آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          حين يبتسم الورد (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          379-لا ترحلي..أبداً -سوزان إيفانوفيتش -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          378-ثورة في قلب امرأة -تامي سميث - مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          377-حب من أول نظرة -بات ريتشارد سن -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          376 - الهروب من الواقع - جودي بريستون - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-21, 07:12 PM   #931

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما صافية مشاهدة المشاركة

ونعم بالله
اسعد الله صباحك عزيزتي 🌹


آمين يارب العالمين🤲🏻

سما صافية likes this.

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 08:44 PM   #932

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الورد والياسمين على الناس الحلوين
تسجيــــــــل حضـــــــــور
في أنتظـــــــــــار نزول الفصـــــــــل

سلم عليّ ... سلم عليّ
لما قابلني وسلم عليّ
ولدي يا ولدي .. سلم عليّ
من بعد غيبة سأل فيه .. قال غصب عني يا عنيه .. طول البعاد مش بأديه ...سمحيني.....
امل فاروق

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 08:58 PM   #933

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلم على .. سلم على ..
لما قابلني وسلم علي
ولدي يا ولدي .. سلم على

من بعد غيبه سأل فيا .. قال غصب عني يا عنيه
طول البعاد مش بأيديه .. سمحيني

قلت السنين بعدوك عني .. وقلوب هناك خطفوك مني
قاللي وربي اللي خلقني ... شاريكي

حلفلي بليالي الغربة .. انه ما كان له هناك صحبة
وان الحياة من غيري صعبه ... دا حبيبي

قلت وحشت هنا أهلك .. اياما سهرنا بنندهلك
أوعي تفارق .. على مهلك .. حبيبي

قاللي عطشت لمواويلك .. ورجعت أشرب من نيلك
قومي يا سمره وغنيلي .. مواويلك

قاللي وجودك ويايا ... نساني تعبي وشقايا
إنت طبيبي ودوايا .. تشفيني






الاغنية لنجاة الصغيرة ❤️ حسيتها لايقة على فاروق وامل ومش قادرة اطلع من مودها ❤️❤️❤️ اشتقنا يا ايمي

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 10:26 PM   #934

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
سلم على .. سلم على ..
لما قابلني وسلم علي
ولدي يا ولدي .. سلم على

من بعد غيبه سأل فيا .. قال غصب عني يا عنيه
طول البعاد مش بأيديه .. سمحيني

قلت السنين بعدوك عني .. وقلوب هناك خطفوك مني
قاللي وربي اللي خلقني ... شاريكي

حلفلي بليالي الغربة .. انه ما كان له هناك صحبة
وان الحياة من غيري صعبه ... دا حبيبي

قلت وحشت هنا أهلك .. اياما سهرنا بنندهلك
أوعي تفارق .. على مهلك .. حبيبي

قاللي عطشت لمواويلك .. ورجعت أشرب من نيلك
قومي يا سمره وغنيلي .. مواويلك

قاللي وجودك ويايا ... نساني تعبي وشقايا
إنت طبيبي ودوايا .. تشفيني






الاغنية لنجاة الصغيرة ❤️ حسيتها لايقة على فاروق وامل ومش قادرة اطلع من مودها ❤️❤️❤️ اشتقنا يا ايمي


