آخر 10 مشاركات
251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          231 - بقايا ليل - كيت والكـر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-20, 08:47 AM   #131

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,461
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا.بداية رواية مشوقة وبدايتها مثيرةوقد قرأت الاربعة فصول معا حتي أتابع معك فالموضوع شيق واسلوبك سلس وهادئ والأحداث مترابطة لن اعيد تكرار ما علق به القارائات الفاضلات وهن من أفضل المتابعين ولكن ما اعجبني حقا بصرف النظر عن موضوع شمس فهو حدث ومازال يحدث سواء بحسن نية اوعمدا ولكن ما اعجبني هو قرار شمس بالرجوع لأهلها رغم توقعها للأسوأ فكثيرات غيرها كن فضلن عم الرجوع بغباء ولكن ايا كانت النتائج فالعائلة هي درع وأمان المرء سواء أكان رجلا أم امرأةفاذا كان قد أخطأ فليتحمل نتيجة خطأه وسط أهله ولا يرمي بنفسه للمجهول وموقف يوسف الشهم ولقائه بشمس ربما كان مقدرا ليرجع لأهله ويتخلص من احساسه بالوحدة رغما عن موضوع الثأر فالدنيا تغيرت وأكيد هناك سبيل للحل خاصة مع مرور فترة طويلة وتغير آفاق العقول بتعلم بأبنائها فما الذى سيجنونه بمقتل يوسف وخسارة أحد ابنائهم بالسجن اوالثأر أيضا.زواج يوسف وشمس لم ارى له بدا فالموقف لم يكن دفاعا عن شرف فيتطوع لزواجها انما كان سوء تصرف واندفاع اهوج من شمس تستحق عليه العقاب فقط وليس القتل كما توعدها أخيها ولكنه بداية لسلسلة أحداث اتابعها معك وانتظر الجديد في الفصل القادم.الي لقاء دمتي بخير.

shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:20 AM   #132

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخيرات
تم وضع الاهداء باول صفحه

بس التصميم كان حجمه كبير

غيرت الحجم واعدت رفعه




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 07:29 PM   #133

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
صباح الخيرات
تم وضع الاهداء باول صفحه

بس التصميم كان حجمه كبير

غيرت الحجم واعدت رفعه



مساء الورد حبيبتى شكرا لمجهودك وذوقك ❤️❤️


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 07:39 PM   #134

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.بداية رواية مشوقة وبدايتها مثيرةوقد قرأت الاربعة فصول معا حتي أتابع معك فالموضوع شيق واسلوبك سلس وهادئ والأحداث مترابطة لن اعيد تكرار ما علق به القارائات الفاضلات وهن من أفضل المتابعين ولكن ما اعجبني حقا بصرف النظر عن موضوع شمس فهو حدث ومازال يحدث سواء بحسن نية اوعمدا ولكن ما اعجبني هو قرار شمس بالرجوع لأهلها رغم توقعها للأسوأ فكثيرات غيرها كن فضلن عم الرجوع بغباء ولكن ايا كانت النتائج فالعائلة هي درع وأمان المرء سواء أكان رجلا أم امرأةفاذا كان قد أخطأ فليتحمل نتيجة خطأه وسط أهله ولا يرمي بنفسه للمجهول وموقف يوسف الشهم ولقائه بشمس ربما كان مقدرا ليرجع لأهله ويتخلص من احساسه بالوحدة رغما عن موضوع الثأر فالدنيا تغيرت وأكيد هناك سبيل للحل خاصة مع مرور فترة طويلة وتغير آفاق العقول بتعلم بأبنائها فما الذى سيجنونه بمقتل يوسف وخسارة أحد ابنائهم بالسجن اوالثأر أيضا.زواج يوسف وشمس لم ارى له بدا فالموقف لم يكن دفاعا عن شرف فيتطوع لزواجها انما كان سوء تصرف واندفاع اهوج من شمس تستحق عليه العقاب فقط وليس القتل كما توعدها أخيها ولكنه بداية لسلسلة أحداث اتابعها معك وانتظر الجديد في الفصل القادم.الي لقاء دمتي بخير.


أهـلاً شيزو سعيدة جداً بكلماتك الجميلة ويشرفنى متابعتك معانا
كلامك مظبوط جداً عن تغير العقول والمفاهيم مع تقدم الزمن
رغم تمسك العديد من العائلات بالأعراف والتقاليد وخاصة فى القرى
النائية عن المدن المركزية
التجأ الإنسان بأسرته وعزوته مهما ارتكب من خطأ هى الخطوة الأولى على
طريق لأصلاح وخاصة للمرآة التى لا تستطيع مواجهة الحياة بمفردها مهما بلغ
علمها وقوتها
بالنسبة لعدم حتمية يوسف وشمس بسبب تصرفها المتهور فربما يمكن تجاوز
هذا الموقف فى المدن أما فى البلدان التى تتمسك بالتقاليد وتتميز بالحمية
خاصة مايمس الشرف وسمعة المرآة فالزواج كان حتمى
إلى جانب شرارة خافتة من الاعجاب المتبادل بين الطرفين



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 06:01 PM   #135

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

الف مبروووك التصميم رائع و رقيق ورمانسي حالم ♥♥♥♥♥♥

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 06:02 PM   #136

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

في انتظار فصل اليوم 😍♥🌹🌹🌹🌹🌹

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 09:50 PM   #137

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس
*******

فى منزل عائلة البدرى كان العمل يجرى على قدم وساق فى ترتيب وليمة الليلة وتجهيز مكان لاستقبال المدعوين من الأسرة والمعارف وأهل البلدة مع الأخذ بالحيطة والحذر حتى لايحدث ما يعكر صفو هذه الليلة
لم يستوعب يوسف بنشأته المختلفة بعيداً عن البلدة حجم الخوف الشديد عليه من قبل عائلته، فالعمة أصيلة ترفض أن يتحرك فى البلدة بمفرده وتخشى عليه كما لو كان طفل صغير أما جلال فيلازمه بشكل شبه دائم
وحين أراد التوجه لعائلة السمرى للمواجهة وتصحيح الاوضاع وإثبات برأة والده رفضت العمة أصيلة ومنعته من ذلك وأكدت على عدم ذهابه والاهتمام بمراسم الزفاف أولاً وليُرجئ هذا الأمر لوقت أخر
فى المساء تجمع أفراد العائلة وأصدقاء يوسف فى حديقة المنزل الصغيرة لاستقبال كبار البلدة الذين حضروا للتعرف عليه وتقديم التهنئة بمصهارته لعائلة العزازى فى جو من الفرح والبهجة التى غمرت أهالى القرية لكرم عائلة البدرى المعروف حيث نُصبت الموائد أمام منزل البدرى للأهالى احتفالاً بالزواج السعيد
**************
فى يوم الفرح صباحاً جلس الحاج سليم مع ولده حسام يتناقشون فى ترتيبات الفرح الذى سوف يُقام بمنزلهم وبدأ سليم السؤال بقلق
:- أتأكدت ياولدى من كل شىء
أومأ حسام برأسه بهدوء وأجاب بجدية
:- ماتجلجش يابوى .... العمال بيوضبوا الچنينة وهتنور كلاتها من المغربية والخدم بيرتبوا الجاعة جوا لاستجبال الحريم والوكل بيچهز فى المطبخ
هز سليم رأسه برضا ثم تسائل بجدية :- عزمت المأمور؟
أومأ حسام مؤكداً :- أيوه .... وهيكون موچود إن شاء الله
زفر سليم بقوة ونظره يرتكز بنقطة فى الفراغ ثم قال بإضطراب
:- أيوه يا ولدى .... ربنا يعديها على خير مش عاوزين عيلة السمرى تجلبها غم
تفكر حسام قليلاً فى الأحداث السابقة والتى كان أغربها معرفة هوية ونسب يوسف فقال بتعجب
:- غريب االى حصل ده يابوى ولا فى الأفلام ..... كيف شمس جابلت يوسف من بين كل ناس مصر و يطلع من بلدنا ومن عيلة البدرى كمان
ابتسم سليم بخفة ابتسامة من رأى الكثير من العجب بحياته وقال بثقة المؤمن بالله :- النصيب غلاب يا ولدى
أردف حسام موضحاً مايدور من حديث فى البلدة
:- الناس فى البلد فاكرين أننا كنا عارفين مكان حسين البدرى من زمان ومخبين
تقوس فم سليم بابتسامه متهكمة
:- كلام الناس كتير وعمره ما هيُخلص .... المهم الفرح يعدى على خير
أومأ حسام برأسه متفقاً مع والده ثم سأل باهتمام
:- هو حسين البدرى كان صاحبك ..... صُح يابوى
شرد سليم بنظره قليلاً مسافراً بخياله إلى الماضى البعيد وابتسامة تتكون على وجهه من تتابع ذكريات سالفة على ذهنه ثم قال بنبرته الهادئة
:- الله يرحمه كان راچل زين .... أول لما عينى وجعت على يوسف افتكرت حسين طوالى شبه أبوه بالتمام ... وهو صارحينى بشخصيته من البداية وعشان إكده وافجت على چوازة من خايتك .... راچل يعرف كيف يصونها ويُحكم لچامها
أشاح حسام بنظراته زاماً فمه بحنق وقد تذكر فعله شقيقته ثم هتف بشىء من الحدة
:- كان لازمن يتچوزوا يابوى .... كفاية أنها جضت ليلة فى داره لحالهم ... ودخلت أوضته فى نص الليل ... كانت هتچيب لنا عار المخبلة
ابتسم سليم على حمائية ولده رغم ثقته بأخلاق شقيقته التى كادت تقتل رجلاً لتدافع عن شرفها... حقاً أنها أخطأت ولكنها لم تتمادى فى الخطأ أو تتنازل عن مبادئها فقال مطمئناً ولده
:- اطمن ياولدى يوسف راچل وأنا ائتمنته على بنتِ .... وأنت أتعامل معاه مليح كزوچ خايتك وأنسى اللى حُصل جبل سابق
استقبل حسام كلام والده بصمت حانق فمازال يرغب فى عقاب شقيقته على فعلتها التى كادت تفقدهم شرفهم وسمعتهم بينما فكر الأب كيف دافعت الفتاة عن نفسها بضراوة وهذا ما شفع لها عنده... طالع ابنه عالماً بمايدور في رأسه وقال بثقة
:- خايتك محافظة على شرفها ومش هتفرط فيه واصل ويوسف كمان هيحافظ عليها
أومأ حسام برأسه راضخاً لحديث والده يتمنى الخير لشقيقته بكل جوارحه رغم غضبه الدفين منها


