آخر 10 مشاركات
ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          طبيب قلبي .. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          651 - الجميلة والسجين - Iris Carole - د.م (الكاتـب : الحبــ الكبير - )           »          69– يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة(حصريا) ( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-21, 07:53 PM   #561

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس القوافي مشاهدة المشاركة
تسلمي حبيبتي وسعيده ان كلماتي المتواضعة نالت اعجابك
والشكر الجزيل ايضا للجميلات
ام سندس ورانيا ومريم على كلامهن الجميل والمشجع
وايضا لكل من راقت له كلماتي المتواضعة
سلمكن الله جميعا
وتستحقين اكثر غاليتي ايمان


لكِ منى كل التقدير على كلماتك الرقيقة النابعة
من روح طيبة راقية تتمتع بالذوق والود
دمتى بكل خير وسعادة ❤❤❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 08:02 PM   #562

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس القوافي مشاهدة المشاركة
مساء الخير والسعادة للجميع

تسلم ايدك ايمي على الفصل الحلو واللي طمنا فيه عن جو
بعد تعرضه للطلق الناري .واعتقد ان قطبي الشر سعيد وحمدي هذه المرة ليس لهما علاقة .على الاقل حمدي فهو واكل علقة حلوة من جلال هههه
صراحة عجزت اخمن مين اللي كان وراء ماجرى

جلال صار حبيب الملايين ومتصدر قائمة الاعجابات لفصلين متتالين هههه
رغم انه زودها على لينا بس عنده حق في خوفه عليها
بس شقاوته وتهوره راح يورطه في مصائب كبيرة
هالمرة عدت سليمة وكان الدكتور شوقي اللي شاف المشهد ههه
طب لو كان حد ثاني وخصوصا لو كان من عيلة السمري
كان خلاص جلال اتشهد على روحه وقرأنا عليه الفاتحة ترحما عليه

صراحة مش مطمنالك ياايمان وقلبي بيقولي انك حتقلبيها غم ونكد على جلال ولينا .واهو البشاير هلت وعدلي راح يحرمها انها تداوم في المشفى
وابوها تكبلت ايده فهو ادرى بما يجري بين العائلتين

الثأر والعداء وحواجز لاتنتهي وقصة حب شبه مستحيلة بينها

وواضح انه راح ينضم ثنائي جديد للروايه فرح ومدحت
والبدايه نظرات مختلسة

طب حني شوي على الغلبان طه وخليه يتحرك ولو نص خطوة نحو حلمه المستحيل .وتعرف ياسمين انه في واحد عاشق ومخلص لها

ودوما وفي كل فصل نشاهد التلاحم والتعاضد اللي بين اسرة يوسف وياسمين والوقوف مع بعض في وقت الشدة.ودعمهم لبعض دوما

تسلم ايدك عزيزتي ومزيدا من التميز والنجاح ارجوه لك
وبانتظار الفصل القادم باذن الله
تحياتي ومودتي لك ولجميع متابعاتك الكريمات



الجانى فى حادث جو مازال مجهول ولو خرجنا حمدى من الحسبة
ممكن يكون مين؟؟ هل هو حادث عرضى ومن سوء الحظ حصل ليوسف؟؟
جلال اتهور وأحرج لينا بس مش هننكر أنه صالحها وانتزع الضحكة من شفايفها
😉😉😉😉😉
عدلى أصدر قرار بمنع لينا من العمل.. هل لينا هتخضع ولا هترفض
والمشاكل تكبر بزيادة .. ومصير برتقان وبرتقانة هيبقى إيه؟؟
طه يخرج من خجله ويتكلم بقى اللى مغلبنا معاه 😉😉
تسلمى فتون على جمال كلماتك ومشاعرك ❤❤❤



سما صافية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 08:40 PM   #563

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير والعافية على الجميع
تسجيــــــــل حضـــــــــور

في

أنتظـــــــــــار نزول الفصـــــــــل




سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 10:12 PM   #564

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

برتقان أفندى كان مكتسح بقالة فصلين
الغلاف إهداء من الجميلة ولاء LOLO Fawzy
لبرتقان أفندى وبرتقانة هانم ❤❤❤😉






سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 10:14 PM   #565

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس عشر
*********


انفرج الباب ليخرج النقيب مدحت وخلفه العسكرى التابع له وتوقفا للحديث مع جلال وحسام،
وما أن انفرج الباب حتى هبت شمس واقفة واقتحمت الغرفة تتبعها فرح الغير واعية لنظرات مدحت حتى الأن، وخلفهما كانت تركض مقلتى مدحت المسلطتان على فرح بإعجاب واضح
حتى أنه توقف عن الحديث لبرهة حتى اختفت فرح داخل الغرفة ثم تنحنح وسعل بقوة حتى يستعيد تركيزه ولا يلفت الأنظار له ثم انتبه مرة أخرى للحديث قائلاً
:- أنا أخدت أقوال الأستاذ يوسف وهنبدأ تحريتنا وبالطبع هناخد بالاعتبار اتهامك الموجه لعائلة السمرى يا باشمهندس
قطب جلال حاجبيه عابس الوجه يفكر بتركيز لبرهة أستغلها حسام ليقول موضحاً بنبرة قوية
:- يا سيادة النجيب مسألة التار ديه جديمة ... فوق الخمسة وعشرين سنة دلوك
... صُح بتحصل مشاكل ومناوشات بين العيلتين من وجت للتانى لكن الجتل محصلش
انتبه مدحت لحديث حسام واستفسر بهدوء
:- أفهم من كده أنك بتنفى التهمة عن عيلة السمرى ... طيب بتتهم حد تانى يا أستاذ حسام
هز جلال رأسه باعتراض قائلاً بشرود
:- لاء ... أحنا مالناش أعداء فى البلد ... والخلافات الوحيدة بينا وبين عيلة السمرى
(حرك كتفيه بحيرة مردفاً) مقدرش أقول غير كده ومش عارف الحقيقة فين!!
شارك حسام فى الحديث بتعقل وزارنة موجهاً الحديث لجلال
:- اللى أجصده مينفعش نتهم حد بدون دليل ... يمكن من خلال تحريات سيادة النجيب
الحجيجة تبان ونوصل للچانى
أومأ مدحت مؤيداً بجدية
:- وده اللى هيحصل يا أستاذ حسام أنا مش هاخد أى خطوة نحو الاتهام ده قبل ما يكون معايا دليل
(ضيق مدحت بين حاجبيه واسترجع فى مخيلته قضية قديمة)
وعلى ما أتذكر حادثة حريق حظيرة الحيوانات بتاعتكم مقدرناش نوصل للجانى ...
أقصد أن فعلاً فى مناوشات بتحصل والمرة السابقة حضرتك يا باشمهندس
رفضت توجه الاتهام لأى شخص
أومأ جلال مطأطأ الرأس بحيرة، بدل مدحت نظراته بين الرجلين ثم قال متفهماً طبيعة القرية قائلاَ
:- أنا اتنقلت هنا من سنة تقريباً ... وفاهم طبيعية الأعراف والتقاليد اللى بتتبعوها
وخصوصاً إنى كنت قبل كده بخدم فى الصعيد الجوانى ... وعاوز أقولكم أن الوضع مختلف
تماماً هناك ولسه التار بيتنفذ بحذافيره زى زمان والتفاهم بالسلاح علطول
(ناظر جلال يشهد بحقيقة ملموسة قائلاً باقتناع)
والحقيقة أنا شايف أن هنا فى البلد وبحكم قربها من المحافظة الأوضاع أفضل بكتير
وبرغم التار اللى سمعت عنه من أول ما دخلت البلد بس الحقيقة أحمد وفاروق السمرى
بيتعاملوا بمنتهى العقلانية فى كتير من الأمور ... دول تقريباً بيحلوا معظم مشاكل البلد قبل ما توصل للقسم ... عشان كده هنقوم بتحرياتنا الأول وبعدين نشوف الخطوة الجاية هتوصلنا لأية
هز جلال رأسه باستحسان بينما شكره حسام
:- زين .. متشكرين يا سيادة النجيب
ابتسم مدحت بخفة قائلاً بود
:- تحت أمرك يا أستاذ حسام ...(أحنى رأسه قليلاً ثم رفعه يكمل حديثه بتحرج) لولا الموقف الصعب ده كنت قلت فرصة سعيدة إنى أتعرفت عليك
ابتسم حسام بمجاملة وأمال رأسه يميناً قليلاً يهزه شاكره
:- متشكرين جوى يا مدحت بيه
صافح الرجال بقوة ثم استأذن مغادراً يتبعه العسكرى