روعة يا مريم ❤️❤️ ولايقة عليهم جداً
ربنا يهدية فاروق ابن فهيمة ههههههههه


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 10:28 PM   #935

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع والعشرين
***************


أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا

قيس بن الملوح

*************
منذ الصباح الباكر يؤرقه الشوق ويضنيه البعاد يشعر بعزلة عن الجميع منذ رحلت، أصبح سائراً بين الناس كالمغيب، حاضر بجسده وعقله وقلبه يرفرفان فى بلاد بعيدة شوقاً وهياماً
اليوم استيقظ فى حالة من الافتقاد فتك بمشاعره فطاف طرقات البلدة هائماً على وجهه كمجنون ليلى باحثاً عن عبقها فى الهواء وما بقى من أطلال الذكرى
غادر منزله يتحرك على قدميه بخطى متمهلة وفكر شارد إلى منزل السمرى، بيت العدو الحبيب وقف على بعد مناسب يتأمل البناء عن كثب، هنا حيث عاشت حبيبته وهنا أيضاً بيت الداء وسبب الحرمان
... لو اختلف الزمن أو انتهت الضغائن لكان الوصال سهلاً وأقترن القلب بمحبوبته
تحرك بعدها إلى المستشفى العام بالقرية حيث أول لقاء، أول مشاحنة وأول اعتراف بالحب، سيل من الذكريات بدأ يداعب خياله ويناغش دقات خافقة المكلوم
واختتم جولته بحديقة الفاكهة الخاصة بأسرته بقلب مغموم وروح كسيرة، عقله يعيد عليه حواره مع الدكتور شوقى صباحاً فى المستشفى الذى أكد انقطاع أخبار لينا تماماً فمنذ غادرت لم تهاتفه إلا مرة واحدة قبل مغادرة أرض الوطن ومن بعدها لم يحدث أى تواصل بينهما، وكل ما يعلمه أن هناك أمر ما حدث لوالدتها أستوجب سفرهم العاجل ... لقد انقطعت أخبارها تماماً ولا يملك أى وسيلة للوصال
يبدو أنها لم تترك أرض الوطن فقط بل نفضت يديها وقلبها عن كل ما عايشته على أرض الوطن بما فيهم رجل أحبها بكل صدق كما لم يحب أى أنثى قبلها
اخترق ممرات حديقة الفاكهة خاصته مشوش الفكر، كفيه في جيبى بنطاله، يخطو الهوينى بخطى تعيسة وحدقتيه تحولت كعدسة سينمائية تعيد على مخيلته صور من ذكريات جمعتهم ليست ببعيدة
خطوا هنا جنباً إلى جنب … تناولت من ثمار هذه الشجرة وجلست هنا معه فى العش المتواضع المصنوع من البوص وسعف النخيل يتشاركان ثمرة برتقال واحدة، يتقاسمان حلاوتها ولذوعتها
"برتقانة هانم" رحلت ولم تترك غير اللذوعة والمرارة داخل فؤاد أحبها وأستأنس بروحها
زفر بقوة لعله يطرد جوى اشتياقه وصبابة الروح، عاد يستنشق الهواء من خلال نفس طويل يعيد به توازن نفسه ويستفيق من شجن روحه لينتبه إلى مسئولياته ومهامه، عليه أن يعيش حياته ويكتم هيامه داخل بئر عميق نضبت مياه وجف قاعه
دلف إلى العشة الصغيرة فوجد جاد ووردة يجلسان فى الداخل فوق الحشوات الأرضية، منحنيان فوق طاولة قصيرة الأرجل حيث يشرح جاد بعض الدروس لوردة الصغيرة
رفع جلال حاجبيه بتعجب من تلك الصداقة التى نشأت بينهما فى وقت قصير وابتسم بخفة ملقياً السلام عليهما
رفع جاد رأسه نحو جلال بوجه بشوش وتبعها بأن نهض من مكانه باحترام مُرحباً بحماس
:- يا مرحب يا باشمهندس
تقدم جلال للداخل وربت على كتف جاد بود ثم التفت يتأمل وردة الجالسة أرضاً بوجهها الجميل الطفولى الذى يبعث الطمأنينة فى النفس وقال لائماً بتصنع
:- قاعد تذاكر يا جاد وسايب الشغل ... أنت هترجع الابتدائية تانى ولا إيه!!
ضحكت وردة بمرح ضحكة طفولية صافية واتكأت بمرفقيها على الطاولة القصيرة تتلاعب بالقلم بين أصابعها قائلة بتلقائية
:- هو اللى بيذاكرلى يا باشمهندس
حرك رأسه يتفحص وجه جاد غامض الملامح، دائماً يشعر أنه يرغب فى الإفصاح عن أمر ما لكن هناك ما يمنعه، تجاوز جلال هذا الشعور وتساءل ساخراً
:- بيذاكرلك إيه بقى ... ده دبلوم زراعة بيشرحلك مكافحة دودة القز مثلاً
عادت وردة تضحك بمرح ووضحت وهى ترفع كتاب الرياضيات أمام عينيه موضحة
:- بيشرح لى رياضة ... ده طلع شاطر جوى
عاد جلال يتفحص جاد الصامت بتأدب وسأله بتعجب
:- بجد يا جاد الكلام ده
بدل جاد حمل جسده على ساقه السليمة ليعتدل فى وقفته أكثر وقال بثقة
:- صُح يا باشمهندس ... أنا غاوى رياضة وكنت شاطر فيها جوى وبچيب أعلى الدرچات كمان
رفع كفيه أمامه سريعاً يضيف مطمئناً
:- واطمن حضرتك الشغل ماشى تمام … أخر عربية نجل محملة لسه ماشية من نص ساعة والريس مصطفى خلص الحسابات مع التاچر واستلم بجية الفلوس
استدار جلال يمد نظره خارج حدود العشة الصغيرة حيث يجلس مصطفى على مسافة ليست بالبعيدة تحت ظلال شجرة وارفة، أمامة طاولة صغيرة فوقها دفتر كبير مفتوح يقوم بتوزيع اليومية على العمال
بينما استطرد جاد بابتسامة عريضة وصوت هادئ النبرات
:- وصناديج الفاكهة وصلتهم بنفسى من البدرية لحد الدار ... والست الداكتورة ندى أستلمتهم منى بنفسها
اضطربت دقات قلبه بين ضلوعه حين لمس اسمها شفتيه وتمثلت أمام ناظريه، رقيقة جميلة ومشرقة، شكر حظه الحسن الذى ساقه اليوم لمنزل البدرى ليصادفها وهى تغادر المنزل إلى جامعتها واقتنص بضع كلمات منها تُطرب قلبه بنغم صوتها
يعلم أنها نجمة عالية صعبة المنال ولكن يكفى قلب العاشق جمال الذكرى، ويكفيه أن أول من لمست قلبه قطر الندى
أومأ جلال بارتياح، فمصطفى تابع معه سير العمل خطوة بخطوة عن طريق الهاتف منذ الصباح الباكر ... فهو يعانى اليوم من حالة نفسية كئيبة ولا يرغب فى التعامل مع أى إنسان لذلك ترك مصطفى فى موقع القيادة حتى يتوازن نفسياً
زفر ينفس عن شعوره الخانق، عليه أن يواصل حياته وينساها كما نسيته، عليه أن ينتبه لمسئولياته ومراعاة أعمال أسرته ... فلينحى قلبه ومشاعره جانباً فلم يصبه من الحب غير الألم
ابتلع ريقه الجاف وتنفس بعمق يمرر الهواء المنعش إلى أوصاله، تجول ببصره في وجوه العمال المحيطين بمصطفى بين جالس أرضاً أو منتظر دوره تحت ظلال الأشجار ليتلقوا أجورهم
عليه أن يقوم باختيار عدد منهم لمواصلة العمل لعدة أسابيع أخرى للاهتمام بالزروع والتحضير لموسم جديد
عاد ببصره يتأمل جاد الواقف بجواره هادئاً بتأدب فى انتظار الأوامر، لقد اثبت كفاءته فى العمل كما أنه مهذب وهادئ الطباع رغم نظره الغموض التى تطل من عينيه من وقت لأخر، لم يهتم جاد بذلك فلكل إنسان خصوصياته ومشاكله الخاصة لذا عرض مباشرة بكلمات واضحة
:- جاد ... أنا محتاجك معايا الفترة الجاية فى الشغل هنا … ممكن تمتد لشهر تقريباً ... إيه رأيك ولا مستعجل ترجع بلدك ولأهلك
تردد جاد فى الإجابة قليلاً، يرغب فى الاستمرار بالطبع ولأخر العمر فيكفيه حُسن المعاملة ورؤية قطر الندى ولو من بعيد .. ولكن ما يُخفيه قد يقلب الموازين ورغم هذا الشعور بالذنب إلا إنه قال بحبور
:- أنا تحت أمرك يا باشمهندس ومعاك فى أى وجت
خبط جلال على كتفه بقوة ممتناً ثم ترك ذراعه متكئة على كتف جاد و لوى عنقه جانباً لينظر نحو وردة التى تتابع دروسها بجدية وقال مداعباً
:- تسمحى يا أنسة وردة أخد الأستاذ بتاعك نشوف شغلنا
رفعت رأسها عن كتبها بابتسامه جميلة تزين وجهها الرقيق وقالت ببساطة وهى تشير بالقلم فى يدها
:- أتفضل يا باشمهندس ... ولما تعاود تشرحى لى الأنچليزى ... عندى امتحان رياضة وانچليزى بكرة
قهقه جاد وجلال معاً بمرح على حديثها العفوى، وأجاب جلال بطاعة وهو يحنى رأسه قليلاً بطريقة مسرحية
:- تؤمرى يا أستاذة وردة ... إحنا تحت أمر چنابك
ضحكت وردة وعادت تتابع دراستها حين خرج جلال متجه نحو مصطفى يتبعه جاد، توقف بوسط العمال اللذين تحلقوا حوله وألقى التحية على الجميع بتواضع ثم توجه بالحديث إلى رئيس العمال
:- إيه الأخبار يا ريس مصطفى كل الرجالة أخدت حقها
:- تمام يا باشمهندز … كل راچل أخد حجه بالتمام والكمال
أومأ جلال بقبول ثم وقف يبدل نظره بين وجوه العمال الكادحة وعن يمينه يقف جاد الذى تبادل نظره خاطفة غامضة مع حامد المقابل له فى صفوف العمال
ارتفع صوت جلال بنبرة مرتفعة قليلاً لتصل للجميع من حوله وهو يجول ببصره بين الجميع بالتساوى
:- تسلم الأيد الشغالة يا رجالة وكل سنة وأنتم طيبين … أن شاء الله نشوفكم على خير كل موسم … أحنا دلوقتِ هنحتاج معانا عشر عمال هيكملوا شغل لمدة شهر معانا ... اللى ظروفه تسمح يتفضل يقدم نفسه
خرج عدة رجال من الصفوف وتقدموا عدة خطوات للأمام من بينهم حامد
رمقه مصطفى برفض فبادله حامد النظرة بأخرى متبجحة بينما طأطأ جاد رأسه بخنوع
دار جلال ببصره بينهم فوجد عدد يتخطى العشر أفراد، توقفت مقلتيه على وجه حامد بتعجب وتساءل بشئ من السخرية
:- معقول عاوز تشتغل يا حامد
شد حامد قامته وقال بلهجة أقرب للتحدى
:- وليه لأ يا باشمهندز … كلنا بنسعى ورا لجمة العيش
تبادل جلال نظره متسائلة مع مصطفى الذى حرك رأسه معترضاً على وجود حامد الذى سبب مشاكل وتكاسل عن العمل طول الفترة السابقة ... قال جلال بنبرة قوية حازمة
:- يا حامد أنت مكنتش ملتزم فى الشغل … ودلوقت عاوزين دقة وسرعة في الأداء ... معتقدش إنك هتكون مناسب في الشغل ده
حدجه حامد بلامبالاة وألقى نظره هازئة نحو جاد الذى يرمقه كمداً ثم أشاح بيده فى الهواء هاتفاً بتبجح
:- خليص يا باشمهندز ... هنتحايل عليك يعنى الأرزاج بيد الله
:- ونعم بالله ... ربنا يوسع رزقك يا حامد
قالها جلال بعفوية وسلامة نية متجاهلاً نبرة الوقاحة فى حديث حامد، وعاد يبدل نظره مرة أخرى بين الرجال المتقدمين للعمل فوجد عددهم أحد عشر رجلاً أغلبهم ممن سبق له العمل معهم، لم يرغب فى صرف أى منهم وكسر خاطرة لذا التفت نحو مصطفى وألقى بأوامره
:- سجل أساميهم يا مصطفى وتابع تسكينهم لو حد منهم حب يغير مكانه بعد سفر بقية الرجالة
أومأ مصطفى بطاعة وعاد للدفتر من جديد يتابع عمله بينما ارتفع صوت جلال يعلم الرجال
:- من بكره نبتدى الشغل يا رجالة على بركة الله

