آخر 10 مشاركات
رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          298 - هروب إلي النسيان - مارغريت واي (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-21, 10:19 PM   #1521

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


منــــــــــــورين جميعـــــــــــاً غالياتى
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 10:21 PM   #1522

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع والثلاثون
*************


هبطت درجات سلم الجامعة بحماس وفرحة نهاية أخر اختبار، أخيراً انتهت من عناء المذاكرة وتوتر الاختبارات وبداخلها إحساس متفائل بنجاح باهر ينتظرها قريبا
فى نهاية الدرج وجدت كريم يقف بين بعض الطلاب يتحدث إليهم بجدية، مرت بجانبهم فى هدوء ووقفت أمام مبنى الكلية واتصلت بالسائق ليقلها إلى منزلها فلقد انتهت فرح من اختباراتها وأصبحت تحضر بمفردها إلى الجامعة
قبل أن تضع هاتفها المحمول داخل حقيبتها وتتحرك إلى خارج الجامعة كانت رنات الهاتف تتعالى، نظرت إلى الشاشة لتتسع ابتسامتها بحب حين رأت اسم المتصل ثم رفعت الهاتف إلى إذنها :- العريس فاكرنى وهو فى شهر العسل
قهقه ضاحكاً رغم نبرة صوته التى تصنعت العتاب :- وأنا من أمتى نسيتك يا أول حب فى حياتى ... وقبل كلامك اللى أنا عارفة كويس طمنينى الأول عملتى إيه فى الامتحان؟
هزت رأسها كأنها تراه أمامها وقالت بتفاخر :- جيد جداً على أقل تقدير ما تقلقش على أختك .. المهم طمنى أنت عامل إيه فى شهر العسل؟
حرك رأسه نحو صفا التى تقف بشرفة غرفتهم الفندقية تتأمل البحر الشاسع بفرحة واسترخاء وقال بهدوء :- إحنا كويسين أوى ... صفا مبهورة بالبحر ووقعت فى غرامه
ابتسمت ندى بود قائلة :- ما هى أول مرة تسافر وتشوف البحر ... يا بختكم كان لازم تتجوزوا قبل الامتحانات على طول كده
تحرك من الغرفة إلى داخل الشرفة وتوقف بجوار صفا التى استقبلته بابتسامة حب كعادتها، فرد ذراعه على كتفيها مواصلاً حديثه بحماس :- اركبى أول قطر حالاً وأنا هستناكى فى المحطة
أدركت صفا من محدثة فهتفت بلهفة :- يا ريت يا چلال
ضم كتفيها إليه أكثر بحنو وقال لشقيقته :- سمعتى أهيه بنت خالتك عاوزاكى معاها
هزت كتفها برفض قائلة عبر الهاتف
:- لا يا عم أنت عاوزنى أبقى عزول ولا إيه ... مرة تانية نسافر كلنا إن شاء الله
لمحة تيه مرت على عقله وهو يستمع لحديث شقيقته فربما لا يتكرر سفرهم سوياً مرة أخرى، انتبه لنفسه وهى تردف :- سلم لى على صفا ونتكلم بالليل إن شاء الله ... مع السلامة يا حبيبى
ودعها جلال، أغلقت الخط لتجفل حين وجدت صوت يصدح من خلفها بخشونة :- أنتِ منتظره حد يا آنسة؟
التفتت نحو محدثها عاقد الحاجبين عبوس الوجه على غير عادته معها وقالت بهدوء متعجبة :- منتظره السواق
ضحك ساخراً واضعاً يده فى جيب بنطاله وتهكم قائلاً :- هو السواق اسمه حبيبى الأيام ديه ... إحنا فى كلية يا آنسة وميصحش الآآآآآ
جحظت مقلتيه دهشة من تلميحاته المسيئة وهبت بحمية ونبرة جادة حازمة تهتف فى وجهه :- منتظره السواق لكن كنت بكلم أخويا فى التليفون ... وفى كل الأحوال أمرى ما يخصش حضرتك يا دكتور ... بعد إذنك
تركته ممتقع الوجه مذهولاً من ردة فعلها غير المتوقعة بالنسبة له، توقع أن يحرجها ويوبخها لكنها أوقفته بحزم وقوة عند حده
خرجت بخطوات مسرعة من بوابة الجامعة ووقفت فى انتظار السائق بانفعال وتأثر واضحين، تستعيد كلمات فرح وياسمين ونصائحهم لها حول علاقتها بكريم يبدو أن كلامهما صحيح وعليها الابتعاد عنه ووضع حدود بينها وبينه فهو فى كل الأحوال لم يُظهر نواياه نحوها حتى الأن
فى الجهة المقابلة من الشارع كان هناك زوج من العيون تراقبها بلهفة واشتياق، تسارعت أنفاسه فى صدره وخفق قلبه بصخب ووجع يقهره، ليته يستطيع الاقتراب ولكن لا يحق له عليه أن يلتزم بالعهد الذى قطعه على نفسه لن يعود إلا بعد أن ينجح فى مسعاه ويكون جديراً بقطر الندى
لكن الشوق يهلكه ولا يقوى على البعاد فقرر أن يكتفى بنظره ولو عن بعد تروى جفاف قلبه المتهشم
أخترق كريم بوابات الجامعة بخطى مسرعة ووقف أمام ندى بوجه لين الملامح وبنبرة اعتذار واضحة :- ندى ... سامحينى يظهر إنى فهمت غلط واتجاوزت حدودى ... بس أنا متوقع لكِ مستقبل باهر ومش حابب حاجة تشغلك
لم تلتفت نحوه حتى انهى كلماته المبطنة بالأسف وزفرت بضيق لتجيب باقتضاب :- حصل خير يا دكتور
أخفض رأسه قليلاً يرمقها بخضار عينيه بنظره راجية مردداً
:- شكلك لسه زعلانة ... طب أصالحك إزاى؟؟
لم تجيب عليه وهو مسلط مقلتيه داخل عسل عينيها بتفكر ثم فرد ظهره ورفع حاجبه الأيسر وقال يساومها :- طب إيه رأيك هقولك خبر حلو ... وتنسى اللى حصل من شوية
رفعت رأسها نحوه فى تيه، مختلطة المشاعر، تفكر فى كلماته وتحاول سبر أغوار مشاعره الغامضة، بإيماءة بسيطة من رأسها وافقت على عرضه
تقدم خطوة واحدة نحوها ووضع يده فى جيبى بنطاله قائلاً بثقة :- أنتِ تقديرك امتياز فى بحث الدكتور عبد القادر والدكتور محمد
تهللت أساريرها فرحاً واندفعت تستوضح بلهفة :- بجد ... حقيقى الكلام ده
هز رأسه بخيلاء يحدق فى وجهها من عيلائه وقال بغرور يتميز به
:- حقيقى طبعاً ... أنتِ نسيتى أنى أنا المعيد المسئول معاهم ولا إيه
هزت رأسها غير مصدقة وقالت ممتنة :- متشكرة أوى ... أنت بجد فرحتنى أوى يا دكتور كريم
لانت ملامحه وانخفض صوته قائلاً بتغزل :- أنا عاوزك على طول فرحانة
ازدردت ريقها خجلاً وتوردت وجنتيها مشيحة بوجهها بعيداً عن مجاله ليصبح وجهها المتوهج فى مواجهة جاد المختفى فى الجهة المقابلة والذى يتمزق حلمه أمام عينيه وقد استشعر الألفة بينهما خاصة مع سمات الخجل التى تظهر على قسمات وجه ندى
وصل السائق بالسيارة فاستأذنت منه برقة ولكنه رافقها وفتح لها باب السيارة وقبل أن تدلف إلى الداخل قال برقة
:- اتفقنا تنسى اللى حصل من شوية ... وأوعدك إنى هكون أول واحد يبشرك بالنجاح
اومأت بابتسامة جذابة ثم ودعته ودلفت للسيارة التى تحركت بها مباشرة وهو يقف يتابع ابتعاد السيارة كما يتابعها قلب جاد البائس

