آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-10-20, 03:39 PM
| #1 | ||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
|  صفوة الفؤاد-قلوب أحلام نوفيلا(86)-حصرياً-للكاتبة الرائعة::منال سلامة *كاملة&مميزة* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسعدني ان اكون في منتدى قلوب احلام الرائع للمرة الثانية ❤❤❤ وان شاء الله هذه المرة نوفيلا صغيرة قصيرة بعنوان " زهرة الفؤاد" "أدهم وزينة " ونظرة اولى وحكاية مشوار .. اتمنى ان تكون قصة خفيفة لطيفة على قلوبكن وترقى الى اعجابكن .. فانا في الاصل قارئة ..فحبوت من جديد في عالم الكتابة والفضل والشكر بعد الله للصديقة الحاضرة الغائبة التي لا زلت اتعلم منها واحتاج دعمها .. والشكر موصول للغالية ام زياد على اهتمامها ومتابعتها معي لذلك العمل .. وكل الشكر للجميلة نور على تصميمها الرائع للغلاف .. وشكري لكل من سيمر هنا ويدعمني ولو بكلمة .. ❤❤❤❤❤🌹🌹🌹🌹🌹 كتابة وتأليف:: منال سلامة تدقيق ومراجعة لغوية:: منال سلامة تصميم البنر الإعلاني:: noor1984 تصميم الغلاف والفواصل:: noor1984 تصميم القالب الداخلي وتنسيق الرابط الاليكتروني::noor1984 فصل اسبوعي مساء كل يوم سبت الفصل الأول الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع بعد الانتهاء من تنزيل فصول النوفيلا كاملة استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه دمتم في حفظ الرحمن التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 14-11-20 الساعة 11:52 PM | ||||
|  |
|
01-10-20, 08:46 PM
| #4 | |||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
|  اقتباس:
| |||||
|
| |
|
16-10-20, 07:18 AM
| #7 | |||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
ان شاء الله تعجبك ❤ | |||||
|
| |
|
18-10-20, 12:17 AM
| #9 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام 
| الفصل الأول انبلج الفجر في روعته فراقبته زينة التي استيقظت باكرا لتؤدي صلاة الفجر في موعدها حاضرا .. وبعد ان اتمت الصلاة دعت الله ان يعطيها خير هذا اليوم ويكفيها شره وقفت وهي لا تزال ترتدي اسدال الصلاة في شرفة غرفتها بالطابق الاول تشاهد اولى خيوط اشعة الشمس التي اشرقت على مهلها كفتاة خجولة ناشرة الضوء والدفء بقرصها الذهبي باعثة الراحة في روحها والطمأنينة في نفسها .. لتسافر بذهنها لذكريات مضى عليها اكثر من ثمانية اعوام يوم كانت في طور نمو براعم انوثتها في الرابعة عشرة من عمرها تسير عائدة من مدرستها وقد تأخرت في هذا اليوم عن موعد عودتها للبيت بسبب اقامة المدرسة يوم مفتوح بمناسبة اقتراب انتهاء العام الدراسي .. و كل معلمة اقامت احتفالا للطالبات في فصلها .. حيث اعدت لها عمتها فاطمة بعض المخبوزات البيتية التي تبرع في صناعتها .. عمتها فاطمة التي قامت بتربيتها والعناية بها منذ كانت في عمر التاسعة بوم ان توفيت والدتها بعد صراع طويل مع ذلك المرض الخبيث وهي لا تزال في الاربعين من عمرها ورغم ان عمتها تعمل مدرسة ثانوية الا انها كانت على قدر من الاعتناء بها ورعايتها على اكمل وجه رافضة الزواج بعد ان فاتها قطار الزواج .. راضية بحظها ونصيبها من الحياة مكتفية بزينة ابنة لها .. تسير في الشارع وقت الذروة من الظهيرة وقلة قليلة من الناس تسير عائدة من اشغالها واعمالها اليومية ليظهر لها فجأة رجل لا تكاد تنظر له العين مرتين مقزز خشن الملامح نظراته مقرفة باعثة في نفسها الخوف وعدم الامان جعلت نبضات قلبها كانها مطارق تطرق بشدة تنذر عن اقتراب حرب .. ليقف ويسد طريقها ويسالها بصوت منفر " لما تسيرين وحدك يا جميلة ؟" لتنظر حولها بتوتر ورهبة والشارع فارغ لا احد فيه ..لتتيقن من انه متعاطي شيئا اذ ان رائحة انفاسه المقززة وصلتها واثارت غثيانها فتشبثت بحقيبة مدرستها لا تقول شيئا جاحظة العينين متيبسة في مكانها بصعوبة خطت خطوة لتتجاوزه وتبتعد لكنه لحقها مجددا يسد عليها الطريق متحرشا لتصدر صوتا وتتراجع للخلف وهي تغلق عينيها من شدة خوفها متمتمة بآية الكرسي في سرها .. الا ان صوتا شابا جهوريا صرخ في ذلك المتحرش آمرا جعلها تفتح عيونها بسرعة "سعيييييد ماذا تفعل هنا ؟وماذا تريد من الفتاة لما تسد طريقها ؟ابتعد الان عنها ولا تقترب منها !! ليتأتأ ذلك المدعو سعيد ويتلعثم بالحديث بانه لم يفعل لها شيئا ويهرول راكضا من امام فحولية ذلك الشاب الضخم الذي وقف امامها يسالها بجمود "هل انتِ بخير ؟وماذا تفعلين الى الان في الشارع وموعد انتهاء الدوام المدرسي انتهى ....لينظر في ساعته ويقول من اكثر من ساعتين ؟" لتتنهد وتطلق زفير من صدرها كانت كتمته من شدة ارتعابها من ذلك الرجل وترد بصوت مرتجف حاولت ان تجعله طبيعيا "لقد كان في المدرسة يوم مفتوح وانتهى متاخر " ليسالها ذلك المنقذ الضخم والوسيم المهذب "ما اسمك ؟" لترد بنعومة ورقة "زينة الشريف " ليفتح عيونه بصدمة ويسالها هل انتِ شقيقة رائد الشريف لتومأ براسها وتقول "نعم " ليفسح لها المجال للمرور بيده "تفضلي هيا سيري امامي وساسير خلفك حتى تصلي الى البيت بآمان " تحركت وخطت بقدمها شاكرة شاعرة بالامان والحماية لذلك الشاب المهذب الوسيم الضخم الذي خجلت ان تساله عن اسمه وهو لم يقل من نفسه .. لتسير امامه ليعود ويسالها في اي مدرسة وفي سنة كم ؟؟ لتجيبه انها في مدرسة ( ......)في الصف التاسع .. ليهز راسه لها ويكمل السير باقي الطريق بصمت الى ان وصلت لحدود الشارع الذي تسكن فيه ..لتستدير وتنظر الى الخلف فلا تجد الشاب وكانه طيف وتلاشى ولم يعد له اثر .. فوضعت يدها على قلبها تهدأ من وجيب نبضاته المتسارعة بشكل مفاجأ وحمدت الله في سرها انها بخير ولم يصيبها اي اذى ..