آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )           »          379 - من ينقذها - كارول مارينيللي (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          سحر الحب (10) من لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة: soraminho(كاملة&مميزة) (الكاتـب : soraminho - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          247- حب رخيص-كيت ولكر (مدبولي) عدد جديد (الكاتـب : Gege86 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-21, 10:24 PM   #1171

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل التاسع والعشرين
************

تسابق الصغيران فى هبوط الدرج بصخب وصوت ضحكاتهم يعيد بعض من البهجة فى جنبات المنزل الصامت بحزن
أسرعوا نحو والدهم الذى عاد للمنزل مع أذان الفجر بعد أن اطمأن على والده بالمستشفى ورحل هو وأحمد السمرى لينالا قسط من الراحة قبل استئناف مهامهما
رفع فاروق رأسه يستقبلهم بابتسامة مرهقة، لم ينل سوى بضع سويعات من النوم لم توفى احتياجه للراحة لكن رؤيته لأولاده معاً تكفى لتمده بالسعادة والطمأنينة
منذ رحلت والدتهم وزادت علاقته بهم وقويت الرابطة بينهم، أصبح يرغب فى وجودهم معه فى كل مكان ليستمتع بضحكاتهم وشقاوتهم المحببة لنفسه
تقدم فارس وقبل كتف والده بحب واحترام فضمه فاروق إلى صدره وقبل رأسه ثم فعل المثل مع ياسين الذى جاء فى المركز الثانى عمداً بعد سباقهم القصير حتى يسعد شقيقه
حاوطوه فى جلسته الهادئة فى منتصف البهو وهو يتناول كوب من الشاى الساخن وبدأ ياسين الحديث ليطمئن على جده

:- كيف حال چدى يا أبوى ... بدنا نروح نزوره ونطمن عليه
ناظر فاروق ولده الكبير الذى يُظهر جديه ومثالية منذ صغره، فابتسم بوجهه بهدوء قائلاً
:- چدك بخير والحمدلله ... لما يسمحوا بالزيارة هاخدكم تطمنوا عليه
تبادل الصغيران نظرات ذات معنى بينهما ثم وقف فارس أمام والده مباشرة يقول بأسلوبه المشاغب والمحبب فى نفس الوقت
:- هو أنا دلوك مش بطل ومخطوف با أبوى
لوى فاروق ثغره بابتسامة ساخرة فيبدو أنه أمام قائمة من الطلبات الخاصة بصغيرة المشاغب، أتم شرب كوب الشاى الساخن فى يده ثم وضعه على المنضدة أمامه وناظر صغيرة وهو يستند بمرفقه على مسند مقعده وأراح ذقنه فوق كفه وقال بمكر ليختصر الطريق
:- اتفضل يا بطل .. طلباتك
أشار إلى صدره بكفيه الصغيرين وقال بمسكنة
:- دلوك أنا المخطوف وكنت بعيد عنيكم لحالى ولا بخوفت ولا بكيت .... وياسين هو اللى يجعد حدا أمى يومين ويبات فى حضنها كمان ... وأنا البطل ملحجش أجعد وياها ولا أبات حداها ... يرضى مين ده يا أبوى
أرخى فاروق جفنيه وتنهد بشجن ثم فتح جفنيه مرة أخرى، مازلت والدته تضعه فى موقف اختيار بين رضاها وبين قرب زوجته رغم جو السلام الذى بدأ يسود بين العائلتين ويبشر بصلح قريب ورغم ذلك مازال ينكوى أولاده بنار الفراق والشقاق الذى حدث بينهما
جاء صوت ياسين الهادئ يتساءل بحنين
:- ميتا أمى هتعاود الدار يا أبوى!!
لم يجيب فاروق فهو لا يملك الإجابة الأن، حرك فاروق نظره نحو ابنه البكر ولم يتكلم ثم بدل نظراته بين ولديه وسألهم بفضول
:- أنتوا عچبتكوا الجعدة فى دار البدرى ولا إيه؟
:- جوى يا أبوى ... كلهم بيحبونا وبيلعبوا معانا ... خالى بيخاف علينا كتير وبيجعد يتحدتت ويضحك معانا
أسرع الصغيران فى لإجابة والتوضيح بينما شبك فاروق أصابعه أمامه وطأطأ رأسه مفكراً ثم جاء السؤال بنبرة مترددة من ياسين
:- لما أمى ترچع للدار ... هنفضل نكلم خالى وعيلة البدرى ولا هنجطعهم تانى
رفع فاروق عينيه نحو ابنه دون أن يرفع رأسه بنظره شاردة لبرهة ثم سأله بجدية
:- أنت إيه رأيك يا ياسين؟؟
:- والله دول ناس زينة يا أبوى ... وبيحبونا جوى وأمى مرتاحة هناك مش طول اليوم چوه المطبخ ولا مشغولة فى الدار كيف ما كانت إهنا
واصل فارس حديث شقيقة بحماس
:- ولابسة حلو جوى يا أبوى وبتحدت وتضحك
مشاعر الأطفال وإحساسهم الصادق لا يخطأن أبداً وبكلماتهم البسيطة رسموا صورة لوالدتهم كان يتمنى فاروق أن يوفرها لها، قبل أن يقول كلمته كانت فهيمة تقتحم جلستهم فاردة ذراعيها لتضم فارس وتقبل رأسه بحب
:- نورت الدار يا ولد الغالى ... جلبى أتخلع عليك يا ضناى ... أسمع أنا بعت محروس يچيب كل الحاچات اللى بتحبوها من السوبر ماركت ... يلا جوم أفطر ويا أخوك ... يلا يا ياسين هم وأفطر يا ولدى
:- حاضر يا چدتى
قالها الأولاد بإحباط فحديثهم عن والدتهم أنتهى بحضور جدتهم ولا يجرآن على إعادة الطلب أمامها، نهضت لتضمهم تحت جناحيها وعيونهما متعلقة بوجه أبيهم فى انتظار كلمة منه
بدل نظره بينهما ثم أومأ بخفة عدة مرات وهو مغمض العينين، ضحك فارس باتساع وانفلت من حضن جدته ليضم نفسه لحضن والده مردداً
:- كتر خيرك يا أبوى
وكذلك فعل ياسين ثم تحركا نحو غرفة السفرة لتناول فطورهما وجدتهم تتابع بعدم فهم ثم جلست بجوار فاروق وسألته بفضول
:- خير ... الولاد رايدين إيه؟
تأمل وجهها بصمت وقرر أن يُخفى عنها الموضوع مؤقتاً فأعصابه لا تتحمل جدل الأن، رفع كفه ومسح على جبينه عدة مرات وقال دون النظر فى عينيها
:- رايدين يروحوا الإسطبل يشوفوا المهور الصغيرة بتاعتهم
هزت رأسها متفهمة وقالت بتعاطف
:- وديهم يا فاروق ... الولاد مروا بظروف صعبة هملهم يفكوا عن حالهم
حدجها بنظره متعجبة فلو كان أخبرها أنهم فى حاجة لوالدتهم لرفضت من فورها، حرك رأسه بخفة نحوها وهى تطلب برجاء
:- وأنا بدى اطمن على أبوك يا ولدى ... جلبى واكلنى عليه رايده أشوفه واطمن عليه بنفسى ... عمره ما غاب عن عينى إكده من سنين طويلة
نظرة حزن وقلق طلت من مقلتيها وفاروق يتفحصها بهدوء، تفتقد زوجها لغيابه ليوم واحد عنها فماذا عن زوجته هو التى غابت عنه لشهور، شبك أصابعه بعصبية وأجابها باقتضاب
:- حاضر يا أمه ... أول ما يسمح الدكتور هأخدك تزوريه
نهض من مكانه مردداً بخفوت حزين وهو يتحرك نحو الطابق العلوى
:- هغير خلجاتى لغاية الولاد ما يفطروا