************
فى داخل الغرفة كان يوسف متكأ بظهره على وسادتين تمنحه الراحة لظهره المصاب
بالطلقات النارية، يلف صدره ضمادات طبية تدعم ضلوعه المكسورة وتحمى جرح الطلقة
من التلوث ثم ترتفع لتشمل الكتف الأيمن وذراعه الأيمن معلق فى مسند طبى لضمان عدم حركته يرتدى سترة منامته فى ذراعه السليم وتوضع فوق الكتف الأخر
وثبتها بزر واحد يضم دفتيها على صدره
وعلى الجانب الأيسر من الفراش جلست شمس ملاصقه لكتف يوسف تحتضن راحته
بين كفيها بدفء وحول الفراش تحلقت أفراد أسرة البدرى والعزازى ليطمئنوا على حالة يوسف ويتساءلون عما حدث بالضبط
بدأ يوسف الحديث ببطء وإرهاق يقص عليهم تفاصيل الحادث كما سبق ورواها للضابط
بعد دقائق دلف للغرفة جلال وحسام تبادلا حوار بسيط مع يوسف للاطمئنان
على حالته الصحية ثم قال حسام بنبرة هادئة وهو يشير لفرح
:- أحنا هنستأذن دلوك يا يوسف ونهملك ترتاح شوية ... وبكره الحاچ سليم
هيكون عنديك ويطمن عليك بنفسه
طالع جلال شاشة ساعته التى تشير للحادية عشر وقال بدوره
:- وأحنا كمان هنمشى الوقت أتاخر أوى ... وأكيد يوسف محتاج للراحة
قال يوسف بصوت مجهد متألم شاكراً حسام وجلال
:- كتر خيركم يا شباب أنا عرفت أنكوا اتبرعتوا لى بالدم ... لولاكم كان ممكن آآآ
قاطعه حسام بحمية وشعور صادق بالود
:- بتجول أيه يا يوسف ... أحنا أهل ودمنا واحد ... وأنت كنت هتعمل إكده بردك لو اتبدلت الأماكن
ابتسم يوسف بخفة، يحمد الله على قوة الترابط بينه وبين عائلة زوجته وعلى وجوده بجوار أسرته حتى لو كان الثمن إطلاق النار عليه
ارتفع صوت أصيلة تدعو لهم بالخير ودوام المودة والصحة، بينما نهضت فرح من مكانها
بعد إشارة شقيقها واحتضنت شمس مودعة ثم احتضنت ندى وتحركتا نحو جانب قصى يتبادلا حديث هامس بينما قالت أصيلة بقلب أم حانى موجهة حديثها لشمس
:- وأنتِ يابتى تعالى معانا أرتاحى شوية ... بجالك يومين واجفة على رچلك لا نوم ولا واكل لما وشك بجى كيف اللمونة الناشفة
حولت شمس بصرها نحو يوسف الذى أسند رأسه الثقيل للخلف تناظره بحب واضح وشددت من قبضتها حول كفه قائلة بمشاعر فياضة
:- مش هقدر أمشى ياعمة يمكن يوسف يحتاج حاجة ... لازم أكون جنبه
صوت تنهيدات عالية حارة صدرت من ندى وفرح بمشاغبة دفعت الجميع للضحك
بينما تنحنح حسام عالياَ وحدج شقيقته بنظره زاجره ثم أشار نحوها لينصرفوا
مالت فرح على ندى تقبلها وهمست بجانب أذنها بحماس
:- متأكدة ياندى ... كان بيبص عليا أنا
أجابتها ندى بنفس الهمس
:- صدقينى يابنتى ... ده كان هياكلك بعينيه السهتانة ديه ... بس على مين لو هو ظبوط أنا أظبط منه وأقفشته
تضاحكوا سوياً ولولا صوت حسام الذى يحث فرح على الحركة لما تحركت من مكانها حتى تتأكد من قصة نظرات النقيب مدحت
تقدمت فرح نحو شقيقها بتثاقل هاتفه لندى
:- هكلمك ياندى نكمل كلامنا (التفتت نحو فراش يوسف قائلة) ألف سلامة عليك يا يوسف
انصرف حسام وفرح حين دلف شوقى للغرفة هاتفاً بحبور
:- أنا قلت أطمن على يوسف قبل ما أروح
هتف جلال بترحاب :- أتفضل يا دكتور ... أهلاً بحضرتك
تحرك شوقى نحو يوسف فنهضت شمس مبتعدة قليلاً وتركت كفه على مضض لتترك الساحة لشوقى يقوم ببعض الفحوصات السريعة على الجرح والضمادات، أقام ظهره بعد أن انتهى قائلاً
:- الحمدلله ... حالتك مستقرة دلوقت يا يوسف وإن شاء الله تتماثل للشفا سريعاً
سرت همهمات تدعو للشفاء فى الغرفة وتساءلت أصيلة باهتمام
:- الله يطمنك يا دكتور شوجى ... مش هوصيك عليه ده ولد الغالى
تقدم شوقى بضع خطوات نحو أصيلة يطالعها بابتسامة لطيفة مردداً ببشاشة
:- ماتقلقيش ياحاجة أصيلة ... فى عينينا أنتِ عارفة غلاوتكم عندنا
(حول نظره نحو جلال الذى يقف بجوارعمته وأضاف بمكر)
وخصوصاً جلال زى ابنى اللى مخلفتهوش (مال على أذن جلال يضيف)
ابنى اللى عايز يتربى
ارتبك جلال وتنحنح بقوة ثم قبض على ذراع شوقى يهتف بتشويش
:- حبيبى يادكتور (مال على أذن شوقى هامساً) استر عليا يا دكتور
كتم شوقى ضحكته وقال بابتسامة واسعة
:- المهم تحافظى أنتِ على صحتك يا حاجة (التفت نحو ياسمين مؤكداً)
والأدوية فى مواعيدها
أومأت ياسمين بهدء تؤكد على التزامها بمواعيد الأدوية، أستأذن شوقى للانصراف موجه حديثه ليوسف
:- بكره همر اطمن عليك يا يوسف ولو احتجت أى حاجة اضرب الجرس جنبك بس والممرضة تكون عندك (شكره يوسف بضعف بينما ربت على كتف جلال بقوة وأردف بنبرة مهددة مرحة)
وأنت أول ما توصل المستشفى بكره تعدى عليا
أومأ جلال بقبول وابتسامة رائقة، وبعد انصراف شوقى تبعه أفراد أسرة البدرى تاركين يوسف وشمس بمفردهما

