آخر 10 مشاركات
جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          1133 - ليتك تحبني - دونيز روبن - دار النحاس .. (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          الزوجة العنيدة - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيد القصر - جيم آدامز - غولدن كايدج** (الكاتـب : angel08 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          موقع افلام بلس (الكاتـب : ابراهيم احماا - )           »          رواية بحر من دموع *مكتملة* (الكاتـب : روز علي - )           »          310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-21, 10:12 PM   #721

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل التاسع عشر
**********

تحركت بخطى بطيئة تتحسس طريقها فى طرقات لاتعرفها ولم تطئها من قبل، تتلفت حول نفسها بنظرات زائغة، قلب مرتعب ومشاعر متصارعة داخل جنباتها يسيطر عليها الخوف
الخوف أن يدركها زوجها ويعيدها لسجنها دون أن تصل للحقيقة، الخوف ألا تستطيع الوصول إلى بر النجاة والخوف من قطع سبل العودة لأولادها
توقفت خطواتها شاخصة البصر نحو أقدامها وسؤال مُحذر يتردد فى عقلها "ماذا فعلتِ وإلى أين تذهبين؟ وكيف هجرتى أبنائك؟"
تجمدت حركتها وتلألأت مقلتيها بالدمع الحائر لمدة لاتعرف مداها، هاربة الأنفاس، مشتتة التفكير، انتشلها من ذهولها صوت ضحكات مرحة ومشاكسات دفعتها لتلتفت نحو الصوت
ثلاث طلاب مدارس يتخطون عمر ياسين ابنها ببضع سنوات، يسرعون الخطى نحو مدرستهم ويتعاتبون على التأخير بضخب وكلاً منهم يُلقى اللوم على الأخر
جذبت الوشاح الأسود الشفاف على وجهها ورفعت كفها توقفهم بصوت مهتز متردد
:- فين دار البدرى؟
تجمع الطلاب حولها يواصلون مرحهم، وقال أحدهم ساخراً
:- أنتِ مش من هنا ولا إيه يا خالة؟ حد مايعرفش دار البدرى
ناظرته بعين واحدة تظهر من خلف الوشاح التى تقيض حركته فوق وجهها وأيدت كلامه بأنفاس متلاحقة بلهفة
:- أيوه ... مش من إهنا ... فين الدار؟
أشار طالب أخر نحو الطريق بأصبعة يوضح لها
:- هتمشى مع خط الترعة يا خالة لحد المعدية ومن إهناك تعدى البر التانى ... هناك دار البدرى
أومأت برأسها عدة مرات شاكرة بصوت يكاد لايسمع، وأسرعت الخطى حيث أشار الصبى بعد أن أخفت وجهها تماماً بوشاحها الأسود الشفاف
حين انتقلت للضفة الأخرى من الترعة وقفت تعيد نظرها للخلف، مازال منزل السمرى يظهر أمامها رغم المسافة، شامخ وضخم ساكن سكون ما قبل العاصفة التى بالتأكيد ستهب عليها وتعصف بها فى أى لحظة
حولت نظرها إلى مياه الترعة والأشجار الضخمة المائلة عليها، فدادين شاسعة من درجات الخضرة المبهجة المريحة للأعصاب والشمس تفرد أجنحتها الذهبية تمنح الدفء والضياء
سحبت نفس طويل تستنشق الهواء الندى ومقلتيها تعانق هذه اللوحة البديعة التى تمنح العين والقلب السكينة وشعاع من الأمل يتسلل مضيئاً قلبها الذى اكتظ بالحزن والألم والقهر
مرت سيدة خمسينية تحمل على رأسها سلة كبيرة من الخوص (مشنة) تحتوى على بعض الخضروات تسندها بأحد ذراعيها، استوقفتها أمل سائلة بلهفة
:- دار البدرى فين ياخالة؟؟
توقفت السيدة تتأملها بعيون ضيقة فى محاولة للتعرف على هويتها ثم قالت بفضول
:- أنتِ مين ياشابة؟ ... من بلدنا إهنا ... ماشفتش الوش ده جبل سابج
جذبت أمل طرف وشاحها تخفى وجهها وقالت بتوجس
:- رايدة دار البدرى يا خالة (بررت بنبرة مرتعشة كذباً) أنا غريبة مش من إهنا
رفعت المرأة ذقنها متفهمة وأشارت نحو شارع واسع قريب من وقفتهم قائلة
:- أدخلى الشارع ده ... تانى دار فى الشارع جصادها شچر برتجال وسفندى
شكرتها أمل وتحركت نحو وجهتها وقلبها تزداد خفقاته المتوجسة رعباً والمتراقصة فرحاً لمعرفة الحقيقة ورؤية شقيقها الوحيد
ازدردت ريقها الجاف أمام البوابة المتوسطة الحجم لمنزل البدرى ثم رفعت أصبعها تدق الجرس الموضوع بجانب البوابة
انفرجت البوابة عن حارس كبير فى السن، تلفتت حول نفسها خوفاً ثم طلبت من الرجل مقابلة يوسف البدرى
طالعها الحارس بتعجب خاصة حين دفعت دلفة البوابة لتمر للداخل تختفى عن الأنظار ووقفت أمام الدلفة المغلقة من الداخل قائلة بتلعثم
:- هنتظر يوسف إهنا (ثم واصلت برجاء) نادم عليه بسرعة الله يخليك
ناظرها الرجل بتشكك خاصة أنه لم يتعرف على هويتها ولم يرها فى البلدة من قبل ولكنه أذعن لكلامها ودلف لأخبار يوسف بينما ظلت أمل على وقفتها قلبها يخفق بقوة من الخوف وعقلها يصرخ بفداحة فعلتها ويهددها بحرمانها من أولادها وحتمية عودتها فى الحال لعلهم لم يكتشفوا غيابها ... لكن رغبتها برؤية شقيقها، قطعه من والدها الذى حُرمت منه طيلة حياتها كان أقوى من خوفها
ظهر يوسف على باب الفيلا ينظر بتعجب لتلك المرأة التى تقف بخوف واضح مخفية وجهها بوشاحها الأسود الرقيق
أقترب بخطوات متمهلة حتى وصل بالقرب منها فكشفت وجهها بارتباك، تلك الملامح لن ينساها أبداً
حقاً شاهدها لثوانى معدودة ولكنه لن ينساها مطلقاً وقبل أن تتحدث هتف باسمها بلهفة ماداً ذراعيه يحتضن ذراعيها بكفيه
انكمشت أمل على نفسها مجفلة لم تعتاد هذه المشاعر ولم يلمسها رجل سوى فاروق، ولكن دفء هذان الكفان مختلفان، شعورغريب يتسلل إليها، حنان ودفء واهتمام
رفعت مقلتيها المرتبكة النظرات نحو مقلتيه الباسمة بحب صادق، صافى منزه عن الأغراض، جذبها لأحضانه يعتصرها بين جنباته غير مصدق وجودها أمامه بل بين أحضانه ... شقيقته التى حُرم من حتى المعرفة بوجودها طيلة العمر
رغم رفضها الفطرى لهذا القرب الذى لم تعتاد عليه وهذا الحضن الذى تحاول التملص منه بكل قوتها ولكن سؤال حائر تردد داخلها "أهكذا هو حب الأشقاء؟ أهكذا يكون الأحتضان منزه عن الشهوة والرغبة وعامر بالحنان والدفء والاهتمام؟؟"
أبعدته عنها باستحياء وهتفت بالسؤال الذى يؤرقها مباشرة دون مقدمات بنبرة حائرة تكاد تكون باكية
:- أنت صُح أخوى؟ كيف ... كيف أخوى؟
ابتعد عنها خطوة يتفحص ملامحها بنهم، متفهم لحيرتها وتشككها ثم هز رأسه مؤكداً بثقة وابتسامة مشرقة
:- أيوة أنا أخوكِ يا أمل ... أحنا الأتنين ولاد حسين البدرى (أمال رأسه قليلاً يواصل حديثه) أما كيف ديه بقى ... فحكاية طويلة أوى
لم تحيد بنظرها عن وجهه باحثة عن وجه والدها فى ملامحه، وجه والدها التى لاتعرفه ولا تتذكر ملامحه
قبض على كفها وجذبها خلفه نحو باب المنزل يضيف بسعادة تتراقص فى نبراته
:- تعالى ... الكل هيفرح أوى لما يشوفك وخصوصاً عمة أصيلة .... هتحكى لك الحكاية كلها وتفهمى كل اللى أنتِ عاوزاه
تخطوا باب المنزل وهو يجرجرها معه وهى فى حالة جمود عقلى لاتدرى ماذا تفعل أو تقول، هتف فى البهو بمجرد دلوفهم
:- عمة أصيلة ... أمل ... أمل أختى هنا
رفعت أمل نظرها نحو وجه ذاهلة "أمل أختى!! ... أذن هو واثق من صلة قرابتهم ... ما هذا الإيقاع الجميل للكلمة (أمل أختى)"
مسحة من الإنشراح ارتسمت على وجهها الساهم ونزلت بنظراتها نحو كفه العريض الذى يقبض على كفها وكأنه يخشى إفلاتها حتى لاتضيع منه مرة أخرى
تقدم جلال بجوار عمته أصيلة منهما ومقلتى أصيلة تتأمل وجه أمل الجميل وهمست بدموع مقلتيها بحشرجة :- جمر
طالعت أمل وجه السيدة طيب الملامح بنظرات فضولية واستسلمت لذراعى أصيلة الحانية وهى تضمها لصدرها بدفء، تقبل رأسها وتردد بخفوت :- أمل ... عدتِ لحضنى من تانى يابنت الغاليين
تجمعت الفتيات فى البهو يتابعون هذا اللقاء المؤثر بين أصيلة وأمل والذى أبكى كلتاهما بينما يوسف يتفحص وجه شقيقته بحب وإمعان، يعوض سنين كثير ضائعة من عمره وحيداً بدونها
التقطت نظراته أثار الضرب على وجهها وشفتيها فقطب جبينه بحنق مفكراً
التفت الفتيات حول أمل وأصيلة كلاً منهن تُعرف نفسها لأمل وهى بينهم تطالعهم بحياء صامتة، حائرة لاتعرف كيف تتصرف أو تتعامل مع كل هذا الحب والاحتواء
إنما حضرت فقط لتعلم وتفهم حقيقة وجود شقيق لها ولم تتخيل أن تحاط بكل هذه المشاعر الدافئة
مدت شمس ذراعيها تحتضن أمل وتعرف عن نفسها بنبرة مغيظة لندى وياسمين
:- سيبك منهم يا أمل ... أنا أهم واحدة فيهم ... مرات أخوكِ
قطع يوسف الحديث الجارى بملامح حانقة وعصبية ظهرت فى هتافة الحاد
:- جوزك اللى عمل فى وشك كده .... أنا شفت الشر فى عينيه لكن عمرى ماتخيلت يكون بالوحشية ديه
أخفضت أمل رأسها حرجاً وحزناً، يحاول عقلها البحث عن مبرر لفاروق لكن مالبث أن أنقلبت الدنيا رأساً على عقب حين فاجئهم صوت ارتطام مروع بالخارج وسيارة ضخمة تقتحم البوابة الحديدية للمنزل وتتوقف بمنتصف الحديقة الصغيرة للمنزل
ترجل منها فاروق بهياج وترك السيارة دائرة وبابها مفتوح وأطلق صوته الجهورى الغاضب فى أنحاء المكان ينادى على يوسف
حاول الحارس العجوز الاقتراب منه فزجره بنظره واحدة جمدت الرجل مكانه
