آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          201 - لقاء في الظلام - باتريشيا ويلسون - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-21, 10:30 PM   #1041

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمةالله
وكل عام والجميع بالف خيرولومتأخر
فصل رائع سما وممتع ومليئ بالاحداث الشيقه
واخيراعرفت من ضرب الذي حاول يقتل يوسف
لكن مامصلحةحامدمن قتل يوسف
وجادماحكايته مع حامداكيدمخطط شرير
ابدعتي غاليتي سلمت يداكي
موفقه باذن الله

سما صافية likes this.

عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 10:31 PM   #1042

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس والعشرين
***********


فى محافظة أخرى من محافظات الصعيد وداخل منزل ريفى بسيط مكون من طابقين على مساحة صغيرة من الأرض يحيط به عدة منازل تماثله فى الشكل والارتفاع، يظهر عليه أثر القدم تلعب فى ساحته الطيور المنزلية بشكل حر حول فرن طينى قديم بزاوية الساحة بجانب سلم بدون حاجز يفضى للطابق الثانى وعلى الجانبين غرفتين للنوم
فى الساحة هناك أريكتين قديمتين ذوات حشوات قطنية ومساند كبيرة ذات قماش مطبوع بألوان متداخلة بهتت فى بعض الأجزاء
بداخل إحدى الغرف جلست شموع فوق سرير نحاسى ذو أعمدة طويلة شعرها المبلل الطويل ينسدل حول جسدها وخلفها تجلس صبحية عاقدة ساقيها تحتها تقوم بتمشيط شعر شموع ببطء
تجولت شموع ببصرها فى محتويات الغرفة البسيطة المتمثلة فى خزانة ملابس قديمة بجانبها صندوق خشبى كبير مزخرف برسومات شعبية كان يطلق عليه قديماً صندوق العروسة وأريكة بلدى ذو حشوة قطنية تتخذها والدة جارحى فراش لها منذ حضرت شموع وأخيراً الفراش الذى تجلس عليه شموع وصبحية
في جانب الغرفة نافذة متوسطة الحجم عالية نسبياً عن الأرض ذات قضبان حديدية يفترش أمامها بساط طبيعي أخضر من خيرات الأرض
تنهدت شموع بارتياح لولا العم جارحى وصبحية كانت ضاعت في الطرقات أو فقدت حياتها، ولولا رعايتهم لها لما استعادت جزء من عافيتها ... قالت بتعجب تتبادل حديث مع صبحية التى تصب كل اهتمامها على العناية بشموع كأم لها
:- مكنتش مفكرة أن ولاد عم چارحى كبار إكده
لم تتوقف صبحية عن حركة يديها الروتينية فى تمشيط شعر شموع وصنع جديلة منه وقالت بفخر
:- كبروا الله يبارك فيهم … بالك وجت ما اتچوزت الچارحى كان سالم حتة لحمة حمرة … أمه ماتت بعد ماولدته بحمى النفاس الله يرحمها ... دلوك ما شاء الله سليم بجى فى إعدادى وسليمان فى الثانوى
:- وكيف عايشين بعيد عن عم چارحى
قالتها شموع وقلبها يشتاق إلى والدتها التى غادرتها مضطرة ولكنها عزمت على العودة واسترداد حقها من الندل حمدى حين تسترد كامل عافيتها
أجابتها صبحية بملامح منقبضة ونبرة مرارة واضحة فى صوتها
:- الچارحى أمله ولاده يبجوا أحسن منيه وما يشفوش اللى بنشوفه من تعب الترحال بين البلاد وذل الخلج حوالينا ... أول ما سليمان وصل سن المدارس أشترى الدار ديه ... أصلك عشيرتنا من النواحى إهنيه وجعدت أمه رئيسة تراعى سليمان ... كانت كبرت هى التانية ومش حمل ترحال مع المولد وفضل سالم معاى لحد ما كبر وچبناه يعيش وياه چدته وخيه ... وأنا وچارحى نلف مع المولد فى المواسم ونعاود نجضى معهم شهر ولا تنين
تأثرت شموع بكلام صبحية وحياة التشتت والترحال التى كتبت عليهم ورغم ذلك يحملون فى صدورهم قلوب من ذهب، ابتسمت بامتنان ظهر فى صوتها حين قالت
:- كتر خيره عم چارحى مش خابرة من غيركم كنت روحت فين
أنهت صبحية جدل الضفيرة ثم استدارت بجسدها لتجاور شموع وهي تدفع ظهرها برفق ليرتاح على وسادة خلفها
تأملت صبحية وجه شموع بعد أن نالت حمام ساخن أعاد لجسدها الضعيف الحياة وقالت عاتبة بمشاعر صادقة
:- أنتِ بتى يا شموع وربنا العالم چارحى بيعزك كيف
مدت شموع كفها تضم كف صبحية بود وامتنان، تناظر عينيها بتأثر
:- چميلكم على راسى من فوج ... مش هنساه واصل
تأملت صبحية وجه الفتاة التى تمنت أن تحظى بمثلها فى يوم من الأيام ثم حركت ذراعيها فى الهواء وقالت بتأثر تحارب عبرات عينيها
:- سدى خاشمك يا مهبلة أنتِ ... أنتِ بتنا
مسحت دمعة علقت بطرف عينها متابعة الحديث
:- كان ودى اطمن جلب نرچس ... تلاجى عجلها طار من خوفها عليكِ
فزعت شموع هاتفة بترجى
:- لاه أوعاكى يا خالة … حچازى لو علم مُطرحى هيخبر حمدى
ربتت صبحية على ساق شموع الممددة بجوارها وقالت تطمئنها
:- لا تخافى ... كيف ما جولتى تصلبى طولك وتوجفى على رچليكى وعمك چارحى ناوى يطربجها فوج نفوخ حمدى على حچازى على الكل كليلاه ... ده جلبه وارم منيهم لولا وعده معاكِ مكتفه
تجهم وجه شموع واعتصرت قبضتها بغل مرددة بإصرار
:- معلهش يا خالة … هانت إجف بس على رچلى وهعاود وأخد تارى من حمدى الخسيس
"صبحية … أنتِ يا بت يا صبحية "
هتفت بها رئيسة والدة جارحى التى تخطت السبعين بعدة أعوام وتهوى تقمص دور الحماة المتسلطة رغم طيبة قلبها
قطعت ساحة المنزل تشق طريقها وسط طيورها المنزلية المنتشرة، بجلبابها المنزلى المنقوش بورود كبيرة زاهية الألوان، ينتهى طرفه بكورنيش مموج، تتزين بمصوغاتها الذهبية التى لا تخلعها فى صحو أو نوم
يخط الوشم ذقنها فى ثلاث خطوط طولية وبجوار عينيها وشم أخر يتمثل فى ثلاث نقاط تشكل رؤوس مثلث يتجه نحو طرف عينها،
تتدلي ضفيرة بيضاء رفيعة من تحت غطاء رأسها، تتحرك الهوينى وكفها يتشبث بعصا من فروع الأشجار ذات الانبعاج البسيط تتوكأ عليها
وقفت على عتبة الغرفة تناظر صبحية بعينيها المكحلة بالأسود ذات النظرة الثاقبة المتمعنة بقامتها القصيرة التى انحنت قليلاً للأمام بفعل الزمن وسنوات عمرها الطويل، عادت تؤنب زوجة ابنها
:- هتجضى اليوم في الحكاوى والچلع الماسخ ولا على رچليكى نجرشة الحنة
فكت صبحية عقدة ساقيها واقتربت من طرف الفراش تدلى ساقيها فى الهواء مستجيبة لحماتها
:- أؤمرينى يا أمه رئيسة
اقتربت رئيسة بخطوات بطيئة نحو الفراش ومدت يدها المتغضنة تضرب بظهر كفها على كتف صبحية بتعالى لتفسح لها الطريق فنهضت من فورها بينما مدت رئيسة قدمها فوق درجة خشبية تظهر من تحت الفراش لترفع جسدها القصير فوق الفراش العالى
ثم مدت كفها تحتوى ذقن شموع وعينيها تعمل كأشعة إكس على وجه شموع وقالت مداعبة
:- الخوخ زهر على خدودك يا جمر
تعالي صوت صبحية التى تقف بجوارها وهى تتمايل بجسدها يمين ويسار مع دندنة صوتها بغنج
:- يا خارچة من باب الحمام وكل خد عليه خوخة خوخة خوخة
لكزتها رئيسة بمرفقها زاجرة دون أن تحول نظرها عن صفحة وجه شموع
:- اتحشمى يا غازية الموالد
كتمت صبحية ضحكتها بمرح فالرقص كان مهنة رئيسة أيضاً فى صباها قبل أن تتزوج والد جارحى ثم انتقلت لقراءة الكف والعلاج بالأعشاب فى المولد
نزلت راحة رئيسة من وجه شموع تتجول فى طريقها حتى استقرت فوق بطنها ومازالت مقلتيها تتفحص في وجه شموع، هزت رأسها بإدراك وكأنها طبيبة متمرسة أتمت الكشف على مريضها ثم أمرت زوجة ابنها
:- روحى يا صبحية زغطى البحة (البطة) أم شريطة في رچلها … وحمرى الفروچة اللى فى النملية لاچل شموع ما تتقوت هى وصغيرها
اتسعت مقلتى شموع ذاهلة تتأمل الوجه الملئ بالتجاعيد والعيون الثاقبة التي زاد الكحل الإثمد الكثيف من عمقهما بينما شهقت صبحية وخبطت على صدرها بكفيها
بدلت شموع نظراتها بينهما بعدم استيعاب بينما اعترضت صبحية
:- كيف يا أمه رئيسة ... الداكتور جال إنها سَجطت
:- الداكتور يجول اللي يجوله لكن رئيسة كلامها ما ينزلش الأرض واصل
قالتها رئيسة بثقة نابعة من خبرة سنين طوال وشموع تحرك رأسها بنفور وانفجرت رافضة
:- لاه … لاه يا أمه رئيسة مش رايده عيل من الخسيس ده … مش رايده حاچة تفكرنى بأيامه السودا
ربتت رئيسة على كفها ثم أغلقت عليه تبثها القوة قائلة بنصح
:- محدش يرفض عطية ربنا يا بتى
انفلتت دمعه من عين شموع وقالت بصوت يتحشرج مقاومة البكاء
:- كنت جابله وراضية بولدى جولت حتة منى … وچه الخسيس جتله وجتلنى
مسحت رئيسة على طول ساعد شموع تهدئها بصوت ناعم
:- وربك نچاكى ونچى صغيرك .. أحمدى ربنا
تسألت صبحية المتشككة في الأمر برغم ثقتها فى قدرات رئيسة ولكن السن له حكمه وربما أثر على حكمها وقدراتها
:- نچيب داكتور ونتوكد يا أمه
أشاحت رئيسة بذراعها في الهواء هاتفه بتذمر
:- اعملي ما بدك كلام رئيسة مينزلش الأرض واصل ... روحى حمرى الفروچ وحضرى الوكل لشموع
تحركت صبحية وبصرها مسلط على حماتها التي لا تخطئ التخمين أبداً من طول خبرتها وتعاملها مع الأعشاب الطبية استطاعت علاج الكثيرين وساعدت شموع منذ وصلت لبيتها حتى استعادت عافيتها
مدت رئيسة راحتها المجعدة مفرودة أمام شموع قائلة بحنو
:- لافينى كفك يا صبية
تأملتها شموع زامة شفتيها وكاتمة نحيب قلبها ثم مدت كفها ليستريح فوق راحة رئيسة
دققت رئيسة في خطوط كف الفتاة، تحرك حدقتيها فوق كل خط من خطوط الكف مضيقة حدقتيها بتركيز ثم قالت
:- طريج الشوك والحزن طويل وعيون الطامعين كتير .. جابلتى كسرة ودموع لكن عودك صلب وطينتك أصيلة ... فى طريجك صبى سبب سعدك ورفعة راسك
رفعت مقلتيها بعد ثوانى من الصمت تتأمل وجه شموع وبسمة تتكون على ثغرها وهزت رأسها بثقة تواصل بصوتها المنغم
:- واجف فى دربك راچل زين عليه العين كبير بين ناسه ... هيكون لك عوض وسند .. يطبب چرحك ويدفى جلبك
سبح خيال شموع مع كلمات رئيسة أملاً فى بر أمان تصل إليه حيث السند والسعادة بعد درب طويل من الشقاء والألم