***************
أغلقت باب الغرفة جيدة ثم التفتت تتأمل يوسف المستلقى على الفراش شاحب الوجه
يستند برأسه على الوسائد خلفه لكن مقلتيه مسلطة عليها بنظره اشتياق، تنهدت بحرارة وحمدت الله على سلامته ثم تقدمت نحو طرف الفراش بخطوات هادئة
التقطت منشفة نظيفة من حقيبة صغيرة موضوعة جانباً جلبتها ياسمين معها من المنزل
بكل متطلبات شمس ويوسف التى ربما يحتاجانها ثم دلفت لحمام الغرفة بللتها بالماء وعادت تصعد بركبتيها بجواره على الفراش تمسح على وجهه مجهد الملامح
وكتفه وصدره تمنحه بعض الانتعاش والراحة
ترتكز بمقلتيها على وجهه بعشق واضح وهو مستسلم ليديها الحانية ومقلتيه تتشبع من ملامحها الحبيبة ثم همس بهدوء
:- أول ما حسيت بالرصاصة يتخترق جسمى ... صورتك جت فى خيالى
(توقفت يديها عن عملهما تناظره باهتمام وتأثر وهو يردف)
كنت خايف أموت قبل ما أقولك إنى بحبك
ارتفع حاجباها عالياً وكاد قلبها يقفز من صدرها ليحتضنه، كتمت شهقاتها الملتاعة بكف يدها تتعمق فى مقلتيه السوداء العميقة بصدمة ثم ألقت بنفسها فى أحضانه بغتة،
تدفن وجهها فى عنقه باكية و ذراعاها تعتصر جسده المصاب فتألم بخفوت ولف ذراعه السليمة حول خصرها يضمها بدوره إلى صدره وهى مستمرة ببكاء حار
لاتستوعب أنه نطق ... أعترف بحبه لها دون أى مواربة، دست جسدها إليه أكثر وشددت من احتوائها بين ذراعيها فلم يتحمل المزيد وقال بخفوت متألم
:- شمس ... الجرح هيتفتح تانى
شهقت مبتعدة وقد تذكرت جروحه، تتحسس صدره براحتى يدها وقالت معتذرة باستحياء
:- آسفة ... آسفة يا حبيبى .... مش مصدقة نفسى ... أنت قلت إيه بقى
ضحك يوسف بضعف ومد ذراعه اليسرى يحتوى كتفيها ويجذبها بؤفق لتعود إلى أحضانه
ولكن بحذر هذه المرة، لثم وجنتها بحب وصعد بشفتيه حتى أذنيها ليهمس باشتعال
:- بحبك ... بحبك شَموس
مسحت بكفها على عنقه بحنان وقبلت وجنته تبادله الهمس الحار
:- وأنا بعشقك يا چو ... ياحبيبى
ارتكن بجبينه فوق جبهتها يلوم نفسه على انتظاره كل هذا الوقت ليعلن عن حبه وحين أتت اللحظة الحاسمة كان جريح طريح الفراش ... قال مازحاً
:- أخترنا وقت مش مناسب خالص للأعتراف بالحب ياشموس
ابتعدت قليلاً عن أحضانه ضاحكة بسعادة ومقلتيه لاتحيد عن مقلتيه قائلة بصدق وحب
:- المهم أنك أعترفت يا چو ... أنا قلبى كان هيقف لما عرفت بالخبر ... روحى راحت منى
... مش ممكن أعيش من غيرك يا يوسف
تأمل ملامحها المتأثرة بندم على إضاعة الوقت والانتظار كل تلك الفترة حتى يعلن عن مشاعره، مد كفه ينزع وشاح شعرها بصعوبة وألقاه بعيداً، أزاح جسده قليلاً نحو طرف الفراش الضيق
ثم ضمها لتستلقى على كتفه السليم تضم خصره بحذر وشفتيه تتحسس طريقهما
ببطء ونعومة فوق جبينها نزولاً إلى وجنتيها التى توهجت اشتعالاً ثم توقف عند طرف شفتيها المرسومة بدقة كأحلى ما يكون بلون طبيعى متوهج بدون أى مساحيق تجميلية
وإنما تلون بحمرة الخجل ونار الشوق
تعانقت المقل طويلاً فى نظره حارة أضرمت النار بأوصالهما وبفعل مغناطيس خفى كان يقترب بمفعول السحر من شفتيها ليرتشف ماء الحياة منهما عله يطفأ بعضاً من نار اشتياقه


************

"مساء الخير على الجميع"
ألقت لينا التحية ببشاشة وهى تدلف لفيلا السمرى حيث يجتمع كل أفراد الأسرة،
توجهت حيث والدها وجلست بجواره ومقلتى عدلى تتابعها بعصبية واضحة
وضعت فهيمة كف فوق الأخرى وأسندتها على بطنها تتأمل لينا بفم ملتوى كعادتها
أما فاروق فكان يجلس على مقعد قريب يتابع الموقف بهدوء وكالعادة الشخص الوحيد الذى لا يشارك في هذه الجلسات أمل المشغولة دائماً بمهام المنزل ورعاية أولادها
شعرت لينا بجو من التوتر والشحنات السلبية فى الأجواء لذلك بادرت
بكسر الصمت وسألت فاروق بود
فين أمل يا فاروق مش شايفاها يعنى؟ :-
التقطت أذن فاروق مصمصت والدته الممتعضة دائماً حين تذكر سيرة زوجته ولكنه أجاب ببساطة
:- الوجت أتأخر يا لينا ... بتنيم الولاد لاچل المدرسة
حدج عدلى شقيقة بنظره ذات مغزى ليبدأ الحديث مع ابنته، ازدرد صلاح ريقه
ومرر كفه على ذقنه بضيق … يعلم أن ابنته لم تخطئ وأنما قامت بواجبها المهنى وعدلى يعلم ذلك أيضاً ولكن عليهم الخضوع للعادات والأعراف وألا واجهوا عداء مجلس العائلة
وخاصة شقيقهم الثالث (سعيد) الذى يتصيد الأخطاء وكأنه عدو لهم ...
سعل صلاح بخفة وقال بهدوء لابنته
:- لينا تعالى معايا … محتاج أتكلم معاكِ شوية
أومأت بطاعة والتقطت حقيبة يدها ثم نهضت معه، استوقفهم صوت عدلى الذى صدح بحدة يحسم الموقف بقوة دون أى مهادنة مع ابنه شقيقه
:- لينا … (التفت الجميع نحوه بترقب) أبعدى عن عيلة البدرى نهائى …
واجطعى أى تعامل معاهم ... واللى حُصل عشية مش هيتكرر واصل
اتسعت مقلتى لينا مع كل كلمة تخرج من فم عمها وقالت بضياع غير مستوعبة لغضب عمها الكبير
:- أناعملت إيه ياعمى … أنا عملت واجبى المهنى وبس
ضرب بطرف عصاه الخشبية فى الأرض لتدق بعنف صائحاً فى وجهها
:- المستشفى مليانة دكاترة … مش هتجف عليكِ يا داكتورة
حاولت التوضيح بشكل عقلانى معترضة على هذه اللهجة الغاضبة المستبدة
:- بس ياعمى
تدخل والدها يُنهى الجدال الذى يعلم جيداً أنه لن ينتهى أن بدأ الأن فحاول تأجيل الأمر حتى يختلى بها
:- لينا … هنتكلم مع بعض ونتناقش زى ما أنتِ عايزة
تعالت وتيرة غضب عدلى فهتف حانقاً
:- مش محتاچة كلام ونجاش يا صلاح … الداكتورة مش هتعتب المستشفى
طول ما عيلة البدرى هناك
فغرت لينا فمها مستنكرة هذا القرار المجحف والتفتت بصدمة نحو والدها الذى
جذبها خلفه ليتحدثوا على إنفراد بعيداً عن غضب شقيقه الكبير،
وشماتة زوجته التى تجلس بجواره وعلى وجهها ابتسامة مستفزة

