرة اخرستها ليقول بعنف خافت
- وان اشتراه احدهم وعرف ما يوجد بداخله سيقولون ان ابنه منصور ابتاعت هاتفا لتبيع نفسها عليه
كانت كلماته كالسياط التي تجلدها وكانت مستمتعة بهذا الجلد لربما يخفف بعضا من اوزارها حتى وصلها صوت هبة
- كان سيتم مسح كل شيء من عليه قبل ان نبيعه
نظر لها منصور بشك وقد شعر بأنه تهور في كسره ليهتف بعصبية ملوحا بيديه
- لم اكن اعلم
ونظر امامه لسراب التي تحدق في السقف بأعين جامدة مكملا
- وانت ستتزوجين من ذاك العجوز قريبا جدا.. احمد الله على انه عجوز ولولا هذا لفضحنا في المنطقة رغم انني لم اعلم مدى جرأتك في عرض نفسك بالتحديد.. انه ميسور الحال وستجلسين في المنزل بعد ذلك.. هيا يا هبة هيا لنرحل من هنا

وقف من على سريرها الذي كان يجلس عليه لتشعر بنفسها اخف.. ترك بصرها السقف العلوي وهي تنظر لظهره المنصرف وتلكأ هبة الذي استادرت لها حينما غادر قائلة بسرعة شامتة
- انا من قرأت الرسائل لوالدك وقد اخبرته انكِ تنشرين صورك عليه كي يراها الرجال ولكنني طمأنته بحفظ عرضه وقد قمت بحذفها.. كي لا تستخدمي اسمي في ألاعيبك هذه مره اخرى ايتها الرخيصة
- هبببة
سمعت اسمها الصارخ من بين شفتيه لتهرع للخارج من خلف الستار الفاصل سريعا تاركه اياها بمفردها مثلما كانت دائما

كلمة هبة الاخيرة تتردد في عقلها
رخيصة نعم.. حينما صدقت هلال تحت مسمى الحب
رخيصة نعم.. حينما باعها والدها لرجل يماثله في السن بل واكثر
تتجمع الدموع في عينيها بعجز وقلبها يؤلمها لخاطر واحد
ربك غاضب عليكِ يا سراب وامك غاضبة
ان كان هذا عدل ربك بزواجك من ذاك الرجل فلا تعترضين.. ربما يخفف هذا بعض اوزارك كما كانت تخبرك امك انه يجب ان يعاقبك الله كي يحبك

تتذكر الان ركبتها المخدوشة والملوثة بالدماء حينما كانت صغيرة تود اكل قطع السكر من خلف والدتها وعندما علمت مكانها وارادت اخذها من احد الارفف العلوية وقعت على ركبتها اثناء تسلق الخزانة فهرعت لها والدتها بجزع وعندما نظفت جرحها الذي يؤلمها اخبرتها بصرامه
- عندما تخطئين وتفعلين الخطأ من خلف ظهورنا في الخفاء يجب ان يعاقبك الله بشيء مؤلم كي يخفف ذنبك ويحبك بعد ذلك

ورغم صغر سنها لم تستوعب سوى انها ان فعلت الخطأ تنتظر عقوبة ربها بخوف وكبرت وقرأت وتثقفت واصبحت تحب الله ولكن تعود بها ذاكرتها لشيء واحد ترسخ في عقلها وهو انها ستعاقب في النهاية حتى وان تابت عن ذنبها

رخيصة نعم.. فلم تستمعي لتحذيرات والدتك وجدتك عن الوقوع في الحب
وقعت في بئر عميق لن ينتشلك منه احد يا سراب
ووسط سحابتها السوداء يأتيها الرد عن طريقة آيه اخترقت قلبها من مذياع قريب
﴿ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأعراف: 153]

