آخر 10 مشاركات
للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          011- الحبيب الغريب - دار الكتاب العربي ‏ (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          1118 - حكاية أب - سوزان كارى - د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          218 - دموع ودماء - روبين دونالد (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1099 - اسرار الماضي - جوانا مانسيل - د.ن (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-20, 11:24 PM   #1

هديرر

? العضوٌ??? » 385828
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » هديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond repute
افتراضي جديلة عاشق -ج2-الحب سبق صحفي - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::هدير مجدي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غريبة فلسفة العشق..
هي لا تعلم أنه ينتظر منها نظرة اطمئنان
وهو لا يعلم أنها تنتظر منه البدء.
وعلى أرصفة الغياب
أوشكا أن يتحولا لبقايا روح أرهقها الانتظار!

في قصتهما كانت الفاعل
وكان هو الضمير المتصل..
لا ينكسر
لا يستتر
ولا ينفصل.













كتابة::هدير مجدي
تدقيق ومراجعة لغوية::هدير مجدي
تصميم الغلاف والفواصل::هدى خورشيد
تصميم القالب الداخلي وتنسيق الملف الاليكتروني::noor1984
اشراف::noor1984







عند البدأ بتنزيل الفصول





عند انتهاء النوفيلا







التعديل الأخير تم بواسطة Moor Atia ; 20-11-20 الساعة 05:22 PM
هديرر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 04:39 AM   #2

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

كلمة

غريبة فلسفة العشق..
هي لا تعلم أنه ينتظر منها نظرة اطمئنان
وهو لا يعلم أنها تنتظر منه البدء.
وعلى أرصفة الغياب
أوشكا أن يتحولا لبقايا روح أرهقها الانتظار!

في قصتهما كانت الفاعل
وكان هو الضمير المتصل..
لا ينكسر
لا يستتر
ولا ينفصل.



التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 20-11-20 الساعة 04:51 PM
noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 04:41 AM   #3

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

مازال الصباح في بدايته..
الشمس افترشت قلب السماء وأدلت بأول جدائلها الذهبية كخيوط أمل تدق على النوافذ بغرور، تغمز للأحلام بطرفها وتنقش حروفًا يتلألأ نورها في كل مكان.
دلف إلى الشركة بكامل أناقته كالمعتاد، لكن بدون ابتسامته المعهودة ولا مرحه مع موظفيه.
عيناه مليئتان بالحزن والقلق من المجهول، حتى سكرتيرته لم يلقِ تحيته عليها بل دلف إلى مكتبه بعد أن طلب منها كوب قهوة كبيرًا بدون سكر.
مرت ساعة وهو غارق في أوراقه لكن عقله مع القابعة هناك في منزل السيوفي بمصر، يفصل بينهما البحر المتوسط وأكثر من خمس دول لكنها تستحوذ عليه بأكمله.
فقوانين المسافة والزمن تتساقط تحت سلطة الحب!
هي لحن الخلود
زهرة براري فاحت بعطرها على قلبه..
يسكن البحر في عينيها.
هي قلب بالعشق يجود..
أحبها طفلة وعشقها أنثى
فمن غيرها في القلب يسود!

وضع قلمه وفك أول أزرار قميصه الأسود ليظهر عنقه الأسمر الطويل يتوسطه تفاحة آدم التي تتحرك من ابتلاع لعابه وتنهداته يهمس في قرارة نفسه بغيظ:
-"الله يسامحك يا مازن".
أعاده عقله إلى ذكرى قديمة منذ عشرة سنوات...


عالمها تبدل إلى عالم مخملي
مزين بقلوب كالدُر وأرواح باذخة الطُهر.
أطفالها كشجرة نقاء وارفة الظِلال
وأغصان تحمل ثمار القبول والمُتعة..
كالربيع في نسماته
والزهور في جمالها
وأكاليل ياسمين تتقلد جِيد الحياة فتكون زينة لها.

استقامت ترفع أوراقها وحاسوبها بعدما انتهت من تدقيق مقالها الأخير، تحرك جسدها يمينًا ويسارًا لتتخلص من تشنج ظهرها وتقدمت إلى داخل المنزل.
استقبلها هدوء حذر عقدت له حاجبيها بدهشة وكأن المنزل مهجورٌ.. دارت في المكان تبحث عنهم فمازن بالشركة ووالدته عند أسماء معها وصال الصغرى ذات الخمس سنوات، وعدم ظهور أولادها ينبئها بحلول كارثة قريبة.
وضعت ما بيدها على الطاولة وهرولت تبحث عنهم.
نظرت في غرفتهما ولم تجدهما، في الشرفة والحديقة لكن لا شيء!
تمتمت في نفسها بدعاء :
-"ربنا يستر هدوءهم ده مش مريحني".
كادت أن تعبر من أمام غرفة مازن الرياضية لكنها عادت خطوة للخلف جاحظة العينين، فاغرة الفم، متسمرة الجسد مما تراه..
قصي ابنها يقف وسط حلبة الملاكمة الخاصة بوالده يرتدي كنزة بدون أكمام بيضاء أعلى بنطال رياضي، وقفازاته الصغيرة التي أحضرها له مازن كهدية في عيد ميلاده السابع بناءً على رغبته، متخذًا وضعية اللعب أمام كيس الرمل يضربه بقوة على الرغم عدم زحزحته من مكانه.
النسخة المصغرة من مازن، ورث منه الشكل والطباع إلا لون عينيه العسلي الذي أخذه منها فقط.
هتفت بقوة وذعر وقد حذرته ألا يدلف إلى هنا بغير والده كي لا يتأذى :
-"قصي.. مش قولتلك مية مرة متجيش هنا وبابا مش معاك".
نظر لها من خلف الكيس الرملي ووقف يلهث بقوة يجيبها كشخص كبير :
-"ومية مرة أقولك أنا مش صغير وأقدر أعتمد على نفسي".
ليست عيناه فقط ما ورثه منها بل لسانها المجادل أيضًا، فتنفست بغضب وهتفت بغيظ :
-"قصي!"
زفر بملل وهبط من الحلبة يخلع قفازاته يعلقها بجانب قفازات والده وتقدم منها بخطوات شبيهة بخطوات أبيه متخطيًا إياها للخارج قائلًا :
-"حاضر هسمع كلامك وخارج ، علشان تعرفي بس إني بحبك يا دودو".
همس جملته الأخيرة بعبث فطري أصحبه بغمزة صدمتها ورفعت حاجبيها بدهشة من حديثه، لتهز رأسها بإفاقة تشيح ذراعيها بيأس، وخرجت تبحث عن توأمته أين ذهبت؟
صوت همهمة صغيرة تصدر من غرفة مصطفى جذبتها، كادت أن تدخل لكن أوقفها ما رأت!
ابنتها جالسة أمام مصطفى تعطيه ظهرها وهو يمشط لها خصلاتها للخلف ثم شرع في صنع جديلتها المفضلة كما اعتاد دائمًا لكن هذه المرة كانت تبكي!
انتهى وجلس بجانبها يربت على كتفها بحنان :
-"كفاية عياط يا صفا بقى".
غطت وجهها بكفيها الصغيرين واهتز جسدها ببكاء أكبر قائلة بصوت متحشرج :
-"أنت هتسافر وتمشي، أنا زعلانة من بابي علشان هيآخدك بعيد".
الحب يأتي دون سبب، ليس له قيود..
لا يأتي بمال
لا يُؤخَذ بجمال
ولا يقاس بعمر.
هو قدر، متى أتى أحتل القلوب ولا هناك حامي منه!
والحب الذي يجمع أطفالها الثلاثة هو أنقى أنواعه، حب ممزوج بالبراءة ومطعم بالصدق والجمال.
أغمضت عينيها بحزن تتذكر قرار مازن بسفر مصطفى إلى لندن لاستكمال دراسته الثانوية بمدرسة داخلية هناك وأخذ الشهادة الجامعية بعدها على أن يأتي في الإجازات فقط، الأمر الذي لاقاه قصي بالرفض أن يبتعد عنه أخوه الأكبر، وصفا بالبكاء حتى الآن!
استفاقت على صوت مصطفى الذي أمسك كفيها يبعدهما عن وجهها وجفف دموعها بإبهاميه قائلًا بعزم :
-"إياكِ تقولي كده تاني يا صفا، بابا ده أحلى واحد في الدنيا، وأنا مبسوط بكده وكمان متقلقيش هكلمك على طول وهنزل في الإجازات".
كانت تأخذ أنفاسها بتقطع، تمسح عينيها بظاهر يدها ببراءة ونظراتها تجول في المكان بتفكير قبل أن تسأله :
-"طب مين هيضفر لي شعري؟".
ضحك مصطفى بحنان وهز رأسه بقلة حيلة منها:
-"ماما تضفره ليكي".
هزت رأسها باعتراض وأمسكت بجديلتها كالصيد الثمين هاتفة بثقة وإقرار :
-"لا أنا مش هفك الضفيرة دي، ولو اتفكت مش هعمل ضفيرة لحد ما تيجي تعملها لي".
تعالت ضحكاته بقوة أكبر واقترب يطبع قبلة على جبينها بحنان هامسًا لها ألا تبكي وشرع يتحدث معها حتى تخرج من حزنها.
مشهد جعل الواقفة تراقبهما بحنان تهبط دموعها بقوة، تكتم أنفاسها بكفها حتى لا تخرج شهقاتها وتفزعهما.
هي بالكاد تقبلت ابتعاده عنها تبث لنفسها القوة حتى تستطيع مساندة طفليها ليتكيفا على ابتعاده.
مصطفى ابنها الأول الذي لم تلده، أول شعور بالأمومة كانت معه، يحتل جزءً كبيرًا من قلبها.. قصتها معه كانت قصة حلم وقصيدة أمل وخاطرة عذوبة، لم يفترق عنها منذ عشرة سنوات والآن سيغيب سبعة!!
انتشلها من أفكارها نداء مازن عليها كالمعتاد عندما يعود من العمل، كفكفت دموعها وهبطت إليه.
دخلت المكتب فرأته يستدير لها بابتسامة جميلة ونظرات مشتاقة لم يتخلَ عنها منذ سنوات، لكن تحولت ملامحه المبتسمة إلى أخرى مضطربة من بكائها فهتف بخوف وقلق :
-"إيه ده بتعيطي ليه؟
إيه اللي حصل يا حبيبتي؟".
اغرورقت عيناها بالدموع وتقوس فمها بعبوس طفولي، نظراتها حملت رجاء بريء واستجابت لذراعيه المفتوحين لاستقبالها في أحضانه مهرولة تدفن وجهها في كتفه مشددة من احتضانه هامسة:
-"مش عاوزة ابني يبعد عني يا مازن".
تنهد بعمق يعلم مدى تأثير هذا الأمر عليها، لكنها لا تعي أنه بذات الصعوبة على نفسه أكثر!
لقد عاش معه طفولته التي حُرم منها، هو طفله الأول لكن لابد من تلك الخطوة.
برغم المشاعر، ودرجة الحب والقرب التي يكنونها له، لكن الحقيقة تقول أنه ليس ابنهما!
الحقيقة تقول أن له ابنة تكبر يومًا بعد يوم لا يجوز وجودهما سويًا!
ومن الناحية الأخرى يريد أن يصنع له مستقبلًا أفضل.
قبّل رأسها وأبعده يحيط وجهها بكفيه ماسحًا دموعها وقد أزاح ضعفه ومشاعره كي يبث لها القوة ويفعل ما نوى عليه :
-"أنتِ عارفة أنا بعمل كده ليه، عارفة إن أصعب ما عليا هو بعده عننا بس لازم ده اللي يحصل".
ضغطت على شفتيها بقوة تكتم بكاءها، تعلم أنه محق لكن فكرة الابتعاد لسنوات طوال لا تتحملها، شعرت بأنامله تزيح خصلاتها الخلف واحتضنها بحنان :
-"وقت ما تحب تشوفيه هنسافر ليه، وهو هينزل في الإجازات.. وأنتِ عارفة رامز وافق إن عز يسافر معاه يعني مش هيبقى لوحده".
★★★★
بزغ الصباح بمشاعر مختلفة حزينة على فراقه.
هدير جالسة القرفصاء تحتضنه منذ أكثر من عشرة دقائق لا تريد تركه ومازن خلفها صابرًا، يعطيها وقتها كله بلا حديث ولا مقاطعة.. يستمع لنصائحها للصغير الذي يبتسم لها بحنان وصبر إلى أن وضع كفه على فمها لتصمت وقال بحب :
-"ماما أنا بحبك، وهعمل كل النصايح دي وهخليكِ فخورة بيا، بس بلاش عياط ممكن!".
جذبته لأحضانها للمرة الأخيرة مقبلة وجنته قبل أن تقف بجوار مازن تاركة الفرصة لطفليها كي يودعوه!
اقترب قصي الذي لم يبكِ إلا نادرًا بدموع أخذت مجراها على وجهه كالشلال على فراق أخيه، ولم ينطق سوى جملة واحدة لأبيه عندما نظر له :
-"أخويا هيرجع تاني مش كده!".
أومأ مازن له بابتسامة دون أن يتحدث، واحتضنه مصطفى بقوة وعيناه تقع من خلف ظهره على صغيرته التي تقف بعيدة تحمل دميتها، جديلتها الطويلة ساكنة على كتفها الأيمن ورأسها منحني بحزن يهتز جسدها ببكاء خافت.
اقترب منها بنظرات حانية وابتسامة جميلة يرفع وجهها له يزيح دموعها بإبهاميه يهز رأسه لها بتحذير ألا تبكي وهمس لها بكلمة واحدة :
-"هرجعلك".
كلمة واحدة من فم طفل ببراءة من يسمعه يعتقد أنها فقط لتهدئتها، لكنها شبيه بالوعد!
وعد سيأتي اليوم وسيلزمه به الجميع وأولهم القدر.
خرجت من قلبه بصدق وثبات دلفت إلى لُب فؤادها بقوة ولا سبيل للخروج.
★★★★★★

