آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-10-20, 08:20 PM
| #12 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
|  الفصل الثاني " أن تجد شخصا ينازع بالحياة لهو المشهد الاكثر رعبا في حياة من حوله .. المشهد الذي لا يُنسى وتبقى دائرًا بفلكه " نائمة... او تظن ذلك ، مرة اخرى تحاول فتح عينيها لكنهما مفتوحتين فعلا .. هل فقدت تبيان الشعور؟ أعادت اغماض عينيها لبرهة ... تحاول ان تردد ما علمتها اياه امها من آيات لحفظها .. بداية السور .. تحتاج فعلا ان تتذكر ولو جزءًا قصيرا ابتلعت حلقها المتشنج بصعوبة ... ماذا بقي لتصحو؟ .. الصراخ ستستجدي به ! لكنه ايضا مطبق بزاوية ما بصدرها ، يثقل عليها كصخرة ثابته ، فيزيدها ألمًا بمحاولات فاشلة لإخراجه ... لمسة صغيرة جعلتها تجفل .. تشعر بلمساتٍ تتمنى أن تكون وهمية حقا ، يزحف اليها وهو يهمس بأذنها .. بما فسره عقلها المتأهب " سيقتلونكِ .. انهم قادمون " *** بالغرفة الأخرى صوت الآذان يرتفع بالله أكبر ... فترفع كفيها وقلبها ينبض بابتهالات عديدة ... " يارب لا تجعل ابتلائي بعائلتي ... ربي لا تختبر صبري بهم.. " تتساقط دموعا احرقت عينيها فاضت من نيران هواجسها .. ليست هلاوسًا .. ليست هلاوسا تعود لتلك اللحظة ... فتتراءى أمامها تلك اليدين المربطتين بالسرير.... الجسد النحيل الذي يتشنج بنوبة اخرى معتادة ... تشاهد امها وهي تضع لها خرقة قماشية واسنانها تضغط عليها بهستيريا هي تنتفض وتتنقض ... حتى تقلبت عينيها مبيضتين... وجسدها تخشب هامدا ..... لقد رأتها كيف كانت تصارع الحياة... تتخبط بتيه واضح ، نوبات الصرع قتلتها ... ام أن خيالاتها الرعناء هي التي قضت عليها " عالية .." كانت تناديها اختها بصوت أقرب للهمس .. حتى لا تفزعها .. لكنها بكل مرة كانت تلتصق قرب الحائط تتحامى به .. وضعت صحن الطعام أمامها قدرت بصعوبة بالغة ان تأتي اليها به لكن عيني عالية اتسعتا بخوف ... احتضنت جسدها المزرق .. احتضنت نفسها بقوة تختبىء داخل شرنقتها الهشة .. تلملم المها لكن " زينات " استمرت بإلحاح عليها ونبرتها الواضحة تشي ما بها " كلي حبيبتي كلي بسرعة قبل ان يأتوا .. " لكنها هزت رأسها منتفضة بقوة قاطعة وشعرها يعثو حولها تكرر بيأس " لا ... لا .. وضعتم لي به سما..." تذللت اليها وهي تقترب منها ... تتقصد أخذ قضمة صغيرة من قطعة اللحم ثم أكلتها أمامها .. ابتسمت قائلة بطمأنة " صدّقتني؟ ... انا أختكِ حبيبتك لا اضرك ابدا " لكنها وخلال لحظة واحدة وجدت نفسها تطير بعيدا ... ساقطة أرضا على مؤخرتها رفعت رأسها هلعة .. لتجد امها بجبروتها تصفعها بذنب لا تدريه حقا هل هذا لأجل قطعة لحم بائته منذ الامس خبأتها بحرص لاجل أختها ؟ كلمات امها تتساقط عليها كسهام متوالية لاتعرف مجابتها .. تصيبها بكل كلمة حتى أدمتها .. الشيء الوحيد الذي قتلها هي تلك النظرة الخاوية .. و التي تراها معكوسة بعيني ابنتها اليوم ... فتفتح جراحها المثخنة مجددا ... نازفة من كل جرح ! بانتهاء ذكرياتها .. قامت تطوي سجادتها وتضعها جانبا .. تمسح وجهها محوقلة مرارًا " امي..." بقوة غريبة تدب بجسدها المتعب .. ركضت نحو غرفة ابنتها.. ثم سارعت بإضاءة الغرفة ! ركضت بقرب ابنتها تمسد على شعرها الاشقر.... فتتساءل بقلق " ماذا بك .. كابوس " تراها مقطوعه الانفاس .. لكنها اومأت بصعوبة بالغة .. فسارعت امها بالجلوس بجانبها .. تسحب جسدها وتضم راسها على صدرها ... تنهيدة طويلة اشبه بشهقة متقطعة ما صدر عنها .. ثم قالت بذات النبرة الخافتة " انا خائفة ..." تدفقت الحرارة بجسدها وهي تهمس لابنتها " ما الذي يخيفكِ ... انا هنا ... وابوك هنا .." الاعتراف ذاته كل ليلة ... والرد ذاته بالأمان! شعرت دانة بالاختناق .. وهي تهز رأسها عاجزة عن التوضيح .. فقالت بصوتها المجهد " نسيت تلك الآية ... احتاج لسكينة كلماتها حالا .. " استدركت زينات الأمر وهي تشدد من ضمها بيد .. وتمسد على انحاء جسدها وشعرها بالأخرى .. "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمً .." صمتت لكنها تحركت بحجر امها وهي تقول بإلحاح " ردديها حتى أغفو ..." أغمضت عيناها تبحث عن السكينة بصوت امها ...ورغم كل شيء .. تبسمت وهي تتذكر لقاءها مع كنان ! ******* صباحًا " صباح الخير.." نظر إليها زوج اختها بمودة .. وهو يشير الى الكرسي الذي على جانبه .. متحدثا بنفس النبرة الودود وهو يغمز لها " اجلسي هنا .. وشاركيني الفطور .. كما تعرفين اختك لديها نظام غذائي من المستحيل خرقه ... " ضحكت غفران وهي تشاركه طعام الافطار ... لحظة واحدة ثم فجرت قنبلتها و قالت ببساطة .. وهي تلوك طعامها . " انا و كنان لن تزوج.... " ابعد زوج اختها الشوكة عن فمه ثم وضعها بالصحن ببطء .. ناظرا إليها فاغرا عينيه .. ظنه خلافا عاديا. .. لكنها تابعت القول بقوة و توضيح رغم محاولة تبسيط الأمر " انا وهو اخوة .. انت و اسماء تعرفون ذلك .." لكنها اغضبته بكلامها فهدر قائلا .. ووجهه يتلون بانفعال " ولماذا وافقتما على الخطوبة منذ البداية ..." " اسماء هكذا أرادت " لكن غفران احتفظت بالجواب مستترا بقلبها واجابت بهدوء وهي تمسك يده " ارجوك لا تنفعل ... أقسم لك اننا فعلنا ذلك حتى تستمرا سويا من بعد انفصالكما .. ووصولكما الحتمي للطلاق أثر بطريقة ما على كلينا...! خصوصا ان تلك الفترة تأزمت بوعكتك الصحية ... وحالة اسماء النفسية جعلتنا نتفق على طريقة لتفرحا ولو قليلا.... و بعد إعلان خطبتنا عدنا كما كلنا .. عائلة سعيدة !" ضرب الطاولة بكفه الأخرى .. غير ملاحظ لتعثرها بالكلمة الاخيرة .. ربما شعرت بخطورة اعترافها .. لكنها مطلقا لن تضع نفسها بموقف صعب بين كنان و دانة ... او ان تقف حائلا بينهم . لكنها كانت تجمل بطريقتها الحقائق .. وتقدمها منمقة بطريقة او أخرى .. لا هي قادرة على كشفها