آخر 10 مشاركات
محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] نور / للكاتبة مروة جمال ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          371 - رمال الحب المتحركة - ديانا هاملتون (الكاتـب : عنووود - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-21, 09:37 PM   #161

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryoma zahra مشاهدة المشاركة
ايه الضيوف الرخمه دي🙂
الفصل روووعه بجد يا فطوم تسلم ايدك
انا فرحت اوي ان ليث و مريم اتصافوا و حلوا مشاكلهم
الحمد لله😍❤️
عقبال نور و يوسف🙂🙂
خالد و نهلة عسل بجد و فرحت انهم حققوا حلمهم و اتجوزوا بعض اخيرا بالعند ف شربات😒
ربنا يستر ع مودة و سيف🙂
قعدنا نقول دول العلاقه الدافيه ال ف الرواية و باين قرينا عليهم🌚
تسلم ايدك بجد يا بطوط😍❤️❤️❤️

ضيوف؟ ايوه ضيوف حلوين اوي، خشي الفصل الجديد برجلك اليمين🌚
تسلم عيونك الزرقا يا مريومة محضرالك الحلو كله😌😂💕💕💕


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-21, 09:38 PM   #162

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية العيسوي مشاهدة المشاركة
طبعا معروفة فصل هادي لازم تكون قفلته غريبة 😂
بجد الفصل تحفة ومشاعره جميلة واختيار القصائد تحفة تسلم ايدك يا فاطمة 😘❤️❤️
ولو مش هادي هقفله على صوابعكوا برضه🌚😂
تسلم عيونك يا قمر ربنا يسعدك❤️❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-21, 10:00 PM   #163

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس عشر

سبقته الى داخل المنزل بزوبعتها بعد ان فكت الحجاب على السلم كعادتها ،لكن هذه المرة كانت وكأنها تمزقه من فوق رأسها ..
القت به على اقرب اريكة بغضب متجهة الى غرفتهما مولية له ظهرها الذي هيء له ان كتب عليه "احذر ،طاقة نكد لا محدودة" ..
لحقها قائلا بهدوء زاد من غيظها:
_بربك ماذا حدث لكل هذا الغضب؟
وقفت"مريم" امامه قائلة وشعرها الاسود يشكل هالة غاضبة حولها:
_ماذا حدث؟ لم انته من ابنة عمك التي تتحدث معها بمنتهى الاريحية وكأنها شقيقتك لأفاجأ بجميع فتيات الحفل يتأملن وسامتك ويتنهدن بهيام ،اخبرني هل ابدو لكم مصباحا؟
ارتفع حاجبيه رغم تراقص نضباته لغيرتها قائلا بتعجب :
_وهل رأيتيني اغازل احداهن؟ انا لم المحهن من الاساس!
تخصرت بقامتها القصيرة الملفوفة في الثوب رافعة حاجبا باستنكار :
_انت؟ انت لا تكسف احدا ابدا ..
ثم تمايلت مقلدة احداهن وهي تلوي شفتيها بميوعة مصطنعة:
_ليث! اشتقنا لك يا رجل !!
ثم اردفت بغضب :
_وانت ما عليك الا توزيع الابتسامات!
قال كاتما ضحكته ليزيد من غضبها اللذيذ:
_وهل كان علي ان اضربهن ؟
شرعت في حل سحاب ثوبها الخلفي صائحة بحنق:
_لا تستفزني يا ليث انت تعلم جيدا ما كان عليك فعله.
زفرت بحنق شديد عندما فشلت في فتحها مستطردة بشرارات متطايرة في مقلتيها:
_على الاقل كنت لتحجم ابتساماتك قليلا ،تعرف انهن مغرمات دون ادنى مجهود منك!
اقترب كابحا ابتسامته يساعدها في حل السحاب بهمس حار:
_وانت تعرفين ايضا اني لا اهتم بهن مطلقا ،ولم يملأ قلبي وعيني سواك .
اين ذهب غضبها ؟ ادراج الرياح ربما .. لكنها ظلت متمسكة بزمة شفتيها الكرزيتين متكتفة امامه ..
همس متلمسا ظهرها بعد ان نجح في فتح سحاب الثوب :
_لم كل هذه الغيرة وانت تعلمين جيدا انني احبك ؟
قاومت ارتعاش جسدها معيدة خصلة خلف اذنها قائلة بأنف مرفوع:
_انا لا اغار .
ابتسم باستنكار محتضنا اياها من الخلف وهو يتمتم من بين قبلاته فوق رقبتها:
_حقا؟ اذا ما الذي تفعلينه الآن؟!
صمتت دون رد بوجه كحبة طماطم ناضجة .. فضحك مديرا جسدها اليه ..
تأمل عينيها الساحرتين للحظات قبل ان يقول بشغف:
_انت اجمل نساء الدنيا بعيني يا مريم ..كوني دائما واثقة من ذلك.
اشاحت بنظرها عنه في حياء مطرقة برأسها ،فأمسك بذقنها برقة رافعا وجهها اليه ،قبل ان يميل معانقا شفتيها في قبلة شغوفة ..ليبحرا معا في رحلة ساحرة .. لا يوجد بها سواهما .. باحا فيها بما لم يسطتيعا البوح به بالكلمات ..واغدقت عليه حتى ..حتى رن جرس الباب!
انتفضا مبتعدين عن بعضهما فزعا على صوت طرقات صاخبة فوق الباب ..
نهض عن الفراش مرتديا ما طالته يداه ،ثم خرج بتوجس ليرى من أتى اليهما في هذه الساعة ،تاركا اياها منكمشة بهلع ..

