آخر 10 مشاركات
56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني روايه راااااائعه بقلم الهودج (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-20, 07:25 PM   #51

دلوعة أخوها

? العضوٌ??? » 480806
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » دلوعة أخوها is on a distinguished road
افتراضي


https://www.rewity.com/forum/t476940.html



دلوعة أخوها غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 08:43 PM   #52

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
مشاعر جاسم اتجاه وعد عم تزيد
لمى الجميلة اكيد الها دور بارز بالاحداث القادمة حتى سلطتي الضوء عليها
تسلم ايديكي حبيبتي ياسمين على الفصل والمجهود الرائع💕💕💕

تسلمي حبيبتي كلك ذوق
فعلا مشاعر جاسم بدات تزيد و ربنا يستر
لمى ليها دور مهم طبعا و هنعرفه الايام الجاية


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 26-11-20, 06:26 PM   #53

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر :
*****************
فى المساء عاد مالك للشاليه فوجد الجميع قد غفوا .. وقف قليلا يستنشق هواء البحر و يستمتع بالهدوء المحيط .. حتى إنتبه عل عزف وعد على الجيتار .. إبتسم بشوق وهو يتذكر طلبه منها أن يستمع لعزفها قبل نومه .. تنهد مطولا وجلس على أحد الأرائك .. وضع يديه خلف رأسه و أغمض عينيه مستمتع بعزفها الهادئ .. حتى إنتهت .. أخرج هاتفه من بنطاله و أرسل إليها رسالة كتب بها :
《 يا من أسرتنى من نفسى ♥ يا من سحرتنى دون مقدمات ♥ هل من العدل أن أتحرى الدقة ♥ أن تعمل تروس عقلى ♥ أن أفكر فيما يصح و ما لا يصح ♥ أم أتبع تلك الفراشات الطائرة من حولك ♥ و أتوه داخل عينيك اللوزية الكحيلة ♥ و أنغرس بوجنتيك مع تلك الغمازتين ♥ أم أقاوم قطف ثمار وجنتيك الورديتين ♥ يالله .. إمنحنى القوة و الصبر ♥ لا حول ولا قوة لى أمامها ♥ أنت خلقتها بتلك الهيئة الساحرة ♥ فكيف لى القوة على مجابهتها 》

إنتهت وعد من عزفها و إندست بفراشها بهدوء ..تنهدت مطولا و هى تتخيله أمامها بإبتسامته الهادئة التى تنكمش معها عيناه .. تلك العينين التى تعشقهما بشدة .. فإنتبهت على إهتزاز هاتفها فحملته و تطلعت إليه .. فوجدته قد إستقبل رسالة من مالك .. إعتدلت بجلستها مسرعة و فتحتها و قرأت ما كتبه إليها بوله .. لم تتمالك نفسها و سقطت من عينيها دمعة صغيرة .. هل يعشقها لهذا الحد .. ثم عادت لها إبتسامتها الشقية و هى تعيد قرائتها مرارا و تكرار .......

كانت روضة تتصنع النوم .. ومع عزف وعد كانت تتألم بشدة .. و كتمت بداخلها عبراتها الساخنة حتى إنتهت وعد و دلفت لفراشها .. ثم إنتبهت على إهتزاز هاتفها .. ففطنت أنه هو من يراسلها فى ذلك الوقت .. فبعد إنتظار وعد عودته .. و عزفها قرر أن يبثها فرحته و ربما شوقه فى كلمات تعلم أنها الأروع على الإطلاق .. فكان كلما إستعار منها كتابا كان دائم الكتابة لها برأيه على ورقة و عشقت كتاباته الشعرية التى يستطيع ببراعة أن يصف بها مشاعره بسهولة ........

.................................................. .................................................. .........
......................

بعد مرور إسبوعين و بعدما عادوا لمنزلهم إستعدادا لتجهيز شقة روان وعمرو .. تفاوت أيامهم بين وعد التى تذهب لعملها دائما بحماس .. و لقائتها بجاسم المتكررة والتى تنذرها بألا تسمح له بالتمادى فى نظراته القوية و كلماته المبهمة .. و هروبها المستمر من مالك حتى لا تعطيه الفرصة للتجاوز معها ........

بينما حاول مالك دائما أن يختلس بعض الدقائق بمفردهما ليبثها عشقه و شوقه و لكنها دائما ما كانت تنجح فى هروبها .. و أكثر ما أزعجه هو تجاهل روضة له منذ إحتفالهم بعيد ميلاد وعد ... يلاحظ عزوفها عنه و عن الجلوس بأى مجلس يكون به .. بل ولا تعطيه الفرصة للحديث معه كعادتهما ......

إستمرت أيامهم على ذلك النحو و قد إنهمكوا فى تحضير شقة العروسين .. هاتف عمرو مالك الذى رد بتثاقل وهو يفتح جفنيه بصعوبة ليفيق من غفوته قائلا بتذمر :
- يا إبنى هو إنت تتجوز و تتعبنا معاك .. عاوز أنام ساعة على بعض يا ظالم .
زفر عمرو بضيق و قال بغضب هادر ظهر بنبرات صوته التى خرقت طبلة أذن مالك وهو يصيح بقوة :
- نامت عليك حيطة يا أخى .. إنت ما فيش عندك دم يا إبنى إنت .. قوم إنزل هتلاقى الأجهزة الكهربائية على العربية تحت .. تابع العمال وهما بيطلعوها أنا فى مشوار مهم .
حرك مالك أذنه بسرعة وهو يتألم من صياح عمرو به .. ثم أعاد الهاتف على أذنه و قال بهدوء :
- حاضر يا عمرو .. أى أوامر تانية .
- لأ شكرا .. بس ياريت تعرف البنات أول علشان يختفوا فى أوضة على ما العمال ينقلوا الحاجة .
تمطأ مالك بكسل وقال بملل :
- حاضر يا عريس .. إنت بس تؤمر يا كبير يالا سلام .
أغلق هاتفه و إرتدى ملابسه مسرعا و صعد درجات الدرج .. فرأى وعد وهى تخرج أكياس القمامة خارج شقة العروسين و قالت بضحك :
- دى أخرتها أشتغلكم زبالة كمان .. هو عمرو قال الأجهزة هاتيجى إمتى .
رد عليها مالك و هو يتأملها بإبتسامة عابثة فقد كانت ترتدى قميصا منزليا طويلا و واسع جدا .. تعثرت به أكثر من مرة .. بينما تغطى شعراتها بحجاب صغير عقدته خلف عنقها الذى ظهر بوضوح .. فقال بعبث :
- الأجهزة تحت .
شهقت وعد بذعر و ضربت صدرها بقوة و هى تلتفت إليه بخوف .. بينما تعثرت مجددا بقميصها الطويل .. فمالت بقوة على الدرج .. فإلتقفها مالك بذراعيه ليجذبها قليلا كى لا تسقط على الدرج .. ما أن إعتدلت فى وقفتها حتى إبتعدت عنه مسرعة وهى ترفع ذيل قميصها أو بالأحرى هو قميص جدتها .. و صفعت الباب بوجهه بقوة .. إبتسم مالك بدهشة وقال وهو يضرب كفيه ببعضهما :
- مجنونة رسمى فهمى نظمى .. بس بحبها بقا .
ثم ضرب جرس الباب .. ففتحت له روضة التى إمتعض وجهها فور رؤيته و قالت بجدية لم يعهدها منها :
- أيوة يا مالك عاوز حاجة .
تطلع داخل عينيها عله يستشف سبب نبذها له .. ثم قال بإبتسامة باهتة :
- أصل .. الأجهزة تحت فا ياريت تدخلوا أوضة وتقفلوها عليكم علشان العمال وكده .
أومأت روضة برأسها و قالت وهى تتحاشى النظر لعينيه :
- حاضر .. بعد إذنك .
وتركته و إختفت .. تنهد مطولا وهو مندهشا من طريقتها الجديدة فى التعامل .. ثم هبط الدرج و هو شارد فى أمرها .......

بعدما إنتهى العمال من نقل الأجهزة أخرجها مالك من صناديقها و وضعها بأماكنها حتى إنتهى .. قبلته روان بوجنته و قالت بإمتنان :
- شكرا يا مالوكى ربنا يخليك ليا .
وقف عمرو بجوارها وقد دلف للشقة دون أن يشعر به أحد .. ثم قال بتنهيدة حارة :
- يا باختك يا عم .. ماشية معاك .
ووضع الأكياس من يده على الأرضية و إفترش عليها قطعة قماش وقال لروان :
- رونى .. ساعدينى علشان ناكل لقمة قبل ما نكمل شغل .
جلست روان بجواره وهى تخرج علب الطعام و تضعها أرضا .. بينما صاح عمرو بصوت عالى :
- يا روضة .. يا وعد تعالوا نتعشى الأول و باعدين كملوا .
خرجت الفتاتان .. ولكن روضة قالت و هى تنصرف :
- معلش يا عمرو مش جعانة هنزل أنا أعملكم شاى .
إمتعض وجه مالك و تبعها مسرعا و أوقفها على الدرج وسألها بغضب :
- روضة .. إستنى .. فى إيه بالظبط أنا زعلتك فى حاجة .. ليه بتهربى من أى مكان بكون فيه .
إلتفتت إليه روضة ببرود و قالت بلا مبالاة :
- ما فيش حاجة طبعا .. وإيه بهرب منك دى .. أنا نازلة أعمل شاى .. بس .
قطب مالك جبينه بشك و قال :
- متأكدة إنه مافيش حاجة مضيقاكى منى .
أجابته وهى تهبط الدرج هاربة من نظراته التى ستكشفها فورا :
- ﻷ طبعا .. إطلع إتعشى معاهم .

و دلفت شقتهم مسرعة .. ضرب مالك الدرج بيده على حالها ثم صعد مجددا لشقة عمرو .. و جلس بجوارهم على الأرضية وهو تعود له إبتسامته الهادئة فور رؤيته لزوبعته الصغيرة وهى تأكل بطفولة لذيذة و قد بدلت ملابسها بإسدال صلاة .. فسأل عمرو ليخفى نظراته المشتاقة :
- هو عمو عيسى وطنط سلوى جايين إمتى .

رد عليه عمرو وهو يأكل بلا مبالاة :
- بكرة الفجر .. هروح أنا بعد صلاة العشا للقاهرة أستناهم فى المطار و هجيبهم .
بعد قليل دلفت إمتثال وهى تحمل صينية الشاى .. فوقف لها مالك مسرعا و قال بخجل :
- إنتى اللى مطلعة الشاى بنفسك يا تيتة .. أمال روضة فين .
زمت الجدة شفتيها بيأس وقالت بحسرة :
- أهى نزلت إتوضأت و دخلت أوضتها تصلى و مش هتخرج منها دلوقتى .. أموت و أعرف هى مالها أنا عارفاها لما بتزود فى الصلاة كده بتبقى متضايقة من حاجة .
زمت وعد شفتيها بغضب وقالت بحدة :
- أكيد علشان بابا و ماما راجعين بكرة .. أنا متأكدة إنها زيى مش مسمحاهم بس هى بتخاف إن ربنا يزعل منها .
تنهدت الجدة بشفقة و قالت بحنو :
- بس يا وعد مهما كان دول باباكى و مامتك و مع الوقت هتنسى كل حاجة صدقينى .
ملست وعد على كفها و قالت بهدوء :
- إنتى بتقولى كده علشان بنتك وحشتك .. عارفة إننا مش هنعوض ماما و لا هنعوض حبك ليها .. بس يا ريتها كانت زيك يا تيتة .. دى باعتنا و سابتنا نواجه الدنيا لواحدنا علشان هى خايفة على جوزها من مراته التانية لتاخده منها .. يبقى تعتبره جوزها و ولادها و تنسانا .

ثم نفضت يديها من الطعام و وقفت مسرعة تخفى دموعها التى تجمعت بضعف باتت تمقته على أم لا تستحق تلك الكلمة العذبة .. و خرجت لا تدرى أين لها بالهرب من مشاعرها المتعبة .. فصعدت لسطح البناية دون شعور و صعدت على إرجوحتها و أغمضت عينيها و طلقت لدموعها العنان علها ترتاح و لو قليلا .. و بعد فترة شعرت بإهتزاز الأرجوحة .. فوجدت مالك خلفها .. يبتسم لها بهدوء ساحر و ورائه سراج ذلك الرجل التى وجدت به حنان و حب طالما بحثت عنه بوالدها .. فإبتسمت بوهن و كففت دموعها و إلتفتت إليهم متصنعه العبوس و قالت بلوم :
- هو ما فيش خصوصية فى البيت ده .. عاوزة أقعد لواحدى شوية .
فجلس سراج بجوارها و إحتضن كفها بين كفيه و قال بحنو :
- خفت عليكى مش أكتر .. عموما يا ستى حجزتى فستانك ولا لسه عارف إنك تعبتيهم الفترة اللى فاتت أكتر من العروسة نفسها .
تطلعت إليه مطولا وهى تعلم أنه يجتذبها بهدوء من منطقة الألم لحديث آخر علها تنسى وجعها .. و لكنها أجابته وهى تضع رأسها على كتفه بضعف :
- مش عاوزة أتكلم .. ممكن تسيبنى ساندة عليك و نبص للسما فى هدوء .
مال برأسه على رأسها و تطلع للسماء معها بهدوء .. بينما شعر مالك بكف حديدية تعتصر رقبته و هو يراها على تلك الحالة من الضعف و الحزن و وعدها بداخله أنه سينسيها تلك الأيام التى لم تكن حبيبته بها و سيغدق عليها بحنان وحب ليس لهما مثيل فى عالم العشق و الهوى .. ثم إنسحب و جلس عل كرسى روضة يتأملهم فى صمت .. بينما حرك قلبه رائحة كرائحة المشمش .. فإبتسمت شفتيه بهدوء فهو يعلم تلك الرائحة جيدا .. إنها رائحة روضة الخفية ربما إنه غسول شعراتها لأنها لم يسبق لها التعطر من قبل فربما علق عطر شعراتها مرة بعد مرة بكرسيها المداد .. شعر فجأة بإشتياق لحديثهم الطويل و جدالهم الدائم عن كتاب ما .. تنهد مطولا مستمتعا بتلك الرائحة وهو يفكر بما صدر منه لتعامله بذلك الجفاء .. و لكنه خرج من تفكيره القصير بروضة على همهمات بين وعد و والده فى حديث هامس .. ربما هناك أسرار خفية بينهما فإبتسم بهدوء و هو يستمتع بهمسها اللذيذ مثلها و زادت إبتسامته مع ضحكتها الخافتة التى أنعشت سرعة دقات قلبه وهو يرسم بمخيلته لحظات الحب والجنون التى ستجمعهم سويا ..........

.................................................. .................................................. ...............
...................

فى صباح اليوم التالى .. إنهمكت روضة بعملها و هى تمر بين مكاتب الصغار المشغولين بتناول وجبة إفطارهم وما أن إنتهوا حتى صفقت بيديها و قالت بحنو :
- يالا يا حبايبى نعين اللانش بوكس و نستعد للحصة يالا .
وبالفعل إستعد الأطفال للدرس بإنصات .. لاحظت إهتمامهم و تركيزهم فسألتهم بإبتسامة هادئة :
- يالا يا حبايبى نسمع أركان الإسلام الخمسة .
فبدأ الأطفال فى سرد ما حفظوه و هم يقولون سويا :
- بنى الإسلام على خمس .. شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله .. إقام الصلاة .. إتاء الزكاه .. صوم رمضان .. و حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا .
صفقت لهم روضة بفرحة و قالت :
- برافو عليكوا يا حبايبى .. النهاردة بقا هنشرح إيتاء الزكاة .. حد عارف يعنى إيه .
وقف صغير بأدب و قال بثقة :
- يعنى ندى فلوس للناس اللى ماعندهمش فلوس .
أومأت روضة برأسها و قالت مؤكدة :
- شاطر يا حبيبى .. طيب مين يا حبايبى ساعد حد قبل كده .
وقفت طفلة أخرى وقالت بجدية :
- أنا يا مس .. فى رمضان بابا خدنى معاه و روحنا بيت ست عندها أولاد و مافيش عندعم بابا و جبنالهم حاجات كتير و هما فرحوا قوى .
ربتت روضة على وجنتها وقالت بفخر :
- شطورة .. و بابا كمان شاطر علشان أخدك معاه و عملتوا الخير سوا .. فلما تكبرى هتعملى اللى بابا علمهولك و هتبقى طيبة و بتعملى الخير زيه .
سارت روضة قليلا تجاه مكتبها فوقفت طفلة أخرى و قالت بإبتسامة شقية :
- أنا قولت لماما يا مس على الأغنية اللى حضرتك علمتيهالنا علشان محدش يلمسنا غير بابا و ماما و هى قالتلى إنى أشكر حضرتك كتير .
إلتفتت روضة للفتاة بسعادة و قالت بإبتسامتها العذبة :
- أنا مبسوطة إن ماما فرحت و إنتى فهمتى الأغنية و مش هتخلى حد غريب يلمسك و لا يبوسك .
وبدأ الأطفال واحدا تلو الآخر يشكر روضة ويبلغها إمتنان والديهم على تلك الأغنية .. و بعد فترة دخلت عليها الفصل زميلتها خلود التى قالت بتوجس :
- روضة مس سميرة عوزانا ضرورى و ريهام معانا بس إنتى أكتر .
قطبت روضة حاجبيها بتعجب و قالت بفضول :
- يا ترى عوزانا فى إيه .. خلى رنا تيجى تقعد فى الفصل مكانى .
أومأت خلود برأسها و قالت وهى تنصرف :
- تمام .. ثوانى و هتجيلك .

وبالفعل إنطلقوا لمكتب سميرة فوجدوا عندها تجمع كبير من أولياء الأمور و مصطفى يقف مستندا على الحائط و يحدجها بتشفى .. تنفست روضة مطولا .. ثم دلفت بثقة ووقفت أمام مكتب سميرة وسألتها بخوف :
- تحت أمرك يا مس سميرة .
أشارت لهم سميرة بالجلوس و جلسوا ثلاثتهم بتوجس شديد .. حتى أشارت إليهم سميرة وقالت :
- دول المعلمات اللى حضراتكوا طلبتوا تقابلوهم .
وقفت إحدى السيدات و قالت وهى تتطلع بروضة و التى ميزتها بنقابها :
- أكيد حضرتك مس روضة صحيح .
أومأت روضة برأسها و قالت بتلعثم :
- أيوة يا فندم .. فى مشكلة حضرتك .
إبتسمت السيدة بهدوء و قالت برزانة :
- لا بالعكس .. إحنا جينا النهاردة علشان نشكركم على مجهودكم فى حملة ضد التحرش اللى وصلتوها للولاد بطريقة سهلة تحميهم من النفوس المريضة اللى حوالينا .. بجد شكرا ليكم .
تطلعت روضة لريهام وخلود السعديتان بما سمعاه .. بينما تطلعت روضة بمصطفى بإنتصار وهى تراه يصك أسنانه بغضب ثم ترك لهم الغرفة و إنصرف بغضب .. تلقت روضة الشكر و الإمتنان من الجميع وهى فخورة لخطوتها المجدية لحماية التلاميذ و توعيتهم .

.................................................. .................................................. .............
.......................

إنهمكت وعد فى تسجيل بعض البيانات على حاسوبها .. فسألها سامر وهو يرفع سماعة هاتفه :
- أنا هشرب قهوة يا وعد .. تشربى معايا .
أومأت برأسها نافية و قالت بضيق :
- ﻷ مش عاوزة .. و خف إنت كمان ده تالت فنجان من الصبح .. شكلك واقع فى مشكلة .
وضع سماعة الهاتف و إتجه لمكتبها و جلس أمامها و قال بتوتر :
- بما إن دماغك سم .. ممكن تنصحينى أعمل إيه فى موضوع شاغلنى .
رفعت عينيها عن حاسوبها و تطلعت إليه مطولا و إبتسمت بمكر و قالت بنصف عين وعين :
- مشكلة عاطفية مش كده .
عقد ذراعيه أمام صدره .. و تطلع أمامه للا شئ و قال بتنهيدة حارة :
- أيوة .
إستندت وعد بمرفقيها على مكتبها وهى تتابع ملامحه الملتاعة و تنهيدته التى أشعلت الأجواء من حولهم و و زادت إبتسامتها إتساعا وهى تقول بثقة :
- مدام علا .. صح .
إلتفت سامر إلبها مسرعا .. و إعتدل فى جلسته و طالعها بقوة و سألها بتعجب :
- إنتى عرفتى منين ؟!!
أجابته بتلقائية واثقة وهى تستند بظهرها على مقعدها و تحدجه بإتزان قائلة :
- كان باين عليكم جدا يوم عيد ميلادى .. وعلى فكرة بقا هى كمان بتحبك .. شوفت لما شرقت أول ما روضة قالتلك يا بخت اللى هتتجوزك .
عض سامر على شفته السفلى و هو يحدجها بلؤم و قال ساخرا :
- سوسة .. ما نتيش سهلة برضه .. طب يا جينيس هى دلوقتى مش طايقة تشوف وشى ولا تسمعنى أعمل إيه علشان ترجعلى تانى .
إستوقفتها كلماته الأخيرة و سألته بتعجب :
- قصدك إيه بترجعلك تانى .. هو إنتوا كنتم مع بعض قبل كده .
أومأ برأسه بنعم و قص عليها كل ما يخص عشقه لعلا و زواجها من طارق إلا هذا اليوم .. إحتقن وجه وعد وهى تستمع إليه و صاحت به بغضب هادر :
- تصدق عندها حق .. أنا لو مكانها مش هبص فى وشك تانى .
زم شفتيه بضيق و قال ساخرا :
- هو أنا كنت بحكيلك علشان تبكتينى .. أنا عاوزك تساعدينى و أنا متأكد .. بل واثق إنك الوحيدة يا سوسة اللى هتخلصى الليلة دى فى دقيقة .
عادت وعد بعينيها لحاسوبها و قالت وهى تعمل ببرود :
- ولو إنك ما تستاهلش مساعدتى بس إدينى لبكرة أقلبها فى دماغى و أرد عليك .