لوح بيده نحوهم شاكراً ثم انصرف مع جاد يتبادلون حديث بكل بساطة وكأنهما صديقان منذ زمن حول سير العمل وما سيتم عمله وحامد خلفهم يتابع تحركهم بابتسامة هازئة على شفتيه

***************

ارتفع صوت بوق السيارة عدة مرات فهرع حارس المنزل لفتح البوابة أمام سيارة الشرطة التى توقفت يقودها الشاويش نُصحى وبجواره النقيب مدحت الذى التفت نحو نُصحى قائلاً بود
:- شكراً يا نُصحى ... اتفضل أنت بقى
حرك نُصحى رأسه على غير هُدى يشاكس النقيب الذى نشأت معه علاقة طيبة قد تشبه الصداقة لولا اختلاف العمر والمقام، ولو أن النقيب القاهرى لم يُظهر أى نوع من الأستعلاء أو الكبر على المحيطين به فى عمله ولذلك نال حبهم واحترامهم ... قال نُصحى بنبرة مرحة يتصنع اللوم
:- إكديه برضك يا سيادة النجيب ... ماله واكل أم عمرو جصر معاك فى حاچة ... ديه حتى النهارده هتعمل شلولو يستاهل خاشمك
(الشلولو أكلة صعيدية من الملوخية الجافة)
توقفت يد مدحت على عتلة باب السيارة والتفت من جديد نحو نُصحى قائلاً بجدية
:- يعنى أرفض العزومة الحلوة ديه يا عم نُصحى ... الست أم عمرو أكلها زى الفل ... بس أريح معدتى شوية من الشلولو
ضحك نُصحى هزلاً وهو يتذكر أول مرة تناول فيها مدحت الشلول وأصابته التقلصات والانتفاخ من الثوم وظل ساهر يعانى الألم طوال الليل حتى دمعت عيناه وكاد يفرغ محتويات معدته، التقط مدحت ما يدور بعقل نُصحى فقال بحاجب مرفوع يحذره
:- بتفكر فى إيه يا نُصحى ... سبتلك أنت الشلولو مع معدتك اللى تهضم الحجر ... ولا تحب أبلغ أم عمرو أنك بتتريق على أكلها وهى تتصرف معاك
قهقه نُصحى بمرح على تهديد مدحت له بإبلاغ زوجته على تهكمه على طعامها، رفع نُصحى كفه يطلب السماح من رئيسه مازحاً
:- إلا أم عمرو ديه الحكومة ذاتها يا مدحت باشا ... بكره تتچوز ويبجى لك حكومة أنت التانى
تنهد مدحت يدعو فى سره أن يتم مراده ويتزوج بمن يرغبها، أخرجه صوت نُصحى الذى تسائل
:- تحب أعدى عليك الساعة كام يا باشا
فتح مدحت باب السيارة وترجل منها أثناء إجابته على نُصحى مداعباً
:- لا روح أنت يا عم نُصحى للحكومة ... أنا هرجع مشى المسافة مش بعيدة من هنا
أغلق باب السيارة ثم ألقى التحية على حارس المنزل الذى أستقبله باحترام ودعاه للدخول بينما أدار نُصحى السيارة وبدأ يتراجع بها متمتماً لنفسه
:- طبعاً تتمشى تهضم البط والحمام ... وأنا ليا الشلول الله يسامحك يا أم عمرو
فى شرفة بأعلى المنزل كانت فرح تقف خلف الستائر تتأمل دلوف النقيب مدحت لمنزلهم، يخطو بثقة وثبات خلف حارس المنزل ومقلتيه تتفحص المبنى من الخارج، رفع أنامله يمررها على شعره القصير وكأنه يتأكد من تصفيفه
عضت فرح على شفتها السفلى ومقلتيها تضئ بشعاع منير يصدر من قلبها الذى يدغدغها بشعور من السعادة
صدع صوت من خلفها بغتة أصابها برجفة ذهول ونسمة تقول مشاكسة وهى تهدهد طفلها بين ذراعيها
:- چاى عزومة بالبوكس ... على إكده هيشبكك بكلبش
زمت شفتيها ورفعت حاجبها بغضب مصطنع بينما تعالت قهقهات شمس من خلفها بمرح وانضمت بجوار نسمة، التقطت الطفل من يدها تطبع على رأسه قبله دافئة ثم قالت مؤازرة
:- همليها يا نسمة تفرح يومين ... مش يمكن قصده شريف
استدارت فرحة تتأملهم بصمت وملامحها الخجلة تفضح مشاعرها الوليدة، كتفت نسمة ذراعيها تحت صدرها تطالع وجه فرح المتورد سعادة من وجود مدحت بمنزلهم وقالت برزانة
:- تفرح كيف ما بدها ... لكن البحلجة (حملقة) والتسبيل مش معناته أن غرضه شريف ... يمكن معچب ولا عينه زايغة
زاوت فرح بين حاجبيها وقالت مدافعة
:- لاء يا نسمة ... هو محترم جداً ومحاولش يتكلم بطريقة مش كويسة معايا
هزت أحد كتفيها بلا مبالاة مصطنعة قائلة ببساطة
:- وبعدين زى ما قولتى ده جاى يتغدى ويمشى ... عاوزاه يجى بإيه يعنى بالليموزين ... ده ظابط هيركب إيه يعنى غير البوكس
تبادلت نسمة وشمس النظرات الماكرة وأعقبتاها بالضحك الخافت على ضحية جديدة تقع فى شباك الحب، ولأول مرة تهتم فرح وتسبقهم نحو المطبخ هاربة من مشاكساتهم آمرة
:- يلا بقى نشوف سعدية عملت إيه فى المطبخ ... ولا عاوزين تكسفونا قدام الضيف
هزت نسمة رأسها برفض وتناولت طفلها من يد شمس قائلة بشقاوة
:- لاه ما يصحش لاحسن العريس يطفش
واصلت شمس الضحك أما فرح فجزت على أسنانها غيظاً منهم وهرعت للأسفل نحو المطبخ مبتعدة عنهم وعن مشاغبتهم