لتكمل طريقها وتدخل البيت .. لتسمع طرقا على باب غرفتها وصوت عمتها الحنون ياتيها ولتعود الى واقعها وتنفض راسها لينفتح الباب وتدخل عمتها بوجهها الصبوح .. التي بادرتها بابتسامتها المشرقة "صباح النور على البنور لاحلى عيون " لتتسع ضحكة عمتها وترد عليها "ما شاء الله تبارك الله مستيقظة رائقة المزاج نشيطة اليوم ما سبب ذلك يا زينة البنات ؟" فترد زينة بعيون ضاحكة وفم مبتسم " ما هذا هل نسيتي يا طمطم ان اليوم اول يوم في العام الدراسي للفصل الثاني في الجامعة " لتخبط فاطمة على راسها وتقول "اااه والله نسيت انه الكبر حبيبتي " لتقبلها زينة وتقول "من الذي كبر من يراك يظنك اختي الكبيرة وليست عمتي الحبيبة " لترد عمتها باسمة "هذا لانك ترينني هكذا .. هيا حبيبتي هيا جهزي نفسك كي لا تتاخري عن موعد محاضراتك فيومك اكيد سيكون حافل وجدولك مزحم بما انه اليوم الاول" لتسحبها زينة من يدها جهة الخزانة كي تختار معها لبس اليوم من الملابس التي قامت بشرائها من فترة قريبة من المركز التجاري تجهيزا لعامها الدراسي الجديد لتقف احلام وتقلب بين ملابسها الخاصة بالخروج والجامعة "اممممممممم وتقول هذا وتختار جلباب باللون النبيذي ومعه حجاب وردي جميل وتعطيهن لها وتقول .." هيا بسرعة بدلي ملابسك وانا سانزل واحضر الفطور قبل ان تذهبي واوقظ والدك ليتناوله معنا "وتقبلها من وجنتيها تاركة اياها تجهز وتنزل الى مطبخها لتحضر الفطور .. عشر دقائق ونزلت تتقافز على الدرج بنشاط وخفة تتقدم من والدها الجالس على راس طاولة الطعام وعمتها تضع امامه اطباق الطعام المتنوعة ..ليرفع والدها الستيني راسه بوجه مبتسم بشوش عندما راى مدللته تتقدم بهمة وحيوية في يومها الاول ويتمتم" بسم الله ما شاء الله " ليرفع صوته العميق ويقول "صباح النشاط للطالبة المثالية المجتهدة " فترد بضحكة مشرقة وهي تميل لتقبل خده وتجلس بجانبه "وصباحك احلى يا اجمل اب في الدنيا" وتضيف وهي ترفع حجبها " هل تنكر اني كل فصل اجعلك فخورا بي " ليرد قائلا وهو يضع يده على صدره "اشهد ان هذه لك فيها يا حبة القلب دائما ما كنت الابنة التي افخر بها في كل شئ " وتميل على عمتها احلام وتقبلها بشقاوة حتى لا تغارِ من قبلتي لابي وترقص لها حاجبيها وهي تشاكس فيها .. لتقول عمتها بحب "لا حرمني الله تلك الشقاوة والحلاوة " ثم تميل وتضع لها الطعام في فمها كما الاطفال لتقول زينة بطفولية "عمتي لقد كبرت على ذلك " فترد فاطمة "احب ان اطعمك بيدي فانتِ ان لم اضع الطعام في فمك تنسي تناوله " فيتحدث والد زينه الحاج محمد بحنان ومحبة لاخته "ربي لا يحرمنا منك حبيبتي لقد كنت نعم الاخت والام والرفيقة لنا بدونك لا حياة لنا " لتغمغم بتاثر فاطمة "ولا منك اخي الغالي يارب " لتمد يدها زينة وباليد الاخرى وكانها تعزف لحنا متاثرة بكلاهما لينفجرا ضاحكين لتلملم هاتفها وحقيبتها الوردية وتقف تودعهم ذاهبة الى جامعتها ودعوات كل من والدها وفاطمة ترافقها وتسهل دربها .. وعند باب الخروج وقفت تعدل من حجابها ثم فتحت هاتفها وانزلت منشورا صباحيا ككل يوم .. 🌸صباح الخير🌸 ليست فقط الشمس من تشرق .. في هذا الكون بكل صباح .. فهناك وجوه تشرق .. وكلمات تشرق .. وعيون تشرق .. وأجمل إشراقة دوما هي وجود قلوب ..تشرق بالود والمحبة والدعاء .. صباحكم مشرق .. بالحب .. بالامل .. بالفرح .. وبالنور... والورد المنثور 🌹🌹🌹 على الجانب الاخر وفي بلاد تبعد مسافات ومسافات عن وطنه بلاد قدم اليها شابا يافعا قضا فيها سنوات وسنوات حتى اكلته الغربة واصبحت غربته علة الوقت لديه .. واقف على النافذة ينظر للافق البعيد وكأنه يراقب وجهها وعيونها اللامعة البندقية التي بقيت تلاحقه في صحوه واحلامه على مدار سنوات غربته بجمالها الناعم المبهر من خلال تلك الانوار والنجوم المتلألأة في السماء .. مسبلا جفونه على ذكرى يعيش معها حالة من اللاوقعية لطالما كانت ذكراها حافز على كل نجاحاته وتفوقه الدراسي .. منعش ذاكرته في اول لقاء له معها عندما انقذها من ذلك السعيد المتعاطي المتحرش وهو عائد الى البيت بعد ان انهى اجراءات سفره لالمانيا لاستكمال دراسته في احدى جامعات هامبرج في نفس المدينة التي يقطن بها خاله مع زوجته الالمانية واولاده ..ليشاهدها ويسارع لانقذها دون ان يعلم انها اخت صديقه رائد الشريف الوحيدة الا بعد ان سالها عن اسمها وقالت له بصوت يقطر رقة ونعومة كقطعة بقلاوة .. والتي كثيرا ما كان اسمهها يتردد امامه من صديقه لكن دون ان يراها .. يومها سار خلفها ولم يعلمها انه صديق شقيقها الى ان وصلت الى البيت المكون من طابقين وتحفه حديقة خارجية بسور عالي .. ووقف يخفي جسده خلف جدار منزل قريب من شارعهم حتى شاهدها تدخل البيت .. استدار وعاد مكملا طريقه لبيته وصورة وجهها الجميل الحليبي المستدير بغمازة في خدها اليمين وطابع ست الحسن في ذقنها وعيونها البندقية التي لم ينساها التي اصابت سهم قلبه في مقتل ..وفمها الشهي الكرزي لا تغيب عن ذهنه ليبتسم طول الطريق وكانه اصابه المس بمشاهدتها ..ليعود ويفكر ويتسأل هل شعرها طويل ام قصير ناعم ام خشن وما هو لونه ليطلق زفرة طويله "اوووووف " اذا وهي في هذا العمر الصغير بهذا الجمال كيف ستغدوا عندما تكبر اكثر ؟ليتمتم بالاستغفار ويحث خطاه على مواصلة طريقه .. لتكون تلك بداية اشتعال جذوة في قلبه واشتعال حياته بعدها .. باتت تلك الذكرى تخنقه الان وتشعل النار في جسده بالحنين والاشتياق وتعيده لاعواما ماضية جعلت من لقاءه بها اشراقة في القلب ولقاءات لا تعرف النسيان .. "فهل سياتي الحلم الجميل الذي قيد قلبه بقيد من فولاذ ويصبح حقيقة " لقد اشتاق لوطنه وشوارعه .. لاهله واصدقائه اشتاق لرائحتهم التي غدت في الفترة الاخيرة كثيرا ما تخطر على ذهنه .. والحنين لوالدته لقهوتها لخبزها للفطور من يدها ومعها ولجلوسه مع والده وحديثهم ..لمناكفته ومشاكساته التي لا تنتهي لاخواته واخوته .. يااالله لقد تعب وارهقته الغربة وقتله البعاد رغم اتصاله وتواصله معهم بانتظام بشكل يومي لكن ذلك لا يغني عن وجوده بينهم ويعيش كل لحظاتهم السعيدة وحتى الحزينة .. ومناسباتهم الحلوة ونزهاتهم .. الغربة اكلت من عمره في بعده عنهم تسعة سنين لم ينزل فيهن الا مرة واحدة على بلده ليزور اهله من اربع سنين وليحقق حلمه لكنه عاد بخاطر مكسور .. لذا وبسبب اغلاق المعابر والمنافذ البرية والبحرية ومشقة الوصول الى وطنه وان كان طالبا لم يفكر بعدها بالنزول للوطن .. لقد شعر باليتم والوحدة رغم وجوده مع خاله واولاده الذين لم يشعروه يوما الا بكل حب واهتمام ورعاية .. وعاش في اول سنة له من ذهابه الى المانيا معززا مكرما مرفها وعاشها بطولها وعرضها معوضا كل ما كان محروم وغير متوفر في وطنه بسبب ذلك الحصار الخانق والاغلاق المستمر والظلم الجائر الواقع على وطنه وابناء شعبه دون ان يمس حدود الله او يقع في الحرام .. وان كان يعيش الحياة في المانيا البلد المتحرر المسموح فيه كل شئ الا انه لم يكن يحيا !!.. بالعكس لقد كان قدوة للشاب الملتزم بصلاته وقيمه واخلاقه ومثال مشرف يعكس تقاليد وقيم وعُرف بلاده .. لقد نجح وتفوق في مجاله وذاع صيته في جامعته وحظي بكل احترام وتقدير كونه مثال مشرف وفخر لاهل بلده .. بكل الاحترام والتقدير كونه مثال مشرف وفخر لاهل وطنه .. والان حان آوان العودة نهائيا والمحاربة ليحصل عليها فهي من يريدها حليلة له .. الوحيدة التي استطاعت التغلغل داخله و امتلاك قلبه ..