آخر 10 مشاركات
غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-21, 10:10 PM   #891

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رانيا صلاح مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🥰🥰🥰🥰🥰🥰
تسجيل حضور وانتظار الفصل 😍😍😍😍😍😍😍
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 6 والزوار 4)
‏موضى و راكان, ‏زهرة ميونخ, ‏سما صافية, ‏رانيا صلاح, ‏الصلاة نور, ‏شارلك



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير والعافية على الجميع
تسجيــــــــل حضـــــــــور

في

أنتظـــــــــــار نزول الفصـــــــــل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emmi hssain مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور لرواية ايمان سلطان💖💖


منورين جميعــــاً يا أحلى متابعين
ولكم أجمــل بـــاقة ورد منى



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-03-21, 10:12 PM   #892

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث والعشرين
***********

لم يغمض لها جفن طوال ساعات الليل الموحشة، لم يصدق قلبها حديث حجازى الواهى عن سلامة ابنتها ولا الحجة الكاذبة بأن هاتف ابنتها المحمول قد سقط وتهشم ولذا لم تستطيع شموع التواصل مع والدتها
حتى لو كانت ساذجة ولا تدرك الكثير لكن قلبها .. قلب الأم يعلم أن ابنتها فى خطر ... ابنتها ليست بخير والله وحده يعلم ما بها
مع بزوغ الصباح كانت تغادر منزلها نحو منزل سعيد السمرى تاركة زوجها ينعم بنومه الهادئ، أخبرها حجازى بالأمس أن حمدى يقضى ليلته فى المحافظة عند ابنتها وقد طمأنه عليها، لو ظهر هنا فى البلدة اليوم فحجازى كاذب هكذا أخبرها عقلها البسيط لتتأكد من صدق حديث زوجها من عدمه
انتظرت بصبر طويل تحت ظل شجرة ضخمة تراقب بوابة المنزل المغلقة حتى انفرجت عن سعيد وولده الكبير مغادرين إلى أعمالهم، لم تتحرك من موقعها رغم اليأس الذى أصابها بعد مرور عدة ساعات وعدم ظهور حمدى، كان من المفترض أن تتسلل الطمأنينة لقلبها وتصدق حديث زوجها ولكنها لم تطمئن ولم يرتاح بالها على ابنتها الغائبة
طوال فترة انتظارها كانت تعاود محاولة الاتصال بهاتف شموع مرة تلو الأخرى وفى كل مرة تقابلها رسالة "الهاتف ربما يكون مغلقاً"
وأخيراً بعد مرور عدة ساعات أنفرج الباب عن دليل كذب زوجها، حجازى كاذب كما عهدته وابنتها فى خطر كما يخبرها قلبها
خرجت من مكانها تحت الشجرة وهرعت تقبض على مقدمة ملابس حمدى الذى يقف أمام منزله فى انتظار سيارته، متأنق مرفوع الرأس بتفاخر وغرور وكأنه طاووس منفوش الريش لا يضاهيه حسن ولا جمال
صرخت فى وجهه بأعلى صوتها تتهمه وتدينه بقلب أم ملتاع
:- بتى فين يا حمدى ... عِملت فيها إيه ... بتى فين
أجفل من ظهورها المباغت أمامه وتشبثها به، حاول التخلص من كلابات أصابعها التى تتشبث بملابسه ولكنها لن تفلته حتى يعترف عن مكان ابنتها، همس بفجور من بين أسنانه حتى يتخلص منها
:- بتك الفاچرة طفشت مخبرش على فين ... روحى دورى عليها وإياكى تاچى إهنا مرة تانية
جحظت مقلتيها بجنون يضرب بعقلها وصرخت من جديد فى وجهه تدافع عن سمعة وشرف ابنتها العفيفة
:- بتى أشرف منيك يا عديم الشرف ... بتى أشرف منيك ... عملت فيها إيه ... عملت فيها إيه يا ظالم
بدأ أفراد من أهل القرية فى التحلق حولهم بفضول عما يدور بين حمدى بيه السمرى ونرجس زوجة صاحب المقهى، من جمعهما وكيف؟؟
حاول البعض تهدئه نرجس وتخليص حمدى من بين يديها بينما وقف أخرون يراقبون بفضول وتطفل لهذه القصة التى ستصبح حديث المدينة للأيام القادمة
رفع حمدى صوته الخشن الجهورى ليستمع الجميع إلى كذبته التى قفزت إلى عقله المريض وقال بكلمات خرجت واثقة من فم رجل متمرس على الكذب والخداع
:- الولية اتچنت خليص ... بتها طفشت مع راچل أكل عجلها وضحك عليها ... والولية المچنونة دايرة ترمى بلاويها على الناس الشريفة
رفعت قبضتها تضربه بكل قوتها على صدره رغم ضعف قبضتها ... تنفى كذبته بحرقة
:- كداب ... كداب وفاچر بتى أشرف منيك ... أنت اللى طمعت فى البنية وچريت وراها ...وأمممم
كتم صوتها بكفه العريض حتى كاد يزهق روحها وقال بتأفف بنفس الصوت الجهورى ليصل للجميع
:- ده اللى ناجص ... تتهمى ابن الأكابر فى بتك الفاچرة بنت الجهوجى ... ديه أخر الزمن يا ولاد
أخيراً أخترق الصفوف التى تتزايد مع كل لحظة حجازى الذى انتزع نرجس من بين يدى حمدى وأدارها نحوه لتبدأ فى التقاط أنفاسها بصعوبة من جديد
رمقه حمدى بتهديد، يذكره بحوارهم بالأمس وما ممكن أن يصيبه من أذى فى أمواله إذا ظهرت الحقيقة، ابتلع حجازى ريقه وصاح بأعلى صوته بكذبه جديدة تفتق عنها عقله
:- لا حول ولا قوة إلا بالله ... الولية عجلها خف لما عرفت أن بتها ماتت (التفت نحو حمدى يستجدى رضاه وقال معتذراً) لامؤاخذة يا حمدى بيه أمسحها فيا أنى ... الحرمة مسكينة مش فى وعيها
حقاً لم تكن فى وعيها، وكيف تمتلك وعيها أو سلامة عقلها وهى تستمع إلى خبر موت صغيرتها، ضحية ضعفها وخنوعها ... هل ماتت حقاً!!، هذا هو التفسير الوحيد لغيابها عنها وعدم تواصلها بها
تشبثت بمقدمة جلباب حجازى، تحدق فى ملامحه بعيون زائغة النظرات تتسائل بعقل مغيب وصوت واهى
:- بتى ماتت ... ماتت يا حچازى ... كيف ...ميتى ... كيف تموت بعيد عنى ... كيف تموت وأنا حية فوج وش الأرض ... كيف
تهاوى جسدها أرضاً، لاتقوى ساقيها على حملها، تحجرت الدموع بمقلتيها وجذعها يهتز للأمام والخلف تولول غير مصدقة، تهزى بكلام غير مترابط أو مفهوم ومقلتيها تدور فوق التراب تنبشه بكفيها تردد بضياع وتيه
:- ضنايا تحت التراب .... ضنايا خدها الموت .. كيف .. لاه .. لاه بت جلبى حية ... حية
رفعت حدقتين مهتزتين بتيه تتجول بها بين الوجوه المحلقة حولها تتسول إجابة تؤكد حديثها أو تنفيه، إجابة تشفى صدرها المنشطر والناس حولها تضرب كف بالأخر، بين مشفق على لوعة قلب أم يحترق وبين من يشاهد بتطفل وينسج روايته الخاصة عما يحدث