**************

في قسم الشرطة انهمك مدحت في صياغة المحضر وتوثيق الأدلة بعد أن استجوب جميع الأطراف، يرتشف بعض من كوب الشاى بجواره ثم يلتقط نفس من سيجارته المشتعلة بين أصبعيه ثم يعاود الكتابة فى الأوراق من جديد
طرقات بسيطة على دلفة الباب المفتوح أعقبها دلوف جندى الذى قال مباشرة وهو يرفع يده بالتحية العسكرية
:- أحمد بيه السمرى وفاروق بيه السمرى ... طالبين يقابلوا سيادتك يا أفندم
رفع مدحت رأسه عن الملف وأشار للجندى ليسمح لهم بالدخول وهو ينهض من مكانه لاستقبالهم بعد أن أطفأ السيجارة، صافحهم بترحاب ودعاهم للجلوس وهو يتخذ مكانه خلف مكتبه
:- أهلاً وسهلاً بحضراتكم ... أنا بشتغل فى المحضر أهوه وهبعته للنيابة علطول

أشار نحو الجندى الذي يقف فى انتظار الأوامر وهتف
:- الشاى المظبوط يا طلبة
أستوقفه صوت فاروق وهو يرفع كفه شاكراً بجدية
:- مالوش لزوم … واچبك وصل يا حضرة الظابط أحنا چايين فى أمر هام ومحتاچين نتكلم على انفراد
أشار مدحت نحو الجندى لينصرف ويغلق الباب خلفه ثم جلس مكانه مردداً بجدية
:- تحت أمركم اتفضلوا ... على أى حال أنا ضميت أقوال فوزى للملف و آآآ
قاطعه أحمد بصوته الرخيم
:- كل ده مليح يا حضرة الظابط .. لكن إحنا غرضنا نأچل الجضية شوية
اتسعت مقلتى مدحت دهشة وهز رأسه بعدم فهم، يطالعهم بتعجب ولسانه يردد
:- إزاى نأجل القضية ... مش فاهم
ناظره أحمد بهدوء قائلاً
:- أنا رأيى تكلم المأمور الأول وتفهم منيه وبعدين نكمل كلامنا يا سيادة النجيب
فتح مدحت كفيه فوق مكتبه يحركهم بتساؤل
:- كلام إيه يا أحمد بيه ... ديه قضية كبيرة ومتشعبة ... خطف وقتل ومرتبطة كمان بقضية شروع قتل يوسف البدرى
ابتسم أحمد فى وجهه بخفة وقال بلهجة حازمة
:- كلم المأمور ونكمل الحديت يا سيادة النجيب
مط مدحت شفتيه بتعجب واستأذن للخروج لاجراء المكالمة مع المأمور، نظر فاروق نحو شقيقه وسأله بتردد
:- تفتكر اللى أبوى رايده ده صُح … دول ناس شربت الحقد من صغرها وجلوبهم مليانة غدر ولا يهمهم صغير ولا كبير
أسند أحمد مرفقه على سطح المكتب بجواره وقال متفهماً بالكامل لموقف والده
:- أبوك رايد يريح ضميره ويرد الحجوج لأصحابها ... وإحنا لازم نساعده على إكده ... وأكيد هناخد حذرنا معاهم ونحط شروط تلزمهم
قال فاروق بحمائية
:- المهم يبعدوا عن ولادى ... والله فى سماه أخلص عليهم كلاتهم لو مسوا شعره من واحد منيهم تانى
ربت فاروق على كفه يهدأه وبعد دقائق قليلة دلف مدحت عابس الوجه وقال باستسلام
:- المأمور طلب تجميد القضية فى الوقت الحالى وتذليل كل العقبات لحضراتكم
عاد لمكانه وجلس ثم مد يده وأغلق ملف القضية باحباط فقال أحمد موضحاً برصانة
:- ما تجلجش يا سيادة النجيب شغلك هتكمله … كل الحكاية أن فى حالات التار بنطبج روح الجانون لوقف سلسال الدم بين العائلات ... وملف الجضية بيتحفظ مع محضر الصلح اللة هنعقده إن شاء الله بوچود المأمور ومندوب من المحافظة وأنت اللى هتكون مشرف على كل الخطوات من البداية
شبك مدحت أصابعه فوق سطح مكتبه وقال ببساطة
:- الحقيقة يا أحمد بيه أنا ما حضرتش جلسة صلح قبل كده ... بس أنا معاكم في أى حاجة … تحبوا نبتدى بإيه
أراح فاروق ساعده على مسند مقعده ولف جذعه قليلاً ليواجه مدحت موضحاً بدية
:- البداية هتكون بقعدة مبدئية بين العائلات التلاتة … ولازمن حامد يكون موچود بصفته ابن عسران ... مش رايدين نهمل أى ثغره يتراجعوا فيها عن بنود العجد
أومأ مدحت مؤيداً
:- حامد لسه فى المستشفى وحالته مستقرة هطلب من الدكتور ينقله لهنا وقت الجلسة .. طبعاً الجلسة هتبقى هنا لأن عيلة أبو إسماعيل متحفظ عليهم كلهم
:- أكيد يا حضرة الظابط ما أنت هتكون طرف فى الصلح ده ... أقصد الصلح هيتم بمعرفتك وأنت اللى هتشرف عليه وتوثقه
:- مفهوم طبعاً وبالنسبة لعيلة البدرى ... أنا هبلغهم بالمعاد
قاطع فاروق حديث مدحت بصوت قوى
:- لاه ... أنا هبلغ يوسف بنفسى
سلط أحمد نظره على شقيقه بنظره ماكرة كاشفه لما فى قلبه المشتاق لزوجته أصابت فاروق بالارتباك فحمحم بقوة ثم عادوا لمناقشة بنود الصلح