الوحيدة التي وجهها لم يفارق خياله وكانت دائما نقطة قوة لنجاحه حافز ودافع لتميزه والعودة ليكون جدير بها .. سيعود للوطن وكفى عليه تلك السنوات التي مرت كالبرق لكن الايام كانت تمر اثقل واصعب .. فليس كل الحياة حياة .. ليصدح هاتفه ويخرجه من تلك الحالة التي تلبسته وارهقت تفكيره واتعبت جسده بنغمة مخصصة عرف منها انها والدته التي خصص لها نغمة ست الحبايب بصوت المطربة المفضلة لوالدته فايزة احمد .. "ليرد عليها باسما " نعم يا سويو لقد حجزت اسبوع واكون بين احضانك حبيبتي " لتقول له شيئا ويرد "نعم لقد ارسلت كل اوراقي الى الجامعة وقبلت لاعمل بها " ليبعد الهاتف عن اذنه قليلا وبسمته تتسع لتكون ضحكة عالية وهو يستمع لصوت زغاريد والدته في الهاتف ودعواتها ان يصل بحفظ الله ورعايته بالسلامة .. بعد الظهر بعد يوم طويل قضته في الجامعة والركض من قاعة لقاعة اخرى وحضور المحاضرات وصلت الى المنزل متعبة ومرهقة وجائعة جدا فدخلت لتجد والدها يجلس في غرفة المعيشة يتحدث بالهاتف مع احد اخوتها على كرسيه المفضل الهزاز والذي اشتراه ليضعه بالقرب من النافذة الزجاجية المطلة على الحديقة كونها تكشف الكثير من الخارج وواضح انه رأها عند دخولها من البوابة الخارجية "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ليومأ لها والدها ويرفع يده ردا حلى تحيتها كونه مشغول في حديث جاد عن العمل اذ ان اخوتها رغم انه تقاعد وسلم لهم كامل العمل والمسؤولية لا ينفكون عن استشارته في كل صغيرة وكبيرة واطلاعه على خط سيرهم ونهجهم وطريقة تعاملهم في العمل .. لتسال زينة عن عمتها فاطمة "اين بطة يا ابي ؟" ليضحك والدها ويشير لها الى اتجاه المطبخ لتهرول تنادي بصوت عالي "بطوووط يا بطوووط ماذا تفعلين في مملكتك الجديدة " فعمتها تعشق المطبخ والتفنن في تحضير الطعام ..فمنذ ان تقاعدت من العمل بعد ان انهت زينة الثانوية العامة .. طلبت من اخيها الحاج محمد ان يجدد مملكتها لتستطيع التحرك بحرية اكثر فكان ان ذهبت الى شركة متخصصة في تركيب المطابخ واختارت ما تريد وها هي اليوم باتت لا تخرج من المطبخ الا للنوم فكل جلساتها في المطبخ خاصة ان مساحته كبيرة جدا وايضا به تلفاز بشاشة كبيرة تستطيع تشغيلها واختيار القناة التي تريد وايضا عليها شبكة نت لتختار ما تريد اذا تعسر عليها صنف تريد تحضيره من الطعام .. لترد عليها فاطمة وهي تتفل بجانبها كونها افزعتها بصوتها وشقوتها التي لا تنتهي وتقول "العب هل تلعبي معي " لتزيد من قهقهتها بصوت اعلى وتتابع عمتها "لن تكبري ابدا لا تزالي مشاكسة كيف كان يومك في الجامعة ؟" لترد بتعب وارهاق "اه يا فطوم لا تسالي لا لا لقد كان يوما متعبا وما شاء الله كل الاساتذة والمحاضرين هذا الفصل نشاط وحيوية لكن هناك مهندس جديد سيكون في الاسبوع القادم يدرس لنا في هذا الفصل بدلا من الدكتور المصري الذي اعتذر هذا الفصل " لترد عمتها "اعانك الله حبيبتي ووفقك وسدد خطاك وان شاء الله ككل فصل امتياز مع مرتبة الشرف " لتحتضنها زينة وتقول "لا حرمني الله منك يا طمطم ولا من دعواتك جاااائعة جدا جدا جدا ومتعبة ايضا " لتقوم عمتها من يدها واخراجها من المطبخ ودفعها لتذهب لتغتسل وتغير ثيابها وتعود تجد الطعام جاهز .. "واليوم رائد وزوجته مها وطفليه سيتناولون معنا طعام الغذاء هيا بسرعة " لتقفز وتصفق بيديها كالاطفال "هيييييااا " لتهز عمتها راسها وتقول لا فائدة منك طفلة !! لتذهب الى غرفة المعيشة لتجد والدها يغلق الهاتف قادما تجاه المطبخ لتقابلة في الممر ضاحكة وتقوم باحتضانه وتقبيله وهو يحاول ان يهدأها وجعلها تثبت بدل الدوران والقفز "حبيبة والدها اهدأي واذهبي لتغيري وتساعدي عمتك لقد تعبت اليوم في المنزل لوحدها ..هيا هيا بسرعة .. راقبها بحب والدها تصعد الدرج ركضا ليضرب كفيه ببعض وهو يضحك .. ويقول لفاطمة " الان ستجديها عادت بسرعة البرق بعد ان علمت بقدوم مالك وملك " لتهمس وترد "ما اجملها وما ارقها انها كالنحلة التي تدور على الزهور شعلة من النشاط والحيوية ربي يحماها ويحفظها " ليؤمن على دعائها .. ويقول "والله يهدي العاصي ويحنن قلبه عليها " لتومأ عمتها راسها وتقول بصوت متعب "الهادي هو الله اخي " وقبل ان يرد عليها اذا بصوتها قادم كشدو البلابل .. "بطوط رائحة المقلوبة وورق العنب تسيل اللعاب .. وانا اتضور جوعا " لينفجرا عمتها ووالدها بالضحك ويغمز لها وكانه يقول "الم اقول لك " لتقول عمتها الطعام جاهز ولم يبقى الا تحضير الطاولة وتجهيز السلطة .. لتخبط على صدرها بيدها وتقول "انا اجهزها في الحال " لتدخل المطبخ وهي تصفر بفمها ..بعد قليل حضر رائد وزوجته واطفاله والتف الجميع يجلسون على طاولة الطعام .. ومابين القاء السلام والترحيب ومداعبة الطفلين التي لم تكف زينة عن مشاكستهم وتقبيلهم ..حامدة في سرها عدم تواجد شقيقها الاكبر ايمن وزوجته صابرين الباردة (البومة ) كما تطلق عليها .. والذي لايتوانى عن تحكماته اللامنطقية بوجود والدها وتعليقاته المستفزة لها سبب وبدون سبب والتي تشعرها بالاختناق .. وبعد الانتهاء من الطعام جلسوا في غرفة المعيشة فيما ذهبت زينة لترتيب المطبخ وصنع القهوة ووضع الحلوى التي احضرها رائد في اطباق .. جلست زينة بالقرب من هديل زوجة رائد التي ومنذ ان تزوجها رائد احبتها ووثقت علاقتها بها لطيبتها ومعاملتها الحسنة المحبة لها والتي زادت منذ ان جائوا الى بيت العائلة ليبقوا مع زينة بعد ان ذهب والدهم وعمتهم فاطمة للحج قبل ثلاث سنوات ..