آخر 10 مشاركات
16 - رقم الحظ - آن شارلتون - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          15-لا وقت للحب - سو بيترز -روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          4- الغريب الغامض - صوفى ويستون - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          8-الأرملة العاشقة (الأرملة والحب) -روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2-الحب وقيوده - ستيفانى هوارد - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحالمة أبدا ~ باتريسيا ويلسون - روايات ناتالي (الكاتـب : angel08 - )           »          أدم وحواء - أورسولا بلوم - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-21, 10:30 PM   #1771

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهاد على مشاهدة المشاركة
نسمة دى عسل من أول نظرة و بتقر على طول
سها انت بكلامك أسعدتى قلوب القارئات كلهم
أحمد كلمة راجل قليلة عليه و ده اللى بيتقال عليه رجلُ و الرجالُ قليلاٌ
ماجدة بتتعامل مع اسرتها بعصبية شديدة و فعلاً لولا هدوء زوجها الأقرب للبرود ما كانتش لقت اللى يستحملها .
فصل جميل و فى انتظار الفصل القادم

يعني تخبي علي حوس بعد كل الحب ده 😊😊
سها ظبطت حمدي وريحت قلوبنا
بيقولو ما جمع إلا اما وفق وده ينطبق على يسري وماجدة
هو عارف ازاي يتعامل مع عصبيتها الشديدة بعقل ورزانة
أحمد الحب الحب ♥
شكرا نهاد تسلمي حبيبتي ❤️ ❤️ ❤️


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-10-21, 10:44 PM   #1772

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء الخير حبيبة قلبي وذكرى كل مولد نبوى وأنت بخير وسعادة صاحبة القلب الكبير
"زوبعة في فنجان"سليم العزازى رجل يتصرف بحكمة وهدوء بحكم العمر والخبرة فهو لن يضيع حق فرح كما لن يتسبب في حزنها عكس حسام العاشق لشقيقاته والمندفع بحكم فورة الشباب
"الخلاص من الوهم"الزواج العرفي الغير موثق هو وهم يستنزف المرأة وحقوقها وليس أدل علي ذلك من سها التي لولا تدخل أحمد وفاروق لما طالت سماء ولا أرض
وهي تبحث عن حمدى لتحصل علي ما يثبت طلاقها.
فبالزواج العرفى ما أسهل أن يلقي كلمة الطلاق ثم يختفي ويستطيع بأى وقت أن ينكر أنه طلقها اذا رغبت بالزواج وتتعرض المرأةلتهمة تعدد الازواج
الزواج العرفي هو اهانة للمرأة يجب ان ترفضه هي أولا
حتي يختفي هو وأمثال المحامي الملاكي للزواج والطلاق بورقة لا تمنح واجب أوحق ولا تمنع أذى عن المرأة.
وبعودة الجميع للبلدة تعود شموع لمضيفةالسمرى وحمايةالجوار الممنوح لها من أحمد السمرى حتي يثبت حقها أولا ثم يسعي بعد ذلك لتخليصها من هذا الزواج الذى جبرت عليه اولا بمعاونة جارحي
أحمد شخصية متوازنة لا تهمل موضوعا فحتي جارحي بعلمه أنه يقوم بعمليات نقل بسيارته يعرض عليه نقل المحاصيل خاصته...نعم العون هو
"سوء فهم وليس إلا" كما أشرنا كلنا أن مدحت أخطأ عندما لم يخبر أهله علي تأجيل الإنجاب علي إعتبار أنهم كانوا موافقين علي الخطبة فقط حتي تنهي سنين الدراسة فاعتبرها موافقة ضمنيةعلي ما اتفق علبه.
وبالهدوء والمنطق استطاع أن يقنع والدته بحبه لفرح وبحاجته إليها وانه لن يتزوج غيرها فترضخ بالأخير رغبة في سعادة إبنها
وأظنه ينتظره فاصلا آخر لإقناع الحاج سليم بسبب سوء الفهم والإعتذار منه عن سلوك والدته الغاضب وايضا عليه مراضاة فرح وإشعارها بتمسكه بها وحبه لها
خاصة بعد معرفة حسام للموضوع من نسمة والتي لا ألومها إذ لا يجب ان تخفي الزوجة أمرا عن زوجها وهو كشقيق العروس لا يجب ان يظهر كأنه بغفلة ولا يدرى من أمربيته شئ
كما يجب ان يظهر دعمه الكامل لشقيقته كأخ حريص علي مظهرها وكرامتها.
وبالأخير سيتم الفرح وسيتم تجاوز هذه الازمة التي كثيرا كا تحدث قبيل الزفاف وتنتهي بالتدخل الحكيم وبفضل المحبة بين العروسين

يبقى أمر آخر وهو ان همس القوافي تعتذر منك حبيبتي علي عدم المتابعة لأن حبيبة قلبي شفاء الصغيرة وقعت وكسرت رجلها يشفيها ربي وهي بالجبس وهي ترسل بتحياتها لك
سلمت يداكي علي الفصل الرائع وعلي فرحة فرح
دمتي بكل الخير والسعادة ورضا ربي الرحيم

كل عام وانتي بخير وسعادة امولة وكل حبايبك في أفضل حال ❤️❤️
ألف سلامة علي الصغيرة شفاء شفاها الله وعافاها وحفظها لوالدتها الجميلة
سليم قرر يحل المشكلة بنفسه بعيدا عن اندفاع حسام وعصبيته لكن نسمة بوظت الخطة واعترفت من اول قلم 😊
مصيدة الجواز العرفي للضعيفات من النساء واصحاب الظروف الخاصة والنتيجة مشاكل لا تنتهي وضياع انساب
احمد يعلم ان عمل جارحي موسمي وغير ثابت وبمساندته لشموع ربما يضيع مكسب له وبفطنة رجل حكيم استطاع احمد ان يعلم احوال جارحي ويحاول مساعدته دون ان يسبب له جرح
الكثير من المواقف تحدث في اللحظات الاخيرة قبل الزواج وكما ذكرتي رغبة العروسين في الاستمرار وتفاهمهم هما الفيصل في هذا الامر
حسام يساند شقيقته وحريص على كرامتها ولذلك لن يمرر الامر بسهولة لمدحت
تسلمي حبيبتي على تعليقك المنيز يعجبني كثيرا العناوين التي تمنحيها لمواقف الابطال دمتي بكل خير وسعادة ومودة ❤️❤️❤️


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 09:01 PM   #1773

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير يا ايمي وكل عام وانت بصحة وسلامة

فاتتني متابعة الفصل بوقته بسبب ظرف مفاجىء🙏❤️
تسلم ايدك فصل جميل كما اعتدنا دائما منك ❤️😘😘

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 12:16 AM   #1774

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
مساء الخير يا ايمي وكل عام وانت بصحة وسلامة

فاتتني متابعة الفصل بوقته بسبب ظرف مفاجىء🙏❤️
تسلم ايدك فصل جميل كما اعتدنا دائما منك ❤️😘😘


اعانك الله حبيبتي ويسرلك أمرك
وكل عام وانت واسرتك بكل خير وعافية وسعادة ❤️❤️❤️❤️


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-10-21, 10:53 PM   #1775

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم أيدك على الرواية الرائعة
سما صافية likes this.

نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 07:09 PM   #1776

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا مشاهدة المشاركة
تسلم أيدك على الرواية الرائعة

شكرا لك وسعيدة بانضمامك لقارئات الرواية❤


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-10-21, 10:20 PM   #1777

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والأربعون
****************


أمام باب المنزل الكبير لفيلا العزازى وقف يوسف يحدق فى وجه مدحت بنظرات لائمة وهو يقترب منه بلهفة تاركاً شقيقه خلفه يقف أمام المضيفة المغلقة على والديهما
ما أن اقترب مدحت يتلهف نحو يوسف حتى بادره الأخر موبخاً :- إيه اللى أنت عملته ده يا مدحت ... هو مكنش اتفاق رجالة ولا إيه؟
حاول مدحت التبرير لكن صوت واندفاع يوسف لم يتح له الفرصة وهو يردف :- أنت من يوم ما دخلت البيت ده وأنا معاك وبدعمك .. لكن دلوقت لا .. الوضع اتغير فرح زى أختى الصغيرة وأنا مش هقبل بأى حزن لها وفى الوقت الحرج ده ... ده بكره الفرح يا بنى آدم
رفع مدحت كفيه يحركهما فى الهواء يهدأ اندفاع يوسف وواضح على ملامحه علامات الندم وقال معترفاً بخطأه :- أنا غلطان .. أنا غلطان ومعترف بكده ... و متمسك بفرح ومقبلش زعلها أبداً ومستعد اعمل أى حاجة عشان أصلح اللى حصل ده
زفر يوسف ببطء يحدق فى وجهه معاتباً ونصحه بنبرة هادئة :- الموضوع كبر والحاج سليم مضايق لزعل بنته ومعاه كل الحق طبعاً ... اتفضل قدامى نتكلم معاه وتبرر موقفك ونشوف هتصلح مصبيتك ديه أزاى ... أنت صورتك اتهزت قدامه خلاص .. الراجل لو مكنش قد كلمته بيقع من عينيهم
خبط مدحت على صدره يطلب السماح والعون من صديقه :- أنا هعمل كل جهدى وأصلح اللى حصل .. بس خليك جنبى يا يوسف الفرح لازم يتم فى معاده أنا باقى على فرح ... وهى مش بترد عليا أنا محتاج أكلمها وأوضح موقفى لها
حرك يوسف رأسه رافضاً التدخل إلا بحدود قائلاً بجدية :- كل اللى أقدر اعمله أنى أكون معاك وأنت بتكلم الحاج سليم وده لأنى متأكد أنك بتحب فرح ... لكن أنى أساعدك تكلمها من وراهم صعب وخصوصاً بعد موقفك المنيل ده
قبض على ذراعه يحثه على السير معه :- يلا .. تعالى معايا نتكلم مع الحاج سليم
خطو خطوة إلى الداخل ثم توقف يوسف ومال على أذن مدحت يردف بخفوت :- يكون فى علمك حسام لسه معرفش .. الحق نفسك لأنه لو عرف هيوقف الجواز أو هيأجله
:- لا ..لا أنا عملت حسابى خلاص ... هتجوز بكره يعنى بكره
اندفع بثورة مشاعره ورغبة قلب فى وصال حبيبه، ضيق يوسف عينيه يرمقه بمكر ذكورى ثم دفعه أمامه إلى مكتب الحاج سليم