*****************

فى بهو منزله يجلس أحمد وبجواره نوارة ويقف أمامة بناته الكبار بترقب بعد أن طلبهم خصيصاً لمقابلته بعد عودته من الخارج، جلست نجوى بالقرب حاملة فجر فى حجرها وعينيها تتفحص جلسة نوارة الملتصقة بوالدها وزجرتها ناهية بخشونة :- أجعمزى زين يا بت أنتِ ... بلاش الچلع الماسخ ده
تجهم وجه نوارة وأصابها الحرج وبدأت فى الابتعاد عن والدها مطأطأة الرأس ولكنه منعها من الابتعاد عنه وطوقها بذراعه قائلاً بحنان وهو يرفع رأسها للأعلى بأنامله :- أجعدى براحتك يا نوارة چار أبوكِ
ألقى نظرة متحدية نحو زوجته التى قابلتها برفض لدلالة الزائد فى البنات كما تعتقد، حول نظرة نحو الفتيات الماثلات أمامه بتوجس فقد أقترب الإعلان عن نتائج الاختبارات النهائية وهن فى ترقب وتوجس من رد فعل والدهم إن فشلن في الاختبارات
بدل أحمد نظره بين ملامحهن القلقة ثم دس كفه فى شق جلبابه ليتناول من جيبه الداخلى عدة أوراق أخرجها وفضها أمامهن ثم رفع عينيه يتأملهن بابتسامة خفيفة وقال برضا
:- مبارك يا بنات ... النتيچة ظهرت
تهللت أسارير الفتيات وتنفسن الصعداء أخيراً، تشابكت أيديهن بفرحة وهن ينظرن إلى بعضهن البعض بينما والدهم ينظر فى الأوراق بين يديه وأضاف بنبرة عادية :- صحيح الدرچات مش أد إكده وخصوصى أنتِ يا سلمى يا دوب درچات النچاح وكُمان أخدتى درچتين رأفة فى مادة منيهم لاچل ما توصلى لدرچة النچاح ... بس أنا جابل السنة ديه والسنة الچاية هيكون مستواكم أحسن ... مش إكده؟
احتوائهم بنظرة تجمع بين الحزم والحنان وهن يحركن رؤوسهن طاعة بخجل، تنهد بخفة وداخل قلبه أمل لإصلاحهن وإعدادهن لمواجهة الحياة متسلحين بالعلم، يكفى فشله فى زيجته فلن يسمح لبناته أن يحيوا حياة بائسة كحياته
تنهد بتأزم ورمق زوجته بنظرة تعنيف فهى من أفسدت عقول الفتيات فى غفلة منه، كان لا يجب أن يثق فى تربيتها للفتيات فهو أعلم بطريقة تفكيرها ولكنه أعتقد إنها ستكون الأقرب إليهن
عاد يواجه بناته بلين وقال مشجعاً :- هاه هتطلبوا إيه هدية النچاح ... أطلبى أنتِ يا سلمى اللول
ارتفع حاجبى سلمى دهشة ووضعت يدها فوق صدرها تتأكد مما سمعت مرددة بتوهان :- أنا أختار يا أبوى!!
لم يخفى عليه التوائه فم زوجته الممتعضة ولكنه تجاهل وجودها تماماً، قطعت نوارة تأمله لكبرى بناته وهى تضع كفها الصغير على ساعده وقالت بطفولية بريئة تذكره بهدية نجاحها :- أنا نچحت جبلهم يا أبوى ... وبدى هدية كُمان
ضم كتفيها إلى حضنه وقال بنبرة أبوية حنونة :- كلاتكم نچحتوا يا نوارة ومن حجكم (حقكم) هدايا ... والكبيرة تختار اللول
ابتسمت سلمى بسعادة وفخر فى وجه والدها الذى يعزز مكانتها ويمنحها الثقة وقالت بتلعثم وهى تتقدم خطوة نحوه مطالبة بحرج :- ممكن ننزل المحافظة ونختار بنفسنا يا أبوى
ابتسم فى وجوههن خاصة مع تلك النظرة المشرقة التى يراها فى مقلتى سلمى ربما لأول مرة ثم حول بصره نحو سندس التى ابتسمت له بترقب فى انتظار إجابته
إيماءة خفيفة من رأسه مع ارتخاء جفنيه منحهم الإجابة من خلالها فالتفتت الفتيات لبعضهن وتشابكت أيديهن ابتهاجاً وفرحة
بطرف عينه حدج زوجته التى تحركت التوائه فمها إلى الجهة الأخرى من فمها مستاءة من دلاله لفتياته، فيجب معاملة الفتيات بالشدة والصرامة كما تربت هى حتى يخضعن ويطعن دون مناقشة
اتسعت عينيها اعتراضاً ورفض حين وجدت سندس تتقدم من والدها وتقف بمحاذاة شقيقتها تتساءل بتلهف وفرحة :- وميتا هنروح يا أبوى؟
ربت أحمد على ظهر نوارة لتشارك شقيقاتها الاختيار وقال بسلاسة
:- تحبوا ميتا؟ حددوا يوم وأنا هكون أمعاكم
تفاجأت الفتيات من كلام والدهم فعادة يقومون بشراء متطلباتهم مع والدتهم ويقوم السائق بتوصيلهم
اقترحت نوارة وهى تنظر نحو شقيقاتها بتوجس وكأنها تستطلع رأيهن :- بكره يا أبوى؟؟
قهقه أحمد وقرص وجنتها المكتنزة مداعباً :- على طول إكده يا ست نوارة (تبسمت نوارة فى وجهه بخجل فقبل وجنتها ثم نظر نحو بناته الأخريات وقال بنبرة تشبه السؤال) نخليها بعد بكره أكون وضبت حالى فى المزرعة
أومأت الفتيات بقبول ففتح ذراعه نحوهما ليتقدما منه، تقدمت سندس ومالت على رأسه تقبله ولكنه ضم جسدها بحنان إليه فبادلته الاحتضان وقبلت كتفه ثم تراجعت ونظرات حب تطل من مقلتيها نحوه، لقد تبدلت نظرتهن إلى والدهم خاصة بعد أن منحهم الكثير من الوقت والاهتمام
تبعتها سلمى وفعلت مثلها وحين شدد أحمد من احتضانها تشبثت به بكلتا يديها فقد وجدت حنان لم تحظى به من والدتها التى تعاملهن بقسوة وعدم اهتمام كما إنها تصور والدهم فى عيونهن بالوحش الذى يجب أن يطاع بلا قيد أو شرط، قبلت كتفه ووجنته ثم رفعت رأسها وقالت بامتنان :- كتر خيرك يا أبوى ... ربنا ما يحرمنا منيك واصل
مسح على وجنتها الناعمة وقال بهدوء مهادناً :- فاضلك سنة كُمان وتدخلى على تالتة ثانوى ... بدى مستواكِ يتحسن وترفعى راسى
أومأت مؤكدة بوجه بشوش :- إن شاء الله يا أبوى ... السنة الچاية هذاكر أكتر
عضت نجوى شفتيها غيظاً وشددت قبضتها دون أن تشعر على ابنتها الصغرى التى تلعب فى حجرها بدمية وبرية صغيرة، تألمت الفتاة الصغيرة من قبضة والدتها وبدأت فى التذمر والتململ
ربتت نجوى على ظهرالفتاة بعصبية تهدئها دون اهتمام وعينيها تتابع أحمد والبنات ثم قالت حين توقف عن الحديث :- ما دام هتنزل مع البنتة المحافظة ... أروح أنا بجى أزور خايتى
رمقها بغتة بنظرة غامضة وشبح بسمة ساخرة تعتلى فمه جعلتها تجفل فى جلستها، هزت ساقها بعصبية مع حركة يدها الرتيبة تطبطب على ظهر الفتاة المتبرمة بين يديها والتى شرعت فى البكاء
لم يحيد بعينيه عن وجهها فلقد كان فى انتظار هذا الطلب منها ليتأكد من سعيها فى مخططها مع والدتها وقال موجهاً حديثه لابنته
:- سلمى ... خدى فچر من يد أمايتك لاعبيها وديرى بالك عليها يا ست أبوكِ
نفذت سلمى الأمر مباشرة وانحنت تلتقط شقيقتها الصغرى من بين ذراعى والدتها تمسد على ظهر الصغيرة برفق وهى تستمع لأوامر والدها :- يلا اطلعوا أوضتكم يا بنات ... هملونى اتحدت مع أمكم شوى
نفذت الفتيات كلامه بطاعة وانسحبوا بهدوء بينما زاد توتر نجوى التى شبكت أصابعها تضغط عليهم بعصبية وتوجس من نظرات أحمد الغامضة