فكانت تلك الفترة فرصة لتقرب بينهن وكل منهن تعلم عن الاخرى اكثر لتنتبه لحديث رائد مع والدها وعمتها الذي القى قنبلة موقوتة بالنسبة لزينة بان صديقه ادهم قد عاد من سفره منذ اسبوع .. ويريد ان يذهب ليسلم عليه ويقرب راسه من والده يتحدث بهمس بعد ان صمت الجميع على اثر ما ادلى به .. لتستأذن زينة بالذهاب الى غرفتها متحججة بالتعب والارهاق بعد ان كانت كتلة من الحيوية والنشاط .. لتدخل غرفتها وتستند عليه وتجرفها ذكريات الماضي الى سنوات المراهقة الى اليوم الذي اقتحمت فيه غرفة رائد عندما كانت في الرابعة عشر وهو كان في السنة الرابعة من كلية الطب تريد ان يساعدهها في شرح معادلة استعصت عليها ولم تفهما في مادة الرياضيات لتنزل وتدفع الباب دون استئذان ولم تعلم ان عنده احد .. لتنادي "رااااااائد رؤوووو... " لتبتر عبارتها وتكون المفاجأة والصدمة معا فالشاب الذي صادفته يوم انقذها من المتحرش كان هو نفسه صديقه ادهم الذي سمعت عنه الكثير واسمه يتردد كثيرا في منزلهم .. يومها كانت ترتدي بنطلون جينز اسود وبلوزة وردية وترفع شعرها البني الطويل كذيل حصان وتنزل غرة طويلة على جانب وجهها ..فغض هو بصره وهي تمسمرت كالصنم ولم تتحرك الا بعد ان نادى عليها رائد بصوت عالي وبنبرة غاضبة "ماذا تريدين ولما لم تطرقي الباب الم تقل لك عمتي ان عندي صديقي " لتتلعثم وعيونها جاحظة لم تعلم ما تقول ففرت هاربة وهي تبكي .. لياتي خلفها ويسالها ما تريد فتقول وهي تبكي انها " لم اعلم ان عندك احد كنت اريد منك المساعدة في شرح معادلة في مادة الرياضيات لم افهم الدرس من المعلمة وعمتي نائمة ولم اريد ان اوقظها " ليهز راسه ويمسح دموعها ويطبطب عليها ويقول لها "تمام ارتدي اسدال الصلاة وتعالي لادهم ليشرحها لك فهو عبقري في تلك المادة " لتاخذ كتابها ودفترها وتذهب معه ويقول له .."هيا يا ابو الاداهيم ارنا عبقريتك ومهاراتك في الرياضيات " لياخذ الكتاب ويقرأ المسألة ثم يبدا في الشرح وكتابة الحل بسرعة قياسية اثارت اعجابها رغم انها لم تركز في البداية وهي تتسائل داخل نفسها عما اذا تحدث عن مقابلته لها ذلك اليوم ؟ الا انه لم يكن قد قال اي شئ ! وبقى صاامت ليرن هاتف رائد ويقوم ليجيب ويتركهم معا ويسالها ادهم بسرعة وبصوت خفيض رخيم "كيف حالك ؟" لترد عليه بسؤال اخر "هل عرفتني ذلك اليوم في الطريق ؟" ليومأ براسه لتقول بغيظ ولم تقل لي ؟ ليبتسم ويظهر صف اسنان متناسقة بيضاء في فمه وقلبها بدأ بعزف لحن شجي جميل ليقاطع حديثهم دخول اخيها ايمن بصوت جهوري غاضب ماذا يحدث هنا ؟وماذا تفعلين؟ واين شقيقك المحترم يتركك هنا وحدك مع صديقه ؟ دائما ما كانت تخاف منه ومن تحكماته خاصة وان يده تسبق لسانه .. فقامت وركضت على الدرج تحتمي بغرفتها قبل ان يزيد من غضبه ويضربها .. اما ادهم يومها غادر دون ان كلمة وقد شاهدته من شرفة غرفتها .. ولم يمضي اسبوع بعدها الا وتقرر سفره في شهر يوليو اي ان امامه كان شهران ونصف كثيرا ما تردد فيهن على رائد ولكن ولا مرة شاهدها هي فقط من كانت تشاهده عندما كانت تصنع لهم القهوة والضيافة .. لتتوالى الايام حتى اخر يوم من امتحاناتها شاهدته صدفة وهي عائدة تسير مع صديقتها فلم يحدثها وحتى لم ينظر لها .. فحزنت وتمنت لو لم تكن برفقة تلك الصديقة لتحدثت معه .. لتفيق من ذكرياتها موجوعة متالمة فخلف ابتساماتها الكاذبة وشقاوتها وضحاكاتها التي لم تكن من القلب اوجاع مؤلمة .. والان لم تعد كما كانت قبل تسعة اعوام كبرت ونضجت ومشاعرها مضطربة متضاربة لا تستطيع ان توصفها فهي تتارجح ما بين الفرح والحزن .. جزء فرح بعودته بعد كل تلك السنين وجزء حزين اذا ما حاول ان يتقدم لها مرة اخرى يرفضه شقيقها ايمن كما قبل اربع سنوات عندما كانت في عامها الاول بالجامعة وعاد من المانيا يطلبها فرفض بحجة انها لا تزال صغيرة ولا يريدها تتغرب بعيدا عنهم .. لم يسالوها وقتها رايها فقرروا عنها !! والان عاد ولم تعلم ما الذي سيحدث ان طلبها من جديد وما رايهم وموقفهم .. يا الله كم طعم الظلم مر والخذلان الم وعذاب .. فعندما يبتسم العذاب ويعتصر القلب وجعا ..لتقيم الحزن مع الفرح وتمضي ادعاء القوة بكل جبروت في محاولة جبارة كي لا يرى احد حطامها .. وانجرفت تسافر في ذكريات لها طعم مختلف عما مضى متعة وفرحة متوهجة كاشعة شمس نشرت دفئها وضوئها خاصة ان كانت مميزة .. في يوم جميل اشرقت الشمس بنورها الذهبي الوهاج معلنة عن صباح جديد .. صباح بمذاق الحب حمل في طياته الامل والتفائل لزينة بمقابلتها لادهم وبمعرفة عمتها فاطمة التي لا تخفي عنها شيئا ..يوم ذهب خصيصا ليتحدث معها امام الجامعة وشاهدها وهي آتية من بعيد تسير لوحدها شاردة ليوقفها ويقول لها بدون اي مقدمات "لن اتوقف عن المحاولة ولن تكوني لغيري هذه المرة طلبت ورُفِضت المرة القادمة ان شاء الله ستكون الموافقة ..انتظريني ساعود من اجل عينيك !!" اريد وعدا منك الان "انك لن تكوني لغيري مهاما طالت غيبتي في الغربة " لتومأ برأسها غير قادرة على الحديث داخلها اجزاء .. جزء بارد ..جزء ميت .. جزء يشتاق وجزء يلعن بصمت .. صمت ..جزء يكابر ..وجزء ينزف من الداخل ..وجزء يريد ان يعافر ليصل لمبتغاه .. ليقول بنبرة متالمة اريد اسمعها "أعدك لن اكون لغيرك ادهم " ليبتسم وهو يسمع اسمه لاول مرة يخرج من بين شفتيها كنغمة موسيقية ويقول" الان ارتحت وساسافر وان مطمئن البال فانا اثق بوعدك وانك لن تضيعي الامانة " ليسافر وهي تكمل دربها .. وتعود من ذكرياتها الى واقعها وتصرخ بصمت تناجي الله وتدعوه كما علمتها عمتها ان تدعوه وقت الشدة .. "يا رحيم ارحم ضعفي وقلة حيلتي وكن خير معين لي ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ؛اللهم الهمني الصواب وسداد الامر ..اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء .. xيارب لي احلام وامنيات تعانق السماء اللهم قر عيني بتحقيقها " لتمسك بهاتفها وتكتب على صفحتها .. "عندما تخذلنا الحياة ..