آخر 10 مشاركات
عزيزى ديزموند(62) للكاتبة K.L.Donn الجزء5من سلسلة رسائل حب Love Letters كاملة+الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كُن لي عناقً وسأكون لك ظلاً كُن لي مأوى وسأصبح لك وداد (الكاتـب : تدّبيج - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عزيزى كايدج (59)للكاتبة K.L. Donn الجزء2 من سلسلة رسائل حب Love Letters..كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عزيزى كيليان (58)للكاتبة K.L. Donn الجزء1من سلسلة رسائل حب Love Letters..كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          متزوجان بحلول الخريف (56) للكاتبة: Melinda Curtis *كاملة & تم إضافة الروابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          وعد الإطفائي (55) للكاتبة: Kate James (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          لو تركتك ترحل (53) للكاتبة: Kyra Lennon *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : sanity - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-20, 09:21 PM   #41

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
شوقتينا ياسمين شو هي هدية مالك لوعد
فصل جميل ورائع تسلم ايديكي حبيتي بانتظار الفصل القادم بشوق💕💕💕

تسلميلي يا قلبي
ان شاء الله الفصل الجاى هيعجبك و بيه ملامح الرواية هتبان




ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 16-11-20, 03:55 PM   #42

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع :
******************

- فتحى عنيكى .
لم تتردد لثانية وفتحت عينيها لتتسع فرحة .. وفغرت فمها بدهشة .. ثم إقتربت منه وقالت بإمتنان :
- جيتااار .. مش ممكن .. ده كان حلم عمرى .. بجد يا مالك مش عارفة أشكرك إزاى .
مد يده به نحوها وقال بسعادة :
- كل سنة وإنتى طيبة يا ست البنات .
أخذته منه و فتحت سحاب الغلاف الجلدى وأخرجت الجيتار .. لامسته برقة كأنها تخشى على رضيعها .. فقال لها عمرو بمكر :
- كده يبقى لازم تغنى يا وعد .
أكدت روان كلماته وقالت بإصرار :
- أيوة يا دودو غنى أرجوكى .
أومأت برأسها وقالت وهى تتطلع بمالك :
- حاضر .

جلس الجميع بالشرفة الواسعة فى إنتظار وعد التى أخذت تعبث بأوتاره كى تضبطها .. بينما طلب منها كلا على حدا أغنية .. فقاطع مالك حوارهم وقال بهدوء :
- وعد هتغنى اللى هى عايزة تغنيه .. يالا يا وعد .
تنفست مطولا وزفرته على مهل وعينيها تطوف على وجوه الجميع وهم يترقبون غنائها .. فأغمضت عينيها و حلقت أناملها الرقيقة على أوتار الجيتار ملامسة لأوتار قلوبهم جميعا .. وبدأت تشدو قائلة :
- بحب ... أحس ... بجد .. إنه وأنا جنبه دايما مستعد
يستغنى بيا عن الدنيا باللى فيها .
بحب ... أحس .. بجد ... لو قال يوم كلمة حلوة لأى حد
الكلمة ديا يبقى قاصدنى بيها .
بحب ... أحس ... إنه وأنا فى غيبتى عامل ليا خاطر
و إنه عشانى بحياته و عمره خاطر .. و ما أشفهوش
مرة قادر إنى أنا أبقى فى يوم بعيدة .
وأما يفتح دفاتره عشان يكتب خواطره
بحب أحس إنى بس ملهمته الوحيدة .

تطلع عمرو بروان التى بادلته نظراته العاشقة وإبتسامته الدافئة والتى تشعرها أنها الأنثى الوحيدة على هذا الكوكب .. بينما تابعت وعد عزفها الهادئ على الجيتار .. ليتطلع سامر بعلا وهو يشعر بغربة لبعدها عنه .. ولكنها قررت منحه قبلة الحياة وهى تتطلع إليه بشوق كل لحظة بعدتها عنه .......

تابعت وعد غنائها وهى مازالت مغمضة عينيها كأنها على غيمة كبيرة تحملها برقة فوقها ...
بحب ... أحس ... بجد ... إن ما فيش قبلى
وما فيش بعدى بعد .. و إنى أنا اللى رايحة
واللى جاية ... والأرض بحالها يفرشهالى ورد
وقد حب كل الناس لبعض يحب فيا أو أكتر شوية .

تنهد جاسم مطولا وهو يستمع لكلماتها بقلبه الذى يبثها وعوده بأنه سيحقق لها كل ما تمنته وأكثر .. فهو من الآن وصاعدا سيقف أمام الجميع فى سبيل تحقيق أغلى أمنية على قلبه وهى أن تصبح تلك الوردة الرقيقة ملكا له وفقط .. ملك جاسم رحال ....

تمايل الجميع بهدوء على عزفها الناعم وصوتها الرقيق وهى تتابع :

بحب ... أحس .. إنه وأنا فى غيبتى عامل ليا خاطر
و إنه عشانى بحياته وعمره خاطر .. و ما أشوفهوش
مرة قادر إنى أنا أبقى فى يوم بعيدة .
وأما يفتح دفاتره علشان يكتب خواطره بحب أحس
إنى بس ملهمته الوحييييييييدة .

إنتهت من غنائها .. وفتحت عينيها ليقابلها تصفيق حاد .. وتصفير من سامر وعمرو .. بينما بحثت بعينيها .. بل بقلبها عنه حتى وجدته يقف وحيدا عاقدا ذراعيه أمام صدره .. مستندا على سور الشرفة ويعلو وجهه نظرة عاشق بإمتياز .. أشاحت ببصرها عنه و هى تستمتع بتصفيقهم .. قبلتها ريتال و قالت :
- واو .. صوتك حلو قوى .. ممكن تغنيلى يا بنات يا بنات .
قبلتها وعد بحرارة وقالت :
- حاضر يا حبيبتى من عنيا .
تفاوت حديثهم عن جمال صوت وعد .. وتناولوا الكعكة .. وإنشغل الجميع بأحاديثهم الجانبية .. بينما إستغل جاسم إنفراد وعد .. فإقترب منها و مد يده نحوها بهديته وقال :
- كل سنة وإنتى طيبة .
إلتفتت برأسها نحوه وإبتسمت بود وقالت شاكرة :
- متشكرة جدا .. ما كانش قى داعى تتعب نفسك .
إبتسم بقلق وقال :
- يا رب بس تعجبك .
فتحت وعد الهدية بفضول .. فوجدتها مصحف صغير من الفضة مرصع بأحجار صغيرة من الفيروز الأزرق .. إبتسمت بفرحة وقالت هامسة وهى تتطلع حولها بقلق :
- أقولك على سر .
تهللت أساريره فهناك سر ما سيربطهما ببعضهما .. وما زاد سعادته هى تلك البرائة التى قالت له بها جملتها الأخيرة .. فقال هامسا هو الآخر :
- يا ريت .
أشارت إليه بأناملها أن يقترب منها أكثر .. فدنا منها وهو يشعر بسعادة بالغة من إقترابه منها لهذه الدرجة .. فقالت بصوت خافت :
- أصل تيتة هديتها ليا كانت شنطة صغيرة من التريكو .. وهى اللى عملتهالى بإديها وقالتلى إنى ألبسها جوة هدومى وأحط فيها مصحف صغير علشان يحمينى .. وكنت هنزل بكرة بعد الشغل أشتريه .. بس إنت جبتهولى وأحلى بكتير مما كنت عاوزة .
زادت إبتسامته وقال بفرحة :
- فوق ما تتخيلى أنا فرحان إزاى .
أشارت له مجددا أن يقترب منها وقالت بهمس أصبح يتلذذ به :
- أقولك على سر تانى .
أومأ لها برأسه .. فأردفت قائلة :
- بصراحة هدية مالك أحلى هدية جتلى .
إمتعض وجهه و لوى شفتيه بحيرة .. بينما تابعت هى :
- بس هديتك هى أغلى هدية على قلبى .. شكرا جدا .

وإبتعدت عنه بهدوء .. ظل واقفا يتطلع لآثرها مشدوها من كلماتها الأخيرة .. هل قالت ذلك فعلا أم أنه يتوهم .. هديته الأغلى على قلبها .. نعم لقد قالت ذلك .. أراد أن يصرخ بشدة .. أو أن يجتذبها لصدره و يضمها بقوة .. ويحملها ويدور بها فى عالم خاص بهما وفقط ........ .

إمتدت جلستهم طويلا بعدما إنسحب كلا من سراج وآمال و الجدة إمتثال .. كان نجم الحفل بدون منازع هو سامر وهو يلقى بنكاته و قلشاته ليضحك الجميع .. حتى علا التى كانت ترتدى قناع اللامبالاة لم تستطع كبح ضحكاتها كثيرا .......
ألتفت سامر بجسده ناحية وعد و سألها بفضول :
- قوليلى يا وعد صحيح مين أول حد إكتشفك .
زمت وعد شفتيها و قالت بسخرية :
- إكتشفنى إيه .. هو أنا بير بترول .
ضحك الجميع فسألها سامر بإلحاح مرة أخرى :
- بجد مين اللى خد باله من صوتك و نمى الموهبة دى جواكى .
تنهدت وعد مطولا بأسى و قالت و هى مطأطأة رأسها :
- ماما .
لاحظ سامر وجومها و حزنها فشعر بالحرج من سؤاله لتجذب ريتال رأسه نحوها و قالت بإبتسامة مرحة :
- عارف يا سامر .. مس روضة المس بتاعتى فى الكى جى .
تطلع سامر ناحية روضة وسألها :
- حضرتك مس توتا بجد .
أومأت روضة برأسها وقالت مؤكده :
- أيوة .
فسألها سامر بفضول :
- وحضرتك مدرسة إيه .
أجابته روضة بفخر :
- دين ولغة عربية .
رفع سامر ذراعيه للأعلى وقال ساخرا :
- أوبا مدرسة لغة عربية .. جيتى منطقتى .. قوليلى بقا هى التاء المربوطة حد فكها ولا لسه زى ما هى .. طب والضمير الغائب إمتى ناوى يرجع ... وحروف النصب إمتى ناوية تتوب ... والضمير المتصل لسه بيتصل ولا حد رد عليه .
تعالت ضحكات الجميع حتى روضة التى لم تتمالك نفسها.. بينما علا صوت وعد بالضحكات فتطلع إليها مالك بغضب قاطبا حاجبيه .. فتحنحت بخوف .. وضحكت بصمت .. بينما تابع سامر مزحاته وهو يسأل روضة :
- معلش سؤال أخير .. بالنسبة بقا للأفعال الساكنة .
ردت روضة بتعجب ممزوج بضحكاتها :
- مالها هى كمان .
أجابها ساخرا :
- ساكنة بالإيجار ولا بيتهم ملك .
لم تهدأ ضحكاتهم .. حتى قالت روضة بعفوية :
- حضرتك شخصية غريبة جدا .. يا بختها اللى هتتجوزك بجد .
إنتبه الجميع على صوت سعال علا الشديد .. بعدما سمعت كلمات روضة وهى تشرب مشروبها فتوقف بحلقها فسبب لها شرقة أشبه بالإختناق .. دنا منها جاسم مسرعا و سألها بخوف :
- علا إنتى كويسة .
ناولته وعد كوب ماء .. فأخذه منها و أعطاه لعلا التى هدأ سعالها نسبيا و بدأت تتنفس بهدوء .. بينما وضع سامر يده فوق فمه مخفيا إبتسامته .. فهى مازالت تشعر بالغيرة عليه .. إذن فلتتصنع اللامبالاة كما تريد .. فهو لن يتركها فى حالها حتى تصبح له ........ .

ردت علا على جاسم وقد شعرت بحرج شديد من حالتها الغبية :
- أيوة كويسة الحمد لله .
ثم وقفت وقالت لجاسم برجاء :
- أنا هقف على البحر شوية .. عاوزة آخد نفسى .
أومأ لها جاسم برأسه و قال :
- روحى .. بس ما تتأخريش علشان نمشى .
- حاضر .

تركتهم علا وسارت على الشاطئ و هى تشعر بالحرج .. ظلت تسأل نفسها لما شعرت بالضيق من كلمات روضة .. هل سيتزوج سامر يوما ما و تصبح له زوجة و حبيبة .. يبادلها ضحكاتها وأيامها و يعشقها بقوة كما عشقها هى .. نفضت تلك الأفكار من رأسها و قالت بحدة :
- إرحمنى يا رب أرجوك .

- من إيه إن شاء الله .
قالها سامر متعجبا .. فإلتفتت إليه علا بغضب وقد أرادت و بشدة أن تعتصر رقبته بين قبضتيها حتى تختفى أنفاسه و يموت و ترتاح منه و يخرج من رأسها ....
كان سامر يتابع تعابير وجهها و نظرات الشر قد ملأت عينيها فقال بخوف :
- إهدى يا ماما .. أنا حاسس إنك عاوزة تنطى فى كرشى .
هزت علا رأسها مؤكده و قالت و قد تطاير الشرر من عينيها :
- أيوة .. نفسى أخنقك بإيديا و أخلص منك .. إنت عاوز منى إيه وجاى ورايا ليه .. إبعد عنى بقا .
إبتسم سامر بمشاغبة .. وإقترب منها وقال هامسا :
- يا ريت فستاتك دى تطول شوية .. يا إما بناطيلك توسع شويتين تلاتة .. مفهوم .
صكت أسنانها بقوة و صاحت بغضب :
- و إنت مالك إنت ومالى .. إيه دخلك فى حياتى ..ده إنت شئ بارد يا أخى .
وضع يديه بجيب بنطاله و قال بقوة رافعا حابيه بضيق :
- إغلطى إغلطى .. براحتك .. بكرة ييجى اليوم اللى هدفعك فيه تمن كل حاجة عملتيها و ضايقتنى و إتفضلى إرجعى إقعدى معاهم .. و ما تقفيش لواحدك تانى .. يالاااااا .
ضربت الرمال بقدميها بعصبية .. و عادت مرة أخرى للشاليه .. بينما وقف سامر مستنشقا لرائحة اليود المنعشة .. و تلك النسمة الرقيقة تداعب شعراته الكستنائية .. و هو يعلم أن الطريق أمامه طويل و لكن الأمل بداخله تعدى رفضها و حنقها المزعوم .

.................................................. .................................................. .........
........................

إنصرف جاسم و علا و ريتال و سامر .. بينما بقيت الفتيات تنظف المكان وساعدهم عمرو ومالك إستغلالا لفرصة أن يحظى كلا منهم بنظرات خاطفة لحبيبته .. كانت سعادة روان ووعد لا توصف .. بينما كانت روضة تمنى نفسها بنظرة واحدة من مالك كنظرات عمرو لروان غافلة عن تلك الشرارات الأخرى المحيطة بها ....
إغتسلت وعد و دلفت لغرفتها مع روضة و إرتمت على الفراش بتعب .. ثم تذكرت أنها لم تقصص لروضة عن إعتراف مالك لها .. فقفزت مسرعة و إندست بالفراش بجوار روضة التى بدأت فى النعاس وقالت بهدوء :
- رودى .. إنتى صاحية .. كنت عاوزاكى فى موضوع مهم .
أجابتها روضة وهى تشعر بحنق :
- بكرة إن شاء الله .. سبينى أنام بقا .
هزتها وعد بقوة وقالت بغضب :
- ﻷ .. قومى إقعدى وإسمعينى أنا ممكن أطق لو ما قولتلكيش .
صفعت روضة وجهها بضيق وجلست على مضض .. فهى تعلم وعد جيدا فلتقول ما لديها لتعود لنومها بسرعة .. فإعتدلت بجلستها وقالت بملل :
- إشجينى .
فركت وعد أناملها بخجل .. ثم قالت بتلعثم :
- أصل .... أصل يعنى .. و ااااا .
زمت روضة شفتيها بحزن وقالت بصوت باكى :
- إنتى لسه هتقطعى .. حرام عليكى سبينى أنام والصبح جمعى و إحكيلى .
فقالت وعد بسرعة كى تقتل خجلها :
- مالك النهاردة الصبح قالى إنه بيحبنى وعاوز يخطبنى .
شعرت روضة بقبضة قد إلتفت حول قلبها وإعتصرته بقوة آلمتها بشدة .. مالك .. و وعد ... تشنجت تعابيرها .. وشعرت بإختناق شديد .. وقفت مسرعة و تخطت وعد و لامست الارضية و هي تترنح حتي فتحت نافذة غرفتهما ولم تأبه أنها بدون نقابها أو حجاب على شعرها .. حاولت التنفس ولكن دون جدوى .. و غيمت عينيها فجأة ولم ترى شيئا حولها .. ثم شعرت بإرتطام رأسها بشئ صلب .......

تابعت وعد ملامح روضة بتعجب .. و زاد تعجبها مع إنتفاضة روضة وفتحها للنافذة دون حجابها ثم رأتها تميل بهدوء حتى سكنت أمامها على الأرض دون حركة .. تأملتها قليلا بفزع قبل أن تخرج منها صيحة عالية جمعت الجميع حولها .......

حمل عمرو روضة ومددها على فراشها وهو يهزها بذعر .. ولا حياة لمن تنادى ... أعطته روان عطرها و نثره على يده و مررها أمام أنف روضة ولكن لم تستجب .. فخرج مسرعا وطلب من مالك أن يحضر طبيبا فورا .. هاتف مالك طبيب يعرفه وطلب منه الحضور بسرعة وبعد نصف ساعة جاء الطبيب و عاين روضة وبقى معها نصف ساعة أخرى حتى إستجابت إليه و فتحت عيناها .....
تطلعت حولها بتعجب .. حتى وقعت عينيها على ذاك الشخص الغريب .. فلامست وجهها لتجد نفسها بدون نقابها .. فغطت وجهها بيدها .. فهدأها عمرو قائلا :
- إهدى يا روضة ده دكتور .. إنتى بقيتى كويسة يا حبيبتى .
وضعت يدها على رأسها متألمة وقالت بألم :
- راسى بتوجعنى .. هو إيه اللى حصل .
ثم تذكرت كلمات وعد إليها .. ثم عادت تردد .. مالك .. و وعد .. يحبها .. سيخطبها ... مالك .. و وعد .. أغمضت عيناها بألم وسقطت على وجنتها عبرة ساخنة .. وبدأت تنتحب فى صمت .. فسألها الطبيب بقلق :
- حاسة بحاجة يا آنسة .