تحرك فاروق عدة خطوات واسعة ثم وقف على بعد عدة درجات قليلة تفصله عن باب المنزل الداخلى لايستطيع اقتحام منزل به نساء لن تسمح أخلاقه بذلك ولكنه صاح باسم زوجته بثورة غضب تتلاعب بعقله
شهقت أمل بفزع وضربت على صدرها بقوة رعباً من غضبة فاروق التى لم تعمل لها حساب فى غمرة اندفاعها بالهرب
ضمتها أصيلة لصدرها تطمئنها وانتبهت حواس الجميع بترقب بينما أسرع جلال ويوسف بخطى ثابتة خارج المنزل لملاقاة فاروق الذى يقف بتحفز ووجه محتقن بدماء الغضب
بدأ جموع الأهالى فى مراقبة ما يحدث داخل منزل البدرى قبل أن يحاول الحارس العجوز غلق البوابة الحديدية المنبعجة بصعوبة أمام تجمعهم
هبط يوسف الدرجات الفاصلة وبدأ الحديث بنبرة هادئة يرغب فى التفاهم وتهدئة الوضع قائلاً
:- أهدى يا أستاذ فاروق واتفضل نقعد جوه نتفاهم
دفعه فاروق بقوة ثور هائج فى صدره بغير وعى فتراجع يوسف خطوة للخلف متألماً من جروحه وكسور أضلاعه بينما صاح فاروق باحتدام خاصة عند رؤية جلال الذى يقف أمام باب المنزل و من خلفه ظهرت أمل منكمشة فى حضن عمتها تحاوطها ياسمين وندى وشمس
ثارت فورة غيرته وجن عقله، الأن زوجته تظهر على الرجال وتجالسهم ... أشار نحو زوجته بذراعه هاتفاً باهتياج
:- بلا تفاهم بلا حديت ماسخ ... مراتى وهاخدها غصباً عن الكل ... وهتخرچ دلوك حالاً معاى ... أنا محترم حرمة الدار لحد دلوك
استجمع يوسف قوته ووقف أمامه متحدياً قاطب الحاجبين بتحفز فيبدو أن الهدوء والتفاهم لن يجدى وقال من بين أسنانه بغضب مشيحاً بسبابته فى وجه فاروق
:- مش هتاخدها غير برغبتها ... ولسه حسابك معايا على اللى عملته فى وشها ومد إيدك عليها بالوحشية ديه
أطاح فاروق بيد يوسف بعيداً بضربه من كفه وشد قامته يواجهه طاحناً أسنانه بصرير مخيف
:- أنت مين أصلاً عشان تتحدت معاى ولا تحاسبنى .... ديه مراتى وأم عيالى ... وهاخدها دلوك غصب عنيك
فى لحظة كان الرجلان يشتبكان كثورين يتناطحان بقوة وكأنهما يقياس إيهما أقوى جسداً من الأخر
أطاح فاروق بقبضته المكورة فى وجه يوسف الذى تراجع متحاشياً الضربة ثم انقض يكبل حركة فاروق ليحتضن كلاً منهما الأخر يتدافعان بجسديهما ويكيلان الضربات لبعضهما البعض
أسرع جلال نحوهما مع بداية الأشتباك فى محاولة فاشلة للتفريق بينهما ولكن ماذا يفعل بجسده النحيل وسط ثوران هائجان يحركهما الغضب
احتدم الصراع وتبادلا اللكمات دون أن يطلق أحدهما صيحة ألم واحدة، تناسا يوسف جراحه وآلمه دفاعاً عن شقيقته ولم يتهاون فاروق فى الهجوم للفوز بزوجته
تراجع جلال مختفياً داخل المنزل بينما تعالت صرخة شمس الجزعة على زوجها الذى ظهرت الدماء على ملابسه من مكان جرحه المقطب فدارت المقل على جسد يوسف فزعاً وخاصة أمل التى تتابع الصراع بعجز وقيلة حيلة
عاد جلال بعد ثوانى مندفعاً من الداخل شاهراً سلاحه إلى رأس فاروق وجذب زر الأمان صائحاً فى وجهه يحذره من الحركة
توقف الصراع فجأة وشد فاروق قامته الفارعة يلتقط أنفاسه المتسارعة بينما تراجع يوسف منحنى الجذع عدة خطوات للخلف ويده على صدره يستند على أعمدة المنزل متألماً وبقعه الدماء تزداد اتساعاً على قميصه، يحاول التنفس بصعوبة
هرعت شمس نحوه هابطه الدرج بلهفة ولفت ذراعها حول ظهره تساعده على الجلوس على درجات السلم وتدعم ظهرها بذراعها، تطالع ملامحه المتألمة من خلف سحب دموعها المنسابة ثم التفت نحو ندى تصرخ بلوعة
:- أسعاف بسرعه أرجوكم
تحركت ندى نحو هاتفها تنفذ الأمر بينما أمل مازالت بين ذراعى عمتها تتابع الموقف من البداية عاجزة عن اتخاذ قرار، ومن أين لها بالرأى أو اتخاذ القرارات إنما هى دمية تتحرك لتنفيذ الأوامر بصمت وطاعة
مقلتيها تتبدل بين زوجها وشقيقها برعب حتى توقف اشتباكهما تركزت مقلتيها على شقيقها المدرج فى دمائه وزوجته تدعمه وتضمه باكية بهلع عليه
لقد أفسدت هدوء هذه الأسرة باقترابها منهم وهاهم جميعاً يهبون لحمايتها من بطش زوجها رغم عدم معرفتهم المسبقة بها، إنما هى فتاة عرفوا مؤخراً إنها من دمائهم
جرت دماء الشجاعة فى عروقها تهبها القوة والجرأة لتقف وتدافع وتتحدى، ابتلعت ريقها الجاف ثم ابتعدت عن ذراعى عمتها وتنفست بقوة، تتقدم بثبات وجرأة لم تعهدهما بنفسها، مقلتيها ترتكزان على وجه فاروق الغاضب الذى يغلى صدره ويتحرك كمرجل تتأجج نيرانه
وقفت بجوار جلال وأزاحت فوهة المسدس بعيداً عن فاروق، أخفض جلال سلاحه وتراجع للخلف يفسح لها الطريق
سلطت نظراتها داخل عيون فاروق المحتقنة بزوابع الغضب العاصف وقالت بثبات وتحدى
:- أنا مش هعاود أمعاك يافاروج ... أنا فى بيت أخوى وأهل أبوى
ارتفع حاجبيه مصدوماً من لهجتها الجديدة عليه، أمال رأسه نحوها مضيقاً عينيه وقال بخفوت جازاً على أسنانه
:- أنتِ يظهر أتچنتى وناوية على موتك
انتفخ صدرها بقوة رافضة للمزيد من الإهانة وهتفت بحرقة فى وجهه
:- لاه ... أنا عاجلة جوى يافاروج ... وبكفاية ذل وجهر بجى ... حرمتونى من أهلى وحبستونى بداركم سنين سنين لا أنضر حد ولا حد ينضرنى ... وأخرتها رايد تحرمنى من أخوى اللى من دمى
اتسعت مقلتى فاروق ذاهلاً من أين ظهرت هذه الروح المتمردة الجريئة التى تتحدث بها، ضم قبضتيه بقوة إلى جانبه حتى صدر صوت قرقعة أصابعة وقال جازاً على أسنانه يرهبها
:- مَشى جدامى يا أمل ... مش رايد أزعلك تانى
تقدمت خطوة نحوه حتى كادت تلتصق بجسده ورفعت رأسها نحو رأسه العالى مردفة بتحدى دون ذرة خوف وكأن روح أخرى تلبستها
:- جصدك مش رايد تُضربنى تانى ... أضرب يا فاروج مش أول مرة تعملها (أشارت لوجهها وعنقها مردفة) انضر وشى مليح وأنت تعرف چبروتك وجسوتك اللى كرهتنى فيك
أرتد رأسه للخلف وكأنها صفعته بكل قوتها والكلمة تدور فى عقله وتشق قلبه نصفين بينما واصلت بقهر سنين عمرها
:- أضرب يا ولد خالى ... جسوتك جتلتنى وجتلت جلبى ومش هخاف منيك تانى
هل أبعد جلال سلاحه أم أطلق على قلبه الرصاص؟، لا.. ما أصابه أقوى من الرصاص، يشعر بسكين حاد غرز بقلبه واستقر فيه، يتحرك ببطء ممزقاً أنسجته قطعة تلو الأخرى
زوجته تُعلن عصيانها وبغضها له، أمل تبغضه ولا تريده ... مد كفيه يقبض على ذراعيها بعنف يكاد يرفعها من على الأرض، مقلتيه السوداء القاتمة بغضبه تغوص فى خاصتيها العسلية الكحيلة اللامعة ببريق التحدى والعناد وكأن الروح التى سكنت جسدها تُحركها كيفما تشاء أو ربما بُعثت للحياة من جديد بروح وقلب جديدين
طالعها بملامح ذاهلة من هول مايحدث، قطته الوديعة المستسلمة دائماً تحولت لنمرة شرسة رافضة للترويض
يستطيع إرغامها على العودة، يستطيع حملها والرحيل بكل بساطة ولن يقدر شخص على مجابهة غضبه ... ولكنه لن يفعل، ليس بعد كلمة (البغض) التى أطلقتها فى وجه
طال أتصالهم البصرى المتحدى، يغص حلقه بطعم دماء قلبه النازف، أصابعة الخشنة تحفر طريقها على ذراعيها ...ولكنها لم تتألم من ضغط أنامله فألم قلبها أعظم
وفجأة أطلق سراح جسدها، فك أنامله من حول ذراعيها وأطلق سراح يمامته إلى سمائها الجديدة
ثم تراجع بظهره مبتعداً دون كلمة واحدة، لا يحتاجان للكلام فنظراتهم قالت كل ما يمكن أن يقال، مقلتيه تتشابك مع مقلتيها الباكية وكأنه ينهل من بريقهما الجديد يستمتع بشموخها وقوتها التى لم يعهدهما بها من قبل
ثم استدار نحو سيارته فأسرع الحارس لفتح الأبواب من جديد، ركب فاروق السيارة وتحرك متراجعاً خارج حديقة المنزل ومازالت مقلتيه تعانق زوجته رافضاً للبعاد والهجر
تنفست أمل بقنوط، فات أوان العودة الأن عليها أن تتحمل الفراق حتى تعلم وتفهم
أرخت كتفيها ضامة كفها فوق قلبها المتألم اشتياق ولهفة على ولديها ومقلتيها الدامعة تودعه بنظرات لائمة على ما وصلوا إليه وهمست بتوسل
:- دير بالك على ولادى يا فاروج .... احفظهم من كل شر يارب
خارج المنزل كان بعض المارة مازالوا فى انتظار ما يحدث بالداخل بفضول حتى شاهدوا سيارة فاروق المغادرة
فأسرع حارس المنزل بغلق الأبواب المتضررة بصعوبة ليفرق الناس المتجمعة
أما يوسف فكان يجلس على الدرج وشمس تحتويه بذراعيها بتشنج وخوف عليه، حين أطمئن لمغادرة فاروق مال على أذنها هامساً بشقاوة يهدئ من روعها
:- شمس ... أنسى الدخلة خالص ... مش مكتوبلنا يا ماما
قلبت شفتها المرتعشة لاتدرى أتضحك أم تبكى، هزت جسده بين ذراعيها ثم دفنت رأسها فى عنقه تنتحب، ربت على كتفها بحنو ثم رفع رأسه نحو أمل التى التفتت نحوهما تطالع شقيقها بتأنيب ضمير بعد أن تأذى بسببها
مد ذراعه الحرة نحوها لتقترب، تقدمت نحوه قائلة بتأسف
:- سامحنى يا أخوى ... أنا السبب ياريتنى ما چيت
أسكتها وهو يجذبها نحوه على الجهة الأخرى من شمس لتجلس بجواره وضم رأسها يلثمها بحب قائلاً بمشاعر صادقة
:- فداكِ عمرى كله ... ده أنتِ من ريحة أبويا الغالى ... أنا متأكد أنه سعيد دلوقتِ لأننا مع بعض
أحتوى كتفيها تحت ذراعه يطمئنها ويهدئها ولأول مرة تستسلم لحضن رجل غير فاروق ولكنه احتضان بطعم مختلف، طعم السند والدعم ... طعم الأخوة

