آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          💕💕 حكايا القلوب..بين الزحام والناس💕💕فعالية جديدة*قصص قصيرة*(الموسم الأول كامل) (الكاتـب : اسفة - )           »          أول شتاء من دونك -سلسلة قصص قصيرة- بأقلام نخبةكاتبات قلوب [حصرياً ]كاملة &الروابط* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          أنفاس أحمد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية البوليس السري - سيلينا دولارو (الكاتـب : ahmad2006771 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-21, 02:02 PM   #661

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emmi hssain مشاهدة المشاركة
امل اخت يوسف التشويق والايثارة مع ايمي
ف انتظار تربية فهيمة اللئيمة امل بقا ليها عزوة
لينا وجلال العشق الصعب
يوسف وشمس وحياة جديدة


تفتكرى فهيمة اللئيمة ممكن تتربى 😅😅
لينا وجلال عشقهم بيتعقد كل شوية أكتر
يوسف وشمس فى انتظار شفاء يوسف ليستأنفوا حياتهم
❤❤❤❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 08:13 PM   #662

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير والعافية على الجميع


💜💜💜تسجيــــــــل حضـــــــــور💜💜💜



في أنتظـــــــــــار نزول الفصـــــــــل

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 09:31 PM   #663

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,076
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الفل والياسمين ..🌹🌹🌹🌹🌹🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

تسجيل حضور لاحلى ايمي بانتظااااار نزول الفصل ...❤❤❤❤❤❤
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

سما صافية likes this.

منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 09:59 PM   #664

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن عشر
***********


"يوسف حسين هلال البدرى"
مرت ثوانى قليلة من السكون كانت خلالها أمل تسترجع الاسم وتكرره بهمس وتوهان بينما لينا تقف بجوارها تطالعها بتوجس وعدم استيعاب بعد أن أفضت لها أمل بما يخفيه الجميع
صمتت لبرهة وكأن صاعقة من السماء ضربتها فأستوعبت وأدركت فخرجت من مخبأها واتجهت نحو السور الحديدى تتشبث به بكفيها وصرخت بلوعة تتأجج فى صدرها :- أخوى
فزع الجميع من صوتها وارتفعت الأبصار نحو الصوت الملتاع فالتقت مقلتى يوسف بأمل، غيرمستوعب لما تقول أما فاروق فصاح بصوته الجهورى وقد جن جنونه، رفع كفه يشيح بها فى الهواء صارخاً بحدة ومقلتيه المحتقنة تنهر أمل وتزجرها
:- أدخلى چوا يا حرمة .... أدخلى
لم تتحرك أمل وهى تتأمل وجه شقيقها لأول مرة، حاولت لينا جذبها من ذراعها للداخل برفق ومقلتيها تعانق وجه جلال بلهفة
فجأة انقضت عليها من الخلف فهيمة التى حضرت على صوت الصياح، غرزت أناملها فى رأس أمل وجذبتها بعنف قابضة على شعرها من فوق الوشاح وباليد الأخرى تكيل لها الضربات على ظهرها وذراعها وكل ما تطاله يديها وهى تدفعها بكل قوتها نحو غرفتها، بينهما لينا تحاول الذود عن أمل بجسدها الضعيف
دفعت فهيمة بجسدها الممتلئ لينا بعيداً وهددتها بغل للتراجع ثم حبست أمل بغرفتها ووقفت حارس على بابها تمنعها من الخروج وتمنع لينا من الدخول إليها
أما فى الأسفل فكانت الأعصاب مشدودة كوتر كمان حاد حين شهر فاروق سلاحه الشخصى فى وجه يوسف الذى حرك مقلتيه نحو جلال يتبادل معه نظرات حائرة غير مدركين لما يحدث
نهض صلاح يقف بجوار فاروق يحاول تهدئته حتى لا يتهور ويقدم على فعل جريمة أما عدلى فوضع كفيه فوق رأس عصاته وأحنى رأسه قليلاً أمام بقنوط بعد أن وقع المحظور وانكشفت الحقيقة
صرخ فاروق فى وجه يوسف بعيون محتقنة وصوت غاضب كاره
:- اسمع ياعويل أنت .... أنت فى دارنا يعنى أكتلك ومالكش عندينا ديه .... چيت تتعدى علينا وكتلتك دفاعاً عن النفس ونخلص منيك خالص
ناظره يوسف بثبات ولم يهتز قيد أنملة قائلاً بشجاعة
:- تقدر طبعاً ... بس الأصول بتقول تكرم ضيفك مش تقتله وأحنا جايين فى خير
جز فاروق على أسنانه قائلاً بسخط
:- ووشك العكر ده ياچى من وراه الخير
لمس صلاح ساعد فاروق يحاول تهدئته قائلاً
:- اصبر يا فاروق ... نفهم عاوزين إيه؟
صاح فاروق وهو يتقدم خطوة أخرى وألصق فوهة السلاح بجبهة يوسف باصرار
:- هيكونوا رايدين إيه ياعمى ... خراب بيوت ... أطلع بره بجولك وإلا أجسم بالله أفرغ الطبنچة د...
دق عدلى بعصاه الأبنوسية على الأرض ونهض فى مكانه صائحاً بغضب
:- كف سلاحك يا فاروج
لم يتزحزح فاروق من مكانه ولكنه أجاب والده ومقلتيه تناظر مقلتى يوسف بتحدى
:- هملنى أخلص عليه يا أبوى ... كان لازمن يتكتل من الأول
صاح به عدلى مرة أخرى آمراً بحزم فأخفض سلاحه بغيظ ومقلتيه تراقبان يوسف بغل بينما أردف عدلى
:- وأنت يا ولد حسين ... مش هتاچى تعلمنا الأصول على أخر الزمن يا بن إمبارح أنت
تقدم جلال خطوة ووجه حديثه نحو عدلى قائلاً بجدية واحترام
:- حاش لله يا عدلى بيه ... يوسف مايقصدش كده وأحنا جايين طالبين الصلح وفض الخلاف بين العيلتين
سلط جلال نظراته على صلاح بصفته صاحب العقل المتفتح وكأنه يستجدى مساعدته
تلقى صلاح النظرات بتفهم وأقترب من شقيقه يهمس له بهدوء ورصانة :- أقعد وأسمعهم ياعدلى ... مش هنخسر حاجة (مال أكثر هامساً برجاء) مبقاش فى حاجة تستخبى ... أسمع منهم
حول يوسف نظراته عن فاروق الذى يعتصر قبضة سلاحة بعصبية واضحة ومقلتيه تحيد نحو الطابق العلوى بتوتر بين اللحظة والأخرى
سعل يوسف بخفة يجلى صوته ثم وضح بكلمات بسيطة ولهجة متأدبة
:- أنا آسف ياعدلى بيه .... بس الحقيقة مكنتش فاكر أن فاروق بيه هيقابلنى فى بيته بسلاح متوجه لدماغى
جرى عدلى بنظراته على الشابين وخاصة يوسف، لا ينكر أنه أعجب بشجاعتهم وأصابه الفضول لسماعهم فأشار بطرف ذقنه نحوهم وهو يسترق النظر لابنه الذى يستشيط غضباً ثم قال بصرامة موجهاً حديثه ليوسف :- جول چاى فى إيه؟
اختلس يوسف نظره نحو فاروق الكتجهم أمامه ثم قال بجدية
:- ياعدلى بيه والدى الله يرحمه مش مسئول عن قتل أخوك خالد الله يرحمه ... وده واضح فى محضر القضية ... يعنى والدى شال تار وفضل طول عمره بعيد عن أهله هربان وهو برئ
ضحك عدلى ضحكة مقتضبة وقال بلهجة هادئة لا تخلو من السخرية
:- أنت مفكر أننا رايدين التار من أبوك ... جص\ك تجول أن أحنا اللى ضربنا عليك نار (أطلق عدلى ضحكه متهكمة ثم أردف) لاه أنت غلطان ... أحنا مابنكتلش حد ... روح شوف مين طخك بعيد عنينا
جز فاروق على أسنانه وحدج يوسف بنظره نارية قائلاً بفحيح مخيف :- يوم مانريد موتك .... هكتلك وعينى فى عينك ورصاصتى ماهتخيبش واصل
تبادل يوسف وفاروق النظرات المتحدية، أدرك منها يوسف كم يبغضه هذا الرجل لسبب غير معلوم أو ربما اتضح السبب بالصرخة الأنثوية التى انطلقت منذ قليل، لكن كيف ومتى أصبح له أخت؟
حاول جلال كسر نظرات التحدى بينهما فواصل حديث ابن عمه وقال بشئ من الغيظ
:- وحريق حظيرة البهايم ... معندكش علم بيها ياعدلى بيه
ناظره عدلى بوقار يعلم أن الخطأ من عند حمدى ابن شقيقه ولكنه أجاب بتورية قائلاً بشئ من السخرية
:- لو مش جادر تحمى أملاكك تبجى غلطتك أنت ياباشمهندز
هز يوسف رأسه مفكراً للحظة وأراد أغتنام الفرصة لعله يصل إلى تلك الشقيقة المجهولة ... لذا تسائل بتوجس
:- أفهم من كلام حضرتك يا عدلى بيه ... أن مفيش مشاكل بنا وبنكم يبقى نحط أيدينا فى إيد بعض وآآ.....
هنا لم يتمالك فاروق أعصابه وصاح فى وجه يوسف بحقد
:- مين اللى جال مفيش بيناتنا مشاكل يا مخبل أنت ... أنت اللى مش خابر شىء ... أرچع لكبيرتك تفهمك (التفت نحو جلال واشار بطرف سلاحه نحوه مردفاً) وأنت ياچلال تبعد عن بتنا الدكتورة أحسنلك وإلا الطبنچة هتترفع فى وشك أنت النوبة اللى چاية ..... ودلوك تمشوا من أهنا
تبادل يوسف وجلال النظرات المرتابة، يرغب فى الاستفسار عن الفتاة التى نادت عليه؟ من تكون؟ ولكنه يعلم جيداً أنه من الصعب السؤال عن النساء وعليه أن يعود لعمته أصيلة لعل يجد الإجابة عندها
استسلم يوسف لأمرهم بالخروج، ولكن قبل مغادرته تقدم خطوة حتى وقف أمام فاروق مباشرة تكاد أطوالهم تتماثل وقال بهدوء رغم نظرتهم المتحدية
:- وماله يا ابن الأصول هنخرج ومسيرنا نتقابل مرة تانية (أشار برأسه بخفة نحو الطابق العلوى مشيراً لنداء أمل السابق مضيفاً بتأكيد) واللى مش فاهمه أكيد هفهمه كويس أوى
اشتعلت نظرات فاروق وكاد أن يهجم عليه ليفترسه ولكن بكلمه من والده توقف
:- بكفاية يا فاروج .... شرفتوا يا حضرات
خرج يوسف وجلال بالعديد من التساؤلات الحائرة عازمين على معرفة الحقيقة من عمتهم مهما كلفهم الأمر