***********
فى سيارة حسام العزازى المنطلقة على الطريق عائدة إلى البلدة بعد رحلة قصيرة استغرقت عدة ساعات منذ ساعات الفجر الأولى
يجاوره فى السيارة زوج شقيقته يوسف البدرى الذى يقبض على هاتفه المحمول يقوم ببعض الحسابات السريعة ويرسل رسائل خاصة لشركائه فى العاصمة ثم رفع نظره نحو حسام قائلاً بجدية
:- كده أرباحنا هتبقى ممتازة إن شاء الله فى الموسم الجاى بفضل الاتفاقات اللى عملناها النهارده
مد راحته يضعها على كتف حسام بربته خفيفة مستطرداً
:- والبركة فيك يا أبو نسب ... من غيرك مكنتش هقدر أوصل للمزارعين دول ولا كانوا هيثقوا فيا لأنى غريب عنهم
ابتسم حسام بحبور يحرك رأسه برضا وعينيه مسلطة على الطريق الوعر بتركيز
:- أنت مبجتش غريب خلاص يا يوسف بجيت واحد من البلد وخصوصى بعد ما استقرت إهنا بينا
حرك رأسه يرمى نظره على يوسف يتسائل
:- ولا إيه؟؟ ... ناوى تغير رأيك وتفارجنا
أسند يوسف مرفقه على حافة النافذة المفتوحة بجواره وهز رأسه بعدم معرفة ثم أخرج ما يعتمل فى رأسه يناقشه مع حسام الذى أصبح صديق مقرب له، بل كالأخ أو أكثر بعد العداوة التى بدأت بها علاقتهما
:- والله أنا محتار يا حسام بين رغبتى أنى أعيش وأستقر هنا وسط أهلى وبين شغلى وصحابى فى العاصمة (حول نظره نحو حسام مردفاً) أنا بقالى أكتر من شهر منزلتش القاهرة وسايب الشغل هناك ... حتى الشغل اللى كنت بخلصه وأبعته بالإيميل قل جداً بعد الحادثة ... أحساسى إنى مقصر مع شركائى مضيقينى جداً
(أنخفض صوته وشردت نظراته على الطريق مضيفاً) لكن مقدرش أسيب أختى فى الوضع ده وأسافر لازم أطمن عليها الأول وخصوصاً أن تحريات الحادث لسه مستمرة
ألقى حسام نظره على ملامح يوسف الحائرة ثم عاد يركز فى الطريق وقال يهون عليه وربما يوضح الصورة أكثر أمامه
:- رايد رأيى (انتبه يوسف للحديث والتفت بجذعه يواجه حسام) أنت مش مجصر فى الشغل ولا حاچة ... أومال إحنا كنا بنعمل إيه من صباحية ربنا ... بنلف على القرى حوالينا نعجد صفقات لشركتكم ... والاتفاجيات ديه هتكبر الشركة وتحسن وضعها يعنى أعتبر نفسك فرع الشركة فى وچه جبلى
رفع يوسف كفه يمسح على ذقنه مفكراً فى حديث حسام الذى أضاف بتعقل
:- وكمان دول صحابك وأكيد متفهمين وضعك ... أنت عنديك مسئوليات إهنا دلوك ... لما الأمور تستجر تقدر تروح وتاچى على كيفك
أومأ يوسف موافقاً على الحديث بينما ضيق حسام عينيه يتفحص الدورية التى وقفت على الطريق بمدخل القرية بالقرب من مكان حادث يوسف السابق، تبين بجانب سيارة الشرطة المتوقفة عدة عساكر منتشرين على جانبى الطريق بينما يقف النقيب مدحت متكأ على مقدمة السيارة بظهره بأسترخاء، كفيه داخل بنطاله ويضع عوينات الشمس فوق أنفه
أوقف أحد العساكر السيارة يطلب الرخصة من حسام فأعطاها له ببساطة وعينيه على مدحت المسترخى مكانه، رأسه موجه نحو قرص الشمس قليلاً
أقترب العسكرى منه ومد نحوه الرخصة وهو ينبهه بعدة كلمات
أعاد مدحت رأسه الذى كان يرفعه للأعلى قليلاً وعلى ما يبدو كان مغمض العينين من خلف عويناته الشمسية يستمتع بدفء شمس الجنوب
بمجرد أن عدل وضع رأسه ولمح السيارة التى يعرفها جيداً حتى أعتدل وتناول الرخصة ألقى نظره سريعة على الصورة بداخلها ثم أسرع نحو حسام الذى أتكأ بساعدة على حافة النافذة يستقبل مدحت وهو يتقدم نحوه ببشاشة
أحنى مدحت رأسه يلقى السلام على من فى السيارة وكفه يستند فوق سطحها وهتف بود
:- أهلاً أهلاً بكبرات البلد
رد حسام تحيته ثم أضاف يشاكسه وقد لاحظ استمتاع مدحت بدفء الشمس
:- حذارى شمس الچنوب تسحرك يا سيادة النجيب ... ديه مفعولها كيف السحر
ابتسم مدحت بقبول وهتف مؤكداً بحبور
:- كل اللى فى الجنوب سحرنى مش شمسه بس يا حسام بيه
ضحك يوسف بمرح من داخل السيلرة وقال محذراً
:- خد بالك يا سيادة النقيب ... أنا كنت جاى زيارة ومن وقتها مقدرتش أبعد عن البلد
شاركه مدحت الضحك وأيد حديثه
:- يظهر أن ده اللى هيحصلى يا أستاذ يوسف
ترجل يوسف من السيارة وتبعه حسام لتبادل الحديث بأريحية أكثر مع مدحت حيث قال حسام
:- أهلاً وسهلاً بك ... أنت خابر أهل الصعيد أهل الكرم كلاته وأنت إهنا كأنك فى بلدك تمام
ناظره مدحت بأمل يرنو إليه وقال بتأدب
:- ده العشم يا حسام بيه ... غيرش بس أنا لسه جديد فى بلدكم ومفيش غير الشاويش نصحى اللى مرافقنى ليل ونهار
أشار نحو شاويش أربعينى يقف بجانب السيارة، واستطرد بتلذذ
:- بس الشهادة لله حرم الشاويش نصحى أكلها زى الفل ... وكل وقت والتانى تبعت لى غدوة حكاية
تشاركوا الضحك ثم قال يوسف بصدق نية
:- كلنا هنا معاك وبيوتنا مفتوحة لك يا سيادة النقيب ... وأعتبرنى يا سيدى أول صديق لك هنا
ابتسم مدحت بحبور وهز رأسه حرجاً مردداً
:- والله يا أستاذ يوسف أنا مش عارف أقولك إيه ... ده أنا حتى مش قادر أوصل للجانى فى الحادث بتاعك
تبدلت الملامح للجدية وربما لليأس من الوصول للحقيقة، سأل حسام باهتمام
:- يعنى إيه؟ ... مفيش أى چديد فى الجضية
زفر مدحت بضيق وحرك رأسه بضجر
:- للأسف لأ ... وصلنا لنقطة ميتة والجانى مجهول ... خصوصاً بعد تبرئة فاروق السمرى ... بعد أقوال حارس البيت عندهم اللى أكد على شهادة مدام فاروق ... بس مخبيش عليكم لسه فاروق السمرى هو المتهم رقم واحد وممكن التشكيك فى شهادة الحارس ... يعنى أى محامى شاطر هيقول أنه خايف على أكل عيشة وعشان كده شهد لصالح رب عمله
حرك يوسف رأسه بتفهم وسرح بنظره لبعيد مفكراً، يجزم أن فاروق برئ، ليس الجبن أو الكذب من شيم رجل كفاروق وأن كان أقدم على قتله لكان جهر بالأمر بدون خوف ... سرح بفكره باحثاً فى عقله عن المستفيد مما حدث له
أما حسام فتسائل بفضول
:- وأنت واجف إهنا بجى لاچل جضية يوسف برضك
نفى مدحت سريعاً وهو يوضح
:- لا ... حضرتك عارف الأيام ديه فى أغراب كتير فى البلد وعربيات نقل المحاصيل بتتحرك على طول الطريق ليل ونهار ... فقلت نعمل كمين نعرف مين اللى داخل البلد ومين اللى خارج تحسباً لأى أمر ممكن يحصل
أومأ حسام برأسه باستحسان وقال مشجعاً
:- عفارم يا سيادة النجيب ... ربنا يوفجك
انتبه يوسف للحديث وقرر أن يكرم مدحت كما أكرمه أهل هذه البلده حين وصل إليها، فقال بود موجه الحديث لحسام
:- مش كفاية التشجيع الشفوى يا حسام ... سيادة النقيب وحيد بينا وواجب نكرمه وعشان كده الغآآآآ
قاطع حسام حديث يوسف بحمائية صائحاً بصوته الرخيم
:- الغدا حدانا ... فى بيت العزازى وأنتوا التنين معزومين بكره إن شاء الله (حدج يوسف بنظره عاتبة قائلاً) ولا إيه يا أبو نسب
فهم يوسف تلميح حسام الذى أراد التخفيف عن الجميع باجتماعهم بمنزل والده وترك منزل البدرى بما يتحمله من مشاكل واضطرابات

