آخر 10 مشاركات
227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لآلىء الغيرة " قصة قصيرة " للقاصة أروع إحساس.. كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-20, 10:04 PM   #91

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hayette bjd مشاهدة المشاركة
إيه الحلاوة دي تسلم إيديكي😍😍

تسلمي حياة سعيدة بمتابعتك ❤️❤️


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 10:05 PM   #92

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
الف مبروووك على روايتك الجديدة
بداية مشوقة مع يوسف الشهم الذى ساعد شمس وانقذها من ورطة
و أعادها إلى عائلتها سالمة...
اعتقد ان والد يوسف قريب لهم...
يوسف طلب الزواج من شمس ... فهو بحاجة لمن يشاركة حياتة
تسلم ايدك

الله يبارك فيكي حبيبتي 😍
سعيدة بمتابعتك واتمني تنال اعجابك 🌹


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 06:42 PM   #93

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الياسمين العطر 🌹🌹
تسجيل حضور✋
بانتظار نزول الفصل الجديد ❤❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 09:55 PM   #94

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع
*********


طاف يوسف طرقات البلدة بخطى متمهلة يتأمل باستمتاع حقولها الممتدة
الخضارعلى اختلاف درجات اللون،
يطالع وجوه الناس الطيبة التى تتباين تعبيراتهم بين ترحيب وتسائل عن هوية هذا الغريب
يحث خطاه تارة فى اشتياق لأسرة لم يعرفها ويتمهل الأخرى توجساً من قرب اللقاء ...
تجاوز الحقول والمنازل قاصداً وجهة محددة استعان على تحديدها بوصف تفصيلى
من الحاج سليم بعد أن أفصح له يوسف عن حقيقة هويته وأصله
سار ما يقرب من النصف ساعة بمحاذة ترعة مائية تشق المشهد لأراضى زراعية
على جانب و على الجانب الأخر مبانى مختلفة الأطوال والأشكال استمر فى خطاه
وهو يتلقى نظرات أهل البلدة المتعجبة من شخصية هذا الغريب الذى
يبدو أنه يعرف وجهته جيداً
فأثار فضولهم وتساؤلاتهم عن هويته ففى مجتمعهم الصغير الجميع
يعرف بعضهم البعض والغريب مميز وسطهم.
أخيراً توقف أمام منزل ريفى قديم مكون من ثلاث طوابق تحيطه ساحة صغيرة
محاطة بسور حجرى وبوابة حديدية متوسطة الحجم
وقف يتفحص المنزل من الخارج ودقات قلبه تتسارع وعقله لا يساعده من
تزاحم الأفكار التى يبثها له... أيعود من حيث أتى أم يتقدم فى سعيه للبحث عن دفء الأسرة
أقترب بضع خطوات أمام البوابة الحديدية وجرت نظراته على اللافتة النحاسية المعلقة
بجانب الباب "عائلة البدرى"
سحب نفس طويل يُهدأ به نفسه ويوقف أفكاره المشعثة
الله أراد له أن يطأ تلك الأرض بقدميه أذن لن يتراجع الأن ... سمى الله بخفوت
ثم مد يده ليقرع الجرس الموضوع بجانب الباب
انتظر دقائق فى ارتباك حتى شعر بدلفة من الباب الحديدى تُفتح ببطء وظهر من
خلفها شاب يكاد يكون فى سن يوسف ربما يصغره بسنة أو اثنتين على الأكثر،
خمرى البشرة، نحيل الجسد رغم تناسق كتلته العضلية الواضحة فى عنقه وساعديه
تأمل الشاب يوسف فى صمت وقد أدرك أنه غريب عن البلدة وربما أتى فى حاجة له
فتسأل ببشاشة :- أهلاً وسهلاً .... أى خدمة!!
تفرس يوسف فى ملامح الشاب ومازال الارتباك هو سيد الموقف،
لا يدرى كيف يُقدم نفسه ... هل ستتقبل العائلة وجوده أم لا؟...
استجمع شجاعته وتجرأ قائلاً بهدوء
:- أنا عاوز أقابل كبير العيلة
تعجب الشاب من طلبه فعلى ما يبدو لا يعرف من كبير العائلة ...
فالأن أصبح لديهم كبيرة العائلة العمة أصيلة ... اذن هو عابر سبيل يحتاج لمساعدة
فعائلته معروفة بمد يد المساعدة للجميع
ابتسم الشاب بود وقال بعفوية
:- تقدر تقولى محتاج إيه و أنا أساعدك .... أنا جلال البدرى
تفحصه يوسف وابتسامة ودودة ترتسم على ثغرة برغم عدم معرفته السابقة للشاب
ثم بدأ فى تعريف نفسه
:- وأنا يوسف البدرى
جحظت مقلتى جلال بدهشة وهو يردد باستنكار
: نعم!! ... مين حضرتك؟
رفع يوسف كفه لترتاح على صدره وكرر ببطء
:- يوسف حسين البدرى
تأمله جلال ذاهلاً غير مصدق لما يسمع،
إن هذا الاسم مجرد أسطورة من الماضى بالنسبة له ....
كل ما سمعه أن له عم أكبر غادر البلدة هرباً من الثأر وكل علاقته بالأسرة انحصرت
فى مكالمات تليفونية على فترات متباعدة... ردد متسائلاً بتشكك
:- حسين البدرى ... عمى!!
هز يوسف رأسه بالإيجاب وعلى وجهه ابتسامة محببة ثم مد يده ليخرج
محفظته ويلتقط بطاقته الشخصية يقدمها لجلال
مد جلال يده بشك ليتناول البطاقة ومقلتيه مسلطة على وجه يوسف
ثم رفع البطاقة أمام عينيه يطالع الاسم المدون بالكامل
صُدم جلال وظل محدقاً بوجهه للحظات بعدم استيعاب قبل أن يجذبه ليحتضنه
ويربت على ظهره بود وترحاب ...
كغائب عاد إلى أرضه بعد سنوات عدة ثم أخذ بيده لداخل المنزل بخطوات واسعة
يقطع الساحة الصغيرة التى تفحصها يوسف سريعاً وكأنه يبحث عن أثر والده بين جنبات المنزل
فتجول بنظره سريعاً بين مقعد للرجال جانباً مكون من أرائك خشبية ووسائد عربية
وفى الجانب الأخر حديقة صغيرة تحوى العديد من الخضروات والأزهار
بجانب أشجار للفاكهة موزعة على الجانبين
صعدوا عدة درجات قليلة قبل أن يدلفوا لقاعة المنزل التى تضم بهو كبير بالطابق السفلى
ثم قاعة كبيرة لاستقبال الضيوف وأخرى لتناول الطعام وبالجانب سلم داخلى
يوصل للطوابق العليا حيث غرف النوم .... صاح جلال منادياً على عمته
:- يا عمة .... عمة أصيلة تعالى بسرعه
لحظات وخرجت من غرفة جانبية سيدة فى أواخر العقد الخامس بعباءتها ووشاحها الأسودان
يزين صدرها عقد ذهبى قديم يحيط عنقها (كردان) وبملامح جادة على وجهها خمرى اللون
الذى خط عليه الزمن خطوط من الهموم والأحزان
ولكنه لم ينجح فى إخفاء جمال قسماتها وحنان مقلتيها
وقفت بوقار أمامهم وهى تتأمل يوسف بعيون كالصقر ... صاح جلال بسعادة
وهو يشير نحو يوسف
:- يوسف ياعمة .... يوسف ابن عمى حسين
بسط الصمت عبائته على المكان وأصيلة تتفرس فى ملامح يوسف بدقة
وكأنها تستعيد ذكرى بعيدة أو تسترجع ملامح شقيقها الغائب منذ زمن بعيد
سرى التوتر فى أوصال يوسف فتقدم نحوها ببطء ظاناً أنها تشك فى هويته،
أخرج بطاقته الشخصية وبعض الصور العائلية لتتحقق منها ومد يده نحوها لتقطع الشك باليقين
ولكنها لم تلتقط أى ورقة أو تشيح بمقلتيها بعيداً عن ملامح وجهه حتى خرج صوتها محملاً بمشاعر حنين دفينة
:- بتعمل إيه يا واد أخوى أنت نسخه منيه مش محتاچ إثبات
أشرق وجه يوسف بابتسامة عذبة وقد سرت الطمأنينة إلى نفسه والحنين بأوصاله
فحملت معها دموع الاشتياق لعائلته فأسرع يرتمى بأحضان عمته بشوق ولهفة