********************

دلف حسام إلى المنزل بصحبة والده بعد قضاء أعمالهم بالخارج يتجول بعينيه بحثاً عن زوجته وجدها فى قاعة جانبية مخصصة للجلوس تحمل طفلها على ذراعيها كالعادة، تهدهده وهى تدندن بأغنية طفولية تداعبه بها
حدجها حسام بنظره محبطة بعد حديثهم الطويل بالأمس الذى راح أدراج الرياح نهضت ترسم بسمة خجلة على شفتيها مرحبة بهم وبررت تستجدى رضاه
:- كنت بأكله وبلاعبه شوية
أجابها الحاج سليم بتلقائية وهو يتخذ مقعده على أريكة تتوسط القاعة
:- بالهنا على جلب الغالى ... ربنا يحفظه من كل شر
اقتربت نسمة من حماها تقرب الطفل منه فلثم جبينه برقة ومسح على رأسه وهو يتمتم بالدعاء ثم تحركت نحو حشية ناعمة مفرودة أرضاً بألوان زاهية يميل عليها قوس من البلاستيك يتدلى منه بعض ألعاب الأطفال، وضعت الطفل بعناية فوق الحشية وحركت الألعاب لتتراقص أمام عينيه مصدرة صوت لطيف يهدئ الطفل ثم اتجهت حيث جلس زوجها بجوار والده وانضمت لهم قائلة
:- وجت ما تحبو نحط الغدا ... اليوم فرح اللى ماسكة المطبخ
:- وماله واچب تساعد
قالها سليم ببساطة وحسام يتابع باهتمام حركة ولده وهو يرفع ذراعيه الصغيرة نحو الألعاب التى تدور فوق رأسه وجذبت انتباهه ابتسم حسام بملامح سعادة ورضا بينما تقدمت فرح منهم مرحبة فاستقبلها والدها بمرح
:- أهلاً بست الدار ... هناكل اليوم ولا ننوى الصيام من دلوك
ضحك الجميع على كلمات سليم وفرح تتوجه نحوه بملامح تتصنع الحزن وجلست على مسند مقعده وساعدها يلتف حول ظهره قائلة
:- مش واثج فيا ولا إيه يابوى ... هى أول مرة أدخل المطبخ ده أنا شيف المستجبل
ضحك سليم برصانة قائلاً
:- والله لغوتنا طالعة مليحة من خاشمك ... خلى لغوة أهل البندر للچامعة وتحدتى بلغوتنا فى الدار ... خايتك شمس اللى كانت بتتحدت كيف البندر راحت دار چوزها خليص مين يحاكيكى كيفها دلوك
تدخل حسام فى الحديث موضحاً
:- التجدم بجى يا بوى خلط اللهچات على بعض ... بس لساتنا محتفظين بلهچتنا ونفتخر بها كمان
أكدت فرح على حديثه
:- طبعاً أنا صعيدية وافتخر بأصولى وبلهچتى كمان ... بس بواكب العصر مش أكتر ووقت الچد العرج الصعيدى يفط طوالى
قهقه الجميع بمرح ونسمة تقول بمكر أنثوى وهى تحدق بوجه فرح غامزة بعينها
:- ومين عارف مش يمكن نصيبها يكون مصراوى من أهل البندر كيف شمس
رمقتها فرح بغيظ بينما لوى حسام رأسه نحو زوجته التى يفهمها جيداً وتسائل بجدية
:- تجصدى إيه ... مين بجى ابن البندر اللى هيتچوز بتنا؟
هزت رأسها سريعاً نافية
:- ماخبرش ... أنا بجول النصيب غلاب يا خوى ومحدش خابر نصيبه فين
حرك رأسه بين الفتاتين والارتباك واضح عليهما، نهضت فرح هاتفه سريعاً لتغير الموضوع
:- أنا هروح أحضر الغدا ... هتدوقوا أكل مفيش زيه
بعد دقائق التف الجميع حول مائدة الطعام فى صمت سوى من أصوات الصحون والملاعق ونسمة بجوار زوجها منقبضة الملامح تجاهد نفسها حتى تسيطر على شهيتها
وضعت بعض من السلطة وملعقة من الأرز وبدأت الأكل بتأفف، لاحظ سليم الذى يجلس على رأس المائدة صحنها الفارغ وقال بحنان أبوى
:- كُلى مليح يا نسمة أنتِ بترضعى وليدك يا بتى ومحتاچة غذا
رفعت الملعقة نحو فمها وهى تجيبه بحرج بينما حول حسام نظره إلى صحنها وقال بصوت هادئ
:- ما تاكلى يا نسمة ... فى إيه؟
أمالت رأسها نحوه بحرج هامسة
:- مش رايدة أتخن زيادة ... مش هلاجى حاچة البسها بعد إكده
أومأ متفهماً وتناول صحنها يضع به القليل من كل الأصناف وقال بتفهم
:- كُلى مليح ... وأبجى انزلى مع فرح اشترى خلاجات چديدة
لوت شفتها بتذمر وقد نويت على استعادة رشاقتها من جديد لذا قالت
:- بس لازمن أخس برضك
التقطت فرح الجالسة فى الجهة المقابلة للطاولة الحديث فتدخلت قائلة
:- ولا يهمك يا نسمة ... أنا هجيبلك نظام غذائى مناسب مع الحمل ... مش هتخسى بمنع الأكل بالشكل ده
:- صُح يا فرح ... عجليها الله يكرمك يظهر الخلف بوظ دماغها (حولت نظرها نحو زوجها تتساءل بخفوت) يعنى أكل براحتى!!
ضحك حسام وقال وهو يحرك كفيه متعجباً
:- هو أنا منعتك من الأكل ... كُلى براحتك
قربت الطبق منها وشرعت فى الأكل بنهم فمال على إذنها هامساً
:- بس متفقين مفيش شيل تانى أنا مش مستغنى عن ضهرى
قطبت بين حاجبيها وهى تناظره بتذمر وفمها يلوك الطعام تحت أسنانها بغيظ

