آخر 10 مشاركات
الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          89 - جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          زواج الانتقام (3) للكاتبة: Amanda Browning *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          قلوب مشتعلة (1) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة الروح وما تهوى (الكاتـب : jasmine - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الفارس الشجاع (29) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-21, 12:45 PM   #601

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماريان عادل مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله لك مني اجمل تحيه مع الشكر والتقدير

شكراً لك وسعيدة بمرورك الكريم 🌹 🌹


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 08:38 PM   #602

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء جميل وسعيد للجميع ان شاء الله
تسجيــــــــل حضـــــــــور

في أنتظـــــــــــار نزول الفصـــــــــل

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 09:17 PM   #603

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مساء الفل والياسمين ..🌹🌹🌹
تسجيل حضووور بانتظار نزول الفصل ..❤❤

سما صافية likes this.

منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 10:18 PM   #604

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع عشر
***********


اخترقت سيارة جلال حديقة فاكهة عائلة البدرى، لأول مرة يتغيب عنها لأيام عديدة خاصة
فى موسم الحصاد لكنه أجبر على الابتعاد بسبب حادث يوسف
هرع عوض خلف السيارة بعد أن أغلق الأبواب الحديدية الضخمة للحديقة وتوجه حيث توقفت سيارة جلال جانباً،
نزل جلال منها يتلفت حوله، أشتاق للحديقة مكانه المفضل الذى يجد به السكينة والهدوء
المكان الذى اجتمع فيه مع حورية قلبه ذات العيون السماوية الصافية جرت نظراته إلى شجر البرتقال بدون إرادة منه وابتسم بخفة ... كم يشتاق إليها، إلى نبرتها الهادئة وصوتها المميز ذو النغمة الخاصة التى اكتسبتها من لهجتها الأجنبية
قلبه صاخب وعقله مشغول عليها وعلى مصيرهما معاً، صحيح أنه يعلم بصعوبة حبهم
وارتباطهم من البداية، ولكن ليس على القلب سلطان والان بعد أن غرق فى بحورها لا يقوى على البعاد
انتشله صوت عوض من صخب أفكاره حين هتف بجواره
:- حمدالله على السلامه يا باشمهندز … كيف حال الأستاذ يوسف … إن شاء الله يكون بخير
ربتت جلال على كتف عوض بود وأجابة بتلقائية
:- بخير الحمد لله … جات سليمة
رفع عوض كفه على صدره يقول بنية صافية
:- ربنا العالم جلبى أتخلع عليه … الراچل كيف السكرة بس نجول إيه … ربنا على الظالم
أشاح جلال بنظره بعيداً يزفر بقوة، يضيق صدره عند هذا الموضوع الذى يؤرق راحته ويباعد بينه وبين حبه، بدأ يطمئن على حال العمل هرباً من هذا الموضوع الشائك قائلاً بجدية
:- طمنى أخبار الشغل إيه؟
بدأ يتوغل داخل الحديقة ورأسه يتحرك فى جميع الاتجاهات يتابع العمال الموزعون داخل الحديقة بتركيز وبجواره عوض يشرح سير العمل قائلاً بتأكيد
:- اطمن يا باشمهندز … كله تمام .. الريس مصطفى ممشى الشغل ميه ميه ... وچاد بيشتغل بهمة كيف ما چنابك علمته تمام
التفت نحو عوض وربت على ظهره بامتنان
:- البركة فيك ياعوض ... أنت اللى فاهم الشغل ماشى أزاى هنا من سنين
تبسم عوض بحبور وخبط على صدره عدة مرات شاكراً بخفوت
:- كتر خيرك يا باشمهندز كله بحسك
مع توغلهم أكثر فى الحديقة التقطت نظرات جلال اثنين من العمال يجلسان تحت إحدى
الأشجار الوارفة بثمارها يدخنون بأريحية وكأن الحديقة ملك لهم، ناظرهم جلال بتجهم
وأقترب منهم وهم فى غفلة من وجوده وألقى السلام بصوت مرتفع حاد
هب الرجال من أماكنهم يردون تحيته بتقاعس، أخفى أحدهم السيجارة المشتعلة خلف ظهره بتحرج بينما وقف الأخر يرمق جلال الذى وقف أمامهم مباشرة بتبجح
بدل جلال نظراته بينهما بجمود ثم سأل بجدية رغم نبرة السخرية فى لهجته
:- خير يا رجالة ده وقت الراحة ولا إيه!!
تبرع الرجل ذو النظرات المتبجحة ويدعى (حامد) بالإجابة قائلاً بلهجة لاتخلو من التحدى
:- لامؤاخذة ياباشمهندز .... تعبنا جلنا نرتاح شوية
فى تلك اللحظة انتبه كبير العمال لوصول جلال فركض باتجاهه مُرحباً استقبله جلال بملامح صارمة فيبدو أن غيابه قد أثر فى سير العمل، قال جلال بلهجة تهكم وعتاب موجه لكبير العمال
:- تاعب الرجالة ليه يامصطفى ... مفيش وقت راحة ولا إيه!!
حرك مصطفى نظره نحو العاملين شزراً ثم قال بحدة
:- الراحة وجت صلاة الضهر ... لاچل اللى يحب يصلى ولا ياكل (وجه نظره لجلال موضحاً بضيق)
أنا نبهت عليهم أكتر من مرة يا باشمهندز ومفيش فايدة فيهم ... لولا إنى مش رايد أجطع عيش حد كنت مشيتهم من مدة
أعاد حامد كلامه بامتعاض وهو يحرك ذراعه فى الهواء
:- محصلش حاچة لكل دِه ... تعبنا وجلنا نرتاح خمس دجايج الدنيا مخربتش
حين تأكد جلال من تخاذل هذين العاملين ورغم نفوره من طريقة حامد الوقحة إلا أنه قرر يمهله فرصة أخرى، التفت نحو مصطفى وأعطى أوامره بصرامة
:- أخصم منهم نص اليومية النهارده ... (ثم وجه حديثه لهم مردداً بصرامة)
ولو مش عاوزين الشغل فى غيركم محتاجه ويقدروا يسدوا
تركهم وتحرك خلفه عوض ليكمل جولته فى الحديقة أما مصطفى فوقف يوبخ العمال ويحذرهم من إعادة هذا الأمر مرة أخرى
حين أقترب جلال من المنطقة المستخدمة لتعليب الفاكهة وجد جاد يتحرك بين الفتيات القائمات على التعليب، يتابع هذه ويراقب تلك ويعطى أوامره بجدية ثم يقف فى النهاية فيتلقى صندوق الفاكهة الكرتونى يتمم عليه قبل أن يغلقه بنفسه ويعطيه لأحد الرجال ليرصهم فوق بعض
كان مصطفى قد تبعهم ووقف بجوار جلال وعوض وقال بحماس
:- چاد ممشى الشغل كيف السيف ... ماتجلجش من ناحية التعليب ياباشمهندز
لاحت بسمة خفيفة على ثغره ورفع كفه على رأسه يُلقى التحية بصوت جهورى ليصل للجميع،
انتبه العمال لوجوده وابتسم جاد ببشاشة وهو يتقدم نحوهم على عجالة فظهر عرج ساقه بشكل أوضح وتوقف أمام جلال ماداً كفه يصافحه بحبور
:- حمدالله بالسلامة ياباشمهندز ... وألف سلامة على الأستاذ يوسف
تلقى جلال كلماته بهدوء وحمدالله على كل حال ثم ربت على كتفه مشجعاً
:- يظهر أنك رفعت راسى يا جاد ... الريس مصطفى بيشكر فيك أوى
التفت جاد نحو مصطفى بنظره امتنان وخبط على صدره عدة مرات قائلاً
:- أنا بعمل شغلى يا باشمهندز والبركة فى چنابك اللى علمتنى ووثقت فيا لاچل ما أتولى الشغل ده
هز جلال رأسه برضا فيبدو أن نظرته بجاد واختياره له كان سليم، أما حامد فوقف خلفهم يراقبهم بابتسامة متهكمة على ثغره وهو يشاهد جاد وسطهم يثنون عليه وكأنه العامل المثالى