*************
يتبــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 10:16 PM   #566

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى منزل أحمد السمرى صباحاً جلس على مائدة الإفطار الخالية يتناول إفطاره بمفرده،
تناول بضع لقيمات صغيرة بدون شهية، مل هذه الحياة الخاوية والبرود الجليدى
الذى جمد مشاعره وجثم على أنفاسه
تناول كوب الشاى باللبن الذى يبدأ به يومه ونهض يتجول فى البهو حتى وقف أمام
نافذة كبيرة تطل على حديقة منزله يتجول بنظراته الشاردة فى الفراغ،
تقدمت زوجته نحوه تتساءل بتعجب
:- الفطار كيف ماهو يا أحمد ... ليه ما أكلتش؟
حول نظره نحوها يتأملها بشعورغريب، لم تحاول التقرب منه يوماً أو الشعور به يعتمل بصدره،
إنما تقوم بواجباتها المنزلية بآلية إنسان آلى يحفظ ولا يفهم ...
أشعل أحد سجائره بصمت ثم سألها بفضول
:- أنتِ ليه ما بتفطريش معاى يا نچوى!!
انكمشت ملامح وجهها بتعجب وسألته باستغراب
:- وأنا من ميتى بفطر وياك ... أنا بفطر مع البنات أول ما بصحى
نفث دخان سيجارته فى الهواء وهز رأسه بيأس مردداً بقنوط
:- بتفطرى مع البنات أول ما بتصحى ... على أساس إنى بصحى الضهر
... ما أنا بفوق بعدهم بنص ساعة
هزت كتفيها بحيرة وكأنه يتحدث بلغة غريبة يصعب عليها فهمها وقالت بعفوية
:- وإيه اللى يضايجك فى إكده ... عمرك ما اعترضت على الفطار لحالك
سحب نفس طويل من سيجارته ثم نفثه بقوة حتى أختفت ملامحه خلف سحابة من الدخان
... هز رأسه عدة مرات بابتسامة ساخرة وردد بتلقائية
:- عندك حج ... أنا اللى غلطان
أولاها ظهره يتأمل الحديقة بشرود وبعد عدة دقائق هبطت بناته من الدور العلوى يستعدون للمغادرة إلى المدرسة،
توقفن أمامه بأعمارهن المختلفة وأزيائهن المدرسية المتماثلة فى الشكل والمختلفة فى اللون
فزى سلمى وسندس مميز باللون الأزرق أما نواره الأصغر سناً فترتدى زى مدرسى باللون الرمادى
سارعت نواره نحو والدها تحتضن خصره وتلقى تحية بشوشة عليه بابتسامتها المشرقة
:- صباح الخير يابوى
أطفأ أحمد سيجارته ومسد على رأسها نزولاً إلى ظهرها يربت عليه بحنو ثم
انحنى يقبل أعلى رأسها يرد تحيتها بدفء
:- صباح الأنوار يا نواره العمر أنتِ
وقفت سلمى وسندس يتبادلان نظرات قلقلة بينهما، رفع أحمد نظره نحوهما
يستشعر القلق النابع منهما وقال بهدوء
:- خير يا بنات ... رايدين تجولوا إيه؟
تلفتت البنات حول نفسيهما يبحثان عن والدتهم التى بالتأكيد ستدافع عن موقفهما،
ظهرت نجوى من باب المطبخ وتقدمت نحوهم، فتشجعت سلمى الابنة الكبرى
للحديث ومدت ذراعها برسالة من المدرسة نحو والدها
تناول أحمد الرسالة بابتسامة متهكمة وتحرك نحو مقعد قريب وهو يضم نواره بذراعه
لتتحرك معه ثم قال ساخراً بعد أن أستقر فى جلسته
:- چواب من المدرسة على الصبح إكده ... ربنا يستر
فض الرسالة وطالعه بهدوء لعلمه ما بها مسبقاً فليست أول رسالة تصله تخبره
عن مستوى ابنتيه المتدنى فى التعليم، رفع نظره نحوهن يتفحصهن بصمت
مرر أنامله فى شعره القصير وناظر الفتيات بفارغ صبر يتساءل بحيرة عن سبب هذا
المستوى المتدنى فى التعليم على عكس الفتاة الصغيرة نواره ثم أعلن عن تسأله
بنبرة هادئة رغم لمحة الحزن التى تحملها وهو يحرك الرسالة أمامهن
:- ليه… فهمونى ليه … ناجصكم إيه لاچل ما تنچحوا… مدارس لغات دخلتم ...
دروس تجوية وبتاخدوا … أى شئ بتحتاچوا بيكون بين أيديكم …
فهمونى ايه اللى ناجصكم؟
تبادلت الفتيات نظرات مرتبكة وأحمد فى انتظار الإجابة، يتفحصهن بنظره صارمة
بينما نواره تقف بجواره تطالع شقيقتيها بفضول أما نجوى فجلست على الأريكة
تتابع ما يحدث ببرودها المعتاد
تطوعت سندس فى الإجابة بعد أن ألقت نظره على والدتها قائلة بتذمر
:- الدروس واعرة أوى يا أبوى
زفر بقوه مردداً بنفاد صبر
:- والمدرسة اللى بتاچى تذاكر معاكم ... بتساعدكم ولا بردك مش بتفهموا منيها
تحدثت سلمى بوجه عابس ولهجة متذمرة
:- ولازمتها إيه الدراسة والدروس يا أبوى ... خلاص بنعرف نجرا ونكتب وفى الأخر
هنتچوز ونجعد فى الدار كيف أمى
حول نظره نحو والدتهم فهذا هو حديثها السقيم وقد حشرته فى عقل الفتيات،
أعاد نظره نحو ابنته الكبرى يناظرها زاجراً
:- چواز إيه اللي بتتحدتى عنه يا بت … أنتِ عمرك كلاته كام سنة لاچل
ماتتحدتى عن الچواز
تدخلت نجوى بهدوء مميت ولامبالاة
:- سلمى كبرت يا أحمد وبجت عروسة … عنديها ١٥سنة …
وسنة والتانية ويچيلها عدلها وتتچوز
تجاهل أحمد كلام زوجته ومقلتيه مازالت تعانق وجوه بناته وسأل ابنته الثانية
بنبرة هادئة متحكم بأعصابة لأقصى درجة
:- وأنتِ ياسندس رأيك كيف خايتك؟
اغترت الفتاة فى هدوء والدها الظاهرى فقالت بصراحة
:- أيوه يا أبوى … چدتى وأمى بيجولوا هنتچوز لما نوصل ١٨ سنة ... يبجى لازمته إيه العلام
هتفت نواره بجوار والدها معترضة
:- أنا مش رايدة أتچوز … وهبجى داكتورة كيف خاله لينا
زجرتها شقيقتها الكبرى بنظرات عينيها وأكملت على حديث سندس
:- يا أبوى المهم أننا اتعلمنا … وأمى اتچوزت وهى عنديها ١٨ سنة مهندس جد الدنيا كيفك
… يعنى مش شرط نكمل دراسة
أضافت والدتهما ببساطة غير مبالية بالأفكار القديمة التى أفسدت بها طفلتيها
:- البنات بتتكلم صُح يا أحمد ... والعريس منتظر وچاهز
جحظت مقلتى أحمد ولم يحتمل المزيد فهب واقفاً يشرف على بناته من على بطوله الفارع وعرض منكبيه قائلاً بصوت صارم حاد كحد السيف
:- اسمعوا بجى الكلام النهائى ... دراسة وهتكملوها بنچاح لحد ما تاخدوا شهادة چامعية
على الأجل …. واللى هتسجط منيكم هتعيد السنة مرة واتنين وتلاتة وعشرة
لحد ماتنچح (ألقى نظره محذرة نحو زوجته وأضاف بنبرة فولاذية رادعة)
ومفيش حديت عن چواز واصل لحد ما تنهوا دراستكم ولو وصلت الواحدة منيكم ٥٠ سنة
شهقت نجوى مستنكرة واستعاذت بالله بينما جحظت مقلتى الفتيات
بصدمة معقودى الألسن ... مد أحمد كفه نحوهم آمراً
:- موبيلاتكم منك لها
تبادلت الفتيات نظره رفض ثم نظروا نحو والدتهم بنظره مستعطفة يستغيثوا بها
لكنها فضلت الصمت حتى لاينالها العقاب أيضاً ... هتف أحمد بحسم
:- حطى الموبيل على الترابيزه منك لها حالاً ... وإياك واحدة منيكم تجف تتكلم
جدامى مرة تانية من غير خشا عن چواز ولا غيره (واصل زجره وتقريعه لهما بعصبية)
ومن إهنا ورايح ... لا فى موبايل ولا تلفزيون .... مذاكرة وبس ولو جت رسالة چديدة
من المدرسة تشتكى منيكم حسابكم هيكون معاى عسير
... اتفضلوا السواج مستنى من بدرى
لم يستطعن الاعتراض خاصة مع نظره والدهم الغاضبة الصارمة، فخضعن لأوامره
ووضعت كلا منهما هاتفها المحمول على المنضدة الصغيرة أمامه
ثم حملن حقائبهن المدرسية وتحركن للخارج تتبعهم نواره
التى التزمت الصمت احتراما لحديث والدها
التفت أحمد إلى زوجته بمجرد خروج بناته وناظرها بحاجب مرفوع،
لقد أفسدت عقل فتياتها بحديثها هى ووالدتها عن الزواج
جلس يناظرها ببغض، حقاً لم يعد يحتمل أكثر… ولن يتحمل أن تُفسد حياة بناته
كما أفسدت حياته
قبل أن يتحدث كانت نجوى تعاتبه بعفوية ببرود
:- خبر إيه يا أحمد … ايه الغلط فى الحديت ده … أخرة البنتة الچواز هيعملوا إيه بالعلام يعنى
حدجها بنظره جامدة وسألها متحكم فى أعصابه حتى يصل إلى حقيقة الأمر
:- مين بجى العريس يانچوى
اقتربت تزحف جالسة فوق الأريكة لتقترب منه وقالت بفرحة
:- أسامة ولد أختى … ايه رأيك؟ ... عريس عليه الجيمة
أومأ أحمد بجمود وردد ببرود
:- أسامة الطالب فى الچامعة
أضافت زوجته بلهفة موضحة ببساطة
:- هيخلص بعد سنتين ... تكون البت داخلة على ١٨ سنة… يخلص الچيش ويتچوزوا طوالى
مسح أحمد على ذقنه بيأس، يتذكر اختيار والدته له الذى أوقعه بنجوى ابنة خالته
... وهاهى نفس القصة تغزل من جديد لتصنع أسرة غير سوية، باردة المشاعر
فرك كفيه بقوة، يناظرها بنفور موجه لها ثم قال بنبرة صارمة لا تقبل النقاش
:- بصى بجى يا نچوى … كيف ما جلت للبنات مفيش چواز جبل مايخلصوا چامعة
تعالت وتيرة صوته الحانق بشكل مخيف دفعها لتنكمش خوفاً من غضبه
وهو يواصل حديثه الغاضب
:- وحسك عينك تدخلى كلامك الفارغ وأفكارك الخايبة ديه فى عجل البنات …
من إهنا ورايح مفيش غير الدراسة والمدرسة وبس … وأسامة ولد خايتك مش هيتچوز بتى
… الواد أصلاً مش فى دماغه چواز دلوك
تركها متجمدة بمكانها وحمل هواتف البنات ثم صعد إلى غرفته،
ضغطت نجوى على صدرها بكف يدها تهدأ نبضاته المرتعشة بخوف وتلفتت حولها
تبحث عن هاتفها المحمول ... يجب أن تخبر والدتها بما حدث لتجد لها حل
ارتفع صوت أحمد من أعلى الدرج يصيح بصوت جهورى
:- جبل ما تنجلى نشرة الأخبار لأمك ... أطلعى اطمنى على بتك الصغيرة
اللى مفلوجة من البكا ديه
تركت هاتفها المحمول يسقط من يدها وهرعت للأعلى تستجيب لأوامره وتتجنب غضبه الأن