يسندنا لطف الله" لتقوم وتنفض عنها ثوب الضعف والمرار وتذهب الى الحمام لتتوضأ وتصلي ركعتين لله تعالى وتسجد وتطيل السجود وتبكي وتدعو الله " إن لم يكن بك غضب علي فلا ابالي .. غير ان عافيتك هي اوسع لي .. اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة .. أن يحل على غضبك، أو ينزل بي سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك .. اللهم اجعل لي من كل ما أهمني و كربني من أمر دنياي وامر اخرتي فرجا ومخرجا وارزقني من حيت لا احتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجائي واقطعه عمن سواك حتى لا ارجو احدا غيرك اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بعزك الذي لا يضام, واكلانى فى الليل والنهار، وارحمني بقدرتك علي .. انت ثقتي ورجائي، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي ابدا ويا ذا الجلال الذي لا بلى ابداً .. xوياذا النور الذي لا يطفأ سرمدا، أسألك أن تكفيني شر كل ذي شر، و أسألك فرجا قريبا وصبرا جميلا، وأسألك العافية من كل بلية ربي لا تكلني الى احد ولا تحوجني الى احد واغنني عن كل احد يامن اليه المستند وعليه المعتمد . وانت الواحد الفرد الصمد لاشريك له ولا ولد .." بعد اسبوع .. وعلى الجانب الاخر ادهم يجلس مع اهله بعد تناولهم لطعام الغذاء بحضور اعمامه وعماته وعدد من الاقارب الذين تم دعوتهم لحضور مأدبة طعام اقامها والده احتفاء بعودته من المانيا بشهادة عالية وحصوله على منصب معيد في الجامعة لهذا الفصل الدراسي ..وايضا بدء عمله بشكل رسمي في مجموعة شركات الحداد الهندسية ..وسبحان من يغير ولا يتغير قبل تسعة اعوام كان نفس الجمع الغفير لتوديعه واليوم نفس الجمع مع ازدياد ازواج اخواته وزوجات اخوته واولادهم يحتفلون بعودته وصوت الضحكات مع صوت الاطفال مع ارتفاع صوت الاغاني من السماعات الكبيرة يصدح ويرج الاركان ..ورغم ذلك فهو يجلس كمن يجلس فوق صفيح ساخن وفي ترقب ..ومرآة ذاكرة الماضي لم تنته ومرور الوقت لم يشفي جرحه و بين ثنايا الماضي والحاضر .. ينبثق شعاع رقيق يصل مداه إلى الأفق .. ملقيا بخيوطه المتشابكة على حياته المليئة بالقصص والحكايا ما بين امل مكسور وامل ضائع .. وبين فرح مخيم على الأجواء .. وصرخة الم صامتة تنبعث في الأرجاء .. لتمر ذكرى لقائه كعابر سبيل في منزلهم وشرحه لها وحديثه القليل معها كطيف قوس قزح انبلج وانمحى بحضور شقيقها ايمن الذي ارعبها وارهبه وقام بطرده يومها ولم يذكر ذلك لاحد حتى لصديقه رائد كي لا يفتعل المشاكل ويزيد من اشتعالها واسرها في نفسه وخرج بصمت .. ليعود وياتي قبل اربع سنوات بعد اشتعلت نار حبها في قلبه ولم يقدر على ان ينتظر اكثر ليخبر والده ويتقدم لها فكان الرفض من نصيبه والسبب انها لاتزال صغيرة ووحيدتهم ولن يقدروا على فراقها وبعدها عنهم كل تلك المسافات لكنه كان يدرك في نفسه ان الامر مجرد عند من شقيقها ايمن وليس اكثر .. حتى لقائه بها بعد ان تحدث الى عمتها فاطمة وسمحت له بالحديث معها واخذ موثقا منها بالانتظار والا تكون لغيره وها عاد الان ويريد ان يسترد الامانة .. لقد مرت عليه الايام في غربته بثقل والسنون كومضة البرق لتضيئ اخر الدرب وصولا الى ممر الشوق وكانها في سباق مع الزمن لتكون في موعدها مع القدر .. وتعود وتتلاقى الدروب وكل يلقي باوجاعه وآلامه في ضريح ذكريات خامدة ..تنتظر من يوقظها من سباتها ويفك عقالها من الاسر .. ليضرب احد ابناء عموته على فخذه ضاحكا "احم احم نحن هنا نياله من اخذ عقلك " ليصمت في اعماق نفسه ويهز براسه كانه يقول لا شئ ويعود لشروده وحديثه بين نفسه ونفسه ويتمنى لو كان ضليعا ويعرف القراءة في كف القلب ليبحر ويقتحم اعماقها ويسبح داخلها ويغرق في بحر عينيها ..لكنه يعلم ان ذلك حلم مستحيل !!ليعود للحاضرين من رحلة ذكرياته كمن عاد من جزيرة الليمون .. جفل ادهم على صوت والده وتربيتته له على كتفه يخرجه من دوامة التفكير الذي تاخذه لهوة سحيقة وهو يقول له بصوت هامس لا يسمعه غيره " اتركها على الله بني وتفائل الخير تجده وان شاء الله ساتحدث مع عمك ابو ايمن مرة اخرى والله يقدم ما فيه خير " ليهمس ادهم مغتاظا شاعرا بالالم "أأمن يا ابي ان الزواج قسمة ونصيب لكن ايمن هو الذي لا يؤمن بالنصيب ومن يوم ان رفضته سهيلة وهو سبب شرخا بين العائلتين رغم تقاربهم في الماضي " لياخذ نفسا عميقا ويجيب ابنه بنفس الهمس " كل انسان له عقليته يختلف بها من انسان لاخر ولو يعلم الانسان ان كل ما يحدث له ما هو الا بقدر من الله لقنع ورضى بان الحياة لا تعطي للانسان كل ما يريده بسهولة ولكن هناك دائما اشياء يحبسها عنه القدر ليعلم مدى قدرة تحمله وصبره " ليزيد على نفس الوتيرة "فاصبر واحتسب ولن يخذلك الله وسيبقى دائمًا اختيار الله أفضل من اختيارك ف ثق به " ليزفر ادهم غاضبا "تفكير عقيم غبي مثله " ليأتي من يخبره ان ابو ايمن وصديقه رائد على الباب ليقول لابنه "هيا لنستقبلهم ولعلها بادرة خير لرأب الصدع واعادة العلاقات كما كانت !" ليدلف ابو الحاج ابو ايمن ورائد الى غرفة الضيوف ويستقبلهم ادهم ووالده بأحضان حارة شديدة .. "اهلا وسهلا تفضلوا انرتم المنزل " ليرد رائد "حمد لله على سلامة ادهم عمي ونفع به وبعلمه اهله والمسلمين " ليرد ابو احمد بزهو وفرح "آمي وعقبال فرحتنا بزواجه قريبا " ران الصمت للحظة ليتنحنح بعدها والد ادهم بقوله "كيف حالك ابو ايمن وكيف اختي فاطمة لقد مضى وقت طويل لم اسمع عنكم اي اخبار " سرح بفكره ابو ايمن قبل ان يجيب "بخير الحمد لله ولكنك كما تعلم مشاغل الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي " ليقول والد ادهم "اعانكم واعانانا الله " لااراديا .. صمت !!ثم يتغير مجرى الحوار الى ما يحدث الان على الساحة واهم ما يشغل الناس من هموم سياسية ومشاكل اقتصاد البلد .. على الانسان ان يكون دقيقا في خططه ليصل الى ما يصبو ..ومن ظروفه يخلق اسس خاصة فيه ليستطيع ان يحقق ما يريد ويجتهد في عمله وان كانت الحياة غالبا لم تعترف بتلك الاسس .. في غرفته القديمة وقف ادهم أمام النافذة يسرح بعيناه الى الافق البعيد ولسان حاله يدعو ويتوسل الله "اللهم كن خير معين معي وصبر قلبي وانصرني واعني على رغبتي ؛ اللهم اهدي ما يبعدنا عن بعضنا وما يأخر تحقيق ما اريد " نفث الهواء من بين شفتيه كمن ينفث دخانا من صدره ليهمس مطمئنا نفسه "كل مر سيمر باذن الله وتيسيره للامر وستزول تلك الغمامة وتنتهي تلك الفترة العصيبة " "الصبر يا ادهم " ليستعيد حديثه الجانبي مع رائد " رائد !!اريد ان اخبرك اني قد تم تعييني في الجامعة (....) معيدا وعليه فان زينة ستكون طالبة عندي وسيكون هناك تعامل بيننا " ليومأ رائد براسه متفهما لمقصده ويرد عليه "اعتقد انك تطلب مني التفهم والعلم المسبق كي لا يكون هناك اي تشكيك اوو مشاكل من جانب ايمن " ليجيب ادهم بثقة "نعم ولاني لن اخطو خطوة بدون علمك وموافقتك واريد منك ايضا المساعدة بكل ما تقدر كي استطيع الزواج من زينة " ليهمهم رائد بتفهم ويجيب مطمئنا ادهم "ساعمل كل جهدي على اقناعهم يا صديق عمري فانت تعلم جيدا اني لن اجد من هو افضل منك زوجا لشقيقتي " ليندس بفراشه ويضع يديه تحت راسه لتاخذه الافكار كمن يطفو فوق السحاب مسافرا بين النجوم اللامعة رغم ان من تشغل تفكيره غائبه عن جمال سمائه ..فيغلق عيونه ويغرق في النوم .. | ||||
