آخر 10 مشاركات
انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )           »          135 - ضوء آخر النفق - روزميري كارتر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          548 - الحب الملتهب - كاتي وليامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : لولا - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-20, 07:55 PM   #341

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والعافية على الجميع
تسجيــــــــل حضـــــــــور
في انتظار نزول الفصل


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 09:39 PM   #342

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والعافية على الجميع
تسجيــــــــل حضـــــــــور
في انتظار نزول الفصل



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يسعد مسائك يا جميلة

تسجيل حضور و أنتظار


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:18 PM   #343

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

بعتذر عن التأخير بسبب مشاكل فى النت
هنزل الفصل حالاً


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:19 PM   #344

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادى عشر
********


فى العاصمة داخل منزل عماد وبعد انتهاء عمله وعودته لمنزله مبكراً عن كل يوم رغبة منه فى الحديث مع والديه
انضم إليهم فى جلسة عائلية بسيطة أمام التلفاز حيث تتابع والدته أحد المسلسلات التلفزيونية ويجلس بجانبها والده يتابع بلا اهتمام
جلس عماد على مقعد قريب منهم يدعى متابعة التلفاز وهو فى حقيقة الأمر يرصد ملامحهم وانفعالاتهم المتشنجة منذ انضم لهم
مر يومان على مناقشة موضوع الزواج من ياسمين معهم ومن وقتها يسود صمت مريب بمجرد ظهوره فى المكان
كان يعلم أنه سيخوض جدال كبير معهم بسبب وضع ياسمين المختلف عن ما يتمنوه لأبنهم الوحيد لكنه أعتمد على علمه برغبتهم الشديدة فى زواجه وتمنى أن يرضخوا لرأيه ويباركوا الزيجة بعد بعض الوقت
الأن عليه أن يبدأ جولة أخرى فلا يرغب أن يتأخر بالرد على يوسف وياسمين خاصة بصراحتها الصادقة وقوة شخصيتها فى مواجهة ألمها ومشاكلها
حرك رأسه نحو التلفاز بشرود يبحث فى جنبات عقله عن وسيلة لفتح الموضوع من جديد ويرتب أفكاره المبعثرة حتى يعرض رغبته بشكل جيد ومقنع، حين بدأ الفاصل الإعلانى استغل الفرصة للحديث حتى يحصل على تركيزهم التام
تحرك فى مقعده يتكئ على المسند ليواجه والده ثم سعل بخفة ليجذب انتباه وقال بارتباك
:- ياترى فكرتوا فى الموضوع اللى كلمتكم فيه يا بابا
ألقت والدته نحوه نظره استهجان والتزمت الصمت بينما قال الأب بلامبالاة :- موضوع إيه!!
ازدرد عماد ريقه بتوتر فالبداية غير مبشرة تماماً ثم قال بهدوء
:- موضوع ياسمين يا بابا ... موضوع الجواز اللى كنتم بتلحوا عليا من وقت ما أتخرجت عشان أتجوز ... وأهوه جه الوقت
أرخى الأب جفنيه ورسم ابتسامة متهكمة على ثغره قائلاً
:- تفتكر ياعماد لما أب وأم يطلبوا من ابنهم الوحيد إنه يتجوز ... بيكون هدفهم إيه!!
فهم عماد المغزى من السؤال ولكنه أجاب بمراوغة
:- عشان يفرحوا بابنهم ويطمنوا عليه وعلى سعادته
لوت والدته شفتيها بتذمر وظلت على صمتها بينما واصل الأب المجادلة بعد أن ضحك باستهزاء
:- لا ياعماد ... بيطلبوا ابنهم يتجوز عشان يشوفوا أحفادهم ... عشان يفرحوا بنسلهم ويطمنوا على امتداد اسمهم بعد مماتهم ... عشان يطمنوا أنهم أدوا رسالتهم فى الحياة وسايبين من بعدهم أولاد وأحفاد يدعولهم وهما تحت التراب
قطب عماد جبينه وقال بحمائية
:- ربنا يديك طوله العمر يا بابا ... لكن الخلفة ديه بإيد ربنا ومحدش عارف مكتوب له إيه!!
أخيراً تدخلت الأم لتشارك فى الحديث بشئ من الحدة
:- ونعم بالله ...كله بأمر الله مش معترضين ... لكن محدش بيدخل فى علاقة وهو متأكد إنه مش هيخلف (دققت النظر فى ملامح ابنها ناصحة بلهجة واثقة) أنت ماتعرفش إحساس الناس المحرومة من الخلفة مستعدين يعملوا إيه عشان يبقى عندهم ضفر عيل
لم يمهله والده الفرصة للكلام بل أكمل على حديث الأم قائلاً
:- أنت دلوقتِ بتفكر بشهامة نحو بنت أنت معجب بها ... وحط تحت كلمة (معجب بها) ديه ميه خط
حدق عماد بوجه والده الجاد الذى واصل حديثه بخبرة السنين بنبرة واثقة
:- اللى أنت فيه ده يا عماد مجرد إعجاب لإنسانة ممكن تكون مختلفة عن البنات اللى قبلتهم قبل كده ... مجرد إعجاب وانبهار هيروحوا بعد وقت
أعتدل الأب فى جلسته ليواجه أبنه وأستطرد بانفعال
:- تقدر تقولى أنت شفتها كام مرة!! ... قابلتها كام مرة!! (دقق النظر فى وجه عماد يسائل باستهجان) ماتقولش إنك لحقت تحبها وقررت أنك تضحى بنسلك وتتنازل عن الخلفة عشان خاطرها ... وكل ده من الكام مرة اللى قابلتهم فيها واللى يتعدوا على الصوابع (زفر الأب بإرهاق من هذا الجدل قائلاً) أنت لو فكرت كويس هتلاقى نفسك ماتعرفش شخصيتها كويس ولا تعرف حاجة عنها (رفع سبابته موضحاً) وده مش معناه إنها بنت مش كويسة لاسمح الله ... لكن هى مش مناسبة لك
ولتضيق الخناق عليه أسرعت الأم تضيف بنبرة ناصحة
:- لو كنت شايفها دلوقتِ مميزة ومختلفة ... بعد الجواز وفرحة أول الجواز وبريقه ما يختفوا مش هيفضل غير بيت بارد عايش فيه شخصين ... واحد منهم حاسس طول الوقت إنه ضحى تضحية كبيرة والتانى حاسس إنه عنده نقص (رمقت عماد بنظره خاصة تسأله) تفتكر ديه هتبقى حياة ... وقتها هتندم وهتكرها وتكره نفسك
أطرق عماد بوجهه قليلاً يعلم أن جانب كبير من كلامهم صحيح فهو حقاً لايعلم عن ياسمين سوى القشور ولم يتحدث معها فعلياً سوى مرة واحدة لكن عليه أن يثبت صحة وجه نظره ... عاد ينظر نحوهم قائلاً بهدوء رغم تزعزعه الواضح
:- ياسمين مش عاقر ... الدكاترة قالوا إنها سليمة (حرك كفيه فى الهواء مفسراً) كل الحكاية إن محصلش حمل أثناء جوازها
شحب وجه والدته وهى تراه مصراً على رأيه ويحاول إقناعهم
فقالت بعصبية واضحة
:- واحدة كانت متجوزه سنة ومحصلش حمل وجوزها خلف من غيرها هتبقى إيه!! ... وماتنساش إنك متجوزتش قبل كده ... أنا مش فاهمة أزاى تفكر فى واحدة مطلقة ومش بس كده ... لا ديه كمان (كتمت كلمة عاقر داخل صدرها تستغفر الله على تفكيرها هذا ... هى لاتقصد الإساءة أو الاعتراض على مشيئة الله لكنها أم ترغب فى الأفضل لابنها، ترغب أن تنعم بحمل أحفادها ورؤيتهم أمام عينيها ... ترقرقت الدموع بمقلتيها وهتفت بصوت متحشرج متوسلة) أرحمنا يابنى ماتكسرش فرحتنا
عبس وجه والده خاصة حين بدأت الأم فى البكاء قهراً وقال بنبرة ساخطة
:- خلصت بنات البلد كلها ... ومش لاقى غير البنت ديه (رفع سبابته فى وجه ابنه مردفاً وقد زادت حدة نبرته) اسمع ياعماد لو مصمم أعمل اللى أنت عاوزه ... لكن بعيد عننا واعتبر أن ماعندكش أب وأم
نهض الأب مغادراً غرفة الجلوس بانفعال بينما ظلت الأم على جلستها تنتحب بصوت يرج قلب عماد وينخر بأعصابه
نهض من مكانه بوجه عابس ... حائر وجلس بجانب والدته يضم كتفيها برفق ويقبل رأسها عدة مرات بينما عقله الحائر يفكر "كيف عليه أن يتصرف الأن؟"