***************


فى حديقة منزل البدرى بعد أن أكتظ المنزل بالزوار لتهنئة أمل بعودة فارس جلس يوسف وجلال بالحديقة بعيداً عن التجمع النسائى الذى ضم نساء عائلة العزازى ونساء عائلة الشيخ رضا وبالطبع نساء عائلة البدرى
ابتسم جلال بحنين وذاكرته تتداعى عليه بذكريات من زمن بعيد، حين كان منزلهم يعج بالضيوف والأقارب والأحباب وقال بحنين لابن عمه الذى يجلس مقابل له تفصلهم طاولة من خشب البامبو تخص الحدائق وتماثل المقاعد التى يجلسون عليها
:- البيت رجع يتملى بالضيوف والفرح وكأن الزمان بيرجع بينا لأيام والدى وجدى الله يرحمهم
ألقى يوسف نظره نحو المنزل وابتسم بدوره بعد أن هدأت الأمور وكل المؤشرات توحى بقرب الفرح على الجميع ... تنهد بخفة وقال بنبرة هادئة
:- يارب الفرح يجمعنا دايماً (شرد بذهنه قليلاً) كان دايماً والدى بيحكيلوا عن تجمعاتكم فى المناسبات والأعياد وحتى فى الأزمات وكنت بشتاق أوى للجو ده ... كان نفسى أجربه ولما عشت فى وسطيكم حسيت بالدفى اللى والدى كان بيكلمنى عنه
هز جلال رأسه عدة مرات مؤيداً وردد بهمس
:- الله يرحم الجميع (أعتدل فى جلسته ثم قال بجدية) بالمناسبة يا يوسف ... طه كان كلمنى قبل حادثة فارس بكام يوم عشان نبدأ فى التجهيز للجواز... يعنى ياسمين تشوف الشقة وطه يبدأ فى تجهيزها وكدهه ... بصراحة الراجل مستعجل
أشار يوسف بيده فى الهواء مردداً بقبول
:- حقه طبعاً ... وبصراحة طه جدع معانا وبيراعى كل ظروفنا ... (رقت نظراته وقال بنبرة صادقة) أنا نفسى عمة أصيلة تفرح وتطمن على ياسمين وكلنا نفرح معها بعد كل اللى مرينا به
أطرق جلال للحظات ثم قال بخفوت وهو مطأطأ الرأس تعتصر أحد كفيه الأخرى بتوتر
:- وأنا كمان نويت أتجوز والفرحة تبقى فرحتين
انتبه يوسف لحديثه بجبين مقطب وتساءل بذهول
:- تتجوز!! ... تتجوز مين؟
رفع جلال رأسه ورمقه بجمود ثم قال بفتور
:- بنت خالتى ... إنسانة طيبة وجميلة و ... وبتحبنى
تأمله يوسف بتعجب، صحيح أن جلال لم يُفصح أبداً عن مشاعره إلا أن الحب كضياء الشمس لا يمكن حجبها ... والجميع لاحظ الشرارة المشتعلة بينه وبين الدكتورة ابنة السمرى ... هز يوسف رأسه برفض قائلاً بنصح
:- جلال ... مفيش إنسانة مهما كانت مواصفاتها تقدر تنسى الراجل واحدة كان بيحبها
أغمض جلال عينيه متألماً وبدأ يلتقط أنفاسه بثقل، واصل يوسف حديثه بهدوء خافت
:- الأمور بتتصلح بين العيلتين والدليل قدامك (أشار نحو باب المنزل حين اندفع من داخل المنزل فارس وياسين وخلفهم ندى ومنار شقيقة طه والتفوا حول المنزل نحو الحديقة الخلفية حيث حظائر الأرانب التى تقوم ندى بتربيتها بغرض الدراسة) أصبر شوية يا جلال وأكيد هترجع تانى
فتح جلال جفنيه وحدج فى وجه ابن عمه بنظره متألمة قائلاً باشتعال حريق شب فى جنباته
:- ترجع ... مين اللى ترجع يا يوسف ... الى بتتكلم عليها ديه سافرت ومكلفتش نفسها تبص وراها ولو لحظة واحدة ... اللى بتتكلم عليها رمت كل اللى عاشته هنا ورا ضهرها وعاشت حياتها ... إحنا بالنسبة لها حاجة - واااو أورجينال - تعيش معاهم شهر واتنين لكن ما تقدرش تكمل حياتها معاهم ... حياتها هناك فى قارة تانية مع المدنية الحديثة
زفر يوسف بحرارة وقال بتأسف
:- أنا معرفش مدى علاقتكم ببعض ... لكن أنا كنت شايف قد إيه أنت سعيد ... ملامحك وضحكتك كانت بتقول أنك عاشق
خرجت الكلمات بمشقة من بين شفتيه بمرارة
:- عاشق مخدوع ... حبيبته فضلت الحياة بدونه ... مفيش حاجة اسمها عشق يا يوسف
تسارعت أنفاسه مع كلماته فتوقف للحظة يلتقط نفسه بقوة وأشاح بنظره بعيداً ثم قال بتقرير صارم
:- أنا خلاص اتفقت مع جوز خالتى ... صفا محتاجة لى جنبها وأنا واجبى أكون معها
:- واجب!! ... محدش بيتجوز مجاملة ولا تأدية واجب يا جلال أنت كده بتجنى على نفسك وعليها
أشدت كلمات يوسف واحتدت ملامحه وهو يحاول إقناع جلال بمدى فداحة فعلته فى حق نفسه والفتاة المسكينة التى سيرتبط بها
عاد جلال بظهره يستند لظهر مقعده وشبك ذراعيه فوق صدره بملامح عابسة وأطلق كلماته بنبرة مهزوزة غير واثقة
:- مش كل اللى بيتجوزوا بيكون عن حب ... ومع ذلك بيعيشوا زيهم زى أى حد ... ده حتى بيقولوا الحب بينتهى بعد الجواز
تأمله يوسف بعبوس وعدم اقتناع بينما فك جلال ذراعيه عن صدره وقال بملامح جامدة خالية من التعبير
:- أنا قررت أتتم الجواز فى نفس يوم طه وياسمين ... خير البر عاجله
ثم نهض من مكانه مغادراً إلى ملجأ قلبه حيث يجد الراحة والسكينة فى كوخ البوص داخل حديقة الفاكهة