***************
يتبـــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-03-21, 10:13 PM   #893

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى داخل المزرعة وعند أسطبل الخيل كان فاروق يقف يحيط به أبنائه من الجانبين يتفقدون الخيول الخاصة بهم
تلك المحنة دفعته للتقرب من أبنائه أكثر ليعوضهم عن غياب الأم وربما ليتزود منهم ببعض من حنانها المفقود فالحقيقة أن كلا منهم يهون على الأخر بطريقته الخاصة
بالأمس اصطحبهم خارج القرية إلى المحافظة ليقضى اليوم معهم فى شراء ما يلزمهم، واليوم اصطحبهم للأسطبل ليواصلوا تدربياتهم على الفروسية يحاول إلهائهم عن السؤال المستمر عن ميعاد عودة والدتهم للمنزل
أقترب ياسين من (غالية) فرسه والده يمسح على بطنها المنتفخ بوليدها برفق والتفت إلى والده يسأله
:- ميتى هتولد يا بوى؟
:- سبوعين وتولد يا ياسين ... والمهر بتاعك يوصل للدنيا
ابتسم ياسين وعاد يمسح على بطنها بحنو قائلاً
:- ممكن أحضر يوم الولادة يا بوى .. رايد أشوف المهر وأسميه أول ما يوصل
أومأ والده موافقاً بينما رفع فارس رأسه يطالع وجه والده وقال عابساً
:- وأنا يابوى ... عزيزة هتولد ميتى بجا
مسح فاروق على شعره الناعم برفق يبتسم فى وجهه على تعجله فى كل أموره فى حين أجابة محروس الذى يقف بالقرب
:- هتولد بعد غالية طوالى ... الصبر چميل يا فارس
أومأ فاروق عدة مرات شارداً يردد داخل نفسه مؤيداً " الصبر چميل" وبعد الصبر يكون الفرج ويشفى القلب ويجتمع الأحبة
مد محروس ذراعه ينادى على الأولاد
:- يلا يا ولاد ... نوكل الخيل وبعد إكده تدربوا على الركوب شوية
تحرك الطفلان خلفه وفارس يهتف بتذمر
:- هنتدرب على (خفيف) برضك ... ده مبيعرفش يچرى أنا عاوز أركب (سحاب)
:- سحاب
صدر الصوت من خلفهم رخيم قوى جعل الرؤوس تتجه نحوه، أعقب كلمته بضحكة مرحة وهو يتقدم ليقف بجوار شقيقه وحدقتيه موجهة نحو فارس الصغير وشاكسه قائلاً
:- رايد تركب سحاب يا سى فارس ... لسه بدرى عليك جوى جوى ... أنت يادوب ربع فارس بس (ضحك ياسين بمرح بينما عبس وجه فارس وعمه الكبير يواصل) لو مش عچبك خفيف أركب (زرزور) يا دوب على قدك
صرخ فارس معترضاً
:- (زرزور) لاه ... ده أنا أسرع منيه وأنا ماشى على رچليا
تعالت ضحكات الجميع على الصغير المتذمر دائماً، قال فاروق لولده الصغير
:- جولنا جبل سابج تتعلم بالهداوة لاچل ماتوصل صُح لهدفك
مط فارس شفتيه بطفولية ونفخ أنفاسه من أنفه ثم قال لمحروس
:- أمرى لله ... أركب خفيف ... ميتا تولدى يا عزيزة ويبجى عندى مهر لحالى
اصطحب محروس الأولاد لداخل الأسطبل ووقف أحمد بجوار شقيقه يشعر بألمه وحيرته ولا يملك أن يخفف عنه فدوائه معروف ولكنه بعيد وصعب المنال خاصة فى خضم هذه الظروف المتأزمة ومازال كلام البلدة يلف ويدور حول شقيقه وزوجته
*************