********************
يتبــــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 10:33 PM   #1043

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


حمدالله بالسلامة يا حضرة الظابط ... طولت الغيبة جوى المرة ديه
صاح نُصحى مُرحباً أمام مكتب ضابط القسم وهو يستقبل مدحت الذى تقدم نحوه وربت على كتفه بود مجيباً
:- كله أسبوع واحد أجازة أشوف فيه أهلى يا عم نُصحى
دار حول مكتبه مردداً
:- أخبار القسم إيه من غيرى ... فى حاجة جديدة
:- كله تمام يا فندم ... الأمن مستتب وكل يوم والتانى چناب المأمور يتصل يتابع الوضع
أومأ مدحت متفهماً واستدار فى مكانه يواجه نافذة مكتبة المطلة على طرقات البلدة وتسائل بجدية
:- مفيش أى جديد فى قضية محاولة قتل يوسف
:- لا يا باشا مفيش چديد
زفر مدحت بملل كان يتمنى الوصول لحل فى هذه القضية ويصبح يوسف نصيره عند طلب الزواج من فرح بعد أن مهد الطريق مع أسرته ولكن الحظ يعانده، التفت وجلس بمقعده ثم قال لنُصحى
:- اطلب لنا كوبايتين شاى صعيدى وتعالى احكيلى بالتفصيل أحوال البلد فى غيابى يا نُصحى
:- أوامرك يا باشا وهبلغ الحاچة تتوصى بالغدا النهارده بمناسبة رچوعك بالسلامة
ابتسم مدحت ممتناً، فما قابله من كرم وطيبة أهل الصعيد ساعداه كثيراً على التأقلم فى الغربة بعيداً عن الأهل ... قال بنبرة هادئة ممتنة
:- والله وحشنى أكل الحاجة سلم لى عليها كتير ... بس خلى العزومة ديه يوم تانى ... أنا جاى مظبط أوى من أكل أهلى وناوى أرمرم النهارده من أكل السوق

******************

الربيع الورد النبع اللي جارى
كلهم ويايا أهم مستنين
كلهم يا حياتى لك متشوقين

تعالى صوت أم كلثوم تشدو من مذياع صغير بجوار أحد العاملين فى حديقة الفاكهة وكلماتها ترسم جروح الشوق على قلب جلال، توقف بالقرب من العامل ينصت إلى كلمات ترسم لوعته اشتياقه
ما تعذبناش
ما تشوقناش
وتعال نعيش فرحتنا هنا
ما تخليش أشواقنا لبكرا
ما تخليش فرحتنا لبكرا

تنهد وخطى نحو مكان جلوسه البسيط المصنوع من البوص وجريد النخيل ومازال الصوت يشدو
فى المكان نفس المكان ده
ياما طرنا فى العلالى
و الليلة دى.. يا حياة روحى
هنا فى نفس المكان
جيت انا و شوقى وقلبى والحنان
جينا نستناك جينا نترجاك
جينا نفرش بالأمل سكة خطاك

وقف على مدخل العشة الصغيرة يجول ببصره فى أركانها وفرشها البسيط يستعيد ذكريات سويعات قضوها هنا، سويعات قليلة بحساب الوقت طويلة التأثير فى القلب والروح، سويعات لم يتبقى منها سوى الألم والعذاب لقلبه
تقدم بضع خطوات للداخل ثم ألقى بجسده على أول حشية أرضية قابلته زافراً بضيق ومسح على شعره بقوة، لايجب أن يستسلم لهذا الوضع
مرت شهور اختفت فيها حبيبته كموجة ذابت فى بحور الخيال، سافرت ولم تلتفت للخلف، تاركة عاشق ولهان
إلى متى يجب عليه أن ينتظر، أن كانت تشعر كما يشعر كانت اشتاقت، تألمت، عادت أو تلمست الأخبار على أقل تقدير ولكنها سافرت وانقطعت كل السبل إليها
كتف ذراعيه فوق صدره واتكأ بظهره على المسند خلفه، يراقب نقطة فى الفراغ وقرر عدم الاستسلام لهذا الحب المذل، لقد تخلت عنه كما تخلت عن كل ما يربطها بحياتها فى هذه البلدة، ألقت به خلف ظهرها ككم مهمل
لن ينتظر عليه مواصلة حياته دونها، ربما عليه التفكير الجدى فى الزواج خاصة أن خالته قد ألمحت إليه بالزواج من ابنتها
ربما عليه القبول بنصيبه واختيار من تصون قلبه وحياته خاصة أنه يستشعر حب ابنة خالته له منذ زمن
قطع تفكيره صوت جاد الهادئ الذى وقف بجواره يتأمل ملامحه الشاردة وتسائل باهتمام
:- فى حاچة مضايجاك فى الشغل يا ياشمهندس؟
رفع جلال رأسه نحو جاد بشرود وتجمد لدقائق قبل أن يدرك السؤال ويجيب عليه
:- لا يا جاد ... الشغل تمام أنا مطمن أنك وسط العمال
تحرك جاد خطوتين وهبط جالساً على الأرض أمام جلال وتابع سؤاله بحرج وهو مطأطأ الرأس
:- هو أنا أجدر أكمل شغل معاك فى الچنينة إهنا يا باشمهندس
انتبه جلال لحديثه وهو يمسح على وجه يحاول إيقاظ عقله الذى شرد بعيداً وجاد يتابع حديثه
:- ده لو شغلى عاچبك يعنى
حرك جلال رأسه عدة مرات مردداً :- طبعاً يا جاد ديه حاجة تسعدنى
تناول جاد قشة ملقاة على الأرض يرسم فوق التراب خطوط متداخلة بتوتر واضح، يرغب أن يحذره من القادم ولكنه عاجز فهو جاهل بما يتم التخطيط له، ما هو إلا مجرد مفعول به، يتلقى الأمر لينفذه ودوره فى هذه اللعبة اقتصر على المراقبة ونقل الأخبار
خرج صوته ضعيف ورأسه موجه للأرض
:- باشمهندس ... سامحنى لو زعلتك فى يوم ولا غلطت فى حجك
حدق جلال فى وجهه بتعجب متسائلاً
:- غلطت فى إيه يا جاد ... مش فاهم تقصد إيه!!
رفع رأسه يواجهه معقود اللسان، يفكر فى كشف المستور وليحدث ما يحدث
دلف طه بصخب وهو يلقى السلام بصوت جهورى، انتبه له الرجلان واستقبله جلال بترحاب، تحرك ليلقى بجسده الممتلئ بجوار جلال بينما تطوع جاد يقترح بتأدب:- أعملكوا شوية شاى
:- ياريت يا چاد ...وتسلم أيدك مجدماً
قالها طه بقبول، نهض جاد نحو راكية النار يضع الإبريق على الفحم بينما التفت جلال نحو طه يشاكسه
:- جاى على الشاى علطول يعنى ... سايب المزرعة ليه؟
:- ما تجلجش المزرعة فى أيدى أمينة ... يوسف ما شاء الله عليه بجى خبرة وطول اليوم يلف فى المزرعة بين العمال أو بيعمل حسابات ويعجد صفقات ... ما شاء الله عليه أدارجى بريمو
ابتسم ببشاشة وقال يداعب جلال
:- ولو خايف على البهايم ماتجلجش برضك ... أنا سايب نص دكتور هناك
ابتسم جلال بدوره وقد فهم تلميحه على ندى شقيقته وقال بمرح
:- نص دكتور ... قول ربع دكتور ... دوك من غير تور ... يا جماعة ديه يا دوب درست ترم واحد بس عملتوها دكتورة
قهقه طه بصوت مرتفع وقال مدافعاً
:- الواحد يجول الصدج يا چلال ... ندى شاطرة ومتحمسة جداً للشغل من يوم ما نزلت المزرعة واثبتت نفسها ... فاهمة وواعية للشغل وكمان حنينة مع الحيوانات ... ده أنا مش بعيد أعاود ألقيها لبست الغنم فيونكات
اتسعت ابتسامة جاد منذ بدء الحوار عن ندى بينما انطلق جلال ضاحكاً بمرح وحين هدأت ضحكاته أطلت نظره حنان فى عينيه قائلاً
:- ربنا يوفقها ... أنا عارف أنها شاطرة وعارفة هدفها وعشان كده صممت تستغل إجازة نص السنة فى التدريب فى المزرعة
اقترب جاد حاملاً الأكواب وقدمها لهم، شكروه بتلقائية ثم أستأذن للمغادرة بينما استوقفه جلال قائلاً
:- هنكمل كلامنا بعدين يا جاد
أومأ برأسه متفهماً وغادر بينما ارتشف طه من كوب الشاى الساخن الخاص به قائلاً :- ابن حلال چاد ده
تابع جلال خطوات جاد البطيئة واستشعر أنه يرغب فى حديث هام ولكنه متردد فيه، تنحنح طه وهرش فى رأسه قائلاً
:- بجولك إيه يا چلچل
التفت جلال نحوه ورمقه بمكر
:- مادام وصلنا لچلچل يبقى ليك طلب ... أتفضل أنا سامع
وضع كوب الشاى أرضاً بجواره وقال بتحرج
:- مش حكاية طلب ولا حاچة ... بس يعنى كنت بفكر إنى كان لازمن أچيب دبلة للأستاذة لاچل ما الكل يعرف أننا اتخطبنا
ارتشف جلال القليل من الشاى وضيق عين واحدة قائلاً بخبث
:- يا راجل ... وهو لسه فى حد فى البلد ميعرفش أنك خطبت الأستاذة ... ده كفاية الدبلة اللى واكلة صباعك ديه
رفع طه كفه يحدق فى دبلة أصبعه وقال بعفوية
:- والله لو لجيت أعرض من إكده لچبتها ... ديه الأستاذة
حدجه جلال وتنهد بخفة على حاله، فمنذ خطبة طه وهو فى صراع مع نفسه وتعاظم فقده لبرتقانة قلبه، واصل طه حديثه بخجل رجولى بعد أن تنحنح من جديد
:- كان غرضى تاچى أنت وندى مع الأستاذة تشوف شجتها وتوضبها على كيفها .. ونشترى العفش وكل اللوازم وأول ما ربنا يصلح الأحوال و الست أم ياسين تعاود لدارها نعمل الخطبة والفرح مع بعض
:- وبالنسبة لكتب الكتاب نظامه إيه؟
قالها جلال مشاكساً فتأفف طه وقال بتذمر
:- أباااى يا چلال ... أنا بتحدت چد الچد دلوك ... كتب الكتاب معاهم طبعاً ديه عاوزه كلام
ربت جلال على كتفه مطمئناً
:- أهدى طيب ... مفيش مانع كلامك معقول وبيتهيألى عمة أصيلة مش هتمانع ... أنا هاخد إذنها
:- كتر خيرك يا چلال ... أتعبلك يوم فرحك يارب
هتف بها طه بسعادة وهو يعاود التقاط كوب الشاى يتجرع منه بملامح سعادة بينما تجمدت ملامح جلال فبينه وبين الفرح جبال وبحار