**************

يتبــــــــــــــــــع




سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 10:22 PM   #1523

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


أخرج سجائره وأشعل واحدة ببرود شديد رفع من نسبة توترها وهى ترتب الحديث فى رأسها حتى لا تُخطئ أمامه وينكشف أمرها، جلس مستنداً إلى ظهر الأريكة بأريحية يتفحص وجهها المتشنج وتقبض كفيها
نفث دخان سيجارته فى الهواء وقال بهدوء ينذر ببداية العاصفة :- غرضك تزورى خايتك ... وماله حجك يا نچوى
واصل غموضه مضيفاً ومقلتيه تتفحصها بتمعن :- أنتِ إكده اختارتى طريجك
أطبقت على شفتيها بقوة غير مستوعبة لحديثه وسألت بتعجب :- طريج إيه يا أحمد .. أنا بجالى زمن ما نضرت خايتى وآآآ
قاطع حديثها وكأنه لم يسمعها من الأساس مواصلاً حديثه :- أنتِ حرة فى حياتك وصحتك
تشنجت أوصال نجوى بعدم فهم ولكنها تتوجس خيفة من حديثه الغامض، تأملته بدقة تحاول فهم ما يقول بينما سحب نفس طويل من سيجارته المشتعلة كالنيران التى تتأجج داخل أوصاله ندماً وألماً على عمر مضى مع زوجة مثلها لا تصلح لشئ ظناً منه إنه يحافظ على استقرار بيته، والحالة النفسية لبناته
عاد ينفث الدخان من أنفه كالتنين المحترق داخلياً وتسائل بسخرية وهو يضغط على حروف كلماتة بنبرة ذات معنى :- المهم كيف بعد ما تعملى اللى بدك إياه حدا خايتك ... كنتى هتحملى كيف وإحنا عايشين فى نفس الدار ونفس السرير أغراب
جحظت عينيها وتحولت لتمثال من حجر يمثل الذهول والدهشة ومقلتيها مسلطة على وجهه بتسائل "كيف عرف؟"
تغضنت ملامحه وطلت من مقلتيه نظره اشمئزاز، ألقى ما تبقى من السيجارة بمنفضة السجائر مشتعل وعلى حين غرة كان يخيم فوق رأسها، قيد حركتها بذراعيه التى استندت على مساند المقعد، يميل بجسده عليها بنظره مشتعلة النيران وصوت مكتوم محمل بالمرارة والأسى
:- كيف هتچبرينى أعاشرك لاچل ما تحملى من ورايا للمرة التانية ... كيف هتعيشى معايا تحت سجف واحد بعد قسمى ما يقع عليكِ وتبجى طالج منى ... كيف هتبصى فى وشى وتجوليلى حملت من غير جصد وأنتِ كدابة ومخادعة
التصقت بظهر المقعد حتى كادت تخترقه، مرتجفة الأوصال، هاربة الأنفاس فى حضرته الطاغية، هى استغلت حلمه عليها ولكن "أتقى شر الحليم إذا غضب"
قضمت شفتها حتى أدمتها عاجزة عن الإجابة أو المواجهة، انتصب ظهره ليقف أمامها شامخ كالجبل مردفاً بتحسر على سنين عمره الضائعة :- كيف الراچل ميجدرش يأتمن مراته على نطفته ... كيف تطعنى چوزك بالكدب والخداع يا بت الأصول ... يا بت الخالة
حاولت ابتلاع الأشواك التى نبتت فى حلقها وقالت بصوت مرتاع مهزوز :- جولت لك كتير جبل سابج ورفضت ... وأنا بدى
طغى صوته المهيب على حروفها مجلجلاً :- بدك إيه!! ... بدك إيه ... أنتِ حرمة أنانية ميهمكيش غير مزاچك وطلباتك ... لا عرفتى تكونى زوچة تحافظ على زوچها ولا عرفتى تكونى أم تراعى عيالها
تعالت أنفاسها المتوترة، تتلاحق لاهثة فزعاً من رد فعله، وقف ينظر إليها من عليائه وهى منكمشة على نفسها فى مكانها وقال باقتضاب :- من اليوم ملكيش صالح بالبنات ولا تعليمهم وإياكِ تتحدتى أمعاهم عن چواز ولا غيره ... غرضك تخلفى ... تُمام بس أنتِ المسئولة عن صحتك واللى ممكن يچرالك وما ترچعيش تجولى أحمد السبب ... هتكون أخر مرة تخلفى فيها سواء چه واد ولا بت ... لأنك هتعيشى فى الدار ديه تاكلى وتشربى وتخدمى بناتك وبس
تنفس بقوة وأخرج نفس طويل يحاول السيطرة على أعصابة، تركها خلفه على مقعدها واتجه نحو النافذة القريبة يمد بصره من خلالها مستطرداً بنبرة أهدأ نسبياً :- أما حياتى ... فأنا حر بها وأعمل كيف ما يحلالى وجت ما يحلالى ومش من حجك تعترضى أو تتحدتى حتى بكلمة
بغشاوة مسيطرة على عقلها وقلبها لم تستوعب حديثه ولا تلميحه للزواج بغيرها متى أراد وإنما فهمت ما تبغى فقط، نهضت من مكانها ووقفت خلفه تستوثق من كلامه بتشكك :- يعنى أروح للداكتورة واستعد للحمل .. أروح يا أحمد!!
أرخى جفنيه قانطاً من هذه المرأة منعدمة المشاعر وزفر نفس طويل محبط ولم يجيب عليها ولكنها فهمت صمته إجابة لذا استغلت الفرصة سريعاً مردفة :- هكلم أمايتى وأخبرها نروح للداكتورة بكره
هرولت تلتقط هاتفها المحمول وتشرع فى محادثة والدتها أما هو فأدار رأسه يلمحها من فوق كتفه بنفور