فى تلك الأثناء دلف مالك للمكتب ليتفاجأ بوعد قد عادت لمكتبها من جديد بعدما إنتهى تدريبها الطويل جدا عليه .. فإبتسم بفرحة و إقترب منهم ثم دنا من سامر و قبله بوجنته و قال بلهفة و شوق بادى بنبرات صوته وهو يتطلع بوعد :
- وحشتنى قوى يا سامر .
تعجب سامر من قبلته وكلماته الساخنة .. ولكنه أجابه بهدوء :
- ماتشوفش وحش .. خلصت شغل مع الحاج فضل فى المعرض .
أومأ مالك برأسه بنعم و قال بهيام زائد :
- أيوة خلصت .. بس تعرف يا سامر أنا بحبك قوى .
توردت وجنتى وعد بخجل وهى تتصنع تجاهله .. بينما عبث سامر بهاتفه ورد بتلقائية :
- ربنا يديم بينا المحبة يا مالوك .. ده إنت أكتر من أخويا والله .
تنهد مالك بشدة وقال هامسا وهو يتأمل تلك الساحرة بملامحها الجذابة و بياضها الوردى و الذى زاد تورده مع خجلها المرهق :
- هموت و أدخل جوة قلبك يا سامر و أشوف بتحبنى زى ما بحبك و لا أنا اللى بحبك أكتر .
رفع سامر حاجبه الأيمن و طرف شفته اليمنى و قال بدهشة :
- فى إيه ياض .. ما تصطبح و تقول يا ضهر .. إنت حد خبطك فى دماغك قبل ما تيجى ولا إيه .
أجابه مالك هامسا برقة زائدة :
- هييييييح .. بقولك بحبك تقولى حد ضربنى على راسى .. بس كله بوقته بكرة تبقى ليا و ساعتها .. أووووف بقا .
عضت وعد على جوف فمها وهى تخفى توترها .. بينما وقف سامر مسرعا وهو يحدجه بغضب ثم صاح به بحدة قائلا :
- و حياة أمك .. هى وصلت لهييييح و أوووف بقا .. إنت بقيت شمال ولا إيه ياض .. ناقص تقولى هات بوسة من بؤك .
شهقت وعد بصوت عالى .. ووقفت مسرعة و حملت حاسوبها و قالت بتلعثم و هى تنصرف :
- أنا .. أنا هروح للباش مهندس جاسم أصله .. هروحله بقا .
و إنصرفت مسرعة وهى تتوعد لمالك على تماديه .. بينما إلتفت مالك ناحية سامر و ضربه بكتفه و قال بغضب :
- إنت إدروشت فى دماغك .. إزاى تتكلم كده قدام وعد .
غمز له سامر بعينه و قال بمكر :
- وعد هه ..كنت بتقنطرنى يا مالك عاملنى كوبرى .. و عمال تحب فيها .. طب إيه رأيك بقا إن أيامك اللى جاية سواد معايا .
أشاح له مالك بيده و قال ساخرا :
- يا عم إجرى .. قولى صحيح عملت إيه مع علا .
جلس سامر على مكتبه و قال بتنهيدة متألمة :
- مش طايقة تشوف وشى .. ومش عارف أعمل إيه معاها .
ربت مالك على كتفه و قال مازحا :
- معلش يا صاحبى .. إتقل عالرز يستوى .
ضحك سامر بسخرية و قال :
- يا إبنى ده أنا الرز بتاعى شاط و الشوطة جت فى المدرجات .. إحكيلى بقا الرجالة بتوعك وصلوا لإيه فى موضوع البنتين إياهم .
جلس مالك أمامه على المكتب و قال بجدية :
- هقولك .

.................................................. .................................................. ..............
....................

إنتصبت وعد واقفة و قالت وهى تتطلع لجاسم بتحفز لردة فعله :
- هاه .. إيه رأى حضرتك فى شغلى .
فتح عينيه وقال بتمهل و قال بتنهيدة حارة :
- مسك .
زمت وعد شفتيها بريبة فهى لم تتوقع تلك الإجابة على الإطلاق .. فسألته بتعجب :
- نعم !!! مسك إيه .
لف بمقعده ناحيتها و توغل بعينيه داخل عينيها اللوزية و قال بإبتسامته الجانبية العابثة :
- ريحتك مسك مش كده .
رفعت حاجبها بتذمر و أعادت سؤالها كأنها لم تستمع لمهاتراته المزعجة :
- بقول لحضرتك إيه رأيك فى شغلى .
إعتدل بمقعده مجددا و أشار لها أن تجلس أمامه قائلا :
- طب إتفضلى إقعدى .. و عموما يا ستى إنتى ذكية جدا .. و بتتعلمى بسرعة .

إلتفت حول مكتبه بفرحة و جلست أمامه و عينيها تشع سعادة تجذبه ناحيتها كالمغناطيس .. فهل تلام ذرات الحديد على إنجذابها رغما عنها للمغناطيس .. لاحظت شروده فطرقعت بأناملها أمام عينيه و قالت بتعجب :
- حضرتك روحت فين .

تأمل أناملها البيضاء الرفيعة و التى تزينت بأضافر بيضاء تنم عن يد لم تمس أدوات التنضيف قط .. ولم لا و هى مدللة أسرتها .. خرج من تأمله لأناملها الرقيقة و قال بجدية :
- ما فيش بفكر شوية .. أخبار بنات الدار إيه .. وصلتى لحاجة .
تنحنحت بتفاخر و وضعت قدم فوق الأخرى بإستعلاء و قالت بثقة :
- عرفت البنت اللى عليها الدور .. و بسهولة كمان .
حك جاسم أسفل ذقنه و قال بمكر :
- لمى مش كده .
أنزلت وعد ساقها و إلتفتت بجسدها نحوه بتعجب و سألته وهى ترفع حاجبيها بدهشة :
- إنت عرفت منين .
إستند هو على ظهر مقعده بغرور و وضع ساقا فوق الأخرى و قال مشدوها بنفسه :
- ما إحنا جامدين برضه .. و البنت يعنى حلوة شوية .. و أنا لو مكان الحرباية اللى إسمها رحاب .. هعمل المستحيل علشان أصطاد الغزالة دى .
ثم مال بجسده على مكتبه مقربا المسافات ببنه وبين وعد .. و غاص داخل عينيها و قال بقوة :
- أصل صيد الغزال .. أحلى من أكله .
زفرت بضيق فها هو يعود لتلك النظرات و تلك الكلمات المبهمة من جديد .. و لكن أخرجهم من حرب نظراتهم دلوف سامر و مالك .. فإبتسم إليهم جاسم بفتور و قال :
- هناء و شرين يا ربى .. يا نعم .
جلس سامر أمام وعد و قال لجاسم بفرحة :
- البنت اللى بعتها لشركة أمير إتعينت و الحمار بلع الطعم يا معلم .
أومأ جاسم برأسه و سأله بنفاذ صبر :
- طب وبالنسبة لجهاز التصنت .. وصلت لحل فى الموضوع ده .
إستند سامر بمرفقيه على المكتب و قال بإبتسامة مطمئنة :
- أنا بصراحة ما حبتش البنت تعرف بموضوع جهاز التصنت ده .. و قولت لو وقعت وكشفها ما تقرش على مكان الجهاز .. فاهبعت واحد من رجالتى هو نينجا و يقدر يدخل المكتب و يخرج من غير ما الكاميرات تلقطه و لا يسيب آثر وراه .
صفقت وعد بيديها و قالت ساخرة :
- إيه ده يا سامر طلعت زينا بتفهم و بتفكر أهه .. أمال كنت حساك مش معانا ليه .
ضحك جاسم و مالك على مزحتها .. بينما تطلع إليها سامر بنصف عين و قال مهددا :
- بقا كده .. طيب ما فيش شوكولاتة تانى و لا مصاصات .
عضت وعد على شفتها السفلى بحرج و قالت هامسة :
- إنت هتسيحلى قدام الباش مهندس .. يقول عليا إيه دلوقتى .
أجابها جاسم بإبتسامته المستفزة :
- عيلة طبعا .. هقول إيه يعنى .
شعر مالك بغضبها .. فإقترب منها و قال معتذرا بلطف :
- ما تزعليش يا وعد .. إحكيلى آخر أخبار الدار إيه .
طأطأت رأسها و قالت بفتور :
- ما فيش .. عرفت البنت اللى عينهم عليها و كنت لسه بقول للباش مهندس .. بس المشكلة إن البنت مش بتثق فى حد غير رحاب .. و ده هيخلى مهمتى صعبة شوية .. خصوصا إنها قدامها شهر تقريبا و تخرج .
فسألها سامر بجدية :
- طب و إنتى ناوية على إيه يا سوسة .
هزت وعد رأسها بيأس من كلماته الجارحة و قالت بعقلانية :
- هخليها هى اللى تكتشف حقيقة اللى إسمها رحاب دى من غير ما أظهر إنى بخوفها منها و إلا هتقول لرحاب دى إنى ببعدها عنها .. و بكده هبقى فى موضع شك لأمير نفسه و هيعرف بسهولة علاقة الباش مهندس جاسم باللى بيحصل .
عقد جاسم حاجبيه بخوف و قال بصوت قاسى :
- ﻷ .. لو خايفة يبقى تبعدى عن الموضوع ده نهائى .. مش هسمح لأى حاجة تأذيكى .
أمن مالك على كلماته و هو يجثو بركبتيه أمام وعد و قال بذعر :
- جاسم عنده حق .. إنتى ما تعرفيش أمير ده ممكن يأذيكى إزاى .. لو فى شك إنك تتأذى بلاش منه الموضوع ده كله .
أغمضت وعد عينيها بضيق و فتحتهم بملل و قالت بحدة :
- بس ....... .
قاطعها سامر بعصبية وهو يقول :
- بصى يا بنت الناس .. من النهاردة دورك خلص خلاص .. وما فيش رجوع للدار دى .. إنتى فاهمة ولا ﻷ .
تأملت وعد قلقهم الصادق النابع من حبهم و إحترامهم إليها .. فإبتسمت بصفاء و قالت بإمتنان :
- أنا مبسوطة جدا إنكم خايفين عليا كده .. كان ليا أخ واحد دلوقتى بقا ليا أربعة .. و مش عوزاكم تقلقوا .. محدش هيقدر يمسنى و أنا ليا إخوات زيكم .. أنا عارفة بعمل إيه كويس و واخدة حذرى .
تبدلت معالم الضيق و الذعر من على وجوههم لإبتسامة هادئة .. دنا منها سامر و قال بهدوء :
- إحنا واثقين فيكى .. و ربنا يحميكى و يوفقك .
زادت إبتسامتها الساحرة .. فتغاضى جاسم عن تلك النيران التى تدفقت بأوردته وهو يطالع جمالها المهلك و قال لمالك بإتزان بركان خامد :
- و إنت يا مالك إيه اللى و صلت له فى موضوع البنتين .
جذب مالك الطاولة الصغيرة والتى تقع بين مقعدى وعد و سامر و جلس عليها و قال بتركيز :
- شوف يا سيدى .. الكاميرات اللى فى المحلات اللى حوالين البيت لقطت عربية جيب وقفت قدام البيت و بعد شوية إتحركت و كان فيها بنتين و راجلين .. بس ما قدرناش نحدد ملامحهم كويس و الواد الجنيس بتاع سامر شغال على موضوع إنه يوضح ملامحهم ده .
جذب جاسم الحديث بقوة و حثه على المتابعة قائلا بضيق :
- و باعدين .. أخدت رقم العربية و إتطقست على صاحبها .
أجابه مالك مسرعا بنبرة حاسمة :
- طبعا .. و عرفت إنها مسروقة وصاحبها من الزقازيق .. ومالوش أى علاقة بأمير و شغله المشبوه .. و اللى عرفته كمان من واحد حبيبى فى المرور النهاردة .. إن العربية إتسابت على الطريق الصحراوى .. واللى فيها ركبوا عربية تانية فى منطقة ما فيهاش ولا كاميرات و لا غيره .. يعنى هما أكيد فى القاهرة .
فسألته وعد بعدما لوت فمها بإمتعاض :
- طب هتكمل إزاى .. كده الخيط اللى كان بيربطك بيهم إتقطع .. ربى إنى لا أسألك رد القضاء .
إبتسم مالك على طيبتها و برائتها و قال موضحا لطمأنتها :
- ما تنسيش موضوع جهاز التصنت .. ده هيعرفنا هما فين بإذن الله .
تمتمت وعد مع نفسها بتعجب :
- أول مرة أبقى غبية كده .. شكلى وحش الصراحة .
فسألها سامر مازحا كعادته :
- إنتى مخاوية يا وعد .. بتكلمى نفسك يا ماما .. ده أنا كنت بقول عليكى راسية .. وعاقلة .. عليه العوض فى عقلك يا سوسة دى أكيد عينى .
ضحكت وعد بصوت عالى .. ثم إنتبهت على نفسها فوقفت بخجل و حملت حاسوبها و قالت لجاسم بعملية :
- أنا بكرة إن شاء الله هروح الدار الساعة عشرة الصبح .. بعد إذنك طبعا .. فا مش هقدر أكمل كل الشغل اللى حضرتك طلبته منى .
و أخرجت من حاسوبها إسطوانة مدمجة و ناولته إياها و قالت بمكر و هى تتجنب التطلع لسامر :
- و الإسطوانة دى عليها ديكورات الشركة الجديدة .. إتفقت عليها مع مدام علا على الميل و إخترت الأفضل و يا رب ذوقى يعجب حضرتك .. و كمان فاصلتها لغاية ما إتفقنا على أفضل سعر .
عض سامر على أنامله بغيظ و هو يلمح على ثغرها و عينيها إبتسامة ماكرة .. بينما أخذ منها جاسم الإسطوانة و قال دون تردد :
- أنا واثق فى ذوقك و هقول لعلا تنفذ فورا اللى إختارتيه .. أما موضوع الدار فا ربنا يحميكى و تقدرى تنفذى مهمتك من غير ما حد يكشفك .
بينما لمعت عينى مالك متذكرا و قال بتعجب :
- بس إنتى هتيجى الشغل بكرة إزاى ده عمو عيسى و طنط سلوى هيوصلوا مصر الصبح .. هتسبيهم معقول .
همست وعد من بين أسنانها بشراسة :
- ما ييجوا أنا مالى .. أنا اللى قولت عليه هعمله .. بعد إذنكم .
و حملت حاسوبها و هاتفها و خرجت مسرعة و عيون الثلاثة تتبعها .. فسألهم سامر بدهشة :
- هى مش فرحانة إن باباها و مامتها راجعين من السفر .
جلس مالك مكانها و قال بشفقة على حالها :
- ده موضوع كبير أبقى أحكيهولك باعدين .

إمتعض وجه جاسم و هو يتذكر ملامحها المقهورة و المنكسرة .. و تأججت نيرانه بداخله فمن يجرؤ على كسو تلك العيون اللوزية بذاك الحزن المرهق حتى لو كان والديها .. فأقسم بداخله أن ينتزعها من وحدتها و أحزانها لعالمه الذى سيسخره كاملا لرسم الإبتسامة على وجهها البرئ .. ولكن بعدما يتخلص من تلك العقبة الجالسة أمامه .. مالك .........

.................................................. .................................................. .............
........................

فى المساء .. تطلعت الفتيات بشقة العروسين بعدما إكتمل فرشها كاملا بإنبهار .. إبتسمت روضة براحة و قالت :
- أخيرا خلصنا .. بس من كتر ما هى حلوة راح التعب خلاص .
قبلتها وعد بوجنتها و ضمتها إليها و قالت بحنو :
- عقبال ما نفرش شقتك يا روضة يا رب .
إبتسمت روضة إبتسامة باهتة و قالت :
- عقبالك إنتى الأول يا دودو .. أنا لسه بدرى عليا .
زمت روان شفتيها بضيق و قالت لائمة :
- ما هو طول ما إنتى مستخبية ورا النقاب ده محدش هيعرف قد إيه إنتى جميلة .
تطلعت إليها روضة بغضب و قالت مدافعة عن مبدأها :
- اللى هيتجوزنى لازم يتجوزنى علشان مقتنع بيا و بعقلى .. مش بشكلى لأن شكلى مسيره هيروح .
هزت وعد رأسها بيأس من أختها ومنطقها العجيب و قالت مغيرة دفة الحوار :
- قوليلى يا روان هنروح إمتى لبروفة فستانك و فستانى .
-بعد بكرة إن شاء الله .. علشان بكرة تيتة إمتثال عزمانا كلنا على الغدا علشان بابا عيسى و ماما سلوى هيكونوا رجعوا .
زفرت وعد بضيق و قالت بحدة :
- أنا مش عارفة هما تاعبين نفسهم و جايين ليه .. لا بس إزاى علشان المظاهر و الناس غير كده إحنا مش فى حساباتهم أصلا .
ملست روضة على كتفها و قالت بتعاطف مع حالتها :
- طب على الأقل ماما ما واحشتكيش يا دودو .
أجابتها وعد مسرعة بغضب :
- أهى دى بالذات عمرها ما هتوحشنى .. و هى أصلا ما تستاهلش كلمة ماما اللى إنتى بتقوليها دى .. فى أم ما تقفش جنب إبنها و هو بيجهز لجوازه .. خليها هناك مع جوزها و راضية بالذل وهى بتستنى فضلات مراته التانية .
شهقت روان من كلماتها اللاذعة و قالت بإبتسامة متوترة :
- يالا ننزل بقا علشان نساعد تيتة .. زمانها تعبت هى و ماما .. و أهه وعد تعزفلنا على الجيتار شوية و نهيص كمان .. أنا عروسة برضه ومحتاجة يتهيصلى و لا إيه .
أومأت وعد برأسها و قالت بخفوت :
- طب يالا بينا و أنا هرقصكم للصبح .. قدامى إنتى و هى .

فى المساء قبل النوم حملت وعد جيتارها كعادتها اليومية قبل النوم .. و لكنها اليوم عزفت لحن حزين طويل .. ليشعر الجميع بالأسى على حالتها و تخبطها .. بينما شعر مالك بثقل كبير على صدره و هو يتابع حزنها بنغماتها .. ورفع رأسه ناحية شرفة وعد و التى تنطلق منها نغماتها .. لم يقاوم شوقه و أرسل لها رسالة لتخرج لشرفتها كى يراها و يطمئن عليها .. وافقت و أرسلت له ردها .. فإنتظرها بلهفة حتى أطلت عليه من شرفتها بإبتسامة هادئة تطمئنه عليها .. فبادلها إبتسامتها وهو يتطلع إليها بحب .. ظلوا هكذا فى صمت .. حتى لوحت له وعد بيدها و دلفت لغرفتها و أغلقت النافذة .. بينما وقف مالك يتأمل القمر المكتمل و كأنه يراها أمامه .. و رغم جمال القمر إلا إن جمال وعد قد ملأ عينيه فلم يعد يرى شئ أجمل منها ...............

.................................................. .................................................. ........
...................


فى الصباح شعرت وعد بقبلات خافتة على وجهها .. فعبست بضيق و قالت بعصبية :
- سبينى يا روضة لسه المنبه ما ضربش .