فتح الباب مواريا مسدسه خلف ظهره ليفاجأ بقوة كاملة امام الباب ..
بادر اولهم بالحديث مصرحا:
_لدينا اوامر عاجلة من اللواء باحضار سيادتك و سيادة النقيب خالد ويوسف لامر خطير ولا يحتمل اي تأجيل ..
سأل "ليث" بجدية:
_ما الامر؟
رد بعملية:
_اللواء سيخبركم بكل شيء في المديرية.
قال "ليث" بعجلة:
_انتظروا بالاسفل ،سآتي حالا .
اغلق الباب عائدا الى الغرفة ليبدل ملابسه ،فوجدها قد ارتدت منامتها ليقول بسرعة وهو يتحرك ليخرج ملابسه من الخزانة:
_ارتدي ملابسك بسرعة.
سألت برعب:
_ماذا حدث؟
اجاب بصوت ثابت محاولا تمالك تلك الانتفاضة في صدره خوفا عليها:
_امر طارئ يا مريم ،سأوصلك الى نهلة ،بالطبع خالد سيرسل اليها اهله ليجلبوها لمنزلهم ،من هناك ستذهبوا جميعا الى منزل ابي ،سأهاتفه الآن ،هيا .
لاحظ شحوبها وحالتها المذعورة فزفر بعمق ثم اقترب منها يحتضنها بقوة ..لا يعرف ان كان عطوفا يهدئ من روعها ..ام انانيا يهدئ من روع نفسه .

قال محاولا بث الطمأنينة في كلماته وكأنه يحدث نفسه معها:
_لا تخافي حبيبتي ،كل شيء سيكون على ما يرام.
ابتعد ليبدل ملابسه ..بينما لا تعلم هي لم عوضا عن ان تشعرها كلماته بالاطمئنان ..زادت من رعبها!
____
هل يوجد من هو مكسور القلب والخاطر مثلها الليلة ؟
تشعر بأنها كانت تعيش بوهم كبير وأخطأت باعطاء الامل لنفسها مرات بعد مرات ..
خذلان بعد خذلان..

وقفت مرتدية حلتها العملية المتكونة من سترة سوداء وبنطال اسود ،اسفلهما قميص ابيض ،حيث ستذهب مباشرة الى مقر عملها فور الوصول الى كندا..
تلملم حاجياتها الاخيرة في حقيبة السفر ..

الم يخبرها انه سيهاتفها ثم اصر ان يأتي ليودعها في المطار؟ مبررا انه ممتنا لما فعلته معه ولن يوفي الدين ما حيي ..
ما هذه الكلمات الحقيرة ؟
لم باتت كلماته كالخناجر المسمومة تطعن قلبها بلا رحمة!
حسنا الخطأ خطأها من البداية .. وفي النهاية هو لم يعدها بشيء مطلقا ..

اشتد الالم اسفل يمين بطنها شاعرة بحرارتها تزيد فجزت على اسنانها بضيق ورعب.. كيف ستسافر وهي يجب ان تتعرض لعملية جراحية فورا؟!
هل يوجد وضع أسوأ من هذا ؟!!

صدح هاتفها لتقرأ اسم اخيها على شاشته ،فأجابت متعجبة لتجده يصيح بسرعة قبل ان يغلق:
_اسمعيني جيدا يا نور .. لدي مهمة طارئة الآن ولا اعلم علام سينتهي الامر ،لا تقلقي ابي وامي فقط اخبريهما ان لدي عمل عاجل واذهبوا لنهلة ،لا تتركوها وحدها ،اسرعي يا نور ارجوك .

حسنا هناك الأسوأ .
تحاملت على نفسها واقفة بقلق ،ثم خرجت من غرفتها متجهة لغرفة والديها ..
وقفت امامهما قائلة محاولة السيطرة على نفسها وهي تقول:
_خالد اتصل بي ،لديه عمل عاجل وطلب ان نذهب لزوجته الآن كي لا تبقى وحدها ..
انقبض صدر والدتها متمتمة:
_كنت اشعر ان هناك ما سيحدث اليوم ..
نهض والدها قائلا بجدية:
_اذا هيا كي لا نترك الفتاة بمفردها .
نهضت معه زوجته بقلق بينما عادت نور لغرفتها لتأخذ حقيبة يدها مسرعة ..
وبجانب حقيبة سفرها المفتوحة ..سقطت متلوية من الالم صارخة بعدم تحمل .
____
شعر "يوسف" بنغزة في قلبه لا يعرف مصدرها وهو يتجه مع صديقيه مسرعان نحو مكتب اللواء ،بينما "خالد" يحاول الاتصال بشقيقته ليطمئن على ما آلت اليه الامور حتى الان ،لكنه لم يجد اي اجابة!!
قرر الاتصال بوالده عوضا عن شقيقته فأجابه بعد لحظات قائلا:
_نعم يا خالد ،ماذا يحدث معك؟
قال "خالد" متعجلا:
_عمل عاجل يا ابي ،لم لا تجيب نور على هاتفها؟
التفت بقلق الى غرفة العمليات المغلقة خلفه والتي ترقد بها ابنته بعد ان قرر الطبيب اجراء العملية الجراحية فورا قبل ان تنفجر الزائدة الدودية.. ثم قال مواريا قلقه:
_ربما لم تسمعه يا بني ف... نحن متجمعون عند عمك .
شعر "خالد" بالريبة لكنه حاول طمأنة نفسه ،فقال وهو يهم بالاغلاق عند وصولهم لغرفة مكتب اللواء:
_حسنا يا ابي سأهاتفك بعد قليل ،السلام عليكم.
اغلق والده الهاتف مستندا الى جدار المشفى يغمغم بالدعاء ،ثم تحرك جالسا بجانب زوجته التي لم تكف عن البكاء منذ وجدتها طريحة الارض تتلوى بألم في غرفتها ..
وعن جانبه الآخر شقيقه ..امامهم تجلس "نهلة" بعد ان بدلت ثوب زفافها مسرعة ،و شقيقتها التي تركت طفليها في السيارة بالاسفل مع زوجها وصعدت مع والدتها ..
وتجلس "مريم" بجانبهم قلقة تدعو للمسكينة التي ترقد بالداخل الآن _والتي رغم انها تغتاظ منها في بعض الاحيان الا انها لم تكرهها ابدا_ وان يمر الامر على خير .. فمنذ علمت بخطورة الامر وان زوجها واخاها معرضان للخطر وهي تشعر انها على وشك الاصابة بنوبة قلبية من فرط الخوف ..