*****************

أغلق باب شقته خلفه وصدع صوته بتلهف يُعلن عن وجوده :- سلامو عليكم
جاء صوتها ممتزج بطعم السعادة من الداخل أثناء اقترابها :- وعليكم السلام ... حمدلله بالسلامة
ظهرت فى الحال أمامه وسط صالة المنزل بعباءة منزلية رقيقة وشعرها معقوص خلف ظهرها فى شكل ديل حصان، ركز مقلتاه على وجهها توقاً للوصال وقال بصوت عميق وحرارة :- يا ما كان نفسى أضمك لحضنى يا ست البنات ... لكن اليوم كان صعب وطول النهار بين البهايم لما ريحتى بجت كيفهم
ضحكت ياسمين بمرح على تعبيراته العفوية واقتربت منه بأريحية تشعر بها معه فقط برغم طبيعتها المتزمتة نسبياً، وضعت كفيها فوق كتفيه ومطت جسدها قليلاً لتصل إلى وجنته الحليقة وطبعت قبلة ناعمة رقيقة على خديه
أرخى جفنيه هياماً وعشقاً وهتف بحرقة :- يا بووووى ... كن الواحد دخل الچنة وجابل حور العين
فتح جفنيه يتأمل حسنها وبهاء طلتها وأضاف برقة :- ربنا يچبر بخاطرك يا ست العرايس
ابتسمت برقة فى وجهه وقالت بدلال رقيق :- وهفضل عروسة لميتا يا طه ... بجالنا سبوعين متچوزين
قرب بين حاجبيه بحمية ولوح كفه فى الهواء مؤكداً :- هتنك عروسة وست البنات طوالى ... ولو شعرك شاب وبجى عنديك عشرين حفيد كُمان
امتقع وجهها بغتة حين ذكر الأحفاد أى أحفاد يقصد وهى غير قادرة على الانجاب، طأطأت رأسها خزياً بينما بدأ طه فى فك أزار قميصه على عجل قائلاً :- هتسبح وأعاود حالاً يا ست البنات
مال يلثم خدها برقة وتحرك مسرعاً للداخل، استفاقت من جمودها وقالت بصوت ضعيف :- هحضر الوكل لغاية ما تتسبح
جرجرت أقدامها نحو المطبخ متحسرة، لم تتخيل أن يتم فتح موضوع الانجاب بهذه السرعة ومن طه من وعدها بالصبر، فى مخيلتها اعتقدت أن تتذمر والدته بعد عدة أشهر وتفتح موضوع الإنجاب ولكن يبدو أن الحياة تبخل عليها بالفرح حتى بعد أن وجدت العوض بين يديه واستشعرت دفء قلبه وحنانه
دقائق وكان ينضم إليها فى المطبخ بجلبابه المنزلى المريح، أدارها بين ذراعيه وضمها إلى صدره هامساً بشغف :- أسلم بجى السلام المظبوط
تبسمت فى تيه بوجهه واستسلمت لضمته باحتياج وهو يشدد من ضمها إلى صدره وينثر قبلاته على وجهها حتى أكتملت قبلته بشفتيها المُسكرتين
ابتعد قليلاً عنها بعد لحظات هامساً :- يا بركة دعاكِ يا أمه ... أنتِ كيف حلوة إكده يا ست البنات
حاولت التغلب على حالتها المشتتة وقالت بخفوت وهى تتملص من بين يديه :- بكفياك چلع يا طه الوكل على النار ... هملنى أغرف فى الصحون
هز رأسه بقبول فهو حقاً جائع ولم يتناول أى طعام منذ غادرها فى الصباح ... قال ببساطة :- وماله يا ست العرايس ... وأنا أها چارك أساعدك كيف ... أنتِ تؤمرى وأنا أنفذ
انشغلت فى غرف الأطباق وقالت دون الالتفات له :- كتر خيرك يا طه أرتاح أنت ... لساك معاود من الشغل وتلاجيك تعبان
خبط على صدره بقبضته بقوة يستعرض قوته مازحاً :- تعبان كيف چوزك شديد جوى (مد كفه يضغط على كتفها برفق مردفاً بحنان) أنا راحتى فى جربك ومساعدتك وما تخفيش يا ستى أنا عشت سنين فى الغربة وكنت بخدم نفسى بنفسى ... تحبى أعملك السلطة ولا أعملك إيه اؤمرى بس
لم تستطع أن تقاوم حنانه ودفئه، ترقرت دمعة فى عينيها حاولت السيطرة عليها وقالت وهى تخفى نظراتها عنه :- تُمام ... يبجى تحضر السفرة وتنجل الصحون على التربيزة يا دكتور
ضم كتفيها من الخلف وقبل أعلى رأسها :- بس إكده ... أعتبريه حُصل يا ست العرايس
تحرك للخارج يعد الطاولة بعد أن حمل طبق السلطة التى سبق وأعدتها ياسمين وما أن خرج حتى كتمت شهقات بكاءها بكفها وعبراتها تنسال على وجنتيها خوفاً أن يأتى يوم وتُحرم من زوجها، بل من حبيبها فلقد أقتحم قلبها بحنانه وعشقه الخيالى لها لن تقوى على الابتعاد عنه، لن يتحمل قلبها الذى تذوق معنى الحب بعد طول الجفاء
شعرت بوقع أقدامه عائداً فأسرعت إلى المغسلة وغمرت وجهها بالماء، تنفست بقوة وتناولت بعض المناشف الورقية تجفف وجهها سريعاً حتى لا يلاحظ شئ
وقف بجوارها يتأملها بهدوء فالتفتت نحوه تتصنع شئ من المرح :- إيه چرى!! تعبت ولا إيه يا طبيب الجلب ... الصحون أها فى انتظارك
تفحص عينيها الحمراوتين وملس بكفه على خدها بنعومة مبتسماً فى وجهها بهيام يستشعر ما شعرت به فلقد أندفع فى الحديث ولم ينتبه سوى بعد انطلاق كلماته
استدار يحمل المزيد من الأطباق وخرج إلى الطاولة وصوتها يشيعه :- جعمز أنت يا طه ... مفضلش غير صحنين هچيبهم وأچى
جلسوا حول المائدة يتناولوا طعامهم فى هدوء لا يخلو من نظراتهم لبعضهم البعض، ابتلع طه بعض لقيمات ثم قال مادحاً
:- تسلم يدك يا أستاذة ... ده أنتِ طلعتِ أستاذة فى كل حاچة ما شاء الله عليكِ
ابتسمت بامتنان فى وجهه واقتطعت فتيلة من اللحم ومدت يدها نحوه فالتقمها فى فمه باستمتاع وهى تقول بحب :- البركة فى اللى چاب اللحم أصله دكتور كبير جوى وبيفهم فى اللحم مليح
قهقه طه بمرح ونظر نحوها بمشاغبة قائلاً :- جصدك دكتور بهايم ... جوليها من غير خچل ماهى ديه الحجيجة
شاركته الضحك بمرح حتى هدأت ضحكاتهما وتبادلا نظرة حب وحنان وهى تصحح كلامه بوله :- جصدك طبيب الجلب والروح
تنهد بحرارة ومد كفه يقبض على كفها القابع فوق المائدة وقال راجياً :- سامحينى لو خرچت منى كلمة ضايجتك ... بس ديه أمنيتى من ربنا وخابر زين أن ربنا كريم ومش هيردنى ... بكفاية أنه حجج حلمى وبجيتى إهنا منورة دارى وجلبى .. مفيش حاچة بعيدة على ربنا
كادت أن تتكلم أو تبرر لكنه شدد من قبضته بحنو على كفها واستطرد :- لساتنا عرايس چداد وجدمنا العمر كلاته نتحدت ونفكر ... هملينا دلوك ننبسط بالوكل الحلو من الأيدين اللى كيف الحرير ديه
توردت وجنتيها حياء من تغزله بها الذى ختمه برفع كفها إلى فمه يقبله بحرارة هامساً بثقة :- خلى توكالك على الله
عادا بعدها لتناول الطعام بحميمة وكلا منهما يطعم الأخر بمودة وعشق