ترجل يوسف من سيارة حسام أمام مزرعة السمرى، عليه أن يوفى بوعده لشقيقته ويحاول الوصول لاتفاق لترى أولادها، بالأمس لم يستطع مقابلة فاروق بعد أن أختفى مع أولاده بعد صلاة الجمعة
واليوم علم بوجوده هنا فى المزرعة ولن يتنازل عن مقابلته أبداً
دلف بكل ثقة يخترق طرقات المزرعة شاسعة المساحة، وارفة الأشجار بصحبة أحد عمال المزرعة الذى قادة حيث ركن المجلس المسقف بسعف النخيل قرب الأسطبل ثم اتجه العامل نحو الشقيقين يخبرهم بوجود يوسف البدرى
استدار الشقيقان نحو يوسف الذى يقف بعيداً وسهام الغضب المشتعلة بالنيران بدأت تظهر فى مقلتى فاروق الذى مال على شقيقه هامساً
:- العيال تفضل إهنا ... ميخرچوش من الأسطبل دلوك
أومأ أحمد الذى نصح شقيقه وهو يضغط على كتفه بقوة هامساً بهدوء وتعقل
:- أسمع منيه وأعجل الكلام يا فاروج ... مفيش داعى للعصبية
لم يستمع فاروق لكلمة إنما أندفع نحو غريمه فى قلب زوجته، الرجل الذى سرقها وحرضها بوجوده فى البلدة على الهرب
وصل أمام يوسف يتفحصه جيداً، شد قامته الفارعة وضع كف فوق الأخرى خلف ظهره وقال ببرود يخفى به اشتعال أعصابه
:- خطوة غريبة يا أستاذ يوسف ... لعله خير
ابتسم يوسف بخفة يستقبل النظرات المتحدية من فاروق بصبر ومداهنة رغبة فى الوصول لحل يريح قلب شقيقته وقال بنبرة هادئة خافتة
:- أكيد خير يا أستاذ فاروق ... أنا جاى اتفاهم معاك فى موضوع أمل
أشار فاروق بيده فى الهواء نحو أحد الأرائك الخشبية المصطفة خلفه بلامبالاة داعياً يوسف للجلوس وجلس بدوره مقابل له يحدق به بتمعن، لا ينسى مبادرة أمل ويوسف فى إنقاذه واثبات برائته من تهمه هو برئ منها ولكن ليس على حساب كرامته وكبرياؤه .. قال يدعى اللامبالاة
:- اتفضل جول ما عندك
ناظره يوسف لبرهة بصمت ثم قال بحروف هادئة مداهناً
:- أنا جاى عشان الأولاد ... أمل أم مشتاقة ومحتاجة لولادها
انقلبت مقلتى فاروق ولم يستطع اصطناع اللامبالاة أكثر من ذلك، ظن أنه أتى يطلب الصلح والسماح لها بالعودة إليه .. إلى داره لا مطالبة بأولادها ... أولادها فقط هل هذا هو كل ماتبقى بينهما؟ هل كرهته لهذا الحد؟
قاطع فاروق بصوت محتقن حديث يوسف ضاغطاً على نواجذه
:- أختك ناشز يا أستاذ ... هچرت بيت چوزها يعنى مالهاش حج تطلب وتتشرط
قطب يوسف حاجبيه، لم يتوقع حسن المقابلة أو التفاهم السريع ولكن فاروق يقطع كل السبل قبل حتى أن تمد بينهما، قال بحمائية
:- أمل أم ولها كل الحق إنها تشوف ولادها ... الولاد مالهمش ذنب فى المشاكل اللى بينكم
أصدر فاروق صوت ساخراً بفم ملتوى بتهكم قائلاً
:- حقها … حقها ده كان جبل ما تهرب من دارها ... كان جبل ما تخلي سيرة چوزها وسمعته على كل لسان فى بلد ... كان جبل ما تهمل عيالها وتعرضهم لكلام الخلج الماسخ وتصغرهم جصاد زمايلهم فى المدرسة
توهج إنفعاله أثناء حديثه فبدأ صوته يرتفع ويشيح بيده فى الهواء ثم هب واقفاً يستطرد بصوت أجش
:- أختك مالهاش ... حج عندى ... كيف ما خرچت من دارها وهملت عيالها براسها وبرغبتها ... تعاود لحالها لو رايده تشوف ولادها
ردد يوسف الذى وقف بدوره يقابل فاروق رأساً برأس ... يحاول التحكم فى أعصابه حتى لايُفسد الأمر ويقطع سبل التواصل بينهم من أجل شقيقته وأبنائها ... قال بتحدى رغم هدوء نبرته
:- تعاود!! ... على أى أساس ترجع ... ترجع لبيت إتهانت واتضربت فيه ... أنا مش ناسى منظر وشها وهى جاية بيت أبوها مضروبة وهربانة من ظلمكم لها
اتسعت مقلتى فاروق غضباً رغم اعترافه الداخلى بخطأه نحوها إلا أنه مكبل بأعراف وتقاليد تحتم عليه توقيع العقاب على زوجة خرجت من طاعة زوجها حتى لو كانت على حق، رفع سبابته يوجهها نحو يوسف يقاطعه من جديد ووضح بكلمات تخرج من بين أسنانه قهراً وتخاذل
:- أنت خابر فى سلو بلدنا ... اللى تعمل عمله خايتك ديه چزائها إيه (ناظره يوسف قاطب الحاجبين بتسائل فأضاف فاروق بصوت مخيف) چزائها الموت ... اللى تچيب العار لچوزها وعيالها چزائها الموت
زادت تقطيبه يوسف وفاروق يتنفس بثقل مضيفاً بنبرة أهدأ يُخفى خلفها مشاعره الثائرة وحبه المجروح ككبرياؤه
:- أنا عامل خاطر ... عامل خاطر لاچل العيال اللى بينا ... غير إكده كنت چبتها ورچلها فوج رجبتها وهى خابرة إكديه مليح
ظهر كذبة فى حدقتيه فهو لايستطيع أن يمسها بسوء فيكفى ما عانته معه ومع طبعه الخشن، ليس أبنائه هم من يمنعوه عن إيذائها بل قلبه من يمنعه
عجز يوسف عن مواصلة الحديث فيبدو أن العناد قد استحكم من عقل فاروق المتحجر فزاده صلابة ولا سبيل للتفاهم المتعقل الأن وهذا ما حدث حين صدع صوت فاروق وهو يشيح بنظره بعيداً قائلاً بجفاء
:- شرفت يا أستاذ
ناظره يوسف بتحدى ثم ألقى نظره نحو أبناء شقيقته اللذين يراقبون ما يحدث من خلف عوارض ساحة تدريب الخيول الخشبية بعد أن خرجوا على صوت والدهم المرتفع وبصحبتهم محروس يراقبون ما يحدث
استدار يوسف مغادراً بعد أن قال بهدوء يُحسد عليه
:- إن شاء الله نتكلم ونتفاهم فى وقت تانى ... تكون فيه أهدى من كده ... أحنا نسايب مهما حصل يا فاروق بيه
تجمد فاروق على وقفته للحظات حتى أختفى يوسف من أمامه ثم رمى بجسده الضخم على الأريكة خلفه مغمض العينين منهك الروح والقلب
أخرج علبة السجائر من جيب بنطاله والتقط أحدها ثم قذف بالعلبة على الطاولة أمامه فزحفت لمنتصف الطاولة
أشعل السيجارة بعصبية أصابت أصابعة برجفة واضحة، سحب نفس طويل من نيران سيجارته الأقل أشتعال من نيران قلبه
ثم رفع كفيه يضغط على محاجر عينيه براحتيه لعله يوقف أعاصير الألم التى تضرب برأسه ثم زفر لهيب أنفاسه المتأججة ببطء مع سحب دخان سيجارته

***************

ممزق الروح بين القلب والعقل ولو أن قلبه وعقله يتفقان على عشقها ولكن العادات تقف أمامه كجدار عازل يمنعه من الوصول إليها دون أن يطأ على كرامته وكبرياؤه في مجتمع ذكورى، المرأه به دائماً هى المذنبة
وقف أولاد فاروق يطالعون والدهم وعراكه مع خالهم بملامح واجمة تطل منها نظرات يأس كبير على ملامحمهم الصغيرة البريئة ... عبر فارس عن مقدار أحباطه بنبرة أقرب للبكاء
:- إكديه أمى مش هتعاود تانى ومش هنشوفها واصل
اجابة ياسين بإصرار وثقة لا يعلم مصدرهما ولكنه يعلم أن والده سيبر بوعده ويستعيد والدتهم من جديد ويثق فى حب والدتهم لهم
:- لاه ... أمى هتعاود مش هتتخلى عنا واصل ... أبوى جال هترچع يبجى هترچع
جال أحمد الذى يقف بجوارهم يستمع إلى حوارهم بنظره بين شقيقه الذى جلس يمج دخان سيجارته شارد الذهن، منهك القوي وبين أبناءه اللذين ارتسم البؤس والحزن على ملامحهم الصغيرة
حول أحمد نظره نحو محروس الصامت الذى يقف على بعد خطوات وأمره بهدوء يحاول التخفيف عن أبناء شقيقه
:- محروس حضر خيل زينة للولاد ودير بالك عليهم
أومأ محروس طائعاً فى حين هبط أحمد على عقبيه ليصل لمستوى أطوال أولاد شقيقه ... يمسد وجه هذا ويشد على كتف الأخر وقال مؤكداً على كلام ياسين
:- كلامك صُح يا ياسين كل حاچة هتتصلح ... لكن الكبار بياخدوا وجت فى التفاهم ... وعمر طول البعد ما هيأثر فى حب أمكم ليكم
تعلقت أنظار الصبيان بوجه عمهم بأمل يتجدد، ابتسم أحمد بطيبة فى وجوههم يحمس مشاعرهم
:- يلا ... روحوا مع عمكم محروس وأدربوا على ركوب الخيل ... كلاتها سبوعين وكل واحد منيكم هيكون له مهره مسئولة منيه ... رايد أشوف مين منيكم فارس على حج
استقام أمامهم يراقبون بحنو بينما فرد محروس ذراعيه يستقبلهم واصطحبهم معه وهو يتحدث معهم يحاول التهوين عليهم مما شاهدوه منذ دقائق

