آخر 10 مشاركات
7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree10Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-20, 10:01 PM   #11

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 2 والزوار 11)
‏fatima94, ‏Tuta Al3fifi




fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 03:16 PM   #12

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول
مرجانة أول اسم عرفته من اسمائها الآنسة من عائلة تحترف الاحتيال من الأب اللي المفروض انه كبيرها إلى صغيرها اللي عمره عشر سنين و اللي رافض يستخفوا بقدراته ما شاء الله تعيش و تربي يا أستاذ😂😂
مرجانة تعلمت إنها تتطبع بطباع المنطقة اللي رايحة تنصب فيها لهيك ظهرت بتوب البراءة و المسكنة
طيب على مين بدها تنصب🤔🤔 على لؤي؟!!!! و لا على نسرين 😱😱 ولا على حدا تاني🙄🙄
طيب مين اللي صرخت فيها و قالتلها انت السارقة🤔🤔 مو معقول وحده بمكرها تنكشف بسرعة😌😌😌
و الاهضم بقى حوارها مع وداد و استفزاز زبيررررر كانوا مهضوميييين لا و الحلو أنهن عم يتباروا مين كان بده يشيل المصايب بدل التاني😂😂😂
***


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 03:20 PM   #13

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني
مرجانة😲😲😲😲 يا نصابة رهيبة يخرب عقلها شو نصابة
هي اللي بقولو عنها بتسرق الكحل من العين😅😅😅
نسرين رغم غرورها و غبائها و ملاحقتها للؤي🙄🙄🙄 إلا إن قلبي وجعني عليها من عمايل #
مرجانة النصابة 😂😂
لؤي مو طايقته🙄🙄 صايع ضايع بس مو عارف مع مين علق هالمرة مرجانة رح تربيه😂😂😂
زبير اللي كان عم يراقب الوضع بغموض و تركيز يا ترا ايمت رح يتدخل بسلسلة سرقات مرجانة🤔🤔🤔 و ايمت رح يقنعه أبوها ينضم لمهنتهن و مشاريعهن🤔🤔🤔
جيهان حبيتا💝💝💝🌹🌹🌹 عقلها كبير بس بالوقت اللي عم تنصح فيه مرجانة تخفف براءة ما بتعرف إنها هالمرة انخدعت بس يارب ما تكون غلطة الشاطر اللي بألف😂😂
تسلم ايدك حبيبتي الفصول حلوة و مشوقة و بتفرفح القلب 💝💝💝💝💝💝 ناطرتك بإذن الله وفقك الله لما يحب ويرضى


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 05:19 PM   #14

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

🌹🌹🌹الفصل الثالث🌹🌹🌹

(سترين غدا...)