*****************

داخل المستوصف المتواضع التابع للبلدة التى تسكنها والدة جارحى
وقفت شموع بخفقات مضطربة وعقل شارد تتأمل من خارج غرفة الأطفال صغيرها القابع داخل الحضانة باستكانة بجسده الضئيل والكثير من الأنابيب البلاستيكية موصلة بجسده الواهن
أشارت إلى الممرضة الملازمة للأطفال حتى تسمح لها بالدلوف وزيارة وليدها
اقتربت منه وفرت دمعة من عينها وكفها مفرود فوق زجاج الحضانة تتمنى اختراق الزجاج ولمسه واحتضانه، تتمنى التصاقه بها كما كان جزء من جسدها طوال الشهور الماضية وهاهى تشعر بالخواء دونه
تنهدت بلوعة وهى تتذكر يوم ولادتها لصغيرها الهزيل الذى قرر المجئ قبل موعده
كان وضعها الصحى صعب وحالتها متعسرة فى الولادة ومع ضعف الإمكانيات تطلب منهم العديد من الساعات حتى استطاعت أن تلد، كانت خلالها تشعر أن روحها ستغادر جسدها مع جنينها إلى رب السماء
وبعد أن تمت الولادة سقطت الأم ضعيفة الجسد فى غيبوبة استمرت ليومان استفاقت بعدها باحثة عن صغيرها بلهفة وبمشقة نهضت من سريرها المعدنى بالمشفى وتحركت تتوكأ على ذراع صبحية حتى وصلت إلى الحاجز الزجاجى لغرفة الأطفال
زاغت نظراتها بين الأطفال فى أسرتهم وتوقفت عند أحد الحضانات الاثنتين المتواجدتين فى الغرفة الواسعة
لابد أنه هو ابن قلبها، قلبها يخبرها بذلك، استأذنت صبحية من الممرضة المختصة بالعناية بالأطفال لتستطيع شموع رؤية طفلها لأول مرة
جرت شموع قدميها بتثاقل ودلفت مستندة على الممرضة إلى الغرفة، جلست على مقعد معدنى مبطن بالجلد بجوار الحضانة التى تحتضن طفلها الهزيل
بكت حين وقعت نظراتها على بشرته المتشربة بالحمرة ورأسه الدقيق وكفيه متناهية الصغر، هذا ولدها، رجلها وسندها فى الحياة ليس لها سواه وليس له سواها فهو بلا أب ولا عزوة
تعهدت أمامه إنها لن تفرط فيه أبداً وأيضاً لن تفرط فى حقه وإثبات هويته مهما حدث، بعد عدة أيام خرجت من المستوصف على قدميها تاركة قلبها بالداخل مع صغيرها الذى مازال حبيس الحضانة
كف هزت كتفها برفق لتعود إلى أرض الواقع، لفت رأسها إلى صاحبة اللمسة الحنونة التى قالت بتعاطف :- كفاية كده يا شموع أنتِ بقالك ساعة قاعدة قصاده وده ممنوع ... لولا أنك صعبانة عليا مكنتش سبتك كل ده
جففت دموعها بطرف وشاحها ثم نهضت وهى تتشبث بيد الممرضة الخمسينية :- وحياة حبيبك المصطفى ديرى بالك عليه يا ست الحكيمة ... مالياش غيره فى الدنيا
تأثرت السيدة بكلام شموع وربتت على كتفها برفق موضحة بحنان أموى :- أنتِ خايفة كده ليه بس ... ده مش أول طفل يدخل الحضانة وكام يوم ويبقى زى الفل
تنهد نعمات بأسى مما عايشته فى هذا المكان ضعيف الموارد وقالت بتحسر :- أحمدى ربنا أن بقى عندنا حضانات أصلاً دول جايين تبرع للمستوصف من سنتين ... قبل كده كان أطفال كتير يا حبايبى ما بنلحقش ننقلهم للمستشفى الرئيسى
رددت شموع الحمد لله ثم رفعت نظرها نحو الممرضة وتساءلت بقلق :- يعنى هيخف يا ست نعمات ويبجى زين؟؟
ضحكت نعمات بمرح على سذاجة هذه الأم الجديدة وقالت تطمئنها وتقويها :- هو عيان عشان يخف ... هو بس مولود قبل معاده وضعيف شوية
التفتت شموع تتطلع فى ملامح صغيرها وقالت مشفقة عليه :- بجاله سبوع يا نضرى
قالت نعمات بعملية وهى تشير نحو الصغير
:- هانت يا بنتى كلها كام يوم ويخرج هو بيتحسن يوم عن التانى ...بصى كده شد حيلة عن الأول بكتير وحجمه كبر شوية كمان وبعدين أنتِ ياما هتشوفى العيال مواويلهم كتيرة لازم تبقى قوية عشان تعرفى تراعيه
تنهدت بحرارة وعينيها تحتضنه بحنو وهى تومئ موافقة على كلام نعمات، ربتت نعمات على ظهرها ليخرجا سوياً من الغرفة وتستقبلهم صبحية التى تأتى يومياً مرافقة لشموع للاطمئنان على وليدها
وقفت صبحية من جلستها بالقرب من غرفة الأطفال واستقبلت شموع الباكية بلوعة :- خير يا شموع ... بتبكى ليه يا بتى؟
أجابتها نعمات ببساطة تشاكس شموع :- مفيش حاجة ده دلع أمهات ... بكرة تنشف ويتشد عودها وطوح فردة الشبشب فى الهوا تلبس فى راس الواد ولا يرمش لها جفن
ضحكت صبحية وهى تضم شموع التى اندفعت بحمائية هاتفه :- تتجطع يدى جبل ما أمدها على ولدى
ربتت نعمات على ظهرها برفق مرددة :- ربنا يباركلك فيه يا حبيبتى ثم تركتهم وانصرفت وصبحية تشكرها بامتنان
تحركت شموع نحو النافذة الزجاجية لغرفة الأطفال ووقفت تتطلع إلى طفلها من جديد، وقفت صبحية بجوارها وقالت مهادنة تحاول إقناعها بالعودة للمنزل :- يلا يا شموع نرچع الدار ... لساكِ بعافية ووشك أصفر كيف اللمونة
هزت رأسها رافضة وقالت بتحشرج :- ما جدرش أروح وأهمله لحاله يا خالة صبحية
تأثرت صبحية بحالة شموع التى تعيش بها منذ أنجبت هذا الطفل الهزيل فقد عانى قبل مولده ومازال يعانى، زمت شفتيها ثم قالت مشفقة على شموع
:- يا بتى جعدتك مالهاش عازة والست نعمات كتر خيرها واخدة بالها منيه ... يبجى لازمتها إيه جعدتك طول النهار بالمشتشفى من الفچرية للعشا ... صحتك ما تتحملش يا شموع
انكمشت ملامح شموع وشرعت فى البكاء وعينيها لا تحيد عنه مرددة :- مش هاين عليا أهمله
شهقت صبحية مستنكرة وقالت بحزم
:- مين جال هتهمليه ... بس لازمن تشدى حيلك وتتجوتى لاچل ما تراعيه وتجدرى ترضعيه زين ... يا لا يالا ربنا يهديكِ بكفاية اليوم ونعاود الدار ترتاحى وتتجوتى بلجمة وبكرة نعاود نطل عليه
طأطأت رأسها خزياً ثم التفتت تواجه صبحية وقالت شاكرة بحرج :- أنتوا تعبتوا معايا جوى يا خالة صبحية وخصوصى عمى چارحى ... ده كفاية مصاريف الولادة والحضانة اللى بيدفعلها يوماتى ويا عالم الواد هيخرچ منيها ميتا
كشرت صبحية فى وجهها لائمة وقبضت على ذراع شموع معاتبة :- بجى إكدى برضك يا شموع هو أنى مش كيف أمك ولا إيه ... ولا أنتِ مش خابرة غلاوتك عند الچارحى ربنا العالم بنعتبرك كيف بتنا تُمام
ضمت شموع إلى حضنها تمسد على ظهرها برفق ثم ابتعدت بجذعها تضيف بمرح :- بكره يخرچ للدنيا وتطلعى ترمحى وراه وهو بيفط كيف الجرود فى كل حتة ولا هتعرفى تعكشيه بين إيديكِ
لوت شموع عنقها تنظر نحوه بابتسامة حنونة ووضعت كفها فوق الزجاج تناجيه بعينيها وتدعو له ثم غادرت مستسلمة ليد صبحية التى جذبتها برفق ليغادروا إلى المنزل سوياً