***************

يتبــــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 10:25 PM   #1172

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى غرفة مكتب الضابط مدحت تجمع رجال السمرى والبدرى وأمر مدحت بإحضار عائلة أبو إسماعيل من الحجز كما وصل حامد من المستشفى على مقعد متحرك وساقه محاطة بالدعامات والجبس
قام أحد العساكر بوضع صينية ضخمة محملة بالعديد من أكواب الشاى الساخن وزجاجات المياه المعدنية فوق المنضدة القصيرة أمام مكتب مدحت ثم انصرف وأغلق الباب
جلس مدحت خلف مكتبه والذى يقابله على المقعدين أمامه مباشرة أحمد وفاروق السمرى بينما جلال ويوسف على الأريكة الجلدية فى المواجهة وعلى عدد من الكراسى الخشبية التى أضيفت للغرفة لتتسع للجميع جلس أفراد عائلة أبو إسماعيل
بدأ مدحت الحديث بجدية شديدة محملة بشئ من التوتر لتواجده لأول مرة فى هذا الموقع ولوجود كافة الخصوم فى هذه الغرفة الضيقة
:- بسم الله ... طبعاً كلنا عارفين سبب اجتماعنا اليوم وهو عقد صلح بين العائلات يوفر الأمان لكافة الأطراف وبمقتضى الصلح ده مش من حق أى عيلة إنها تعتدى على التانية بدعوى تار أو خلافه
هب حامد بحمية عمياء يصيح فى وجه الجميع
:- كيف يعنى وحجنا اللى ضاع من سنين ودم چدى وأرضه ... وأبويا وابن عمى اللى ماتوا على أيدكم ده غير رچلى اللى ضاعت بسببكم
رمقه فاروق ببغض وقال بهدوء رغم غضبه الداخلى
:- لو رايد نتحاسب ... تمام نتحاسب ... چدك مات فى السچن بعد ما جتل عمى خالد محدش جتله منينا ولا طلبنا منكم دم ... أبوك وابن عمك وأنت شخصياً كنتوا رافعين فى وشنا سلاح وكنا بندافع عن حالنا ... ده أولاً
واصل فاروق تواصله البصرى الحاد مع حامد الذى يبادله النظرات بغل وأسند ظهره إلى مقعده وأراح ذراعه فوق سطح المكتب وبدأ العد على أصابع كفه الأخرى بصوت صارم يناسب نظرته الحادة
:- ده غير خطف ولدى ... ومحاولة كتل يوسف ... وتلفيق التهمة ليا
قلب حامد شفته بامتعاض وقال بمقت واضح
:- وكنا ناخد حجنا منيكم كيف .. بچبروتكم وسطوتكم على الخلج
شارك يوسف فى الحديث بهدوء
:- وإيه دخل عيلة البدرى فى خصومتك مع عيلة السمرى ... تحاولوا تقتلونى عمداً ... هو ده الحق اللى أنت بتدور عليه ... أنك تسعى للوصول لحقك بظلم ناس مالهاش ذنب وخطف ولد صغير
جال أحمد بنظراته على رجال عائلة أبو إسماعيل الملتزمين الصمت، خاصة كبيرهم مجاهد الذى هزه موت ابنه فظهر الهم جلياً على ملامحه وتهدلت أكتافه بهوان
ثبت أحمد نظره على مجاهد الممثل لكبير عائلتهم الأن وقال بصوت رخيم
:- اللى حُصل زمان إحنا مش ناسينه ... وچابر چدكم باع الأرض بسعرها المناسب فى الوقت ده ... چدى عرض السعر وچدكم جبل
قاطعه جابر ابن مجاهد باندفاع
:- أخد تمن الأرض صُح ... لكن مكنش يعرف أن سعرها أرتفع
لأنها هتدخل كردون مبانى
:- وما دخلتش ... أبو بمعنى أصح ركبها الشؤم بعد اللى حُصل فيها واتركت ومحدش استفاد بها
عاد بنظره يقابل مقلتى مجاهد الذابلة وأستطرد برصانة
:- وعلى أى حال ... إحنا هنا اليوم لاچل ما نصلح الماضى ... هتاخدوا التلاتة مليون اللى طلبتهم وهنكتب عجود چديدة لبيع بيت أبو إسماعيل الجديم والأرض ... جولت إيه يا مچاهد؟
رفع مجاهد رأسه يناظر أحمد بحزن قائلاً
:- والفلوس ديه هتعوضنى عن ولدى ... وعن خوى
:- ابنك وأخوك ماتوا بأيدهم السلاح بيحاولوا يقتلوا عدلى بيه وابنه ... وماتنساش إن حماده هو اللى حاول يقتل يوسف يعنى حتى لو عاش كان هيتحبس ... للأسف حضراتكم جنيتوا على نفسكم وسببتوا الأذى لعيلة البدرى والسمرى ... كنتم تقدروا تتفاهموا بالحسنى أو حتى ترفعوا قضية بفسخ العقد بدل اللجوء للخطف والابتزاز
كان هذا تبرير مدحت على حديث مجاهد والذى لم يروق لحامد فهتف باعتراض
:- يعنى إحنا دمنا رخيص ومالوش تمن (أشار على ساقه بانفعال) واللى حُصل لرچلى اللى ضاعت وعملتونى أعرچ طول عمرى وإصابة عمى ودم أبوى وحمادة ... كلنا غلطانين وأنتوا الملايكة
رفع جاد الذى يجلس بالقرب من جلال رأسه بحزن يناظر شقيقه وكأن الله اقتص له من شماتة شقيقه وإيذائه له فرد إليه بغضه وأصابة بنفس الوجع
فتح مدحت الملف أمامة وقال بجدية وهو يطالع بعض الأوراق
:- أحب أقولك إن الإصابات اللى حصلت لك أو لأسرتك كانت موجه من الشرطة وعيلة السمرى مع بعض بصفتكم عصابة قامت بخطف طفل عمداً وطلب فدية وأحب أقولك نص القانون بيقول فى المادة ٢٩٠ – كل من خطف بالتحايل أو الإكراه شخصًا، يُعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنين، فإذا كان الخطف مصحوبًا بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة ولا تزيد على عشرين سنة أما إذا كان المخطوف طفلاً أو أنثى، فتكون العقوبة السجن المؤبد
أنهى مدحت كلامه ببرود :- يعنى كل واحد من حضراتكم مهدد بالسجن بمدة لا تقل عن خمستاشر سنة ... كل واحد على حسب الدور اللى قام به فى عملية الخطف
شارك جلال فى الحديث مشيراً للجريمة التى تمت فى حق ابن عمه
:- وبالنسبة للشروع فى القتل بتكون العقوبة إيه يا سيادة النقيب
اتكأ مدحت بمرفقيه على سطح المكتب وقال بعملية
:- ديه بقى بتختلف حسب تقدير القاضى ما بين حبس مشدد إلى المؤبد ... وعلى فكرة القضية ديه هتفضل مستمرة وهيتم الحكم فيها وحالياً المتهمين حامد ومتواطئ معاه فوزى بعد وفاة حمادة
جحظت مقلتى حامد وهو يشير لصدره مستنكراً
:- يعنى إيه أنا اللى هروح فيها ... ليه حمادة هو اللى ضرب النار وأنا ... أنا كنت بحاول أمنعه يخلص على يوسف خالص
(كدب) صدح بها مجاهد بقوة وعزم وسلط نظره على ابن شقيقه يرفض ألقاء التهم على ولده لمجرد إنه مات
:- كداب يا حامد ... كل اللى حُصل من تخطيطك أنت وأبوك عسران وولدى كان بينفذ كلامكم ... واللى حاول يمنعكم عن جتل الأستاذ يوسف چاد ... چاد الوحيد اللى كان معارض على كل أفعالنا وياريتنا سمعنا لكلامه
طأطأ جاد رأسه بصمت بينما ناظره حامد بغيظ وهو يواجه الضابط ويردف بجدية
:- أحنا موافجين على الصلح يا حضرة الظابط
صاح حامد باعتراض
:- كيف يا عمى ... على الأجل يعوضنى عن رچلى اللى ضاعت
حرك فاروق رأسه بنفاد صبر وناظر حامد بصرامة قائلاً
:- على فكرة يا حامد ... بيت چدك والأرض اللى حواليه بالأرض اللى چدى دفع تمنها زمان لچدك ميسواش نص المبلغ اللى بندفعه اليوم .... لكن عدلى بيه السمرى حب يعوضكم عن اللى شفتوه فى السنين اللى فاتت من ظلم ودفع المبلغ اللى أنتوا بنفسكوا طلبتوه جبل سابج
ساد الصمت للحظات قطعها صوت أحمد يضيف
:- و فى شرط تانى لازمن يتنفذ ... بعد عجد الصلح هتغادروا البلد ومش هتعيشوا فيها واصل
لأول مرة يصدح صوت جاد معترضاً وهو ينظر نحو جلال يستغيث به
:- ليه نهمل البلد ونغادر ... نعيش فى أمان معاكم ونشتغل بما يرضى الله
:- ديه شروط عقد الصلح ولازم تتنفذ كلها لو حابين نقفل القضية وتستلموا الفلوس
قالها مدحت بعملية واستطرد أحمد بعده
:- نعطيهم فرصة يفكروا بيناتهم ويردوا علينا ... ولازمن كل الشروط تطبج
ناظرهم جاد برفض بينما ضغط مدحت على زر الجرس بجانبه فدلف العسكرى وطلب منه اصطحاب عائلة أبو إسماعيل للحجز، أعترض حامد بشدة
:- هو أنا مش هرچع على المستشفى يا حضرة الظابط ... أنا لسه متصاب
:- لا يا حامد أنت خلاص بقيت كويس ... إحنا هنحطلك سرير فى الحجز وهتفضلوا هناك لغاية ما تختاروا أما الصلح أو نستأنف القضية
بدأ العساكر فى اصطحاب أسرة جابر أبو إسماعيل للحجز وتركوا جاد للنهاية بناء على إشارة من يد مدحت الذى بدا فى تداول صيغة عقد الصلح وبنوده مع أحمد السمرى
وفى ركن الغرفة وقف جلال يحادث جاد بهدوء
:- الصلح أحسن حل لكم يا جاد ... خصوصاً إنك ملكش ذنب فى حاجة حرام تروح فى الرجلين
قال جاد بخفوت وبصوت متحشرج محمل بالأسى
:- كان ودى أشتغل معاك وأعيش فى البلد وياكم ... والله ما هأذى بنى آدم يا باشمهندس
ربت جلال على كتفه يسانده ويحاول إقناعه بالحل السليم
:- مشى الأمور دلوقت ولما الدنيا تهدى تقدر ترجع وتشتغل معانا تانى ... هو أنا هروح فين يا عم جاد
ناظره جاد بتأثر خاصة حين استطرد
:- على فكرة ندى ووردة حضرولك أكل وأنا جبت شنطة هدومك من سكن العمال لو حبيت تغير ولا حاجة
:- كتر خيرهم ... سلملى كتير على الدكتورة وخبرها إنى برئ ... ووردة كمان
اقترب فاروق منهما ووقف أمام جاد قائلا بامتنان
:- بدى أشكرك يا چاد على اللى عملته مع فارس ... هو حكالى على كل شئ ... وچودك خفف عنه كتير
مسح طرف عينيه يزيل دمعه هاربة من عينيه وقال بتواضع
:- أنا عملت الواچب يا فاروج بيه ... وآسف على اللى حُصل من عيلتى
شد فاروق الذى يفوقه طولاً على كتفه وهمس له بصدق
:- لو احتچت أى حاچة بلغنى ... چميلك مع ولدى مش هنساه
كاد جاد أن يطلب منه التجاوز عن بند مغادرة القرية لكن فاروق بعقله الواعى أدرك طلبه قبل أن ينطق به وقال مهادناً
:- دلوك العجد لازمن يتنفذ بحزافيره ... والوجت جادر يغير الأحوال
طأطأ جاد رأسه مستسلماً لقدره، خرج فاروق من غرفة الضابط لينتظر شقيقه أمام باب مركز الشرطة فانضم له يوسف قائلاً بهدوء
:- إن شاء الله الأمور تمشى والصلح يتم على خير
:- إن شاء الله هيتم ... حامد وچابر كل غرضهم الفلوس ومچاهد موت ولده كسره ومش هيرغب يبهدل حاله فى العمر ده
أومأ يوسف مؤيداً ثم قال بتلميح
:- وفى صلح تانى لازم نتكلم فيه كمان
رمقه فاروق بكبرياء بطرف عينه ثم نظر أمامه مباشرة وقال بعناد
:- الدار مفتوحة ... ولو حابة تعاود أهلاً وسهلاً بها
ابتسم يوسف ببشاشة وقال بهدوء وجدية
:- طبعاً حابة تعاود ... بس بالأصول لما أتأكد أن أختى هتلاقى المعاملة الطيبة اللى تستحقها وأعتقد إننا مش هنختلف ... واضح جداً إنكم أنتوا الاتنين باقين على ... على العشرة بينكم
غمزه يوسف بخفة فى نهاية جملته مشيراً إلى الحب الواضح بينهما رغم كل الصعوبات والخلافات، تحرج فاروق الذى حمحم بخشونة وقال بشئ من الارتباك
:- أحم أحم .... نخلص من الصلح ده ونتكلم إن شاء الله
اتسعت ابتسامة يوسف ومد يده مصافحاً برجولة
:- يبقى اتفقنا ... نشرب القهوة مع بعض فى بيت البدرى وقت ما تحب