وقد مر على الوعد عشرة سنوات..
سنوات كانت عودته مؤقتة يعقبها رحيل لوقت طويل!
ووعده هذا كانت عودة دائمة، عودة إليها كوطن ومستقر.
انتشله من تفكيره دقات الباب ودخول سكرتيرته المتوتر تخبره أن "محمد العجمي" بالخارج بانتظار الإذن بالدخول.
نهض مسرعًا من كرسيه يأمرها بإدخاله فورًا، فدلف محمد بابتسامة ووقار كبير أضفته خصلاته البيضاء على هيئته، استقبله مصطفى بترحاب كبير وأحضان قوية.
جلسا متقابلين على الكرسيين بجانب المكتب فهتف مصطفى بسعادة جمّة :
-"نورت المكتب كله يا بوص، إيه المفاجأة الحلوة دي".
وضع ملف أزرق كان بحوزته لم ينتبه له مصطفى في البداية على الطاولة الصغيرة بينهما قائلًا بمرح يشوبه غيظ محبب :
-"جاي أنا ومراتي نغير جو، قام أبوك دبسني في مهمة شغل".
ضحك مصطفى بمرح يرفع الملف يقلب أوراقه بتركيز عاقدًا حاجبيه تحت أنظار محمد الذي يراقبه بعينين ضيقتين ونصف ابتسامته العابثة يحك أسفل شفتيه بصمت.
مرت نصف ساعة اطمأن منه على الأحوال في مصر ثم نهض محمد يهم بالانصراف، لكنه توقف على باب المكتب ممسكًا مقبضه وابتسامة غامضة لاحت على ثغره لم يرها مصطفى ثم استدار له ببراءة مصطنعة يسأله:
-"مش هتنزل تحضر الخطوبة؟".
عقد مصطفى حاجبيه بدهشة واعتلت ملامح الاستفهام على وجهه ترجمتها كلماته :
-"خطوبة مين؟".
مرت ثواني لم ينطق محمد بشيء ازداد معها ضربات قلب الآخر الذي يشعر أن الإجابة ستضربه في مقتل وقد كان :
-"خطوبة صفا".
انتفض جسده بقوة وتسمرت ملامحه كأن الروح تُسحب منه ببطء، على عكس ضربات قلبه يكاد صداها يُسمع في المكان!
اقترب خطوة تبعها باثنتين مهزوزتين حتى وقف مجابهًا لمحمد يضيق بين عينيه هامسًا بصوت أجش ثقيل مليء برجاء أن ينفي ما قاله :
-"خطوبة مين؟"
لم يترفق به ابن العجمي وقد انتابه الشعور بالشك في مشاعره، فقرر اللعب قليلًا ودق الحديد وهو ساخن فأعاد عليه الخبر بطريقة متأنية وكل كلمة تخرج منه كالخنجر المشتعل في صميم قلبه كأنه يعلم مكانه جيدًا بل وأكمل بالقاضية له :
-"والعريس عز الدين ابن رامز".
عاد خطوة للخلف يهز رأسه بعدم استيعاب..
خطوبة حبيبته!!
وعلى من؟
على الوحيد الذي يعلم مشاعره نحوها بعد مازن!
همس باستنكار وعدم استيعاب :
-"عز وصفا؟".
كسى الوجوم ملامحه ووضع كفيه في جيبي بنطاله يقبض عليها بقوة في الداخل لكن بداخله نار مستعرة لن يسمح لها بالظهور.
وصله صوت محمد وهو يفتح الباب ملتفتًا له بغموض قائلًا :
-"بلاش تخلي الشغل ياخدك دي بردو أختك".
أختك؟!
وكأن السماء استمعت همسته المصدومة فقررت مشاركته الصدمة فاختفت الشمس خلف الغيوم، وفتحت نوافذها للأمطار تتساقط فجأة على الزجاج وانتشر اللون الرمادي كلون روحه.
صوت سقوط المطر ينافس صوت ألم قلبه العميق، يجرده من زهور الفرح ويأخذ مشاعره مع الريح!
يطلب منه النسيان!
كيف يمحوها من أوراق ذاكرته وهي في قلبه كالنقش على الحجر!
اشتعلت نظرات مصطفى وبدأت نيران الغضب والغيرة تتمكن منه، ودماء الغيظ تتدفق في وجهه، جعلت محمد يبتسم في نفسه أنه تأكد من شكوكه.
ثم تركه يراقب خروجه بأنفاس لاهثة وملامح متوعدة، نظراته مشتعلة يسب عز في داخله، مغتاظًا غاضبًا من والده وما يفعله به.
الآن.. علم أن موعد عودته قد آن.