*********
داخل المضيفة
اتخذ يسري مجلسه بجوار زوجته، ثني ركبته تحته وواجهها بجسده يتفحص وجهها المتجهم بعبوس واضح، وعينيها شاردة بتفكير عميق
تنهد مطولا بصوت مسموع وابتسامة ساخرة تظهر على ثغره مرددا كأنه يحدث نفسه :- يا أخى البنى آدم ده عجيب … فاكر إنه مالك الدنيا بأيديه وهيمشى الكون على كيفه
حولت رأسها نحوه بغته ترمقه بانفعال وهو يتجاهل نظراتها ويوجه عينيه بعيداً يستعيد ذكريات من زمن أخر
:- فاكرة يا ماجدة الواد مدحت ده أول ما اتولد كان سفروت كده وزنان ولما فكرنا نخلف غيره بعد ما شد حيلة وكبر شوية مقدرناش نخلف غير بعدها بتلات ولا أربع سنين
قلب شفته مع هزه خفيفة من كتفيه مستسلماً ببساطة
:- نصيب .. ما هو كل إنسان مكتوب له يتولد أمتى ويموت أمتى ويتجوز أمتى كمان ... وأهوه الواد السفروت بقى عريس وكلنا حواليه نفرح به ومعاه
أكد على حروف جملته الأخيرة التي خرجت ببطء من فمه مرسلا إليها رسالة لتعود إلى عقلها وتفكر بهدوء، لانت نظرتها تحدق فى وجهه وارتفع صوت تنفسها مع حركة صدرها الخفيفة التى توضح انفعالها وتأثرها إلى حد البكاء تتمتم بخفوت منتحب
:- ده ابنى يا يسرى .. ابنى الكبير وزي ما أنت قلت عشت معاه أربع سنين لوحدنا وأنت كنت بتسافر وقتها كتير … مدحت ده حته من روحى أول فرحتى وأغلى ولادى ... مش كفاية أن شغله أخده منى ... جاية كمان البنت الصعيدية ديه تاخده بشروطها وتحرمنى منه ومن ولاده
شرعت فى الانتحاب بخفوت فترك لها الفرصة لتنفس عن غضبها قليلاً وأخفض نظره عنها للحظات ثم رفع عينيه يتأملها بمكر وقال مشاغباً ينتشلها من حزنها
:- قولي كده بقى .. غيرانة منها إنها هتاخد ابنك ده شغل الحموات اشتغل بدرى أوى
انحدرت دمعتها وسحبت نفس طويل تحاول منع دموعها من الهطول صائحة في وجهه برفض
:- حموات إيه أنت كمان .. أنا مش بفكر كده أنا عقلى كبير وواعية
جذب كفيها يضمهم بين كفيه وقال بنبرة حنونة وصوت دافىء
:- طب خليكى واعية بقى أنك اخدتينى من أمى أنا كمان وأى عروسة بتاخد عريسها من أمه .. ما هو مش هيفضل ماسك فى ديل أمه العمر كله
رمقته بنظره لائمة وفم مقلوب وهو يواصل حديثه ناصحاً
:- ابنك كبر وبقى راجل وهيبدأ حياته ويكون أسرة وفرحان بعروسته هنعوز إيه تانى لابننا أكتر من كده
شدد قبضتيه فوق كفيها مستطرداً وعينيه تتعمق فى عينيها الدامعة وصوته الهادئ يطبطب على قلبها :- هو جوازه ده هيخليه يتبرأ مننا مثلا .. ما أحنا هنفضل أهله وبدل ما يجى يزورك لوحده هيزورك بمراته اللي هتبقى زى بنتك وبعدين بولاده اللى هيجننوكى ويقلبوا البيت جنينة حيوانات
ابتسمت بحنين رغم دموعها وشددت بدورها على كفيه تهتف بأمل واشتياق :- نفسى يا يسرى .. نفسى أشوف ولاده وأضمهم لصدرى .. ديه هتبقى الفرحة الحقيقية
أفلت أحد كفيه من فوق يديها ورفعها يزيل أثار الدموع ثم جذبها نحو صدره يضمها بحنو راجياً الله :- إن شاء الله ربنا هينولنا اللى بنحلم به ويفرحنا بأحفادنا
ابتعد عنها بجذعه ينظر فى عينيها مؤكداً بتعقل :- بس دلوقت نفرح لفرح ابننا والبنت وأهلها نسب يشرف وما دام ابنك قابل وفرحان يبقي نفرح معاه ... هاه قولتى إيه؟
تملصت من ذراعه تناظره بفم ممطوط ونظره متذمرة، تتمنع عن القبول، تفحصها للحظة ثم قال ببساطة وهو ينهض من جوارها
:- تمام .. يبقي نهد الفرح ونكسر قلب الواد والبنت ونكسر فرحتنا أحنا كمان
شهقت مستنكرة ونهضتت تتشبث بذراعه هاتفه برفض
:- لا يا يسرى ما يهونش عليا أكسر قلب ابنى وأبوظ فرحته .. هو باين عليه بيحبها .. أمرى لله
التفت نحوها بابتسامة هادئة ولف ذراعه حول كتفيها يهز جسدها برفق مؤكداً :- الأمر كله لله .. افردى وشك بقى وافرحى وفرحى ابنك البكرى
أومأت باستسلام مطاطأة الرأس، رفع رأسها يضيف بتعقل
:- ماجدة الناس دول فتحوا بيوتهم لينا وأكرمونا من يوم ما وصلنا .. ده غير الشقق اللى فتحوها لضيفونا اللى هيوصلوا النهارده وبكره ... الناس ديه أهل كرم وولاد أصول ويستحقوا التقدير وأننا نفتخر ونفرح بنسبهم وقلوبنا مطمنة على ابننا
تبادلوا النظرات فيما بينهما وماجدة تحرك رأسها بقبول بعد أن هدأ قلبها على ابنها بمفعول حديث زوجها