***************
يتبـــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 10:29 PM   #936

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


كان حسام يقف فى ملابسه الصعيدية التقليدية على أعتاب المنزل الكبير وبجواره يوسف لاستقبال النقيب مدحت على درجات المنزل بعد أن وصل إلى مسامعهم صوت بوق السيارة
تبادلوا التحية ثم أصطحباه إلى قاعة داخلية بالدور الأرضى بترحاب وجلسوا يتبادلوا حديث ودى بين ثلاثتهم، حتى انضم إليهم الحاج سليم العزازى
وبظهوره على باب القاعة نهض الثلاثة احتراماً له، تقدم مدحت خطوتين نحوه ماداً كفه بتأدب وعرف نفسه من جديد
ابتسم الحاج سليم ببشاشة وصافح الشاب بقوة قائلاً
:- غنى عن التعريف يا سيادة النجيب ... اتفضل منور الدار
:- الدار منورة بأهلها يا حاج سليم ... والله من يوم مانزلت البلد سمعت عن أسرتكم الكريمة كل خير
أومأ سليم بخفة ورسم ابتسامة ممتنة على شفتيه بينما قال يوسف مادحاً فى أسرة زوجته
:- واللى سمعته أقل من الحقيقة كمان ... أنا برضه نزلت البلد على بيت العزازى مباشرة ... ورغم أن كان فى سوء تفاهم بينى وبين حسام
قالها وهو يرمى بنظره نحو حسام الذى تأهب لما يقوله بروية وقد تذكر أول لقاء بينهما بعد أن اختطف يوسف وأحضره للبلدة عنوة، واصل يوسف حديثه بصدق نية وامتنان واضح
:- إلا أن الحاج سليم أكرمنى وتفهم موقفى وساعدينى فى أنى أرجع لأهلى
أحنى سليم رأسه قليلاً بتواضع بينما ارتفع صوت حسام بحمائية
:- أيوه دلوك طلع حسام هو الشرير اللى فى الرواية مش إكده يا چوز أختى
قهقه يوسف بمشاغبة واشتبك فى حوار مشاكس مع حسام الذى سار صديقه وشريكه أيضاً والحاج سليم ومدحت يتابعون بابتسامة مشاغبتهم
حانت من مدحت نظره خاطفة خارج حدود القاعة الجالس فيها يُمنى نفسه ولو بلمحة صغيرة منها، امتد نظره إلى القاعة المقابلة مشرعة الأبواب حيث طاولة المائدة وشاهد أحدى عاملات المنزل تقوم بتحويل الأطباق الضخمة إلى هناك
وفى لحظة ظهرت فرح تخطو بتباطئ وعينيها تمتد نحو قاعة الجلوس فالتقت النظرات فى وهلة خاطفة
انتزعت عينيها بعيداً عنه سريعاً ودلفت لقاعة الطعام تقوم بترتيب المائدة بارتباك منحنية الرأس ومقلتيها ترتفع بين اللحظة والأخرى تسترق النظر نحوه وهى تعمل على وضع لمساتها فى ترتيب الطاولة وكأنها رسائل اهتمام واعجاب ترسلها إليه بدون كلام
أما هو فاكتفى باللمحة البسيطة احتراماً للرجال الذين استضافوه بمنزلهم وأحسنوا استقباله، تنحنح بخفة واندمج معهم فى الحديث ورغماً عنه كانت حدقتيه تحيد مرغمة نحو قطبه الأخر الذى يجذبه إليه
دقائق قليلة وكانت سعدية تقف على باب القاعة من الخارج تخبرهم بالتوجه إلى المائدة
نهض الجميع يتقدمهم الحاج سليم وأشار حسام نحو مدحت ليتقدمه ثم سار فى النهاية بجوار يوسف وأستقر الجميع حول الطاولة، الحاج سليم يترأس المائدة عن يمينه حسام وعلى يساره جلس يوسف بجوار مدحت
جال مدحت بنظره على المائدة العامرة بكل ما لذ وطاب وجذبه طريقه التقديم ووضع الصحون الذى اجتهد فيهم فرح بذوق راقى فابتسم بجزل وشكر الحاج سليم الذى سمى الله ودعاهم للأكل، شرع الجميع فى الأكل ومدحت يردد بامتنان
:- ما شاء الله تسلم أيد اللى وضب السفرة الفخمة ديه ... يجعله عامر دايماً يا حاج سليم
شكره الحاج سليم وبدأ حسام فى وضع الطعام بصحن مدحت بكرم زائد يحثه على الأكل
مال يوسف الذى التقط سابقاً نظرات الضابط الحذرة نحو فرح والذى كان يلقيها بشكل مدروس حتى لايضبطه حسام أو الحاج سليم ولكن عينا عاشق أخر كشفته فقال مؤيداً
:- تسلم ايديهم طبعاً (أكمل كلامه بهمس بجانب أذن مدحت بتخابث) بس لو أخوها قفش نظراتك لها هنقرى عليك الفاتحة
غصت اللقمة بفم مدحت لانكشاف أمره فشرع يسعل بقوة، خبط يوسف على ظهره عدة مرات بقوة ومد له كوب من الماء تناوله مدحت وترجعه دفعه واحدة ملتقطاً نفسه من جديد
قطب حسام حاجبيه بدهشة وقال معاتباً يوسف
:- همل الراچل ياكل يا يوسف ... مش وجت حديت دلوك
تنفس مدحت بقوة وتلفت حوله يناظر يوسف الذى يرمقه ساخراً وهمس له بدوره :- أنا غرضى شريف والله
ناظرهم حسام بملامح مرتابة بينما قال الحاج سليم بكرم
:- خير ياولاد ... لو فى حاچة معينة رايد تاكلها جول يا مدحت يا ولدى وإحنا نسويها لك طوالى
جفف مدحت فمه من أثر الماء بمنديل المائدة واندفع مادحاً
:- أبداً يا حاج سليم ... ده كتير أوى والله أنا حتى بقول ليوسف ... ما شاء حظه حلو أنه ناسب بيت كرم زيكم
حول الحاج سليم نظره نحو يوسف مادحاً فى زوج ابنته
:- يوسف راچل ونسبه يشرف
ابتسم يوسف بحبور ورفع كفه نحو جبهته يشكر حماه، أما حسام فأمسك بالبطة المحمرة التى تتوسط المائدة وقسمها نصفين وشرع يوزعها على أطباق يوسف ومدحت يدعوهم للأنتباه للأكل وترك الحديث فيما بعد
عاد الجميع لتناول الطعام بشهية مفتوحة ومدحت يختلس النظرات القلقة نحو يوسف، يريد توضيح موقفه حتى لا يُسئ فهمه