فبادلته الأحضان وأناملها الدافئة تمسد على ظهره بحنو
بينما تتلألأ الدموع الحارة بمقلتيها وهى تردد بلوعة
:- يااااه ..... أتوحشتك جوى يا خوى الحمدلله ربنا كحل عينى بشوفه ولدك راچل ملو هدومه
ابتعد خطوة واحدة للخلف لينهل من ملامحها الطيبة بتوق لذكرى والده الراحل
بينما رفعت هى كفين مرتعشتين متغضنتين لتحتضن وجهه النضر وهى تردد بحنو
:- أخر مرة شفتك فيها كنت لساك صغير ..... عندك ياچى سنتين وبتچرى تلعب فى الچنينة وتتخبى منى
تنهد يوسف بسعادة وابتسم بحنو
: ياااه ياعمتى ده أنا بقى عندى تلاتين سنة دلوقت
مسحت على وجهه والابتسامة تعلو شفتيها
:- رچعت راچل ياولدى .... حمدلله على سلامتك
مسح جلال على وجهه يُخفى تأثره بهذا اللقاء الحار فرحاً بتجمع العائلة
أو ماتبقى منها بعد فراق سنين طوال ثم تقدم يضع كفه على كتف يوسف بود
:- تعال أقعد يايوسف وأحكيلنا على أحوالك
تحرك يوسف محتضناً كتفى عمته بذراعه بحنان ... لايقوى أو يرغب فى فراقها
تحركوا نحو صالون مذهب مريح وجلسوا سوياً بجانب بعضهم البعض ثم قال يوسف بلهفة
:- أنا اللى عاوز أعرف أحوالكم إيه؟ وأخباركم؟ أنا معرفش أى حاجة عنكم للأسف
زفرت أصيلة بآلم يشق صدرها وقالت بنبرة حزن
:- صُح ياولدى ... انجطعت الأخبار بعد وفاة حسين الله يرحمه
(هز يوسف رأسه يترحم على والده بينما واصلت أصيلة الحديث)
والله ياولدى البيت فضى علينا وكل الأحباب رحلوا واحد ورا التانى...
أخرهم عمك إبراهيم أبو چلال أتوفى من سنه و چلال ماسك الأرض دلوك.... أصله مهندس زراعى
التفت يوسف نحو جلال وربت على ساقة بمواساة
:- الله يرحم عمى وأبويا ويبارك فيك يا جلال
هز جلال رأسه وهو يترحم على الجميع، تسائلت أصيلة باهتمام
:- وأمك كيف حالها ياولدى
أرخى يوسف جفنيه بتأثر وطأطأ رأسه يتمتم بحزن
:- الله يرحمها ياعمتى .... أتوفت من سنتين
شهقت أصيلة واضعة يدها على صدرها بجزع وترحمت عليها بحرارة قائلة بحرقة
:- الله يرحمها ... كانت ست الستات بنت أصول على حج
تأثر يوسف بسيرة والدته فخرج صوته متحشرج
:- سابت فراغ كبير أوى فى حياتى ... وفكرت كتير أتواصل معاكم لكن كنت متردد
مسحت أصيلة على ساعده تواسيه فأردف بشرود
:- طول عمرى كنت بعيد عنكم .... كنت فاكر فى الأول سبب البعد أننا عايشين بره البلد
بسبب شغل والدى لكن لما رجعنا مصر وسألت والدى ... فهمنى أنه عليه تار
وخايف عليا منه وعشان كده عاش طول عمره بعيد
وكل علاقته بكم أتحولت لمكالمات تليفونيه وبس
أغمضت أصيلة عينيها بقوة تحاول منع عبرات الحسرة والأسى المنسابة على
وجنتيها على عمر انقضى فى فرقة بين الأشقاء... ربت يوسف على كفها بتعاطف وقال باستغراب
:- تار إيه اللى يستمر 30 سنة ... كان لازم أشوفكم وأحس أن عندى أهل وعيلة
من زمان أنا وحيد من غيركم ... مقطوع من شجرة
تشبثت أصيلة بكفه تمنحه الحنان والدفء هامسة
:- وأديك رچعت لچذورك وأهلك وناسك ياولدى
أطرق جلال أرضاً قائلاً بآسف :- التار فى بلدنا بيتورث لكل جيل جديد ....
مفيش تار بيخلص أو بيموت
تابعه يوسف مفكراً ثم قال بشرود
:- حتى لو أخدوا منى التار .... كفاية أنى شفتكم وأتعرفت على أهلى
( تنهد بقوة ثم أردف) إرادة ربنا أنى أرجع البلد .... أنا كنت متردد فى قرارى لغاية ما ....
ما حصل اللى جابنى البلد من غير حتى ما أنطق ولا أعترض
ضحك بخفوت متعجباً على هذه الصدفة التى دبرت له لقاء شمس
واختطاف شقيقها له ليعود لعائلته مرة أخرى
حرك جلال رأسه بعدم فهم بينما سألته أصيلة بحيرة وهى تجفف دمعها
:- وإيه اللى حُصل ياولدى وچابك البلد!!
ابتسم يوسف بحرج وقال موضحاً دون الخوض فى تفاصيل محرجة
:- هتجوز .... هتجوز بنت الحاج سليم العزازى
ضيقت أصيلة مقلتيها بتسائل وتخمين :- بنتهم مين!! ..... شمس
التفت نحوها بابتسامة خجولة وهز رأسه بالإيجاب
ظهرت علامات الدهشة على ملامحها وسألته بتعجب
:- وإيه اللى لم الشامى على المغربى يا ولدى
رفع حاجبيه بعفوية و بابتسامة بسيطة لخص لقائه مع شمس ببساطة فقال بهدوء
:- النصيب ياعمتى ... شمس تبقى زميلة بنت عم لطفى وكانت وقعت فى مشكلة بسيطة
.... وربنا قدرنى وساعدتها واتعرفنا على بعض
هزت عمته رأسها بدهشة ... تستوضح
:- لطفى جريب الست والدتك اللى كان ساكن چاركم ... صُح الدنيا صغيرة ياولاد ....
يعنى شمس السبب فى رچعوك للبلد إياك
رفع يوسف حاجبيه مقراً بتلك الحقيقة التى استخلص لها الأن، ربتت عمته على ظهره بحنو
وعينيها تشرد لبعيد وقالت بتخوف
:- رچعت للتار اللى أبوك هرب منيه عمره كلاته عشان يحميك منه....
ودلوك أنت راچعله برچليك
طأطأ يوسف رأسه بتبرم على ما فات من عمر والده بعيداً عن أهله ودياره
ثم قال بلهجة واثقة
:- كفاية هروب ياعمتى ... أبويا برئ وأنا لازم اثبت برائته مش ممكن أبويا يكون قاتل ...
(زفر بإستياء مردفاً) أنا وحيد دلوقتِ ياعمتى وعايش لوحدى من يوم وفاة أمى
وأنتوا عيلتى وما أقدرش أستغنى عنكم
هزت رأسها بشجن وهى تستعيد ذكرياتها
:- ياما حاولنا نفهم عيلة السمرى بس راكبين راسهم
شرد يوسف وهو يتذكر والده بآسى
:- ماتتصوريش حالة أبويا لما جدى أتوفى وعرف الخبر وما قدرش يحضر جنازته ومن بعده جدتى
... حالته كانت صعبه أوى ... الحزن أتملك منه ومن يومها صحته أتأثرت أوى
مسدت على ظهره بحنان مواسية
:- عارفه ياولدى .... كلنا أتكوينا بنار الفراج
أكمل يوسف بنبرة شجن :- وبعد وفاة أبويا أمى تعبت أوى ....
فضلت سنين مريضة لغاية ما آمر الله نفذ .... ربنا يرحمها
أرخت أصيلة جفونها بتعاسة ثم رددت بآسى
:- الله يرحم الچميع ياولدى (زفرت بشجن ثم أردفت)
المهم أنى عشت وشفت ولد أخوى راچل وهيتچوز كمان
ابتسم يوسف لها بخفة والتقط كفها يلثم ظاهره بحب فهى قطعة باقية من والده الراحل،
تدخل جلال فى الحديث بجدية
:- وعيلة العزازى وافقت عليك يا يوسف لما عرفوا أنك من عيلتنا
قطب يوسف جبينه بحيرة :- وإيه المانع؟
هزت أصيلة رأسها باستياء وزفرت بهم سنين متراكمة من الفقد والوجع حتى أصبحت
هى بعد وفاة أخر أشقائها كبيرة العائلة وحاملة همومها ... أجابت بآسف
:- أصل بينا مشاكل ياولدى
قطب يوسف جبينه وتسائل باهتمام : مشاكل إيه؟
جائت الإجابة من جلال حين قال بجدية
:- كان فى تجارة بينا وخسرنا صفقة كبيرة وفلوس كتير ...
وكل عيلة ركبت الغلط للعيلة التانية وحصل شبه قطيعة بين العيلتين
تفكر يوسف للحظات مسترجعاً حديثه مع الحاج سليم الذى رحب بزواجه من شمس
رغم معرفته بنسبه ولقبه بعد أن وضح له يوسف حقيقته كاملة ...
فيبدو أن الحاج سليم قد تجاوز هذا الأمر
بعد برهة رفع يوسف مقلتيه نحو جلال وقال بثقة
:- إن شاء الله كل حاجة تتصلح