وفي مصر.. في قصر السيوفي!
صفّت سيارتها في جراج المنزل، بعد عودتها من الجامعة لتقديم أبحاثها المطلوبة.
اليوم هو يوم التجمع العائلي كالمعتاد كل أسبوع، وهذه المرة في منزلهم.
دلفت وجدت الجميع على قدم وساق، آسيا ابنة عمتها وجِنان ابنة خالتها منار يأتون بالطعام من الداخل ووصال أختها تهتم بأمر ترتيب الطاولة.
ألقت التحية عليهن وتقدمت من والدها تحتضنه من الخلف مقبلة وجنته بعد أن حيّت رامز ونادر :
-"عامل إيه يا حبيبي؟".
قبّل وجنتها بحنان :
-"بقيت كويس خلاص".
شاكستهم كعادتها حتى رأت قُصي يهبط من أعلى فهرولت إليه بسعادة تحيط عنقه بفرح :
-"حبيبي وحشتني قوي".
رفعها ودار بها باشتياق مقبلًا رأسها :
-"أنتِ اللي وحشتيني يا قلبي".
كانا تحت أنظار مازن المتحسرة باصطناع وضحكات رامز وكلمات نادر المثيرة لسخطه :
-"معلش يا مازن من لقى أحبابه".
بعد قليل كان الجميع على طاولة الطعام يترأسها مازن في جو يسوده الحب والمرح، خاصة وصال وجِنان اللتان تتشاكسان دومًا بسبب شعرها القصير الذي تداوم على قصه حتى أصبح لا يتعدى عنقها، فيُثار سخط الجميع خاصة منار أمها، لا يشجعها سوى مازن.
عز الدين، وأركان وقصي يتحدثون سويًا في مباراة كرة القدم التي ستقام الليلة..
فيعيد توازن الوضع هدوء آسيا وصفا.
صدح صوت أسماء وهي تضع الطعام في طبق زوجها بحنان :
-"اللمة دي ناقصها مصطفى يا دودو.. وحشني قوي".
وافقتها منار بنبرة حزينة وهي تضع كوب العصير أمام نادر :
-"عندك حق أربع سنين مشوفتوش".
الغائبون ضربة موجعة لا تكف عن النزيف إلا بعودتهم.
الجميع يعبر عن اشتياقه له غافلين عمن صمتت تنظر لطعامها بحيرة لا تعلم كيف تصفه!
أوقات تعتبره الأقرب لها، وأوقات تجهله كأنه غريب!
لم يشعر بها أحد سوى مازن الذي تبادل النظرات معها بغموض، وعز الدين الذي ناظرها بصمت.
رفعت نظرها فرأت هدير ترمقها بنظرات ذات معنى فتهربت متصنعة الابتسامة ونهضت متحججة أنها شبعت وستعود بعد قليل.

الدموع كائنات فضولية، كلما حدث شيء مؤلم خرجت لتشاهد.
ابكِ لترتاح.. عبارة تُقال كي تخفف ألم الروح، لكن هل بين دموع القلب والراحة من سبيل؟

دلفت إلى غرفتها تستند بظهرها إلى الباب مغمضة العين، تضع كفها فوق قلبها تتنفس ببطء، تتمنى أن يزيح الهواء البارد لهيب الغياب والشوق، عقلها يأخذها إلى أول زيارة له بعد سفره بثلاث سنوات عقب انتهائه من المرحلة الثانوية...

تكبيرات العيد في كل مكان..
الأجواء محملة ببقايا روحانيات رمضان وفرحة العيد تجعل له رائحة مميزة تُطيب الروح.
واقفة أمام المرآة تُعدل من ثوبها الأبيض ذو الزهور الوردية بكتفين منخفضين حتى الزند ينسدل على جسدها حتى أسفل ركبتيها بقليل، تاركة العنان لخصلاتها السوداء تهبط على ظهرها بأكمله.
هبطت لأسفل عندما سمعت أصوات الجميع وقد عاد الرجال والشباب من الصلاة، دلفت لغرفة المعيشة وأول من وقعت نظرها عليه كان هو!
وقفت مكانها تتطلع له بسعادة وعدم تصديق من وجوده، كل عام تنتظر قدومه ولا يأتي، وظنت أن هذا العام كأسلافه!
نهض من أحضان هدير التي تحيطه كما لو أنه ما زال طفل صغير، وتقدم منها بابتسامة جميلة ونظرات حانية مشتاقة تشملها باطمئنان وإشباع العين منها وبصوت هامس :
-"وحشتيني يا ورد".
ابتسمت إلى لقبها الذي يخصها به وحده ذات يوم عندما عبرت عن حبها للورود بشتى أنواعها، حينها أخبرها أنه سيناديها به لأنها تشبهها كالتوأم يضيفان السعادة والبهجة حولهما.
رقيقة كبتلاتها
نابضة بالحياة كألوانها
وقوية كأشواكها.
-"جيت امتى؟".
-"امبارح بالليل بس لاقيتك نايمة".
رفعت نظرها له ببطء تتأمل عوده الذي اشتد، عضلات جسده التي برزت قليلًا أسفل قميصه الرمادي، صعودًا إلى ذقنه الحليق وعظم فكه البارز بحدة بوسامته الخشنة، حتى وصلت إلى عينيه السوداء.. إلى تلك النظرة الحانية التي اشتاقت لها لثلاث سنوات فلم تستطع منع عتاب قلبها الذي انعكس في موج عينيها :
-"اتأخرت.. وعدتني هتيجي ومجتش".
-"غصب عني".
ابتسمت بإشراق لمعت له عيناها :
-"الحمد لله على السلامة.. وكل سنة وأنت طيب".
-"وأنتِ طيبة يا ورد".
مرت ساعات وصعدت لغرفتها كي تأتي بأحد الأغراض وجدت مجموعة من مشابك الشعر الجميلة على هيئة أزهار ماسية.. طالعتهم بانبهار وقد علمت مصدرهم.
ابتسمت لصوته من خلفها :
-"عجبوكِ؟".
استدارت له بهدوء وأومأت بإعجاب :
-"حلوين قوي".
اقترب منها خطوات تاركًا الباب مفتوح يطالع خصلاتها التي افترشت كتفها الأيمن تخفي عينها اليمنى :
-"أول ما عيني وقعت عليهم شوفتهم في ضفيرتك".
أعادت خصلة خلف أذنها وتردد سبح في نظراتها عقد له حاجبيه بتساؤل فهمست :
-"بقالي تلت سنين معملتهاش".
تأملها للحظات بصمت سكنت خلالها وكأنها أدركت ما دار بعقله في ذكرى قديمة لم يظن أنها ستنفذها!
لحظات كانت فرصة وبداية السقوط فيها ببطء.. بحذر.. وجنون!
وقف خلفها يجمع شعرها بين كفيه يقسمه ثلاثة أجزاء وشرعت أنامله تصنع جديلتها الطويلة يزينها بزهوره الرقيقة على طولها ثم وضعها بسكون على كتفها الأيمن ووقف أمامها يلمسها بظاهر أنامله مبتسمًا وهمس :
-"ريبونزل".
توسعت حدقتيها بانتشادة وزوت حاجبيها بتعجب فابتسم لعينيها :
-"ريبونزل بعيون زرقا".
★★★★★
استفاقت من ذكراها على دقات الباب فتقدمت لطاولة زينتها تعبث بها بعدم تركيز هاتفة للطارق بالدخول، ظنتها وصال لكن صوت والدها أوقف عبثها الواهي :
-"صفا".
تنفست بعمق تلملم شتات نفسها ورسمت البسمة على ثغرها وهي تلتفت له بردها المعتاد :
-"عيون صفا".
تقدم منها يناظرها بحنان يلاحظ سُحب الحزن التي تحاول إخفاءهم فسألها بغموض :
-"سيبتِ الأكل وطلعتِ ليه؟".
-"شبعت الحمد لله وطلعت أغير هدومي".
حاولت التهرب من نظراته التي تغوص في أعماقها، والتقدم من خزانتها لكن منعتها قبضته على مرفقها وجذبها نحو الأريكة برفق جالسًا أمامها على الطاولة يتأملها، تهرب بنظراتها منه، جسدها مشدود متوتر، أناملها ترتفع بين الحين والآخر تعيد شعرها للخلف فابتسم بعبث واقترب قليلًا منها يمد ذراعيه قائلًا :
-"تعالي أضفره ليكِ بدل ما هو مزهقك كده".
ابتعدت للخلف في حركة لا إرادية ارتفع له حاجبه بمكر فحاولت مداركة الأمر وابتلعت لعابها ببطء :
-"مش مزهقني".
قرر الهجوم والقفز فجأة لدواخلها :
-"مش مزهقك.. ولا محدش يضفره غيره".
-"غير مين؟".
سألت باضطراب فأجاب بثقة :
-"صاحب الورد".
وضعها في خانة اليك فلا سبيل للهروب!
رفعت نظرها له بقلة حيلة تزيح الستار عن مشاعرها أمامه هو الوحيد الذي تكون أمامه كتابًا مفتوحًا.
هو لها ليس أب فقط!
هو من علمها معنى الحياة، أمسك بيدها على دروبها، الأول في ضيقها.. في فرحها.. في سقوطها تسقط بين ذراعيه يحميها.
سألها بغتةً وثبات لكن غلفه الحنان :
-"بتحبيه؟".
-"مش عارفة".
أشار لقلبها بسبابته :
-"ده حاسس بإيه؟".
أغمضت عينيها وفتحتها كمن تستجمع كلماتها وقالت بحيرة تهز رأسها بعدم معرفة :
-"حقيقي معرفش..
أوقات بحس إني بحبه وأوقات بحيرة وعدم تفسير للشعور ده!
بشوف حبه في نظراته ليا وكلمته على طول في عقلي.. هرجعلك".
زفرت بحزن كسى ملامحها الجميلة ونظرت لمازن تقبض على كفيه ترجوه بعينيها أن يريحها :
-"وأرجع أسأل نفسي لو فعلًا بيحبني، يهون عليه يبعد بالسنين دي كلها؟".
احتوى حزن عينيها الذي سمحت له بالطفو على السطح بجذبه إياها للجلوس على قدميه وضمها لأحضانه، وقال بخبرة رجل تلاعبت به أمواج الحياة :
-"أوقات الحب لوحده مش كفاية يا صفا علشان الواحد يرجع ويواجه.. لازم يتغلب على خوفه الأول ويمتلك القوة".
همست بعدم فهم وهي تستند برأسها على كتفه :
-"خوف من إيه؟".
نظر مازن للفراغ أمامه وهمس بغموض :
-"من نفسه ومن المجهول".
رفعت رأسها تناظره بحيرة فابتسم لها يحيط وجنتها بكفه مقبلًا الأخرى بحب :
-"قلبك مسيره يرتاح ودي مهمتي.. أنتِ كنزي مستحيل هسيب الحزن يملى روحك خليكِ واثقة من ده وسيبي ليا التصرف".
أحاطت عنقه بقوة ودفنت وجهها في تجويف عنقه بأمان واطمئنان :
-"تفتكر ينفع أقلق وأنا في حضنك!".
-"يعني أطلع أدور عليك ألاقيك بتخوني؟
تاني يا مازن تاني!".
هتفتها هدير من خلفه بمشاكسة وتذكير لموقف مشابه لهذا منذ سنوات، نفس الجلسة والحنان المشع في المكان مع اختلاف أن هذه المرة صفا بدلًا من أخته أسماء.
ضحك بقوة عندما التقط مقصدها ووقف يحتوي ابنته في أحضانه قائلًا بمكر جملة أسماء حينها :
-"فيه حاجة يا أنسة هدير!
حاسس إنك غيرانة ونار هتطلع منك!".
كتفت ذراعيها أمام صدرها ترد له مكره بتلاعب وعبث يجعله ساقطًا لها باستسلام :
-"آنسة!
ابنك أطول منك، وتوأمته في حضنك غير الصغيرة حبيبة قلبك.. دول إيه جم بالبلوتوث؟".
ضحك مليء شدقيه حتى دمعت عيناه وانتقلت عدوى الضحك لصفا التي تشهد كثيرًا على مواقفهما سويًا وتتمنى أن تعيش قصة مثل قصتهما وحب يغمرها كما يغمر أبوها والدتها.
تقدمت من هدير تحيط كتفيها بمرح مقبلة وجنتها بقوة :
-"أنتِ عارفة محدش يقدر يوصل لمكانتك يا دودو".
ثم نكزتها بعبث في جانب خصرها جعلت هدير تنتفض بانفلاج :
-"ده أنت الحب يا جميل".
هرب للخارج قبل أن تطالها يد أمها التي أحاطها والدها بضحكات كي يتيح لها فرصة الركض.



التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 20-11-20 الساعة 04:51 PM
noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 04:45 AM   #4

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

★★★★★★★

مضى أسبوع استغرقه في ترتيب أمور العمل في غيابه والآن يجلس في الطائرة المتجهة إلى مصر.
ينظر من النافذة للسحب المصطفة أسفله وعقله شتات بين خوفه من الضياع وإصراره على الظفر بما هو له!
نظر إلى صورتها الظاهرة على شاشة الحاسوب المحمول بصمت يسافر في عينيها يبحث عن مأوى، ينسى بين أهدابها السوداء عالمه..
بحرية الأعين.. وردية الشذى!
تحرضه أمواجها على الهوى فيها، يتمنى أن يكون دمًا في وريدها لعله يدخل إلى قلبها ويرى هل هو ساكن بداخله أم شخص آخر!
كلمات محمد تتردد في أذنيه تجعله يغار..
والغيرة في حالته مصيبة!
أخذه عقله إلى آخر زيارة قبل أربع سنوات لأول عام لها في الجامعة، حينها صارح مازن بحبه لها وطلب الزواج منها، يتذكر جيدًا حديثهما وقتها..
-"فيه حد يتجوز أخته؟
هتلبسنا مصيبة يا بني".
قالها مازن بتسلية ومكر ليجيبه الآخر بثبات :
-"في حالتنا يجوز".
وقفا متجابهين واثقين ثابتين فبادره مازن بالقول :
-"بتحبها؟".
-"لو الحب هي إن طول سنين سفري كانت هي الحافز الوحيد ليا يبقى بحبها".
أجابه بثقة تشربها منه فابتسم وقال بمكر :
-"وبتقولها قدامي عادي من غير خوف!".
صمت لحظة ابتسم عقبها واثقًا وعيناه لا تبارح عيني مازن بثبات :
-"الخوف لو عملت حاجة من وراك حتى لو بيني وبين نفسي".
ابتسم بفخر واقترب يربت على كتفه بوعد دفين :
-"صفا لسه داخلة الجامعة، خلينا نأجل الكلام في الموضوع ده بعد ما تخلص دراستها".
وكاد أن يكمل لولا دخول هدير بشكل ساخط :
-"أنت واخد ابني بقالك ساعتين ليه؟
سيبه يقعد معايا شوية".
طالعه بحاجب مرتفع على كلمتها وأحاط كتفها يقول بعبث جملة لن تترك عقل الواقف أمامهما :
-"ابنك بردو!".
توسعت عيناها بصدمة وتحررت من زوجها تحيط وجه مصطفى برقة حانية كابتسامتها التي تأسر قلب الاثنين :
-"ابني وحبيبي ودنيتي كلها كمان".
-"طب اهدي يا دودو، اهدي يا حبيبتي وتعالي جمبي هنا".
قالها مازن بغيرة جاذبًا إياها لأحضانه فزجرته بشراسة معنفة قابلها بغمزة مشاكسة ثم نظرت لمصطفى بحنان :
-"جعان؟".
نظر لمازن بمشاكسة وحاجب مرتفع بمكر ورسم العبوس والبراءة على ملامحه :
-"هموت من الجوع والله يا دودو".
صدحت شهقتها باضطراب وتحررت من ذراعي مازن المذهول واقتربت من مصطفى تجذبه من مرفقه للخارج فاحتضنها بحب ورفع كفه يقبل ظاهره ثم رأسها هامسًا بحب جارف لتلك السيدة التي لم تبخل عليه بأي شيء:
-"ربنا يخلي لي قلبك وحنيتك ".
ثم استدار لمازن غامزًا له بإغاظة قبل أن يخرج.
★★★★★★




القانون لا يحمي المغفلين
وكذلك الحب لا يحمي المتقاعسين
لا يدافع عن الجبناء
الحب شر لابد منه
فإما أن تمتلك القوة وتقتنص نصيبك منه بمخالب الصقر
أو تتخاذل وتتراجع متجرعًا مرارة الانهزام والخسارة.