وجاء الغد بسرعةِ توالي الأيام، تمشي الهوينة عبر الطرقة الثالثة يمينا في السوق الممتاز حيث هدفها، امرأة في أواخر الخمسين وقورة المظهر، عباءة أنيقة بسيطة القصة، بشوشة الوجه تتفقد السلع كسائر الرواد، تجاورها فتاة أصغر ربما في عقدها الرابع، ترتدي كنزة واسعة صوفية وتنورة طويلة بنفس لون طرحتها البنية القاتمة.
ادعت مرجانة الانشغال بتفقد علب الجبن بينما تراقب رد فعل المرأة المتوقع بالنسبة لها حين لمحت شقيقها الأصغر أدهم يلتقط قنينة مخفوق القشدة ليبخ كمية داخل فمه يتلذذ بها، ممتعضة تتلفت حولها علّها تجد أهله أو من يصاحبه لذا قررت أن الوقت حان لتدخلها، تخطو إليه بغضب ثم سحبت منه القنينة، توبخه بهدوء حاد:
(كم مرة سأنبهك لأن ما تفعله لا يجوز ... ويعد سرقة؟)
أسرعت إليهما والدتها، تعقب بجزع:
(أدهم لقد وعدتني أنك لن تسيء التصرف... لن نصحبك معنا مرة أخرى...)
بدأ الصغير في البكاء مطأطئ الرأس فنظرت مرجانة إلى والدتها، تخاطبها بلطف لم يغادره الاستياء:
(لا أمي!... يجب أن يتعلم... سنحضره كل مرة ويعاقَب إن أساء التصرف... ويجازى إن أحسن التصرف...)
رفع الطفل رأسه إليها بنظرات متأملة، يتقن دوره ببراعة أقنعت تلك التي وقفت تراقب المشهد بإعجاب لم تستطع إخفاءه:
(لماذا لم تخبرني أنك تريد مخفوق القشدة؟ نشتريه لتستمتع به بعد أن ندفع ثمنه؟..)
لمحت مرجانة تردد أخيها الغير معتاد وقد تلجلج خطوة نحو الخلف قبل أن يستعيد ما تعلمه، يجيبها بنبرة مذنبة:
(آسفة أختي!... أعدك أنني لن أعيدها..)
استقامت مرجانة بظهرها، ترد عليه بلهجة جافة:
(طبعا لن تفعل... لأنك ستتذكر العقاب الذي سيبدأ منذ الآن... الطعام الذي تحبه وتلك اللعبة التي أوجعت رأسنا بها ...أنت محروم منهم هذه المرة...)
(إلا اللعبة!.. من فضلك أختي.. أعدك!)
قاطعته بصرامة، تنهي النقاش بينما تشير له بالسكوت:
(لا تزد حرفا واحدا إلا قررنا حرمانك منها إلى الأبد... هيا سر أمامي...)
ألقت مرجانة بالقنينة في سلتها وهمت بتجاوز المرأة الجامدة مكانها، تتدعي تفقد السلع على عكس مرافقتها التي بدت تعاني من الضجر، فوجدت عرضا يثير اهتمامها لبعض الوقت:
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.)
ألقتها مرجانة بهدوء وهي تتجاوزهما فردتها السيدة ببسمة بشوشة ومرافقتها بنبرة عادية ولم تلمحا نظرة الظفر تعبر مقلتيها حين التقطت أذناها سؤالها الهامس لرفيقتها:
(هل تعرفينهم؟)
(نعم...جيراننا الجدد ... ساكني منزل العصّاوي سابقا...)
.......
(هل تظنين بأننا لفتنا انتباهها؟)
سألتها والدتها بتردد تتلفت حولها قرب ابنتها على جانب طريق العودة فردت عليها مرجانة متأففة بينما تميل على مقدمة سيارتها، تمثل تفحص المحرك الذي كشفت عنه غطائه:
(اصبري يا ماما... اصبري!...)
مطت والدتها شفتيها بضيق فحادت مرجانة بأنظارها عن كومة الخيوط المتشابكة بين قطع المعادن لتستدرك بتحذير:
(راقبي الصغير ماذا يفعل؟... إن عبث بسيارتي لن أرحمه...)
لمعت مقلتا والدتها، تسألها باهتمام:
(لماذا؟...هل تضعين نقودك في السيارة؟... هل جننت؟)
ارتفع حاجبا مرجانة، تهم بالرد بينما تتخصر لكن وقوف سيارة سوداء فارهة جوارهما دفعت بهما لتستديرا نحو النافذة اللامعة وهي تنخفض لتكشف عن وجه أنثوي بشوش، تتساءل صاحبته باهتمام:
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... هل تحتاجون لمساعدة؟)
تبسمتا في نفس اللحظة برسمية لبقة وتراجعت مرجانة خلف والدتها، ترفرف بجفنيها خجلا:
(عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... كما ترين سيدتي..)
ردت السّعدية مشيرة إلى السيارة بأسف واستياء، تستدرك:
(سيارة ابنتي تعطلت على ما يبدو... وكنت على وشك الاتصال بزوجي ليرسل لنا السيارة أو يأتي بنفسه...)
(لا داعي لذلك... علمت من كريمة بأنكم من اشترى بيت العصاوي سابقا... )
ترجلت من السيارة تجاورهما بعد أن ألقت نظرة نحو الغطاء المرفوع ثم مرجانة المتوارية خلف والدتها، ترمقها بحياء نال إعجابها.
(يمكننا إقلالكما بسيارتنا فنحن جيران ...اسمي...)
مدت يدها نحو السّعدية المحافظة على واجهة مجاملة، تكمل بلطف:
(حكيمة السّبتاوي ... صاحبة البيت رقم عشرة ....)
صافحتها السعدية، تجيبها بلباقة ونبرة هادئة:
(تشرفت بمعرفتك سيدتي... نحاول الاستقرار فلم نتعرف إلى أهل الحي بعد.... لا أريد إزعاجك سيدتي زوجي س...)
كانت قد انتقلت إلى مرجانة تبسط كفها نحوها بينما تقاطعها بعتاب جميل:
(لا والله لن يحدث... سنوصلكم في طريقنا... واتركي السيارة حتى ترسلوا إليها من يعيدها ... مرحبا بنيتي...)
صافحتها مرجانة وشبح بسمة خجول يزحف ليتشبث بطارف شفتيها المرتعشتين.
نظرت السّعدية إلى ابنتها تدعي قلة الحيلة، فرسمت مرجانة على وجهها تعبير الاستفسار القلق لتتدخل حكيمة تقنعهما بنبرة رجاء صادقة:
(تفضلوا معنا ...الجو بارد جدا اليوم...)
أشارت للسائق فأسرع إليها بينما تكمل:
(افتحي له صندوق السيارة يا ابنتي... لم أتعرف إليكما بعد..)
فردت السّعدية، تبادلها البشاشة فتوحي لها ببداية رضوخ مريح:
(اسمي السّعدية ... السعدية البحار... وهذه ابنتي مرجانة...)
اتسعت بسمة المرأة بطيبة لمعت بها مقلتيها بينما تجيبها بسرور:
(تشرفت بكما... ابنتي مرجانة... افتحي الصندوق لو سمحت كي ينقل أغراضكم إلى سيارتنا..)
بلعت مرجانة ريقها، تناظر والدتها بصمت خجول، فقالت الأخيرة بشكر:
(لا بأس... زوجي سيرسل من يعيد السيارة بما فيها... نحن شاكرين لكرمكم .. هيا يا أدهم سنعود مع السيدة حكيمة...)
استدارت مرجانة بعد أن قدمت للسيدة حكيمة بسمة شاكرة مهذبة لتسحب حقيبة يدها وتتأكد من غلق السيارة خلف والدتها وشقيقها ثم عادت لتركب جوار السيدة.
كانت نظرات المرأة فضولية بينما تتنقل بينها وبين والدتها المحتضنة لأدهم المراقب بصمت، تحدثهما بلطف تتعرف إليهما:
(هل أنتم من أقارب البحار المعروفين في الساحل الغربي؟)
زمت مرجانة شفتيها ووالدتها تجيب بتهرب مدروس:
(من بعيد جدا... كما يعلم الجميع العائلة كبيرة جدا تمتد لتكون قبيلة توسعت فروعها.... وماذا عنكم؟... لأي قبيلة تنتمون؟)
ضحكت المرأة، تجيبها ببشاشة تدفع بالألفة لتغمر من يجالسها بسرعة وسلاسة:
(من قبائل الشمال ...)
ثم تلكأت قبل أن تكمل بينما تطرف بنظرة خاطفة نحو مرجانة الغارقة في خجلها حتى أنها رفعت كفيها لتضغط قليلا على وجنتيها:
(وماذا عن ابنتك العروس ما شاء الله؟... أنهت دراستها أم ماتزال تدرس؟)
التفتت إليها فلمحت الاحمرار يطغى على وجنتيها بالكامل فتضاعف إعجابها بتلك الفتاة الصامتة الحيية ووالدتها تقوم بواجب الرد على أسئلتها:
(تخرجت من الجامعة السنة الماضية، فقررت الاستراحة هذه السنة قبل أن تعمل أو تنهي دراساتها العليا... )
(بارك الله فيها ... أي قسم بالتحديد؟)
اتسعت بسمة السّعدية، تجيب بفخر تلألأ عبر عينيها البنيتين:
(قسم الشريعة... )
اتساع طفيف في عينيها تحكمت به مرجانة سريعا بينما تبلع ريقها والسيدة تربت على كتفيها بفخر وانجذاب:
(ما شاء الله... بارك الله لك فيها... وماذا عن هذا الوسيم؟)
يبدو أن الصدمة كانت أقوى من أن تخفيها مرجانة خلف واجهتها البريئة المدعية، فأدارت وجهها نحو النافذة وارتدت النظارة السوداء بسرعة بعد أن تفقدت الجالسة في المقعد جوار السائق، تتحاشى التفاتاتها:
(أنا أدرس في الصف السادس خالتي حكيمة... أسمك جميل تماما كبسمتك...)
كان ذلك آخر ما دفع بالسيدة حكيمة لتقفز مباشرة إلى الفخ ببسمة جميلة راضية بل عليها لمعان إعجاب ناضح من مقلتيها، يصرخ بالكمال، فبعثرت شعر الصغير، تداعبه بلطف:
(وأنت وسيم بكل ما فيك... ألا أولاد آخرين لك سيدة السّعدية؟)
قبلت ابنها بينما تضمه إليها، مجيبة بصدق لم تدّعيه وسط عالمها الزائف:
(الحمد لله... هما كل حياتي مع والدهما طبعا، بارك لنا الله فيه...)
بهزة رأس متفهمة وغمغمة مُؤَمِّنة أرسلت نظراتها نحو بيتهم الذي لاح لهم على أول الشارع داخل الحي، فاستدركت بلباقة:
(وصلنا بحمد الله... هل تقبلون دعوتي إلى بيتي لشرب الشاي؟)
عضت مرجانة على شفتها السفلى، تنتظر رد والدتها الذي لحسن حظها كان مناسبا، لطيفا ومجاملا:
(شكرا لك .. لكن اعذرينا اليوم... يجب أن أبلغ زوجي ليرسل أحدا إلى السيارة وأشرف على تجهيز الغداء...)
ترجلت مرجانة من السيارة وكانت على وشك رمي كل ما نشأت عليه من حذر خلف ظهرها والعدو نحو بيت أهلها لكنها أجبرت قدميها على التسمر مكانيهما ونزعت النظارة ترفرف بجفنيها براءة، تخفي الكثير من الغضب حتى احمر وجهها فناسب بغيتها التي بلغت السيدة حكيمة، فخصتها بنظرة سرور ضاعفت مما يشتعل داخل صدرها من حنق:
(كنت أود استضافتكم في بيتي لكن لا بأس ... نعوضها يوما آخر بإذن الله.... سعيدة بالتعرف إليكم...)
صافحت السعدية مرة أخرى كما بعثرت شعر الصغير الذي فتح لها فمه الصغير ببسمة ملأت وجهه قبل أن يسرع داخل البيت وحكيمة تعود لسيارتها تلوح لهما بعذوبة، فتهمس مرجانة بغيظ لوالدتها حين جاورتها:
(ما هذا الذي فعلته ماما؟... هل فقدت عقلك؟)
(ماذا فعلت؟)
همست والدتها وكلتاهما تلوحان للسيدة ببسمة كاشفة عن أسنان بيضاء تلمع تحت أشعة الشمس الشتوية وما إن اختفت السيارة استدارت مرجانة تزفر بعصبية تحولت إلى زمجرة قوية رجت بهو الاستقبال حيث توجه والدها حين سماعها يسألها باستغراب:
(ماذا حدث؟)
ضمت مرجانة قبضتيها بشدة حتى ابيضتا ووالدها ينتقل بنظراته المستفسرة إلى زوجته ينتظر أمام عقدة حاجبيها:
(ماما حددت قسم دراسة مرجانة الجامعية، ردا على سؤال السيدة...)
ارتفع حاجبا زوجها بعدم تصديق من رد الصغير فضغطت السعدية شفتيها ببعضهما تعبس بانزعاج بينما مرجانة على وقفتها تكاد تنفجر كبركان ملتهب:
(ماذا فعلتِ؟)
نطق أخيرا بدهشة وأدهم الذي عاد من المطبخ يلعق عود مثلجات، يستدرك ببرود:
(قالت إن مرجانة خريجة كلية الشريعة...)
(ماذا؟)
هتف والده بصدمة فضربت مرجانة قدميها بالأرض، تهتف بعصبية:
(لم نتفق على هذا يا ماما...ما كان عليك الارتجال من نفسك دون اتفاق مسبق ...القاعدة الأساسية هي الالتزام بالخطة... لا نقصان ولا زيادة...)
حينها هتفت والدتها، تدافع عن موقفها:
(لم يكن لدي خيار... لقد رأيتها كيف كانت تسأل عنك والاعجاب بك يقفز من عينيها ... كان لابد من أن أكمل صورتك المثالية أمامها فتفتح لنا أبوابها برحابة ... وهذا ما حدث...)
تراجع زوجها، يستفسر منها بفضول:
(وما الذي حدث؟)
تدخلت ابنته، معقبة بغضب:
(بابا؟... إنها القاعدة المقدسة... لا للخروج عن الخطة الأساسية ... )
استغلت والدتها الوضع، ترد على زوجها بلهجة ظافرة:
(دعتنا لبيتها لشرب الشاي ورفضت بلباقة متحججة بوجوب إبلاغك عن السيارة... فتضاعف الرضا داخل عينيها وقالت لابأس سنلتقي مرة أخرى... لقد وقعت يا حبيبي.. وقعت وانتهى الأمر.. )
والدتها ستوقف قلبها يوما ما بتصرفاتها الغير محسوبة:
(الشريعة بابا!... الشريعة!)
هتفت بغيظ فرفعت السّعدية يديها بدفاع:
(كان يجب أن ترى ملامحها حين أخبرتها بذلك... )
ضم والدها شفتيه جانبا يفكر ثم قرر بشرود:
(حسنا سنجد حلا... لقد فعلناها قبلا حين ادعينا أنك طالبة حقوق وقبلها طالبة في قسم علوم الأرض...)
غير معقول! كيف يفكر والدها؟ بالكاد أفلتت من المواقف بمطالعة مضنية ساعدتها على تخطي العقبات بصعوبة اضطرت في أغلبها إلى استخدام سحرها الأنثوي لتغطي على النقص الواضح حتى للأعمى، لولا أنها تحسن اختيار ضحاياها والذين يسيل لعابهم لمجرد رؤية كائن أنثوي في الجوار.
(إنها ...الشريعة بابا... الشريعة!)
(ما بك ترددينها هكذا؟.. إنها أسهل حتى!...نتعلم بضع كلمات مثالية نتشدق بها أمامهم كما يفعل كثُر ممن يتخذون عباءة الدين واجهة لهم وحين نحقق غاياتنا نختفي كالعادة ... ما الجديد في الأمر؟)
بللت شفتيها ثم عضت شفتها السفلى بغل، لا أحد يفهمها، كل شيء لديهم سهل وبسيط:
(لقد رأيت شيئا ما في عينيها... نظراتها لم تعجبني بابا... أشعر كما لو أن إعجابها ليس إعجابا بجيران تعرفت على أخلاقهم الحسنة فقط... أشعر وكأنها...)
صمتت تفكر بحيرة بالغة ووالدتها تقطب بنفس الحيرة تهز كتفيها بجهل أمام نظرات زوجها فتدخل أدهم مجددا وقد أنهى مثلجاته، يشير بالعود ساخرا:
(وكأنها تعجب بعروس محتملة لابنها...)
اتسعت مقلتا مرجانة، ترمق أدهم الذي تبسم بمكر يفوق عمره ووالدتها تتجمد كليا كوالدها الذي نطق بشرود واجم:
(هذا سيشكل خطرا كبيرا... يجب أن نفكر جيدا...)
تعلقت البسمة الساخرة بشفتي مرجانة وتحركت تخبر والدها قبل أن تتجاوزه إلى غرفتها:
(أجل ...من الأفضل أن تفكر جيدا قبل أن تقوم بما نتوقعه جميعا وتدعونا لبيتها... أحضر السيارة بابا... فلدي مشوار مهم للغاية غدا...)
كانت على وشك تجاوز أدهم حين سألها بنفس التهكم الطفولي المشاكس:
(ستصبحين شيخة مرجانة يا أختي ... يليق بك....)
انحنت نحوه عابسة بغضب فارتد رأسه الى الخلف، يستطرد بحذر:
(ها أنت تتحولين إلى عابسة تُحرّم علينا كل شيء وتتهمنا بالكفر وتتوعدنا بجهنم وساء مصيرا...)
تحول غضب مرجانة إلى استغراب، تتساءل بدهشة:
(أين تتعلم هذه الأمور؟... ما زلت صغيرا...)
انتصب يلوح بالعود، مجيبا بضيق:
(لست صغيرا والتلفاز يعرض كل شيء... والإنترنت يفي بما تبقى من الغرض...)
زفرت مرجانة بينما تستقيم ثم التفتت برأسها إلى والديها الغافلين عنهما، يفكران في معضلتهم الجديدة، تهتف بتحذير:
(أنتما تمنحانه الكثير من الحرية... سيفلت لجامه..)
لم تلق منهما ردا فنظرت إلى أخيها الذي رمش لها باستفزاز فنفخت تتجاوزه، مغمغمه بكلمات غير مسموعة.
دخلت غرفتها تتنفس بحدة، تكره حين يكتسح قلبها شعورا بفقدان السيطرة، يصيبها جنون يرتعش به جسدها، لن تتحمل تبعات تهور والديها.
أحيانا ترى الطمع يعمي بصيرتيهما فيلوح لها الدمار في الأفق قريبا جدا ليتضاعف رعبها، وحين ترتعب لا تحسن التصرف بكل ما تعلمته ونشأت عليه حتى أضحى في دمها تعيشه ببراعة واتقان. عند أي إحساس بالرعب قلما يزورها، تشعر بكل براعتها وخبرتها تختفي لتذرها عالقة مع بلادة لا تفقه كيفية التصرف معها.
ارتمت فوق السرير تتنهد وقبل أن تدع حقيبتها من يدها شعرت باهتزاز داخلها فسحبتها فوق صدرها لتستل منها الهاتف، تتأمل رقم لؤي.
عبست تتنفس بعمق بينما تراقب الرقم دون أي بادرة للرد حتى انقطع، فجمعت كلتي شفتيها جانبا، تهمس بغل لم يفارق قلبها بعد:
(ستعيد الاتصال... واحد... اتنان... )
وانطلق الرنين مرة أخرى، عندها ودون أن تتحرك عن تسطحها العشوائي ردت عليه وعينيها على سقف غرفتها الأبيض حيث تنتشر مجموعة من المصابيح الصغيرة على شكل ظهر خنفساء رمادية منقطة بالأبيض:
(مرحبا لؤي...)
التقطت زفرته قبل قوله المعاتب كالعادة، فالتوت شفتاها بسخرية قاسية:
(انتظرت اتصالك ولم تفعلي....)
(اعتذر لؤي.. دخلت لتوي... مازلت بثياب الخارج أرتمي على سرير من التعب...)
أقنعته نبرتها الصادقة أو هكذا أراد أن يسمع منها، فكأن بسمته تخللت كلماته المستدرجة:
(اعتذار مقبول... والغداء على فكرة كان رائعا...)
(أي غذاء؟)
رفعت حاجبها بدهاء مناقض لبلاهة نبرة صوتها الرقيق، فعاد تنفسه المعبر عن سخطه ليفرض نفسه عبر موجات الأثير، تسبق حديثه الجاف رغم بعض اللطافة التي حاول قدر الإمكان تغليفه بها:
(الذي دعوتك عليه ورفضت...هل نسيتِ؟... يبدو أنك نسيتِ أمر الحفلة أيضا...)
تلكأت قليلا، تلهو بأعصابه ثم قبل أن يستدرك بحنق تعلم أنه قادم لا محالة أسرعت تهتف برجاء:
(لا...كل شيء إلا الحفلة... لن أسمح لك بعدم دعوتي... اعذرني أحيانا يلزمني وقت كثير لأتفهم بعض الأمور... إذن متى الحفلة؟ وهل هناك دعوات؟)
(بالتأكيد هناك دعوات...)
اتسمت لهجته بالفخر فزفرت براحة نجحت في توصيلها له بجدارة، وسألته بحيرة مدعية وهي تعلم جوابه دون أدنى شك:
(كيف أحصل عليها؟)
حينها ضحك عاليا قبل أن يهمس بصوت أجش، جلب تعبيرا مضحكا على سطح وجهها يجمع بين التعجب والتوقع والامتعاض مع بعض التسلية:
(لا تحتاجين جميلتي... فقط تأنقي وتعالي بعد مغرب الشمس إلى النادي... سألتقي بك عند المدخل... فأنا مُضيفك...)
أنهت الاتصال معه، متهربة بتبريرات كثيرة وارتكنت إلى سريرها، تبسط ذراعيها ورجليها حتى استوى جسدها كليا، تفكر بصوت عالي:
(أجل.. أنت مضيفي يا لؤي الموسوي....أنت حتما ولابد مضيفي الكريم والسخي ...)