****************
يتبـــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-03-21, 10:15 PM   #894

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

أرتخي جسد فاروق في جلسته فى مقعد الرجال متكأ بمرفقه على مسند الأريكة الخشبى نظراته تعبر الفراغ والزمن والأيام لتصل إلى فاروق الشاب المجند العائد إلى بلدته يحمل الشوق واللهفة بين ضلوعه، شوق لحبيبة فتح عينيه و قلبه عليها بمجرد أن خطى على أعتاب الرجولة

كان أنحف جسداً فظهر طوله الفارع بشكل ملفت فى بدلته العسكرية، حليق الوجه وسيم الملامح يحمل حقيبة ظهر على كتفه وفى يده حقيبتين بلاستيكيتين
يتحرك بخطوات رشيقة متلهفة نحو منزل عائلته الفاره، لمح ظلها عن بعد تنتظر قدومه فوق سطح الدار كعادتها ... تعلم موعد عودته باليوم والساعة والدقيقة فتصعد إلى السطح تترقب ظهوره كهلال العيد بوجد وصبابة
خلع قبعته العسكرية ولوح بها مرحباً في الهواء مرتين مدعياً تهوية رأسه من الحرارة الشديدة لشمس الصيف ثم دلف من البوابة الحديدية وألقى التحية على الحارس سريعاً وخطى عدة خطوات واسعة للداخل
وعندما اقترب من مدخل المنزل دار حول زاويته واختفى لدقائق معدودة ثم ظهر من جديد وأقتحم الباب الداخلى المشرع للمنزل بصخب يعلن عن عودته
هرعت والدته تجذبه إلى أحضانها وتنثر قبلاتها على وجهه تطمأن قلبها بعودته سالماً، ربت على ظهرها بحنو ورأسه محنى نحو قامتها الأقصر منه بكثير بينما حدقتيه تتحرك من خلف ظهر والدته نحو من سلبت عقله وقلبه وهى تهبط الدرج ببطء، تحتويه ببحور عسلها المشتاقة لطلته
ابتسم بحب ومط شفتيه خلسة بقبلة هوائية تعرف طريقها جيداً فوق ورود وجنتيها المتفتحة، ابتعد عن أحضان والدته قليلاً وبدأ في الاطمئنان على أخبار والده وشقيقه ثم حول رأسه نحو أمل حين أصبحت بالقرب منهما وكأنه لم يلمحها قبل هذه اللحظة وقال بنبرة حاول أن يخفى الشوق فيها
:- كيفك يا بنت عمتى ... إن شا الله تكونى بخير
اتسعت بسمتها بأشراق وأجابته بصوتها الخجول خافت النبرات
:- بخير طول ما أنت بخير يا ابن خالى
ظهرت شقيقته أعلى الدرج وهبطت مسرعة ترحب بشقيقها على عجل ثم نظرت نحو حقائبه الملقاة جانباً وتسائلت بفضول
:- چبت كل اللى طلبته منيك يا فاروج
ناظرها بيأس من أنانيتها ودلعها المبالغ فيهما وقال موبخاً
:- طب أرمى السلام الأول ... عندك فى الشنطة ديه كل اللى طلبتيه
أشار نحو الحقيبة البلاستيكية وسألها مشاكساً
:- هتسافرى لچوزك ميتى وتخلصينا من طلباتك
جذبته فهيمة من ذراعه نحو الأريكة التى تتوسط البهو وأجلسته بجوارها قائلة بتذمر
:- هملها يا فاروج … والله ما عارفه هعيش كيف من غيرها كان لازمته إيه السفر ده
التفت فاروق نحو والدته أو بالأصح نحو أمل التى وقفت خلف والدته مباشرة وبرر بتعقل
:- الراچل بيكون حاله يا أمه ربنا يوفجه ... والحرمة مكانها مع چوزها فى أى مكان
أشار نحو أمل بعيون لامعة قائلاً بنعومة
:- وبعدين حداك بت تانية أهيه تعوضك
لوت عنقها تحدق خلفها بنصف عين نحو أمل بلامبالاة ثم مصمصت شفتيها معترضة
تعالي صوت سحر بعد أن تفحصت محتويات الحقيبة واطمأنت على وجود جميع ما طلباته ثم تفرغت لمشاغبة شقيقها الصغير
:- فين الشنطة التانية أومال يا فاروج
التفت نحوها يرمقها بسخط وتسائل ببلاهة
:- شنطة إيه؟… ما هي جدامك أهيه
:- لاه كان معاك شنطيتن
أشار نحو حقيبة ظهره الملقاة جانباً ثم الحقيبة بيدها مدعياً البراءة
:- جدامك أهوه شنطة والتانية
كتفت ذراعيها تحت صدرها ترمقه بخبث وأصرت قائلة تعانده
لاه شنطتين بلاستك ... أنا شفتك من البلكونة وأنت چاى وبترفع الكاب من فوق راسك :-
ألقت نظره خاطفة نحو أمل ثم عادت تواجه بملامح منشرحة فتلقى نظراتها بغل ثم هتف يتملص من مكرها
:- هما دول اللى معاى يا سحر ... تحبى تفتشينى
رمقته بمشاغبة وحركت حاجبيها نحوه بأشارة تعنى إنها تعلم كل شئ، نظرت فهيمة نحو أمل الساهمة فى وجه فاروق بالقرب منهم وأمرتها باقتضاب
:- أمل ... خدى شنطة فاروج بدل ما أنتِ واجفة إكديه ... خرچى الخلجات الوسخة وآآآ
:- لاه … همليها يا أمل مكانها وروحى على أوضتك
صاح فاروق مقاطعاً حديث والدته ثم مال عليها هامساً
:- چرا إيه يا أمه … جلتلك جبل سابج خلجاتى أمل متغسلهاش .. ميصحش
مصمصمت شفتيها باستخفاف ترميه بنظراتها الماكرة وهمست بنفس طريقته بخبث أنثوى
:- عليا يا واد ... مش دى اللى رايد تتچوزها
تهرب بمراوغة وأستغل الفرصة لصرف أمل إلى غرفتها
:- لما أتچوزها يبجى وضع تانى يا أمه ... مشى على أوضتك يا أمل ... أخفى يلا
غمزت سحر نحوه بشقاوة والتقطت حقيبة طلباتها وصعدت نحو غرفتها أما أمل فأخفت بسمتها بعيداً وهي تسرع مطيعة لأوامر الحبيب إلى غرفتها
دلفت الغرفة وأغلقت الباب خلفها تتنهد بلوعة كم أشتاقت لرؤيته وسماع صوته، وقعت نظراتها على طاولة صغيرة بركن الغرفة تستريح فوقها حقيبة بلاستيكية منتفخة بمحتوياتها
اتسعت ابتسامتها وحولت حدقتيها نحو النافذة المشرعة والتى تطل على الحديقة الخلفية للمنزل حيث قفز فاروق للداخل إلى غرفتها وترك لها حقيبة مملوءة بالهدايا كعادته فى كل زيارة له من الجيش
التفتت تغلق الباب بالمفتاح ثم أسرعت نحو الحقيبة تفض محتوياتها، مجموعة من المجلات النسائية والكتب الروائية، حقيبة بلاستيكية تحتوي على علبة مربعة تحتوى على حلواها المفضلة ثم حقيبة أخرى مطوية بعناية فضتها بلهفة وأخرجت منها وشاح حريري أخضر بلون الزرع مطرز الأطراف بخيوط ذهبية بشكل جذاب
خلعت وشاحها القديم وألقته فوق الفراش ثم هرعت أمام المرأه ووضعت الوشاح الجديد فوق رأسها ولفته بعناية حول عنقها وضفيرتها السوداء الطويلة تتدلى بنعومة فوق صدرها
أخذت تدور أمام المرأه تتفحص نفسها في الوشاح بسعادة كبيرة
وماهى إلا دقائق قليلة حتى صدح صوت صافرة خافتة انطلقت من جانب النافذة دفعتها لتهرع إليها وطلت إلى أسفل النافذة حيث يقف فاروق بملابسه العسكرية وقد تخلى عن قبعته فقط يرفع رأسه نحوها يتأمل حسنها وبهائها في الوشاح الجديد
غمز لها باعجاب وقال مغازلاً
:- الطرحة زادت حسن لما لمست چبينك يا حبة الجلب
توردت وجنتيها خجلاً وسحبت طرف الوشاح تخفى ثغرها
مرر بصره على وجهها الخمرى الرقيق، يتشبع من جمالها وحيائها بينما ضفيرتها الحريرية التى يعشقها تتدلى في الهواء متأرجحة تتلاعب بدقات قلبه الخافق بحبها
رفع كفيه نحوها في الهواء منادياً بصوت عاشق غلبه الهوى
:- تعالى يا أمل
شهقت بتعجب وهى تنظر نحو الأرض التى تبعد عن النافذة قرابة الثلاث أمتار، حركت رأسها رفضت القفز نحوه فقال يطمئنها
:- ماتخفيش ... هلقفك فى حضنى ومش ههملك واصل
ضمت شفتيها حرجاً وواصلت تحريك رأسها بالرفض وهتفت باعتراض
:- أتحشم يا فاروج … أنا هلف وأچيلك
دلفت للغرفة وتحركت نحو الباب ولكنها عادت تنزع وشاحها الجديد، طوته بعناية ورفعته نحو شفتيها تطبع قبلة فوقه ثم أخفته داخل خزانتها عن عيون زوجة خالها، أرتدت وشاحها القديم
ثم التقطت علبة الحلوى وعادت تتدلى من النافذة تنادى عليه بخفوت
:- فاروج … خلى ديه معاك
قال مشاكساً يحاول إقناعها وهو يتلقى منها العلبة الصغيرة
:- يابنتى نطى ومتخفيش والله ما هملك تقعى … ده أنا أخاف عليك أكتر من روحى
ضحكت بوجهه بحياء ثم أسرعت مغادرة، تسللت من أمام باب المطبخ وفهيمة تتحرك فى الداخل تعمل على صنع بعض أصناف الطعام وتحث المساعدة على إنجاز الأعمال سريعاً
وقف فاروق يستقبلها ومد راحتيه يحتضن كفوفها الناعمة ثم مال يلثم ظاهرهما بالتبادل وجذبها معه ليجلسا فى ركن هادئ فوق أريكة خشبية مبطنة بحشوات ملونة تحت مظلة مكسوة بالنباتات المتسلقة الخضراء والزهور الملونة
جلسا متجاورين، يحتضنها بمقلتى عاشق أضناه الشوق وهى تحنى رأسها حياء وخجلاً رغم رغبتها الشديدة فى التشرب من ملامحه التى افتقدتها حد الموت
مال نحوها يلتقط ضفيرتها النائمة على كتفها وطبع قبله صغيرة فوقها ثم قال مغازلاً بحرارة
:- أتوحشتك جوى يا توأم روحى
رفعت مقلتيها نحوه وحركت أناملها نحو ضفيرتها تتلمس موضع شفتيه فوقها وتتلاعب بها لتخفى أرتباكها الخجل ثم همست بحياء
:- مش كيفى يا فاروج … غيابك بيجطع بيا وبحس أنى لحالى فى الدنيا من غير أهل ولا … ولا أحباب
التقط أناملها التى تتلاعب بضفيرتها وضغط عليها برفق متسائلاً وقد توجس من مضايقات والدته لها التى زادت بمجرد أن أعلن رغبته فى الأرتباط بها
:- أمى ضايجتك تانى ... أحكى ومتخبيش عنى شى
أطرقت برأسها لبرهة لا يضيرها معاملة زوجة خالها الجافة لها ولكنها لن تطيق أن تفرقها عن مصدر الحب والحنان الوحيد بحياتها، رفعت رأسها نحوه تقول بتخوف
:- سمعتها بتجول لخالى إنها مش موافجة على چوازنا ورايدة تچوزك بت خالك
قطب حاجبيه الكثيفين وشدد قبضته حول كفها قائلاً بحمية
:- مفيش الكلام ده …. أنا قرأت الفاتحة مع چدى جبل ما يموت وقرتيها تانى مع أبوى أول ما تخرچت ... أنت مرتى ومحدش هيفرج بينا مهما حُصل
غاصت فى مقلتيه العميقة تطمأن قلبها بوعده بالوصال وسألت بلوعة
:- صُح يا فاروج … صُح
ضم جسده إلى جسدها وأحاط كتفيها بذراعه بدفء مؤكداً
:- كلها أربع شهور وأخلص الچيش ... وأبوى وعدنى نتم الچواز بعد ما أخلص الچيش طوالى
مال عليها يهمس بجوار أذنها يبثها عشقه ولوعة قلبه
:- أنا مش هجدر أنتظر لحظة بعدها … الشوج هيجتلنى يا توأم الروح ... كل يوم بجضيه بعيد عنك عذاب
زادت انحناءته عليها وقرب شفتيه يقتنص قبله من وجنتها الوردية المشتعلة خجلاً وزاد به الشوق فحاول التسلل أكثر فى اتجاه شفتيها المرسومتان بدقة بلون ربانى يُشعل حرقة القلب ليتفاجأ بأناملها تدس قطعة حلوى فى فمه التقطتها من العلبة الصغيرة بجانبها
تملصت من ذراعه الملتفة حول كتفيها وابتعدت مقهقهة بمرح تتأمله وهو يلوك قطعة الحلوى داخل فمه بامتعاض
ضمت كفيها إلى صدرها باسمة وهو يقترب منها متذمراً
:- ماشى يا بنت عمتى … حسابك معاى بعد أربع شهور بالتمام
تبدلت ملامحها للقلق وهاجس الخوف من زوجة خالها لا يريح عقلها، تساءلت من جديد بتخوف
:- ومرات خالى هتعمل معاه إيه؟ ... وتجنعها (تقنعها) كيف
مسد على كتفها بحنان وطمأنها بكلمات نابعة من قلبه المغرم بها
:- أنا خابر أن أمى صعبة حبتين … وبتغير عليا شوية بس غرضى تتحمليها يا أمل ... أنتِ أدرى بطبعها وهى مهما كان أمى مجدرش أعاديها
أومأت بتفهم ومقلتيها تظهر توجس من القادم … أخذ خطوة أخرى نحوها وضم ذراعيها بكفيه مردفاً
:- لكِ عليا هحميك منيها وهبعد يدها عنك بروحى وهحطك فى عينيا الاتنين يا أغلى من العين ومن الجلب أنتِ
طأطأت رأسها خجلاً فمال على جبينها يلثمه بدفء وكأنه يضع ختمه على عهدهم سوياً