كيف ستشرح له شعورها المؤلم حد الموت .. حبيبها وأختها .. أختها وحبيبها .. ترجمت الأن نظراتهما المتبادلة والتى ظنتها بريئة كنظراته إليها .. ذُبحت .. نعم ذبحت بسكين باردة بيد أغلى شخص على قلبها .. صغيرتها التى إعتنت بها .. أخذت تناحى ربها أن يلهمها الصبر .. فقط القليل من الصبر لتطفئ تلك النيران التى تنهش فى أحشائها دون رحمة ......

أعاد الطبيب سؤاله عليها بتوتر :
- يا آنسة إنتى سمعانى .
أومأت روضة برأسها وفتحت عينيها وقالت بخفوت :
- أنا كويسة .. الحمد لله .
إبتسم إليها الطبيب مجاملا وقال :
- حمد الله على سلامتك .
ثم لملم أدواته ووضعها بحقيبته وخرج من الغرفة يتبعه عمرو بقلق بينما وقف مالك وسراج أمامه بتلهف لسماع تشخيصه... فقال بعملية :
- هى عندها صدمة عصبية .. أكيد فى حاجة زعلتها .. يا ريت تبعدوها عن أى توتر الفترة اللى جاية .
قطب عمرو حاجبيه بتعجب و قال :
- صدمة عصبية !!!!!
أومأ الطبيب برأسه وقال مؤكدا :
- أيوة ..أنا إديتها حقنة مهدئة هتنام للصبح و إن شاء الله هتبقى كويسة بعد إذنكم .
تبعه مالك .. بينما إستند عمرو بكفيه على الطاولة مطأطأ رأسه وقد تهدل كتفيه وهو يشعر بألم قاسى فى صدره .. إقتربت منه روان و ربتت على ذراعه وقالت بحنان :
- إهدى يا عمرو .. كلنا محتاجينك .
تطلع إليها بقوة كأنه يبث إليها ألمه .. ودت وهى تتابع نظراته الحزينة أن تجذبه لصدرها وتضمه إلا أن تختفى تلك النظرات الحزينة من عينيه ......

جلست وعد بجوارها ودموعها لا تنضب .. قبلت كفها وهى تأبى تركها .. لم تفهم مقصد الطبيب من صدمة عصبية .. ظلت تسأل نفسها مطولا ماذا فعلت لتصيب روضة بما أصابها .. بقيت آمال معهم بغرفتهم .. بينما بقيت وعد مستيقظة بجوار روضة حتى صلاة الفجر .. صلت فرضها وعادت تجلس بجوارها حتى شعرت بثقل بعينيها فضمت روضة لصدرها بقوة وغفت بهدوء ....

تململت روضة بنومتها .. حتى شعرت بيدين تكبلها .. فتحت عينيها بتثاقل .. فوجدت نفسها بداخل حضن وعد .. لم تتمالك نفسها و ذرفت دموعها بهدوء .. ثم ضمت وعد إليها وقالت بنفسها بنبرة مريرة :
- ربنا يسعدك يا وعد .. ويقدرنى أستحمل اللى جاى .. أنا اللى غلطانة إنى علقت نفسى بوهم وفضلت أكبره جوايا .. إنتى مالكيش ذنب يا حبيبتى .. سامحينى .
ثم إبتعدت عن وعد ببطئ .. ووقفت متثاقلة .. فرأت آمال و جدتها نائمتان على فراش وعد ...فإتجهت للخارج فوجدت عمرو مستند برأسه على الطاولة ما أن شعر بها حتى وقف مسرعا وأجلسها على مقعد بجواره وسألها بقلق :
- إنتى بقيتى كويسة .. طب حاسة بإيه .. طب أكلم الدكتور تانى يجى يطمنا عليكى ولا .... .
قاطعته روضة بنبرة مرهقة وقالت بإبتسامتها العذبة .. والفاترة :
- إهدى يا حبيبى أنا كويسة الحمد لله .. ده أنا حتى كنت قايمة أصلى .
ضمها لصدره بقوة وسألها بفضول وعدم إقتناع :
- إيه اللى زعلك و وصلك للصدمة العصبية اللى إتعرضتيلها إمبارح .
إبتلعت ريقها بتوتر و حاولت مقاومة تلك العبارات التى ملأت مقلتيها و قالت بسخرية :
- صدمة عصبية .. مين اللى قال كده .
- الدكتور .
ضحكت بخفوت وقالت بصوت رقيق :
- صدمة إيه .. أنا بس حسيت بإنى مش قادرة أتنفس و فجأة دخت شوية و أغمى عليا .. صدمة إيه بقا ده بيحلل القرشين اللى أخدهم بس .
تطلع عمرو داخل عينيها وسألها بجدية :
- يعنى ما فيش حاجة زعلتك إمبارح .
هزت رأسها نافية وقالت بلوم :
- هزعل من إيه .. ده حتى إمبارح ضحكت ضحك لما تعبت .. أنا هقوم أتوضا وأصلى .
تركته ودلفت للمرحاض تختبئ به .. ولم تترك لدموعها العنان بل حبستها بداخلها حتى لا يشك عمرو بأمرها .. وتوضأت وخرجت .. إرتدت إسدالها و أخذت تصلى وتصلى وهى تدعوا الله أن يغفر ذلتها و خطئها .. وأن يعينها على القادم ....... .

.................................................. .................................................. ....
.........................


عاد أمير إلى دمياط بعدما أنهى صفقته الغالية باﻷمس .. كانت سعادته لا توصف فما حصل عليه من بيع تلك الفتاتين تخطى أحلامه .. ولكن ما يسعده أكثر هى الحالة التى ستصيب جاسم ورفاقه حين علمهم بفشل مخططهم بالوقوع به .. ومن أراد أن يثبت أنه مدان فليثبت .. صف سيارته و ترجل منها وهو يخطو بثقة ناحية الxxxx التى تقطن به رحاب .. وصعد إليها مسرعا .. فتح باب الشقة ودخل ليجدها بإنتظاره .. فسألها بتعجب :
- إنتى لسه صاحية ما نمتيش .
ركضت رحاب ناحيته و الفضول يقتلها .. ثم وقفت أنامه وسألته بتلهف :
- إيه الأخبار .. ونصيبى كام .
أخرج من جيب سترته ورقة و مد يده بها نحوها .. لتلتقطها مسرعة و فتحتها لتجحظ عيناها من المفاجآة .. ثم قالت بفرحة :
- معقول .. ده أكتر مما تخيلت .
غمز لها أمير بعينه وقال بنظرات وقحة :
- بس إنتى تستحقى يا مزتى .
تعلقت برقبته و عانقته بشدة وقالت وقد وقفت على أناملها لتطاله :
- حبيبى .. أنا بموت فيك .
فك عقدة يديها من حول رقبته وقال بقلق :
- عاوزك تلمى كل حاجة ليكى فى الشقة دى و نمشى من هنا فورا .. قبل ما نلاقى يا البوليس .. يا رجالة جاسم قدامنا .
أومأت برأسها وقالت بخوف :
- حاضر .. هلم كل حاجتى بسرعة .
وتوجهت لغرفتها مسرعة .. وضعت حقيبة سفر كبيرة على الفراش وفتحتها وبدأت فى ملأها بأشيائها .. دلف أمير لغرفتها وسألها بضيق :
- يعنى العصفورة اللى حكتيلى عنها كده طارت .. بح .
قطبت رحاب جبينها بضيق وقالت بحدة :
- ده وقته يا أمير .
جلس على مقعد بجوارها و قال بجدية :
- آه وقته .. أنا ما بحبش أضيع وقت .
توقفت عن عملها وقالت بثقة :
- تمام .. ما تقلقش يا سيدى صحيح أنا مضطرة أختفى وأبعد عن الدار .. بس ربنا يخلى لينا الواتس آب .
وضع ساق فوق ساق وسألها وجهه تعلوه الدهشة :
- يعنى إيه مش فاهم .
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بقوة وعلى ثغرها إبتسامة ماكرة :
- يعنى أنا إديت للعصفورة موبايل .. و عملتلها باقة نت ومكالمات .. و على تواصل يومى بيها .. و هى مش بتثق فى حد قدى .
إبتسم أمير إبتسامة جانبية ماكرة و سألها وقد لمعت عيناه :
- تستحق غموضك ده .
عادت لعملها مرة أخرى .. ثم قالت ببرود :
- طبعا تستحق .. دى أجمل من أجمل حاجة شوفتها فى حياتى .
رفع أمير حاجبيه بدهشة مما قالته .. ثم قال بعملية :
- معاكى صور ليها .
ردت ببديهية :
- أيوة طبعا .
- طب خلينى أعاين .
أخرجت هاتفها من جيب بنطالها و فتحته و بحثت بداخله قليلا ثم وضعته أمام عينيه .. أخذه منها و ما أن رآها حتى أنزل قدميه وإعتدل فى جلسته وقال بتعجب :
- دى مصرية .. أوبا .. دى صاروخ عابر للقارات .
إمتعض وجه رحاب وقالت بضيق :
- إنت هتعاكسها قدامى ولا إيه .. عارفة عنيك الزايغة دى علشان كده كنت مش عوزاك تشوفها .

زفر بقوة وهو يتنقل بين صورها بإعجاب شديد ... فهى فتاة يافعة تشع أنوثة وبهجة .. وإبتسامتها تشفى العليل .. شعراتها البنية الناعمة المنسدلة بتموجات ساحرة .. وعينيها الرمادية الآثرة .. وإبتسامتها الشقية على شفاه تسحر قديسا .. و بياضها اللؤلؤى .. آية للجمال .. وكل هذا فى كفة و جسدها الملفوف فى كفة أخرى .. فرغم نحولها إلا أنها مكتنزة من أماكن تأخذ مخيلة أى رجل لمنطقة السحر .. إبتلع أمير ريقه بتوتر وهو يلتهمها بعينيه .. وقد قرر أن يبيعها أولا على شرط أن تصبح له بعدها .. فهو لم يشتهى إمرأة كما يشتهيها الآن .....
فكر قليلا ثم قال بخبث :
- روحى هاتى الحاجات اللى فى الحمام .. وما تسبيش وراكى قشاية .
أومأت برأسها وقالت بإقتناع :
- عندك حق .. مش لازم أسيب حاجة ورايا .
وتركته وخرجت .. فأخرج هاتفه مسرعا و أرسل تلك الصور لهاتفه .. وبعد قليل فتحها على هاتفه مستمتعا بتلك الوردة الرقيقة المثيرة للغاية .. أغلق هاتفه و أعاده لجيبه .. ثم وضع هاتف رحاب على الفراش و شرد بتلك الآخذة لثوانى حتى عادت رحاب و حزمت حقيبتها و قالت مسرعة :
- أنا خلصت يا بيبى .
إبتسم أمير بمكر وقد لمعت عينيه بنظرات شيطانية وقال بنظرة تشفى :
- كلها ساعة وصوت جاسم هيجيب التايهين لما يعرف إن حواره فكس معايا .. هموت وأشوفه .
قبلته رحاب بوجنته وقالت بفخر :
- وإنت مين يقدر عليك يا بيبى .. ده لسه ما إتخلقش .
تتهد مطولا وجذبها بالقوة فسقطت جالسة على قدميه ..أخذ يقبلها وهو يقول بفرحة :
- بس أكتر حاجة مفرحانى هى حرقة سامر على مخططهم اللى فشل .
زمت رحاب شفتيه وهى مستمتعه بقبلاته و قالت بتعجب :
- إشمعنا سامر يعنى .
توقف فجأة .. وقد تحولت ملامحه لشيطان غاضب مستعد لهدم العالم على من فيه وقال بصوت أجوف غاضب :
- لأنه بيحلم بحاجة مش بتاعته .. ولو فكر يتمادى هحسره على نفسه .
نظرت بثبات فى عينيه وهى تقول بضيق :
- علا برضه مش كده .
أومأ برأسه وقال بغضب عارم :
- أنا علشان أوصلها عملت اللى محدش يعمله .. دى بتاعتى أنا و عمرى ما هسيبها لحد تانى مهما كان مين.
ربتت رحاب على كفه وقالت على مضض :
- طب قوم خلينى نمشى قبل ما يوصلوا بدرى و يحطوا علينا .
وقف هو الآخر و جذب حقيبتها ورائه وإنطلقوا إلى مكان آمن لتظل به رحاب .. بينما قرر أمير المواجهة ومن يحمل شئ يدينه فليخرجه .

.................................................. .................................................. ..
...........................

إستيقظت وعد وبحثت عن روضة بجوارها ولم تجدها .. وقفت مسرعة و خرجت من غرفتها فوجدتها تجلس على أريكة وتقرأ فى المصحف بهدوء حزين .. دنت منها و إحتضنتها و قالت بأسف :
- سامحينى يا روضة لو كنت أنا اللى ضايقتك إمبارح .
أغلقت روضة مصحفها و وضعته بجوارها و ضمت وعد إليها و قالت بإبتسامة باهتة :
- ما حدش ضايقنى بالعكس .. بس مش عارفة إيه اللى حصلى .. يمكن ضغطى وطى .
تطلعت وعد بعينيها لتستشف صدقها من كذبها فلم تخمن شئ .. فعينى روضة قد إفتقدتا بريقهما الناعم الشفاف و الذى يعكس حالتها لأى شخص .. تنهدت بأسى و قالت :
- يعنى يا رودى إنت ما إضايقتيش إمبارح من الموصوع اللى كلمتك فيه .
إبتلعت روضة تلك الغصة وهى تشعر بألم يمزق قلبها وقالت بجدية :
- بالعكس بقا .. ده أنا دلوقتى مطمنة عليكى جدا .. مالك أنضف وأرق راجل قابلته فى حياتى وهو اللى هيقدر يسعدك .
إبتسمت وعد براحة وقالت بخجل :
- بجد يا روضة إنتى شايفة كده .
ملست روضة على شعراتها وقالت بخوف :
- إنتى بتحببه يا وعد .
تنهدت وعد مطولا .. ثم أومأت برأسها وقد توردت وجنتيها خجلا و قالت بخفوت :
- أيوة .
أغمضت روضة عينيها وقد أصبحت هشة وضعيفة وقد تزرف دموعها بدون أن تشعر ولكنها ذكرت الله بداخلها وتوسلته أن يلهمها القوة .. ثم إبتسمت بهدوء وقالت :
- ربنا يوفقكم يا حبيبتى .
دلف عمرو فوجدهم يتحاورون سويا فقال مداعبا :
- يا صباح الورد .. جبتلكم فطار يجنن .. فول وطعمية وبتنجان ... وجبنة إسطنبولى و ........ .
وضع الأكياس من يده و قال و هو يقترب منهما :
- عاوز الأكل ده يتمسح مفهوم .
ثم ضمهما لصدره و قد تشبستا به كأنهما قطتين صغيرتين .. و قبل كلا منهما بمقدمة رأسها و قال بجدية مازحة :
- يالا علشان نفطر .. ونوزع وعد هانم على شغلها .. و أستفرد أنا بروضة ونخرج نقعد على البحر .
فسألته وعد بتعجب قلق :
- طب وأنا هروح شغلى إزاى .
رد عليها عمرو ببديهية طبيعية :
- هتروحى مع مالك طبعا .
إتسعت عينى وعد بتعجب وقالت بشفتين ممطوطتين :
- نعم !!! ده اللى هو إزاى يعنى .. إنت عاوزنى أركب معاه لوحدى .
أومأ عمرو برأسه وقال مؤكدا بجدية :
- أيوة .. ما هو أنا مش هقدر أسيب روضة و مش هآمن تروحى شغلك لواحدك .
فقالت وعد وقد أغمضت عينيها بفارغ صبر و فتحتهما لتقول بقوة :
- ولما حد يشوفنى معاه لواحدى يقول إيه إن شاء الله .. ﻷ أنا هركب تاكسى أحسن .
زفر عمرو بضيق وقال بحدة :
- عوزانى أسيبك تركبى لواحدك مع واحد غريب من رأس البر لغاية دمياط الجديدة .. وكمان عارفة مشوار زى ده هيكلفك كام رايح جاى .. إستهدى بالله و إسمعى الكلام .
أظلمت عينى وعد و هى تنظر إليه بصمت رهيب .. بينما هو يتابع ردة فعلها بعينيها .. إلى أن قالت أخيرا بإستسلام حانق :
- تمام .. بس هركب ورا .
- إركبى فى المكان اللى يريحك إن شاء الله تركبى فى الصندوق ورا .. يالا جهزى نفسك علشان مالك ما يقعدش يستناكى زى ما أنا ما بستناكى كل مرة .
إستدارت بعيدا عنهما وهى تكتف ذراعيها ... ثم دلفت غرفتها و بدأت تحضر نفسها .. بينما دنا عمرو من روضة و قبلها وهو يقول بإهتمام :
- هاخدك دلوقتى وهفسحك حتة فسحة تجنن .
إرتفع حاجبها بتعجب وقالت بسخرية :
- يعنى يوم أجازتك .. وقاعد فاضى وحابب تتفسح .. تتفسح معايا ولا مع حبيبة القلب .. ده إنت فصيل .
عقد عمرو حاجبيه و هو يرد عليها بفظاظة :
- بطلى حركاتك دى .. علشان هخرج معاكى برضه يا عمرى .

.................................................. .................................................. .............
.....................

إرتدت وعد جيب طويلة بلون زيتى ذو حمالتين و إرتدت عليها كنزة بيج .. وحجاب مزيج من اللونين .. ثم إرتدت حذاء بيج بكعب عالى وإكتفت بوضع المسكارا و أحمر شفاة خفيف .. و لم تنسى صبغ حاجبيها بلون بنى غامق و دارت نقاط نمشها بكريمها الخاص ......

وقف مالك ينتظرها بضيق .. حتى أطلت عليه وهى تعدل حقيبتها التى إرتدتها على جانبها .. وقف يتأملها بإعجاب .. و ضيق بعض الشئ فقد كانت فاتنة .. ولام نفسه كثيرا كيف لم يرها بهذا الجمال من قبل ......