*************

انفرد يوسف بعمته فى بهو منزل عائلة البدرى يتبادلان الحديث والأخبار عن العائلة
وعن يوسف وطبيعة عمله وحياته
ابتسمت أصيلة بحبور وهى تدعو له وتدعو لشمس التى كانت السبب الرئيسى
لعودته لبلدته ولم شمل الأسرة من جديد
:- ربنا يكرمك ياولدى ويكرم شمس ... سبحان الله ربك بيسبب الأسباب ....
وأهى كانت السبب فى رچوعك لبلدك
ابتسم يوسف بلطف وربت على كتفها بحنو، فى هذه اللحظه
ظهر جلال أمامهم بصحبه فتاتين فى مقتبل العمر
قامت أصيلة بتعريف يوسف على الفتيات وهى تشير نحوهم وبدأت بفتاة ملاصقة لجلال
صغيرة فى السن ترفع شعرها كديل حصان وتشع عينيها بالشقاوة
:- ديه ندى أخت چلال الصغيرة فى أولى كلية طب بيطرى
ابتسمت ندى بحماس وانطلقت ترحب بيوسف بود
:- أهلاً يايوسف أنا مبسوطه جداً أنى شفتك ... بابا الله يرحمه كلمنا كتير أوى عن عمى حسين
اتسعت ابتسامته ورد تحيتها بمثلها
:- وأنا كمان مبسوط أوى إنى بقيت وسطكم
أشارت أصيلة إلى الفتاة الأخرى، فتاة محجبة هادئة الملامح خمرية البشرة
وعلى وجهها ابتسامة رقيقة
:- وديه ياسمين بنتى مدرسة عربى فى مدرسة أزهرية إهنا فى البلد هى خريچة تربية الأزهر
ابتسمت ابتسامة رقيقة مرحباً بها بهدوء
:- حمدلله على السلامة يا يوسف نورت الدار
رد يوسف ابتسامتها بابتسامة مماثلة :- الله يسلمك يا ياسمين
وضعت أصيلة كفها على ساعده وأكملت تعريف الأسرة
:- ولسه كمان فى داكتور علاء ولدى الكبير بيشتغل ويكمل دراسته فى بلاد بره
ابتسم يوسف وأحاطها بذراعه بمحبة نابعة من افتقاده لدفء الأسرة وحنين لوالديه
:- ماشاء الله ربنا يبارك فيهم جميعاً
رفع كفها يقبله بحب ثم نظر بساعة يده وأردف معتذراً
:- سامحينى ياعمتى ...أنا لازم أمشى دلوقتِ
تغضن جبينها بتقطيبة رافضة رحيله بعد أن اجتمع الشمل أخيراً و قالت بعتاب
:- ليه ياولدى ..... خليك أتغدى معانا وبعدين الأصول تعيش هنا فى دارك ومكانك محفوظ بينا
صمت يوسف لبرهة وقد أدرك أنه لم يفكر فى الخطوة القادمة
فلا يصح أن يستمر فى بيت العزازى حتى يوم الزفاف
ومنزل أسرته موجود ولكن عذره كان فى جهلة عن طبيعة استقبال عائلته لعودته
وتقبلها لوجوده
أما بعد أن احتضنوه بترحاب واطمئن قلبه فعليه أن يُخطط للقادم و يدبر أمره....
قاطعت أصيلة أفكاره قائلة بحمائية
:- واچب تعيش فى دار أبوك ولا هتنك ضيف فى بيت حماك
(أشارت للطابق العلوى مردفة) الچناح اللى أبوك أتچوز فيه لساته على حاله ومش ناجصة حاچة
تهللت أسارير يوسف لكلمات عمته وشعر بالحنين لمكان ضم والديه يوماً ما...
فانحنى يحتضنها بدفء وقبل رأسها ثم قال بحماس
:- أنا هروح أبلغهم أنى هأعيش معاكم .... وأرجع على طول
تدخل جلال قائلاً بجدية :- أنا هاجى معاك أوصلك
شكره يوسف بتأدب :- شكراً يا جلال أنا هاتمشى فى البلد واتعرف عليها أكتر
تدخلت أصيلة بقلب متخوف على حياة يوسف المهددة الأن بالقتل
وخاصة أن خبر وصوله لن يلبث أن يذيع فى القرية خلال دقائق قليلة ... هتفت بإصرار
:- لاه ... چلال هيروح معاك ... ربنا يسترها عليك ياولدى
فهم جلال ما تشعر به عمته فربت على كتف يوسف بخفة وقال بمرح
:- ماتقلقش هفرجك على البلد وعلى أملاكنا وكل حاجة ياعريس
صفقت ندى بفرحة وقفزت لأعلى بشقاوة مرددة
:- عريس الله ..... طب مين العروسة يايوسف
تأمل يوسف ملامحها الرقيقة الشقية وقال بابتسامة خفيفة
:- شمس العزازى
رفعت ندى حاجبيها دهشة لبرهة ثم مالبثت أن رددت بسعادة
:- يعنى هتعيش معانا على طول .... مش كده
ضحك يوسف على انفعالاتها المتباينة بينما طوقها جلال بذراعه وهو يحاول إسكاتها
:- كفاية أسئلة يارغاية ... ارحميه شوية
زمت شفتيها بشقاوة بينما نهضت أصيلة ببطء فأسرعت ياسمين الهادئة بطبيعتها
لتسند والدتها بينما لسان أصيلة يلهج بالدعاء
:- ربنا يحميك يا ولدى ويبعد عنك الشر .... تروح تخبرهم وتعاود دارك طوالى
استشعر يوسف بسعادة عارمة وإحساسه بدفء الأسرة واهتمامهم
ينتشر بأوصاله يدغدغه برضا ومحبة... أومأ لعمته مردداً
:- إن شاء الله ياعمتى
التفتت أصيلة نحو جلال وقالت آمرة بجدية
:- من الصبحية تچيب عمال وتوضب چناح عمك للعرايس فى الدور التالت ....
شوف يوسف عاوز يغير إيه وتنفذ طوالى
أومأ جلال بطاعة مؤكداً على تنفيذ أمر عمته أما يوسف فطأطأ رأسه
وهو يترحم على والديه بافتقاد ويحمد الله على نعمة العوض وعلى ملامحه علامات الرضا
بعودته لجذوره وعائلته

*************
يتبـــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 09:57 PM   #95

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

قام يوسف بالإتفاق على كافة تفاصيل الزواج مع الحاج سليم فى حضور جلال
وتحت نظرات حسام المغتاظة رغم التزامه بالصمت طاعة لوالده
ولكنه لن يشعر بالراحة حتى يطمأن على شقيقته.
بعد عودتهم لمنزل البدرى اصطحب جلال يوسف للجناح الخاص بوالده...
دلف يوسف بخشوع فى المكان الذى تزوج فيه والده بوالدته وعاش به لسنوات
وقف يتفحص الجدران، الأثاث ... كل تفصيله صغيرة باشتياق لأهل المكان الراحلين،
تمتم بالدعاء لهم وأصابعه تتحسس الأثاث برفق ... يتلمس رائحة الأحباب
ربت جلال على كتفه برفق بعد أن شعر بمشاعر الأفتقاد الواضحة
على ملامح يوسف وقال بهدوء
:- الجناح مقفول من يوم ما عمى حسين ساب البلد .... وهو اللى كان مصممه بالشكل ده
(التفت ليوسف موضحاً) البيت زى ما أنت شايف على الطراز القديم وكان
كله عبارة عن غرف جنب بعض وفى كل دور حمام واحد ...
ولما عمى قرر يتجوز غير فى التصميم وفتح غرفتين على بعض وعمل حمام داخلى خاص
( فتح ذراعيه بستعرض الجناح بشكله الجديد مردفاً) وبقى الجناح بالشكل ده
( ابتسم بلطف وأردف بنبرة خافتة) ولما والدى أتجوز عمل جناح زيه بالظبط
تجول يوسف بنظره ببطء على كل ركن بالجناح بإعجاب....غرفة واسعة المساحة
تضم فى جانب غرفة النوم وعلى الجانب الأخر صالون مريح وجهاز تلفاز متوسط الحجم
قديم الطراز وفى ركن الغرفة باب يؤدى للحمام الخاص
قطع جلال تأمله قائلاً :- فكر .... تحب تغير إيه أو...آآآ
قاطعه يوسف بمشاعر اشتياق لوالديه الراحلين
:- لا .... مش هغير حاجة ( دار حول نفسه يُمعن النظر فى الأركان)
الجناح حلو أوى وذوقه عالى ورقيق وكفاية أنه ذوق والدى الله يرحمه
ابتسم جلال بتفهم وأومأ برأسه قائلاً بعملية
:- تمام .... بس على الأقل نغير الدهان اللى لونه بهت ده ... بكره هجيب النقاش ويبدأ فى الشغل ... مفيش وقت
جلس يوسف على الفراش ومرر أنامله برفق على حاشيته ثم قال بتأثر
:- أنا هبات هنا الليلة
ابتسم جلال متفهماً وقال بتأكيد
:- طبعاً ... اللى يريحك البيت بيتك وعمتى استغلت الوقت اللى قضيناه فى
بيت العزازى وأمرت البنات تنضف الجناح وتهويه
ضيق جلال حدقتيه متفحصاً جسد يوسف يقارن فرق الطول والبنية بينهما
فيوسف ضخم الجثة مقارنة بجلال نحيف الجسد رغم تقاربهم فى الطول ...
حك فروة رأسه مفكراً
:- أنا مقاسى مش زى مقاسك هدومى هتكون ضيقة عليك ....
هجيبلك جلابيه من بتوع والدى لغايه ما ننزل بكره نشتريلك هدوم
رفع يوسف نظره نحو جلال وابتسم له قائلاً بدهشة
:- جلابيه!! ... أنا عمرى مالبست جلابيه (نهض من مكانه ووضع كفه على كتف جلال)
بس يشرفنى البس جلابيه عمى
ربت جلال على ساعده عدة مرات بحبور ثم تسائل بحيرة
:- لغاية دلوقت مش فاهم أزاى تيجى البلد من غير هدوم ولا شنطة ولا حاجة
تنحنح يوسف بخفوت وأجاب داخل نفسه " آه لو تعلم كيف وصلت لهذه البلدة"
ابتسم بخفة ثم برر موقفه بما خطر على رأسه
:- أنا كنت جاى أطلب إيد شمس وأرجع على طول واتصورت إنى هرجع فى نفس اليوم
.... بس اتشجعت وقررت اتعرف عليكم يمكن تقبلونى وسطكم
قطب جلال جبينه مستنكراً وقال بلوم
:- أنت واحد مننا ... أزاى مانقبلكش (اقترب من يوسف ليردف بثقة)
أحنا دم واحد يايوسف ... وأتأكد أننا مبسوطين بوجودك معانا
(خبط على كتف يوسف بخفة وتحرك من مكانه)
هروح أجبلك الجلابية عشان تستريح شوية
غادر جلال الغرفة بينما وقف يوسف متخصراً يطالع الغرفة بشغف يتلمس بها رائحة الأحباب