*****************

أمام غرفة بعينها أستدل على رقمها من خلال مكتب الاستقبال بالمستشفى الكبير بالبلدة
وقف أمام باب الغرفة يعدل من ياقة قميصه السماوى المكوى بعناية كبيرة فوق بنطال من الجينز الأزرق القاتم، مرر نظره فى الممر بين الغرف بتوتر وهو يمرر أصابعه فى شعره القصير جداً
عادة لا يرتدى زيه الرسمى خاصة حين يقوم بالتحريات فى قضية معينة، كما أن الجميع يعلم هويته فى القرية والقرى المحيطة فلا يحتاج للزى العسكرى
تنحنح يجلى صوته وكأنه يوشك على أداء فقرة غنائية أمام جمهور خاص، خاص جداً
رفع قبضته المكورة وقرع الباب بخفة، تلفت حوله مرة أخرى بارتباك .... لا يدرى ما سر توتره وارتباكه ربما لمعرفته الجيدة بأعراف البلدة واهتمامهم بخصوصية حياتهم الشخصية والغيرة الشديدة على محارمهم من النساء التى لايقترب منها سوى الأهل أو الأقارب ولكن عليه أن يكون قريب، قريب جداً هكذا حكم قلبه وعليه أن يطيع حكمه
انفرج الباب عن مفاجأة لم يكن يتوقعها ربما تمناها ولكنه بالتأكيد لم يتوقعها مطلقاً
إذ انفرج الباب عن من سلبت مقلتيه من أول نظره رغم ملامحها الحزينة فى هذا اليوم ربما لذلك خطفت عينيه، اهتمامها وتعاطفها ومشاعرها الدافئة الحانية التى يحتاجها رجل مثله عمله يتسم بالحدة والصلابة والخلو من أى عاطفة
اتسعت ابتسامة جذلة على وجهه الأبيض الوسيم وهو يطالع ملامحها القمحية وشعرها الذى يحمل لون القهوة الغامقة المحوجة كما يعشقها هو، ترى هل تحمل تلك الخصلات الناعمة رائحة القهوة أيضاً
تلفتت فرح حول نفسها بارتباك بملامح متوردة خجلاً حين أطال النظر فى وجهها بمقلتين تتألقان بريقاً، سعلت بخفة وقالت بخفوت
:- أهلاً بحضرتك …. حسام مش موجود
:- ده من حسن حظى
قالها بخفوت ونعومة ومقلتيه تتفحص حدقتيها التى تهرب خجلاً من نظراته المتلهفة
أجابته ذاهلة النظرات :- نعم
ضحك بعذوبة قائلاً بمرح
:- أقصد إنها فرصة سعيدة … مش حضرتك بردوا الأنسة فرح أخت حسام بيه الصغيرة ... سنة أولى كلية تربية مش كده
زاد ارتباكها، يبدو إن ندى محقة، نظراته المتفحصة المتألقة ونبرته الناعمة وكلماته تؤكد ذلك
أومأت بمشاعر مرتبكة ومقلتيها تحيد نحو ملامحه، تحاول أن ترسمها فى مخليتها،
لون بشرته الأبيض وشعره القصير الفاتح مع حدقتين بلون ذهبى يشعان بريق لامع يلون وجهها بلون الخجل
:- الحقيقة إنى آآآآ
ما كاد يشرح بهدوء نبرته مشاعره حتى جحظت مقلتيها المرتكزة على نقطة خلف ظهره
وفى لمح البصر كانت دلفت الغرفة وأغلقت الباب بعنف فى وجهه
فغر فاه ذاهلاً، ما الذى فعله؟ هل أخطأ فى شئ!! ... التفت سريعاً نحو اتجاه نظراتها فقابله وجه حسام المتشنج يتقدم نحوه بخطى واسعة، أجلى مدحت صوته ورسم ابتسامة مهتزة على شفتيه يستقبل حسام قائلاً
:- مبارك ما جالك يا أستاذ حسام … أنا قلت لازم أهنيك بنفسى
(أشار نحو باب الغرفة المغلق وفسر بثبات) كنت لسه بسألك عليك والأنسة قالت أنك مش موجود
وقف حسام أمامه بوقار ومد يده مصافحاً وردد برزانة
:- كتر خيرك يا سيادة النجيب ... عجبال ما نبارك لك
ابتسم مدحت بخفة ووتنحنح بخفة قائلاً بشئ من المرح
:- أنا لسه عازب ... بس ناوى على الجواز قريب جداً إن شاء الله
أومأ حسام بتلقائية قائلاً
:- ربنا ييسر لك الحال (ثم أدرف يسأل بجدية) أخبار التحريات إيه؟ فى چديد؟
مسح مدحت على جبينه ببطء "لو تأخر حسام قليلاً كان حظى بدقائق مع فرح وربما استطاع أن يبدى إعجابه بها؟" زفر بقوة يحاول أن يركز حواسه ليجيب بجدية على حسام
:- مسحنا المنطقة ووجدنا دليل ممكن يوصلنا للجانى ... حالياً أنا فى انتظار قرار المعمل الجنائى وهبدأ بعدها فى استجواب بعض الشهود (حرك كفيه فى الهواء أثناء حديثه يوضح)
حضرتك عارف صعب إنى أستصدر أمر بالقبض على واحد من كبار البلد بدون دليل قاطع
أومأ حسام متفهماً ومن أفضل منه يعلم بهذه الأمور التى تسير بها البلدة، فبعض كبار العائلات يفوق نفوذهم نفوذ الشرطة نفسها ومنهم عائلة السمرى، لذا تسائل حسام عاقد الحاجبين
:- أفهم من إكده أنك أخدت اتهام چلال على محمل الچد
حرك مدحت كفه الأيمن فى الهواء يؤكد بجدية
:- طبعاً ... بس هرجع تانى وأكد أن لازم يكون فى دليل قاطع وده اللى أنا بشتغل عليه دلوقتِ
لم يجب حسام وإنما مسح على ذقنه مفكراً فبهذا الاتهام سوف تفتح أبواب الجحيم بين العائلتين وكل من يعترض طريقهم

****************
بداخل الغرفة وقبل ذلك بقليل فزعت نسمة حين سمعت صفق الباب العنيف والتفت نحو فرح التى استندت بظهرها للباب المغلق، كفها فوق صدرها الذى يتحرك بقوة ... تلتقط أنفاسها سريعاً
قربت نسمة حاجبيها الرفيعين المنمقين وتساءلت مستغربة
:- خبر إيه يافرح ... مين اللى على الباب
تركت فرح الباب وبخطوات واسعة اقتربت من نسمة التى تحمل وليدها بين ذراعيها وتجلس على طرف الفراش تهدهده بحنان، وقفت فرح تفرك كفيها وتختلس نظرات نحو باب الغرفة تترقب دلوف شقيقها وقالت بارتباك
:- ده ... ده النقيب مدحت
رفعت نسمة حاجبها تحدجها بنظره ماكرة تماثل نبرتها وهى تتساءل
:- مين بسلامته مدحت دِه اللى خلاكى مش على بعضك إكده
اختلست فرح نظره أخرى نحو الباب ثم التفت حول نسمة وجلست بجوارها تردد بهمس ناعم
:- النقيب اللى ماسك قضية يوسف
هزت نسمة رأسها متفهمة وحدقتيها تتفحص ملامح فرح المرتبكة ونظره الخجل التى تطل من عينيها وقالت بنبرتها المميزة التى تكشف المستور
:- حليوة على إكده النجيب مدحت!!
اتسعت مقلتى فرح وأشاحت بوجهها بعيد عن نسمة وهزت كتفيها بلامبالاة مصطنعة مرددة
:- وأنا مالى حلو ولا وحش ... أنا مالى
ضحكت نسمة بغنج ولكزتها بخاصرتها قائلة بمكر
:- ماهو بيبدأ إكده ...(وقلدت نبرتها ساخرة) وأنا مالى
ثم شرعت فى غناء أغنية فلكلورية بخفوت تستفز بها فرح وهى تراقص حاجبيها المنمقين بشقاوة

أوعيله يابت أوعيله دى الظابط يبجى زميله
يادى العريس يا فله .. ياوردة چوة الجله
هيصة هيصة عند العروسة هيصة عند العريس هيصة


زمت فرح شفتيها بحرج لبرهة ثم كتمت صوت نسمة مرددة بقلق
:- بس يا نسمة هتفضحينا ... المصيبة إن حسام شافنى وأنا بكلمه أعمل إيه دلوقت
مطت نسمة عنقها تستفسر منها ولكنها لم تستطيع حين انفرج الباب ودلف حسام بملامح جامدة، ألقى نظره نحوهم ثم سأل فرح بتجهم :- كنتِ واجفة مع الظابط فى بتجولى إيه يافرح؟
ازدردت فرح ريقها واسترقت نظره فى وجه نسمة التى التزمت الصمت
ثم نهضت من مكانها تتطلع فى وجه شقيقها بتردد ثم قالت متلعثمة
:- ولا حاجة ياحسام ... كان بيسأل عليك وقلتله إنك مش موجود بس كده
تدخلت نسمة تدعمها بنبرة هادئة
:- البت مالحجتش تتحدد وياه ... كلمتين ودخلت الأوضة طوالى
حرك مقلتيه نحو زوجته ثم نزل بنظراته على وجه طفله يرمقه بحنو للحظات
استمد من وداعة الطفل ووسامة ملامحه الهدوء والسكينة، ثم عاد بنظره نحو المرأتين آمراً
:- طب يلا ... نفوت على يوسف ونرچع على البيت بكفاية جعدة مستشفيات
أسرعت فرح نحو حقيبة زوجة شقيقها تتأكد من محتوياتها وتغلقها هاربة من نظرات شقيقها وسبقتهم للخروج من الغرفة

****************
يتبــــــــــع



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 09-02-21 الساعة 10:34 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 10:20 PM   #605