****************


على أطراف البلدة حيث أقيم المولد فى ساحة واسعة، انتشرت بها الأنوار والزينات حول الخيام المختلفة ... كما انتشرت الألعاب النارية (كلعبة النيشان والمدفع التى يمارسها الرجال) أو ألعاب الأطفال كالمراجيح وغيرها
وانطلق صوت المنشدين بالموشحات الدينية والابتهالات والمديح وإنشاد سيرة الأقدمين كالسيرة الهلالية
وعلى الجانب الأخر داخل خيمة كبيرة كانت صبحية تنهى فقرتها الراقصة فوق منصة خشبية مرتفعة نسبياً وخلفها تجلس فرقتها الخاصة أما زوجها جارحى فكان يتجول بين الكراسى الخشبية بعضلاته النافرة تارة ويقف على باب الخيمة تارة أخرى
بين جموع المتفرجين كانت شموع تقف فى جانب قصي خلف أحد الكواليس تشاهد باستمتاع صبحية حتى انتهت وحيت الجمهور المتحمس ثم نزلت من فوق المسرح وتحركتا سوياً خلف الكواليس نحو جانب خاص من الخيمة مخصص لتبدل صبحية ملابسها وترتاح بهدوء
جلست صبحية تلتقط أنفاسها وتلف جسدها بعباءة سوداء تخفى تحتها جلبابها الساتان أصفر اللون المطرز بالخرز والترتر وطلبت من شموع برجاء
:- ناولينى شوية ميه يا شموع ... ريجى نشف
تحركت شموع نحو طاولة جانبية فوقها زجاجة ماء كبيرة، تناولتها وصبت منها فى كوب نظيف ثم عادت تقف أمام صبحية ومدت كفها بالكوب نحوها قائلة :- كنتِ چميلة جوى جوى يا خالة
ابتلعت صبحية بعض من محتوى الكوب ثم قالت
:- عچبتك بچد يا شموع
جلست شموع قبالتها قائلة بحماس
:- ده أنتِ تعچبى الباشا
ضحكت صبحية بانطلاق وقالت وهى تربت على كف شموع بحنو :- أنتِ أحلى من الباشا ياشموع ... ربنا يحرسك يابنتِ
تناولت منديل ورقى من علبة جانبها ومسحت أثر العرق من على وجهها وسألت ببساطة
:- أمك ماچتش معاكِ يعنى!!
هزت شموع رأسها قائلة بعفوية :- أمى ... أمى ماتعملش حاچة غير اللى حچازى يجول عليه .... و حچازى جال هى تنزل تشتغل بدالى فى الجهوة لو أنا هنزل المولد
تنهدت صبحية على حال صديقتها وكيف تبدل حالها من رجل عطوف ومحب كوالد شموع إلى حجازى المستغل الطامع ... تنهدت بخفة على حال الدنيا ثم قالت بتعاطف
:- معلهش ياشموع ... ما هو چوزها بردك وواچب تسمع كلامه
أومأت شموع باستسلام ثم تساءلت بفضول
:- أنتِ هترجصى تانى ياخالة صبحية
زفرت صبحية بإرهاق وقالت بانكسار
:- أيوه ... ربنا يتوب علينا من الشجا ده
قطبت شموع حاجبيها المنمقين وقالت بتعجب
:- كيف يعنى ياخالة ... أنتِ مش بتحبِ الرجص والفرفشة اللى عايشة فيها ديه
شبح ابتسامة ظهرت على وجهه صبحية المجهد وأجابت بشرود
:- الستر حلو ياشموع ... وماحدش يحب الشجا والبهدلة ... لكن نعمل إيه لجمة العيش
تفحصتها شموع بتعاطف ظنت أن صبحية تنعم بالحياة الصاخبة وصيحات المعجبين وحماية زوجها المحب لكن يبدو أن لكل إنسان جانبه المؤلم الذى يجيد إخفائه ... أضافت صبحية بشجن
:- ربنا ما يكتب عليكِ الشجا ويسترها عليكِ يا شموع يابنت نرچس
ابتسمت شموع رغم شعورها بالمرارة فى كلمات صبحية التى تنهدت بأسى ثم تصنعت الجدية قائلة
:- يلا جومى روحى ياشموع ... الوجت أتأخر جوى والطريج لدارك بعيد
نهضت شموع من مكانها وأومأت بطاعة قائلة بحماس فى محاولة لتخرج صبحية من حالة الشجن التى ألمت بها
:- أنا هلف فى المولد وأشترى سمسمية جبل ما أروح ... وبكره هاچى أتفرچ على رجصك الچميل ياخالة
ضحكت صبحية ونهضت لتحتضن شموع قائلة بمرح
:- طول عمرك بتحبِ السمسمية يا شموع ... مش هتكبرى واصل
ودعتها شموع بحرارة ثم خرجت للتجول بين منصات المولد، تشاهد الألعاب وتقلب فى البضائع ولم تنسى أن تشترى الحلوى التى تفضلها ثم حملتها فى كيس صغير ضمته بأناملها الصغيرة
ثم تحركت مغادرة المولد بخطى متمهلة ومقلتيها تودع أضوائه الساحرة وصخبه الممتع
ما أن ابتعدت عدة خطوات عن أخر خيمة من خيام المولد حتى وجدت نفسها تسحب بقوة بفعل يد غليظة خلف أحد الخيام الضخمة وصوت صرختها المرتعبة يضيع في صخب المولد
التفتت تواجه مهاجمها ثم شهقت بفزع حين رأت ملامحه الكريه وأضواء المولد تنعكس باستحياء على وجهه في هذا المكان الشبه مظلم
احتضنت كيس الحلوى خاصتها إلي صدرها بدون وعي رغبة فى الاحتماء من هذا الغليظ خلف أى ساتر حتى لو كان هذا الساتر كيس من الحلوى أما مقلتيها المتسعة الفزعة فكانت متجمدة على ملامحه التى تمقتها
خرج صوته كفحيح الأفعى قائلاً
:- اسمعي يابت اللى طلبته هيتنفذ ولو على رجبتك ... جدامك سبوع واحد تچهزى حالك فيه وإلا...
لم يكمل تهديده بالكلام وإنما أكملتها نظرته الشرسة القميئة
جاهدت لتخرج من جمودها وتطلق صوتها فى وجهه ولكنها تعرف مكانتها وقدرها كما تعلم جبروته وقسوته وهى هنا وحيدة بلا حول ولاقوة ... قالت بتحشرج ونبرة أقرب للتوسل
:- هملنى لحالى يا حمدى بيه ... أنا بت غلبانه ... عايشة بشرفى وماليش فى الطريج العفش
خرج صوت تهكم من حنجرته وقال مستهزأً
:- هنشوف حكاية شرفك ده بعدين
حدجها بنظره شرهه مرت علي سائر جسدها المرتعش رعباً ثم رحل بهدوء وتركها خلفه تلملم شتات نفسها