************
فى مقهى البلدة الوحيد (مقهى عتمان) والذى يتجمع فيه رجال القرية من كافة الطبقات للسمر وقضاء الليل
مقهى يحمل اسم صاحبه الراحل منذ زمن تاركاً زوجته وابنته الصغرى ليغوى أحد صبيانه أرملة الراحل ويتزوجها ويستولى على المقهى
لكنه فشل فى محو اسم صاحب المقهى الأصلى من ذاكرة أهل القرية ليظل المكان محتفظ باسم صاحبه الراحل
وكعادة كل ليلة يجلس حمدى بخيلاء فى صدر المقهى يمسك بالخرطوم الصغير للنرجيلة يتلاعب به ويتفحص بنظرات خبيثة ابنة صاحبه المقهى الجميلة (شموع) ذات العشرين ربيعاً والتى تقف فى ركن قصى خلف طاولة إعداد المشروبات
تقوم بإعداد الطلبات للزبائن بينما يقوم عامل المقهى بتوصيل الطلبات للزبائن
نفث حمدى دخان نرجيلته فى الهواء بفم ملتوى يُخفى ابتسامة خبيثة تماثل أفكاره الشهوانية التى تتلاعب بعقله حول الفتاة الجميلة الماثلة أمام ناظريه
فجأة تعالت التهليلات وكلمات الترحيب فى المقهى بمجرد دلوف فاروق السمرى الذى رد تحيتهم ببشاشة وتواضع وهو يربت بكفه فوق صدره شاكراً للجميع
ثم خطى بثقة نحو طاولة ابن عمه داخل المقهى مرتدياً الزى الصعيدى التقليدى والذى يتبادل إرتدائه مع ملابسه العصرية بعكس شقيقه الأكبر الذى اتخذ الزى الصعيدى كزى أساسى لايتخلى عنه أبداً منذ أنهى دراسته الجامعية
التفتت شموع مع التهليل تطالع القادم بابتسامة سعادة، تتأمل فاروق بهيبته وسطوته وتواضعه بذات الوقت ثم سارعت لتجفيف يديها وخرجت من مكانها متجهة بوجه منشرح نحو طاولة فاروق تُرحب بوجوده بكلماتها البسيطة
:- يا ألف مرحب بزينة الشباب ... طولت الغيبة علينا يافاروج بيه
ابتسم فاروق للفتاة الشابة ببشاشة وقال ببساطة
:- مشاغل ياشموع ... كنت مسافر كام يوم
جذبت طرف وشاحها تُخفى ثغرها الباسم بخجل قائلة
:- حمدالله بالسلامة ... نورت الجهوة والبلد كلاتها ... تشرب إيه يازينة الشباب؟؟ (لم تعطيه الفرصة ليجيب وهى تردف بثقة) الجهوة على الريحة بتاعتك مش إكده
ابتسم فاروق وأومأ برأسه بقبول بينما يتابع حمدى الحديث وهو يضرب بخفة بمبسم نرجيلته على أسنانه بسخط
تابعت شموع حديثها بحماس :- أنا محوچة شوية بن بالحبهان والمستكة بيدى تستاهل خاشمك ... حالاً جهوتك تكون عندك ياسى فاروج بيه
خرج صوت حمدى محتدم بغيظ
:- وأنتِ من ميتا بتخدمى على الزباين يابت ياشموع
رمقته بطرف عينيها ببغض وقالت بفطنة
:- الغالين يتخدموا برمش العين ياحمدى بيه
رفع طرف شفته بتبرم يدارى كمداً متوغل فى صدره فلطالما نال فاروق كل التقدير من الجميع على عكسه الذى يفرض سطوته بقسوة وخشونة وعنجهية ... هتف بغل
:- طب انچرى هاتيلى جهوة زيادة
أخفت بطرف وشاحها شفتها الملتوية بامتعاض ثم حولت نظرها نحو فاروق بوجه باسم واستأذنت منه بالانصراف لعملها
مال حمدى نحو فاروق هامساً بمراوغة
:- البت ديه عينيها منيك يافاروج
رفع فاروق حاجبيه باستنكار وقال بتعقل
:- أنت اتچنت يا حمدى ... ديه بت صغيرة
ترك حمدى خرطوم نرجيلته يحدق بوجه فاروق يقرأ انفعالاته ويحاول كشف سره ... قال بلوم مرح
:- صغيرة إيه!!... ديه عنديها عشرين سنة ... وسنك من سنى خمسة وتلاتين سنة يعنى مناسبين لبعض جوى
تجعد جبين فاروق رافضاً للخوض بهذا الحديث وقال نافياً
:- خبر إيه ياحمدى ... كل الحكاية البت بتجدرنى وتعزينى ... ديه كبرت وسطينا وبتتحامى فينا من بطش چوز أمها (حول فاروق نظره نحو شموع وهى تعمل بكد فى إعداد الطلبات مردفاً) ما أنت خابر من يوم أبوها مامات وهى نزلت تشتغل چنب أمها فى الجهوة ... حتى لما أمها اتچوزت فضلت تشتغل فى الجهوة عشان چوز أمها يوفر أچر عامل چديد
قبض حمدى على خرطوم نرجيلته وسحب نفس طويل بغل ثم قال بحقد وغيره واضحة :- واشمعنى أنت يعنى
قهقه فاروق عالياً بجذل ... يعلم بغيرة حمدى التى تأكل صدره منذ الصغر رغم صداقتهم وصلة قرابتهم ... فقال بإغاظة
:- عشان أنت چلف ... ومفيش حرمه بتسلم من رزالتك
قلب حمدى شفته باستياء بينما استطرد فاروق بجدية
:- وبالمناسبة ... هتصالح مراتك ميتا وتردها لدارك .... بكفاية يا واد عمى بجى ... ديه أم عيالك
ترك حمدى خرطوم نرجيلته بحنق وصاح بعبوس
:- واه ... كيف ماخرچت من دارها تعاود .... وأنا كنت جلتلها اطلعى من دارك
ناظره فاروق بجدية وقال بلوم
:- ياراچل .... الست مستحملاك سنين وفچأة تعرف إنك متچوز عليها ... كنت رايدها تعمل إيه يعنى
قطب حمدى جبينه يغمغم بسباب وقح ثم قال بامتعاض
:- عرفى ... متچوز عرفى وخلاص جطعت الورجة ورميتها وأهى راحت لحالها (أصدر صوت مستهزأ من فمه وأردف بتذمر) مره ناجصة عجل ... كانت فاكرة هتلوى دراعى لما توصل خبر الزواچ العرفى لمراتى وأعلن چوازى بها رسمى ... ماتعرفش مين حمدى السمرى
حرك فاروق رأسه مستنكراً وقال بجدية
:- وليه تتچوز من أصله ... مالها مراتك أنت اللى اخترتها على عينك وأم عيالك ... ناجصك إيه!!
اتسعت مقلتى حمدى متعجباً
:- باااه ... وليه لأ ده شرع ... ربنا مثنى وثلاث ورباع
زفر فاروق بحنق وأرخى جفنيه يستغفر الله بخفوت ثم قال زاجراً بهدوء
:- ماتفسرش كلام ربنا على مزاچك ياحمدى ... الچواز التانى له أسباب وربنا جال " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ " [النساء:129]
قاطعه حمدى قائلاً بحمائية عمياء
:- لا أنا أول واحد ولا أخر واحد يتچوز على مراته وعنديك عمى چمال وعمى مصطفى و.آآ..
رفع فاروق كفه أمام وجه حمدى يوقف استرساله وقال بحزم
:- متچوزين فى العلن... رسمى ... وكل واحد منيهم عنده أسبابه لكن أنت بتتچوز عشان عينك فارغة
جحظت مقلتى حمدى وجز على أسنانه باحتقان ... ثم نفخ أوداجه وقال بعنجهية مقيتة
:- أنا راچل شديد وصحتى چامدة وبحب الحريم وحر اتچوز اللى رايدها مادمت مش بعمل شئ حرام ولا إيه
حدجه فاروق بنظره حسرة فى تقويم هذا الشخص الشره بينما أردف حمدى بتفاخر ذكورى مقزز
:- مش كل الرچالة تكفيهم حرمة واحدة
هز فاروق رأسه بنفاد صبر ولجأ للصمت حتى لايفقد أعصابه
عادت شموع بالقهوة وقدمتها لفاروق ببشاشة تحت نظرات مقلتى حمدى المتحفزة
تناول فاروق رشفة من فنجانه ثم قال مستحسناً وعلى وجه ابتسامة جذابة
:- تسلم يدك ياشموع ... جهوة متكلفة صُح
ابتسمت بفرحة فى وجهه على إطرائه البسيط ثم وضعت الفنجان الأخر أمام حمدى بوجه مقلوب
رفع حمدى فنجانه ليتذوق الخلطة الخاصة للبن التى أخبرتهم عنها ثم قال بعد رشفة بسيطة بشفة مقلوبة
:- ولا فيها ريحة التحويچة
لوت طرف شفتيها بتبرم وقالت ببساطة أثارت غيظ حمدى وضحكات فاروق المرحة
:- جهوتك سكر زيادة ماينفعش معاها البن المحوچ عملتلك من البن العادى
ثم تركتهم وعادت لعملها وحمدى يسب ويلعن بخفوت