***************

أقترب موعد العصر، موعد عودة الأستاذة من عملها، تخطت البوابة ملقية السلام على حارس المنزل العجوز وما هى إلا بضع خطوات حتى تجمدت خطواتها حين وقعت نظراتها على الدكتور طه الذى وقف فى مكانه بجوار الجلسة البسيطة بركن الحديقة بمجرد ولوجها للمنزل
ابتلعت ريقها حرجاً وتسمرت ساقيها فى الأرض كنبتة شقت التربة ولا تستطيع أن تتزحزح عن مكان غرسها، زمت شفتيها ورفرفت جفونها بارتباك مع كل خطوة يخطوها طه نحوها حتى توقف مواجهاً لها مباشرة على بعد مسافة مناسبة وهلل مُرحباً بصدق مشاعره المتلهفة
:- يا مرحب بست البنات ... لامؤاخذه إنى انتظرتك إهنا أصل چلال ويوسف مش موچودين فى الدار
رفعت نظرها نحو المنزل والتقطت عينيها خيال والدتها من خلف ستائر نافذة البهو ولو أنها لم تتبين البسمة المطمئنة التى تطل من عينى وشفاه والدتها التى مالبثت أن ابتعدت عن النافذة ببطء
عادت بنظرها نحوه وهو يواصل تبريره لانتظرها بهذا الشكل
:- أنا أخدت الأذن من الحاچة أصيلة لاچل ما أتحدت وياكى
سلطت بصرها على ملامحه المرتبكة فيبدو أنه فى مثل
حالها من الارتباك والتوتر
رفعت كفها تقبض على ذراع حقيبتها الجلدية، تتمسك بها تخفى رعشة أناملها المتوترة وقالت بنبرة خافتة مرتجفة خجلاً
:- خير يا دكتور طه؟
ابتسم بخفة وخلع نظارته الطبية كعادته عندما يرتبك ولكنه عاد وثبتها من جديد فوق أنفه حين تشوشت صورتها فى عينيه، فرك
كفيه في بعضهما وقال بحرج
:- اليومين اللى طلبتيهم للتفكير خلصوا يا أستاذة ... وأنا چاى اليوم أخد البشارة يا ست البنات
ارتفعت حرارة جسدها وتدافعت دمائها تلون وجنتيها بلون التفاح الشهى وقالت بتلعثم خافت بعد عدة ثوانى
:- خطوة الحاچة بهية لدارنا غالية علينا ... والشيخ رضا مفيش أحسن منيه
رفع حاجبيه محبطاً، هو من يطلب القرب وليس غيره ... كان يتمنى أن تذكره ولو بكلمة بسيطة، تروى عطش فؤاده الذى طال انتظاره
عاد يرفع نظارته الطبية من فوق عينيه وفتح عينيه على اتساعهما ليحصل على رؤية أفضل ثم قال بصوت واهن
:- الحاچة بهية والشيخ رضا على راسى وفى عينيا ... لكن أنا فين بالنسبة لك يا أستاذة
لأول مرة تلاحظ لون حدقتيه البنية الضيقة إلى حد ما ولكنهما غنيتان بالدفء والاحتواء اللذان يشعان منهما
طأطأت رأسها باستحياء و توتر واضح وقالت تتهرب من سؤاله الذى باغتها به
:- كنت .. كنت رايده أكلمك فى حكاية ... الإنچاب
:- الخلفة رزج من عند ربنا
أجاب دون لحظة تردد وكأنه يصب ترياق شافى فوق جروحها الغائرة خاصة حين أضاف
:- يا أستاذة أنتِ خريچة أزهر ... وأنا تربية شيخ چامع يعنى أتربينا على " إن الله على كل شئ قدير" خليها على الله يا أستاذة
بللت شفتيها الجافة بطرف لسانها ترغب فى الافصاح عن ما عانته ولا طاقة لها بأن تواجهه من جديد ولكن صوته الذى عاد يترنم
بحنان ناعم يلتف على قلبها يضمد جراحه
:- حكاية الانچاب تتحل بالطب ... والعلم أتجدم واللي مايتحل بالطب يتحل بالدعا والاستغفار ... والدعاء يصنع المعچزات وربنا مفيش أكرم منه ولا إيه يا أستاذة
كتفت ذراعيها تحتضن نفسها وهى تهز رأسها مؤيدة حديثه دون وعى وعينيها تتجول على وجهه بحرية وجرأة لم تعهدهما بنفسها مما دفعه للابتسام بأمل وتشجع ليأخذ خطوة نحوها مع انخفاض نبرة صوته يلتمس السماح بدفء
:- هچيب أبوى وناچى الليلة نطلب يدك رسمى ... جولتى إيه؟
وللمرة الثانية بجرأة لم تعهدها فى نفسها هزت رأسها موافقة على كلامه، تهللت أسارير الفرحة فى وجهه وألقى التحية يحلق فى سماء سعادته
فجأه استفاقت حين أبتعد عنها عدة خطوات، نادته بحياء خافت
:- دكتور طه
توقف فى طريقه للخارج وعاد يقف أمامها بتوجس، ازدردت ريقها وقالت بخفر
:- الليلة مش هينفع ... أتفج مع چلال ويوسف بكره أو بعده تشرفونا
:- واه ... بعد بكره ده إيه .. كتير يا أستاذة ... لاه بكره مليح جوى
سيطرت على ابتسامة تُلح للظهور على ثغرها وهى ترى لهفته ودفء مشاعره الذى يشع فى الأجواء من حولها، تحرك خطوتين ثم عاد يقف أمامها هامساً برجاء
:- بكره نقرأ الفاتحة إن شاء الله ... هنقرأ الفاتحة
تمعن فى ملامحها بلمعة عينيه المبتهجة ثم تحرك مغادراً ليترك لها المجال لتتنفس من جديد هواء نقى، منعش للروح لم تستنشقه منذ سنوات ... سنوات عانت فيها من كلمات الناس الجارحة ونظراتهم المشفقة
تحررت ابتسامة جذابة مشرقة من سجن ضلوعها تبث الضوء والدفء لأوصالها وشعرت بدبيب الحياة يعود لخافقها من جديد