وأبرت بوعدها وتحملت لسنوات طوال كما أبر هو أيضاً لبعض الوقت ثم تسرب منه الوعد رويداً رويداً وأستطاعت والدته ملء إذنيه وعقله وقتما تريد فتظهر قسوته وعصبيته التى يصبهما على زوجته الخاضعة لسلطان حبه
رفعت أناملها تزيل دمعة تنسدل على وجنتها تتشارك ذكرى غالية مع قلب رغم البعد قريب
أخفضت نظرها عن قمة منزل السمرى التى أعتادت مراقبته شوقاً وحنيناً لأحبابها من خلف نافذة حجرتها منذ أن انتقلت إلى منزل والدها
تنهدت بحنين منكسة الرأس حين دلفت شمس إلى الحجرة هاتفه بود
:- لما بتختفى بالشكل ده بعرف أنك هنا
ابتعدت عن النافذة تبرر ببساطة
:- ولا بختفى ولا حاچة … ملجتش حاچة أعملها جولت أريح شوية
تنهدت شمس متفهمة لمشاعر أمل المفتقدة لأحبائها وقالت بتعاطف
:- يوسف هيحاول يتفاهم مع فاروق ... وإن شاء الله يوصلوا لحل وتشوفى الولاد
هزت رأسها بأمل لن ينتهى بقلبها فهى على يقين بحتمية اللقاء رغم كل الصعاب، مازالت تتمسك بذرة رجاء فى حب كان يوماً يملئ فؤاد زوجها وعقله