على الجانب الاخر ..
اغلق "خالد" الهاتف مندفعا مع صديقيه الى غرفة مكتب اللواء الذي استقبلهما بوجه جاد قائلا:
_من الجيد انكم لم تتأخروا ،هناك تفاصيل جديدة ..
وقف ثلاثتهم امام المكتب بجدية شديدة ليقول "ليث" في مقدمتهم:
_وما هي التفاصيل الجديدة؟
قال اللواء بصوت وقور :
_اجلسوا .
اسرع كلا من "خالد" و "يوسف" بالجلوس على المقعدين امام المكتب وكأنهما يتسابقان ..فضرب "ليث" كفا بكف ان يتعاملا بهذه الصبيانية في هذا الوقت العصيب !
ثم تحرك ليجلس على مقعد ثالث ..
في حين لم يلتفت اللواء للعبث الصبياني خاصتهم .. في الواقع لو كان في وقت آخر لكان رد فعله غير لطيف الآن ..ربما كان سيصنع من فخاذهم بطاطس مقلية ..هكذا فكر كلاهما بعد ما فعلاه فصمتا بانتباه شديد وكأنهما لم يفعلا شيئا..

بعد قليل خرج ثلاثتهم بعد ان اخذوا امرا مباشرا منه بالبدء فورا في اعطاء التعليمات للقوات جميعا بالتحرك بالخطة المناسبة..
قال "يوسف" بتفكير:
_هل كان علينا اخبار اللواء بما نظنه؟
رد "خالد" وهو يهرش في رأسه:
_لا اعلم ،ما الذي ننتظره ؟!
قال "ليث" مفكرا معهما بصوت عال غير عابئا بما يقولاه بشأن ظنونهم في "علي" زميلهم :
_لم سويسرا تحديدا التي قرروا التعامل معها وارسال الشحنة اليها؟
رد "خالد" بتلقائية:
_لديهم شوكولاتة فاخرة هناك!
وقف ثلاثتهم عن السير ..نظر له صديقاه للحظات دون رد فعل قبل ان ينظرا لبعضهما ومن ثم تحركا امامه بصمت ..
لحقهما "خالد" مدركا غباءه:
_آسف ..لكن لم نثق ان الشحنة بالفعل مرسلة لسويسرا؟ لقد اعطى لنا ميعاد الطائرة الذي هو يتفق مع الميعاد الذي توصلنا اليه من قبل ..اليس مثيرا للريبة ان يفصح عن كل ما يجب الا يريدنا ان نعرفه؟؟
قال "يوسف" وقد عاد كل منهم الى حيرته مرة اخرى :
_حتى الان لا اجد معنى لتلك الرسالة ..ما هذا العبث!
ثم توقف بعينين متسعتين قبل ان يستدير الى "خالد" قائلا:
_ارجع بحديثك الى الوراء .. يتفق مع الميعاد الذي توصلنا اليه من قبل !!
توقف ثلاثتهم يتبادلوا النظرات المتسعة و نفس الفكرة تشع في رؤوسهم ..لحظة ..اثنتان .. ثم ركض ثلاثتهم عائدين الى مكتب اللواء خلفهم.
____
كاد يسقط نائما في جلسته امام المقود حين لكزه طفله بقدمه الصغيرة من المقعد الخلفي ،فانتفض فزعا ليسأل الصغير:
_ماذا بها عمتي نور؟
مسح بيده على وجهه بضجر من ذلك السؤال الذي اعاداه فوق مسامعه خمسمائة مرة ..
زفر مجيبا:
_انها بخير ،عمتكما نور بخير ..لكن ابوكما ليس بخير ،هل لي ان ارتاح لدقيقتين كاملتين؟
قالت "عائشة" ببراءة استفزته:
_لم انت غاضب يا ابي؟
اوشك ان يصرخ مستنجدا بالمارة في الشارع الهادئ في هذا الوقت المتأخر..
لكنه تنفس بعمق مستشعرا جلطة قريبة وهو يقول :
_لست غاضبا يا حبيبة ابيك لست غاضبا .
قال "معاذ" ببرود:
_لكنك غاضب .
هدر وقد نفذ صبره وانفجر تحمله:
_قلت انني لست غاضبا!!
تقوست شفتيهما منبهين بنوبة بكاء قريبة ،ففتح باب السيارة بأعصاب منفلته ثم اغلقه خلفه بغضب مخرجا هاتفه ليهاتف زوجته التي لم تأخذ وقتا لتجيب قائلة:
_نعم يا سيف لقد خرجت للتو بالسلامة حمدا لله ،لن نطيل وسننزل ان شاء الله .
قال مسرعا:
_حمدا لله على سلامتها ،هل لك بأخذ طفليك هذان لحين نزولك؟؟
قالت بقلق:
_ما بهما ؟؟
فرك عينيه باجهاد شديد قائلا:
_لا شيء لكنني مرهق جدا ولا استطيع التعامل معهما ..
قالت بهدوء وهي تتثاءب:
_حسنا لا بأس ،هات الطفلين نحن بالطابق الثاني .
قال قبل ان يغلق :
_مودة ..انا اسف اعلم انك مجهدة ايضا لكن ..
قاطعته بابتسامة لم يراها لكنها تعلم انه شعر بها:
_لا تعتذر يا سيف ،اعرف كم يخرجاك عن شعورك ،خاصة وانت متعب.
تمتم وهو يفك عنهما احزمة الامان:
_عشيرة ابليس ..
قهقهت على الهاتف قائلة :
_سأغلق الان لاعود اليهم ،حين تصل للطابق اتصل بي .
اغلق الهاتف قائلا للصغيرين الجالسين بالمقعد الخلفي بملامح شقية اخبرته انهما استمعا لمكالمته مع والدتهما كلها:
_ها انتما ذاهبان لعمتكما نور ،اتمنى الا اسمع حرف النون من لسانيكما لشهرين مقبلين ..
_____
وقفت "مريم" بجانب حموها في المشفى بالغرفة التي انتقلت اليها "نور" بعد ان خرجت من العمليات ..
لم تستفق بعد لكنهم وقفوا حامدين الله لسلامتها بجانب والديها القلقين على ابنيهما..
تحركت "شوشيت" قائلة الى كنتها الجديدة :
_غادري انت يا ابنتي مازلت عروس ،لولا ان كلنا هنا لما وافقت ان تأتي معنا من الاساس .