************
فى ليلة هادئة يُنيرها القمر بضوئه الفضى الخلاب تحرك موكب مكون من عدة سيارات تحمل أفراد عائلة البدرى يطوف طرقات البلدة قبل التوجه إلى منزل العزازى لإتمام مراسم الزواج.
أخترق الموكب بوابات منزل العزازى مطلقاً أبواق الفرح بوصول العريس وأسرته بين زغاريد أهل البلدة والمدعوين على الفرح
تجمعت النساء داخل الدار بينما جلس الرجال فى الحديقة فى انتظار المأذون
كانت شمس آيه فى الجمال برداء الزفاف الأبيض المطرز بالألئ وشعرها الكستنائى المعقوص بنعومة فوق رأسها
يزين تاج من اللؤلؤ مقدمة رأسها وتتدلى طرحة من التل المطرز فوق شعرها وأكتافها بنعومة ورقة مع بعض اللمسات التجميلية الخفيفة على وجهها الصبوح
دلفت المنزل الحاجة أصيلة تُحيط بها ندى وياسمين من الجانبين وخلفهم بعض من النسوة اللائى تنتمين لأسرة البدرى
فتعالت الزغاريد لاستقبال أهل العريس وهم يتقدمون بوجوه مبتسمة سعيدة حتى دلفوا للقاعة الداخلية ليتأملوا العروس المتلألئة بردائها الأبيض الناصع كملكة متوجة
تقدمت أصيلة فاتحة ذراعيها لتضم العروس لصدرها بحنان قائلة بسعادة صادقة
:- ماشاء الله عليكِ يابنتِ منورة كيف الشمس فى سماها .... مبارك عليكِ .... ربنا يسعدكم ويرزجكم بالذرية الصالحة
مدت ياسمين يدها نحو والدتها بعلبة من القطيفة الزرقاء تحتوى على عقد ثمين من الذهب الخالص المرصع بفصوص من الألماس تعالت التسمية وشهقات الإعجاب من الحضور تقديراً لجمال العقد الثمين
أما شمس فقد ارتفع حاجبيها بدهشة وترقرقت الدموع بمقلتيها، دموع شكر وامتنان لخالقها ولسانها يلهج بالحمد على نجاتها من فخ هشام وغدره ... وعلى مقابلة يوسف الرجل الشهم
أرخت جفنيها تسبح بخيالها مفكرة "لو تمكن هشام من النيل منها أو كانت خضعت لكلماته المعسولة لخسرت نفسها وتنازلت عن مشاعر الفرحة والفخر لنفسها ولأهلها التى تشعر بهما الأن ... وكانت جلبت لأسرتها العار والخزى أما الأن فالحال اختلف بوجود يوسف فى حياتها، زوجاً وحامياً ... تشعر بالأمان بمجرد ذكر اسمه وعليها أن ترد له الجميل كما ينبغى"
ابتسمت شمس بفرحة وامتنان فى وجه عمة يوسف وطلبت منها أن تضع العقد الذهبى حول جيدها والذى أزداد جمالاً حول عنقها المرمرى فسرت همسات الحضور بين سعادة البعض وغيره البعض الأخر
تم عقد القرآن فارتفعت الزغاريد لعنان السماء تُعلن بداية حياة جديدة ودارت الصوانى المحملة بالشربات والحلوى على المدعوين كما تعالت الموسيقى من داخل المنزل و قامت الفتيات بالرقص والغناء حول العروس الجميلة بينما صدح المداحين بالغناء فى الحديقة وسط الرجال
جلس يوسف يتوسط أصدقاءه وابن عمه بابتسامة سعادة جذابة على وجهه وسط أسرته وعزوته بعد أن كان وحيداً دون أسرة لسنوات عديدة
تقدم حسام نحو يوسف حاملاً عصى غليظة ورفع إحداهما فى وجه يوسف وعلى ملامحه نظرة تحدى أصابت يوسف بالارتباك من وقفة حسام المتحفزة ورفع كفيه مستسلماً متسائلاً بمرح
:- ليه كده يا أبو نسب .... أنت لسه واخد على خاطرك منى ولا إيه!!
بدأت ابتسامة بشوشة فى الظهورعلى ثغر حسام ببطء فثقة والده بيوسف والتزام يوسف بكلمته دفعته لتقبله كزوج شقيقته
حرك العصا بشكل دائرى بيده بمهارة وقال بهدوء
:- جوم يا أبو نسب هنحطب شوى
التفت يوسف نحو جلال وكأنه يطلب المشورة قبل أن يحرك يديه رافضاً بحرج :- أنا ما بعرفش آآ....
قبل أن يكمل كلامه قاطعه حسام بحسم
:- عيب تكون راچل صعيدى وماتعرفش تحطب .... أمسك العصا وجوم
نهض يوسف بقلق فهو يعلم جيداً موقف حسام منه وربما يستغل الفرصة لينال منه وهو لا يرغب فى بداية زواجه بمشكلة وتصارع مع شقيق زوجته
التفت نحو الحاج سليم الجالس بهيبة ووقار بجانب مأمور البلدة و كبار القوم يراقب المشهد بهدوء ثم مالبث أن أومأ برأسه ليوسف مطمئناً
أطمأن يوسف من نظره سليم الواثقة فخلع سترته ومد يده تقبض على العصا الغليظة ثم تقدم لوسط دائرة مكونة من رجال البلدة ثم رفع العصا عالياً مقلداً حسام الذى بدأ بتحريك العصا فى الهواء يمنة ويسره يستعرض مهارته فى التلاعب بالعصا وقد ساد الصمت بين الجميع قبل أن يهوى بالعصا فى اتجاه يوسف الذى أسرع بتلقى عصا حسام بعصاه الغليظة رافعها بكفيه من الجهتين بشكل أفقى
ابتسم حسام برضا وثارت رغبة التحدى والمنافسة بصدره فبدأ تصارعهم وتراقصهم حول بعضهم البعض وسط تهليل الجموع المشجعة
كاد حسام أن يُهشم رأس يوسف أكثر من مرة لبراعته فى استخدام العصا أما يوسف فتلقى الضربات بمراوغة ورشاقة أكتسبها من ممارسته الدائمة للرياضة
طال النزال بينهم مما أثار قلق يوسف خاصة مع نظرة التحدى بمقلتى حسام وهذا القلق أستغله حسام سريعاً بذكاء ليجرد يوسف من عصاه بمهارة لتسقط أرضاً ثم ألقى عصاه بدوره وتقدم نحو يوسف ومد كف مفتوحة نحو يوسف فوضع يوسف كفه فى كف حسام بسلام رجولى قوى بينهم
اقترب حسام برأسه قليلاً من وجه يوسف وهمس بجانب أذنه بتقدير :- دمك دم صعيدى صُح يا زوچ أختى
ثم جذبه واحتضنة ضارباً على ظهره بقوه ليؤكد على تقبله له فرداً من أفراد العائلة بين تهليل وتصفيق أهل البلدة على هذا العرض الحماسى.
من خلف النافذة راقبت الفتيات نزال الرجال بحماس حتى انتهوا بالمصافحة الودية بينهم
اتسعت ابتسامة شمس وارتاح قلبها بعد انتهاء نزالهم ... فقد كاد قلبها يقفز من مكانه جزعاً على زوجها وشقيقها
تلألأت نظراتها بإعجاب وحب لهذا الرجل الذى أصبح زوجها، حلالها ... وهاهو يبهرها فى كل موقف.
***************
بعد انتهاء العرس وقف يوسف أمام المنزل وخلفه أصدقائه فى انتظار خروج شمس لاصطحابها لمنزل البدرى
جال يوسف ببصره باحثاً عن جلال الذى أختفى منذ وقت ليس بالقصير قبل أن يميل على أذن عماد الواقف بجانبه هامساً بصوت منخفض :- جلال فين؟ مختفى من فترة
تبادل عماد وصفوان نظرات متوترة قبل أن يربت عماد على ساعد يوسف مجيباً بارتباك
:- موجود هيروح فين يعنى!!... كان بيتكلم فى الموبيل تقريباً أردف يوسف بقلق :- شوفه فين عشان نروح
قاطع تساؤلاته ظهور شمس على باب المنزل وبجانبها عمته أصيلة وبنات عمومته تبدلت ملامح الجمود على وجه يوسف بمجرد أن لمح شمس بردائها الأبيض الناصع وجمالها الطاغى على جميع من حولها ولم يستطع إخفاء ابتسامة إعجاب بجمالها الهادئ وعيونها العسلية الكحيلة التى تشابكت مع عينيه السوداء اللامعة بإعجاب واضح وعلى وجهها ابتسامة رائعه برؤيته وهو فى غاية الوسامة فى بذلة عرسه السوداء وقميصه الأبيض الناصع
ربت عماد على كتفه بقوه وغمزه قائلاً بصوت خفيض
:- ما شاء الله ... عرفت تنقى يا معلم .. ربنا يسعدك ويرزقك بالذرية الصالحة
حاول يوسف السيطرة على ابتسامته مع كلمات صديقه فهو فى الحقيقة لم يختار ولكنها اختيار القدر له وما أجمل اختيار القدر.
تقدم نحو شمس ثم مد كفه المفرودة نحوها لتبدأ طبول قلبها فى القرع بقوة قبل أن تمد كفها الرقيق بخجل تلامس كفه العريض وقد تلون وجهها بلون وردى زادها جمالاً فى مقلتيه السوداء المتسعة لتنهل من جمال وجهها الرقيق
أحنت رأسها تُخفى خجلها وارتباكها عنه وهو يقودها حيث يقف والدها الذى بارك لهما زواجهما
انحنت شمس تقبل كف والدها بحب وامتنان يسبقهم شعورها بالأسف نحو خطأها فى حقه ثم رفعت مقلتين مشبعتين بالدموع نحوه وهمست بخجل
:- سامحنى وأدعيلى يابوى
رمقها والدها بنظره لائمة رغم سعادته الداخلية بستر الله عليهم ثم ربت على ساعدها بحنان أبوى وردد باقتضاب
:- ربنا يسعدكم ويهدى سركم يابنتِ
سعدت شمس بكلام والدها المقتضب فقد يكون بداية غفرانه لها على خطئها الكبير وزادت سعادتها حين سمعته يوصى يوسف على حُسن معاملتها ويدعو لهما بالخير والسعادة
فالأب هو الأب ... هو الحبيب الأول الذى لا يتبدل ولايتخلى عن محبوبته الصغيرة مهما حدث
هرعت مقلتيها بلهفة نحو شقيقها المتنحى جانباً يشيح بنظراته بعيداً يدعى اللامبالاة ... مقلتيها ترجوه نظره رضا وعطف طالما حباها بها
لاحظ يوسف نظراتها نحو شقيقها حين اقترب منها بعد وداع الحاج سليم ومد كفه يقبض على ذراعها وجذبها برفق نحو شقيقها ثم وقف يودعه وشمس خلف كتف يوسف تناجى نظره من مقلتى شقيقها
اختلس حسام نظره سريعة نحو شقيقته ... ربيبته ووجهه يحافظ على ملامحه الجامدة رغم توقه ليناظر فتاته الصغيرة التى شبت وأصبحت عروس جميلة
تحركت شمس خطوتين نحو شقيقها ومالت تلثم كتفه بحب ثم رفعت مقلتيها نحو وجهه برجاء نادم هامسة بتوسل
:- سامحنى يا أخوى
رفرف جفنيه بارتباك بعد أن باغتته بفعلتها ... لانت ملامحه وتنحنح بخشونة ثم مد كفه يربت على وجنتها برفق بشبه ابتسامة وحدقتيه تفضح حنانه وسعادته برؤيتها فى ثوب الزفاف
سارعت بضم كفه على وجهها وقبلته بحب لن ينتهى أبداً