******************

صوت سعال مبالغ فيه صدر من خارج الغرفة قبل أن يظهر سليمان أمام الباب حاملاً حقائب بلاستيكية فى يديه
تعالى صوت جدته تدعوه للدخول، فتقدم على استحياء وعينيه تحيد فى نظرة إعجاب خاطفة نحو شموع التى تكبره بعدة أعوام ثم عاد بنظره سريعاً نحو جدته الجالسة بجوارها قائلاً
:- چبتلك كل طلباتك يا چدة
مدت ذراعها نحوه ليقترب وتلتقط منه الحقائب تتفحص محتوياتها
:- متوكد ... مانسيتش حاچة
اختطف لمحة نحو شموع التى اعتدلت فى جلستها وأحكمت الوشاح حول رأسها بينما ينهل من جمال ملامحها بمشاعر مراهق تتفتح أحاسيسه للمرة الأولى قبل أن يجيب جدته
:- ناجص شوية أعشاب من العطار هيبعتهم أول ما يوصلوا
تأففت رئيسة وهمهمت بتذمر
:- الواد ده مش فالح يدير دكان أبوه ... كان الله يرحمه فاهم فى شغلته ومش بينجص من الدكان شى
:- معلهش يا چدة ماهى مش شغلته ... الراچل متعلم وعنديه شغله ... كويس أنه لسه فاتح الدكان
أشاحت بذراعها فى الهواء بامتعاض
:- بلا خيبة ... المهم يلا عشان تطحن الأعشاب وأعمل لشموع شراب فيه الشفا
جريت نظراته نحو شموع يتأمل وجهها من جديد بابتسامة بلهاء على وجهه، خبطت جدته على ذراعه عدة مرات موبخة فانتبه لها رافضاً
:- لما أرچع بجى يا چدتى ... ورايا ماتش كورة
حاوطت صدرها بذراع واتكأت بالأخر عليه قابضة على ذقنها وهتفت باستنكار
:- ماشت ... ماشت إيه دلوك ... والبتاعة العامية اللى أنت فيها ديه هتهملها
ضحك سليمان بمرح وهتف مؤيداً
:- عندك حج يا چدة ... ديه عامية عمى حيسى
:- سلامو عليكم
ألقاها جارحى الذى عاد من الخارج مع ولده الصغير، فردوا السلام جميعاً وسليمان يتراجع بجوار جدته ليواجه والده الذى عاتبه بعبوس
:- ماتش إيه اللى هتلعبه يا سليمان ... چدتك عندها حج واچب تذاكر ديه ثانوية عامة مش لعبه
جلس جارحى على طرف الأريكة الخشبية وتبعته صبحية التى دلفت خلفه لتنضم لهم بينما قفز سليم بجوار شموع فوق الفراش يشاغبها
:- كيف حالك يا شمعة منوره
ابتسمت شموع بوجهه وربتت على كتفه تحادثه بخفوت بينما هتف سليمان مدافعاً أمام والده
:- متخافش على ولدك يا أبوى ... أنا مذاكر مليح وكلها كام شهر وهتبجى أبو الباشمهندس ... ومش أى باشمهندس مهندس بترول كمان
:- بت إيه!! ... إيه ده ياواد
التفتت رئيسة تناظر حفيدها بتعجب فأنحنى يضم كتفيها ووضح
:- بترول يا چدة ... بتروووول يعنى چاز وبنزين وإكده يعنى ... وأسافر بلاد بره واجبض بالعملة الصعبة
شهقت مستنكرة ولكزته فى خاصرته
:- تسافر وتهملنى يا ناجص
لثم خدها بقوة يداعبها بشقاوة
:- هخدك معاى وأركبك الطيارة يا رئيسة يا جمر أنتِ
ثم أطلق ساقيه للريح وهو يلقى السلام على الجميع ورئيسة تنادى عليه بنفاد صبر تبعه شقيقه الأصغر قافزاً من فوق الفراش وهو يهتف
:- هروح أشچع سليمان وأعاود أجعد معاكِ يا شموع
خبطت رئيسة على فخذيها وهى تناظر ابنها بامتعاض تشكو له حال أبناءه
:- عاچبك ولادك يا چارحى ... علطول إكده رامحين فى البلد
:- عيال يا أمه ... همليهم يلعبوا مادام بينچحوا كل سنة وأدينا فى أچازة ... براحتهم
واصلت تذمرها هاتفه
:- ومين يساعدنى فى شغل الدار
نظر لصبحية التى تقوم بكل أعمال الدار منذ عودتهم ثم نهض من مكانه واتجه نحو والدته قائلاً بطاعة
:- أنا هساعدك وأطحن اللى أنتِ رايده ... تعالى يا أمه
مد ذراعه أمامها لتستند عليها فمدت كفها تتشبث بساعده وأزاحت جسدها للأسفل حتى وقفت على ساقيها ثم تحركت معه وهى تتأبط ذراعه ولسانها يلهج بالدعاء له
:- ربنا يبارك فيك يا ولدى ويعطيك الصحة ويبارك فى ذريتك
خرجوا إلى ساحة المنزل وساعدها على الجلوس فوق الأريكة وهى تشير نحو ركن معين قائلة
:- هات الهون النحاس من هناك
أحضر ما طلبت مع الحقائب البلاستيكية التى أحضرها ولده ثم جلس أرضاً تحت أقدامها ينفذ ما تمليه عليه من أوامر
مرت دقائق يقوم بطحن الأعشاب ووضعها ببرطمانات زجاجية ثم رفع رأسه يسائلها بجدية
:- صُح الحديت اللى جولتيه لشموع يا أمه
:- لحجت جالتلك أم لسان زالف (تقصد صبحية)
تجاهل سخريتها وواصل حديثه
:- الداكتور جال إنها نزفت وأكيد الجنين نزل ... تبجى كيف حامل
اتكأت بمرفقيها على ساقيها تنظر له من فوق الأريكة
:- كشف عليها مليح ولا جال كلام وخليص ... ولا كان الداكتور ده ولد حريم قد ماولدت أنا ... رئيسة تبص للحرمة فى وشها تعرف حامل ولا لاه
تفحصها بتشكك، حقاً والدته لها خبرة طويلة فى مجال العلاج اكتسبتها من السابقين ومن ممارستها فى الحياة، لكنه لا يصدق الحديث أو لا يرغب فى تصديقه
قالت رئيسة وهى تعبث بأحد الأكياس البلاستيكية بيدها وتتفحص محتواه
:- لو مش مصدق أمايتك ... كلها كام سبوع وبطنها تكبر جدامها
تمعن فى وجهها المجعد بخطوط خبرة الزمن وسنوات الشقاء ثم سألها مرة أخرى
:- وكلام الكف صُح ولا بتطمنيها وخليص
تنهدت تستعيد أيام عملها فى قراءة الكف، كانت تبيع الأمل للناس ليساعدهم على تخطى مصاعب الحياة، طالعت وجهه مفسرة
:- ومين يجدر يدخل فى علم الغيب يا ولدى كله بأمر الله ... أنا جولت اللى يطمن جلبها وتعيش على أمله و اللى العجل بيجوله كمان ... شموع بت حلوة وصغار وألف من يتمناها ولازمن تلاجى اللى يعوضها عن الشجى ماهو ربك للمستضعفين چابر
حرك رأسه موافقاً بشرود ثم عاد لما كان يفعله وهو يجدد العهد بين نفسه لحماية شموع وولدها