- وعد .. قومى يا حبيبتى وحشتينى .
تشنجت تعابير وعد وهى تفتح عينيها بدهشة حتى رأت والدتها أمامها تجلس بجوارها على الفراش و تمرر أناملها بشعرات وعد الطويلة بحنان .. ثم قبلتها مجددا بجبهتها و إبتسمت بشوق و قالت :
- وحشتنى ريحة المسك من شعرك يا وعد .
جلست وعد مسرعة .. ثم أزاحت يدها بهدوء و قالت بملامح مجمدة :
- حمد الله على السلامة .. تعبتوا نفسكوا ليه .. والله ما كانش ليكم لازمة .. عمرو خلص كل حاجة فا تشريفكم لينا عالفاضى .
طأطأت سلوى رأسها بإستحياء و هى تفكر فى كلمات وعد الجارحة .. و لكنها رسمت إبتسامة مصطنعة على شفتيها و سألتها بوهن :
- سمعت إنك إشتغلتى .. لحد دلوقتى مش مصدقة إنك كبرتى و بتعتمدى على نفسك كمان .
إبتسمت وعد بسخرية و وقفت و إبتعدت عن فراشها و قالت وهى تلملم شعراتها وتحمل منشفتها :
- ليكى حق ما تصدقيش أصلنا بنكبر بسرعة و بنعتمد على نفسنا فى كل حاجة و ناجحين الحمد لله .. بس برضه عاوزة أعرف سبب زيارتكم إيه .
ثم إلتفتت بجسدها ناحية والدتها و قالت ساخرة :
- آسفة بجد .. يعنى بسألك و أنا عارفة إنكم رجعتم علشان الناس هيقولوا عليكم إيه .. أب و أم راميين ولادهم و بيحضروا فرح إبنهم زى المعازيم .. برضه كلام الناس بيوجع .. ده إن كنتم لسه بتحسوا .
و نظرت لها بإزدراء و تركت لها الغرفة و خرجت .. لتدخل سلوى فى نوبة بكاء شديدة .. قابلت وعد والدها يخرج من المرحاض فإنطلق نحوها و ضمها بشوق و تنهد مطولا وهو يقول :
- حبيبة بابا .. وحشتينى يا وعد .
لم تبادله ضمته و إنتظرت ببرود حتى تركها و تطلع إليها بتعجب .. فقالت له بغلظة :
- خلصت الفيلم بتاعك .. ممكن أدخل الحمام بقا .
وقف الجميع يتابع كلمات وعد اللاذعة بدهشة .. بينما نهرها والدها بشدة قائلا بغضب :
- إنتى إتجننتى يا بنت .. إزاى تكلمينى كده .
رمت منشفتها على كتفها و عقصت ذراعيها أمام صدها و قالت بإستخفاف :
- أنا بكلمك كويس على فكرة .. لأنى لو إتجننت بجد هتسمع كلام يضايقك أكتر .
رفع والدها حاجبيه بدهشة بالغة من ردها الوقح .. بينما أردفت هى ببرود :
- فبلاش ترسم دور الأب علشان مش لايق عليك .. و هقولك زى ما قولت لمراتك زيارتكم دى ما كانش ليها ستين لازمة .. تعبتوا نفسكوا على الفاضى .. إحنا إتعودنا نبقى لوحدنا .. و مش محتاجين طلتكم علينا .. و يارب الزيارة دى ما تطولش .. لأن المعازيم بيمشوا بعد الفرح على طول .
لم يتمالك عيسى نفسه أكثر و رفع يده لصفعها .. فأوقفه عمر بأن تمسك بذراعه و قال بلوم :
- جرى إيه يا جماعة صلوا على النبى مش كده .
تطلعت وعد لوالدها بإحتقار و دلفت للمرحاض و صفعت ورائها الباب بقوة .. فصاح بها والدها بغضب :
- قليلة الأدب .. ما إتربتيش .
فتحت وعد الباب و ردت عليه بقسوة :
- مش غريبة أبقى قليلة الأدب على فكرة ما أنا تربيتكم .. ولو إنى أشك إنه حتى قلة الأدب علمتوهالى .
فصاح بها عمرو بعصبية أخرستها :
- وعد .. إدخلى جوة و خلصى اللى بتعمليه و تلبسى و تروحى شغلك من غير مشاكل مفهوم .
أومأت وعد برأسها و قالت بأدب :
- حاضر يا عمرو .. بس إهدى إنت و ما تزعلش منى .
شعر بالأسى على حالتها فتوجه ناحيتها و ضمها بشفقة و قبل مقدمة رأسها كعادته و تطلع داخل عينيها بإبتسامته الساحرة قائلا برقة :
- هنتكلم باعدين .. دلوقتى جهزى نفسك علشان تروحى الشغل و ما تتأخريش .. تمام .
ضمته إليها بقوة و قالت بوداعة :
- حاضر يا حبيبى .. بس إوعى تزعل منى .. ده أنا أموت .
ضمها لصدره بحنان أبوى و قال بحب :
- مقدرش أزعل منك يا عمرى .. ده إنتى بنوتى الصغيرة .. يالا بسرعة علشان ما تتأخريش .
تركته و إغتسلت و توضأت و خرجت لغرفتها مباشرة .. أدت فروضها و إرتدت ملابسها و خرجت دون أن تنطق بحرف واحد .. توجهت لموقف الحافلات و صعدته بشرود حتى إمتلأ و إنطلق لوجهتها .. و صلت أخيرا للشركة و ركبت المصعد و لأول مرة لم تشعر بالذعر و السبب شرودها .. خرجت منه و توجهت لمكتبها بهدوء .. ألقت السلام على مالك و سامر و جلست على مكتبها و فتحت حاسوبها و إنهمكت بعملها و عيون مالك و سامر تتابعانها بأسى على حالتها المتوقعة .........

خرج سامر من المكتب و ترك لوعد و مالك الغرفة ليستطيع مالك التحدث معها بحريته .. و لكنها رفضت الحديث بأدب .. فإحترم هو رغبتها وتركها و خرج .. فدلف سامر مجددا و جلس أمامها و سألها بمزاح عله يستطيع أن يخرجها من حالتها :
- وعد .. عملتيلى إيه فى موضوعى أنا وعلا .. إنتى وعدتينى هتردى عليا النهاردة و وعد الحر دين عليه .
إبتسمت وعد بخفوت و تطلعت نحوه و قالت وهى ما زالت تحتفظ بوجهها المتجهم :
- حل مشكلتك فى إيدك يا سامر .. لو كنت من الأول دخلت البيت من بابه .. كنت و فرت عليك و عليها تعب سنين فاتت .. و دلوقتى بتكرر نفس الغلط و بتدخل من الشباك من ورا أهلها .. الصح صح يا سامر و ده اللى عمله طارق الله يرحمه .
مرر سامر أنامله بذقنه و قال بنبرة هادئة عكس عادته :
- بس أنا خايف لو إتقدمتلها دلوقتى ترفض .
حدجته وعد بشفقة و قالت بقوة :
- ما هى هترفضك .. بس إنت لازم تحاول مرة و إتنين و عشرين و تتحدى العالم علشان حبك و تثبت لها إنك بتحبها و ترجع ثقتها فيك .. وده عمره ما هيكون سهل فا لو هتتعب بلاش تحاول .
تنهد مطولا و هو يفكر بما قالته .. ثم قال بإبتسامة متحمسة :
- عندك حق يا وعد .. و أنا هعمل المستحيل علشان تبقى ليا .. و هدخل البيت من بابه .
- ربنا معاك .
قالت وعد كلماتها الأخيرة و هى تعود بعينيها لحاسوبها مرة أخرى ... و بعد ساعات من العمل أغلقت حاسوبها و حملت حقيبتها و لملمت أشيائها فسألها مالك بهدوء :
- هتروحى الدار مش كده .
أومأت وعد برأسها وهى تتحاشى النظر لعينيه و قالت بجدية :
- أيوة .. هدخل للباش مهندس شوية قبل ما أمشى و أول ما هخلص شغل معاه همشى .. سلام .
و تركته و إبتعدت وهو يشاهد حزنها و يديه مغلولة لا يستطيع مساعدتها أو التخفيف عنها .....
طرقت وعد باب غرفة جاسم فأتاها صوته قائلا بقوة :
- تعالى يا وعد .
دلفت وعد للمكتب فوجدت رجل كبير فى السن يجلس على مكتب جاسم بحرية .. بينما يجلس جاسم أمامه فقالت بخجل :
- أنا آسفة يا باش مهندس .. ماكنتش أعرف إن مع حضرتك حد .
أشار إليها جاسم بيده لتتقدم نحوهم و قال بجدية :
- تعالى إدخلى .. ده الحاج فضل والدى .
إقتربت وعد من المكتب و إبتسمت لفضل بود و قالت بتهذيب :
- أهلا و سهلا يا فندم .. نورت الشركة .
وقف فضل ومد يده لمصافحتها .. فقال له جاسم بتوجس :
- معلش يا حاج و عد مش بتسلم على رجالة .
بينما فاجأته وعد وهى تصافح والده و قالت بعتاب رقيق لجاسم :
- بس الحاج زى والدى يا باش مهندس .
تطلع إليها فضل بإنبهار من أخلاقها و ملابسها المحتشمة و ملامحها الرقيقة و قال بإنبهار :
- لسه فى بنات زيك يا بنتى .. إتفضلى إقعدى .
جلست وعد قبالته فسألها فضل ببإقتضاب حاسم :
- إسمك إيه ؟!!
أجابته بقوة تعكس شخصيتها القوية و العملية بنفس الوقت :
- أنا إسمى وعد عيسى القاضى .
قطب فضل حاجبيه بإنفعال خفيف و هو يتذكر أين إستمع لذلك الإسم من قبل ثم رفع حاجبيه مجددا بعدما تذكر و سألها بشك :
- عيسى القاضى .... إنتوا من عيلة القاضى اللى عند الكوبرى .
أومأت وعد برأسها بنعم و أجابته برد سريع و قوى :
- أيوة يا فندم ... بس ده كان بيت جدى ..إحنا دلوقتى عايشين فى بيت بابا ورا المحافظة .
وضع فضل سبحته على الكتب و قال بإبتسامة موجه حديثه لجاسم :
- أهه باباها يبقى قريب الحاجة دولت ماماتك من ناحية أمها .
رفع جاسم حاجبيه من تلك الصدفة الغريبة قبل أن يقول بدهشة :
- بجد يا حاج .
- أيوة .. جدتك تبقى بنت خالة جدة وعد الله يرحمهم .
إلتفت فضل بوعد و قال لها مؤكدا :
- سلميلى على والدك يا بنتى و قوليله يأنسنى و يشرفنى فى معرضى فى أى وقت .
أجابته وعد بإقتضاب و سألته بإستفسار :
- يوصل طبعا .. بس حضرتك تعرف بابا شخصيا .
- طبعا يا بنتى .. إحنا أهل .. على فكرة أنا بسمع عنك كتير من الشباب و بالذات جاسم .. طول الوقت يقولى وعد عملت .. وعد سوت .. بس شغلك كله كوم و حكاية إهتمامكم بالأيتام ده كوم تانى ربنا يعينكم على فعل الخير .
زادت إبتسامتها إتساعا و هى تجيبه بإمتنان :
- شكرا لحضرتك .. و بتمنى أكون قد الثقة اللى الباش مهندس حاططها فيا .
رد عليها جاسم و هو يتأملها بحب :
- ده إنتى قدها ونص وتلات تربع .. ربنا يباركلى فيكى .
لاحظت وعد نظراته و تلك الكلمات المبهمة مجددا فوقفت بتوتر و قالت بصوت مضطرب :
- فرصة سعيدة يا حاج .. معلش مضطرة أمشى ورايا شغل بعد إذنكم .
وقف فضل و صافحها مجددا و قال و هو يربت على كفها بحنو :
- أنا أسعد يا بنتى .. ربنا يكتر من أمثالك و يوفقك .
- متشكرة .. بعد إذنكم .
وتركتهم و إنصرفت و جاسم يتابعا بعينيه بتنهيدة حارة .. لاحظ والده هيامه بها و نظراته الملتاعة .. فجلس بهدوء و هو يخفى إبتسامته الماكرة .. ثم قال على مضض :
- هتفضل متنح كده كتير .
إلتفت إليه جاسم بإستحياء و قال معتذرا :
- آسف يا حاج معلش .
فباغته والده بسؤال جعله يرتبك بشدة حين قال بدهاء :
- بتحبها مش كده .
إتسعت عينى جاسم من المفاجئة .. و إبتلع ريقه مهدئا حالة الجفاف التى داهمت حلقه و ما أن فتح فمه ليرد حتى أردف والده بإبتسامة سعيدة قائلا :
- يا ريت يا إبنى تكون من نصيبك .. دى بنت لو لفيت الدنيا علشان تلاقى زيها مش هتلاقى .. أدب و أخلاق و تدين .. و فوق كل ده زى القمر .
جلس جاسم أمامه براحه و سأله بسعادة :
- إنت شايف كده يا حاج .
- أيوة شايف كده .. لو ضيعتها منك هتندم .. دى جوهرة و عايزة اللى يقدرها و أنا هبقى مرتاح و مطمن عليك لما تكون دى مراتك .. مش البنات الكسر اللى مصاحبهم .
أشار له جاسم بيديه قائلا بجدية قاطعة :
- ﻷ بنات إيه و بتاع إيه خلاص توبنا إلى الله .. بس إدعيلى يا حاج إن وعد تبقى ليا .. لأنى مش هستحمل أخسرها .. دى بقت حتة منى و ربنا يعلم .
و قف والده وهو يعدل من هندامه و حمل مسبحته و قال بقوة :
- ربنا مش محتاج وسيط بينه وبين عبده .. قوم صلى و إدعى ربنا يجعلها من نصيبك البت شكلها متدين و عمرها ما هترضى بيك و إنت بتصلى الجمعة بس .. يالا سلاموا عليكوا .
أجابه جاسم و هو يتنهد براحة .. و قد تبعه لباب المكتب :
- حاضر يا حاج .. هقرب من ربنا بجد لأنى محتاج أقربله مش علشان موضوع وعد .
إلتفت إليه فضل و مد يده إليه بمسبحته و قال بفرحة ملأت عينيه التى ترقرقت بالدموع :
- ده يوم المنى يا إبنى .. و ربنا يثبتك .. إمسك السبحة دى ورثتها عن جدك و هو اللى إدهالى قبل ما يموت و كان جايبها معاه من الحجاز .. خليها معاك دايما و سبح عليها .
أخذها منه جاسم وهو يبتسم بسعادة بالغة فتلك المسبحة غالية جدا على قلبه لأنها تذكره بجده الذى لم ينساه منذ وفاته حتى الآن .. ثم و ضعها بين أنامله و قال بنظرات تقدير :
- ربنا يخليك ليا يا حاج و أقدر أخليك فخور بيا دايما .

ربت فضل على كتفه و تركه و إنصرف و جاسم يشعر براحة و سكينة لم يشعر بها من قبل .. أغلق خلف والده الباب و توجه للمرحاض الخاص به بمكتبه .. و خلع حذائه و جواربه و ثنى كمى قميصه و توضأ .. ثم إفترش سجادة صلاة و وقف فى إتجاه القبلة و كبر و صلى ..........

فتح سامر باب مكتب جاسم ليتسمر مكانه من تلك المفاجأة الغير متوقعة على الإطلاق .. فإبتسم بتعجب و هو يراقب سجود جاسم الخاشع .. ثم دلف للمكتب و أغلق ورائه الباب و جلس على إحدى الأرائك ريثما يفرغ جاسم من صلاته .. وما أن إنتهى جاسم حتى أخذ يسبح على سبحة والده لتزداد نظرات التعجب بعينى سامر حتى إلتفت إليه جاسم من وضعية جلوسه و قال له محذرا :
- هتزعل منى لو إتريقت فاهم .

رمقه جاسم بضيق ثم قال بصوت متوهج من السعادة :
- بالعكس بقا .. أنا فرحان بيك جدا و عندى أمل إنك هتبقى أحسن منى أنا ومالك إن شاء الله .

رفع جاسم يديه للأعلى وهو ينظر للسقف بشرود :
- يا رب .. ثبتنى و إبعد عنى شيطانى و قربنى ليك و إهدينى لعبادتك يا أرحم الراحمين .
- آمييين .

.................................................. .................................................. ......
....................

إحتضنت إمتثال إبنتها بشفقة على حالتها المنهارة و قالت برفق :
- إهدى بقا يا سلوى مش كده .. إنتى عندك السكر و ممكن تتعبى يا بنتى .
كففت سلوى دموعها و قالت بألم و سط شهقاتها :
- بنتى بقت بتكرهنى خلاص .. مش طايقة تشوفنى .
ربتت روضة على كفها لتهدئتها و قالت ببرائة :
- إهدى يا ماما لو سمحتى .. هى هتاخد كام يوم بس و هتهدا و هتبقى كويسة .. بس محدش يضغط عليها إنتوا ما تعرفوش اللى إحنا شوفناه معاها لحد ما إتعودت على سفرك إنتى بالذات و خصوصا لما بابا ضربها و نقلناها للمستشفى .
شهقت سلوى من بين دموعها و قالت بضيق :
- و أنا ذنبى إيه .. أنا مش قدامك حاولت معاه علشان أبعده عنها .
سحبت روضة نفسا طويلا و زفرته بهدوء لتهدئة إنفعالاتها و قالت بلوم قاسى :
- هى وقفت قدامه علشانك و كان جزائها إنه قفل عليهم الباب و ضربها بالحزام و جه على وشها و إتعورت و دمها غرق وشها و لولا عمرو كسر الباب كانت ماتت فى إيده .. ده حتى عمرو لغاية دلوقتى بيعالج كتفه من كسر الباب .. و لما رجعت من المستشفى لقتك سبتيها و مشيتى من غير حتى ما تطمنى عليها كأنها كلبة و لا تسوى .
تطلع الجميع بروضة متعجبا من ردة فعلها الجديدة عليها فلم يسبق لها الإنفعال هكذا من قبل .. فأغمضت روضة عينيها للحظات و قالت بهدوء :
- إديها وقتها يا ماما .. مش سهل اللى حصلها و بسببه رفضت عرسان لا تحصى ولا تعد .. هى محتاجة ترجع ثقتها فيكم و ده مش هيبقى سهل .
جلست آمال بجوار سلوى و قالت بإبتسامة هادئة لتغير حالة الحزن التى عبأت الأجواء :
- بقولك إيه يا سلوى .. قومى بينا أوريكى شقة العرايس و أفرجك على الحاجات اللى جبتها لروان .
أومأت سلوى برأسها و قالت بصوت ضائع :
- طيب .. يالا يا حبيبتى .
صعدت السيدتان لشقة العروسين .. فجلست روان بجوار روضة و قالت بلوم :
- ليه كده يا روضة .. إنتى أعقل من كده يا حبيبتى .
مررت روضة أناملها بشعراتها و قالت بحزن :
- وعد تعبت كتير يا روان و على يدك .. مش هسمح لحد يرجعها لحالتها القديمة تانى .. و هما لازم يفهموا إنها مش بنتهم الصغيرة الدلوعة اللى سابوها بالسنين وما فكروش فيها .
مصمصت إمتثال شفتيها بإمتعاض و قالت بحدة :
- معاكى حق يا روضة .. دى كانت هتموت مننا .. عموما ربنا يهدى الحال .. قومى يا أختى إنتى و هى ساعدونى فى الغدا رجليا فقفقت .
وقفت روان بضيق و قالت بتذمر :
- حرام بقا .. أنا فرحى كمان كام يوم و المفروض أرتاح و أعمل مسكات و كريمات و حمام بخار .
دفعتها إمتثال أمامها بقوة و قالت ساخرة :
- طب روحى أقفى إنتى قدام البوتوجاز باشرى على الأكل علشان تعملى حمام بخار لسنتين قدام .. يالا للشبشب هيشتغل .
إبتسمت روضة و روان وهما يساقان أمام إمتثال بالقوة الشبشبية ......


.................................................. .................................................. ..............
.....................