تجري الدموع من عيناها فتحفر آبار للندم على وجهها.. اقبلي بالزواج واقبلي بحياتك القادمة، لا تعصي والدك فربما هذا جزاء ظلمك لنفسك ربما يدبر الله لكِ الخير، ربما يختبر صبرك وسينقذك.. حلقها الجاف يمنعها من الحديث فوضعت يدها التي تتصل بالمحلول على صدرها متمته بشفتيها التي تصلها دموعها المالحة
- يارب ان لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، انتشلني من ذنوبي واقبل توبتي، واعلم انك رحيم وستنقذني
اجهشت بعدها في بكاء مرير.. تناجي ربها بقلب جديد ودون ارادتها تقارن بين ذنبها هذا والكبائر الذي يفعلها الاخرين بقلب غافل فتجزع من مقارنتها قائلة ووتيرة بكائها تخفت
- ثبت قلبي.. ارجوك ثبت قلبي كي ألقاك بسلام في النهاية، ولا تقبضني الا وانت راض عني
ووسط يقينها بأن القادم خير بعد كل ما حدث استغرقت في نوم سريع.. نابع من توكلها على الله

________

- وصلنا
قالها إياس بمرح لها لعله يبدد الاجواء المحيطه بهم.. يبدد ذاك الصمت الثقيل الذي يكتنفها منذ ركبت معه وهي تنظر للخارج
ظلت على صمتها لثوان اعتقد فيهم انها لن تجيبه ليستمع لصوتها الهادئ القائل
- هل انتم اصدقاء منذ زمن
ابتسم بسعادة عندما اعتقد بأنها تود معرفة المزيد عنه فقال بصدق
- لم ارزق بالاخوة ولكن ثلاثتهم كانوا اخواني.. لا اتصور حياتي من دونهم ابدا.. فأيهم كان صديقي في الجامعة تعرفت عليه في ذاك اليوم الذي مازلت اذكره منذ اكثر من عشر سنوات.. كان لدينا اختبار هام وتفاجئت به وقد استعوضت درجاته لألتقي به على باب المدرج اثناء دخوله.. وقتها سألني عن سبب خروجي فأخبرته انني لم اذاكر جيدا للاختبار.. اجلسني بجانبه ذاك اليوم مجبرا وحصلت على نفس درجته ومن يومها ونحن اصدقاء، اما جسار فوالده صديق والدي وكانت علاقتنا سطحية في البداية حتى تعمقت وعرفتهم على بعضهما، وبسام هو بمثابة اخينا الاصغر، المشاكس اللعوب.. كل واحد فينا يكمل الاخر بطريقة ما
وابتسم ابتسامة حنين ليكمل غافلا عن عينيها التي امتلأت بالدموع
- يقفون بجواري في كل وقت، لم احتج واحدا منهم في احد الاوقات ولم يمد لي يد المساعدة بل ويهرع كل واحد منهم للوقوف بجانبي، رزقني الله بهم بعد موت والدتي وكانوا افضل عوض

سقطعت دمعه من عيناها مسحت سريعا وهي تلتفت له ليهتف بذهول وهو يشعل ضوء السيارة العلوي ليتأكد من دموعها
- لماذا تبكين؟
- ‏انا...
اغرورقت عيناها بالدموع التي تساقطت على وجنتيها وغصه خانقة تحتكم حلقها بينما تقبض بأصابعها البيضاء على الشال الاسود
- انا لم اجرب مطلقا هذا الشعور.. كنت وحيدة على الدوام، اليوم..
وابتلعت ريقها لتكمل بصوت متقطع اثر نشيجها الباكي
- اليوم اعتقدت بأنني كنت على صواب ببناء سور عالي بيني وبين علاقات الاصدقاء منذ زمن.. حينما رأيت تخلي لينا عن جلنار ونظرة الانكسار التي سارت بها بيننا بعد ذلك، وشعرت بالغبطة عليك انت واصدقائك ولانكم لم تتركوا صديقك في وقت كهذا رغم عدم تواجده.. حرصكم على الاخذ بثأره.. اشعرني بأنني وحيدة مره ثانية

اخذ منديلا ورقيا من العلبة الموضوعة امامها ليمسح دموعها بنفسه.. تلك الدموع التي كانت تجرحه.. تؤلم قلبه على حبيبته التي تشعر بالوحدة رغم وجوده.. يشاطر قلبه قلبها الحزن
اما هي فأغمضت عينيها على لمسته الحانية، شعور افتقدته منذ زمن.. التحدث، على الرغم من وجود عمتها معها ولكنها حقا تفتقد التحدث لشخص يشعر بها ويتفهم مشاعرها هذه، لا ينعتها بالتافهة او ذات العقل الصغير