تفاجئت "نهلة" !
تفاجأت جدا !
توقعت ان تكون هذه المرأة متسلطة معها او تتهمها بأنها "قدم النحس" على العائلة بعد ما حدث ليلة زفافها ..لكن رد فعلها صدقا ادهشها !
رد بابتسامة صغيرة :
_وكيف لا آتي يا خالتي كان يجب ان اطمئن على نور بنفسي!
مطت شفتيها ممتعضة من لفظ "خالتي" الا انها لم تعقب في هذا الوضع قائلة :
_حسنا وهي الان خرجت بالسلامة حمدا لله ،غادري مع عمك حسن وزوجة اخيك .
اومأت برأسها متمتمة بالموافقة بعد ان حمدت الله لسلامة صديقتها ثانية متجهة الى "مريم" التي تركها حموها خارجا من الغرفة منذ قليل ..
لوت فمها بامتعاض وهي تراقب تلك السيدة تقترب منها ..وقفت "فوزية" امامها قائلة بصدق رغم لمحة التسلية في عينيها:
_حمدا لله على سلامتها يا ام خالد.
جحظت عيناها بصدمة تحولت الى غيظ كبتته وهي ترد باقتضاب:
_سلمك الله.
ثم اشاحت بوجهها ممتعضة في غرور ،فوارت "فوزية" ابتسامة متسلية وهي تبتعد حتى لا تثير اعصاب السيدة المجهدة فعليا بسبب ابنيها ..
عند تلك النقطة تنهدت "فوزية" بقلق وهي تناظر ابنتها وزوجة ابنها "مريم" ..

نظرت "مريم" لصديقتها بقلق شاحبة الوجه ،فقالت الاخيرة مشجعة رغم رعبها الداخلي هي الاخرى:
_انا اثق انهم سيعودون بسلام بإذن الله .. لن يخذلونا .
رفعت "مريم" رأسها الى الاعلى بالدعاء كابحة عبرات قلقة تتحين الفرصة لتفر من مقلتيها ..
سألت "نهلة" وهي تدور بعينيها في الغرفة:
_اين عمي حسن؟
ردت بتماسك:
_خرج يتحدث في الهاتف ،اشعر انه ليث لكنه لم يقل شيئا وخرج ليجيب مسرعا ..
قاطع حديثهما صوت حموها وهو يناديها بهدوء من الخارج ..

في الخارج قبل قليل ..
قال "حسن" لولده بجدية:
_وماذا بعد؟
اجابه ولده بجدية مماثلة:
_طلب منا اللواء التحرك فورا ،سنبلغ القوات بالاوامر ونتحرك وفق خطتنا ،ادع لنا يا ابي.
قال بامتعاض:
_الله معكم دائما يا ليث ..لكني لا استسيغ هذا الرجل منذ كان يعمل معي .
وصلته قهقهة ولده الذي رد:
_هانت ،تبقى له القليل.
قال والده:
_اظن تبقى له سنتين لتنتهي فترة خدمته؟
رد "ليث" :
_نعم ،تقريبا ..هل الجميع بخير؟
قال مطمئنا وهو يدرك انه يقصدها بعينها:
_لا تقلق كلنا بخير ،وسآخذ مريم ونهلة معي للمنزل الان ،لا تخبر خالد بما حدث لشقيقته كي لا يتشتت ،حسنا؟
رد "ليث" :
_حسنا لا تقلق ،كيف حالها الان؟
تنهد قبل ان يجيب:
_لم تفق بعد ،لكن الطبيب طمأننا.
ثم قال قبل ان ينهي المكالمة :
_الا تود محادثة زوجتك؟ انها صامتة منذ جاءت وتبدو شاحبة جدا .

صمت قليلا .. هل عليه محادثتها ؟
لن يستطيع الكذب كي يتحدث معها ويخبرها ان كل شيء على ما يرام ..لأول مرة منذ بداية عمله في هذا المجال يشعر بالخوف .
قال اخيرا باستسلام:
_اعط لها الهاتف .
شعر "حسن" بما يجيش بصدر ولده فقال:
_اتركها على الله يا بني .
ثم ابعد الهاتف عن اذنه مناديا زوجة ابنه التي اسرعت بالتقاط الهاتف قائلة بلهفة:
_ليث ،كيف حالك؟ ماذا يحدث معك؟
جاء صوتها بلسما على روحه المعذبة فقال يطمئنها:
_انا بخير حبيبتي لا تقلقي ..لن يطول الامر وسيمر على خير فقط ادعي بذلك .
تساقطت عبرات لا تعرف مصدرها قائلة وكأنها ترجوه:
_ستعود لي سالما يا ليث ،اليس كذلك؟
صمت هنيهة ثم رد بتماسك مبتلعا غصة في حلقه:
_بإذن الله يا قلب ليث .
همست من بين نشيجها :
_وعد ؟

بم يجيب؟
هل يعترف بما يجيش بصدره صارخا فيها "اخشى ان ازيد عن اخلافي لوعدين لك ثالثا" ..
ام يختصر المسافات في خطوة واحدة ليغمرها بين احضانه هامسا بكل ما يحمله من مشاعر حب وشوق وخوف "لم اتمنى يوما ان اوفي بوعد كما اتمنى الآن ".
تنهد لا يعرف ماذا يقول لكنه اجاب بما يأمل:
_وعد .
سمع شهقاتها فرق قلبه لها ،ليقول مناكفا بجملة قالها لها ذات مرة محاولا التهوين عنها:
_هل السنافر تخاف مثلنا؟ عجيبة والله!
ضحكت بتأثر وهي تمسح عبراتها التي ازدادت بفعل جملته واضعة يدها فوق قلبها ..
تمالكت نفسها قليلا فسألت بلهفة:
_وكيف حال يوسف؟
قال مطمئنا :
_انه بخير ..كلنا بخير لا داعي للقلق حبيبتي ،سأغلق مضطرا الان ،استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
قالت واضعة يدها على قلبها:
_في حفظ الله.