*************
يتبــــــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 10:13 PM   #722

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
Rewitysmile21


عاد فاروق إلى منزله شارد الذهن يحمل فى قلبه طعنة نازفة لن تندمل أبداً، يتصارع مع نفسه، عقله الصعيدى المتحجر الرافض لهروب زوجته مع عقله المتعلم الذى يضع لها الأعذار ليأتى القلب العاشق المجنون يشتاق ويحن ويرغب فى إستعادة ممتلكاته
يتمزق بين شعوره بالإعجاب بشراسة نمرته الصغيرة وشعوره بالغضب من تحديها له وخاصة أمام الناس
لم تمهله والدته أى فسحة من الوقت بمجرد دلوفه للمنزل أسرعت نحوه وبادرته بأسئلتها التى أخرجته من شروده لتزيد ثورة غضبه
:- معاود لحالك ... مشت كلمتها عليك يا سبع الرچال ... خلاص بجى ليها كلمة ورأى بنت المچنونة .... ياخيبتى فى ولدى سيد الرچالة .... بجى بيسمع كلام مراته
طالعها فاروق بضياع وسكون، سكون يسبق عاصفة غضبه وأحداث عديدة تمر فى ذهنه بطلتها ومحركها الأساسى والدته، وفى لحظة انفجر فى وجهها صارخاً
:- بكفاية يا أماى ... بكفاية جستى جلبى على مراتى ومليتى ودانى بحديتك لحد ما مديت يدى عليها بدل المرة مرتين وتلاتة… ودلوك كرهتنى وكرهت عيشتى .... أنتِ السبب يا أماى .... أنتِ السبب فى كل ده… أنتِ السبب فى خراب دارى
خبطت على صدرها بقوة بكفيها المثقلان بحلقاتها الذهبية مستنكرة وأجابته بمسكنة
:- بجيت أنا السبب دلوك ... وأنا إيه خاصنى… أنا اللى جولتلها تهمل چوزها وعيالها وتهچ جليلة الرباية ... ده بدل ما تچرها من شعرها وترچعها لدارها .... چاى تستجوى على أمك وتعلى صوتك عليا لاچل مراتك المخبلة اللى طفشت وهچت منيك (رفعت كفها تضم أصابعها وتهزها أمامه ناصحة بخبث) جولت لك جبل سابج هتتچن كيف أمها هملها وهچوزك أحلى منيها ... جولت لاه أتچوز بت عمتى ... أهى اتچننت وهچت بنت المچنونة
جز فاروق على نواجذه وتقبضت كفاه كاظماً غيظه وإلا تهور وأساء إلى والدته، صدح صوت جهورى أجش من خلف ظهورهم زاجراً
:- خايتى مش مچنونة يا فهيمة .... اخزى شيطانك شوي ... بكفياكى وهملى ولدك يشوف صالحه وإياكِ تچيبِ سيرة خايتى جمر على لسانك نوبة تانية .... جسماً بالله أجطع لسانك الطويل ده يا فهيمة
شهقت فهيمة جاحظة العينين تقبض على مقدمة ملابسها غير مصدقة لحديث عدلى المهين لها أمام ابنها
لكن فاروق كان لايستمع إليهما، فعقله وقلبه ليسا معه إنما هناك فى منزل البدرى حيث ترك روحه وغادر صريعاً يمشى على قدمين
تنبه فاروق من شروده على صوت والده يطلب منه الصعود لغرفته ليستريح قليلاً على أن يتحدثوا فيما بعد
ألقى فاروق نظره على والدته التى أنكمشت على نفسها تبكى بمسكنة تستدر عطف عدلى الذى تجاهلها وتوجه لحجرة مكتبه بعد أن اطمئن لصعود ولده إلى غرفته

****************

دلف فاروق إلى غرفته الخاوية من الروح، وقف بمنتصفها يدور ببصره على محتوياتها، يستعيد لحظاته مع زوجته، حبهم، عشقهم وشجارهم .... بل شجاره هو فهى دائماً صامتة وديعة، مستسلمة لغضبه، متحملة لتقلباته المزاجية
تقدم بخطوات متثاقلة نحو مرآة الزينة، وقف يطالع إنعاكسه المهزوم، هز رأسه ببطء يمنة ويسره، يجادل نفسه
كيف قسى عليها وظلمها بهذا الشكل أنها عشق حياته ورغم قسوته وجبروته أبداً لم تخالفه أو تعارضه أو حتى تشكو من تصرفاته الفظة معها
انفرج ثغره عن ابتسامة باهتة وهو يتذكر كيف أحبها صغيرة بجدائلها الطويلة السوداء الناعمة وكيف غضب عندما حاولت قص جدائلها بعد ولادة ياسين ... رفض وحذرها من الإقتراب من ممتلكاته الثمينة وهو يقبل جدائلها ويتشمم عبيرها
ابتسم لذكرياته البعيدة بحنين ولكن مالبث أن تجهم وجه حين تذكر ماوصلوا إليه من جفاء وتباعد نتيجة قسوته وعنفه معها حتى أصبحت تهرب بعينيها المحملة بدموع القهر من جبروت عينيه حتى لحظات وصالهم كان يطلب ودها بجذبها لأحضانه بخشونة وكأنه نسى كل كلام الغزل والحب
سلط مقلتيه على انعاكس وجهه داخل المرآة وردد بخفوت يلوم نفسه
:- غبى ... غبى يا فاروق ... كنت مفكر هتتحمل جسوتك لحد ميتا
أندفع بجبهته داخل المرآة يناطح نفسه ويعاقبها على ما أقترفته فى حق يمامته الوديعة
تفتت أجزاء من المرآة تتساقط على الطاولة، أعاد رأسه للخلف يطالع وجه فى شروخ مرآته المحطمة، جبينه نازف ومقلتيه ذابلة وكأن الحياة قد غادرته هذه هى صورته الحقيقية رجل محطم، ميت فاقد للقلب

***************

فى المستشفى وقف الدكتور شوقى يتحدث بغيظ فى وجه يوسف المستلقى على الفراش يستند برأسه على وسادة مريحة وعلى وجهه علامات الألم وصدره مضمد بأربطة طبية جديدة
تقف بجواره شمس تحتضن كفه بين راحتيها بحنو أما جلال فيقف بجوار دكتور شوقى الذى هتف متذمراً بنفاد صبر
:- ده اللى أتفقنا عليه… قلت مفيش حركة تروح تتخانق يايوسف
أجاب يوسف بصوت ضعيف ضاغطاً على كف شمس برفق
:- والله كنت محافظ جداً يا دكتور .... ده أنا أكتر واحد نفسى أخف ... بس النصيب بقى
ابتسمت شمس بخجل وقد فهمت مقصده بينما أشار شوقى نحو جلال بطرف عينه وقال بتهكم
:- تصدق أنت لو معملتش كده ... ما كنتش هصدق أنك ابن عمه
أعترض جلال على كلام دكتور شوقى مدافعاً عن نفسه
:- ليه كده يادكتور ... أنا ماليش ذنب المرة ديه
زفر شوقى بيأس وكتب بعض الملاحظات فى أوراقة ثم قال بجدية
:- على العموم الرباط ده مش هيتفك دلوقتِ خالص وهتقعد يومين معانا هنا
أشار يوسف بيده السليمة باعتراض
:- لا يادكتور لازم أروح ومش هتحرك خالص .... وعد
حرك شوقى رأسه رافضاً كلامه بإصرار
:- لاء هتفضل هنا ... الجرح أتفتح وأضطريت أخيطه بعد ما كان بدأ يلتئم وضلوعك أتحركوا تانى من مكانهم ... يعنى رجعنا لنقطة الصفر
تدخلت شمس ممسكة بكف يوسف ترجوه بخفوت
:- خلاص يا يوسف ... عشان مصلحتك نقعد يومين
حرك يوسف رأسه رافضاً بشكل قطعى، يجب أن يكون بجوار شقيقته الأن، لن يتخلى عنها بعد أن لجأت إليه فقال يرجو شوقى
:- يا دكتور أوعدك هفضل فى السرير ومش هتحرك ... لكن لازم أكون فى البيت… دلوقت مينفعش أبعد أرجوك
دعمه جلال متفهماً تشبثه بالمغادرة وقال لشوقى
:- فعلاً يادكتور يوسف لازم يكون فى البيت دلوقت وأنا أوعدك مش هيتحرك خالص
بدل شوقى نظره بينهما بعدم تصديق وقال ساخراً
:- ما شاء الله ... المفروض أصدقكم أنتوا الأتنين بقى ... ده أنا أقول يمين تروحوا شمال يا ولاد البدرى
رفع يوسف نظره نحو شمس يطلب دعمها فأومأت متفهمة وقالت بتأكيد
:- دكتور شوقى ... أنا أوعدك أنه مش هيتحرك خالص ... وجوده مهم جداَ فى البيت دلوقتِ من فضلك أسمحله بالخروج
تنهد شوقى مستسلماً وأشار بطرف قلمه نحوها
:- أنتِ المسئولة قدامى يا شمس (أومأت بتأكيد بينما حرك طرف قلمه نحو يوسف وجلال محذراً) ويكون فى علمكم ياولاد البدرى لو حصل حاجة تانية أنا مش هعالجه
أومأ يوسف بتأكيد قابضاً على كف شمس بامتنان بينما أكد جلال
:- ماتقلقش يا دكتور إن شاء الله خير
غادر شوقى الغرفة يتبعه جلال بخطوات واسعة ينادى عليه بإلحاح حتى توقف شوقى ينظر له بمكر وقال بفارغ صبر
:- أفندم يا جلال ... طلباتك
اقترب جلال بابتسامة على وجهه قائلاً
:- لينا هتسافر بكره
هز شوقى رأسه وأجابه بلا مبالاة متعمدة
:- تروح وتيجى بالسلامة
أخفض جلال صوته قائلاً بنبرة أقرب للرجاء
:- يرضيك تسافر من غير ما أشوفها
هز شوقى رأسه وبدأ فى التحرك مبتعداً وأجابه باقتضاب :- يرضينى
أسرع خلفه بخطوات واسعة راجياً :- يادكتور أرجوك
التفت له وقطب بين حاجبيه ثم أخرج الكلمات ببطء من بين أسنانه
:- كفايه لغاية كده ياجلال ..... أنتوا مشاكلكم كترت والحل السليم أنها تسافر دلوقتِ
أشار على نفسه متفهماً وقال مؤيداً
:- أنا مش معترض ... ومش طالب غير إنى أسلم عليها قبل ماتسافر
زفر شوقى بفارغ صبر :- خلص ياجلال ورايا شغل ..... عاوز إيه؟
ابتسم جلال وقد وصل لغرضه :- نتقابل بكره فى مكتب حضرتك
اتسعت مقلتى شوقى دهشة بينما أردف جلال سريعاً يحاول التأثير عليه :- عشر دقايق بس .... أوعدك
جز شوقى على أسنانه وأخفض صوته ينهره
:- أنتوا ناويين على موتى معاكوا
هز جلال رأسه نافياً وقال موضحاً
:- أبداً يا دكتور.. هى هتيجى تاخد باقى متعلقاتها وأنا باخد تعليمات علاج ابن عمى ... يعنى الوضع طبيعى ... أرجوك يادكتور ساعدنا
تأمله شوقى بارتباك يشعر بصدق مشاعرهم لكن جنون الحب يدفعهم للتهور ربما عليه أن يقبل حتى لا يتهور جلال بفعل أمر أشد جنوناً .... أطاح بيديه مستسلماً
:- أنا مش هخلص من زنك يا جلال .... عشر دقايق بس
شكره جلال كثيرا وأكد وعده بعدم أثارة المشاكل أما فى غرفة يوسف سأل شمس باهتمام عن شقيقته أجابته شمس
:- اطمن كويسة وأنا كلمتهم وطمنتهم عليك
أومأ برأسه وأستند على ذراعها ليجلس على طرف الفراش فى انتظار جلال ليغادروا المستشفى
سمعوا طرقات على الباب فأجابت شمس تسمح للطارق بالدلوف، دخل النقيب مدحت المكلف بقضية يوسف ومعه مساعدة وبعد إلقاء التحية بدأ فى أسئلته
:- أولا حمدلله على سلامتك يا أستاذ يوسف .... إن شاء الله مايكونش فى مضاعفات
ابتسم يوسف مجاملاً ونهض من مكانه ينتقل على أحد الكراسى بعد أن أشار لمدحت ومرافقه بالجلوس وأجاب بهدوء
:- الحمدلله ..... حاجة بسيطة
جلس يوسف أمامهم وشمس تقف بجواره بينما واصل مدحت أسئلته بمهنية
:- عرفنا أن فاروق السمرى أتهجم عليك فى بيتك وأتسبب فى رجوعك المستشفى
نفى يوسف الكلام سريعاً رغم نظرات شمس المستهجنة
:- أبداً يافندم .... فاروق جوز أختى وكان جاى يوصلها عشان تقعد عندى يومين
حدجه مدحت بعدم تصديق وتساءل بمكر
:- وإيه سبب تحرك ضلوعك مرة تانية وفتح الجرح؟
أجاب يوسف ببساطة موضحاً
:- أتحركت بطريقة غلط وعنيفة شوية فاذيت نفسي… هو ده كل اللى حصل
ابتسم مدحت ابتسامة العالم بحقيقة الأمر فالبلدة كلها تتحدث عن زوجة فاروق التى اتضح إنها من عائلة البدرى وعن شجار فاروق ويوسف والذى شهد عليه عدد من أهل البلدة ولكنه جارى يوسف فى حديثه وقال بروتينية
:- على أى حال ... أحنا وجدنا ساعة يد فى مكان الحادث تخص الجانى واضح أنها وقعت منه أثناء الهرب .... وحالياً بنبحث عن صاحبها ... وأنا فى انتظار أمر النيابة بالقبض على المشتبه فيه
هز يوسف رأسه ببطء قائلاً
:- ربنا يوفقكم يافندم
نهض مدحت من مكانه يتبعه مرافقه وتمنى الشفاء ليوسف ثم تنحنح بخفة وقال بخفوت وتردد :- وسلامى لأستاذ حسام
لمعت مقلتى شمس فيبدو أن إعجاب مدحت بفرح حقيقى وليس مجرد توهم من فرح وندى كما ظنت هى
أما يوسف فهز رأسه بخفة مبتسماً بامتنان وبمجرد إنصراف الضابط
التفتت شمس حول يوسف وجلست فى مواجهته قائلة بعتاب
:- ليه ماقلتش الحقيقة وكان فاروق ده خد جزاءه
هز رأسه يميناً ويساراً مستنكراً
:- لاء ياشمس ده مهما حصل جوز أختى
هتفت باعتراض :- جوز أختك!! ... أنت ناسى عمل فيها إيه .. ووشها اللى لسه فيه أثر الضرب
زفر يوسف بقوة وتكلم بهدوء :- ربنا يصلح الأحوال بينهم ... وهنبقى عيلة واحدة فى يوم من الأيام مفيش داعى نوسع الفجوة بينا
زمت شفتيها معترضة على حديثه لكنها لم تطيل جداله