***************

ما أن غادر الشابان حتى صعد فاروق كالثور الهائج إلى الطابق العلوى حيث والدته ولينا يقفون أمام باب غرفته التى حبست والدته أمل بداخلها، ومن الداخل أمل تطرق الباب بعنف وتصرخ مطالبة بالخروج
ما أن رأته فهيمة يصعد الدرج بهياج حتى بدأت فى سكب البنزين على النار من فورها هاتفه فى وجهه
:- شفت المچنونة فضحتنا كيف ... جلتلك جبل سابج مچنونة كيف أمها ما صدجتش
لم يلتفت نحوها واندفع يقتحم الغرفة باهتياج، تراجعت أمل بظهرها للخلف بخوف حين رأت ملامحه الغاضبة المتشنجة ومقلتيه المحتقنة بالدماء وما أن أغلق الباب خلفه حتى تصاعدت صرخات أمل المستغيثة والمتألمة
أسرعت لينا نحو باب الغرفة ولكن فهيمة منعتها بقوه من الوصول للباب ... هتفت لينا بتوسل
:- ياطنط ده هيموتها ..... حضرتك شايفة غضبان أزاى
دفعتها فهيمة بعيداً بكل قوتها وسدت الباب بجسدها قائلة بنبرة صارمة
:- مراته وهو حر فيها ... مالكيش صالح أنتِ
ترجتها لينا وحاولت استمالتها بالكلمات لعلها تلين أو ترحم تلك المسكينة بالداخل ولكن فهيمة رفضت وأبعدتها بحجة أنه من حقه تأديبها ووقفت بجانب الباب تتسمع لصيحات أمل المتألمة بابتسامة شماتة على وجهها
أما بالداخل فكان فاروق يمسك بذراعى أمل حتى كادت أصابعه تخترق لحمها وتدمى ذراعيها وهو يجز على أسنانه قائلاً بفحيح غير متحكم بانفعاله
:- بتعلى صوتك وسط الرچاله .... بتخالفى كلامى يا أمل
حاولت أن تحمى وجهها بساعديها وقالت بصوت باكى متوسل
:- أنا ليا أخ يا فاروج ... طب كيف ... فهمنى الله يرضى عليك
رفع كفه عالياً وصفعها بقوة، سقطت على الأرض وقد ألجم لسانها، تزحف مبتعدة عنه فزعاً
انحنى فوقها يجذبها من شعرها بقوة لتنهض مرة أخرى على قدميها وهى تصرخ من الألم وخرج صوته خافت محتدم بالغل
:- أنتِ مالكيش حد غيرى ... أنا چوزك وأبو عيالك ... فاهمة أنا وبس يا أمل ... مالكيش غيرى
حاولت مقاومة آلمها ودموعها الهاطلة بغزارة تغسل وجهها، كل ما ترغب به أنت تفهم، فقط الفهم، كيف أصبح لها شقيق بعد كل هذه السنوات .... خرج صوتها متوسلاً متكسر تنحنى لتقبل كفه
:- أحب على يدك ريح جلبى ... أنا فى طوعك طول عمرى يا فاروج ... عمرى ماچبت سيرة أهلى ولا سألت عليهم واصل ولا طلبت أشوف حد منيهم ومافتحتش خشمى واصل .... بس ده أخوى ... أخوى يافاروج ... ابن أبوى (ناظرته بحيرة مردفة) مش إكده ... مش إكده يا فاروق
قبض على ذراعيها من جديد بقبضتين من فولاذ، ينحنى بقامته عليها ... يكاد يلامس جبينها جبينه مردداً بهمس زاجراً
:- جلتلك مالكيش أخوات ... ومالكيش حد غيرى وتسدى خشمك عن الحديت ده واصل ... وألا جسماً بالله هدفنك حية
وضعت كفيها على صدره الصاخب الحركة بأنفاسه اللاهثة من شدة انفعاله واقتربت برأسها تقبل موضع قلبه وتتوسل له بنبرة تهز القلوب
:- مش هچيب سيرته واصل .... بس فهمنى ... مش رايدة غير إنى أفهم كيف ليا أخ!! .. وكان فين السنين ديه كلاتها ... هو أخوى ابن أمى وأبوى ولا ابن أبوى بس ... أنا هتچن يا فاروج رايدة أفهم ... أفهم بس
مازال الغضب يتلاعب بعقله، أنفاسه ثقيلة تخرج بصعوبة من صدره الذى يعلو ويهبط بسرعة، أسقط فى يده لا يجد وسيلة ليمحو هذه المعلومة عن رأسها ... أذن فلينتزعها بقبضته، أنهال على وجهها بصفعات متتالية عله ينهيها ويمنعها عن هذا الحديث مرة أخرى صارخاً بها وقد تملك شيطان الغضب منه
:- جلتلك مالكيش أخ .... مالكيش غيرى
أختل توازنها وسقطت أرضاً فارتطمت رأسها بالأرض الصلبة غائبة عن الوعى وقف يلهث من شدة انفعاله يتفحص جسدها من علىّ
وجهها الذى تحول لجمرة نار من أثر ضربه لها وخط الدماء الذى سال من شفتيها، تجمد مكانه يرمقها بعيون زائغة وذهن مغيب، حول نظره نحو كفوف يديه المفرودة أمامه والعالق بها بعض من شعيراتها السوداء التى انتزعت من أثر جذبه لها
لقد فقد عقله وهو يكيل لها الضربات بدون وعى، يخشى بُعدها عنه، هى ملكه ... ملكه هو فقط
أستعاد بعضاً من تعقله ليدرك فداحة فعلته، انحنى فوقها بلهفة ومد كفه المرتجفة فزعاً عليها يمسح قطرات العرق المختلطة بالدم والدموع عن وجهها، يهمس باسمها بلوعة قلب عاشق فلم تجيب
رفع رأسها يحتضنها بين ضلوعه، يودعها مكان قلبه وكرر النداء بتوسل وهو يهز جسدها برفق لتفيق ولكن لا استجابه منها
أسند رأسها بذراعه ومرر ذراعه الأخرى تحت ركبتيها ورفعها بين ذراعيه يحتضنها بين جنباته ثم وضعها فوق الفراش برفق، ومسح على وجهها بكفيه بحنو وهو يعيد ندائه الملهوف باسمها ثم أسرع خارج الغرفة يصيح بأعلى صوته باسم لينا
بمجرد أن فتح باب الغرفة وجد فهيمة أمامه ملتصقة بالباب أما لينا التى كانت على بعد خطوات تنتظر بتوجس هرعت إليه بل وتخطته لتحشر نفسها بجانبه لتمر من الباب المفتوح بتخوف للداخل، شهقت عندما وقعت عينيها على مظهر أمل المذرى بوجهها المشتعل الدامى وشعرها المشعث
أسرعت لإحضار عطر من على منضدة الزينة لإنعاش أمل الفاقدة الوعى وفاروق يقف بقرب الفراش بتوتر شديد يحمل فى مقلتيه هلع حقيقى على زوجته وحبيبة عمره ... شريكة حياته بينما تقف والدته على باب الغرفة بابتسامة شامتة وقالت بتهكم
:- چلع بنته ... دلوك تفط كيف الچن
حرك فاروق رأسه نحوها بنظره غاضبة محذرة فتركتهم وانصرفت بلامبالاة
عملت لينا على أفاقة أمل بكل تركيز حتى بدأت فى تحريك رأسها ببطء وانطلقت تأوهاتها الخافتة متداخلة مع ندائها الهامس
:- فاروج .... أخوى يا فاروج
مسدت لينا على شعر أمل بحنو والتفت لفاروق الساهم بجوارها وأمرته بجدية :- مايه يا فاروق ... مايه بسرعة
أسرع بإحضار كوب من الماء وقربه من أمل التى لا يرى سواها الأن، مدت لينا يدها وتناولت الكوب منه ثم رفعت رأس أمل تضمها إلى صدرها وتسقيها بضع قطرات قائلة بخفوت
:- حمدلله على السلامة ياحبيبتى
زاد انحناء فاروق عليها وفى عينيه كل معانى الأسف والندم على فعلته ولكنها رفضت حتى النظر نحوه فأشاحت بوجهها بعيداً عنه، نهضت لينا من فوق الفراش وهمت بالمغادرة هاتفه على عجل
:- ثوانى هجيب تلج وشنطة الأسعافات وأرجع على طول
لم تتغيب لينا طويلاً وحين عادت تسمرت ذاهلة أمام باب غرفتهم المفتوح جاحظة المقلتين بصدمة
الأسد المتوحش يحتضن يمامته بكل وهن واحتياج لها، يعتصرها داخل صدره وكأنه يعيدها إلى موضعها بين أضلعه ... رأسه مدفون بعنقها يبثها ندمه وتألمه وعشقه بكلمات أسالت الدمع من مقلتيها المغلقة ورأسها يرتاح على كتفه كطفل لا يعرف الأمان سوى على هذه الكتف، ذراعيها تحاوط بخصره وكفيها تعتصر ملابسه بقوه وكأن رابط خفى من سلاسل حريرية يلفهم فى عالم أخر

