03-08-21, 09:48 PM
| #1431 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب 
|  مســــــاء السعادة والهنا على جميع المتابعين ❤❤ اليوم هنزل الجزء الأول من الفصل الحقيقة الوقت مضغوط جداً بالنسبة لى إلى جانب هروب الرغبة فى الكتابة مع حرارة الجو الرهيبة ربنا يلطف بينا جميعاً ويهون علينا أرجو أن ينال هذا الجزء اعجابكم وفى انتظار أرائكم شــكراً لدعم وتشجيعكم الدائـــم ودمتــم بخير وصحة وود  | ||||
|  |
|
03-08-21, 09:50 PM
| #1432 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| الفصل الخامس والثلاثون ج1 ************* عدة أيام انقضت حاول فيها سعيد إثبات جدارته فى إدارة الأمور بمساعدة حمدى الذى حصل على عروض من بعض المُصدرين وسعى خلف المحامين للبحث عن مخرج قانونى بشأن الغرامات التى يطالب بها فاروق وبعد أن أغلقت الطرق فى وجوههم قرر سعيد بخطة دنيئة أن يضع عدلى وأولاده فى موضع العداء العلنى لأفراد الأسرة ولذا جمع كبار رجال العائلة فى منزله ووجه دعوة إلى عدلى وأبنائه للحضور قبل أن يصل أفراد العائلة للاجتماع جلس سعيد وأولاده يتجادلون فيما بينهم حول نفس الموضوع فقال ناصر رافضاً لما يخططوا له بنبرة ساخرة من شقيقه :- مش فاهم چامعين العيلة ليه ... بعد العروض اللى چابها المحروس حمدى مفيش مكتب تصدير واحد جبل يشيل الشغل من غير نسبة من الربح يعنى العملية چاية بخسارة على الكل ... والمحامى أكد أنه لازمن الغرامة تندفع لأن فسخ العجود تمت من طرف واحد دون إعلان الطرف التانى حول بصره بين والده وشقيقه وأضاف بتساؤل مستنكراً :- هنجول إيه للناس اللى چاية ديه ... ولا هتدفع الغرامة وفرج الربح من چيبك يا أبوى!! نفخ سعيد أوداجه عابس الوجه وناظر ولده بحدة قبل أن يقول بعنجهية واستنكار :- لو لزم الأمر إنى أدفع من چيبى هيُحصل أنت شريكى ... الزعامة مش بالساهل ومش بعد ما وصلت لها هضيعها من يدى وأكسر هيبتى وسط الخلج قطب ناصر حاجبية فى عقدة غضب أطلت ظلالها فى حدقتيه وقال مستنكراً :- كيف يعنى يا أبوى ... أنت جولت الزعامة هتچيب علينا ربح وجرشنات مش هندفع من چيبنا ... وأيوه أنا شريك (خبط على صدره بانفعال زائد) أنا اللى بشجى وأتعب من الفجرية لحد المغربية فى الأرض من غير حد ما يساعدنى وأخر كل موسم بچيب الجرشنات وأحطها تحت رچليك يا أبوى مال حمدى بجذعه إلى الأمام يهاجم شقيقه بسفه وغرور :- ما أنت بتاخد حجك كامل ومكمل ... وبتشترى أراضى وتعمل مشاريع كان حد شاركك ولا جالك لاه حول ناصر حدقتيه المشتعلتين نحو شقيقه بحنق كبير وقال من بين أسنانه موبخاً :- حجى وشجايا طول الموسم ... اللى أنت بتاچى تجبضه على الچاهز وتبعتره على الحريمات يمين وشمال ومبتفتكرش حتى عيالك بمليم إحمر ... أنا بخده وبتاچر فيه وأكبره ... أنا حدايا دار وعيال بدى أربيهم أحسن تربية من شجاى وتعبى كشر حمدى وجهه بانفعال واضح بينما صاح سعيد بين أولاده المتناحرين فى وجوده بغل وكره واضح بينهما وقال زاجراً :- سبتوا مشاكلنا واللى إحنا فيه وهتمسكوا فى بعض عيب عليكم ... عيب يا ولاد السمرى بدل نظره بينهما عابساً وكلاً منهما يشيح بوجه عن الأخر وأضاف بنبرة أهدأ موجهاً حديثه إلى بكريه ناصر :- طول