**************

فى منزل البدرى وعند البوابة التى أنبعجت صفائحها وتهشم قفلها بفعل اقتحام سيارة فاروق الضخمة لها
وقف طه مع الحداد الذى يحاول إصلاح ما تهشم وتغير الأقفال المتضررة ثم تركه يواصل عمله وتوجه نحو باب المنزل المفتوح ووقف خارجه يصفق بكفيه وتنحنح منادياً
:- يارب يا ساتر
ظهرت ياسمين من الداخل متجهة نحو الباب المفتوح فسعل بخفة يجلى صوته واستقبلها بابتسامة مشرقة دافعاً نظارته الطبية فوق أنفه وقال بحبور
:- كيف حالك يا أستاذة ... إن شاء الله تكونى بخير
أومأت بخفة شاكرة ووقفت تطالعه بهدوء، تفحص وجهها الرقيق بابتسامة سعادة ثم زفر بخفة وأشار نحو البوابة بارتباك قائلاً
:- الأسطى صلح جفل البوابة وغير المفصلات ... الحمد لله الصاچ بس اللى اتعوچ وبكره هيركب غيره لكن البوابة كيف الحديد (ضحك بخفوت بارتباك وتهكم على نفسه) جصدى البوابة الحديد كيف الحديد وسليمة
ابتسمت على ارتباكه وتهكمه من نفسه ثم نظرت نحو البوابة والحارس بجانبها يغلقها ويفتحها ليتأكد من سلامتها مع الحداد ثم عادت بنظرها نحو طه لتتفاجأ بتفحصه لوجهها بتمعن، سرت السخونة والحمرة إلى وجهها القمحى وقالت شاكرة بارتباك
:- متشكرين جوى يا دكتور طه ... تعبناك معانا
أندفع بلهفة قائلاً بصدق مشاعره
:- ماتجوليش إكده يا ست البنات ... أنا تحت أمركم فى أى وجت (أشاحت بنظرها بعيداً خجلاً من نظراته وهو يواصل بنبرة أخف) يعلم الله بعتبركم كيف أهلى تمام
ابتلعت ريقها حرجاً وهزت رأسها بتأكيد بصوت خافت
:- طبعاً يا دكتور ... طبعاً ... اتفضل أستريح
فرك كفيه بحرج، يتمنى الوقوف أكثر أمامها ينهل من هذا الوجه الحبيب لكن عليه أن يرحل فلا يوجد رجال بالمنزل الأن لذا قال بامتنان
:- كتر خيرك ياست البنات ... سلامى للحاچة أصيلة وبكره هعاود مع الأسطى نركب الصاچ وكل حاچة تبجى تمام
شكرته مرة أخرى بابتسامة لطيفة قابلها بابتسامة جذلة تنطلق من عينيه قبل ثغره ثم غادر بخطى بطيئة يتطلع خلفه نحوها كل لحظة وأخرى ثم اصطحب الحداد وغادروا المنزل
دلفت ياسمين للداخل وتوجهت إلى غرفتها وطرقت الباب بخفة ثم دلفت حيث أمل التى بدلت ملابسها بعباءة مطرزة تخص ياسمين
هتفت ياسمين وهى تتقدم للداخل :- ماشاء الله ... العباية چت على مجاسك تمام
مسحت أمل على جانبى العباءة بحرج وشكرتها بخفوت ثم رفعت رأسها تتساءل بقلق
:- مفيش أخبار عن يوسف؟
ربتت ياسمين على كتفها تطمئنها قائلة
:- شمس بتجول مليح ... وزمانهم معاودين فى الطريج ماتجلجيش
تناولت ياسمين وشاح يتناسب مع العباءة وناولته لأمل لترتديه ولكنها عدلت من رأيها بعد لحظة قائلة بود
:- أنا هربطلك الطرحة بنفسى
رفعت يديها تضع الوشاح على رأسها وأمل تطالعها بتعجب وكأنها تعيش للمرة الأولى وتختبر مشاعر جديدة عليها، مشاعر اهتمام وأخوة تحتويها بدفء وحنو
بعد أن انتهت ياسمين دفعت جسد أمل نحو المرآة برفق وسألتها بلهجة لطيفة
:- إيه رأيك ... حلو إكده
تطلعت أمل لنفسها فى المرآة، اختلفت كثيراً فى عدة ساعات ... ليس فى المظهر ولكن قلبها يشعر بطاقة حب واحتواء لم تعهدهما من قبل، أجابت بابتسامة خفيفة
:- حلوه جوى ... تسلم يدك يا ياسمين
التفتت نحو ياسمين وأردفت بلهفة، راغبة فى معرفة الكثير والإجابة بالتأكيد عند عمتها :- عمة أصيلة فين؟
تأبطت ياسمين ذراعها وتحركت بها خارج الغرفة قائلة
:- أمى فى المجعد بره ... تعالى أجعدى وياها لحد ما يوسف يعاود (ثم واصلت بمرح) وأنا هلحج ندى فى المطبخ وإلا هنچوع كلاتنا النهارده
ابتسمت أمل بخجل تحاول مجاراة هذا الجو الجديد عليها وقالت بنية صادقة
:- أنا أساعدكم ... فين المطبخ
قبل أن تجيب ياسمين كانت أصيلة تجيب بعد أن ألتقطت بعض من حديثهم وهم يتقدمون نحوها وقالت بمرح
:- مستعچلة ليه يا أمل عالمطبخ ... بكره تدخلى المطبخ وتعملى ما بدالك ... دلوك تعالى أجعدى مع عمتك يا بنت حسين ... أشتجتلك يا بتى
تحركت أمل بخجل نحو عمتها بجعبتها العديد من الأسئلة التى تحتاج لإجابات أكثر