عاد دون سابق إنذار دون علم أحد، عاد وشياطين الإنس والجن تتراقص أمام وجهه يعرف وجهته جيدًا!
يعلم أنه يوم التجمع والجميع هنا، دلف بإعصار غضبه وانفلات تعقله عازمًا الأمر ألا يخرج إلا ظافرًا:
-"مصطفى!".
صرخت بها أسماء بمفاجأة وهي تخرج من المطبخ حاملة طبق من الفاكهة جاءت على إثرها هدير من الداخل، أسرعت نحوه تحتضنه بدموع اشتياق هامسة بعدم تصديق :
-"حبيبي أنت هنا.. أنت رجعت".
ضمها بقوة يتنفس عبقها يستمد منها القوة التي يحتاجها :
-"وحشتيني يا ست الكل" .
ربتت أسماء على كتفه بحنو وقالت بعتاب :
-"كده يا مصطفى كل دي غيبة!".
جذب رأسها يقبله بحنان مجيبًا باعتذار :
-"غصب عني يا سوسو" .
مسحت هدير دموعها بابتسامة فرحة وربتت على صدره كأنها تتأكد أنه عاد :
-"مش مهم أي حاجة، المهم إنك هنا" .
دار بعينيه في المكان وسأل بغموض :
-"فين عز الدين؟".
-"كلهم في حلبة الملاكمة فوق" .
أجابته أسماء وبدون كلمة ركض للطابق الثاني نحو الصالة الرياضية لكنه توقف عندما رآها!
تسمرا أمام بعضهما يفصل بينهما عدة أمتار، وعلى الرغم من ذلك تستطيع التمييز بين دقات قلبيهما، نظراتهما، مشاعرهما!
قلبه يصرخ قربها، يأخذ من الجنون دربًا ويفكر كرجل الكهف عندما يريد الحصول على ما يريد.. ونبضاتها تستكين برؤيته
تتراقص بعودته
تتقافز بأن مالكها أمامها!
يناظرها بعتاب خفي على شيء لا تعلم ماهيته؟
لم يتقدم نحوها كالمعتاد، لم ترَ تلك النظرة التي كانت تربت على ألم شوقها، عيناه مليئتان باللوم الشديد ولا تعلم ماذا اقترفت؟
"اللون الأزرق في عينيكِ يناديني نحو الأعمق" كأنها كُتبت لها فقط، أغرقته أكثر وأكثر وفجأة تلاطمت أمواجها برياح تسونامي قذفته خارجها بلا رحمة!
غير مدرك أن بحرها يفقد ثورانه وأمواجه برحيله، وبعودته تعود شقاوتها..
عقدت حاجبيها بصدمة وساد الحزن وجهها عندما أزاح نظره عنها واستدار يكمل طريقه نحو وجهته، مصدومة من معاملته المجهولة لا تدري السبب؟ وقف على الباب يضع كفيه في جيبي بنطاله يقبض عليهما بقوة، تفاحة آدم تغوص وتبرز في عنقه، عظام فكيه تكاد تخترق وجهه من شدة اصطكاك أسنانه، يراقب قصي وعز الدين متواجهين في منتصف الحلبة..
مازن ورامز ونادر جالسين يراقبون المباراة، وأركان ممسك بكوب قهوته بيد والأخرى يضعها في جيبه واقف بجانب الحلبة، كان أول من انتبه على قدومه فهتف بعدم تصديق:
-"مش معقول.. مصطفى!".
التفتت له جميع الأوجه لكنه لم ينظر إلا لمازن الذي بادله النظرات بغموض وشبه ابتسامة لاح على ملامحه استفزته، لم يستجب لعناق أركان ولا لمناداة أعمامه بل نزع سترته وأعطاها له، ثم تقدم نحو الحلبة وأنامله تحرر أزرار أكمامه وتثنيها حتى مرفقيه كاشفة عن ساعديه السمراوين بعروقه البارزة بقوة.. تحت أنظار الثلاثي الأكبر المتابعين للقادم..
دفع قصي للخارج بعنف غير مقصود أو بمعنى أدق قذفه خارجها ووقف يناظر عز الدين الذي يطالعه بغرابة من نظراته التي تحمل الشراسة، وقبل أن ينطق بحرف تقهقر للخلف بصرخة ألم أثر لكمة وجدت هدفها في فكه!
انتفض الجميع واقفًا سوى مازن الذي اتسعت ابتسامته بنوع من الانتصار، يتابع تقدمه نحو عز مرة أخرى لاكمًا فكه الآخر وزمجرته الغاضبة تخترق شهقاتهم:
-"بقى أنت تعمل فيا أنا كده يا عز!
أنت الوحيد اللي تعرف كل حاجة، وفي الآخر يكون ده ردك!".
جذبه من تلابيب ملابسه صارخًا بصوت متحشرج مصدوم :
-"بتخوني يا عز.. بتخون صاحبك!".
هرول قصي ونادر يقفان بينهما يدفعانه للخلف وأركان ورامز اندفعا نحو عز الدين الذي يتألم بقوة يطمئنان عليه فهتف نادر بصدمة :
-"إيه اللي بتعمله ده يا مصطفى أنت اتجننت؟" .
هتف عز بنبرة متألمة لا يفهم شيئًا :
-"خونتك!
أنت اتجننت يا مصطفى ولا الغربة طيرت مخك؟".
حاول التحرر من قبضتهم لكن قوة بنيان قصي كانت المسيطرة عليه فهتف بجنون :
-"سيبني يا قصي" .
فصدح صوت مازن ببرود وهو يشعل سيجارته كأنه يشاهد فيلم سينمائي:
-"سيبه يا قصي".
ليهدر به رامز الجاثم أمام ابنه يرى تورم وجهه :
-"ممكن تخرس أنت وتشوف ابنك ماله".
-"اتجنن.. ابنه اتجنن".
همس بها عز يتأوه بألم وهو يستند على عمود الحلبة يأخذ الثلج من أركان يضعه على أثار اللكمات، فأثار غيظ مصطفى الذي تحرك أكثر ليصل إليه فصرخ به نادر بغضب :
-"ما تهدى بقا أنت كمان هديت حيلي".
نهض مازن من مجلسه وصعد إلى الحلبة يقف أمام مصطفى بعدما أبعد نادر وأشار لقصي أن يتركه ثم ناظره بقوة وسأله مباغتًا وبحزم :
-"رجعت ليه؟".
صمت يتحين رده فسحب نفسًا طويلًا وتنهد مغمضًا عينيه لكنه قال بثبات :
-"جاي آخد حقي".
-"حقك؟!".
نطقها اثنان في آن واحد، مازن بسخرية وعز الدين بدهشة ليردف الأول قائلًا مكتفًا ذراعيه أمام صدره :
-"تآخد حقك!
وإيه هو حقك يا أستاذ مصطفى؟".
-"صفا".
اسم خرج من قلبه قبل لسانه، خرج بعنفوان يغلفه الأحقية!
نطقه وغيرته تلوح نظراته التي يرمق بها عز الدين، والغيرة كالنجوم المطرزة في ثوب الحب.
رفع مازن حاجبه بسخرية ودنا منه بثورة من غيرته على ابنته واستفزاز من غباء الواقف أمامه :
-"صفا حقك؟
غايب أربع سنين وراجع تقولي حقك!".
هذه المرة تقهقر للخلف أثر لكمة من قبضة مازن هبطت على فكه فأسنده نادر من الخلف هامسًا :
-"بالشفا يا بني، عارف إن إيده مرزبة" .
-"مازن/بابا" .
صرختان كانا مصدرهما هدير وصفا لحظة دخولهما التفتت لهما الرؤوس إلا المتناحران!
دفعه بأنفاس لاهثة فهرولت صفا بجنون وخوف تقف بينهما تنظر لأثر اللكمة التي بدأ لونها يتحول للأزرق :
-"مصطفى أنت كويس؟
إيه اللي حصل لده كله؟".
ومن خلفها ناظره والدها بابتسامة جانبية ساخرة ونظرات ذات معنى.
لم يجبها ووجه حديثه لمازن بنظرات شرسة يشير بسبابته إلى عز الذي انتفض بتوتر من غضبه :
-"والأستاذ عز الدين هو المناسب ليها مش كده؟".
فهتف عز من خلفه بتوجع :
-"الأستاذ زفت ملهوش دعوة ولا عارف حاجة".
زجره بنظرات حارقة فأخفى وجهه خلف كيس الثلج، فهدر رامز بغضب لا يفهم ما يدور :
-"ممكن تفهمني إيه اللي بيحصل؟".
هتفت هدير الواقفة بجانب عز تطمئن عليه بحزم :
-"فيه إيه يا مصطفى؟
إيه ذنب الغلبان ده كده؟".
عقد مصطفى حاجبيه بصمت ناظرًا لها بغموض قبل أن تتسع عيناه بغضب يرمق مازن بنظرات تطلق شزرًا :
-"وافقت على جواز عز الدين من صفا؟".
فصرخ عز وهو يستند على أركان كي يقف بحسرة غير واعٍ لباقي جملته :
-"إيه؟
خطوبة مين على مين؟
وبعدين عز الدين مبقاش نافع للجواز ولا أي حاجة خلاص".
جالت صفا بنظراتها التائهة بين أبيها وحبيبها لا تفهم ماذا يحدث؟
خطوبتها من عز الدين!
ذلك الشجار القائم محوره هي!
نظرت لأمها تستنجد بها فاقتربت منها تربت على رأسها بحنان تبثها الاطمئنان في حين تزجر زوجها بشراسة أن يخبرهم ما يحدث لكنها هتفت في مصطفى :
-"إيه اللي حصل يا مصطفى خلاك جاي طايح!".
كز على أسنانه بقوة كي يبث الهدوء لنفسه ولا تخرج كلماته عنيفة أمامها :
-"طايح!
أنا لولا قصي كنت طلعت روحه بإيدي".
قذفه عز بكيس الثلج في كتفه بعدما استفاق من دواره هاتفًا بغيظ :
-"وأنا مالي أنا".
تلمست فكيه بحذر وهتف بحسرة:
-"يرضي مين ده يا ربي".
لكزه أركان في كتفه بنوع من القوة وقال باستخفاف:
-"ما تنشف ياض مكنوش بوكسين دول اللي عامل مناحة عليهم".