ما أنا عايش على وش الأرض أنا حر فى مالى يا ناصر ... ومن حكم فى ماله ما ظلم وأنت بتشتغل حداى (أشاح ناصر بعينيه بعيداً فى تذمر صامت بينما واصل سعيد حديثه نحو حمدى موبخاً) وأنت يا حمدى هتبص فى رزج خوك ولا إيه هو حر فى ماله يعمل كيف ما بده نفخ بقوة وأعتدل فى جلسته بخيلاء مردداً بغرور وابتسامة شريرة تبزغ على ثغره :- أنا عارف أنا بعمل إيه ... فاروج هيشيل الغلط جصاد كل الخلج ووجتها هيضطر يرچع فى حكاية الغرامات ديه وإلا هيشيل عداوة العيلة كلاتها هو وأبوه ***************** فى خلال وقت قصير تجمع كبار عائلة السمرى فى بهو منزل سعيد السمرى يتبادلون الأحاديث حول المشاكل الطارئة وأخر المستجدات فى قضية العقود والغرامات التى تؤرق بعضهم وتُنذر أخرين من إتخاذ نفس الخطوة كان أخر الحضور أحمد وفاروق السمرى اللذين دلفا إلى البهو جنباً إلى جنب شامخان كجبلين متلاحمين يطلان بهيبة مميزة بملابسهما الصعيدية التقليدية، ألقيا السلام على الحضور ثم اتخذا مكانهما على مقاعد مقابلة لعمهما وأبنائه رفع حمدى ذقنه بخيلاء يتأمل أبناء عمه بكبر ثم عدل بغطرسة من وضع شاله المزركش المستريح على كتفه الأيمن مقلداً بذلك ملابس أحمد السمرى الذى لم يلقى بالاً له من الأساس وإنما ثبت نظره على وجه عمه الذى تسائل بخبث بنبرة هادئة :- هو عدلى مش هيحضر الاجتماع معانا ولا إيه؟ رمقه فاروق بنظره حادة فكيف لعدلى السمرى كبير العائلة أن يتنازل بالحضور أمام سعيد الشقيق الأصغر له بينما أجاب أحمد بصوته الرخيم وبشكيمه قوية تؤكد على مكانة والده :- عدلى بيه داره مفتوح للچميع واللى يحب يجابله وياخد مشورته أهلاً وسهلاً به فى أى وجت تجمدت نظره سعيد على ملامح أحمد الهادئة الواثقة للحظات ثم تنحنح بخفة وحول نظره للرجال المتحلقين حوله وبابتسامة باردة قال مداهناً بمكر يحاول النيل من شقيقه الغائب :- الله يعطيه الصحة عدلى ... من حجه يستريح برضك شال هم العيلة لسنين طوال رمقه فاروق بعبوس ولكنه تحكم فى أعصابه كما أوصاه شقيقه الذى آمن خلف عمه بجدية صارمة مؤكداً على مكانة والده الذى سيظل كبير العائلة طيلة حياته :- آمين يا رب ... ويجدره على الشيلة ما بجى من عمره تدخل فاروق حتى يلج فى صلب الموضوع دون إبطاء وقال بجدية صارمة :- طلبت وچودنا اليوم يا عمى ... خير إن شاء الله دق سعيد بطرف عصاه على الأرضية الصلبة وأجلى صوته ثم قال بصوت واضح للجميع يهاجم فاروق بشكل مباشر :- كيف خير يا فاروج وأنت رافع جواضى على أهلك وناسك حرك فاروق كفه فى الهواء وقال ببرود يجارى عمه فى حديثه :- جواضى إيه لا سمح الله ... ربنا ما يچيب جواضى استفز برود فاروق حمية سعيد فهاجم مباشرة دون مواربة :- والإنذارات اللى وصلت من المحامى بتاعك ... اسمها إيه ديه ... مش جواضى بتچر فيها كبارات العيلة واصل فاروق حديثه بهدوء شديد مبرراً موقفه :- الإنذارات ديه لاچل ما أطالب بحجى ... ولا غرضكم أهمل حجى وأتحمل غرامات بالملايين لحالى بسبب فسخ العجود المفاجئ وفى الوجت الضيج ده ... المحاصيل هتتچمع فى خلال شهور أجول للمستوردين إيه ... الرچال رچعوا فى كلمتهم صاح حمدى بعصبية واضحة رافعاً سبابته فى الهواء يحاول مناطحة فاروق وينثر البنزين فوق