*****************

فى الصباح التالى داخل مزرعة عائلة السمرى مترامية الأطراف والتى تحتل
مايزيد عن نصف مساحة القرية مما أعطاهم السلطة والزعامة على عموم القرية
تجمع رؤوس العائلة فى مقعد مفتوح يضم أرائك خشبية ذات وسائد زاهية الألوان
وطاولات خشبية صغيرة موزعة أمامهم تحت سقف من الخوص وجريد النخيل
ليوفر الظلال والتهوية للمكان بجانب إسطبلات الخيل العربى التى تخص العائلة
جلس بعض أفراد عائلة السمرى يتباحثوا فى أمور الأرض والأعمال والعائلة كالعادة
وكان حديث الساعة الأن الذى انتشر كالنار فى الهشيم خلال ساعات قليلة
هو عودة ابن عائلة البدرى للقرية وخبر مصاهرته بعائلة العزازى والفرح الذى سيُقام خلال أيام
قال سعيد السمرى موجهاً حديثه لشقيقة الأكبر عدلى كبير العائلة الذى
شارف على السبعين من عمره ويتصدر المجلس بملابسة الصعيدية التقليدية
بهيبتة وعظمته الطاغية وشاربة الأبيض الكث يستند بكفيه على عصى خشبية
من الأبنوس محلاة برأس من الفضة الخالصة توارثتها الأجيال عبر الأجداد ...
يتابع حديث شقيقه الأصغر بعيون ثاقبة وعقل متيقظ
:- لازمن يكون فى رد على رچوع ابن البدرى البلد ....
مش يخرچ أبوه هربان مُطارد ويرچع ولده يفرد جلوعه ويعيش وسطينا
تلاقى حاجبى عدلى بعبوس وكف يده الأيمن يتلاعب برأس عصاه الفضية وتسائل بجدية
:- أتوكدت هيعيش إهنا ولا هيعاود مُطرح ما چيه
زمجر سعيد بحمائية قائلاً بعصبية
:- وهيفرج فى إيه ياعدلى ... هنسيب هيبتنا تضيع بسببه ...
البلد كلاتها منتظره تشوف هنعمل إيه وياه بعد رچوعه ولازماً ناخد تارنا منيه
تدخل حمدى ابن سعيد باندفاع يعقب على كلام والده
:- كيف يضيع هيبتنا ولد الفرطوس ده ... والله مايسوى طلجة رصاص
رمى عدلى ابن شقيقه بنظره صارمة محذرة لعلو صوته فى حضرته وحضرة كبار العائلة ...
فأعتدل حمدى فى مكانه وتنحنح بخفوت مردفاً بمهادنة
:- عمى عدلى يأمر وأحنا ننفذ طوالى
رفع عدلى رأسه قليلاً يتطلع فى براح السماء يسبح فى ذكريات بعيدة جرت أحداثها
أمام عينيه ... عايش ماحدث أثناء الحادث الأليم وما تلاه من خراب ودمار طال الكثيرين
بأمر من والده سيد السمرى وكان له هو نفسه يد فى الدمار الذى لحق بالكثيرين طاعة لوالده
أرخى جفنيه لبرهة يتسائل بداخله "هل ستعود لما كنت عليه ياعدلى بعد مرور كل تلك
السنوات ... هل ستتحمل ذنوب أخرى وقد أوشكت على ملاقاة رب العالمين؟"
اقترب من الجلسة على صهوة جواده الابن الأكبر لعدلى (أحمد السمرى) الذى شارف
على الأربعين وتوقف بجانب الأسطبل ثم ترجل من فوق جواده برشاقة وثبات
ربت على عنق الفرس برفق وتركه لسائس الأسطبل ثم عدل من وضع الشال الصعيدى
المزركش على كتفه الأيمن وتقدم نحو المجلس بهامة عالية يزين جبينه عمامته البيضاء
ألقى السلام على الحضور وتقدم ليتخذ مكانه على يمين والده
فهو الوريث المنتظر للقب كبير العائلة بصفته بكرى أولاد عدلى السمرى
كما أنه المهندس الزراعى المشرف على جميع أراضى وأملاك العائلة ...
ما أن استقر بمجلسه حتى قال معتذراً بجدية
:- أعذرونى أتأخرت شوية ... كان ورايا شغل فى مزرعة المواشى كان لازمن أخلصه
تحدث أحد أولاد العموم الحاضرين المجلس يمدح بصدق
:- كان الله فى العون يا باشمهندز أحمد ... الشهادة لله أنت وأخوك فاروج اللى
شايلين المزرعة والمحصول وشغل التصديرعلى أكتافكم ... ربنا يبارك فيكم
انتفخت أوداج عدلى فخراً فسيرة ابناءه ذاعت فى البلدة بجديتهم وعدلهم ونجاحهم
بينما عبست ملامح حمدى وثارت حفيظته فقال بغيرة واضحة
:- وأنا ياعمى .... ما أنا وياهم يد بيد
قهقه الرجل يطالع حمدى بنظرة سخرية وقال بتهكم
:- لامؤاخذة ياحمدى ... أنت بتراعى مال أبوك وأملاكم أنت وأخوك ...
وباجى وجتك بتجضيه على الجهوة .... لكن أحمد وفاروج بيراعوا أملاكهم وأملاك العيلة كلاتها
(رمقه الرجل بنظره تهكم لعدم إكمال تعليمه وقال مردفاً) العلام حلو برضك
هب حمدى واقفاً معترضاً على كلام ابن عم والده وكاد ينفجر فى وجهه لولا يد والده سعيد
الذى جذبه ليجلس من جديد ثم رد باقتضاب ساخراً
:- حمدى كتر خيره بيراعى أملاكنا ... الدور والباجى على ولدك اللى هاچر وهمل أرضه
تحفز الرجل غضباً وأوشك خلاف على الاندلاع لولا صوت عدلى
الرخيم الهادئ الذى حسم الجدل
:- ربنا يبارك فى أولادنا چميعاً ... شالوا عنا هم الأرض وتعبها وأما اللى سافر...
فأهوه بيچاهد فى مكان تانى وكله يرفع شأن واسم العيلة
خيم الصمت عليهم للحظات كلاً يلملم غضبه وتذمره حتى تكلم سعيد
ليعاود حديثه السابق بإنفعال
:- المهم إحنا هنا اليوم نتحدد عن ابن البدرى اللى طايح فى البلد يمين وشمال
حرك أحمد مقلتيه نحو والده فخبر عودة يوسف البدرى شاع بالقرية منذ الأمس
ومنذ وصل الخبر لوالده تجهم وجه وطال صمته فى تفكر طويل دون الإفصاح عما يدور بخلده
زفر عدلى بخفوت وردد بصوت عميق وكأنه يحدث نفسه عابس الوجه
:- ابن حسين البدرى!! .... كل اللى حضروا اللى حُصل راحوا ... خالد وحسين
وحامد وأبوى سيد السمرى بچلالة جدره ... ماحدش بعيد عن الموت
(أردف بهمس لم يصل لغيره) ليه التار مايموتش معاهم
رست مقلتى أحمد على ملامح والده المتجهمة وظهر تجعد بجبينه ناتج من تقطيبه
تتكون على ملامحه وقال بغيظ دفين
:- حسين مات لكن التار مابيموتش يا بوى
لوى الأب شفتيه بابتسامة خفيفة ساخرة فقد تشرب الأحفاد بأقوال جدهم سيد السمرى
الذى رباهم على كره وبغض عائلة البدرى وقال بصوت خفيض
:- التار .... كيف النار فى الحطب ياولدى ماتسيبه إلا رماد
أكمل بهمس مرير لم يصل سوى لأذن ولده المجاور له
:- رماد كيف جلبى المحروج
شعر أحمد بمرارة الحزن تكتنف والده فهب واقفاً يهتف بعصبية
:- مصير الحى يتلاجى .... والتار هيدفعه ولد حسين البدرى ... العرف بيجول إكده
رفع عدلى رأسه ليتأمل ابنه الواقف أمامه بعنفوان شبابه، لقد كان فى يوم من الأيام
مثله تُحركه عصبيته وقبليته ولكن الأن وقد شارف على مغادرة الحياة
لا يدرى هل كان على خطأ أم صواب!! ورغم ذلك الإحساس إلا أنه يجب أن يرضخ
للعرف السائد وإلا قُذف بالجبن والتخاذل فى مجتمعه وخاصة وهو رأس العائلة
تحمس حمدى مع كلمات ابن عمه فقال بغل شديد
:- هو ده الحديت ... هناخد تارنا ونرفع راسنا فى البلد
ابتلع عدلى غصة تحمل مرارة السنين وطالع الوجوه المترقبة لقراره
فألقى سؤال يعلم جوابه جيداً
:- ومين فيكو اللى هيجدم ولده ياخد بالتار
صمت حل على الرجال وكأن على رؤوسهم الطير، يتبادلون النظرات المترقبة
وكلاً يفكر فى أبناءه... هل يستطيع التضحية بأحدهم من أجل ثأر قديم!!
ربما منذ سنوات مضت وفى زمن سيد السمرى ومن عاصره كان تسارع الرجال فى التنفيذ
لكن اليوم وبعد أن ساد الهدوء والرخاء لسنوات بعد موت سيد السمرى
وتولى عدلى رئاسة العائلة الأمر اختلف كثيراً خاصة بعد أن ظهر جيل جديد من الشباب المتعلم
تبرع أحد أولاد العموم بالإجابة ليلقى الحمل على أكتاف عدلى كالعادة
:- ومين أحج بالتار منيك ياكبير ... الجتيل أخوك خالد الله يرحمه وأنت أحج به
راقب أحمد والده بدقة فى انتظار الأمر، فهو على استعداد لطاعة والده
فى أى أمر يحافظ على هيبة واسم عائلته
تبسم عدلى بخفة فهذه الإجابة التى توقعها لذا قال بمكر
:- زين ... يبجى تهملوا الموضوع ده دلوك لغاية ما أجرر (أقرر) نفتحه مرة تانية
تجهم وجه سعيد وقطب حاجبيه بحقد لينطلق بحمائية
:- كيف تجول إكده ياعدلى ... أنت رايد تلبسنا العار ولا إيه
(لوى شفته باستهزاء مستطرداُ)
ولا تكونش مخلوع على ولادك الباشمهندز أحمد ... والأستاذ فاروج
تقابلت مقلتى عدلى مع حدقتى شقيقه الأصغر وهو أعلم بما يضمره من غل وحقد
وعصبية توارثها من والدهم... ثم رفع ذقنه عالياً قائلاً بشموخ
:- أديك جولت ... باشمهندز وأستاذ يعنى أصحاب علام وعجل الزمن غير الزمن ياخوى ...
ولازمن نفكر وندبر (رمقه بنظره تحدى ماكرة وأردف)
ولو مستعچل ضحى بواحد من ولادك ما خالد الله يرحمه أخوك برضك
ضيق سعيد حدقتيه بسخط فقد حاصره عدلى بتفكيره الماكر بينما اندفع حمدى بحدة ورعونة
:- طبعاً مستعچل ياعمى ليه نصبر تانى ... الصبر أشتكى منينا....
سنين طويلة مرت وأحنا صابرين بعد ماهرب حسين الچبان ....
واليوم چه وجت الحساب (صلب حمدى ظهره ليقول بتكبر) ديه سمعه العيلة ياكبير العيلة
رمقه أحمد يناظره بعنفوان وحجة
:- سمعة العيلة نار على علم ياحمدى ... ومفيش داعى تنفخ فى النار
(حرك رأسه نحو والده ليردف بثقة) واللى يأمر به الكبير يتنفذ
وكأن أحمد يعطى إشارة لوالده على استعداده لإطاعة أمره فى الأخذ بالثأر والتضحية بنفسه
تابع عدلى حديث ولده بعيون حزينة وبحلقه مرارة تكوى جوفه،
هاهو باب الانتقام والأخذ بالثأر قد فتح أبواب جحيمه من جديد ونفوس شباب العائلة
بعنفوانها واندفاعها ستؤجج هذه النار التى لن تخمد بسهولة
أرخى عدلى جفونه وأرتكز بكفيه على رأس عصاه متمتماً فى سره
" لماذا عدت يا ابن البدرى؟ .... عدت لتؤرق هدوء أيامنا وتفتح باب الثأر من جديد"
زفر حمدى بحنق ثم قال بخنوع لحديث أحمد
:- أمر عمى على الرجاب طبعاً (تغيرت ملامحه للشر وقال بابتسامة ساخره )
لكن ابن البدرى مش هيشوف يوم مليح فى البلد ديه
لم تتبدل ملامح أحمد الذى يتابع الحديث بجدية بينما رفع سعيد كفه يربت على كتف
ابنه باستحسان قائلاً بتفاخر :- ربنا يبارك فيك ياحمدى
أما عدلى فأحنى رأسه أرضاً وحوقل بخفوت ....
ربما أصابه الكبر بالوهن والضعف لذلك يشعر برفض ماهو آت من أحداث
ولكنه مغموس بها على أى حال