*************

منذ سمع خبر موتها وقلبه غير مستقر، مضطرب الدقات ورافض لهذه الحقيقة المؤلمة
كيف لفتاة صغيرة بهذا السن أن تموت ولماذا؟ مازالت الحياة أمامها طويلة تنهل من خيراتها وتستمتع بجمالها
لايعترض على إرادة الله أبداً ولكنه يرغب فى الفهم، كيف ومتى؟ وما علاقة ابن عمه حمدى بالأمر؟ ... يرغب أن يفهم وسيفعل ذلك حتماً
أقترب من المنزل المتواضع فى أحد طرقات البلدة التى تضم عدة منازل فى نفس المستوى من الأسر المكافحة، منزل تبعها إليه عن قرب ذات ليلة مقمرة فزادت أنواره بهالة حُسنها ورقتها
كانت كالقطة الصغيرة الناعمة بعينيها البنية الفضولية التى ترمقه بها من حين لأخر بفضول فزلزلت صخر قلبه المتراكم منذ زمن، وفى النهاية منحته أول هدية من أنثى تلقاها فى حياته (قطعة سمسمية) ورغم بساطتها إلا أنها منحته سعادة واعادته لسنوات عمره اليافعة، طفت حلاوه مذاقها الأن فوق لسانه وكأن للذكرى طعم ورائحة
زارت البسمة نظره عينيه فبرقت بلمعة حنين تبعتها رغبة ملحة فى معرفة الحقيقة ومساعدة هذه الفتاة الصغيرة
توقفت سيارته أمام المنزل ولوى رأسه ينظر نحوه، لمح نرجس قابعة بجوار النافذة، خلف قضبانها الحديدية تنظر فى الفراغ بعيون جامدة النظرات ... تنتظر الغائب أن يعود
ترجل من السيارة وتحرك فى اتجاهها بخطوات بطيئة حتى لايجفلها أو يقتحم خصوصيتها قبل أن تلتفت نحوه، فرفع صوته يسعل بخفة لينبها لحضوره أمامها
حركت رأسها نحوه بتمهل كالمغيبة، ترمقه بتمعن ... ألقى عليها التحية لكن فمها مطبق ونظرتها زائغة وللحظات وقف أمامها لا يحظى بأى رد فعل منها
وفر لحظة كأنها استوعبت شخصية الماثل أمامها فمدت كفها الأسمر من خلال القضبان الحديدية للنافذة نحوه كالغريق الذى يتشبث بأخر أمل له فى النجاة
انكمشت ملامحها وارتجفت شفتيها فى إيذان بقرب فيض من العبرات يستعد للهطول، التقط كفها فى راحته الواسعة متعاطف مع هذه الأم المكلومة وتقدم خطوة للأمام فى محاولة لاستخلاص أى معلومة منها
:- خبرينى يا ست نرچس ... فينها شموع چرالها إيه ... خبرينى
تدافعت العبرات تنتحر من مقلتيها حين سمعت اسم ابنتها وخرج صوتها مهتز ... تهزى بكلمات غير مترابطة
:- بتى ... غابت عنى ... خدوها ... خدها التراب ... بتى صبية چميلة ... أحلى صبية
ألصقت وجهها بالقضبان الحديدية ومدت كفها الأخر تحتضن راحته بين كفيها، تواصل هذيانها بنبرة أعلى وكأن حدسها أخبرها أن الحل بين راحتى هذا الرجل المهيب
:- بتى چميلة لساتها صغيرة ... أنا أموت وهى لاه ... بتى لاه ... ردها لحضنى ... ردها لحضنى
مال برأسه نحوها قليلاً وقال بصوت هادئ واضح النبرات حتى تستوعب حديثه بعد أن رأى الحالة الذهنية التى أصبحت عليها
:- حمدى له يد فى اللى حُصل ... حمدى أخد شموع!! ... غصبها على حاچة
زاد وجهها تغضناً حتى أختفت عينيها التى أعتصرتهم وهى تتشبث بكف أحمد بين يديها وبدأت تنتحب بمرارة نابعة من قلبها ورددت بتقطع هامس
:- أنا السبب ... أنا السبب
لم يحتاج للمزيد من الحديث فلقد تأكد من حدسه من خلال تعبيرات وجهها حين ذكر اسم حمدى وألم كلماتها فشكل فكرة عامة عما حدث، فيبدو أن حمدى طمع فى الفتاة وأراد أخذها قسراً أو بورقة عرفية وحين أبت هربت من دارها وحينها أصابها الموت بشكل أو بأخر ... هذا ما توصل إليه من خلال كلمات والدتها المتفرقة ... استقام فى وقفته يتفكر بصمت تاركاً كفه بين راحتيها
:- أحمد بيه
تردد الصوت المتعجب من خلف ظهره فالتفت نحو صاحبه الصوت، زوجة عامل المقهى التى تقدمت حاملة فوق رأسها صينية طعام متوسطة الحجم، تساءل أحمد بملامح جادة بعد أن ألقى السلام على الفتاة التى تقارب شموع فى العمر
:- كيف حال الست نرچس ... وكيف حچازى يهملها بالشكل ده؟
أنزلت الفتاة الصينية عن رأسها ووضعتها على مصطبة المنزل ثم واجهته تقص عليه بتعاطف كبير
:- حالها لا يسر عدو ولا حبيب يا أحمد بيه كيف ما چنابك شايف ... من يوم المصيبة ديه وهى جاعدة چنب الشباك وكانها منتظره الميت يصحى من تانى
تنهدت الفتاة مشفقة ورددت بخفوت
:- الله يرحمك يا شموع
تفحص أحمد وجه نرجس التى مازالت تتشبث براحته وكأنها وجدت بها طوق النجاة ومقلتيها تتعلقان بوجهه برجاء صامت، أومأ لها مطمئناً وعاد يوصى الفتاة بها
:- ديرى بالك عليها ... ولو أحتچتم أى حاچة أنا موچود ... رچب يجيلى طوالى وأنا تحت أمرها
قبضت الفتاة على كفيها مرددة بامتنان
:- كتر خيرك يا سيد البلد ... وأنا ورچب مش هنهمل خالة نرچس واصل ... شموع ياما وجفت چارنا وكانت چدعة معانا ... الله يرحمها كانت بنت أصول
أشارت على عدة منازل أخرى مستطردة حديثها
:- والچيران مش مجصرين مع خالة نرچس ... والحريم بتودها وتراعيها (حولت نظرها بشفقة نحو نرجس) ربنا يلطف بها
هز رأسه عدة مرات وعينيه تتفحص وجه نرجس ثم رفع كفه الأخر يربت على كف نرجس برفق يؤازرها ويطمأن قلبها أنه سيعلم الحقيقة ولن يترك ثأر شموع

*************
بعد الغداء عادوا إلى قاعة الضيوف وقد زاد القرب بتقاسم العيش والملح وكأنه عهد بين البشر بالألفة وحسن الجوار
دلفت سعدية حاملة صينية موضوع عليها أكواب الشاى وضعتها على المنضدة القصيرة التى تتوسط الجلسة وظهرت فى الخارج فرح حاملة طبق تقديم كبير يحتوى بعض من الحلوى ووقفت بالخارج تناوله لسعدية التى دلفت مرة أخرى لوضعه على المنضدة
انتبه مدحت لوجودها ولكنه لم يلتفت نحوها خشية من انكشاف أمره أمام يوسف مرة أخرى
وبعد مغادرة سعدية دعاهم الحاج سليم لشرب الشاى، نهض حسام يوزع الأكواب عليهم وبدأهم بوالده احتراماً وأكباراً له
التقط مدحت الكوب ببسمة وشكر الجميع وقد شعر بالألفة بينهم وزادت رغبته فى مصاهرة هذه العائلة فشرع يعرفهم على أفراد عائلته ووضعه وظروف عمله وكأنه عريس فى جلسة تعارف إلا أنه لم يصل لدرجة الافصاح عن طلبه حتى يعود إلى أسرته ويطلب قبولهم
فمثل هده العائلات التى تعيش بالتقاليد والأعراف عليه أن يلتزم بالأصول والعادات المعروفة معهم حتى ينال قبولهم


*************
يتبــــــــــــــع




التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 30-03-21 الساعة 10:45 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 10:30 PM   #937