***************
يتبـــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 10:14 PM   #723

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


لا يدرى كم مر عليه من وقت وهو ممد فوق الأريكة بغرفته المظلمة، مازالت الستائر مسدلة والغرفة على وضعها كما تركتها صاحبتها لم يتغير بها سوى ما أفسده فاروق فى نوبة غضبه من كسر وتحطيم
لم يستطع النوم على الفراش بدونها، هناك شئ هام انتزع من المكان وكأن الروح الوحيدة الطاهرة قد غادرته
أستلقى فى سكون يطالع سقف الغرفة وكأنه يطالع شاشة عرض سينمائى تعرض ذكرياته، تمر أمام عينيه بحلوها ومرها حتى راح فى سبات قلق متوتر، صاخب بكوابيس تؤرق راحته وتنغز قلبه
بعد عدة ساعات أيقظه صوت طرقات صغيرة على الباب الذى أنفتح ليظهر ياسين وفارس أمامه باحثين عن مرفأ الحب والأمان لهما
أعتدل فاروق جالساً، مسح على جبينه ببطء وانتظر أصعب استجواب سيواجه فى حياته، ماذا يقول لأبنائه!! كيف يبرر غياب والدتهم؟ كيف ستكون حياتهم بدونها وكيف ستكون حياته بدون قلبه؟
تقدم ياسين نحو والده فى ضوء الغرفة الخافت المتسلل من النافذة المغلقة يطالع وجه أبيه باهت الملامح فى هذه الأضاءة وتساءل بصوته الصغير بقلق
:- فينها أماى يابوى ... مش باينة فى الدار كلاتها
تكلم فارس من على باب الغرفة بوتيرة أعلى من القلق والتوجس
:- چدتى بتجول أمى مش هتعاود تانى
بدل فاروق نظره بينهما بحيرة، عاجز عن تلفيق كذبه يقنعهم بها، مسح على جبينه مرة أخرى متناسى الدماء التى جفت عليه، يعتصر عقله باحثاً عن حجة مناسبة يطمأن بها قلوبهم الصغيرة
شب فارس على أصابع قدميه وأضاء نور الغرفة ثم تقدم نحو والده، شهق ياسين فزعاً حين لمح الدماء تلطخ جبين والده وهتف فارس جزعاً :- أنت متعور يا أبوى
تذكر فاروق ما فعله بنفسه فرفع كفه يخفى جبينه الملطخ بالدماء عن أولاده ونهض من فوره نحو الحمام يغسل وجهه قائلاً بارتباك
:- چرح بسيط ... ماتخافوش
تحرك الطفلان خلفه بعدم فهم يتطلعون إلى المرآة المهشمة والأغراض الملقاة أرضاً
انتظروا على باب الحمام حتى خرج والدهم يجفف جبهته بمنشفة صغيرة بعد أن أزال أثار الدماء عن وجهه، أعاد ياسين سؤاله بالتباس
:- أمى فين يا أبوى؟
أغمض فاروق عينيه وزفر بقنوط، يلوم نفسه على ما وصل إليه الحال، يقف أمام أبنائه مهزوم، عاجزاً عن الإجابة .. ماذا يقول لهم "هربت أمكم من قسوة والدكم ... هربت أمكم من قفصها بحثاً عن الحرية بعيداً عنه وعنهم" طالعهم بتيه وضياع للحظات مرت عليه كحد السيف ثم قال بتردد دون أن ينظر نحوهم
:- أمكم ... أمكم هتعاود بعد يامين تلاتة
قطب فارس حاجبيه بصدمة وسأل بشك
:- راحت على فين؟ ... وكيف تهملنا إكده .. عمرها ما عملتها
أسقط فى يده وضاق صدره بأسئلة لا يعرف إجابتها فصرخ فى وجوههم بقلة حيلة
:- جولت يامين وتعاود… ومش رايد زن على دماغى
امتقعت الوجوه الصغيرة جزعاً وفى نفس الوقت دلفت فهيمة إلى الغرفة على صراخ ابنها ووقفت بين أحفادها تضع كفها على كتف فارس وقالت ببرود
:- بكفاية ياولاد أبوكم مش ناجص .... يلا أغيرلكم خلاجاتكم لاچل ما تتغدوا
أبعد فارس كفها عن كتفه بنزق يعلم بفطرته إنها لا تستسيغ والدته وهتف بطفولية رافضاً مساعدتها
:- أنا باعرف أغير خلاجاتى لحالى ... أنا مش صغير أنا راچل كيف بوى
دفعته جدته بخفة فى كتفه صائحة فى وجه بامتعاض
:- شوف الواد جليل الرباية
رد فارس بغضب طفولى يدافع عن تربية والدته له
:- أنا مش جليل الرباية ... أنا أمى ربتنى زين وهبجى زينة الشباب كيف بوى
هتف به فاروق بارهاق دون أن ينظر نحوهم، يضغط على عينيه بقوة يحاول مقاومة الصداع الذى يتلاعب برأسه
:- فارس ماتردش على چدتك أكده ... وأسمع الكلام
أقترب ياسين من أخيه الصغير الثائر وألتقط كفه قائلاً بعزم
:- يلا يا فارس نغير خلاجاتنا ونتغدى لاچل مانذاكر ... أمى جالت لازمن نذاكر مليح ونسمع كلام أبوى من أول كلمة
رفع فاروق رأسه وانتبه لحديث أبنائه باهتمام، وسأل ابنه البكرى مستغرباً
:- أمك جالت أكده!!
هز رأسه بثقةبينما تقدم فارس أمام والده مؤيداً لحديث شقيقه الأكبر وهتف بحماس
:- أيوه .. وكمان جالت أبوكم زينة الرچال ... ولازمن تبجوا كيفه وتطيعوا كلامه كلاته
مصمصمت فهيمة شفتيها باستهزاء مغمغمة :- جلبها عليه جوى
بينما أرخى فاروق جفنيه نادماً على عشق ضيعه من بين يديه ثم فتح عينيه يطالع أطفاله بنظره تحمل معانى الأعتذار الممزوج باشتياق لأم حملتهم بجوار قلبها يوماً ما ثم اقترب يضمهم إلى صدره وانحنى يقبل رأس فارس ويربت على كتفه بحنان فكلماته أطفأت بعضاً من ناره المتأججة فى أحشائه وطمأنت قلبه النازف أنه مازال هناك يتربع على عرش قلبها

************
عاد يوسف إلى منزله بصحبه جلال وشمس التى تتأبط ذراعه السليمة وخلفهما جلال بعد أن صف سيارته ووقف يتحدث مع الحارس عما تم فى إصلاح البوابة الحديدية
ألتفتت أمل الجالسة بالبهو بصحبة عمتها بلهفة عند رؤية شقيقها يدلف للمنزل، تتأمل وجهه الشاحب المرهق ثم نزلت بنظراتها على ذراعه المعلقة حول عنقه بحامل طبى وقميصه ملطخ ببقع الدماء
ترقرقت الدموع بمقلتيها وكتمت البكاء على شفتيها بكفها حتى أقترب وأرتمى بجسده على أقرب مقعد لها يرتاح عليه
رفعت كفها عن فمها هامسة بنبرة باكية
:- ألف سلامة عليك يا خوى ... أنا السبب فى اللى چرالك يا ريتنى ماآآ
قبل أن تكمل جملتها كان قابضاً على كفها بيده السليمة، يتأمل مقلتيها الجميلة المحتقنة بالدموع بحنان صادق وقال بحسم
:- المهم أنك جنبى ... أختى (ابتسم بسعادة طفل وجد والديه بعد طول فراق وردد الكلمة مرة أخرى بحرارة وهو يلثم كفها بدفء) أختى ... أجمل أمل فى الدنيا
ارتبكت من لمساته الغير معتادة عليها وأخفضت رأسها حياء قائلة بصوت خفيض مرتبك
:- والله ما مصدجة أنى شفتك ومليت نضرى منك ياخوى
تعالت صوت نحنحة قوية وشمس تقترب منهم قائلة بتذمر مصطنع
:- كفاية لحد كده ... أنا مجنونة وبغير وتقدرى تسألى أخوكِ
أومأ بتأكيد رافعاً كفه مفروده عالياً وردد بثقة :- أبصم بالعشرة على جنانها
بدلت أمل نظراتها بينهما بتوجس ونهضت تقف أمام شمس تنوى الأعتذار منها بطيب نية، باغتتها شمس بحضن قوى وضحكت بمرح قائلة
:- حبيبتى أنا بهزر معاكِ ... مالك قلقانة كده ليه (غمزت لها وهى تضم كتفيها قائلة) لازم تاخدى على جنانى على فكرة
تورد وجه أمل بحمرة الخجل ورسمت ابتسامة على وجهها رغم عقلها المشغول على أبنائها "ماذا سيخبرهم والدهم عنها؟ وكيف سيحيون بدونها؟ ومتى ... متى ستعود لأحضانهم؟"
تأملهم يوسف بحب بابتسامة جذلة من السعادة بينما قالت أصيلة
:- يلا ياشمس خدى چوزك على فوج يغير خلجاته ويرتاح .... وهبعت لكم الوكل على أوضتكم
نهض يوسف من مكانه وفرد ذراعه على كتف أمل قائلاً بود
:- أمل هغير هدومى وتطلعى تتغدى معايا… عاوزين نتكلم مع بعض كتير أوى
أومأت موافقة بينما غمزتها شمس قائلة بتهكم
:- راحت عليكِ يا شموس خلاص
ضحك يوسف وبدل ذراعه الوحيدة الحرة فوق كتفى زوجته وقال بلين يتصنع المرض
:- تعالى أسندينى يا ست شموس .... جوزك متكسر
أتكأ على كتفيها ونظر لعمته التى تتابعهم ببشاشة ترتسم على ملامحها وهى تحرك مسبحتها ببطء تحمد الله على نعمة وقال برضا
:- الحمدلله ياعمة ... ربنا جمعنا على خير ... أنا كده مش عاوز حاجة من الدنيا
رفعت أصيلة مقلتيها نحوه وقالت حامدة الله
:- ربك كبير وكريم جوى جوى… ولسه هتفرچ كمان وكمان جلبى بيجولى
"آمين يارب" رددتها الألسن رغبة وطمعاً فى كرم الله
*************
بدل يوسف ملابسه وجلس بارتياح فى جناحه الخاص، لا يصدق ما حدث منذ الصباح… شقيقته تطرق بابه بنفسها وتلجأ إليه
لقد أعياه التفكير منذ عرف بوجودها فى كيفية الوصول إليها ليتفاجأ بظهورها أمامه، من المؤكد إن هذا بركة دعاء الوالدين كما يقولون
صدرت أصوات صاخبة أمام باب غرفته فهرعت شمس التى كانت مشغولة فى ترتيب المكان الذى تركته من الصباح دون ترتيب
فتحت دلفة الباب تستقبل الفتيات ولكنهم فشلوا فى الدلوف بالصينية الضخمة التى تحملها ندى وياسمين متقابلين وخلفهم تقف أمل على بعد عدة خطوات بحرج وعقلها يقارن بين حياتها السابقة وما تراه هنا فى هذه الدار من آلفة وبساطة يتعامل بها الجميع ثم تعود لتلوم نفسها على تهورها وتركها أبنائها بمفردهم، لا تعلم كيف فعلت هذا الأمر؟
ارتفعت شمس على أصابع قدميها تحاول فتح مزلاج الدلفة الأخرى للباب وندى تتذمر من حملها الثقيل
:- بسرعة ياشمس الصينية تقيلة أوى
زجرتها ياسمين محذرة
:- أوعاكِ تتحركى ياندى … الشوربة هتدلج علينا
قابلت أنامل شمس المرفوعة نحو المزلاج القديم تحاول جذبه بصعوبة كف يوسف الذى نهض لمساعدتهم وفتح المزلاج بسهولة لتنفرج دلفتى الباب على مصرعيه ثم أفسح المجال للفتيات ليدلفوا بينما مدت شمس يدها تعاونهم على حمل الصينية العامرة بما لذ وطاب
تسائل يوسف بتعجب حين رأى محتويات الصينية الثقيلة
:- أومال فين جلال كان شال عنكم
أخيراً وضعوا الصينية فوق منضدة قصيرة أمام الأريكة وأجابته ندى
:- جلال يادوب اطمن علينا وجرى على جنينة الفاكهة يتابع الشغل هناك
كان يوسف يستمع لندى وهو مازال بجوار الباب ينظر نحو شقيقته الشاردة خارج الغرفة، تقف بتحرج من اقتحام حياتهم الهادئة
خرج يوسف والتقط كف أمل يجذبها معه للداخل وهو يواصل حديثه مع ندى
:- الله يكون فى عونه … من يوم ما رجعت وجلال حمله زاد والله أنا بقيت مكسوف منه
ردت ندي بمرح
:- ماتقولش كده يا چو… إحنا كلنا مبسوطين برجوعك ورجوع أمل وسطينا
أيدت ياسمين حديثها قائلة بهدوئها المعتاد
:- عندك حج يا ندى …. ماشاء الله كل شوية بتكبر عزوتنا… ده أمى هتطير من الفرحة لما بتشوفكم حواليها إكده
ابتسم فى وجوههم بامتنان واقترب ساحباً أمل معه ثم جلس على الأريكة وأجلسها بجواره حين بدأت ندى فى الكلام بطريقة مسرحية
:- النهارده يافندم الأكل برعاية دكتورة ندى بنفسها … وده حدث كبير جداً للناس الاسبيشيال بس
اومأ يوسف برأسه يجاريها شاكراً وهو يتأمل الأصناف المختلفة أمامه
:- تحياتى للشيف يا دكتورة … ديه سفرة فاخرة جداً (أشار نحو طبق الشوربة وتسائل ساخراً) أتمني ما تكونش شوربة ضفادع من اللى بتشرحيها
شهقت أمل باشمئزاز وتعالت صيحات مقززة من ياسمين وشمس أثارت ضحك يوسف المرح بينما قالت ندى بتفاخر
:- ماتقلقش يا چو … أنا هجمعلك أوراك الضفادع كلها وأشويها على الفحم تنقنق فيهم على العشا
اشمأزت الفتيات أكتر فدفعت ياسمين ندى الضاحكة بمرح أمامها خارج الجناح قائلة بتآسف
:- انسوا الحديت ده كلاته … أنا اللى طبخت أصلاً… الدكتورة كانت واجفة أشراف فنى
تذمرت ندى وواصلت مشاغبتها مع ياسمين وهم يتحركون للخارج
بينما احتوى يوسف كتفى شقيقته بحنان ووضح لها
:- ندى بتدرس طب بيطرى … وحكاية التشريح ديه واكلة دماغها
ابتسمت أمل برقة تومئ بتفهم وهى تتفحص وجهه بتمعن ثم سألته بتلهف
:- هو أنت تشبه أبوى يايوسف؟ .... عمرى ماشفته لكن حاسة أنك تشبهه
ابتسم بحنان وجذبها لصدره يحتضنها بحب وقبل رأسها عدة مرات وكأنه يطلب منها السماح لأنه قصر فى حقها رغم عدم معرفته أصلاً بوجودها فى الحياة ثم التفت نحو شمس التى تتابعهم بهدوء قائلاً
:- لو سمحتى ياشمس … هاتى الصورة اللى على الكومودينو ديه
تحركت شمس تلتقط صورة يوسف وهو يتوسط والديه والتى كان يضعها بجوار فراشه فى القاهرة والأن يضعها بجواره هنا
تناول يوسف الصورة المؤطرة وقربها من أمل مشيراً على الأشخاص بها
:- ده بابا… و الست ديه أمي وأنا طبعاً
مررت أمل أناملها على وجه أبيها الباسم، ترغب فى احتضانه، تشمم عطره، لمس يده وتقبيل رأسه
سقطت قطرات دمعها فوق زجاج الصورة وقالت بتحشرج
:- تشبه تمام يا يوسف … كانك هو
شعر بارتجاف جسدها وتهيج مشاعرها الحزينة فجذبها إلى صدره يحتضنها بدفء قائلاً بحنو
:- اعتبرينى هو وربنا يقدرنى وأعوضك عن غيابه (مسح على رأسها بحنان يواصل حديثه) هفرجك على صور أكتر وهحكيلك كل حاجة عنه وعنى ... وأنا كمان عاوز أعرف كل حاجة عنك ياحبيبتى
تأثرت شمس بمشاعر الأشقاء واشتياقهم لوالدهم ولبعضهم البعض ولكنها رغبت فى تخفيف وطأة هذه المشاعر التى تحمل الكثير من الحزن عنهم، لذا صفقت بكفيها تنبههم وقالت مازحة
:- الصور والكلام بعدين … دلوقتِ وقت الطعام… يلا ناكل أنتوا مش جعانين؟
أجابها يوسف بحماس
:- جعان جداً … أنا مأكلتش من الصبح وأكيد أمل زى
لم تنتبه أمل لحديثهما فعينيها تجمدت على ملامح أب لم تعرفه ولم تنعم بحبه وحنانه وكل ماتبقى منه ذكرى وصورة مؤطرة