النيران :- ألزم حديتك يا فاروج ... كيف تجول إكده على عمامك وأولاد عمامك ... ميصحش إكده رفع فاروق حاجبيه يتفحص وجه حمدى ببرود، بعد أن كان كظله ويدعى الصداقة بينهما ويحاول تقليده فى العمل الأن ظهر وجهه الحقيقى شخص حاقد، غيور، وبتحكم كبير فى انفعاله قال فاروق بصوت حازم وعينين يطلقان الشرر زاجراً :- مش أنت يا حمدى اللى هتعلمنى كيف أتحددت ... وبدل ما تهاجم بدون دليل جول للرچال على محاولاتك فى عمل صفجات مع مكاتب التصدير ... وجولهم كمان طلبوا عمولة كد إيه؟ زفر ناصر بقلة حيلة فها هو يرى فاروق ينتصر لنفسه وستنقلب الأية على والده الذى من المؤكد سيخرج خاسر من هذه المناظرة بينما تراجع حمدى فى مقعده يستند إلى ظهره بصمت وهو يحملق فى وجه فاروق بغل بينما واصل فاروق حديثه بثقة وهو يمرر نظره على وجوه رجال بعينها اللذين قاموا بفسخ العقود معه :- وأسألهم كُمان أنا أخدت منيهم إيه طول سنين شغلى معاهم ... ولا مليم دفعه واحد منيهم جصاد خدماتى وتمن محاصيلهم بتوصلهم كاملة على داير ميلم كل موسم وبالدولار كُمان قال حمدى بنزق يجادل فى الحق :- ما أنت كنت بتاخد من المستوردين الأچانب :- حجى ... تمن تعبى وأتصالاتى وسعيى فى عمل صفجات ناچحة ومربحة لكم ... ولو كنت بعمل كيف أى مصدر تانى كان لازمن أخد منكم ومنيهم كُمان ... ده شغل مفيهوش چمايل وضح فاروق بتعقل حاسم ثم أعاد بصره نحو الرجال الملتزمين بالصمت بخزى واستطرد بلوم :- ورغم إكده ده چزاتى ... يخسرونى بالشكل ده ومش بس جيمة الغرامة ... لاه ده أنا بخسر سمعتى والتزامى مع الشركات الأچنبية رفع سعيد حاجبه يتفحص فى وجوه أولاد شقيقه التى أكتسبت صلابة صخور الجبال وقال بنعومة ماكرة :- كنت روحت واتحددت معاهم يا فاروج ووصلتوا لحل بحج الدم اللى بيناتكم (أشار إلى صدره بغطرسة وأردف بتعالى) أو كنت لچأت لى وكنت حليت المشكلة ديه ... مش تدخل المحامى والمحاكم فى الموضوع إكده تنفس فاروق بقوة بتفحص عمه بابتسامة باهتة فهو السبب فى المشكلة من الساس فكيف يلجأ له لحلها ثم قال بصوت رزين :- ومين فيهم كلمنى ولا چيه يجولى مش رايدين نشتغل أمعاك وهنفسخ العجود كنت وضبت حالى مع الشركات ... لكن اللى حُصل إنى أتفاجئت باللى حُصل ... فين بجى حج الدم اللى بتتحدت عنيه يا عمى أطرق ناصر برأسه مؤيداً ضمنياً كل كلمة من حديث فاروق فهو تاجر ويعلم قوانين السوق جيداً وبالطبع ألتزم الصمت فلن يهاجم والده ولكنه أيضاً قرر عدم المشاركة فى هذه المهزلة قال أحد الرجال المعارضين من البداية لخطة سعيد وابن عمومتهم الحاج خليل :- أنا جولت الحديت ده من اللول يا سعيد ... التچارة لها أصول وديه شركات أچنبية يعنى بتطبج الجانون بحذافيره وكان واچب تبلغوا فاروج جبل ما تعملوا أى خطوة أسقط فى يد سعيد بعد أن أوضح فاروق الأمور بشكل لا يدع مجالاً للشك فى نزاهته لذا قرر الجوء لخطة بديلة وقال مداهناً بلين الحديث :- كل ده على راسنا من فوج ... لكن إحنا أهل وأولاد عموم أنا رأيى نمسك العصا من النص ... فاروج يشيل نص الغرامة والباجى يشيلها الرچالة والأمور تمشى على خير ونفضل أهل تدخل أحمد فى الحديث بعد أن ترك المجال لشقيقه فى الحديث حتى أوضح موقفه كما يرغب ثم قال بعقلانية ومنطق من يحكم بالعدل :- حج ربنا اللى غلط هو اللى يتحمل ... وفاروج ملتزم بالعجود طوال السنين اللى فاتت ومحدش أشتكى منيه ولا إيه؟ (صمت للحظات يمرر بصره على الحضور فى انتظار من ينفى أو يعترض على الحديث ثم أردف بنفس المنطق) فى الحالة ديه فاروج مش غلطان ... ده هو المتضرر الوحيد من اللى حُصل وكل اللى عمله أنه طالب حجه وبالجانون أطرقت الرؤوس بخزى صامت، لا يملك أياً منهم الدفاع عن موقفه حتى تكلم سعيد بفحيح ناعم يساوم لصالح أتباعه :- خليص يا رچالة حكاية وخلصت ... ورأيى دلوك البلد تتجسم نصين لاچل ما نحافظ على الود بيناتنا ... أنتوا تدفعوا النص وفاروج يتنازل عن باجى المبلغ ويا دار ما دخلك شر ظهر العبوس على وجوه الرجال المتضررين وبدأوا ينقلبوا على سعيد فقال أحدهم متذمراً يهاجم سعيد علناً :- كيف يعنى يا سعيد ... أحنا مشينا ورا حديتك ووعدتنا بأموال أكتر من عجدنا مع فاروج ودولوك چاى تجول أدفعوا الشرط الچزائى ... كيف يعنى!! تدخل أخر بحمائية ملتهبة صائحاً فى وجه سعيد :- مش بس إكده ومحاصيلنا مين اللى هيسوجها ويبيعها دلوك بعد ما فسخنا العجود ... هنتركها فى الطل لغاية ما تعفن ولا ياكولها الطير ... فين العجود الچديدة اللى جولت عليها يا سعيد بيه تبادل أحمد وفاروق نظرات موحية بسقوط عمهم فى مأزق، أما ناصر فأدرك الخسارة القادمة فأستند بمرفقه إلى مسند مقعده يمسح على ذقنه بتجهم تنحنح سعيد بحرج بعد أن هاجمه الرجال علناً وهزوا هيبته المزعومة، بل واتهامه صدقاً بإنه المحرك الرئيسى فى هذا المأزق وعليه أن يحله كما تسبب فيه، مال حمدى يهمس فى أذن والده ببعض الكلمات يحاول مساعدة والده والحفاظ على مقعد الزعامة ضرب سعيد بعصا والدة الموروثة فى الأرض ورفع رأسه بخيلاء وقال بثقة ليست بمحلها :- العجود موچودة وچاهزة ... لكن آآآ .. التچار طالبين نسبة بسيطة من الربح وحمدى ولدى هيحاول يساوم أمعاهم ويجلل النسبة ديه أكتر كُمان لوى أحد الرجال فمه متهكماً بشبة ضحكة ساخرة وقال برفض ساخر :- يعنى هندفع الشرط الچزائى وفوجيه نسبة للتچار اللى هتصدر المحصول كُمان ... وهيتفضل لينا ولعيالنا إيه!! صدر صوت معترض من رجل أخر يتحسر بصوت مسموع للجميع :- لو عدلى بيه كان إهنا دلوك ... كان حكم بالعدل واللى أتسبب فى المشكلة كان هو اللى شال الغرامة كلاتها لمحة انتصار ظهرت على ملامح أحمد وفاروق لوالديهما أما سعيد فاحتقنت مقلتيه بغضب عارم أمام هذا المديح فى حق شقيقه وتصغيره أمام الچميع وقد أدرك فشله فى إدارة الأمر وعليه إنقاذ مكانته سريعاً لذا قال بإندفاع أعمى وهو يرفع طرف عصاه فى وجه الرجل بامتعاض :- أنا الكبير دلوك وكلمتى هى اللى تمشى ... وأنا كدها وكدود وهدفع من مالى الخاص الشرط الچزائى ونفضها سيرة التفت ناصر نحو والده بعيون جاحظة رافضة ما يحدث أما حمدى فنفخ أوداجه ورفع رأسه بخيلاء ينظر للجميع بغرور يظن سفهاً إنه انتصر على فاروق ابن عمه الذى يكن له الحقد والبغض ****************** يتبـــــــــــع | ||||
|
| |
|
03-08-21, 09:51 PM