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


أختلى يوسف بزوجته فى جناحهم الخاص بعد عودتهم من منزل العزازى واجتماعهم بالعمة أصيلة التى أعلنت موافقة ياسمين على الزواج، وموعد قراءة الفاتحة فى الغد مما نشر جو من البهجة والسعادة فى المنزل ألقى بظلاله على الجميع
حتى أمل شاركت فى البهجة بابتسامة واسعة مبتهجة من أجل ياسمين وقد جنبت حزنها وشعورها بالافتقاد إلى ابنائها جانباً لبعض الوقت فعليها أن تشارك هذه الأسرة أفراحهم كما شاركوها أطراحها وخاصة ياسمين التى أظهرت لها قلب طيب وروح نقية
بدأ يوسف فى خلع ملابسه وبشكل تلقائى أسرعت شمس لمساعدته فى تبديل ملابسه كما تعودت أثناء فترة أصابته وهو استساغ الأمر فاستمر فى استغلال مشاعرها لينال بعضاً من الدلال والدفء الذى يبعده عن مشاكل ومتاعب يومه ويعينه على تحمل المزيد
تخلصت شمس من حجابها وأطلقت لشعرها العنان ليتهادى على كتفيها ومنتصف ظهرها ثم أسرعت نحوه تمد له يد العون فى خلع قميصه الذى سبق وفك أزراره وهو يتأملها بنظره متلاعبة
أوقفها بابتسامة ماكرة وهو ينزع القميص عن جسده قائلاً
:- خلاص ياشمس أنا بقيت أقدر أغير بنفسى .... دراعى بقيت زى الفل
رفع ذراعه بشكل مستقيم لكتفه ولوى ساعده للأعلى يستعرض عضلات ذراعيه وكتفيه أمامها بشكل مبتذل وكأنه لاعب كمال أجسام، خاصة حين بدأ يرقص عضلات صدره العارى بشكل أثار خجلها وضحكها بنفس الوقت
أشاحت بوجهها خجلاً وسعادة بعيداً عنه وقالت بصوت خافت ممتزج بالخجل وهى تتحرك جانباً تلتقط ملابسه المنزلية
:- دايماً بخير يارب .... بس ده مايمنعش أنى أساعدك فى كل الأحوال
عادت تقترب نحوه حاملة ملابسه، ألتقطها من بين يديها وألقاها بعيداً بشقاوة ثم مد أنامله يرفع رأسها نحوه ويقابل مقلتيها التى تسلل لهما الخجل وبدأت مشاعرها تستنفر بشكل خطير خاصة حين أطال تحديقه داخل مقلتيها بدفء وحنان محمل بالعديد من الكلمات
أحتضن رأسها بين كفيه برقة وخصلاتها تتخلل أناملة بنعومة ثم بدا فى الحديث بخفوت دون أن يقطع تواصلهم البصرى
:- شمس أنتِ متأكده أنى مش حمل عليكى
شهقت صدمة ثم أسرعت لنفى تلك التهمة عنه فكل رغبتها وأمانيها اختصرت فى البقاء بجواره مهما كانت الظروف
:- عمرك ماكنت حمل عليا يا يوسف ... بالعكس أنت اللى أتحملتنى و آآآآآآ
قاطع كلامها بأصبع واحد يلامس شفتيها الوردية أصابها بقشعريرة من نعومة لمسته، مرر أنامله على شفتيها الناعمة عدة مرات، يبدل نظرته المغوية بين حدقتى العسل الصافى وشفتين فى حلاوة الفراولة الشهية
مرت لحظات بينهما لفتهم بسلاسل حريرية من الدفء وتدفق المشاعر وكأنه نسى الكلام ولكنه مالبث أن تماسك قليلاً قائلاً بصوت أجش
:- فاكره الموضوع اللى المفروض كنا هنتكلم فيه من قبل الحادثة
هزت رأسها بحماس وأصطبغت وجنتيها بلون الطماطم، تناول كفها الصغير داخل كفه، لثم ظاهره ثم جذبها نحو الأريكة ليجلسوا متجاورين
تنحنح ليجلى صوته الذى تأثر من فيض مشاعره التى يكافح فى السيطرة عليها فيجب أن تضح بعض النقاط ويبدأوا حياتهم على صفاء وتفاهم
مازال كفها مستريح بين راحته الدافئة يتمعن فى ملامحها الحبيبة يتأمل لهفة عينيها وحماسها لحديثه القادم .... تنفس بعمق ثم بدأ كلامه بنبرة هادئة محملة ببعض الذنب بعد أن أفسد ليلتهم الأولى وسبب لها الحزن
:- شمس أحنا الطريقة اللى أتجوزنا بيها كانت مختلفة وسريعة ... يمكن ماحدش فينا أختار أو الأصح أقول أن محدش فكر قبل التنفيذ مكنش فى وقت لأى حاجة
أومأت برأسها متفهمة واندفعت تعترف بخطأها
:- أنا عارفة أنك أتجوزتنى عشان آآآآ
رفع أصبعه على فمه هذه المرة ليسكتها :- هش شش
أستجابت لإشارته وأومأت برأسها ثم عادت للتركيز بكل حواسها مع كلماته فأردف يلومها بلين
:- مش هنعيد الكلام فى ظروف جوزانا ... لكن لازم تعرفى أنى مكنتش مجبر على الجواز منك ... مفيش راجل مضطر يتجوز على غير رغبته .... أنا !! ... أنتِ لمستى قلبى من البداية وزاد أعجابى لما أتأكدت أنك دافعتى عن نفسك بكل قوتك
رفع كفه الحرة دون أن يطلق سراح كفها الأخر ومسح على وجنتها وذقنها برقة يعترف لها بمشاعره من أول لقاء
:- من أول ليلة قضتيها فى شقتى ... صحيتى جواى أحساس بالدفء وحسيت قد إيه أنا محتاج لرفيقة ... شريكة تقاسمنى الحياة
مال نحوها يلثم خصلات شعرها بشفتيه هامساً بجانب أذنها بنعومة
:- أنتِ صحيت قلبى وأمتلكتى روحى كل يوم كنتِ بتمتلكينى أكتر من اللى قبله ... وقفتى جنبى لشهور وتحملتى كل مشاكلى
ضمها أكثر لصدره ومازال همسه مستمر
:- وبخوفك عليا وحبك ليا وشقاوتك اللى جننتنى
طلت البسمة على ثغرها وتراقصت الفرحة بعينيها وهى تتفحص ملامحه وتتأمل حركة شفتيه الهامسة، كان يشعر بها وبعشقها له ... كان يرغب بها منذ البداية ... عينيه وصوته وأنفاسه الملتهبة تعلن حبه لها
كادت تبكى فرحاً على هذا التصريح بالحب، خرج صوتها مشوب برائحة البكاء هارب الحروف ومشتعل الأنفاس يستوثق من حبه أو يستزيد تتسائل بتلهف
:- أنا مش اختيارك يا يوسف
ترك كفها ليضم جسدها إليه بحميمة ناعمة ليعاود الهمس أمام شفتيها المنفرجتين قليلاً تنفث حرارة مشاعرها
:- مش اختيارى بس أمنيتى ... دعائى ... هدية ربنا ليا
ابتسمت معقودة اللسان وتوهجت النيران فى وجنتيها
مال يقبل تلك الشفتين الناعمتين بشغف حتى كاد يفقد أنفاسه عشقاً وهياماً فانفصل عنها مرغماً، لاهثاً ... يستند بجبهته على خاصتها هامساً بأنفاس متقطعة هائم فى عشقها الذى فجر مشاعره
:- شمس أنتِ الدفا اللى لف قلبى ... والشمس اللى نورت حياتى
اتسعت إبتسامتها الخجلة فأحنت وجهها تخفى مشاعرها المتراقصة فرحاً على أنغام تصريحه الحار بالحب
ضغطت براحتها فوق قلبه بنعومة مرددة بما تبقى لها من أنفاس، مقلتيها تعانق ملامحه
:- وأنت أكتر من اللى تمنيته فى الدنيا ... أنا بحبك يا يـو...
شن هجومه على شفتيها التى أعلنت حبه غير قادر على تحمل المزيد من الصبر، ارتفعت ذراعيها تضم عنقه وتلامس أعلى ظهره العارى بنعومة
تحركت شفتيه نزولاً إلى نحرها ينثر قبلاته على أكثر من موضع بوله وهيام ثم رفع رأسه بغتة يتأمل وجهها الذى تحول للوحة فنية تشع بدرجات اللون الأحمر النارى الذى يزيد أشتعال القلب والروح وقال بهمس حار عابث أمام مقلتيها التى تطالعه بشغف
:- شمس ... ماتعرفيش العريس بيقول إيه للعروسة ليلة الدخلة
عضت على شفتيها تتهرب من نظرته الحسية الماكرة ، وحركت رأسها برقة بمعنى (لا أعرف)
أعتدل فوق الأريكة ومرر ذراعيها أسفل جسدها لترتفع فى ثوانى فوق ذراعيه القويتين فأطلقت صرخة متمنعة متفاجئة وطوقت عنقه برقة حين همس بحرارة ملتهبة :- لكن أنا أعرف
ماهى إلا برهة من الزمن، زمن لا تشعر بوجوده ولا حساباته حتى وجدت نفسها مستلقية فوق الفراش يظللها جسده الضخم الذى ضمها هياماً واشتياقاً لنصفه الأخر
لينصهرا بنار الغرام فى بوتقة واحدة ليكتمل النصف بالنصف وتسكن الروح إلى ساكنها وترتفع دقات القلوب بموسيقى سماوية تدغدغ المشاعر