**************
فى الخارج كانت الفتيات تتجادل بتذمر سوياً، هتفت نواره توضح صحة كلامها
:- أنا جلت لكم أبوى مش هيوافج على الچواز جبل ما تخلصوا الدراسة ... ماسمعتوش كلامى
صاحت بها سلمى ناهرة
:- اسكتى أنتِ يا سوسة ... ومالكيش صالح بحديتنا
هزت نواره كتفها بلا مبالاة وتركتهم تتجه نحو السيارة قائلة بعفوية مغيظة لهم
:- أنتِ حرة ... بس كلام أبوى هو اللى هيتنفذ
وقفت سلمى تواجه شقيقتها وتسائلها بحيرة
:- هنعمل إيه يا سندس دلوك!!
قلبت سندس شفتها السفلى بمعنى لاتعرف ثم قالت بامتعاض
:- لازمن نتصرف ... أبوى أخد الموبايل وحلجة المسلسل التركى اليوم مهمة جوى
... كان نفسى أشوفها
زفرت سلمى بضيق وقالت بتأفف
:- مسلسل إيه أنتِ التانية ... المهم أسامة (ناظرت شقيقتها بجدية قائلة بعشم)
أكيد أمى هتجنع أبوى مش إكده
لوت سندس شفتها بامتعاض وقالت بفارغ صبر
:- جلت لك جبل سابج أسامة بيتعامل معاكِ عادى ...
ده بيعامل البت نواره وبيتحدد وياها أكتر ما بيتحدد معاكِ
قطبت سلمى حاجبيها بغضب وتساءلت بعصبية
:- تجصدى إيه ... أسامة بيحب البت المفعوصة ديه
نفخت سندس تنظر للسماء بنفاد صبر وقالت موضحة
:- أجصد أنك مش فى دماغه .... كل عجله فى الدراسة وفى مصر وبنات مصر
صحابة فى الچامعة ... كبرى دماغك بجى منيه
تحركت نحو السيارة التى تنتظرهم لتقلهم إلى المدرسة وأردفت باستسلام
:- وأنا هذاكر وأمرى لله وأنچح الشهر ده ... يمكن أبوى يرچعى الموبايل
صعدت للسيارة بجانب نواره التى تجلس فى منتصف المقعد الخلفى بينما تستأثر كلاً من شقيقتيها بنافذة من السيارة

**************

فتحت لينا عينيها بتثاقل بعد ليلة طويلة مجهدة من السهاد والتفكير، لم يزورها النوم
إلا مع أشعة الشمس الأولى بعد أن أضناها التفكير وشعور بالقهر والسخط
نحو تلك القوانين الظالمة يسيطر عليها
لم تصل لحل بعد نقاش طويل ومجادلة غير مثمرة مع والدها الذى أصر على تنفيذ
قرار شقيقه الأكبر بعدم ذهابها للعمل طوال فترة علاج يوسف البدرى،
وكأن والدها المهندس، المتعلم، متفتح التفكير تبدل بشخص أخر
خاضع لقوانين جاهلة عفا عليها الزمن
نهضت بتكاسل تدور فى غرفتها على غير هدى، كيف ستقضى أيام حبيسة المنزل
وقد اعتادت العمل يومياً
تناولت هاتفها تفكر للحظات ثم قررت أن تتجاهل قرار الابتعاد عن عائلة البدرى
وضغطت على زر الاتصال باسم برتقال أفندى … جاء صوته بعد برهة ناعساً يردد بحب ونعومة
:- يا صباح الورد والبرتقان السكرى
تنهدت بخفة وقد نزلت كلماته ولهجته برداً وسلاماً على قلبها ثم قالت شاكية بامتعاض
:- جلال … عمى عدلى أصدر فرمان إنى ماروحش الشغل طول ما يوسف فى المستشفى
أعتدل جلال فوق فراشه وأسند ظهره لمسند الفراش وتبدلت ملامحه
ولهجته للجدية يتسائل بلهفة
:- حد ضايقك … أو قالك حاجة تزعلك
هزت رأسها نفياً وكأنه يراها وأوضحت باقتضاب
:- عمى وبابى زعلوا أنى شاركت فى عملية يوسف
أومأ بتفهم بينما واصلت حديثها بعصبية
:- أنا ما غلطتش أنا قمت بواجبى وهكررها تانى لو حصل
قاطعها جلال بنبرة قوية حتى تنتبه لكلامه
:- هو ده اللى كنت أقصده لما رفضت أنك تقربى من يوسف … أو تشاركى فى علاجه
.. كنت عاوز أبعدك عن القلق ده (زفر بقوة ثم أضاف) على أى حال …
لازم تسمعى كلامهم دلوقت
هتفت بحنق فى الهاتف وهى تدور داخل غرفتها بعصبية
:- أزاى ياجلال … الكلام ده مش منطقى
صاح يقاطعها بنبرة جادة
:- لينا التار اللى بين العيلتين بيمنع التعامل بينا وبين بعض بأى شكل ….
مجلس عيلة السمرى طالب ياخد بالتار منا وعمك عدلى ملزم بالتنفيذ
يبقى أزاى تعالجى واحد مطلوب موته
اتسعت عينيها غير مستوعبة لهذا الحديث الذى تسمعه بينما أردف بهدوء
:- أرجوكِ يا لينا حاولى تنفذى كل المطلوب منك دلوقت … أحنا فى موقف
مواجهة وخصوصاً بعد ما اتهمت عيلتك فى المحضر بشكل رسمى
شهقت مستنكرة وتوقفت عن الدوران فى الغرفة، وصرخت فى الهاتف تدافع عن عائلتها
:- أنت مُصر تتهم عيلتى يا جلال … قلتلك مش ممكن حد منهم يقتل مش ممكن
:- لينا أرجوكِ افهمينى ... التحريات هتوضح الحقيقة
أنهالت دمعاتها تشعر أنها بدوامة تستنزف كل قواها وتخنق روحها قائلة بصوت يتحشرج بالبكاء
:- ولما أنت فاهم كل ده ليه قربت منى ياجلال
جاء صوته هامساً بدفء مشاعره وهو مسبل العينين
:- مش بأيدى …. مش بأيدى يا بنت السمرى أغرق فى بحورك ولو كان بأيدى شئ
.... كنت هختار أغرق أكتر وأكتر ومش هطلب النجاة من الغرق فى حبك أبداً