*************
فى نفس مكانه لم يتحرك منذ وقت ليس بالقليل، منفصل بعقله ووجدانه فى مكان أخر، فى عالم الذكريات يشعر بروحها تشاركه الذكرى كما شاركته سنوات عمره دون تذمر أو امتعاض
كم أمتصت غضبه وخففت عنه الأحمال وتحملت قسوة والدته وخشونة طباعه ولم تئن أو تشكو
كان عليه أن ينتبه حين دق الجفاء رحاله بينهما ... حين انزوت بصمت وانحسرت ضحكتها عن الشفاه ربما يقينه بأنه كل حياتها وأهلها جعلها أمر مسلم به فأهمل فيها ... أهمل فؤاده وجفاه
انتبه لموقعه ومحله فى مقعد الرجال بمزرعة عائلته حين أقترب شقيقه وأتخذ مجلسه بجواره، حرك مقلتيه نحو أولاده اللذين ينطلقون فوق الجياد ذهاباً وإياباً بينهما محروس يوجههم ويرعاهم
حدجه أحمد معاتباً للحظات ثم قال بهداوة
:- دخلت فى الراچل شمال ... جولت أسمع وأعجل الكلام
ضربت الدماء برأسه من جديد وقال مدافعاً عن نفسه
:- كنت رايد أعمل إيه يا أحمد ... چاى يطلب تشوف ولادها ... خلاص بجى هو ده اللى بينى وبينها ... ولادها وبس
تابعه أحمد بصمت حتى يفرغ ما بجبعته وفاروج يواصل باحتقان
:- نسيت كل حاچة ... مش واعية للى عِملته فيا ... شيلتنى العار فوج راسى (أشاح بذراعه فى الهواء بعصبية مستطرداً) كل الخلج بتبص علىّ ولسانهم كاتم ألف كلمة وألف سؤال ... كيف ساكت وجابل على كرامتى الچرح ده
أستندت بظهره إلى مسند مقعده وحرك رأسه بسخرية وقال يتصنع ابتسامة متهكمة على ما وصل إليه حاله
:- چه اليوم اللى واحد كيف حمدى يعيرنى بمرتى وسكوتى على هروبها ... وينصحنى كيف أعامل الحريمات
أخفض رأسه وصوته وهو يعترف أمام شقيقه بخزى
:- أمل كسرتنى يا أحمد ... كسرتنى
لم يواصل شكواه بأنها "مزقت قلبه وسلبت روحه معها فأصبح جسداً خاوياً بلا الروح" ففضل أن يبتلع غصة قلبه ويكتم مشاعره حفاظاً على ما تبقى من كبريائه وكرامته
خرج صوت أحمد رخيم برصانة يهدأ أعصاب شقيقه المنهارة
:- كلام الناس عمره ما هيعمر بيت ومصيره يقف أو يلاجوا حكيوه تانية يتكلموا فيها ... الأيام كفيلة تداوى الجراح
تقابلت نظراتهم ليردف أحمد بهدوءه
:- يوم والتانى والأمور تهدى ووجتها يبجى فى مجال للكلام بالعقل ... والعتاب والصلح
أرخى فاروق جفنيه وزفر بقوة فى الوقت الذى أقترب فيه أحد العاملين بالمزرعة حاملاً صينية تحوى أكواب من الشاى الثقيل، وضعهم على الطاولة قائلاً باحترام
:- الشاى يا أحمد بيه
شكره أحمد بتواضع ثم سأله باهتمام عن الحدث الذى جذب أنظار واهتمام القرية اليوم
:- إيه اللى حُصل حدا بيت عمى سعيد اليوم يا عربى
استقام عربى وضم الصينية الفارغة تحت إبطه وشرع فى نقل ما يتداول فى القرية من كلام
:- بيجولوا الست نرچس عجلها طار المسكينة ودايرة فى البلد تدور على بتها الهربانة
:- هربانة!! ... هربانة كيف ... كان بيجولوا اتچوزت
تساءل أحمد بجدية واهتمام كبير فأجابة عربى موضحاً
:- صٌح جالوا اتچوزت وسافرت مع چوزها ... بس شموع فچأة اختفت ومحدش شاف لافرح ولا زوچ ... حمدى بيه بيجول إن البت شموع هربت مع راچل واستغفر الله العظيم يعنى لعب بعجلها
حرك أحمد رأسه مستفسراً
:- وإيه اللى دخل حمدى فى الحكاية وليه الست نرچس راحت عنديه
حرك عربى كتفية بغير معرفة قائلاً
:- مخبرش ... الست نرچس فضلت منتظره جدام دار سعيد به وأول ما خرچ حمدى بيه مسكت فى رجبته وجعدت تزعق وقلبت الدنيا والخلج اتلمت عليهم ... حچازى چوزها لما وصل ياخدها جال إن الست نرچس عجلها راح لما بتها ماتت
قطب أحمد حاجبيه متعجباً من علاقة حمدى بحجازى خاصة بعد ليلة أمس وما شاهدة مما بدا كمشاجرة بينهما خلف المقهى، واصل عربى سرد ما يدور بالقرية
:- الناس دلوك اتقسمت نصين نص بيجول شموع هربت مع راچل والنص التانى بيجولوا ماتت
"ماتت" لا يدرى لمَ وخزت هذه الكلمة بقلبه، لقد رأى الفتاة من قبل ... صبية جميلة المحيا باسمة الثغر مازالت الحياة أمامها طويلة ومن المؤسف أن ترحل منها مبكراً، صرف العامل شاكراً
:- خلاص يا عربى روح أنت
رفع عربى كفه بالتحية وانصرف يباشر عمله، لم ينتبه فاروق شارد الذهن طوال الحديث لهما وإنما انشغل بمراقبة أبنائه ونفخ دخان سيجارته
وبعد هذا الحديث انضم أحمد لشقيقه فى الشرود وغرق فى تفكير مضنى عن سر إختفاء شموع وحقيقة موتها، وسر علاقة ثنائى الشر حمدى وحجازى