*************
يتبـــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 09:52 PM   #138

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
Rewitysmile16

قبل ذلك بقليل تلقى جلال اتصال هاتفى يخبره بنشوب حريق فى حظيرة البهائم الخاصة بهم فخرج مسرعاً من الفرح بعد أن أوصى أصدقاء يوسف بإخفاء الأمرعنه والتغطية على غيابه حتى لا يُفسد أجواء الفرح والاحتفال
توجه إلى حظيرة الحيوانات ليجد أن مخزن العلف قد أحترق بالكامل ووصلت النيران إلى الحيوانات وبعض الأهالى يحاولون إخماد الحريق حتى وصول عربات الإطفاء
شارك جلال الأهالى فى إخماد الحريق وإخراج الحيوانات من الحظيرة لمكان آمن حتى وصول المساعدة من رجال الحماية المدنية
بعد اختلاء يوسف بعروسه توجه أصدقائه فى الخفاء للانضمام لجلال ومساعدته فى هذا المصاب
كانت عربات الإطفاء قد وصلت للمكان وأخُمدت النيران وجارى نقل المصابين إلى المستشفى
عاين الضابط المكان سريعاً ثم توجه بالسؤال لجلال قائلاً بنبرة رسمية :- عندك فكرة الحريق بدأ ازاى ياباشمهندس؟
إجابة جلال وهو يقبض على ذراعه النازف
:- لاء .... أنا كنت فى فرح ابن عمى واتصلوا بيا بعد اشتعال الحريق
سأل الظابط بروتينية :- بتشتبه فى حد معين؟
طأطأ جلال رأسه مفكراً ... هو يعلم من الجانى وليس مجرد اشتباه ولكن عليه التزام الصمت ... أجاب بحنق :- لاء
تأمله الضابط قليلاً فكل من بالبلدة يعلم العداء بين عائلتى السمرى والبدرى ولكن الضابط التزم الصمت بدوره فهو يعلم بالعرف السائد ولن يقوم أى فرد من أهل القرية باتهام أكبر عائلاتها
هز رأسه بتفهم قائلاً بروتينية
:- تمام ..... المعمل الجنائى هيحدد سبب الحريق وبعدها نتكلم تانى ياباشمهندس
أومأ جلال برأسه وعلامات الألم تتجلى على وجهه مردداً
:- إن شاء الله ..... متشكر أوى
وضع صفوان كفه على كتف جلال وقال باهتمام
:- جلال يلا نروح المستشفى أنت دراعك بينزف جامد
تلفت جلال حوله ماسحاً المكان بعينيه المتآلمة، لقد تدمر بناء الحظائر وخسر مخزن العلف الخاص بهم وأصاب بعض الحيوانات الاختناق فنفقت من فورها وما تبقى من الحيوانات طلب من بعض العاملين نقلها لمزرعة الفواكة الخاصة بعائلته
زفر بضجر لم يكن ينقصهم إلا تلك الخسارة لتزيد من تضررهم المادى ... استغفر الله بسره ثم تفكر بحكمه فحمدالله أن ابن عمه بخير ولم يصبه مكروه
حثه عماد على التحرك إلى المستشفى فعاد من شروده مردداً بإصرار وهو يدور بمقلتيه فى المكان
:- عاوز اطمن على الناس الأول
اقترب عماد منه وهو يجول ببصره فى الأنحاء قائلاً بجدية
:- اطمن كل المصابين اتنقلوا للمستشفى مش فاضل غيرك .... يلا لازم نحصلهم ونطمن عليك أنت كمان
***************
داخل جناح العروسين بعد أن تم تجديد دهان حوائطه بألوان مشرقة بثت الدفء والحياة فى جنباته من جديد... وقفت شمس فى منتصف الجناح تدور بعينيها على محتوياته بارتباك تحاول إخفائه بكل جهدها
أما يوسف فأغلق الباب جيداً وأغلق معه جفنيه للحظات يراجع نفسه فى القرار الذى توصل إليه بعد طول تفكير
تنهد بقوه يستمد العزم ثم التفت يمرر نظراته على عروسة بهية الطلة ببطء
ثوبها الأبيض منفوش كبتلات الزهور تحتضن جسدها البض برقة ... أكمامه ضيقة من أعلى الذراعين تنتهى على اتساع بسيط من قماش مفرغ على شكل زهور صغيرة متلاصقة وشعرها الكستنائى مرفوع بنعومة وبساطة يزين رأسها
بدت كدمية جميلة فاتنة، مغرية خاصة وهى تحنى رأسها خجلاً وارتباكاً فشلت فى إخفائه
تُركز بصرها على نقوش السجادة تحت قدميها بوجه متورد بحمره الخجل المتشربة بسعادة عروس فى ليلة زفافها من رجل لمست فيه الشهامة وحُسن الخلق على الرغم من عدم درايتها بما يدور بخلده بعد كل ماحدث إلا أنها استبشرت خيراً ودعت الله بالحياة بجانبه حتى نهاية عمرها
حين طال صمته فى وقفته المتراخية جوار باب الجناح رفعت رأسها فى لمحة مختلسة نحوه
كان يقف هادئ الملامح كفيه داخل جيبى بنطاله بعد أن أزاح طرفى السترة للخلف قليلاً وحدقتيه السوداء العميقة تتفحصها بدقة أشعلت نار الخجل بوجنتيها
كانت مثال للجمال والملائكية فى هذا الثوب الأبيض محاطة بهالة من البريق و الجاذبية أضرمت النار بقلبه وعقله حتى أنه يفكر جدياً بضرب القرار الذى توصل إليه بعرض الحائط وإتمام الزواج فعلياً... الأن فهى حقه، زوجته ... حلاله
عض على جانب شفته السفلى بغيظ يجادل نفسه "يجب أن يتمسك بقراره فالزواج تم بسرعة دون حدوث أى تقارب بينهما ... كما إنها تحتاج للترويض والتقويم وعليه كبح جماحها أولاً ... والأهم يجب موافقتها على الزواج بنفس راضية ورغبة حقيقية وليس تصحيح لخطأ ما"
زفر نفس ملتهب يقطع الصمت ... صمت مشحون بالمشاعر المتضاربة، سعادة، رغبة، خجل، حب وإصرار ... إصرارعلى تأديبها وإخضاعها ... ومحو ذكرى هذا الشاب الوسيم الندل من ذاكرتها للأبد
تقدم نحوها بخطى متشككة يلعن قراره وعناده وتهورها... حين أصبح أمامها مباشرة قال بنبرة باردة تناقض مايدور بداخله من نيران متأججة يحاول السيطرة عليها
:- أظن كده مشكلتك أتحلت .... والغلط اللى عملتيه أتصلح
رفعت رأسها نحوه بذهول، لم تتوقع تلك الكلمات بعد هذا الصمت الطويل ... ظنت أن مشاعرهم ستغلبهم ... ظنت أن نظراته تحمل مشاعر حب أو حتى إعجاب ولكن يبدو إنها أخطأت فى ظنونها
ابتلعت ريقها الجاف ورددت بتعجب مستفسرة :- تقصد إيه!!
توقف على بعد خطوتين منها... ربما منعه من التقدم ثوبها المنفوش وربما أكتفى بهذا القدر من القرب حتى لايحترق ... أدعى اللامبالاة قائلاً ببساطة
:- أهلك كده رفعوا راسهم بين الناس وبنتهم اتجوزت برضاهم وفى العلن وسط فرحة الأهل والأحباب (توحشت نظرته وهو يذكرها بخطأها بتأنيب) بدل ما كان الجواز يتم لتصحيح غلطة فى السر بعد ماورطتى نفسك مع شاب مستهتر لمجرد أنه وسيم وعينيه خضرا
احتقن وجهها من تدفق الدماء بجسدها ليس من الخجل هذه المرة ولكن من الحرج والألم حين ذكرها بخطئها الشنيع وسذاجتها بالوقوع فى فخ كاد يفتك بعرضها ولن تنسى بالطبع تهورها فى اقتحام غرفته والتى بسببها تمت هذه الزيجة والذى يبدو أنه نادم عليها الأن
بللت شفتيها بطرف لسانها وقالت باقتضاب منكسة الرأس بخزى
:- متشكرة أوى لحضرتك البركة فيك
نغزه قلبه أمام انكسارها بهذا الشكل ولكن عليه أن يربط على قلبه قليلاً .... فابتسم يتصنع التفاخر وهو يتأمل أعلى رأسها المطأطأ وقال بتهكم
:- لا أجلى الشكر شوية.... لما نطلق ويمكن وقتها تتجوزى الواد الندل اللى بتحبيه
اتسعت مقلتيها من الغضب ورفعت رأسها سريعاً تتأمل حدقتيه الماكرة بمقلتيها المشتعلتين بنار الغضب وأجابت بنبرة حانقة
:- تفتكر هيتجوزنى بعد ما كنت هأقتله
وكأنها تذكره بأنها تعلمت الدرس، بأنها عادت لرشدها من حب ذلك الوغد بل وحافظت على نفسها منه ولم تخضع له ولو للحظة
لم يهتم لكلماتها وأبتعد عدة خطوات خلع سترة بذلته وألقى بها على مقعد جانبى ثم قال بلامبالاة ظاهرية تخفى سخطه وتذمره كلما تذكر وسامة ذلك الندل الذى سلب قلبها بالخداع قبل أن تستفيق والتى لا تقارن بملامحه العادية
جز على أسنانه يدارى غيظه
:- أعتذريله و بصى فى عينيه الخضرا شوية وهو يسامحك (حرك جانب وجه نحوها ثم أردف) يمكن يكون استرجل بعد العلقة اللى خدها من أخوكِ
عقدت ساعديها أمام صدرها محاولة كتم غيظها وهى ترشق ظهره بسهام نارية من مقلتيها الغاضبة "لماذا يعيد الكلام فى ذلك الأمر الأن لقد شرحت له من قبل، لماذا يرغب فى تعذيبها... أيعاقبها لأنه تورط فى الزواج منها"
هتفت بحدة حتى تحشرج صوتها مع تدفق كلماتها
:- ماحدش قالك أنى عاوزاه يسامحنى .... وقلتلك قبل كده إنى غلطت ... غلطت لما صدقته وقربت منه وغلطت أكتر لما رحت الشقة ديه والحمدلله قدرت أدافع عن نفسى وكلكم أتأكدتم من كلامى
استدار يواجهها ودس كفيه فى جيبى بنطاله وفرد أكتافه العريضة ثم وقف يتأمل مقلتيها التى تحبس الدموع بكبرياء فأردفت بانفعال وهى تتخصر بنبرة تحدى
:- ومتشكره لتضحيتك الكبيرة وقبولك الجواز منى .... وآسفة أنك اتدبست فيا
وقفا يتبادلان النظرات المتحدية للحظات.... لحظات قليلة مكنتها من تأمل وجه الأسمر وحدقتيه السوداء العميقة برموشها الطويلة التى تبدو وكأنها مبللة بقطرات الندى فتمنحه مظهر حانى ... وسيم ورجولى
لاتدرى كيف تحركت قدميها وساقتها لتقترب منه حتى صارت أمامه مباشرة لا يفصلهم إلا سنتيمترات قليلة ورفعت رأسها لأعلى تواجه مقلتيه العميقة بنظراته الثاقبة هامسة ببطء ساحر
:- أعتبرنى قدرك ... قسمتك ونصيبك
افتر ثغره عن ابتسامة خفيفة جذابة ... يراها فرسه شامخة ترفض الخضوع... تعتز بكرامتها
حركة شفتيها الممتلئة المغرية أججت حمم بركانية بدمائه،
وبعثرت خفقات قلبه باهتياج بنظره صغيرة لثغرها الشهى
مال برأسه قليلاً يُقلص المسافة بين وجهيهما ونظراته مسلطة على شفتيها القرمزية يرغب فى مزيد من الاقتراب لينهل من شهد تلك الشفتين الشهية التى تدعوه بشغف ثم رفع نظراته لبحور العسل المصفى المترقبة فى لهفة
توقف الزمن لبرهة يتمنى الرجوع فى قراره والاستسلام لمشاعره .... برهة ظنت فيها أنه على وشك منحها أول قبلة بحياتها فتسارعت أنفاسها بترقب لتتفاجأ بارتفاع حاجبيه الكثيفين ببطء متعجباً من جرأة حديثها وعلى وجه ابتسامة ماكرة
صدمتها نبرته الباردة قائلاً بخفوت مستفز
:- قدرى!! .... أمممم ... قدرى مش قدرى هما كام شهر وهنطلق
لوت شفتيها بامتعاض فهو يكرر ويؤكد على طلاقهم وكأنه يتعمد أن يثير حنقها
تبخر كل إحساسها بالخجل وتبدل لغضب حانق فردت بحدة وهى تهز كتفيها بعصبية :- نطلق عادى ... اتفقنا