اغلقت معطية الهاتف لحموها الذي اشفق كثيرا على حالها فربت على كتفها مهونا وهو يصحبها ومعها "نهلة" واخيه بينما اصرت والدتها على المبيت معها الليلة رغم انها لم تفق بعد ولم يفلح احد في اثنائها ..

على الجانب الاخر ..
اغلق "ليث" الهاتف قبل ان يعطي اخر الاوامر للقوات الذين يتبعوهم ..
قبل ان يركب مع صديقيه الطائرة الخاصة .. التي ستنقلهم من مطار الاسنكدرية الى مطار القاهرة الدولي حيث مكان التسليم..

استعاد في رأسه ما حدث عندما عاد ثلاثتهم الى مكتب اللواء الذي وبخهم لعدم اخباره بما توصلوا اليه من معلومات من قبل ..نافيا ما راودهم من شكوك بأن الذي اوصل لهم المعلومات بميعاد التسليم هو "علي" مؤكدا ان الميعاد الذي وصلهم هو الميعاد الصحيح ومن مصدر موثوق .
التفت الى صديقيه بعد ان ربط ثلاثتهم احزمة الامان مستعدين للاقلاع ..في التو واللحظة .
___
في المشفى ..
تحركت "الحاجة فوزية" بجانب ابنتيها و"مريم" التي تسير بجانب حموها تتمتم بالدعاء .. اتجهت اليها سائلة بقلق :
_اين ولدي؟ ماذا يحدث معه؟ هل هاتفك؟
اجاب "حسن" بدلا عنها قائلا بدبلوماسية:
_لقد هاتفنا يا حاجة لا تقلقي ثلاثتهم بخير ،ليست المهمة الاولى لهم ولن تكون الاخيرة بإذن الله ..فقط ادعي له كما تفعلين دائما.
تنهدت "نهلة" بقلق ،وربتت الحاجة على صدرها بيدها محاولة تخفيف قلقها ،بينما شعر حفيديها بتوتر الاجواء ،فقال الصغير بفضول وهو يشد تنورة والدته:
_ماذا هناك؟
التفتت له قائلة بهدوء ظاهري:
_لا شيء يا حبيبي ،لا تشغل بالك .
تبادل الصغيران النظرات المرتابة وهما يتحركان بجانبهم الى ان وصلوا جميعا الى الاسفل ،فانحرفا مع والدتهما وجدتهما الى سيارة ابيهما ،بعد ان شددت الحاجة على ابنتها ان تهاتفها بين الفينة والاخرى لتطمئنها..