قراءة ممتعة


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 28-11-20, 03:49 PM   #54

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مالك بظن حالو انو مشاعره اتجاه وعد مشاعر حب ولكن الواضح انو مشاعره هي مشاعر حب اخوي لوعد ومشاعره الحقيقة هي لروضة بس هو ما عم يعرف يحدد هالشي
بتمنى الخطة لايقاع بامير تنجح وما يصير شي بخرب الخطة
وعد زعلانة كتير من امها وابوها وان شاء الله ترجع العلاقة بين وعد ووالديها للاحسن بس بظن بدها وقت او حتى يصير شي وترجع الامور للاحسن
فصل جميل ورائع حبيبتي ياسمين الف شكر لك على مجهودك💓💓💓


Moon roro غير متواجد حالياً  
قديم 28-11-20, 10:11 PM   #55

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
مالك بظن حالو انو مشاعره اتجاه وعد مشاعر حب ولكن الواضح انو مشاعره هي مشاعر حب اخوي لوعد ومشاعره الحقيقة هي لروضة بس هو ما عم يعرف يحدد هالشي
بتمنى الخطة لايقاع بامير تنجح وما يصير شي بخرب الخطة
وعد زعلانة كتير من امها وابوها وان شاء الله ترجع العلاقة بين وعد ووالديها للاحسن بس بظن بدها وقت او حتى يصير شي وترجع الامور للاحسن
فصل جميل ورائع حبيبتي ياسمين الف شكر لك على مجهودك💓💓💓


جرح وعد من اهلها هياخد وقت طويل
انما مالك فاللاسف حب وعد و اللى جحاى ايه ليهم هنعرف
امير بقا اتمنى يقدروا يوقعوه بشر اعماله و ينال عقابه
ميرسي حبيبتي على دعمك و رأيك الدائم


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 30-11-20, 10:21 PM   #56

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادى عشر :
*************************


أحيانا يكتب لنا القدر بدايات ربما حينها لم تكن الافضل .. و لكن مع الوقت و التعمق بما كتبه الله لنا نتتدلل على آياته و كرمه بنعمه التي تشملنا دائما ...
الفقد ءكبر الفجائع بحياتنا القصيرة و لكن فقدان الاهل لهو الفجيعة الكبرى و الأكثر إيلاما .. و اتوقف قليلا عند مسمي الفقد .... هل هو الموت او التقصير فأى كان المسمي فالمعنى واحد ...
اليُتم هو فقدان للأهل ... و التقصير منهم أيضا فقدان و لكل مذاقه و آلامه ... و رغم ذلك فالنسيان نعمة من أنعم الله علينا كي نأخد قسطا من الراحة و نبتعد عن الآلام .....

تعالت ضحكات الفتيات و وعد تكفف دموعها براحتها و قالت لاهثة :
- إرحمونى يا ظلمة قلبى هيقف من الضحك .. إنتوا إيه مش بتتعبوا .
فقالت لها إحدى فتيات الدار و هى تضحك بقوة :
- ﻷ بنتعب .. و بنرجع نضحك تانى .
هزت وعد رأسها بيأس و قالت مازحة :
- ده إنتوا قاعدتكوا ما يتشبعش منها .. أنا بقول بما إن البيت متكهرب عندنا .. أنا أروح أجيب هدومى و أجى أعيش معاكم لحد ما أبويا و أمى يسافروا تانى .
لمعت عينى إحدى الفتيات و قالت بفرحة :
- و الله فكرة .. إنتى بصراحة بقيتى صاحبتنا بجد و إتعودنا عليكى .. قوليلنا صحيح أخبار القمر اللى كان معاكى أول يوم إيه .
رفعت وعد حاجبها بإستنكار و هى تنهرها بشدة :
- إتلمى يا بت .. ده المدير بتاعى .
تنهدت إحدى الفتيات بهيام و قالت برقة :
- يا أختى عليه .. بقا الصارووخ ده مدير .. ده صغنون لسه .
زمت وعد شفتيها بتبرم و قالت بسخرية :
- بقا الباش مهندس صارووخ و قمور .. ده آخر طموحكم فى الرجالة .
تنهدت احدى الفتيات و قالت بهيام :
- يخرب بيت جماله ...هو كمان باش مهندس .. ما تجيبى تليفونه يا وعد .
تمسكت أخرى بذراع وعد قائلة برجاء :
- ﻷ يا وعد إوعى تديهولها .. إديهولى أنا هموت و أسمع صوته .


إمتعض وجه وعد على هيامهم المقزز و لاحظت إنزواء لمى .. فقالت وهى تتجه نحوها :
- أما أروح أشوف الأستاذة لمى مالها .
إقتربت منها وعد وهى تنوى إنجاح مخططها بشتى الطرق .. فجلست بجوارها و سألتها بفضول :
- إيه يا مزة مالك .. قاعدة لواحدك ليه .
إبتسمت إليها لمى برقة و قالت بجدية :
- خايفة من اللى مستنينى بره الدار .
عقدت وعد ذراعيها أمام صدرها و سألتها بمكر :
- مالك خايفة كده ليه هى مش رحاب صاحبتك دى إنتى بتثقى فيها .
أرجعت لمي شعراتها خلف أذنها و هى تقول بخوف مستتر :
- أيوة .. بثق فيها جدا بس حلمت إمبارح إنى فى مكان ضلمة و جت حية و قعدت تطاردنى لغاية ما دخلتنى غابة كبيرة و كلها و حوش عاوزة تاكلنى .. و قعدت أصرخ بس صوتى كان مخنوق مش بيطلع لغاية ما جيتى إنتى و شدتينى و جريت معاكى بسرعة و خرجنا من المكان ده و كان النهار طلع .
فسرت وعد رؤيتها المحذرة و قالت وهى تمسد شعراتها الناعمة :
- دى رؤية و ربنا بيحذرك إن فى واحدة عاوزة تأذيكى .. وإنى أنا اللى هخلصك منها إن شاء الله .. بس عاوزة أسألك سؤال فضولى شوية .
تطلعت إليها لمى بتركيز .. فأردفت وعد قائلة بتوجس :
- هو إنتى لسه بتتكلمى مع البنات اللى خرجوا من هنا مع رحاب .. يعنى بتطمنى عليهم و كده .
دققت وعد فى ملامحها لتستشف ردة فعلها من حديثها و التى تحاول جاهدة أن يبدو طبيعى .. نظرت إليها لمى بحيرة و أجابتها بتردد :
- ﻷ مش عارفة عنهم حاجة بقالى فترة .. و كل ما أسأل رحاب عنهم مش بتطمنى .. بس أنا مرتاحة علشان هما معاها .
إستنكرت وعد ثقتها اللا متناهية بتلك العقربة .. و برائتها التى لا تتناسب مع العالم المحيط بها و التى هى على أعتاب الخروج إليه .. كمن لا يعرف عن السباحة شئ و يطلب منه الغطس لمسافات بعيدة ...و لكنها قالت بهدوء متزن :
- هما معاها فين .. يعنى هى وفرت ليهم سكن .
أجابتها بتأكيد :
- أيوة هما قاعدين معاها فى شقتها .
فسألتها وعد بتعجب خببث :
- يعنى مع باباها و مامتها و إخواتها و كده .
أومأت لمى برأسها نافية و أجابتها بعفوية :
- ﻷ رحاب عندها شقة بتاعتها هى .. عايشة فيها لواحدها .
زادت نظرات وعد المتعجبة و قالت بنفور و قدرة عالية على التمثيل تؤهلها للإلتحاق بأكبر الأفلام التى تنتج حاليا :
- غريبة .. بس فى مجتمعنا بره مافيش حاجة إسمها واحدة ست تعيش لواحدها و إلا الشبهات دايما تحوم حواليها .
فكرت لمى بكلمات وعد قليلا و قد ساورها الشك و الريبة لأول مرة .. ثم نفضت تلك الأفكار السلبية من رأسها و قالت بهدوء :
- أصلك ما تعرفيش رحاب .. هى شخصيتها قوية و بتعتمد على نفسها فى كل حاجة .
فسألتها وعد بهدوء ماكر :
- طب رحاب إستقالت من الدار ليه و فجأة كده .
مطت لمى شفتيها بعدم معرفة و هى تنفض شعراتها لخلف عنقها بتوتر .. فأومأت وعد رأسها بتفهم و قالت بحنو :
- أكيد إنتى صح .. رغم إن قلبى مش مرتاح و خصوصا بعد الرؤية اللى شوفتيها إمبارح .. ممكن أطلب منك طلب .
عادت لها لمي بعيناها قائلة بتأكيد :
- طبعا .. ربنا يعلم أنا بحبك إزاى و نفسى أبقى زيك فى كل حاجة .
ربتت وعد على ذراعها و قالت بإبتسامة ودودة طامعة فى رجاحة عقلها :
- قبل ما تعملى حاجة مهمة .. خدى رأيى الأول .. ممكن .
أومأت لمى برأسها و قالت بتأكيد :
- حاضر .. إنتى هاتيجى تانى إمتى .
فكرت وعد قليلا و هى زامة شفتيها بطفولة و قالت بإبتسامة متسعة :
- أنا هحرمكم من طالتى شوية .. أصل فرح عمرو أخويا بعد كام يوم .. و بعد الفرح هاجيلكم تانى .
و أخرجت هاتفها و عبثت به قليلا و وضعته أمام عينى لمى و سألتها بفضول :
- قوليلى إيه رأيك فى فستانى .
أشرق وجه لمي بإبتسامة شغوفة و هي تقول بإعجاب :
- واو .. ده جميل قوى .. و عليكى هيبقى أحلى لأن جسمك حلو .
قبلتها وعد بوجنتها وقالت بحب وهى تنصرف :
- تسلميلى يا لولو .. عقبال ما نفرح بيكى .. يالا سلام .
- سلام .

تطلعت لمى بأثر وعد بإبتسامة محبة .. و عادت لشرودها بتلك الرؤية المقلقة و أسئلة وعد التى فتحت عينيها على أمور لم تكن تعيها .. فربما رحاب لم تكن أهل للثقة .. و إختفاء أختيها أمر زاد من ريبتها كثيرا .. فا ياترى ماذا أصابهما و ما ينتظرها هى الأخرى .. تنهدت بيأس من أن تصل بتفكيرها لشئ فقالت بداخلها :
- لو رحاب ماطمنتنيش على البنات يبقى فى حاجة غلط ولازم أعرفها .

.................................................. .................................................. ..............
...................


جلس الجميع على طاولة الغداء التى إمتلأت بشتى الأطعمة التى حضرتها إمتثال .. تطلع مالك حوله و سأل بتعجب :
- هى وعد لسه ما رجعتش من الدار .
أجابه عمرو وهو يضع الطعام بصحن روان بإبتسامة شغوفة :
- لسه قافل معاها .. شوية و هاتيجى و قالت ما نستنهاش و ناكل إحنا .
شعر مالك بالضيق على وعد من رأسها اليابس و عندها اللا محدوود .. تغاضت روضة عن نظرات الضيق بعينيه وهى تناجى ربها أن يمنحها القوة لمقاومة شعورها .. ثم ملأت طبقها و حملته و إنصرفت تحت أنظار مالك المتعجب من حالها فسألها مسرعا :
- مش هتتغدى معانا يا روضة .
مجرد سماع صوته يذكر إسمها يزلزل كيانها .. تود الآن لو تلتفت إليه و ترجوه ألا يفعلها مجددا فهى تنوى الإقلاع عن حبه و هو لا يساعدها مطلقا .. تنفست بهدوء لضبط إنفعالاتها و أجابته بقوة و هى تبتعد بعينيها عنه :
- هاكل جوة علشان أرفع النقاب .
و تركتهم و إبتعدت .. تنهد مالك بأسى و هو يشتاق لنظراتها و كلماتها المرحة التى كانت تخفف عنه أى شئ يزعجه .. يود الآن الغوص داخل مكنونها ليعرف ما يحجبها عنه بتلك الطريقة الشاقة و التى تؤلمه .. ففاجأه عيسى بسؤال مباغت :
- عامل إيه فى شغلك يا مالك .
إلتفت إليه برأسه و أجابه بجدية دون تردد :
- كويس الحمد لله .. و الفترة الجاية عندى مصلحة لو تمت هرجع أشترى شقتى على طول .. أصلى غيرت من عمرو و عاوز أحصله .
لمعت عينى آمال من الفرحة و قالت بتمنى :
- يا رب يا إبنى ده أنا أملى أفرح بيك و بعيالك .
دلفت وعد لشقتهم و هى تتابع جمعهم .. ثم و ضعت مفتاحها على الطاولة و قالت بعبوس :
- السلام عليكم .
رد عليها الجميع :
- و عليكم السلام .
وقفت إمتثال مسرعة و قالت لها بحنو :
- إدخلى إغسلى إديكى و باعدين إقعدى مع روضة جوة و أنا هعملك طبق زيها .
قبلتها وعد بوجنتها و قالت بتعب متحاشية النظر إليهم .. أو بالأحرى إليه فهى كانت قاسية معه اليوم رغم أنه أراد أن يخفف عنها ضيقها :
- حاضر يا تيتة .. ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى .

و إنصرفت و عينى والدها تتابعها بغضب .. ثم قال بسخرية :
- فاكرة نفسها هتأدبنى .
فقال له عمرو بهدوء كى لا تتأثر جلستهم بتلك المشاحنات :
- قولى يا بابا .. إيه رأيك فى الشقة وفرشها .
- حلوة يا إبنى ربنا يباركلك فيها و يهنيك و يرزقك بالذرية الصالحة .
دنا سراج من عيسى و قال له بخفوت :
- عاوزين بعد الغدا نحبس فى القهوة بتاعتنا بإتنين شاى بنعناع من بتوع زمان .
إبتسم عيسى بهدوء و قال :
- أنا أصلا مش عايز أفضل هنا .. ما بقاليش غير يوم و إتخنقت .
حدجه مالك بضيق .. و وضع عينيه بصحنه متابع لطعامه و هو يكظم غيظه منه بداخله فلم يأن أوان المواجهة بعد .. فلينتظر إلا أن تصبح له و لن يسمح لأحد بتعكير صفوها مرة أخرى .........

.................................................. .................................................. ..............
.......................

بعد عدة أيام بحثت وعد حولها و هى تمسح المكان بعينيها فلم تجدهما .. فدلفت لغرفة روضة فوجدتهما تجلسان على الفراش و روان يبدو عليها الإرتباك و التوتر .. فأطلت وعد برأسها و قالت مازحة :
- بتتكلموا كلام كبار صح .
قذفتها روضة بالوسادة و قالت بغضب لذيذ :
- و لما إنتى عارفة إننا بنتكلم كلام كبار بتدخلى علينا ليه .
تفادت وعد الوسادة و قالت بضيق :
- طنط آمال هى اللى بعتتنى أدور عليكم .. و بتقولكم تعالوا بقا علشان الضيوف اللى بره عاوزين يهيصوا للعروسة .. و الست بتاعة الحنة هترسملنا .. يالا بقا .
زفرت روان بخوف .. فربتت روضة على كفها و فالت لها لتطمئنتها :
- ما تخافيش من حاجة يا رونى .. عمرو بيحبك و بيخاف عليكى و عمره ما هيخوفك منه بالعكس بقا .
أومأت روان برأسها فصاحت بهم وعد بفقدان صبر :
- يالا بقا إنتى وهى .. هى الضيوف دى جاية لأمى .. ده إنتوا كوزين نكد .
فقذفتها الإثنتان بالوسائد .. فركضت مسرعة وهى تضحك بطفولة .. و بدأت حفلة الحنة .. و تعالت الزغاريد و جذبت روضة وعد من ذراعها و دفعتها لترقص .. و لفت خصرها بوشاح و غمزت لها بعينها .. وبدأت وعد رقصتها بخجل حتى إعتادت و رقصت بأريحية .. و عيون النساء تتابع تمايلها الجذاب و حركة خصرها اللولبية .. و تمايل كتفيها بدلال ناعم .. و تلك الأشعة الطويلة تشاركها رقصتها بفرحة .. لم تكن تشعر بتلك العيون المتفحصة لها بإعجاب شديد .. بينما إبتسمت سلوى وهى تتابع تمايل إبنتها الإحترافى .. فجلست بجوارها إحدى قريباتهم و قالت لها بإبتسامة شغوفة :
- وعد بقت عروسة زى القمر يا سلوى ربنا يباركلك فيها .
أجابتها سلوى بإمتنان وهى تصفق بهدوء و عينيها تتابع صغيرتها بشوق :
- شكرا يا حبيبتى .
مالت عليها السيدة و قالت بجدية :
- بصراحة يا سلوى أنا كنت عاوزة أخطبها لأحمد إبنى و إنتى عرفاه عنده ورشة كبيرة و عنده شقته و متعلم و جاهز من كله .
حدجتها سلوى بإهتمام و قالت بفرحة :
- إنتى هتقوليلى على أحمد .. ربنا يباركلك فيه و يحميه .. خليه يبقى يفاتح أبو عمرو و اللى فيه الخير يقدمه ربنا .
- إن شاء الله خير .
بعد قليل جلست إحدى الجارات بجوار سلوى و قالت لها برجاء :
- كان ليا طلب عندك يا أم عمرو و مش عوزاكى تكسفينى .
أجابتها سلوى بفضول و قالت بإبتسامة ودودة :
- إنتى تؤمرى يا حبيبتى هو إحنا عشرة يوم .
- تسميلى يا حبيبتى .. بصراحة أنا إبنى وليد كلمنى علشان أفاتحكم فى موضوع إنه عايز يتقدم لوعد .
إرتفع حاجبى سلوى للأعلى و قالت بتعجب :
- وماله يا حبيبتى .. وليد متربى مع عمرو و عارفة أخلاقه .. خليه يبقى يكلم أبو عمرو و اللى فيه الخير يقدمه ربنا .
بعد فترة جلست آمال بجوار سلوى التى تصفع كفا بكف من دهشتها فسألتها بفضول :
- مالك يا سلوى .. فيكى حاجة .
لوت سلوى شفتيها بتعجب و قالت على مضض :
- يا أختى النهاردة إتقدم لوعد تلت عرسان أحلى من بعض .. و أمهاتهم كلمونى .. الواحد محتار والله .
ربتت آمال على مف سلوى و قالت لها بفرحة :
- يا ماشاء الله .. هى وعد النهاردة كانت زى القمر و رقصت رقص يهبل .. ربنا يحميها .. عقبال ما تفرحى بروضة كمان .
وضعت سلوى يدها أسفل خدها و قالت بحسرة :
- روضة .. ومين اللى هيشوفها وهى مخبية وشها كأنها متشوهة ولا حاجة .. حتى النهاردة لبسالى عباية واسعة و عليها النقاب حتى لما بترفعه مش مبينة من وشها حاجة .. البت دى هتجننى .
- بكرة ربنا يرزقها بإبن الحلال اللى يستاهلها و يقدرها .. دى روضة دى ما فيش زيها .
تنهدت سلوى مطولا بحزن و قالت برجاء :
- يا رب يا آمال يا أختى .
إنتهت حفلة الحنة .. و عادت آمال و إبنتها لشقتهم .. فجهزت آمال العشاء و هى تبتسم بفرحة فسألها سراج بتعجب :
- مالك يا آمال .. إيه اللى مفرحك كده .
وضعت الأطباق من يدها .. بينما جلس مالك و روان بأماكنهم .. فأجابت زوجها بتلقائية :
- يا أخويا النهاردة إتقدم لوعد تلت عرسان زى الفل و أمها محتارة .
شهق مالك بداخله .. بينما تابعت آمال بإبتسامتها الفرحة :
- هى الصراحة النهاردة كانت زى القمر .. و رقصت رقص خلت الستات هتتهبل عليها .. و الله قرأتلها المعوذتين فى سرى البت دى نجمها خفيف .
صك مالك أسنانه بقوة و وقف مسرعا و ترك طاولة الطعام فسألته آمال بتعجب :
- رايح فين يا مالك مش هتتعشى يا حبيبى .
أجابها وهو يحمل هاتفه و يتوجه للشرفة منزعجا :
- ثوانى بس يا ماما .. إفتكرت حاجة هقولها لجاسم و هاجى على طول .
ثم توجه للشرفه و هاتف جاسم الذى رد عليه قائلا :
- مالوك .. ناقصك حاجة يا معلم .
أجابه مالك مندفعا من شدة غضبه :
- جاسم أنا هحجز على طيارة بعد بكرة .. أطمن على روان بكرة و أسافر بعدها .
فسأله جاسم متعجبا من تسرعه قائلا بفضول :
- إشمعنا يعنى .. إيه اللى جد مسربعك كده .
زفر مالك بضيق و قال هامسا :
- لازم أتسربع .. النهاردة بس إتقدم لوعد تلت عرسان .. أمال بكرة فى الفرح هيبقوا كام .. لا يا عم أنا لازم أسافر بسرعة لتطير منى .. أنا عارف إنها هترفضهم بس برضه مش هقف أتفرج .
شعر جاسم بنيران حارقة تتدفق بعروقه و عبس بقوة و أجابه بصوته الأجش :
- عندك حق .. الموضوع ده لازم يخلص بسرعة لأن أى بطئ فيه مش كويس .
لم يدرك مالك مقصد جاسم بأنه يريدها لنفسه و لكنه أجابه بإمتنان :
- عندك حق .. أنا هحجز التذكرة بالنت و عليك إنت الباقى تمام يا صاحبى .
أومأ جاسم برأسه قائلا بحدة :
- تمام .. روح نام إنت علشان تبقى جاهز لبكرة و ما تشغلش بالك بحاجة .. يالا تصبح على خير يا أخو العروسة .
إبتسم مالك براحة و قال :
- و إنت من أهله يا صاحبى .