*****************

أنتهت لينا من غلق أخر حقائبها بقلب يقطر حزن وقهر لاتصدق ماجرى من أحداث فى الأيام القليلة السابقة، أمل تنتمى لعائلة البدرى وهربت من منزل السمرى إلى منزل عائلة والدها لم تصدق أنها حقاً ستقدم على تلك الفعلة ... يبدو أن الأمور تزداد تعقيداً
حاولت التأثير على والدها فى التخلى عن فكره السفر ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل، خاصة بعد هروب أمل ازدادت الأمور تعقيداً بين العائلتين
عليها أن تقنع والدها بالذهاب للمستشفى لتودع جلال الذى ينتظرها هناك، أيعقل أن تسافر دون حتى أن تراه ربما تكون هذه المرة الأخيرة لهما معاً، عليها أن تحاول التأثير على والدها من جديد
تحركت على عجل نحو البهو حيث ينتظر والدها برفقة عمها وزوجته وأحمد
حتى فاروق أضطر لمغادرة غرفته التى لا يبرحها منذ هروب أمل وهبط للبهو ليودع عمه صلاح وابنته
هال لينا مظهر فاروق المتأنق دائماً والذى تحول لشخص أخر يرتسم الحزن على وجهه، السواد يحيط عينيه من طول سهاده ونبتت ذقنه بشعيرات متناثرة غير مهذبة، ناهيك عن أثر خدوش الزجاج التى تركت علامات على جبهته، كان مثال حى لليأس والإحباط
لم تتوقع أن يؤثر فراق زوجته عليه بهذا الشكل وكأنه تلقى طعنه جرحت كبريائه كما جرحت قلبه
ودت لو تطمئنه على زوجته لعلها تريح قلبه، ولكن كيف تبرر معرفتها… هل تخبره أنها تكلمت مع جلال هاتفياً لتطمئن على ابنه عمتها!!
لو فعلت هذا كأنها سكبت البنزين فوق النار التى لاتزال مشتعلة لذلك فضلت الصمت
بادلوا سلامات فيما بينهم بعد أن تم نقل حقائبهم إلى السيارة التى تنتظرهم بالخارج، احتضن صلاح شقيقه عدلى وربت على ظهره مؤازراً قائلاً بخفوت
:- ربنا يعينك على اللى جاى يا عدلى
خبط عدلى على ساعده بقوة مردداً بثقة
:- ماتخافش خوك شديد
بينما يتبادل الأشقاء حديث خاص بينهما قامت لينا بتوديع فهيمة وأحمد ثم اتجهت نحو فاروق تودعه وتوصية بخفوت
:- أمل بتحبك أوى يا فاروق (رفع عينيه نحوها بنظره باهتة وهى تواصل حديثها) دايماً كانت بتتكلم عنك بكل حب وتقدير (أمالت رأسها قليلاً تردف بتردد) سامحنى فى تدخلى بس… أنت قسيت عليها أوى ... محدش يضرب إنسان بيحبه بالطريقة اللى أنا شفتها ديه
ابتلع غصة معقودة بحلقة وأشاح بنظره بعيداً، يعلم جريمته وما أقترفته يداه ويلوم نفسه كل ثانية على فقده لعقله ولكنه يحبها ويتعذب فى بعادها
أستشعرت لينا حرجه منها وأحترمت حزنه وصمته فقالت بابتسامة لطيفة
:- إن شاء الله لما أرجع تكون كل حاجة اتصلحت
أعاد بصره نحوها وتنفس بقوة ثم مد كفه نحوها قائلاً بود
:- تروحى وتاچى بالسلامة يا لينا
ابتسمت مرة أخرى بوجه ثم تحركت تودع عمها الذى قبض على كفها الرقيق وابتسم بوجهها
:- مع السلامة يادكتورة ... أوعاكِ تزعلى من عوايدنا ... عوايدنا ده اللى حافظت على هوية الصعايدة وهيبتهم لحد دلوك (داعب ذقنها الدقيق بحنو مردفاً) وأنتِ بتنا ولازمن نحافظ عليكِ من حتى الكلمة
وجدت لينا الفرصة سانحة لتوضح وتدافع عن حقوق المرآة لكن والدها أسكتها حين قال بجدية
:- لينا ... العربية منتظره يلا عشان نوصل قبل الليل
قبض على كفها وتحرك نحو الباب الخارجى يصاحبه أبناء شقيقه حتى أختفت السيارة خارج الأبواب
التفت أحمد نحو شقيقه وربت على كتفه مؤزاراً
:- أطلع أحلج دجنك ورش شوية ميه على جتتك ... وأنزل أجعد معانا ... الوحدة مش هتفيد يا ولد أبوى (حدجه فاروق بنظره يائسة فاستطرد أحمد بنبرة أخفض) أنا خابر أنت حاسس بأيه ... ولازمن نلاجى حل… بس حبستك إكده مش هتفيد
ربت على كتفه عدة مرات ودفعه للحركة معه يحفزه
:- يلا ... أنا هنتظرك مع أبوى فى الجاعة
تحرك فاروق بخطى بطيئة للأعلى ونظرات والديه تتابعه بتعاطف من والده الذى يكبر حجم الذنب بقلبه تجاه ابنه شقيقته ووالدته التى تبحث عن وسيلة لأستغلال الفرصة للتخلص من زوجة فاروق نهائياً