***********
يتبــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:20 PM   #345

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي



دلفت شمس جناحها مساءً بعد أن انتهت جلستها مع الفتيات التى أصبحت عادة يومية يتدارسون فيها القرآن الكريم ثم يتسامرون سوياً قبل أن تذهب كلاً منهن إلى حالها
ركزت مقلتيها على يوسف بمجرد دلوفها الغرفة حيث يجلس على الأريكة وبيده ملف يقرأ فيه بتركيزعاقد الحاجبين
رفع رأسه نحوها بتلقائية عندما شعر بدخولها ثم عاود القراءة فى الملف من جديد، حلت حجاب شعرها واقتربت لتجلس بقربه على الأريكة متسائلة بعفوية
:- أنت هنا يايوسف .... طلعت الأوضة بدرى النهارده
أجابها دون أن يرفع رأسه عن الأوراق :- هه ... أيوه
مطت رقبتها لتدس رأسها داخل الملف وسألت بفضول
:- بتقرا فى إيه ومركز كده!!
تفاجأ من وضع رأسها تحت عينيه مباشرة بعد أن غاصت برأسها داخل الملف بفضول ... أغلق الملف بتذمر وشاكسها قائلاً
:- ماسمعتيش أن الفضول قتل القطة
رفعت رأسها نحوه بشقاوة وقد ضيقت مقلتيها العسلية وكورت كفيها تبرز أظافرها ثم اقتربت منه هامسة بتهديد مشاكس وهى تحرك كفيها أمام وجهه
:- وماسمعتش أن القطة بتخربش
رمقها بدهشة من رد فعلها المشاكس ... حقاً مازالت تفاجئه بردود أفعالها الغير متوقعة
ابتعد بوجهه عن أظافرها ضاحكاً بمرح على تصرفاتها الجامحة وأسرع بالقبض على معصميها يوقف تقدم أظافرها القصيرة المقلمة خوفاً أن تخدشه بها فى أحد حالات جنونها ... هاتفاً من بين ضحكاته
:- يامجنونة .... أعقلى
انتشت من ضحكاته فاستمرت فى محاولة تهديده بالخدش بأظافرها تشاركه الضحك بمرح وهو يقيد يديها وكأنهما مصارعين فى حلبة المصارعة
بحركة مباغتة لف جسدها بين يديه حتى ألصق ظهرها بصدره وأحتضنها بين ذراعيه مقيداً حركتها تماماً وضحكاتهم تنطلق بجذل سوياً
بعد لحظات هدأت ضحكاتهم واستكانت بين أحضانه مسندة رأسها على صدره بارتياح لاهثة الأنفاس من فرط الحركة والضحك أما يوسف فارتكن بوجنته على جانب رأسها يستنشق عبير شعرها الذى يعشق رائحته، يختلس قبلة صغيرة فوق خصلاتها الكستنائية الناعمة
أدارت رأسها نحو وجهه تتأمل تفاصيله بسعادة وعيونهم المتلألئة بالحب والمرح متشابكة فى حوار صامت لا تفهمه إلا لغة العيون
مرت دقائق وهى مستلقية بين أحضانه الدافئة حتى أبعدها بحنو ونهض من جانبها بهدوء قائلاً بصوت هادئ يحاول إخفاء رغبته فى الهرب من مشاعره التى تتأجج بداخل صدره
:- أنتِ مش هتنامى ولا إيه؟
تبدلت ملامح وجهها للعبوس وهى تنهض من على الأريكة ووقفت أمامه مباشرة متسائلة باعتراض :- أنت هتنام دلوقتِ؟
استدار متجهاً نحو الفراش رافعاً كفه نحو فمه يتصنع التثاؤب
:- عاوز أنام بدرى تعبان من الصبح فى الأرض والمزرعة وبكره يوم طويل
أستلقى على الفراش فتبعته وجلست بجانبه على طرف الفراش متسائلة بفضول لم يغادرها :- ماقلتش ملف إيه ده!!
أعتدل فوق الفراش وأسند ظهره لظهر الفراش مجيباً ببساطة
:- ده ملف قضية قتل خالد السمرى
رفعت حاجبيها باهتمام وأعتدلت فى جلستها على طرف الفراش ملتصقة بساقه الممددة بأريحية ثم أسرعت تتساءل بفضول
:- ولقيت أى حاجة تفيدك
ابتسم على فضولها الطفولى وشعر بالامتنان لاهتمامها بشئونه الخاصة ... أجابها بهدوء
:- زى ما والدى وعمة أصيلة قالوا ... أبويا برئ فعلاً وتقرير المعمل الجنائى بيقول أن بصمات بابا على ماسورة البندقية وكعبها يعنى كان ماسكها من الأطراف بيحاول ياخدها من جابر أبو إسماعيل .... وبصماته ماقربتش من منطقة الزناد خالص وكمان المعمل الجنائى اثبت أن بصمات جابر هى اللى على الزناد
لوحت بذراعيها هاتفه بحماس
:- يعنى جابر اللى أتسبب فى القتل ( ضمت ذقنها الدقيق بالسبابة والإبهام متفكرة بتركيز ثم قالت بتعجب) طيب ما عيلة السمرى أكيد أطلعوا على الملف هما كمان و عارفين اللى فيه ... يبقى ليه مصرين على التار من عيلتكم
زفر فى ضيق وحدقتيه تشرد بعيداً يحاول تذكر أى كلمة أو ذكرى من والده تساعد فى حل اللغز قائلاً بنفس شروده
:- أكيد فى سر ... حاجة مستخبية لا أبويا ولا عمتى عاوزين يقولوها
نقرت بأصبعها الرقيق على جانب وجهها ثم اقترحت بحماس
:- بابا .... ممكن تسأل بابا (أردفت بتفاخر) أصل مفيش حاجة فى البلد بتستخبى على الحاج سليم
هزرأسه مستحسناً الفكرة وأومأ بالموافقة قائلاً
:- إن شاء الله أتكلم معاه .... أكيد الحقيقة هتبان
مدت يدها تتشبث بكفه بحب وعلى وجهها ابتسامة رقيقة تشجعه بكلماتها
:- إن شاء الله هتعرف كل حاجة وقلبك يطمن
غاص فى ملامحها الحبيبة بنظره حانية، كل يوم تُثبت أنها تغيرت كثيراً كما يتغير نبضه الهاتف باسمها .. كل يوم ينمو حبها أكثر وأكثر بوجدانه ويزدادا قرباً وتفاهم
زفر بحرقة مردداً داخل نفسه "قريباً سأتخلص من هذه الهموم ... وأصبح ملكك وحدك يا شمس الفؤاد"
تنهد بلوعة وفى لحظة تبدل الحال وتحول من الحنو والتفاهم إلى المشاكسة والزجر وهو يدفع ساقها الملتصقة بساقه هاتفاً بشقاوة
:- قومى غيرى هدومك بقى ونامى ... كفاية رغى
جحظت مقلتيها حنقاً وعضت على أسنانها غيظاً ثم نهضت ببطء تبرطم بصوت خافت
:- هينام برضه .... ما أحنا قاعدين بنتكلم فى أمان الله ... ده أنا ماصدقت أنك بتتكلم معايا
تابعها بنظراته المتفحصة وهى تحرك شفتيها بخفوت غير واعى لما تقول فهتف مستفسراً :- بتقولى حاجة ياشمس
التفتت نحوه ترسم ابتسامة واسعة صفراء قائلة
:- بقول تصبح على خير يا چو
تمدد بإرهاق على الفراش وجذب الغطاء فوق جسده ثم أغمض عينيه مردداً بخفوت :- وأنتِ من أهله شُمُوس
أعطته ظهرها مبتسمة بسعادة رغم كل شئ خاصة حين أطلق عليها لقب (شُمُوس) فقد أعتاد مؤخراً أن يناديها بهذا اللقب المحبب لها
دلفت للحمام وبدلت ملابسها ثم عادت لتستلقى جواره على الفراش ... دققت النظر فى وجهه على الضوء الخافت المتسلل من إضاءة خافتة من خلال باب الحمام الموارب وجدته قد غط فى النوم بالفعل
نادت باسمه بصوت خافت وهى تلوح بكفها أمام عينيه عدة مرات ولكن لا إجابة، يبدو إنه حقاً متعب الجسد من المجهود الذى يقوم به طوال اليوم بالمزرعة خاصة فى هذه الأيام التى يسابق فيها الزمن للانتهاء من تجهيز المزرعة قبل وصول المعدات
زحفت بجسدها قليلاً نحوه وانحنت فوق وجهه تتأمل ملامحه الهادئة بتمعن ثم همست له
:- أنت نمت بجد .... شكلك مرهق أوى
مدت كفها الناعم تمسح على شعره القصير نزولاً إلى وجهه وذقنه مردفه
:- لو تعرف بحبك أد إيه يا چو ... بس أنت هتجننى مش فهماك أوقات بحس أنك بتحبنى وأوقات بكون وﻻفارقة معاك ... هتجننى ياچو .... ياحبيبى
همست بكلمتها الأخيرة بصوت لايكاد يُسمع ثم انحنت فوق وجهه وطبعت قبلة رقيقة على وجنته ... تمددت بقربه على جانبها الأيسر مواجهة له ... تتشبع من ملامحه النائمة
تنهدت بحرقة على مشاعر مكبوتة داخل صدرها تصرخ للتحرر والإعلان عن نفسها نحو زوجها ... حلالها
ثم مالبثت أن مدت ذراعها بتردد تحتضن عنقه بنعومة وعلى وجهها ابتسامة رضا حتى غطت فى النوم