و أغلقوا الخط .. و عاد مالك للجلوس مع أسرته لتناول عشائه و أخبرهم بأمر سفره .. بينما و قف جاسم ينظر لشرفة غرفة وعد من أسفل xxxxهم بغضب .. و قد نوى المضى قدما فى خطته حتى تصبح له مهما كلفه الأمر فلن يفوز بتلك الجوهرة غيره .. هى ملكه وفقط ..........

.................................................. .................................................. ..............
..........................


خرجت روان من مركز التجميل تجر فستانها الأبيض المنفوش .. و إبتسمت بخجل وهى تتطلع لعمرو بهيأته البهية .. بعدما حلق ذقنه و أظهر بياض بشرته .. و صفف شعراته ليصبح جذاب بكل معنى الكلمة .. أما هو فوقف يتأمل حبيبته البريئة بفستانها الرقيق مثلها .. و هيأتها الملائكية بسعادة بالغة فها هى قد أصبحت عروسه و بعد ساعات ستصبح زوجته .. نصفه الثانى .. وقفت أمامه بخجل فرفع كفها و لثمه برقة أذابت حواسها .. ثم رفع عينيه إليها و قال بفرحة :
- بسم الله ما شاء الله .. زى القمر يا رونى .. ربنا يحميكى يا حبيبتى .
ضغط جاسم بوق سيارته و قال بإبتسامة مشاغبة :
- يالا يا عريس متأخرين على الزفة يا إبنى .
أفسح عمرو المجال لروان و فتح لها باب سيارة جاسم الفارهة و قد فتح سقفها .. ثم جلست بهدوء و جلس عمرو بجوارها .. و إطمأنت روضة من وضع فستان روان و قالت لعمرو :
- أنا هروح أركب فى عربية خالتو .. و وعد هتركب معاك .
تهللت أسارير جاسم بفرحة مخفية .. بينما سألها عمرو بحيرة :
- وهى وعد فين أصلا .
أشارت له قائلة :
- هتخرج أهى .. هروح أحط الشنط دى فى عربية مالك و أركب مع خالتو .
أومأ لها عمرو برأسه و هو شارد بعروسته .. بينما بحثت روضة بعينيها عن سيارة مالك .. إلا أن رأته ببذلته الرمادية و قميصه الأبيض و رابطة عنقه الرمادية .. إبتلعت ريقها بتوتر من جماله الصارخ .. و سارت نحوه وهى تخفى إعجابها و تخبطها ووقفت أمامه و قالت بجمود :
- لو سمحت خلى الشنط دى معاك فى شنطة العربية و لما هنروح هاخدها منك .
تطلع مالك لهيأتها الجميلة بعبائتها الفضفاضة باللون البيج و المطرزة بالفضى .. و خمارها المتوسط الطول بلونه البيج أيضا و نقاب من نفس اللون و على رأسها تاج رقيق ليكمل أناقتها المريحة للنظر .. حمل مالك منها الحقائب و قال بإعجاب :
- عقبالك يا روضة .. بس أول مرة أعرف إن النقاب بيبقى حلو كده .
شهقت بداخلها و رفعت عينيها نحوه لتذوب مع نظراته التى ملأها الإعجاب .. أما هو فجذبه عينيها و التى كحلتها لأول مرة فأظهرت لونها الإسود الدافئ .. إمتدت نظراتهم للحظات فإنسحبت روضة بهدوء بينما إستمرت إبتسامة مالك حتى تلاشت فجأة وحل محلها عبوس ونظرات نارية غاضبة وهو يتطلع بوعد التى خرجت للتو من مركز التجميل ........

تصنمت تعابيره وهو يتطلع لجمالها الزائد عن الحد بفستانها الضيق حتى خصرها و المنفوش حتى كاحليها بلونه البنفسجى .. و مكياجها الرقيق .. حك ذقنه وهو يتأملها بإعجاب .. فقد كانت كأميرات الحكايات .. بل هى أميرة الحكايات .. شهرزاد .. زادت دقات قلبه خفقانا مع إقترابها و قالت له بإبتسامتها المهلكة :
- إزى حضرتك يا باش مهندس .
بادلها جاسم إبتسامتها وهو يقول برقة تماشت مع حركته الناعمة وهو يفتح لها باب السيارة بجواره :
- أنا كويس الحمد لله .. و لو إنى إفتقدتك فى الشغل اليومين اللى فاتوا .
ركبت وعد وهى تلملم فستانها و أغلق جاسم الباب بجوارها و إلتف ليركب أمام المقود .. و توجهت السيارات لمكان حفل الزفاف .. و فى الزفة الدمياطى إندمج الجميع بفرحة وحاول مالك لأكثر من مرة أن يتحدث مع وعد ولكن بائت كل محاولاته بالفشل .. و بعد دلوف العروسين للقاعة .. إستغل مالك إنشغال الجميع و والده يسلم روان لعمرو أمام الضيوف و يوصيه عليها .. و طلب من وعد أن تخرج لتحادثه قليلا .. و بالفعل خرجت وهى متعجبة من طلبه الآمر .. و ما أن رأته حتى سألته بضيق :
- عاوز إيه يا مالك .. دلوقتى لو حد شافنا يبقى كويس .
زفر بضيق و هو يحاول السيطرة على إنفعلاته و قال بنبرة متشنجة :
- إيه اللى حضرتك عاملاه فى نفسك ده .
رفعت وعد حاجبها بدهشة .. فهى لم تتوقع نظرات الضيق و الإزدراء فى عينيه .. بل إنتظرت نظرات إعجاب و إثناء على جمالها .. فتغاضت عن غضبها و قالت ببرود :
- عادى يعنى .. مش أخت العريس .
تصنع الابتسام و هو يقول بغضب :
- لا والله .. و إمبارح كمان سمعت إنك خربتيها رقص و جالك تلت عرسان .. أمال النهاردة هيبقوا كام .
أخفت وعد إبتسامتها الشقية وهى تتابع غيرته اللذيذة و قالت بجمود :
- وإنت عرفت منين أنا عملت إيه إمبارح .. أكيد طنط آمال قالتلك أنا هقولها إنى زعلت منها بجد .
صك مالك أسنانه بقوة وكور قبضته أمام و جهها بغيظ .. فرمشت بعينيها أكتر من مرة وهى تشعر بخوف لذيذ من كبته لغضبه وهو يهدر بها بعصبية :
- لا والله نسيب الحمار و نمسك فى البردعة .. إنتى عاوزة تجننينى .
عقدت وعد ذراعيها أمامها بتحدى و قالت و عيونها تقدح شرارا من غضبها :
- مش فاهمة برضة إنت عاوز منى إيه .
رفع مالك حاجبيه متعجبا من طريقتها المستفزة .. و إقترب منها قليلا و هو يغوص داخل عينيها .. ثم قال هامسا :
- بقا مش فاهمة .. طيب .. حضرتك مش هتتحركى من جنبى هنا و إلا ترجعى تقعدى جنب مامتك زى روضة .. و لو إتحركتى ما تلوميش إلا نفسك .
تأففت وعد بشدة من تسلطه الآمر عليها و شددت من عقدة ذراعيها أمام صدرها و تحاشت التطلع إليه .. رغم ضيقها التى تظهره إلا إنها كانت مستمتعة بإهتمامه و غيرته عليها .. قهى لا تقل حالا عنه و تخشى أن تلفت أنظاره إحدى الفتيات المحيطة بهم .. فوقفت تتابع الحفل من شاشات العرض .. حتى وقف جاسم بجوارهم و سألهم متعجبا من وقفتهم الشاذة :
- إنتوا واقفين كده ليه .. هو ده مش فرح إخواتكم يا إبنى إنت و هى .
إستغلت وعد و قوف جاسم و هربت مسرعة وهى تقول بذعر :
- بعد إذنكم .
زفر مالك بضيق وهو يتابع هروبها و تلك العيون الوقحة تلاحقها أينما تحركت .. وخزه جاسم بذراعه و قال بغضب مخفى وراء ضحكة صفراء :
- روح أقف جنب أختك عيب .. الناس هيقولوا إيه عليك .
أشار إليه مالك وهو يمد ذراعه وقال بنزق :
- طب قدامى يا أخويا .
وقفت وعد تصور رقصة عمرو و روان الهادئة بهاتفها .. فوقف مالك بجوارها متصنع التصوير أيضا و قال لها بصوت عالى لتسمعه :
- أنا مسافر رومانيا بكرة و هقعد فترة طويلة .
شهقت وعد بضيق .. و إلتفتت إليه برأسها و قالت وهى متجهمة الوجه :
- لسه فاكر تقولى .. ماشى يا مالك .
تعمق بعيناها و هو يقول موضحا :
- أنا مسافر علشان أقدر أوفر مبلغ أشترى بيه شقتنا .. كام إسبوع وهرجع على طول أخطبك و أبدأ أجهز شقتنا و أتجوزك فورا .
إحمرت و جنتيها بخجل رقيق و هى تطرق رأسها بشرود .. فدنا منها مقربا المسافات بينهم و قال هامسا ليشعل بداخلها شوق له من الآن :
- كل اللى هيتقدمولك دول يترفضوا مفهوم .. و من البيت للشغل و من الشغل للبيت .. عمرو مش هيوصلك و هتبقى لواحدك فخلى بالك من نفسك تمام .
أومأت برأسها إيجابيا بهدوء .. و هى تملأ عينيها بملامحه التى ستشتاق إليها .. و بادلها هو نظراتها بنظرات أكتر سخونة و لوعة .. بينما إعتصر الألم رأس روضة وهى تتابع حديثهم و نظراتهم .. ففركت جبهتها بألم .. فدنت منها والدتها و سألتها بقلق :
- مالك يا روضة .. قومى يا حبيبتى إتحركى هتفضلى قاعدة جنبى كده زى عواجيز الفرح .
تطلعت روضة بسلوى بيأس و قالت برجاء :
- سبينى براحتى يا ماما .. و أرجوكى ركزى مع عمرو .
بعد قليل لاحظ جاسم وقوف وعد بمفردها فإقترب منها و وقف بجوارها و هو يتأملها بحب .. ثم قال بإبتسامته الجانبية المشاغبة :
- على فكرة إنتى النهاردة زى القمر .. بصراحة أحلى بنت فى الفرح كله .
إبتسمت وعد بخجل و هى تشعر بحزن فقد كانت تتمنى أن تستمع لتلك الكلمات الناعمة من مالك .. رفعت عينيها نحوه و أجابته بإمتنان ممزوج بالخجل :
- متشكرة يا فندم .
قطب جاسم جبينه بضيق و سألها بلوم :
- وعد هو إنتى ليه دايما بتقوليلى يا فندم .. أو يا باش مهندس مع إنك بتتعاملى مع سامر و مالك عادى يعنى و مش عاملة بينكم فوارق و ألقاب .
- حضرتك المدير بتاعنا .. و صاحب الشركة فأكيد لازم أحترمك .
رد عليها بهدوء متزن وهو يلتهمها بعينيه قائلا :
- بس الفترة اللى فاتت إنتى المديرة بتاعتى و إنتى اللى بتوجهينا كلنا .. يعنى زيك زينا و أكتر .. فا ياريت تبطلى تتعاملى معايا رسمى قوى كده .
كانت تتابع كلماته و نظراته بتعحب .. شفرات .. دائما ما يبعث إليها بشفرات لا تستطيع ترجمتها .. و لكنها لا تشعر بالأمان مع أحد سواه .. حتى مالك .. و تلك العيون السوداء الحازمة و التى أصبحت طوق النجاة لها دائما .. هناك بداخلها شئ يرتجف بمجرد النظر إليه ولا تعلم له سببا .. و لكنها إبتسمت إليه بود و قالت بقوة :
- تعالى معايا أعرفك على والدى و والدتى ممكن .
عاد لإبتسامته المشاغبة و هو يراها تتهرب من طلبه بذكاء .. فأومأ برأسه موافقا و قال مؤكدا :
- يا ريت طبعا .
تقدمته ببعض خطوات وهى تقف أمام طاولة والديها و قد شعرت بالضيق من قربها منهم و لامت نفسها لما طلبت منه ذلك الطلب الثقيل على قلبها و لكنها هتفت بوالدها قائلة ببرود :
- بابا .. الباش مهندس جاسم رحال حابب يسلم على حضرتك .
وقف عيسى مسرعا و صافحه بقوة و قال مرحبا :
- يا أهلا و سهلا يا باش مهندس .. منور الدنيا و الله .. أخبار الحاج فضل إيه .
اجابه جاسم بإبتسامة ودودة :
- كويس الحمد لله .. هو مستنى زيارة حضرتك و طلب من وعد تقولك .

أومأ عيسى برأسه موافقا و قال بفرحة :
- طبعا هزوره ده أبوك ده عشرة عمر ده غير قرابتى بالحاجة والدتك .
ثم ترك كفه و أشار لزوجته و قال بهدوء :
- قومى يا أم عمرو سلمى على الباش مهندس جاسم .
وقف سلوى وهى تتطلع لجاسم بشغف من هيئته المهيبة و بنيانه الجسدى القوى و فخامة ملابسه .. ثم صافحته بإبتسامة فبادرها قائلا :
- مبروك لعمرو يا فندم .
أجابته بإبتسامة متسعة :
- الله يبارك فيك يا حبيبى .. عقبالك و بلغ سلامى للحاجة دولت والدتك .
- يوصل إن شاء الله .
ثم هز رأسه لروضة و قال بإحترام :
- أخبارك إيه يا أستاذة روضة .
أجابته روضة مسرعة :
- الحمد لله .. شرفتنا يا فندم .
- الشرف ليا .
ثم دنا من إمتثال و قبل كفها و سألها بحب لتلك السيدة الطيبة و التى يشبهها بوعد قليلا :
- أخبارك إيه يا تيتة .. واحشانى و الله .
ربتت إمتثال على كفه بحنو و قالت بمكر عابث :
- كويسة يا حبيبى .. بص بقا بشياكتك دى لازم تلاقى عروستك النهاردة و الفرح مليان ببنات زى الفل .. وإلا هشغلك الشبشب .. فاهم .
تعالت ضحكة جاسم و هو يتطلع إليها بخوف مصطنع و رفع ذراعه بالهواء و قال :
- ﻷ الشبشب ﻷ .. و أوعدك إنى هخرج من الفرح ده و أنا لاقى شريكة عمرى .
أنهى كلماته وهو يتطلع بوعد .. فلاحظت سلوى نظراته فإبتسمت بفرحة .. فعريس كجاسم رحال لوعد هو أقصى ما تتمناه .......

.................................................. .................................................. ...............
........................

بعد إنتهاء حفلة الزفاف .. جلست وعد فى سيارة جاسم و دموعها لا تنضب .. و تعالت شهقاتها .. فربت عمرو على كتفها بحنان و قال بضيق على حالتها :
- خلاص بقا يا وعد ده أنا فى الشقة اللى فوقك يا عمرى .
مد جاسم يده بعلبة المحارم .. فإلتقطت وعد إحداهم بأناملها و قالت من وسط بكائها :
- بقا يا ربى أكبر و أعلم و أربى و تيجى خطافة الرجالة دى تاخده منى على الجاهز .. صحيح ربى يا خايبة للغايبة .
تعالت الضحكات من حولها فصرخت بهم بعضب :
- محدش يضحك أنا بقولكم أهه .. آه يا ميلة باختى يانى ...هعمل إيه من بعدك يا عمورة .
أخفى جاسم ضحكاته وهو يناولها علبة المحارم مجددا و قال بتحذير :
- كفاية عياط بقا .. مكياجك هيبوظ و هتبقى شبه الباندا .
شهقت وعد و لفت مرآة السيارة الجانبية لتتأكد من أنه لم تنتزع زينتها و بعدما إطمأنت قالت لجاسم من بين دموعها :
- أقولك سر .
إتسعت إبتسامة جاسم وهو يتابع طفولتها التى بات يعشقها و أومأ لها برأسه موافقا فقالت بخفوت :
- أصل أنا المدير بتاعى صرفلى شهر مكافأة و .... .
إلتفتت للخلف فجأة فوجدت عمرو يحتضن كف روان فصرخت بهم بقوة قائلة :
- سيب إيدها .. إنت سامع ولا ﻷ .
ترك عمرو كف روان على مضض .. بينما عادت وعد برأسها لجاسم و تابعت حديثها قائلة :
- فأنا بقا بالفلوس دى إشتريت مكياج من النضيف و خليتهم يحطولى منه فى الكوافير .. فأكيد مش هبقى بندا ولا حاجة لأنه ووتر بروف .
و إلتفتت برأسها مجددا للوراء و قالت محذرة :
-شيفاكم .. لو قربتوا لبعض هدخل فيكم السجن سامعين .
زفرت روان بغضب و قالت بحدة :
- بت إنتى هو محدش قادر عليكى .. ما تشيلينا من دماغك لهجيبك من شعرك والله .
ردت عليها وعد بنبرة لازعة و هى تحاول أن تشتبك معها بالأيدى بعدما إلتفت بجسدها للخلف :
- تجيبى مين من شعرها يا خطافة الرجالة إنتى .. ده إنتى ليلتك هباب .
حاول عمرو التفرقة بينهم و جاسم منهار من كثرة الضحك .. بينما قالت وعد بعبوس :
- بقا كده يا روان .. طب إيه رأيك إنك هتباتى فى حضنى النهاردة إيه رأيك بقا .
إتسعت عينى جاسم وهو يتطلع لملامح عمرو بالمرآة فقد إرتفع حاجبيه و تنفس مطولا و هتف بخوف :
- ﻷ .. كله إلا كده .. خلاص يا وعد يا حبيبتى مش هاجى جنبها خالص .
ثم إلتفت لروان و أشار إليها برأسه قائلا بحزم :
- لمى فستانك ده و إلزقى فى باب العربية بعيد عنى .. يالا .
تأففت روان بغضب و هى تبتعد عنه .. بينما إبتسمت وعد براحة و إعتدلت فى جلستها و قد جفت دموعها .. فسألها جاسم بهدوء :
- هاتيجى بكرة للشركة و لا مش هتقدرى .
تنهدت وعد مطولا و قالت بحزن قد علا ملامحها الرقيقة :
- مش هقدر أصل مالك مسافر بكرة .. و لازم أسلم عليه .
تطلع جاسم للطريق بألم يمزق قلبه وهو يتابع حزنها و شوقها بنبرتها .. ولكن ما ينتويه من تلك السفرة هو ما يصبره على جرحه النازف .. فقط إسبوع و ستصبح له و بعدها سينسيها مالك و نفسها لو تطلب الأمر .. فلتنتظر قليلا يا قلبى .. فقط بضعة أيام أخرى و ترتاح للأبد .........

.................................................. .................................................. ..........
......................


أغلق عمرو باب شقته و إستند إليه بظهره وهو يزفر براحة .. ثم قال بإرهاق :
- أخيرا سابونا نطلع .. ده أنا مكنتش مصدق إننا هنوصل للمرحلة دى .
جلست روان بصعوبة على إحدى الأرائك من فستانها .. و حاولت الوصول لحذائها و لكن كان الأمر من رابع المستحيلات .. إقترب عمرو منها وسألها بتعجب :
- بتعملى إيه يا رونى .
- بحاول أوصل للشوز مش عارفة .. رجلى بتوجعنى منه .
جثى عمرو أمامها و قال وهو يرفع طبقات فستانها الكبير :
- إيه ده يا بنتى ساعة علشان أوصل لرجلك .. أمال هاخد وقت قد إيه و أنا بقلعك الباقى .
رفعت روان حاجبيها و قالت بخوف :
- تقلعنى إيه إن شاء الله .
أجابها بغمزة من عينيه قائلا بمكر :
- الحجاب طبعا .. إنتى دماغك راحت فين .
ثم أعاد عملية التنقيب عن حذائها مجددا .. قائلا بتلقائية :
- إرفعى رجلك يا رونى .
شهقت روان بخجل و هدرت به قائلة بعصبية :
- إحترم نفسك .
- يووه .. برضه دماغك راحت شمال .
إشتعلت عينى روان بغضب و قالت وهى تدفعه بقوة متذمرة :
- طب إوعى بقا يا ظريف .
أثناء حركتها الزائدة إرتفع ساقها .. فتمسك به عمرو قائلا بسخرية :
- أوبا .. أفشتك .. إثبتى بقا قبل ما رجلك تهرب تانى .
ضحكت روان ضحكة عالية .. فصفر لها عمرو بمشاغبة و قال بتنهيدة حارة :
- أيوة بقا .. ده إحنا ليلتنا عنب بالصلاة على النبى .
وقفت روان بتثاقل وهى تجر فستانها حافية القدمين .. وفجأة شعرت بقدميها تترنح بالهواء و جسدها إستقر على ذراعى عمرو .. ففطنت أنه حملها فقالت بذعر :
- نزلنى يا مجنون .. أنا خايفة .
- ﻷ أزعل .. إنتى مش عارفة قدراتى ولا إيه .. ده إنتى هتحتفظى بهذا اليوم فى ذاكرتك للأبد يا عمرى .
تغنجت روان بكتفها و قالت بدلال :
- كده يا عمرو .. طب مخمصاك .
عض على شفته السفلى بإستثارة .. و قال بعبث و هو يلتهمها بعينيه :
- أموت أنا فى جو المتخاصمين ده .. ده بيطلع من وراه أحلى شغل و هصالحك براحتى خالص .
عادت روان لضحكاتها العالية .. فصاح بها عمرو بضيق :
- الرحمة يا مفترية .