***********

مر يومان استقر خلالهما يوسف فى منزل عائلة البدرى يصاحبه جلال معظم الوقت
والذى قام بتعريفه على ممتلكات العائلة التى تتمثل فى حديقة كبيرة للفاكهة
وحظيرة للمواشى وبعض الأفدنة الزراعية
كما شرح له ظروفهم المادية المتعثرة فى الوقت الحالى بعد عده إخفاقات
أخرها تجارتهم الخاسرة مع عائلة العزازى
شعر يوسف بالمسئولية نحو أسرته وحتمية انتقاله معهم لمؤزارتهم ومشاركة جلال
فى تحمل مسئولية الأسرة
تنهد يوسف بقوة متسائلاً "ماذا لو لم يقابل شمس ولم يحدث ما حدث،
كان سيقضى ما تبقى من عمره بعيداً عن عائلته وجذوره" أصابه شعور بالتردد والقلق
حين تذكر شمس فغداً يوم زواجهم الذى لم يعمل له حساب
لا يدرى لمَ أنطلق لسانه فطلبها للزواج فى لحظة شهامة منه،
هل يكفى شعوره بالتعاطف معها للزواج!!
لا يُنكر أنه معجب بقوتها فى الدفاع عن نفسها ولكن التعاطف والإعجاب لا يكفيان للزواج ... لايكفيان أبداً
رفع أصابعه يمررها فى شعره القصير وزفر بقوه، لا يدرى ماهيه شعوره الحقيقى نحوها؟
يشعر أنه يجرى فى سباق من تدفق الأحداث من حوله خلال الأيام السابقة...
بداية من لقائه الغريب بشمس، واختطافه ليعود لبلدته ثم التسرع فى طلب يدها للزواج
ورغم شعوره بدفء مشاعر عائلته واحتوائهم له إلا أنه يرى فى نظراتهم التخوف
والتوجس خشية من عودته الغير متوقعة وما قد تجره عليهم من ويلات الأخذ بالثأر
رفع كفيه يمسح على وجهه ثم رفع ساعة يده ينظر لxxxxبها فعليه التوجه
لمحطه القطار لاستقبال أصدقائه الذين دعاهم لحضور زفافه، فنهض
لاستقبالهم هارباً من أفكاره التى تدفعه للجنون

*************

تفاجأت شمس بمكالمة تليفونية من سحر زميلتها بالجامعة التى تُلح فى الإتصال
منذ عدة أيام بالرغم من تجاهل شمس لمكالمتها وبعد عدة محاولات
وبعض الرسائل المتوسلة أن تُجيب اتصالها، ثار فضول شمس لتجيب عليها وربما رغبة منها
فى توبيخ تلك التى كانت تعتبرها صديقة مخلصة فى يوم من الأيام فساقتها للذبح بدم بارد
أجابت شمس بحدة بعد رنين متصل من هاتفها المحمول
:- أنتِ ليكِ عين تكلمينى بعد المصيبة اللى وقعتينى فيها
شهقت سحر باستنكار قبل أن تُجيب بهجوم واضح وكأنها فى حلبة مصارعة مع شمس
:- أنا ياشمس .... أنتِ اللى وقعتينى فى مصيبة لما كنتِ هتموتى هشام
وأنا فى الشقة معاهم .... مافكرتيش لو البوليس قبض علينا كان هيبقى موقفى إيه!!
اتسعت مقلتى شمس لجرأة بل وقاحة تلك الفتاة فقالت بحنق
:- أنتِ السبب فى كل اللى حصل من الأول .... ارتباطك باللى اسمه خالد ده ....
وبعدين قعدتى تزنى على ودانى عشان ارتبط بالزفت هشام وكل ماتقابلى
خالد تدبسينى فى القعدة مع هشام لغاية ما ضحكتوا عليا وخلتونى أصدقه
وصل صوت قهقهات سحر المستهزئة عبر الهاتف
ثم شنت هجوم بارد اللهجة على شمس قائلة
:- وأنا ضربتك على إيديك عشان ترتبطى بيه ....
أنا مالى أنا قلتلك أنه معجب بيكِ وبيحبك وبس ..... هو اللى عجبك وارتبطوا ببعض أنا مالى
تحشرج صوت شمس وهى تتذكر الفخ الذى كادت تقع به فقالت من بين أسنانها ببغض حقيقى
:- وزنك على ودانى عشان أروح معاكِ لوالدة خالد بدل ماتتفضحى ....
وفى الأخر أكتشف أنها شقة خالد وعايش لوحده وكل كلامك مجرد تمثيلية ....
وبعدين أتخليتى عنى لما أتهجم عليا هشام وصرخت وأستنجدت بيكِ وبخالد
وماحدش فيكوا حاول ينقذنى من بين إيديه
لوت سحر شفتيها بإمتعاض ثم بررت بوقاحة مستفزة
:- وأنا أعرف منين؟ .... مش يمكن تكونوا واخدين تهزروا كده ولا متجوزين حتى
"أخرسى" صرخت بها شمس بكل قوتها وهى تهب واقفة فى مكانها قبل أن تُردف
:- أنتِ فاكرانى زيك بفرط فى نفسى بحتة ورقة مالهاش قيمة .....
أنا غلطت لما سمعت كلامكم وأتساهلت فى كلامى مع هشام ووثقت فى كلامه ....
أفتكرته راجل بجد وعاوز يتجوزنى ولولا زنك على ودانى وحرصى على سمعتك اللى أنتِ
ماحفظتيش عليها ماكنتش روحت معاكِ الشقة القذرة ديه
نفخت سحر بكل قوتها بنفاد صبر قائلة بحنق
:- المهم أن حصل خير وخرجتى سليمة وأنا اللى كنت هروح فى داهية
بسببك بعد ماطعنتى هشام
رفعت شمس كفها تمسح على جبينها بإنزعاج هاتفة بغيظ
:- أنتِ مجنونة .... يعنى عاوزه تغلطينى أنا بعد كل عمايلك ....
أنا مش عاوزه أعرفك تانى وماتتصليش بيا تانى
صُدمت سحر من رد فعل شمس فكانت تعتقد أنها تستطيع التأثير عليها كالسابق
وكل ماترغب فيه الأن أن تُحسن صورتها فقط حتى تأمن جانبها ولا تفضحها أو تنتقم منها
كما فعلت أسرتها بهشام الذى عاد لمنزله فى حاله يُرثى لها من الفزع والهذيان
وتم إيداعه بمشفى نفسى حتى يستعيد وعيه ويتماثل للشفاء مرة أخرى
... ازدردت ريقها تحاول التأثير على شمس فقالت بانكسار
:- ليه كده ياشمس ده أنا بكلمك عشان استسمحك وبعدين أنتِ عارفة خالد فرصة ليا ....
شاب غنى وهينتشلنى من الفقر .... أنتِ غنية مش فارق معاكِ لكن أنا لأ ....
يادوب عايشين على الأد .... كان لازم أوافق على كل كلام خالد عشان أضمن أنه يتجوزنى
زفرت شمس بقوة وقد لانت حدة صوتها قائلة بهدوء
: وتفتكرى هيوفى بوعده .... اللى زى خالد ده سارق للأعراض ومادام عرف يوصلك
من غير جواز وياخد اللى هو عاوزه .... يبقى إيه اللى يخليه يتجوزك رسمى
زفرت بضيق غير متقبلة للحديث بأكمله ولكنها أردفت بآسى
:- ياريتك أخدتى رأيى قبل ما ترمى نفسك فى حضنه فى الحرام
صرخت سحر بحدة ناهرة وقد جن جنونها
:- ماتقوليش حرام .... ده جوزى حتى لو عرفى وصحابه شاهدين على الجواز
وهشام كان واحد منهم
أخفضت شمس صوتها بحسرة على صديقتها المخدوعة أو التى تخدع نفسها بنفسها
... وقالت بتهكم
:- هشام!! .... عديم الشرف اللى حاول يعتدى عليا غصب .... هو ده الشاهد على جوازك
..... فى وقت الجد أكيد هيقف فى صف صاحبه مش معاكِ
ترقرقت الدموع بمقلتى سحر دون أن تشعر ففى قرارة نفسها تعلم فداحة فعلتها
وتخشى عواقبها ولكن رغبتها فى إصطياد عريس غنى ينتشلها من فقرها كانت أكبر
من توبيخ ضميرها الذى غض البصر وراح بثبات عميق أملاً فى وعد كاذب