*****************

يتبـــــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 10:23 PM   #1524

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


حبستك يا حاج
رفع حاجبيه للأعلى وقال ساخراً
:- حاچ!! ولازمتها إيه بجى حاچ ... لكن نجول إيه شغلتك ولا هتشتريها يا حضرة الظابط
قهقه مدحت ضاحكاً ورفع كفيه معتذراً أمام الحاج سليم الذى يلاعبه لعبة الطاولة وقال معتذراً :- أنا أقدر يا حاج ... بس ديه أصول اللعبة
زفر سليم يدعى التأفف ثم تناول الزهر وحركه داخل قبضته ثم ألقاه على سطح الطاولة الصدفية وقرأ أرقام الزهر ثم حرك الأقراص البيضاء خاصته بصمت
راقبه مدحت وما أن انتهى حتى التقطت الزهر بأنامله وقلبه داخل كفه بقوة ثم رفع قبضته إلى فمه يهمس للزهر بالرقم المراد وكأنه يلقى عليها تعويذة سحرية ثم ألقاها فوق سطح لعبة الطاولة
هتف فرحاً ما أن طالع أرقام الزهر :- دو يك أنا كده كسبت يا حاج تراجع سليم بظهره إلى مسند مقعده وأستند بمرفقيه على مسند المقعد الوثير يتفحص غريمه الذى لا يُخفى سعادته بالفوز ثم عاتبه بصوته الهادئ :- أنا كنت أسمع الخطيب من دول يخسر جصاد حماه لاچل ما يكسب وده ... مش يكسبه وكُمان يهلل ويفرح
تحولت ملامح مدحت للجدية ومال بجذعه نحو حماه وقال معتذراً :- والله ما أقصد يا حاج بس حضرتك من الأول طلبت إنى ألعب بدون مجاملات ... وأنا قولت لازم أبهرك
هز سليم رأسه بوقار وقال يؤنبه :- وأنت بجى ما صدجت
أغلق مدحت ضلفة الطاولة وقال بنبرة رجاء :- بلاش طاولة لو هتزعلك منى يا حاج ... وأعتبرنى خسران كمان
ضحك سليم بوقار ونظر نحو نسيبه بمكر وقال بصوته الرخيم :- وأنت فكرك إنك إكده هتراضينى ... أفتح الطاولة وألعب دور چديد وأوعاك تچامل
رمقه مدحت بنظرة مشاغبة وقال موضحاً :- يا حاج ما حضرتك بتزعل منى بعد لما بكسب
ضيق سليم عينيه وهو يتفحص قسمات نسيبه ثم قال بدهاء :- فكرك أنت يا ولد إمبارح ... تغلب راچل حريف بيلعب طاولة طول عمره .. أنا بس كنت سايبلك الحبل أشوفك هتنافج حماك ولا لاه
فتح مدحت كفيه أمامه يتساءل بشقاوة :- بتختبرنى يعنى يا حاج (رفع طرفى ياقة قميصه بخيلاء وأردف مشاغباً) المهم أكون عجبتك يا حمايا
قهقه سليم بمرح فرفقة هذا الشاب الذى انضم لعائلتهم حديثاً تسعده وتجدد شبابه بمشاكسة مدحت له، قال برضا :- هتعرف دلوك ... لما أعلمك أصول اللعبة على حج وكيف تربح من غير ما تجرص الزهر يا حضرة الظابط
اتسعت نظرات مدحت دهشة بعد أن قبض عليه الحاج سليم وهو يغش فى اللعبة وقال مستنكراً يحاول إخفاء ضحكته الماكرة :- أنا بقرص الزهر وأغشك يا حاج ... محصلش
غمز له سليم بعدم تصديق وأشار له بطرف ذقنه أمراً :- طب رص الجشاط وورينا لعبك
أطاع مدحت بقبول وفتح اللعبة من جديد يرتب أقراصها السوداء والبيضاء ثم قدم الزهر نحو الحاج سليم مهادناً :- اتفضل يا حاج .. ابتدى حضرتك
دلفت للقاعة فرح حاملة صينية صغيرة ووضعتها على طرف الطاولة القصيرة، قدمت كوب من الشاى نحو والدها ثم حملت فنجان القهوة الخاص بمدحت الذى ترك اللعب والتفت نحوها منذ دلفت إلى القاعة
رمشت بجفنيها برقة وهى تتطلع فى وجهه عن قرب وقالت بخفوت :- أتفضل قهوتك
ألقى الزهر من كفه بعشوائية فوق سطح الطاولة ومد كفيه يتلقى منها فنجان القهوة ومقلتيه تتعلق بوجهها مردداً بنعومة :- تسلم إيديكِ
ابتسمت فى وجهه وتراجعت بظهرها حتى جلست على الأريكة القريبة منهما، تأملهما سليم للحظة ثم تنحنح بخشونة أجفلتهم سوياً حتى أن الفنجان تراقص فى يد مدحت الذى سعل بحرج والتفت نحو الحاج سليم الذى قال بصوته الرخيم ليعيد مدحت اللعب مرة أخرى وقرأ له ما يشير له الزهر :- شيش بيش يا حضرة الظابط