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


توجه حسام وزوجته وشقيقته نحو غرفة يوسف وطرق الباب بقبضته القوية، فتحت شمس الباب وتهللت ملامحها وهى تستقبل عائلتها وتدعوهم للدخول
كان يوسف يجلس فوق أريكة قريبه من النافذة المطلة على حديقة المستشفى، نهض يستند بيده الحرة على الأريكة ليقف فى استقبال حسام الذى ترك صخب الفتيات خلفه وتقدم نحوه مصافحاً ثم جلس بجواره
أما شمس فالتقط الطفل من فوق ذراع والدته وأنهالت عليه بالقبلات والأحضان، جلست نسمة على مقعد جانبى بإرهاق هاتفه بمشاغبة
:- خلاص مابجاش ليا عازه وكل اللى يهمك ولد أخوكِ
اقتربت شمس منها قائلة تجاريها فى مشاغبتها
:- طبعاً ... يعنى أسيب الحلاوة ديه كلها وأبص عليكِ أنتِ
وضعت نسمة كف فوق الأخرى ومصمصت قائلة تستفز شمس
:- جال على رأى المثل "لو كانت الغلة أد التبن .. لكانت الحماة حبت مرات الابن"
تعالت ضحكات البنات واقتربت شمس منها تقرص وجنتها بشقاوة هاتفه بوجهها
:- أيوه أنا حماتك ... وراحت عليكِ خلاص عندنا اللى أحلى منك
هدهدت الصغير بين ذراعيها ثم اقتربت من يوسف تقاطع حديثه مع حسام هاتفه
:- بص يايوسف ... شوف حلو ومنمنم أزاى
نظر يوسف فى وجه الصغير النائم فى عالم أخر وردد بابتسامة موجه للصغير :- ما شاء الله ... ربنا يبارك فيه
ابتسم حسام بفخر وربت على كتف شقيقته مردداً
:- عجبالك ياشمس ... تچبلنا بت حلوة كيفك وعريسها أهه موچود وچاهز
قهقه يوسف قائلاً بمرح
:- أنا كده أطمنت على مستقبل بنتى ... عريس ملو هدومه
ابتعدت شمس مرة أخرى تتحدث مع نسمة وفرح بينما واصل حسام حديثه مع يوسف بجدية
:- يعنى عدى عليك النجيب مدحت ... وأكيد جالك أنه لجى دليل إدانة فى موجع الحادث
أومأ يوسف برأسه مردداً
:- أيوه قالى ... بيقول أنه فى خلال أيام هيقبض على الجانى بعد ما ياخد أذن النيابة وشهادة الشهود
مسح يوسف على رأسه بعيون زائغة النظرات مردفاً بشرود
:- أنا بس لو أفتكر إيه اللى حصل بالظبط وقتها ... أنا متأكد أن الراجل وقف جنبى وأنا مرمى على الأرض وسمعت صوته بيقول حاجة .... بس مش فاكر ... مش فاكر قال إيه؟
قطب حسام حاجبيه يتفحصه مفكراً ثم تسائل
:- والدكتور شوجى فسر ده بأيه!!
:- بيقول نتيجة الصدمة اللى حصلتلى وقت الحادثة ... المفاجأة والألم سيطروا على حواسى وقتها فأخفوا التفاصيل من ذاكرتى ... وبيقول إنى هفتكر مع الوقت التفاصيل
هز حسام رأسه متفهماً ثم تسائل من جديد
:- وجلت الكلام ده لمدحت
أومأ يوسف بضيق، يحاول استرجاع ذاكرته منذ أفاق من العملية لكن هناك غيمة ضبابية تحجب ذاكرته
استطرد حسام وهو يهم بالانصراف مع زوجته وشقيقته الصغرى
:- والدكتور شوجى ناوى يكتبلك على خروچ ميتى
أمال يوسف رأسه بملل وقال بتذمر
:- يوم ولا اتنين... عاوز يتأكد أن الضلوع المكسورة رجعت لمكانها مضبوط (رفع كفه فى الهواء بقلة حيلة مردفاً) المفروض هعمل أشعة بكره وربنا يسهل
هز حسام رأسه ونهض من مكانه قائلاً
:- ربك كريم ... وأهو نطمن عليك مليح جبل ما تخرچ بالسلامة
نهض يوسف بالتبعية خلفه ليودعه، انتبهت الفتيات له فأنهوا حديثهم الودى إيذاناً بالرحيل

*****************

على رأس أفدنة خضراء ممتددة كبساط أخضر يسر النظر وقف سعيد يتجول بنظراته فى أرضه المزروعة والعمال يجتهدون فى حصد الزروع وتشوينها استعداداً للتعبئة
زفر بحقد وهو يتذكر منظر أرض عدلى الناضجة وحدائق الفاكهة الغناء خاصته بعد أن كبر أرثه وضم لها العديد من الأراضى التى قام بشرائها لينمى أرضه وسلطته فى البلدة
ضيق مقلتيه بغيرة وهو يسترجع منظر أبناء عدلى اللذين يعملون بكل كد لايرف لهم جفن، يمرون بين العمال يتحدثون مع هذا ويرفعون همة هؤلاء .... يتابعون سير العمل بكل نشاط وعزم
أما هو فلا يملك سوى تلك الفدادين القليلة التى ورثها عن والده (سيد السمرى) ولم يستطع ضم فدان واحد زيادة عليها وأبناءه بين مجتهد حريص على الأرض والمال والأخر لايهتم سوى بالنساء
غمغم بسبة وقحة جازاً على أسنانه وأشار نحو ابنه الأكبر ليتقدم نحوه وبمجرد اقترابه سأله بحدة
:- فين المخبل أخوك ... هيتنوه سارح ورا الحريمات إكده ومهمل شغلنا ومصالحنا
وقف ناصر الابن الأكبر أمامه قائلاً بسخط
:- سافر من يومين ... بيجول لاچل ما يدارى وشه المضروب عن الخلج
نفخ سعيد ساخراً وقال بعصبية
:- أجطع دراعى أن ماكنش أتچوز حرمه چديدة
قلب ناصر شفته بامتعاض وقال بغيظ واضح
:- وهو حمدى ده راچل يعتمد عليه ... من ميتى كان بيشتغل ولا بيمد يده فى الشغل (واصل ببغض واضح وحرص على المال) كل همه يكوش على المال ويبعتره على الحريم ... حج ربنا ما يخدش ولا مليم
تطلع سعيد فى وجه بكريه بتشكك وقال مستفسراً
:- غرضك تحرم أخوك من المال
اندفع ناصر موضحاً بسخط
:- غرضى كل حى ياخد اللى يستحجه (أشار لصدره مردفاً بحدة) يعنى اللى يشجى ويتعب فى الأرض كيف اللى ماشى ورا الحريم ومخلص فلوسه عليهم
حدجه سعيد بنظره حائرة، يبدو أن البغض والشقاق مدا جذورهما بين ابناءه الرجال ولكن لما العجب فهو يشعر بالبغض والكراهية نحو أشقائه، فمنهم من نال العلم والرفاهية فى حياته كصلاح والأخرالكبير (عدلى) نال المال والسلطة وبر الأبناء
زفر بقوة وحرك نظره نحو الأرض المزهرة بزروعها وردد بعزم
:- أسمع ياناصر ... إحنا خليص جربنا نوصل لحلمنا والبلد كلاتها هتبجى تحت يدى (لوى رأسه نحو ولده مردفاً) مش وجت خلاف مع أخوك ... كلمه وجوله يعاود
أعاد نظره نحو الأرض مرة أخرى يستطرد بحقد دفين فى نفسه
:- يمكن نطلع منيه بفايدة وأوصل لهدفى بسرعة أكبر