|
| |
|
18-10-20, 12:21 AM
| #10 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام
| في اليوم التالي استيقظت زينة متاخرة تشعر بصداع!! لنومها بعد جهد وتعب من كثرة التفكير عاشقة عاجزة عن اتخاذ قرار مصيري في حياتها كون الظروف اقسى عليها من كل شئ خاصة اذا كان القرار له صله بمن يُحترم ويُكبر .. تقف حائرة مكبلة مابين من تحب وتهوى وبين من يحترم ويقدر اذ ان القرار ذا صلة بمستقبلها ومتعلق بحياتها ..وهي حائرة بين تلبية رغبا الروح والفؤاد وبين رغبات العقل المتمثلة في ارضاء اخيها وتفضيل مراعاة مشاعره رغم انه متعنت الراي يزرع الشوك في طريقها رافض حتى الحديث في الامر على حساب مشاعرها ورغبتها وتنفيذ رغبته هو ..!فما بين حيرة عقل وقلب يعتصر وجعا اختيار احدهما مر ..لتقرر الصمت وكتمان مشاعرها وعواطفها كي لا تصتدم مع شقيقها وتنحي فكرة الزواج من فكرها نهائيا وتغلق قلبها .. لتخرج من افكارها وتنهض من فراشها وتذهب الى الحمام كي تصلي فرضها الذي ضاع منها وتحضر نفسها للذهاب الى الجامعة جاهلة ما ينتظرها لتغيير قرارها .. بعد ساعات في الجامعة .. انتهت من محاضرتين وبقي محاضرة واحدة بعد ساعة فجلست مع زميلاتها في كافيتريا الجامعة تشرب قهوة على امل ان يزول الصداع الذي لم يزول رغم انها اخذت مسكن وهذا الفنجان الثالث من القهوة تشربه لكن دون فائدة !! الافكار والتخيلات تعصف براسها وقلبها يدق بعنف ونبضاته تتزايد سرعتها شاردة سارحة لا تعي ما تقوله زميلاتها ولا عمن يتحدثن الا انها التقطت كلمة معيد جديد قدم الى الجامعة سيدرس لطالبات السنة الثالثة بدلا من الدكتور جواد الذي اعتذر .. لتنظر الى ساعة يدها وهي تشرب اخر ما في فنجانها "هيا موعد المحاضرة اقترب لنذهب قبل ان يسبقنا الدكتور ولا يدخلنا القاعة " بعد عشر دقائق من دخولها وزميلاتها للقاعة وقد امتلات عن آخرها على غير العادة اذ انه المعيد الجديد وجميع الطالبات التزمن الحضور للتعرف على ذلك القادم الجديد الذي بات حديث كلية الهندسة ..وبلحظة تحولت القاعة من ازيز النحل الى صمت قبور لترفع راسها لتعلم سبب ذلك الصمت المفاجأ الذي عم المكان لتصدم نظراتها بقامة رجولية جامحة وعيون ذهبية تشبه اشعة الشمس الذهبية اللامعة ووجه شديد الوسامة ليدق قلبها دق طبول وتشتعل وجنتيها احمرار كحبات طماطم حان قطافها لتعدل من جلستها وتحاول ان تداري نفسها خلف زميلة تجلس امامها تريد الاختفاء في تلك اللحظة كي تتمالك نفسها ولا تفضحها مشاعرها .. لتميل عليها زميلتها حنين وتقول "صاروووخ قادم من بلاد العم سام " لتضيف باحباط "لكن للاسف واضح انه متزوج فهو يرتدي في يده اليسرى خاتم زواج " لتضيق عينيها وتحاول ان تخفي ارتعاش جسدها بعيدا عن عيونه التي من الواضح انه رأها ولم يصدم مثلها فقد كان يعلم انها في السنة الثالثة في كلية الهندسة ووجوده وموافقته على التدريس فيها كان بسببها هي ومشاهدة وجهها المستدير من جديد وطابع حسنه في وجهها غمازتها التي لم تظهر الا عندما تبتسم عيونها البندقية البراقة التي تطارده وتثيره وتحفز داخله شتى انواع الحماية والحب .. حجابها السكري الخافي شعرها الحريري البني الطويل!! يا لله ما اروعه عليها دائما اي شئ ترتديه غاية في الجمال عليها .. ليفيق ويتحدث بصوته الرنان جاذبا الانتباه اليه معرفا عن نفسه " المهندس ادهم الحداد حاصل على الماجستير بدرجة امتياز من جامعة هامبرج ولي الفخر والشرف بالتدريس هذا الفصل في الجامعة .." ليتابع وعيونه تلاحقها وهي مخفضة راسها تستمع لهمهات زميلتها دون ان ترد عليها "والان دور كل طالبة في التعريف عن نفسها " لتعرف كل طالبة عن نفسها ذاكرة اسمها حتى وصل الدور عندها لتقف وترطب شفتيها بلسانها الحركة التي اغاظته واثارته كثيرا لتقول بتحدي بصوت حاد ووجه شديد الاحمرار وعيونه تبحلق بها بشدة "زينة محمد الشريف المستوى الثالث تخصص ميثاترونكس " ليرفع حاجبيه محاولا اخفاء بسمة تجاهد لتتظهر على ه الا انه اخفاها بقوة محافظا على هبيبته امام طالباته .. انتهت وصلة التعارف والتي ايضا كانت سببا فيها ليشاهدها ويسمع صوتها ووضع آلية للتدريس وموعد جديد متفق عليه يناسب وقت الجميع ثم القى السلام وهو لازالت عيونه عليها وتلاحقها .. لتتنفس الصعداء وتلملم اشيائها وتخرج من القاعة تهرول دون ان تنظر خلفها تشعر بان قلبها تحطم وتناثرت اشلائه بعد ان شاهدت خاتم زواجه الذي اشارت اليه زميلتها حنين ولم تعلم بان هناك عيون كانت تنتظر خروجها لتودعها بمحبة لكنها لم تعطي له فرصة وخرجت من الجامعة دون ان تنظر خلفها .. تشعر بوجع كبير في قلبها لكن جرح واهانة كرامتها اكبر لتمسح دموعها التي جرت فوق خديها وتقول في نفسها "لا شئ سيكسرني او يضعفني وان كان على حساب تبعثر قلبي وتفتيته يجب ان اكون دائما قوية ولن اسمح لاحد بان يحني لي هامة ابدا مهما كان هذا الاحد " لا تريد ان تصل الى المنزل وهي في تلك الحالة الكئيبة وعيونها الباكية فدعت في سرها الا يكون احد واندفعت من الباب الخارجي المزدوج مرورا بالباب الداخلي بصمت ومنه الى غرفتها بسرعة كي لا تصادف عمتها او والدها لتخلع ملابسها وتذهب الى الحمام وتغتسل وتختلط دموعها مع الماء الدافئ لتجلي الصدأ عن طاسة النسيان وتغوص في بئر الذكريات وتخرج ما تخفيه في طي النسيان وكم المشاعر التي تحملها لادهم منذ اول مرة راته لتنمو وتكبر مشاعرها وعواطفها وتخفيها داخلها حتى يوم دعوت عمتها لحضور حفل زفاف شقيقته رهف وذهبت مع عمتها وراته بكل رجولته ووسامته واناقته تجعل كل فتاة تشاهده تقع صريعة في هواه ..