🌹🌹يتبع 🌹🌹

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 15-10-22 الساعة 09:40 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 05:20 PM   #15

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


أجل.. أنت مضيفي يا لؤي الموسوي....أنت حتما ولابد مضيفي الكريم والسخي ...)

هناك تمددت لمدة طويلة، تفكر لغدها الذي انشغلت في أغلب ساعاته في التجهيز للحفلة مع والدتها كالعادة مرجئة موضوع جارتهم لاحقا، تنشغل فقط بما ستحققه من أهداف وكم ستغنم من الحضور فاختارت أشد الأثواب شهرة وإغراء، فستان سهرة أسود إلى الركبتين تحته جورب طويل شفاف لامع منح طلتها سحرا أخاذا يتضاعف مع حذائها الأسود العالي الكعب، كلاسيكي الشكل أما الأكسسورات، فاكتفت بعقد رقيق من الألماز المزيف كالسوار الملحق به وخاتم رقيق ناسب إصبعها النحيف، عبارة عن ثعبان يحمل جواهر لامعة على ظهره.
وقفت أمام المرآة تتطلع إلى شعرها المسترسل بأمواج جذابة لا تمل العين من تفحصها والغرق بين درجات اللون البني وعينيها بلونهما الفريد، يخلب الألباب وقد حُددتا بقلم أسود ثقيل على عكس بقية الزينة التي خففتها لتبرز جمالها الطبيعي أكثر:
(جميلة جدا بنيتي... جميلة جدا...)
عقبت والدتها بفخر باسم، كل ماترتديه جميل ويبدو أصلي لكن الحقيقة أنه مزيف من رأسها إلى أخمص قدميها:
تحركت نحو المنضدة لتلتقط حقيبة يدها والتي تروَّت كثيرا حتى اختارتها، للوهلة الأولى تظهر وكأنها صغيرة مناسبة لفستان سهرة كالذي ترتديه لكن نظرة متفقدة واحدة عن قرب كافية لتمييز شكلها المستدير الخادع والمموه عن مساحتها الحقيقية الواسعة.
(هل تأكدتِ من ياقة الفستان يا السعدية؟)
كان ذلك والدها المستلقي على أريكة البهو في انتظارهما فردت والدتها وهي تساعد ابنتها على ارتداء معطف فرو أسود مقلد ببراعة:
(أجل عبد الرحيم.... تفقدتها والعلامة التجارية واضحة... )
سوت خصلاتها والتقطت الحقيبة من والدتها ووالدها يوصيها ببسمة كسولة، ماكرة في مضمونها:
(سأنتظرك وهذه المرة أريد أن أرى كل شيء بعيني....)
أومأت وغادرت بصمت بعد أن سحبت طرحة من على مشجب البهو، تغطي بها رأسها لتعبر بها الحي ومدخله.
لاحت لها الأضواء من بعيد بينما تهدئ من سرعة السيارة قرب المدخل الخارجي حيث انحنى أحد الحراس ليتأكد من هويتها فتبسم لها باحترام وأشار لزميله برفع الحاجز.
ما إن أوقفت السيارة في مرأب النادي حتى لمحت لؤي يسير نحوها بهيئته الأنيقة شديدة الوسامة، هذا ما فكرت به أول مرة لمحته بها بينما تترجل من سيارتها الصغيرة الشكل، الغالية الثمن:
(مرحبا بك... تأخرتِ قليلا وظننت أنكِ غيرتِ رأيكِ...)
بسط كفه نحوها، فسلمته خاصتها الذي رفعه إلى فمه، يقبل ظهره ثم تأبطه مصغيا إلى ردها الناعم:
(أعتذر لكنني فتاة .... ويجب أن تتعود على تأخر الفتيات...)
ضحك مستمتعا وقد بلغا مدخل القاعة حيث ترك أصدقاءه فجأة حين بلّغوه بوصول ضيفته الخاصة وساعدها بنزع المعطف ليقدمه لأحد العمال، معقبا بنظرات لمعت بانعكاس معجب بجمالها:
(يجب أن أعترف... لتأخرك هذا نتيجة مذهلة... أنت جميلة جدا!...)
تبسمت بخجل ورفعت كفيها تخفي بهما وجنتيها بيْد أنها تضغطهما ليحمرا قليلا بينما تجيبه بتأثر متقن:
(شكرا لك...)
(أنتِ؟.... من؟... أقصد لم أبعت لك بدعوة...)
أزال الذهول قناع نسرين المجامل، تحدق بهما متقاربين وقد صدمتها حركات لؤي بينما يساعدها على نزع المعطف بعد أن بحثت عنه كثيرا حين اختفى فجأة من محيط وجودها، تشعر به متباعدا، مشغولا كما يحدث كلما ظهرت فتاة جديدة لتستحوذ على اهتمامه.
صبرت كثيرا ليعود إليها كلما مل من طريدته فتلعب دورها بجدارة كأنها صديقة تتجاوز خط الصداقة بخطوات مدروسة لتحقق أهدافها التي بدلت من أجلها الكثير من الوقت والمجهود لكن على ما يبدو وجد له طريدة جديدة وبسرعة فائقة.
طريدة لزجة، ناعمة جدا وساذجة جدا ومستفزة جدا جدا!
(إنها ضيفة خاصة يا نسرين... ضيفتي الخاصة...)
أجفلها لؤي برده المعاتب وتجاوزها قابضا على كف مرجانة ذات الواجهة البريئة والباطن المتأهب على أشده، كيف لا يكون ومحيطها بأكمله يلمع تحت الأضواء الساطعة، تعكسها حلي وساعات ماسية حقيقية.
لقد صدق والدها حين فكر في المدينة الكبرى، لم تحضر تجمعا كبيرا مشابها من قبل، كل تلك المجوهرات النسائية أو حتى التي يرتديها بعض الشباب الذين سيفقدون توازنهم بعد قليل وهي الأدري بما يتم تقديمه في مثل هذه الحفلات! ستكون لها وفي متناولها بكل سهولة وبساطة.
يجب عليها التروي ودراسة الأمر جيدا كي تخرج بأكبر ما تستطيع أخذه دون أدنى تهديد بالخطر.
(تفضلي!)
رمشت مرتين والصمت يلف لسانها برباط مشدود، تنظر إلى ما يقدمه لها لؤي صاحب الهيئة الوسيمة الفاخرة والوصف الأخير أهم ، بدلة كحلية لامعة من أفخم ما يخاط وسط عالم الموضة، ليست في حاجة إلى تفقد ياقة البدلة لتعلم الدار التي يقتني منها.