**************
يتبـــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 10:01 PM   #665

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

عاد يوسف وجلال إلى منزل البدرى مُحملين
بالعديد من الأسئلة كيف ولماذا؟ بل ما الذى حدث وما الذى سمعاه أم يكون
ما سمعوه خيال من نسج عقولهم!!
فكيف يعقل أن ليوسف شقيقه، أخت من دمائه وتعيش فى كنف عائلة السمرى
دون أن يعلم بها أحد لسنوات طويلة
عند باب المنزل الداخلى كانت شمس تتحرك جيئة وذهاباً بقلق يُشعل فى صدرها الجمر فى انتظارعودتهم سالمين، وما أن شاهدت السيارة تخترق بوابات المنزل
حتى أسرعت نحو السيارة بلهفة تستقبل زوجها وتطمئن على سلامته
رغم الجمود الواضح على وجه الشابين إلا أن يوسف حاول الابتسام فى وجهها ببسمة
باهتة رغبة فى تهدئتها واحتواها تحت ذراعه السليمة لتسير معهم إلى الداخل
رغم أسئلتها العديدة والتى تضافرت مع أسئلة ياسمين وندى اللتان وقفتا على باب المنزل
بمجرد سماع صوت السيارة إلا أن الشابان تجاهلا كل التساؤلات ودارت مقلتيهما فى البهو بحثاً عن العمة أصيلة لتوضح غموض الأسئلة التى تتدافع فى عقليهما
كانت تجلس فى غرفتها فى انتظار عودتهما تسبح بخيالها فى زمان ولى، زمان كانت به شابة وسط أشقائها ووالديهما، زمان كانت فيه شاهدة على الأحداث ... أحداث عانوا من نتائجها حتى يومهم هذا
يتلاعب القلق والخوف بقلبها الذى تحاول تهدئته بالتسبيح والدعاء على حبات مسبحتها الكهرمانية بخشوع
حين انفرج باب غرفتها عن الشابين أغلقت جفونها خشوعاً وحمداً على عودتهما سالمين
ثم فتحتهما تتفحص الملامح الحائرة على وجوههم وهم يقتربون منها على كنبتها القديمة المريحة واتخذ كلاً منهم مجلساً حولها، بادرتهم بالسؤال بتوجس
:- خير ...عِملتوا إيه ياولاد!!
طالعها زوجين من العيون المتشككة، هل تعلم بحقيقة الأمر؟ ... بالتأكيد تعلم ومن غيرها قد يعلم!! ...
لم يطيل يوسف الصمت بل أطلق سراح السؤال الذى يصارع عقله منذ سمع الصوت الأنثوى بدار السمرى مردداً بضياع
:- أنا ليا أخت ياعمتى؟
تجمدت نظرات أصيلة على وجهه ذاهلة، وللحظات تملكها الصمت وكسى الحزن ملامحها
والذكرى تعود بقوة إلى عقلها الواعى ثم أخفضت وجهها تمرر بضع حبات بمسبحتها وتتمتم ببعض الكلمات ثم قالت بصوت خفيض :- الله يرحمها يا ولدى
حرك يوسف رأسه بعدم فهم وتلاقت نظراته مع نظرات جلال لبرهة من الزمن
قبل أن يميل يوسف بجذعه للأمام مردداً باستنكار وبصوت مرتفع حاد
:- الله يرحمها أزاى!! ... أنا شفتها ونادت عليا (عاد بنظره نحو جلال الجالس بسكون حائر فى حقيقة الأمر وهتف بوجهه كأنه يتأكد مما سمع ولم تخدعه أذناه)
وأنت كمان سمعتها يا جلال ... مش كده!!
حرك جلال رأسه مؤيداً وقال بخفوت
:- سمعت ... سمعت يا يوسف بس مش فاهم حاجة!
تدافعت الأسئلة على لسان يوسف يرددها بتوهان
:- كانت فين وليه أبويا ماجابش سيرتها طول السنين ديه!! ... أزى يكون عندى أخت وما أعرفش عنها حاجة!! ... وليه عايشة فى بيت السمرى؟
كانت أصيلة تتابع حديثهم وتساؤلاتهم جاحظة العينين، مصدومة مما تسمع ... ابنة حسين وشقيقة يوسف على قيد الحياة!!
سافرت بذاكرتها بعيداً تسترجع كل ماحدث خلال سنوات عديدة، يمر شريط مسجل من تقلبات الحياة أمام عيون العقل ربما يستوعب أو يفهم كيف أغفلوا وجود ابنه من دمائهم
قاطع ذكرياتها صوت جلال القائل بهدوء بنبرة أقرب للرجاء
:- فى سر لازم نعرفه ياعمة أصيلة ... عشان نعرف راسنا من رجلينا ونفهم نتصرف أزاى!!
بدلت بصرها بين جلال ويوسف بارتباك ثم تساءلت بزيغ
:- الحديت اللى بتجولوه ده صُح ... بنت حسين حية!! ... أنتوا شفتوها ... شفتوها بعيونكم يا ولاد
أومأ الإثنين برأسيهما بتأكيد، رفعت أصيلة كفها تكتم شهقات لوعة داخل صدرها فوجدت طريقها لتفر كدمعات غزيرة تهطل من مقلتيها
جلس يوسف وجلال أمامها بسكون فى انتظار أن تتماسك وتستعيد أعصابها
لتبدأ سرد الحقائق المختفية فى طيات الزمن
من أين تبدأ وإلى أين تسير فى ذكرياتها .... تنفست بقوة مطأطأة الرأس وكأنها تزيح ذرات التراب عن ذكريات الماضى ثم رفعت رأسها تتطلع إلى المقل المتلهفة لكلمة منها تُنير ظلام جهلهم وتُشبع رغبتهم فى المعرفة
استغفرت الله كثيراً ثم بدأت سرد حديث الماضى بنظره حنين تطل من مقلتيها قائلة
:- حسين أخوى كان زينة شباب البلد ... هو وصلاح السمرى كانوا أصحاب فى الچامعة وجريبين من بعض ... كان صلاح بيزورنا أهنا وحسين يزورهم فى دارهم والود موصول بين العيلتين
قرب جلال بين حاجبيه مردداً باستغراب
:- المهندس صلاح السمرى أبو لينا
هزت رأسها ببطء تؤكد على حديثه ثم استطردت فى حديثها
:- حسين لمح صبية فى شرفة الدار كيف الجمر (ابتسمت بخفة وعينيها مركزة فى الفراغ وكأنها تشاهد الأحداث تمر أمام عينيها وتنقلها لهم) حتى اسمها كان (جمر) كان بيحب ينضرها
وهى جاعدة هادية لحالها فى الشرفة ... كانت أخت صلاح الصغيرة كان عنديها ياچى عشرين سنه إكده
تنهدت بحرقة مردفه :- حسين خلص الچامعة وطلبها للچواز (تبادل جلال ويوسف النظرات بصمت وهى تواصل حديثها) حسين كان عريس مفيش زييه فى البلد كلاتها ... سيد السمرى وافج طوالى ولو أن صلاح كان مش موافج ... جال إنها مش متعلمة والأفضل حسين يتچوز بنت متعلمة كيفه ...
لكن حسين أخوى كان حبها وأصرعلى الچواز واتچوزوا فعلاً ... معانا إهنا فى الدار فى الچناح اللى ساكن فيه أنت دلوك يا يوسف
(أومأ يوسف برأسه بتركيز وآذان صاغية فأردفت بكلماتها الهادئة)
مرت أول ليلة چواز بسلام
زفرت حزناً ومقلتيها تشرد بعيداً :- فى الصباحية صحينا على صوت صراخ ونواح ... چرينا على أوضتهم كانت جمر فى ركن الأوضة جاعدة على الأرض بتصوت وتشد فى شعرها وتضرب صدرها ... مش رايدة حد يجرب منيها وخصوصى حسين ... حاولنا نفهم منيه أيه اللى حُصل .... حسين جال أنه صحى من النوم لاجاها بتحاول تخنجه بيدها
قطب يوسف حاجبيه مستغرباً الوضع فقاطع عمته متسائلاً بالتباس
:- تخنقه!! .... ليه كانت رافضة الجواز مثلاً
أرخت جفنيها ومسحت على وجهها قائلة بثقل أحزان تجثم على صدرها قائلة بخفوت
:- اصبر يا ولدى ... وجتها كنت فى سنها تجريباً ولسه متچوزتش جعدت معاها أنا وأمى الله يرحمها نهديها ونطيب خاطرها وأمى تفهمها أن حسين چوزها حلالها ...
لكن البنتة كانت مش واعية لحديتنا .. تبحلج فى وشنا بخوف وتولول بكلام مش مفهوم ....
حسين كلم صلاح يفهم إيه الحكاية ... ويسائله لو كانت رافضة الچواز ليه ماحدش خبره برفضها (ازدردت ريقها ثم واصلت الحديث) چه أبوها سيد السمرى وصلاح وعطوا حسين علبة دوا وجالوا ده الدوا بتاعها عشان تفضل هادية ولازمن تاخده كل يوم صبح وليل ...
صلاح كان خچلان وراسه فى الأرض من حسين لكن سيد السمرى كان چبار أتكلم بكل چبروت ... جال إنها من يوم ما أمها ماتت حزينة والدوا دِه اللى بيهديها وأعطى أوامره وغادر مع ولده بكل غرور
قطع جلال كلامها بنفاد صبر :- أنا مش فاهم ... كان عندها إيه؟؟ ... وليه ماقالوش لعمى قبل الجواز إنها مريضة
لوت شفتيها بامتعاض وتنهدت بقوه قائلة بإرهاق نفسى
:- چايالك فى الحديت يا ولدى ... حسين شاف الدوا لجاه دوا مهدئ ... لكن الغريب أن أم جمر ماتت من سنين طويلة وجمر فى عمر خمس ولا ست سنين وسيد السمرى أتچوز بعديها وخلف خالد من مراته الچديدة
زاد غموض الحكاية فى عقل جلال ويوسف ولكنهما التزما بالصمت أملاً فى الفهم والوصول إلى شطآن الحقيقة، استطردت أصيلة
:- أنتوا مش خابرين سطوة سيد السمرى كانت كيف فى البلد ...
محدش يجدر يعاديه ولا يجف جصاده وإلا راح ورا الشمس ... ورغم أن كلامه مادخلش عجلنا بس جلنا يمكن خچلان من مرض بنته وخصوصى أنه عيب بنت كبير البلد تكون مريضة
(تنهدت مرة أخرى تسحب الهواء لصدرها الذى ضاق بما يحمل وأضافت)
عملنا كيف ما سيد السمرى جال وعطيناها الدوا ... هديت بس كانت ساكته ومابتنطجش واصل ... عدى يوم واتنين ... حسين أتحدت مع أمى وجال كأنه متچوز چسم من غير روح ... صعب عليه حال البُنية وجال لازمن تروح لطبيب ...
الداكتور جال أن عندها عجدة جديمة أتحولت لمرض نفسى ومحتاچه علاچ طويل وخصوصى أن البنت مش متعاونة ولا بتحدد مع حد ... حسين جاله يبتدى علاچها وهى بالدار
هب يوسف واقفاً وصرخ حانقاً
:- إزاى صلاح يخدع صاحبه ومايوضحش حقيقة مرض أخته قبل الجواز ... المفروض أنه المتعلم اللى فيهم
نظرت له متعاطفة فهو لا يعلم كيف كانت سطوه وقوة سيد السمرى على أبنائه بل على البلدة جميعها لذلك وضحت بشجن
:- ماحدش يجدر يخالف كلام كبير العيلة ... وسيد السمرى مش هيجول على بنته مريضة .... عشان إكده تموا الچوازه من غير ما يوضحوا شئ
صمتت حتى تهدأ ثورة غضب يوسف بينما قال جلال يهدئه
:- أقعد بس نفهم باقى الحكاية يا يوسف
دار يوسف عدة مرات على غير هدى فى الغرفة ثم جلس يحرك قدمه بعصبية شديدة،
استنشقت أصيلة بعض الهواء لتواصل الحديث
:- عملنا أوضة لها بعيدة عن حسين وأنا وأمى الله يرحمها كنا بنراعيها ... بس الداكتور كان رايد يعرف أصل الحكاية عشان يجصر مدة العلاچ وجمر لايتتحدد ولا بتشكى ... وجتها صلاح كان مسافر مصر يخلص أوراج سفره لبلاد بره
حسين وجتها راح لعدلى كان هو اللى ماسك أرض أبوه وبيراعيها مع سعيد ...
عدلى كان طوع لأبوه ومايكسرش له كلمة لكنه كان بيعجل الحديت ويحاول يمسك العصاية من النص ... أما سعيد كان كيف أبوه چبار وظالم وميعرفش تفاهم
هزت رأسها بيأس ثم استطردت فى سردها راغبة فى أن تفرغ كل ما بجعبتها
فقد فاض الكيل بألم الذكريات، عادت بذاكرتها حين عاد صلاح من العاصمة وألتقى بشقيقها وعرف منه الحقيقة