************
يتبـــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 09:58 PM   #96

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

فى بهو المنزل كانت أصيلة تسائل بتخوف جلال الجالس بجانبها
:- يعنى البلد كلاتها علمت أن يوسف عاود
هز رأسه بالإيجاب وقال بثقة
:- أكيد ياعمه ... ما أنتِ عارفة مفيش حاجة بتستخبى فى البلد
شبكت كفيها بتوتر وتمتمت بخفوت :- ربنا يسترها من عنده
تأملها بتفهم فهذا السكون الذى يحيط بهم ربما يسبق عاصفة لا يستطيعون
مواجهتها وربما تُدبر عائلة السمرى الأن أمر جلل رداً على
عودة يوسف ابن حسين البدرى الفار من الثأر.
مد كفه يربت على كفها برفق قائلاً بنبرة مطمئنة
:- إن شاء الله خير ... أبويا دايماً كان بيقول أن عدلى السمرى غير أبوه ...
خلينا نتفائل خير
سحبت نفس طويل تهدأ أوصالها وتمتمت برجاء ونظرها فى السماء
:- يفعل الله مايريد .... يفعل الله مايريد
أعتدل جلال فى جلسته حين لمح يوسف يهبط الدرج ثم أقترب منهم وألقى التحية
عليهم قبل أن ينحنى يلثم كف عمته الدافئ بحب واتخذ مكانه على الجانب الأخر لعمته
ربتت على ساقة بقوه وقد تماسكت وأخفت شعورها بالخوف عليه لتظهر سعادتها بوجوده بينهم
:- عچبك چناح أبوك ياولدى ... لو ناجص حاچة جول مفيهاش كسوف الچواز خلاص بكره
أشرق وجه يوسف فذلك الجناح البسيط أحتوى والديه يوماً فى بداية حياتهم
وبث فى نفسه راحة وسكينة خلال الأيام التى قضاه به...
راحة أفتقدها منذ زمن لذلك قال بدفء
:- أبداً ياعمتى أنا مرتاح فيه أوى .... الحمدلله
أطرقت أصيلة وتنهدت بقلة حيلة
:- كان ودى أوضب الدار كلاتها والچناح لاستجبال عروستك ... ده أحنا بجالنا سنين
مفرحناش .... بس العين بصيرة واليد جصيرة
تأمل وجهها المحبب بتعاطف وأحتضن كتفيها قائلاً بود
:- إن شاء الله نعمل كل اللى تتمنيه ياحبيبتى ...... وأنا مبسوط أوى فى الجناح
... كفاية أنى حاسس بريحة أبويا وأمى فيه
دعت لهم بالرحمة ودعت له بالسعادة فى زواجه بصوتها الدافئ الحنون
أحنى رأسه بصمت يتفكر فى مشاعر الحيرة التى تتلاعب برأسه فى أمر هذا
الزواج السريع ولكنه ملزم به وسيوفى بكلمته
صوت جلال أخرجه من شروده متسائلاً
:- صحابك هيوصلوا أمتى؟ ألقى نظره سريعة على ساعة يده ثم أجاب
:- القطر هيوصل بعد ساعة تقريباً
خبط جلال على ساقيه ونهض بهمة
:- تمام يادوب نتحرك دلوقت لمحطة القطر
نهض يوسف بدوره يستعد للمغادرة أما أصيلة فألقت أوامرها مؤكدة
:- تستجبل صحابك وتعاود طوالى .... النهاردا ليلة الحنة وهدبح عچلين واحد
لرچوعك لينا بالسلامة وواحد لأچل چوازك
قبل رأسها واحتضنها بذراعيه القويتين بقوة كادت تهشم عظامها المتعبة
فتلك المرآة بدفئها وحنانها عوضته كثيراً عن فقده لوالدته ....ثم هتف بحماس
:- ربنا يخليكِ ليا يارب
خبطت على ساعده بضعف مستغيثة من احتضانه لها بمزاح
:- هتكسرنى فى يدك ياولدى ... هو أنا شباب كيفك ربنا يبارك فى شبابك وجوتك
ضحك يوسف وهو يطلق سراحها ويغازلها بمرح
:- أنتِ أحلى من كل الشباب ياقمر أنتِ
ضرب جلال كفاً بكف ثم انطلق يشاكسهم
:- خلاص راحت عليك يا جلجل وبقى ليك منافس فى حب عمتك
قهقه الجميع على مزاح جلال بينما رفعت أصيلة كفها تربت على ذراع جلال مردده
:- ربنا يبارك فيكم يا ولاد ويفرحنى بيكم
ثم أردفت لتأمر بجدية :- چلال .... أوعاك تعوق لسه هندبح ونچهز الوكل للناس
أشار جلال لعينيه الواحدة تلو الأخر مردداً بطاعة :- عينيا ياعمة
تمسكت بأذرع الشباب كلاً من جهة وأكملت باهتمام وقلق
:- خدوا بالكم من بعض ياولاد ... ربنا يسلم طريجكم
أومأ جلال بابتسامة مطمئناً أما يوسف فربت على كتفها بحنو
:- ماتقلقيش ياعمتى .... ربنا هو الحارس