**************

كجليس الأطفال كان فاروق يصاحب حمدى فى أغلب تحركاته خلال اليومين السابقين فى محاولة لإصلاح ما أفسده وانتهى به الأمر لإعادته إلى منزل والده بعد أن انتهوا من موعد المحامى
أثناء قيادة فاروق لسيارته خلال طرقات القرية قال ناصحاً دون أن يحيد بنظره نحو ابن عمه الجالس بجواره
:- يا رب تهدى وتعجل شوية بجى يا حمدى وبكفاية فضايح .. العيلة كلاتها مجلوبة عليك
أجاب بعناد الجاهل الذى لا يدرك ولا يفهم سوى مصلحته الشخصية :- وأنا كنت عملت إيه يعنى ... اتچوزت على سنة الله ورسوله
:- الله ورسوله ما يرضوش باللى أنت بتعمله فى بنات الناس ... الحريم مش لعب تلعب بها شوية وترميها لما تزهج منيها ولا الچواز تسلية غير للخسيس وجليل الرباية
صرخ بها فاروق بانفعال وكفه يخبط على عجلة القيادة بقوة وعينيه التى ترمى بشرار الغضب صوب حمدى الذى قطب حاجبيه سخطاً وقال بعصبية :- احفظ لسانك يا فاروج أنت إكده بتعيب فيا
صاح في وجهه من جديد بعد أن لف رأسه إليه يعيد توبيخه
:- هو أنت ناجص عيبة ... العيبة ركباك من ساسك لراسك وشيلتنا العيب وياك بعمايلك السودا يا واكل ناسك
أشاح بوجهه بعيداً ينظر من النافذة المجاورة له بتأفف وقال بانفعال واضح يحمل من الحقد والبغض الكثير :- خليص جولنا هكتفى بشموع ومش هتچوز غيرها
أعاد نظره نحو فاروق عابس الملامح واستطرد بخبث فى محاولة للوصول إلى غرضه :- اتحدت مع أحمد .. معدش له عازه تجعد فى المضيفة .. مراتى تجعد فى دارى
أمال فاروق رأسه نحوه يحدجه بنصف عين بنظرة استهزاء ثم أعاد نظره إلى الطريق وعنفه قائلاً :- يا راچل خلى عنديك كرامة ... الحرمة مش جبلاك ... كيف تجبل على نفسك تعيش مع واحدة مش طايجة تبص فى وشك
قلب شفته بامتعاض ورفع رأسه يهتف بغرور :- جابلة ولا مش جابلة .. هى هتريد إيه غير إنها تعيش وتربى ولدها .. تحمد ربنا أنى اعترفت بالواد
نفخ فاروق بفارغ صبر ولم يعقب عليه إنما نصحه بحسم وهو يدلف بسيارته من خلال بوابة منزل سعيد السمرى :- شيل شموع من دماغك خالص وأوعاك عجلك يوزك تروح المضيفة من ورا ضهرنا ... مش ناجصين فضايح فى البلد
دلفوا سوياً إلى المنزل حيث استقبلهم سعيد وناصر فى البهو حيث كانوا فى انتظار نتيجة مقابلة المحامى، لم يجلس فاروق إنما وقف أمام عمه يخبره ما حدث على عجالة ثم دفع بملف مغلق وضعه على طاولة قصيرة أمام عمه وأشار إلى الملف مفسراً
:- الملف ده فيه نسخ من عجود الزواج العرفى اللي اتچوزها حمدي .. دور وراهم يا عمى يمكن تلاجى حفيد ولا تنين منعرفش عنيهم حاچة
صوبت الأنظار نحو حمدى بنفور بينما انهى فاروق حديثه موضحاً :- والست سها اللى كانت لسه على ذمة ولدك أمعاها دلوك شيك بدون رصيد بعشرين ألف چنيه ... لو ما سحبتش الفلوس خلال يومين ولدك هيتسچن ... وأهو بچملة فضايحه ويمكن السچن يأدبه شوية
لم ينبس سعيد ببنت شفة أثناء حديث فاروق الذى لم يتوقع الكثير من عمه فألقى السلام عليهم وهم بالمغادرة إلا أن ناصر نهض من مكانه يدعوه إلى الجلوس بكرم :- اجعد شوية يا فاروج .. خد واچبك يا ولد عمى
زفر فاروق بعمق وشكر ابن عمه وهو يربت على كتفه برفق
:- معلهش يا ناصر ... أنا مهمل مصالحى وشغلى لاچل ما نخلص من بلاوى خوك
ضغط على ذراع ناصر بقوة يوجهه بتعقل مستطرداً :- حاول تعجله وتفهمه الصالح فين
استدار بجسده يواجه حمدى وحذره من جديد
:- بحذرك من تانى رچلك ما تخطيش المضيفة وكفاية العلجة اللى أخدتها من الحريم النوبة اللى فاتت ... خلينا نلم الأمور ونخلص بجى من الجصة ديه … سلامو عليكو
غادر فاروق وناصر يرافقه إلى باب المنزل وترك عمه الذي ظل معقود اللسان طوال الوقت مطأطأ الرأس، يدفن رأسه بين كفيه ببؤس
عاد ناصر وتناول الملف المتروك فوق المنضدة يقلب فى أوراقه ببطء ثم قال بنبرة غير مصدقة رافعاً حاجبيه بدهشة
:- يخرب مطنك يا حمدى ... سبع حريمات غير مرتك الشرعية مفكر حالك هارون الرشيد ولا إيه؟
نفخ أوداجه بغرور قائلاً ببساطة دون الاحساس بالوضع الحالى الذى وضع العائلة به :- اعمل إيه الحريم بتحبنى
هب سعيد من مكانه فجأة صارخاً بصخب فى وجه ابنه
:- حبك برص يا واكل ناسك .. لك عين تهزر وتضحك وأنت مركبنا العار من فوجنا لتحتينا ... مفيش راچل فى العيلة غير وسمعت منيه كلام يسم البدن ويجصر الرجبة بسببك
فتح ذراعيه بمحاذاة جسده ثم أرخاهم جانباً يدور حول نفسه يتمتم بقلة حيلة :- كان عنديه حج عدلى .. ساند على كتاف رچال يسندوا چبل ولا يكلوا (يتعبوا) لكن أنى .. أنى ولادى معرفوش يسندونى أنى معرفتش أربى رچال
ارتفعت طبقة صوته صارخاً وهو ينغز صدره يلقى اللوم على نفسه ثم وقف يبدل نظره بين ولديه المنتبهين لحديثه وواصل رثائه لحاله بضياع
:- زحت عدلى من فوج كرسى الكبير ومعرفتش أسد مكانه .. ودلوك چه ولده يجف ويعافر ويحافظ على اسم العيلة وكل فروع العيلة ورچالتها بيجولوا أحمد هو الكبير ... أحمد السمرى كبير العيلة وهو اللى يسد فى الشدة
انحبس صوته يردد بآسى :- أحمد الكبير من غير عصا ولا چدال ومن غير ما يطلب .. أحمد الكبير ولساتنا على وش الدنيا لكن هو اللى بجى الكبير بعجله وحكمته
ألقى بجسده على أقرب مقعد يخبط بقبضته فوق رأسه يولول على خططه الفاشلة وسمعته التى تدنست بفعل ولده فى حين تحدث ناصر يدلى بدلوه بعدالة رأى ونظره تاجر شاطر
:- الزعامة مكنتش لينا من اللول يا أبوى ... ربنا خلج ناس جادره تخدم وتساعد من غير مجابل وناس تانية ما تجدرش على الشيلة ديه .. وإحنا ما نجدرش
رفع سعيد عينيه إلى ولده يرمقه بقنوط وخيبة أمل ورغم هذا لم يصمت ناصر إنما واصل حديثه مفسراً بتعقل
:- من يوم ما كبرت واتشد عودى رميت عليا حمل الأرض والشغل وأنا جبلت أشيل ... وجتها حضرتك هملت كل شئ وسعيت ورا كرسى زعامة العيلة ... وأخوى كيف ما أنت خابر عمره ما شال مسئولية ... أنا يكفينى شايل حملكم بشتغل وأشجى فى الأرض وأوسع فى التچارة ومش ناجصنى أشيل هم رچال العيلة كُمان
سحب نفس طويل وأخرجه ببطء ليلقى بحكمة فى وجه أبيه :- أنت غلطت يا أبوى .. غلطت لما وجفت جصاد عمى وكان ممكن تنچح لو كنت وجفت چاره وبجيت دراعه اليمين
ضحكة استهزاء باهتة أطلقها سعيد قبل أن يقول عن قناعة ناظراً فى وجه ابنه الكبير :- عمك عدلى مش محتاچ دراع يمين ولا شمال ... ولاده هما درعاته التنين
هب حمدى يجعجع بحقد وبغض لا ينكره نحو أبناء عمه :- اصبر يا أبوى .. تعدى الأزمة ديه وأنا اللى هجف جصادهم وأنت هتبجى الكبير من تانى
استدار ناصر بغتة نحوه يحجم اندفاعه الأهوج قائلاً من بين أسنانه :- أنت تخرس وتحط لسانك چوه خاشمك ... ولما ننتهى من مصبيتك والناس تنسى شوى عملتك .. ندورلك على عروسة من بره البلد ... لاه من بره الصعيد كلاته لاچل ما تجبل بك من غير ما تعرف تاريخك الناجص
بدل سعيد بصره بأسى بين ولديه ثم تحرك إلى غرفته بيأس وكآبة أحاطت به بسبب أمل ضائع فى أولاده