.................................................. .................................................. ......
.....................


قراءة ممتعة


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 02-12-20, 11:42 PM   #57

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل جدا ورائع حبيبتي ياسمين
بانتظار الفصل القادم بشوق 😍😍😍


Moon roro غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-20, 09:26 PM   #58

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني عشر :
**********************



بعد مرور إسبوع .. طرقت وعد باب غرفة جاسم و الذى بات يعرف طرقتها الرقيقة عن ظهر قلب .. فأغلق عينيه و سحب نفسا طويلا و هو يستعدد لإستقبال هالتها التي تسحب كل أنفاسه و أذن لها فدلفت مسرعة و إستأذنته بخجل قائلة :
- معلش يا فندم أنا مضطرة أروح الدار بسرعة لأن لمى كلمتنى و بتعيط و عاوزانى ضرورى .
وقف جاسم بقلق و هو يتابع ذعرها .. فهدأها قائلا ببطئ :
- إهدى الأول .. و عاوزك تروحى و تيجى بسرعة علشان أطمن منك على الأخبار .. تمام .
أومأت وعد برأسها و قالت بإبتسامتها المهلكة :
- تحت أمرك .. مش هتأخر عليك بإذن الله .. بعد إذنك .
تركته و إنصرفت بهدوء .. بينما تنهد هو وهو يتابع خروجها بشوق ثم أخرج هاتفه و أجرى إتصال و إنتظر الرد .. ثم قال بتوجس :
- هاه إيه الأخبار يا ديما ........ يعنى قدرتى تعملى اللى طلبته منك ........ طب ومالك حس بأى حاجة ........... حلو جدا طب إبعتيلى الصور على الميل بتاعى ......... هههه لا حلاوتك هتوصلك أول ما أشوف الصور و أطمن بنفسى ........... عاوز منك طلب تانى ....... خدى موبايله و إخفيه تماما لأنه مش بيحفظ أرقام و عاوز صلته بمصر تتقطع الفترة اللى جاية ............ خلى الموبايل معاكى و رجعيهوله قبل ما ينزل مصر بيوم ........ لأ هنتواصل معاه من خلالك ....... تمام شكرا على مساعدتك يا ديما ........ يالا سلام .

أنهى جاسم مهاتفته بسعادة فها هو يقترب و بقوة من وعد .. قطع تفكيره دلوف سامر إليه قائلا بهدوء :
- جاسم كنت عاوزك فى موضوع مهم .
أشار إليه جاسم بيده أن يجلس وهو يتابع حالته المتخبطة .. بينما جلس سامر أمامه و هو يشعر بتوتر بالغ .. ثم فرك أعلى أنفه و تنفس مطولا قبل أن يقول بتوتر :
- بص يا جاسم من غير مقدمات أنا هدخل فى الموضوع على طول .. أنا عاوز أتقدم لعلا .
رفع جاسم حاجبه بتعجب .. و تطلع إليه قليلا ثم إستند على مكتبه بمرفقيه و سأله بعدم فهم :
- علا مين .. علا أختى .
إبتلع سامر ريقه بتوتر .. ثم أجابه بتلعثم من هيئته المتحفزة :
- أيوة .
هز جاسم رأسه مندهشا و سأله مجددا :
- بتتكلم جد .. إنت .. عاوز تتجوز علا أختى .
أجابه سامر بعبوس غاضب :
- أيوة يا جاسم .. إيه هو أنا مش قد المقام و لا إيه .
صفع جاسم كفيه ببعضهما وهو يهز رأسه من غباء صديقه .. ثم وقف و إلتف حول مكتبه و جلس مقابل لسامر و تطلع إليه بإشفاق قائلا :
- يا إبنى إنت هو إيه اللى مش قد المقام .. إنت عبيط .. إنت تتمناك ست البنات .. وعلا زى ما إنت عارف أرملة و معاها بنت فى الحضانة .. يعنى من حقك تتجوز بنت تكون أول حد فى حياتها .
زفر سامر براحة و مال بجسده ناحية جاسم و قال برجاء :
- بس أنا مش عاوز غيرها .. أرجوك وافق و خليها توافق و أنا أوعدك إنى هحطها جوة عنيا هى و ريتال و مش هحسسها بأى نقص .
ربت جاسم على ساقه و قال بإشفاق :
- وليه يا سامر تربى بنت مش بنتك ..و إنت تقدر تتجوز و تخلف عادى زى أى حد .
وقف سامر منتصبا و قطع الغرفة ذهابا و إيابا و عاد بعينيه لجاسم و قال بتوجس :
- علشان أنا بحبها و من زمان و طارق إتقدملها و ضاعت منى .. و مش هستحمل تضيع منى تانى .. و لو رجع بيا الزمان عمرى ما كنت هخليها تكون لغيرى .
قطب جاسم جبينه بدهشة وهو يتابع حديث سامر و الذى يذكره بعشقه لوعد و إنشغالها بمالك .. فوقف هو الآخر و سأله بجدية :
- يعنى إنت لو رجع بيك الوقت كنت عمرك ما هتضيع علا من إيدك حتى لو كنت هتخسر طارق .
تنهد سامر بندم و قال بسرعة و دون تردد :
- أكيد طبعا .. مش هسيبها تكون لغيرى و أنا و طارق كنا هنزعل من بعض شوية بس أكيد برضه مع الوقت كنا هننسى خلافاتنا و نرجع أصحاب تانى .
إرتاحت ملامح جاسم و شعر بإمتنان لسامر الذى طمأنه أنه يفعل الصواب من أجل أن يحظى بحبه الوحيد .. ثم إبتسم بهدوء و صفعه على كتفه بمداعبة و قال بتفهم :
- أنا عن نفسى مش هطمن على علا غير معاك يا سامر .. هى صحيح أختى الصغيرة .. بس بحس إنها بنتى و مسئولة منى .. فأنا موافق .
إتسعت عينى سامر بفرحة و قبض على ذراعى جاسم بقوة و سأله ببلاهة :
- إنت موافق .. طب إحلف .. و حياة عيالك يا شيخ لتحلف .
ضحك جاسم ضحكة عالية وهو يتابع سعادة سامر و عشقه البادى بعينيه .. ثم أزال يديه عن ذراعيه و قال له بتحذير :
- بس لسه رأيها يا معلم .. و إنت عارف إنها مستحيل تتجوز بعد طارق .. فا مش عاوزك تتعشم علشان ما تزعلش فى الآخر .
لمعت عيني سامر بخبث و هو يقول بعزم :
- لا يا صاحبى المستحيل ده أنا ما أعرفوش على رأى الأستاذة الجهبزية سوسة عصرها و أوانها الكونتيسة وعد .. و أختك ليا لو هعمل فيها أراجوز .
حرك جاسم كتفيه بتسليم و قال بتمنى :
- يا رب توافق .. أنا هكلمهم النهاردة على الغدا فى موضوعك و إدعى ربك بقا تعدى على خير .

ثم تركه و عاد لمكتبه جلس عليه وهو يتابع إميله بنفاذ صبر .. و طلب من سامر الجلوس أمامه لمتابعة بعض الأعمال المؤجلة بسبب سفر مالك .. وهو يعلم جيدا أن مالك لن يعود للعمل معه مجددا بعد عودته من السفر .. فليتحمل سامر أعباء شغله و شغل مالك .........

.................................................. .................................................. ..............
.....................


صعدت وعد درجات الدار بسرعة وهى تشعر بالخوف على لمى بعدما تحدثت مع مديرة الدار عن حالة الذعر التى أصابت لمى فى الأيام الماضية .. فتحت وعد باب غرفة لمى فوجدتها منكمشة على نفسها و تطلع حولها برعب .. فجلست بجوارها على الفراش بتوجس و ما أن رأتها لمى فإحتضنتها مسرعة و قالت بإطمئنان و راحة :
- شكرا يا وعد إنك ما إتأخرتيش عليا .. هيموتونى .
ملست وعد على شعراتها البنية الناعمة و هدأتها قائلة بنبرتها الناعمة :
- إهدى يا حبيبتى و قولى و رايا .. أستغفرك ربى و أتوب إليك .. ربى إنى مسنى الضر و أنت أرحم الراحمين .
رددت لمى ما قالته وعد فإطمئن قلبها قليلا .. و سكنت ملامحها المذعورة .. فسألتها وعد بحذر وهى ما زالت تمسد شعراتها :
- إيه اللى مخوفك كده يا لمى و مين دول اللى هيموتوكى يا حبيبتى .
إرتمت لمى بحضنها و قالت من بين دموعها بخوف ليخرج صوتها متحشرجا :
- إنتى كان عندك حق .. ولما شكيت فيها عاوزة تموتنى .
ضمتها وعد لصدرها كما تفعل معها روضة و قبلت مقدمة رأسها بحنان و رفعت و جهها لتتقابل عينيهم فإبتسمت لها بحنو و قالت ببطء شديد :
- إهدى .. و إحكيلى بهدوء كل حاجة .. تمام .
أومأت لمى برأسها موافقة و قالت بهدوء :
- أنا سألت رحاب عن إخواتى اللى خرجوا من الدار معاها و بقت تهرب و ما تطمنيش عليهم .. فقولتلها لو ماكلمونيش تبقى أذتهم و أنا هبلغ عنها و هوديها فى داهية .. فصرخت فيا و هددتنى لو فتحت بوقى بحرف عنها هتموتنى و إن ليها ناس هنا فى الدار و هتخليهم يقتلونى .. و لو عاوزة أعيش أخرج من الدار عندها و هى هتساعدنى زى ما قالتلى الأول .. أنا خايفة قوى يا وعد .
كففت وعد دموعها بكفيها و سألتها بفضول :
- طب إنتوا بتتكلموا مع بعض إزاى .
أخرجت لمى هاتفها المحمول .. و أعطته لوعد وهى تريها رسائلهم المتبادلة .. فشعرت وعد بالقلق على لمى من تلك الشيطانة .. فوضعته بحقيبتها و قالت بحسم :
- سيبى الموضوع عليا .. أنا هسيبك بس ساعتين و هخلى حد يحرس أوضتك لغاية ما هرجع و أنا هخرجك من هنا و هخبيكى بعيد عنها و مش هتقدر توصلك و إخواتك أنا بوعدك إنى هعمل المستحيل علشان أرجعهم .. تمام .
إحتضنتها لمى مجددا بقوة و قالت بفزع :
- ما تتأخريش عليا .. أنا خايفة قوى .
وقفت وعد مسرعة و قالت وهى تحمل حقيبتها بهدوء :
- إن شاء الله مش هتأخر عليكى .. خلى بالك من نفسك .
اجابتها بعيون زائغة من رعبها و هي تضم نفسها مجددا :
- حاضر .

خرجت وعد و طلبت من إحدى العاملات أن تعتنى بلمى حتى عودتها و أعطتها مبلغ مالى كبير لتضمن بقائها معها .. و إنصرفت مسرعة عائدة للشركة .........
تذمر سامر من تحفظ جاسم عليه .. فإستند بظهره على كرسيه و قال له بإنزعاج :
- ما ترحمنى بقا يا أخى عنيا إحولت من كتر البص فى الورق .
رمقه جاسم بتحذير و حمل هاتفه و هاتف وعد التى ردت عليه مسرعة و قالت بجدية :
- أيوة يا باش مهندس .
- إنتى فين يا وعد كل ده تأخير .
تطلعت للطريق من نافذة سيارة الأجرة و قالت بأسف :
- معلش يا فندم .. أنا خلاص قربت من الشركة خمس دقايق بالظبط و هبقى عند حضرتك .
أومأ برأسه و هو يقول بجدية :
- تمام .. خلى موظف الأمن يركب معاكى الأسانصير أنا مفهمه .
إبتسمت وعد بنعومة و قالت برقة :
- متشكرة لحضرتك .. مع السلامة .
شعر جاسم بإبتسامتها التى تدفعه للهاوية دون أن تشعر ..فأجابها بتنهيدة ملتاعة :
- الله يسلمك .

وضع هاتفه على مكتبه و تفحص إميله حتى إبتسمت شفتيه بإبتسامة شيطانية و هو يتطلع بتلك الصور و التى إلتقطت لمالك هو و ديما فى أوضاع تخدع من ينظر إليها أنهما على علاقة ببعضهما .. تنفس براحة و إنتظر لحظة قدوم وعد لتنفيذ مخططه الذى سيطيح به مالك من طريقه إلى حبيبته المهلكة ........

لم تترك عينيه باب مكتبه المفتوح حتى لمحها فقال على الفور بصوت مسموع :
- يا نهار إسود تعالى يا سامر شوف مالك هو البت اللى إسمها ديما .. هااااه مش معقول مالك يعمل كده هى البت صاروخ بس ده طول الوقت كان بيقولنا حرام و مش عارف إيه و أتاريه هو مقضيها من ورانا .
إرتفع حاجبى سامر بتعجب .. و إلتف حول مكتب جاسم و وقف أمام حاسوبه لتتسع دهشته و هو يقول بنفى :
- مش معقول .. مالك عمره ما يعمل كده .
أجابه جاسم و هو يتنقل بين الصور بضيق مفتعل :
- أصل الزفتة ديما دى حاولت معايا كتير و كنت بصدها .. فابعتتلى الصور دى حابة يعنى تغيظنى بيها .. بس صدمتى بجد فى مالك إزاى طاوعها للدرجة دى .
شعرت وعد أن ساقيها تحتها كالهلام لم تستطع الوقوف أكثر فإنهارت على أقرب مقعد .. وقفت راندا سكرتيرة جاسم و سألتها بقلق :
- مالك يا وعد إنتى كويسة .
رفعت وعد عينيها ناحيتها بنظرات ميتة و إبتلعت ريقها بصعوبة و بللت شفتيها الجافتين من الصدمة و قالت بخفوت :
- ما تقلقيش بس دخت من الأسانصير .
ثم وقفت و جمعت شجاعتها و طرقت باب غرفة جاسم و قالت و عينيها تخترق الحاسوب :
- السلام عليكم .
إلتفت إليها سامر و جاسم الذى شعر بنجاح خطته وهو يرى إنهيارها و ضعفها .. أشار إليها قائلا بمكر :
- تعالى يا وعد إدخلى .
أغلق سامر الحاسوب مسرعا خوفا من أن ترى وعد ما بداخله .. شعرت وعد بالفضول يقتلها و خصوصا بعد حركة سامر المقلقة أكثر .. تنحنح سامر و قال و هو يخفى عينيه عنها بتوتر :
- إحم .. أسيبكم أنا و أروح أشوف اللى ورايا .
جلست وعد أمام جاسم الذى وقف منتفضا و قال وهو ينصرف :
- نسيت أقول لسامر حاجة مهمة .. معلش يا وعد دقايق وهرجعلك .

وخرج وتركها .. ثم وقف على مقربة من باب غرفة مكتبه يتابع ردة فعلها المتوقعة ..وما هى إلا ثوانى و وقفت وعد و إتجهت لحاسوبه فتحته و يديها ترتعشان من خوفها .. حتى شهقت فجأة ووضعت كفها على فمها و هى ترى مالك وفى أحضانه إمرأة عارية ترتدى فقط ثوب سباحة خليع لا يخفى شيئا .. إنتقلت بإصبعها للصور التالية والتى لا تقل إشمئزازا عن ما قبلها .. أغلقت الحاسوب بقوة و عادت مكانها تجلس بهدوء ........

تابع جاسم إنفعالاتها وهو يشعر بالشفقة على حالها و هاله الخوف من هدوئها التى تحلت به وهى تعود لتجلس مكانها .. فإنطلق مسرعا و دلف لمكتبه قائلا بأسف :
- آسف يا وعد .. إتأخرت عليكى .
هزت رأسها نافية و قالت بإتزان مقلق :
- رحاب بتهدد لمى بالقتل لو إتكلمت عن البنات .. و بتجبرها تخرج تعيش معاها و إلا هتموتها .
رغم قلقه عليها إلا أنها أبهرته بصلابتها و قوتها .. فسألها قائلا بتوجس :
- هى رحاب كشفت كل حاجة .
زمت وعد شفتيها بعدم معرفة و أخرجت هاتف لمى من حقيبتها و أعطته لجاسم و هى تقول بجدية :
- الموبايل ده فى كل المحادثات اللى كانت بينهم .
حمله جاسم و تطلع به و تابع حديثهم و تهديد رحاب للمى و ما أصابه بالذعر هو ذكر لمى لوعد .. و إستفسار رحاب عن هوية وعد .. فوقف مذعورا و قال بغضب :
- إيه ده ؟!!!
سألته وعد بقلق وهى تتابع إنتفاضته و ذعره :
- فى حاجة يا فندم .
- رحاب عرفت بوجودك .. و أكيد أمير دلوقتى بيدور وراكى .. مش قولتى إنك هاتاخدى بالك .
تنهدت وعد بيأس و قالت بثبات :
- قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. ما تقلقش عليا و فكر فى حل للمى و بسرعة أرجوك البنت منهارة .
مرر جاسم كفه على وجهه بقوة و قال بهدوء عكس ما يشعر به :
- هى لسه قدامها قد إيه و تخرج .
- إسبوع .

وفجأة و صلت رسالة على هاتف لمى .. فتحها جاسم فوجدها من رحاب .. فرفع رأسه لوعد و قال بحذر :
- دى رحاب .. أرد عليها ولا أعمل إيه .
وقفت وعد مسرعة و حملت الهاتف و قالت وهى تعبث به بنبرة عدوانية :
- وقعت ولا حدش سمى عليها .. أنا هتكلم معاها على إنى لمى .. لأننا لو مارديناش هتحس إن فى حاجة غريبة بتحصل .
أشار إليها جاسم بعينيه موافقا و تطلعا بشاشة الهاتف فقد كتبت بتهديد :
~ أكيد فكرتى يا قطة و مش هتزعلينى منك مش كده .
أجابتها وعد وهى تكتب بغضب :
~ أيوة .. أنا بس كنت خايفة على إخواتى ليكونوا عملوا حادثة ولا حاجة و إنتى مش مطمنانى .
~ و أنا قلتلك إنهم كويسين .. بس بيشتغلوا فى محافظة تانية و هما قرروا ينسوا الماضى و يبدأوا من جديد .
إبتسم جاسم بسخرية و قال بحدة :
- هتبلع الطعم بسهولة .. شكلها هبلة .. كملى يا وعد .
أومأت وعد برأسها و كتبت بهدوء :
:-( بس أنا زعلانة منك .. والله بجد خفت من اللى قولتيه بإنك هتموتينى .
~ يا هبلة إنتى صدقتى .. ده أنا كنت بخوفك لما قولتى إنك هتبلغى عنى البوليس و البنات كويسين و إنتى مش مصدقة .
فركت وعد أعلى أنفها بتعب و هى تنفض من رأسها صور مالك المتلاحقة أمام عينيها مسببة لها ألم رهيب فى الرأس و القلب .. ثم فتحت عينيها وهى تتابع رسائلها بجدية :
:'( يعنى مش هتأذينى و ممكن أرجع أثق فيكى تانى .
~ طبعا يا لوما .. إنتى عارفة و متأكدة إنى بحبك زى أختى الصغيرة غير كل البنات .
ملت وعد من تلك المماطلة من حديث يرهقها أكثر وهى تقاوم ألمها فأنهت حديثها معها كاتبة :
~ أكيد طبعا .. عموما كلها إسبوع و هخرج و نبقى تتكلم براحتنا .. معلش مضطرة أقفل الموبايل علشان عاوزنى .
~ تمام يا حبيبتى .. لما تفضى إبقى كلمينى سلام .
وضعت وعد هاتف لمى على المكتب و قالت بعبوس :
- أعوذ بالله منك .. عقربة ربنا ينتقم من أمثالك .
جلس جاسم مكانه و سألها بسخرية واثقة :
- نهايتها قربت .. قوليلى بقا ناوية على إيه .
أجابته وعد ببديهية قائلة بقوة :
- لازم تسلم الجهاز ده للبوليس و لازم البنت تسيب الدار فورا و تفضل فى مكان أمان لأنها هتأذيها .. و عن طريق الرسايل دى يقدروا يوصلوا لرحاب و هى معترفة إن البنات معاها يعنى سهل يتقبض عليها بإعترافتها و تهديدها للمى بالقتل .
ثم وقفت وحملت حقيبتها و قالت بوهن و تعب بادى بنبراتها المقهورة :
- لمى أمانة فى رقبة حضرتك .. أنا وعدتها إنها هتكون بأمان .. و بطلب من حضرتك توعدنى بده .
وقف جاسم مفزوعا وهو يتابع تهدل ملامحها و إحمرار عينيها فسألها بقلق :
- مالك يا وعد .. إنتى تعبانة .
أومأت برأسها إيحابيا و قالت بخفوت :
- شوية صداع .. معلش مش هقدر أكمل شغل .. ممكن أروح أرتاح النهاردة .
أجابها جاسم مسرعا و هو يتابع وهنها بألم :
- طبعا روحى .. و أنا هبقى أطمن عليكى .
إبتسمت إليه بإمتنان .. و تركته و إنصرفت تجر أذيال الألم و الخذلان .. و هو يتطلع إليها بإشفاق قائلا بداخله :
- سامحينى يا حبيبتى غصب عنى والله .. بس مش هستحمل أشوفك لغيرى .. إنتى ملكى و بس .. ملك جاسم رحال .


