02-10-20, 09:47 PM | #1 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| أحلام ملونة لواقع أجمل * مميزة * بسم الله الرحمن الرحيم أحلام ملونة وواقع جميل تعالت أصواتهما من حوله. فسرح بخياله، هل كانت خطوة صائبة تمهله في أخذ قرار بخصوص مستشفاه، والذي بمستواه الأسطوري العالمي الذي استنفذ كل رحيق عمره، حتى الآن، ليحقق ماأنجزه بكل رضا، والذي كاد أن يحول بينه وبين مواصلة دربه؛ تمادي وطمع شريكه السابق والذي كادت سيطرته الغير معقولة والمتواقحة تحدو بمستشفاه الشامل وحلمه الذي أضحى واقعا يفوق الخيال، متخطيا أي محال، أو ما هو صعب المنال؛ عن مساره الصحيح لمجرد ربح تجاري بدون مراعاة للنواحي والجوانب الإنسانية والتي من أجلها ضحى بسرور بأحلى أيام عمره. أنى له أن يشارك مع غيره أنفس بضعة من نفسه ومن تكوينه وجل ماهو عليه. كنزه الروحي الذي لا يقدر بكل نفائس الكون والذي أوشك شريكه السابق على أن يحوله لمضمار منافسة بارد بغيض للتجارة والتربح من آلام الناس ومعاناتهم وجروحهم وجراح ذويهم. وبغض النظر عن بغضه لاستغلال معاناة أهله وذويه أو أي بشري في أي بقعة من بقاع الأرض قريبة كانت أم نائية؛ إلا أنه كان مشعلا أيامه لاضما بها الليالي بالعلم والذوبان في خضم ومعمعة مهنة من اسمى المهن وأجلها، قادحا زناد فكره وجهده مكافحا من أجل إطالة الآجال كما أمر الله سبحانه وتعالى بالأخذ بالأسباب ومنها عمله الشريف في جعل حياة البشر أفضل، حياة ملونة بألوان العافية و جمال دائم. تعالى صوتيهما أكثر؛ اثنان من أكثر العقول الطبية نبوغا في مجاليهما، في فترة من أكثر فترات الحياة ثراءا وقدرة على العطاء. تعجب الكثيرون ممن حوله عندما رفض خيرة العقول ولم يبقي في قائمته الطويلة من المتقدمين لشراء المستشفى إلا على تقي ويسر وكانت المفاضلة بينهما غاية في الصعوبة على قدر اختلافهما الخادع كقشرة تحمي النبوغ الشديد الذي جمعهما في اهتمام مشترك بمستشفاه، وربما يربطهما برباط أقوي، ومضت هذه الفكرة بسرعة البرق في رأسه، ولم تكن قد خطرت على باله من قبل على الرغم من اختلاف طرقهما : " ولم لا؟". أسر لنفسه، هو نفسه كان شريكا وليس معنى عدم نجاح شراكته لمدة أطول أو على الدوام، ألا ينجح الأمر معهما. تجاهل الدكتور تقي الدين الدكتورة يسر الجميل متجها بحديثه إليه: " دكتور نصر، أنا سأسمي المستشفى على اسمك كما هو، ولن أغيره، دائما سيبقى اسمه هكذا" . اسم واقعي للنصر العلمي والعملي متخطيا أجمل الأحلام بخطى وثابة ناهيك عن ايقاظ المنتفعون بجراح الناس من سبات الضمير بثبات التعاطف الإنساني والحدب البشري". وقبل أن يتمكن من الكلام، بادرت يسر: "أعتقد أن ما يريده دكتور نصر هو استمرار المستشفى على نفس المستوى العالمي والذي كان دائما محط أنظار وتقدير القاصي والداني" . مشيرة بطرف خفي على أن تقي لم يغادر للخارج، فقد كان محلي النشأة والتعليم من الألف للياء. على عكس يسر ربيبة التعليم الأجنبي من رأسها لإخمص القدم. تبسم نصر من تناقضاتهما الشديدة والتي أنعشت آماله في استمرار المستشفي كما يحب له، وباستمرار الحديث الدائر من حوله سجالا أخذ النور يشع بخواطر منعشة للخاطر بأن يستمر في تحقيق حلمه، لأنه لا غنى عنه، تيقن من أنه لا يستطيع أن يتخلى عن قطعة منه، هذا هو حلمه المنجز وواجبه؛ بينما يأتي التجديد على ايديهما معا بمساعدته، هو يعشق مواكبة العصر وهو ما تمثله يسر، وفوجئ في خضم أفكاره بتقي الدين يقر معترفا: "معك حق، المستشفى بحاجة لك لمواكبة