- همسة
همس اسمها بخفوت مناسب للموقف ككل.. همسة اخترقت قلبها الذي اعلن اول دقاته
فتحت عيناها حينما توقفت يده عن مسح دموعها ليهتف بقلب مرتعش امام عيناها
- احبك
اتسعت عيناها بذهول غير مصدق.. كانت تعلم وتشعر ولكن وقع الكلمة على اذنها كان صاخبا رغم خفوت نبرته.. حارا كأنفاسه التي تلفحها.. صادقا كنظرة عيناه التي تشملها، لم يلسمها ولكنها شعرت بدفء مفاجئ يخترقها فأصبحت انفاسها تشارك انفاسه العنفوان، صدره يعلو وكانما قلبه يود القفز لاحضانها
هذا الشعور الذي شعرته جعلها تشعر بالامتلاء.. بالاكتمال
وكأنما تسير طوال عمرها بقطعة مفقودة وجدتها به

الدموع تفر من عينيها هذه المره ولكن بسعادة.. تضغط شفتيها بين اسنانها وكأنما تمنع نفسها الحديث
ليتابع هو شفتيها بعيناه قائلا
- هل تودين الذهاب للقسم
فغرت شفتيها بغير فهم ليهتف مبررا بأعين لامعه
- المكان مظلم.. معي اجمل فتاة يمكن ان يراها احدهم.. فتاة احبها تضغط شفتيها بين اسنانها بإغواء شديد فلن يلومني احد ان فعلت شيئا جريئا
رفعت احد حاجبيها بإستهزاء وقد بدد بقوله تخبطها فهتفت بشراسته المحببه
- ومن سيسمح لك بفعل هذا فقبل ان تفكر...
- احبك
قاطعها قوله لتصمت بتشتت، لا تعرف ماذا تريد
- فرصة يا همسة.. احتاج لفرصة فقط كي اثبت لكِ نفسي، وبأنني استحق فهل ستبخلين علىّ بها

كيف قرأها هكذا.. كيف يعلم حيرتها وتخبطها هكذا.. كيف يوجه تشتتها في الاتجاه الصواب
فقال امامها بأمل
- قولي نعم
قلبها يحثها على الموافقة لربما وجدت به راحتها وامانها وعقلها يذكرها بوالده وما فعله بهم
اغمضت عيناها للحظات وهي تحسم امرها.. فلتجازف كعادتها حتى لا تندم بعد ذلك.. هذا هو رأيها الدائم وطريقها في الحياة.. وضعت يدها على مقبض الباب قائلة بخفوت
- نعم
ومن ثم خرجت مسرعة من السيارة لتتسع ابتسامته السعيدة حينما رأى خجلها الذي قلما يظهر عندما رأته يفتح بابه هو الاخر فهتفت بخفوت ملتفته حولها
- لا تأتي.. سأصعد بمفردي
- ‏سأحدثك على الهاتف
- ‏حسنا
قالتها بشبه همس سريع مختلسه إليه نظرة اخيره قبل ان تصعد لبيت عمتها

لأول مره لا تستطيع وصف شعورها.. ان تكون صريحة مع نفسها.. ان تدخل في شيء لا تعرف نهايته
هزت رأسها بعنف.. لا تفكري، يكفي شعورك الحالي وعلى اثر تفكيرها ابتسمت وتمنت.. تمنت ان تعطيه هي الاخرى هذا الاحساس

وضعت المفتاح في باب المنزل بهدوء كي لا تستيقظ عمتها ان نامت.. رغم انها تشك في هذا فهي لن تنام دون الاطمئنان عليها والتأكد من اغلاق الباب عشر مرات
دخلت من الباب بهدوء وهي تبتسم من افكارها واغلقته بذات الهدوء ليتصلب ظهرها ويدها الممسكه بمقبض الباب حينما استمعت للصوت الكريه المميز القادم من غرفة المجلس والهاتف بقوة في عمتها
- ابعدي ابنه اخيكِ عن ابني، لا اود ان يتذوق على يد هذه الفتاة ما ذقته انا على يد والدتها