***************


فى طرقات المدينة الخالية من البشر فى هذه الساعة من الليل تحركت بحالة من الشرود فى المصيبة التى حلت عليها وليس لها منجى منها سوى اللجوء إلى لله
صوت خطوات راكضة على الأرض الترابية أجفلها
فشرعت تتلفت حول نفسها بهلع تخشى أن يكون تبعها حتى هنا ... دارت بمقلتيها فى المكان حولها بين الزراعات المختلفة على الجانبين باحثة عن مكان للاختباء ثم بدأت فى الركض على الطريق الترابية خوفاً من المجهول
صوت الخطوات أقترب أكثر وأكثر مما دفعها لأن تحرك رأسها للخلف تسترق النظر نحو صوت الخطوات
توقف قلبها مع ساقيها والتقطت أنفاسها الهاربة ومقلتيها تتابع باطمئنان الفرس الأبيض الجميل وفارسه ذو الهيبة والمكانة الذى توقف أمامها
يبدو أن تشوش أفكارها وخوفها من الظلام منعاها من أدراك أن الصوت القادم يخص حوافر الفرس
قال الفارس بدهشة حين تبين ملامحها فى الظلام
:- شموع... كنت فين لحد دلوك؟
وضعت كفها الصغير فوق قلبها الخافق بصخب وأنفاسها تتلاحق بقوة بينما خرج صوتها مهزوز من جراء الركض
:- أحمد بيه لامواخذة ... خُفت يكون حد غريب بيچرى ورايا (سحبت نفس عميق ثم أردفت تجيب عن سؤاله السابق) كنت فى المولد حدا خالة صبحية
رفع حاجبه الأيسرعالياً مردداً باستنكار
:- لحد دلوك... أنتِ صبية ومايصحش تتأخرى بره الدار لحالك لحد نص الليل
رفعت كفها الأخر بكيس الحلوى وضمته لصدرها موضحة
:- الوجت چرى منى (ثم أردفت باعتذار) مش هكررها تانى يا أحمد بيه
أومأ برضا حين استشعر حرجها منه وقال آمراً
مشى جدامى هوصلك للدار :-
ابتسمت بامتنان وحمدت الله على هذه الرفقة الحسنة ثم التفتت تواصل المسير باطمئنان أمامه بينما ترجل هو عن الفرس ومسح على عنقه برفق ثم تحرك خلفها قابضاً على لجام فرسه
كل بضع خطوات تلتفت نحوه مبتسمة وكأنها تطمئن على وجوده خلفها ولا تعلم أن تلك النظرات المختلسة تصيبه بسهام الارتباك من تلك العينين الساحرتين
تنحنح أحمد بحرج بعد أن زاد توتره بفعل تلك النظرات فتسائل بعدم فهم
:- بتطلعى فيا إكده ليه؟
استدارت تواجهه وقالت بكل اعتزاز وبنبرة حياء رقيقة
:- أصل چنابك مجامك عالى جوى .... فاروج بيه دايماً موچود معانا فى الجهوة وجريب منا … بس چنابك طوالى طاير كيف السحاب
حركت نظرها نحو فرسه الجميل الأبيض (سحاب) الواقف بشموخ جوار صاحبه ثم اقتربت خطوه حذرة ورفعت كفها على استحياء تمسح على شعر الفرس الناعم
ماهذا الشعور بالسخونة الذى يجرى بأوردته… هل تخضب وجهه من نظراتها وكلامها أم إنه يتخيل!!
هذه الفتاة الصغيرة التى تصغره بما يقرب التسعة عشر عاماً تثير داخله زوابع لا يفهم كنهها
تنحنح مرة أخرى هارباً من هذا الشعور الذى يحتله وقال من خلف قناع عابس وضعه على وجهه بإجادة
:- ولا بعيد ولا حاچة… أنا في المزرعة كل يوم واللى بيحتاچنى عارف مكانى مليح
ابتسمت برقة مردده وقد استساغت لمس السحاب
:- دايماً موچود بخير وعافية .... وعمرك ما أتأخرت على مخلوج … أنا جصدى أن چنابك بعيد عن الجهوة ودايماً بشوفك من بعيد مع سحاب
راقب حركتها وهى مستمتعة بقرب الفرس الذى رحب بلمستها الناعمة وأخفض رأسه لها فاتسعت ابتسامتها بجذل
تنحنح أحمد للمرة الذى لا يعرف عددها وقال بنبرة حاول أنت تكون هادئة
:- مشى ياشموع … الوجت متأخر
مسحت مرة أخيرة على وجه الفرس ثم تحركت بتمهل وأحمد والفرس خلفها
قرب منزلها توقف أحمد قائلاً بصوته الرخيم
:- ادخلى دارك ياشموع … وماتمشيش فى طريج خالى لحالك مرة تانية
أومأت بطاعة ثم تحركت نحو دارها وهو يراقبها بنفس الشعور الحائر الذى يختبره لأول مرة، ماهى إلا بضع خطوات حتى استدارت وعادت تقف أمامه بخجل يشع وهجاً من ملامحها الرقيقة ثم دست كفها في كيس الحلوي خاصتها وأخرجت قطعه سمسمية منه ومدت كفها نحوه بقطعة الحلوى المغلفة
أنزل أحمد ناظريه بفضول يتابع ما تفعله ثم نظر نحو قطعة السمسمية المغلفة بتعجب
قالت شموع بخجل وخفوت
أنا خابرة إنها مش جد مجامك العالى … بس أنا بحبها جوى :-
هز أحمد رأسه شاكراً بابتسامة ودودة وردد بتيه
:- بالهنا لكِ ياشموع
ضمت شفتيها بحرج ورفعت رأسها تناظر مقلتيه السوداء بنظره رجاء مردده
:- وحياة حبيبك النبى ما تكسف يدى يا أحمد بيه
تطلع في تلك المقلتين البنية التى تبرق بلمعة تشبه القطط الصغيرة ومد أصابعه يتناول السمسمية من بين أناملها الرقيقة قائلاً بحشرجة
:- تسلم يدك يا شموع
تهلل وجهها بالسعادة وهتفت بحماس وفرحة نابعة من القلب
:- ربنا يچبر بخاطرك ويريح جلبك…. كيف ماچبرت بخاطرى يا أحمد بيه
هز رأسه بخجل رجولى وابتسامة خفيفة ترتسم على ثغره بعد أن تلقى أول هدية من أنثى فى حياته الطويلة ثم أشار نحوها بحركة من رأسه لتتحرك نحو دارها
فأومأت بطاعة ثم تحركت مباشرة للدار وفتحت الباب ووقفت على عتبته تودعه بنظراتها المبهورة بشخصه
أمتطى أحمد جواده مستقيم الظهر، شامخ الرأس بعد أن اطمأن عليها ثم انطلق بجواده يقبض بين كفيه اللجام وقطعة السمسمية
أما شموع فوقفت تتابعه حتى اختفى فى الظلام ثم تنهدت بخفة مردده :- ربنا يحميك يا أحمد بيه
أغلقت الباب ببطء حتى لايصدر صوتاً ويوقظ زوج والدتها فلا ترغب فى أى مواجهة الأن ثم تحركت نحو غرفتها
تفكر فى اللجوء لأحمد ليساعدها فى التخلص من سماجة حمدى ولكن عليها أن تقوم بمحاولة أولاً