هبطت وعد درجات الدرج وهى تتأمله بحرج فقد كان وسيما جدا .. فقد إرتدى بنطلون جنزى مهترئ .. وعليه تى شيرت بلون أصفر و سترة شبابية باللون الزيتى ......
وقفت بجواره وقالت بخفوت من حرجها :
- صباح الخير .
إرتفع حاجبه وهو يقول بنفس الخفوت :
- صباح النور .
ثم فتح لها الباب المجاور له .. فرمقته بغضب ثم سارت قليلا وفتحت الباب الخلفى وركبت بهدوء .. تطلع إليها مالك بتعجب و هو يدارى إبتسامته .. ثم لف حول سيارته وركب خلف المقود .. وعدل المرآة الأمامية ليستطيع متابعتها طوال الطريق .. إنتبهت لحركته فقالت بضيق :
- من أولها كده .. هتركز فى الطريق و بس تمام .
لا ينفى أنها أغضبته بكلماتها الجافة تلك .. ولكنه لن يسمح لغضبه أن يؤثر على تلك النشوى المشتعلة بداخله .. فهى ستظل معه طوال الطريق الطويل بمفردها .. و لن يضيع تلك الفرصة للتقرب منها .. ثم أجابها ببرود :
- تمام .. روضة أخبارها إيه دلوقتى .. و تعبت من إيه .
تنهدت مطولا و زفرته بحدة و قالت بضيق و حزن :
- حساها بتتوجع .. بس مش عارفة إيه اللى واجعها كده .
ساد الصمت تماما حتى قال مالك بصوته الرجولى الأجش .. و لكن بنبرة حانية :
- لما نرجع هقعد معاها ونتكلم .. هى بترتاح فى الكلام معايا .
شردت وعد بالطريق .. ثم عادت بعينيها للمرآة الأمامية فوجدته يتأملها بصمت .. فقد كان ينظر إليها نظرات غريبة .. شديدة العمق .. و العشق .. إلا إنه تحدث أخيرا وقال :
- على فكرة طقمك اللى إنتى لبساه شيك جدا .. وحلو قوى عليكى .
إبتسمت بخجل و قالت وهى تعدل من وضع جيبتها :
- ده هدية عمرو ليا .. ذوقه يجنن مش كده .
أومأ مالك برأسه وقال وهو يبتسم بهدوء :
- فعلا ذوقه حلو .. بس الأحلى إنك إنتى اللى لابساه .
هزت رأسها بيأس وقالت بقوة وهى تدارى إبتسامتها الخجلة :
- وباعدين بقا .. كنت عارفة إنك مش هتعديها على خير .
ضحك ضحكة عالية و فتح نافذة سيارته و صرخ بصوت عالى وقد تملكته لحظة جنون لن تتكرر :
- بحبببببببببك .
عضت وعد شفتها بشدة و وضعت كفيها على وجهها من خجلها وقالت بخفوت :
- يا نهار إسود .. إنت إتجننت .
أغلق النافذة .. وقال وهو يلتفت إليها بإبتسامة متسعة .. وقد ظهر بعينيه جموحه الخارج عن نطاق السيطرة :
- بحبك .. والله العظيم بحبك قوى .
رفعت سبابتها بوجهه وصرخت بغضب :
- لو ما إلتزمتش معايا هنزل و هركب تاكسى مفهوم .
حاول عض إصبعها .. فجذبته نحوها و تطلعت إليه بتحذير وقالت بحدة :
- زودتها قوى .. وهنزل وهسيبك بجد .
تطلع للطريق مجددا .. و قال وهو يبتسم براحة ورضا :
- مش مصدق إنى بحب بالشكل ده .. مش بفكر غير فيكى وبس .. كنتى فين قبل كده إزاى محستش إنى بحبك كده .
توردت وجنتيها بشدة وقالت وهى تخفى وجهها بيديها :
- هزعل منك بجد .. كفاية بقا .
رد عليها بجدية مفتعلة وهو مازال يتأملها فى المرآة :
- حاضر .. نتكلم جد شوية .. قوليلى بقا عجبتك هديتى .
ردت بخفوت وهى تدارى خجلها و سعادتها بكلماته العاشقة و صياحه الذى زلزل كيانها بشدة فمالك الهادى العاقل .. غدى على يدها مجنونا :
- طبعا عجبتنى .. ده كان حلم عمرى .. متشكرة قوى .
تنهد مطولا وهو يستمع لكلماتها الطفولية وطريقة نطقها المثيرة .. ثم قال بمكر :
- طب ممكن أطلب منك طلب .
- أها .
إستعاذ بالله من الشيطان الذى يجلس بجواره و يوسوسه و بشدة تجاه تلك الكومة من غزل البنات الجالسة خلفه .. ثم قال بشغب :
- ممكن تعزفيلى كل يوم قبل ما أنام .. عاوز أغمض عنيا وأنا بسمع عزفك وأتخيلك جنبى .
بللت شفتيها بلسانها بتوتر و قالت وهى تفرك كفيها بخجل :
- حاضر بس بشرط .
هز رأسه نافيا بقوة وقال بحدة :
- مستحيل تتشرطى عليا تانى .. أنا وبس اللى هتشرط من هنا ورايح .. وكلمتى تتسمع من أول مرة مفهوم .

مصمصت وعد شفتيها بضيق و صاحت بغضب :
- إيه الكلام ده إن شاء الله .. ﻷ .. على فكرة أنا محبش حد يسيطر عليا .. حتى لو كان مين .. أنا عارفة حقوقى و واجباتى كويس جدا .
إمتثل لغضبها .. وقال مغيرا للموضوع :
- مش هجادلك دلوقتى بس لما تبقى ليا هعرف إزاى أخليكى تسمعى كلامى .
حدجته بضيق وقالت بقوة :
- طب بص قدامك بقا لنعمل حادثة .

.................................................. ...........................................
.....................

خرج جاسم من غرفته فوجد علا بإنتظاره .. فهم من نظراتها إليه أنها تنوى محادثته بشأن وعد .. فحاول تجاهلها وقال وهو يعدل من وضع ساعته حول وعصمه وهو يبتعد بعينيه عنها :
- صباح الخير يا لولو .
وقفت أمامه وقالت وهى تحدجه بمكر فقد فطنت لما يدور بخلده :
- عاوز تهرب مش كده .
رفع حاجبه بإستنكار و قال بصوت رخيم يحمل الحزم :
- أهرب من إيه إن شاء الله .. عاوزة منى حاجة .
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بقوة :
- أيوة عاوزة نتكلم فى موضوع وعد .. نظراتك ليها إمبارح مخوفانى جدا .
إبتسم إبتسامة والهة وهو يتخيلها أمامه .. ثم سألها بفضول :
- بس إيه رأيك فيها .. بجد .
تنفست مطولا بيأس .. ثم قالت بهدوء :
- هى حلوة جدا ما أنكرش .. وطيبة وبريئة ولسه الدنيا ما لوثتهاش .
رفع سبابته بوجهها وقال مسرعا :
- أهو هو ده .. لسه الدنيا ما لوثتهاش .. برائتها هى اللى بتشدنى ليها .
ضغطت علا على شفتيها بضيق وقالت بصياح هادئ :
- بس كمان نظراتها لمالك كانت واضحة جدا .. شكلها بتحبه .. وهو كمان بيموت فيها .
أغمض عينيه بغضب ينهشه فهو لا يحتاج لها لتذكره بما يراه يوميا أمام عينيه .. بل هو ما نبه مالك لعشقه لها .. ثم قال بصوت لا حياة فيه :
- غصب عنى لقتنى بحبها .. من أول ما كلمنى عنها ووصفهالى و أنا بفكر فيها .. غصب عنى والله .
ربتت علا على ذراعه وقالت برأفة :
- حاول تنساها يا حبيبى .. هى مش ليك صدقنى .
تنهد بأسى .. ثم إبتسم بشجن قاتل وقال :
- همشى أنا بقى .. وهبقى أبعتلك سامر علشان تخلصوا موضوع ديكورات الشركة الجديدة .. وبلاش تختلفوا المرة دى كمان .
إتسعت عيناها بفزع وقالت برجاء :
- لأ .. سامر ﻷ .. تعالى إنت أو إبعتلى الأستاذ مالك .
إبتسم بضيق وقال مستفهما :
- هموت وأعرف مش طيقاه ليه .. ده حتى دمه سم ومش بيبطل هزار .
تأففت بطفولة وتعلقت بذراعه وقالت متوسلة :
- علشان خاطرى سامر ﻷ .. مش بطيقه يا جاسم .
أزاح يديها و إرتدى نظارته الشمسية وقال :
- هشوف لو مالك فاضى هيبقى يجيلك .. يالا سلام .

تركها وإنصرف وهى تغلى من غضبها وحنقها رغم تلك القطعة الصغيرة بداخلها والتى تتمنى رؤيته .. إلا أنها تقاومها وبشدة ......

ركب جاسم سيارته وإنطلق مسرعا حتى ينتظر قدوم وعد ليستقل معها المصعد .. فجل ما يرعبه هو أن تمر بنوبتها و هى بمفردها .. كلما تذكر حوارهم الصغير بالأمس يبتسم دون توقف .. فحبيبته البريئة إئتمنته على سرها الصغير .. تابع الطريق بشرود وهو يفكر بها و بمالك .. إلا أن قرر أن يطاوع شيطانه و يأخذها لنفسه مهما كلفه الأمر .. حتى ولو خسر أعز مالديه بالدنيا صداقته لمالك ....

.................................................. .................................................. ............
..........................

كان مالك فى أسعد لحظات حياته وهى معه بنفس المكان بمفردهما .. لم تتركها عيناه طوال الطريق .. ولكته سأم من حالة الصمت التى طالت بينهم فقال بمشاغبة :
- منورة عربيتى المتواضعة يا سنجوبة .
أجابته و هى تتطلع بالطريق و تفرك أصابعها من التوتر :
- مرسيه .
ثم سألها بتلهف آمر :
- هو إنتى مش هتخلصى شغل مع عبد الصمد و تيجى مكتبنا بقا .
أجابته بهدوء رزين :
- وإنت عاوزنى معاكم ليه .. أنا شغلى غير شغلك .
إلتفت إليها نصف إلتفاته وقال هامسا :
- عاوزك قدامى طول الوقت .. لما بتبعدى عنى بتجنن .. بحبك قوى يا وعد .
زفرت وعد بضيق وقالت بنفاذ صبر :
- مالك .. ترضى إن عمرو كان يقعد يكلم روان زى ما إنت بتكلمنى دلوقتى قبل ما يكتب كتابه عليها .
عاد للطريق بعينيه وهو يشعر بخجل وخزى من كلماتها .. بينما تابعت هى بعد أن لاحظت تأثره بكلماتها :
- لحد دلوقتى وعمرو بيحافظ على أختك يا مالك لأنها أمانة رغم إنها مراته .. وعمرو ما يرضاش باللى بتعمله معايا دلوقتى .
تنهد مطولا وزفره على مهل و قال بصوت متوتر :
- عندك حق .. أنا آسف ومش هضايقك تانى .. سامحينى .
- شكرا إنك فهمتنى .
وعادوا لصمتهم مرة أخرى .. ولكن لصمتهم أيضا حكاية .. فهو يغتلس النظرات إليها .. وهى تغتلس النظرات إليه خلسة .. و ذلك لإقتناعهم التام أن الصمت يجدى أحيانا و أنه أبلغ من الكلمات .... .
وصلو أخيرا للشركة وكان جاسم فى إنتظارهم ..رأى مالك وهو يصف سيارته وما أزعجه ترجل وعد منها .. تشنجت تعابيره و بات يشع نارا من عينيه كلما تخيل أنه إختلى بها طوال الطريق الطويل من رأس البر إلى دمياط الجديدة .. ترجل من سيارته وتبعهم حتى وقف خلفهم أمام المصعد .. لم يلحظوه فى البداية فقال بضيق :
- صباح الخير .
إلتفتا إليه وقالا سويا :
- صباح النور .
صافحه مالك مصافحتهم اليومية .. ثم إنتبهوا لوصول المصعد ففتح مالك الباب و مد يده لوعد أن تتقدم .. فإستقلته أولا تبعها مالك و جاسم .. ما أن إنطلق المصعد حتى إرتجفت وعد بخوف ..شعر بها جاسم فإلتفت إليها مسرعا .. رأى زرقة شفتيها فرفع يديه أمام وجهها و تعلقت عيناها به فقال بهدوء :
- إهدى .. و إتنفسى كويس .. تمام .
أومأت برأسها دون حديث .. فقال لها مالك بقلق :
- وعد .. مالك يا حبيبتى .
إكفهر وجه جاسم وضغط على أسنانه بقوة بعدما إستمع لسخافة مالك بالنسبة إليه .. ولكن وعد لم تترك عينى جاسم كأنها إعتادت على كلمات الدعم منه .. فقال لها جاسم بفرحة مخفية :
- قربنا نوصل .. ظبطى نفسك و إهدى .
أومأت إليه برأسها وهى مازالت متعلقة بعينيه .. ومالك يشاهد ما يحدث كأنه يشاهد التلفاز .. لوهلة شعر بغيرة خفيفة .. ولكن لم تطول بعدما رآها تستجيب لكلمات جاسم و هدأت و أخذت نفسها بهدوء .. إنتبهوا لوقفة المصعد فترجلوا منه .. وقفت وعد قليلا لإلتقاط أنفاسها .. ثم قالت بخجل :
- أنا آسفة بجد .. قلقتكوا عليا .
فقال لها جاسم بتلقائية :
- ﻷ خلاص أنا إتعودت .. ده اليوم اللى مش بتخض فيه عليكى ما يتحسبش من عمرى .
ضحكت وعد بخفوت ومالك مازال يتابع حديثهم ونظراتهم بغضب .. إعتدلت وعد فى وقفتها وقالت :
- هروح لمستر عبد الصمد بعد إذنكم .
أوقفها جاسم بحزم وهو يقول بجدية وعملية :
- تعالى معايا يا وعد مكتبى عاوزك فى موضوع ضرورى .
أومأت برأسها وقالت :
- حاضر يا باش مهندس .
رفع مالك حاجبه بإستنكار وقال بهدوء ما قبل العاصفة :
- موضوع إيه اللى إنت عاوزها فيه .
تطلع إليه جاسم بتعجب وقال ببديهية :
- إنت ناسى إنها مديرة مكتبى .. و باعدين أنا عاوزها علشان موضوع الأرض اللى هى حلته بسهولة ولازم تحضر معايا وأنا بتفق مع صحاب الأرض .. فى مشكلة بقا .
شعر مالك بالحرج وقال متأسفا :
- ﻷ عادى ما أقصدش أنا بس كنت بفهم يعنى .. وأنا آسف إنى إدخلت بينكم .. يالا أشوفكم باعدين .

تركهم وإنصرف و جاسم أصبح يبغضه بشكل يؤلمه .. فمن أصبح عدو اليوم هو صديق وأخ الأمس .. لاحظت وعد شروده .. فطرقعت بإصبعيها أمام عينيه وقالت بتعجب :
- هاى .. مالك يا باش مهندس .
إنتبه إليها ثم إبتسم إبتسامة واسعة وقال وهو يشير إليها بذراعه :
- قدامى على المكتب يالا .
أدت التحية العسكرية وقالت بنبرة جادة وتحمل كل المزاح بها :
- تمام يا باش مهندس .
ثم سارت أمامه .. وهو يتطلع إليها بعشق يعشق جمالها الهادئ .. و برائتها اللذيذة .. و مشيتها المثيرة والتى أبرزها لبسها اليوم فقد كانت جذابة بشكل آخذ للعقول .. سار ورائها وهو يلتهمها بعينيه .. رغم ملابسها الواسعة المحتشمة إلا أنه يستطيع رؤية إمكانياتها الساحرة .........
دلفا لغرفته فإلتف جاسم وأغلق باب مكتبه بتلقائية .. فتطلعت إليه وعد بضيق .. فإنتبه أنه أغلق الباب فقال متأسفا :
- آسف والله نسيت .
ثم إلتفت وفتح الباب .. توجهت وعد لمكتبه وجلست على المقعد المقابل لمكتبه ووضعت حقيبتها على الطاولة أمامها .. بينما جلس جاسم لمكانه وقال بهدوء رزين :
- أنا الجماعة أصحاب الأرض كلمونى إمبارح بالليل وطلبوا يقابلونى ضرورى .. فا إديتهم ميعاد النهاردة علشان أعرف هما عايزين إيه .. بس طبعا بعد سؤال هيئة الآثار عن الأرض خافوا و صدقوا الكذبة دى .. فأكيد النهاردة هيخلصوا معايا .
أومأت وعد برأسها وقالت بمكر :
- أيوة يا عم هتوفر قد كده بسببى .. إدعيلى بقا .
إبتسم على عفويتها اللذيذة .. و تلقائيتها المحببة لقلبه .. ثم قال وهو يحدجها بقوة :
- إطلبى اللى إنتى عيزاه فورا و أنا مستعد .
طأطأت رأسها بخجل وإبتسمت بهدوء وقالت وهى تعبث بأصابعها :
- متشكرة .. أنا أصلا مش عارفة أشكرك على هديتك ليا إمبارح إزاى .. بس سؤال بسيط .. هى الأحجار اللى بالمصحف أحجار حقيقية مش كده .
أومأ جاسم برأسه مؤكدا وقال وهو يحدج بعينيها هائما بهما .. و بلونهما اللوزى الهادئ :
- أيوة .. دى أحجار فيروز أصلية .. عجبتك .
- أيوة .. ومتشكرة كمان مرة .
دلفت راندا إليهم وقالت :
- فى إتنين برة بيقولوا إنهم على ميعاد سابق مع حضرتك .
أشار إليها جاسم بيده وقال بجدية :
- أيوة فعلا .. خليهم يتفضلوا .