روح العصر و جلب التقنيات الحديثة". ما قاله تقي الدين جاء مطابقا لفكرته عنه من التضحية مع الفطنة. نظرت إليه يسر الجميل بتشكك، خافت أن تكون مناورة يأتي بعدها كلمة لكن.. - ما جعلني أهتم بالمستشفى ومواصلة أسطورته هو إيماني بالناس هنا، والتزامي بالقرب منهم والحد من آلامهم قدر استطاعتي بما يتلاءم معهم ومع ماعهدوه وألفوه هنا بشكل مطبب لعللهم مع الحدب عليهم وعلى ذويهم. -أنا لاأهتم فقط بتخفيف آلامهم بل استئصالها من جذورها، لذا أهتم بالانفتاح على العالم أكثر. فكلنا واحد شركاء في الإنسانية والأحلام والآمال والحداثة والتطور، هكذا يجب أن نكون؛ نثق في أنفسنا وتثق في كوننا وننحي اختلافاتنا انحناءا لأسمى مهنة وهي لي ليست مهنة بل واجب سام وحق أصيل لكل محتاج لعلمي و عملي. - وهذا ما جعلني أقرر أن أتركه لك. تنحنح دكتور نصر مقدرا جيشان مشاعر الشباب وحبهم لسرعة التجديد أو تهيبه. بينما بان على يسر التألق وكأنها أخذت تفكر في التغييرات التي ستقوم بها، في حين ظهر على تقي الدين الشك في قراره مختلطا بعدم الثقة: " حسنا، لقد اقتنعت بأن كلاكما أساسيان للمستشفى" . وكانت علامات الرفض عليهما هما الاثنان أبلغ من أي كلام. - حسنا، قبل أن تعطياني قراركما النهائي، أقترح تجربة العمل معا لفترة، مثلا أسبوع تقي الدين يدير المشفى ويسر تعمل معه مجرد عمل لا في الإدارة. ثم في الأسبوع التالي نعكس الأمر. - ' موافقة ' جاءت استجابتها أسرع منه... بعد مرور أسبوعين عقدا نفس الاجتماع، مع اختلاف كبير في التطلعات والرأي والتوجهات والرؤى الفعالة بعد اختبار العمل الفعلي في المستشفى. تعلقت أنظارهما إليه بتساؤل صامت. - أريد أن أعرف قراركما، لو كنتما مكاني! ما هو الأنسب؟ من المفترض فيكما أن يلتزم بالعمل هنا ومواصلة الدرب الذي بدأته وتحسين ما يجب تطويره؟ فوجئا، ثم تلاقت نظراتها بسرعة، بعدها صمتا، مغضين النظر، منتظران التفسير أو الاقتراحات التالية لمثل هذا المقولة. - حسنا، سأتولى الإدارة لمدة أسبوع، وأنتما تجربان العمل مرة أخرى سويا؛ لأفق أرحب وفهم متجدد للطموح المرغوب من هذا المستشفى، ولكل الأحلام المتمناة. بعد مرور أسبوع اتفقا على أن يجربا أسبوعا أخر بإدارة مشتركة. وكان هذا ولدهشة الجميع الأسبوع الأنجح والأنجع عمليا وللمفاجاءة وربحا، على الرغم من أن هذا كان آخر ما يفكر فيه. لقد قيمهما من قبل كلاهما نابغة ولا غنى عنهما معا إلا أنها لم تستطع منحه ثقتها كما يجب، فهي متخوفة من طرقه القديمة، بينما هو لم يقدر ذاته التقدير الكامل، مع القليل من ضيق الأفق، وهذا شيئ غريب وهو ما جعله في المقام الأول يفضلها على نفسه، وجعلها هي لا تمنحه ثقتها الكاملة. لذا بفطرته المعهودة، أوحى لهما بالأصلح للجميع فتوصلوا للحل الذي ارتاح هو له واختبره في الفترة الماضية بمساعدتهما ومعهما، وسيواصل تجريبه حتى يطمئن لحسن تصرفه. التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-12-20 الساعة 04:30 PM | ||||||
11-10-21, 06:55 PM | #4 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| [read] بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لشبكة روايتي على منح أحلام ملونة لواقع أجمل التميز. وشكرا لمنتدى قصص من وحي الأعضاء ومنتدى القصص القصيرة على تقديرهم المحبب إلي للغاية. مفاجأة رائعة. لكم مني وافر التحيات وكل التقدير على تميزكم الجميل ومفاجأتكم الحلوة [/read] | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|