فالعاشق مهما مرت عليه وجوه في اي مكان او زمان فهو لا يبصر الا وجه من يعشقه ولا يشعر الا به .. راته يومها وامواج من العواطف المتلاطمة اجتاحت كيانها وشاهدها هو ايضا آتية من بعيد مع عمتها ترتدي فستان وردي طويل وعليه سترة من الجينز الناعم باكمام طويلة وحجاب وردي يبرز جمال وجهها المستدير ولم تكن تضع يومها كثيرا من الزينة الا احمر شفاه وردي فاتح جدا وكحل بسيط يبرز جمال عيونها البندقية ليقف ويتقدم اتجاهها وعمتها ووالده الذي سلم عليها مرحبا بها بحرارة شديدة "كيف حالك اختي فاطمة منذ زمن لم نراك " لترد عمتها فاطمة باسمة الثغر "الحمد لله والف مبارك زواج رهف والعقبى لادهم ان شاء الله اخي ابو احمد " ليغتنم ادهم فرصة حديث والده مع عمتها فاطمة ويحدثها بهمس من بين اسنانه ووجه عبوسا قمطريرا "لما ترتدين هكذا ولما تضعين المكياج على وجهك ؟الم يكن من الافضل لو ارتديت عبائة فوق ملابسك بدل الخروج هكذا والعيون تلاحقك ؟" وقبل ان ترد عليه وتشعر وكانها شطرت لنصفين استدارت عمتها تدعوها لتدخل الى صالة الفرح بعد ان سلمت وباركت مرة اخرى لوالده داعية بالنجاح وان يسعد قلبه بما يتمنى " لتفيق من ذكرياتها على صوت عمتها فاطمة التي علمت بعودتها من حقيبتها وحذائها الذين تركتهن بالخارج لتقول بصوت متحشرج من كثر البكاء " انتهيت عمتي وقادمة بعد دقائق "لتغلق الماء وترتدي ثيابا بيتية مريحة حيث استقبلتها عمتها مبتسمة تقول " جئت دون ان اراك ولي...لتبتر عبارتها بعد ان رات وجهها الشاحب وعيونها المنتفخة من البكاء لتشدها من يديها وتحتضنها وتسالها "ما بك ماذا حدث هل تصادمتي مع ايمن وهو خارج من هنا ؟" لتهز راسها نفيا وهي لا تزال تبكي وعمتها تزيد من احتضانها لتجلسها على السرير وتجلس بجانبها وهي لا تزال تحتضنها وترفع راسها وتسال بشك "اذن رايتي ادهم اليوم في الجامعة ..صحيح ؟" لتومأ براسها وتنهار باكية بصوت عالِ "عمتي ادهم عاد متزوج لقد رايت خاتم زواج في يده اليسرى .. لماذا فعل بي ذلك الم يطلب مني ان اعده بان انتظره وهو سيعود ليطلبني رغم رفض ايمن وعدم الموافقة عليه ؟" لتشدها عمتها اكثر وتهدئها ثم وكان افعى سامة لسعتها وترفع راسها من حضن عمتها وتقول باستغراب بصوت متحشرج من كثرة البكاء "عمتي لكن !! كيف عرفت ان ادهم يعمل في الجامعة وانا لم اعلم الا اليوم عندما شاهدته وقد بات حديث جميع البنات في القسم بل الجامعة كلها ؟؟" لتمد يدها عمتها وهي تنظر لملامح وجهها الجميلة وتمسح على دموعها وتاخذها في حضنها من جديد وتشرح لها ما دار بينها وبين والدها وايمن ورائد قبل ثلاث ساعات في المطبخ (كانت فاطمة في المطبخ تحضر طعام الغذاء وهي منسجمة في برنامج يذاع في احدى القنوات المفضلة لديها شاردة بفكرها في ما آلت اليه علاقتهم مع بيت آل الحداد بسبب ايمن وعلاقته السابقة بسهيلة التي كانت سببا في رسوبه في الثانوية العامة عندما كان شبه مقيم في بيتهم منذ ان شاهدها وهو لا يرى الا هي لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن والقلوب ليس عليها سلطان فسهيلة كانت تعشق ابن عمها وابن عمها يعشقها وتمت خطبتها وزواجها بسرعة قياسية اثارت جنون ايمن الذي رفض واستنكر تلك الخطبة ولم يقنع بانها قسمة ونصيب ولم يكن الله كتبها له ونثرت شياطينه التي عاثت دمارا وخرابا بين العائلتين لينقطع الاتصال والتواصل فيما بينهم الا في مناسبات شهر رمضان والاعياد اذ كان اخيها ابو احمد ياتي لزيارتها كونها اخته في الرضاعة ورائد وادهم ظلت صداقتهم ولم تتاثر رغم كره ايمن لبيت آل الحداد وغضبه منهم ..لتطلق تنهيدة طويلة وتنتبه للشيخ وهو يتحدث عن موضوع الزواج ويقول (ان الزواج قسمة ونصيب "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة " (القصص آية 68) "انا كل شئ خلقناه بقدر "(القمر 49) لتعطي انتباهها وتتوقف عما كانت تعمل وتنصت للشيخ وهو يسترسل بالحديث قصة شاب قائلا :"وذاك شاب كانت قصته غريبة، وهبه الله كل مقومات الزوج المطلوب فجُمِع له بين الدين والخلق والوسامة والثراء والمركز الرفيع والحسب الشريف، وكلما تقدم لفتاة يُرد، فمضغ خيبة تميزه الذي لم يشفع له بحسن ظنه بربه، وفرَّ من قدر الله إلى قدر الله، وبعد طول انتظار أذن الله له بالزواج، وكم من شاب أقل منه في كل المعطيات والهبات، بل بعضهم لا يملك بيتًا ولا وظيفة ولا سيارة ومن أول أو ثاني باب يطرقه يسهل الله زواجه، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: "وكُلُّ شَىءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ"(الرعد آية 8)دقيق ..وعلم محيط .. وحكمة بالغة.. فلا يغرك العطاء ولا يهولنك المنع .. الذي خلقها ويعلم ما يصلحها .. ولا سعادة للروح إلا إذا أدارت دفة حياتها بإحسان ظنها بربها؛ فالأرزاق محفوظة ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها كاملًا غير منقوص .. ولا يفهم من كلامي نبذ فعل الأسباب المشروعة في جلب الأرزاق: "فالتجرد من الأسباب جملة ممتنع عقلًا وشرعًا وحسًا"بل فعل الأسباب من التوكل، فـ "المتوكل مجتهد في الأسباب المأمور بها غاية الاجتهاد" وكل انسان داخل تجاويف قلبه يمتلك الروح والوجدان له نصفه الاخر الذي قسمه الله له سواء للرجل او المراة فعندما يقترن اثنان لا يكون حظ ولا شطارة ولكن الله قدرهم وكتبهم لبعض فما كان لك لو اجتمعت كل الدنيا على ان توقفه لن يستطيعوا وما لم يكن لك لن تاخذه ولو نحتت في الصخر .. ليدلف ايمن الى المطبخ وجفونه محمرة وعيونه بها بقايا دموع للتلقفه فاطمة في حضنها وهو يبكي بصوت يقطع نياط القلب وهي تهدهد به وتربت على ظهره كطفل صغير سرقت منه لعبته ليرفع راسه ويمسح دموعة ويخطي الى حوض غسيل الاطباق ويفتح صنبور الماء ويرشق وجهه ويستدير الى عمته التي احضرت له كوب عصير وناولته له تقول "اشرب واهدأ واخرج ما في صدرك كي ترتاح ليقول " نار مستعرة داخلي ولم تنطفئ منذ سنوات طويلة عمتي ولا تزال صخرة تجثم على صدري لا استطيع التنفس " لتهادنه بالحديث بعد ان اطفأت التلفاز وتقترب منه وترد ببطء وروية " وزينة شقيقتك ما ذنبها كي لا توافق على ادهم ..ما حدث قبل سنوات كان ان( هي) ولم تقول اسمها ..وتابعت حديثها من رفضتك وليس اهلها انت احببتها من طرف واحد وهي كانت تميل الى ابن عمها وهو كذلك قلوبنا ليس لنا عليها سلطان وانت ايضا لم يكن بيدك حبها تسلل بهدوء الى عقلك وقلبك في غفلة ورغما عنك وسيطر على كل كيانك وامتلك روحك ولكنك نسيت او تناسيت ان الزواج والارتباط قسمة ونصيب وان الله قدر للرجل والمراة معا وهم اجنة في بطون امهاتهم مسيرة حياتهم واختار لهم من يقترنون به او يتركهم بدون زواج وانا اكبر مثال حي امامك في عدم الزواج وقضاء حياتي عازبة اليس هذا نصيب وقسمة ..