خرجت راندا ودلفا رجلين فى عمر والده إلى مكتبه .. فنهض مسرعا وإلتف حول مكتبه و وقف فى إستقبالهم وقال بهدوء :
- أهلا وسهلا يا فندم .
وأشار لهم على وعد و قال معرفا :
- آنسة وعد القاضى مديرة مكتبى .
مد أحدهم يده إليها وقال بإبتسامة ودودة :
- أهلا آنسة وعد .
تطلعت وعد ليده بحرج بينما صافحه جاسم مرة أخرى وقال معتذرا بلباقة :
- معلش آنسة وعد مش بتسلم بالإيد .
تطلع بها الرجل بإعجاب و هو مازال محتفظ بإبتسامته و قال بفخر :
- ربنا يحميكى يا بنتى ويكتر من أمثالك .
جلسوا على الأرائك الجلدية و المقابلة لبعضها البعض .. فسألهم جاسم مدعيا عدم الفهم :
- بصراحة يا جماعة أنا محتار فى إنى أعرف سبب زيارتكم إيه .. إنتم رفضتم البيع و أنا هصرف نظر عن الأرض دى كلها .
إتسعت عينى أحدهما وقال مسرعا بتوتر :
- بس يا جاسم باشا .. إحنا خلاص موافقين نبيع .. وما هنش علينا حضرتك تزعل مننا ويتعطل شغلك بسببنا فا حبينا نفرح حضرتك بخبر البيع .
عقد جاسم ذراعيه أمام صدره وقال بنبرة ثابتة تحمل الحزم :
- متشكر لشعور حضرتك بس خيرها فى غيرها إن شاء الله .
فأعاد الرجل رجائه قائلا بنبرة إنكسار :
- ليه كده يا جاسم باشا ده إحنا مستعدين نتنازل شوية فى المبلغ اللى طلبناه علشان إنت تشوف مصالحك وإحنا ربنا يعوض علينا .
أجابه جاسم ببرود وهو بملامح وجه متجمدة :
- أكيد ربنا هيعوض عليكم بس صدقنى أنا خلاص قربت أشوف قطعة أرض بديلة وبسعر أحسن .
تطلعا الرجلين ببعضهما فقال الأخر بخوف :
- يا جاسم يا إبنى .. إحنا جينا بنفسنا و أنا قدرت أقنع شركاتى علشان نبيع الأرض ليك و ما أخبيش عليك إحنا محتاجين الفلوس جدا .
إلتفتت وعد لجاسم وقالت برجاء ماكر وهى تتطلع إليه بتلقائية ألهبت حواسه تجاهها وهو يتوه بمتاهات عينيها وذلك الخط الوردى بجانب عينها .. ولكنه عاد لواقعه وهى تقول بصوتها العذب :
- ممكن أتكلم أنا يا باش مهندس وترضى بحكمى .
تصنع جاسم الضيق وقال بحدة :
- إنتى عارفة يا آنسة وعد أنا مش بكسرلك كلمة وبحترم عقلك وقراراتك جدا .. بس أنا مش حابب أشترى الأرض دى خلاص .
هدأت من نبرتها و قالت و هى شبه تتوسله بنظرات كنظرات جرو صغير .. ولم تدرك أنه الأن يريد أن يجثوا أمامها على ركبتيه و يتوسلها لكى تعشقه نصف عشقه إليها .. بينما قالت هى :
- معلش يا باش مهندس علشان خاطرى ... هما كانوا طالبين كام و حضرتك مستعد تدفع كام .
تنهد جاسم مطولا متابع تمثيله الرائع .. ثم قال بصوته الرخيم :
- هما طلبوا 8 مليون جنيه و أنا عرضت 3 مليون .. وبصراحة أنا مستغليها جدا .. ومش هرمى فلوسى فى الأرض .
تصنعت وعد التفكير لدقائق وقالت بعملية :
- طيب أنا عندى حل يرضى الطرفين و نبقى مسكنا العصايا من النص .
فسألها أحدهم بإنتباه شديد وفضول :
- حل إيه يا بنتى .
إعتدلت وعد بجلستها وقالت بنظرات ثاقبة لملامح وجههم :
- 5 مليون كويس قوى .. وبكده الباش مهندس ما يخسرش وإنتم تكسبوا 2مليون زيادة .
تطلع الرجلين ببعضهما بضيق .. فقال جاسم بقوة و حدة بعدما لاحظ تراجعهم :
- معلش يا وعد بس أنا مش موافق .. إنتى معايا ولا معاهم إزاى عاوزانى أدفع 2 مليون جنيه زيادة ﻷ مش موافق طبعا .
رفعت وعد كتفيها بإستسلام وقالت بدهاء :
- خلاص اللى تشوفوه .. أنا بس الحاج صعب عليا فاقولت ماينفعش يمشى زعلان .
تملك القلق والخوف من الرجلين فقال كبيرهم مسرعا :
- خلاص يا بنتى و أنا مش هنزل كلمتك الأرض .. وإحنا مستعدين نبيع على 5 مليون و ربنا يعوض علينا .
زفر جاسم بغضب و صاح فى وعد بغلظة :
- إيه اللى بتقوليه ده يا وعد .. بس كده كتير عليا .. إنتى تعرفيهم من قبل كده .
شهقت وعد بخوف وقالت بملامح حزينة مصطنعة :
- أنا يا فندم .. حضرتك عارف إنى بحترم شغلى و عمرى ما هبيعك و أنا والله أول مرة أشوفهم .
رد أحدهم مسرعا :
- يا جاسم باشا إحنا أول مرة نشوف الآنسة .. و خلاص إحنا رضينا بحكمها و يا ريت حضرتك زى ما قولت فى الأول ما تكسرلهاش كلمة .
مرر جاسم كفيه على وجهه بضيق وقال مستسلما :
- خلاص ما عنديش مانع .. هنخلص على 5مليون و مبروك علينا .
ثم وقف ليقف الرجلين مسرعين وصافحوه بفرحة شديدة بعدما ظنوا أنهم رموا الأرض بمشاكلها على كاهله .. ربت جاسم على كف كبيرهم وقال :
- جهزوا حضارتكوا الأوراق اللازمة و باش مهندس مالك سراج هيتفق مع المحامى و هيخلص معاكم الموضوع .
أجابه الرجل برزانة وثقة :
- إن شاء الله ..مبروك عليك ويديك خيرها إن شاء الله .
- الله يبارك فيك .
إستعد الرجلان للرحيل وقال كبيرهم بود :
- بعد إذنك يا إبنى .. وفرصة سعيدة يا بنتى .
ردت وعد بإبتسامتها الساحرة :
- أنا أسعد يا فندم .. شرفتونا ونورتونا .
رحل الرجلان بهدوء .. لينفجر جايم بفرح وهو يقبض كفه ويسحب ذراعه لأسفل وقال بإنتصار :
- yes .
زادت إبتسامة وعد لتتحول لضحكة على حركته التلقائية .. بينما رفعت ذرعيها بغرور وقالت :
- ما يجيبها إلا بناتها .
غمز لها جاسم بعينه وقال بمداعبة :
- عاش يا وحش .. هصرفلك شهر مكافئة ومش عاوز إعتراض مفهوم .

أومأت وعد برأسها وقالت بخجل :
- اللى تشوفه يا فندم .
دلف عليهما مالك وسألهم بفضول :
- هاه .. عملتوا إيه ..طمنونى .
أجابه جاسم بفخر و إعجاب ملأ كل خلجات قلبه من تلك الملاك الواقفة بينهم بعينين تلمعان فور رؤيتها لمالك و هذا ما يصيب جاسم بغضب سيؤثر عليهم جميعا :
- وعد خلصتها ب5 مليون بس .
تطلع مالك بوعد وسألها متعجبا :
- بجد يا وعد .
أومأت برأسها مؤكدة .. فتنهد مالك بقوة وقال بفرحة :
- برافو عليكى .. ربنا يحميكى ومن نجاح لنجاح .
إحمرت وجنتيها بخجل وقالت بصوت خافت :
- متشكرة .
تطلع إليهم جاسم بغضب والنيران بداخله تلتهمه دون رحمة .. كلما رأى تورد وجنتيها الآسر كلما تواجد مالك حولها يشعر بنصل حاد يخترق صدره يجبره على الصراخ ألما ولكنه يكتمه بداخله كأنه يدفع بيده ذلك النصل لينغمس أكثر مسببا ألما مضاعف .. تنهد بحزن حتى رن هاتف مكتبه فتوجه ناحيته ورد بضيق :
- ألو .... أهلا يا سيادة الرائد ....... فى أخبار جديدة أرجوك طمنى ........... هاه ... إنت بتقول إيه ....... يعنى إيه البنات فص ملح وداب ........ إزاى ده حصل و رجالتك كانوا فين ...... يا نهار إسود ..... ليه كده .. يعنى خلاص راحوا ...... ما تقوليش إهدى ........ ﻷ خلاص كل واحد فينا يدور بطريقته بس أمير أنا مش هسيبه و البنات دى هقلب عليهم الدنيا ...... معلش يا سيادة الرائد إنت دور وأنا هدور بس من هنا ورايح هعتمد على نفسى وعلى رجالتى وبس ......... القانون على عينى وراسى بس برضه مش هسيبه سلام يا فندم .

وأغلق الهاتف و إستند على المكتب بذراعيه وقد تهدل كتفيه بكسرة و حسرة مؤلمة .. أغمض عينيه يقاوم غضبه الهادر حتى إنفجر صارخا ... و إنتفض كل عرق بجسده مع صراخه المدوى ثم بيده أزاح كل شئ على مكتبه مسببا دوى كبير .......


قراءة ممتعة


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 16-11-20, 03:57 PM   #43

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

انتظروني بالفصل الثامن
ارجو ان ينال ذلك الفصل إعجابكم
بإنتظار تعليقاتكم و ملاحظاتكم



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-11-20 الساعة 10:00 PM
ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-20, 07:06 AM   #44

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

غيرة جاسم من مالك واضحة ويمكن هالشي حيأثر على علاقتهم بسببب وعد
روضة ايمانها كبير وربنا رح يعوضها
امير كارثة ممكن يعمل شي يؤذي به جاسم
فصل ممتع كتير وجميل حبيبتي ياسمين 💕💕💕


Moon roro غير متواجد حالياً  
قديم 18-11-20, 01:57 AM   #45

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
غيرة جاسم من مالك واضحة ويمكن هالشي حيأثر على علاقتهم بسببب وعد
روضة ايمانها كبير وربنا رح يعوضها
امير كارثة ممكن يعمل شي يؤذي به جاسم
فصل ممتع كتير وجميل حبيبتي ياسمين 💕💕💕
علاقة جاسم و مالك هتتأثر اكيد
روضة ملاك الرواية و اكيد ربنا هيعوضها
امير بسببه هتحصل كوارث هي اللي بيتبي عليها الاحداث
دايما بيسعدني تعليقك حبيبتي كلك ذوق


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 19-11-20, 01:18 PM   #46

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن :
******************


حالة من الهياج أصابته جعلت وعد ترجع خطوتين للخف و إحتمت بمالك ووقفت ورائه وهى تتابع تلك الحالة العصبية المنفلتة من جاسم بخوف وذعر بينما هدأه مالك بعدما فهم من كلماته أن أمير قد نجا بنفسه ودفع بفتاتين إلى نيران ستلتهمهما دون رحمة قائلا :
- إهدا يا جاسم لو سمحت .. وفهمنى إيه اللى حصل .
دلف سامر للمكتب و أغلق الباب وهو يتابع تجمع الموظفين بالشركة على آثر صرخة جاسم وتكسيره لمتعلقات مكتبه .. ثم إستدار إليهم وسألهم بقلق :
- فى إيه يا جماعة جاسم ماله .
مسك جاسم رأسه بيديه وصرخ مجددا بغضب هادر وحزن على فتاتين إغتالت برائتهم وشرفهم على يد حيوانات لا تعرف الرحمة فى مقابل شهواتهم .. ثم قال بتخبط :
- راحوا .. البنتين أمير باعهم خلاص .. أنا لازم أقتله بإديا و أرحم الناس من شره .

وقفت وعد تتابع الموقف بتعجب وعدم فهم .. و لكنها إنتفضت مذعورة مع تكسير الواجهة الزجاجية لخزانة الملفات الخاصة بجاسم بعدما هشمها سامر بيده من شدة غضبه وقال بصياح أشبه بثور قد ذبح لتوه و يخور بألم :
- ال****** ال ****** ورحمة طارق ما هسيبه يتهنى بقرش واحد أخده تمن للبنات دى .. هقتله وأشرب من دمه .
ركض مالك ناحيته وتطلع لكفه التى نزفت دون أن يشعر بها سامر .. وقال بصياح :
- إيه اللى عملته ده يا مجنون .. ورينى إيدك بسرعة .
تطلع لجرحه فوجده سطحى لا يحتاج لتقطيب ولكنه يحتاج لتعقيم و مداواة .. فإلتفت لوعد المذعورة وقال بصياح عالى :
- هاتى شنطة الإسعافات من الأجزخانة اللى فى حمام جاسم يا وعد بسرعة .
وقفت وعد تتابع صراخ جاسم و حركات سامر المتنافية لكل حدود العقل وأخيرا صياح مالك بها .. شعرت بنفسها تدور داخل هوة كبيرة تتسع و تحملها بداخلها .. فإرتفع ذراعيها نحو رأسها وقالت بصوت خافت :
- بس بقى .. وطوا صوتكم ده .
ولكنهم لم يستمعوا إليها وجاسم يتابع صراخه الغاضب .. وسامر مازال يضرب الخزانة بقدميه ومالك متمسك بكفه و صياحه بوعد يزداد .. حتى صرخت قائلة وهى تشعر بخوف شديد تملكها لتصرخ بصوت مبحوح من شدة ذعرها :
- ببببببببببببببببببببس .

إنتبه إليها ثلاثتهم ليجدوها جالسة على الأرضية وتضم رأسها لركبتيها برعب شديد .. ركضوا نحوها بقلق فسألها مالك بخوف :
- وعد .. ردى عليا .. ما تخافيش يا وعد أنا إزاى ما أخدتش بالى وخرجتك من هنا .. ردى عليا يا وعد ما تخافيش .
رفعت رأسها بخوف .. و تطلعت إليهم بعيون قد تحجرت بهم الدموع فإقترب منها جاسم وقال بإبتسامة مشجعة باتت هى اليد التى تمتد عليها لتسحبها من عالم الذعر والخوف لمنطقة الآمان و الراحة :
- إحنا آسفين لو كنا خوفناكى للدرجة دى .. بس علشان خاطرى إهدى علشان أحكيلك على المشكلة اللى إحنا فيها و ساعتها هتفهمى إحنا ليه إنهارنا كده .. تمام .
كانت عينيها تطوف بملامح وجهه الصارمة و الجميلة بنفس الوقت .. ولكن لعينيه قصة أخرى فقد تشبست بهما تستلهم القوة و الصدق منهما و بعد لحظات أجابته بخفوت :
- بجد هتحكيلى .
إتسعت إبتسامته المطمئنة و أومأ برأسه مؤكدا وقال هامسا :
- أقولك على سر .
ظهر شبح إبتسامة على شفتيها و هزت رأسها بهدوء موافقة .. فأردف قائلا بخفوت :
- إحنا قاعدين على الأرض زى العيال الصغيرين .. ولو حد دخل علينا دلوقتى هيطلب لنا السرايا الصفرا .
إتسعت إبتسامتها و هى ما زالت متعلقة بعينيه كأنه رمى شبكة صيده فى بحر عاتى الأمواج لتخرج شبكته بلوزتين بنيتين ملكه هو وحده دون غيره .. لم تحد بعينيها عن عينيه رغم سؤال مالك الخائف :
- قادرة تقفى يا وعد .
أومأت برأسها وهى ما زالت أسيرة تلك الشباك السوداء التى أسرتها بداخلها .. إطمن مالك عليها بعد إيمائتها فهذا دليل على إستيعابها لما يدور حولها .. كان جاسم فى أسعد أوقات حياته رغم الألم الذى أرهقه منذ قليل وصوته الذى قد بح بسبب صراخه الهادر إلا أنه قال مطمئنا :
- إنتى كويسة قومى يالا .. يالا .

وقفت بتثاقل و قرب مالك إليها مقعد لتجلس عليه .. إستندت عليه وجلست بوهن ..........

.................................................. .................................................
...........................

جلست روضة على أحد المقاعد الممددة فى مواجهة البحر .. تحمل كتابا كعادتها تقرأ به .. مل عمرو من صمتهم الطويل فزفر بضيق وقال برجاء :
- رودى .. علشان خاطرى سيبى الكتاب ده و إتكلمى معايا زهقت .
أغلقت الكتاب على مضض وقالت بحدة :
- يا إبنى ما أنا قولتلك سيبنى لواحدى إنت اللى مصمم تقعد على قلبى .. بقولك إيه قوم إنزل البحر أو روح إقعد مع روان شوية يالا .
زم عمرو شفتيه بإمتعاض و سحب نفس طويل و نفثه من أنفه بغضب وقال بإستسلام :
- براحتك .. هرجع أقعد معاهم شوية وهرجعلك .. إوعى حد يعاكسك .
ضحكت روضة بخفوت وقالت ساخرة :
- وهو شايف منى إيه علشان يعاكسنى الحد ده .. قوم يا عمرو زهقتنى .
وقف و عدل من ملابسه وقال وهو ينصرف :
- شوية وهرجعلك .
تركها وإبتعد فتنفست روضة الصعداء وتركت لدموعها العنان .. ثم إمتدت يدها لتحت نقابها وتمسكت بسلسال مالك و زاد بكائها الذى تحول لنحيب مؤلم وهى تتذكر أن الإنسان الوحيد الذى عشقه قلبها أصبح قلبه لغيرها .. وغيرها هى وعد .. كيف ستستطيع رؤيتهما سويا بل كيف ستحتمل قسوة نظراتهما و همساتهما .. ظلت ترجوا الله بداخلها أن يلهمها الصبر و يسامحها على ذنبها الذى عوقبت بسببه بالبعد عن من أحبت .. هدأت قليلا ولازمت الإستغفار ليغفر لها ربها ذلتها و ضعفها و ناجته ليعوضها خيرا .........

.................................................. .................................................. .....
..............................