***************

انتهت إجازة نصف العام بهدوء قد يسبق عاصفة شعواء، هدوء لا يخلو من الحزن والألم الذى يعتصر القلوب المحرومة عن محبيها وعاد الأطفال إلى مدارسهم من جديد
شق صوت فوزى الجهورى هدوء دار السمرى صائحاً على فاروق وهو يتحرك مسرع الخطى حاملاً حقيبتى فارس وياسين الذى يسبقه مهرولاً بملامح مفزوعة ودموعه تبلل وجهه
أسرع من بالدار لمعرفة ما يحدث وأولهم فاروق الذى أنتفض من مكانه تاركاً عمله وحساباته ومسرعاً نحو ابنه البكرى الذى أقتحم أحضان والده باكياً بلوعة
انخفض فاروق على إحدى ركبتيه بينما الأخرى تشكل زاوية قائمة ورفع وجه ابنه يتفرس فى ملامحه بجزع، يحاول فهم مايحدث
لم يمهله فوزى فرصة إنما هتف موضحاً
:- فارس بيه أتخطف من جدام المدرسة
اشتعلت مقلتى فاروق غضباً ونظر لولده محاولاً تأكيد الخبر ... وأخيراً تحدث ياسين من بين عبراته الطفولية موضحاً
:- عم فوزى أتأخر علينا ففارس راح يچيب سكر نبات لعزيزة من الكشك اللى على الچيهة التانية من المدرسة وأنا أستنيت عم فوزى عند باب المدرسة ... وآآآآ
تدخل فوزى مقاطعاً بقوه يتصنع الحزن على الصغير الذى شارك بشكل أو بأخر باختطافه
:- هما دجايج اللى أتأخرتهم وأول ما وصلت لجيت ياسين بيه واجف عند باب المدرسة لحاله ودورت على فارس مالجتوش عند الكشك .... بضرب بعينى بعيد لجيت راچل شايله على كتفه وبيرمح به (بيجرى به) حاولت أحصله ركب عربية ميكروباز وطاروا به
شهقت فهيمة تضرب على صدرها بكفيها وعدلى بجوارها يتكأ بكفيه على عصاه بملابح عابسة أما فاروق فشعر بانتزاع روحه من جسده وهب واقفاً على قدميه وقبض على تلابيب فوزى يحرقه بنظراته المتشككة الغاضبة
:- مين الراچل ده؟ تعرفه هو مين؟
تلعثم فوزى بخوف حقيقى من غضب فاروق الذى يدمر الأخضر واليابس وقال بخفوت
:- ماخبرش يا بيه .... البلد مليانة شغيلة اليومين دول وكلهم أغراب
هزه فاروق بين قبضتيه جازاً على أسنانه
:- وأنت كنت فين ... وهملته يروح للكشك لحاله كيف؟ أنا منبه عليك ما يغيبوش عن عينك
أنكمش فوزى داخل ملابسه هلعاً وأسرع ليهتف برعب
:- غصب عنى أتأخرت دجايج بس ... كان فارس بيه أتصرف من راسه
دفعه فاروق بعيداً عنه حتى كاد يسقط على ظهره ووقف يتلفت حول نفسه على غير هدى، يتنفس بتسارع ويحدق فى ولده البكرى الباكى الذى ضمته جدته إلى حضنها تحاول تهدئته
عاد ينظر نحو فوزى بتشكك ومسح على فمه مفكراً ثم أشار لحارس أخر يقف على أعتاب المنزل فى انتظار الأوامر وقال بصوت مخيف وهو يشير نحو فوزى
:- خده وأرميه فى أوضة الكرار ... لا ياكل ولا يشرب لحد ما ولدى يعاود
جحظت مقلتى فوزى رعباً، كان يظن أنه سيقوم بدوره فى اللعبة ويفر هارباً من البلدة لذلك أصر على تحصيل المبلغ المتفق عليه مسبقاً ولم يتوقع رد فعل فاروق
قبض الحارس الأخر على كتف فوزى يجذبه بخشونة فارتفع صوت فوزى يستنجد فى محاولة للتخلص من هذه الورطة
:- افتكرت ... افتكرت يا بيه أنا لمحت واحد منيهم
ضيق فاروق مقلتيه القاتمة بلون الغضب يرمقه بغيظ وتسائل مستفسراً
:- مين هو؟ ... وكانوا كام واحد؟
رفع فوزى أصبعيه مشيراً بهم فى الهواء ... يتنفس بثقل هلعاً من سوء عمله وقال بتلعثم يستجمع الكلمات التى حفظها كما أخبره حامد
:- تنين ... تنين واحد شال فارس بيه ورمح به وواحد كان بيچرى وراهم ... الواد الأعرچ اللى بيشتغل حدا عيلة البدرى
طحن فاروق أسنانه بغيظ مصدراً صرير مزعج بينما هتفت والدته من خلفه بحقد واضح :- كل البلاوى چاية من ورا عيلة البدرى
قطب عدلى بين حاجبيه مفكراً فى كلام فوزى، فمن يجرأ على اختطاف ابن كبير البلدة وأن كانت عائلة البدرى فلماذا الأن!!
التفت فاروق نحوه والدته يتفرسها بتفكر وولده بين ذراعيها ينتفض من البكاء، تلاعب الغضب الأعمى برأسه "لابد أن يوسف قام باختطاف ولده الصغير بعد أن رفض إرسال الأولاد للقاء والدتهم، ربما تبغى الهرب بأطفالهم بعيداً .... هيهات أن تفر من قبضته تلك الخائنة للعشرة ... وللحب"
أشار للحارس باصطحاب فوزى حيث أشار سابقاً وفوزى يصرخ يطلب السماح والعفو
اقترب من ابنه الذى ترك حضن جدته يطالع والده بحزن، انحنى فاروق يحتضن رأس طفله الباكى بين كفيه ويحثه على التماسك قائلاً بحزم
:- أخوك هيرچع يا ياسين ... ماتبكيش الرچالة ماتبكيش ... أخوك هيعاود فاهم
أومأ ياسين برأسه مستسلماً وهو يمسح دموعه بظهر كفه
ارتفعت هامة فاروق يلقى نظره نحو فهيمة قائلاً
:- خدى بالك من ياسين يا أمه وأنا هرچع طوالى
التفت مغادراً وصوتها يشيعه مطمئناً
:- فى عنيا ياولدى ... ربنا ينصرك على الأعادى وتعاود بأخوه