*************

على باب المستشفى ترك جلال ياسمين وندى فى الطابق الأول وتوجه حيث
غرفة دكتور شوقى يمر عليه كما طلب منه بالأمس خاصة بعد أن علمت بتطور الأمر
مع لينا بينما صعدت الفتيات إلى الطابق الثانى حيث غرفة يوسف
عند وصولهم للطابق المطلوب تفاجئوا بدكتور طه يقف يتحدث فى هاتفه المحمول
وما أن رأهم حتى أغلق الخط وسارع نحوهم يمد ذراعيه يتناول حقيبة بلاستيكية كبيرة
من يد ياسمين بعد أن ألقى التحية عليهن بلهفة وابتسامة مشرقة
:- عنك يا ست البنات كلاتهم
شكرته ياسمين بخجل بينما قالت ندى بود
:- أهلا يا دكتور .. أكيد جاى تزور يوسف
حمل الحقيبة البلاستيكية الضخمة على ذراعه ورفع نظارته الطبية مليمترات بسيطة
عن أنفه ثم أعادها مرة أخرى قائلاً بتحرج ومقلتيه تحيد نحو وجه ياسمين
:- أيوه …. كنت بدور على أوضته ربنا يتم شفاه على خير
تقدمت ندى بتلقائية وأشارت نحو باب الغرفة قائلة
:- اتفضل يا دكتور من هنا
مد كفه أمام ياسمين قائلاً بنبرة لطيفة مهذبة ونظراته تفضح مشاعره خاصة بعد أن
اطمئن بخلو الطريق أمامه ولولا أن الوقت غير مناسب
لسارع بطلب يدها ليستريح قلبه المشتاق
:- اتفضلى يا أستاذة
ابتسمت برقة فى وجهه وتبعت ندى يليهم طه محتضناً الحقيبة الضخمة التى
لامست ذراعى حبيبته
دلفت ندى وياسمين أولاً وانتظر طه للحظات حتى سمحوا له بالدخول ...
صاح بعفوية بعد أن ترك الحقيبة على منضدة قريبة
:- ألف حمدلله على سلامتك ياخوى … ربنا جدر ولطف
مد يوسف كفه الأيسر ليستقبل كف طه الذى مده بتلقائية وهو يتقدم نحوه
ليصافحه ثم ضحك بارتباك يعتذر
:- لامؤاخذه يايوسف … نسيت حالة كتفك اليمين ... يارب تكون أحسن دلوك
جلس على كرسى معدنى قريب من الفراش يتبادل حديث ودى مع يوسف بينما
وقفت شمس بين الفتيات اللاتى تجمعن حول الحقيبة البلاستيكية الضخمة
يفضون محتوياتها من علب الطعام الساخن
ابتسمت شمس وهى تتفحص العلب الكثيرة قائلة بمرح
:- إيه كل الأكل ده .... ده دكتور شوقى بعت لينا فطار كبير الصبح ومتوصى بينا على الأخر
ابتسمت ياسمين برقة موضحة
:- أوامر الحاچة أصيلة … صحتنا من الفچر ودبحت فرخة عتجية لاچل يوسف
ووجفنا نطبخ الوكل من وجتها لحد دلوك … ووصتنا لازمن يوسف يخلص الوكل
... يتجوت ويرم عضمه
ضحكت الفتيات بمرح بينما رفعت ندى ترمس حرارى قائلة بشقاوة
:- وأدى شربة الفرخة لازم يوسف يشربها وإلا عمة أصيلة تزعل منه
ضحكت شمس بملء فمها وعينيها تشع حنان لهذه المرأة التى حلت مكان الأم
لجميع من بالمنزل وعوضتهم بحنانها وعاطفتها الجياشة
فقالت بنعومة وهى تمسد على ذراع ياسمين
:- ربنا ما يحرمنا من عمة أصيلة أبداً ... هى أمنا كلنا دلوقت
ربتت ياسمين على ساعد شمس بامتنان ... دارت شمس بنظرها على العلب المنتشرة
على الطاولة وقالت بمرح
:- وفاكهة كمان .... بس زعلانة منكم نسيتوا الحلو
مدت ياسمين يدها نحو علبة مازالت داخل الحقيبة وأخرجتها قائلة بشقاوة
:- أدى علبة جراجيش ... أعتبريها الحلو وسجيها مع الشاى
ضحكت الفتيات بمرح وشمس تقول
:- واضح أن عمة أصيلة ناوية تغذى يوسف أوى
أومأت ندى مؤكدة قائلة بتحذير شقى
:- وأعملى حسابك كل الأكل لازم تاكلوه ... لأنها ناوية بكره تبعتلكم أرانب
أخرجت ياسمين علبة من العصير وأعطتها لندى وطلبت منها أن تقدمها لطه
ولكن ندى رفضت بدلال قائلة
:- قدميها أنتِ ... ده دكتور طه يعنى مش غريب
طالعتها ياسمين بغيظ والتقطت علبة عصير أخرى ثم تقدمت نحو طه المنهمك
بالحديث مع يوسف يجاهد نفسه ليغض البصر عنها ولكنه تفاجأ
حين وجدها بجواره فهب واقفاً بتأدب
مدت كفها بعلبة العصير نحوه قائلة بنبرتها الهادئة
:- أتفضل يا دكتور
سلط نظره على مقلتيها ينهل من جمالها بهذا القرب الشديد الذى لا يحدث
فى العادة وردد بضياع
:- من يد ما أعدمهاش واصل ياست البنات
ابتسمت برقة ثم قدمت الأخرى نحو يوسف وابتعدت مرة أخرى بينما طه متسمر
مكانه يتابعها بابتسامة لطيفة
(طه ... طه)
التفت بغتة نحو يوسف جاحظ العينين وقد انتبه أنه شرد فى من ملكت روحه وقلبه،
تنحنح بارتباك ثم جلس مرة أخرى يعاود الحديث بقلب يتقافز بنشوة داخل أضلعه

**************
يتبــــــــــع




التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 02-02-21 الساعة 10:40 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 10:16 PM   #567