***************

مر يومان... يومان ثقيلان على نفسها وهى حبيسة المنزل بل حبيسة غرفتها فهى لاترغب فى رؤية أى شخص بعد هذا القرار المجحف بحظر إقامتها داخل المنزل وكأنها قامت بجريمة لأنها مدت يد المساعدة لإنسان، وهل للطبيب أن يتخير يعالج من ويحجم عن من!!
لاتستطيع أن تستوعب أن من العيب والخطأ أن تعالج إنسان وأن من الفخر والكرامة أن يتباهى شخص بقتل الأخر أخذاً بالثأر
دلفت أمل إلى الغرفة بعد أن طرقت الباب عدة مرات ولا مجيب وجدت لينا ترتدى ملابس الخروج وتجلس أمام مرآة الزينة شارده الذهن وعلى وجهها علامات الحزن اقتربت منها وقالت بهدوء
:- اللى واخد عجلك
التفتت لينا ببطء نحوها وقالت بحزن
:- عجبك اللى بيحصل ده يا أمل .... أنا مش قادرة أستوعب اللى بيحصل وخصوصاً رد فعل بابى
تنهدت أمل ببسمة لطيفة على وجهها وقالت بهدوئها المعهود
:- الرچاله فى بلدنا كلامهم اللى بيمشى ولو على الرجاب ... وخالى صلاح مهما بعد وسافر وأتعلم ... بردك متربى على عوايدنا ومايجدرش يخرچ عنيها
التفتت لينا بكامل جسدها نحو أمل التى جلست على مقعد قريب وسألتها بفضول
:- أرجوكِ يا أمل فهمينى إيه اللى بينا وبين عيلة البدرى تخلى عمى عدلى غضبان بالشكل ده
تبدلت ملامح أمل وشردت ملامحها بعيداً وكأنها انتقلت لعالم أخر، حركت لينا كفها أمام عينيها حتى تعود من شرودها وهتفت بوجهها
:- أمل أنتِ رحتى فين!!
حولت أمل نظرتها نحو لينا بشرود وقالت بتيه
:- أنا أهنا وياكِ هروح فين يعنى (ناظرت لينا بلهفة تسألها بفضول) مالهم عيلة البدرى!!
نفخت لينا بنفاد صبر ونهضت من مكانها هاتفه بتذمر
:- حتى أنتِ يا أمل مش عاوزه تقوليلى
نهضت أمل خلفها تقول بضياع وصدق نية
:- صدجينى لو خابرة حاچة أجولك طوالى ... لكن أنا لا بخرچ ولا بجابل حد ومفيش حديت يخص البلد بيحكوه جدامى واصل
تعاطفت لينا معها وتذكرت ما قصته عليها أمل سابقاً فعادت لتربت على ظهرها بود معتذرة
:- أنا آسفة يا أمل بس بجد هتجنن ... ماهو لو زعلانين إنى عالجت يوسف يبقى حد من عيلتنا اللى حاول يقتله زى ما البلد بتقول
طالعتها أمل بعدم فهم تتسائل
:- مين يوسف دِه؟؟
:- يوسف البدرى ابن عم جلال
طأطأت أمل رأسها وتشابكت أناملها بتوتر لتعاود التساؤل بتردد
:- وعيلة البدرى ديه زينة ولا عفشه كيف ما بيجولوا
هزت لينا كتفيها ببساطة قائلة بعفوية
:- بالعكس أنا شفتهم كلهم فى المستشفى ... شكلهم طيب أوى ومحترمين كمان
هزت أمل رأسها بشرود وعلامات الحزن ترتسم على وجهها، اقتربت لينا منها تسألها بحنو
:- مالك يا أمل .... إيه اللى زعلك!!
زفرت أمل تُنفس عما يعتمل فى صدرها قليلاً وتساءلت بنبرة حائرة هرباً من تساؤلات لينا
:- أنتِ لابسة إكده ليه؟
أخفضت لينا نظراتها نحو فستانها وقالت باصرار
:- رايحة المستشفى
خبطت أمل على صدرها بفزع وصاحت تنصحها
:- يا مُرى ... أوعاكِ تعملى إكده يالينا الدنيا هتجوم عليكِ
:- أكتر من كده ... هيعملوا فيا إيه تانى
هتفت بها لينا وهى تحمل حقيبتها الجلدية تتأكد من محتوياتها، تبعتها أمل تهز أكتاف لينا بقوة، تحاول أفاقتها وتوعيتها عن عاقبة فعلها
:- أعجلى يا لينا ... كل الرچالة بره الدار حتى خالى عدلى وخالى صلاح كلاتهم فى الأرض والمزرعة بيتابعوا شغل الحصاد ... انتظرى لما يعاودوا
أغلقت لينا حقيبة يدها ووضعتها على كتفها بعزم قائلة
:- أنا مش هتأخر وهنفذ اللى هما عاوزينه ... مش هروح أشتغل لكن محتاجة كتب ومراجع فى مكتبى هناك هروح أجبها وأرجع على طول
تحركت نحو باب الغرفة وأمل تتشبث بذراعها هاتفة بتخوف
:- يا لينا أجصرى الشر الله يهديكِ ... إكده هتتغفلج فوج راسك
توقفت لينا وزفرت بقوة، ثم مدت كفها تفك تشبث أمل بها وقالت بعناد رغم نبرتها المطمئنة لأمل
:- ماتقلقيش يا أمل أوعدك هرجع على طول ... على الأقل استفيد بالحبس ده فى إنى أخلص البحث بتاعى ... عشان كده محتاجة أجيب كتبى من المستشفى .. أكيد بابى هيتفهم
أومأت أمل برأسها تحاول تهدئتها وقالت بمهادنة
:- زين كلمى خالى وخدى أذنه الأول
:- لاء هروح وأرجع على طول قبل ما يرجعوا ... لو كلمته دلوقت هندخل فى جدال مش هيخلص ... ما تقلقيش
ربتت على ساعد أمل وخرجت مسرعة بينما لطمت أمل خديها خوفاً من القادم

***************


فى المستشفى تقرر خروج يوسف اليوم بعد أن اطمئن الدكتور شوقى على الأشعة والتقارير الطبية، وبدأ جلال فى إنهاء إجراءات الخروج غير واعى لوجود لينا بالمستشفى فى ذات الوقت فهى التزمت بما قضى به خالها عدلى وبمجرد وصولها المستشفى عرجت لدقائق على دكتور شوقى ثم توجهت لغرفة الأطباء وحملت كتبها ومراجعها وهمت بالمغادرة سريعاً
خطت فى رواق المستشفى بخطى حثيثة ثم توقفت متفاجأة بمن يقف أمامها بجسده الضخم وابتسامته السمجة
احتقن وجهها وأشاحت به بعيداً وهو يتقدم نحوها بخيلاء قائلاً
:- بتعمل إيه إهنا يا بت عمى!!
تنهدت بغيظ وقالت من بين أسنانها
:- هكون بعمل إيه ياحمدى ... هنا مكان عملى
لوى شفتيه ساخراً يتأمل وجهها بإمعان وقال بغل
:- وعمى عدلى منعك تاچى إهنا دلوك ...(رمقها بنظرة ضيقة من مقلتيه بخبث مردفاً) من حسن حظى إنى شفتك وأنتِ داخلة المستشفى ودلوك اتفضلى هوصلك للدار
جزت على أسنانها بسخط وقالت بنفور
:- متشكرة أوى أنا هروح لوحدى زى ما جيت لوحدى
اشتبك حمدى بإصرار مع لينا متحجرة الرأس الرافضة أن ترحل معه وفى هذه اللحظة كان جلال يتحرك فى الرواق نحو غرفة يوسف وتفاجأ بوجود لينا مع حمدى ويبدو على ملامحها الضيق والعصبية
أقترب منهم وتدخل سائلاً بجرأة وبنبرة غاضبة موجهاً حديثه للينا متجاهلاً وجود حمدى
:- حد مضايقك يادكتورة؟
نظر له حمدى شزراً وانفجر صارخاً فى وجهه خاصة حين تذكر تعاركهم السابق الذى خرج منه مهزوم مخذولاً
:- أنت إيه اللى دخلك ياعويل أنت
اتسعت مقلتى جلال غضباً وكاد يفتك به لولا تدخل لينا بينهما بارتباك هاتفه بنبرة أقرب للرجاء
:- مفيش حاجة ياباشمهندس .... شكراً لحضرتك
جذب حمدى ذراعها بقوة وسحبها بعيداً بعنف وهو يصيح
:- يلا مشى معاى
وهنا لم يكبح جلال نفسه وكف حمدى يقبض على ذراع لينا، فهجم عليه ومد كفه يقبض على يد حمدى ويقف بينه وبين لينا صائحاً بوجهه بغضب محتدم
:- كف يدك عنيها أنت مش خابر أنت فين ولا إيه!
رغم صعوبة الموقف لم تسطع لينا أن تمنع تفكيرها فى طريقة كلام جلال التى تبدلت للهجة الصعيدية بتلقائية وتذكرت كلامه لها أن حين غضبه يعود للهجته الأصلية وطرق خيالها جملة وحيدة تدور بخيالها (أهو رطن بالبلدى ابن سلطح بابا)
كادت تبتسم على خيالها الغريب الغير ملائم للموقف المحتدم حولها ولكن وجود جلال دائماً يدفعها للتفكير الغير منطقى، انتبهت إلى صوت حمدى الغاضب المرتفع
:- شكلك مخبل ورايد تتربى من چديد يا ولد البدرى
دفعه جلال بكلتا كفيه فى صدره فأطلق سراح لينا من كفه التى ابتعدت خطوات للخلف وصاح به
:- ولد البدرى ده هيعلمك الأدب يا ولد السمرى
أمسك كلاهما بتلابيب الأخر وبدأ تجمع الممرضين والمرضى حولهم، كور جلال قبضته استعداداً للكلم حمدى فى وجهه، حين تعالى صوت شوقى زاجراً
:- أحنا فى الشارع ولا فى سويقة هنا
التفت الشابين نحوه وفى نفس واحد هتفوا :- هو اللى أبتدا الأول
وصل حسام على صوتهم الذى كان قد حضر لاصطحاب يوسف للمنزل وأسرع يقبض على كتفى جلال يجذبه بعيداً عن حمدى قائلاً بخفوت :- روج يا چلال مش أكده
وقف كلاً من جلال وحمدى بتحفز أمام بعضهم البعض كالديوك المتصارعة على دجاجة واحدة بينما وقف شوقى وسطهم بغضب وطلب من الجمع حولهم أن ينصرف قبل أن يصطحبهم لغرفته وأغلق الباب ثم سألهم بجدية
:- حد يفهمنى إيه اللى بيحصل؟
تعالت أصواتهم للأجابة فلم يفهم منهم شئ وصاح بهم مجدداً
:- واحد واحد ....إيه شغل العيال ده
تكلم حمدى سريعاً بغضب وهو يشير نحو جلال
:- أنا بتحدد مع بت عمى وهو چه يشاكلنى من الباب للطاج
هتف جلال صائحاً بفورة غضبه التى يتلاعب بعقله
:- بتدحدت ولا بتمد يدك عليها ... مايصحش اللى بتعمله ده جدام الخلج
تعالى صوت حمدى بحنق وهويشيحبيده فى وجه جلال
:- وايه يخصك أنت ... بت عمى وخطيبتى وأنا حر فيها
شهقت لينا بصدمة والتقت نظراتها مع مقلتى جلال المحتقنة ثم هتفت بغيظ
:- إيه اللى بتقوله ده ... أنا مش خطبتك ياحمدى
رفع شوقى كفيه يقبض على رأسه باستياء وهو يردد
:- هتجبولى الضغط .... مش هينفع كده
زفر بحنق ووقف يستند بكفيه على سطح المكتب متقمصاً دور مدير مدرسة مشتركة يفض تعارك الطلاب ثم أردف
:- كنت جاى ليه ياحمدى؟ ... وماحدش يكلم غير حمدى
ألقى نظرة سريعة نحو جلال فى نصف الجملة الأخير حتى يردعه عن التدخل، تنحنح حمدى وعدل وضع قميصه ثم تكلم بهدوء
:- كنت چاى أوصل لينا ... عمى عدلى رايد يتحدد وياها
التفت شوقى نحوها وسألها بهدوء
:- ماروحتيش معاه ليه يا دكتورة؟
قاطعه جلال بحدة :- كيف تروح وياها ..... ده آآآ
نظر له شوقى محذراً بينما رمقه حمدى بغيظ وأجابت لينا بثقة
:- أنا قلتله هروح لوحدى لكن هو صمم وشدنى من دراعى عشان كده جلا .... آ آ الباشمهندس تدخل عشان ينقذنى
شعر حمدى بالغضب منها فهى تبرر لجلال تدخله فصاح بها حنقاً
:- ينجذك!! ..... ينجذك من مين ... من ولد عمك ... و هو مين يكون ليكِ
ابتلعت ريقها فى حرج ونظرت نحو شوقى تستغيث به، تدخل حسام المتابع بصمت قائلاً بتفسير
:- الدكتورة كتر خيرها وجفت چنب يوسف فى شدته ... لاچل إكده چلال أدخل كى يطمن عليها
حسم شوقى الموقف بجدية يعاتب حمدى بتعقل
:- مايصحش تشدها من دراعها يا استاذ حمدى وسط المستشفى أنت عارف كويس الأصول (التفت نحو جلال مردفاً) وأنت كمان يا جلال كان ممكن تتكلم بهدوء بدل الشوشرة ديه (زفر شوقى بقوة قبل أن يردف) حمدى أتفضل أنت ... وأنا هوصل الدكتورة بنفسى وهتكلم مع الحاج عدلى شوية
رمقها حمدى بغيظ قائلاً بتأفف
:- آمرك يادكتور شوجى ... كلامك على راسى
ثم التفت يحدج جلال بنظره متوعدة قابلها جلال بقوة وثبات قبل أن يغادر الغرفة ساخطاً ولاينوى على خير