***************
لا يعلم كم مر عليه من وقت، فمنذ تركها أمام منزلها وهو ينطلق فوق فرسه بين الحقول الشاسعة المتراقصة الزروع فى جوف الليل
يشعر باختلاف يحدث في صدره لا يعلم ما كنهه
يرغب أن يلفح الهواء وجهه وصدره لعل ما يتحرك بداخل جنباته يهدأ ويستكين
بعد ساعات لجأ للإسطبل وأدخل سحاب للكشك المخصص له… أزاح عنه السرج واللجام ثم مسح على عنقه وشعره
لتترائى فى مخيلته صورتها وهى تلاعب خصلات شعر سحاب باستمتاع
تنهد بخفة وقال موجهاً حديثه لصديقة وكاتم أسراره (سحاب)
:- تعبت كتير الليلة يا سحاب ... تستحج جالب سكر
التقط من حقيبة معلقة جانباً خارج الكشك قالب من السكر ومد كفه أمام فم الفرس وكفه الأخرى تمسح على ظهر سحاب ... ردد بود
:- جالب واحد بس تحلي خاشمك
صهل الفرس بسعادة وهو يتناول قالب السكر فمسح أحمد على وجه الفرس بحنو وتذكر الحلوى خاصته
مد يده في جيب جلبابه وأخرج قطعة السمسمية يقلبها بين أصابعه ثم ابتسم بمرح يواصل الحديث مع سحاب قائلاً
:- تعرف من ميتى ما أكلتش الحاچات ديه ياسحاب ... ياچى من ابتدائى إكده
تراجع بظهره وجلس على ربطه من التبن كبيرة أمام الكشك المخصص لسحاب وأسند ظهره للحائط ثم ثنى قدمه اليمنى فوق رابطة التبن وأسند ذراعه على ركبته
يتفحص فى قطعة الحلوى وعلى ثغره ظهرت بسمة رقيقة محملة بذكريات الطفولة السعيدة
بعد لحظات فض غلاف الحلوى ووضع طرفها فى فمه يقضم قطعة منها مسبلاً أهدابه باستمتاع والسمسمية تذوب فى فمه وتذيب أعصابه معها بمرأى صاحبتها الجميلة الساحرة التى تتمثل فى خياله
تراجع برأسه للخلف مغمض العينين… متراخى الأعصاب بداخله رغبة تنبش للظهور على السطح ربما رغبة في الحياة وربما أمنية للشعور بالسعادة