اتسعت ابتسامته وهو يلاحظ عصبيتها الواضحة فقال ببرود حازم :- ولغاية ما الطلاق يتم يا قَدرى .... هنعيش مع بعض بما يرضى الله ... هتخالفى أوامرى هعاملك بما لا يرضى الله وهكسر دماغك الناشفة ديه
عضت خدها من الداخل كمداً بينما أردف بنفس بروده المستفز يُلقى بأوامره
:- هتقطعى أى علاقة مع أى زميلة ولا صاحبة أو أى حاجة تربطك بالجامعة ... ومفيش خروج من البيت من غير أذن
مال بجزعه ليقترب من وجهها ممتعض الملامح حتى كاد أنفه أن يلامس أنفها وعينيه السوداء مسلطة على مقلتيها العسلية اللون وأنفاسها تصعد وتهبط بسرعه وتوتر من اقترابه الخطير ... قائلاً بنبرة بطيئة صارمة
:- ومفيش أسرار تستخبى عليا وصاحبتك إياها ماتقربش منك تانى ..... فاهمة
تجمدوا على وضعهم القريب هذا ... أنفاسها تكاد تنتهى من ثقلها وحدقتيه تغوص فى بحور عسلها المصفى بينما أنفاسه الساخنة ترتطم بوجهها لتزيد من وطأة ارتباكها
يتلاعب بمشاعرها بمنتهى السهولة وهى مستسلمة لاتقوى على نزاله
هزت رأسها للأمام والخلف ببطء وكأنها مغيبة عن الوعى
أعتدل أخيراً واستقام ظهره ليلقى ماتبقى من أوامره
:- وطبعاً أكلى ولبسى ونظافة الجناح مسئوليتك
لم تجيب فحدقتيها تحركت مع أصابعه التى بدأت فى فك أزرار قميصه ببطء، تابعته بعيون متسعة من الصدمة تحاول السيطرة على أنفاسها وهو مازال مستمر بحل الأزرار واحد تلو الأخر ببطء شديد
أخيراً استطاعت نزع مقلتيها عن أنامله وأشاحت بوجهها بعيداً وهى تبتلع ريقها الجاف و قالت بخجل متلعثم
:- هتغير هدومك هنا ولا فى الحمام
تأملها من عليائه ببرود وردد بلا مبالاة :- مش فارقة
قبضت على جانبى ثوب الزفاف ولملمت أطرافه بعصبية ثم اتجهت لخزانة الملابس وسحبت أول منامة وقعت عليها عينيها ثم هرعت نحو الحمام تتعثر بفستانها المنفوش بعد أن فقدت السيطرة على أعصابها تماماً
قهقهاته الساخرة تلاحقها وما أن اختفت بداخل الحمام حتى أطلق زفير طويل ينفث لهيب نيرانه المشتعلة بجوفه ثم حدث نفسه بخفوت :- إن ماربيتك ياشمس
**************
انفردت بنفسها فى الحمام تضع يدها على قلبها تحاول السيطرة على جنون أنفاسها ثم تحركت نحو حافة مغطس الحمام وجلست عليها تحاول التماسك والتحكم فى أعصابها وانفعالاتها المتضاربة ... مامرت به فى الدقائق القليلة الماضية كثير جداً على أعصابها التى تأرجحت بين رجاء بحياة جديدة وخيبة أمل من كلماته الرافضة لها كزوجة ثم قراره الغاشم بالانفصال
والأدهى ماشعرت به بقربه، أحاسيس تختبرها لأول مرة ... رغبة تحركت بداخلها أشعرتها بإنها أنثى ترغب بوصاله ... أهكذا تكون هيمنة الرجال!!
مرت دقائق وهى على وضعها الساكن حتى استجمعت قوتها ثم نهضت تغسل وجهها بالمغسلة ووقفت تتأمل وجهها فى المرآة وفى عقلها سؤال محير
"كيف ستعيش بجانبه لشهور دون أن يلمسها ... هذا هو العذاب بعينه!!... لقد أثار داخلها حمم بركانية ترغب فى الانفجار ... ترغب فى قبلتها الأولى منه ... منه هو فقط "
تنهدت بقوة لتهمس لوجهها المنعكس بالمرآة
:- استحملى بقى .... كل ده بسبب تهورك... فقد الثقة بكِ ورفضك كزوجة ... تستاهلى ياغبية
تجهم وجهها وغامت مقلتيها بالعبرات ...ثم جزت على أسنانها وتقبضت تهمس بعزم لنفسها
:- أنا مش هستسلم وهكسب ثقتك وحبك يايوسف
بدأت بالتجرد من ملابسها حيث بدأت بالطرحة ثم اتجهت لتنتزع ثوبها ولكن السحاب عالق ويأبى الفكاك ... حاولت مرة واثنتان وثلاث ولا فائدة سيتمزق الثوب بسبب هذا السحاب اللعين
التقطت أنفاسها ببطأ تسب فى سرها
" كان ناقصنى السوستة كمان ... أوف"
تلفتت حولها فى الحمام بحيرة "هل تُمزق ثوب زفافها ... كما تمزق حلمها بزواج سعيد وليلة زفاف طبيعية"
هزت رأسها برفض وهى تمرر كفيها على جانبى الثوب بنعومة ... تنهدت بقوة وقررت أن تطلب مساعدة يوسف فهذا هو الحل الوحيد المتاح لها
خرجت من الحمام وجدته بدل ملابسه بملابس منزلية مريحة عبارة عن بنطال قطنى رياضى وتيشرت رمادى اللون وجلس على مقعد وثير بالغرفة بأريحية أمام التلفاز العتيق الذى يرجع لعهد والده
تأملها باستغراب وهى تخرج بثوب الزفاف بعد كل هذه المدة التى قضتها بالداخل
تقدمت حتى وقفت أمامه بحرج وقالت بخجل
:- ممكن تساعدنى أفتح السوسته
رفع حاجبيه يتأملها بتعجب مردداً بذهول :- نعم !!
دارت أمامه لتوليه ظهرها وأشارت بأصبعها على ظهر الثوب وكررت كلامها :- السوستة مش عارفه أفتحها
فغر فاه بصدمة وقال متهكماً :- وأنا مالى .... اتصرفِ
التفتت مرة أخرى تواجهه بثوبها الثقيل الذى يعيق حركتها ثم وقفت تتأمله بغيظ للحظات قبل أن تومئ برأسها ثم اتجهت نحو باب الغرفة بإصرار
فصاح بها وهو ينهض من مكانه مسرعاً خلفها :- رايحة فين؟
وصلت للباب وقبل أن تفتحه التفتت نحوه قائلة ببساطة
:- هتصرف .... هدور على حد يساعدنى أفتح السوستة
جذبها من ذراعها بعنف ليبعدها عن الباب هاتفاً باستنكار
:- أنتِ اتجننتِ .... يقولوا علينا إيه؟
أزاحت كفه القابضة على ذراعها وقالت بسخط
:- يعنى أعمل إيه دلوقتِ ... أنام بفستانى
زفر بقوة ونظر للسقف يحرك رأسه يمين ويسار بنفاد صبر قبل أن ينظر نحوها قائلاً باستسلام :- خلاص ... هفتحها
دارت حول نفسها توليه ظهرها وعلى وجهها ابتسامة إنتصار بينما وقف هو يتأمل شعرها المعقوص لأعلى كاشفاً عنقها المرمرى الجميل وبضع خصلات كستنائية هاربة تنساب بعفوية ناعمة على طول عنقها
ازدرد ريقه الذى تحول لحجر صوان ومد أصابع مرتعشة ليلامس جيدها بخفة فأقشعر جسدها من لمسته البسيطة ومالت برأسها قليلاً مبتعدة مع حركة دلال عفوية من كتفها أشعلت النيران بجسده
نفخ ببطء ينفث لهب أنفاسه المحترقة من شدة قربها ثم حرك أنامله هبوطاً على سحاب الثوب بينما مقلتيه تتجول على عروقها النابضة بعنقها المرمرى يود لو ينقض عليه تقبيلاً مراراً وتكراراً مال كالمسحور ليقترب بأنفه من جيدها يستنشق عبيره باستمتاع مغمض العينين بينما أنفاسه تتسابق بتلاحق مُهلك من قربها الجميل المغرى
لم يكن حالها بأفضل منه فقربه يصيبها بالارتباك وأنامله الدافئة تمرعلى عنقها برقة مُسكرة أصابت أعضائها الداخلية بماس كهربى كاد يوقف نبضات قلبها من قوته
حاولت تمالك نفسها لتتحدث بخفوت قاطعه تفكيره لتنهى هذا الوضع المُهلك
:- السوستة معصلجة ولا إيه؟
أفاق من خيالاته على صوتها الهامس وأعتدل قليلاً فى وقفته ثم تنحنح واصطنع الجدية قائلاً
:- هاه .... آه معصلجة شوية هحاول تانى
حركت قدميها بتململ غير شاعرة بالمشتعل خلفها ظنت أنها الوحيدة التى تعانى من هذا القرب وهذه اللمسات الخفيفة غير واعية اما يحدث بداخله بسبب قربه منها
أرادت الهرب من هذا الموقف فقالت برجاء
:- طب بسرعه لو سمحت أنا تعبت من الوقفة
ازدرد ريقه ومسح على جبينه ببطء وكأنه يقوم بعمل شاق جداً ثم مد أنامله مرة أخرى يمررها على عنقها قبل أن ينزل بلمساته هبوطاً إلى السحاب وتنفس بقوة وحاول التركيز فى فتحه ببطء حتى لا يُمزق قماش الثوب المخملى الرقيق
بينما أنامله الدافئة عادت لتلامس عنقها بعفوية تدغدغ مشاعرها بنعومة فأرخت جفونها بخدر وخرجت منها تنهيدة لا إرادية خافتة
انتبهت سريعاً لنفسها وحاولت التماسك حتى لا يفطن لمشاعرها التى تذوب بين يديه فتنحنحت بخفوت وسألته بتلعثم :- خلاص
ابتسم بتفاخر ذكورى حين شعر بتنهيدتها التى اخترقت قلبه قبل أذنيه وهو يعالج السحاب العنيد ثم أجاب بهدوء
:- القماش داخل فى السوستة وقفلها اصبرى (حاول تخليص القماش بحذر حتى نجح بعد عدة محاولات ثم قال بتلقائية) خلاص فتحته أهوه
جرى بنظره على طول عنقها وأعلى ظهرها الذى انكشف أمامه مع فتح السحاب ثم أردف عابثاً وهو يسحب بأصابعه سحاب الثوب لأسفل ببطء ليكشف المزيد من بشرة ظهرها الناعمة أمام نظراته النهمة وهو يردد بعبث
:- تحبيها لغاية هنا ... ولا هنا ... ولاااااا
أطلقت صرخة صغيرة خجلة والتفتت سريعاً تواجهه بملامح تخضبت بلون الفراولة وهى تضع يدها على ظهرها تُوقف تقدم السحاب قبل أن يفتحه لأخره ثم اتجهت نحو الحمام بتعثر وهى تردد بتلعثم :- شكراً ... شكراً
تأملها حتى اختفت من أمامه ثم وقف يلتقط أنفاسه الثقيلة بقوة حارقة ومرر أصابعه بين خصلات شعره الأسود القصير محدثاً نفسه
:- يظهر إنى أنا اللى هتربى مش أنتِ ياشمس ... يارب صبرنى
***********
عاد فاروق لمنزله بعد أن قضى المساء مع حمدى على المقهى ... اتجه لجناحه الخاص ودلف بهدوء فى الظلام ملقياً نظره سريعة نحو زوجته المتدثرة بغطائها تدعى النوم
نعم تدعى النوم هو أكيد من هذا فهى عادتها ألا تخلد للنوم قبل عودته وقف أمام المرآة يتخلص من ملابسه ببطء بعد أن أضاء أضائه جانبية خافتة
واعى تمام لمقلتيها التى تراقبه من خلف رموشها ... لايدرى كيف ومتى تعالت جدران الصمت والجفاء بينهما ولايدرى مايدور بخلدها وهى تراقبه كل ليلة دون الإفصاح عما يعتمل بصدرها
عبء صدره بنفس طويل كمداً ... الحاجز بينهما يتعالى يوماً بعد يوم ولا يترك غير القسوة والمجافاة بينهما
خلع جلبابه وعمامته ثم سحب منشفة كبيرة قبل أن يدلف للحمام
أطلقت زوجته تنهيدة طويلة حسرة وانقلبت على ظهرها فى الفراش تنظر للسقف بآسى تسترجع حديث النسوة العاملات بالدار عن جمال ابنه صاحبة المقهى الشابة الفاتنة التى يتهافت عليها الرجال
حركت مقلتيها فى الظلام بشرود وحديثها الداخلى يتلاعب بعقلها "لقد عاد فاروق من سفره اليوم ولم يطيق شوقاً حتى هرع للسهر فى المقهى بجانب معشوقته الصغيرة ... وهاهو يعود لداره ليغسل أثار خيانته"
***************
يتبـــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 09:54 PM   #139