رمقه بجانب عينيه بصمت للحظات قبل أن يشيح بقبضته يهوى بها على وجنته أطاحته أرضًا وهتف بسخرية:
-"جرب يا حبيبي جرب".
جذبه مازن من مرفقه بعنف هاتفًا :
-"تعالى معايا".
ثم زعق بالجميع في تحذير :
-"مش عاوز حد معانا".
أدخله إلى المكتب وكاد أن يغلق الباب لكن هدير منعته وهي تطيح بأمره أدراج الرياح فسمح لها بالدخول.
كان مصطفى يستند بكفيه على سطح المكتب يرتعش جسده من الغضب وأنفاسه اللاهثة تقطع صمت الغرفة ثم هدر بعنفوان :
-"هنا وفي نفس المكان ده طلبت إيدها منك وأنت طلبت مني أصبر لحد ما تخلص دراستها".
ثم استدار يواجهه وعيناه تقدح شزرًا باتهام أكثر منه لوم :
-"وعدتني وخلفت بوعدك معايا..
عيشتني وصبرت على أمل لما تخلص تبقى ليا وأعرف إنها اتخطبت لعز".
هز رأسه باستنكار وضحك بسخرية يضرب كفًا فوق الآخر بعدم تصديق :
-"عز الدين!
أكتر واحد عارف بحبي ليها يخوني ويخطب صفا".
كل هذا ومازن صامت بغموض وهدير تناظره بصدمة وعدم فهم تجول بعينيها بينه وبين زوجها!
تقدم مازن منه وجذله من تلابيبه يهزه مرتين وبنبرة مستنكرة ونظرات تقطر غضبًا :
-"تسيبها تكمل دراستها مش تسيبها هي وتغيب".
هتفت هدير تحاول أن تهدأ الوضع كي يفهم هذا الثائر ما يحدث ولتفهم هي الأخرى ما سبب ثورته :
-"عز الدين وصفا ميعرفوش بحكاية الخطوبة يا مصطفى".
رفع نظراته لها بصدمة يدير جملتها في رأسه وسأل باستنكار:
-"يعني إيه؟".
ثم رمق مازن بذهول واقترب منه يسأله بحذر :
كل دي لعبة؟
زيارة محمد وكلامه عن خطوبتهم لعبة منكم؟".
شهقت هدير بدهشة تهزر رأسها بنفي وهدر مازن به بشراسة :
-"وأنا صغير علشان ألعب معاك يا مصطفى؟
رامز طلب صفا لعز الدين وأنا طلبت وقت بحجة إني أمهد ليها الموضوع، وأشوف رد فعل حضرتك".
اقترب أكثر يغوص ببحر عينيه في سواد مقلتيه وهتف بقسوة يقصدها :
-"ولو كنت تأخرت لحظة كنت جوزتها ليه".
-"على جثتي".
صرخ بها مصطفى برفض قاطع فعاجله مازن بقسوة أكثر :
-"لا في حضورك".
-"كفاية".
هدرت هدير بقوة ولم تفق بعد من صدمتها واقتربت تقف بينهما تدفعهما في صدرهما ليبتعدا حتى لا يسوء الأمر ونظرت لزوجها تزوي بين حاجبيها بذهول :
-"استغليت زيارة محمد العجمي بحجة الشغل علشان توصله موضوع الخطوبة!
كل ده من ورايا يا مازن ولا أكن دول ولادي؟".
أجابها بجدية وحزم دون ذرة ندم :
ومش ندمان يا هدير، لولا اللي عملته مكنش هيبقى واقف قدامك دلوقتي، وكان هيفضل جبان وهربان برا".
رفع نظره لمصطفى الذي استحال وجهه للأحمر من فرط انفعالاته تنقبض عظام فكيه بقسوة حتى كادت تبرز من جلده وعيناه تسردان ألم قلبه وقلقه من خسارتها وقال بسخرية :
-"كنت مستني إيه؟
أتصل بيك أقولك صفا خلصت تعالى اتجوزها؟".
ثم هدر بقوة وحمية على ابنته :
-"بنت مازن السيوفي تستاهل الكل يحارب علشانها يا مصطفى".
دفعته هدير للخلف ونظرت لمصطفى تهتف بقوة تغرز سبابتها في صدره :
أنا ربيتك على الصراحة..
على الرغم إني رافضة اللي عمله مازن بس فعلًا لو بتحبها وعاوزها كنت مستني إيه؟".
أغمض عينيه بندم نجحوا في جعله يشعر به، نظر لهدير باعتذار وطلب أن تفهمه وجملة مازن الذي قالها منذ أربع سنوات بتلقائية "ابنك بردو!"
مازالت تعصف في رأسه جعلته كلما أراد التقدم خطوة يتقهقر خطوتين..
سألته مباغتة وبنبرة قوية :
-"أنت بتحبها بجد؟".
لم يقوَ على الرد سوى بإيماءة رأس فابتسمت باستنكار وقد فهمت الآن سبب غيابه :
وغيابك عني طول السنين دي كلها بسبب كده؟
مش بسبب الشغل زي ما كنت بتقول!".
صمتت واقتربت تلمس وجنته بحنان معاكس للعتاب الظاهر جليًا في عينيها قبل حديثها :
-"ليه مقولتليش؟
ليه معرفتنيش إنك عاوز تتجوزها وأنا أول واحدة هتقف جمبك".
ضغط على كفها ونظراته مليئة بالاعتذار :
خوفت.. خوفت أكون مستاهلهاش!".
هز رأسه يطرد الأفكار التي حلت برأسه قبل أن يتفوه بحديث سيندم عليه و اقترب من مازن بأنفاس لاهثة يطالعه بغيظ يخفي امتنان كبير عندما فطن أن الهدف من كل هذا.
اشتعلت عينيه وقال بثبات :
-"أسبوعين.. أسبوعين بس اللي طالبهم منك..
وبعدها إما هرجع بالمأذون وأتجوزها، أو أسافر ومش هرجع تاني".
وبدون كلمة اندفع خارج المكتب بعاصفة، وصعد للطابق الثالث إلى غرفته يأخذ حقيبته التي وضعها الحارس بالأعلى وقد قرر ترك المنزل لكنه توقف عندما سمع صوتها يناديه، أخذ عدة أنفاس كي يسكن انفعالاته قبل أن يستدير لها فاقتربت منه تسأله :
-"رايح فين يا مصطفى؟
هتمشي تاني وتغيب تاني؟".
صمتت تبتلع ريقها ببطء واغرورقت عيناها بالدموع هبط لها قلبه بعنفوان :
-"أربع سنين غايب عني، حتى الكلام بقا بالشهور!
وعاوز تمشي تاني!
طب فهمني إيه اللي حصل؟
أنا مستاهلش منك تفسير حتى!".
إلى هنا واكتفى!
عتابها.. صوتها.. حزنها ودموعها يخسفان بقلبه بكل جبروت!
بها بريق يخترق حُجب الخيال بأشعته تارة، ويتلقى إيحاءات الخلود المنتظرة تارة أخرى.
ألقى سترته وتقدم منها يجذبها إلى أحضانه في عناق لم يحظَ به منذ عشرة أعوام!
ضمها وكأنه لا يوجد غد، كأنه عناق الحياة إن لم يأخذه بقوة ستكون النتيجة موته!
عانقها والعناق في شرع الحب خطيئة مشروعة!
زرعها بداخله وتبًا لوعوده وللخجل ولكل شيء!
تمسكت به كطوق نجاة أو غصن شجرة ينتشلها من الغرق الوشيك.
دفنت وجهها في صدره وتركت العنان لدموعها وبكت، فشرع يربت على رأسها تارة ويقبل أعلاه تارة بكلمات حانية واعتذار :
-"أنا آسف، كنت غبي وفعلًا متستاهليش مني كده أنا آسف".
أبعد رأسها يحيط وجهها بكفيه يمسح دموعها بأنامله، وحنان نظراته يجول بين عينيها التي تشبه مجرة أنبتت العشب في طياتها.
كلاهما كالباء للآخر قريبان في البعد، بعيدان في القرب!
همس بعشق لن يُجبَر على إخفائه بعد الآن :
-"مفيش بُعد تاني، اللي جاي قرب وبس..
أسبوعين هو كل اللي محتاجه".
زوت بين حاجبيها بعدم فهم :
-"اشمعنا؟".
لينظر في الفراغ بجمود وبنبرة غامضة أوجست الخوف في قلبها :
-"حاجة كانت لازم تحصل من زمان، وآن أوانها".
هبط للأسفل فرأى الجميع مجتمع حول عز الدين يطمئنون عليه خاصةً أسماء التي تدمع عيناها بحزن على ابنها،
وذلك الغبي لا يرأف بحالها فلا ينفك أن يزيد من خوفها عليه بأنينه المصطنع.
أخبرهم مازن الأمر بأكمله واستغلاله لطلب رامز يد ابنته كي يحرك تلك الصخرة، ثم استقباله لغضب الجميع ورفضهم لما حدث خاصةً رامز الذي اقترب منه لاكمًا إياه بعنف هادرًا به :
-"هتبطل إمتى تتصرف من دماغك؟
هتبطل إمتى تلغي وجودنا؟
لو كنت عرفتني طلب مصطفى مكنتش طلبت منك كده".
اقترب مصطفى من عز الدين الذي انكمش بقلق في أحضان أسماء لكنه تسمر بذهول عندما ربت على كتفه قائلًا بابتسامة :
-"حقك عليا متزعلش".
ثم ضم كتفي أسماء له بحنان مقبلًا رأسها باعتذار عما فعله :
-"متزعليش مني يا سوسو".
ليقف بعدها أمام مازن يرمقه بصمت وغموض قبل أن يتجه للخارج تاركًا عز يتبعه بذهول وصدمة ظهرت في نبرته الموجهة لهدير :
-"ابنك يشوه وشي ويرجع يقولي متزعلش".
ليهتف بقوة واهية :
-"لا مش هقبل".
فصدحت ضحكات أركان المستسلم ليد أخته جِنان تعالج مكان لكمته :
-"شايف طلع ليك لسان بعد ما مشي".
فكان رد عز هو قذفه بغيظ بالوسادة الصغيرة التي كانت بين يده.