(ألا تشربين؟)
رفعت عينيها إلى خاصته الماكرتين في ترصدهما والخبيثتين في مسعاهما، عينين بنيتين وسط وجه مائل للبياض أكثر من السمرة، حليق تماما.
اشمأز قلبها بطريقة ما عند تأملها لخديه اللامعين والحليقين تماما من اللحية، فاستدرك متسائلا بشك:
(تكرهينه؟)
بللت شفتيها ثم تلفتت بعينيها كطفلة صغيرة قبل أن تميل نحوه قليلا، مجيبة ببراءة مدعية :
(أنا لا أشرب الخمر... أكره رائحته... وبابا إذا علم أنني اقتربت منه سيحرمني من الخروج لمدة طويلة...)
بلع ريقه بصعوبة ولملم لعابه الذي سال على عطرها الفواح وقربها الساحر، كل ما فيها يخلب اللب ويدفع به نحو فقدان رزانته، عند تلك الفكرة تلفت لؤي حوله يتأكد من بقية بني جنسه إذا كانوا مثله ليكتشف أن الكثير منهم بالفعل يتابعونها بنظراتهم الطامعة والمعجبة، فنفخ أوداجه فرحا وفخرا بكونه السبّاق إليها وقريبا ستكون له وحده ثم بعدها يقرر إن كانت تستحق الاحتفاظ بها، مع أنه يشك في ذلك:
(إنها طفلة صغيرة يا لؤي، لن تتحمل الشراب ...كيف سمح لكِ بابا حضور حفلة الكبار يا صغيرة؟)
كان ذلك تدخل نسرين الساخر، تقبض على ذراعيها فيكاد قماش فستانها الحريري ينشق بسبب ضيقه، ناهيك عن فتحة العنق الواسعة تكشف عن عقد من نجمات ماسية متشابكة، جميل للغاية، ثمين للغاية!
(توقفي نسرين!..)
عقب لؤي بعبوس معاتب ويده ما تزال مرفوعة بكأس مرجانة فتقدمت نسرين نحوه لتسحبه، تلقي بمحتواه في جوفها مرة واحدة أمام نظرات مرجانة الذاهلة ظاهريا، المتحسرة باطنيا على العقد والساعة!
يا لسخرية الموقف! نسرين ترتدي ما هو أثمن مما سرقته منها سابقا وعلى ما يبدو ستشرب إلى أن تفقد توازنها وتسهل عليها مهمتها لكنها لن تستطيع، ليتها لم تستعجل وتسرق منها سابقا! حقا لا أحد يعلم ماذا يخبئ له المستقبل!
(نسرين تشرب عزيزتي لا تتفاجئي ... كما سيشرب أغلب الحضور ليستمتعوا بوقتهم ... وإن أردت التجربة أستطيع تعليمك بعض الحيل فلا يكتشف أهلك ذلك...)
(حقا!)
هتفت بملامح منبهرة فتدخلت نسرين، تعقب بحنق ساخر:
(كم عمرك يا فتاة؟)
(نسرين!)
عاتبها لؤي ومرجانة ترد بعبوس طفولي:
(تخرجت من الجامعة السنة الماضية... أي أنا في الواحد والعشرين... )
أصدرت نسرين صوتا ساخرا فاقترب منها لؤي، باسما بلطف:
(لا تكترثي فنسرين...)
احتدت نبرته قليلا يرمق نسرين بتحذير، يستدرك:
(تصبح مزعجة بعض الشيء حين تحتسي الخمر...)
عضت شفتها السفلى، تخفي بسمة شقية تليق بطفلة لم تتجاوز العشر سنوات قبل أن ترسم الانبهار مجددا على ملامحها وهي تلمح النُّدَّل يحملون حلوى كبيرة عليها شموع نارية مختلفة الألوان:
(واااااو.... الشموع النارية... كم أعشقها!)
تركتهما، تخطو نحوها تلحق بها نظرات لؤي وبعض الشباب الزائغة، فتُعلق نسرين بإحباط:
(طفلة سخيفة...)
زفر لؤي ومشى هو الآخر إليها بمحاذاة الطاولة الضخمة حيث رصت المشروبات والطعام، يقف خلفها مباشرة مصغيا لحديثها المبتهج:
(أعشق الشموع المشتعلة ...تبهرني مذ كنت صغيرة لكن عائلتي ترفض احضارها إلى البيت حتى في حفلات عيد ميلادي خوفا علي من أخطارها لأنني ما إن أراها تجذبني نحوها بسحر ينسيني أنها خطيرة وقد تحرقني...)
(استمتعي! ... )
همس قرب أذنها فادعت الاجفال وارتدت إلى الخلف نحو الطاولة، تشهق بقوة فطوقها وكأس شرابه يرتطم بالأرض ليبعدها عن الحلوى المشتعلة واستدار بها يهتف بفزع:
(احذري... يا إلهي!.. )
بلعت ريقها، ترمقه بخوف ثم ما لبثت أن قلبت شفتها كطفلة صغيرة على وشك البكاء، تعتذر إليه:
(آسفة... لكنك أجفلتني .... )
نظرت إلى الشباب المتجمهرين حولهما، يراقبونهما بفضول فرفعت كفيها تبعده عنها واستجاب لها، يتركها على مضض متحسرا ثم استدار إليهم، يقول بحاجب مرفوع:
(لم يحدث شيء... أنقذتها وكل شيء بخير... عودوا إلى ما كنتم تفعلونه...)
ضاعت الضحكات وسط النغمات المرتفعة وقد بدأت الحفلة والناس يندمجون مع بعضهم، منهم من يرقص ومنهم من انزوى ليحظى بحوار خاص أو لقاء خاص.
مسدت مرجانة على ذراعها بارتباك أمام ترصد لؤي الذي ملأ كأسه مجددا بالخمر بينما ملأ كأسا آخر بعصير البرتقال من أجلها، فسوت خصلات شعرها لتضاعف من هيامه بها قبل أن تلتقطه منه باسمة بامتنان:
(شكرا لك وأعتذر مرة أخرى...)
(لابأس... يسعدني إنقاذك دوما يا جميلة... )
صاحب قوله بغمزة مرحة فرفرفت بجفنيها، تسبل عينيها بشكل مدروس لتحدق في نقطة ما على صدره فتعقب بعبوس واجم عادت إليه فجأة، تسترعي به تركيزه:
(أووه ابتلت ملابسك... آسفة!)
نظر إلى ما تعنيه فعبس بضيق ورفع رأسه إلى وجهها العابس باعتذار مثير للشفقة، تستدرك بحزن:
(حدث الأمر بسببي... )