****************

رغم خروج فهيمة النادر من المنزل إلا أنها أصرت على زيارة زوجها فى المستشفى بعد أن استقرت حالته إلى حد كبير وتم نقله لغرفة خاصة
دلفت فهيمة باشتياق على زوجها وهى تنادى باسمه وتسرع الخطى نحو الفراش حيث يرقد عدلى وكمامة الأكسجين تغطى أنفه وفمه توقفت بجواره تتأمل وجهه الشاحب بتأثر
:- عدلى ... حمدلله على سلامتك يا غالى ... إن شالله عدوينك واللى يكرهك يا أخوى
حرك عدلى نظره نحوها ورفع يديه يزيل غطاء الأكسجين عن فمه وسألها بضعف
:- كيف حالك يا فهيمة
ربت على كتفه بكفها البض الممتلئ ربتات خفيفة حانية فصهللت أساورها الذهبية فى يدها ولسانها يشكو إليه
:- وحيدة من غيرك يا أخوى ... الدار فضى عليا ربنا يرچعك لدارك بالسلامة ويفضل مفتوح بحسك جادر يا كريم
ابتسم فى وجهها بخفة وأعاد الغطاء إلى أنفه يلتقط أنفاسه المتعبة، مسحت على ذراعه بنعومة وقالت بحماس
:- چبتلك وكل وفاكهة ... هحضرلك حاچة تاكلها ترم عضمك وشك كيف الليمونة
تحركت جانباً نحو الحقيبة التى أحضرتها معهم وتركها فاروق فوق طاولة جانبية لتعد له الطعام
حول عدلى بصره نحو أحمد وسأله بصوت خافت من وراء الغطاء
:- عملتوا إيه يا أحمد؟
زفر أحمد بضيق وبدأ يوضح موقف أفراد كبار عائلة السمرى من الصلح
:- فى كتير مش موافجين على الصلح يا أبوى ... تلاتة بس اللى وافجوا يكونوا معانا فى مؤتمر الصلح
وضح فاروق بجدية تُخفى غضبه الداخلى
:- عمى سعيد وحمدى أول ناس رفضوا الصلح ... ومش إكده وبس لاه ... بيدوروا على كل العيلة ويحرضوهم على الرفض كمان
أرخى عدلى جفنيه مرهقاً يعلم أن طريق الصلح لن يمر بخير ولكنه لن يتهاون عن تصحيح أخطائه وإصلاح ما يمكن إصلاحه
اقتربت فهيمة منهم مرة أخرى وبيدها طبق كبير يحوى طعام متنوع، قرب فاروق مقعد معدنى بجانب فراش والده لتجلس عليه فهيمة التى قالت برجاء وهى ترفع الملعقة المملوءة إلى فم عدلى
:- بلاش منيه الصلح ده لو هيچيبلنا وچع الراس يا عدلى ... بكفاية اللى چرالك يا أخوى
أشاح بوجهه بعيداً عن يدها قاطباً حاجبيه ثم رمقها بغضب وقال بانفعال
:- الحج هيرچع لإصحابه ولو الكل جطعونا ... كفاية ظلم فى الناس
قالت مدافعة بنبرة متذمرة
:- هم اللى ظلمونا لما خطفوا ولدنا وضربوا عليك النار يا عدلى
جحظت مقلتى عدلى وسعل بقوة وهو يحاول الكلام رداً عليها، أسرع أحمد يعيد غطاء الأكسجين فوق أنفه وفى نفس اللحظة وضع فاروق كفيه فوق أكتاف والدته يطالبها بهدوء
:- أمى ... اللى أبوى رايده هنفذه ... هو غرضه نرد الحجوج ونعيش بأمان
أعتدل أحمد ينظر لوالدته وقال بجدية
:- الناس ديه اتظلمت يا أمه ... والظلم ربى چواهم الحقد والغل اللى خلاهم يعملوا إكده ... هم مش مچرمين بطبيعتهم
بدلت نظرها بينهم بصمت ثم سلطت نظرها على عدلى الذى يلتقط أنفاسه بصعوبة ويبدو على ملامحه الغضب، أصابها الخوف فشهقت بجزع ومدت كفها تربت على كتفه قائلة بتوسل
:- حجك عليا يا أخوى ... أعمل ما بدالك أنا بس خايفة من المشاكل اللى هتتچر علينا من العيلة ... لكن اللى شايفة صُح أعمله
فتح عينيه يرمقها بلوم فهو قد سكت على أخطائها مع ابنة شقيقته اليتيمة (أمل) ولكن كل هذا سوف يتغير قريباً، خبطت على صدرها العارم عدة مرات وقالت بتوسل
:- حجك على راسى يا غالى ... كل اللى يهمنى تجف على رچليك بالسلامة وتنور دارك من تانى ... أحنا ولا نسوى من غيرك يا عدلى
بدأت أنفاسه تستقر وعاد إلى هدوئه من جديد وصوت أحمد يطمأنه
:- الصلح هيتم كيف ما أنت رايد يا أبوى ... وأحنا جدها (قدها) حتى لو وجفنا لحالنا جصاد كل الناس
أرخى جفنيه مطمئناً بعد أن بدل نظره بين ولديه اللذين أكدوا بإيماءة خفيفة على تنفيذ جميع أوامرة
اقتربت فهيمة منه تمد يديها بالطبق والملعقة نحوه تقول بنعومة
:- كُل يا عدلى ... أنا عملت الوكل بيدى لاچل خاطرك ربنا يرچعك ليا بالسلامة يا أخوى ... كُل شد حيلك وعاود بسرعة يا عدلى
فتح عينيه يرمقها بصمت فابتسمت بوجهه، أزاح كمامة الأكسجين فمالت عليه تطعمه فى فمه ثم التفتت بجذعها تتناول منديل ورقى ومسحت فمه برقة ثم عادت تطعمه من جديد وهى تقف بجواره تخدمه برقة وطاعة وعلى وجهها ابتسامة سعيدة
تبادل أحمد وفاروق النظرات الذاهلة، لأول مرة يشاهدوا والدتهم بهذا الشكل من الطاعة والهدوء، أشار أحمد له لينسحبا بهدوء ويتركوا والديهما بسلام

********************
يتبــــــــــــــــــــــ ع



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 15-06-21 الساعة 10:49 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 10:26 PM   #1173