ناظره مدحت بضياع ثم ترك الفنجان جانباً وحاول الأندماج فى اللعب من جديد وعينيه تحيد كل ثانية نحو خطيبته التى تجلس على استحياء مشبكة الأنامل وطوقه الذهبى يحيط ببنصرها الأيمن
تنحنح سليم من جديد فانتبه مدحت ولعب دوره ثم عاد يختلس النظر نحو خطيبته، يتبادلا النظرات والابتسامات المختلسة
مل سليم من تنبيه مدحت كل مرة فتناول كوب الشاى الخاص به وارتشف منه رشفات كبيرة ثم قال بهدوء ساخر يقطع تواصلهما :- خدى جهوة مدحت وسخنيها من چديد يا فرح ... إكده هيشربها متلجة
زمت فرح شفتها خجلاً منكسة الرأس بينما رفع مدحت قبضته أمام فمه يسعل عدة مرات ثم التقط فنجانه وارتشف منه القليل وهو يقول وعينيه موجهه نحو خطيبته :- لا كده كويسة ... ديه حلوة أوى أوى
قال سليم ببساطة ماكرة وهو يرتشف من كوبه :- هى مين ديه اللى حلوة يا مدحت
سعل مدحت من جديد فأضاف الحاج سليم مشاكساً :- كفياك نحنحة يا ولدى زورك هيتچرح إكده
كتمت فرح ضحكتها بكف يدها، رمقها مدحت بغيظ ثم التقط كوب الماء من فوق الصينية وتجرع نصفه ثم اندفع قائلاً بلهفة :- طيب ما نتجوز يا حاج ونخلص من النحنة ديه خالص
طالعه سليم بتفكر إلا أن صوت معترض صدح من خلف مدحت قائلاً :- تتچوزها كيف يعنى ... هو مش فى بينا اتفاج
التفت مدحت نحو محدثه الذى دلف القاعة وجلس بجوار شقيقته بجسده الضخم فكاد أن يخفى جسدها بالكامل عن عيون مدحت الذى ناظر حسام بجدية قائلاً :- وأحنا على اتفقنا يا حسام ... بس هيفرق إيه اجازة الجامعة دلوقت من اجازة نص السنة
سأله سليم بتعجب :- دلوك كيف يا ولدى لسه فى حاچات كتير مش چاهزة
قال بحماس يواجه حماه :- تجهز ... كل حاجة تجهز يا حاج والأجازة لسه فيها تلات أربع شهور ( وضع كفه فوق صدره مضيفاً) وأنا من جهتى شغال فى الشقة دلوقت وخلال أسبوعين هستلمها ونقدر نختار الموبيليا من دلوقت وأول ما الدهان يخلص نفرش على طول
بدل سليم نظره نحو ابنه الذى قال عاقد الحاجبين :- لكن إحنا اتفقنا أنها على الأجل تخلص سنة من كليتها
رفع مدحت كتفيه يوضح وجهة نظره باستمامتة :- ما هى خلصتها وفاضل النتيجة وهتنجح إن شاء الله ... مش أنتِ هتنجحى يا فروحة ... يا آآ فرح
اتسعت نظرات حسام أمام تدليل حسام لشقيقته والتفت نحوها بغته، رغم تخوفها من شقيقها لكنها أشارت برأسها مجيبة على سؤال حسام بالإيجاب ثم انكمشت مكانها بجوار شقيقها
ضيق حسام نظراته متفحصاً مدحت الذى فسر حديثه يحاول انتزاع الموافقة منهم :- أهوه هتنجح إن شاء الله ... يبقى لازمته إيه نستنى ترم كمان ... إحنا نجهز الشقة ونتوكل على الله ونتجوز على طول وخير البر عاجله
التفت نحو حسام مستطرداً بتساؤل :- وأعتقد أن مفيش اعتراض عليا وإلا ما كنتوش وافقتوا من البداية ولا إيه؟؟
تبادل سليم وحسام النظرات الصامتة ثم بدل سليم نظره نحو ابنته التى تحدق فى وجهه بلهفة فى انتظار قراره وابتسم فى وجهها وقد رأى بعينيه رغبة الشابين ببعضهما، كما أن مدحت منذ خطب فرح أصبح كثير الزيارات لهم فتعرف على شخصيته أكثر وأكثر وأصبح يعتبره كابن له
ردد سليم برضا وعينيه تجول على ملامح ابنته الصغيرة التى صارت عروس :- على بركة الله ... ربنا يبارك فيكم
هبت فرح واقفة وانحنت تقبل كف والدها بامتنان بينما تنفس مدحت بقوة والتفت نحو حسام ماداً كفه مصافحاً
ضرب حسام كفه بكف مدحت بقوة مهنئاً ثم قال لشقيقته :- حضرلنا الشربات بجى يا عروسة
اومأت طائعة وتحركت كالفراشة خارج القاعة تنشر الخبر فى أرجاء المنزل الذى تعالت به زغاريد الفرح
مسح مدحت على ساقيه بكفيه بانتشاء ثم واجه الحاج سليم وقال بشقاوة وهو يعيد ترتيب أقراص اللعب :- نلعب بقى دور جديد وأوعدك مش هقرص الزهر المرة دى يا حاج
قهقه سليم ضاحكاً أمام اعتراف مدحت بالغش فى اللعب وحسام يتابعهما بهدوء وهو جالس بأريحية بالقرب منهما