*****************

على الطريق الدولى الرابط بين المحافظات تتهادى سيارة نقل كبيرة على سرعة متوسطة يقودها جارحى فى كابينة السائق منفرداً ويبدو الحزن والهم على ملامحه الجامدة أما فى صندوق السيارة الضخم المغطى حتى منتصفه بقماش الخيمة الكبيرة للمولد يظلل صبحية التى تجلس فوق حاشية كبيرة تستخدم للنوم تستند على ظهرها إلى حاجز صندوق السيارة تتغرغر مقلتيها بالدموع وأناملها تتحرك بحنو على رأس الشابة الصغيرة التى تتوسد رأسها حجر صبحية ويتمدد جسدها الصغير بارتخاء، غائبة عن الحياة القاسية بروحها، حاضرها بجسدها الذى يرتج مع حركة السيارة رغم حرص جارحى على بطء السرعة حتى لايؤرقها أو يؤذى الجسد المتضرر بزيادة السرعة
سحبت صبحية الغطاء حتى كتفى الفتاة، تمسد على ظهرها وتمسح على جبينها المتعرق بتخوف
انخلع قلبها عليها منذ هاتفتها من يومين فهرعت هى وزوجها من المحافظة المقام بها المولد تاركين كل شئ خلفهم، ملبين النداء لاستغاثة الفتاة التى هى بمثابة ابنتهم التى لم ينجباها
وكانت المفاجأة من نصيبهما حين وجدها تجلس على قارعة الطريق فى ظل شجرة.. ضعيفة، هشة، شاحبة الوجه تكاد تفقد وعيها لولا تماسكها بإرادة من حديد حتى وصلهم
وبمجرد أن وقعت مقلتيها عليهم حتى سقطت فى غيبوبتها وكأن عقلها اللاواعى تركها شفقة عليها حتى اطمئنت لوجود حماية حولها فجذبها بحبل متين لتقع فى غياهب ظلمته
هرعوا بها إلى مستشفى قريب لتضربهم صدمة أخرى، حين أخبرهم الطبيب لتعرضها لاجهاض وفقدها الكثير من الدماء ... اجهاض!! متى وكيف ومن الأب؟
ظلوا حولها فى حالة ذهول حتى استعادت وعيها وقصت عليهم ما عاشته وعاينته على عجالة
متوسلة لهم ليخرجوها من المستشفى فربما يبحث عنها حمدى مرة أخرى وحينها سينهى ما بدأه ويخطف روحها للأبد
حينها هاج جارحى وأقسم بأغلظ الأيمان أن يساندها كأب حتى تبلغ ثأرها من هذا الوضيع وتعهد بحمايتها بحياته إذا لزم الأمر
جففت صبحية حبات العرق البارد من فوق جبين شموع شاحبة الوجه بتوجس ومالت نحو نافذة صغيرة تفصل صندوق العربة عن كابينة القيادة وقالت بوجل لزوجها
:- البت رايحة خالص يا چارحى ... مش فى وعيها خالص وچسمها بيكب عرج (عرق) جلبى هينخلع عليها
حرك جارحى رأسه بزاوية بسيطة مع تركيز عينيه على الطريق وقال بنبرة حاول أن تخرج هادئة ليطمئنها
:- البت لساتها تعبانة يا صبحية ... خرچت من المشتشفى جبل ماتخلص علاچ ... وفضلت فى الطل فى وسط الشارع بالساعات لحد ماوصلنا من محافظة (***) اللى كان بها المولد
هتفت به ودموعها تتساقط على وجهها مبررة
:- ما أحنا جعدنا يومين فى اللاكندة (اللوكاندة) لاچل ما ترتاح ... والداكتور اللى چيبنا كتبلها علاچ .... والبت كيف ما هى برضك مفيش أى تحسن
تنفس بقوة يطمئن نفسه قبل أن يطمئنها فالفتاة الصغيرة غالية على كليهما وقال مستطرداً بتعاطف
:- شموع جاست كتير يا صبحية اللى حُصل مكانش سهل ... همليها ترتاح شوية ... أجل (أقل) من ساعة ونوصل حدا أمى فى (أسيوط) ووجتها تنام فى فرشة نضيفة وأمى هتراعيها وإن شاء الله تجف على رچليها من تانى ... ووجتها هياچى حسابى مع حچازى الكلب
تنهدت صبحية بغم ومسحت دموعها بطرف وشاحها ثم طلبت مشورته متساءلة
:- طب نكلم نرچس نطمنها على شموع ... زمان جلبها واچعة على ضناها
حرك جارحى رأسه نفياً وقال بجدية
:- لاه ... مش لازم حد يعرف مكان شموع جبل ما تشد حيلها وتجف على رچليها ... ده تارها (رفع سبابته لأعلى مقسماً) وأقسم بالله ما هسيبه ... وكل اللى هتأمر به هنفذه حتى لو هدخل السچن لاچل خاطرها
كتمت صبحية لوعتها بكف يدها، تخشى على شموع وتشعر بحرقة جارحى وحميته كرجل ليؤازر هذه الفتاة الضعيفة التى يعتبرها ابنته
عادت تطالع جسد شموع وتمسح على رأسها داعية الله أن يكتب لهم السلامة جميعاً
************
قــــراءة ممتـــــعة



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 30-03-21 الساعة 11:19 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 10:50 PM   #938

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

متابعى التقينا فأشرق الفؤاد الكرام❤❤
اليوم هيكون أخر فصل قبل الشهر الفضيل
لأن الأحداث القادمة مترتبة على بعض ومش معقول
الرواية تقف فى رمضان والأحداث معلقة
على أن نعاود اللقاء إن شاء الله بعد شهر رمضان
اللهم بلغنا رمضان لافاقدين ولا مفقودين
وتقبل منا صيامنا وقيامنا بقبول حسن واجعلنا فيه من الفائزين
اللهـــم آميـــن 🌹🌹
وكل عام وحضراتكــــــــــم بخـــيـــر
❤🌹❤🌹❤🌹❤🌹❤🌹


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 10:58 PM   #939

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,715
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 47 ( الأعضاء 14 والزوار 33)
‏سما صافية, ‏ebti, ‏rere87, ‏موضى و راكان, ‏رانيا صلاح, ‏ذسمسم, ‏gawaddark, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏asaraaa, ‏shezo+, ‏Maryam Tamim, ‏سويلم سويلم, ‏رونى تامر, ‏wafaa hk



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 30-03-21 الساعة 11:14 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 11:22 PM   #940

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 49 ( الأعضاء 16 والزوار 33)


Maryam Tamim, ‏سما صافية, ‏sara osama, ‏زهرورة, ‏دموع عذراء, ‏الذيذ ميمو, ‏rere87, ‏موضى و راكان+, ‏رانيا صلاح, ‏ذسمسم, ‏gawaddark, ‏asaraaa, ‏shezo, ‏سويلم سويلم, ‏رونى تامر, ‏wafaa hk


سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.