************
وقف صلاح أمام حسين مطأطأ الرأس يشعر بالخجل من خداع صديقه وبرر يحاول شرح موقفه
:- أنا آسف ياحسين كان صعب أقولك على حاله قمر ...لكن أنا حاولت أصرف نظرك عن
الجوازة ديه وأنت اللى أصرت ... أعذرنى أبويا كان رافض أن حد منا يتكلم ...
بالرغم إنى أنا وعدلى صممنا أننا نبلغك بوضعها قبل الجواز لكن أبويا رفض وقال أنها لازم تتجوز زى أى بنت وإلا تبقى وصمة عار فى جبين العيلة وحذرنا من أننا نتكلم
(تنهد صلاح حرجاً من نظرات صديقه اللائمة وقال بصدق) والصراحة أنى قلت يمكن أنت تكون طوق النجاة لها وسبب فى شفاها
جعد حسين جبينه غاضباً وأشار لصدره عاتباً
:- حتى لو ده مبررك يا صلاح كنت على الأقل فهمنى ... وضحلى حالاتها ... البنت فى حاله عجيبة ... عيونها زايغة والخوف متملك منها ومش بتنطق كلمة واحدة
(مسح حسين على جبينه بعصبيه وزفر بقوة ثم قال بشئ من الهدوء) المهم فهمنى حالتها وإيه اللى وصلها للحالة ديه؟؟
أومأ صلاح موافقاً وبدأ فى سرد ما حدث منذ سنوات
:- اللى حصل أن قمر كانت بتروح المدرسة وهى صغيرة ... كان فى حارس صغير فى السن عنده يجى عشرين سنة بيوصلها وهى كان عندها تسع سنين تقريباً ... الواد شيطانه وسوس له بالشر وحاول يتحرش بها وقال إنها طفلة ومش هتفهم لمساته لها وكلامه
(زادت تكشيرة حسين غضباً وعصبية وهو يستمع لحديث صلاح الذى أضاف)
قمر خافت منه ولما رجعت البيت حكت لمرات أبويا وهى خايفة وبتعيط لكن مرات أبويا مرحمتهاش نزلت فيها ضرب وشتايم وبلغت أبويا سيد السمرى اللى ضرب البنت تانى لحد ما أغمى عليها ... لولا عدلى اللى أدخل وخطفها من قصاده كان قتلها وكأنها مذنبة
ثارت ثائرة حسين يدافع عن زوجته وهتف بغضب
:- وهى ذنبها إيه ... ده ولد ناقص معندهوش ضمير ولا عقل عشان يعمل كده فى طفله
هز صلاح رأسه بشرود ثم قال
:- عشان قلة أصله ديه اختفى من على وش الأرض ... سيد السمرى أمر بقتله ومحدش من عيلته قدر يفتح بوقه بكلمة
(تنهد صلاح بلوعة مضيفاً) لكن المصيبة الحقيقية حلت على راس قمر ... أبويا ولى مراته
(أم خالد) أمرها والست حبست قمر وبهدلتها ... كانت بتشتمها وتضربها وتسئ لها ...
لولا عدلى اللى كان بيقدر يقف قصادها ويبعدها عن قمر شوية لكن كانت بترجع تانى بكل جبروت تأذيها وخصوصاً إنها فاهمة أن أبويا سيد السمرى بيكره البنات ومش مهتم لو البنت عاشت ولا ماتت
اتسعت مقلتى حسين نفوراً وهتف مستنكراً
:- وقمر ذنبها إيه ديه ضحية ... أزاى أب يعمل فى بنته كده!!
كور حسين قبضته أمام فمه غيظاً وصلاح مطأطأ الرأس بكآبة ... وبعد برهة سأله حسين
:- والدوا اللى كانت بتاخده ده إيه؟
حرك صلاح رأسه نفياً وردد بآسف
:- مفيش دوا يا حسين ... البنت فضلت تأسى من أم خالد لغاية ماوصلت لمرحلة اكتئاب
وبقت ما تخرجش من أوضتها خالص ... وبقت تجيلها حالات هيجان وصريخ وطبعاً بنت سيد السمرى مينفعش تروح لدكتور وخصوصاً لو دكتور نفسى ... سعيد راح جاب من المحافظة مهدئ من صيدلى يعرفه وبقت أم خالد تعطيه لها الدوا كل ما تهيج
مد صلاح ذراعه ليستقر كفه على كتف حسين يستدر عطفه على شقيقته
:- قمر مسكينة يا حسين ومحدش منا قدر يقف جنبها ... حتى لما عدلى أتجوز وصى مراته على قمر ... لكن طلعت زيها زى أم خالد مش بتهتم غير بنفسها وبس


**********
زفرت أصيلة بحرقة وقد عادت لأرض الواقع وقالت بتعاطف مع فتاة عاشت ضحية طوال حياتها
:- سيد السمرى ماعندوش جلب وأعتبر أنها چابت له العار وفضلت البنت محبوسة فى أوضتها لغاية ما حسين أتچوزها
نفخ جلال مستنكراً ما يسمع وقال بنفور
:- يااااه ..... يعنى تقريباً عشر سنين محبوسة ... ليها حق تتجنن وما تقدرش تتكلم مع الناس ... إيه الظلم والقسوة ديه
لم يعقب يوسف أنما ظل ساكناً بملامح ساهمة، عقله سافر حيث والده، كيف عانى هذا الرجل فى الحياة واحتفظ بألمه لنفسه ولم يفصح ... وكيف كان جمال قمر نقمة عليها فسلب منها حقها فى الحياة