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

داخل الحجز كانت الأمور متوترة بين أولاد أبو إسماعيل وخاصة جاد الذى اتخذ ركن بعيد التزم فيه الصمت الحزين على فراقه للقرية الذى وجد بها قلبه وحلمه المستحيل
على الجانب الأخر كان مجاهد وابنه جابر يجلسون جنباً إلى جنب أرضاً، يذرف مجاهد الدموع على ابنه الراحل الذى لم يدفن بعد، يرغب فى إتمام هذا الأمر سريعاً حتى يوارى ابنه التراب وجابر بجواره يواسيه من وقت لأخر
فوق فراش معدنى بسيط كان حامد يتفحص الجميع وساقه ممده أمامة على الفراش، كل ما يشغله أن يتخلص من تهمة الشروع فى قتل يوسف، لن يقبل بالسجن بعد أن يحصل على الأموال التى طالما حلم بها
زفر بملل وتعالى صوته يلفت انتباه الجميع إليه
:- بجالنا يومين فى الحچز ... لازمن نجولهم رأينا خلينا نخلص من الحبسة ديه
التفت له جابر يلقى باللوم عليه
:- إحنا وافجنا على الصلح ... أنت اللى موجف كل حاچة لاچل الشرط اللى حطيته يا حامد
مال حامد بجذعه إلى الأمام يرفع صوته بعصبية
:- يعنى رايدنى أتحبس بعد كل ده ... لاه يوسف وفاروج يتنازلوا عن جضية الشروع فى الجتل ومدخلش السچن
عاد يستند بظهره إلى الفراش وأردف بتأكيد
:- على أى حال هم لازمن يوافجوا على شرطى ... كل غرضهم الصلح يتم يبجى هيوافجوا متخافش ... حتى لو طلبنا فلوس زيادة هيوافجوا
ضحك جابر باستهزاء قائلاً
:- إياكش تكون فاكر ولاد السمرى داجين عصافير ... دول رچالة متعلمة وواعية ومش هتجدر تمشى كلمتك عليهم
مسح مجاهد على وجهه يزيل أثر دموعه وصرخ بهم باستياء
:- يلعن الفلوس اللى چابتنا إهنا وضيعت ولدى الغالى ... أنا لازمن أخرچ أدفن ولدى بنفسى ولا هيدفن ومحدش منينا يكون معاه
التفت جابر نحو والده وقال مواسياً
:- هنكون معاه يا أبوى ... النجيب مدحت وعدنا أنه هيخرچنا وجت دفنته هو وعمى عسران
أشاح مجاهد بذراعه فى الهواء وأشاح بنظره بعيداً يهمهم بتذمر بكلمات غير مفهومة بينما قال حامد ببرود
:- أنا كان غرضى نطلب مليون زيادة وكل واحد منينا ياخد مليون بدل التلاتة اللى بيجولوا عليهم
رفع جاد رأسه نحو شقيقه وقال برفض
:- أنا مش رايد فلوس ... يدى مش هتتمد على مليم أحمر من الفلوس ديه ... كل همى أدفن أبوى ومن بعدها أنت من طريج وأنا من طريج يا حامد ... ومش رايد منك غير أنك تراعى أمنا
انتهز جابر الفرصة وأشار نحو جاد قائلاً
:- أهوه أخوك أتنازل عن حجه ... يبجى كل واحد ياخد مليون كيف ما جولت يا حامد
جعد حامد جبينه غاضباً وهتف بخشونة ليعود إلى اتفاقهم القديم
:- أنت هتاخد على كلام چاد ... حتى لو أتنازل أنا فى رجبتى أمى وأختى ... الفلوس هتتجسم على تنين كيف ماكنا متفجين جبل سابج ... عسران مليون ونص ومچاهد مليون ونص وديه جسمة الحج
تبادل جابر وحامد نظرات المقت بينهما ولم يحيد نظرهما عن بعض إلا حين أنفتح باب الحجز ودلف النقيب مدحت ملقياً السلام
:- أخباركم إيه يا جماعة ... يا ترى اتفقتوا على رأى؟
أسرع حامد يؤكد على طلبه
:- أحنا موافجين يا حضرة الظابط ... بس المهم تحفظوا جضية الشروع فى جتل يوسف
حدجه مدحت بنظره مستخفة وقال بعملية
:- أستاذ يوسف وأستاذ فاروق تنازلوا عن حقوقهم فى القضية وهيتم حفظها مع قضية الخطف وضمهم لعقد الصلح ... مع العلم أن أى إخلال ببنود عقد الصلح القضايا ديه هتتفتح تانى والأدلة والشهود موجودين ... إحنا هنا بنطبق روح القانون عشان الأمن يستتب
ابتسم حامد بانتصار وقال مؤكداً
:- يبجى على بركة الله نعجد الصلح
رفع مجاهد نظره نحو مدحت وسأله ببغض وحمية تعتصر صدره
:- مين اللى جتل ولدى حمادة يا حضرة الظابط ... رصاصة مين اللى صابته وجتلته
فهم مدحت غرض مجاهد فيبدوا أنه سيسعى لفتح باب ثأر جديد، لذلك قال بجدية وعلى وجهه ملامح صارمة
:- الطب الشرعى انتهى من عمل تقرير الوفاة بتاع عسران وحمادة وزى ما قلتلك قبل كده ... الرصاص المستخرج من أجسامهم رصاص الشرطة ورصاص عيلة السمرى اللى كانت بتدافع عن نفسها ... يعنى تارك عند الشرطة يا مجاهد ولو تحب نمشى فى إجرائتنا ونفتح القضية من جديد إحنا فيها ونلغى الصلح من أساسه
(لا لا لا) أطلق جابر وحامد صوت أعتراضهم الواضح وأكدوا موافقتهم على بنود الصلح
هز مدحت رأسه بخفة بنفس الملامح صارمة وقال ببرود
:- تمام ... فى خلال أيام بسيطة هنعقد مؤتمر الصلح ... وبكرة هنقوم بدفن جثامين عسران وحمادة فى مدافن القرية
نهض جاد من مكانه وتعلقت نظراته بوجه مدحت فى انتظار كلماته التى خرجت بفتور
:- وزى ما وعدتكم هتحضروا مراسم الدفن
طأطأ مجاهد رأسه بحزن يخفى دموعه على والده ويكتم لوعته بدفنه وظهر الحزن جلياً على وجهه جاد لفقد والده