الحياة في كل لحظة طلقة لا مرئية
تقترح الموت بقدر ما تهب الحياة
صفعة تهبط على وجه الإنسان تذيقه من ألمها
وهو أخذ من الصفعات ما لا يتحمله أحد
وقد حان وقت استرداد كينونته.

مر أسبوع والآن يقف أمام منزله بعد أن استعان باتصالاته كي يجدوه له، دق الباب ففتح له الذي لم يرغب وجهه من عقله لحظة.
"متولي".. الشيطان الأسود والسبب الأول في فساد طفولته!
وعلى الرغم من هذا، هنا تكمن حقيقته؟
الجسد الضخم أصبح كهلًا..
النظرات المرعبة أضحت ضعيفة..
اليد التي كانت تمسك العصا للضرب الآن تستند عليها خوفًا من السقوط.
سمعه يقول بنبرة ضعيفة :
-"أي خدمة يا بني؟".
بدون كلمة دلف وأغلق الباب خلفه ثم جلس واضعًا ساقًا فوق الأخرى يحك ذقنه بصمت تحت أنظار العجوز المصدوم من طريقته فقال بتريث :
-"متولي العتال.. تاجر المخدرات سابقًا".
ابتسم بمكر عندما لاحظ انتفاضة الرجل والقلق الذي لاح في عينيه وظهر في نبرته :
-"أنت مين؟".
-"مصطفى السيوفي".
أجاب بثبات وفخر ثم نهض يتقدم منه بحذر وبين كل خطوة والأخرى يقول :
-"واحد من الأطفال اللي كانوا تحت إيدك بتوصل بيهم تجارتك".
ازداد اقترابه وعيناه تقسوان أكثر :
-"اللي استغلتوه علشان تجيبوا هدير لرئيسك".
مع كل كلمة كانت عيني الرجل تتوسعان أكثر بذكريات عاث بها الزمن حتى وقف على بعد خطوة واحدة منه يناظره من أعلاه :
-"مصطفى اللي بسببه أخدت رصاصة في رجلك علمت عليك".
ارتد الرجل للخلف بذهول أن من يقف أمامه هو السبب لما آلت إليه حياته من الخراب والدمار، بسببه تخلى عنه رؤساءه كالمنبوذ ناسيين كل ما فعله لهم.
همس بصدمة :
-"أنت مصطفى!
مش ممكن، لا مستحيل".
بدون كلمة جذبه من مرفقه وأجلسه على الأريكة ووقف أمامه يرفع قدم على المنضدة أمامه يستند بساعده عليها وقال بسخرية :
-"اركن صدمتك على جمب وقولي".
ثم استحالت نبرته إلى الجدية :
-"أنا أبقى مين؟
مين أهلي؟".
هز متولي رأسه بعدم معرفة :
-"معرفش!".
ناظره مصطفى بذهول على الرغم ما حدث معه مازال قلبه ملطخًا بالسواد، لن يفعل معروفًا في حياته أبدًا يشفع له.
نسي سنه الكبير، ضعفه، كل ما يراه هو الرجل الذي تسبب في دماره فاستحالت نظراته إلى الشراسة وركل المنضدة بعنف هاتفًا :
-"متعرفش؟
أنت المسئول عن كل طفل بيدخل الحياة القذرة دي وعارف أصله إيه وتقولي معرفش!".
رفع متولي نظره له برغبة في تصديقه وهز رأسه بيأس وكأن الماضي يأبى أن يتركه ويرحل فقبض على رأس عصاه وقال :
-"وعلشان أنا عارف أصل كل واحد بقولك معرفش!
كل اللي أعرفه إن رجالتي خطفوك من رحلة كان عاملها الملجأ اللي كنت فيه".
دار مصطفى حول نفسه كالليث الجريح، غير مصدق أن ملجأه الوحيد لمعرفة هويته لا فائدة منه!
يقبض على خصلاته بقوة يهز رأسه باستنكار ومشهد ينير في عقله عن حبيبته تفلت يده من يدها وتبتعد حتى اختفت في السراب إن لم يخرج من هنا ظافرًا!
-"بس فيه حاجة ممكن أساعدك بيها، يمكن دي تغفر اللي فات".
كان كمن ألقى إليه بطوق نجاة فاندفع نحوه يجلس مستندًا على ركبته أمامه ينتظر الإجابة :
-"اسمك.. اسمك مصطفى خالد الشهاوي".
بعد عدة دقائق كان في سيارته يقطع الطريق بسرعة الرياح في وجهته إلى ذلك الملجأ حيث هويته الحقيقية.
★★★★



التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 20-11-20 الساعة 04:52 PM
noor1984 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 04:45 AM   #5