تمتم "حسن" في سره وهو يستقر امام المقود:
_ليست مرتكم الاولى ،لكنها الاصعب .. عودوا الينا سالمين يا ابطال ..لا تخذلونا.
ثم تحرك بهم متجها الى منزله..
____
السادسة صباح الاربعاء ..
نزل ثلاثتهم من الطائرة بانهاك بعد تلك الليلة الطويلة ،ليقول "خالد" باحباط:
_لم يحدث كل هذا معي؟
نظر له "ليث" مشفقا قبل ان يرد متهكما :
_ماذا كنت تظن ان يحدث لشخص اقام حفل زفافه يوم الثلاثاء؟
مسد "يوسف" بين حاجبيه ثم قال بحنق:
_حسنا هو اقام عرسه يوم الثلاثاء ،وانت ابن عمه واخ للعروس ،مالي انا بكم وبنحسكم الازلي؟
احاط "ليث" ذراعه بكتفيه هو يرد بسخرية:
_لا تنس ان شقيقتك زوجتي ،الدائرة مغلقة يا عزيزي .
مط "يوسف" شفتيه بامتعاض وهو ينفض ذراع صديقه عنه بحنق قائلا:
_حسنا وماذا سنفعل الان؟
عقد "ليث" ما بين حاجبيه قبل ان يلتفت اليه واقفا عن السير قائلا:
_هل كنت نائما حين كنا نضع الخطة ام ماذا؟؟
وقفوا يتبادلون النظرات قبل ان يصيح ثلاثتهم بادراك متأخر لتباطئهم:
_الخطة!!
ثم تحرك الثلاثة مسرعين ..
___
الثانية والنصف ظهر الاربعاء ..
تحرك اللواء في المطار بخطوات واثقة يدور في المكان بعينين حادتين كالصقر..
توقف فجأة ملتفتا الى حراسه قائلا :
_اين الفريق الذي ارسلته الى هنا؟
اجاب احدهم:
_لا نراهم سيادتك لكن القوات موجودة ،هل اذهب لاستفسر عن الوضع؟
اومأ له بوقاره المعتاد فتحرك الحارس ليقف امام احد افراد القوة قائلا:
_سيادة اللواء يتساءل عن الفريق الذي ارسلكم .
نظر له ببرود قائلا :
_غير مسموح لي ان افشي اسرار المهمة لأي شخص كان .
توحشت عيني الحارس لكنه لم يحرك ساكنا قائلا بصرامة:
_قلت ان اللواء بنفسه يتساءل ،وهو من يعطي التعليمات لفريقكم الذي لا يسمح لكم بإفشاء أسرار المهمة.
قال الرجل بجمود شخص واثق مما يفعله بشدة:
_حتي لو كان اللواء بنفسه هو من يقف امامي الان لا استطيع قول شيء ..واظن انك ولوائك تعلمان بقواعد المهنة.
التفت الحارس برأسه الى اللواء بنظرة غامضة ،فأشار له الاخير بعينيه ليترك الرجل ويعود اليه ..
وقف امامه قائلا:
_لا يريد ان يفصح بأي شيء متعللا بقواعد المهنة .
تغضن جبين اللواء بغضب قبل ان يخرج هاتفه المحمول يتصل بقائد الفريق .."ليث".
اجابه الاخير قبل ان ينتهي الاتصال قائلا:
_نعم يا سيادة اللواء .
قال اللواء بجدية:
_اين انتم يا سيادة الرائد؟
رد "ليث" بهدوء:
_نحن نستعد للمهمة كما امرتنا يا سيادة اللواء ،هل حدث شيء؟
قال اللواء بحدة:
_انا لا اتساءل عما تفعلون ،قلت اين انتم فأنا في المطار لأطمئن على الاوضاع ولا اراكم .
رد "ليث" بنفس الهدوء الذي يستفز اللواء :
_نحن نتمم على الامن حول المطار الان ،نبعد عنه بحوالي شارعين لنطمئن ان الامن مستتب .
عقد اللواء حاجبيه قبل ان يقول :
_حسنا سأترك لكم حرية التصرف ،لكن ان فشلت هذه المهمة لا تلوموا الا انفسكم.
ثم انهى اللواء المكالمة مكملا طريقه مع حراسه الى وجهته .
___
لم تكد تفتح جفنيها لترى الرؤية مشوشة امامها حتى تغلقهما ثانية كدأبها منذ بدأ ينتهي مفعول البنج ..سمعت الطبيب يخبر والدتها بأن المفعول قد انتهى بالفعل لكن اجهادها الملحوظ هو ما يجعل حالها هكذا .
تشعر بكف والدتها يحتضن كفها وهي تجلس بجانبها تنظر اليها تارة وتدعو لها وتقرأ القرآن تارة اخرى ..
فتحت عينيها مرة اخرى محركة مقلتين مهمومتين تجاه والدتها لتقول الاخيرة بحنان:
_نامي حبيبتي ،نامي ولا تشغلي بالك بشيء ،كل شيء سيكون على ما يرام .
عادت تغلق عينيها من جديد خائرة القوى ،لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير ..
وكأن غيبوبتها القصيرة تمثلت في دوامة لا تكاد تتركها حتى تبتلعها من جديد..
هل عادوا؟
كيف عادوا؟
هل اصابهم شيء؟
هل تقلق على شقيقها ام على ابن عمها الذي لا يقل مكانة لديها عن اخيها "خالد" ؟
ام تقلق على مالك قلبها الذي لن تتحمل رؤيته طريح الفراش مجددا ؟
ما هذا الحصار؟
لم الوقت يمر بهذا البطئ القاتل!
حركت رأسها بصعوبة تجاه والدتها تسألها بصوت ضعيف وعينين مغمضتين:
_هل عادوا؟
اجابت والدتها بتماسك تحسد عليه:
_ليس بعد ،لكنهم يتصلون كل فترة ليطمئنونا .
زفرت "نور" ببعض الراحة قبل ان تذهب في غفوة طويلة ..
___
الثالثة ظهر الأربعاء ..
تحرك الثلاثة بتأهب الى مواقعهم في المطار ليقول "يوسف" بريبة:
_لم لا نرى اي منهم حتى الان؟
قال "ليث" بثبات يتقنه:
_لا اظن انهم اكتشفوا امرنا ،هل فعل احدكم خاصية الموقع في هاتفه؟
اجاب "يوسف":
_لا ،هل تعتقد ان مكالمة الصباح...؟
قاطعه "ليث" :
_لا اعتقد ،فكرت في الامر لكني لا اظن ان كان هناك ما يثير الريبة لدرجة ان يبحث خلفنا في هذا الوقت الضيق ،كما ان..
قال "خالد" مقاطعا حديثهما :
_انصتوا ، صوت طيارة تقترب!
تأهب ثلاثتهم لاشتباك قريب خاصة حين لمحوا الطرف الثاني يتقدم لاستقبال الطرف الاول الذي يحمل البضاعة ..
هبطت الطائرة على ساحة مطار القاهرة الدولي.. لينزل منها اللواء ..ومعه الحقيبة التي تحوي البضاعة .

*منذ ايام*
بعد ان تأكد "ليث" مما توصل اليه "خالد" وظنونه في علي ،قرر ان يصارح صديقيه بالامر حيث انه حتى الان غير مقتنع بما يحدث ويشعر بأن هناك حلقة مفقودة في القضية ..
دخل غرفة المكتب ليجلس امام مكتبه قائلا لصديقيه:
_اشعر بأن هناك شيئا ما غامضا فيما يحدث ..علي ليس غبيا ليرتدي الساعة امامنا بهذه السهولة..هناك حلقة مفقودة.
قال "خالد" بتفكير :
_ماذا تقصد؟ هل تشك في شيء بعينه؟
اجاب بحيرة:
_لا اعرف ،لكني اشك في الامر برمته..
قال "يوسف" ببساطة كعادته وهو يرفع سماعة هاتف المكتب:
_لا مشكلة ،نحضر علي الى هنا ونجس نبضه.
نظر الثلاثة الى بعضهما البعض بالتناوب بينما طلب "يوسف" من "علي" الحضور الى المكتب ..
دخل المكتب عاقدا حاجبيه بتساؤل مؤديا التحية العسكرية ،ليسأل "ليث" بجدية:
_هل هناك الجديد ؟ تعلم ان توصيات اللواء تزداد بضرورة تكثيف الجهد وليس لدينا معلومات كافية حتى الان!
قال "علي" وهو يومئ برأسه:
_كنت سآتي بالفعل لاخبركما ان هناك معلومات اخرى بمكان العملية وصلت قبل اتصالكم مباشرة ..سيكون التسليم في مطار الاسكندرية ،لكن الميعاد غير معلوم حتى الان .
قال "يوسف" بحاجبين معقودين:
_وهل هذه المعلومة موثوقة ام مازالت في دائرة الشك؟
رد:
_مصادرنا تقول انها موثوقة دون ابداء اسباب او أدلة!
تبادل الثلاثة النظرات قبل ان يسمح له "ليث" بالانصراف ..ليقول "خالد" فجأة بنبرته المرحة الاعتيادية مستوقفا اياه :
_بالمناسبة ،اعجبتني ساعة اليد خاصتك اريد شراء واحدة مثلها ،من اين اشتريتها؟
توقف "علي" ليقول ببساطة:
_لا اعلم انها هدية ،اهداها لي سيادة اللواء معللا بأنه يراني ابذل مجهودا يستحق التقدير .
بدى الاندهاش على ثلاثتهم قبل ان يرفع "يوسف" حاجبه ساخرا وهو يقول:
_وهل يعطي اللواء صدقي الهدايا؟ منذ متى!
ابتسم "علي" قائلا :
_اندهشت وقتها كإندهاشكم هذا بالضبط.
بعد انصرافه ،تبادل الثلاثة النظرات وقد ازدادت ريبتهم ليتمتم "ليث" بصدمة:
_اللواء!