***************

يتبـــــــــــــع



سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-10-21, 10:22 PM   #1778

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى غرفة مكتب الحاج سليم الذى شغل الأريكة الخشبية المصدفة القابعة فى صدر الغرفة، عن يمينه يوسف يجلس صامتاً يتابع بتركيز حديث مدحت الذى يجلس على مقعد مقابل يحاول شرح موقفه وموقف والدته مما حدث وانهى حديثه بنبره نادمة ووعد صادق :- أنا معترف بخطأى وعذرى الوحيد إنى شارى وباقى على فرح وعاوز نتمم جوازنا النهارده قبل بكره .. وأنا على أتم استعداد اعمل اللى يرضى حضرتك ويصلح سوء التفاهم اللى حصل ده
شد الحاج سليم جذعه وأسند مرفقه على مسند الأريكة يتكأ بذقنه فوق أصابعه مفكراً لبرهة قبل أن يتكلم برزانة عقله
:- اللى حُصل يمكن يكون سوء تفاهم من وچه نظرك .. لكن هو حجيجة من نواحى الست والدتك .. حجها يكون عنديها حفيد وحجها إنها تعلم باتفاجك أمعانا مش تتفاجأ يوم العرس
أراح كفه فوق مسند الأريكة مضيفاً بنبرة تحمل الكثير من الصرامة :- وحجنا نحافظ على بناتنا وكرامتهم
حاول مدحت المقاطعة إلا أن صوت سليم أسكته مستطرداً :- يوم ما چيت تطلب بتنا ولجينا أنك شارى وراچل صُح وافجنا وجولنا هتبجى واحد منينا وتحافظ على كرامة بتنا ... إنما دلوك الوضع محتاچ تفكير لما من أولها مش بتحترم أهلك وناسك وبتخبى عليهم يبجى هتحترم كلمتك أمعانا كيف
اتسعت مقلتا مدحت دهشة فيبدو أن الأمر على وشك الخروج من يده، ابتلع لعابه الجاف وبدل نظره بين الحاج سليم ويوسف الذى حمحم بهدوء يحاول التدخل بروية لتهدأه الأمور
:- اسمح لى يا حاج سليم .. أحنا عاوزين نقرب وجهات النظر ومدحت أكد أنه حصل التباس فى الأمر وكان فاكر أن أهله مش هيعترضوا طالما هو موافق على الشرط ده وحسب كلامه أنه أقنع والدته بالفعل .. وكلنا عاوزين نفرح يا حاج
رمقه مدحت بامتنان وتولى الحديث بعده مؤكداً بصدق وحماس :- وأنا تحت أمرك فى أى ضمان أو أى حاجة أقوم بها عشان أصلح صورتى قدام حضرتك
جمد سليم نظره على ملامح مدحت مفكراً إلا أن الإجابة جاءت من عند باب الغرفة المفتوح حيث يقف حسام معقود الحاجبين قائلاً بتجهم :- بدك تصلح إيه يا حضرة الظابط ... كسرة جلب خايتى ولا كسر فرحتها مهما عملت هتفضل ذكرى اللى حُصل بيناتكم ومش هتتنسى
نهض مدحت من مكانه والتفت حيث حسام الذى أغلق الباب خلفه وتقدم إلى الداخل واتخذ مكانه بجوار والده الذى أراح ظهره للأريكة وترك الساحة إلى ولده الكبير الذى يبدو أنه عرف كل شئ والفاعل معروف بالطبع، زوجته التى لا تُخفى عنه أمر
بلل مدحت شفتيه وزفر بقوة زاماً شفتيه، يعلم أن مهمته شاقة فى إرضاء كافة الأطراف وكل هذا بسبب خطأ بسيط، بل جسيم فى نظر عائلة العزازى التى تقدس الأصول والأعراف
نكس رأسه هنيهة يرثى لنفسه ولعروسه التى أغلقت كل السبل للتواصل معها، يدرك أن حسام محق فأصلاح فرحتها وطلب صفحها أمر صعب
رفع رأسه ينظر فى وجوه من فى الغرفة وقال بإصرار :- ولو عملت كده ... لو قدرت افرحها وانسيها اللى حصل نتمم الجواز وتنسوا سوء التفاهم ده
تبادل سليم وحسام نظرات مبهمة أما يوسف فنظر فى وجه مدحت يومئ بخفة غامزاً بطرف عينه ليستمر فى المحاولة وفعلاً تحدث مدحت من جديد بثقة
:- واتفاقنا زى ما هو ... ولو تحب نأجل الخلفة عشر سنين كمان أنا قابل .. المهم فرح تكون مبسوطة وأنتوا راضيين عنى أنتوا هتبقوا أهلى برضو
تفحصه حسام باستخفاف فكيف الوصول لصفح فرح عنه وهى أغلقت كل الأبواب بينهما بأمر من شقيقها لذا قال متهكماً :- وكيف بجى هتنسيها اللى حُصل؟
تنحنح مدحت ورفع أصابعه مضمومة أمامه راجياً
:- لو تسمحلى بخمس دقايق بس أشوف وفرح وأكلم...آآآ
:- كنك اتخبطت فى عجلك ولا إيه .. مفيش حديت وياها ولا عينك راح تنضرها إلا بعد كتب الكتاب ... ده لو اتكتب من أصله
اخترق صوت حسام الغاضب الباب المغلق حتى أنه وصل إلى الطارق بالخارج الذى دلف بعد برهة بوجه بشوش وعقب على كلام حسام بهدوء :- هيتكتب إن شاء الله وهنفرح كلنا
تقدم يسرى وخلفه ابنه الأوسط وائل وانضموا إلى الجلسة مستطرداً بهدوء أعصابه وبشاشة وجهه :- بقى معقول يا حاج سليم نبقى ضيوفك فى بيتك وتردنا مخذولين .. مدحت غلط أنه مقالش على اتفاقكم معاه وزوجتى اتفاجأت بالخبر وهى بطبيعتها ردود فعلها عصبية شوية لكن قلبها أبيض وعاوزه تفرح بابنها وكلنا جايين عشان نفرح يبقى نتوكل على الله
زفر سليم بعمق يتفحص مدحت الذى مازل على وقفته المترقبة وعينيه مسلطة بلهفة نحو سليم الذى يتأمله بتفكر وكأنه يعيد تقيمه من جديد بينما كتف حسام ذراعيه فوق صدره فى انتظار قرار والده إلا أن يسرى أردف مازحاً وهو يشير إلى وائل شقيق مدحت الصغير :- بص بقى يا حاج .. أنا حبيتك وطالب نسبك ولو مش عاجبك مدحت عندى واحد تانى أهه ... ووائل بقى هادى وفنان وعقله فى الكاميرا بتاعته وبس
:- إيه يا بابا ... إيه يا بابا إيه الكلام ده
وضع وائل كفيه فى جيبى بنطاله متفاخراً ويسرى يضحك على عصبية مدحت ولكنه تجاهله تماماً ومد كفه نحو الحاج سليم مهادناً :- أديك شايف حضرة النقيب شارى بنتكم ... وأحنا شاريين نسبكم نقرا الفاتحة ربنا يبعد عنا الشيطان ويتمم الجواز على خير
التزم حسام الصمت فهو يرغب فقط فى سعادة شقيقته ولم يرفض سليم كف الرجل الممدودة إليه بل صافحه بقوة بعد أن اطمأن قلبه على مستقبل ابنته وحرص زوجها المستقبلى على رضاها