كما هي والوشي بما حثتها عليه اسماء "باصطياد كنان كعريس ثمين "... سيرث والده عاجلا ام اجلا ! ولا هي قادرة على كشف مصالحها هي و كنان من هذه الخطبة المزعومة صمت كلاهما وعيني غفران ترجوه الصمت الى حين ميسرة ... وقد حضرت اسماء بيدها دواء زوجها... قالت اسماء التي انتقلت عيناها بينهما الإثنين .. وهي تناول زوجها حبوب الدواء.. " تفضل حبيبي ... موعد الدواء " بينما عينيها ارتكزتا على عيني اختها ثم شزرتها تشير إليها ان تخرج ... *** يتبع تتباطئ خطواتها المتعثرة وهي تنظر خلفها تارة وتنظر الى طريقها حيث مكان التقائها مع كنان ! بالأمس عندما عادت للمنزل .. لا تبالغ انها كانت تطير حقا وقد نما لها جناحين وهميين يصفقان طربا .. شعرت أن الحواجز قد تهدمت بينهما .. ! وقفت خلفه .. هيئته توحي انه كان ينتظر أحدًا .. كانت محرجة من مناداته لكنها تشجعت وهي تفرك كفيها هامسة " ك .. كنان" استدار ثم تقدم نحوها .. ممسكا بوردة صغيرة صفراء ... جعلتها تشعر بتصاعد دفء غريب بأرجاء جسدها ... خصوصا وانها تحب هذا اللون كثيرا ارتعشت كفها وهي تأخذها منه ... عقلها ينهاها لكنها مسيرة أمامه بعواطفها المشعة كالشّمس الساطعة سألها بصوته الرائق " اراك افضل حالا أليس كذلك ..." حرشفة جعلتها تنفض خلفها لكنها هزت رأسها بتأييد تداري عينيها المتوجستين عنه ... وهو بدورهِ اقترب منها مما جعلها تترنح بخطوة غير محسوبة للخلف فقدت التوازن وخلال لحظة كادت ان تسقط أرضا .. وبتصرف بديهي امسك برسغها وسحبها نحو صدره صوت التصفيق علا ، جعلها تشعر وكأنها ممثلة لمسرحية ما والجمهور يصفق بحرارة على قوة الأداء ..! شحب وجه دانة وهي ترى السيدة اسماء تقف بشموخ تصفق بينما غفران بدت شديدة الارتباك وهي تنظر حولها . صاحت اسماء بدانة .. التي لا زالت على نفس وقفتها من كنان الذي يتشبث بها بقوة وقد شعر بارتعاش جسدها ذعرا " حركاتك رخيصة ... " نظرت نحو اختها متابعة بنبرتها المستشرة غضبا .. تقلب الطاولة على دانة وهي الحلقة الاضعف! " هذه التي لا ترقى لتكون صديقة... تحاول اغواء خطيبك .." ثلاثتهم يتبادلون النظر .. قالت دانة بتلعثم وهي ترتجف خوفا .. وقد غلبها الفشل بشرح الأمر " ارجوكِ أنا .. لم افعل شيئا " صرخت بها اسماء وعينيها تشتعلان حمما .. ثم اشارت للطريق الموجهة لبيتهم " اخررسي واذهبي لبيتكم ... وانا سأعرف صيغة للتفاهم معكم .." **** " الأفعى تترصد الفريسة وإن نفذت مرارا .. تنتظر لحظةً مناسبة لتلتف عليها ثم تعتصرها حتى تشل حركتها.... وبعدها لا تبارح الا وهي مقتولة بِسُمها الفتاك .... ! " انتهى الفصل الثاني ، قراءة سعيدة | ||||
|  |
|
11-10-20, 10:59 PM
| #18 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
القادم ليس سهلًا موعدنا غدا مع الفصل الرابع والخامس | |||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
العرض العادي