*بالأمس*
استقبلهم اللواء بوجه جاد قائلا:
_من الجيد انكم لم تتأخروا ..هناك تفاصيل جديدة ..
وقف ثلاثتهم امام المكتب بجدية شديدة ليقول "ليث" في مقدمتهم :
_وما هي التفاصيل الجديدة؟
قال اللواء بصوت وقور :
_اجلسوا .
اسرع كلا من "خالد" و"يوسف" بالجلوس على المقعدين امام المكتب وكأنهما يتسابقان ..
وفي حركة خفية من الاخير اخرج جهازا صغيرا من جيبه ليدسه اسفل المكتب بسرعة وخفة تستحقا الاشادة .
تحكم "ليث" في زفرة ارتياح كادت تخرج من رئتيه قبل ان يضرب كفا بكف متظاهرا بالتعجب من ان يتعاملا بهذه الصبيانية في هذا الوقت العصيب .
***
وقف قائد الطرف السويسري "روجر" امام اللواء "صدقي" ليقول متحدثا بالايطالية:
_ها هي النقود ،ارني بضاعتك.
اشار الاخير لحارسه ليفتح الحقيبة عارضا محتواها امامه ،قبل ان يأمره بالعودة مغلقا الحقيبة ثانية وهو يرد بالايطالية:
_سلم ثم استلم .
ارتسمت ابتسامة متهكمة على جانب شفتي القائد قائلا:
_يعجبني دهاء المصريين ،صدقا يعجبني.
اعطى القائد السويسري اشارة لاحد رجاله ليسلم حقيبة البضاعة الى حارس اللواء الذي تقدم هو الآخر بعد اشارة من اللواء ..
وفي جزء من الثانية .. اخرج كلا الطرفين اسلحتهم موجهين اياها تجاه بعضهما البعض .
قهقه اللواء قائلا بسخرية:
_كنت اظنني غدارا ..من الواضح انني لست الوحيد هنا!
رد "روجر" بلهجة ماكرة:
_توقعتها منك .
هم اللواء بالرد حين حاصرتهم القوات فجأة ..لينزل كلا الطرفين اسلحتهم قبل ان يظهر الثلاثة امامهم على رأس جميع القوات..
قال "ليث" موجها حديثه الى "صدقي" مصوبا مسدسه تجاهه:
_ماذا تظن انك فاعل يا سيادة اللواء؟
حرك مقلتيه على الحقيبتين ليقول معيدا نظراته اليه بسخرية:
_لا اظن ان هذا ينتمي الى خدمة الوطن .

نظر الى صديقيه اللذان يرفعان مسدساتهما تجاه الطرفين ممررين نظراتهما فوقهما ،ثم عاد بنظره الى اللواء وهو يقول بنفس السخرية:
_هل كنت تعتقد اننا مغفلين لكي نقتنع بأي مما حاولت ايهامنا به؟ ساعة؟ رسالة؟ مطار الاسكندرية؟؟ لم تكن فقط تريدنا ان نخسر القضية ..خططت لقتلنا باعطاءنا مكان خاطئ كي نذهب الى هناك في الميعاد المحدد ونموت غدرا ..وظننت ان خطتك تسير على ما يرام ولم يشعر احد منا بشيء غريب ..شككتنا في علي كي تبعد الشبهة عنك! ..حقا تستحق التصفيق على روعة هذا التفكير!
ثم اكمل بنبرة جافة تحمل في باطنها بعض المرار ،كارها ان يحدث ذلك مع معلمه الاول في هذه المهنة بعد ابيه:
_انت من فعلت هذا بنفسك ..انت من خنت العهد ،آسف يا استاذي.
قال اللواء بتهكم:
_وهل كنتم تعتقدون انني انا المغفل حتى تزرعون لي جهاز تنصت دون ان اشعر؟ ام كنتم تعتقدون انني سأعطي لكم مكان وميعاد خاطئين لمجرد التشتيت؟ ..هنا او هناك ..ما اريده سأنفذه.
ثم اعطى اشارة سريعة لرجاله لاطلاق الرصاص ،فاشتبك كل من في المكان في ضرب ناري مريع وقد بدأ بعض الرجال في التساقط تباعا ..

ركض "ليث" باتجاه مبنى صغير لا يبعد كثيرا عن الطائرة التي هبطت منذ قليل ليتحصن به ،و ركض "خالد" الى نهاية المدرج متحصنا بالحائط الفاصل بينه وبين صالة المغادرة ،بينما ركض "يوسف" باتجاه الطائرة متحصنا بها كي تسنح له الفرصة لاصطياد الكثيرين من جميع النواحي ..
في حين تفرق كل الرجال الى جميع النواحي المتاحة وكلهم يلتفتون بين الثانية والاخرى لاطلاق النيران .

الاثارة التى كانت تطغى على كل منهم في المهمات استبدلت بالرهبة ..رهبة كبيرة ورغبة عارمة للخروج بأقل الخسائر والحفاظ على النفس..ليس لأجل النفس.. فكل منهم روحه لم تصبح فقط ملكه ليغامر بها.
لمح "خالد" بعض الرجال السويسريين تجري بالقرب من مخبأه فلم يتردد في اطلاق الرصاص عليهم قبل ان يلتفت للباقين دون ان ينسى القاء النظرات على صديقيه..
حيث وقف "ليث" من مكانه ممررا نظرات مراقبة وهو يرمق "يوسف" بغيظ شديد بما يعني "موضعك خطر ." بينما يبادله صديقه نظرات واثقة تعني "أعرف".