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

مر يومان والثالث كان يقف في بهو منزله بصمت أمام هدير الجالسة ممسكة بهاتفها تحاول الاتصال به فلقد وصله مكالماتها قبل أن يدلف، وصال بجانبها تحمل حاسوبها المحمول.
ناداها باشتياق :
-"ماما"
انتفضت على صوته ولم تصدق عينيها أنه عاد، فهتفت بسعادة وهي تركض نحوه تلقي نفسها بين ذراعيه :
-"مصطفى.. حبيبي.
وحشتني قوي يا قلب ماما"
ضمها بابتسامة جليّة يقبل أعلى رأسها بحب، فخرج مازن من مكتبه على صرختها ينظر له بفخر أنه لم يُخيب أمله فيه وعاد!
كان يراهن على عودته غير قلق من فوزه، فمصطفى بيدقه الرابح!
تلاقت النظرات بين الأب والابن.. صامتة تخفي مشاعر الشكر والامتنان بمعاني مختلفة!
قرأ مازن نظرات ابنه وفهم معناها جيدًا كأنه يشكره عن السنوات الماضية، رأى خلفها حزن وتيه لا يعرف مصدرهما فأراد طمأنته.
جذبه من ثيابه يدخله في أحضانه مربتًا بقبضته على ظهره بنوع من القوة يمده بها ويخبره أن هنا مكانه مهما كانت الأمور فأحاطه مصطفى وقد كان بحاجة له.
ابتعد عنه يخرج ورقة من جيب بنطاله الخلفي يعطيها له وكلمة واحدة نطقها:
-"شهادة ميلادي"
قرع الخوف في قلب هدير وتمسكت بساعده كأنه سيؤخذ منها فربت على قبضتها مرسلًا لها نظرات اطمئنان وابتسامة هادئة يسمع مازن يقرأ اسمه بوضوح :
-"مصطفى خالد الشهاوي"
-"الحاجة الوحيدة اللي باقية من طفولتي..
الحاجة الوحيدة اللي باقية مني"
قرأ التساؤل في عيني والده فأشار للورقة وعيناه يلوح بها طيف الدموع :
-"جبتها من الملجأ اللي تربيت فيه وأنا عندي تلت سنين، واللي قالي عليه متولي اللي كنت شغال معاه"
الاسم وحده يأتي بذكريات لا يريدون تذكرها بالأخص هدير، أهداها مازن نظرة اطمئنان وقوة لا ينفك أن يمدها بهما عندما لاحظ تغير ملامحها وعبوسها.
أخذت الشهادة من يد زوجها تقرأ الاسم والبيانات وهي ترمش عدة مرات ثم رفعت نظرها إلى مصطفى تزوي بين عينيها بعبوس وقلق تسأله بحذر :
-"يعني إيه؟
هتبعد عني وترجع لأهلك؟
أنت جاي علشان تودعني؟"
هزت رأسها برفض واستنكار تنظر لمازن بدموع وجدت طريقها على وجهها وخرج صوتها متحشرجًا:
-"مش هقدر يا مازن يبعد عني"
رمقها مازن بيأس أنها تسبق الأمور فهو لم يقرر أي شيء حتى تقول هذا فأحاط كتفيها بعون، ليتقدم منها مصطفى يأخذ وجهها بين راحتيه مبتسمًا بهدوء يمسح دموعها وقال بحنان استمده منها :
-"أنا مليش أهل غيرك، حتى لما عرفت نسبي وأهلي عرفت إن كلهم ماتوا زمان تحت أنقاض البيت لما وقع ومفضلش غيري وبعدين روحت الملجأ"
لاحظ تغير ملامحها إلى السعادة على الرغم الألم الذي عصف بنظراتها جراء ما قاله فأكمل بهمس :
-"ربنا مش عايز يبقى ليا أم غيرك، ربنا كان رؤوف بقلبي ومحدش يآخد مكانك أنتِ"
صمت ينظر لمازن الذي يراقبه بحنان وعاطفة خاصة به فقط وأكمل :
-"وبابا"
قلبه الجامد القاسي أمام أبنائه يتحول للين والحنان، لولا كبرياءه لحرر دموعه من أثر عاطفته التي يستفزها مصطفى بكلماته فجذبه لأحضانه بقوة هامسًا له :
-"وهتفضل ابني مهما حصل"
ابتعد قليلًا يسأله بحذر :
-"يا ترى لسه شايفني مناسبش صفا!"
نظر مازن خلفه لتلك التي تستند على حافة السلم تبكي بصمت بعد أن سمعت كل ما يقال، مرسلًا لها نظرة حنونة قابلتها بنظرة شكر وحب على جعله يعود ثم ربت على كتفه بثقة وثبات :
-"محدش يناسبها ولا يستاهلها غيرك"
عندها انتفضوا على زغرودة عالية صدحت من وصال التي كانت غارقة في دموعها هي الأخرى لكنها سيطرت عليها ووقفت فوق المنضدة تصفق وتطلق الزغاريد واحدة تلو الأخرى جعلت ضحكات الجميع تصدح في المكان.
★★★★★★
يجلس أمام مازن يمسك بيده أسفل منديل عقد قرانه يكرر كلمات المأذون الذي يلقيها إليه بسعادة وراحة أنه الآن وصلت سفينته لمرساها الأخير بعد رحلة إبحار طالت العشرة سنوات.
روحه اطمأنت وفرحة ملأت قلبه بعد أن أعلن الشيخ أمام الجميع أنها صارت زوجته..
هنأه جميع من حوله.. الأهل والأصدقاء
بارك له الشباب خاصةً عز الدين الذي احتضنه بقوة وسعادة أنه وصل لمراده أخيرًا، فصدح صوت قصي الذي يقترب من الجمع يربت على كتف أركان :
-"ده فيه شوية بنات هنا يا أركان.."
صمت للحظة يجول بنظراته على الفتيات التي تأتي وتذهب أمامهما ، فعض شفته السفلى بعبث هامسًا بغمزة لصديقه :
-"very hot"
ليأتيه صوت المشعوذة الصغيرة من خلفه مربتة على كتفه مرتين بسخرية :
-"نار جهنم أسخن منها يا بيبي"
ضحك الجميع واستدار قصي فوجدها وصال أخته برفقة جِنان فهتفت الأخيرة بسخرية :
-"ينفع الحركات دي يا سيادة النقيب؟
عيب على نجومك"
فهتف أركان بخبث يطالع قصي بمكر يحيط كتفي أخته:
-"ظابط شرطة يعني قليل الأدب.. معروفة يعني"
تعالت الضحكات في المكان، ثم تركهم وصعد إليها بعدما أخبرته أمها أنها بانتظاره، دلف وأغلق الباب خلفه ووقف يطالعها بانبهار وعدم تصديق أنها صارت له..
نظر لها بقلب مشتاق وروح سكنت في وطنها الوحيد.
تقف أمامه بثوب أزرق ينافس لون عينيها، شعرها تعقده في جديلة طويلة مزينة بهديته القديمة وبضعة خصلات تهبط على وجهها الذي تحنيه ناظرة لموضع قدمها.
إن وقف أحد الآن يسأله من تكون؟
سيخبره أنها أميرة في أرضها، ملاك في سمائها
وهو مجرد أمير في مملكتها.
وإن سأله أين هي؟
سيفتح له قلبه يخبره هنا مسكنها، وعلى بابه نقشت اسمها.
- وإن سُئل أيشتاق لها؟
سيتنهد بعشق ويجيب اشتياق الغيوم لمطرها..
والليلة لنهارها..
اشتياق العين لكحلها..
كقصيدة حب أو غنوة للحنها!
اقترب ببطء منها حتى وقف أمامها يناديها باسمها فلم تستجيب بل لاحظ انكماش كتفيها فابتسم ووضع أنامله أسفل ذقنها هامسًا :
-"ورد"
طالعته بعشق حصل على حريته في الظهور، فتنفس بقوة ساحبًا نفس طويل :
-"حقي"
احتوى وجهها بين يديه يطالعها بوله وعشق :
-"أنا لو عشت طول عمري أحمد ربنا إنه حقق دعوتي وبقيتِ ليا مش هيكفي"
عصفت زرقاوتيها من هوج المشاعر التي تراها به، فرفعت كفيها على صدره تحركهما كمن تمسد عليه تخفف مما عاناه هامسة بابتسامة من ثغرها الوردي :
-"أنت تستاهل كل حاجة حلوة في الدنيا يا مصطفى مش بس الحب.. أنا اللي لازم أشكر ربنا إنك حبتني"
صمتت تتنفس بعمق وعيناها تتغلل بلمعة دمعاتها ولم تعد قادرة على كبح مشاعرها ، سابقًا كان صديقها.. أخيها.. وحبيبها الذي لا يعرف عنه أحد غير قلبها ، والآن هو زوجها.. معشوق القلب أمام الجميع.
-"طول الأربع سنين كنت خايفة مترجعش تاني، كنت زعلانة وموجوعة من بعدك عني!
بس كان عندي أمل"
أحاطها بدفء شمس الربيع الساطعة بعد برد الشتاء القارص مقربًا إياها من نبض قلبه الذي يدق بـ دويّ صارخ هامسًا بحنو :
"مفيش حاجة في الدنيا تقدر تبعدني عنك"
لامس وجنتها بظهر كفه يتأملها بعشق فاض بقلبه..
شقّ جميع الدروب إليها ، موقن بداخله أنها خضراء نضرة ، رجى أن تحصد أقدامه حبها وقبولها ، وأمل أن لا يمسه نصب ولا تقل عزيمته كي يحارب جميع الظروف والعوائق ليظفر بها وقد كان.
-"صفا القلب وورد الروح..
أول إيد شالتك كانت إيدي ومن ساعتها قلبي حس إنك ليا... ليا وبس"
أسند جبهته على خاصتها يتنفس عبقها فتهبط بردًا وسلامًا على قلبه :
-"أنتِ بر الأمان يا ورد"
هبطت دمعتان على وجنتيها من تشبيه ومشاعره التي يمطرها بها ، تضم نفسها إليه بدون وعي تحتويه كأنها تعوضه عما حُرم منه تحيط عنقه بكفيها فطبع قبلة طويلة على جبهتها :
-"أمان هفضل أسجد شكر عليه"
ابتسمت بعشق خالص له وحده ورفعت نفسها تقف على أطراف أصابعها كي توازيه طولًا هامسة أمام عينيه بكلمة فعل كل هذا ليسمعها :
-"أنا بحبك يابن السيوفي"


تمت بحمد الله



التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 20-11-20 الساعة 04:52 PM
noor1984 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-21, 08:28 PM   #6

#أرجوان#

? العضوٌ??? » 254
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,851
?  نُقآطِيْ » #أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

#أرجوان# غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-21, 08:37 PM   #7

#أرجوان#

? العضوٌ??? » 254
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,851
?  نُقآطِيْ » #أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

#أرجوان# غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-21, 01:47 PM   #8

بيدو احمد

? العضوٌ??? » 470809
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,075
?  نُقآطِيْ » بيدو احمد is on a distinguished road
افتراضي

يعطيكم العافية وفى انتظار الجديد

بيدو احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-21, 04:49 PM   #9

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-23, 12:16 PM   #10

سلام سلام ليبيا

? العضوٌ??? » 509170
?  التسِجيلٌ » Dec 2022
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » سلام سلام ليبيا is on a distinguished road
افتراضي هالوا

روووووعة جممممممممممميلة

سلام سلام ليبيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.