| #1433 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقترب موعد زفاف طه وجلال وقد انتهى بالفعل من تجهيز شقة الزوجية كما ترغب ياسمين التى ظهرت الفرحة والثقة بالنفس جلية على وجهها منذ استشعرت حب وتقدير طه لها وقبل موعد الزفاف بأسبوع قام جلال بعقد قرانه فى القرية التى تعيش بها خالته فى احتفال بسيط على أن يحتفل بالزفاف مع طه فى منزل عائلة البدرى ولذلك وصلت صفا زوجة جلال إلى منزل البدرى بصحبة والدتها للاستعداد لمراسم الزفاف دلفت صفا بصحبة والدتها وندى إلى المنزل بعد أن أقلهم جلال وتأخر قليلاً ليصف السيارة بمكانها، استقبلتهم أصيلة مع ياسمين وشمس بترحاب كبير وود واضح ناتج عن علاقة قديمة طيبة بين العائلتين ضمت أصيلة الفتاة الصغيرة الحجم إلى أحضانها بحنو وقالت تداعبها بود وهى تحتضن كتفيها :- هتنك زرزوره صغيرة إكده يا صفا ابتسمت الفتاة بحياء فطرى لون وجنتيها مع انحناءة من رأسها، كانت حقاً صغيرة الحجم، قصيرة، نحيفة تحمل ملامح بريئة كالأطفال يحيط وجهها الملائكى حجاب أبيض أضاء جبينها وبرز لون عينيها البنيتين ببريق السعادة جاء صوت مشاغب يدلف إلى المنزل بصحبة جلال وقال مؤكدا :- صح يا عمه أصيلة ... زرزوره بجد أنا أول ما شفتها قولت كده توقف يوسف بجوار زوجته ومال يسألها مازحاً بصوت مسموع :- مش زرزوره ديه اللي هيه عصفوره أومأت تجيبه بابتسامة رقيقة فرفع رأسه نحو صفا التى تتوسط الجميع وأشار بأصابعه فى الهواء يواصل حديثه :- بس هى زرزوره كنارى ملونة .. رقيقة أوى :- أحم أحم ... نحن هنا يا ابن عمى أنت هتتغزل فى مراتى وقدام عينيا كمان هتف بها جلال يمازح يوسف وهو يتقدم نحو صفا التى رفعت رأسها نحوه بمقلتين تنطقان بالعشق والهيام لف جلال ذراعه حول كتفى زوجته الصغيرة يحدد ملكيته ويمنحها أمانة، رفع يوسف نظراته نحو السقف وقال بنفاد صبر ممازحاً :- هلاقيها منك ولا من فاروق قبضت شمس على ذراع زوجها تحجم مزاحه حتى لا يسئ أحد فهم مزاحه البرئ بينما ضحكت أصيلة بلطافة ووضحت بنبرتها الواثقة موجه حديثها لوالدة صفا :- يوسف بيحب يهزر كتير ... أوعاكِ تجمصى (تزعلى) من مزاحه يا صفا جاوبت صفا وهى تقف بجوار جلال فى استكانة ورضا كامل، تشبك أصابعها بخجل أمام جسدها وقالت وهى ترفع نظراتها نحو جلال تستشف رأيه :- لاه .. كيف أجمص منيه ... چلال كلمنى كتير عنيه وأنا خابره أنه بيمزح رفع يوسف كفه وخبط على صدره بامتنان لها ولجلال، دعت أصيلة والدة صفا للجلوس فاتخذ الجميع أماكنهم ما عدا ياسمين وشمس اللتان تحركتا لنحو المطبخ لعمل واجب الضيافة تساءلت أصيلة بجدية وكرم :- وفين الحاچ .. ما چاش أمعاكم ليه؟ ... الدار كبيرة ما شاء الله ويساع من الحبايب ألف شكرت والده صفا أصيلة على حُسن ضيافتها وقالت بهدوء :- كتر خيرك يا أم الكرم كلاته .. إحنا جولنا ناچى أنا وصفا اللول .. لاچل ما ترتاح شوية جبل الزفاف ونوضب حاچتها وأبوها هياچى يوم الفرح إن شاء الله مع العيلة كلاتها تقدمت ياسمين وشمس يحملن الصوانى محملة بالعصائر والفاكهة ووضعتها أمامهم بينما أصيلة قالت بكرم :- يشرف ويأنس فى أى وجت ... الدار داركم وچناح الضيوف چاهز وكامل من مچاميعه تناول جلال ثمرة فاكهة وقدمها نحو صفا التى تجلس بهدوء وحياء شديد، التقطتها منه بخجل ومقلتيها تحدق فى وجهه بامتنان واحتفظت بها بين كفيها، انتبه جلال لحديث عمته فقال بجدية :- صفا هتبات