.................................................. .................................................. .......
.........................

رفعت رحاب وجهها ناحية أمير و هى مستندة بكفها على صدره العارى وهو ينفث دخان سيجارته بشك .. فسألته بعبوس :
- مالك يا أمير بس .. ما البنت أهى خافت و سمعت الكلام .. عاوز إيه تانى .
وضع أمير سيجارته بالطفاية و قال لها بريبة :
- مش عارف بس مش مطمن .. و هموت و أعرف مين وعد دى اللى شقلبت حال البنات علينا .
حملت سيجارته و سحبت نفسا طويلا و اجابته بهدوء :
- اللى عرفته إنها بنت بتشتغل فى شركة و قررت تساعد البنات اللى بتخرج من الدار و بتوفر ليهم سكن و شغل .. يعنى مالهاش علاقة بينا خالص .
هز رأسه بإستنكار و قال بثقة :
- بالعكس بقا .. أنا متأكد إن البت دى وراها حاجة أو حد عارف باللى بنعمله و عاوز يسبقنا بخطوة و الحد ده أكيد الزفت جاسم .
زفرت رحاب بضيق و قالت بثبات :
- هو لو حد عطس حواليك يبقى وراها جاسم .. مش عارفة إنت شاغل نفسك بيه ليه .
إبتسم أمير بسخرية و قال وقد إحتدت نظراته و زادته قوة و رهبة لمن يتطلع إليه :
- أنا فاهمه كويس و بحس بيه حواليا .. بس لمى بالذات تطير فيها رقاب .. ده البت دى هناخد من وراها فلوس ما كناش نحلم بيها .
ولمعت عينيه وهو يمنى نفسه بها بعدما تفرغ حاجة مشتريها منها .. إبتسم بخفوت وهو يرسم بمخيلته قطف ثمارها الناضجة بشهوة .. فوخزته رحاب بصدره و قالت بتعحب :
- سرحت فى إيه كده .. ما تخليك معايا .
مال عليها بجسده و قبلها بنهم وهو يتخيل لمى بين ذراعيه .. فحتى تصبح له سيظل يمنى نفسه بإلتهامها .. و بعد ذلك لا يتبقى له سوى حلم حياته الوحيد .. علا .. و لكن أولا سيتخلص من جاسم و رفاقه حتى يصل إليها بسهولة و يأخذها و يبتعد عن الجميع فى عالم خاص بهم و فقط ........

.................................................. .................................................. ............
..................


عادت وعد لمنزلها لا تعلم كيف ومتى وصلت .. صعدت الدرج وهى فى عالم آخر لا تشعر بشئ حولها .. طرقت باب شقتهم ففتحت لها روضة التى تأملت ملامحها الذابلة بقلق و سألتها بتردد :
- وعد .. مالك يا حبيبتى .
توجهت وعد لغرفتها بجمود كأنها منومة مغناطيسيا .. ترك والدها الجريدة من يده و تطلع لحالتها الواجمة و قال بغضب :
- هى البت دى مش ناوية تتعدل بقا .. قسما بالله هديها علقة تفوقها .
ما هى إلا ثوانى و إنتفض الجميع على صراخها الهستيرى و صوت تكسير شئ بقوة .. فهرعوا جميعا لغرفتها فوجدوها تحطم الجيتار بقوة .. و صوت صراخها يعلو و يعلو .. فإحتضنتها روضة مسرعة خشية أن تأذى نفسها .. و هدرت بها بقوة للسيطرة على حالة الإنهيار التى تملكتها :
- بس بقا إهدى .. إذكرى الله يا وعد .. فيكى إيه .
ظلت تصرخ و تصرخ و بكائها لا ينقطع حتى صعد سراج و آمال على صوت صراخها حتى إنهارت قواها و سقطت مغشى عليها .. كالخرقة البالية .. صرخت سلوى و هى ترفعها بذراعيه لحضنها و قالت بفزع :
- بنتى .. إلحقونى بنتى بتروح منى .
حاولوا إفاقتها ولكن دون جدوى .. فقالت روضة من بين دموعها :
- مالك اللى كان يعرف رقم الدكتور .. وعمرو كمان مسافر مع روان .. أجيب دكتور منين دلوقتى .
ثم رن هاتف وعد فحملته روضة فوجدت المتصل جاسم .. فقالت مسرعة كأنها وجدت طوق النجاة أخيرا من وسط الأمواج العاتية التى تعصف بهم بقوة :
- هو .. مافيش غيره يقدر يساعدنا .
ضغطت زر إستقبال المكالمة و ردت مسرعة :
- السلام عليكم .. أيوة يا باش مهندس أنا روضة .
وقف جاسم من على كرسى مكتبه و قد تسلل القلق لقلبه فسألها بتوجس :
- أهلا يا روضة .. أنا متصل أطمن على وعد لأنها كانت تعبانة النهاردة فقلقت عليها .
صرخت به قائلة بذعر :
- إلحقنا يا باش مهندس .. وعد رجعت من الشغل منهارة و قعدت تصرخ و تكسر اللى حواليها و وقعت مغمى عليها و إحنا مش عارفين نتصرف .
إتسعت عينى جاسم و إختفت أنفاسه بخوف .. ولملم أشيائه و ركض مسرعا و هو يقول بتلعثم :
- نص ساعة .. يعنى هكلم الدكتور و هاجى فورا .
و أغلق الهاتف وهو يزيح من أمامه كل من يعترض طريقه حتى وصل للمصعد طلبه و إنتظر قليلا .. و لكن صبره لم يسعفه فإنطلق راكضا على الدرج و هو يدعو الله أن يحفظها له حتى يصل إليها .. و أخرج هاتفه و هاتف طبيبهم الخاص و طلب منه أن يأتى لمنزل و عد بمنتهى السرعة و أغلق هاتفه و إنطلق مسرعا لسيارته صعدها بقوة و قادها بسرعة جنونية و هو لا يرى أمامه سوى صورتها المنكسرة الأخيرة و هى تتركه و تنصرف و و صيتها له بأن يحمى لمى .. فضرب المقود بقوة و قد إنهمرت منه عبرة متمردة على قوته خوفا على حبيبته .......

وصل أخيرا أسفل xxxxها فصف السيارة بإهمال و صعد الدرج مسرعا .. طرق باب شقتها ففتح له سراج الباب و سأله بحزن :
- فين الدكتور يا جاسم .
إلتقط أنفاسه و أخرج هاتفه مجددا و هاتف الطبيب الذى أجابه بأنه أسفل الxxxx و سيصعد إليهم مسرعا .. و بالفعل عاينها الطبيب بقلق و سألهم بتركيز :
- الحالة دى حصلت لها قبل كده .
أومأت روضة برأسها و هى تجفف دموعها بنقابها و قالت بحشرجة :
- أيوة حصلتلها مرة .. و حرارتها علت زى دلوقتى و دخلت فى غيبوبة لمدة يومين و بعدها فاقت فاقدة النطق .. و فضلت كده لشهر لغاية ما إتكلمت تانى بصعوبة و بعد فترة إتكلمت عادى .
هز الطبيب رأسه بتفهم ..و قال بعملية قاسية :
- الآنسة عندها إنهيار عصبى حاد .. و هتدخل فى غيبوبة مش معروف هتفوق منها إمتى .. اللى عاوز أعرفه إزاى ما إتعالجتش نفسى بعد أزمتها الأخيرة .
أجابته روضة وهى تجلس بعدما خانتها قدميها التى لم تستطيعا حملها أكثر وهى تستمع لكلماته القاسية :
- ما كناش متخيلين إن الحالة دى هترجعلها تانى .
زفر الطبيب بضيق و أخرج كتيبه الخاص و سطر عليه بعض الأدوية و أعطاها لجاسم و قال له بضيق :
- الأدوية دى لازم تيجى فورا و لو ما إستقرتش حالتها هنقلها المستشفى و بعدها لمصح نفسى .
أخذ منه جاسم الورقة و هو يخفى دموعه .. حتى خرج من الشقة و هوى على الدرج يبكى بصمت .. فهو من سبب لها ذلك الألم و الذى يهدد بمرضها و ربما فقدها .. ثم نهر ضعفه و وقف بقوة و كفف دموعه و إنطلق مسرعا ليحضر لها الأدوية و هو يدعو الله أن يشفيها و يعيدها إليه بسلام ........

بعد ساعات .. سكن جسد وعد بهدوء على فراشها دون حركة .. و علقت بيدها تلك الإبرة المغذية لشرايينها و الجميع يشعر بإستياء و حزن على حالتها .. قبلت سلوى كفها بدموعها و قالت بألم :
- قومى يا وعد .. قومى يا حبيبتى .. إصرخى و زعقى فيا بس ما تناميش النومة دى .
هوى جسد عيسى على أريكة .. و قد أطلق لدموعه العنان على حالة إبنته و هو لا يدرى سببا لما حدث .. فكفف دموعه و هو يذكر الله .. فربت سراج على ذراعه و قال لشد أزره :
- إهدا يا عيسى مش كده .. إن شاء الله هتبقى كويسة .
رفع عيسى عينيه لسقف شقته و قال برجاء :
- يا رب إحميها و قومهالى من المحنة دى بالسلامة .
خرجت روضة لتغير مياه الكمادات بمياه باردة لتنخفض حرارة وعد .. فأوقفها و سألها بضيق :
- هو الموضوع ده حصلها إمتى .. و إزاى ما تعرفوناش بحاجة زى دى .
ضاقت عينى روضة و أظلمت بحقد .. ثم تركت طبق المياة من يدها على الطاولة و إلتفتت إليه بحدة و قالت بعصبية لم يعهدها منها :
- عاوز تعرف يا بابا حصلها ده من إيه .. فاكر يوم ما ضربتها بالحزام و نزفت تحت إديك لما قالتلك طلق مراتك التانية و إرجع عيش معانا و ما تاخدش ماما معاك .
إبتلع عيسى ريقه بصعوبه و هو يستمع إليها بخجل من فعلته القديمة .. بينما أردقت روضة بتلك النبرة الثابتة :
- يومها خدناها المستشفى و إتخيطت جنب عينها و عالجولها الجروح و الشروخ و لما رجعت لقت ماما سابتها و سافرت معاك من غير حتى ما تطمن عليها .. قعدت تصرخ و تعيط لغاية ما وقعت بين إدينا و كانت هتموت منا بدل المرة عشرين و إسأل عمو سراج .. و لفينا بيها على كل الدكاترة حتى بعد ما فاقت و كانت مش قادرة تتكلم .. بس هى بقربها من ربنا قدرت ترجع و تقف على رجلها و كملت كليتها و كانت متفوقة دايما .. بس ما جاش فى بالنا نعالجها نفسى و إحنا بنشوفها بتضحك و تهزر و عنيها حزينة طول الوقت .
فرك جاسم جبهنه بإرهاق و هو يستمع لما مر على جنيته الحزينة .. و علم مصدر جرحها الوردى و الذى يعشقه كما يعشقها .. تمالك أعصابه و وقف على إستحياء و قال بتعب :
- أنا همشى دلوقتى يا عمى .. بس بعد إذنك هتصل أطمن عليها و هبقى أجى أزوركم لغاية ما نطمن عليها .. أنا مكان عمرو و مالك مش كده .
وقف عيسى بتثاقل و صافحه بإمتنان و قال بوهن :
- تشكر يا إبنى تعبناك معانا .. إبن أصول يا جاسم .
تطلع جاسم بباب غرفة وعد و قلبه ينزف بقوة ولا يقوى على تركها بمفردها تصارع حزنها و إنكسارها و الأصعب أنه هو من سبب لها ذلك الألم .. ثم أخفض رأسه بكسرة و قال بحزن :
- ما تقولش كده يا عمى .. و لو احتاجت أى حاجة فى أى وقت كلمنى من غير ما تتردد أرجوك .
- حاضر يا إبنى .. ما نتحرمش منك .
تركهم جاسم و إنطلق حتى صعد سيارته بشرود و قادها مغيبا لا يعلم و جهته .. حتى وجد نفسه بعد فترة يصف سيارته أمام البحر .. خرج مسرعا يستنشق هوائه العليل حتى تهدأ نيران قلبه التى تنهشه و تلومه على عدم تقديره لحالة تلك البريئة و الناعمة كريشة طيرتها الرياح ...........

.................................................. .................................................. .............
..................

إرتشف مالك بعض القهوة من كوبه و هو يتطلع بالطريق شاردا بإحدى كافيهات بوخاريست .. شاعرا بغصة فى صدره تنذره بالأسوء .. و بعد إختفاء هاتفه لم يستطع الإطمئنان على عائلته أو صغيرته الرقيقة .. عند هذه النقطة إبتسم بهدوء وهو يتذكر وداعهم بتنهيدة ملتاعة شوقا لعينيها و ملامحها الشقية و هى تمسح أنفها بكم إسدالها و تخفى دموعها .. فترك الجميع و وقف بجوارها على سور البناية و تطلع إليها بعشق و هو يقول بخفوت هادئ :
- ممكن تبطلى تعيطى ..لأنى كده مش هسافر و هقعد جنبك و الشقة تبقى بلح .
أجابته بقوة رغم حشرجة صوتها و إحمرار أنفها الصغير قائلة بسخرية :
- أنا مش بعيط .. دى حاجة دخلت فى عينى .
اقترب منها و هو يقول هامسا بإثارة :
- يعنى مش هوحشك و هيبقى نفسك تشوفينى .. و تتكلمى معايا و تبصى فى عنيا و إنتى أصلا بتبصى جوة قلبى تطمنى على مكانك .. طب و هتعزفى لمين بالليل علشان ينام و مافيش فى قلبه ولا عقله غيرك .. هاه قوليلى .
زاد إنهمار دموعها التى لم تسمح لهم سوى بمغادرة عينيها ليستقبلهم كم إسدالها ليختفوا بهدوء عن أنظار الجميع .. فإبتسم على حالتها و قال مداعبا برقة :
- تعرفى إن أنا بغير حتى من دموعك دى إنها تلمس خدودك و أنا ﻷ .. بس هانت أول ما هرجع إن شاء الله هنرتبط و هكتب كتابى زى عمرو علشان ما يبقاش بينا حدود تانى .
أغمضت وعد عينيها بتمنى و هى تطلب من الله أن يقصر عليها فترة إبتعاده و يعود سالما كى يحققا أحلامهما سويا ..ثم فتحت عينيها و إلتفتت إليه تتأمله لأول مرة مطولا دون أن تستحى كعادتها الأخيرة .. فإبتسم إليها بمشاغبة .. فضاقت عيناه مسببة لها ألما شديدا فى قلبها مع زيادة معدل إنهمار دموعها .. التى إلتقفها كمها كالعادة .. ثم تنهدت مطولا و قالت بألم :
- تروح و ترجع بالسلامة .. و خلى بالك من نفسك .. و حط ربنا دايما قدام عنيك .. و هتوحشنى قوى .
إبتسم بخفوت على استرسالها العفوى ووهو يقول بعذاب :
- وإنتى هتوحشينى أكتر .. ربنا يكون فى عونى الأيام الجاية .
وخزته ديما فى كفه لتعيده لأرض الواقع التى تخلو من حبيبته .. و عاد لإرتشاف قهوته التى بردت بهدوء .. فسألته بمداعبة :
- فيك إيه يا مالك .. أوقات بتبقى مرح و أوقات بتبقى حزين .
إبتسم بوجهها و قال بضيق :
- من ساعة ما الموبايل ضاع منى و أنا مش عارف أطمن عليهم .
- بكرة بتعثر عليه ..و وقتها إبقى هاتفهم براحتك .
زادت إبتسامته الساخرة .. فسألته دينا بعبوس :
- شو فيك هلأ .. حساك عم تسخر منى .
أجابها و هو يعقد ذراعيه أمام صدره و يتطلع إليها بتعجب :
- نفسى تثبتى على لغة .
ضحكت ضحكتها الرنانة و أجابته وهى تلملم شعراتها السوداء خلف أذنيها :
- ما إنت بتعرف أنا بحب إحكى مصرى و ماما لبنانية و البابا سورى .. فهيك بيطلع كلامى متل الكشرى عندكم بمصر .. خلطبيطة .. إتركك هلأ من المزاح و نتكلم بالشغل شوى .
أومأ لها مالك برأسه موافقا ليحثها على متابعة حديثها فأردفت قائلة بجدية :
- إنت لهلأ وصلت لعروض بتجنن .. فا نحنا بنتابع إجتماعتنا مع الموردين هون يمكن تلاقى عروض أحسن قبل ما نسافر على مكان تانى .
- لسه كام مورد هنا هنجتمع معاهم .
أخرجت مفكرتها من حقيبتها و تطلعت بها ثم أجابته مؤكدة :
- إتنين بس .. و بعدها راح آخدك على مكان بيطير العقل .. و من ناحية عيلتك أنا طلبت من مستر جاسم على إميله إنه يطمنهم بإن هاتفك إنسرق .

أومأ لها مالك برأسه و هو يعود لشروده مرة أخرى .. شعرت ديما بالتعاطف معه و ندمت قليلا على أنها طاوعت جاسم بالإيقاع به لكى تصوره بأوضاع مخلة هو أبعد ما يكون عنها عندما تصنعت السقوط عند المسبح فحاول التمسك بها .. فإستندت هى بكلتا يديها على صدره العارى .. فيخيل لمن يراهم أنه يحتضنها عارية و عندما جلست بجواره مرة أخرى بفستان سهرة لا يعطى لمخيلة أى شخص الفرصة فى تخيل ما يخفيه من جسدها و إقتربت منه وهى تطالبه بإغلاق سلسالها حول رقبتها فنفذ لها رغبتها بتلقائية و لم يكن يشعر بالمصور الذى إستغل لحظاتهم التلقائية أسوء إستغلال .. تنهدت ديما مطولا و قالت بداخلها بندم :
- سامحنى يا مالك من شان الله .. ما بعرف كيف راح يستغل جاسم هالصور .. بس أنا من شانه بزت حالى بالبحر .. يا الله بدى كون معه و لو لليلة واحدة .. عمرى ما شدنى رجال مثل ما شدنى جاسم إلوه .

.................................................. .................................................. ...............
.....................