إرتشفت وعد القليل من الماء لتهدأ ثم أعطت الكوب لجاسم وقالت بإمتنان وهى تطالعه بخجل :
- أنا آسفة بجد .. حاسة إنى بقيت عبء عليكم .
وضع جاسم الكوب على الطاولة و رمقها بطرف عينيه بضيق وقال لائما :
- بطلى تتأسفى كل شوية كده .. إحنا إنفعالنا زيادة عن اللزوم ونسينا إنك موجودة .
تطلعت وعد لسامر والذى مال ناحيته مالك يطهر جرحه ثم بدأ فى وضع الضمادة عليه لوقف نزيف الدماء .. فسألته بقلق :
- إنت كويس يا سامر .. إيدك بتوعجك .
إبتسم سامر إبتسامة ميتة وقال بوهن ظهر بقوة فى نبرته المنكسرة :
- أنا بقيت كويس .. وإيدى مش بتوجعنى ولا حاجة بس مالك مكبرها .
إعتدلت فى جلستها وقد أصبحت فى مواجهة جاسم تطلعت بعينيه بقوة وقالت بصيغة آمرة ومستغلة :
- إنت وعدتنى إنك هتقولى إيه اللى خلاكم إتعصبتم بالطريقة دى صح .
تحركت حدقتاه على ملامحها البريئة تنهل منها لعله يرتوى من عشقها ولكنه لم يعد يكتفى بمجرد النظر بوجهها .. ثم مال بجسده ناحيتها و إستند بمرفقيه على قدميه وتنفس مطولا و زفره بهدوء ثم قص عليها أفعال أمير المشينة و تجارته بالفتيات العذروات و عن رحاب التى تسهل له أموره .. و عالم الدعارة الغارق به و إكتشاف طارق لأعماله المنافية للآداب والدين فكان جزائه القتل .. و اليوم أيضا إستطاع أمير خداع الجميع و باع الفتاتان و قبض الثمن .

كانت وعد مع كلماته تتغير ملامحها وتعبيراتها ما بين الإندهاش .. والإحتقار .. والإشمئزاز .. ورغبة ملحة بالغثيان .. حتى وضعت كفيها على فمها و قالت بحسرة :
- يعنى دلوقتى البنات اليتامى دول إتباعوا و هيتعرضوا لهتك العرض والإغتصاب وبعد كده يتحولوا لبنات ليل .. يا الله .. أنا مش مصدقة .. ﻷ و يقتل أخوه كمان علشان كشفه .. فى ناس كده .
أومأ جاسم برأسه و قال وهو مطأطأ رأسه بضيق :
- دلوقتى بقا فهمتى سبب إنفعالنا .. إوعى تخافى تانى و إحنا معاكى .
- حاضر .
خرج سامر من صمته وقال وهو ممسك برأسه من الألم :
- أنا سامع صوت صريخ البنات دى فى ودانى .. دماغى هتنفجر .
تنهد مالك بحرقة و قال و هو يتطلع بوعد :
- عارفة يا وعد إحنا بقالنا قد إيه بنجرى ورا اللى إسمه أمير ده .. وفى الآخر ضحك علينا كلنا .. هنعمل إيه دلوقتى .
ضرب سامر الخزانة مجددا بقدمه وقال بحدة :
- هقتله بإيدى .. مش هسيبه يعيش و يأذى بنات تانى .
وقفت وعد و خطت بشرود ثم قطعت الغرفة ذهابا وإيابا .. وهى تفكر وعيون ثلاثتهم تتبعها بتعجب .. حتى إبتسمبنصر وإلتفتت إليهم تتطلع لنظرات التعجب بعيونهم ثم إستقامت فى وقفتها و إستجمعت قواها لتستطيع مواجهة هؤلاء الأشداء بأفكارها الجامحة .. تنتحنحت بتردد وقالت بقوة :
- لو سمحتوا ممكن تقعدوا إنتوا التلاتة جنب بعض على الكنبة الكبيرة دى .
رفع جاسم حاجبه بتعجب وهو يتطلع لقوتها الزائفة التى تتصنعها لتستطيع إخبارهم برأيها .. ثم قال بحيرة مندهشا :
- إشمعنا يعنى .
عقدت وعد ذراعيها وصاحت بهم بقوة لفرض سيطرتها عليهم :
- اللى أقوله يتسمع .. ويالا زى الشاطرين كده تسمعوا الكلام و تقعدوا على الكنبة يالا .
تطلع ثلاثتهم لبعضهم ثم دخلوا فى نوبة ضحك عالية على كلماتها .. تطلعت إليهم بغضب من ضحكاتهم التى فسرتها هى على أنها إستحقار وإستهزاء .. فرفعت ذقنها بإيباء وقالت بحدة :
- أنا منسحبة من الشغل معاكم طالما دى أخلاقكم .. بعد إذنكم .
وحملت حقيبتها و همت منصرفة .. فوقف أمامها جاسم معترضا طريقها بجسده العريض وقال بنبرة متأسفة ومؤدبة لم تعهدها منه :
- إستنى بس إنتى فهمتى إيه .. أولا إحنا آسفين .. ثانيا إنتى حمقية كده ليه .
إبتسمت له متسائلة بعتاب رقيق مثلها :
- أنا حمقية برضه .. ولا إنتم اللى بتستقلونى .
بادلها جاسم إبتسامتها بإبتسامة جانبية وهو يغوص مع غمازتيها بوجنتيها الورديتين .. ثم قال بمداعبة :
- إحنا بنستقلك .. ده لا عشنا ولا كنا لو فكرنا بس مجرد تفكير إننا نزعلك .. هو الحقيقة إننا ما إتعودناش إن بنت تقولنا نعمل إيه وما نعملش إيه .
زادت إبتسامتها إتساعا و غمازتيها إنغماسا و إلتفتت لمالك وسامر وقالت بنبرة جادة :
- ده رأيكم إنتم كمان .
إقترب منها مالك وهو يلتهمها بعينيه و قال بإبتسامته الساحرة :
- ده إحنا التلاتة تحت أمرك و هنعمل اللى إنتى عوزاه .. أؤمرى بس .
تلاشت إبتسامتها وهى تحدجه بوله من تلك الإبتسامة التى تجذبها نحوه أكثر .. وعلت وجنتيها حمرة لذيذة خاصة بمالك وفقط .. بينما جلس سامر يتابع لعبة القط والفأر أو بالأحرى لعبة القطين والفأر التى تحدث أمامه .. ثم هتف فجأة بذهول غاضب :
- جرى إيه يا رجالة .. ده إحنا تحت إيد كل واحد منا رجالة الصقر يقف على شنباتها .. دى أخرتها بنت تزنبنا زى العيال فى المدرسة .. الله يرحمك يا رجولة .
رد عليه مالك وهو ينهره بسبب غلظته و حدته الزائدة من عصبيته قائلا :
- سامر .. إنت إتهبلت فى عقلك ولا إيه .
تجاوزته وعد وهى تقول بدهاء خارق :
- معلش يا مالك أصل سامر قرر خلاص إنه يبيع القضية و يسيب البنتين دول واللى هاييجوا بعدهم علشان هو حد ضعيف وقرر إنى أنا اللى يخرج فيها عصبيته .
وقف سامر منتصبا وهو يحدجها بنظرات غاضبة وصاح بها بصوت رجولى أجش يرعب أعتى الرجال :
- تعرفى عنى إيه إنتى علشان تحكمى عليا بإنى ضعيف هاه .
رغم شعورها بالخوف .. إلا أنها أخفت إرتجافه جسدها بأن عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت وهى تتطلع داخل عينيه الزيتونية بقوة :
- والله أنا مش محتاجة أعرفك علشان أترجم نظرات الكسرة و الضعف اللى فى عنيك .. ولو عاوز تلحق البنات دول وتلحق اللى عليهم الدور يبقى تقعد وتسمعنى .. يا سيدى يجعل سره فى أضعف خلقه .
ساد صمت طويل قبل أن يجلس جاسم ويقول ببطئ وتصميم :
- إقعدوا إسمعوها أنا واثق فى اللى هتقوله .
جلس مالك أيضا على الأريكة .. ووقف سامر يحدجها بقوة وهى لا تحيد بعينيها عنه فى تحدى تعلم أنها الفائزة به مقدما .. حتى زفر بضيق و جلس بين مالك وجاسم بهدوء .. تطلعت وعد إليهم بثقة و إتجهت لباب الغرفة فتحته و خرجت وقفت أمام رندا سكرتيرة جاسم التى سألتها بقلق :
- خلاص هديوا .
عقدت وعد حاجبيها بتعجب وسألتها بسخرية :
- واضح إنك متعودة على عصبيتهم و زعيقهم .. مش كده .
هزت راندا رأسها بيأس وقالت هامسة :
- يووووه .. ده المكتب ده إتكسر يجى عشرين مرة قبل كده .. ده لولا وجودك كانوا هيأذوا نفسهم .
هزت وعد رأسها بتفهم وقالت لها بجدية :
- طب عاوزة أطلب منك طلب .
إتسعت عينى راندا بإهتمام وقالت :
- طبعا إتفضلى .
مالت وعد عليها قليلا كأنها تخبرها سرا .. وكأنها تعطيها إهتماما زائدا وقالت برجاء :
- عوزاكى تقعدى بالكرسى بتاعك على أول الكوريدور ما تخليش دبانة طايرة تعدى .. علشان فى كلام مهم هنقوله و أنا شاكه إنه فى حد بيتجسس عليهم و خايفة يسمع كلامنا .. ومش هلاقى أءمن منك علشان المهمة دى .
إبتسمت راندا بفرحة وهى تشعر بالفخر من ثقة وعد بها ثم قالت بموافقة :
- حاضر يا فندم .. إعتمدى عليا .
ربتت وعد على ذراعها وقالت :
- قدها و قدود .
ثم تركتها و عادت لغرفة المكتب مرة أخرى .. وقفت أمامهم وقالت بصوت خافت :
- بصوا بقا .. إنكم دايما تبقوا سابقين اللى إسمه أمير ده بخطوة و بعد كده هو اللى يكسب يبقى أكيد زارع حد بينكم ينقله أخباركم .
تطلعوا ثلاثتهم لبعضهم بتعجب بينما قال جاسم وهو يمرر أنامله بشعراته بصدمة :
- إحنا إزاى ما فكرناش فى الموضوع ده قبل كده .
ردت وعد ببديهية وهى تقول بهدوء ساخر :
- علشان عصبيتكم هى اللى بتتحكم فيكم .. دلوقتى بقا نتكلم بالعقل .. إنتوا رافضين تستسلموا وهتكملوا فى طريقكم علشان تقضوا على اللى إسمه أمير ده و تحموا بناتنا من القرف اللى هو عاوز يزرعهم فيه .. صح .
إستند مالك برأسه على ذراعه الموضوع على حافة الأريكة و قال بجدية :
- طبعا عاوزين نقضى عليه و يتمسك ويدفع تمن اللى عمله كله .. بس إحنا ما سبناش طريقة اللى وعملناها وهو اللى بينجح فى الآخر .
إجتذبت وعد مقعد و جلست أمامهم وقالت بثبات :
- يبقى إسمعونى ومش هتخسروا حاجة يمكن أفيدكم .
تمتم سامر بكلمات مبهمة سخرية على حديثها فقالت له وعد بضيق :
- بتقول حاجة يا سامر .
تصنع الإبتسام و قال بسخرية :
- هو أنا أقدر يا مس .. بس يا ريت تدخلى فى الحصة بسرعة لجرس الفسحة هيضرب .
وخزه جاسم فى ذراعه و أشار لوعد أن تكمل حديثها وقال بأسف :
- معلش يا وعد كملى كلامك وإحنا هنسمعك للآخر .
أومأت وعد برأسها وقالت بقوة :
- فى أربع محاور هنشتغل عليهم .. الأول هو رحاب البنت اللى بتخلص لأمير موضوع البنات ودى أهم محور هنشتغل عليه .
رد عليها سامر بنبرة مقللة من شأنها :
- ما إحنا عارفين وهى دلوقتى هربانة و مستحيل نلاقيها تانى .
ردت عليه وعد و هى تحدجه بإستخفاف :
- المستحيل بتاعك ده أنا ما أعرفوش .. و أمير عمره ما هيستغنى عنها يعنى بشوية جهد ومراقبة لأمير هنوصل لرحاب و لو فضلت تحت عنينا هتغلط و ساعتها هنبقى إحنا اللى سابقينهم بخطوة .
فكر جاسم قليلا وقال بإهتمام :
- معنى ده إن أمير لازم يبقى تحت عنينا الأربعة والعشرين ساعة .
أومأت وعد برأسها وقالت مؤيدة :
- أيوة .. وده بقا المحور التانى .. إحنا بس مش هنراقب أمير إحنا هنزرع فى شغله عين لينا والأفضل لو كانت بنت .. هو صحيح بيشتغل إيه .
رد عليها مالك وهو منجذب لحديثها المتعقل :
- عنده شركة سياحة و بيقضى فيها أغلب وقته كستارة لشغله ال**** .
تغاضت وعد عن كلماته النابية وأردفت قائلة :
- تمام .. يبقى نبعت واحدة تشتغل هناك وتحاول تشده ناحيتها وتخليه يثق فيها و ساعتها نبقى فتحنا بطنه و بقت كل تحركاته معانا .. ويا سلام لو جهاز تصنت بسيط يتزرع فى مكتبه .
إنجذبوا لحديثها العاقل الواقعى ولاحظت هى الجدية التى علت ملامحهم فأردفت قائلة براحة :
- جينا بقا للمحور التالت .. إنتوا كنتوا تعرفوا كل تحركاتهم الفترة الأخيرة وبشوية تعب و مجهود هنقدر نتتبع إزاى البنات خرجوا من دمياط و ساعتها هيبقى الوصول للبنتين موضوع سهل و يمكن نلحقهم قبل ما يضيعوا للآخر .. صح .
هز مالك رأسه وقال بقوة وتصميم :
- أنا رجالتى كانوا ورا الموضوع ده .. هخليهم يكملوا فيه و إن شاء الله نلاقى خيط يوصلنا ليهم .
بينما قال سامر متابعا لحديث مالك :
- وأنا عندى البنت اللى ممكن أزرعها فى مكتب الحيوان ده .. وأعرف كمان متخصص فى الإليكترونات علشان موضوع جهاز التصنت اللى هنحطهوله فى مكتبه .
أومأ جاسم برأسه وقال بعيون تلمع من الغضب :
- أنا بقى هخلى رجالتى يراقبوا ال**** ده و هخليهم ما يسيبهوش ثانية واحدة وكل مكان هيروحه هنعرف قصته إيه .
إبتسمت وعد وهى تستشف إهتمامهم و وثوقهم فى حديثها .. ثم قالت بحماس وجدية أكبر :
- دلوقتى دور المحور الرابع و ده أهم محور .
مرر جاسم يده بشعرات ذقنه و هو يسألها بتركيز كبير :
- إيه هو بقا .
تنهدت بعمق وقالت بصوت صارم لا يتناسب مع رقتها :
- الملجأ .. يعنى أكيد اللى إسمها رحاب دى عاملة حسابها على البنات اللى عليها الدور و مظبطة كل حاجة حتى لو بعدت دلوقتى فهى أكيد بتتواصل معاهم علشان تضمن إنهم هيفضلوا تحت عينها للوقت المناسب .
فسألها مالك مستفهما :
- طب وإنتى رأيك إيه فى الموضوع ده .
وقفت ولفت حول مقعدها و تمسكت بظهره وقالت وهى تتأمل لهفتهم :
- جه بقا دورى أنا .. بعد إذنك طبعا يا باش مهندس جاسم أنا هروح الملجأ على إنى مديرة مكتبك و إن شركة رحال متمثلة ف حضرتك هتقدم تبرع مبلغ مالى ما لمساعدة البنات الأيتام .. و كمان هنعرض عليهم إننا هنوفر فرص عمل للبنات اللى هتم الواحد والعشرين وهتخرج .. مش كده وبس إحنا هنوفر ليهم أسر بديلة يعنى ست كبيرة ملهاش حد محتاجة حد يرعاها ..أو نوفر ليهم مساكن علشان ما يخرجوش من الدار للنار .
إبتسم ثلاثتهم على فكرتها الذكية حتى قال مالك بفخر :
- برافوا عليكى يا وعد .. أنا فخور بيكى بشكل .. إنتى إزاى جه فى بالك الكلام ده كله .
طأطأت رأسها بخجل وقالت بإبتسامة هادئة :
- متشكرة .. فى حاجة أخيرة ناقصة فى دورى ودى اللى هتجيب لكم راس أمير تحت رجليكم .
حثها سامر على المتابعة قائلا بتذمر :
- ما تكملى يا وعد لازم جو الساسبنس ده .. إنجزى .
ردت بنفس الجدية ودون تردد :
- أنا بما إنى هوفر كل اللى قولته ده للبنات اللى قربت تخرج .. فأنا هيكون ليا الحق إنى أتعرف على البنات .. وساعتها هقدر أعرف عن علاقتهم برحاب ومين أكتر البنات اللى هى مثبتاهم و أقرب واحدة هتخرج هقرب منها و هحولها من صيد مستنياه رحاب وأمير لطعم هصطادهم بيه و بسهولة جدا .
ساد الصمت لدقائق و وعد تتابع حالتهم المندهشة ما بين جاسم الذى يتطلع إليها بنظرات متعجبة وتحمل شئ آخر لا تستطيع تفسيره .. بينما كان مالك يحدجها بفرحة و يبثها عشقه بكل ذرة به .. بينما كان سامر يطاعها ببلاهة فاغرا فمه .. فهتفت به بحدة :
- إقفل بؤك يا سامر .
أغلق فمه وهو يضغط على شفتيه بقوة و أشار إليها بذراعه قائلا بنبرة متسلطة :
- إرجعى لورا شوية عاوز أقولهم حاجة ومش عاوزك تسمعى .
مصمصت شفتيها بحيرة وقالت بإستسلام :
- حاضر .
سارت قليلا وجلست على مقعد بعيد تعبث بملابسها بضيق .. بينما جذب سامر مالك وجاسم بذراعيه وقال هامسا :
- أنا مش هشمتها فيا وأقولها إنها بتفهم عننا و إنها حلتها فى قاعدة .. بقا حتت بت تقعدنا قدامها زى التلامذة و تعلم علينا كده .
إمتعض وجه جاسم وهو يقول بخفوت :
- لا بالعكس بقا من حقها إننا نشكرها .. دى حلت كل مشكلة قابلتنا بالعقل .
أكمل مالك حديثه وقال مؤيدا :
- عندك حق يا جاسم وعد تستحق نشكرها ونقدرها أكتر من كده .
هز سامر رأسه بإستسلام وقال بضيق :
- خلاص اللى تشوفوه .
وقفوا وتوجهوا ناحية وعد المنتظرة بلهفة نتبجة إجتماعهم المصغر ليقول جاسم بإبتسامة تقدير :
- بصراحة أى كلام مش هيكفيكى .. إحنا مش عارفين نشكرك إزاى .. بجد شكرا يا وعد .
وقفت و إبتسامة منتشية تعتلى ملامحها الجذابة ثم قالت بخجل :
- إحنا تيم واحد .. و أنا حابة أساعدكم فى الموضوع ده بجد .
وقف سامر قبالتها و قال بتردد و إرتباك :
- بصى بقا .. بصراحة يعنى إنتى دماغك سم .. يعنى بجد إن كيدكم لعظيم .. و .. و .. أهلا بيكى معانا يا سوسة .
تطلعت إليه بلوم و ضيق و قالت ببرود :
- أنا سوسة .. ودماغى سم .. لسانك بينقط أسفلت .
أشار سامر على رأسه وقال ممتنا :
- على راسى كلامك .. يا لورد .
صفق مالك بكفيه وقال بنبرة متحمسة وتحمل كل العزم :
- بما إننا خلصنا موضوع الأرض و خلاص هنشتريها .. و موضوع الزفت أمير عرفنا هنعمل فيه إيه .. فا كل واحد يبدأ من دلوقتى يكلم رجالته و نشتغل بسرعة قبل ما أمير يحس إننا فوقنا من صدمتنا .. و عاوزين ناخد بالنا من الجاسوس اللى هو حاططهولنا .
أومأ الجميع برأسهم و قالت وعد بعزم :
- تمام .. و أنا لو سمحتولى طبعا هروح للملجأ النهاردة .. فا هحتاج الشيك دلوقتى .
وضع جاسم يديه بجيب بنطاله وقال موافقا :
- حاضر .. بس أنا هاجى معاكى .
رفعت كتفيها بإستسلام وقالت بهدوء :
- اللى حضرتك تشوفه .
إلتفت جاسم لمالك وقال بعملية :
- بكرة الصبح يا مالك تتصل بأصحاب الأرض و تمضى معاهم العقود إنت و المحامى و تسلمهم الفلوس .. أما النهاردة فتنفذ اللى قالته وعد .
ربت مالك على ذراعه وقال بإبتسامة متحمسة :
- حاضر .. سيبها على الله و عليا يا صاحبى .