******************
يتبــــــــــــع




سما صافية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 10:02 PM   #666

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى فيلا السمرى دلف أحمد إلى البهو حيث وجد والده ووالدته جالسين جنباً إلى جنب صامتين ويبدو علامات الشرود على ملامح والده قاطب الحاجبين، بادرته والدته متسائلة عن سبب غيابه من الصباح تريد أت تخبره عن أحدث الأخبار
جلس أحمد على مقعد مريح بجوار والده الذى انتبه إلى دلوف أحمد وأجاب والدته
:- هكون فين يعنى يا أماه ... فى المزرعة بتابع الشغل إهناك وبعدين عديت على مدرسة البنات أشوف كيف أحوالهم فى الدراسة
أشاحت بيدها فى الهواء بلامبالاة لتصهلل أساور يدها الذهبية ومصمصت بشفتيها قائلة باقتناع
:- مدارس إيه!! ... ووچع دماغ إيه ... البنته مصيرهم البيت والچواز
رفع أحمد رأسه يناظر والدته بتمعن فتفكيرها يماثل ابنة شقيقتها تماماً ... أمال رأسه يميناً قليلاً وأجابها بصوت حازم
:- بناتى هيتعلموا وياخدوا شهادات ... ومفيش چواز قبل إكده وياريت تفهمى بنت أختك الحديت ده .. لأنى مش هتنازل عنيه ولو جعدت البنات چنبى من غير چواز لأخر العمر
شهقت فهيمة مستنكره وخبطت على صدرها بقوة لتعود صهللة الأساور من جديد هاتفة باعتراض
:- يا ساتر يارب ... تُف من خاشمك ..
(لمحت بطرف عينها صلاح يهبط من الأعلى من غرفة ابنته وواصلت قذف الكلام بخبث)
هيعملوا إيه بالشهادة ... هيشتغلوا مهندزين ولا دكاترة ... مبيچيش من الشهادة غير وچع الدماغ وجلة الجيمة
وصل صلاح إلى جلستهم متجاهلاً حديث فهيمة ورمق شقيقه عدلى ساهم الملامح وكأنه يحمل هموم الدنيا بينما هتف أحمد بحسم
:- أنا جولت كلمتى وخليص ... وكلمتى اللى هتمشى ولو حد لعب فى دماغ البنتة الله فى سماه ما هسكت واصل
رفعت فهيمة حاجبها بتحدى ولكنها مالبثت أن سيطرت على تعبيرات وجهها فهذا ليس بالوقت المناسب ثم نهضت من المكان مبتعدة، فمن الأفضل إلا تدخل فى تحدى مع أحمد أثناء غضبه فالحكمة تقول "اتقى شر الحليم إذا غضب"
بمغادرتها تغير مجرى الحديث ليستفسر أحمد عن الحديث الذى سمعه يسرى فى البلدة عن زيارة أبناء البدرى لمنزلهم
زفر عدلى يزيح بعض من همه ورفع كفه يمسح على وجهه ببطء ثم سأل صلاح عما يدور فى الطابق العلوى ليطمئن على أمل
حرك صلاح رأسه مستنكراً ما يحدث وقال بتذمر
:- فاروق اتجنن خالص ... إزاى يضرب البنت بالشكل المتوحش ده ... كفاية اللى عاشته طول عمرها (مال بجذعه للأمام قليلاً يعاتب شقيقه الأكبر) ديه غلطتنا من البداية ... كان لازم نعرفها الحقيقة
ردد عدلى بخفوت ونبرة نادمة
:- نسيت وعد أبوك ... كلاتنا حلفنا على المصحف ووعدناه محدش يتحدد فى الموضوع واصل
تحفزت أعصاب صلاح فلقد كان دائماً مجبراً على طاعة جبروت والده وهتف بحنق
:- حلفنا نستمر فى ظلمه وفى الكذب اللى نشره فى البلد لغاية ما الحقيقة أتقلبت وساد الظلم
طالع أحمد والده يرصد انفعالاته يخشى عليه مما يحدث من ضغط عصبى عليه بينما أرخى عدلى جفنيه يتنهد بخفة ويردد الاستغفار على ذنبه واستمراره فى الظلم والضلال حتى بعد وفاة والده متشبثاً بقسم لايصح من البداية
على باب الفيلا توقفت سيارة سعيد يقودها حمدى وترجلا منها، وقف سعيد
يعدل من وضع العباءة الصوفية على كتفيه بينما دار حمدى حول السيارة ليقف أمام والده قائلاً بهدوء
:- أحنا نخلص طوالى يا أبوى ونتمم الچوازه بسرعة
ناظره والده بابتسامة جانبية مستهزئة كنبرته
:- وأنت مفكر أن صلاح هيعطيك بنته يامخبل أنت
اتسعت مقلتى حمدى بدهشة وتسائل بعدم فهم
:- أومال إحنا هنا بنعمل إيه يا أبوى!!
ربت سعيد على خد حمدى بقوة وكأنه يوقظه من غفلته قائلاً بخفوت
:- بكفياك حريم يا بغل أنت ... وفكر فى السلطة والچاه (جذب طرف العباءة على كتفه مردفاً) ورايا
تحرك سعيد بخيلاء بجانبه حمدى وتقدما نحو المدخل المفتوح للفيلا وألقيا السلام، كان كلاً من عدلى وصلاح فى انتظار هذه الزيارة فلن يضيع سعيد فرصة كهذه لاستغلالها
بدل سعيد نظراته بين شقيقيه بابتسامة سمجة قائلاً
:- كيف حالكم يا ولاد أبوى ... إن شالله تكونوا بخير
قالها بنوع من التلقيح والشماتة فهذا هو غرضه الأساسى من الزيارة، ينغص على أشقائه وينفذ ما تقتضيه الحكمة "فرق تسد"
جلس على مقعد مقابل لأشقائه واتخذ حمدى مجلسه على مقعد بجوار أحمد ... تنحنح سعيد قائلاً ببرود
:- أحنا چايين فى فرح (أشار نحو حمدى مردفاً) حمدى طالب الجرب منيك يا صلاح جلت إيه؟
أدار أحمد نظره نحو حمدى يتفحص فى ملامحه المنشرحة وابتسامته العريضة وقال بتعجب
:- جُرب! ... حمدى والدكتورة لينا (ابتسم بسخرية ثم واصل متهكماً)
إلا جولى يا حمدى رديت مراتك وعيالك للدار ولا لساك مهملهم عند حماك
انغلقت ملامح حمدى وتحفزت أعصابه قائلاً باندفاع
:- الحرمة اللى تخرچ من دارى مش هتدخله تانى واصل ... خليها مرمية إكده كيف البيت الوجف
مسح أحمد على ذقنه وسأل بتلقائية رغم معرفته الجيدة بكل الإجابات ولكنه يرغب فى توضيح صورة كاملة لعل حمدى ووالده يفيقان من وهمهما
:- وولادك ... لحمك ودمك ... هترميهم بردك!!
قطب سعيد بين حاجبيه وخبط على يد مقعده بقوة هاتفاً بزجر فى أحمد
:- مالوش عازه الحديت ده دلوك يا أحمد .... إحنا چايين نلم لحمنا واسمنا اللى اتمرغ فى الوحل
سيطر صلاح على أعصابه بقوة فولاذية بينما أراح عدلى ظهره على ظهر مقعده الوثير يتلاعب بعصاه أمامه، يرمق سعيد بمكر كاشفاً مخططه الخبيث وتابع حديث صلاح بهدوء
:- اسم مين اللى اتمرغ فى الوحل يا سعيد ... ده بدل ما توبخ ابنك على اللى عمله
... أزاى يتهجم على بنتى ويلمسها ويشدها كمان قدام الناس ... هى ديه النخوة والمحافظة على اسم العيلة
شد حمدى ظهره وأستند بمرفقيه على مساند مقعده يدافع عن نفسه
:- أنا كنت بنفذ أوامر عمى عدلى كبير العيلة ... أول ما لمحتها داخلة المستشفى لحالها من غير سواج ولا يحزنون وعمى منعها من الشغل ... كيف تكسر كلام عمى
(نفخ أوداجه مضيفاً بكبرياء) ديه محتاچة راچل يعرفها الأصول ويشد لجامها
تصنع صلاح الابتسام يجيب على حمدى بتهكم
:- وأنت يا حمدى اللى هتعرف الدكتورة لينا الأصول ... ده أنت معرفتش تخلص معهد سنتين هتقدر على عقل وتفكير الدكتورة
كاد حمدى يجيب بانفعال لولا مقاطعه سعيد له
:- داكتورة ولا مش داكتورة ... الواچب تكون طوع چوزها وتتعلم الأصول
:- بنتى تعرف الأصول كويس أوى يا سعيد ... ومعملتش حاجة غلط
(هتف بها صلاح بقوة رادعاً لأى خوض فى سمعة ابنته ثم زفر بقوة ليقول بلهجة أهدأ)
وعلى أى حال إحنا مسافرين خلاص ... الدكتورة هتقدم البحث بتاعها وإن شاء الله تاخد الماجستير وبعدها الدكتوراة من ألمانيا
تهللت أسارير سعيد حين تأكد من الوصول لأول أهدافه، سفر صلاح ثم ينفرد بصراعه مع عدلى الذى بدأ فيه حتى ينتزع السلطة منه ورغم ذلك حافظ على ملامحه جامدة وتحول بنظره إلى عدلى يجذبه للحديث
:- عچبك يا عدلى الحديت دِه .... يعنى يبجى غرضنا نحافظ على اسمنا وصلاح يرفض ولدى
دق عدلى بطرف عصاه ذات الرأس الفضى بخفة مردداً ببساطة داعماً لقرار شقيقه
:- صاحب الشأن جالك كلمته ... وهو حر فى بته الداكتورة
ناظره سعيد نظره بغض وخبث وأخفض نظره نحو عصا والده ذات الرأس الفضى التى يطمع بها ثم قال بتحدى
:- والبدرى!! ... وكلام البلد مالكش صالح به بردك ... جولتلك جبل سابج لازمن تخلص من يوسف مسمعتش كلامى
التقت عيون الحاضرين على وجه عدلى الذى قال برصانة وثقة
:- كنت رايدنى أتحمل دم راچل برئ ... أنا وأنت وصلاح خابرين مليح أن حسين برئ من دم خالد
رفع سعيد ذقنه بكبرياء وقال بتحدى متبجحاً
:- ودم جمر فى رجبة مين!!