*************
يتبـــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 10:16 PM   #724

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


تعالت أصوات جلبة وصخب عدة سيارات تتقدم متتابعة داخل حديقة فيلا السمرى نبهت أحمد للقادمين من كبار العائلة على رأسهم سعيد وابنه حمدى، وقف أحمد لاستقبالهم على الباب الداخلى للمنزل واصطحبهم إلى المقعد الخاص بالرجال حيث يجلس والده الذى توقع هذه الزيارة منذ هروب ابنة شقيقته
رحب عدلى بالقادمين وهو فى مكانه على مقعده الوثير يتوسط المجلس بعمامته البيضاء وعباءته الصوفية وعصا والده الأبنوسية ذو الرأس الفضى التى لاتفارق يديه، يجلس بهيبة وفخامة تليقان به ونظراته الثاقبة تمر على القادمين ببطء مُرحباً بصوت رخيم
:- مرحب بكم يا رچالة ... منورين دار السمرى الكبير
أثار ثبات عدلى وثقته بنفسه حفيظة شقيقه سعيد الذى قال بعصبية
:- السمرى الكبير مش مرتاح فى نومته يا ولد بوى بعد ما اسمه بجى على كل لسان بعد عملة مرات ابنك المهببة
أمال عدلى رأسه يناظر شقيقه بنظره استنكار وقال ببرود
:- تجصد بت خايتك الله يرحمها ... ولا نسيت أن مرت فاروج تبجى بت خايتك يا سعيد
رفع سعيد حاجبه بتحدى وهتف بغل
:- مانسيتش… لكنها مرت ولدك اللى ماعرفش كيف يحكمها
"حاسب على حديتك يا عمى"
هتف بها فاروق بمقلتين تشع بالجنون بعد أن أعاد ترتيب هندامه واستعاد أناقته كما نصحه شقيقه الأكبر ويا لها من نصيحة جاءت بوقتها المناسب
توجهت كل الأنظار إلى باب القاعة حيث يقف شامخاً بجلباب صعيدى رمادى اللون وقد تخلى عن عمامته وترك شعره المصفف حراً وأردف بنبرة حازمة
:- مراتى حدا أهلها وأنا هملتها بكيفى
دار بنظره صارمة على الجميع يطالع ردود أفعالهم ثم خطى داخل القاعة ليتخذ مجلسه فى صدر المجلس على يسار والده ومقلتى شقيقه الجالس على يمين والده تتابعه بهدوء، فبدا ثلاثتهم كهيئة مستشارين فى قضية هم أنفسهم المتهمين بها
أصدر سعيد صوت سخرية وقال متهكماً
:- بكيفك!! ... وهى راحت حداهم بكيفك ولا هربت يا سبع الرچال وچابت العار لاسمنا ولاسم چدك الكبير اللى اسمه بجى على كل لسان فى البلد
تدخل حمدى يشعل النار مع والده قائلاً بنبرة حزن مصطنعة موجهاً حديثه لفاروق
:- لاه ... وكمان بيتحددوا على العركة اللى دارت بينك وبين يوسف (أشار إلى جبين فاروق المجروح وواصل بنبرة عجز أن يخفى الشماتة منها) هو اللى عمل فيك إكده!!
لم يجيبه فاروق وإنما رمقه بنظره زاجرة بصمت جمدت الدماء بعروقه بينما تدخل أحد أبناء أعمام عدلى والذى يقاربه فى العمر موضحاً
:- والله حاچة تحزن صُح ... بعد العمر دِه كلاته يجولوا سيد السمرى ظالم … وظلم ابن البدرى وافترى عليه ... الكلام دِه لازمن يجف يا عدلى
ارتفعت وتيرة صوت سعيد وهو يهتف بحمائية فى وجه شقيقه مردداً بعجرفة
:- طبعاً ... لابد الحديت ده يجف والبلد كلاتها تعرف مجامها وحدودها فى الحديت على أسيادهم
أومأ عدلى موافقاً وقال بمداهنة ماكرة
:- صُح ... تنصحنى أعمل إيه يا سعيد؟
برقت عينى سعيد شراً وقال ينتهز أى فرصة لزعزعة سلطان عدلى
:- لو مش خابر كيف تحلها ... يبجى تهملها للى يجدر يحلها ويعيد اسم العيلة فى العلالى
ابتسم عدلى بوقار وقال ببساطة وهو يحدج شقيقه بنظره ثاقبة
:- ومين اللى يجدر يا سعيد ... أنت!! ... لو رايد الزعامة خدها لكن جولنا الاول كيف تحلها؟
سعل سعيد بحرج ودار بنظره على المقل المتطلعة نحوه ثم شد قامته وقال بتردد
:- كنت هحلها كيف ما بوك كان هيحلها
لم يقاطعه أحد إنما انتظر الجميع بقية الحديث، تنحنح من جديد ثم قال بتقرير مستعيد مجد والده كما يراه
:- البت تاچى غصب عنيها متچرچرة من شعرها (ارتفع حاجب فاروق بتحفز رافض لهذا الحديث بينما واصل سعيد كلامه الخبيث) واللى اسمه يوسف ده يطرد بره البلد ويحرم عليه دخولها مرة تانية كيف أبوه ما أطرد جبل سابج
هز عدلى رأسه موافقاً واستحثه على المزيد مستفسراً
:- وأهل البلد هتجطع لسناتهم كيف؟
وضع سعيد كفه فى شق صدر جلبابه بخيلاء مواصلاً الحديث وقد أخذته نشوة الأنتصار على شقيقه بعد أن حل جميع الأمور العالقة بمنتهى السهولة حتى أن عدلى يطلب منه النصح… لوى شفته وقال ببساطة
:- أهل البلد بكرباچ واحد ... تلجم حديتهم ويناموا من العشا
هز عدلى رأسه عدة مرات وقال يكمل حديث سعيد
:- وبكده تعيد أمچاد بوك من تانى يا سعيد
أومأ سعيد بنظره انتصار بينما دار عدلى بنظره على أبناء عمومته وكبار العائلة وسألهم بوقار
:- رأيكم إيه يا كبرات العيلة… موافجين؟
تبادل الجميع نظرات قلقة فيما بينهم حتى أحمد وفاروق تبادلوا النظرات سوياً بغير فهم لما يصبو إليه والدهم
تطوع أحد الحضور فى الحديث بتردد قائلاً
:- باينه مش هينفع غير إكده ياعدلى
جمع عدلى كفيه فوق رأس عصاه الفضية وقال موافقاً
:- تمام (دار بنظره غامضة فى الوجوه المتوجسة حوله ثم قال بمكر ذئب عجوز) يبجى اتفجنا … نرچع لأيام سيد السمرى وطريجة حكمة للبلد
خيم الصمت عليهم بين مؤيد للقرار و متخوف من القادم، أراح عدلى ظهره لمقعده الوثير وقال ببساطة موجهاً نظره نحو شخص بعينه
:- مادام هنرچع لطريجة سيد السمرى وحكمة ... يبجى ترچع الأرض اللى چيت تطالب بها بعد موته يا مچاهد … ووجفت جصادى تجولى أبوك ظلمنى وجهر أبوى يا عدلى
أرتد رأس الرجل للخلف ممتقع الوجه بينما دار عدلى بنظره نحو رجل أخر وقال بنفس اللهجة
:- وأنت يارفيج ... تسلمنى تچارتك اللى سيد السمرى كان رافض أنك تعملها … وچيت لحد عندى بعد وفاته وجولت أبوك حرم عليا البيع والشرا وده مايرضيش ربنا ... أوكل عيالى كيف
سعل الرجل بقوة يغلق عينيه بذعر على أمواله بينما تجولت نظرات عدلى بين الوجه التى بدأت التهرب من النظر نحوه خوفاً بينما سلط نظره نحو سعيد وابتسم نصف ابتسامة فى وجهه وقال بهدوء حازم
:- وأنت ياسعيد ترچع ورثك اللى أخدته ... أنت خابر أن أبوك كان رافض يجسم الأرض بيناتنا
جحظت مقلتى سعيد بصدمة وتلجم لسانه، التزم عدلى بالصمت للحظات تاركاً الفرصة للجميع ليعيدوا حساباتهم من جديد ثم دق بطرف عصاه على الأرض بقوة أجفلت الرجال وهتف بصوت جهورى
:- جولتوا إيه!!... رايدين حكم سيد السمرى أنا جادر أنفذه على رجابكم كلاتكم ... ومحدش يرچع يجول ده ظلم (أشار بطرف عصاه نحوهم مضيفاً) أنتوا اللى اختارتوا الظلم ... لكم ولأهل البلد
أعاد طرف عصاه على الأرض وأرتكز بكفيه على رأسها ثم قال بوقار رغم التوبيخ الضمنى لكلماته
:- يوم ما سيد السمرى مات كلاتكم اتلفتوا حولى وكل واحد كان له طلب ... طلب أن يرفع الظلم عن حاله وعن أهله …. وأنا لبيت طلباتكم ورچعت الحج لصحابه ... واللى فيكم ينكر كلامى… يجول دلوك
ترك فرصة لمن يرغب فى تكذيبه وحين وجد الصمت يجيبه عاد يكمل حديثه بصوته الرخيم
:- من يوم ما يوسف ظهر شيلتونى التار ومحدش منيكم جبل يشيله وأولكم خوى سعيد (تقابلت نظرات الشقيقين المتحدية وعدلى يواصل) لأن كلاتكم خابرين كيف حسين البدرى أتظلم من بوى واتحرم من بنته…. وهى كمان اتحرمت من أهل أبوها
أرخى فاروق جفنيه خزياً أما عدلى فخبط على صدره بقوة صارخاً فى الجميع
:- أنا اللى اتحملت ... اتحملت وصية أب وحلفان باطل حافظت عليه طول عمرى لاچل وعد وعدته لأبوى (توقف يلتقط أنفاسه الهادرة لبرهة ثم قال بنبرة أهدأ) أنا راچل بين وبينى الأخرة مش كتير ... ومش ناوى أدارى على حج ربنا أكتر من إكده
أشاح بنظره نحو شقيقه سعيد مستطرداً
:- اللى رايد يسد عين السمس يحاول ... لكن حج ربنا هيسود مهما طال الظلم ... ده ربك اسمه الحق
لم ينبث أيهم ببنت شفة وكأن على رؤوسهم الطير بينما عاد عدلى بظهره يرتاح على ظهر مقعده يلتقط أنفاسه بهدوء
أدرك سعيد فشل محاولاته على الأقل هذه المرة ولكنه لن يستسلم أبداً، تنحنح بقوة يشرخ الصمت الذى خيم على المكان ثم قال ببغض يقطر من كلماته
:- عندك حج يا خوى… الحجيجة كان لازمن تظهر ... لكن عملة أمل مش لازمن تروح إكده… معندناش حريم تطفش من دارها ديه عيبة كبيرة أوى
المطلوب يا سعيد
قالها عدلى بنفاد صبر وفاروق يناظر عمه بتحفز، أجاب سعيد بخبث
:- حاچة من اتنين ... البت اللى مرغت اسمنا فى الطين وطفشت من الدار تعاود الليلة حية أو ميتة ... أو فاروج يرمى عليها اليمين دلوك ونخلص من الحكاية ديه
مال فاروق بجذعه متحفزاً للأجابة لكن صوت والده سبقه فالتزم الصمت تأدباً
:- البت اللى بتجول عليها ديه تبجى بنت خايتك اللى أنت السبب فى موتها ... يعينى يربطنا بها دم مش كلمة طلاج اللى هتفرجها عنا
قطب سعيد حاجبيه غضباً وصاح يدافع عن نفسه
:- أنا السبب فى موتها! ... أنا يا عدلى… ومين كان يجدر يجف جصاد سيد السمرى ويجوله لاه ... أنا نفذت حديته ورچعت جمر لدارها ... هى اللى عجلها وزها تجتل حالها
أرخى عدلى جفنيه يستغفر الله ويترحم على شقيقته، ضحية الظلم والأضطهاد بينما تدخل أحمد يستأذن الحديث من والده
:- لو هنتحدت على الحريم يا عمى ... يبجى حمدى يرد مراته اللى طفشت من داره من شهور مع عيالها أو يطلجها كيف ما بتجول
نهض حمدى يتحدث بغوغاء يدافع عن نفسه
:- لاه يا أحمد ... أنا مراتى خرچت من الدار من غير شوشرة ومن غير فضيحة كيف اللى عملتها مرات خوك فاروج
أومأ أحمد بجدية وقال بحزم
:- حماك سايج طوب الأرض دلوك لاچل ما تطلج بنته وتهملها لحالها ... ده حتى ولادك اللى من دمك ولا بتسأل عليهم يا راچل
انضم أحد الحضور إلى أحمد مؤيداً
:- صُح يا حمدى خلصنا من الحكاية ديه ... عندينا مصالح مع حماك ولو نشف راسه هتجف مصالحنا ... مادمت مش رايد الحرمة طلجها وخليص
تبادل حمدى نظره مع والده الذى رمقه بطرف عينه بنظره خاصة ثم عاد حمدى يواجه عمه عدلى قائلاً بوداعة
:- اللى يؤمر به عمى عدلى يتنفذ ... أنا يهمنى مصلحة العيلة واسمها (شد قامته وناظر فاروق بتحدى أن يفعل مثله) أشهدوا كلاتكم مراتى سماح بنت الحاچ عبد الكريم طالج منى وبالتلاتة كمان… أهاه
هز أحد الرجال رأسه باستحسان قائلاً
:- عين العجل يا حمدى
ابتسم حمدى بتفاخر وسعيد يشير نحوه يمدح بولده بمكر وكل هدفه إحراج عدلى أمام الجميع
:- أهاه… حمدى طوع لكبير العيلة ويهمه اسمها ومصلحتها (أدار نظره نحو فاروق وقال بتحدى) وأنت يا فاروق ناوى على إيه؟
نهض فاروق من مكانه وتنفس بقوة بابتسامة جانبية على طرف فمه وقال باصرار
:- بت عمتى… اللى هى مراتى وأم عيالى ... أنا لحالى اللى خابر كيف أتعامل معاها ... ومحدش غيرى يحكم على أهل بيتى ويأمرنى أطلج حرمتى ولا لاه
أشار سعيد نحو فاروق وقال لعدلى باستنكار
:- شايف يا عدلى… ولدك بيكسر كلمتك
طالعه عدلى بنفاد صبر وقال ضاغطاً على حروفه
:- جولتلك وفاروج كمان جال… بت عمته… لحمه ودمه وأم عياله… بت خايتك كان الواچب تحافظ عليها… مش تحرض ولدى على الطلاج (خبط بعصاه أرضاً ينهى الحديث ) فاروج راچل ويعرف يحكم داره
ضحك حمدى مردداً بخفوت ساخر
:- بكره تچره فى المحاكم وتطلب الطلاج
حدجه فاروق شزراً وقال بثقة
:- مش مرات فاروج السمرى اللى تطلب الطلاج
تبادل الرجال نظرات مرتبكة راغبين فى إنهاء اللقاء الذى دعاهم له سعيد … فلن يستطيع أياً منهم إجبار عدلى أو أبنائة على فعل شئ لذا قال أحدهم ينهى الجلسة
:- إحنا إكده جولنا كل اللى رايدينه… وأنا واثج أن فاروج هيتصرف صُح ويحل مشاكله
غمغم الجميع بالموافقة وبدأوا فى النهوض واحد تلو الأخر ليغادروا القاعة غير آبهين بسعيد وولده الذين يتميزون غيظاً وقهراً