***********
يتبـــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:21 PM   #346

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي



بعد عدة ساعات فتح يوسف عينيه بتكاسل فى ظلام الغرفة وتثائب ببطء وما بين النوم واليقظة شعر بذراع تطوق عنقه وجسد بض يلتصق بجسده
استفاق عقله سريعاً وفتح عينيه على اتساعهما يتأكد أنه مستيقظ ولا يحلم وحين تبين وضع شمس التى تحتضنه بدفء وهى مستغرقة فى النوم
ابتسم بعبث وهمس أمام وجهها النائم
:- أنتِ بتعملى إيه بالظبط وأنا نايم؟؟
اتسعت ابتسامته وأفكار عابثة تتراقص بعقله ثم أحاط خصرها بذراعه يضمها أكثر لصدره مقبلاً جبينها بحب
كم يستمتع بأحاسيسها الوليدة نحوه، حبها ...غيرتها ورغبتها فى القرب منه
هو يتمهل فى اتخاذ أى خطوة الأن رغم مشاعرهم التى أصبحت واضحة ومستقرة الأن ... فمشاعرها الأن قد تحررت من تأثير مساعدته لها وجميل معروفة ... وسنحت لها الفرصة لتتعرف عليه كإنسان طبيعى بكل عيوبه ومميزاته
يعلم إنها تحبه وهو يعشقها ولكن مشاكله الكثير تشغله عن إتمام الزواج يرغب فى أن يعطيها حقها ويسعدها كأى عروس فمهلاً فإن غداً لناظره قريب
زفر بقوة هامساً بحرارة :- بحبك يامجنونة
تململت فى نومها مرفرفة جفونها ببطء لتواجه مقلتيه المسلطة عليها فابتسمت بخفة ثم أغلقت جفونها مرة أخرى وأحكمت ذراعها حول عنقه وكأنها فى حلم جميل لا ترغب فى الاستيقاظ منه
حرك كفه على خصرها ببطء ونعومة ففتحت عينيها بحركة متفاجأة ودققت النظر فيه بصدمة بعد أن أدركت أنه ليس بحلم
سحبت ذراعها المحيطة بعنقه بخجل وقد تذكرت أنها نامت وهى تحتضنه
اعتدلت على ظهرها ولفت رأسها فى الجهة الأخرى بخجل وقالت بصوت متلعثم مدعية عدم الفهم
:- آآآآ أنا ... إيه اللى جابنى هنا
ضيق عينيه بخبث رافعاً أحد حاجبيه عالياً ورد بمشاكسة
:- والله ... مش عارف إيه اللى جابك هنا ... شوفى أنتِ بقى
عضت طرف شفتها بحرج هاربة بمقلتيها بعيداً عن نظراته المتفحصة وقالت بخفوت :- أكيد بمشى وأنا نايمة
أطلق ضحكة مجلجلة تراجعت لها رأسه للخلف قبل أن يقول بمشاكسة مرحة :- قصدك بتشقلبى وأنتِ نايمة
كتمت ضحكتها بكف يدها التى وضعته على فمها وحدقتيها تجرى على ملامح وجهه المشرق بضحكته الصافية
توقف عن الضحك يرمقها بمكر ودفعها برفق بعيداً قائلاً بحزم كاذب
:- يلا ارجعى مكانك .... عندك نص السرير بتاعك اتشقلبى فيه زى ما أنتِ عايزة (رمقها بنظره شملت جسدها الصغير مضيفاً بشقاوة) ولو أن كفاية عليك ربع السرير بس
اعتدلت جالسة فوق الفراش وهتفت مازحة
:- فين المساواة ... البنت زى الولد ماهش كمالة عدد ومن حقى نص السرير
التقط الوسادة من خلفها ودفعها نحوها صائحاً بمناغشة
:- أنتِ صاحية تعملى مظاهرة فى نص الليل .... نامى
انطلقت ضحكاتها الشقية مستمتعة بمشاكستهم سوياً وقررت مجارته فى مشاكسته فضمت الوسادة التى قذفها نحوها ثم رفعت سبابتها محذرة بشكل هزلى :- هتندم على فكرة
تراجع بظهره ممدداً جسده على الفراش وسلط نظره على سقف الغرفة وضحكته تلازمه قائلاً بلهجة غزل وهو يتلاعب بحاجبيه
:- اسمها بكرة تندم ياجميل
أطلقت ضحكة عالية وتمددت بدورها جانبه تنظر نحوه بحب وتنهدت بخفوت سعيدة بقربه وبمشاكستهم وقربهم الذى يزيد مع الوقت
حرك رأسه نحوها لتستقر نظراته فوق ملامحها الجميلة وتلاقت المقل فى حوار ودى باسم
بعد عدة دقائق أبعد نظره عن وجهها وزفر بقوة بعد أن طار النوم بعيداً عنهما ثم نهض من الفراش فجأة فسألته بتحير
:- رايح فين!!
التفت نحوها مجيباً ببساطة
:- هتوضى وأصلى ركعتين ... الفجر قرب
قفزت متكورة فى جلستها على الفراش هاتفه بحماس
:- هصلى معاك
ابتسم بهدوء فلقد اعتادا على الصلاة سوياً حين يكون يوسف بالمنزل ... وكم يحب الصلاة معها كما تحبها هى ولعل دعاء واحد يجمعهم معاً ولا يتفرقا أبداً
انحنى بطريقة مسرحية وأشار بيده نحو الحمام يضخم صوته ويواصل التمثيل المسرحى :- اتفضلى يا هانم ... الحمام جاهز
ضحكت بمرح وقفزت من فوق الفراش كقطة سيامى شقية واتجهت إلى الحمام بخطوات بطيئة متبخترة مدعية دور الأميرة حتى اختفت داخل الحمام وهو يراقب تحركاتها المفعمة بالحيوية باستمتاع واشتهاء
هز رأسه يمنة ويسرة ضاحكاً بخفوت ثم كتف ذراعيه أمام صدره وتنهد بحرقة ناظراً للسماء يطلب التوفيق والصبر من الله