**************
يتبـــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 10:21 PM   #606

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى فيلا السمرى وقف حمدى غاضباً يروى تفاصيل ماحدث ويبث سمومه أمام عدلى وصلاح وأكد على رفض لينا العودة بصحبته وتضامنها مع تصرفات جلال المستفزة له مما أثار مشاعر الغضب فى نفس عدلى والحرج فى نفس صلاح
تحدث عدلى بغضب وهو يضغط على حروف كلماته
:- عچبك اللى عملته بتك جليلة الرباية ... تخرچ من الدار بدون إذن وتكسر كلامنا
شعر صلاح بالحرج من كلام شقيقه ولكنه أجاب مدافعاً
:- بنتى متربية أحسن تربية ياعدلى ... كل الحكاية إنها مش مستوعبة الأعراف اللى هنا
دق عدلى بعصاه على الأرض بقوة وصاح بغضب
:- تجوم تعمل فضايح لابن عمها وتنصر ابن البدرى عليه
زفر صلاح بقوة وقال مبرراً
:- لينا بتفكر بالمنطق وأكيد حاجة حصلت أحنا مش فاهمنها
قطب عدلى حاجبيه غاضباً وصاح بقوة
:- منطج ... منطج إيه ده ... بتك فضحتنا .. يا تجعد إهنا وتراعى عوايدنا .... يا ترچع لأمها الخوچاية بعيد عنينا
حاول صلاح السيطرة على أعصابه حتى لا يصطتدم بشقيقه الأكبر وتحلى بالصمت حتى عودة لينا لتوضح الأمر
بعد وقت قصير وصل شوقى وبصحبته لينا وبعد التحية المقتضبة جلس بصحبة عدلى وصلاح وحمدى الذى يستشيط غضباً من لينا ويرمقها بنظرات حارقة من وقت لأخر
بدأ عدلى الكلام بعتاب
:- كيف ياشوجى تسمح للينا تعالچ ابن البدرى
تنحنح شوقى وقال بابتسامة حرجة
:- لينا دكتورة ياعدلى بيه وواجبها أنها تعالج اللى محتاج لعلاج بدون سؤال أو تميز
قطب عدلى بين حاجبيه يرمقه بغضب ورد بحزم
:- أنت خابر عوايدنا وخابر اللى بينا وبين البدرى .... يبجى كان لازم تتصرف بعجل وتبعدها عنيهم
حاول شوقى الكلام موضحاً ولكن عدلى أكمل بحزم
:- ماهياش أخر داكتورة فى المستشفى .... ولا مفيش غيرها
زفر شوقى بضيق فموقفه أصبح حرجاً وقال موضحاً
:- عندك حق ياعدلى بيه ... فى دكاترة غيرها بس ده تخصص لينا وأنا بثق فى شغلها وزى ماقلت لحضرتك مهمتنا علاج الناس بدون النظر لأى خلاف ... ديه أمانة وأحنا أقسمنا على كده كدكاترة ياعدلى بيه
أطلق عدلى نصف ضحكة متهكمة وقال بجدية
:- واللى حُصل مابين حمدى والمخبل چلال
نظر شوقى لحمدى بحنق وفسر بتعقل
:- الاتنين غلطانين طبعاً .... لكن حمدى عامل لينا بطريقة مش ظريفة فى مكان عملها وأحرجها وشدها من دراعها قدام الناس .... جلال تدخل بشكل إنسانى مش أكتر
قاطعه حمدى بتهكم :- إنسانى
تحفز صلاح عند هذه المعلومة والتفت عدلى نحو حمدى شزراً فقد أغفل حمدى سرد هذا الجزء لهم فسأله بحدة
:- أنت مدت يدك عليها ياحمدى
تدخلت لينا مندفعة فى الحديث توضح حقيقة ما حدث
:- أيوه ياعمى شدنى من دراعى وجرنى وراه بالعافية قدام كل الناس اللى فى المستشفى
لوى حمدى فمه بارتباك وقال بتلعثم
:- هى أحرچتنى ومارديتش ترچع معاى وكأنى هخطفها
التفت لينا نحوه ودافعت مؤكده
:- قلتلك إنى هروح لوحدى .. أنا مش صغيرة وأقدر أتصرف كويس (التفت نحو عمها مرة أخرى توضح موقفها) وأنا التزمت بأوامر حضرتك يا عمى ومش كنت رايحة عشان اشتغل بس كنت بجيب كتب ومراجع مهمة
ناصر صلاح ابنته وأجل حسابها على خروجها بدون أذن وهتف بحنق فى وجه حمدى
:- بأى حق تمد أيدك على بنتى أو حتى تلمسها .... هى ديه أخلاق ولاد العم
دق عدلى بعصاته ذات الرأس الفضى على الأرض بقوة كعادته عندما يقرر أمراً وقال موجهاً الحديث لشوقى ليصرفه ويختلى هو بمشاكل العائلة
:- متشكرين على تعبك يا دكتور شوجى ... وأعمل حسابك تشوفلك داكتور بدل لينا هى خليص مش راح تشتغل تانى واصل
هبت لينا واقفة وصاحت باعتراض وهى تنظر لوالدها برجاء
:- أزاى ياعمى .... بابى
ظهرت علامات الشماتة فى عيون حمدى وحاول إخفاء ابتسامته المنتصرة بينما التزم شوقى وصلاح بالصمت لعلمهم بأنه لا يصح رفض قرار كبير العائلة على الأقل علناً فأجل صلاح الكلام بينما قال شوقى بهدوء
:- اللى تشوفه ياعدلى بيه ... بس أحب أقول لحضرتك لينا دكتورة ممتازة وخسارة حد بكفائتها مايشتغلش ... وخاصة أننا محتاجين أطباء زى ماأنت عارف ... بعد أذنك
غادر شوقى بحزن على قرار عدلى الذى أفقده طبيبة كفء بينما حاولت لينا الاعتراض والدموع تهطل من سمائها الصافية ولكن والدها نهرها بقوة
:- اخرسى يالينا وأطلعى أوضتك
رمقت والدها بنظرات تعجب "أخرسى" لفظ تسمعه للمرة الأولى من والدها المثقف متفتح العقل الذى يتحاور ويتفهم
كيف حدث هذا وكيف تغير بهذا الشكل؟، زادت حدة بكائها فهرعت لتختفى فى غرفتها تجتر مرارة مايحدث لها