*****************


بعد مرور اليوم الشاق بكل ما فيه عاد أحمد إلى منزله وألقى بجسده المرهق على أقرب مقعد له وفى غضون ثوانى كانت الفتيات تتحلقن حوله كالفراشات زاهية الألوان رقيقة المشاعر
اندست نوراة فى أحضانه تضمه بشوق وهتفت بتذمر طفولى :- اتوحشتك يا أبوى ... اتأخرت علينا اليوم كتير
طبطب على كتفها بحنو وقبل أعلى رأسها معللاً :- نعمل إيه فى المشاغل يا نوارة الدار
جلست سندس عن يساره وسلمى وقفت أمامه تحمل شقيقتها الصغرى التى تحاول التملص منها للوصول إلى دفء والدها بصخب، رفع عينيه نحو الصغيرة بعد أن ربت على كتف سندس بحنان وابتسم بوجه سلمى وهو يمد ذراعيه نحو الصغيرة يتلقاها داخل أحضانه وهو يواسى شقيقتها التى تحملت مسئوليتها وهى مازالت طفله يافعة :- مغلباكى الصغيرة ديه يا سلمى .. مش إكده
احتوى فجر بين ذراعيه وقبل وجهها عدة مرات برقة يطالعها بنظرات حنونة وهى تمسد على وجهه بكفها الصغير وتميل برأسها فوق كتفه أما سلمى فجلست بجوار نوارة تجيب على والدها بحبور :- لاه يا أبوى .. نوارة بتلاعبها وأنا وسندس بنراعيها كل واحدة شوية ما تجلجش عليها
حدج كبرى بناته بنظره فخر وحنان، تغيرت كثيراً عن ذى قبل أصبحت تتحمل المسئولية بصدر رحب وتظهر حبها واهتمامها لشقيقاتها الأصغر سناً، مد كفه يمسد على خد ابنته الكبرى برقة التى اظهرت معدنها الحقيقى فى وقت الشدة حين انسحبت والدتها من أداء دورها كأم وتركت بناتها يتخبطن بمفردهن رغم وجودها الظاهرى بينهن، ابتسم فى وجهها برضا وقال راحة قلب :- ربنا يبارك فيكِ يا ست أبوكى
ابتسمت الفتاة حياء ووجهها يتلون بشعاع وردى محبب لنظر والدها، عاد يداعب صغيرته المستكينة فوق صدره ويلاعبها فى حين بدأت إشارات وغمزات تتطاير من الثلاث بنات الأخريات حوله، لمح بطرف عينه تغامزهن سوياً فقال مشاكساً يحثهم على البوح بمطالبهم :- خير .. بدكم تجولوا إيه؟
أطرقت الرؤوس تأدباً وخجلاً بينما مطت نوارة جذعها متكئة على ساق والدها لتصل إلى أذنه هامسة بصوت مسموع للجميع :- بدنا نروح الفرح يا أبوى
قطب حاجبيه يتسائل بتعجب :- فرح إيه!!
بللت سندس شفتيها خجلاً وقالت بخفوت :- فرح .. فرح بنت العزازى
أرخى جفنيه وقد تذكر الفرح المقام فى القرية والذى قد نسى أمره تماماً فى دوامة المشاكل التى يسعى لحلها كما أن فاروق يقوم بالواجب معهم بحكم المصاهرة بين عائلة البدرى والعزازى
اندفعت نوارة تؤكد رغبتهن بحضور الفرح وهى تشرح لوالدها وتمد ذراعها البض أمام عينيه تدور بأصبعها الصغير فوق كفها الأخر مرددة بثقة :- أنا هرسم حنة هنا يا أبوى ... وردة هنا وطالع منيها فروع كتير
عقد أحمد حاجبيه بعدم استيعاب وعينيه تتحرك مع حركة أصبعها فوق كفها ثم رفع نظره نحو سلمى وسألها بجدية :- إيه الحكاية يا سلمى؟ حنة إيه ورسم إيه؟
سعلت الفتاة بخفة وزاغت عينيها لبرهة ثم قالت مشبكة أصابعها أمام جسدها توضح بصوت متلعثم :- أصل .. أصل مرات عمى هتروح الحنة اليوم فى دار العزازى و .. وكنا يعنى .. كان بدنا نروح أمعاها
تشبثت نوارة فى ذراعه تهتف بلهفة :- أيوه يا أبوى ... مرات عمى جالت هيچيبوا الست الحنانة ترسم حنة على يدنا ... أنا عمرى ما رسمت حنة يا أبوى
ابتسم فى وجهها وأنامله تمرعلى وجنتها برفق، يبدل نظره فى عيون فتياته المتلهفات لإجابته
:- حنة إيه وكلام ماسخ إيه ... من ميتا بتحبوا مرات عمكم لاچل ما تخرجوا أمعاها
صدر الصوت من فوق الدرج حيث تقف نجوى فى منتصف المسافة ترمقهم بامتعاض، أصاب تعليقها ووجودها الفتيات بالارتباك فنهضن من حول والدهم واصطففن بجانب بعضهن بتوتر، خاصة نوارة التى ينالها التوبيخ من والدتها كلما تحدثت بدلال مع والدها أو التصقت به
ترك أحمد فجر تنزلق من فوق ساقيه أرضاً لتتوجه حيث ألعابها المبعثرة فى بهو المنزل، زفر بقوة يستغفر الله فى سره وعينيه تتأمل قلق الفتيات وتخوفهن من والدتهن
رفع عينيه ساخطاً نحو زوجته التى تهبط الدرج ببطء شديد وحرص زائد على حملها الذى بدأت تظهر معالمه على جسدها وتسائل باستخفاف
:- يا مرحب يا نچوى .. هملتى برچك العالى ونزلتِ كيف؟
لم تجيب عليه إلا بعد وصولها إلى أخر درجة حرصاً على نفسها، يدها تتشبث بحاجز الدرج وعينيها تتابع حركة قدميها البطيئة بتركيز وما أن استقرت على الأرض حتى رفعت مقلتيها نحوه وأجابت ببساطة
:- الداكتورة عدت عليا اليوم وجالت أن شهور الخطر عدت وأجدر اتحرك من مكانى .. بس لابد أكون حريصة برضك
:- ومين اكتر منيك هيكون حريص
قالها متهكماً ثم أمال رأسه يتأمل بناته المترقبات بتوجس، كم نضجن وتفتحت عقولهن خلال الفترة القليلة الماضية، وكم أغدقوا عليه من مشاعر الحب والحنان ما كان يفتقده كثيراً فى السابق ... رفع حاجبه بنبرة مبهمة وعينيه تتجول فى وجوههن :- بجى بدكم تروحوا الفرح وترسموا حنة وورد وحاچات من ديه
زمت الفتيات الكبيرات أفواههن بترقب إلا نوارة التى هزت رأسه بالإيجاب، جلست نجوى أخيراً بالقرب منه بعد أن اقتربت ببطء تسند ظهرها بيدها وألقت بكلماتها الموبخة فى وجوه الفتيات :- چلع ابنته ماسخ ... ماحدناش بنات تخرچ وتتمسخر إكده .. يلا منك ليها اطلعوا على أوضكم وما سمعش حس واحدة منيكم ... جال مرات عمى جال
راقب أحمد خلجاتها وانفعالها بتركيز، يتأملها من أخمص قدميها إلى منبت شعرها فلا أمل من إصلاحها أو حتى طلب عطفها على بناتها اللاتى يتلقين أسوأ معاملة فقط لكونهن بنات
سحب نفس من الهواء وأخرجه مطولاً يهدأ من أعصابه ثم عاد للنظر فى وجوه بناته التى انطفأ الحماس فى وجوههن وظهرت علامات الحزن والأسى عليه، متع عينيه بالنظر فى وجوههن الجميلة للحظات، من حق الفتيات أن يحظوا بالقليل من الترفية خاصة أن كان تحت حماية ورقابة شخص ثقة كزوجة عمهن، شعت البسمة على شفتيه رويدا رويداً وبنبرة حانية ووجه بشوش وجه حديثه إلى سلمى
:- كلمى مرات عمك فى التليفون يا سلمى وبلغيها أنكوا هترحوا أمعاها ... وأنا هكلم عمك يعدى عليكم ياخدكم بالعربية
عادت الفرحة إلى وجوههن الصغيرة يتبادلن النظرات الغير مصدقة ووالدتهن تطالعهن بعيون جاحظة وفم مفتوح رفضاً لقرار والدهم بينما هتفت سندس بعدم تصديق :- صُح يا أبوى .. حضرتك موافج
أومأ بخفة فأسرعن إليه كالطير الصغير يمطروه بالقبلات الرقيقة على رأسه وكتفيه ثم أسرعت سلمى قبل أن تتدخل والدتهن من جديد قائلة وهى تفر من أمامهم :- هروح حالاً اكلم مرات عمى
وضعت نوارة كفيها الصغيرين فوق معدتها وقالت معترضة بصوتها الطفولى المحبب :- بس ناكل اللول يا أبوى
قرب بين حاجبيه ذاهلاً والتقط كفها فى راحته يتسائل بتعجب :- وإيه اللى أخركم لحد دلوك .. ليه ما اكلتوش؟
ضمت سندس كتفى شقيقتها الصغرى تحت ذراعها ووضحت بحب :- كنا منتظرينك يا أبوى .. لاچل ما نتغدى أمعاك
حرك رأسه مشاكساً وهتف فى وجوههن :- أهاه منيكم يا چنيات أنتوا .. بدكم شى من أبوكم يبجى ننتظر نتغدى أمعاه ونأثر عليه مش إكده
كتموا ضحكاتهم المرحة بخجل ولكنه لم يدع نوارة تفلت من بين يديه بل قربها نحوه يقرص وجنتها المكتنزة برفق :- وتچوعى حالك وتخسرى الخدود الحلوة ديه لاچل رسمة حنة
دغدغ معدتها بغتة فأطلقت ضحكاتها الطفولية المرحة، ضمها إلى صدره وقبل وجنتها بحنو يربت على ظهرها قائلاً :- ناكل اللول طبعاً لاچل خدود نوارة
ضحكت سندس بمرح وتبرعت بحماس :- أنا هبلغهم يحضروا الوكل حالاً يا أبوى .. يلا معايا يا نوارة
أسرعوا متشابكى الأيدى سوياً ترافقهم نظرات والدهم المحبة الذى نسى وجود نجوى بالقرب منه كما نسيت الفتيات وجودها فى ظل حنان وتفهم والدهم

****************

يتبــــــــــــع



سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-10-21, 10:23 PM   #1779

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

أراح ظهره إلى الأريكة ورفع كفيه ووضعهما خلف عنقه يتمطى بإرهاق ونظراتها الساخطة لا تفارق جانب وجهه، تجز على أسنانها بعصبية بعد أن شعرت أن دورها قد تقلص فى المنزل والفتيات أصبحن أكثر اعتماداً على أنفسهن وزاد ارتباطهن بوالدهم الذى يُسرف فى دلالهن من وجهة نظرها
شبكت كفيها تدعكهم بعصبية واضحة ثم قالت بأنفاس هادرة :- كيف توافج على المسخرة ديه يا أحمد ... إيه دخل البنات بمرات فاروج ... ومن ميتا أصلاً مرات فاروج ديه لها كلمة ولا عازه
نظره واحدة من عينيه ألجمت صوتها داخل حلقها وعضت على شفتيها تتنفس بصوت مسموع وصدرها يعلو ويهبط بثورة غضبها
أشاح بنظره بعيداً عنها يتابع فجر التى تلعب بقطع مكعبات ملونة بألوان زاهية على الأرض ولم تلتفت أو تهتم لوجود والدتها ثم أخرج سجائره من جيب جلبابه أشعل واحدة ببطء ونفث دخانها بعيداً ثم بدأ حديثه دون النظر فى وجهها
:- بنات أحمد السمرى متربين أحسن تربية وما يعرفوش المسخرة ولا يعملوا العيبة .. ومرات أخوى حرمة أصيلة بنت أصول حفظت غيبة أخوى وعشرته فى عز خصامهم
رفع السيجارة إلى فمه يمج منها ببطء ثم وجه نظره نحوها يتفحصها بحسرة وهى تجلس تتأكل من الغضب، تعتصر كفيها بعصبية وانفعال.. خرج صوته خافت بخيبة أمل وقنوط
:- العيب والمسخرة اللى صُح .. أن حرمة تنسى بناتها وتهملهم وتحرم بناتها من حنانها ورعايتها ... حتى البت الصغيرة اللى ما طلعتش من البيضة حرمتيها من حنيتك بكل أنانية وجسوة .. ومش هتكلم طبعاً عن بيتك اللى هملتيه ولا عن چوزك اللى نفر من عشرتك وتفكيرك الضيج اللى مفيش منيه فايدة
انقلبت ملامحها لذهول وهو يصرح لأول مرة بحقيقة مشاعره نحوها، عاد يبعد عينيه عنها يخرج نفسه بعمق مرخياً جفنيه بندم، لم يرغب يوماً فى جرح مشاعرها بهذا الشكل السافر ولكن لابد لها من صدمة لعلها تستفيق لنفسها وتحاول ضم بناتها إلى قلبها
استطرد على نفس نبرته الخافتة آسفاً :- لو عليا اللى بيناتنا كزوچ وزوچة انتهى خليص ... اللى يهمنى دلوك بناتى ومستجبلهم وحالتهم النفسية ولو أنتِ مش جادره كأم تراعيهم صُح .. يبجى ترچعى لبرچك العالى وتنتظرى أبو زيد الهلالى اللى هتخلفيه واللى هيصلحلك الكون
أسند مرفقه إلى ساقه يحتوى رأسه بكفه باستياء من كل ما يحدث حتى أنه مستاء مما أل إليه مجرى الحديث، وصل إلى سمعه شهقات صوتها المنتحب ولامته بنبرة مهتزة
:- ديه أخرتها يا أحمد تهملنى إكده وتجسى عليّ بعد العشرة ديه كلاتها .. وأنا بدى أچيب الواد ليه لاچل خاطرك .. لاچل ما اسمك يفضل عايش بين الناس
انصت إلى حديثها الذى لا يتبدل ولا يتغير لضيق أفقها، تردد حديث والدتها بلا وعى أو كلل، رفع رأسه عن كفه وركز عينيه على ملامحها التى صار لا يعرفها من طول البعاد وكثرة الجفاء، ربما تكون جميلة لكنها خالية من الدفء والمشاعر، باردة المشاعر برود الثلج ومبرمجة كإنسان آلى ينفذ الأوامر، أوامر والدتها فقط
مج نفس أخر من سيجارته ينفث بها لهيب قلبه وحزنه مع دخان سيجارته وقال يؤنبها بخفوت
:- أنتِ مصدجة اللى بتجوليه ديه .. أنا كرهت الخلفة من حديتك اللى بتردديه من سنين طوال .. أنا راضى بعطاء ربنا وحنان بناتى حواليا ومش رايد غير إنى أحسن تربيتهم وأفرح بعلامهم وزواچهم فى الوجت المناسب
مال بجذعه نحوها يردد ببطء يؤكد على كل حرف يخرج من بين شفتيه ويشير بطرف ذقنه نحو بطنها الصغير الذى بدأ فى التكور :- لو مش جادرة تكونى زوچة على الأجل كونى أم صالحة تراعى بناتها وتراعى اللى چاى فى الطريج سوا كان واد ولا بت
نهض من مكانه وتركها ذاهلة فى مكانها تحاول استيعاب كلامه، مر أمام ابنته الصغرى التى تفاجأت بمغادرته ولم تجد سوى والدتها فى البهو فنهضت من فورها تركض خلف والدها تنادى عليه بلهفة ترغب فى مصاحبته :- بوى .. بوى معاك
التفت نحوها ومال عليها يرفعها بين يديه ثم دفعها لتطير فى الهواء ضاحكة قبل أت تهبط بين ذراعيه الأمنة من جديد، ضمت عنقه بذراعيها الصغيرين وأراحت رأسها فوق كتفه باطمئنان تنعم بحنان لا تجده سوى عنده فقط