******************

فى منزل العزازى جلس حسام فى غرفته أرضاً يلاعب ابنه الصغير وبجواره نسمة تتأمل فرحة زوجها بطفلهما وتقوم بتقطيع بعض الفواكة فى صحن ثم بدأت تُطعم زوجها فى فمه ثم تأكل من بعده
تساءلت بجدية وهي تلوك الفاكهة في فمها
:- وعمى سليم وافج يشهد على الصلح
حرك رأسه إيجاباً وصوته يؤكد
:- طبعاً ... أبويا من كبرات البلد وميتأخرش عن عمل الخير واصل
قضمت جزء أخر من الفاكهة تلوكه فى فمها واستندت بمرفقيها على فخذيها وهى متربعة أرضاً
:- أجصد يعنى عمى سليم مالوش معاملة مع عيلة السمرى
ابتلع حسام ما فى فمه وعدل وضع ولده على ذراعه وأجابها بتلقائية
:- يوسف هو اللى طلب من أبوى يشهد على عقد الصلح بموافجة ولاد السمرى طبعاً … ما هو لازمن يكون فى شهود على العجد وأبويا يشرف أى مكان يكون فيه
حركت عنقها يميناً ويساراً وحركت كفها القابض على قطعة فاكهة فى الهواء هاتفه بتفاخر
:- أومال عمى سليم يشرف الدنيا كلاتها
وضع حسام الطفل على كتفه ومسد على ظهره بنعومة وهو يتأملها وقد امتلأ فمها بقطع الفاكهة حتى أنها نسيت إطعامه منها
فقال ساخراً بمشاكسة
:- إلا أخبار الدايت إيه يا نسمة
توقف فمها عن المضغ للحظة ثم رفعت يدها تدفع بقطعة فاكهة فى فم زوجها وابتلعت ما فى فمها سريعاً ثم قالت بعفوية
:- الدايت مليح ... كيف ما أنت شايف باكل خضار وفاكهة علطول كيف ما فرح جالت
أنهت حديثها بدفع قطعة أخرى داخل فمها، ابتسم بتهكم موضحاً
:- فرح جصدها تاكلى خضار وفاكهة وتقللى أكل الفطير والمحشى والذى منه … مش تاكلى فاكهة وخضار فوق الوجبات
كومت الطعام فى جانب واحد من فمها فبرز خدها للخارج بشكل مضحك وتذمرت بمسكنة
:- أنت هتعد عليا الوكل يا حسام
كتم ضحكاته على مظهرها ومسد على ظهر ابنه الرضيع وقال مشاكساً
:- كل خوفى على الواد الصغير ده تزلطيه (تبلعيه) من غير ما تحسى
شهقت بجزع وجحظت عينيها باستنكار هاتفه
:- أزلط ولدى حبيبى ... ليه معنديش مخ ... هو صحيح چميل ومربرب ويفتح النفس بس مش هاكله يعنى
جحظت حدقتى حسام ذهولاً وضم ابنه لصدره يخفيه عنها ثم نهض من مكانه يتصنع الخوف
:- أنا هنام أنا وولدى على الكنباية الليلة ... أنا مش مستغنى عن دراعى ولا عن ولدى
نهضت خلفه سريعاً تطوقه بذراعيها من الخلف وقالت بحرج وصوتها يتكسر بدلال وخجل
:- إكده برضيك يا أبو محمد ... رايد تهملنى لحالى وكمان تاخد ولدى منى ... يا حرجة جلبك يا نسمة ... چوزك نسى حبك يا نسمة وبيتريج عليك ... خليص مبجتيش عچباه
التفت نحوها مضيقاً عينيه بخبث يعلم ألاعيبها جيداً وقال يداعبها بنعومة
:- هتركبينى الغلط إياك ... مش أنتِ رايدة تخسى وترچعى غزال
:- طب والله خسيت أچيب لك الميزان تتوكد (تتأكد)
قالتها بحرقة وهى ترفع سبابته عالياً عالياً أمام فمها، ابتسم بخفة وقال مهادناً
:- طب خسيتى كام كيلو؟
سعلت بخفة ورفعت أصبع واحد مرددة بخفوت
:- كيلو إلا حاچة بسيطة
:- يعنى جد (قد) إيه؟
انخفض صوتها أكثر وطأطأت رأسها مغمغمة
:- كيلو إلا نص
أرتفع حاجبيه عالياً ثم أطلق قهقهاته الساخرة عليها
:- يعنى خسيتى نص كيلو بس
كتفت ذراعيها أمام صدرها ماطة شفتيها بتذمر طفولى، رفع كفه ووضعها خلف رأسها وقربها منه ليضمها إلى صدره ضاحكاَ
فكت عقدة ذراعيها وحاوطت خصره بحب ووجهها ينشرح بابتسامة عذبة وهى داخل أحضانه ثم مالت بشفتيها تقبل قدم صغيرها النائم بوداعه على كتف والده

**************


أخيراً تمت مراسم الصلح فى احتفال ضم رجال القرية، خيمة كبيرة تم نصبها فى نفس الأرض التى شهدت حادثة القتل قديماً والاختطاف حديثاً وكأنهم يجعلوها شاهدة معهم لعلها تُغلق بئر الأحزان وتوقف دائرة الانتقام
ضمت الخيمة العديد من كبار القرية، وضعت طاولة طويلة تصدرت منتصف الخيمة جلس خلفها يتوسط الجلسة مأمور المركز وعلى يمينه عدلى السمرى وأبنائه ومن وافق على الصلح من عائلة السمرى

وعلى اليسار النقيب مدحت الذى قام بكل الخطوات التمهيدية للصلح يجاوره مجاهد وابنه وأبناء شقيقه الراحل عسران، أما عائلة البدرى الممثلة فى يوسف وجلال فقد جلسوا خلف طاولة عمودية على الأولى لتصنع شكل زاوية قائمة وبجواره سليم العزازى وولده حسام كشهود على العقد
بدأت الجلسة من الصف الأول المقابل للمنصة حيث الشيخ رضا الذى تحدث لعشر دقائق عن فضل الصلح والتعايش فى أمان بين الأفراد والعائلات والذى حث عليه ديننا الحنيف ثم انتقل الحديث إلى مأمور المركز الذى وضح بنود الصلح وحث الناس على الحياة بسلام وتعاون
ثم قام المأمور بوضع عقد الصلح أمام عدلى السمرى فقام بالتوقيع بصفته كبير عائلة السمرى ثم وقع مجاهد وحامد وتلى ذلك توقيع الشهود واحد تلو الآخر
وانتهى المجلس بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم بدأ الحشد فى الانصراف
انتقل المأمور مع الأسر المتصالحة مرة أخرى إلى قسم شرطة القرية حيث سلم أحمد السمرى المبلغ المالى إلى عائلة أبو إسماعيل أمام الجميع ثم قال المأمور بصوت جاد
:- أظن كده حقكم وصل وواجب عليكم دلوقتِ تكملوا بنود الأتفاق وتسيبوا البلد
وضع حامد كفه فوق حقيبة النقود وهو يقف متكأ على عكاز طبى يساعده على السير حتى تشفى ساقه بينما قال مجاهد بتأكيد
:- هيحصل يا سعادة البيه المأمور ... العربية چاهزة جصاد الجسم وهنرحل طوالى
طأطأ جاد رأسه بحزن من مكانه بجوار باب غرفة الضابط النبطشى الخاصة بمدحت، امتدت يد جلال على كتفه يشد عليه بقوة ويبتسم فى وجهه مشجعاً
رفع جاد نظراته نحوه وقال بخفوت
:- يعز عليا أغادركم يا باشمهندس
قال جلال بتعقل
:- ديه مرحلة مؤقتة واللقا نصيب يا صاحبى
هز جاد رأسه بشجن، يكتم داخله أمنية واحدة أن يرى قطر الندى قبل أن يغادر للأبد لكن التقاليد والأعراف وثقة جلال به تمنعه أن يتجرأ بمثل هذا الطلب