**************

فى المستشفى كان جلال فى الانتظار يتآكله القلق وتتلاعب به الظنون ورغم الأنتهاء من إجراءات خروج يوسف من المستشفى إلا أنه أصر على الانتظار مع جلال بعد أن علم بما حدث
فاصطحب حسام شمس للمنزل وانتظر يوسف مع جلال فى نفس الغرفة التى كانت تخص يوسف من قبل
جلال يتحرك بلا توقف فى دوائر داخل الغرفة وحين يجلس يهز ساقه بتوتر للحظات ثم يعاود الوقوف مرة أخرى ويعود لرسم دوائر وهمية على الأرض أما يوسف الجالس فوق الأريكة بأريحية يراقبه بهدوء فبدأ يشعر بالدوار وانتقل له القلق فقال فى محاولة لتهدئته
:- أهدى شويه ياجلال وأقعد ارتاح
انتبه جلال من شروده إلى ابن عمه فتوقف يناظره بتوتر واضح وقال كاذباً :- هااه ... أنا هادى ... هادى أهوه
زفر يوسف فى ضيق وهز رأسه بيأس ثم قال لجلال
:- أنت لازم تتحكم فى أعصابك أكتر من كده ... أنت عارف أنك غلطت وخصوصاً أنك فاهم كويس العادات والتقاليد هنا
حرك جلال يده فى الهواء بعصبية هاتفاً
:- ماقدرتش .... لقيته ماسك دراعها ماحستش بنفسى
ضيق يوسف عينيه بمكر وهو يتأمل حال ابن عمه العاشق وسأله بخبث :- يااااه ... بدافع عنها بالشكل ده عشان عالجتنى بس
ازدرد جلال ريقه بحرج وتنحنح بقوة قائلاً بتلعثم
:- آآآ أيوه ... أيوه طبعاً وكمان ديه بنت ضعيفة وفى موقف مش ظريف ... وكان لازم أساعدها
ابتسم يوسف وهو يرفع حاجبيه بمرح يردد بعدم اقتناع
:- فيك الخير والله يا ابن عمى
مط جلال شفتيه بتذمر واقترب من يوسف متسائلاً بتلعثم
:- آ آ تقصد إيه يا يوسف؟
هز يوسف كتفيه باستغراب وقال بمشاكسة
:- أبدا أصلى أعرف أنك أتعصبت عليها عشان كانت معايا فى العمليات .... يبقى حصل أمتى!!
سعل جلال بخفة وتسائل بعدم فهم :- هو إيه اللى حصل أمتى؟
غمز له بشقاوة وابتسم فزاد جلال من أقترابه حتى وقف أمامه مباشرة وقال بارتباك وهو يهز بأصبعه أمام وجهه
:- لاﻻلا أنت فهمت غلط .... آ آ مفيش حب ولا حاجة من ديه
اتسعت ابتسامة يوسف الماكرة حينها دخل شوقى الغرفة وبمجرد أن انتبه جلال لدخوله هرع نحوه بخطى سريعة سائلا بلهفة
:- دكتور شوقى حصل ايه؟ .... لينا بخير
قهقه يوسف عالياً حتى آلمه جرحه فسعل بألم مردداً بتهكم رغم آلمه :- واضح أن مفيش حاجة خالص ياجلجل
التفت جلال نحوه يرمقه بغيظ ثم عاد يولى اهتمامه لشوقى الذى تركه وأتجه نحو يوسف محذراً
:- قلتلك مفيش حركه .... ولا ضحك بالشكل ده ... أنا كده هأقعدك فى المستشفى تانى
أشار يوسف بيده نافياً باستسلام
:- لاﻻ أرجوك يا دكتور ... أنا عاوز أرجع البيت كفاية كده
بدل جلال نظره بينهما بغيظ ثم صاح أمامهم بنفاد صبر
:- يا أخونا أحنا فى إيه ولا إيه .... يادكتور طمنى
حدجه شوقى بامتعاض وهتف بحنق
:- أطمنك على إيه ... أنت تخربها وترجع تشتكى
أحنى رأسه بخجل يعلم أنه تسرع واندفع بدون وعى، لكن ما باليد حيله لم يتقبل قلبه أو عقله أن يمس هذا الرجل معشوقته ... زفر بقوة ثم رفع رأسه يقول باصرار
:- كنت عاوزنى أسيبه يتطاول عليها يا دكتور
حرك شوقى رأسه بيأس من اندفاع جلال خلف مشاعره نافياً وقال بحزم
:- أيوه تسيبه وتقولى أنا اتصرف ... ووقتها كان الغلط هيركبه هو لوحده .... أهو عدلى منعها من الشغل ومش بعيد يجبرها تتجوز حمدى بعد الفضيحة اللى حصلت
اتسعت مقلتى جلال مصدوماً ومسح على وجهه مفكراً فى مصيبته بينما تجهم وجه يوسف تعاطفاً مع ابن عمه الذى يبدو عليه الوله بهذه الشقراء ذات العيون السماوية
التفت شوقى نحو يوسف يتحدث بمهنية تاركاً جلال غارقاً فى أمواج أفكاره وقال ليوسف يؤكد على تعليماته
:- دراعك هيفضل متعلق ومفيش أى حركة مفاجئة عشان ضلوعك تلحم مظبوط ... وتلتزم بتعليمات العلاج والأدوية ... أنا قبلت أخرجك لما وعدتنى بكده
نهض يوسف من مكانه وشكره بامتنان ثم تحرك شوقى مغادراً وهو يتأمل وقفه جلال جانباً متفكراً فى صمت توقف بجانبه و ربت على كتفه مطمئناً
:- ماتقلقش والدها مش هيجبرها على حاجة ... صلاح مش هيوافق على جوازه بالشكل ده
حاول جلال الابتسام وهو يهز رأسه متفهماً ولكن ملامح الحزن طغت على وجهه وحبست ابتسامته خلف جدران القلب
غادر شوقى الغرفة فأقترب يوسف من ابن عمه وقال بجدية
:- إن شاء الله تتحل ياجلال ... أنا لازم أروح لعدلى السمرى ... ونشوف طريق للصلح بين العيلتين
اعتدل جلال ليواجه يوسف ووضع كفه على كتف يوسف وقال شارداً
:- الموضوع مش بالسهوله ديه يا يوسف .... وأهم حاجه عندى سلامتك يا أخويا
أومأ يوسف متفهماً ولكنها خطوة عليه أن يمشيها وقد طال تأجيله لها وقال بعزم
:- وعشان سلامتنا كلنا وعشان نعيش فى أمان ... هنسعى للصلح وربك كريم

**************
يتبــــــــــــــع




التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 09-02-21 الساعة 11:15 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 10:23 PM   #607