**************

يتبـــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 10:34 PM   #1044

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

صوت طرقات مزعجة فوق البوابة الحديدية أثارت الدهشة فى نفوس قاطنى المنزل، أسرع الحارس العجوز لفتح البوابة بينما يقف يوسف أعلى الدرج أمام باب المنزل الداخلى يترقب من القادم المزعج
بمجرد تحرك البوابة أندفع فاروق كإعصار يحطم كل ما فى طريقة،
قابله يوسف يوقفه على درجات سلم المنزل قبل أن يقتحمه فاروق بكل وقاحة، وقد فقد عقله لضياع طفله الصغير
تواجه الرجلان أمام بعضهم البعض وصوت يوسف يصيح بتحير
:- فى إيه يا فاروق!! ... ديه طريقة تدخل بها بيوت الناس
قبض فاروق على تلابيبه بثورة عارمة قائلاً من بين أسنانه
: لما تنسوا الأصول وتخطفوا ابنى ... يبجى أدخل كيف ما أنا رايد وأچيب ولدى من حنك السبع
تنفس فاروق هازئاً وهو يرمق يوسف باستهانة ودفعه فى صدره بغل قبل أن يردف باشمئزاز
:- ولو أنى مش شايف غير چبان بيخطف العيال
حاول تخطى يوسف ولكن هذا الأخير تصدر له بجسده القوى يمنعه وقد ظهر غضبه يدفع عن نفسه وعائلته هذه التهمة الكاذبة
:- خطف عيال إيه يا فاروق!! ... أنا جيت لغاية عندك وطلبت منك تبعت الولاد لأمهم تشوفهم بالذوق والأصول وكنت ناوى أجيلك مرة واتنين وتلاتة لغاية ماتوافق ... لكن خطف!! ... خطف إيه اللى أنت بتتكلم عنه
نفض فاروق ذراعى يوسف التى تقبض على ذراعيه بقوة وصاح بإشتعال
:- خطف ولدى يا ابن الأصول ... لو مفكر إنك إكده هتلوى دراعى عشان خايتك تشوف ولادها .... لا ده بعدك وبعدها
(فاروج) صوت هادئ ذاهل ردد اسمه بنعومه تقطر شوقاً من أعلى درجات السلم جمد الرجلين بمكانهما وارتفعت الأعين نحو أمل التى ظهرت أمام باب المنزل تتأمل فاروق بحيرة وشوق وتخبط ورددت بارتباك :- خطف إيه يا فاروج!!
بدأت تتحرك فى اتجاه فاروق هبوطاً ومقلتيها مسلطة عليه اشتياقاً وهلعاً وعدم تصديق لما تنامى لسمعها، تحاول التماسك بهدوء زائف بعد أن استمعت لحديث فاروق ويوسف ومن خلفها وقفت الفتيات يترقبن بصمت
وصلت أمل أمام فاروق الذى لم يرفع مقلتيه عنها منذ ظهرت ينهل من ملامحها ما يهدأ روعه ويسد جوع قلبه، رفعت كفيها تتلمس عضلات صدره العريض برقتها الذى يشتاق إليها ورددت بعدم استيعاب
:- مين أتخطف يا فاروج!! ... ولادى أمانة عنديك ... ضيعتهم يا فاروج ... ضيعتهم
تعالت وتيرة صوتها، نبرتها تلوم وتعاتب قلبه المتحجر ... تراجع يوسف خطوة للخلف تاركاً الساحة للزوجين للعتاب وربما التفاهم بينما قبض فاروق على ساعديها قائلاً بصوت خفيض بنبرة إتهام وعتاب بنفس الوقت
:- ولدك ... ولدنا يا أمل ... فارس ابننا أخوكى خطفه
ضمت كفيها لصدرها غير مصدقة تبدل نظراتها بين شقيقها وزوجها بصمت حائر، عاجزة عن الفهم أو إيجاد كلمات مناسبة
تدخل يوسف قائلاً بتعقل
:- أنا لو خطفت ابنك زى مابتقول ... هوديه فين!! ... أكيد هرجعله لأمه مش هخبيه عنها
ترك فاروق ذراعى أمل واستدار بكامل جسده يواجه يوسف قائلاً بإتهام
:- لعبة .... خدعة لاچل ما تچبرنى أرچع الولدين لخايتك
أخيراً نطقت أمل الذاهلة وكأنها استفاقت من صدمتها واستوعبت الكلام دفعه واحدة، صرخت بأعلى صوتها وهى تضرب ظهر فاروق بقبضتيها بدون وعى
:- ولدى ... ولدى يا فاروج ضيعت ضنايا ... ضيعت الأمانة ... مش هسامحك العمر كلاته ... مش هسامحك يا فاروج
استدار فاروق نحوها وهى مستمره بضربه بكلا قبضتيها، تنال من جسده ما تطاله يديها ودموعها تنهمر بلا توقف
مما دفع فاروق لاحتضانها لتكبيل ذراعيها والسيطرة عليها، يمنحها أمانة ويستمد منها قوته ... اندست بقلة حيلة باكية فى صدره، تشكو له وجعها بكلمات متفرقة بلوعة فهو ملاذها وجلادها فى نفس الوقت
تقابلت نظرات يوسف وفاروق تتبادل الإدانة والاتهامات، بدأ يوسف بالتوضيح بنبرة هادئة واثقة مشيراً نحو المنزل
:- ابنك مش هنا يا فاروق ... أدخل فتش لو مش مصدق ... ومن غير ما تفتش بص فى وش مراتك ... ده شكل أم اطمنت بوجود ابنها جنبها
أحنى فاروق رأسه بحيرة نحو زوجته التى تتشبث بملابسه وتنتحب داخل صدره جزعاً على طفلها، هو أعلم بزوجته الصادقة، الملاك النقى التى لا تعرف مكر أو مراوغة
أردف يوسف برصانة ورغبة فى مد أواصر الود والتفاهم
:- دلوقتِ لازم نحط أيدينا فى إيد بعض عشان نرجع الولد
انكمشت ملامح فاروق حنقاً وهتف فى وجه يوسف
:- الشغيلة اللى عنديك فى الچنينة هما اللى خطفوه ... فوزى شافهم
شهقت أمل داخل أحضانه وهى تردد اسم ولدها بتوسل، شدد فاروق ذراعه حول كتفيها، يحتوى ضعفها وقيلة حيلتها ويدعمها بروحه وكل ما فيه بينما تسائل يوسف بحماس
:- مين يا فاروق ... نروح دلوقتِ وندور عليه مش لازم نضيع وقت
قطب فاروق حاجبيه الكثين، وقد زادت حيرته أن كان يوسف لا يعلم شئ عن حادث اختطاف ولده فمن فعلها ولأى غرض!!
عاد ينظر لزوجته التى يثق بها وبمشاعرها، لن تخدعه أو تتأمر عليه مهما حصل بينهما ومهما غضبت منه
زفر فاروق بقوة وعينيه تتجه للسماء يطلب العون وحسن التصرف وذراعيه تضغط جسد أمل إلى صدره أكثر ولأكثر وكأنه يستعيد جزء مبتور من جسده، يستعيد روحه التى غادرته
أخفض رأسه يناظر يوسف وقال بإرهاق نفسى كبير
:- واد أعرچ وواد تانى وياه
(جاد!!) قالها يوسف باستغراب فسبق أن رأى الرجل وأستشعر طيبته وحسن خلقه ولكنه لم يفكر كثيراً فلا وقت للتفكير وعليهم استعادة الصغير مهما حدث لذا هتف بحماس
:- جلال فى الجنينة دلوقت هكلمه أسأل على جاد .... و نروحله على الجنينة بسرعه
أبتعد يوسف يخرج هاتفه المحمول ويجرى مكالمة مع جلال أما فاروق فأبعد أمل عن صدره برفق يتأمل وجهها بتأنيب، يلومها على ابتعادها عنه، على عذاب فراقهما قابلته نظراتها اللائمة الحزينة وملامحها تنكمش آلماً وبكاء وكأنها تجيبه معاتبة "أنت السبب"، مرت ثانية يتبادلان النظرات ثم خرج صوتها الضعيف متوسلاً
:- فارس يا فاروج .. رچعه يا فاروج ... كفاية خلعه جلبى عليكم
ثم غرقت فى بكاء مرير، أحنى رأسه مقترباً من قمة رأسها ليهمس مطمئنا ً
:- فارس هيعاود ويطمن جلبك يا أمل .... ماتخافيش
اختلس قبله صغيرة من أعلى رأسها ثم تركها من بين ذراعيه على غير رغبته واستدار مغادراً لكن كفيها تشبثت براحته ورفعت مقلتيها نحوه هامسة بلهفة وتوسل
:- ياسين ... ياسين عامل إيه لحاله ... ده روحه فى أخوه زمانه مجطع نفسه من البكا يا نضرى
ضغطت على راحته بين كفيها الرقيقين ترغب فى طلب ابنها بجوارها ولكنها لم تستغل الفرصة بصفاء نية ونبل أخلاق فقالت توصيه على بحرقة تقطر من بين حروفها
:- دير بالك عليه يا فاروج ... دير بالك على ياسين ورچع فارس
مد راحته الحرة فوق كفها ومررها عليه بنعومة يومئ برأسه مؤكداً ثم سحب راحته من بين كفيها وأتجه نحو سيارته التى تنتظر خارج المنزل
استقبله يوسف الذى ينتظره بجوار بوابة الحديقة قائلاً بعد أن أنهى مكالمته الهاتفية :- جلال بيقول جاد ساب الشغل فجأة من ساعتين تقريباً وخرج جرى من الجنينة
تأكد فاروق أن جاد هو الجانى وبالطبع له شركاء يساعدونه ولكن لصالح مين؟ وما هو هدفهم؟ .... أردف يوسف بجدية
:- جلال هيسبقنا على مكان سكن العمال يمكن نلاقيه هناك
أومأ فاروق بقبول ثم أسرع نحو سيارته جنباً إلى جنب مع يوسف ولم ينسى أن يلقى نظره سريعة من خلال شق البوابة المفتوحة نحو زوجته المنتحبة التى تحلق حولها نساء المنزل يواسونها ويشدون آزرها

***************

داخل سيارة للركاب تقطع الطريق مغادرة القرية إلى القرية المجاورة تحمل أربع شباب متقاربين فى الأعمار يقود أحدهم السيارة وفي المقعد الأول يجلس حامد بجوار شاب أخر وفى أخر مقعد جلس جاد بجوار جسد صغير فاقد الوعى أثر المخدر الذى استنشقه بمجرد دخوله للسيارة
نفس حامد دخان سيجارته بغيظ في الهواء وهتف بغل
:- غبى كنت هتخرب الخطة كلاتها وتودينا فى داهية
تعالي صوت جاد من الخلف مشمئزاً
:- خطة إيه ديه .. هي حصلت خطف عيال صغار … إحنا چايين البلد ديه نطلب حجنا ولا نبجى عصابة تكتل وتخطف
استدار حامد بجذعه بعصبية يرمقه بغضب
:- والحج يطلب كيف من ناس ظالمة متعرفش ربنا … لازمن نلوى دراعهم لاچل ما ناخد حجنا منيهم
هتف جاد مدافعاً وهو يشيح بذراعه فى الهواء
:- عيلة البدرى مالهاش صالح بكل ده … دول ناس طيبة وجلبهم أبيض مظلموناش فى شى ليه تغدر بهم وتلبسهم تهمة
هم حامد بالنهوض من مكانه لينقض على جاد ضرباً ويسكت صوته ولسانه يلقي عليه السباب والشتائم، قبض على ذراعه يمنعه من الحركة ابن عمه المجاور له قائلاً
:- أهدى يا حامد ده أخوك برضك يا چدع
تدخل سائق السيارة فى الحوار وهو ابن عمهم أيضاً ليهدئهم
:- وحدوا الله يا رچالة … كلها نصاية ونتلم فى الدار حدا أبوى وعمى ووجتها اتحددوا على كيفكم مش عاوزين نلفت نظر الخلج لينا على الطريج
عاد كل شخص إلى مكانه مرة أخرى وساد السيارة الصمت حتى وصلت لوجهتها