وعلى الجهة الاخرى من الطائرة ..جلس اللواء رافعا سلاحه امامه مخاطبا "يوسف" الذي يعلم جيدا انه يسمعه بتهكم:
_كنت اظن ان الزيدي قد خلصني من احب افراد هذه الفرقة الي ،لم عدت؟ هل اردت الموت على يدي انا بدلا منه؟
قال "يوسف" دون ان يغفل عن اطلاق النيران من حوله:
_ربما العكس صحيحا؟
قال اللواء ساخرا :
_هل تظن نفسك ناجيا من هنا؟ انت تحلم .
ثم دار حول الطائرة مطلقا نحوه الرصاص ليتحرك الآخر مسرعا وهو يجابه طلقات اللواء بطلقاته راكضا نحو الطائرة المستقرة امامه ..

عند "ليث" ..لمح قائد الوفد الروسي بين فردين يأمنانه ..
ومن خلف حصنه الحجري ..صوب فوهة سلاحه ناحية احد الفردين فسقط على الفور ،لينتبه القائد وفرد الحراسة الاخر متحركين بعيدا عن هذا المكان بعد ان خمنا سريعا المكان الذي اتت منه الرصاصة بالنسبة لاصابة ثالثهم ..
كان "خالد" منشغلا باصطياد كل من يراه قريبا من موقعه ..فلم يلمح القائد وحارسه وقد اصبحا على مقربة منه ..
وحين القائه النظرات على ابن عمه لمحه يشير له على الاثنين وكأنه يقول "اغتنم الفرصة"
فلم يكذب "خالد" خبرا وحرك يده بلحظة مخرجا سلاحا اخر من جراب على خصره ليصبح في خلال ثانيتين مصوبا على كلاهما في آن واحد .
التفت الى "ليث" مشيرا له بانتصار قبل ان يلتفت كلاهما باحثين عن ثالثهما ..لتجحظ عيناهما بفزع وقد فهما ما يحدث ..ليغمغم "ليث" بانفعال "لماذا يا يوسف!!!"
قبل ان يشير لصديقه الذي لا ينقص عنه قلقا بإشارة فهمها جيدا ،وشرع ينفذ .

قبل دقائق ..
تحرك يوسف مطلقا الرصاص تجاه اللواء بينما اللواء يلاحقه متفاديا طلقاته ومقابلا اياه بطلقات اخرى ..
وفي لحظة ..وعندما وصل امامه عند الطائرة الاخيرة في المدرجات ..ضغط "يوسف" على زناد سلاحه ليجد ان الزخيرة قد فرغت .. فوقف اللواء ينظر له بتشف قبل ان يطلق رصاصة اصابت غريمه في الحال.

نهاية الفصل السادس عشر


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-21, 11:12 PM   #164

آية العيسوي

? العضوٌ??? » 475453
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » آية العيسوي is on a distinguished road
افتراضي

تاني يا ذكي 🌚يوسف تاني 🙂
ياترى المرادي موتة بجد ولا تمثيل🚶‍♀️


آية العيسوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-21, 11:21 PM   #165

هدهد الجناين

? العضوٌ??? » 482070
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » هدهد الجناين is on a distinguished road
افتراضي

هو ايه الظلم ده هو يوسف ده ملوش أهل يسألوا عليه كل شويه مموتاه أنا هاخده اتبناه ده متبهدل هنا 😒❤️❤️

هدهد الجناين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-21, 11:30 PM   #166

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

يا بنتي ما كنت كويسة وكيوت ورومانسية وكوميدية...

إيه إلي قلبك على الشر والغم؟؟؟

هو يوسف عاملك حاجة عشان كل شوية تموتيه؟؟

أنا عاوزة فصل دلوقت ومش قادرة اصبر للأسبوع الجاي أعمل إيه؟

تسلم ايديك الحلوة يا قمر


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 12:37 AM   #167

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

يوسف : يا دنيا طفيتي شمعي يا فاطمة كترتي دمعي
والله حرام عشان دي مش قفلة منك لله 😭😭😭
يارب يبقي كويس يارب 🥺❤❤❤
اللواء ده اتخدعت فيه جدا كنا فاكرين على خاين وجاسوس وقعدنا نشتم فيه و هو غلبان ملهوش دعوة بالسكة 🙂😂😂😂
ان شاء الله ليث وخالد يقتلوا اللوا ابن ال... ده 🥺🥺
نور صعبانة عليا اوي ياعيني مسحولة ومتنكد عليها وكمان عندها الزايدة ولعي فيها احسن 😒
الفصل حلو جدا وقوي جدا وكله اكشن حبيته جدا ❤❤
بجد تسلم ايدك ❤❤❤


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 03:13 AM   #168

Maryoma zahra

? العضوٌ??? » 403302
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Maryoma zahra is on a distinguished road
افتراضي

ف ايه 🌚
فيه تقريبا حد عمل عمل لأبطال الرواية كلهم🌚
ده كان ناقص تصحي ام يوسف الله يرحمها تسحليها مع الابطال الفصل ده🙂😒
هو يوسف انتي كاسباه ف كيس شيبسي🙂
ما تموتي حد تاني..عندك خالد عريس قمر اهو او ليث خلاص فرحله فصل كفايه اوي عليه..بس يوسف!🙂🙂😒🤧🤧
بس بجد الفصل فوق الخيال عجبني جدااا و كنت مشدودة اوي و انا بأقرأه تسلم ايدك يا فطوم بجد❤️❤️❤️


Maryoma zahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 03:31 AM   #169

Emmi hssain

? العضوٌ??? » 438391
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » Emmi hssain is on a distinguished road
افتراضي

مفيش فايدة الاكشن ف دمك😂😂😂
الفصل كان رومنسي قلب نكد وبعدين اكشن وهوب قفل ف وشنا بضرب رصاصة 🙈🙈
الفصل جميل ومبهر


Emmi hssain غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 05:14 PM   #170

Maryoma zahra

? العضوٌ??? » 403302
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Maryoma zahra is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا فطوم منتظرين الفصل الجديد بفارغ الصبر ان شاء الله❤️❤️

Maryoma zahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.