************

داخل السيارة التى تشق طريقها نحو العاصمة حاولت لينا إقناع والدها الجالس على يسارها بالسيارة بالمرور على المستشفى ولو لدقائق متوسلة
:- أرجوك يا بابى ... دقيقتين بس أسلم على دكتور شوقى ووآآآ ووآآ… مش هتأخر صدقنى
حرك والدها رأسه نحوها يرمقها طويلاً، مقلتيه تحمل الحزم كما تحمل التعاطف لتلك الصغيرة المتيمة بحب لا أمل منه، مد ذراعه يضم كتفيها إلى أحضانه وقال بهدوء
:- لينا السفر هو الحل المثالى دلوقت ... أى قرب ممكن يحصل بينكم ممكن يفجر الأحداث أكتر وكفاية اللى عملته أمل
أخفضت رأسها برفض وقالت بخفوت
:- أمل أتظلمت وعاشت مخدوعة عمرها كله
نظر صلاح أمامه على الطريق وفى قلبه يشعر بالأسى على ابنة شقيقته، حقاً لا يلومها على فعلتها فلقد عانت كثيراً ولكنها تسرعت فى رد فعلها بعد معرفتها بوجود أخ لها من أبيها
ردد صلاح بهمس
:- صحيح أتظلمت .... لكن كمان أتسرعت كان ممكن كل حاجة تتحل بالعقل
هتفت لينا مستنكره :- عقل إيه وسط عادات وتقاليد قديمة اتفرضت علينا وبتمشى حياتنا على كيفها مش بإرادتنا لحد دلوقت
رمقها والدها بنظره معاتبة قائلاً
:- بالعقل والحكمة كل شئ يتحل .... وأنتِ لازم تعقلى وتفهمى أن السفر هو القرار الصح
صمتت بقهر فاض دمعاً من مقلتيها وهى تمر بالسيارة بجانب مبنى المستشفى تتطلع إليه بقلب مستعر بالحب ولسانها يردد همساً بلوعة :- جلال

***************

نظر لساعة يده للمرة المئة، يهز قدمه بعصبية وينقر بأصابعه على سطح مكتب دكتور شوقى برتابة أصابت شوقى بآلم بالرأس
نهض من مكانه ليزرع الطريق من المكتب حتى النافذة ذهاباً وإياباً وهتف بعصبية
:- أتأخرت أوى يا دكتور
رفع شوقى نظره عن الكتاب المفتوح أمامه ولذى لم يفقه منه كلمة فى جو التوتر الذى يبثه جلال بالغرفة، أغلق الكتاب وزفر بقوه قائلاً بهدوء
:- ماتعرفش ظروفها إيه يا جلال ... أنت فاهم الوضع كويس
تمسك بحافة النافذة بكلا كفيه وقال بعنف
:- قالت هتأخد قطر الساعة 12 ودلوقتى 11.30… تفتكر هتلحق تيجى
نهض شوقى من مكانه وتحرك حيث يقف جلال ووضع كفه على كتف جلال بتعاطف
:- لو ماجتش يبقى غصب عنها
التفت جلال نحوه بحدة وصاح رافضاً
:- لأ .... لازم تيجى ... ياعالم ممكن أشوفها تانى أمتى
حرك شوقى رأسه وحاول تهدئة جلال قائلاً
:- الأمور متفاقمة دلوقت يا جلال ... وماحدش عارف فاروق ممكن يعمل إيه عشان يرجع أمل ولا عارفين رد فعل عدلى ممكن يكون أزاى؟ ..الحل الأسلم إنها ماتجيش
أبتعد جلال بتوتر يهز قلبه جزعاً على فراق فرض عليه وقال بحرقة
:- لا يادكتور ..... هتيجى .... لازم تيجى لازم
رنة رسالة قادمة أضائت هاتف جلال فأسرع نحوه وفض الرسالة ليسقط جالساً على المقعد الخشبى بكل آسى وإحباط
أقترب شوقى منه يتطلع نحوه بفضول وتسائل، رفع جلال يده بالهاتف فتناوله شوقى ليقرأ الرسالة
:- آسفة ياجلال العربية هتوصلنا للقاهرة… ومش هقدر أشوفك… خلى بالك من نفسك
أعاد شوقى نظره نحو جلال المنكس الرأس بيأس وآسى ولم يجد الكلمات المناسبة لمواساة قلب شاب محطم

******************
بعد مغادرة كبار العائلة جلس عدلى بين أبنائه فى هدوء يطالع فاروق الذى نكس رأسه بقنوط، وعد أمام الجميع بحل مشكلة زوجته وإعادتها ولكنه لا يعرف كيف؟ كيف بعد أن نطقت كلمة البغض فى وجهه؟
كيف بعد أن جرحت كرامته وكبريائه؟
انتبه فاروق ورفع رأسه نحو والده الذى قال بجدية ناصحاً
:- اصبر يافاروج… لسه الجلوب شايلة ونارها والعة … الوجت بيحل أكبر المشاكل
تنهد بقوة وقال حامداً الله
:- الحمدلله حمل الحجيجة اتشال من على اكتافى … كنت خايف أجابل ربنا وشايل ذنب حسين وأمل (انخفض صوته بتأثر) وجمر… ربنا يغفر لي
قال أحمد بحمائية
:- ربنا يغفر لك يا أبوى… أنت حافظت على وعدك لچدى ولو أنى كنت رافض لكل ده… لكن العرف بيجول ماتخلفش كلام الأب ووصية الميت واچبة ولاچل إكده كلاتنا سكتنا
ناظرهم فاروق مفكراً قائلاً
:- ما تحملش هم يا أبوى… أمل طفشت منى ومن عيشتى… ديه غلطتى أنا مش ذنبك واصل
قاطعت حديثهم فهيمة وهى تدخل عليهم حاملة صينية القهوة لزوجها ووضعتها أمامة ثم جلست تحرك عنقها بثقة هاتفة
:- ندراً عليا لاچوزك ست ستها ومن الليلة لو رايد
أغمض عينيه لثانية قبل أن يجاوب برد حاسم
: بنت عمتى ومراتى وأم عيالى ست الستات ومفيش ضفرها فى الچيهة كلاتها
مصمصت شفتيها مستنكرة وهى ترمقه بغل لتمسكه بزوجته رغم كل ماحدث لاتدرك مدى عذاب ضميره وقهر قلبه على معشوقته
أقتحم فوزى حارس البوابة جلستهم وقاطع سير الحديث هاتفاً بصوته الجهورى
:- ياعدلى بيه ... ياعدلى بيه
التفت عدلى نحوه بغضب وزجرة بقوة
:- جبر يلمك ياچاموس أبيض ... جولتلك ألف مرة ماتدخلش بغاغة أكده
التقط فوزى أنفاسه المتسارعة وأشار نحو البوابة وقال متلعثماً
:- عسكرى على البوابة ... رايد فاروج بيه
قطب فاروق حاجبيه بتعجب وتسائل بحيرة :- أنا.. ليه!!
أجابه فوزى بتعجب :- ماخبرش يا سعادة بيه
أشار له عدلى ليستدعى العسكرى سريعاً بينما وقف فاروق بترقب حتى دخل العسكرى ملقياً التحية بارتباك لمكانة تلك العائلة وسطوتها فى البلدة، وقف أمام فاروق الذى استقبله عند دخوله ومد يده بورقة مطوية نحوه
تناولها فاروق ليقرأها سريعاً ثم سأل العسكرى بجدية :- إستدعاء لإيه؟
أجاب العسكرى بروتينية وكأنه حفظ تلك الكلمات من قبل
-: حضرتك هتعرف إهناك .... أنا مطلوب منى أوصلك للجسم وبس
تقدم أحمد يقف بجوار شقيقه باستغراب وتساءل بخفوت
:- يكون لاچل اللى حُصل فى دار البدرى
ناظره فاروق بحيرة وحرك أكتافة بمعنى لا يعرف ثم حول نظره نحو العسكرى قائلاً
:- اتفضل أنت وأنا هروح بنفسى
أرتبك العسكرى المسكين فأوامره تحث على اصطحاب فاروق فوراً وتسليمه إلى القسم وإلا تعرض للمساءلة لذا حاول الرفض وتوضيح وضعه
لكن صوت فاروق الحازم أخرصه حين قال بحزم
:- هحصلك بعربيتى يا عسكرى… ولا مفكر فاروج السمرى هيهرب منيك
رفع العسكرى يده بالتحية أمام فاروق معتذراً بحرج ثم أنصرف بخطى سريعة مرتبكة
تاركاً فاروق يتفكر فى سبب استدعائه الغامض

************

قــراءة ممتــعة ❤️





التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 23-02-21 الساعة 11:07 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 10:32 PM   #725

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 6 والزوار 39)
‏سما صافية, ‏user0001n, ‏wafaa hk, ‏موضى و راكان, ‏Fadwa Elayyan, ‏Maryam Tamim


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 11:08 PM   #726

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 66 ( الأعضاء 11 والزوار 55)
‏سما صافية, ‏Moon roro, ‏Emmi hssain, ‏دموع عذراء, ‏الذيذ ميمو, ‏سحاب الحربي, ‏Fadwa Elayyan, ‏asaraaa, ‏Maryam Tamim, ‏wafaa hk


سعيدة بكل المتابعين قراءة ممتعة للجميع
🌹🌹🌹


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 11:56 PM   #727

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 6 والزوار 39)


Maryam Tamim, ‏سما صافية, ‏user0001n, ‏wafaa hk, ‏موضى و راكان+, ‏Fadwa Elayyan

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 11:58 PM   #728

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل رائع يا ايمي تسلم ايدك حبيبتي .. اكيد حمدي الشرير هو الي دبس فاورق بقضية يوسف مثلا هو الي اتقصد يحط ساعة فاورق (اعتقد انها ساعة فاروق) حمدي شايل غل وكره بقلبه لفاروق واحمد لانهم احسن منه ولانه كمان ابن ابوه الشر يسري بدمه
سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 11:59 PM   #729

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50 ( الأعضاء 18 والزوار 32)


Maryam Tamim, ‏هدهد الجناين, ‏سما صافية, ‏Emmi hssain, ‏bobosty2005, ‏همس البدر, ‏م ام زياد+, ‏نهاد على, ‏sara osama, ‏موضى و راكان+, ‏shezo, ‏ولاء مطاوع, ‏Fadwa Elayyan, ‏أم الريان, ‏حلا العنزي, ‏Moon roro, ‏دموع عذراء, ‏asaraaa

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 12:11 AM   #730

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 68 ( الأعضاء 16 والزوار 52)

‏موضى و راكان, ‏shezo, ‏ولاء مطاوع, ‏سما صافية, ‏Fadwa Elayyan, ‏أم الريان, ‏حلا العنزي, ‏sara osama, ‏Moon roro, ‏Emmi hssain, ‏دموع عذراء, ‏الذيذ ميمو, ‏سحاب الحربي, ‏asaraaa, ‏Maryam Tamim+, ‏wafaa hk


جدعة يا أمل خرجتى من القمقم و بقى لك شخصية جديدة تعلن مابداخلها من مشاعر غاضبة بكل قوة و جراءة
أذهلت فاروق و طعنته فى قلبه
تسلمى سمانا الغالية أبدعتى

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.