*****************

احتقن وجه أصيلة من تدافع الذكريات على رأسها وانفعالها مع الأحداث حتى دارت الدنيا بها وخشى جلال عليها فأسرع بإحضار دواء الضغط خاصتها وكوب ماء بينما غير يوسف جلسته وانتقل بجوارها ... التقط كفها يمسد عليها ويبثها الهدوء والطمأنينة
بعد فترة قصيرة التقطت فيها أصيلة أنفاسها وعاد لها توازنها، بدلت بصرها بينهما
وشعرت بلهفتهم لمعرفة المزيد فشرعت فى تكمله الحكاية
:- كيف ما جولت لكم جمر فضلت فى أوضتها سنين يادوب الشغالة تدخلها الوكل وتخرچ طوالى ... حالها صعب علينا وعلى أبوك يا يوسف وجال لازمن يعالچها ... راح للداكتور النفساوى فى المحافظة وحكى له كل اللى عرفه عن حالتها ... وأنا وأمى كنا چارها نراعيها ونتحدد وياها لغاية ماخدت علينا ... وأمى كانت ست طيبه وحنينه جوى الله يرحمها ... فالبنت حبتها وبجت هادية معانا وتتبسم فى وش أمى وفى وشى ... حتى حسين مابجتش تخاف منيه ... بس مايجدرش يجرب منيها وإلا تهيچ فى وشه
تنهدت بخفة تريح صدرها ثم واصلت
:- كنا بنعلاچها فى السر والطبيب كان بياچى كل سبوع .. لكن الكلام سرى فى البلد ووصل لسيد السمرى ... وفچأة لجينا عدلى فوج راسنا فى الدار
(تنبهت حواس يوسف وجلال وأصغوا السمع بتركيز عند هذه النقطة بينما فركت أصيلة كفيها ببعض وقالت بخفوت) عدلى كان وجتها جريب من عيلتنا وصلاح كان سافر بلاد بره
تبسمت أصيلة بخفة وقالت بشرود
:- عدلى عرف كل حاچة وعرف أن الداكتور نفسانى وبيعالچ أخته ... لكن عدلى سكت وخبى على أبوه وجاله أن الداكتور بياچى بيتابع حالة أبوى الصحية
لم يستطع جلال التحكم فى فضوله فأندفع يسأل
:- معقولة!! عدلى به كذب على أبوه سيد السمرى وخبى الحقيقة
هزت أصيلة رأسها عدة مرات وبررت بعفوية
:- كان ضميره واچعة لأنه ما جدرش يساعد أخته جبل سابج وهى فى دار أبوه
(تنهدت مرة أخرى بقوة واستطردت) المهم بعد شهر أكتشفنا أن جمر حامل من ليلة الدخلة وكان لازمن توجف الأدوية عشان سلامة الچنين ... الداكتور وجف أدوية كتير وأعتمد على حسن معاملتنا لها ... وبجى لازمن نفهمها أن حسين چوزها وأنها هتچيب طفل صغير جميل ... لكن البُنية كانت مش فاهمة ولا جابلة تشوف بطنها بتكبر جصاد عينيها وحالتها رچعت كيف الأول ومن لطف ربنا ولدت بعد سبع شهور
انشرحت ملامح يوسف وهمس بود :- أمل
ابتسمت أصيلة بحنين وهى تتذكر ملامح الصغيرة الجميلة
:- كانت تشبه أمها تمام ... كيف البدر فى تمامه وأبوك سماها أمل يمكن تكون سبب فى شفا أمها وأمل حياة چديدة بينهم
رفعت مقلتيها فى وجه يوسف وحركت رأسها نفياً مردده بحزن
:- لكن اللى حُصل غير إكده ... فاجت لجت حالها فى المستشفى كشت وخافت ... فهمناها إنها چابت بنت چميلة ... فى الأول خدتها بحضنها تتأمل فيها وتمسح على وشها الصغير ولما حاولنا نخليها ترضعها رفضت ... غلبنا نفهمها أنها مرات حسين وديه بنتهم هاچت وأتچنت .... وكانت هتخنج البنت الصغيرة
عبست وجوه المنصتين لها على هذه المأساة التى يستمعون لها بينما واصلت أصيلة لتزيح كل أثقالها التى حملتها فوق أكتافها لسنوات عديدة
:- الداكتور جال نبعدها عنيها واصل وصمم أنها تدخل المصحة ... جال إنها خطر على البنت وعلى اللى حواليها وكمان يبجى علاجها أسرع هناك ويراعوها مليح (هزت رأسها قائلة بحسرة) وجتها جامت الجيامة
لوى يوسف شفتيه بامتعاض ونكس رأسه متفهماً ثم قال
:- طبعا عيلة السمرى رفضوا تدخل مصحة نفسية
أومأت عمته مؤيدة لحديثه قائلة بنبرة متألمة
:- ومش إكده وبس ... دول جالوا فى البلد أن حسين هو اللى چننها لحد ما دخلت مستشفى المچانين ... بدأت المشاكل والصراعات والاتهام بين العيلتين وبجت فضيحة كبيرة فى البلد ... وفى الأخر راح سعيد وأخدها من المصحة بالجوة ورچعها دار السمرى
( رفعت أصيلة كفها المتغضن تمسح على وجهها بارتعاش تحاول التماسك حتى تنتهى من هذه الذكريات الحزينة وأكملت بصوت بدأ يرتجف بالبكاء) البنت لجت حالها فى الأوضة التى
أتحبست فيها سنين عمرها كلاتها ... هاچت واتچننت وجعدت تكسر فيها و....
صمتت قليلاً لتزفر فى آلم وتمسح دموع سالت على وجنتيها بدون وعى ثم أردفت بشجن
:- رمت حالها من البلكونة ... طبت جاطعة النفس
ظهرت علامات الصدمة على وجوه يوسف وجلال مالبثت أن تحولت لتعاطف ورددوا بخفوت :- لا حول ولاقوة إلا بالله
ساد صمت ثقيل على الجميع وأصيلة تبكى بحرقة وكأن الحادثة مازالت جديدة عليها، زفر يوسف بضيق مردداً بتعاطف
:- مسكينة أتظلمت أوى .... ربنا يرحمها
هزت أصيلة رأسها موافقة ومسحت دموعها المنسابة على وجهها قائلة بتحشرج
:- أهلها ظلموها وظلموا أبوك كمان .... وسيرته بجت فى البلد أن حسين چنن مراته وجتلت نفسها ... وطبعا أكده ولا عيلة هتجبل تچوز بتهم لأبوك ... غير العداوة اللى بجت بينا وبين السمرى
نهض جلال بعصببية هاتفاً بإحتجاج
:- إيه العيلة ديه ... الظلم بيجرى فى دمهم
حولت أصيلة بصرها نحو جلال وأجابته
:- سيد السمرى كان چبار مابيرحمش ... التار الحجيجى كان فضيحة عيلة السمرى لأنهم چننوا بنتهم وخدعوا حسين وچوزوه البت من غير ما يعرف حالتها ... لكن سيد السمرى صدج كذبته اللى نشرها فى البلد ... لما جال كذب أن حسين چنن مراته وكان السبب فى موتها
ردد جلال بتفهم وقال مؤكداً على حديث عمته
:- طبعاً بيحبكوا القصة عشان الناس ماتعرفش ظلمهم وقسوتهم ويداروا على الحقيقة
ارتشفت أصيلة قليل من الماء وتنفست بقوة تعيد الهواء لصدرها ثم أردفت بجدية
:- المشاكل استمرت بينا وبينهم بعد إكده على البنت الصغيرة ... رايدين ياخدوها عوض عن بتهم ولاچل ما يثبتوا حديتهم وكذبهم ... حسين رفض طبعاً وجال اللى يحب يشوفها أهلاً وسهلاً به فى دارنا.... فضلنا أكتر من سنه على أكده وبعدين أمى جالت لازمن حسين يتچوز ... مالحجش يانضرى يتهنى ديه هى ليلة واحدة مع جمر وماكنتش ياحبة جلبى واعية لروحها ... أمى دورت على عروس ... كان فى بنت يتيمة من جرايبنا عايشة مع أبوها ومرات أبوها فى بلد چارنا ... مليحة وطيبة خطبناها لحسين
انتبه يوسف واتسعت ابتسامته بحنين مردداً بدفء :- أمى
ربتت أصيلة على ساقه تطالعه بابتسامة جميلة تمدح فى والدته
:- ست زينة وبنت أصول .... عاشت مع أبوك على الحلوة والمرة وخدت أمل فى حضنها كأنها بنتها حتى لما خلفتك ماتغيرتش مع أمل واصل
جحظت مقلتى يوسف صدمة وسأل متلهفاً
:- يعنى أنا عشت مع أمل
هزت رأسها مؤكدة بابتسامة لطيفة
:- أيوه ... بس كنت لساك صغير ماتتذكرش وأمل كانت عنديها ياچى سنتين إكده لما أنت أتولدت
عبس وجه يوسف وتسائل بعصبية :- وليه راحت تعيش معاهم
مررت أناملها على جبتها باستياء وقالت بكمد
:- سيد السمرى طلب حفيدته أكتر من الأول بعد ماحسين أتچوز
وبعد كلام كتير وتوسط عوائل كبار البلد حصل صلح بينا وبينهم واتفجوا مع حسين البنت تجضى يوم فى السبوع عنديهم ... كان أبوك ياخدها يوم الچمعه تلعب مع ولاد عدلى ... أحمد وفاروج وسحر ... مرة والتانية والبنت اختفت ورفضوا يرچعوها تانى
مال يوسف بجذعه متحفزاً وهتف بعصبية
:- خطفوها ... خطفوا أختى ... كان عندها كام سنه يا عمتى؟
صمتت لبرهة تفكر ثم أجابته
:- ياچى تلات سنين إكده وأنت كنت داخل على السنة
طلب جلال من عمته الاستمرار فى الحكاية بفضول
:- حسين ياحبة جلبى حاول معاهم كتير يردوها ... رفضوا كانوا بعتوها بعيد عن البلد لاچل مانعرفش طريجها ... لغايه ماحُصلت حادثة خالد الله يرحمه كان أبوك هناك لاچل يترچاهم يرچعوا البنت وحُصل اللى حُصل
لوى جلال شفته بامتعاض وأكمل باستياء
:- وطبعاً طلعوا عمى غلطان وسبب فى موت خالد
هزت رأسها موافقة على حديثه وأكملت عليه
:- وزادت العداوة واستمرت كتير الخلافات بينا ... كل وجت والتانى حسين يروح لسيد السمرى يترچاه يرچع البنت وفى مرة عطوه شهادة وفاة أمل ... وجالوا ماتت من الحصبة
قطب يوسف جبينه مستنكراً :- ماتت!!
أشارت أصيلة نحو خزانة ملابسها وطلبت من جلال إحضار علبه صدف من أحد الأرفف، فعل كما طلبت، تناولت العلبة وفتحتها وأخرجت منها شهادة الوفاة وأعطتها ليوسف ليتأكد من حديثها
قرأها يوسف بإمعان وتسأل بحيرة تحولت لصرخة رفض
:- أزاى ماتت ... أزاى يقولوا على بنتهم كده
زفرت أصيلة بيأس قائلة
:- أبوك ماصدجش حكاية الموت ده ... وكان مُصر أن البنت عايشة ... وجف حسين جصاد سيد السمرى راس براس وجاله فى وشه أنه ظالم وجاسى وهو اللى چنن المسكينة جمر ودلوك بيفرج بين الأب وبنته
شهق جلال ذاهلاً وقال بتوجس :- كده طبعاً بقت حرب
حركت أصيلة رأسها بآسى وتابعت
:- أيوه ... البلد كلاتها بجت تحكى وتتحاكى على حسين اللى وجف جصاد الغول وجال كل عيوبه فى وشه من غير خوف ... وفى يوم أضرب على حسين نار وكان شايل يوسف على كتفه الرصاصة ... چت فى كتفه وخرچت من الناحية التانية وكان ممكن تصيب يوسف (ثبتت نظرها على يوسف تواصل حديثها وتبرر هروب شقيقها من البلدة) وجتها حسين جلبه أتخلع على ولده ... وأبوى جال بكفاية لحد إكده وطلب من حسين يسيب البلد خوف عليه وعليك يا يوسف
قطب جلال جبينه قائلاً باستغراب :- غريبة!! .. اللى ضرب النار كان يقدر يصيب عمى فى مقتل لا قدر الله ... مش بس يصيبه ولا إيه؟
أومأت أصيلة متفهمة تسائله ووضحت
:- كان ممكن لاجدر الله بس ربك ستر وحفظ حياة حسين ... وسافر بره مصر كلاتها ولما رچع مصر كان أبويا توفى الله يرحمه وانجطع اتصالنا ببعض
رفع يوسف كفيه يضغط على جانبى رأسه يحاول استيعاب ما يحدث وقال بتردد :- يعنى الست اللى هناك ديه ... تبقى أختى ولا لأ!!
صمتت قليلاً مفكره ثم أجابت بتروى
:- بعد ما حسين سافر وفات ياچى تسع سنين فى بنت صغيرة ظهرت عنديهم ... جالوا إنها جريبتهم ويتيمة وهيربوها بدل حفيدتهم اللى ماتت وهيسموها أمل كمان ... البنت كان عنديها ياچى اتناشر سنة يعنى فى عمر أمل بنت حسين (رمقها يوسف بتمعن وعتاب فى نفس الوقت فاستطردت) أبوى كان متوكد أنها بنت حسين بس سكت وماخبرناش حسين بحاچة
تسائل جلال بانفعال وهو يحرك كفيه فى الهواء
:- ليه من حقه يعرف ويطالب بابنته
ربتت على كتفه مهدئة وقالت بتعاطف
:- حسين أتعذب كتير وأخيراً سافر وبجى عنده حياة ووﻻده يوسف ومعتز ... أبوى جال كفاية المشاكل اللى عاش فيها سنين ومانفتحش چرح جديم ... كمان البُنيه بنتهم ومش هيأذوها
ضيق جلال عينيه وردد بتسائل :- معتز!!
هز يوسف رأسه بحسرة وأوضح
:- معتز أخويا الصغير الله يرحمه ... توفى فى حادثة عربية وهو عنده 13 سنه تقريباً
أومأ جلال متفهماً وردد بخفوت :- الله يرحمه
رددت أصيلة داعية للجميع :- ربنا يرحم أمواتنا أچمعين
مسح يوسف على مقلتيه باجهاد يشعر أنه صُدم بشاحنة مسرعة ورأسه يدور فى دوائر التوهان بكل هذه الحقائق التى كُشف أمامه، صمت لبرهة يستجمع أعصابه ثم تساءل بحيرة
:- والبنت اللى جابوها ديه جرالها إيه بعد كده؟
زفرت أصيلة باجهاد نفسى وأجابت بتلقائية
:- اللى سمعناه أن أمل اتچوزت فاروج ولد عدلى وعنديها منيه ولدين دلوك
ابتسم يوسف بحب وقال بحنو :- يعنى أنا خال دلوقت
ربتت أصيلة على ظهره برقة قائلة بتعاطف
:- ربنا يجرب البعيد يا ولدى
نهض جلال من مكانه وقال بتفكر
:- كده الحكاية بانت ... هما كان هدفهم يطردوا عمى من البلد ومايطالبش ببنته ... يعنى مفيش تار حقيقى بنا .... يبقى مين اللى ضرب على يوسف نار
رفع يوسف نظره نحو جلال الواقف أمامه وقال يجاريه فى تفكيره :- وليه مايكونش حد منهم عشان أبعد عن البلد زى أبويا
تلاقت مقلتى أبناء العم فى تفكير طويل لا يجد نهاية