*************


ألقى بجسده المرهق على أول مقعد صادفه بمجرد دخوله لبهو المنزل، أعاد رأسه للخلف مستنداً على ظهر المقعد، لقد تأزمت الأمور كثيراً فى القضية ورغم أقوال فوزى إلا أن فاروق مازال المتهم الرئيسى فى الحادث
أمل تكاد تموت كمداً لابتعادها عن أولادها وزوجها، مهما أظهرت غضبها منه إلا أنه يستشعر حنينها إليه أما فاروق فقد خزله فى أول جولة بينهما ورفض طلبه بعناد وكبرياء مجروح حين ذهب منذ قليل يُطالبه برؤية أمل لأطفالها فليس للأبناء ذنب فى مشاحنات ومشاكل الأباء
لقد ضاقت به كل السبل، منذ وطأت قدمه هذه البلدة وتكالبت عليه المشاكل من كل صوب، حقاً لا يعرف كيف يتعامل مع كل تلك المشاكل المتكالبة عليه
مسح بكفيه على وجهه وتنفس بقوة حرك رأسه يمنه ويسره فى تعجب من هدوء المكان لا يرى أياً من الفتيات ولا حتى عمته
لم تطل حيرته حيث وصل لمسامعه صخب ضحكات مرحة تقترب منه، حرك رأسه نحو مصدر الضحكات لتطل عليه شمس وأمل بوجوه بشوشة هابطين من الأعلى
اتسعت ابتسامته حين وقعت مقلتيه على أمل وملامحها المنشرحة شعر بالسعادة من أجلها وبامتنان من الفتيات اللاتى لا يحيطونها بكل حب وتعاطف فى محاولة لإخراجها من حزنها حتى ولو لبضع دقائق
هرعت مقلتيه نحو شمس باشتياق التى استقبلت عينيه باحتواء ودفء، كم عانت هذه الفتاة معه منذ تزوجها وغاصت معه فى مشاكله وضمدت جراحه المعنوية والنفسية
وكم يشتاق لأن ينهل من بحورها دفئاً وحناناً وسعادة تبث الدفء فى حياتهما وتوثق رباطهما المقدس
نهض من مكانه وفرد جناحيه على كتفى أحبائه، يمسد بأنامله على ظهر زوجته برفق ويداعب شقيقته متغزلاً
:- إيه الجمال ده يا أمولة ... ماشاء الله عليكى زى القمر وضحكتك تجنن
تخضب وجهها بحمرة الخجل وأحنت رأسها بحياء فطرى قائلة بامتنان وشعور مُرضى بالاحتواء
:- البركة فيكم يا أخوى ... وعمتى والبنات دايماً معايا وبيخففوا عنى والله عمرى ما حسيت إنى غريبة من يوم ما دخلت الدار
ترك كتف زوجته التى ربتت على كتفه متفهمة لمشاعره التى يغدقها على شقيقته .. يعوضها حنان الأب والشقيق معاً، رفع رأسها بأنامله وقال مؤكداً
:- لأنك مش غريبة فعلاً يا أمل ... ده بيتك والبنات أخواتك استمتعوا بوقتكم ... وقريب هترجعى لولادك إن شاء الله
أنهى عبارته مطمئناً إياها بالقليل من الكلمات التى لا يدرى مدى صحتها بعد نقاشه مع فاروق متحجر الرأس فيبدو أن الأمر سيطول بينهم حتى يلين الحجر ويتقبل فاروق التفاهم
تأملت مقلتيه بلهفة وتمنت أن يكون قابل فاروق وتوصل لحل فقالت متعجلة الحروف بحرقة قلب أم تشتاق لفلذات كبدها
:- صُح يا يوسف ... هشوف ولادى ... كلمت فاروج
احتضنها بحنو وربت على ظهرها قائلاً بخفوت
:- إن شاء الله ياحبيبتى ... إن شاء الله أنا بس عاوزك تصبرى شوية .. الموضوع مش بسيط
انطفئت ملامحها المتوهجة وشبكت أناملها تحاول التماسك وهى تحرك رأسها تبرر الأسباب لزوجها خاصة وهى عليمة بالعادات والأعراف
:- فاروج رفض .. معلهش كرامته انچرحت جصاد الخلج كلاتها .. ليه حج يزعل منى
تعجب يوسف من مقدار الطيبة والحنان التى تمتلكه شقيقته بينما رفعت كفها تربت على ذراع شقيقها بحنان ممتنة لوجوده بجوارها
:- كتر خيرك يا أخوى ... أنت سندى وضهرى دلوك
ضم رأسها إلى كتفه برفق يواسيها ويؤكد مسئوليته تجاهها، بينما فغرت شمس فاها ذاهلة، مازالت تضع الأعذار لزوجها رغم كل ما قاست منه، حقاً أن الحب أعمى ومجنون أيضاً

**************
قــــــراءة ممتــــــــعة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-03-21, 10:17 PM   #895

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 14 والزوار 22)
‏سما صافية, ‏بلانش, ‏شارلك, ‏الذيذ ميمو, ‏زهرورة, ‏رونى تامر, ‏موضى و راكان, ‏asaraaa, ‏Emmi hssain, ‏سوووما العسولة, ‏منال سلامة, ‏wafaa hk, ‏عاشقة الحرف, ‏رسوو1435



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 23-03-21 الساعة 11:07 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-03-21, 11:31 PM   #896

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,721
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 16 والزوار 26)
‏سما صافية, ‏هدهد الجناين, ‏سحاب الحربي, ‏Maryam Tamim, ‏Moon roro, ‏أم الريان, ‏EbtihalAS, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏بلانش, ‏شارلك, ‏موضى و راكان, ‏asaraaa, ‏Emmi hssain, ‏سوووما العسولة, ‏wafaa hk, ‏عاشقة الحرف


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 12:11 AM   #897

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 14 والزوار 23

Maryam Tamim, ‏Moon roro, ‏أم الريان, ‏EbtihalAS, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏سما صافية, ‏بلانش, ‏شارلك, ‏موضى و راكان+, ‏asaraaa, ‏Emmi hssain, ‏سوووما العسولة, ‏wafaa hk, ‏عاشقة الحرف

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 12:35 AM   #898

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كنت استعجب حب امل لفاروق وتمسكها الشديد به والتماسها الدائم للاعذار للتبرير له وهو بكل هذه القسوة والمعاملة الجافة معها اضافة لتهاونه في حمايتها من طغيان وتسلط والدته ... ولكن في هذا الفصل انكشف ماضيهما وكم كان حبهما جميلا وكم كان فاروق الشاب رقيقا مراعيا لها لدرجة كدت لا اعرفه ولكن كما يقولون "الزن امر من السحر" وهذا ما حصل حيث سقته فهيمة حقدها وبثته كراهيتها حتى استطاعت ان تقسي قلبه عليها وتغير من سلوكه معها ولكن امل العاشقة وقد ذاقت حلاوة حبه استحملت قسوته وصبرت على تباعده وهي تدفع الاذية بعيدا عن وعيها متمسكة بالصورة الجميلة القديمة ولكن للصبر حدود وكانت هذه النهاية صعبة وشاقة على الجميع فالكل يتجرع من كأس البعد مرارة الحرمان والهجر ...

نرجس تتذوق الان الم فقدان ابنتها اضافة لالم التعرض لسمعتها بالسوء .. هذا جزاء تخاذلها واستسلامها، اما حمدي وحجازي فهما كل يوم يثبتان مدى خستهما و وضاعة اخلاقهما ليس اكثر ... النقيب مدحت وجد اخيرا طريقه لدار العزازي ليرى من سحرته كشمس بلادها الدافئة ..
يوسف حميته وحنانه واحتوائه لامل من اروع ما يكون، تعينه بذلك شمس بتفهمها لمسؤوليته الجديدة ..

الفصل رائع جدا تسلم ايدك يا ايمي

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 12:36 AM   #899

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 7 والزوار 15)

Maryam Tamim, ‏سما صافية, ‏ولاء حنون, ‏Berro_87, ‏yasser20, ‏هدهد الجناين, ‏اللؤلؤة الوردية

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 01:33 AM   #900

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عتاب فاروق لنفسه و اعترافه إنه اعتبر أمل كأمر مسلم به ممكن نعتبرها بداية و ربنا يحنن قلبه عليها .
أم شموع وجعتنى أوى و منه لله حمدى و حجازى ثنائى الشر .
يسلم قلمك يا إيمان و بإذن الله ريفيو مفصل فى وقت لاحق
.

سما صافية likes this.

نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.