" نهاية الفصل التاسع "
اتمنى تشاركوني رأيكم عن الفصل


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-20, 10:03 PM   #75

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 5 والزوار 6)

‏موضى و راكان, ‏شيماءالسيد, ‏asmaaasma, ‏احمد حميد, ‏rehabreh


تسلمى يا شيمو فصل ممتع


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-20, 10:16 PM   #76

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ارجوك ان اعرف ان ايهم هيكون مع غزل مش ارتح شوى ونبى ممكن لو سمحتى

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-20, 11:10 PM   #77

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 5 والزوار 6)

‏موضى و راكان, ‏شيماءالسيد, ‏asmaaasma, ‏احمد حميد, ‏rehabreh


تسلمى يا شيمو فصل ممتع

حبيبتي تسلميلي❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-20, 11:12 PM   #78

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حميد مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ارجوك ان اعرف ان ايهم هيكون مع غزل مش ارتح شوى ونبى ممكن لو سمحتى

متشكرة اوي حقيقي ❤️❤️
اقدر اقول ان كل واحد هيلاقي الخير اللي مستنيه😌


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 01:07 PM   #79

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

جسار واياس تقدما الى الامام وصارح كل منها من اختارها قلبه واحبها

بسام اصبح قاب قوسين او ادنى من الاعتراف لضي

بقي عندنا الغبي واكرر الغبي ايهم ولا ادري كيف كان ذكي وشاطر بالدراسه كما وصفه اياس بل هو كتلة غباء تمشي على الارض

لاادري ماذا تخططين ياشيمو لايهم

فانا اشك ان عنده دماغ واحاسيس



سراب استسلمت لقدرها

صح انا اكره هبه وافعالها لكن جزء مني يعذرها هذه المره على مافعلته لان سراب من بدأت واستغلت اسمها كان الافضل ان تختار اي اسم الا زوجة ابيها



جلنار انتحرت ياترى ستنجو من المحاوله وكيف سترمم علاقتها بابنتها ؟


الماضي بدأ ينكشف والعم اتى بنفسه يهدد ويتوعد

عندنا اثنين ماضي يخص الامهات

ام سراب وام همسه
ننتظر لنرى


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 04:24 PM   #80

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قطعة مفقودة ..
الفصل التاسع ..


فصل مؤثر بتفاصيله مشوق لاحداثه القادمة ..

بداية مما حدث في بيت جسار من الغبية جلنار اللي واضح انه لينا لعبت في عقلها وليها يد بما حدث لكنها لم تستطع البوح فانتحرت !!

لكن كان شئ جميل في الاحداث هو طلب جسار الجاد ليد تميمة ..
وكذلك اياس واعترافه بالحب لهمسة وم افقتها على منحه فرصة ..

علاقة الاصدقاء وقوفهم بجانب بعض وحبهم غير المشروط علاقة جميلة مترابطة حبيييت ..
بقى ان يعترف ايهم لغزال بحبه ..والا يطول والا يصبح غبي وليس ذكي كما وصفه اياس وساعده في الامتحان ..
بسام على الطريق للاعتراف ايضا لضي ..

لينا ما حبيتها بوجود صديقة مثلها لا نحتاج لاعداء خبيثة ..


سراب وذنبها الذي كشفته هبة الحقيرة وتركها في المشفى بلا حول ولا قوة وكانها وباء يجب الخلاص منه ... وان اخطأت فوالدها وزوجته السببفي ذلك لكنذلك لا يعفيها من الذنب وتحمل مسؤولية ما حدث الانسان لا يغالج الخطأ بخطأ اكبر وافدح ...الله يعينها على ما سيأتي ..

جلنار وانتحارها هل ستبقى على قيد الحياة ويتم انقاذها ويكون ذلك بمثابة درس لها تم ستبقى كما هي ؟؟؟
اخيرا القفلة المشوقة وتواجد والد اياس في لحظة سعادة شوهها ما سمعت عن والدتها..
بانتظار كشف النقاب عن سر والدة سراب ووالدة همسة ...
يعطيكِ العافية حبيبتي 🥰


منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.