*************
يتبــــــــــع




سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 10:03 PM   #667

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فتحت جفنيها ببطء تتأمل الضوء المتسلل من شرفة غرفتها بعقل ضبابى مشوش، تنفست بقوة قبل أن تحاول تحريك جسدها الذى تألمت عظامه من أقل حركة فأصدرت أنين متألم وأراحت رأسها على وسادتها مسبلة الأهداب تنتحب بتألم فتحت جفنيها وأطالت النظر إلى الساعد القوى المتشبث بخصرها مكبلاً حركتها
مرت ببصرها صعوداً حتى وصلت إلى ملامحه المرهقة الغارقة فى النوم، لم ينال النوم منهما إلا مع شروق الشمس بعد أن قضيا الليل ساهمين يراقب كلاً منهما الأخر بمشاعر متضاربة، استسلمت لتملكه لجسدها واسترخت فى الفراش تنظر نحو السقف، تستعيد أحداث الأمس للمرة المليون
تنهدت بحنين واسم واحد يضئ كإعلانات السينما فى عقلها "يوسف حسين هلال البدرى" ابتسمت برقة وشوق، ترسم ملامح الشاب القوى البنيان، طيب القسمات فى مخيلتها
حركت لسانها بتوق ونشوة :- أخوى
وكأنها تتذوق مذاق هذه الكلمة الجديدة عليها رغم تجاوز عمرها الثلاثين بعدة سنوات ... هل يا تُرى يشبه والدها التى تجهل صورته!! أم ضاعت ملامح الوالد ولم تبقى سوى ملامح والدته؟
تنفست بقوة وحركت رأسها نحو النائم بجوارها وأراحت خدها على الوسادة تتأمل فى ملامحه، زوجها، حبيبها ... الوحش الكاسر الذى يحمل بين جنباته طيبة حمل وديع يفيض حب وحنان ودفء وجوده بجوارها طوال تلك السنوات ساعدها لتحيى فى أمان
منحها الحياة والحب والأولاد ولكن ... ولكن يوماً بعد يوم يفقد قطعة من قلبه، جزء من حنانه وحبه وتتبدل لقسوة وظلم لم تعد قادرة على تحملهم
اعتصرت عينيها لتطرد دموع احتبست بداخلها وكلماته تتردد بعقلها ... كلمات بعد أن ضربها وأهانها ثم عاد يعتصرها عشقاً وآسفاً يردد كلماته المتملكة كعاشق مجنون هامساً بأذنها بلوعة
:- أنتِ بتاعتى يا أمل ... ليا وبس تُخصينى لحالى ... أنا راچلك وكل عيلتك ... أنا چوزك ... أنا كل دنيتك وأنت الروح اللى ساكنة جلبى ... أنا وبس يا أمل
عادت تحدجه بنظرات طويلة تتفحص ملامحه النائمة، وسامته السمراء الرجولية ... أحب ملامح لقلبها، ملامح عشقتها وباتت تحلم بها نوماً وصحواً حتى أصبح زوجها فزاد حبها وافتتانها به
ولكنها لم تعد تحتمل قسوته، لم تعد تحتمل جفائه بل لم تعد تحتمل خيانته لها
أزاحت ساعده بعيداً عن خصرها ببطء وأنزلت ساق على الأرض تلتها بالأخرى قبل أن تستقيم مبتعدة عن الفراش بجسدها المجهد المتألم وقفت أمام مرآة طاولة الزينة تتأمل وجهها، عيون متورمة من أثر البكاء، خدها مدموغ باللون الأحمر القانى يحمل أثار صفعاته وشفتيها مشقوقة بجرح طولى واضح ... هذا غير الألام المبرحة بأنحاء جسدها المكدوم باللون الأزرق فى أكثر من موضع
التفتت نحو زوجها المستلقى فوق الفراش يغط بنوم ثقيل الأنفاس وكأنه يعانى أثناء نومه، رددت بألم يشق صدرها
:- الله يسامحك يافاروج مش ... جادرة أدعى عليك ياولد خالى ... يا أبو عيالى
تسللت خارج الغرفة بخطوات بطيئة حتى وصلت إلى غرفة لينا ثم طرقت الباب بطرقات خفيفة ووقفت فى الانتظار حتى فتحت لها وهى تتثاءب بكسل ولكن ما أن رأت أمل أمامها استفاقت مرة دفعة واحدة وهتفت بلهفة
:- أمل صباح الخير ... عاملة إيه النهاردة؟ تعالى أدخلى
دلفت أمل بضعف وهى تحمدالله على كل حال ثم جلست على الأريكة ولحقتها لينا بعد أن أغلقت باب الغرفة ثم اتخذت مكانها بجوار أمل
مدت كفها بحرص تتفحص كدمات وجهها بعناية، لكن يد أمل أبعدتها برفق قائلة بحزن وانكسار
:- أنا زينة يا لينا .... متخافيش أجعدى أتحدد وياكِ
اعتدلت لينا فى جلستها أمامها مترقبة لحديثها حتى تكلمت أمل مرة أخرى بجدية
:- كنت خايفة تكونى سافرتى من غير ما أشوفك
لمحة حزن زارت مقلتى لينا حين تذكرت سفرها القريب وقالت بهم يجثم على قلبها
:- بابا أجل السفر عشان يطمن عليكى
ربتت أمل على كفها بحنو لا تعلم من فيهما تواسى الأخرى ولكن فضولها ورغبتها فى المعرفة دفعتها تساءل مباشرة بلهفة
:- لينا تعرفى إيه عن يوسف؟ ... أحكيلى
تنهدت لينا وهى ترمقها بتعاطف ثم حاولت تجميع أفكارها قائلة بحيرة
:- أنا معرفش كتير ... ومستغربة من اللى حصل كله ... أنتِ كنتى لسه بتحكيلى قبلها بشوية قليلة أنك من عيلة البدرى وفجأة كده يطلع ليكِ أخ ... حاجة غريبة أوى
هزت أمل رأسها بيأس منكسة الرأس وقالت بمرارة
:- عشت عمرى بعيدة عن أهل أبوى ومش من حجى أتحدت عنيهم ولا أشوفهم واصل .... فهمونى أن أبوى هملنى وهچ من البلد وأهله مش رايدينى ورمونى عند أهل أمى (رفعت رأسها تتفحص مقلتى لينا برجاء) بس نفسى أشوف أخوى وأتحدت وياه ... أكيد هيكون رايدنى مش كيف أهل أبوى ... مش إكده!!
استبعدت لينا الفكرة وهزت رأسها بتعجب متسائلة
:- تشوفيه أزاى!! .... أنتِ مش بتخرجى من البيت خالص
أحنت أمل رأسها مفكرة، تتلاعب بأناملها فوق ساقيها وفكره مجنونة تطرق رأسها بقوة ثم قالت بخفوت بجرأة غريبة عليها
:- أنا ههرب وأروح لأخوى
شهقت لينا خوفاً ومالت عليها تقول بخفوت خوفاً من خروج حديثهم المريب خارج الجدران
:- أنتِ أتجننتى يا أمل وجوزك وولادك
ارتعشت شفتيها بموجة بكاء تُلح عليها وأشارت إلى كدمات وجهها مرددة بقهر
:- چوزى ... بصى فى وشى و أنتِ تعرفى .... كفاية ذل و جهر بجا
أخفضت لينا نظراتها تنظر للأرض حائرة، غير قادرة على تقديم النصح فقد التبس الأمر عليها فى كل شئ يخص أعراف وتقاليد هذه البلد، رفعت نظراتها تتفحص أمل بتعاطف ثم مدت كفها تلامس ساعدها قائلة بصدق
:- فاروق بيحبك يا أمل .... وكان خايف عليكِ أوى
هتفت أمل بمرارة تكتمها لسنوات داخل صدرها
:- خايف عليا من فعله يده ... هو اللى ضربنى بعزم ما فيه كان ممكن أموت فى يده ... وكل اللى عمله فى جتتى مايسويش وچع جلبى من جسوته وخيانته
أوشكت لينا على الكلام لولا صوت قرع مزعج على الباب وصوت فاروق بالخارج يصدح بعصبية :- لينا ... أمل عنديكى
تبادلت الفتيات النظرات بتخوف ثم نهضت لينا مسرعة وفتحت الباب وخلفها وقفت أمل التى بادرته قائلة
:- أنا إهنا يا فاروج
لانت ملامحه المتشنجة وابتلع ريقه أخيراً، لقد فقد عقله حين استيقظ ولم يجدها بجواره ... سعل بحرج من وجود لينا وقال بارتباك
:- بطمن عليكِ ... صحيت مالجتكيش چارى ... أنتِ زينة
التفتت لها لينا تتفحصها بقلق وأمل تجيب باقتضاب
:- الحمدلله (رفعت كفها نحو وجهها دون أن تلمسه مردفة) لينا بصت على وشى وجالت خير إن شاء الله
ازدرد ريقه بندم وأخفى وجهه بعيداً عن عيون لينا مردداً بحرج
:- الحمدلله ... تعالى أرتاحى شوى عينك مغفلتش طول الليل
أومأت باستسلام وألقت نظره خاطفة مرتبكة نحو لينا ثم تحركت أمامه مطأطأة الرأس، منكسرة وهو خلفها كالطود العظيم يكاد يلتصق بها عشقاً وحماية
تابعتهم لينا بنظرها بصمت حتى دلفوا إلى غرفتهم فهمست لنفسها مشفقة على صديقتها وابنه عمتها
:- عاوزه تهربى أزاى يامسكينة ... مش هيديلك فرصة