إستمر سكون وعد يومين كاملين .. و وفر لها جاسم كل التسهيلات الطبية لتتحول غرفتها لغرفة بمشفى مصطحبة بممرضة لا تفارقها أبدا .. إنحنى عمرو بجسده و قبل جبينها و دموعه بللت و جنتها .. ثم إعتدل و جلس مقابلها يتأملها بشرود حزين .. فقد شحبت ملامحها و زاد بياضها الذى إختفى منه اللون الوردى .. حمل كفها و إحتضنه بين كفيه و قال بهمس خافت .. حزين :
- أنا زعلان منك يا وعد .. كده أرجع من كام اليوم العسل .. ما ألاقيكيش أول واحدة بتستنانى .. طب أنا جبتلك الأيس كريم و الشوكولاتة اللى بتحبيها لو ما صحتيش البت روان هتاكلهم و تسيبك .. قومى هاتيها من شعرها زى ما كنتى بتقوليلها دايما و فى الآخر كنتى بتحضنيها .. ردى عليا يا وعد .
ربتت روضة على كتفه وهى تقف خلفه بوهن و قد شحبت ملامحها هى الأخرى .. ثم قالت بصوت يكاد يكون مسموعا وهى تتطلع لوعد بحزن :
- قوم يا حبيبى إرتاح فى شقتك .. من ساعة ما رجعت و إنت قاعد جنبها ما إرتاحتش .
إلتفت عمرو بجسده ناحية روضة و سألها و قد أظلمت عينيه بغضب مستطر :
- مين اللى زعلها و وصلها للحالة دى .
رفعت روضة كتفيها بمعنى لا تعرف .. و قالت بتعجب :
- هى رجعت من الشغل كسرت الجيتار .. و قعدت تصرخ لغاية ما وقعت و من ساعتها زى ما إنت شايف كده .
ضيق عمرو عينيه و قال بعدم إقتناع :
- أكيد حاجة حصلت فى الشغل .. هو جاسم لسه قاعد بره .
أومأت روضة برأسها و قالت بتعجب من حالة جاسم و قلقه على وعد و توفير كل ما يلزمها بإهتمام شديد جدا :
- أيوة هو قاعد مع بابا .. تصدق ما سبناش أبدا و كان مكانك إنت و مالك و عمل علشانها كتير .. الواحد لو قعد يشكره عمره ما هيوفيه حقه .
وقف عمرو و خرج يجلس مع والده و جاسم و سراج .. ثم سأل جاسم مباشرة و بقوة :
- فى حاجة حصلت لوعد بالشركة يا جاسم هى اللى تعبتها كده .
إبتلع جاسم ريقه بتوتر مخفى و هو يتذكر ما فعله بها .. ثم قال بثقة و ثبات :
- ﻷ .. هى قالتلى أنا مصدعة و عاوزة أروح .. فاسبتها تمشى و لما إتصلت علشان أطمن عليها روضة قالتلى إنها تعبت .. بس هو ده اللى حصل .
ربت عمرو على ساقه بإمتنان و إبتسم إليه بوهن و قال بنبرة تحمل كل التقدير :
- أنا مش عارف أشكرك إزاى .. قالولى على اللى عملته .. فعلا إبن أصول .
اجابه جاسم بخجل مخفي من فعلته الحقيرة :
- ما تقولش كده يا عمرو .. ربنا يعلم أنا بقدر وعد و بحترمها إزاى .
تنهد عمرو مطولا وهو يتابع عشق جاسم بعينيه .. فأومأ برأسه و قال بتفهم :
- كلنا عرفنا إنت بتقدرها إزاى .
أمن عيسى على كلمات ولده و قال مؤكدا :
- فعلا يا جاسم يا إبنى معزتك لوعد بانت الأيام اللى فاتت ده إنت سبت شغلك و حالك و مالك علشانها .
تنفس جاسم براحة و تجرأ أخيرا قائلا بتردد :
- طب بما إنكم حاسين باللى جوايا لوعد .. فا إن شاء الله بس تقوم بالسلامة عاوز أتقدم لها و أخطبها لو .. لو مافيش عندكم مانع يعنى .
لمعت عينى عيسى بفرحة و سأله بشك و هو يتابع ملامحه بدقة :
- طب والدك يا إبنى يعرف إنك ناوى ترتبط ببنتى .
أجابه جاسم مسرعا و دون تردد :
- ده هو اللى طلب منى أستعجل و أفاتحكم لما إتعرف عليها فى الشركة و قالى ما أضيعهاش منى .
إبتسم سراج بهدوء و قال للإثناء على جاسم بثقة :
- أنا هقول كلمة حق جاسم صاحب مالك من سنين طويلة و عمرى ما شوفت منه حاجة وحشة .. و كبر شغل والده و دلوقتى بيأسس شركته الخاصة .. يعنى أى أب يتمناه لبنته .
طأطأ جاسم رأسه بخجل و قال بتقدير :
- متشكر يا عمى .. بس وعد تقوم بالسلامة و تاخدوا موافقتها و أنا هجيب أهلى و نزوركم و نطلبها رسمى .
أجابه عيسى و هو يمسد رأسه بتعب فهو لم ينل قسطا كافيا من النوم منذ مرض وعد :
- إدعيلها يا إبنى ربنا يقومها بالسلامة .
وصل لمسامع روضة حديث جاسم مع والدها .. فقطبت حاجبيها من شدة ذهولها .. فالأكيد أن جاسم يعلم بحب مالك و وعد .. فكيف يتقدم لخطبتها و هو يعلم أن صديق عمره يحبها .. لم تقوى على فهم ما يحدث أمامها .. و لكنها موقنة أن وعد عند عودتها و إكتمال شفائها سترفض طلب جاسم بلا مناقشة .. فحبها لمالك أقوى .. هزت روضة كتفيها بتسليم لما سيحدث و جلست بجوار جدتها التى إحتضنت رأسها بذراعها وضمتها لصدرها لتتشبس بها روضة كطفلة صغيرة و هما تتطلعان بوعد على أمل أن تفتح عينيها بأى وقت .

.................................................. .................................................. ..............
.....................

إستند بكتفه على الحائط و هو يتابع تحركاتها بلهفة .. بدت كفراشة ناعمة خاصة بتلك الحلة الرسمية و كنزتها الوردية و وشاح رأسها الوردى و الذى يتمايل بنعومة مع حركاتها .. رغم صرامتها و قوتها وهى تلقى بأوامرها لعملاها .. إلا أنه يذوب بنبرة صوتها المبحوح الأنثوى .. إبتسمت شفتيه بهدوء و هو يتأملها بكل حواسه .. حتى إلتفتت وهى تشير لإحدى الغرف قائلة بحزم :
- الأوضة دى لسه ديكورات السقف ما خلصتش فيها ليه .
ثم إنتبهت لوقفة سامر الذى يحدجها بشوق يرهقها نفسيا و عاطفيا .. فإبتلعت ريقها وهى تحفز نفسها ألا تنهار أمام تلك النظرات البريئة الزيتونية و التى تخضع أقوى النساء أمامها .. و إقتربت منه قائلة بحزم و هى ما زالت تحدجه بحدة :
- فى حاجة يا باش مهندس .
ذابت نظراته مع حركة شفتيها الممتلئتين و التى تصهره بها و قال وهو مازال يلتهم شفتيها بعينيه :
- ده فى حاجات مش حاجة .. أنا بقول نتكلم على إنفراد أحسن .
شعرت علا بسخونة غريبة تجتاح جسدها و هى تراقب نظراته الوقحة مثله .. و التى تجبرها على الإنصياع لقلبها المتيم بذلك الوسيم .. المغرور .. الوقح .. اللذيذ للأسف .. و لكنها أجابته بصرامة مزيفة وهى تنظر إليه بنظرات مجمدة :
- لو فى حاجة مش عجباك فى الشغل إتفضل قول رأيك .
إتسعت إبتسامته المشاغبة و هو يستمتع بعندها .. إذا فهى الخاسرة فلتنعم بجرأته الوقحة أمام عمالها عندما همس إليها برقة بالغة وهو يرى إنعكاس صورته بحدقتيها المرتعشتان :
- بحبك .
إرتفع حاجبيها بقلق من أن يكون قد سمعه أحد .. ثم زفرت بغضب كاد أن يطيره من أمامها و هى تجذبه من ذراعه فاقدة لصبرها و دلفت به إحدى الغرف و دفعته بالحائط بقوة لم يكن يتوقع أنها تمتلكها ثم وقفت أمامه و رفعت سبابتها بوجهه و عينيها تحولتا كجمرتين مشتعلتين .. و قالت بغضب كان كفيل بتغيير نبرة صوتها الرقيق لنبرة أخشن قليلا :
- قسما بالله لو ما إحترمت نفسك معايا لهكون هاده المعبد على دماغك و دماغى اللى تستاهل الكسر لأنها فكرت فيك فى يوم إسود .
كان مستمتعا و بشدة من غضبها و الذى مكنه أخيرا من أن تكون المسافة ىبينهما لا تتعدى السنيمترات القليلة و أنفاسها المسكرة تلفح بشرته .. و يدها التى ما زالت تقبض على ذراعه بقوة ناعمة مثلها .. لو كان يعلم أنه سيحظى بتلك المتعة لأغاظها منذ فترة .. لذا عاود تكرار تحديه و هو يقترب من وجهها أكثر قائلا بلذة :
- برضه بحبك .. و بموت فى كل شبر فيكى .
شهقت علا بصوت عالىربت عمرو على ساقه بإمتنان و إبتسم إليه بوهن و قال بنبرة تحمل كل التقدير :
- أنا مش عارف أشكرك إزاى .. قالولى على اللى عملته .. فعلا إبن أصول .
اجابه جاسم بخجل مخفي من فعلته الحقيرة :
- ما تقولش كده يا عمرو .. ربنا يعلم أنا بقدر وعد و بحترمها إزاى .
تنهد عمرو مطولا وهو يتابع عشق جاسم بعينيه .. فأومأ برأسه و قال بتفهم :
- كلنا عرفنا إنت بتقدرها إزاى .
أمن عيسى على كلمات ولده و قال مؤكدا :
- فعلا يا جاسم يا إبنى معزتك لوعد بانت الأيام اللى فاتت ده إنت سبت شغلك و حالك و مالك علشانها .
تنفس جاسم براحة و تجرأ أخيرا قائلا بتردد :
- طب بما إنكم حاسين باللى جوايا لوعد .. فا إن شاء الله بس تقوم بالسلامة عاوز أتقدم لها و أخطبها لو .. لو مافيش عندكم مانع يعنى .
لمعت عينى عيسى بفرحة و سأله بشك و هو يتابع ملامحه بدقة :
- طب والدك يا إبنى يعرف إنك ناوى ترتبط ببنتى .
أجابه جاسم مسرعا و دون تردد :
- ده هو اللى طلب منى أستعجل و أفاتحكم لما إتعرف عليها فى الشركة و قالى ما أضيعهاش منى .
إبتسم سراج بهدوء و قال للإثناء على جاسم بثقة :
- أنا هقول كلمة حق جاسم صاحب مالك من سنين طويلة و عمرى ما شوفت منه حاجة وحشة .. و كبر شغل والده و دلوقتى بيأسس شركته الخاصة .. يعنى أى أب يتمناه لبنته .
طأطأ جاسم رأسه بخجل و قال بتقدير :
- متشكر يا عمى .. بس وعد تقوم بالسلامة و تاخدوا موافقتها و أنا هجيب أهلى و نزوركم و نطلبها رسمى .
أجابه عيسى و هو يمسد رأسه بتعب فهو لم ينل قسطا كافيا من النوم منذ مرض وعد :
- إدعيلها يا إبنى ربنا يقومها بالسلامة .
وصل لمسامع روضة حديث جاسم مع والدها .. فقطبت حاجبيها من شدة ذهولها .. فالأكيد أن جاسم يعلم بحب مالك و وعد .. فكيف يتقدم لخطبتها و هو يعلم أن صديق عمره يحبها .. لم تقوى على فهم ما يحدث أمامها .. و لكنها موقنة أن وعد عند عودتها و إكتمال شفائها سترفض طلب جاسم بلا مناقشة .. فحبها لمالك أقوى .. هزت روضة كتفيها بتسليم لما سيحدث و جلست بجوار جدتها التى إحتضنت رأسها بذراعها وضمتها لصدرها لتتشبس بها روضة كطفلة صغيرة و هما تتطلعان بوعد على أمل أن تفتح عينيها بأى وقت .

.................................................. .................................................. ..............
.....................

إستند بكتفه على الحائط و هو يتابع تحركاتها بلهفة .. بدت كفراشة ناعمة خاصة بتلك الحلة الرسمية و كنزتها الوردية و وشاح رأسها الوردى و الذى يتمايل بنعومة مع حركاتها .. رغم صرامتها و قوتها وهى تلقى بأوامرها لعملاها .. إلا أنه يذوب بنبرة صوتها المبحوح الأنثوى .. إبتسمت شفتيه بهدوء و هو يتأملها بكل حواسه .. حتى إلتفتت وهى تشير لإحدى الغرف قائلة بحزم :
- الأوضة دى لسه ديكورات السقف ما خلصتش فيها ليه .
ثم إنتبهت لوقفة سامر الذى يحدجها بشوق يرهقها نفسيا و عاطفيا .. فإبتلعت ريقها وهى تحفز نفسها ألا تنهار أمام تلك النظرات البريئة الزيتونية و التى تخضع أقوى النساء أمامها .. و إقتربت منه قائلة بحزم و هى ما زالت تحدجه بحدة :
- فى حاجة يا باش مهندس .
ذابت نظراته مع حركة شفتيها الممتلئتين و التى تصهره بها و قال وهو مازال يلتهم شفتيها بعينيه :
- ده فى حاجات مش حاجة .. أنا بقول نتكلم على إنفراد أحسن .
شعرت علا بسخونة غريبة تجتاح جسدها و هى تراقب نظراته الوقحة مثله .. و التى تجبرها على الإنصياع لقلبها المتيم بذلك الوسيم .. المغرور .. الوقح .. اللذيذ للأسف .. و لكنها أجابته بصرامة مزيفة وهى تنظر إليه بنظرات مجمدة :
- لو فى حاجة مش عجباك فى الشغل إتفضل قول رأيك .
إتسعت إبتسامته المشاغبة و هو يستمتع بعندها .. إذا فهى الخاسرة فلتنعم بجرأته الوقحة أمام عمالها عندما همس إليها برقة بالغة وهو يرى إنعكاس صورته بحدقتيها المرتعشتان :
- بحبك .
إرتفع حاجبيها بقلق من أن يكون قد سمعه أحد .. ثم زفرت بغضب كاد أن يطيره من أمامها و هى تجذبه من ذراعه فاقدة لصبرها و دلفت به إحدى الغرف و دفعته بالحائط بقوة لم يكن يتوقع أنها تمتلكها ثم وقفت أمامه و رفعت سبابتها بوجهه و عينيها تحولتا كجمرتين مشتعلتين .. و قالت بغضب كان كفيل بتغيير نبرة صوتها الرقيق لنبرة أخشن قليلا :
- قسما بالله لو ما إحترمت نفسك معايا لهكون هاده المعبد على دماغك و دماغى اللى تستاهل الكسر لأنها فكرت فيك فى يوم إسود .
كان مستمتعا و بشدة من غضبها و الذى مكنه أخيرا من أن تكون المسافة ىبينهما لا تتعدى السنيمترات القليلة و أنفاسها المسكرة تلفح بشرته .. و يدها التى ما زالت تقبض على ذراعه بقوة ناعمة مثلها .. لو كان يعلم أنه سيحظى بتلك المتعة لأغاظها منذ فترة .. لذا عاود تكرار تحديه و هو يقترب من وجهها أكثر قائلا بلذة :
- برضه بحبك .. و بموت فى كل شبر فيكى .
شهقت علا بصوت عالى من وقاحته الزائدة عن الحد و هدرت به بقوة و هى تهزه مستنكره جرأته عليها و تماديه معها بصفاقة :
- إنت ما بتحسش يا بنى آدم إنت .. خلاص ركنت كرامتك فى أول جراج .. طب أعملك إيه علشان تغور من وشى و أتحرم من شوفتك كل شوية .
عض على شفته بإستثاره من قربها المرهق و قال بإبتسامة عابثة :
- أنا بقى مستعد أدفع عمرى كله و أصحى من نومى على وشك اللى زى القمر ده و إنتى مراتى .
إبتعدت علا عنه بعدما شعرت بالحياء من قربها الخاطئ منه .. و إلتفتت مبتعدة عن مرمى عينيه التى تلفها بخيوط العشق و تجذبها نحوه دون الترفق بضعفها و حنقها عليه .. مسدت جبهتها من الألم و إلتفتت إليه مجددا ترسم وجه الإستهزاء على ملامحها الحالمة و قالت بهدوء :
- إفهم بقا علشان أنا تعبت من الجدال معاك فى موضوع ولا هيقدم و لا هيأخر .. أنا هكمل حياتى لبنتى و بس .. شوف إنت كمان حياتك بعيد عنى .
تنفس سامر مطولا كاد أن يقتلع أزرار قميصه من إنتفاخ صدره الذى إنخفض ببطء وهو يزفر على مهل قائلا ببرود قاتل :
- جاسم كمان قالى كده .. شوف حياتك و إتجوز بنت تبقى إنت أول حد فى حياتها و تربى ولادك .. بس أنا قولتله إنى عاوزك إنتى و بحبك إنتى و نسيت أقوله إنى أول واحد فى حياتك و آخر واحد .

تطلعت إليه علا بجمود كأنها تحولت لتمثال شمعى لا حياة به .. سوى من بعض التشنجات من جانب فكها تنم عن ضغط أسنانها بقوة .. فإنتظر بتوجس عاصفة غضبها و التى ستقتلعه من جذوره و تلقيه على درجات البناية أو ربما ركلا بساقها حتى يستقر بالطريق .. و لكنها خذلته وهى ترد عليه ببرود متزن :
- إسمع كلامه أحسنلك .. أنا ما أنفعكش .. و صدقنى بتمنالك السعادة مع اللى يختارها قلبك .
لم يعيرها أى إهتمام و هو يعبث بهاتفه و يصفر بلحن لأغنية تعرفها فقد إعتادا سمعاها سويا فى أيامهم الخوالى ثم دندنها بخفوت مستهزء بما قالته :
- عارف ليه أنا قلبى إختارك .. عارف ليه أنا راضى بنارك .. عارف ليه أنا هفضل أحبك .. و هكمل وياك مشوارك .. عارف ليه ما أقدرش فى بعدك .. أنسى غرامك وأعشق بعدك .. علشان قلبى مسلم إنك .. فى الدنيا دى ما فيش من بعدك .
صرخت به بغضب غير مبالية بمن حولهم و من قد يسمعها من عمالها قائلة بسخط :
- إنت عاوز تجننى صح .. أنا زهقت منك و من سخافتك ومن غرورك اللى مصورلك إنى لسه بحبك .
ترك هاتفه فجأة و هو يتطلع إليها مضيقا عينيه ضاغطا على شفتيه بقوة أشعرتها بأنها أطلقت الوحش دون أن تشعر و تأكد حدسها وهى تراه يتقدم نحوها بخطوات واسعة و قبض على ذراعها بقبضته و قال بغضب و هو يهزها بعنف :
- لو صوتك على عليا تانى هخليكى تندمى ندم عمرك .. إنتى ما تعرفيش وشى التانى و أحسنلك ما تعرفيهوش و جو أطبطب و أدلع ده مش هيدوم معايا .. ده أنا رئيس عصابة و مدورها و لو قلبت عليكى هخليكى تقعدى فى بيتكم ما تنزليش منه .. إنما بقا لو فكرتى كده و ربنا هداكى هنعيش فى حالة إرسم قلب و ضحكة على الشبابيك و ههيصك .. فإعقلى أحسنلك و إلا هروح أتجوز بنت صغيرة و حلوة تنسينى أيامى السودا معاكى و إحتمال كمان تنسينى إسمى .. فاهمة .

أومأت برأسها بخنوع و هى تتألم من قبضته التى إعتصرت ذراعها بقوة تعلم أنها ستترك أثرها بعد قليل .. فحاولت جاهدة أن تنتزعها متألمة .. إنتبه سامر لتأوهها الخافت من ذراعها التى هشمته قبضته الحديدية فحررها لتلتقط أنفاسها أخيرا .. مرر أنامله بشعراته الكستينائية وهو يكاد يقتلعها مسيطرا على غضبه الذى لو طالها لسحق شفتيها بين شفتيه كما سحقت هى قلبه من قبل دون رحمة أو شفقة منها .. و لكنه آثر السلامة و حدجها بدونية مقلل من غرورها و هو يتركها و ينصرف .. أظلمت عينيه وهو يتوعدها بلا رحمة قائلا بنفسه :
- ماشى يا غبية يا أنا يا إنتى يا علا .. غبية و عنيدة و بمخ ناموسة و شفايف هتودينى جهنم حدف .



قراءة ممتعة .....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 08-12-20, 11:43 AM   #59

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

والله جاسم بدو قتل عليي عمله حرام عليه ينزع سمعة مالك ووعد تنهار وتمرض مو خايف من انتقام رب العالمين
بتوقع ديما انو ضميرها يعذبها وتكشف كلشي لمالك
وضع لمى صعب وان شاء الله يساعدوها قبل ما رحاب تصل الها
علا وسامر ان شاء الله بتم امر زواجهم على خير
فصل جميل ورائع جدا ومليء بالاحداث تسلم ايديكي ياسمين على المجهود💕💕💕


Moon roro غير متواجد حالياً  
قديم 08-12-20, 11:40 PM   #60

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moon roro مشاهدة المشاركة
والله جاسم بدو قتل عليي عمله حرام عليه ينزع سمعة مالك ووعد تنهار وتمرض مو خايف من انتقام رب العالمين
بتوقع ديما انو ضميرها يعذبها وتكشف كلشي لمالك
وضع لمى صعب وان شاء الله يساعدوها قبل ما رحاب تصل الها
علا وسامر ان شاء الله بتم امر زواجهم على خير
فصل جميل ورائع جدا ومليء بالاحداث تسلم ايديكي ياسمين على المجهود💕💕💕

ميرسي حبيبتي على ذوقك
كل تخميناتك و احاسيسك صائبة تقريبا
الفصول القادمة أكثر تشويقا يا رب تعجبك


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
،،،،،،،،،ررنغؤغنىنعبغرمةم اىبفءعىحوحوةهرعرعرهو

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.