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد فترة ليست بالقصيرة خرجت شمس من الحمام ترتدى منامتها الوردية وبيدها فستانها الذى وضعته جانباً على الأريكة بعناية ثم التفتت لتجد يوسف ممدداً على الفراش يعبث بأزرار هاتفه المحمول اتجهت للمرآة وخلعت العقد الذهبى البراق من عنقها تتأمله بإعجاب بين يديها
جاء صوته من الخلفية بنبرة هادئة تحمل الكثير من المشاعر
:- العقد ده كان هدية أبويا لأمى يوم زفافهم ... كانت بتتمنى تهديه بنفسها لعروستى
اخفض صوته يتمتم بالرحمة على والديه مع بسمة حنين على ثغره
بينما لامست أناملها العقد بانبهار أكبر بعد أن أدركت قيمته العاطفية التى أضافت له الكثير
وضعته بعناية داخل علبته المخملية وعقلها يحدثها أن تعيد العقد له فهو يرفضها كزوجة وليس من حقها الاحتفاظ به
أغلقت العلبة ورفعتها بين يديها ثم التفتت نحوه وقبل أن تتحدث قال بهدوء وكأنه قرأ أفكارها
:- العقد أمانة عندك ... استعمليه وقت ماتحبِ
رمقته بامتنان ثم وضعت العلبة فى أحد الأدراج بحرص بينما عاد للعبث بأزرار هاتفه المحمول ومقلتيه الماكرة ترسم حدود جسدها الملفوف بتلك المنامة الوردية
وقفت تصفف شعرها كستنائى اللون وتنثره على ظهرها بدلال عفوى ونظراته المختلسة تتابعها باستمتاع ذكورى فطرى
طأطأت رأسها بحرج تتلاعب بالفرشاة بين كفيها ثم نادت بخفوت وحرج :- يوسف
صدرت منه همهمه فقط مدعياً التركيز فى هاتفه فأردفت بخجل وامتنان وهى تراقبه داخل المرآة
:- عاوزه أشكرك أنك وقفت جنبى وأنقذت سمعتى وسمعه أهلى ... أنا مديونة لك بحياتى
ترك الهاتف وتطلع إلى وجهها داخل المرآة ثم قال بهدوء
:- أنتِ مش مديونة بحاجة ... أى راجل شهم كان عمل كده
ابتسمت وهى تتأمله من خلال المرآة أرادت البوح بالكثير فليس كل الرجال مثله وليس كل الرجال بمثل شهامته ولكنها اكتفت بالشكر مرة أخرى ثم عادت تمشط شعرها الذى يغطى نصف ظهرها بنعومة وبعد أن انتهت التفتت له وتقدمت نحو الفراش ترمقه بحيرة ثم سألته بتعجب :- أنت هتنام هنا؟
رفع رأسه من شاشة هاتفه ونظر إليها بدهشة وهو يؤكد لنفسه أن هذه الفتاة تعانى من خلل بعقلها فمزاجها يتغير بسرعة الصاروخ وسوف تصيبه بالجنون حتماً، سيطر على انفعاله وقال ببرود
:- عندك مانع!!
لوت شفتيها بطفولية قائلة باستفهام :- وأنا هنام فين؟
ابتسم بسخرية وهو يتأمل القطة البيضاء الصغيرة ذات الفيوكنة الحمراء المطبوعة على منامتها الوردية وأجابها بلامبالاة
:- نامى على الكنبة لو مش عاجبك السرير
ضيقت عينيها تتأمله بتحدى لثوانى وهى تزم شفتيها قبل أن تهز كتفيها بتهورها المعهود ثم رفعت الغطاء الخفيف من فوق الفراش وصعدت عليه وهى تجيب بتحدى
:- أنام ... مانمش ليه هو أنا هخاف
قهقه ساخراً بضحكه طويلة ثم قال بتهكم
:- هتخافى من إيه!!.... اعتبرينى زى جوزك
رمقته بامتعاض على تهكمه المستفز ثم استلقت بجانبه بعصبية وهى تضرب بقدميها على الفراش لإزعاجه حتى استقرت على جانبها توليه ظهرها على طرف الفراش
ألقى نظرة جانبية عليها وهو يكتم ضحكاته على تصرفاتها الطفولية وأخذ يتأملها وهى بجانبه ضئيلة الحجم كدمية أطفال بشعر ناعم متناثرعلى الوسادة فى نعومة وانسيابيه
بعد برهة استقامت جالسة فجأة تدور بنظراتها فى المكان ... تابعها بفضول بعد أن أجفله نهوضها بهذا الشكل المفاجئ ثم تركت الفراش وتوجهت نحو الأريكة والتقطت وسادة صغيرة من فوقها ثم عادت لتدسها بينهما على الفراش كحاجز يمنعه من الاقتراب
انطلقت قهقهاته عالية بجذل بينما عادت لوضعها على طرف الفراش توليه ظهرها ... تتدثر بالغطاء حتى أعلى وجهها تُخفى ابتسامة مستمتعة بضحكاته المرحة
رفع الوسادة الصغيرة بيد واحدة للأعلى وقال معاتباً بسخرية
:- كل ده حاجز بينا ... إيه القسوة ديه!!
كتمت ضحكتها تحت الغطاء بينما أعاد الوسادة لمكانها بينهما ... وبعض قليل هدأت ضحكاته وهو يتأمل تفاصيلها من فوق الغطاء بتمعن وفجأة التفتت نحوه فأشاح بنظرة سريعاً بارتباك بينما سألته بفضول
:- يوسف ..... أنت أزاى طلعت من بلدنا
تصنع انشغاله بالهاتف المحمول وأجاب دون النظر نحوها
:- أنتِ لسه ماتعرفيش
اعتدلت لتجلس بمواجهته وردت بخفوت حرج
:- ما أنت عارف بابا وحسام مقاطعنى .... وأنا عاوزه أعرف التفاصيل
وضع هاتفه المحمول على الكومود بجانبه مستنكراً ثم التفت نحوها قائلاً :- دلوقتِ!!
هزت رأسها بعفوية وعقدت ساقيها تحتها متربعة استعداداً للاستماع لقصته و رددت بسخرية :- وأحنا ورانا إيه؟
أراح رأسه على ظهر الفراش يتأملها بتمعن "لم تكن فكرته عن ليلة الزفاف أن يتحول لشهريار يقص الحكاوى على سمع شهرزاد"
هز كتفيه مستسلماً قائلاً بتهكم :- على رأيك ورانا إيه!!
(زفر بتبرم حانق على ليلة زفافه التى سيقضيها فى الكلام ثم أردف يختصر الحديث) الموضوع بسيط الأستاذ لطفى والد زميلتك سارة يبقى من قرايب والدتى
رفعت حاجبيها متفهمة ثم قالت بتلقائية
:- أنا عارفة أنه بلديتنا من قرية قريبة من هنا ... صدفة غريبة أوى
دلك مؤخرة عنقه ببطء وقال ببساطة
:- بتحصل ... الدنيا صغيرة
أومأت برأسها ثم قالت بعشم
:- طب احكيلى عن والدك وحكاية التار اللى عليه
زفر بقوة يتطلع لسقف الغرفة بنفاد صبر ثم أعاد نظره نحوها ليجدها فى الانتظار بحماس وكأنه سيقص عليها حكاية قبل النوم، زم شفتيه باستسلام ثم بدأ فى سرد قصته على مسامعها يقلص ساعات الليل بحكاوى شهريار
***************
وصل جلال إلى المشفى على أطراف البلدة والتى تخدم بلدته وعدة قرى مجاورة بصحبة عماد وصفوان وتوقفوا فى الاستقبال للاطمئنان على المصابين من حادث الحريق والسؤال إلى إين يتجهوا لعلاج ذراع جلال النازفة
طمأنهم موظف الاستقبال على الحالات المصابة فقد كانت معظم الإصابات طفيفة وتم علاجها سريعاً وصرفهم إلى منازلهم ثم أرشدهم للصعود للطابق الأول ليتلقى جلال العلاج
وصلوا للطابق الأول الخالى من البشر فى هذا الوقت من الليل ووقفوا يتلفتون حول أنفسهم بحثاً عن طبيب
ظهرت من أحدى الغرف فتاة رشيقة ذات شعر فاتح اللون يميل للشقرة، قصير الطول يتطاير حول وجهها ليلامس أكتافها فى نعومة ترتدى بنطال من الجينز وبلوزة عملية بلون وردى هادئ، انتبهت لوجودهم فى الممر يتلفتون بحيرة حولهم
ولفت نظرها ذراع جلال النازف بشدة فرفعت مقلتيها تتفحص وجهه الشاحب وملامحه المتآلمة فاتجهت نحوه بخطى سريعة هاتفه باهتمام
:- أنت واقف كده ليه!! .... أنت بتنزف بشدة أتفضل معايا