ولعل الله قد منع عني زوج شرير او اولاد عاقين فالحمد لله على ما انا به واحمد الله على ما اعطاك وان كانت زوجتك لا تروق لنا لكنها تروق لك ويشهد الله اني لم ارى منها اي شئ غير انها دائما عابسة باردة .. ورغم ذلك فانت سعيد معها وان كان امامنا وقد انجبت منها ولك اولاد وبنات كالورد احسن تربيتهم وكن لهم اب ومعلم فالابناء يخطون على خطوات ابنائهم " صامت سامع بوجه مكفهر لحديث عمته الذي كان كالاسواط اللاسعة تنزل على جسده فتلهبه وتطببه في ذات الوقت تحرك متململا على الكرسي وهو يرفع كوب العصير ليشرب منه وكانهم على موعد ليدخل رائد واخيها ابو ايمن الذي اخذ دفة الحديث من اخته ليتابع قائلا "ستظلُّ تتألمُ كونك تنتظر من كل شخصٍ تحبه أن يحبك بنفس القدر .. وأن يعاملك الجميع كما تعاملهم .. ستظل تتألم حتى تنضج.. وأن تنضج يعني أن تعي وتتقبل .. تعي اأنه ليس شرطًا أن يحبك كل شخصٍ بنفس القدر الذي أحببته به .. وأنّ الكلام لا يؤخذ به .. وأنّ العتاب ليس لكلّ الاشخاص إنما لمن يستحق .. وأنّ الانسحاب أحيانًا يكون أفضل من التشبت بأشخاص لا يشبهونك .. وتتقبل أن ليس كل ماتريده يتناسب معك ويتلائم مع حياتك .. وأنه من الممكن ألا تكون أنت الشخص المفضل للشخص الذي فضلته على الجميع .. وأنّ الأشياء الجميلة مهما بلغت من الجمال في أعيننا قد تكون حقيقتها غير ذلك .. وأنّ الخذلان قد يأتيك من الأقربين إليك؛ أن تنضج يعني أن تعلم جيدًا أنّ كلّ شيء وارد أن يحدث لذا فكر وقدر وانظر امامك واترك الماضي لحاله وامضي في الحياة اكثر قوة واجعل ما احزنك قوة تهزم بها ما كسرك فليس كل كسر هزيمة بل احيانا يكون انتصار !!! ليتقدم رائد ويربت على ظهر شقيقه بحب " كلنا نحبك ونريد الخير لك لانك انسان طيب جميل بداخلك ولم ولن نتركك او نقدم على عمل لا يرضيك واعلم جيدا انك الكبير بكل شئ عمرك وافعالك وكل ما تقول .. لن نمّل من تفاصيل يومك والانصات لك واحترامك والاستماع وتنفيذ ما تريد .. وسنتحمل تعبك ولن نستهين بوجعك وسنهون عليك كل ثقل وسأنصت جيدًا لكل الأشياء التي تزعجك ولا تستطيع التعبير عنها، لا تقلق لن تحتاج معي لإدعاء القوة والثبات سأتقبلك بكل ما فيك من تشتت وأرتباك، وسنبقى جميعنا بجوارك دائما ولاجلك حين تضيق بك الدنيا .." ليضيف رائد بهدوء متفائلا بعد ان وجد قبولا في حديثه قائلا "ادهم صديق عمري نوع نادر من الاصدقاء ولا تنسى ايضا صلة القرابة فهو ابن اخ عمتنا وان كان في الرضاعة اصيل معروف النسب منذ كنا جيرانا شهم وصديق صدوق يتغلغل الى القلب بسلاسة رجل بحق وعند كلمته وعاد وهو يتمنى ان يرتبط بزينة ولا زال على العهد ..والامر الاخر ان ادهم بات معيد في الجامعة واستاذ لزينة ولو كان سئ النوايا ما اخبرني بذلك ولا اصر على التحدث معك ومع ابي كي يتقدم بشكل رسمي ويرتبط بزينة والتي ايضا ارى من ردات فعلها الموافقة عليه وقبوله لكنها تصمت اكرام واحترام لك " ليستلم الحديث والده ويقول "رجاءا بني اعطي نفسك فرصة الجلوس مع نفسك ولو لدقيقة لتتروى في قراراك آملا متوسلا آلا تقف عثرة في طريق سعادة شقيقتك وتذكر انها يتيمة الام منذ الصغر لولا وجود عمتك التي عوضتها حنان الام وحبها وانها الروح التي احيا بها في حياتي بعد والدتك رحمها الله ..وانها اليد الحانية التي تمسد على ضعفك وجرحك فهي المؤنسة الغالية والقارورة التي اوصانا بها الرسول الكريم "صل الله عليه وسلم " وتذكر ان ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم ..وانها زينة الدار وشعلة الحياة وانها كالنسمة بل الرقة كلها ..فاجبر بخاطرها ولا تكسره ابدا .. وكن لها دائما الفرحة الكاملة لا المنقوصة .. وفاطمة تتمتم وتدعو في نفسها ان يهديه الله للصواب ويصلح حاله .. هزت فاطمة براسها واطلقت زفرة طويلة بعد ان قصت على زينة ما حدث وقالت تتحدث ببطئ لتستوعب زينة ما تقول "ادهم لم يتزوج وان كان يرتدي في يده خاتم زواج فهو للتمويه واظنك تعلمين سياسة الجامعة التي تحتم عليه ارتداء خاتم زواج او خطبة طالما يعمل في الجامعة ويدرس للفتيات " لتفغر فاها زينة وتتوقف عن البكاء وتستوعب ما تقول عمتها وتهدأ اعصابها وتخف حدة تشنجها " صدقا عمتي ؟"وكان عمتها قرات افكارها وعيونها تعكس ما تشعر به لتقول "صدقا يا قلب عمتك " ابتسمت زينة وعيناها الشاحبتان المنتفختان من البكاء باتتا ترقصان غبطة وسرور بعدما سمعت ..حتى عمتها ضحكت وخفت حدة المها وقالت "حبيبتي اسمعيني جيدا لا أحدَ في هذه الدنيا يستحق أن تحزني وحدك بسببه أو من أجله.. ففي النهايةُ ليسَ لك إلا نفسك و جسمك.. عقلك و راحتك .. أنت ضرورية جداً لنفسكَ و لبقائك ولست ضرورية لأي أحدٍ آخر .. وعلى فرض ان ادهم قد تزوج لا تقهري نفسك وتعذبي روحك هكذا .. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا " وانتِ مؤمنة متعلمة وواعية ان الانسان لايصيبه الا ما قدره الله له واختاره .. ما كتبه الله لك لن يذهب لغيرك وما لم يكتبه لن تناليه وان اهلكتي نفسك من البكاء والحزن ..فكوني مطمئنة يا وجه الورد فلا يليق بك العبوس والدموع " ورددي دائما "اجعل لنا يارب نصيبا مما نحب " وكانت قد انتهت عمتها من تسريح شعرها وهي تتحدث معها وظفرته ظفيرة طويلة تستريح على طول ظهرها .. لترتاح وتهدأ في حضن عمتها وتزفر وتقول عمتها بمكر غامزة لها "هيا يا غيورة لننزل ونضع الغذاء والدك ورائد تضورا من الجوع الان " ليحمر وجهها ويصبح كمحصول الطماطم في اوان قطافها وتتمتم "عمتي انا لا اغار " لتبرق عينا فاطمة وتثر عليها "بل تغارين بل وتموتين غيرة أم انتفاخ عيونك هذا ما سببه وانطفائها وسبحان مغير الاحوال اصبحت هكذا فجأة لامعة كقطعة ماسية محلقة في السماء" توردت زينة واصبحت اكثر خجلا ولم تنكر غيرتها حتى لا تصبح حمقاء اكثر فالامر واضح لعمتها ومثير للاهتمام حقا !! لياتيها صوت عمتها ناهرا شرودها " لا تتاخري "وتركتها وغادرت الغرفة وهي تدعو بتمام امرها على خير .. لترتدي اسدال الصلاة وتصلي ركعتين شكر لله وترفع يديها وتدعو الله " اللهم اكرمني باستجابة دعواتي واجعل لي نصيب في ما احب وارضني به يا الله " | ||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
74Likes
العرض العادي