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


طرق صلاح باب غرفة ابنته ودخل ليجدها تجلس فوق فراشها تبكى بحرقة، أقترب منها
وجلس بجوارها ساكناً حتى رفعت رأسها تواجهه بعبرات عيونها الحزينة ...
مد يده ليمسح لؤلؤ عينيها بحنان ثم ربت على وجنتها برفق قائلاً بهدوء
:- أحكيلى بالتفصيل حكاية جلال
رفعت مقلتيها بخجل وابتلعت ريقها بصعوبة وقد جف حلقها من كثرة البكاء فخرج صوتها مهزوز
:- مفيش حكاية
ابتسم فى وجهها وقبض على ذقنها برفق قائلاً بعتاب
:- بنتى كبرت وبقى عندها أسرار على بابى ... كنت فاكر أننا صحاب وبتحكيلى على كل حاجة
ألقت بنفسها بأحضانه تتشبث به باكية تشكو ظلم عمها
:- عمى عدلى ظلمنى وعاوز يحرمنى من شغلى كمان ... حرام يابابى أنا مغلطتش وحضرتك زعقت فى وشى وقلتلى أخرسى
مسد على ظهرها برفق ورفع رأسها بكفيه يقبل جبينها بحنان مردداً بتعاطف ليجبر بخاطرها
:- حبيبتى أنتِ غايب عنك حاجات كتير فى عوايدنا وده مش غلطك لكن فى اختلاف فى تربيتك عن عوايدنا وتقاليدنا وأنا شخصياً بعارض كتير من العوايد ديه
(ربت على ظهرها مهدئاً) اتكلمى معايا بصراحة ماتخفيش
جلست قبالته ومسحت وجهها بكفيها تزيل أثر البكاء ثم بدأت الكلام بخجل ونبرة خافتة
:- جلال انسان محترم أوى ومؤدب ... مهندس زراعى وأنا بعتبره صديق وبرتاح فى الكلام معاه
رفع والدها رأسها بأنامله لتواجه عينيه متسائلاً :- صديق بس!
هزت رأسها بخجل هاربة من عينيه الكاشفة لحقيقة مشاعرها، تنهد صلاح بحيرة
وقد استشف حقيقة مشاعر ابنته والموقف الذى أصبح
فيه والذى لا يحسد عليه ثم أردف بجدية
:- بصى يابنتى ... قبل ما نيجى هنا فهمتك أن الوضع مختلف وحذرتك من
الصدام مع العادات والتقاليد ... وقربك من جلال حتى لو كصديق غلط
قاطعته بلهفة مصرة على موقفها
:- بس أنا ماعملتش حاجة غلط يا بابى
وضع كفه على كتفها وحدق بمقلتيها بجدية تماثل لهجتة الحازمة
:- حبيبتى مشاعرك ناحيته لازم تنتهى دلوقتِ ... لأنها مش ممكن هتنتهى نهاية طبيعية
بالجواز بسبب الخلافات اللى بين العيلتين .... أظن كده استمرارها ملوش معنى
.... حتى لو صداقة زى مابتقولى
حاولت قطع كلامه ولكنه أكمل بنفس الجدية والحزم
:- حمدى ابن عمك وطلب أيدك للجواز ... وحسب العرف هو أولى الناس بكِ
شهقت ذاهلة فاغرة الفم، كيف والدها يعيد كلام هذا المتبجح وبهذه البساطة وبدأت فى هز رفضها اعتراضاً على هذا الجنون الصاخب حولها بينما أردف والدها بنبرة مغلفة بالحزن
:- أعتقد دلوقت أن الأوان أننا نسيب البلد ولكِ حرية الأختيار نعيش فى القاهرة أو نرجع ألمانيا (كادت تقاطعه لكنه واصل حديثه ليؤكد أن قراره غير قابل للنقاش) أعتقد الأفضل نرجع لألمانيا وتبقى فرصة تقدمى البحث بتاعك وتتعاملى مع مستشفيات هناك ...
أكيد هتبقى أحسن من هنا بكتير وتاخدى خبرة أكبر
ناظرته بعيون حائرة من هذه القرارات الحازمة التى تُملى عليها كأن لا شخصية لها ولا رأى ... تساءلت بلهجة أقرب للرجاء
:- وفيها إيه أنى أعيش هنا وما أتجوزش حمدى
زفر والدها بضيق ورفع رأسه لسقف الغرفة يعلم إنها لن تتفهم بسهولة ثم عاد يردد بنفاد صبر
:- فيها إن اتنين رجالة بيتخانقوا عليكِ وزمان البلد كلها عرفت وسيرتنا هتبقى على كل لسان
... فيها أن ابن عمك طلب أيدك وهيقف لك فى كل جوازه ويطالب بحقه أن يتجوزك لأنه ابن عمك وأولى بكِ بحكم صلة الدم
أحنت رأسها بعدم تصديق وسالت دموعها بانهيار، ضمها صلاح لأحضانه وردد بخفوت حانى
:- أنا حاسس بيكِ ياحبيبتى بس مشاعرك تجاه جلال لازم تقف ...
حضرى شنطتك وهنسافر بكره على القاهرة
ثم تركها تتخبط فى أحزانها وغادر الغرفة
بعد وقت قليل دخلت أمل عليها وجدتها مازالت تبكى فتقدمت نحوها بتعاطف وقالت معاتبة
:- جلتلك يا خايتى بلاش تروحى المخروبة ديه
رفعت لينا رأسها نحوها وقالت بحزن
:- شفتى اللى جرالى يا أمل .... عاوزنى أتجوز حمدى (زفرت بضيق)
هو مش من حقى أختار فى البلد ديه ... ياحمدى .... يا أسافر لمامى
ضمتها أمل بحنان وكأنها تضم ابنتها وقالت مواسية
:- معلهش ياحبيبتى ديه عوايدنا البت لابن عمها .... هو أولى بيها
أجابت بشرود : وأفهم قلبى الكلام ده أزاى
ضربت أمل على صدرها وناظرتها بتعجب متسائلة
:- واااه وصلت لجلبك كمان ... ديه حكاية واعرة أكده ... جولى مين ده وحُصل ميتى!
قصت لينا حكايتها مع جلال على أمل، قطبت أمل حاجبيها باستغراب سيرة عائلة البدرى مرة أخرى فى نفس اليوم "ما الذى يحدث؟؟"
ابتسمت أمل بارتباك وتساءلت بتوجس :- شكله إيه چلال ده؟
تنفست لينا بعمق وهى تنظر للسقف وعلى وجهها ابتسامة حالمة
شقت طريقها عبر الحزن وقالت بهيام
:- جلال ... أطول منى بشوية وبشرته قمحى وعنده شنب ودقن خفاف بس شكلهم يجنن عليه .... وراجل أوى وجدع ... تقدرى تعتمدى عليه فى كل حاجة
انتبهت أمل لحديثها بتركيز ثم تسائلت باهتمام
:- يعنى أنتِ متوكدة أن عيلة البدرى ديه زينة!!
تنهدت لينا بفارغ صبر وأجابتها بحماس
:- والله كلهم كويسين ومحترمين جداً
قطبت أمل حاجبيها الأسودين بتفكير وعلامات الحزن والشرود تملكت ملامحها
... تساءلت لينا عن سبب تغير أمل
زفرت أمل بضيق وبعد قليل من الصمت قالت بخفوت
:- أخبرك شئ يا لينا ويبجى سر بيناتنا
اقتربت لينا أكثر وهزت رأسها بتأكيد
:- طبعاً يا أمل قولى .... أنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه
ناظرتها أمل بتردد للحظات ثم حسمت أمرها وقررت أن تبوح بما يتحمله
قلبها منذ سنوات طويلة وجاءت لينا لتحرك المياه الراكده بذهنها

***************

وصل فاروق للفيلا بعد يوم عمل شاق وصعد لغرفته يبحث عن زوجته
ولكنه لم يجدها بغرفتهما ولا بغرفة أبنائهم الذين أخبروه إنها بغرفة لينا،
وقف فى الممر ينادى عليها وماهى إلا دقائق حتى هرعت إليه مرحبة
:- حمدلله بالسلامة يافاروج
ابتسم لها ومسح على ذراعها بحنان هامساً بنعومة
:- أنا تعبان وچعان جوى يا أمل ... طول النهار واجف على رچلى بين العمال
ربتت على صدره بحنو تطالعه بابتسامة مشرقة لاتضئ سوى له فقط وقالت بحنو
:- تسلم من أى تعب يا أبو الرچال هحضر خلاجاتك تتسبح .... أكون حضرت الواكل
قبض على مرفقها ضاغطاً عليه بقوة حانية ومال عليها هامساً
:- تچيبى الواكل فى الأوضه وتاكلى معاى
وقبل أن تجيب ظهرت والدته فى الممر وأغلقت باب غرفتها خلفها مرحبه بابنها
:- چيت يافاروج ... حمدلله بالسلامه
أعتدل فاروق وأطلق سراح مرفق زوجته وأجاب والدته ببشاشة
:- الله يسلمك يا أماى ... كيف حالك؟
اقتربت منه لتربت على ظهره بقوة
:- بخير ياولدى تسلم من كل شر
ثم التفتت لأمل ترمقها بغيرة واضحة وأردفت آمره
:- أنتِ واجفة تعملى إيه؟ .... حضرى الوكل لچوزك ولا لسه الحديت الماسخ مع بت خالك مخلصش
ازدردت أمل ريقها وقالت ببساطة
:- حاضر يامرات خالى .... أنا رايحة أحضر خلاجاتك الأول يافاروج لاچل ما تتسبح
ما أن دلفت أمل لغرفتها حتى جذبت فهيمة فاروق من ذراعه ليميل
نحوها بطوله الفارع وهمست له تبثه خبثها
:- طول اليوم جاعده تتحدت مع لينا المخبلة فى أوضتها ومهملة العيال
رفع فاروق عينيه للسماء بفارغ صبر، كم يود لو تترك والدته زوجته لشأنها لكانت الحياة أفضل بكثير ... تنهد بخفة ثم رد باقتضاب
:- معلهش يا أماى بتفك عن نفسها شويه
لوت شفتيها يمنه ويسره ثم أسرعت تقص حكاية لينا وحمدى وغضب والده ثم لوت شفتيها بامتعاض مردفة
:- بكرة مراتك تجف جصادك وتجولك لاه وتعاند وياك ... كيف ما لينا وجفت جصاد أبوك تكسر
كلمته وكلمة أبوها .... وكمان لايفة على ابن البدرى وحمدى شافهم ... شوف بجا هتفتح عيون مراتك على إيه وتجوى شوكتها عليك
أثارت كلماتها قلق وغضب فاروق الذى تركها ودخل غرفته بشحنات غضب تتطاير حول محيطه صافقاً الباب خلفه مما أثار فزع أمل التى تحضر ملابسه من الخزانة والتفتت نحوه بقلق متسائلة
:- خير ياخوى ... إيه اللى حُصل!!
جذبها من ذراعها بعنف وقد جحظت عينيه من الغضب
:- لينا جالت لك إيه؟
ازدردت ريقها بتخوف وضمت ملابسه التى تحملها بين يديها إلى صدرها تحتمى بهم
وقالت بتلعثم
:- هتجول إيه يعنى ... حديت عادى
جذبها مرة أخرى وأحكم قبضتيه على ذراعيها بعنف قائلاً بأعصاب محترقة
:- انطجى .... جالت إيه على ولد البدرى؟
جحظت مقلتيها السوداء بفزع وأسرعت تبرر بتخوف
:- آ آ ماجلتش ... كانت بتبكى مش رايدة تسافر وخالى جال تسافر أو تتچوز حمدى
اقترب من وجهها محذراً وهو يهز جسدها بين يديه
:- تبعدى عنها خالص ولا تجعدى معها ولا تتحدتى وياها واصل .... فاهمة
هزت رأسها برعب فدفعها نحو الفراش لتسقط فوقه وسحب ملابسه من بين يديها ثم دلف للحمام صافقاً الباب خلفه
اعتدلت فى جلستها، تضغطت على موضع قلبها النابض بكف يدها
وقد سالت الدموع من مقلتيها ورددت بهمس
:- الله يسامحك ويهديك يافاروج