تقابلت النظرات على وجهها الجميل وهى تمد كفها لتقبض على ذراع جلال السليم وتجذبه معها وهو مستسلم لحركتها ومقلتيه تتفحص وجهها رقيق الملامح بينما يدور سؤال بخلده من تكون هذه الطبيبة الحسناء؟
التفت الشباب لبعضهم البعض وتسائلوا بحيرة :- نروح معاه!!
رفعت مقلتين بلون البحرالفيروزى نحوهم وأشارت بيدها قائلة برقة :- لاء .... تقدروا تستنوا هنا
ثم صاحت بإحدى الممرضات التى ظهرت فى الممر أخيراً
:- فايزة تعالى معايا من فضلك
دلفت لغرفة الكشف وطلبت من جلال الجلوس على سرير الكشف بينما توقفت أمامه ورفعت ذراعيها تجمع شعرها القصير بطوق على شكل ذيل حصان قصير مرتفع مرددة بلهجة آمرة
:- أقلع القميص
نظر لها جلال بامتعاض مردداً بذهول :- أقلع إيه!!
رفعت حاجبها الأنثوى المنمق بتعجب متسائلة فى سرها "هل يريد أن تعالجه من فوق الملابس أم أنه يخجل من خلع ملابسه؟؟" كررت طلبها بنبرة آمرة وهى تتجه لحوض معدنى جانبى لتغسل يديها قبل الكشف على الجرح
:- أقلع القميص هكشف عليك أزاى وأنت كده
قطب بين حاجبيه وهو يتأملها من منبت شعرها لأخمص قدميها متسائلاً بتعجب مستفز
:- وأنتِ تكشفى عليا ليه!! .... هو أنتِ دكتورة؟
عقدت ساعديها أمام صدرها بتحدى ترمقه بأمواج عينيها العاتية قائلة بثقة :- أيوه دكتورة مش عاجبه حضرتك
تحولت نظرته لنظره شقية عابثة وغاص بمقلتيه فى بحورها الفيروزية بوقاحة قائلاً بصوت خفيض مغازلاً
:- عجبانى أوى
فكت عقدة ذراعيها بعصبية ورمقته بنظره تحدى هاتفه بحده
:- أفندم!! .... يا أستاذ أنت مايصحش كده ... لولا أنك بتنزف أنا كنت طلبت من الأمن يرموك بره
دلفت فايزة الغرفة وبيدها بعض الأدوات وضعتهم على الطاولة الجانبية بجانب سرير الكشف قائلة بروتينية
:- تؤمرى بحاجة تانية يا دكتورة لينا
أرتفع حاجباه السوداوين باستغراب هاتفاً بتعجب
:- ده أنتِ دكتورة بجد بقى!! .... أنتِ صغيرة أوى
زفرت بضيق واتجهت لمشجب خلف باب الغرفة، تناولت بالطو أبيض اللون ارتدته بعصبية مرددة بقلة صبر
:- دكتورة إمتياز ومش صغيرة .... ولو عاوز تستنى دكتور كبير ... أستنى
أنهت جملتها وهى تدور حول نفسها مغادرة الغرفة ولكنه رفع كفه السليمة مستسلماً فهو لا يطيق على إحتمال الألم أكثر من ذلك
مد أصابع يده السليمة وبدأ فى فتح أزرار قميصه قائلاً باستسلام مشاغب
:- لا مادام لبستى البالطو تبقى دكتورة بصحيح .... أتفضلى
لوت فمها بتبرم وعادت لتقف أمامه بتحفز حتى أكمل خلع قميصه الأبيض الذى امتزج به لون دماءه مع لون سواد دخان الحريق
مدت كفها الصغير تقبض على ذراعه بخشونة متعمدة جزاءاً لمشاغبته لها فتأوه بألم بينما ظهرت ابتسامة ماكرة على ثغرها وبدأت فى تفحص ذراعه وكتفه بدقة قائلة بجدية وحدقتيها تتفحص الجروح جيداً
:- عندك جرح قطعى فى الذراع واضح أنه من آله حاده هيحتاج كام غرزة ... أما بالنسبة للحروق فهى من الدرجة الثانية السطحية هتحتاج كريمات وهتخف فى خلال أسبوعين ومش هتسيب أثر إن شاء الله
رفعت رأسها لتنظر بوجهه وتسائلت بجدية :- الجرح ده من إيه؟
أجابها بصوت متألم من ضغطها على ذراعه بأناملها الدقيقة
:- الباب الحديد بتاع الزريبة يظهر كان طالع منه سن حاد جرحنى وإحنا بنخرج البهايم بعيد عن النار
أومأت برأسها بتفهم وقد أدركت الأمر
:- آآآه .... أنت كنت فى حادث الحريق
أومأ بتألم واضح على ملامحه بينما أردفت بعملية
:- أنت كده هتحتاج حقنه تيتناوس عشان التلوث
ثم التفتت لفايزة الجالسة خلفهم تعبث بهاتفها المحمول وتلوك بعلكة كبيرة بين أسنانها وطلبت منها إحضار الحقنة سريعاً
تحركت فايزة للخارج لتنفيذ الأمر بينما بدأت لينا فى تنظيف كتفه وذراعه من الدماء وتجهيز اللازم وهو يتابع كل حركة منها بتفحص حتى عادت فايزة ترفع الحقنة بيدها وما أن وقعت عينى جلال عليها حتى نفخ بحنق فهو يكره الحقن جداً ولكن ما باليد حيلة
لاحظت لينا رفضه للحقن فتناولت الحقنة وغرزتها بدون تردد فى ذراعه فأشاح بوجه بعيداً مغمض العينين متألماً كاتماً آهاته
اختلست لينا النظر لوجهه ذو البشرة القمحية ولحيته الخفيفة المنمقة التى تزين ملامحة الرجولية فابتسمت بإعجاب
انتهت من حقنه بالدواء ثم أردفت ببرود محاولة استفزازه
:- هطهرلك الجرح دلوقتِ .... هو هيحتاج حوالى 14 غرزة .... هتستحمل أخيطهم ... ولا هتحتاج بنج
أنهت جملتها بتهكم لتثيرغيظه فلن تترك ثأرها لسخريته بها أما هو فجحظت عيناه وتأملها بتبرم يحاول كتم غيظه ثم أجابها وهو يجز على أسنانه :- بنج طبعاً
هزت كتفيها بلا مبالاة وبدأت فى تناول الأدوات وهى تقول ببساطة
مستفزة إياه :- أوكيه .... كنت فاكراك هتستحمل
استشاط غضباً وجز على أسنانه دون أن يجيبها
سحبت كرسى صغير وجلست أمامه ثم بدأت تباشر عملها بعد أن أعطته حقنة أخرى محملة ببنج موضعى
ساد الصمت فى الغرفة وهى تضع كل تركيزها بعملها وبجانبها فايزة تناولها الأدوات بعملية بينما جلال يشيح بنظره بعيداً متآلماً حتى انتهت من عملها ونهضت من مكانها متجهة لحوض معدنى صغير لتنظيف يديها جيداً
ثم بدأت فى تجفيف كفيها و توجهت بعدها لخزانة خشبية صغيرة بها بعض الأدوية أنتقت بعضها ثم عادت تضع علب الأدوية على المكتب أمامها
بينما يحاول جلال أرتداء قميصه مرة أخرى بمساعدة فايزة ثم تقدم نحوها وهو يضم جانبى القميص ويشبك أحد الأزرار دون الاهتمام بالبقية
تأملته حين توقف أمام المكتب وقالت باهتمام وهى تشير لعلب الأدوية الواحد تلو الأخر
:- هتيجى كمان يومين تغير على الجرح وده أنتى بيوتك عشان الinfection ... وده مسكن هتاخده لو حسيت بألم والمرهم ده للحروق
ابتسم بتعجب رافعاً حاجبه وقال بمشاكسة
:- ماشاء الله إيه التقدم ده كله .... أتعالج وكمان أخد دوا
هزت كتفها بلا مبالاة قائلة ببساطة
:- ديه عينات مجانية موجودة فى المستشفى
أمتعض وجه جلال وهو يتأملها باستنكار فهى تستفزه منذ أن رأت وجهه متغاضياً عن كونه هو من بدأ بالاستفزاز "من تظنه حتى تتصدق عليه بالدواء" ... اندفع قائلاً بنبرة حانقة
:- أنا مش محتاج عينات مجانية .... أنا أقدرآآ
"أتفضل" قالتها مقاطعة حديثه وهى تخرج يدها من جيب البالطو الأبيض بروشته مليئة بالأدوية رفعتها أمام عينيه
تناول الروشتة بعدم فهم متسائلاً بحيرة :- إيه ديه!!
أجابته بهدوء وهى تتأمل مقلتيه بنية اللون بلون الشيكولاتة الداكنة التى تعشقها وقالت بلهجة عملية التقط جلال من خلالها التواء فى نطقها لبعض الحروف مما ينم عن تداخل لهجة أخرى مع لغتها العربية