*************

فى غرفة يوسف جلست شمس على ركبتيها فوق الفراش خلف ظهر يوسف تضمد جرح كتفه ثم انتقلت فى مواجهته تقول بجدية ممرضة متمرسة
:- الحمدلله الجرح بيلتئم بشكل كويس .... بس برده بلاش حركة عنيفة
لوى شفته مبتسماً بشقاوة ثم قال غامزاً بعينه بمشاكسة
:- وأقدر اتحرك براحتى أمتى يادكتورة ... عندى مهمة عاجلة متأجلة من زمان
رمقته بخجل وقد فهمت ما يرمى إليه ثم قطبت حاجبيها مدعية الغضب وقالت ساخرة
:- مفيش حركة خالص بقى وهكتفك تكتيفه هتشوف
رفعت الأربطة الطبية فى يديها والتى تلفها حول أضلعة المتضررة وأردفت بجدية آمرة :- أرفع إيدك شوية
هز رأسه يميناً ويساراً وشاكسها بعناد
:- أنتِ قلتى ماتتحركش ... وأنا بسمع الكلام
اتسعت مقلتيها بلمعة حب، تستمتع بدلالة عليها ومشاكسته لها ... هتفت متصنعة الغيظ، تحاول إخفاء ابتسامتها السعيدة بحبه
:- أوكيه يا يوسف ... أنا هتصرف أنت بقيت بتدلع أوى
قهقه ضاحكاً بسعادة بينما اقتربت تجلس على ركبتيها بين ساقيه المنفرجة قليلاً والذى يمددهما على الفراش ويتكأ بكفيه للخلف قليلاً على الفراش، مالت بجذعها على صدره تمرر يديها أسفل أبطه لتلف الرباط حول صدره ومن تحت الذراع الأخرى تتلقى الرباط لتعيد لفه مرة أخرى وقد التصق وجهها بوجهه وامتزجت أنفاسهما الحارة وهى تميل عليه بحميمية تشعل الأجواء بينهما
همس بصوت مغرى بجانب أذنها :- ده تحرش على فكره
ابتسمت بدلال بالقرب من وجهه وهمست بنفس طريقته
:- أنت اللى طلبت
عدل وضع ظهره ورفع كفيه ثم أحكم ذراعيه حول خصرها مانعاً إياها من الحركة ليقرب شفتيه من ثغرها هامساً بوله
:- أنا مابطلبش أنا بنفذ على طول
التقط شفتيها برقة بين شفتيه مخللاً أصابعه فى شعرها الكستنائى الطويل لينسدل على ظهرها ويواصل أنسداله على كتفه بعد أن أزال الطوق الذى يقيد حركته ثم جذب جسدها إليه بقوة وشوق رغم الألم الخفيف الذى بدأ يشعر به
تحرك بشفتيه على وجنتها نزولاً لعنقها المرمرى وهى تسبح معه فى بحر من المشاعر الدافئة وكفيها تتحرك بدفء على ظهره العارى ثم شددت ذراعيها حول جسده وهو يميل بها للخلف بغير وعى حتى أستلقى على ظهره وهى فوقه تتكأ على جسده بكل ثقلها مما جعله يتأوه بخفوت فى عنقها، رفعت جسدها سريعاً متكأه على كفيها، تتأسف بشدة بصوت متهدج من فيض مشاعرها
:- آسفة يايوسف .... مش قصدى أوجعك
أعدلت على ركبتيها ومررت أناملها ببطء وخفة على أضلعه لتتأكد من سلامته وهو مستلقى على ظهره، أمسك أناملها يقربها من شفتيه ليلثمها بقبلة حانية مطمئناً إياها بخفوت
:- متخافيش .... أنا كويس الحمدلله
تنهدت بارتياح مرددة الحمدلله ثم جذبت كفه لينهض من نومته وتستأنف ربط الضماد هاتفه باهتمام كبير
:- بلاش شقاوة بقى يا يوسف ... الدكتور قال مفيش حركة وماتتعبش نفسك
حدجها بنظره بمشاغبة وحاجب مرفوع وأنامله تتسلل ليدغدغ خصرها، انتفضت فى مكانها صارخة ورمقته بعتاب وهو يطلق ضحكاته المرحة
قطبت جبينها ونظرت له نظرة جانبية مشاكسة لترى نظرات مقلتيه القوية المسلطة عليها بحب وسعادة، حركت رأسها بدلال وأردفت بمرح
:- أرفع إيدك بقى عشان ألف الرباط كويس وبلاش مشاغبة يا مريض
رفع كفه يمررها على طول ساعدها صعوداً حتى ارتاح كفه فوق كتفها وبوجه باسم الثغر قال مستسلماً بنبرته الشقية
:- اتفضلى يادكتورة

*************

فى الصباح التالى ومع الخيوط الأولى للصباح فتحت أمل عيونها وتسللت ببطء من الفراش، مقلتيها مسلطة على فاروق الذى يغط فى النوم ... يلازمها كظلها منذ ماحدث
ارتدت ملابسها وتحركت بحذر مغادرة الغرفة وقبل أن تصل للباب صاح بها، ينادى عليها بتخوف :- رايحة على فين يا أمل
ارتبكت للحظة وتجمدت مكانها ثم عادت لتقف بجانب الفراش وربتت على كتفه برفق قائلة بابتسامة مترددة فى الظهور
:- هصحى الولاد وأفطرهم عشان المدرسة ... أرتاح أنت لسه بكير
زفر بقوة وارتاحت نفسه قليلاً فهذا روتينها اليومى لكل صباح، ألقى برأسه على الوسادة يطالع وجهها المطل عليه وأمسك بكفها بحنو ... غمغم بإرهاق ومشاعر دافئة
:- عاودى جوام ... چسمك محتاچ راحة
مالت تُحكم الغطاء على جسده وكأنه ابنها البكرى، مسحت على جبينه بحب، تتأمل ملامحه عن قرب وتمتمت بخفوت وهى تربت على صدره تهدئه :- حاضر
ثم غادرت تساعد أولادها للذهاب إلى المدرسة، تناولوا إفطارهم بعد أن ارتدوا ملابسهم واصطحبتهم إلى باب الفيلا، تضم هذا وتقبل هذا ثم تعاود احتضانهم معاً بقوة، يصعب عليها فراقهم ولكنها يجب أن تعرف الحقيقة لن تظل جاهلة طيلة حياتها، إن كان والدها وأهله رفضوها فلن يرفضها شقيقها
تعجب الأبناء من فعلها وهتف فارس بشقاوة
:- مالك يا أماى ... أحنا رايحين المدرسة مش راح نسافر
أحاط ياسين خصرها يضمها بقوة، يعلم أن والده تشاجر معها ويظهر أثر الشجار على وجهها ...قال يواسيها بحضنه وكلماته المادحة :- حد يكره الحضن الچميل ده
مالت أمل تقبل أعلى رأسه بحب لا ينتهى وزادت من ضمه لصدرها مرددة بشجن :- حبيبى يا ولدى
ثارت غيرة فارس على والدته فأسرع يزاحم شقيقه على حضنها هاتفاً بمشاغبة
:- سيب لى شوية يا ياسين ... بحبك جوى جوى يا أمى
احتضنت رؤوسهم إلى صدرها ثم ابتعدت قليلاً تتأملهم بعيون مملوءة بالدمع وتهدج صوتها مرددة
:- خدوا بالكم على حالكم وذاكروا مليح .... رايداكم أحسن رچال فى الچيهة كلاتها ... ولازمن تسمعوا كلام أبوكم زين
تفحصها ياسين بقلق لا يعلم سبب الشجار بين والديه لكنها المرة الأولى الذى يقوم والده بضربها بهذا الشكل، تسائل بتوجس
:- أنتِ رايحة على فين يا أماى؟
مسحت على رأسه بحنو هو وشقيقه وقالت بتحشرج تغالب دموعها
:- أنا دايماً معاكم وأنتوا أغلى ماعندى ... لازمن تعرفوا أكده مليح ياضى عيونى
خيم القلق والارتباك على الأطفال فعاد فارس إلى أحضانها وقال بحب طفولى
:- نجعد أمعاكى اليوم ... وبلاها المدرسة ديه
ضحكت بمرح تمسح دمعه فرت من مقلتها وفارس يستغل الفرصة للهروب من المدرسة ... قبلته قائلة بحنو
:- لا يا حبيبى أنا زينة .... يلا على المدرسة وديروا بالكم على بعض مليح انطلقت أصواتهم سوياً :- حاضر
تابعت الأولاد من باب الفيلا وهم يغادرون مع السائق ثم أسرعت نحو المطبخ الخالى قبل وصول المساعدات، ارتدت عباءة قديمة كانت قد تركتها أحدى مساعدات المنزل سابقاً ثم أخفت وجهها بوشاح أسود جيداً وخرجت مسرعة نحو بوابة الفيلا الضخمة
تجمدت حركتها حين ناداها حارس البوابة بصوته الخشن
:- على فين يابت يا سنية
أخفت وجهها جيداً يبدو أنه ظن إنها سنية بسبب تلك العباءة السوداء الخاصة بها ولأنها الوحيدة التى تبيت فى المنزل ... تنفست بتخوف وردت بخفوت تحاول تغير صوتها
:- الست الكبيرة رايدة عيش شمسى ... هروح أچيبه من دار أم الخير
أقترب منها ونظرات الشك فى عينيه التى لاتزال تحمل أثر النوم ثم قال بتهديد
:- تعاودى طوالى ماتعوجيش .... وإلا هجول لعدلى بيه فاهمة
هزت رأسها عدة مرات بارتباك وأسرعت تدس نفسها فى شق البوابة الضخمة ثم انطلقت عدة خطوات بأنفاس لاهثة من الخوف والإثارة مبتعدة عن الفيلا
توقفت بعد عدة أمتار تتلفت حولها على غير هدى لا تدرى أى الطرق تسلك ... وقفت تفكر بخوف وحيرة ثم وجهت نظرها نحو بناء فيلا السمرى الضخم الذى نسيت شكله من الخارج

**************
قــــراءة ممتعــــة
أرائــكم وتعليقاتكــم تُسعدنى جــــــــداً



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 10:21 PM   #668

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 7 والزوار 19)
‏سما صافية, ‏الذيذ ميمو, ‏Esha, ‏سحاب الحربي, ‏wafaa hk, ‏sara osama, ‏منال سلامة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 11:05 PM   #669

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 14 والزوار 21)
‏سما صافية, ‏اجزخنجية, ‏امال س, ‏Emmi hssain, ‏Esha, ‏موضى و راكان, ‏هدهد الجناين, ‏باااااااارعه, ‏م ام زياد, ‏ولاء مطاوع, ‏سحاب الحربي, ‏أم الريان, ‏Maryam Tamim, ‏sara osama


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 11:10 PM   #670

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

چمر وامل الاتنين ضحايا سيد السمري وجبروته 😭😭😭😭
سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.