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي



دار المفتاح داخل ثقب الباب فانتبهت حواسها بترقب، خمس أيام تعيش وحدها داخل هذا القبر الموحش، خمسة أيام لم ترى بشر أو تسمع صوت إنسان سوى بعض المناوشات التى قد تحدث فى الشارع أو صوت التلفاز المفتوح على مدار الساعة
لاتتابع شئ ولا تفقه ما يُعرض على شاشته وأنما تتركه ليتردد صداه فى هذا القبر ويبدد سكونه، تتركه يعرض محتواه ليل نهار حتى لاتشعر بالوحدة
وما أدراك بالوحدة التى تنهش القلب والروح وهى تجلب على عقلك وخيالك كل أحزانك وآلامك التى لم تندمل بعد
نهضت من فوق المقعد مع صوت طرقعة المفتاح وسلطت مقلتيها على باب الشقة وما أن انفرج عن أكثر شخص تكره فى الحياة، لم تتوقع أن تهرع قدميها نحوه تتشبث بملابسه، ترجو وتتوسل
:- حمدى ... كيف تهملنى إكده لحالى ... أنا هتچن من الوحدة ياحمدى
أغلق الباب خلفه ودلف بضع خطوات يتجاهل حديثها رغم تشبثها بملابسه واصلت حديثها الكاره له جازه على أسنانها
:- هملنى أروح لأمى ... أنا مش هجعد إهنا تانى لحالى
جلس على مقعد وثير بالصالة، يمرر نظراته المقززة على جسدها المتشح بعباءة سوداء فضفاضة وترفع شعرها بعقدة فوضوية فوق رأسها ... أشار نحوها بطرف ذقنه قائلاً باستعلاء
:- إيه الجرف اللى لابساه ده ... غورى بدلى خلاجاتك ده والبسى حاچة حلوة ملونة إكده
لو النظرات تحرق لحرقته فى مكانه بنظراتها الكاره له، تسمرت بمكانها مرفوعة الحاجب وقالت بعناد
:- رايده أمى ياحمدى ... ولا هتحرمنى منيها كمان
مسح على وجهه ببطء ثم زفر بقوة قائلاً بنفاد صبر
:- جلتلك غورى بدلى خلجاتك ... وحضرى واكل
لاحظت أثر كدمة تحيط بعينه وأخرى كادت أن تختفى على ذقنه، لم تفهم سر هذه الكدمات لكنها شعرت بالشماتة وتمنت أن ينال أضعاف مضاعفة منها أو حتى يلقى حتفه فموته حرية لها
لاحظ نظراتها لوجهه فنهض بعصبية صارخاً
:- جولتلك غورى من وشى
كتفت ذراعيها تحت صدرها تناظره ببغض وقالت بإصرار شخص فقد عقله
:- وأنا جولتلك رايدة أمى ... ولو هملتنى لحالى وجفلت عليا الباب بالمفتاح كيف الطير المحبوس بالجفص ... هجتلك وأجتل حالى
حرك رأسه ينظر لوجهها وأرعبه نظره الجنون التى تتلاعب فى عينيها، يبدو أنها على وشك الجنون وارتكاب جريمة
لذا ابتسم بسماجة وقال بمهادنة
:- حاضر يا شموع ... هكلم أمك تاچى تجعد معاكِ بعد ما أسافر أنا ... أنا هجعد معاكِ يومين بس
اقترب خطوة منها بابتسامته السمجة يمسح على ذراعيها برفق يرغب فى تهدأتها حتى لا تنفلت أعصابها وتؤذيه بأى شكل
وقال بنعومة مقززة :- أنتِ تؤمرى يا شموع
نفضت ذراعيه بعيداً عنها وتحركت نحو المطبخ تعد له الطعام

*************
مر يومان وحالة يوسف فى تحسن مستمر وشمس لا تغادره نهائياً تبثه حنانها ورعايتها واهتمامها حتى أشفق عليها من التعب وحاول إقناعها بالعودة إلى المنزل حتى ترتاح قليلاً ولكنها رفضت المغادرة ورفضت أن يساعدها أى شخص فى رعايته
وضعت الكوب الفارغ من يدها على الطاولة ثم التفتت لتقول بإصرار :- أنا مش هدخل البيت غير ورجلى على رجلك
حرك رأسه بحيرة، لا يعرف كيف يعوضها عن كل هذه المشاعر الفياضة التى تغدقها عليه وكأنه ابنها وليس زوجها، قال بترجى
:- ياشمس أنتِ تعبتى معايا أوى ... اسمعى الكلام روحى ساعتين أرتاحى وغيرى هدومك وأرجعى على طول
هزت كتف واحد بدلال وتقدمت تجلس بجواره على حافة الفراش تطالع ملامح وجهه الوسيم التى استعادت بعض من لونها وحيويتها بعد شحوب دام لفترة ثم قالت بخفوت تؤكد على كل حرف
:- مش هرجع البيت غير مع جوزى
ثم انحنت بجذعها تقترب منه لتلثم وجنته بدفء قبل أن تمد ذراعيها لتحتضن عنقه بحنان، كان البعد اختبار لمشاعرهما سوياً وجاءت هذه الحادثة لتثبت بما لايدعى أى مجال للشك أن هذا الثنائى غير قابل للقسمة
أحاط خصرها بذراعه السليمة يضمها لصدره بقوة وأراح رأسه على كتفها بعد أن قبل عنقها وتشمم عبيرها
لأيام يتشاركا فراش المشفى الضيق، متشبثين ببعضهم البعض يلتحفا الحب والدفء، وتتعانق القلوب قبل الأجساد
فجأة انفرج الباب وتعالى صوت فرح هاتفاً
:- شمس شموسة ..... هاااه
شهقت خجلاً من اقتحامها بتلك الطريقة بعد أن شاهدت تقاربهما فالتفتت سريعاً بحرج ووقفت موليه ظهرها نحوهما
تعالت ضحكاتهم عليها قبل أن تنهض شمس وتهتف بمشاكسة
:- إيه الدوشة اللى عملاها ديه يافرح ... أحنا فى مستشفى على فكرة ... يعنى برجاء التزام الهدوء لراحة المرضى
التفتت ببطء تنظر بتردد نحوهما وقد تلون وجهها باللون الوردى خجلاً وقالت بخفوت
:- أنا آسفة .... أصل نسمة بتولد
شهقت شمس بذهول وأسرعت تقبض على ساعديها
:- بجد يا فرح!! .... هى فين؟
استعادت فرح مرحها ونسيت الخجل لتهتف قائلة
:- هنا فى المستشفى وحسام مولع الدنيا وناقص يخنق الدكتورة
قطب يوسف حاجبيه متسائلاً بحيرة :- ليه ... حصل إيه؟
ضحكت فرح بشقاوة وهى تسرد عليهما
:- أصله خايف عليها أوى وصعبان عليه وجعها والدكتورة بتقول ديه حاجة طبيعية لكن هو مش مقتنع
حدقت شمس فى عينى يوسف تطلب الأذن منه وقبل أن تتكلم سبقها هو قائلاً
:- روحى اطمنى عليها ياشمس وأبقى طمنينى
ابتسمت بامتنان قبل أن تسرع نحوه وتقبل جبينه هامسة بجانب أذنه
:- ربنا يخليك ليا يا حبيبى ... مش هتأخر عليك
ربت على وجنتها بحنو وابتسامة جذابة ترتسم على وجهه، قبلت باطن كفه فى غفلة من شقيقتها التى وقفت على باب الغرفة فى انتظارها ثم غادرت الغرفة
لكزتها فرح بخفة بمجرد خروجهم من الغرفة وغمزت قائلة بهمس
:- إيه!! ... الحب ولع فى الدرة ... مش قدامى البوس والأحضان ديه .... عيب ده أنا عذراء الربيع
ضحكت شمس وهى تدفعها برقة وتهز كتفها بغنج قائلة بنغمة مغيظة :- أنتِ مالك .... جوزى وأنا حرة فيه
كتموا ضحكاتهم فى رواق المشفى وسارعوا إلى شقيقهم الذى يحفر الأرض ذهاباً وإياباً، يفرك كفيه بقوة، يتمتم بالدعاء ويتضرع لله أمام غرفة الولادة بينما يجلس والده الحاج سليم على أحد المقاعد يحرك حبات سبحته بهدوء مع تمتمه شفتيه الخافتة
وصلت الفتاتان بجوار شقيقهما وحاولوا تهدئته قليلاً ثم جلست شمس بجوار والدها تقبل كفه بحب واشتياق فحدجها بنظره رضا وربت على ظهرها برفق
مر بعض الوقت قبل أن يتعالى صوت صراخ المولود من داخل غرفة الولادة، تجمد حسام مكانه يصغى للصوت فى خشوع
نهضت الفتاتان يحاوطونه من الجانبين وهم يهنئونه بالمولود بسعادة وصخب بينما يقف هو غير مصدق يرمقهم بذهول ثم حول نظره نحو والده وكأنه يتأكد منه مما سمعه، ابتسم والده وهز رأسه ببطء بابتسامة جميلة فاتسعت ابتسامة حسام يتنهد براحة ويدعو بخفوت
بعد وقت قصير انفتح باب غرفة العمليات وخرجت الطبيبة تهنئه بالمولود ... أسرع حسام نحوها يسأل بلهفة
:- كيف حالها دلوك ... طمنينى يادكتورة الله يرضى عليكِ
تطلعت لوجهه تطمئنه متفهمة لقلقه بعد كل ما مرا به وكل السنوات التى انتظرا خلالها وصول مولودهم الأول
:- اطمن المدام بخير والولد زى الفل .... عشر دقايق وهيخرجوا للغرفة وتطمن بنفسك ... ألف مبروك
ترقرقت الدموع فى مقلتيه ولسانه يلهج بالحمد والشكر لله قبل أن يخر ساجداً شاكراً لله على جميل عطاءه