:- أنت أخدت عينات مجانية لأنها متوفرة عندنا وتناسب حالتك .... هتجيب بدلهم أدوية ناقصة فى المستشفى وأحنا محتاجنها جداً
أعجبته الفكرة وصاحبه الفكرة التى تفكر خارج الصندوق بطريقة عملية يستفيد منها كافة الأطراف
تفحصها بنظره غامضة ... ياترى من تكون هذه الفتاة الرقيقة التى توقظ روح المشاغبة بداخله!!
بالتأكيد ليست من قريته ... فمجتمع القرية يتيح للجميع معرفة بعضهم البعض ربما هى من قرية مجاورة وتعمل بالمشفى كالعديد من العاملين بها
حين طال صمته وتأمله مدت كفها لتسحب ورقة الأدوية من يده قائلة بحسم :- لو مش عاوز بلاش
أبعد كفه سريعاً بالورقة قائلاً بهدوء متأملاً ملامحها الرقيقة
:- لاء مفيش مشكلة خالص
ثم التفت مغادراً ولكن ندائها أستوقفه فأستدار نحوها بصمت أردفت بجدية
:- تشرب لبن وعصاير وتاكل خضروات كتير ... يعنى أكل مفيد وصحى عشان تعوض الدم اللى فقدته ..... وحمدلله على سلامتك
أنهت كلامها بابتسامة صافية رقيقة دفعته للابتسام ببلاهة وهو يشكرها بشدة قبل أن يغادر الغرفة
نهض عماد وصفوان سريعاً بمجرد خروج جلال من الغرفة وأسرعوا نحوه وهما يتسابقان فى إلقاء الأسئلة للاطمئنان عليه
تناول عماد الأدوية من يده بينما وضع صفوان سترة بذلة جلال على أكتافه بعناية متسائلاً باهتمام :- طمنا الدكتورة قالت إيه؟
أجاب جلال بشرود وعينيه مسلطة على غرفة الكشف
:- مجنونة .... بس لذيذة وشقية
ضيق صفوان عينيه ورمق جلال بخبث ثم سأله باستفهام
:- هى مين ديه اللى لذيذة وشقية!!
غمز عماد مشاكساً ومال على أذن جلال هامساً
:- أنت وقعت ولا إيه ياباشمهندس!!
انتبه جلال من شروده وحرك رأسه بينهم سريعاً يتأملهم بحرج ثم قال بتكبر مصطنع
:- لا أقع إيه!! .... أنا مابحبش العيون الزرق خالص
ضحكوا جميعاً بمرح بينما زفرعماد بغيظ وقال من بين أسنانه مازحاً
:- حظك ياعم (ثم رفع رأسه للسماء راجياً) فك نحسى يارب
تعالت ضحكاتهم بمرح تشق سكون المشفى قبل أن يتلفت عماد حول نفسه محذراً :- وطى صوتكم هتصحوا المرضى
كتموا ضحكاتهم سريعاً ثم تحركوا مغادرين
**********
تجاوزت الساعة الثانية صباحاً وأخيراً فرد النوم سلطانه على العيون بعد أن قضوا الساعات السابقة فى حيرة وتوجس وحديث طويل عن الذكريات
لأول مرة تخلد شمس للنوم يضمها فراش واحد مع شاب، شعور غريب انتابها حتى ولو كان زوجها فهى لم تعتاد هذا الوضع فجافى النوم عينيها
استغلت الساعات الأولى من الليل فى الحديث حيث قص عليها يوسف قصته نزولاً على رغبتها وحين انتهى
أطفأت الأضواء لعل النوم يزور العيون ولكنه أبى لساعات أخرى كانت تشعر به ... بأنفاسه، برائحته ... بخفقات قلبه رغم الوسادة التى تفصل بينهما يجافيه النوم مثلها مستلقياً على ظهره يثنى ذراعه خلف رأسه يطالع سقف الغرفة بصمت لا تدرى ما يدور بخلده
هل يفكر فيما تفكر به؟ هل يشعر بالقلق والحيرة من وجودها بجانبه كما تشعر!!
أم أنه يفكر فى طريقة سريعة للتخلص منها كزوجة بعد أن تورط فى الزواج منها؟
أما يوسف فكان سابحاً فى عالم أخر يقارع نفسه... لايدرى هل تصرفه صائب معها أم لا!!
يوبخ نفسه على عدم إتمام الزواج، كيف سيتحمل النوم بجانبها كل ليلة دون أن يمسها
كيف سيتحمل وهو يشعر بدفئها يُشعل محيطه ... أنفاسها تُشعل النار بخافقه ... رائحتها تتسلل لأنفه تدغدغ مشاعره وتحرمه النوم ... كيف ستتحمل أعصابه!!
كان عليه أن يتم الزواج ويرضى بنصيبه؟ أم أنه لا يرغب بها كزوجة!! ورغباته الذكورية هى من تتلاعب به الأن
أدار رأسه يتأملها فى الضوء الخافت المتسلل من شرفة الغرفة، توليه ظهرها صغيرة الحجم منكمشة على نفسها
تشد الغطاء على جسدها بالكامل ولا يظهر منها غير نصف وجهها العلوى... مغمضة العينين لكنه متيقن أنها مستيقظة، ربما تفكر فى زواجهم وربما تخاف من قربه منها
لم يشعر أياً منهم كم مضى من الوقت حتى هدأت النفوس وساد سلطان النوم على العيون وإذ بحركة عصبية يرتج لها الفراش وصوت همهمات يعلو بكلمات مبعثرة غير مفهومة
فتح يوسف جفنيه مجفلاً يتطلع حوله بحيرة ليجد شمس تتلوى بجانبه وكأنها تصارع وحش خفى يجثم على صدرها
تُغمغم بقهر وخفوت وذراعيها يتلاعبان فى الهواء بعشوائية ثم أطلقت صرخة متألمة باسمه (يووووسف)
أسرع بنزع الوسادة التى تفصل بينهما وألقاها بعيداً ثم زحف بجانبها يمسح على كتفها برفق مردداً بخفوت
:- شمس ... أنا جنبك ... يوسف جنبك ... شمس فوقى
فتحت عينيها على إتساعهما فجأة وتلفتت حولها ذاهلة بنظرة شاردة ثم نظرت لكفيها المفرودان أمامها وتمتمت بهمس شارد
:- الدم ... الدم
مال جانباً ليفتح أضاءة جانبية على الكومود ثم ضم ظاهر كفها ورفعه أمام عينيها مردداً بصوت هادئ يطمأنها
:- مفيش دم .... مفيش دم فى إيدك ياشمس ... أنتِ فى أوضتك وأنا جنبك .... يوسف
حركت رأسها نحوه بتيه تتأمل ملامح وجهه بعيون متسعة ذاهلة ثم بدأت فى التنفس أخيراً لتنكمش ملامحها وتبدأ فى النحيب
أحاط كتفيها بذراعه وربت على رأسها برفق فأراحت جبينها على كتفه وهو يهدهدها بخفوت لتهدأ قليلاً وكأنها معتادة على هدهدته وحنانه ... قال بصوت خافت
:- استعيذى بالله .... كابوس وانتهى
زاد نحيبها وهى تستعيد بعض من مشاهد كابوسها المؤلم ورفعت يدها تتشبث بقميصه القطنى المنزلى بقوة وهو يمسد على شعرها برفق حتى هدأت قليلاً فناولها كوب من المياه ترجعته بيد مرتجفة ثم حثها على معاودة النوم من جديد
تأملت وجهه بتمعن للحظات وكأنها تتأكد من وجوده بجانبها ثم انكمشت على نفسها فى وضع الجنين لتعاود النوم ممتثلة لكلامه
سحب الغطاء الخفيف وفرده على طول جسدها ثم مسد على شعرها بحنو يتأملها بتعاطف حتى عادت للنوم مرة أخرى ثم تمدد بجانبها يراقب تنفسها المنتظم وملامحها السابحة فى النوم حتى أسبل أجفانه غارقاً فى النوم وهذه المرة دون وسادة فاصلة بينهما
**************
قراءة ممتعة ❤️


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 11:36 PM   #140

Emmi hssain

? العضوٌ??? » 438391
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » Emmi hssain is on a distinguished road
افتراضي

هو ده الدلعةوالفرح لالا عايزة حق عرب😂😂😂
الفصل جميل روعه
حبيت جلال وصفوان وعماد والعيون الزرقا💋💋


Emmi hssain غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.