****************

فى منزل السمرى فخم البناء، شاسع المساحة ... أشبه بقصور العصر الماضى
بمساحته الكبيرة تحيطه حديقة غناء بأشجار الفاكهة المثمرة والزهور المتفتحة
وفى غرفة مكتب عدلى الذى يجلس يتفكر فى هدوء فى قرار مجلس العائلة
بما يخص عائلة البدرى، يتمنى فى قرارة نفسه لو استطاع إيقاف نزيف الدم
ويلوم عودة يوسف للقرية التى أشعلت نار الثأر من جديد
طرقات على الباب تبعها دخول أحمد الغرفة وهو يلقى التحية بود ثم توجه ليجلس بمقعد
وثير قريب من والده وبعد القليل من الحديث عن سير العمل تسائل عدلى بغموض
:- أخوك عاود البلد عشية ... عرف حاچة؟
تجعد جبين أحمد قاطباً حاجبيه وهتف بحدة
:- ولو عرف هيُحصل إيه يعنى؟ .... فاروج شديد وعجله كبير وطوع لينا
تطلع عدلى لعنفوان وعصبية أكبر أولاده الذى يتمسك بالتقاليد والأعارف
كما رباه جده سيد السمرى
وهاهو أمامه الأن رجل ذو هيبة، متعلم ومثقف ولكنه لا يعرف للمشاعر مكان...
حتى أن والدته من اختارت زوجته (ابنة خالته) ووافق هو بكل بساطة فلا فارق
عنده بين أمرآة وأخرى فأمر الزواج لم يكن يعنيه من الأساس
عكس شقيقه الأصغر فاروق الذى أصر على الزواج بابنة عمته رغم إعتراض والدته
لكنه تمسك بها وأصر على الزواج بمن يحب
هز عدلى رأسه بحيرة يخشى على ولده من نفس مصيره...
نفس أخطاءه وذنوبه التى تُثقل كاهله الأن... فقد كان يماثله فى القوة والعنفوان
والعصبية والأن وقف أمام أفعاله ليحاسب نفسه عليها قبل أن يُحاسب من العزيز الجبار
قطع أفكاره دلوف فاروق للغرفة ملقياً السلام بعد أن طرق الباب بخفة
ثم اتخذ مكانه بجانب شقيقه الأكبر
رحب عدلى بابنه الأصغر فاروق
:- حمدلله بالسلامة ياولدى ... طولت الغيبة المرة ديه
ضحك أحمد بمرح وقال مشاكساً
:- مايطولش ليه يا أبوى ديه أسكندرية ... عروس البحر المتوسط
ضحك ثلاثتهم بمرح وقال فاروق مدافعاً عن نفسه
:- والله الشغل عطلنى وروتين المينا والچمارك ... ما أنتوا عارفين
صدقوا على كلامه بإيماءة رأس ثم بادر شقيقه بالحديث عن الأعمال التى سافر لأجلها
بينما يجلس فى مواجهتهم والدهم يتأمل ولديه بفخر وقد أصبحوا رجال يحملون عنه
المسئولية ... مسئولية العمل ومشاكل العائلة وركن هو للهدوء والتأمل فى حياته الطويلة
ليواجه أخطائه ويستغفر لنفسه ... كيف يستطيع التضحية بأحدهم
بعد أن أصبح لكل منهم أسرة وأولاد
انتبه عدلى على تساؤل فاروق لشقيقه الأكبر
:- عملتوا إيه مع ابن البدرى!! ... البلد كلاتها بتتكلم عن ر چوعه
ابتسم شقيقه بخفه وقال متهكماً
:- لحجت تعرف!! ... على أى حال ماتجلجش هنتصرف معاه
تشنجت أعصاب فاروق وهتف بعصبية
:- أقسم بالله اللى هيجرب من شىء يخصنى مالوش عندى غير الموت ...
أنا مش هفرط فى ملكى
أرخى والده جفنيه لثانية ... يتجرع نتيجة البغض والحقد اللذان
زرعهم والده سيد السمرى فى أحفاده ثم قال برزانة
:- ماحدش هيمسك ولا يمس اللى يخصك يافاروج .... اطمن
خبط أحمد على كتف شقيقه بعزم قائلاً بحزم
:- كل شئ هينتهى عن جريب ... طمن بالك
التزم فاروق الصمت رغم تجهمه وعصبيته الواضحين

*************

فى محطة القطار أستقبل يوسف أصدقائه بترحاب ومرح وعرفهم على ابن عمه
قبل أن يستقلوا السيارة وينطلقوا بها
فى السيارة التى يقودها جلال أنهالوا على يوسف بالعديد من التساؤلات حول سرعة
قرار عودته لبلدة والده وزواجه المفاجئ ... أسكتهم صائحاً فى وجوههم
:- بالراحه شويه كل ديه أسئلة ... هحكيلكم كل حاجة بس نوصل البيت ونريح شويه
ابتلع عماد ريقه فى تلذذ ومرر يده على معدته هاتفاً
:- يوسف عاوزين فطير وعسل و قشطه بقى .... ده أحنا فى الصعيد أهل الكرم كله
مد صفوان كفه على كتف يوسف الجالس بالمقعد الأمامى للسيارة بجانب جلال وهتف مؤكداً
:- أيوه ياچو أنا داخل على جواز وعاوز أتغذى
قهقه يوسف عالياً وهتف مازحاً بسخرية :- أنت جاى تتغذى هنا
تابع جلال مشاغبتهم بهدوء وابتسامته تشق ثغره ثم قال مطمئناً
:- ماتقلقوش بكره الفطار فطير وعسل وقشطة وكل اللى أنتواعاوزينه ......
والنهاردا فته ولحمه وروانى صعيدى
فرك صفوان كفيه بمرح وقال بحماس
:- هو ده الكلام .... الواحد يرم عضمه شوية
خبط يوسف على جبهته بكف يده وقال ضاحكاً
:- الله يكسفكم ياجعانين .... المهم جبتوا البدلة؟
أقترب عماد برأسه من مقعد يوسف مؤكداً
:- طبعاً يامعلم .... هتعجبك أوى ... هتاكل منى حته
قطب يوسف حاجبيه وأدار رأسه ليواجهه متسائلاً بتعجب
:- نعم!! .... تاكل منك أنت ليه؟
عاد عماد بظهره ليتكأ فى مقعده ونفخ أوداجه مجيباً بثقة
:- ما أنا قستها عليا وظبطها ... تحفة عليا
تجهم وجه يوسف و رمقه بنظره مستنكرة من منبت شعره لأخمص قدميه ...
فعماد أقصر قامة وأنحف جسداً ... هتف به ناهراً
:- يخرب عقلك يامصيبة أنت .... هو أنت مقاسى ... كده البدلة هتبقى شورت عليا
..... ده لو قفلت عليا أصلاً
تعالت ضحكات الجميع على كلامه بما فيهم عماد الذى غمز بعينه اليسرى مردداً بخفة دم
:- ماتقلقش ياعم هركليز .... أنا قستها أشوف نفسى فيها يمكن عقدتى تتفك
و أتجوز أنا كمان ... وجبتلك المقاس الأكبر
تناول يوسف علبة المناديل بجانبه وألقاها بوجه عماد بغيظ على مشاكسته
فضحكوا جميعاً بصخب وهم يتمازحون سوياً طوال الطريق