تغيرت ملامحه وربت على كتفها، يهادنها بالقول، غير مصدق نفسه وما يفعله من أجلها، تلك الفتاة تثير داخله أحاسيس غريبة فيتصرف بغرابة لم يتعود عليها في نفسه:
(اهدئي...لا مشكلة على الإطلاق... سأغير ثيابي وأعود ... هناك حقيبة لا تفارق سيارتي بسبب سفر العمل المفاجئ ...تعودت على الأمر ..)
ابتسمت له بحلاوة فأزدرد ريقه، يحدق بطلتها ثم هز رأسه واستدار، يلعن بخفوت حظه المنحوس.
تنفست الصعداء وشحذت همتها وقد قررت البداية من أين ستكون لكنها ما إن تحركت حتى قابلها وجه نسرين البارد، ترميها بنظرات حاقدة ونبرة دائخة:
(سأقولها لك مرة واحدة فقط... ابتعدي عن لؤي...)
كانت على وشك فتح فمها حين تفاجأت بتدخل آخر عاصف من جيهان الغاضبة:
(ليس هذا ما اتفقنا عليه نسرين... ما هذا التسيب؟... كيف تدخلين الخمر هنا؟... عدا عن كون النادي لغى رخصة تقديم الخمر، أنت تعلمين بأن الأمر ممنوع ...)
بدت نسرين غير متزنة، تمسد جبينها وتحاول جاهدة لتحافظ على رشاقة وقوفها فوق كعب حذائها الطويل:
(سبق وقُدم الخمر في حفلات تمت إقامتها هنا... لماذا تصرخين علي هكذا؟)
تقدمت إليها جيهان حتى وقفت أمامها، تهتف بها غير مكترثة بمن حولهما وقد غفل عنهما نصفهم بسبب الموسيقى والنصف الآخر بسبب سكرهم:
(كان يا نسرين كان!...منذ أن تم تكليفي بإدارة المكان وأمور عدة تغيرت... ولا يجوز لك فعل ما تشائين لمجرد ملكية عمك لبعض الأسهم.. ولقد حذرك بنفسه...)
تراجعت مرجانة بخطوات متمهلة إلى أن ابتعدت مسافة آمنة ثم استدارت تتوجه إلى أول محطاتها، لكن شيئا ما مجددا جعلها تتوقف وتتلفت من حولها.... لماذا تشعر بأنها مراقبة؟
إحساس بغيض يرافقها طوال الوقت أو ربما بسبب خوفها من المدينة الجديدة وما ورطتها فيه والدتها!
تنفست، تنفض عنها الأمر إلى حين ثم استأنفت خطواتها إلى وجهتها المحددة.
(مرحبا شباب....)
انضمت إلى مجموعة من الشباب يلتفون حول مائدة، فتيات وفتيان بنفس الثياب تقريبا، سراويل من خامة الجينز الأسود أو الأبيض أو الأزرق وكنزات بفتحات عنق دائرية أو مثلثة قصيرة الأكمام.
(مرحبا يا جميلة... )
(مرحبا يا فتاة ..)
(.. مرحبا... )
توالت التحيات بشكل عبثي وقد تلاعب ما احتسوه وتناولوه من مخدرات لمحت أحد شرائطها مرمي بإهمال بين الكؤوس والأطباق بعقولهم فأضحوا هدفا سهلا جدا لصيادة محترفة مثلها.
ابتسمت والتفت لتقتحم جمعهم بين شاب وفتاة تحديدا، تضحك ببهجة غريبة وكأنها مثلهم قد تلاعب الخمر بتوازنها، وتهتف بمرح:
(ماذا تفعلان؟....)
نظر إليها الشاب بعدم تركيز من بين جفنيه الناعسين، يبتسم بكسل بينما يعود ليسترخي في جلسته باسطا ذراعه خلف ظهرها والفتاة الأخرى تعقب بنفس الأنفاس الضائعة تماما:
(من أنت يا فتاة؟... أنت جديدة هنا... وما هذا الفستان؟... هل أنت عارضة أزياء؟)
تقهقه مرجانة بصخب وهي تميل على كلاهما بحركات مدروسة، تمارس ما تعلمته من خفة يد بسرعة وحذر بالغ:
(ما كل هذه الأسئلة يا فتاة؟... أنا عضوة هنا.. وأتيت لأتسلى مثلكم.. الحفلة جميلة...)
شعر الشاب بدفء قربها فاستجاب لها ومال عليها بجسده النحيف لتنتفض قائمة وقد حققت مأربها لتنتقل إلى الجهة الأخرى من المائدة، تفعل نفس الشيء، تقتحم المساحة المعدومة بين اثنين، تضاحكهما مسايرة تصرفاتهما الغير متوازنة إلى أن تحقق هدفها.
(هاك جربي هذا ...)
نظرت مرجانة إلى حبة الدواء الغريبة على كف الشاب الذي استدرك، يحثها بحديث متقطع ونظرات دائخة:
(ستأخذك لعالم جديد جميل جدا ... خذي .. لن تندمي...)
مدت يدها لتلتقطها لكن قبضة حديدية كانت أسرع تقبض على رسغها فشهقت بتمثيل، ترفع رأسها بسرعة لتلمح وجه لؤي المحذر قبل أن يسحبها لتقف على رجليها ويجذبها معه إلى مائدته مع أصدقائه، يخبرها بهمس أجش:
(لا تثقي بأحد هنا... ولا تتناولي أي شيء يقدمه لك الغرباء... أوشكتُ على تصديق قول نسرين بأنكِ طفلة ...)
عبست تزم شفتيها برفض فضحك باستمتاع وسحب لها كرسيا لتجلس جواره أمام مراقبة الجميع فتلفتت، تتساءل باستغراب مزعوم:
(أين نسرين؟)
ضحك الجميع بينما لؤي، يرد ببسة متسلية:
(تخضع للتحقيق حاليا..)
تدخل أحد أصدقائه، يعقب بعبث مازح:
(يجب أن توقظها أولا... )
لتعلو الضحكات مرة أخرى وإحدى الفتيات تقول بعتاب لائم:
(نسرين لا تشرب إلا إذا توترت ..)
لتنطق أخرى بمكر:
(وهذا لا يحدث إلا في وجودك يا لؤي...)
ضحك صديقه ونظر إليه بمكر عابث، يكمل:
(ارحم قلوب العذارى يا لؤي ...)
علت الضحكات مجددا ولؤي يسترخي في جلسته، ينظر نحو ساحة الرقص حيث يختلط الحابل بالنابل قبل أن يعود إلى مرجانة التي رفعت كفيها، تسبق طلبه بحزم طفولي:
(لا أعلم كيف أرقص فلا تطلب مني ذلك... سأحرجك...)