****************


انهت أمل مكالمتها الهاتفية بوجه منشرح والتفتت تتأمل فارس الممدد فوق الأريكة بجوارها يعبث فى هاتفه المحمول إلا أن أذنه كانت منصتة إلى حديثها خلال الهاتف فهتف متذمراً بعد أن أغلقت المكالمة
:- اشمعنى بجى تاخدى بنات عمى وتهملى ولدك الصغير
ضحكت أمل بمرح على تعبيرات ابنها المشاغب الفصيح ووضحت له :- ليلة الحنة للبنات بس وأنت خابر زين ... ولا بدك تاچى معانا نرسم حنة على أيدك يا زينة الشباب
لوى شفتيه مستهجناً واعتدل فى جلسته يقارعها فى الحديث :- ما أحنا چينا أمعاكِ فى حنة خالة ياسمين
أومأت تؤيده ولسانها يذكره من جديد :- صُح كنا فى دار چدك وخالك يعنى أهلنا وناسنا وسلمتوا عليهم ومشيتوا طوالى .. دلوك هنكون فى دار نسايب خالك يعنى ضيوف عليهم (مدت كفها تخبطه على ساقه بخفة موبخة) وأنت بجيت راچل أهاه كيف تجعد وسط الحريم يعنى
نفخ متذمراً وعاد يرفع شاشة هاتفه المحمول أمام عينيه يواصل اللعب بألعابه الألكترونية، تقدمت فهيمة نحوهم بعد أن أغلقت غرفة نومها على زوجها الذى ينام قليلاً بعد وجبة الغداء
هتفت أمل بسعادة تبلغها بالجديد حين اقتربت منها :- أمة فهيمة .. سلمى كلمتنى دلوك وجالت أخوى أحمد موافج ياچوا أمعاى الحنة
جلست بجوار فارس تحرك رأسها باستحسان مرددة :- زين ... زين أهوه البنات تفك عن حالهم شوى .. كلميها يا أمل وخبريها تچيب فچر تجعد أمعاى لحد ما تعاودوا
:- ما تاچى أمعانا يا أمه فهيمة
شهقت فهيمة مستنكرة تخبط على صدرها بقوة :- يا مُرى .. أچى فين يا مخبلة .. أنا كبرت على الروحة والچاية وماليش فى دوشة الأفراح ديه ... بكفاية عدلى والولاد هيعملوا الواچب مع عيلة العزازى وأنتِ موچودة أمعاهم
رفعت سبابتها تؤكد بتحذير حانى :- ديرى بالك على البنتة يا أمل عينك عليهم .. دول لا بيروحوا ولا بياچوا
طمأنتها ببعض كلمات قبل أن تهم بالنهوض
:- ما تخافيش يا أمه فى عينيا التنين .. أنا هطلع أچهز حالى فاروج هيعاود على المغربية يوصلنا
التفتت فهيمة تتأمل تعابير وجه فارس المسلط نظره على شاشة هاتفه بتركيز شديد، مالت جانباً تشاهد ما يشاهده لتجد سيارة مسرعة فى الطريق يقوم فارس بتوجيهها بأصابعه وكل انفعالاته تشاركه اللعب
لوت شفتيها امتعاضاً وسألته بهدوء عن شقيقه لكنه لم يجيب وهو يميل بجسده مع حركة السيارة المسرعة داخل مضمار السباق، قطبت حاجبيها وخبطت على ساقه عدة مرات تعيد السؤال على مسامعه وتجذبه من تركيزه فى اللعب :- خوك فينه يا فارس؟
انتبه أخيراً لها وبعد ثانيتين أوقف اللعبة ونظر نحوها مجيباً :- ياسين فى الچنينة بيسجى الورد اللى زرعه چديد
حركت رأسها متذكرة كيف كان عمه يهتم بالحديقة منذ صغره فى هذا المنزل وشاركت فارس ذكرياتها :- ياسين طالع لعمه كان يحب الأرض والزرع من صغره .. بكره يطلع مهندز كيف عمه
اعتدل فارس يتأمل وجهها بتركيز يتسائل عن والده :- وأبوى كان بيحب إيه وهو صغير؟
تفحصت وجهه الصغير وداعبت شعره الناعم وقالت تشاغبه وهى تجذب شعره برفق :- كان طالع غلباوى ويحب اللعب كيفك إكده
قهقه فارس بمرح وشاركته جدته الضحك حين رن هاتفها المحمول باسم زوجة ابنها الكبير، زفرت بضيق فهى لا تحادثها إلا للشكوى والتذمر
ربتت على ظهر فارس برفق ناصحه :- خليك چار أخوك يا فارس ما لكوش غير بعض ... كيف ما أبوك وعمك ما بيفرجوش بعض وكل منيهم سند للتانى
:- حاضر يا چدتى
أطاعها بقبول ومحبة ازدادت نحوها بعد أن تحسنت علاقتها بوالدته ونهض من فوره يتوجه نحو الحديقة حيث شقيقه الكبير بينما تلقت فهيمة المكالمة والتى بادرت نجوى الحديث باستياء
:- عچبك يا خالتى اللى عِمله أحمد ده ولا عامل اعتبار ليا ولا لكلامى ويبعت بناتى مع مرات عمهم ... إحنا مالناش صالح بالعزازى ولا البدرى
استمعت إلى حديثها وملامح أحمد الحزينة المرهقة دائماً تترائى أمام عينيها، تتذكر كلماته القليلة التى أفصح من خلالها عن معانته مع زوجته منذ بداية زواجهم بعد أن فاض به الكيل
تنهدت فهيمة تحرك رأسها بحزن وعزمت على نصره ولدها فهى لن تبخسه حقه بعد الأن أو تميل لكفة ابنة شقيقتها لذا قالت بصرامة :- أحمد راچل ... مهندز ومتعلم عجله يوزن بلد بذاتها وهو خابر مليح كيف يربى بناته
ضيقت نجوى عينيها غير مستوعبة لتغير حال خالتها معها منذ عدة شهور فقالت تستفسر أكثر بنبرة مهادنة :- ما جولتش حاچة يا خالتى ... راچل وسيد الرچالة كُمان .. لكن بناتى مالهمش صالح ببنت البدرى أنا مش رايدة يتعلموا منيها جلة الرباية وياچى اليوم اللى يهربوا من بيوتهم كيف ما عملت
تجهمت ملامح فهيمة وزعقت فى وجهها عبر الهاتف :- سدى خاشمك يا نچوى وما تنسيش أن أمل ديه مرات ولدى وأم أحفادى
:- من ميتا يا خالتى؟
ألقت كلماتها بتهكم زائد أشعل غضب فهيمة التى بدأت تشيح بذراعها فى الهواء وهى تجيب عليها بانفعال
:- من يوم ما عرفت الحج .. الغيرة كانت عميانى وجسيت عليها وربنا شال الغمامة من على عينى .. وطول ما هى شايلة ولدى فى عينيها هشلها أنى فى عينيا التنين ... ويكون فى علمك يا بنت أختى لو ما اتصلح حالك وفوجتى لچوزك وبناتك لأكون مچوزاه ست ستك .. فاهمة
أغلقت الهاتف فى وجهها وتركته بجانبها تتمتم بغضب :- بت جليلة الرباية .. الله يكون فى عونك يا أحمد

***************

يتبــــــــــــــــــع


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-10-21, 10:25 PM   #1780

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,722
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