*************

فى المساء أستند يوسف على كتف شمس رغم أن ساقيه فى حالة جيدة إلا أنه لم يرفض مساعدتها رغبة فى القرب منها واتجهوا إلى غرفة نسمة للاطمئنان عليها ورؤية المولود وبعد طرق الباب دخلوا وألقوا التحية على الجميع
جلس يوسف بجوار الحاج سليم وهتف مهنئاً بسعادة من أجل هذا الرجل المحترم الذى أكرمه منذ نزوله للقرية
:- ألف مبروك ياحاج يتربى فى عزك
ربت سليم على ساقه بقوة قائلاً بامتنان
:- عجبال مانشوف عيالك أنت وشمس ياولدى
لكزت نسمة التى تضم ولدها لصدرها شمس الجالسة بجوارها على طرف الفراش بخفة وهمست لها
:- سامعة .... لو سمعتى كلامى ولبستى الجميص الأحمر من الأول ... كان زمانك حامل ياخايبة
مالت شمس عليها هامسة من بين أسنانها
:- كرهتينى فى اللون الأحمر من أساسه .... أنتِ حافظة مش فاهمة على فكرة
رمقتها نسمة بنظره حانقة وقال بخفوت
:- أنا مش فاهمة أومال أنتِ تبجى إيه!
وأنهت جملتها بأن قرصتها فى ذراعها فصرخت شمس وكادت ترد عليها ولكن أقتراب حسام منهم وفى عينيه نظرة غضب أسكتهم،
انحنى عليهما قائلاً بصرامة
:- أتحشموا أنت وياها بدل ما أنكد عليكم (ثم مد ذراعه ليلتقط الطفل من بين ذراعى أمه مردفاً) هاتى الواد
حمل الطفل برقة كمن يحمل كنزه الثمين، أغلى ممتلكاته بين يديه وتوجه نحو والده ثم وضعه فى حضن الحاج سليم بفخر وابتسامة واسعة تنير وجهه
انحنى سليم يقبل جبين الصغير مردداً
:- بسم الله ماشاء الله .... اللهم بارك فيه وأچعله ذرية صالحة وباراً بوالديه
آمن الجميع خلف الحاج سليم الذى نظر لابنه البكرى وسأله باهتمام :- أذنت فى ودنه ياولدى
جلس حسام القرفصاء أمام والده يتأمل ملامح طفله الصغيرة غير مصدق لتحقيق حلم طال انتظاره وأجاب
:- أيوه يابوى (رفع مقلتيه نحو والده وسأله) هتسميه إيه يابوى؟
التفت سليم نحو نسمه المتابعة للحديث بصمت تحيطها ابنتيه من الجانبين وابتسم بوجهها ثم حول بصره نحو ابنه قائلاً بنبرته الوقورة
:- نحمد ربنا على فضله ياولدى ونسميه محمد إن شاء الله
التفت حسام نحو نسمة المبتسمة بسعادة وقال مازحاً
:- يعنى مشيت كلامها يابوى
اتسعت ابتسامة نسمة أكثر وأكثر وقالت بسعادة
:- ربنا يچبر بخاطرك ويتربى فى عزك ياعمى
ضحك سليم على مشاكستهم لبعض فهو يعلم أن ولده أراد هذا الاسم أيضاً ولكنه أراد أن يكبر مقام والده ومنحه حرية أختيار اسم أول أحفاده
مد سليم ذراعيه بحفيده ليلتقطه حسام ويضمه لصدره بحنان بينما قال سليم داعياً :- ربنا يبارك فيكم وفى ذريتكم جادر ياكريم
أعاد حسام الطفل لوالدته وتبادلا نظرات محبة وذراعيهما تحتك ببعضهما بنعومة ونسمة تلتقط الطفل منه
التفت سليم نحو يوسف المضمد الصدر والكتف يرتدى كم سترته الرياضية ويضع الأخرى فوق كتفه ويغلق سوستة السترة على قدر ما يستطيع فوق ذراعه المعلق بعنقه وسأله بجدية
:- هتخرچ ميتى بالسلامة يايوسف
تنهد يوسف بملل ومرر ذراعه الحرة فوق ذراعه المختفية داخل ملابسه قائلاً
:- والله نفسى النهاردة قبل بكره ياعمى ... بس دكتور شوقى مش راضى يخرجنى عاوز يطمن عليا .... هحاول أقنعه يكتبلى على خروج بكره
عاد حسام لينضم لهم وقال بجدية وكأنه لم يعادى يوسف يوماً
:- ماتستعجلش ياخوى ... لما دكتور شوجى يطمن عليك هيكتبلك على خروچ من نفسه
زفر يوسف فى ضيق ورمق شمس بنظره خاطفه أثناء حديثه قائلاً بنفاد صبر
:- والله زهقت ياحسام وكمان شمس تعبت معايا أوى اليومين دول
ربت سليم على ساقه قائلاً بهدوء
:- ده واچب عليها ... مراتك وأولى الناس بخدمتك
ابتسم سليم برضا وقد اطمأن قلبه على علاقة ابنته وزوجها، وسلط نظره حانية على شمس التى تحمل ابن شقيقها الصغير و تلاعبه بحنو وردد بخفوت :- ربنا يهدى سركم ياولدى

**************
قــــراءة ممتـــــــعة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 10:47 PM   #568

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 9 والزوار 22)
‏سما صافية, ‏asaraaa, ‏user0001n, ‏موضى و راكان, ‏asmaaasma, ‏دموع عذراء, ‏Maryam Tamim, ‏shezo, ‏باااااااارعه


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 11:13 PM   #569

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 11 والزوار 17)


Maryam Tamim, ‏shezo, ‏EbtihalAS, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏م ام زياد+, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏asaraaa, ‏user0001n, ‏موضى و راكان+, ‏asmaaasma, ‏باااااااارعه


سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 11:25 PM   #570

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

جميل جدا يا إيمي وأخيرا يوسف أعترف بالحب وأطمأنينا عليه

نسمة ولدت بالسلامة وشافوا ابنهم إلي منتظريه من زمان

د.طه وخجله وارتباكه أمام ياسمين... متى سيتقدم لها؟

شموع مازالت تعاني

نجوى وأفكارها البالية وتشويهها لأفكار بناتها.

سلمت يداك منتظرة القادم بشوق

سما صافية likes this.

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.