****************

انقضى وقت لا يعلم مداه وهو مستند برأسه للخلف مغمض العينين وقد غشيته سنة من النوم، سقط رأسه فجأة جهة اليمن
فعاد ليقظته وفتح عينيه على اتساعهما يتبين مكانه ثم أعتدل فى جلسته فوق ربطة التبن
صدر صوت خشخشة تحت كفه فنظر بجانبه حيث غلاف حلوى السمسمية التى التهامها كلها
لوى ثغره بابتسامة متهكمة على حال المراهقين الذى أصبح فيه
و رفع كفيه يدلك وجهه ببعض الخشونة ليستعيد كامل وعيه
ثم سحب نفس قوى وألقى نظره نحو سحاب الذى أستند على الحائط وأسبل أهدابه لينال قسطاً من النوم الخفيف
نهض أحمد من مكانه وتحرك خارج الإسطبل يتطلع نحو السماء الصافية الخالية من النجوم ماعدا نجمتين متجاورتين تضويان من بعيد
رفع ساعة يده ليتبين الوقت الذى أقترب من موعد الفجر
تنفس بقوة وهو فى طريقة لسيارته يستنشق الهواء المنعش فى هذا الوقت من اليوم ثم انطلق بسيارته فى إتجاه منزله
شق بسيارته الطريق وسط الحقول التابعة لأسرته وفجأة تحفزت كل حواسه ومد كفه نحو عصا السرعة يبدلها إلى السرعة القصوى حين لمح الدخان المتصاعد من أحد الحقول
توقف بالسيارة أمام الحقل المشتعل وحدقتيه تتابعان خط النار المتعرج داخل الحقل ليرصد بين النيران المشتعلة فى المحصول قط متوسط الحجم يركض بشكل عشوائى فزعاً داخل الحقل والنار مشتعلة بذيله وتزحف على سائر جسده بتؤدة
أسرع إلى السيارة وفتح الدرج الصغير فى التابلوه ثم التقط سلاحه النارى وأسرع يقف على حافة الحقل يصوب بذراع حديدية وعين ثاقبة نحو رأس القط المشتعل الذى ينشر النيران بشكل عشوائى فى الحقل
وبعد برهة من التركيز سدد رميته التى أردت القط صريعاً ليتخلص من ألم الموت حرقاً
أما الطلقة الثانية والثالثة فكانت في الهواء لتنبيه الحرس القائمين على الحقول واستدعائهم
تناول أحمد شاله الصعيدى المزركش من فوق مقعد السيارة واقتحم الحقل المشتعل بالنار
يحاول إخماد النيران بضربات قويه من شاله هنا وهناك حتى وصل لجسد القط المنتفض بحركة متشنجة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة
انحنى أحمد يخمد النيران المشتعلة فى جسد القط المسكين بشعور متباين بين الشفقة على الحيوان الضعيف والغضب مما يحدث
ثم غطى جسد القط بشاله وبدأ فى نزع المزروعات المحيطة بالنيران حتى يوقف انتشارها لباقى المحصول حين وصل الحراس الغافلين عن عملهم، صرخ بهم أحمد موبخاً بهياج
:- نايمين على ودانكم يا بجر (أشار بسرعة نحوهم يلقنهم أوامره) بسرعة أفتح مكنة المية ... وأنتوا طفوا النار ديه
وقف أحمد بجانب جثة القط والرجال يهرعون لتنفيذ أوامره حتى استطاعوا السيطرة على النيران بعد أن نالت جزء كبير من المزروعات
ومع خيوط الفجر المشرقة وصل فاروق بعد أن علم بما حدث فاقترب من شقيقه بلهفة يطمئن عليه خاصة وهو يرى أثار الحريق التى طالت أطراف جلبابه ونالت من كفيه وساعده وهو يحاول السيطرة على انتشار النيران فى الحقل
قال فاروق بقلق واضح
:- إيه اللى حُصل يا أحمد!! ... حصلك حاچة ياخوى
حرك أحمد رأسه بتشوش وقد ضاق صدره بما حدث وخاصة بعد أن أضطر لقتل هذا الكائن الضعيف ووقف يراقبه يسلم الروح ... ردد بإرهاق نفسى
:- أنا بخير والحمدلله ... اطمن يافاروج
تلفت فاروق يتبين ماحدث فى الحقل الشاسع والتى التهمت النيران مايقرب من نصفه ثم هتف بغضب حانق
:- مين ابن الحرام اللى عمل إكده… هو مش خابر ديه أرض مين!!
ردد أحمد بانزعاج
:- بالعكس اللى عمل إكده خابر مليح ديه أرض مين… وجاصدها بالعنية
قطب فاروج جبينه وعقله لا يذكر سوى اسم واحد (عائلة البدرى) ولكنه سأل بتعقل
:- شفت حد لما وصلت المكان
حرك أحمد رأسه نفياً وعينيه تدور فى المكان حوله يُقدر حجم الخسائر التى حلت بهم ويتابع تحركات الشرطة التى تبحث فى كل مكان عن أى تدليل قد يشير للجانى
أسرع محروس بوجل نحو من يعتبره أب ثانى له وقال بنفس مقطوع وكلمات صادقة
:- ألف حمدلله بالسلامه يا أحمد بيه … ربنا يخليك لينا
ربت أحمد علي ظهر محروس بامتنان وقال بشجن
:- محروس ... لف جتة الجط ده فى الشال بتاعى مليح وأدفنها نواحى الچبل
التفت محروس نحو الشال الملقى أرضاً وأومأ بطاعة ثم تحرك لتنفيذ الأمر وأحمد يتابعه برهبة ومنظر القط المنتفض وهو يسلم الروح يؤلم صدره ... فنزع الروح ليس بالأمر الهين مطلقاً

*************


بعد أن انتهت الشرطة من التحقيق المبدئى والذى لم يسفر عن شئ أصر فاروق على اصطحاب شقيقه إلى منزل السمرى الكبير ليطمئن عليه والديه وتقوم لينا بعمل اللازم لساعده المتضرر من الحريق
فى بهو داخلى بالطابق الأرضى جلس أحمد ماداً ذراعه أمامه وقد أحترق ساعده فى عدة مناطق وقبالته تجلس لينا تضع كريم خاص بالحروق على المواضع المتضررة
أما فاروق فيقف يتابع ما يحدث بشرود وعقله يفكر فى الفاعل وراء هذا الحادث
دلفت أمل حاملة صينية تحوى أكواب من الشاى بالحليب وبعض من القراقيش والفايش الصعيدي ووضعتهم على طاولة تتوسط البهو
ثم وقفت بجوار زوجها الذى هرع منذ الفجر إلى شقيقه للاطمئنان عليه… وقالت بصوتها الخافت
:- ألف سلامه عليك يا واد خالى
تطلع أحمد نحوها شاكراً بامتنان، حركت نظرها نحو فاروق تردد بهدوء وكأنها توجه الحديث له وحده
:- چبتلكم حاچة تشجوا بها ريجكم … وهحضر الفطار حالاً
أجاب أحمد دون أن ينظر نحوها
:- تسلم يدك يامرات أخوى… أنا لازمن أعاود للدار… نواره بتبكى ومش هتصدج إنى بخير غير لما تشوفنى جصاد عينيها
ابتسم شقيقه بتلقائية وردد داعياً
:- ربنا يخليهالك يا أخوى
آمن أحمد على دعاء أخيه أما فاروق الذى يغير على زوجته حتى من أقرب الرجال إليه فضغط على كتفها برفق يصرفها من المكان
أومأت له متفهمة وتحركت مغادرة وهى تسترق النظر بفضول لحركات لينا التى تضمد ساعد أحمد ببراعة بشاش نظيف
وما أن انتهت حتى قالت بمهنية
:- ياريت تبعد إيدك عن المية على قد ما تقدر…. (رفعت أنبوبة الكريم وأردفت بجدية) والكريم ده تحط منه مرتين فى اليوم
ابتسم أحمد بعفوية فهو لن يتبع التعليمات بالتأكيد ولكنه شكرها على كل حال
بدلت نظرها بين أبناء عمومتها بفضول متسائلة بجدية
:- عرفتوا مين اللى عمل الحادثة ديه؟
رمقها أحمد بجمود وقال
:- ده أمر يخص الشرطة تبحث وتتقصى
اندفعت لينا بفضول يتأكلها منذ عدة أيام ولا تجد إجابة شافية
:- لكن إيه سبب العداوة اللي بينا وبين عيلة الب....
(لينا) قاطع كلامها صوت فاروق الجهورى قبل أن تنطق اسم (البدرى)
التفتت نحوه بخوف من نبرة صوته المحملة بالغضب بينما استطرد
:- الأومور ديه إحنا هنتكفل بها ... والحريم مالهاش تتدخل فيها
ناظر أحمد شقيقه أثناء حديثه بينما تحفزت حواس لينا ونهضت من مكانها تهتف بحنق
:- ليه الحريم مالهاش فيه…. إحنا مخلوقات من الدرجة الثانية ولا إيه!!
أسبل فاروق أهدابه فلا طاقة له على الجدال ولكنه قال بصدق وعقلانية
:- بالعكس… الحريم عندينا غالين جوى… الحرمة عرض وشرف الراچل ولاچل إكده بنبعدهم عن المشاكل والمشاحنات وكفاية عليهم هموم الدار والعيال
قطبت لينا حاجبيها الأشقرين بعدم فهم وقالت بعناد مناصرة لدور المرأة بالمجتمع
:- لكن الستات دلوقتِ متعلمة واقتحمت كل مجال
تحدث أحمد بهدوء
:- صُح… صُح يا دكتورة وكمان الحريم حدانا لهم شخصية ورأى… وفى حريم بتشيل هم العيلة كلاتها فى غياب رچالة الدار ... لكن كيف ما فاروج جالك إحنا جادرين نحمى العيلة ومصالحها
وأنتوا فى أمان ... ماتجلجيش
وقفت لينا تناظرهم بعناد ... هى تعلم إنها لن تصل معهم لأى شئ فالجميع يرفض التحدث فى هذا الشأن
تمنت الشفاء لأحمد ثم غادرت بتذمر... غير مستوعبة لعادات وأعراف هذه البلدة المختلفة عن نشأتها المتحررة