.................................................. .................................................. .......
.....................

وقف عمرو فى شرفة الشالية يتابع روضة بعينيه وهو يشعر بالضيق على حالها المتغير .. إنه موقن رغم تحفظها الشديد وإنكارها أنه هناك خطب ما أحزنها لتلك الدرجة .. أصعب ما يؤرقه أنه لا يستطيع إخراجها من حالتها تلك .. فمنذ سفر والديهم و هو يعتبر روضة ووعد إبنتيه .....

ربتت روان على ذراعه مواسية وقالت و هى تحدجه بإبتسامتها الرقيقة والتى تنسيه آلامه وهمومه :
- روضة بقت كويسة يا عمرو .
إحتضن كفها بين كفيه و أطال نظراته إليها ثم رفع كفها نحو فمه و قبله بهدوء .. ثم قال بإبتسامة هادئة :
- مش عارف هى كويسة و لا ﻷ .. ومش فاهم أى حاجة .
سحبت كفها منه بخجل و تطلعت أمامها تتأمل البحر و المصطافين .. بينما وقف عمرو يتأملها بحب حتى خرج سراج من غرفته و وقف بجوارهم وسأل عمرو قائلا بتعجب :
- إنت سبت روضة ليه يا عمرو .
إلتفت عمرو ناحية سراج و قال له بتنهيدة يأسة :
- مصممة تقعد لواحدها و مش عارف أخرجها من حالتها .. و المصيبة مش عارف مالها .
هز سراج رأسه متفهما و قال بحنو :
- أنا هروح أتكلم معاها يمكن أقدر أعرف مالها .
و تركهم وإتجه ناحية المظلة الجالسة أسفلها و جلس بجوارها فلاحظ أنها لم تشعر به .. فربت على ذراعها و سألها برأفة :
- الجميل بيعيط ليه .
إلتفتت إليه روضة برأسها و إبتسمت بهدوء و قالت بسخرية :
- أنا مش بعيط ولا حاجة يا سروجتى .
ضحك سراج ضحكة خافتة و قال مداعبا :
- أول مرة تدلعينى يا روضة .. بس بصراحة أحلى من السنجوبة وعد .
تطلعت روضة أمامها بشرود و قالت بأسى :
- أى حاجة من وعد ليها طعم تانى .. ربنا يهنيها و يسعدها .
ضغط سراج على شفتيه بقوة و تنهد بقوة و قال بنبرة متمهلة :
- عارف إنك بتتمنيلها ده من قلبك .. زى ما أنا عارف سبب تعبك و وجعك .
إبتلعت روضة ريقها بصعوبة وإعتدلت فى جلستها بفزع وقالت بهدوء متمرس :
- قصدك إيه يا عمو .
إبتسم بمكر بعدما جذب إنتباهها و شعر بصدق نواياه .. ثم قال بإقتضاب قاتل :
- مالك إبنى .
كتمت شهقة ثقيلة أرهقت صدرها وهى تتنقل بين عينيه تستشف منهما مقصده بما قاله .. ثم خرج صوتها متحشرجا من آثر صدمتها المؤلمة وهى تسأله بخوف :
- ماله .
ساد الصمت للحظات و سراج يتطلع للبحر بشرود ثم قال بألم :
- كنت طول الوقت مستنى إنه هياخد باله من نفسه و يعرف إنه بيحبك .. كان دايما بيتكلم عنك وبس .. روضة قالت .. روضة عملت .. روضة جابت .. روضة قرأت .. حتى روان كان دايما يقارن كل تصرفاتها بيكى .. ما رضيتش أنبهه و قولت هياخد باله لواحده خصوصا لما لاحظت نظراتك ليه فإتأكدت إنك إنتى كمان بتحبيه .
هزت روضة رأسها بقوة وقالت نافية :
- ﻷ ﻷ .. حضرتك فاهم غلط .. مافيش حاجة من الكلام ده صح و ....... .
قاطعها سراج بقوة وهو يقول بثقة :
- أنا مش صغير و عارف أنا بقول إيه كويس .. إنتى بتحبيه بس المصيبة إنه لما رجع من سفره الأخير لقيته مهتم بوعد .. و نظراته ليها كانت جديدة عليا و عليها .. لغاية ما سمعته و هو بيقولها إنه بيحبها و عاوز يخطبها .. و فى نفس اليوم إنتى تعبتى فعرفت إن وعد أكيد قالتلك .
حركت روضة نقابها قليلا لتتنفس ثم قالت بجدية :
- يا عمو حضرتك فاهم الموضوع غلط .. صحيح وعد قالتلى على مالك بس أنا مافيش حاجة جوايا ليه .
هز سراج رأسه متفهما وقال بإبتسامة خفيفة :
- خلاص يا حبيبتى براحتك .. بس برضه أنا عارف إنك مؤمنة و قوية و عارفة إن النصيب و إرادة ربنا فوق كل شئ .. وما فيش حد عارف الأيام هتمشى إزاى .
تطلعت إليه روضة برجاء وقالت بتوسل :
- علشان خاطرى يا عمو ما حدش يعرف الكلام اللى حضرتك قولته ده .. مش هسمح لنفسى إن وعد تتأذى بسببى هى و مالك بيحبوا بعض .. و مش لازم حاجة تبعدهم عن بعض .
ربت سراج على كفها بحنان أبوى هى فى أشد الحاجة إليه و سألها بمداعبة قاطعا لتلك الحالة :
- تضربى معايا حمص الشام .
إبتسمت روضة بخفوت و هزت رأسها بالإيجاب وقالت :
- يا ريت أصلى ما فطرتش كويس .. و يا سلام لو توافق إنى أعزمك على الغدا لوحدنا يا سروجتى .
ضحك سراج ضحكة عالية و قال بقوة :
- موافق بس أنا اللى عازمك .. ده أنا هأكلك جمبرى وسمك هتحلفى بيهم .
تعالت ضحكات روضة التى وصلت لقلب عمرو لا لأذنيه .. فشعر بسعادة غمرته وراحة ليقول بغضب مفتعل :
- الله .. هو الضحك لعمو سراج والتكشيرة والبوز ليا .
وقفت روضة ولملمت أشياءها و قالت بسخرية :
- خليك فى خطيبتك لو سمحت .. وعلى فكرة عمو سراج عازمنى على الغدا .. لواحدى .. إتعلم منه شوية و إبقى خد روان و إعزمها يا بخيل .
وتركتهما وإبتعدت عائدة لتبدل ملابسها و قد شعرت براحة غريبة و رضا قد ملأها من فكرة أن مالك قد إهتم لأمرها ولو لفترة قصيرة فهذا يكفيها وأكثر .......
جلس عمرو بجوار سراج وسأله بفضول وهو يتطلع إليه بتعجب :
- حضرتك عملتلها إيه يا عمى .. ده أنا تعبت معاها .
إبتسم سراج لعمرو وقال ليطمأنه :
- هى كويسة ما فيهاش حاجة .. بس إرهاق من الشغل مش أكتر .. قولى صحيح الموبليا خلاص هاتيجى بكرة .
إعتلت الفرحة ملامح عمرو وتنهد مطولا و قال بحماس :
- أيوة إن شاء الله .. و هاخد الموبليا بتاعت حضرتك كمان من عند المدهباتى علشان الحاجة تطلع مرة واحدة .. و هننصبهم و لما البنات يرجعوا يفرشوا براحتهم بقا .
زم سراج شفتيه بضيق وقال بعدم فهم :
- أنا مش فاهم أبوك وأمك دول إيه علشان يسيبوك لواحدك فى الفترة دى و إنت أكيد محتاجهم .
طأطأ عمرو رأسه بكسرة و عبث فى الرمال بأنامل قدمه وقال بخفوت :
- ربنا معايا أحسن من الكل .
ملس سراج على ظهره وقال بحنو :
- ربنا يكملك بعقلك يا إبنى .. روان حطها جوة عنيك يا عمرو وخلى بالك منها .
ضحك عمرو بخفوت وقال ساخرا :
- وصيها هى عليا دى مطلعة عنيا .. بس بجد تسلم تربيتك يا عمى لو لفيت الدنيا مش هلاقى ضوفرها .
- أنا بحترم فيك يا عمرو إنك بتحافظ و بتخاف عليها حتى من نفسك .. ربنا يهنيكم و يسعد أيامكم يا إبنى .
وقف سراج مسرعا وقال بتوتر :
- إتأخرت على روضة عاوزها تزعل منى .. ده إنت رغاى رغى .
رفع عمرو حاجبيه بتعجب وتابع إنصرافه بعينيه وقال هامسا :
- ربنا عوضنا بيك يا عمو سراج .. الواحد مش عارف لما ييجى بابا وماما هتعامل معاهم إزاى .. أوقات بحس إن وعد معاها حق .
ثم إستند برأسه على طرف الكرسى المداد و أغمض جفنيه مستمتعا بتلك النسمات التى تداعب وجهه و خيال حبيبته الرقيقة يداعبه محفزا له ليعود إليها ليكحل عينيه برؤيتها و التمتع بلحظات قليلة معها تشعره بالراحة و الجنون .........

.................................................. .................................................. ...
........................

خرجت وعد و جاسم من الشركة و وعد تتمالك بعد خروجها من المصعد كعادتها .. بينما تطلع إليها جاسم بإبتسامته الجانبية متأملا برائتها و عفويتها التى تسلبه تعقله معها .. إنتظر حتى هدأت و دنا منها قائلا برقة هامسة :
- خليكى هنا هروح أجيب العربية من الجراج وهاجى بسرعة .
زمت وعد شفتيها بضيق و رفعت حاجبها مستنكرة ما قاله بتلقائية واثقة ثم قالت بحدة :
- مش هركب معاك فى عربيتك طبعا .
رفع حاجبه أيضا بتعجب و سألها بضيق :
- و ليه مش هتركبى معايا .. طبعا .
زفرت بضيق وقالت موضحة بقوة :
- علشان ما يصحش أركب معاك لواحدنا لو حد شافنى معاك هيقول عليا إيه .
عقد ذراعيه أمام صدره متابعا لحركاتها الغاضبة .. ثم قال بضيق :
- عادى اللى يقول يقول .. و باعدين إنتى مديرة مكتبى .
تطلعت إليه مطولا وهو يهوى قلبه مع نظراتها الغاضبة والتى أبرزت بنية عينيها اللوزية .. و تلك النقاط الجذابة على أنفها و بداية وجنتيها و التى ظهرت بعدما إختفى الكريم عن وجهها .. حتى أخرجته من تأمله لها وهى تقول بسخرية :
- و أنا يعنى هحط يافطة على صدرى أكتب عليها والله أنا مديرة مكتبه .. بص .. حضرتك إنت هتركب عربيتك و أنا هركب تاكسى وهنتقابل فى الملجأ .
تطلع إليها بغضب متملك وقال بصوته الرجولى الأجش ساخرا :
- ما إنتى الصبح كنتى راكبة مع مالك لواحدكم .. فعادى بقا إركبى معايا .
نزلت كلماته عليها كالصاعقة .. رغم حدتها إلا إنه على حق .. أغلقت عينيها مطولا وسحبت نفسا طويلا زفرته مرة واحدة و أخرجت هاتفها من حقيبتها و عبثت به قليلا ووضعته على أذنها و إنتظرت الإجابة .. كل هذا و جاسم يتابعها بندم على كلماته اللاذعة و التى جرحتها دون وعى منه .. تابع حديثها الهاتفى بتعجب من كلماتها و هتافها الذى أحرجه وبشدة وهى تقول :
- أيوة يا عمرو .... أنا كويسة بس عمرى ما هسامحك على الموقف اللى حطتنى فيه النهاردة لما ركبت مع مالك لواحدنا علشان إنت صممت و أنا سمعت كلامك ....... ما تقوليش إهدى أنا غلطانة و ندمانة ومش هكرر غلطى ده تانى ...... لأ هبقى أحكيلك لما هرجع بس بعد إذنك أنا هروح دار الأيتام اللى فى شارع ***** مع الباش مهندس جاسم ..... لأ ما تقلقش فى شغل ..... هركب تاكسى طبعا أنا بتعلم من أخطائى كويس .... لما أجى هبقى أعرفك كل حاجة بس إنت حطتنى فى موقف محرج قوى ..... مش مشكلة بقا يالا سلام ... باى .
وأغلقت الهاتف و وضعته بحقيبتها بعصبية .. فقال لها جاسم متأسفا على تسرعه :
- أنا آسف بجد يا وعد .. أنا مش عارف قولت كده إزاى .
تطلعت إليه برسمية و قالت بجدية هى أكتر ما يكرهه بها :
- أنا هسبق حضرتك فى تاكسى .. بعد إذنك يا باش مهندس .
وتركته وإنصرفت و هى تسب نفسها على فعلتها الحمقاء .. ثم أشارت لسيارة أجرة فوقفت لها على الفور .. فتحت الباب الخلفى وركبت لتتفاجأ بجاسم يصعد السيارة بجوار السائق وقال :
- إطلع على شارع **** يا ريس لو سمحت .
أومأ له السائق برأسه موافقا و قال :
- تحت أمرك يا باشا .
إنطلقت السيارة و وعد تشعر بالغضب .. بينما جاسم يتابعها بعينيه فى المرآة الجانبية للسيارة .. كان الصمت هو رفيقهم طوال الطريق حتى قالت وعد بتلهف :
- على جنب يا أسطى لو سمحت .


قراءة ممتعة


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 21-11-20, 08:43 AM   #47

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

يارب خطة وعد تنجح ويقدروا يوقعوا امير وما يكون في ثغرات اثناء تنفيذ الخطة حتى ما يقدر امير يتلاعب معهم
فصل جميل ورائع حبيبتي ياسمين تسلم ايديكي على. المجهود💓💓💓


Moon roro غير متواجد حالياً  
قديم 21-11-20, 11:42 AM   #48

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
يارب خطة وعد تنجح ويقدروا يوقعوا امير وما يكون في ثغرات اثناء تنفيذ الخطة حتى ما يقدر امير يتلاعب معهم
فصل جميل ورائع حبيبتي ياسمين تسلم ايديكي على. المجهود💓💓💓

تسلميلي حبيبتي ❤❤
أتمني زيك كده الدنيا تظبط معاهم بس هنشوف مع بعض هيحصل ايه


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 22-11-20, 11:12 PM   #49

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع :
****************

انتفض جاسم بجلسته و التفت اليها .. بينما هدأ السائق من سرعة السيارة حتى وقف بها فقالت له بإمتنان :
- متشكرة جدا .. بس خمس دقايق و هرجع تانى .

ثم فتحت الباب و ترجلت مسرعة .. عبرت الطريق و جاسم يتابعها بعينيه متعجبا حتى رآها تقترب من محل للبقالة .. إبتاعت زجاجة ماء و بعض المأكولات الخفيفة و عبرت الطريق مجددا و لكنها تابعت سيرها حتى وقفت أمام رجل مسن يعمل عامل نظافة للطرق .. إبتسمت له بمداعبة و تحدثت معه قليلا و جاسم يقتله الفضول لمعرفة حديثهما الذى جعل الرجل يبتسم بهدوء .. حتى أعطته وعد الماء و الطعام .. فكانت سعادة الرجل لا توصف وقد إتسعت إبتسامته وهو يأخذ منها الأشياء ولم تكتفى بذلك بل و ضعت يدها بحقيبتها و أخرجت شئ و أعطته له بيده .. و ربتت على كفه بحنو .. فسر جاسم ما أعطته له على أنها مساعدة مالية لتنفرج شفتيه عن إبتسامة عاشقة لتلك الملاك التى تسير نحوه وهى ترمقه ببرود قاسى حتى صعدت السيارة مجددا بهدوء .. ليصعد هو الآخر و قال للسائق :
- إطلع يا أسطى .

لم يتخلى عن إبتسامته و هو يتذكر موقفها الإنسانى الذى لم يخطر على باله من قبل .. تنفس مطولا وزفره على مهل وقال بنفسه :
- إيه البت دى ملاك .. ﻷ دى جنية ناوية تسحرنى و تخلينى أدوب فى كل تفاصيلها .. عمرى ما قابلت واحدة زيها فى حياتى .. ملكت قلبى و بقا ليها لواحدها .. و لازم قلبها يبقى ليا لواحدى حتى لو هجرحها وأذيها بس مش هسيبها تبقى لحد غيرى .. إن شاالله أقتلها وأقتل نفسى بس تكون ليا وبس .. هى ملكى أنا .. بتاعتى أنا غصب عن أى حد .