***************
أمام منزل مكون من ثلات طوابق فى القرية المجاورة توقفت السيارة ونهض حامد بعصبية ومد ذراعه نحو فارس فاقد الوعى وقال بغيظ :- لافينى الواد
حجز جاد ذراع شقيقه الأكبر وقال بنبرة أقرب للرجاء
:- هشيله أنا يا حامد
صاح حامد فى وجهه بعصبية :- جولتلك لافينى الواد
ربت ابن عمهم حماده على كتف حامد قائلاً
:- همله يشيله يا حامد … مش عاوزين نلفت النظر علينا
وأنت يا چاد خد الواد على الشجة طوالى
تهكم حامد بنظره احتقار يلف بها شقيقه الأصغر جاد مغمغماً
:- شيله يا حنين يا أبو جلب كبير
ثم التفت نحو ابن عمهم الأخر فى مقعد السائق قائلاً
:- وأنت اركن العربية وارچع طوالى يا چابر
نزل حامد من السيارة ودفع البوابة الحديدية للمنزل ثم تحرك نحو شقة مؤجرة بالدور الأرضى وفتح بابها ووقف فى انتظار جاد الذى اقترب حاملاً فارس فوق صدره يضمه بقوة حتى لا يسقط منه وهو يخطو مسرعاً على قدر حركته
ما أن دلف جاد لصالة الشقة حتى نهض رجلان كبيران فى السن أحدهما فى الستين من عمره والأخر يصغره بعدة أعوام بملابسهم الصعيدية التقليدية
أشار الرجل الستينى إلى غرفة جانبية وآمر جاد بانتصار
:- دخله على چوه
دلف جاد الغرفة وتبعه الرجل الكبير بلهفة يتطلع إلى وجه الصغير الذى وضعه جاد برفق فوق فراش ضيق فى الغرفة التى تحوى فراش أخر وخزانة ملابس قديمة، لوى الرجل فمه ببسمة صغيرة وتسائل بتهكم :- هو ده حفيد عدلى السمرى
أعتدل جاد يواجه الرجل الكبير الذى ما كان سوى والده وقال بتأدب
:- ليه يا بوى ندخل العيال الصغار فى التار .. يوم ما جولت هنعاود البلد وترچع حجنا كنت فاهم أنك هتروح تطلب حجنا فى النور مش بالشكل ده
تخطي حامد إطار الباب وجذب جاد من مؤخرة عنقه ودفعه نحو الصالة هادراً بغضب يشكو لوالده
:- ولدك كان هيودينا فى داهية اليوم يا بوي … كان هيكشفنا ويبوظ الشغلانة طلع يچرى ورا العربية وأنا بخطف الواد ولفت النظر علينا كان غرضه يمنعنا
توازن جاد بصعوبة على ساقه السليمة وهو يتمسك بطاولة بركن فى الصالة الواسعة بعد أن دفعه حامد بعنف وقال مدافعاً
:- محناش عصابة ولا خطافين
هتف حامد بعصبية واضحة
:- أنا جولت مش لازمن يعرف إحنا هنعمل إيه … ده سايج العوچ من يوم ما نزل البلد وعينه نضرت الداكتورة بت البدرى ... مفكر أن بنت الأكابر هتبص لعامل باليومية حداهم
تدخل ابن عمهم حماده موضحاً
:- كان لازمن أجوله عشان يخرچ من البلد هو كمان ... زمان عيلة السمرى جالبة البلد فوجانى تحتانى على ولدهم
رمقه حامد بخبث فكل ما حدث كان عمداً ومن تخطيطه حتى يلفت نظر الجميع لجاد ويشعل العداوة بين البدرى والسمرى من جديد
تحدث عمهم قائلاً بهدوء
:- عفارم عليكم يا ولاد ... المهم الشغلانة تمت خلينا هاديين اليومين الچايين لحد ما نخلصها على خير
تقدم والد جاد نحوه وأحتوى كتفيه المتهدلين بخذلان وقال بهدوء يضع له السم فى العسل
:- أحنا أصحاب حج يا چاد ... أنا وعمك وچدك اتعذبنا كتير أنت ماتوعاش ... كنت لسه متولدش لكن اتعذبت كيفنا تمام ... لو كنا عيشنا نزرع فى أرضنا كنا بجينا فى حال غير الحال وكنت لاجيت فلوس أعالچ رچلك ...لكن أحنا اتطردنا من أرضنا واتشردنا فى البلاد ... أنت خابر عيشة الفجر اللى عيشنا فيها وهما بيتمتعوا بالمال والسلطة
ناظره جاد بعدم اقتناع عن وسيلة الحصول على حقهم إن كان لهم حق، ولكنه أضعفهم بنية جسدية وعزيمة وخاضع لهم فالتزم الصمت ولم يعقب
ربت والده على ظهره برفق يتابع بمداهنة
:- خلاص أحنا وصلنا لغرضنا ... خليك چار الواد وأوعاك يطلع حسه ... الچيران فاهمين أنكم عمال مستأچرين ومفيش معاكم عيال ... يلا يا ولدى
رمقه جاد عاجز عن الرد وتحرك نحو الغرفة ووالده يميل على حامد آمراً
:- أجفل الباب عليهم هما التنين ... وأوعى چاد يتچن فى عجله ويهرب الواد ... ويبوظ كل اللى عملناه
لوى حامد شفتيه بابتسامة حاقدة وتحرك يغلق الباب على جاد وفارس وهو يردد
:- ماتخافش يا بوى ... محدش منيهم هيروح أى مكان غير بأمرك

*********************

انقضى اليوم فى محاولة الوصول لجاد الذى أختفى من البلدة بدون أثر وعاد كلاً إلى منزله يجر أذيال الخيبة والخوف على الصغير الغائب
فى منزل البدرى رفضت أمل الطعام والراحة طيلة النهار فى انتظار أى خبر يُطمئن قلبها على طفلها وقد تجمع الجميع حولها فى محاولة لإثنائها عن البكاء والنحيب وحثها على الالتجاء لله بالدعاء والابتهال
"أمى .... أمى" أنطلق الصوت الطفولى مشتاقاً راكضاً بكل قوته إلى أحضان أمه الدافئة التى أفتقدها كثيراً
لم تصدق أذنيها وهى تستمع للنداء فالتفتت بلهفة ثم نهضت فاتحة أحضانها لاستقبال بكر أطفالها بلهفة وحنان
زادت دموعها انهماراً، دموع اختلطت فيها فرحة اللقاء والاشتياق مع ألم الفراق والخوف على الغائب
أنهالت على وجهه تقبيلاً واحتضاناً وياسين يبادلها شوق بشوق، رفعت رأسها نحو شقيقها الذى يقف يتابعهم بتأثر وفى يده حقيبة ظهر تخص ياسين وتمتمت بامتنان :- كتر خيرك يا أخوى
ابتسم يوسف بعفوية وداعب شعر ابن شقيقته بأصابعه وقال موضحاً :- مش أنا السبب يا أمل ... فاروق هو اللى بعت ياسين يقعد معاكى لغاية ما أخوه يرجع بالسلامة
رفع ياسين رأسه نحو والدته وقال موضحاً :- أبوى جال روح أجعد حدا أمك ... قويها وطمن جلبها لحد ما أخوك يرچع بالسلامة
ضمت رأس الصغير إلى صدرها بعد أن قبلته بقوه وفى نفسها أمنية أن تكون تلك القبلة لفاروق نفسه امتناناً وشوقاً

***************

فى منزل السمرى بعد عودة أحمد وفاروق بخفى حنين، جلسوا بإحباط مع والدهم الذى أكله التفكير عن هوية الذى يريد بهم شراً ولكنه فشل فى الوصول إلى نتيجة ... تسائل عدلى باهتمام قلق
:- كيف ما لجتوش الواد ده ... الأرض أنشجت وبلعته
رفع فاروق رأسه من بين كفيه وقال بإرهاق نفسى
:- دورنا فى كل مكان ... وسألنا الشغيلة زمايلة ماحدش خابر راح فين
زفر بقلة حيلة مردفاً
:- كل اللى عرفناه أن الواد التانى اللى خطف ولدى اسمه حامد ... واحد اتعرف عليه من أهل البلد ... حامد وچاد فص ملح وداب
أكمل أحمد على حديثه بحزن
:- جلبنا البلد كلاتها فوجانى تحتانى ... محدش شاف غيرهم هما التنين وهما بيخطفوا الواد والعربية اللى ركبوها من غير أرجام
قاطعتهم فهيمة التى تقترب منهم حاملة صينية عليها فناجين القهوة وقدمتها لهم هاتفه بثقة
:- أجطع دراعى أن مكنش ملعوب من ولاد البدرى و أنت بجلبك الطيب بعت ياسين حداهم هو التانى
تراجع فاروق مستنداً بظهره على مسند مقعده بتعب غير قادرعلى جدال والدته المضنى بينما أسكتها عدلى بصرامة
:- فاروج عمل الصح ... ياسين محتاچ أمه دلوك
جادلت بمعافرة وهى تلوح بذراعيها أمامها تصدر صليل أساورها الذهبية
:- أمه ... ما هو كله من تحت راسها هى اللى هربت من الدار وهملت بيتها وچوزها وولادها
صاح عدلى بوجهها زاجراً بعد أن نفذ صبره
:- من عمايلك يا فهيمة ... البت ماشفتش يوم راحة ولا كلمة حلوه من يوم مادخلت الدار وهى بنت 10 سنين ... أجفلى خاشمك وأبلعى لسانك وألا أجسم بالله ههينك بعد العمر ده كلاته
اتسعت مقلتيها جزعاً ورفعت كفها تكتم فمها قهراً من توبيخها أمام أبنائها الرجال وخوفاً من ثورة زوجها
أرجع فاروق رأسه على ظهر مقعده مرخياً جفنيه وعقله يغلى من التفكير باحثاً عن وسيلة للوصول لأبنه