***************

دلف أحمد إلى غرفة نومه وجد زوجته تجلس أمام المرأة تصفف شعرها بعناية وتتزين من أجله، مرتدية ثوب حريرى طويل ذو حمالات عريضة من اللون الأصفر
لوى شفته متهكماً، لم تتزين منذ شهور من أجله أو تهتم لوجوده لكن الأن وبعد أن نفذت ما ترغب به بعد زيارة الطبيبة النسائية التى وجهتها للأيام المناسبة للإخصاب مع كومة من الأدوية والتحذيرات للمحافظة على صحتها أصبحت تهتم وحريصة على قربه فى هذه الأيام من أجل إنجاب الولد فقط
تجاوزها إلى الشرفة ووقف يقبض على السور المعدنى المزخرف ونظره يمتد لبعيد، تركزت حدقتيه على البدر الذى احتل السماء ببهائه وضيائه، يشع ضوئه الفضى يمنح السكينة والهدوء للنفوس
أرخى جفنيه وقد هاجمته الذكرى، ذكرى ليلة مماثلة منذ عدة شهور ماضية حين التقى بفتاة صغيرة بعيون قطية لم يرى قط فى جمالهما وأهدته قطعة حلوى (سمسمية) قطعة صغيرة لمست مشاعره وأثارت فى نفسه ذكريات الطفولة
ابتسم فى وجه القمر وصورتها تحتل مكانه، هى الوحيدة التى حركت مشاعرة ولمست شغاف قلبه، يا ليتها كانت على قيد الحياة ولو أنه لا يصدق هذه القصة التى أشيعت عن موتها فى البلدة
على أى حال لقد اختارت طريقها وربما تكون الأن زوجة رجل أخر فلا يصح التفكير بها وعليه نسيانها
لمسة على كتفه أثارت القشعريرة فى جسده والتفت يواجه نجوى التى زينت وجهها بمزيج من مساحيق التجميل وتعطرت بعطر قوى يزكم الأنوف
تأملها صامتاً بجسد متشنج وهى تقف أمامه تدعوه لنفسها أو بمعنى أدق تدعوه لأداء مهمته، تنظر نحوه بحماس قائلة :- مش هتنام يا أحمد
رفع رأسه عالياً وزفر بقوة حتى المشاعر أصبحت بموعد محدد، قال بخفوت :- هشرب سيچارة وأدخل طوالى
ابتسمت فى وجهه ودلفت تنتظره فى الداخل، ألقى بجسده على المقعد البلاستيكى وأخرج سجائره يحرق تبغها كما يحترق قلبه وأعصابه رافضاً كل ما يحدث
من قبل كان يعاشرها بشكل روتينى ليتقى نزغ الشيطان ويوفى بواجباته الزوجية ولكنه أصبح لا يستطيع، لقد نجحت فى بناء سد عالى بينهما أصبح من الصعب هدمه
عليه تجاوز مشاعر النفور التى يشعر بها نحوها فهى زوجته فى كل الأحوال وربما رزقها الله بما تتمنى فتهدأ نفسها وتستقر
أنهى سيجارته واتكأ بمرفقيه فوق ركبتيه وأراح رأسه فوق كفيه المتشابكين يناجى الله دون كلام، يحاول تمالك أعصابه المتهالكة
نداء أخر باسمه أثار عصبيته، نفخ نفس طويل ثم نهض ودلف للغرفة وتقدم نحوها ليتواصلا جسدياً لدقائق معدودة خالية من المشاعر من الجهتين، مجرد أداء واجب من أجل هدف واحد إنجاب الولد
بعد أن تفرقا جلس أحمد فوق الفراش يقبض على الحشية القطنية بكفيه وقدميه الحافيتين فوق الأرض الباردة، مطأطأ الرأس غير مستوعب كيف ترك نفسه وتركها حتى يصلا لهذه اللحظة الجافة المدمرة للأعصاب
التفت برأسه نحوها وهى ممدة على ظهرها تملس فوق بطنها بهيام، تحلم بالولد الذكر الذى سيمد ذكرهم ويشد ظهرها أمام النساء وعلى وجهها علامات الرضا
أدرك أنه يعانى بمفرده وهى لا تبالى سوى برغباتها كعادتها، نهض من الفراش وكأن عقرب لدغه وقال دون أن يلتفت نحوها :- من بكره حضرى الأوضة الجبلية وأنجلى كل خلجاتى فيها
رفعت جذعها متكأة بمرفقيها على الفراش وسألته بتعجب :- ليه يا أحمد حُصل إيه!!
التفت نحوها يتفحصها ذاهلاً وقال بحدة :- أنتِ لسه مش خابرة حُصل إيه؟ ... حُصل كتير ... كتير جوى يا أم البنتة
طالعته بذهول غير مستوعبة لسبب ثورته فى حين غادر الغرفة بأكملها كالإعصار يفر بنفسه بعيداً عنها


****************

قــــــــراءة ممتــــــعة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 10:30 PM   #1525

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 8 والزوار 30)
‏سما صافية, ‏دانه عبد, ‏موضى و راكان, ‏sara osama, ‏amana 98, ‏سناشب, ‏فتاة طيبة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 10:52 PM   #1526

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 48 ( الأعضاء 17 والزوار 31)
‏سما صافية, ‏Kemojad, ‏amana 98, ‏مونمونة, ‏رونى تامر, ‏نجمة القطب, ‏فالنسيا, ‏wafaa hk, ‏asmaaasma, ‏عمرااهل, ‏زهرة الحنى, ‏yasser20, ‏موضى و راكان, ‏دانه عبد, ‏sara osama, ‏سناشب


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 11:36 PM   #1527

Emmi hssain

? العضوٌ??? » 438391
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » Emmi hssain is on a distinguished road
افتراضي

حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي يانجوي يامرات احمد انت وأمثالك
الفصل جميل وهادي
تسلم ايديك ايمي

سما صافية likes this.

Emmi hssain غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 11:42 PM   #1528

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 20 والزوار 25)


‏موضى و راكان, ‏ebti, ‏سحاب الحربي, ‏مرح جبارين, ‏awttare, ‏همس البدر, ‏سما صافية, ‏هدهد الجناين, ‏م ام زياد, ‏نهاد على, ‏سناشب, ‏Emmi hssain, ‏sara osama, ‏الصلاة نور, ‏مونمونة, ‏Kemojad, ‏فالنسيا, ‏wafaa hk, ‏asmaaasma, ‏زهرة الحنى


ما شاء الله على الحلاوة إيه الجمال ده يا سما صافية

طه و ياسمين حبيت مشهدهم و حسام و الحاج سليم و نحنحة حضرة الضابط ضحكنى

احمد و تذكره لشروق خلانى أفكر أزاى يتقابلوا و يفكر فى الزواج منها وهل عدلى بك يوافق على ذلك

تسلمى يا جميلة فصل ممتع

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-21, 11:45 PM   #1529

هدهد الجناين

? العضوٌ??? » 482070
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » هدهد الجناين is on a distinguished road
افتراضي

الفل جميل تسلم ايدك ❤️❤️❤️😘
سما صافية likes this.

هدهد الجناين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 12:34 AM   #1530

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

طب والله أحمد صعب عليا و حسيت بالقرف من نجوى

تعليق سريع و على وعد بالعودة مرة أخرى بتعليق مفصل

سما صافية likes this.

نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.