خرج من شروده على تباطئ حركة السيارة و السائق يصفها بجوار دار الأيتام .. مدت وعد يدها بالأجرة للسائق .. فرمقها جاسم بنظرة جعلتها ترتجف و تعود بيدها لجوارها .. بينما أعطى جاسم السائق أجرته وترجلا بهدوء .. وقف جاسم أمامها وقال بإستعطاف لا يتناسب مع رجولته الظاهرة للعيان بجسده الضخم و صوته الأجش :
- أنا آسف يا وعد .. صدقينى أنا عمرى ما إعتذرت من حد قبل كده .. وعارف إنى زودتها معاكى .
أومأت له برأسها وقالت بهدوء رزين :
- حضرتك عندك حق فى اللى قولته .. أنا اللى حطيت نفسى فى موقف محرج .. و دلوقتى خلينا فى اللى إحنا جايين علشانه .
هز كتفيه فى حركة طفولية و عقد ذراعيه أمام صدره وقال :
- ﻷ .. مش هندخل غير لما تقوليلى إنك سامحتينى ومش زعلانة منى .
إبتسمت بتلقائية على حركاته الطفولية و قالت وهى ترمقه بتعجب :
- أنا مش زعلانة منك .. يالا بينا .
مد لها ذراعه لتتقدمه .. فزادت إبتسامتها فشرد بغمازتيها و فمها الذى يشعل بداخله نيران لم يشعر بها من قبل مع أى أنثى عرفها .. دخلا للدار وإصطحبهما عامل الأمن لمكتب المديرة التى رحبت بهم بحفاوة بعد علمها بهوية جاسم و أنه إبن فضل رحال أكبر رجال الأعمال بدمياط و أغناهم .. وبالفعل تحققت نبوئتها بعما قدم لها جاسم شيك بمبلغ مالى كبير تخطى أحلامها .. بينما عرضت وعد عليها فكرتها فى توفير فرص عمل للفتيات بعد خروجهم من الدار .. و توفير المسكن والأسر البديلة لهم .. فقالت لها المديرة بفرحة :
- مش عارفة أشكركم إزاى .. يا ريت كل الناس زيكم و يبقى فى عدالة إجتماعية للكل .
إستندت وعد بمرفقها على مكتبها وقالت بقوة و ثقة :
- أنا بعد إذنك طبعا حابة أتعرف عل البنات اللى قربوا يخرجوا علشان أقدر أحدد إهتمامتهم و ميولهم و أوفر لكل بنت شغل تحبه و سكن آمن .
أومأت المديرة رأسها بتفهم وقالت بموافقة :
- طبعا يا فندم من حقك .. و قرب السن بينكم هيخليكى تقدرى تقربى منهم بسهولة .. أنا دلوقتى هعرفك على خمس بنات قدامهم أسابيع بسيطة و يتموا السن القانونى و يخرجوا من الدار .
رفعت سماعة هاتفها و طلبت من سكرتيرتها أن تحضر إليها الخمس فتيات .. بعد قليل إنتبهوا على طرقات على باب الغرفة فقالت المديرة بصوت عالى :
- إدخل .
دلفت الخمس فتيات للغرفة .. فقالت المديرة بإبتسامة هادئة :
- هما دول يا آنسة وعد البنات .. تقدرى تتعرفى عليهم .
مررت وعد عينيها على الفتيات لتجدهم فى عالم آخر و قد تعلقت عيونهم بذلك الوسيم الجالس أمامها .. أخفت إبتسامتها وقالت بنفسها :
- البنات عينهم هتطلع على جاسم .. الحمد لله إن مالك مجاش معايا كان زمانى دلوقتى هادة الدار على دماغتهم .
ثم توقفت عينيها على تلك الساحرة .. و التى لم ترى بجمالها من قبل .. قطة .. قطة منزلية مرفهة بتلك العيون الفضية و بياضها الناصع و شعراتها البنية المنسدلة على ظهرها بتموجات ساحرة .. إلتفتت وعد لجاسم فوجدته يتطلع بتلك القطة السيامى .. فأردفت قائلة بنفسها مجددا :
- لتانى مرة بحمد ربنا إن مالك مش معايا .. أنا متأكدة إنه كان هيعجب بيها زى الباش مهندس .
إرتسمت إبتسامة جانبية على ثغره وهو يحول مقلتيه لوعد فوجدها تحدجه .. بينما علمت هى أن تلك الإبتسامة خاصة بها وتأكدت عندما وجدته يتطلع إليها بقوة نافذا لروحها .. لا تعلم سر تلك النظرات التى تسلبها إرادتها وتجعلها لا تحيد بعينيها عنه ...
ربما لم تهتم لنظراته لتلك القطة الجميلة و لكنها قارنتها بنظراته إليها فكانت الرابحة بلا أدنى شك فتلك اللمعة بعينيه تجاهها جعلتها توقن أنها أجمل من تلك القطة وهى تعلم أن ما تخفيه تحت حجابها و ملابسها الفضفاضة أكثر بكثير مما تظهره تلك القطة ......
شعور غريب بالإنتشاء ملأها .. ربما غذى جاسم بنظراته غرورها و أنوثتها فأصبحت ممتنة لتلك الشباك السوداء التى كلما تطلعت بها أسرتها بقوة و أصبح الفكاك منها أمر صعب ومرهق .. و لكنها قاومت و وقفت و إقتربت من الفتيات و صافحتهم بود لكسب صداقتهم و تعرفت عليهم واحدة تلو الآخرى .. حتى وقفت أمام تلك القطة السيامى كما أطلقت عليها بداخلها و صافحتها بإبتسامة إعجاب متأملة عينيها الرمادية عن كثب و سألتها برقة :
- إسمك إيه يا قمر .
أجابتها الفتاة وهى تبادلها إبتسامتها :
- إسمى لمى .
رفعت وعد حاجبيها بإعجاب شديد على الإسم و صاحبته و قالت بمداعبة :
- يعنى قمر و جميلة و كمان إسمك لمى .

زادت إبتسامة الفتاة و شكرتها قائلة :
- شكرا .. عنيكى اللى حلوة .
تراجعت وعد بعض خطوات للخلف وقالت للفتيات بحماس :
- أنا هاجى أزوركم دايما و أتمنى نكون صحاب .. و إحنا هنوفر ليكم بعد ما تخرحوا من الدار حياة مستقلة و قوية هنوفر لكم وظائف محترمة و سكن آمن و مش هنخليكم محتاجين حاجة لغاية ما تتجوزا وتبنوا حياتكم .
شكرتها الفتيات و قالت إحداهن بتقدير :
- متشكرين جدا يا آنسة وعد .. و إحنا اللى نتمنى نبقى صحابك .
إبتسمت وعد براحة وقالت بطيبتها المعتادة :
- إن شاء الله .
أشارت لهن المديرة بالإنصراف .. فتركوهم وخرجوا بينما عادت وعد لمقعدها و هى تبتعد بعينيها عن ذلك المحاصر لها بنظراته والتى باتت تخشى تفسيرها .. وجهت حديثها للمديرة وطلبت بهدوء متزن :
- إن شاء الله لو سمحتيلى حضرتك حابة أجى أتعرف عليهم كويس .
أومأت المديرة رأسها بقوة وقالت موافقة :
- طبعا يا فندم تقدرى تيجى فى أى وقت و إحنا تحت أمرك .
خرج جاسم عن صمته و قال بوعد :
- و أنا بوعد حضرتك إن كل شهر هيوصل لحضرتك شيك بمبلغ مالى مساهمة من شركة رحال للدار .. بس بتمنى من حضرتك محدش يعرف علاقة شركة رحال بالدار .. دى حاجة بينا و بين ربنا .
أجابته للمديرة وهى ترتدى نظارتها الطبية :
- طبعا يا فندم .. متفهمة حضرتك .
وقف جاسم و صافحها قائلا بإمتنان :
- فرصة سعيدة يا فندم .. و حابب أشكر حضرتك على مجهودك فى الدار بجد حاجة تشرف .
- أنا اللى ليا الشرف يا باش مهندس .
صافحتها وعد أيضا و خرجوا من مكتبها .. أثناء سيرهم إستمعت وعد لهمهمات النساء حولها على جاسم .. فسألت نفسها بتعجب :
- شوفى البنات هيموتوا على جاسم إزاى .. على إيه يعنى ده عادى جدا .. هو صحيح أسمرانى و طول بعرض و شوية عضلات و ملامحه حادة بس وسيم شوية برضه .. عموما أنا مالى .
خرجوا من الدار فسألها جاسم بفضول :
- هترجعى معايا الشركة ولا هتروحى رأس البر .
تطلعت لساعة يدها و طالعته و هى تقول بإرهاق :
- ﻷ هروح بقا أساسا ميعاد الشغل عدى من فترة و أنا تعبت النهاردة .. هركب مواصلات و أرجع أنا .
عقد حاجبيه نافيا ما قالته وقال بحدة :
- مواصلات إيه .. أنا هوقفلك تاكسى طبعا .
وبدون أخذ رأيها أشار لسيارة أجرة .. فوقفت أمامهم فدنا من السائق و سأله ثم إعتدل فى وقفته و فتح لها الباب الخلفى و قال بصوته الرخيم لفرض سيطرته عليها :
- إركبى يالا .
وما أن فتحت فمها لتعترض سبقها هو و قال بنظرات محذرة باتت تخيفها :
- إركبى بهدوء لو سمحتى .
أغلقت عينيها بنفاذ صبر من تحكماته و زفرت بضيق و قالت بعبوس :
- حاضر أى أوامر تانية .
إبتسم وهو يتابع غضبها اللذيذ و قلد نبرتها الغاضبة ساخرا و قال :
- ﻷ مافيش أوامر تانية .
صكت أسنانها بقوة و صعدت السيارة بصمت و أغلقت ورائها الباب فوجدته يصعد السيارة بجوار السائق .. و أمره بالتحرك فرفعت حاجبيها بتعجب وسألته :
- هو حضرتك رايح فين .
أجابها ببرود مستفز وهو يتطلع بالطريق أمامه مستمتعا بنغمة صوتها الناعمة مثلها :
- هوصلك و هرجع .

- نعم ؟!!!!!
قالتها بدهشة غاضبة و هى لا تملك أى تفسير عن تصرفاته الغامضة معها .. و لكنه قال بنفس النبرة الباردة :
- زى ما سمعتى هوصلك وهرجع .
و أخرج هاتفه وعبس به قليلا متجاهلا تزمرها و ضيقها .. ولكنه كان يتابعها فى المرآة الجانبية للسيارة فبعث لها رسالة على هاتفها فحواها :
- عوزانى أسيبك مع سواق التاكسى لواحدك .. هو إحنا آه شباب بنلبس بناطيل مقطعة و رافعين شعرنا زى لاعيبة الكورة بس ولاد بلد و نفهم فى الأصول .

و أرسلها .. إنتبهت على رنين هاتفها بوصول رسالة فتطلعت به فوجدتها منه .. رفعت رأسها نحوه بتعجب .. ثم عادت برأسها للهاتف و فتحت رسالته و قرأتها .. فإبتسمت بخفوت و ردت عليه :
- ما إحنا كمان بنات رجالة قوى ولو حسينا بغلط بنطرطش زلط .
و أرسلتها له .. إهتز هاتفه بيده فوجدها رسالة منها ففتحها و قرأها ليدخل فى نوبة ضحك عالية .. تطلع إليه السائق بتوجس .. بينما أخفت وعد إبتسامتها و عاد هو ليرد عليه برسالة جديدة :
- شوف إزاى .

و أرسلها و إنتظر عاصفة غضبها .. فتحت هى الرسالة و قرأتها لتشتعل عينيها بضيق ثم ردت بقوة ساخرة :
- شوفت بقا .. قول إنت يا باسط هتلاقيها هاصت .
وأرسلتها فقرأها ليعود لضحكه مجددا و كتب :
- يا باسط يا رب .
و أرسلها و لكنها إكتفت ولم ترد عليه .. و إستمر صمتهم طوال طريقهم الطويل و لكن إبتسامتهم العابثة ظلت مكانها و جههم ......

.................................................. .................................................. .
.......................

وصل سامر بسيارته أسفل شركة علا .. و وقف فى المرآب فى إنتظارها .. ترجل من سيارته و جلس على مقدمة سيارتها حتى رآها تتقدم نحوه وهى تحمل بعض الملفات الثقيلة التى تلهيها عن رؤيته .. ولكنها إعتدلت فى سيرها فرأته أمامها .. رمقته بنظرة غاضبة و قالت بعبوس :
- إنت .. إنت بتعمل إيه هنا .
تطلع إليها بشوق وهو يطوف بعينيه على وجهها ثم قال بهدوء :
-بستناكى .
فتحت السيارة ووضعت بها الملفات و أغلقت بابها بقوة و إلتفتت إليه بقوة و قالت ساخرة :
- و بتستناتى ليه إن شاء الله .. لعل السبب خير .
قفز من على سيارتها و وقف أمامها و قال بغمزة من عينيه :
- وحشتينى .
إبتلعت ريقها بتوتر .. وهى تذوب داخل عينيه الزيتونية التى تعشق لونهم .. ثم تمالكت و قالت بضيق :
- صدقنى آخر ما هزهق هعرف جاسم إنك بتضايقنى و ساعتها هتخسروا بعض .
إبتسم بسخرية و إقترب منها و هو مازال يتطلع داخل عينيها ثم قال هامسا :
- هتقوليله إيه .. كنا بنحب بعض و أنا إتجوزت و سبتوا .. ودلوقتى هو بيطاردنى .
أشاحت بوجهها عنه و زفرت بضيق ثم عادت بعينيها تطالعه بنظرات نارية من شدة غضبها .. لتقابلها نظراته العابثة الواثقة .. فرفعت سبابتها أمام وجهه و قالت بتحذير :
- إوعى تفتكر إنك بكلامك ده هتخوفنى .. ﻷ .. أنا أقدر أقوله كل اللى إنت قولته ده ولا يهمنى .. حتى لو هتبقى النتيجة إنى آخد بنتى و أرجع شقتى تانى لوحدى .
تخلت عينى سامر عن الهزل و طالعها بشفقة ثم قال بندم :
- آسف لو قولت حاجة زعلتك منى .. بس أنا هموت عليكى يا علا ما سبتش حد السنين اللى فاتت غير و سألته عنك .. كنت بستنى سيرتك تيجى فى كلام جاسم علشان أطمن عليكى .. ريحى قلبى بقا .. زعقيلى و إضربينى لو عاوزة بس إرجعيلى أنا تعبت .
كانت علا تذوب مع صوته و نظرات العشق بعينيه .. و لكنها قالت ببرود :
- خلصت كلامك .. مع السلامة .
و فتحت باب السيارة لتصعدها ولكنه أغلقه وقال بغضب :
- إنتى إيه .. لوح تلج مش حاسة بالنار اللى جوايا .. بقولك هموت عليكى و نفسى تبقى ليا .
تعلم جيدا أنها لو إستمرت فى وقفتها معه ستنهار بسهولة أمامه وتعلن إستسلامها له ..و تعترف له بأنها تريده أكثر منه .. و تشتاق إليه كل ثانية تقضيها بدونه و لكن كبريائها و عزة نفسها تمنعها من الضعف أمامه بعدما تركها فى الماضى لصديقه بمنتهى اليسر لمجرد أنه لا ينوى خسارته .. ومع تدفق الذكريات المؤلمة أمامها عادت لقوتها و قالت بسخرية قاتلة :
- كلامك بقى مستفز بشكل .. أنا مش عاوزاك إفهم ده كويس .. بعد طارق مش هحب حد لأنى معاه عرفت الحب اللى بجد .. كان حبيبى و أبو بنتى و جوزى .. فاهم يعنى إيه جوزى .. و بعده ما فيش حد هيدخل حياتى .
إبتسم بسخرية فهو يعلمها أكثر من نفسها ويرى تأثيره عليها بسهولة رغم تلك القشرة الصلبة التى تظهرها له .. فدنا منها و قال بثقة :
- ولا يفرق معايا بنص جنيه من قرطاس كلامك الفارغ ده .. إنتى متأكده إن قلبك ما دقش غير ليا و بس ممكن تكونى إديتى لطارق كل حاجة .. بس قلبك ليا أنا و أنا متأكد من اللى بقوله .
ضحكت ضحكة عالية ساخرة تدارى بها أنه صادق بكل حرف قاله .. بعد لحظات تمالكت وقالت من بين ضحكاتها :
- تصدق بالله أوقات بتصعب عليا .
تنهد سامر مطولا و قال و هو يتطلع إليها بهيام و ألم :
- إحساسى معاكى مخلينى متأكد إنى جوة فى قلبك و عنيكى ما بتقدرش تكدب عليا .. ورغم كده أنا هعملك اللى إنتى عاوزاه و هبعد عنك و هسمع كلام أمى و هلاقى بنت الحلال اللى تبقى مراتى و تدينى اللى محتاجه منك .. بس رغم كده قلبى هيفضل معاكى إنتى .
إرتفع حاجبيها بذعر وهى تستمع لكلماته المؤلمة .. حتى أردف قائلا :
- حبك هو الهوا اللى بتنفسه .. حبك بيطمنى و بيخلينى حاسس إنى عايش و بتنفس .. بس برضه مش هذل نفسى ليكى أكتر من كده .

ثم رفع كفه ناحية وجهها و مرر أنامله بالهواء على صفحة وجهها كأنه يرسم ملامحها داخل قلبه فى حركة قديمة بينهما ليشعر كأنه يتلمسها .. زادت دقات قلبها وهى تراقب حركته القديمة .. فهوى قلبها تحت قدميها .. وعينيها تتبعه حتى إنطلق بسيارته بهدوء تاركا خلفه علا فى أضعف حالتها .. صعدت سيارتها و قادتها مسرعة و هى لا تشعر بشئ حولها .......