*****************
انتشر خبر اختطاف فارس فى القرية كالنار فى الهشيم خاصة بعد انتشار رجال عائلتى السمرى والبدري جنباً إلى جنب فى مهمة البحث عن الصغير وللأسف باءت كل المحاولات بالفشل وعاد كلا إلى منزله فى انتظار أى خبر يروى القلوب
توقفت سيارة الشرطة أمام فيلا السمرى وترجل مدحت يتحرك بملامح جادة قاصداً مقابلة فاروق السمرى
استقبله فاروق في حديقة المنزل بكلمات ترحيب مقتضبة ولأن الأمر لا يحتمل أي مجاملات بدأ مدحت يتعامل بعملية
:- فاروق بيه ممكن توضحلى كل المعلومات اللى توصلت لها لحد دلوقت … وأحنا هنواصل البحث عن فارس لحد ما نلاقيه ونرجعه إن شاء الله
رفع فاروق رأسه يستنشق الهواء بقوة وكتف ذراعيه خلف ظهره قائلاً بنبرة محملة بالألم
:- كتر خيرك يا حضرة الظابط … ولدي هيعاود إن شاء الله عن جريب
حاول مدحت التأثير على فاروق ومشاركته حزنه
:- إن شاء الله هيرجع سالم … بس أنا متكتف يا فاروق بيه ... لو حضرتك اتقدمت ببلاغ رسمى هسخر كل امكانيتنا فى البحث عن الولد هنا وفى القرى المحيطة بينا كمان
ناظره فاروق متفكراً لثوانى طويلة ثم قال بتلقائية
:- أنت خابر إنى مش هتجدم ببلاغ وأنا أقدر أرچع ولدى بنفسى
:- يا فاروق بيه كل اللى حصل النهارده بيقول أن الولد اتخطف وأكيد الخاطفين هيتواصلوا معاك يطلبوا فدية وقتها لازم أكون على علم وجاهز إنى أتصرف معاهم ... صدقنى أنا كل هدفى المساعدة وحضرتك متعلم وعارف أن مش عيب تلجأ للشرطة فى موقف زى ده
زفر فاروق وطأطأ رأسه شاكراً بخفوت، يفكر فى كرامة واسم عائلته بعصبية وقبلية متأصلة به من جهة ويخشى على حياة ولده ومستعد لدفع أى مبلغ فى سبيل رجوعه سالماً من جهة أخرى لذلك لن يلجأ للشرطة أبداً
يأس مدحت من إقناعه وفى ذلك الوقت خرج أحمد إلى الحديقة وصافح مدحت مرحباً :- أهلاً بك يا حضرة الظابط
شكره مدحت ثم دخل فى صلب الموضوع مباشرة
:- أحمد بيه أرجو أن يكون فى تعاون بنا عشان نقدر نرجع الولد بأسرع وقت
تحرك فاروق جانباً وجلس على مقعد بركن الحديقة فعقله لا يتحمل أى جدال فى الوقت الحاضر بينما تكلم أحمد بتعقله الرزين
:- أكيد هيكون فى تعاون بينا ... لكن أحنا منعرفش أى معلومات لحد دلوك ومش هنتجدم ببلاغ فى الوجت الحالى ... أول ما نحتاچ لمعونة الشرطة أكيد هنبلغك
حرك مدحت رأسه بقلة حيلة وهو يحرك كفيه فى الهواء مستسلماً
:- وأنا تحت أمركم فى أى وقت ... ومش هسكت هتحرك فى خلال المتاح قدامى دلوقت للوصول لأى معلومات عن مكان فارس
شكره أحمد بشدة قبل أن يردف مدحت بتعاطف
:- ربنا يطمنكم عليه
***************
بمجرد مغادرة مدحت من البوابة التفت أحمد حيث يجلس شقيقه فتفاجأ بعدم وجوده، تحرك لداخل المنزل فلم يجده أيضاً
توقع أن يكون صعد لغرفته ليرتاح قليلاً ويفكر فى هدوء، لكن بعد دقائق قليلة اقتحم محروس المنزل هاتفاً
:- يا أحمد بيه ... يا أحمد بيه
نهض أحمد من مكانه متحفزاً واستقبل محروس الذى استطرد قائلاً
:- فاروج بيه فى أوضة الكرار وهيخلص على فوزى
أسرع أحمد الخطى نحو غرفة المخزن المهملة يتبعه محروس وكلما أقتربا سمعا صوت صراخ وعويل فوزى وفاروق يستجوبه بصوت جهورى أثناء ضربه
دلف أحمد ليتفاجأ بشقيقه متوهج الوجه من اندفاع الدماء فى أوردة وجهه الغاضب، يكيل الضربات لفوزى يميناً ويساراً ثم سحب حزام بنطاله لينزل به على جسد فوزى بكل ما أوتى من قوة
انقض أحمد على ظهر شقيقه يكبل حركته ويسحبه للخلف ليخلص فوزى منه وهو يهدأ من روعه
:- أهدى يا فاروج مش إكده ... الراچل هيموت فى يدك
صاح فاروق بصوت جهورى غاضب
:- هو عارف ولدى فين ... أنا متوكد أنه موالس معاهم (متفق معهم) أنا مش مطمن له من يوم حكاية الساعة
انكمش فوزى على نفسه وحاول التماسك ليتكئ على ركبتيه أمامهم يتنفس بقوة ويده تتحس مواطن آلمه، رمقه أحمد بنفور واضح وقال بصوت رخيم
:- أرحم نفسك وجول اللى تعرفه يا فوزى
أستند على الأرض بكفيه فى وضع أقرب للسجود ثم رفع رأسه ينظر نحو أحمد الذى أصبح فى المواجهة بعد أن أبعد فاروق خلفه ليلتقط أنفاسه ويهدأ
رفع ساعده يمسح الدماء السائلة من أنفه وأدرك أن لامفر له من العقاب بعد أن عض اليد التى تطعمه وخان الأمانة ... طأطأ رأسه وقال بخزى من بين أنفاسه اللاهثة
:- حجول على اللى أعرفه ... أنا معرفش مكان فارس بيه ... بس فى واحد من الشيغلة فى چنينة البدرى ... عطانى فلوس وأشترى منى ساعة فاروج بيه وبعد إكده طلب منى أتأخر شوى على الولاد بعد المدرسة ... بس والله ما كنت خابر ناوى يعمل إيه
انقلبت ملامح أحمد إلى الاشمئزاز بينما اندفع فاروق ليركل فوزى بغل فى معدته وهو يسبه ويلعنه، قبض أحمد على ذراع شقيقه يوقفه ثم سأل فوزى الذى سقط أرضاً ممسكاً بمعدته يتلوى من الألم
:- عرفت حامد ده منين ... وخد الساعة ليه!!
حاول فوزى الإجابة رغم الألم فخرج صوته مرتعش بتلعثم
:- اللى عرفنى على حامد راچل كان بيشتغل فى الأرض عند چنابك اسمه حماده (نهض على ركبتيه مرة أخرى واستطرد) سامحنى يا بيه طمعت فى الجرشنات يا بيه وجبلت منيه الفلوس
قطب أحمد بين حاجبيه يتفكر فى الأسم لعله يعرفه وفاروق يقف يلتقط أنفاسه وينصت للحديث بينما قال فوزى وهو ينهار فى البكاء
:- ده كل اللى أعرفه ... سامحونى يا بهوات أنا خاين وواطى ... سامحونى ... سامحونى
التفت أحمد نحو محروس وقال آمراً
:- هاتله ميه وأكل ... وحاول تعالچ چروحه
أومأ محروس موافقاً وأسرع للتنفيذ وتبعه أحمد وفاروق مغادرين الغرفة وتوقفا خارجها يتبادلان النظرات بتعجب
"من هؤلاء اللذين يسعون لإلحاق الأذى بعائلة السمرى ولمصلحة من!!"

******************

قـــراءة ممتعـــة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 10:47 PM   #1045

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمةالله
وكل عام والجميع بالف خيرولومتأخر
فصل رائع سما وممتع ومليئ بالاحداث الشيقه
واخيراعرفت من ضرب الذي حاول يقتل يوسف
لكن مامصلحةحامدمن قتل يوسف
وجادماحكايته مع حامداكيدمخطط شرير
ابدعتي غاليتي سلمت يداكي
موفقه باذن الله
أهلاً بك عزيزتى وكل عام وأنتِ بكل خير
كل تساؤلاتك يجيب عنها فصل اليوم
لك ودى ومحبتى ❤❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 11:13 PM   #1046

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 9 والزوار 9)

‏موضى و راكان, ‏asaraaa, ‏wafaa hk, ‏سما صافية, ‏sara osama, ‏ماضية في طريقي, ‏Saro7272, ‏awttare, ‏الاوركيدا.


رب ضارة نافعة خطف فارس هيكون سبب لرجوع العلاقات السلمية بين عائلة السمرى و عائلة البدرى

و ياسين عاد لأمل لأجل يقويها و يصبرها على بعد أخيه حتى يجدوه و يجدوا من خطفه

عجبتنى الست رئيسة و جارحى جدا

فصل ممتع يا أيمى تسلمى يا جميلة

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 11:13 PM   #1047

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 14 والزوار 23)
‏سما صافية, ‏ماضية في طريقي, ‏Maryam Tamim, ‏shezo+, ‏الاوركيدا., ‏shammaf, ‏الذيذ ميمو, ‏ام زياد محمود, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏هدهد الجناين, ‏دانه عبد, ‏عاشقة الحرف, ‏sara osama, ‏wafaa hk



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 25-05-21 الساعة 11:47 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 11:21 PM   #1048

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 15 والزوار 17)

‏موضى و راكان, ‏سما صافية, ‏shammaf, ‏ماضية في طريقي, ‏الذيذ ميمو, ‏ام زياد محمود, ‏اللؤلؤة الوردية+, ‏هدهد الجناين, ‏رونى تامر, ‏دانه عبد, ‏shezo, ‏عاشقة الحرف, ‏sara osama, ‏wafaa hk, ‏awttare


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 12:07 AM   #1049

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 44 ( الأعضاء 16 والزوار 28)
‏سما صافية, ‏نوال11, ‏yasser20, ‏ماضية في طريقي, ‏نهاد على+, ‏لينافيفي, ‏Rima08, ‏Maryam Tamim, ‏shezo+, ‏الاوركيدا., ‏shammaf, ‏ام زياد محمود, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏هدهد الجناين, ‏دانه عبد, ‏عاشقة الحرف


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 12:09 AM   #1050

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 9 والزوار 9)

‏موضى و راكان, ‏asaraaa, ‏wafaa hk, ‏سما صافية, ‏sara osama, ‏ماضية في طريقي, ‏saro7272, ‏awttare, ‏الاوركيدا.


رب ضارة نافعة خطف فارس هيكون سبب لرجوع العلاقات السلمية بين عائلة السمرى و عائلة البدرى

و ياسين عاد لأمل لأجل يقويها و يصبرها على بعد أخيه حتى يجدوه و يجدوا من خطفه

عجبتنى الست رئيسة و جارحى جدا

فصل ممتع يا أيمى تسلمى يا جميلة


تسلمي حبيبتي 😍 مبسوطه ان الفصل عجبك
صحيح رب ضارة نافعة وقد يكون خطف فارس
خطوة لأصلاح العلاقات دون المساس بكرامة أي
من الزوجين العنيدين


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.