بدأت النساء فى التوافد إلى فيلا العزازى بعد أن هجرها الرجال واكتفوا بجانب فى الحديقة بجوار المضيفة حيث تجمع الحاج سليم الذى وجد فى حديث يسرى والد مدحت سلوى كبيرة وبجوارهم حسام أما وائل فكان بالقرب يلتقط بعض اللقطات بالكاميرا خاصته للأشجار والزهور المنتشرة فى الحديقة ثم اقترب من حسام يذكره بوعده :- حسام مش هنروح المزرعة زى ما وعدتنى ... عاوز أخد كام صورة للخيل هناك
ارتشف حسام جرعة من كوب الشاى خاصته وقال بحبور :- اجعد بس اشرب الشاى .. نطمن أن الحريم مش ناجصهم حاچة ونطلع على المزرعة طوالى ... الرچال كلها هتتچمع إهناك
جلس وائل وتناول كوبه يرتشف منه رشفات سريعة يحاول الاندماج فى حديث والده والحاج سليم
عند بوابة المنزل توقفت سيارة فاروق وترجل منها، يدور حولها وفتح الباب المجاور لزوجته وساعدها على النزول بحرص ثم وقف يحتوى كفها بين راحته يوصيها بلطف :- ديرى بالك على حالك لو حسيتى بتعب اتصل على أچى أخدك طوالى
ربتت بكفها الأخر فوق راحته القوية تطمئنه بابتسامة خجولة من نظرات بنات أحمد اللذين ترجلوا بدورهم ووقفوا بجوارها :- ما تجلجش يا فاروج ده شوية تعب بسيط وطبيعى فى الحمل والحمدلله عدى على خير .. اطمن
نزل بعينيه إلى بطنها كأنه يرى طفله بالداخل ويطمئن عليه ثم رفع عينيه إلى بنات شقيقه المتابعات وجذب نوارة تحت ذراعه يقبل وجنتها المكتنزة بحب وقال يلاطفهم ببشاشة :- اتبسطوا يا بنات بالأصول والهداوة واسمعوا كلام مرات عمكم وخلوا بالكوا عليها كُمان وعلى بتى اللى چوه
ابتسمت وجوههن بحماس وفرح يؤكدون على حديثه بإيماءات خفيفة ثم وقف يودعهم وهم يدلفون إلى الحديقة، نوارة تتأبط ذراع أمل وخلفها سلمى وسندس متشابكى الأكف يتجولون بنظرهم فى المنزل الكبير والحديقة المحيطة به
على باب المنزل الداخلى استقبلتهم نسمة وشمس التى فتحت ذراعيها لتضم شقيقة زوجها بترحاب وفجأة ارتطمت أجسادهن ببعض فابتعدن وكلا منهما تحمى حملها بذراعيها متألمة، هتفت أمل فى وجهها متألمة وكفيها تمسد على بطنها بالتبادل :- بالراحة يا شمس بطنك كبرت جوى
ضحكت شمس رغم تألمها وأسندت ظهرها بكفها مبررة :- والله ما بقتش بعرف أقدر المسافات وفجأة ألاقى بطنى بتخبط فى أى حاجة قدامى
:- أنا بقولها إكده برضك يا أمل بطنها كبرت جوى ما شاء الله شكلها هتولد بدرى
قالتها نسمة وهى تتقدم نحو الفتيات ترحب بهن مردفة :- دول بنات أحمد بيه .. ما شاء الله عرايس
بدأت فى مصافحتهن بحبور وشمس تعقب على حديثها :- يا رب أولد وأخلص بقى أنا تعبت أوى وتقلت مش قادرة أمشى خلاص ... وأخوكى نازل فيا تريقة يا أمل ولا كأنه ابنه
ابتسمت بحنين لأخيها الذى كان مجيئة فتحه خير عليها وقالت بمحبة :- ربنا يسعد جلبه ويفرحكم بولدكم يا حبيبتى .. إلا أنتوا أتأكدوا إنه ولد؟
:- لأ .. بس يوسف قلبه حاسس وقال نسيبها مفاجأة يوم الولادة
:- ربنا ينوله اللى فى باله ويچعله ذرية صالحة يا رب
استدارت نحو الفتيات تشاهد خجلهن وشمس ترحب بهن مع نسمة التى أشارت نحو قاعة جانبية :- اتفضلوا هنا يا بنات .. الحنانة على وصول وهنجعد نهيص ونرجص إهنا
تساءلت نوارة بفضول وهى تتقدم بينهم نحو القاعة :- والعروسة فين؟
سحبتها نسمة من يدها تتأبط ذراعها تلاعبها بخفة :- تعالى يا بطة يا حلوة أنتِ .. العروسة فوج هتلبس وتتزوج وتنزل طوالى

**************

فى الأعلى كانت فرح تجلس مع ندى وزينة وقد هدأت حالتها النفسية كثيراً بعد حديث زينة واعتذار مدحت، انتهت زينة من تصفيف شعر العروس بعد أن وضعت ندى لمسات تجميلية بسيطة على وجهها، ابتعدت زينة للخلف تطلب من فرح أن تنهض من مكانها وتلقى نظره على نفسها فى المرأة
وقفت وظهرها للمرأة وزينة وندى أمامها ينتظرن رأيها بفارغ الصبر، تنفست بقوة ثم التفتت مغمضة العين وفتحتهما ببطء تتأمل نفسها فى المرأة
لمعت مقلتيها وطلت البسمة على وجهها تحرك رأسها يمين ويسار تتفحص زينتها الرقيقة وقالت بتأثر بالغ :- أنتوا عملتوا إيه يا بنات .. هو أنا حلوة أوى كده
تقدمت زينة خطوة نحوها وقالت مادحة :- أنتِ حلوة أوى يا مرات أخويا .. أحنا بس حطينا التاتش بتاعنا
ضحكت بمرح وندى تنضم لهما مازحة تشاكس صديقتها :- قصدها عملنالك سنفرة وودكو ... بس والله جاب نتيجة
تأثرت ملامحها وكادت أن تبكى وهى تجذب ندى تحتضنها بقوة شاكرة :- متشكرة إنك جنبى يا ندى .. ويارب أفرح بكِ قريب مع دكتور كريم ولا أنتِ لسه بتفكرى؟
تنهدت ندى بخفة حين تذكرت كريم وحديثها مع شقيقها عنه وقالت بشقاوة تتهرب من الإجابة :- هو ده وقته النهاردة وبكره بتاعك لوحدك بعدين نتكلم عنى
عادت تضمها من جديد ثم التفتت نحو زينة وضمتها أيضاً ممتنة :- شكراً يا زينة .. ما تتصوريش وجودك هون عليا حاجات كتير
ربتت على ظهرها برفق تؤكد على حُسن النوايا :- أحنا خلاص بقينا أخوات يا فرح .. والمهم أنك تنسى كل اللى فاتت وتفكرى من اللحظة ديه وبس .. أحنا بقينا عيلة واحدة
ابتسمت بفرح ووقفت تتأمل نفسها فى المرأة من جديد برضا وسعادة وقالت بجدية :- أنا بفكر ألغى الميكاب ارتست اللى هتيجى بكره وهكتفى بيكوا أنتوا الأتنين
فجأة صدعت سرينة سيارة الشرطة تخترق الحديقة هرعوا جميعاً لرؤية ما يحدث فى الأسفل كما نهض حسام من مكانه ومعه وائل يشاهدون سيارة الشرطة المتقدمة نحوهم يقودها مدحت وبجواره يوسف
خرجت النساء من القاعة إلى الشرفة الخارجية يشاهدون ما يحدث بعد أن ترجل مدحت ويوسف من السيارة ومن صندوق السيارة الخلفى هبط نُصحى حاملاً صحبة كبيرة من الزهور وقدمها نحو حسام وقدم المباركات والتهانى ثم عاد وأخرج حقائب كرتونية مختلفة الأحجام حملها وتقدم خلف مدحت الذى وقف أمام حسام ويوسف بجواره ثم بدأ فى تقديم هدية تلو الأخرى وشقيقه يلتقط له الصور
:- اتفضل يا حسام بيه صحبة الورد ديه هدية للعروسة عشان تسامحنى على سوء التفاهم اللى حصل وتعرف أن حياتنا هتبقى كلها بهجة وتناغم ورقة زى صحبة الورد ديه بالظبط
التفت يشير إلى الهدايا حوله مردفاً :- وكل الهدايا ديه محاولة بسيطة منى أنى ارسم الضحكة على وشها من تانى وتفضل هى ديه الذكرى الحلوة من يوم جوازنا
جال حسام بنظره فى الحقائب والزهور دهشة ثم أشار نحو عربة الشرطة وتساءل بتعجب :- والبوكس لازمته إيه يا أخ مدحت؟
لوى مدحت رأسه ينظر نحو عربة الشرطة الذى يقف نُصحى بجوارها وقال بهيام :- ده رمز للمؤبد اللى هعيشه مع عروستى إن شاء الله
رفع حسام حاجبيه يكاد يجن مما يسمع بينما تعالت الضحكات من أكثر من مكان حولهم، رفع مدحت عينيه نحو الشرفة العلوية ليلتقى بضحكة فرح السعيدة وهى تقف بين شقيقته وندى
رفع سبابته نحوها بانتصار وقال لحسام :- أهوه .. قدرت أمسح الحزن من على وشها وأبدله بضحكة ... وأوعدك أنى هعمل جهدى عشان أسعدها طول العمر
هز حسام رأسه مستسلماً فلقد وعد مدحت وأوفى بوعده، رفع رأسه يتأمل ابتسامة الرضا على وجه شقيقته قبل أن تدلف إلى غرفتها من جديد