ظلت كلماته تدور برأسها .. سيتزوج .. سيصبح ملك إمرأة غيرها .. ستعيش كل ما مر به أثناء زواجها .. هل جاء الوقت لتذوق ولو قليلا مما أذاقته له بسبب عندها و تكبرها .. و لأول مرة تسأل نفسها لماذا وافقت على الزواج من طارق .. لم تجد إجابة سوى للإنتقام من سامر و التشفى بعذابه .......

عليها منذ الآن التحلى بالصبر و القوة .. لأنه ببساطة سيتزوج .. قلبها يلومها على إستمرارها بعندها و إنتقامها الواهى الذى آذاها و عذبها أكثر من عذابه هو .. فهى من رميت نفسها فى نار زواج من شخص لا تحبه .. بل و يجب عليها أن تبادله حبه و تعطيه من مشاعرها و حياتها و جسدها أيضا .. رغم بقاء قلبها على عهده القديم لحبيبه الوحيد .. كانت تنمزق كلما ذكره طارق أمامها .. و كلما قص عليها أنه على بداية علاقة مع فتاة جديدة .. ثم يخبرها أنه تركها لتعود لفرحتها أنه لن يكون لغيرها .. و ها هو الآن يستسلم مثلها و يقرر أن يرمى نفسه بالنار مثلما فعلت هى .....

كففت دموعها التى إنسابت على وجنتيها و هى تصف سيارتها أمام روضة إبنتها ريتال .. و ترجلت منها و دلفت للداخل لتجد ريتال جالسة بمفردها تضع يدها أسفل وجنتها بملل .. فإقتربت منها و قالت بحنان :
- حبيبة ماما زعلانة منها علشان إتأخرت عليها صح .
رفعت ريتال وجهها ناحية علا بغضب و قالت بعصبية :
- الولاد كلهم روحوا و أنا ﻷ .. حتى مس روضة مس موجودة و أنا زهقت .
حملتها علا و ضمتها لصدرها و قالت بأسف :
- أنا آسفة وهحاول بعد كده أجى بدرى أخدك .. خلاص متصالحين .
ضمتها ريتال إليها و قبلتها و قالت بمشاغبة :
- خلاص متصالحين .. بس هنتغدى عند ماك .. ok .
أومأت علا برأسها وقالت بموافقة على طلبها :
- تحت أمرك يا أميرتى و كمان هنشترى لعبة جديدة .
صفقت ريتال بيديها وقالت بفرحة :
- حبيبتى يا مامتى .. أنا بحبك قوى .
قبلتها علا مجددا و هى تتأمل ملامحها التى تذكرها بطارق دائما .. فقد ترك لها قطعة مصغرة منه لتظل تتذكره و تتذكر حنانه وحبه لها .. و لكنها نفضت تلك الأفكار من رأسها و وضعت ريتال بالمقعد المجاور لها بالسيارة و وضعت لها حزام الآمان .. و أغلقت الباب و إلتفت حول السيارة و ركبت خلف المقود وهى تبتسم بوجه صغيرتها المبتسمة إليها ببرائه .. فلتنسى سامر و طارق و نفسها لو قضى الأمر من أجل تلك الصغيرة والتى هى أغلى ما تملك بالحياة .


.................................................. .................................................. .............
........................

وصلت أخيرا السيارة الأجرة لوجهتها أمام شاليه وعد .. ترجلا منه و إنطلقت السيارة مغادرة تطلعت وعد بجاسم متعجبة و سألته بتلقائية :
- هو حضرتك مش هترجع معاه .
وضع جاسم كفيه فى جيبى بنطاله الجينزى و طالعها بإبتسامة مشاغبة وقال بلوم :
- ده إنتى بخيلة بشكل .. طب قوليلى إتفضل إشرب كوباية ماية أكيد ريقك نشف من الطريق .
عضت وعد شفتها السفلى بحرج وهى تبتسم بخفوت و طأطأت رأسها بخجل و قالت :
- آسفة والله .. طبعا إتفضل .. أهلا .
رد جاسم مسرعا :
- إن شاء الله هنبقى أهلا و قريب .
عادت لها ملامحها المتعجبة من كلماته المبهمة .. ثم تطلعت إليه بنظرات ثاقبة وهى تسأله بترقب :
- إحنا دلوقتى بره نطاق الشغل .. فا أقدر أتكلم مع حضرتك براحتى مش كده .
أومأ برأسه و هو يبادلها نظراتها الثاقبة ثم قال بثقة :
- قولى اللى إنتى عوزاه ما تقلقيش .
عقدت وعد ذراعيها أمام صدرها و قالت بقوة :
- ليه دايما فى كلام حضرتك و نظراتك حاجة مش قادرة أفهمها .. لو حابب تقولى على حاجة معينة قولى على طول لو سمحت .
إقترب منها فى خطوتين و هو يقول بمكر :
- أنا ماليش فى اللف والدوران و لما أحب أقول حاجة بقولها على طول .. وبرضه لو عاوز حاجة مافيش حاجة فى الدنيا تمنعنى عنها .
لم تحصل وعد على إجابة شافية لسؤالها ولكنها تغاضت عن تلميحاته التى بدأت تتضح إليها .. قطع نظراتهم المحتدة والمتأهبة ظهور عمرو و هو يرحب بجاسم بعدما صافحه قائلا بإمتنان :
- يا أهلا وسهلا .. نورت الدنيا يا جاسم .. مش عارف أشكرك إزاى إنك ما سبتش وعد لوحدها .
أجابه جاسم بنظرة معاتبة وهو يقول بإستياء :
- لو سمحت ما تعملش بينا فرق .. و أنا ما كنتش هطمن عليها لو رجعت لواحدها .
نظرت إليهم وعد بيأس وقالت بنبرة محتدة :
- هو إنتوا ليه دايما بتعاملونى على إنى طفلة صغيرة لازم حد يوصلنى وحد يرجعنى .. أنا دلوقتى مديرة مكتبك يا باش مهندس .. تعرف يعنى إيه .. يعنى أنا بساعدك فى إدارة شركة من أكبر الشركات فى دمياط .. ياريت تثقوا فيا زيادة شوية .
جذبها عمرو إليه بقوة و ضمها بكتفه و قبل مقدمة رأسها و قال ساخرا :
- قولى اللى إنتى عوزاه بس هتفضلى فى نظرى البنوتة الصغيرة بتاعتى .
إبتسمت وعد رغما عنها وقالت بعبوس مزيف :
- بس برضه يا أستاذ عمرو هتتعاقب .
صفع عمرو جبهته بقوة و قال برجاء :
- ﻷ .. عقاب ﻷ .. و باعدين جاسم هو اللى صمم يوصلك لهنا عاقبيه هو بلاش أنا أنا عريس و غلبان والله .
عقد جاسم حاجبه متعحبا و سألهم بفضول :
- هى هتعاقبك إزاى يا عمرو .
أجابه عمرو وهو يرسم على وجهه ملامح المقهور قائلا :
- هتخلينى أجيبلها أيس كريم وشوكولاتة بكل الفلوس اللى معايا .
ضحك جاسم ضحكة عالية وهو يلتهمها بعينيه ثم دنا منها وهو يقول ساخرا :
- و زعلانة إننا بنوصلك و خايفين عليكى .. ﻷ و مأموصة قوى إننا بنعتبرك صغيرة و إنتى صغيرة فعلا .. لسه بتاكلى أيس كريم و شوكولاتة .
إزدادت حركة شفتيها إمتعاضا و هى تهز ساقها قائلة بغضب :
- فيها إيه يعنى لما آكل أيس كريم .. يعنى إنت مش بتاكله .
وقفت سيارة مالك بجوارهم .. فإلتفتوا إليه حتى صفها و ترجل منها قائلا بإبتسامته الهادئة :
- إنتوا سبقتونى .. ده أنا جاى بسرعة علشان ألحق جاسم قبل ما يمشى .
صافحه جاسم مصافحتهم المعتادة و قال بإبتسامة هادئة :
- أنا ما كنتش همشى غير لما هاخدك .. ورايا سبق و عاوزك معايا .
أشار إليه مالك للصعود معهم حتى يتناول غدائه و يبدل ملابسه و ينطلق معه .. صعدوا جميعا و جلسوا بالشرفة الواسعة .. فأشار مالك لوعد بحاجبيه أن تقف ليخاطبها .. و بالفعل وقفت مستندة على سور الشرفة و وقف مالك بجوارها متأملين البحر بهدوء .. حتى قال لها مالك بهمس مثير :
- وحشتينى .
إبتسمت شفتيها بهدوء ثم تطلعت إليه للحظات قليلة .. و تركته و إلتفتت لتجد جدتها أمامها .. فإحتضنتها قائلة بمداعبة :
- و حشتينى يا إمتثال .
كل هذا و جاسم يشتعل من غضبه بينما يبتسم لعمرو و يبادله حديثه .. حتى إنتبها على قدوم إمتثال ناحيتهم .. وقف جاسم مسرعا و مد يده إليها فصافحته و ربتت على كفه و قالت بإمتنان :
- شكرا يا إبنى إنك عطلت نفسك و جبتها لغاية هنا .
رد عليها جاسم و هو يتطلع بوعد :
- لا عطلة ولا حاجة .. بس واضح كده إنكم كلكم بتعتبروها طفلة صغيرة .
إشتعلت عينى وعد و قالت بغيظ :
- كده يا إمتثال حتى إنتى .
بحثت إمتثال فى الأرضية وهى تقول بتهديد :
- برضه هتقولى إمتثال .. مين اللى شال الشبشب من هنا .
وضعت وعد كفها على فمها و قالت وهى تضحك بشدة :
- بتدورى على إيه بس .. الشبشب فى رجلك يا إمتثال .
إنحنت الجدة قليلا و إلتقطت حذائها بسرعة عالية و صوبته بسرعة أكبر ناحية وعد التى ركضت و إحتمت بباب الشاليه الخاص بهم .. ثم أطلت برأسها و قالت ساخرة :
- ما جتش فيا .
صاحت بها الجدة بغضب وهى تقول :
- متستفزنيش هجيلك .
خرجت وعد و وقفت أمامها وهى منهارة من الضحك و تطلعت إليها ببرائة كجرو صغير يريد شيئا و قالت بنبرة دلال :
- أنا جعانة قوى يا تيتة .. تصدقى إنى ما أكلتش من الصبح .
شهقت الجدة بصوت عالى و سألتها بقلق :
- ما أكلتيش حاجة خالص .
زمت و عد شفتيها بطفولة وقالت :
- ما أكلتش حاجة خالص مالص .
كل هذا و مالك وجاسم يذوبان مع دلالها المثير كالمثلجات التى تعرضت لفرن ساخن فجأة .. حك جاسم ذقنه بإستثارة و قال بداخله :
- خالص مالص .. و حياة أمى لو ما شالوها من قدامى لهرتكب فعل فاضح فى الشاليه العام .
تطلعت وعد حولها وسألت بتعجب :
- هما البشر اللى هنا فين .
أجابتها الجدة مسرعة :
- طنطك آمال نايمة .. و روان بتساعدنى فى الغدا .. و عمك سراج وروضة بيتغدوا بره .
أومأت وعد برأسها و قالت بإرهاق :
- أنا هدخل أغير هدومى و هصلى و هاجى أساعدكم .
ثم إلتفتت برأسها لجاسم و قالت بلهجة حازمة لا تقبل النقاش :
- حضرتك هتتغدى معانا ومش عاوزة أى إعتراض علشان ما تقولش عليا بخيلة .. و أنا بنفسى اللى هحضره مع تيتة وروان .
ثم لم تعطه فرصه للرد و إنطلقت مختفية عنه داخل الشاليه .. بينما زفر مالك وجاسم بقوة نافثين تلك النيران التى تأججت بداخلهم من تلك الزوبعة المثيرة .. فسألهم عمرو بتعجب :
- إنتوا حرانين للدرجة دى .
لم يأته رد منهما بينما دلف مالك للإغتسال حتى تهدأ نيران قلبه المشتعلة و إرتدى ملابسه و خرج ليساعد الجميع فى وضع الطعام على الطاولة التى بالشرفة .. بينما أكلت السيدات بالداخل .
بعد تناولهم للغداء .. أعطت إمتثال العصير و الحلويات لوعد لإخراجهم .. فقالت وعد بتذمر :
- ما تخلى روان هى تخرجهم .
جففت روان يدها بمنشفة المطبخ و قالت بسعادة ساخرة :
- هاتيهم أنا هخرجهم و إنتى تعالى إغسلى الأطباق .
شهقت وعد بذعر و قالت مسرعة بإبتسامة صفراء :
- و تتعبى نفسك ليه أنا هخرجهم .. قال أغسل الأطباق قال .. و ضوافرى يا ماما .
ثم حملت الصينية و خرجت .. دنا مالك من جاسم و قال غامزا بعينه بمكر :
- سبق النهاردة وراه بنت جديدة صح .
وقفت وعد لثانية وهى تستمع لكلمات مالك و إنتظرت رد جاسم الذى جاء سريعا وهو يقول بحزم :
- ﻷ طبعا .. إنت تعرف عنى كده .
ضحك مالك ضحكة عالية و قال مازحا :
- ده إنت أبو كده .. و أم كده .. و عيلة كده كلها .
فقال له عمرو ساخرا :
- كلنا كنا كده .. بس لما بنلاقى الحب اللى بجد بنمسك فيه بإدينا و أسنانا .. و نعمل المستحيل علشان نحافظ عليه .
هام كلا منهما بكلمات عمرو .. حتى ظهرت أمامهما وعد التى و ضعت الصينية أمامهم و قالت بإبتسامة خافتة :
- إتفضلوا .
قدم عمرو لكل منهم كوبه و قال لوعد :
- شكرا يا دودو .. تسلم إيدك .
أومأت برأسها و عادت للداخل .. إلتفت جاسم لمالك و قال بحسم :
- قوم إلبس بقا يا مالك خلينا نمشى بدرى .
إرتشف مالك من كوب العصير .. ووقف مسرعا و قال بحماس :
- خمس دقايق وتلاقينى قدامك .
و بالفعل إرتدى مالك ملابسه فى عجاله و خرج لجاسم الذى وقف ما أن رآه و إنطلقا سويا .. فى سيارة مالك .. كان الصمت حليفهم على غير العادة فقطع مالك تلك الحالة وقال بإبتسامة هادئة :
- جاسم .
أجابه جاسم بشرود وهو يتطلع للطريق بينما بقى عقله و قلبه عند جنيته الساحرة :
- ها .
إمتعض وجه مالك و قال بعصبية :
- ما تبصلى يا عم و أنا بكلمك .
إلتف جاسم بجسده ناحية مالك و قال بملل :
- أدينى بصيت .. قول يا قوال .
ولى مالك بنظراته متابعا الطريق ثم تنهد مطولا و قال :
- طلع عندك حق أنا بحب وعد .
أطبق جاسم عينيه بقوة و هو يكبت بداخله غضب ينهش بعظامه .. ثم فتح عينيه و سأله من بين أسنانه :
- و هى .
نظر إليه مالك وفى عينيه مزيج من الفرحة والعشق و قال :
- هى كمان بتحبنى .. و هنتخطب قريب إن شاء الله بس محتاج أجمع شوية فلوس علشان الشقة و الفرش و الشبكة و كده .
عاد جاسم بعينيه للطريق و فكر قليلا حتى لمعت عينيه بفكرة شيطانية ظلت تدور وتدور داخل عقله حتى إكتملت .. ثم إلتفت لمالك مجددا بلهفة و قال له ببرائة لعوب :
- طب واللى يحللك مشكلتك دى فى شهر .
قطب مالك جبينه بدهشة و سأله مستفهما :
- قصدك إيه ؟!!!
إبتسم جاسم إبتسامة شيطانية و هو يرى مالك يقع فى فخه بسهولة .. ثم قال بنبرة معللة :
- أنا محتاج حد يسافر رومانيا لمدة شهر تقريبا ..هيلف هناك على كل موردين الخشب لينا و يلاقيلى أنسب سعر و أفضل الأنواع .. لأنى زهقت من خافيير و بنته .. و مش هلاقى أحسن منك للسفرية دى و المبلغ اللى هتوفره لينا ليك منه نسبة ما تتخيلهاش و بكده تقدر تشترى الشقة و إنت حاطط رجل على رجل .
شرد مالك قليلا فيما قاله جاسم .. ثم لمعت عينيه بفرحة فهو على أول الطريق المؤدى لحبيبته و الذى يبدو أنه بإقتراج جاسم قد أصبح الطريق السريع .. لم يفكر أكثر و أجاب جاسم بحسم :
- موافق طبعا .. بس بعد فرح روان و عمرو .
أومأ جاسم برأسه وهو يبتسم إبتسامة شيطانية و قال بهدوء :
- ما عنديش مانع طبعا .. جهز إنت الباسبور و الفيزا و سيب الباقى عليا .. و هخلى معاك هناك مترجمة أنا أعرفها ليها أصول عربية هتساعدك كتير .
ربت مالك على ذراع جاسم و تطلع إليه بإمتنان وشكر و قال :
- ربنا يخليك ليا يا صاحبى .. عمرى ما هنسى معروفك ده .
لوهلة إنتفض ضمير جاسم يذكره بأن مالك أعز الناس لقلبه .. فها هو يخسره من أجل رغبة غبية .. ثم نفض تلك الأفكار المحبطة من داخله و قال بحدة :
- ما تسوق بسرعة شوية .. إيه الملل ده .

زاد مالك من سرعة سيارته وهو يبنى عشه السعيد مع حبيبته بخياله .. تطلع بالسماء يشكر ربه على خروجه من ذلك المأزق الذى أرهقه الفترة الماضية ...........
بينما لمعت عيني جاسم و إبتسم بخفوت على ما جال به خاطره .. فها هي تقترب منه و ما سيفعله سيقلب الموازين و تصبح جنيته .. له .......
.................................................. .................................................. .................
.........................

قراءة ممتعة ......


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 24-11-20, 03:13 PM   #50

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مشاعر جاسم اتجاه وعد عم تزيد
لمى الجميلة اكيد الها دور بارز بالاحداث القادمة حتى سلطتي الضوء عليها
تسلم ايديكي حبيبتي ياسمين على الفصل والمجهود الرائع💕💕💕


Moon roro غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
،،،،،،،،،ررنغؤغنىنعبغرمةم اىبفءعىحوحوةهرعرعرهو

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.