***************

شعر عدلى بالخفة والارتياح وتنفس بقوة واستمتاع بعد أن تم الصلح وكأن ثقل كبير قد أنزاح من فوق قلبه، رفع عصا والده أمام عينيه يناظر رأسها الفضى بشرود وحوار يدور بخياله مع والده الراحل
:- خلاص يا أبوى سلسال الدم وجف وهنعيش فى أمان ... الجوة مش الخوف والترهيب وظلم خلج الله ... الجوة فى الرحمة وفى الإحسان للناس بكده تكسب محبتهم وطاعتهم ... أنا أتعلمت الدرس متأخر جوى وللأسف محاولتش أصلح اللى أنكسر لكن الأيام ساجت (ساقت) الفرصة لحد عندى وأنا أستغلتها
زفر بقوة مواصلاً حديثه الخيالى الذى يدور فى عقله
:- الله يسامحنى على اللى عملته زمان وربنا يجدرنى وأصلح اللى أفسدته ... ويسامحك يا أبوى
أرخى جفنيه بشجن يستغفر الله ويطلب العفو من ذنوبه، بعد عدة دقائق كان يقتحم الدار سعيد بوجه غاضب وصوت جهورى يتبعه ولده حمدى
:- ضيعت هيبة العيلة يا عدلى ... جهرت أبوك فى نومته ومرمغت اسم العيلة فى التراب
رفع عدلى رأسه يناظر شقيقه بهدوء والذى رفع سبابته يشير بها نحو عدلى بصلف وصوته الغاضب يشق هدوء المنزل
:- أنت خليص كبرت وخرفت يا عدلى وبسببك كل رچالة العيلة هتمشى وراسها فى الأرض (تحرك خطوات للأمام وانتزع عصا السمرى الكبير من يد عدلى واستطرد ببغض) أنت ماتستحجش تمسك الزعامة ... ولا عمرك كنت جادر عليها ولا تستحجها
هب أحمد وفاروق إلى داخل المنزل بعد عودتهم من نقطة شرطة القرية عندما تهادى إلى مسامعهم صوت عمهم الجهورى الذى يرج جدران المنزل
وفى لحظات كانا يحاوطان والدهما من الجهتين يزودان عنه كأسدين على وشك الهجوم والفتك بالعدو وفى أعينهم غضب وشراسة واضحة جعلت حمدى يتراجع خطوة للخلف بتوجس متخلياً عن والده
بينما قال عدلى ببساطة وعينيه مسلطة باستخفاف على ملامح شقيقه الغاضبة
:- رايد عصا أبوك خدها يا سعيد ... لو فاكر أن العصا هى اللى بتعمل الزعامة خدها وخد الزعامة اللى بتسعى طول عمرك وراها ... أنا مش رايدها ... مش محتاچها
وضع عدلى كفيه على طرفى الأريكة التى يجلس عليها ونهض بصعوبة بسبب جرحه المتألم ووقف بين أبنائه اللذين يفوقانه طولاً ورفع كفيه يخبط على كتفيها بفخر ويستمد منهما القوة وعنفوان الشباب الذى غادره قائلاً بتباهى
:- خدها ... خد العصى يا سعيد أنت محتاچ عكاز من خشب تتسند عليه ... لكن أنا عكازى أهو (ربت على أكتاف أولاده بقوة مستطرداً) كتاف ولادى ... كتاف من صلبى تسندنى فى حياتى وتشيلنى يوم مماتى
امتزجت أصوات أحمد وفاروق صائحة
:- ربنا يبارك فى عمرك يا أبوى ... ربنا يطول فى عمرك يا أبوى
ابتسم عدلى بثقة وتفاخر وسلط نظراته على مقلتى شقيقة الحاقدة بعد أن ألقى نظره على حمدى المنكمش فى الخلف يتابع بصمت وهوان ... رفع عدلى ذقنه وقال باعتزاز
:- خد العصى يا سعيد وأفرح بها وأمسك الزعامة ... أتمريس على الكبير والصغير كيف ما بدك ... أنا متنازل عنيها ... لا أنا ولا ولادى محتاچينها مش عصا اللى هتعملنا كبرات البلد ... الكبير كبير بجيمته وعجله وده اللى أنت مش هتجدر تسد فيه يا سعيد
ضحك سعيد باستخفاف ومرر نظره على شقيقه ببغض ثم قال بتحدى
:- هتشوف ... هتشوف كيف هكون كبير العيلة وأرچع لها مچدها وهيبتها (أشار برأس العصا الفضية نحو عدلى بتعالى مردفاً) وههملك تعيش فى دار العيلة الكبير لاچل خاطر دم السمرى اللى بيچرى فى عروجك
ضحك عدلى باستصغار ووضع كفه على موضع جرحه بآلم فأسرع أحمد وفاروق ليسندوا والدهم ويجلسوه ببطء
أعتدل عدلى فى جلسته وهو مازال يضحك ثم هدأت ضحكاته وتبدلت نظراته وصوته للجدية
:- أبوك سيد السمرى كتب الدار باسمى من زمن بعيد يا سعيد ... كان خابر إنك لو أمتلكت الدار فى يوم هتمنع الكل من دخولها ... لكن بوچودى الدار هتفضل مفتوحة لكل ولاده فى أى وجت
جز سعيد على أسنانه بغيظ ومد يده يرفع طرف عباءته التى انزلقت من فوق كتفه مع انفعاله وتحركه المستمر ثم رفع العصا فى يده ولوح بها بتفاخر أمام عينى عدلى وأولاده واستدار مغادراً مع ولده وقبل أن يخرج من باب المنزل ارتفع صوت عدلى الرخيم
:- سعيد ... جول لرچالة العيلة إنى أتنزلت عن زعامة العيلة لك ... بلاش تصغر نفسك من أولها
رمقه سعيد بغيظ ثم اندفع مغادراً للخارج وقد نال ما يسعى إليه منذ زمن

**************

قـــــراءة ممتـــــــعة



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 15-06-21 الساعة 11:19 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 11:28 PM   #1174

همس القوافي

نجم روايتي وراوي القلوب .. أيقونة كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية همس القوافي

? العضوٌ??? » 439514
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 4,318
?  نُقآطِيْ » همس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 39 ( الأعضاء 13 والزوار 26)
‏همس القوافي*, ‏همس البدر, ‏مرام مرمرة, ‏سما صافية+, ‏Rima08, ‏زهرة الغردينيا, ‏Fadwa Elayyan, ‏الصلاة نور, ‏yasser20, ‏Maryam Tamim+, ‏بلانش, ‏اللؤلؤة الوردية+, ‏asaraaa


تسلم ايدك عزيزتي
بس قلبي وجعني على جلال
يعني لما قرب الصلح يتم قررهو يتزوج!!!

ان شاء الله لي عودة بتعليق مفصل
ومرة ثانية سلمت اناملك عزيزتي

سما صافية likes this.

همس القوافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 11:32 PM   #1175

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

رائعة يا إيمي بكل معنى الكلمة

وتم الصلح وهدأت الأمور منتظرين صلحة فاروق وأمل

حزنت على جلال وعلى صفا إلي راح تتزوج شخص قلبه مع أخرى خاصة لو عادت برتقالة هانم قريبا.

عاوزة أعرف أخبار شموع بقالها كم فصل مختفية

عجبني جدا جدا وصف ياسين وفارس لوضع أمل أمام فاروق لأنه أصدق كلام سيقال لأنهم أطفال ولا يكذبون.

تسلم ايديك الحلوة يا قمر منتظرة القادم بشوق

سما صافية likes this.

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 11:44 PM   #1176

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم الايادي يا ايمي
الفصل رائع جدا
جلال اتسرع مع الاسف
وحزنت على جاد المسكين
وكلي امل برجوع امل لفاروق قريبا
نسمة تمثلني بالنص كيلو بتاعها
سعيد اخذ العصى وان شاء الله هياخذ بيها على دماغه
تسلم الايادي ويدوم الابداع يا رب

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 11:47 PM   #1177

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 10 والزوار 25)
‏Maryam Tamim, ‏Abeerbalkher, ‏sara osama, ‏الذيذ ميمو, ‏همس البدر, ‏سما صافية, ‏Rima08, ‏زهرة الغردينيا, ‏الصلاة نور, ‏asaraaa

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 11:51 PM   #1178

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,388
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

هذا سعيد وابنة فعلا بس يحبون المشاكل متى فاروق وامل يرجعون لبعض تعبنة الانتظار
سما صافية likes this.

Rima08 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-21, 12:48 AM   #1179

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 19 والزوار 27)



‏موضى و راكان, ‏ولاء مطاوع, ‏عاشقة الحرف, ‏Berro_87, ‏زهرة الغردينيا, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏شهد الفارس, ‏fathimabrouk, ‏رحاب نبيل, ‏سما صافية, ‏OsamaRageh, ‏ام زياد محمود, ‏دانه عبد, ‏دموع عذراء, ‏asaraaa, ‏Booo7, ‏Abeerbalkher, ‏sara osama






إن شاء الله الصلح القادم بين أمل و فاروق تحت أشراف عدلى ليصحح وضع أمل فى بيته و يعطيها حقها

و يمنع عنها لؤم فهيمة و كرهها لأمل و أمها أخت عدلى

أتمنى جلال ينتظر برتقانة هانم و خصوصا لو عرفوا أن عدلى أصيب و يرجع صلاح و أبنته للأطمئنان عليه

ومبروك يا حسام نسمة نقص وزنها كيلو إلا نصف هههههه ما تخافش على ضهرك

تسلمى يا أيمى فصل ممتع

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-21, 01:01 AM   #1180

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

فهيمة ما زالت مصرة على تدمير حياة أولادها...
تريد من فاروق ان ينفصل عن زوجتة
بينما فاروق يشعر بالحزن على أمل و لا يريد ظلمها
لكنة عاجز عن اغضاب والدتة...
جاد حاول حماية فارس ...هو شخص جيد رفض الظلم
وحاول الوقوف فى وجة والدة ...
شموع تصرفت ب حكمة عندما طلبت المساعدة من صبحية وزوجها
تسلم ايدك على الفصول المشوقة
بانتظار القادم
بالتوفيق ❤😘

سما صافية likes this.

زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.