**************

فى فيلا العزازى وتحديداً فى غرفة شمس دخلت فرح بسعادة وهى تصفق بكفيها
وتدندن بأغانى الأفراح ثم هتفت لشقيقتها المتقوقعة على نفسها منذ قرار زواجها بيوسف
:- قومى يا عروسة بقى ... عاوزين نحضر شنطتك هنبعتها بيت البدرى النهاردا
رفعت شمس رأسها بإحباط تطالع شقيقتها وهى جالسة على الفراش
تضع يدها على خدها
:- سيبنى فى حالى يافرح ..... كفاية اللى أنا فيه
قفزت بجانبها بشقاوة وغمزت لها بمشاكسه
:- إيه اللى أنتِ فيه هتجوزى راجل جامد أخر حاجه يا بنت المحظوظة
رمقتها شمس شزراً فأسرعت برفع كفيها معتذرة وأعادت كلماتها سريعاً
:- أقصدى يا محظوظة .... يا محظوظة حلو كده
دخلت عليهم نسمة وهى تضع يدها على بطنها وعلى وجهها علامات الآلم
:- بتعملوا إيه يابنات؟
تابعتها شمس وهى تراها تتحرك ببطء وآلم فسألتها بقلق
:- مالك يانسمة .... أنتِ تعبانة!!
اقتربت نسمة من الفراش وجلست ببطء بعد أن أفسحت فرح لها المكان وقالت بتألم
:- ابن أخوكِ متعب جوى
ضحكت فرح بمشاكسة وقالت بخفوت :- طالع لأبوه
نهرتها نسمة سريعاً بعتاب :- أخص عليك يافرح تجولى على أخوكِ إكده ....
ده مفيش أحن منيه فى الدنيا
لوت شمس طرف شفتيها وردت بتهكم :- حنين أوى
عبس وجه نسمة وحاولت النهوض هاتفه بعتاب
:- بس يابنات والله أزعل منيكم وأقوم وأسيبكم .... هو عشان راچل حمش وچد مش عاچبكم
احتضنتها فرح من الخلف سريعاً لتجبرها على الجلوس وهمست برومانسية
:- يا حلاوة الحب ... مش طايقة عليه كلمة .... ده أخونا على فكرة مش جوزك بس
تأملتهم بتحدى وهى تطحن بيديها بمشاكسة
:- أيوه بحبه وبعشجه كمان مش چوزى وابن عمى
ثم أردفت وهى توجه الحديث لفرح زاجره :- وبعدين أنتِ مالك ياعيلة أنتِ بالحب والچواز
.... لما تكبرى ابقى اتكلمى
غمزت فرح بلؤم وأطلقت تنهيدة طويلة ثم عادت للمشاكسة
:- ياسلام على الحب ياسلام
ضيقت نسمة عينيها بمكر وهو تخبط فرح بخفة
:- اتحشمى يابت أنتِ
تفادت فرح الضربة برشاقة وهى تقفز مبتعدة عن يد نسمة وردت بمشاكسة
:- خلاص ياستى ربنا يسعدكوا وتفضلوا تحبوا بعض طول العمر
رمقتها شمس بتفكر و تنهدت بقوه
:- يابختك يانسمة بتحبوا بعض من وأنتوا صغيرين
غمزت نسمة بشقاوة متفحصة شمس بمكر أنثوى
:- وأنتِ مابتحبيش يوسف إياك!!... ده أنتِ كنتِ هتودى روحك ويوسف
وحسام فى خبر كان بعمايلك المچنونة لاچل ماتشوفيه
تنهدت شمس بقيلة حيلة وأجابت بشرود
:- أنا مش فاهمة نفسى ..... كنت فاكره أنى بحب هشام بكلامه الرومانسى
وشكله الوسيم وحركاته الرومانسية بس بعد اللى حصل عرفت إنى مخدوعة
وأضحك عليا بكلام معسول وكام ورده .... لكن يوسف راجل بجد سند وشهم
(سرحت بنظرها فى نقطة بعيدة تتسائل بحيرة)
كان نفسى اتجوز انسان أحبه ويحبنى لكن دلوقتِ أنا بجد مش عارفة أنا عاوزه إيه؟
(عادت بنظراتها لنسمة تردد بحيرة) أخرتها هتجوز شفقة ... تدبيسة ...
يوسف ادبس فيا بعد اللى حصل
اقتربت نسمة برأسها منها تسائل بخفوت
:- المهم أنتِ رايدة الچواز منيه ولا لاه
رفعت شمس نظراتها بحيرة تتأمل وجه نسمة وتفكر فى إجابة هذا السؤال الصعب
ثم اجابت بعد برهة
:- أنا مش عارفة ... يوسف شهم وراجل وأى بنت تتمناه ولو فى ظروف تانية ...
كنت وافقت عليه بدون تردد (طأطأت رأسها تتلاعب بأناملها بشرود)
لكن فى الظرف ديه وبالشكل ده!!
قطعت حديثها لتتنهد بحزن وصمتت لا تدرى ماذا تقول
مدت نسمة كفها تربت على ساق شمس برفق وقالت بثقة
:- المهم أنه عچبك كراچل وواثقة فى أخلاجه
(رفعت شمس نظراتها تتابعها باهتمام حيث أكملت نسمة) وموافقة على الچواز
همت شمس للمقاطعة ولكن نسمة أردفت بإصرار
:- طريجة الچواز أو الطريجة اللى اتعرفتوا بها على بعض ديه أمر ربنا مالناش فيه
.... ربك بيچمع الشامى على المغربى
مسحت شمس على شعرها وثبتت أطرافه خلف أذنها ثم تسائلت بتوجس
:- يعنى ممكن يحبنى ... ممكن يا نسمة بعد كل اللى حصل
اقتربت فرح التى تابعت الحديث بصمت تضم كتفى شقيقتها بحب صادق وهتفت بتأكيد
:- طبعاً يحبك ويعشقك كمان ياحبيبتى
ابتسمت شمس بتأثر بينما قبضت نسمة على كفها بحنو وقالت بثقة
:- هيبقى چوزك ويتقفل عليكوا باب واحد يبجى شطارتك تخليه يحبك ...
وتنسيه كل اللى حُصل وتتهنوا مع بعض
فردت شمس ظهرها ولمعت مقلتيها بأمل ثم سألتها برجاء
:- بجد ... بجد هيحبنى
رفعت نسمة حاجبها بمكر أنثوى وهزت رأسها بثقة
:- طبعاً يحبك ... ده أنتِ جمر هو هيلاقى كيفك فين ...
بس أنتِ بجى دلعيه وهنيه وبلاش الچنان بتاعك ده
بدأت الابتسامة تتسلل لثغر شمس بأمل فى حياة جديدة وحب جديد ... حب صادق
حدقت شمس فى مقلتى نسمة بتسائل صامت، فرفعت نسمة حاجبها
مع حركة بسيطة من عنقها وهى تلوح بأصبعها فى الهواء قائلة بنبرة العالم ببواطن الأمور
:- صدجينى .... أنا فاهمة الرچالة مليح
ضمت شمس شقيقتها بقوه وأضاء قلبها بنور الأمل فهبت ناهضة فوق الفراش
ثم هتفت بسعادة
:- هحضر الشنط وأجهز نفسى حالاً
رفعت الفتاتان رأسيهما يرمقان شمس الواقفة فوق الفراش كتمثال أحد الميادين
وتعالت ضحكاتهم بمرح
أسندت نسمة ظهرها بيدها وهى تضحك هاتفه بهم
:- آآآه... هتولدونى جبل معادى
طرقات على باب الغرفة دلفت بعدها سعدية التى تعمل خادمة بالفيلا
وهى تطلق الزغاريد وهتفت بسعادة
:- صباح الجشطة ياست العرايس ده هيبجى فرح يحكوا ويتحاكوا عليه فى البلد كلاتها
التفتت نحوها شمس وهى تعاود الجلوس على الفراش وسألتها باهتمام
:- خير ياسعدية .... إيه اللى حصل؟
لوحت سعدية بيديها بفرح وقالت بحماس
:- الحاچة أصيلة دابحه عچلين وهتفرجهم على أهل البلد كلاتهم ...
ده غير العزومة لكبرات البلد فى بيت البدرى عشان يتعرفوا على سى يوسف ربنا يحميه
سألتها فرح بفضول :- عرفتِ منين ياسعدية؟
نفخت سعدية صدرها وقالت بثقة من يعلم بكل ما يجرى فى البلدة
:- من سى يوسف ذات نفسه .... ماهو چاى يعزم الحاچ سليم و سى حسام
..... طبعاً أهل العروسة لازمن يبجوا موچودين
تفاجأت شمس فقد انقضى قرابة أسبوع ولم تعرف أى أخبار
عن يوسف سوى إنتقاله لمنزل عائلته
انقضت على سعدية قفزاً من فوق الفراش وقبضت على كتفيها تهزها بقوة متسائلة بلهفة
:- هو فين يا سعدية؟ فين؟
فزعت سعدية منها وأشارت بأصبع مرتجف على الشرفة
:- تحت فى الچنينة
هرعت الفتيات على الشرفة متتابعين ليجدوا يوسف وجلال بصحبة الحاج سليم
وحسام يتحدثون فى الحديقة وبجانبهم أصدقاء يوسف، وزعت فرح نظرها عليهم باهتمام وهى تسأل
:- مين اللى معاهم دول؟
اجابت شمس دون أن ترفع نظرها عن يوسف
:- تلاقيهم صحاب يوسف اللى قال هيعزمهم
وصلت نسمة للشرفة بخطواتها البطيئة وما أن رأت حسام يقف بينهم حتى
تراجعت بضع خطوات للداخل وهى تجذب شمس صائحه بتخوف
:- تعالوا يابنات ندخل .... لوحسام شافنا هيطين عشتنا كلاتنا
أزاحت شمس يد نسمة القابضة على ساعدها وعيناها مستقرة على
يوسف وتوسلت بخفوت :- أستنى بس شوية
أمعنت فرح النظر فى الشباب ومالت على شقيقتها هامسة بمشاكسة
:- يابختك ياشمس يوسف وسيم أوى.... طب جوزونى جلال فيه شبه كبير
من يوسف بس على رفيع
ضربتها نسمة بخفة على ظهرها وجذبتها للداخل
:- اتلمى يابت .... عيب إكده
ثم التفتت لشمس وجدتها تتفرس فى ملامح يوسف الهادئة وسرحت بخيالها معه،
فعادت نسمة تجذبها للداخل بقدر قوتها
متوسلة لها خوفاً من غضب حسام
:- ادخلى ياشمس اعملى معروف
تركت شمس نفسها ليد نسمة الجاذبة لها وقبل أن تخرج من الشرفة
لمحت نظرة يوسف المختلسة نحو الشرفة وكأنه شعر بمن يراقبه
فالتقت النظرات فى لمحة خاطفة ثم أعاد نظره سريعاً لاستكمال حديثه مع حسام
تمسكت شمس بسور الشرفة وقالت بتوسل :- سبينى أشوفه شوية يانسمة
ردت نسمة برزانة :- بكرة تشبعى منيه ..... مش عاوزين مشاكل مع حسام وعمى
.... خلى الچوازة تعدى على خير
انسحبت شمس للداخل مستجيبة لكلام نسمة فاستقبلتها ذراعى فرح لتضمها
وتتراقص معها بتمايل يمين ويسار وهى تدندن بسعادة
أنا قلبي دليلي قالى هتحبي
دايما يحكيلي وبصدق قلبي
أنا قلبي دليلي .. قلبي دليلي

*************
قـــــــراءة ممتـــــــــــــعة ❤️


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 10:20 PM   #97

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 11 والزوار 7) ‏Maryam Tamim, ‏همس البدر, ‏Gigi.E Omar, ‏أم نسيم, ‏سما صافية, ‏باااااااارعه, ‏الذيذ ميمو, ‏أميرةالدموع, ‏أم الريان, ‏الضوءالناعم, ‏شموسه3

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 10:36 PM   #98

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 12 والزوار 10)
‏سما صافية, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏شارلك, ‏أم نسيم, ‏donia dody, ‏همس البدر, ‏Gigi.E Omar, ‏باااااااارعه, ‏الذيذ ميمو, ‏أميرةالدموع, ‏أم الريان, ‏الضوءالناعم


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 11:04 PM   #99

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

التقى يوسف بأهله لأول مرة وكان اللقاء مؤثر وجميل جدا

الثأر الذي لا ينتهي يحصد الأرواح ويريق الدماء هل سيستطيع عدلي إيقافه؟؟

لم أفهم غضب فاروق وقوله لن يقترب أحد من ممتلكاته؟!!

شمس الأن تتسائلين إن كان سيحبك وتهورك السابق هو السبب.

منتظرة القادم


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 11:28 PM   #100

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 10 والزوار 13) ‏Maryam Tamim, ‏هبة طه, ‏منال سلامة, ‏هنا بسام, ‏سما صافية, ‏sara osama, ‏Kokinouna, ‏شارلك, ‏donia dody, ‏باااااااارعه

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.