فى جناحها من الليلة يا عمة (التفت نحو صفا التى تتأمل كل خلجاته بدقة وأردف لها بنعومة) وأى تغير تحبى تعمليه أو طلبات تحتاجيها قوليلى على طول وأنا هنفذها رمقته والدتها بامتنان بينما قالت صفا برقة ووجهها ينحنى أرضاً فى حياء فطرى :- كتر خيرك يا چلال ... أنا يعچبنى اللى يعچبك يا ابن خالتى ابتسم جلال فى وجهها بخفة ودون أن يشعر شردت مقلتيه بعيداً مع تنهيده حارة انطلقت من صدره دون أن يدرى تابعه يوسف بتركيز كبير ثم بدأ فى الحديث بصوت مرتفع بمازح جلال وعمته حتى يعيد جلال لأرض الواقع من جديد ******************* بعد وقت قصير من الحديث الودى وتناول واجب الضيافة صعدت صفا ووالدتها بصحبة ندى إلى الجناح الذى سيضم صفا وجلال بعد أيام قلائل، أصرت صفا على وجود جلال معهم حتى لا تدلف عشهما الصغير بدونه لأول مرة برومانسية فتاة حالمة وهو أطاعها بكل ترحاب وقضى معهم دقائق ثم تركهم على راحتهم وهبط إلى يوسف الذى ينتظره فى الحديقة ركز يوسف نظراته على ابن عمه وهو يقترب منه بملامح باردة لا تحمل أى تعبير حتى جلس بجواره فى صمت التزم به يوسف لدقيقتين ثم قال بجدية هادئة :- ما شاء الله صفا فعلاً إنسانة مميزة ... رقيقة ولطيفة أوى وعرفت كمان إنها حافظة للقرآن الكريم انتبه جلال إلى حديثه وهز رأسه بشرود مؤيداً :- أيوه .. صفا كانت فى مدارس أزهرية من صغرها ومعاها ثانوية أزهرية :- خسارة إنها مكملتش ... أنا عارف إنها فى سن ندى تقريباً أسند كفه على مسند مقعده وجاوبة بسلاسة :- أيوه فى سن ندى وأتربوا مع بعض فى بيت خالتى بعد ما والدتى أتوفت الله يرحمها ... بس صفا مش هينفع تكمل (قالها بتيه ثم انتبه يركز نظره على وجه يوسف مردفاً يتصنع الحماس) اتجوزت بقى ومش هينفع تكمل دراسة ... هتفضى نفسها ليا حدق يوسف فى وجهه بتمعن ثم قال بجدية :- وأنت نفسك مع مين!! .. قلبك مع مين!! أعاد جلال رأسه للخلف يتأمل زرقة السماء التى تذكره بمقلتى الحبيبة الغائبة ثم أرخى جفنيه للحظة،عاد بعدها يسلط نظره على ملامح يوسف الجادة موضحاً بهزيمة :- قلبى خلاص ... جرب وفشل ... قلبى كان يستحق واحدة زى صفا وأنت شايف هى بتحبنى إزاى إيماءة خفيفة من رأس يوسف وافقته الحديث رغم اندفاع لسانه معللاً :- ملاك مقدرش أقول عليها حاجة ... بس أنا عارف اللى فى قلبك ... صفا بالنسبة لك أخت زى ندى بالظبط ولو كنت فاكر أنك بجوازك منها بترد جميل لخالتك لأنها راعت أختك وهى صغيرة تبقى غلطان زفر يوسف بعمق وسيطر على اندفاع نبرته ليردف بنرة أهدأ :- أنا عارف أن كلامى ده مالوش لازمه دلوقت بعد ما بقت مراتك ... لكن صدقنى أنا خايف عليها من كسرة القلب زى ما خايف عليك أعتدل جلال فى جلسته ومال بجذعه ليتكأ بمرفقيه على الطاولة الموضوعة أمامه وبرر موقفه بتأثر كبير :- يوسف .. أنا يربطنى بصفا حاجات كتير يمكن مقدرش أقولك أنا أتجوزتها ليه بالظبط بس مش كل الناس بتتجوز عن حب ... كفاية تعرف إنى برتاح معاها ... طول عمرى برتاح لما بتكلم معاها بحس إنى بتكلم مع إنسان نقى وشفاف مش بتاع لف ودوران ... صفا الإنسانة الوحيدة اللى بتثبتلى أن الدنيا لسه بخير (زاغ بصره إلى نقطة فى الفراغ وانخفضت نبرته مردداً بضياع) وبرحيلها مش هيكون فى دنيا ****************** على بعد جبال وسهول ومحيطات وداخل غابة مطيرة كثيفة الأشجار يقبع منتجع صحى هادئ مكون من أكواخ خشبية كبيرة على أبعاد مناسبة من بعضها البعض لتوفر الخصوصية والهدوء لقاطنيها داخل أحد هذه الأكواخ الفخمة المكونة من طابق أرضى واسع للاستقبال يعلوه الطابق الأول المخصص لغرف النوم ويحتوى على شرفة كبيرة مطلة على منظر مبهر للغابة متعانقة الأشجار بدرجات من اللون الأخضر المريح للعين والأعصاب وعلى الشرفة كانت تجلس على مقعد خشبى ذو حشوات وثيرة مريحة أمام طاولة مستديرة خشبية تحملق فى شاشة الحاسوب الألى بعدم اهتمام تراجعت بظهرها تتكأ إلى مسند مقعدها وسحبت نفس طويل أخرجته ببطء وعينيها تتجولان فى المنظر الخلاب أمامها ثم نهضت بتكاسل واقتربت من الحاجز الخشبى للشرفة واتكأت عليه بكفيها وحدقتيها الزرقاء تسبح فى خضار الأشجار طأطأت رأسها قليلاً فانحدر شعرها الذى أصبح قصير للغاية يخفى عينيها، بعد أن غيرت مظهره بقصة شعر تشبه شعر الصبية، قصير للغاية من الخلف فيظهر عنقها الطويل بالكامل ومصفف من الأمام على جانب واحد بفرق يقسمه إلى قسمين ويلقى بأغلب خصلاته ناحيه اليمين فمنحها مظهر جرئ ومنطلق وأكتمل مظهرها العصرى ببنطال من الجينز الأزرق الغامق وقميص كتانى أبيض اللون فصارت تنافس عارضات الأزياء بجسدها الطويل الذى أزداد نحافة ورشاقة من خلفها ظهر والدها على باب الشرفة المنزلق ووقف يتأملها بتعاطف لدقائق لم تشعر خلالها بوجوده ثم خطى نحوها بتمهل ورفع كفيه يضم ذراعيها من الخلف قائلاً بنبرة هادئة :- بتفكرى فى إيه؟ لوت رأسها نحوه تطالعه بجمود من المفاجأة ثم ما لبثت أن تصنعت المرح وقال تعاتبه :- أعمل إيه يا بابى ... ما حضرتك اختفيت وسبتنى هنا لوحدى حرر ذراعيها ووقف بجوارها يطل على المشهد المريح وبرر قائلاً :- لقيتك بتذاكرى قولت أسيبك تركزى وأنزل البلد أجيب شوية طلبات هنحتاجها للغدا ... وعملت كام اتصال كمان كنت متأخر فيهم من زمان أنتِ عارفة الشبكة هنا ضعيفة أوى التفتت نحوه بكامل جسدها وتساءلت بترقب :- اتصال مع مين يا بابى؟ سلط عينيه على حدقتيها التى تنتظر أجابته بفضول كبير وقال ببساطة :- عمك عدلى اتسعت حدقتيها الزرقاء وزادت أنفاسها سرعة منذره باقتراب نوبة بكاء قادمة، التفتت تنظر من الشرفة ورفعت ظاهر كفها فوق شفتيها تتمالك أعصابها وتكتم أنات حزنها وبكائها وبعد هنيهة من الوقت تحكمت فى أعصابها قليلاً وسألت بفضول يائس دون أن تواجه عينيه :- لسه المشاكل مستمرة ... مش كده؟؟ :- لأ التفتت نحوه بصدمة تتفحص الصدق فى عينيه ونبرته وهو يضيف بسلاسة :- عدلى بيقول أن كل شئ اتصلح ... ساب السلطة لسعيد عشان يهدى ويرتاح ... وعقد صلح مع .. (صمت لبرهة يستشف رد فعلها ويتأمل ترقب نظراتها) صلح مع عيلة البدرى شهقت ذاهلة ثم رفعت كفيها تكتم فمها وتحاول السيطرة على انفعالها، ازدردت ريقها بصعوبة وتساءلت من جديد تستبين الحقائق حتى تتأكد من صحة الخبر :- يعنى أمل رجعت البيت؟؟ :- أمل رجعت لجوزها وولادها وكل الأمور اتصلحت ... والسلام عم بين الأسرتين قالها بنبرة ذات مغزى، دفعتها لتقفز فى مكانها فتطايرت خصلاتها القصيرة الناعمة معها وحاوطت كفيها ذراعيه تتشبث به برجاء ضمنى ثم هتفت بتلهف :- يعنى هنرجع مصر يا بابى؟ ضم وجهها الجميل بين راحتيه الحانية وهو يحدق فى عينيها التى امتزجت بهما السعادة بالحزن وقال بجدية مهتماً بمستقبلها :- مش قبل ما تاخدى الماستر بتاعك .. ما تنسيش إنك وعدتى مامى بكده تجعد جبينها تأثراً حين ذكر اسم والدتها المتوفية حديثاً وتدفقت الدموع إلى مقلتيها مع إيماءة قوية من رأسها مؤكده على الوفاء بالوعد، ضمها والدها إلى صدره بحنو يمسد على ظهرها برفق حتى تهدأ نوبة بكائها قليلاً رددت بعد دقائق داخل صدره بجفون مغلقة وأنفاس مشتاقة وصوت هامس :- برتقان أفندى ابتعد والدها بجذعه قليلاً يطالعها بتعجب بعد أن تسللت كلمتها إلى أذنه فتساءل باستغراب :- برتقان!! ... أنتِ نفسك فى برتقان يا حبيبتى أنزل أجبلك حالاً هزت رأسها يمنه ويسره تزم شفتيها بابتسامة ممزوجة بالدموع وقالت بحنين :- لأ يا بابى ... عاوزه برتقان مصرى أصيل مقطوف من على شجر أخضر غارز جذوره فى أرض بلدنا *************** قــــراءة ممتـــــعة | ||||
|
| |
|
03-08-21, 10:43 PM
| #1434 | |||||||||||
| نجم روايتي  
| مش عارفة ألوم جلال و لا ألتمس العذر له و فى الحالتين صفا البريئة هى الضحية . فرحت فى سعيد و لسه يا ما حيشوف هو و حمدى . فصل جميل يا إيمان سلم قلمك حبيبتى | |||||||||||
|
| |
|
03-08-21, 10:53 PM
| #1435 | |||||||||||
| نجم روايتي 
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 19 والزوار 22)  موضى و راكان, نوره ام عبدالمجيد, Moon roro, amana 98, فالنسيا, زهرورة, Modi11, المسك الطيب, همس البدر, دموع عذراء, Maryam Tamim+, apoaya, wafaa hk, دانه عبد, سوووما العسولة, سما صافية, yasser20, نجمة القطب, هالة الذكرى :a555: صعبان عليا صفا جدا لأن جلال أبدا لن يقاوم برتقالة هانم لم ترجع فصل خفيف و لطيف و فرحانة فى سعيد و حمدى و كسفتهم امام أفراد العائلة تسلمى يا جميلة و ربنا يهدى الحر علينا | |||||||||||
|
| |
|
03-08-21, 11:00 PM
| #1436 | |||||||||||
| مصممة في قسم وحي الاعضاء 
| اخيرا سعيد راح يخسر .. هو فاكر خسارته مكسب لكن بالحقيقة هو فقد مصداقيه قدام فاروق .. حمدي اهوج ومتسرع وراح يعجل من خسارة ابوه بينما ناصر ابن سوق وفاهم ان الغلط عليهم وعدم دفاعه او مشاركته في الحديث هو كوقفة تضامنية مع فاروق وأحمد.. من هسة قلبي وجعني على صفا يا ايمي لو رجعت لينا للبلد 😢 تسلم ايدك حبيبتي | |||||||||||
|
| |
|
03-08-21, 11:00 PM
| #1437 | |||||||||||
| مصممة في قسم وحي الاعضاء
| Maryam Tamim, عبير سعد ام احمد, موضى و راكان+, نوره ام عبدالمجيد, Moon roro, amana 98, فالنسيا, Modi11, المسك الطيب, apoaya, wafaa hk, سوووما العسولة, سما صافية, yasser20, نجمة القطب | |||||||||||
|
| |
|
04-08-21, 12:10 AM
| #1439 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 14 والزوار 26) سما صافية, Rima08, بلانش, الصلاة نور, Mat, اللؤلؤة الوردية, asaraaa, Wafaa elmasry, Berro_87, Emmi hssain, ملكه باخلاقي, سويلم سويلم, سيفينا, عبير سعد ام احمد | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
4154Likes
.png)
.png)
العرض العادي