***************

عاد يوسف إلى منزله وسط فرحة أهله المجتمعين حوله مهنئين إياه بسلامة العوده للمنزل،
قضى يومه بينهم فى سعادة وراحة ودفء يشعر به دائماً بينهم
وأثناء حديثهم مع العمة أصيلة أفصح يوسف وجلال عن مخططهم وما ينويان فعله من مواجهة عائلة السمرى والتى رفضته العمة أصيلة بتوجس ولكنهما أصرا على تنفيذه
فى اليوم التالى فى جناح يوسف، وقف أمام شمس عارى الصدر ملفوف
بأربطه طبية وهو يصيح فى وجهها
:- ياشمس ساعدينى البس القميص وأخلصى
ضربت الأرض بقدمها تواجهه بتحدى قائلة بعناد
:- لاء يايوسف .... عشان خاطرى بلاش المشوار ده ... الله يرضى عليك
نفخ بضيق وواجه سقف الغرفة يردد بنفاد صبر
:- اللهم طولك ياروح (اتجه نحو الفراش وجلس على حافته ثم ربت بجواره منادياً)
تعالى ياشمس ... تعالى أقعدى جنبى تعالى اقتربت منه فجذبها برفق بذراعه السليمة لتجلس بجواره على حافة الفراش ثم وضح بهدوء
:- أحنا مش رايحين نتخانق ... أحنا هنتكلم ونعرض الصلح يبقى هيؤذونا ليه
حركت رأسها باعتراض ورفعت ساقها تستند على الفراش وتعتدل لتواجهه قائلة
:- تمام يا يوسف معاك الصلح خير ماقولتش حاجة ... بس لما يتم شفاك بالسلامة
.... مش دلوقت خالص
خبطها على رأسها من الخلف بخفة بأطراف أصابعة مازحاً
:- هو أنا مستنى رأيك
جذب القميص من طرف الفراش وأتجه نحو الباب فأسرعت لتعترض طريقه ونظرت لعضلات صدره العارى متكتفة الأذرع تتساءل بدلال :- على فين بالشكل ده؟
حدجها بنظره حانقة ثم صاح بوجهها معاتباً
:- هنزل عريان كده ... عشان يقولوا مراتى خايبة ومش قادرة تساعدنى ألبس هدومى
فكت ذراعيها وحركت كتفيها بدلال ثم اقتربت خطوة ووضعت كفيها فوق صدره ضاغطة
فوق بقوه بدون قصد فتأوه من الألم مبتعداً عنها، أبعدت كفيها سريعاً ضاحكة واعتذرت بحرج
:- آسفة والله مش قصدى سامحنى .... خلاص هساعدك تلبس القميص ... بس أوعدنى تاخد بالك من نفسك
وضع يده على ضلوعه المضمدة متألماً وقال ساخراً
:- لما تاخدى بالك أنتِ الأول
قهقت بمرح وعاودت الاعتذار ثم مدت ذراعيها تساعده فى أرتداء القميص بحذر وبطء
وأغلقت الأزرار واحد تلة الأخر وهى تتطلع إلى عينيه السوداء الباسمة ثم أسرعت نحو
طاولة الزينة لتعود بفرشاة الشعر وشبت على أصابع قدميها تصفف شعره ثم نثرت
بعض قطرات من عطره المفضل على قميصه وبعد أن انتهت ابتسمت له برضا وحب قائلة بطيب خاطر
:- هه ... محتاج حاجة تانى أعملهالك
انحنى ولثم جبينها بدفء هامساً :- تسلم إيديك ياشَموس
استقام ظهره يناظرها بحب وأنامله تلاعب ذقنها ووجنتها قائلاً بهمس مغرى
:- على فكرة إحنا ورانا دخلة متأجلة من شهور
شهقت بخجل وضغطت على شفتيها بحرج تشيح بنظراتها بعيداً، أعاد وجهها
نحوه بفعل أنامله وواصل همسه غامزاً بعينة بشقاوة
:- ضرورى تفكيرنى ... ده موضوع مهم جداً ولازم نتكلم فيه بالتفصيل
دفعت كتفه السليم وقالت بدلال :- عيب يا چو
التقط كفها وتشابكت أناملهم بدفء ليهبطوا سوياً لملاقاة جلال الجالس مع عمته
فى جو مشحون بالتوتر، ألقى عليهم السلام وتسائل بريبة :- خير فى إيه؟
التفتت عمته إليه بوجه متجهم وقالت بحدة
:- أنى مش موافجة على چنانكم ده
تضامنت شمس مع أصيلة وكأنها وجدت طوق النجاة لتمنع يوسف من هذه المجازفة
وقالت بلهفة
:- ولا أنا كمان موافقة يا عمة
نهرها يوسف بنظره محذراً إياها من التدخل فاعتذرت بحرج والتزمت الصمت،
أنتقل يوسف ليجلس بجوارعمته وتكلم بهدوء
:- حضرتك مش واثقة فيا يا عمتى .... وبعدين أنا مش هعمل حاجة تأذينى أنا أو ابن عمى ..... خير وسيلة للدفاع الهجوم وأحنا كل اللى طالبينه الصلح
ربتت أصيلة على ساقة ترجوه بتخوف
:- أنا خايفة عليكم يا ولدى أنتم عزوتى دلوك ... رچالتنا مالناش غيركم
أجابها جلال يطمأنها
:- عشان كده لازم نتصرف وننهى الحكاية ديه يا عمة ... كفاية بقى سنين صابرين وساكتين
حدج يوسف ابن عمة بنظره يحثه على التحرك ثم قبل رأس أصيلة يرجوها بخفوت :- دعواتك ياعمتى
ثم نهض سريعاً ومعه جلال قبل أن تثنيه محاولات عمته وشمس عن قراره
وغادر بصحبه جلال تحت نظرات أصيلة وشمس المتخوفة

**************

أقتحم فوزى حارس بوابة فيلا السمرى البهو الفسيح ركضاً حيث يجلس عدلى وفاروق وصلاح وهتف بهم بأنفاس متقطعه
:- ياعدلى بيه .... ياعدلى بيه
نهره عدلى موبخاً إياه لأقتحامه المكان بذلك الشكل الغريب
:- واااه ... فيك إيه ياچاموس أبيض أنت
وقف يلتقط أنفاسه اللاهثة وقال بتلعثم :- ولاد .... ولاد البدرى
هب فاروق من مكانه بتقطيبه بين حاجبيه
:- مالهم يا واد .... أنطج جبر يلمك
أشار فوزى بيده تجاه البوابة وقال بصوت متقطع
:- واجفين بره ورايدين يجابلوا عدلى بيه
ثار فاروق وكان على وشك الخروج لطردهم ولكن والده أمر فوزى بالسماح لهم
بالدخول فوجودهم فى داره أثار فضوله
اتسعت مقلتى فاروق وهو يحدج والده بنظره رافضة ولكنه غير قادرعلى مخالفة الأمر
ثم رفع رأسه يتطلع إلى الدور العلوى ليتأكد من عدم وجود أحد من النساء
يتابعهم غير واعى للينا وأمل المتواريتان جانباً خلف أحد الأعمدة يتابعون مايحدث
فى صمت بعد أن جذب سمعهم صوت فوزى الجهورى
دلف يوسف وجلال بخطوات ثابته واثقة وألقوا السلام على الحضور لم يرد السلام سوى صلاح الذى حارت مقلتيه بين الرجلين يحاول معرفة أيهم جلال الذى شغل قلب ابنته
من نظره سريعة أدرك يوسف أن عدلى هو صاحب الملابس الصعيدية التقليدية الجالس
بعظمة على مقعد وثير متكأ بيده على عصاه فخمة برأس من الفضة
تقدم يوسف خطوات قليلة نحو عدلى وقال بصوت واثق هادئ
:- عدلى بيه أحنا جايين نمد إيدينا بالصلح ولو أننا مش فاهمين سبب الخلاف أصلاً ....
بس الصلح خير
تراجع عدلى فى مقعده الوثير ليتكأ بظهره على ظهر المقعد يرمق يوسف بنظره
تقيميه من رأسه حتى أخمص قدميه وخاصة ذراعه المتعلقة برقبته بمشد طبى
ثم قال بكبرياء قاصداً التقليل من شأنه
:- وأنت تطلع مين عشان تتحدد معانا وتتهمنا ياولد إمبارح أنت
رفع يوسف رأسه وابتسم بهدوء فهو يعلم جيداً أن الأمر لن يكون سهلاً وعليه
أن يتحلى بالصبر والرزانة
:- ولو أنى متأكد أن حضرتك عارفنا كويس .... بس أنا يوسف البدرى ....
يوسف حسين هلال البدرى
مرت ثوانى قليلة من السكون قبل أن يصدر صوت أنثوى صارخاً من الطابق العلوى
صادر من أمل هاتفه بلوعة :- أخويا

*************

قــــــــــراءة ممتــــــــعة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 10:41 PM   #608

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,723
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 10 والزوار 24)
‏سما صافية, ‏أم الريان, ‏user0001n, ‏Maryam Tamim, ‏نورالله, ‏mannoulita, ‏wafaa hk, ‏سوووما العسولة, ‏منال سلامة, ‏دموع عذراء


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 11:05 PM   #609

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 47 ( الأعضاء 16 والزوار 31)
ام زياد محمود, ‏نورالله, ‏الصلاة نور, ‏موضى و راكان, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏Fadwa Elayyan, ‏wafaa hk, ‏دموع عذراء, ‏هدهد الجناين, ‏منال سلامة, ‏asmaaasma, ‏سما صافية, ‏user0001n, ‏Maryam Tamim+, ‏mannoulita, ‏سوووما العسولة

سما صافية likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 11:25 PM   #610

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

يا دي المفاجأة أمل أخت يوسف إذن حسين زوج أختهم ولكن ما هي ملابسات الموضوع؟؟؟

منتظرين الفصل القادم على ناااااااار تسلم ايديك الحلوة يا قمر

سما صافية likes this.

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.