**********

عند الظهيرة كان سعيد يقتحم فيلا السمرى بخطوات واسعة، عابس الوجه ... منفعل الخطى وما أن دلف للبهو حتى رفع صوته الجهورى يهاجم شقيقه الأكبر الذى يجلس مع صلاح وصاح بانفعال واضح
:- عچبك اللى حُصل يا كبير العيلة…. عچبك مرمطة اسم العيلة فى الطين (ناظره شقيقيه بعبوس على أسلوبه المستفز فى الحديث وهو مستمر فى الهجوم السافر بنبرة ساخرة) جولت هملونى أفكر وأتصرف وأهوه عدى شهر والتانى وعيلة البدرى شوكتها بتجوى وعزوتهم بتكبر (أشار لصدره بحرقة مردفاً) وإحنا روسنا نزلت فى الأرض
نهض صلاح يحاول تهدئه شقيقه الأوسط فاقترب منه يربت على كتفه بخفة مهادناً
أهدى ياسعيد ... وأقعد نتفاهم :-
أبعد سعيد يد شقيقه الأصغر بعنف صائحاً
:- أهدى!! أهدى كيف…. لما أملاكنا كلاتنا تضيع ولا تتحرج
كان عدلى يحدق فى شقيقه بنظره ثاقبة وعقل واعى لما يفعل ولما يهدف إليه
أما ولديه أحمد وفاروق فقد خرجا من الغرفة التى يجلسون بها على صوت عمهم الغاضب ووقفا بصمت خلف ظهر والديهما كأسدين مستعدان للزود عن والدهما فى لحظة
واصل سعيد هجومه وهو يشير بسبابته فى وجه عدلى الذى لايزال جالساً وكفه الأيمن تقبض على عصا والده ذات الرأس الفضية
قائلاً
:- وصية أبوك سيد السمرى ... چابر أبو إسماعيل وحسين البدرى رچليهم ماتخطى البلد … لاهما ولا ولادهم
(حرك سبابته نحو عصا والده التى ترمز للزعامة وقال بحقد دفين متوغل من سنوات بعيدة)
:- أنت ماتستحجش عصا أبوك يا عدلى ... ولا تستحج تكون كبير العيلة
ابتسم عدلى برزانة فهو يعلم بما فى نفس شقيقه منذ زمن فقال بلهجة تقريرية
:- وده اللى أنت رايده ياسعيد …. وبتسعى ليه من يوم ما مات أبوك
أحتقن وجه سعيد ساخطاً بعد أن سبر شقيقه أغواره بكل سهولة بينما أولاد عدلى يتابعون بهدوء
سحب سعيد طرف عبائته الموضوعة على كتفيه باهمال وقد أوشكت على السقوط من شدة انفعاله ثم شد قامته وقال بغل
:- لو كان أبوك خابر باللى هتعمله من بعده .... مكنش خلاك الكبير
(حرك ذراعه فى الهواء مردفاً) لو كان أبوك عايش وحصل اللى حُصل ده ... كان البلد كلاتها منمتش الليلة
تكلم صلاح بروية
:- مظبوط اللى بتقوله ياسعيد … كان زمانه ولع فى البلد وظلم ناس وعذب ناس (نكس رأسه حزناً) ربنا يسامحه ويغفرله
خبط عدلى بعصا والده على الأرض بقوة وقال بحزم
:- بكفياك ياسعيد … كل الغل اللى چواك ده لاچل سليم العزازى حط يده في يد عيلة البدرى وهملك ورفض يشاركك (لوى شفته متهكماً واستطرد) المرة اللى فاتت رفض يشاركك فى تصدير المحصول واشترك مع عيلة البدرى وكانت النتيجة أن ولدك حمدى .... وز اللى يخرب التلاجات فى المينا (أشار نحو فاروق الواقف على يساره) ولولا ولدى فاروج اللى لم الموضوع وغطى على حمدى ... مين عالم يمكن حمدى كان زمانه بالسچن دلوك
أحتقن وجه سعيد غيظاً بينما استطرد عدلى بهدوء
:- اللى حُصل اليوم مش هيعدى ... لكن مش هنظلم مخلوج جبل ما نتأكد من الفاعل (ضرب بالعصا فى الأرض وارتفع صوته محذراً) ويكون فى علمك لو أنت ولا وحد من ولادك أتصرف من راسه من غير ما يرچع يشورنى (حرك رأسه بنظره زاجرة) مش هعديها كيف ماعديت عمله ولدك حمدى لما حرج زريبة البدرى
جز سعيد على أسنانة وهو يرى قوة شقيقه رغم سنوات عمره التى شارفت على السبعين وحرك حدقتيه على أولاده اللذين يدعموه ويحموه فى كل وقت بل واكتسبوا محبة الناس واحترامهم أما هو فأولاده كلاً منهم لاهى فى عالمه
رفع سبابته بعناد أعمى وقال ببغضاء واضحة
:- يكون فى معلومك ياعدلى ... لو ما أخدتش التار ورچعت هيبتنا وچبت الواد اللى حرج الأرض ده وجلدته فى وسط البلد ( شد قامته يواصل تهديده) هيكون ليا تصرف تانى فى مچلس العيلة
استدار يغادر بغضبه المشتعل فتبعه صلاح عدة خطوات يحاول تهدئته لكن سعيد دفعه للخلف وانفجر فى وجهه
:- بَعد يدك يا صلاح ...ولم بنتك الخواچاية اللى رايحة چاية فى البلد تتمختر بالبنطلون المحزج والملزج جدام چنينة البدرى
جحظت مقلتى صلاح بذهول بينما عبست ملامح الثلاث رجال خلفه بينما عدل سعيد وضع عبائته على أكتافه وغادر بخيلاء والغل يتأجج بصدره


***********
قــــراءة ممتــــــــــعة



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:29 PM   #347

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 6 والزوار 12)
‏سما صافية, ‏موضى و راكان, ‏أميرةالدموع, ‏EbtihalAS, ‏دموع عذراء


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:58 PM   #348

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 9 والزوار 13)

‏موضى و راكان, ‏نفوسا, ‏Soomi, ‏Maryam Tamim+, ‏Emmi hssain, ‏asaraaa, ‏م ام زياد, ‏دموع عذراء


تسلمى يا أيمى فصل ممتع


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 11:10 PM   #349

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 11 والزوار 20)
‏سما صافية, ‏المسك الطيب, ‏دموع عذراء, ‏sara osama, ‏نفوسا, ‏Soomi, ‏Maryam Tamim, ‏Emmi hssain, ‏asaraaa, ‏م ام زياد


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 11:11 PM   #350

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,727
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 9 والزوار 13)

‏موضى و راكان, ‏نفوسا, ‏soomi, ‏maryam tamim+, ‏emmi hssain, ‏asaraaa, ‏م ام زياد, ‏دموع عذراء


تسلمى يا أيمى فصل ممتع

تسلميلي يارب ❤️❤️❤️


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.