16-10-20, 04:47 PM | #1 | ||||
| قلما تحدث المعجزات *مميزة* في قرية صغيرة على ضفاف احد الأنهار , دقت أجراس البرج الذهبية لتعلن بدايه يوماً جديد , كانت أصوات الطيور قد تلاشت في هذا الوقت من العام , فالخريف قد شارف على الانتهاء فالشتاء قريب , استمعت مارغريت لتلك الاصوات وعادت للنوم من الجيد , ان تنعم ببعض دقائق من الراحة كان احتمالاً حلوا , بعد دقائق قليله , سمعت مارغريت اختها الكبرى تناديها لتنزل لتناول الإفطار , نهضت في تململ , فتحت ستائرها المطلة على قلب القرية التي كنت لتوها لم تدب الحياه فيها , نزلت الى الأسفل واتخذت مقعداً قريباً من المدفأة , اقتربت جانيت معها كوباً من الحليب وسلمته لماري _:اليوم سأذهب الى القرية المجاورة لأحضر بعض المستلزمات لفصل الشتاء , ماذا تحتاجين غير الذي ذكرته بالأمس ؟ , لقد ازداد طولك كثيراً هذا العام لا اصدق لقد اصبحتي بالثانية عشر ! ياللهي وكأنه الامس عندما حملتك بين ذراعي بعد ولاده امنا العسرة لك ! لقد كنت بالتاسعة حينها وكم سعدت بالحصول على أخت بعد كل تلك السنين . عم الصمت من جديد , كم من المدهش كيف لجانيت ان تبدا احاديث الصباح دائماً وتنهيها على حين غره , مواضيعها عشوائية جداً , ولكنها تحب الحديث بطبعها , رغم سعادتها الغامرة بالحصول على اخت الا ان كونها بكماء في جهه أخرى . نهضت جانت من مكانها وصعدت الى الأعلى وماهي الا لحظات حتى هبطت مستعده وتحمل تلك الحقيبة الضخمة خلف ظهرها , كانت اختي فتاه طويله القامه بحق , بشعرها الأشقر وعينيها البنيه دافئة اللون كانت تحمل الابتسامة الاجمل في العالم! او هذا ما اعتقده على أي حال, بعكسي انا صاحبه الشعر الأحمر القصير وعيني السوداء . اخذت اختي تلقي علي بنصائحها وتحذيراتها , لا تغادري المنزل الا في الصباح , اوصدي الباب جيداً , لابأس ان تلعبي بالغابة القريبة ولكن محالاً ان تذهبي الى الجزء المحظور منها ! الخ . بعدها غادرت بسلام , اخيراً ! بعض الهدوء , الجلوس وحيداً من حين الى أخر كان بديعاً . نهضت وتناولت سلتي , كان موسم الخريف الوقت الأفضل لالتقاط الكستناء , توجهت الى الغابة القريبة , وفق تعليمات اختي كان التجول قرب النهر محظوراً , فصعدت الى الأعلى قليلاً فوق الجبل وعلى حين غره وجدتني اطل على قريتي من الأعلى ! يالها من قريه ضئيلة حقاً حتى اني كنت استطيع ان أرى القرية التي اختي توجهت لها هذا الصبح , على حين غره احسست بحركة من خلفي , التفت يمنه ويسره بدون أي اثر لتلك الحركة , عدت الى التقاط حبات الصنوبر , جيد لقد امتلأت سلتي , فجأه عاد الصوت من جديد , كان صوت الحشائش من خلفي, هنالك شيء يختب ! لكن لا اعلم ماهو , بالغالب انه ارنب او غزال وما الى ذلك فالحيوانات المفترسه لا تتواجد في هذا الجزء بالغالب , لم اكد اقترب من الصوت حتى ترائا لي دباً بني ضخم الجثة ! تسنمت في مكاني , ياللهي ! تلك الهيئة ! لا شك انه الدب الذي قرئات عنه في الكتب ! انه مفترس علي الهرب , اسقطت سلتي والتقطت انفسي , أصبحت ارجع الى الوراء وانا انظر اليه , كان واقفاً في مكانه ! ياللهي جموده افزعني ! وعلى حين غره , كشر عن انيابه , كانت تلك اشارتي للهرب , اخذت اركض بكل ما تسنت لي قدماي من قوه محاوله النزول من الجبل , احس به خلفي ! انه يلحقني , فجأة فقدت توازني واخذت اهبط من الجبل بعد سقوطي بفعل الجاذبية , كان ذلك مؤلماً سقطت في النهر بعد سفح الجبل , اخني التيار العارم معه , لم املك مقدره على المقاومة , وفقدت بعدها وعيي لا اعلم كم مر من الوقت على فقداني الوعي , ولكني استيقظت وقد حل الليل وكنت على اطراف النهر الجاري , لعلها دعوات اختي التي انقذتني من الغرق ! ياللها من أعجوبة ! , نهضت واخذت انظر حولي , نظرت ونظرت وامعنت النظر , حتى بدأت بكائاً صامتاً وعيناي اغرورقت من الدموع , اين انا ؟ كان جزء لا اعلمه من الغابة , لا أضواء واضحة غير ضوء القمر , واصوات صراصير الليل كسرت الصمت العارم , جلست مخبئه وجهي بين ركبتي كان الياس قد دب في قلبي , اختي لن تعود قبل ثلاث أيام , ولا احد بالقرية يعلم اني قد ذهبت الى الغابة وقد يحسبوني ذهبت مع اختي ! ولا اعلم متى سعود ذاك الدب المخيف الى الظهور من جديد , بقيت في مكاني حتى بدا الظلام يتلاشى , لقد حل يوم جديد , نهضت بعد ان تحسنت الرؤية بشكل جيد , استخدمت حدسي في التوجه الى القرية بعد ان تبعت المكان الذي اشرقت منه الشمس , كانت الأشجار عاليه جداً لتلك الدرجة التي كان ضوء الشمس خافتاً بالداخل , كان الهواء منعشاً ولكن بارد بشكل مهيب , كنت انتفض في كل خطوه , جائعه للغاية لا شيء يؤكل , بدأت احس بصداع شديد واناملي بالكاد احس بها , وجدت بقعه صغيره الأشجار كانت قليله فيها وكان هنالك ضوء كافيه من الشمس , ارتميت تحته لكن لا فأئده , كان البرد قارصاً فلا فائدة تذكر من ضوئها الخافت , بدأت افقد الوعي لكن حاولت المقاومة , البرد والجوع والالم اجتمعت علي , لقد كانت نهايتي , هذه هي , سأذهب الى امي اخيراً , انا اسفه اختي , اسفه للغاية , سامحيني , سأتركك لوحدك , بدء شعوري يختفي , وعلى حين غره احسست بخطوات قادمه نحوي ! اخيراً هناك احد لقد ارسل الهاي منقذاً لي ! التفت الى اثر الصوت , بسعادة ! لقد كان الدب . كان اخر شيء شهدته مارغريت الصغيرة ولم يتم العثور على جثتها اطلاقاً , فقط سله الصنوبر أدت الى احتماليه انها لن تعود ابدأ . انتهت التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 29-12-20 الساعة 12:10 PM | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
معيشه, موهبه, تاريخ, تراجيدي, روايه, فتاه, هاني, واقعي, قصة, قصة قصيره |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|