*******************

دلفت فرح إلى غرفتها بقلب يزغرد فرحاً بعريسها الحبيب وخلال دقائق قليلة كانت نسمة تدلف الغرفة ومعها أحد المساعدات حاملة حقائب الهدايا وضعتهم جانباً ثم أغلقت نسمة الباب خلفها وقالت تعاتبها مازحة :- عريسك هيچنن چوزى .. أنا بحذرك لو چراله حاچة همسك فيكِ أنتِ
بالفعل مدت ذراعيها تقبض على جسد فرح تضمه إليها وهمست بمودة :- ربنا يسعدك يا حبيبتى
قبلتها بحب ثم ابتعدت معللة :- أنا لازمن أنزل اضايف الناس وأنتِ يلا البسى بسرعة المعازيم تحت منتظرينك
ما أن فتحت الباب حتى وجدت والدة مدحت أمامها تستأذن فى الدخول، سمحت لها نسمة ووقفت بفضول تتابع حديث ماجدة التى وقفت تتفحص فرح وقد برز جمالها الطبيعى ببعض اللمسات البسيطة ممزوجة بكثير من الفرحة، تمتمت بانبهار وصوت مسموع :- ما شاء الله عليكِ .. جميلة يا فرح ولون بشرتك مميز
أحنت فرح رأسها خجلاً وتوجساً من المرأة التى كادت تهدم سعادتها ولكنها خالفت ظنونها حين تقدمت نحوها وفضت حقيبة كبيرة كانت تحملها فى يدها وأخرجت منها فستان بلون سماوى وقربته من جسد فرح مردفة :- اللون ده هيبقى تحفة عليكِ ... يا رب يعجبك أنا صممت أنزل اختاره بنفسى عشان ليلة الحنة
تنفست نسمة الصعداء ووضعت كفيها الأثنين فوق صدرها براحة أما فرح فرفعت رأسها تتأمل الثوب الرقيق وشكرت ماجدة بخفوت
جذبتها ماجدة من يدها وجلسوا سوياً على حافة الفراش وجميع من بالغرفة منتبه لحديثهم، حمحمت ماجدة وبدأت حديثها بهدوء وكف فرح بين راحتيها
:- اسمعى يا بنتى .. لما إن شاء الله تخلفى ويبقى عندك أولاد هيبقوا كل حياتك ولما يكبروا وكل واحد منهم يشق طريقه هتلاقى الدنيا انفضت من حواليكى وقتها كل أملك بيكون فى حفيد .. كائن صغير يملى حياتك ويفرحك ويبقى أغلى من ولادك نفسهم
زفرت بعمق ثم استطردت مبررة بتأثر كبير :- مدحت أول فرحتى .. أول فرحتى فى الخلفة وأول واحد يتجوز من ولادى وكنت أتمنى يبقى أول أحفادى منه كمان .. لكن ده أمر فى علم الغيب وهيجى فى أوانه إن شاء الله
فرت دمعة من عينيها وظهر التأثر على وجه فرح التى حاولت الدفاع عن موقفها وبررت قائلة :- والله يا طنط مدحت هو اللى أصر نستعجل فى الجواز وعشان كده بابا وأخويا حطوا الشرط ده
تفاجأت من هدوء ماجدة وبساطة ردها وهى تمسح دمعتها برقة
:- ولهم حق .. لهم حق با بنتى الشهادة سلاح فى أيد الست هينفعها وقت اللزوم وهينفعها كمان فى تربية ولادها
ربتت على كف فرح واستطردت بنبرة أقرب للمرح :- وأنتِ بقى لازم تاخدى على عصبيتى .. وتستحملينى زى ما ولادى بيستحملونى .. ما أنتِ بقيتى بنتى أنتِ كمان
ابتسمت فرح بتأثر واستسلمت لذراعى ماجدة التى ضمتها بحنو وهى تبارك وتدعو لهما بالخير فتعالت زغاريد نسمة تعلن عن الفرح واستقامة الأمور

****************


كان يوم الزفاف حافل بالسعادة والفرح للأسرتين ولأهل القرية اللذين نالهم الكثير من كرم عائلة العزازى، وتجمعت كل عوائل القرية يشاركون عائلة العزازى فرحهم فى جو من البهجة والتأزر بين أبناء القرية الواحدة
ودعت العروس عائلتها وغادرت مع عريسها إلى منزل الزوجية مع عدد قليل من الأسرتين يصاحبهما وبعد أن تلقوا التهانى وغادر الجميع أغلق مدحت الباب سريعاً وشرع فى خلع سترته وألقى بها جانباً واستدار يواجه فرح التى تحفزت له وهى ترى حماسه الزائد خاصة حين قال بغيظ :- بقى مطنشانى ومش بتردى على تليفوناتى ولا رسايلى من إمبارح .. ماشى أنا هوريكى يا فرح
أسرعت بالجرى من أمامه واختفت خلف باب غرفة النوم وأغلقته خلفها تهدده من الداخل :- اعقل يا مدحت .. أنت اللى غلطت الأول
:- اعقل .. الليلة مفيهاش عقل يا روحى
ضرب الباب بكتفه ففتحه ببساطة بعد أن فشلت فرح بجسدها الرشيق فى منعه من الدخول، لملمت طرفى ردائها المنفوش ووقفت فوق الفراش تشير نحوه بصحبة الزهور التى لازالت فى يدها تحاول أن تهدأه قائلة بمهادنة :- مدحت أنت مش صالحتنى وجبتلى هدايا عشان أفرح واضحك
فتح أساور قميصه ثم انتقل إلى الأزرار يفتحها واحد تلو الأخر وهو يحرك رأسها بقوة مؤيداً وعينيه تتفحص جمالها بنظرات نهمة :- صح أنا كده عملت اللى عليا .. وعاوز حقى بقى
قلبت شفتها ترسم وجه باكى على ملامحها وتسائلت بتوجس :- عاوز إيه يعنى؟
انتهى من حل أزرار قميصه وفتح ذراعيه لها يدعوها للقرب بمكر :- تعالى وأنا أقولك عاوز إيه؟
هزت كتفيها رافضة ورفعت صحبة الزهور من جديد تهدده بقذفها فى وجهه هاتفه برفض :- لا مش عاوزه أعرف
رفع سبابته يحذرها بمرح :- خدى بالك .. لو حدفتى البوكية ده وأنا اتلقيته يبقى هتجوز فى القريب العاجل .. أنتِ حرة
قطبت حاجبيها تناظره بغضب حين ذكرها بطقس قذف بوكيه العروس إلى صديقاتها لتكن بشرى لزواج إحداهن بعدها مباشرة، لعب حاجبيه لها بشقاوة يغيظها فألقت الصحبة خلفها وقفزت من فوق الفراش تحاول الفرار خارج الغرفة لكنه كان الأسرع وبحركة مباغتة منه أصبحت بين يديه، صرخت فى وجهه تستغيث منه إليه :- مدحت
:- عيونه
قالها بهيام ولوعة فهدأت بين يديه الدافئة ونظراته المتلهفة عليها وقالت بنعومة :- إحنا لازم نتكلم مع بعض
حرك رأسه رفضاَ وعينيه تجرى على ملامحها الجميلة بعشق وقال بخفوت :- الليلة ديه مش محتاجين للكلام
زمت شفتيها تتأمله بخجل وتخوف طبيعى مما هى مقدمة عليه، مال عليها يطبع قبلاته على خدها وعنقها بنعومة ثم سحب ذراعيه من حول جسدها وابتعد نحو جارور الكومود فتحه والتقط من داخله شئ ثم عاد إليها وجدها تحتضن جسدها بذراعيها وكأنها شعرت بالبرودة لابتعاده عنها
ابتسم فى وجهها ورفع يده بعلبة دواء صغيرة وقال بهدوء :- أنا عند كلمتى وده الدليل ... اتفضلى ديه حبوب منع الحمل
تفحصت العلبة فى يده بتعجب وعادت تتأمله ملامحه الوسيمة بنظرات عاشقة و ابتسامة جميلة تزين شفتيها، ضم وجهها بين راحتيه ووجهه يكاد يلاصق وجهها قائلاً :- طبعاً أنتِ نسيتى تعملى حسابك على موانع حمل مش كده
عضت على شفتها بخجل وأومأت إيجاباً ففى خضم كل هذه الأحداث نسيت إحضار الدواء من منزل والدها، ضحك بمرح ثم أردف :- أنا بقى فاكر وبعد شهر العسل هنروح للدكتور ونشوف وسيلة مناسبة أكتر لكِ ... والفترة اللى جاية ديه هنستمتع بحياتنا مع بعض من غير زعل ولا خصام ولا بعاد لغاية ما تخلصى دراسة
تنفست براحة وأنفاسها الدافئة تلفح بشرته بسعادة، رفع ذقنها قليلاً ومال عليها يرتوى من عسل شفتيها بشغف أصابها بالدوار فرفعت كفيها تتشبث بقميصه المفتوح حتى لا تسقط أرضاً فاقدة الوعى من حرارة مشاعره التى يغمرها بها رغم احتوائه لجسدها بين ذراعيه بقوة
أطلق سراح شفتيها لتلتقط أنفاسها ونزل بشفتيه على عنقها وكتفها بنعومة يؤكد ملكيته لها وهى تردد حروف اسمه بهيام
رفع رأسه يتأمل وجهها المتوهج بالحمرة وعيونها المسبلة هامساً أمام شفتيها :- قلب مدحت وزوجة العمر كله

*****************

قـــــراءة ممتــــــــعة



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 26-10-21 الساعة 10:42 PM
سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.