أمال رأسه بينما يضم شفتيه بضيق مزعوم قبل أن يبتسم من جديد، يتأمل جمالها بغير تحفظ فتطرق برأسها، تدعي الحياء في حين كانت نظراتها مركزة على رسغ يده اليسرى التي تلفه ساعة رياضية مهما بدت غالية لن تصل إلى ثمن ساعته الماسية التي كانت تلفه قبل قليل:
(غيرت ملابسك في السيارة؟)
تحدثت بنعومة تعيد خصلة خلف أذنها فمال نحوها وقد تأهبت أطرافه، يجيبها بأنفاس لاهثة:
(لا ...في غرفة تبديل الملابس للرجال ...)
ابتسمت بخجل، تسبل أهدابها لترفعهما بسرعة على إثر سؤال واحدة من الفتيات:
(فستانك رائع... هذا من آخر مجموعة دار أزياء **** أليس كذلك؟)
هزت رأسها شاكرة بلباقة ومدت كفيها لتلتقط الشوكة، تدسها في قطعة من المقبلات لتتناولها برقة وأناقة فلم يستطع لؤي مفارقة التحديق بها، يكاد ينسى ما تعلمه من تحضر في التصرف بسببها، قلبه النافر وسط صدره.
(شكرا لك... أنت الجميلة ...)
تناظرت تلك الفتاة مع التي جوارها ثم قالت بحسد شع من مقلتيها الكحيلتين:
(حاولت الحصول على أزياء تلك الدار تحديدا دون جدوى ... يتعاملون مع أناس معينين وأسعارهم خيالية ... كما تنفد مجموعاتهم بسرعة.... )
بلعت ما في فمها بعد أن لاكته على مهل ثم قالت تفسر بتلقائية أتقنت تمثيلها:
(أنت محقة.. لولا أن صاحب الدار صديق لعمي المغترب في فرنسا لما حصلت على معاملة خاصة... ولما علمت أن ما كنت أشتريه من ثياب على أنها أصلية مجرد قطع مقلدة ببراعة مدهشة...)
شهقت الفتيات، مستغربات والشباب قد تملكهم الملل من السيرة غير المشوقة باستثناء لؤي الذي يروقه أي شيء يسمعه بصوتها الناعم، يسألها باهتمام جاد:
(وماذا فعلت لمن كان يخدعك بعد أن علمت الحقيقة؟)
رفرفت برموشها وزمت شفتيها، تعبس بأنوثة تتمرغ بين حنايا حزن مزعوم:
(كنت سأخبر عمي وصديقه كي يدمر تلك المرأة التي ادعت أنها فرع للدار في بلدنا... لكنها ترجتني وبكت وتوسلت وأشفقتُ عليها... لذا قررت عدم التبليغ عنها وهي وعدتني بأنها لن تقلد قطع أي دار وتبيعها على أساس ذلك ...)
تبادل الجميع النظرات بعضها غامضة وأخرى مستهينة وساخرة:
(صدقتها يا مرجانة؟... )
عقب لؤي ساخرا وأحد أصدقائه يتدخل بنفس التهكم هو الآخر بينما يرتشف من كأسه:
(لابد من أنها مستمرة في سرقتها وتجني الأموال الطائلة...)
(سأعدل زينتي في الحمام...)
وقفت إحدى الفتيات فقامت أخرى تنضم إليها قائلة بنظرات غامضة:
(وأنا أيضا...مرجانة ألا تريدين تعديل زينتك أنت الأخرى؟)
رقصت دواخلها بنصر مناقض للهدوء على محياها واستقامت، تحمل حقيبتها الصغيرة لتستأذن من لؤي الذي لاحقها بعينيه الولهتين:
(عن إذنك لؤي...)
لوح لها بالكأس رهين كفه باسما بإعجاب فسحبتها إحدى الفتيات بينما يضاحكنها حول التصاق لؤي بها وإعجابه الصارخ بها وكما توقعت رأت حديثا تنضح به مقلهن لكنها انشغلت تصلح من زينة وجهها، تتجاهل الأمر عن عمد حتى بادرتها واحدة منهن بعد أن تأكدن من خلو الحمام:
(أخبرينا مرجانة ... هل كانت أزياء تلك المرأة التي أخبرتنا عنها طبق الأصل؟)
دست قنينة عطرها داخل حقيبتها وأغلقتها بينما تجيبهما بتلقائية بدت صادقة لهما:
(أجل... ارتديت من ثيابها لثلاث سنوات دون أن يكشف أحدا أنها مقلدة ولا حتى ماما... أعترف أنها بارعة جدا في الحقيقة، لذا نصحتها بالاكتفاء ببيع أزيائها الخاصة ولا تقلد او تنسبها لأحدا ما...)
سيطلبان رقمها أو محل عملها، تعلم ذلك جيدا وقد حدث من قبل، هناك من لا يهمه سوى المظاهر ولا يهمه الأصلي من المقلد فقط التباهي ولهذا رمت الطعم كي تفرق بين من يقتني الأصلي ومن يكتفي بالمزيف فقط ليتباهى وهتان الفتاتان خارج لائحتها في ما يخص ما يرتدينه من مجوهرات، لابد من أنها مزيفة هي الأخرى لكن لا بأس من الاستفادة منهما كذلك حين يشترين من والدتها.
(هلا منحتنا عنوان محلها أو رقمها؟... نحب تشجيع المصممين البارعين ... ومن يدري قد تكون فعلا توقفت عن التقليد وتصنع ملابس خاصة بها...)
فغرت شفتيها، تحدق بهما بتأثر بالغ وجمعت كلا كفيها على صدرها، تجيبهما بانبهار:
(يا لكرمكما ... طبعا سأمنحكما رقمها ... أحب مساعدة الآخرين لكن للأسف أهلي لا يرتدون سوى من دار الأزياء *** حتى أنني أشتاق للتجول في المحلات، فأفعلها أحيانا للمتعة فقط...)
سحبت هاتفها، تدعي البحث عن رقم هاتف المرأة بينما باطنها يسخر من الحسد المشع من نظراتهما ثم منحتهما رقم والدتها وطلبت نفس الرقم لتنشغل عنهما فيتركانها لحالها قليلا:
(عذرا منكما هذه مكالمة مهمة... سألحق بكما... )
سلكت طُرقة جانبية بينما تحدث والدتها، تلوح بكفها مستغرقة في حديث جاد يُبدي للناظر إليها من آلات التصوير شرود خطواتها، تحملها إلى أي مكان لم تهتم به في خضم حوارها الذي وللصدفة كان جديا تماما كوجهتها المحددة:
(ماذا تقصدين بأننا مجبرتان على تلبية الدعوة؟ ... أنت مجبرة ماما.. أنتِ.. لا أنا! ... لا شأن لي بتلك المرأة...)
ثم خفّضت من نبرتها أكثر، تهتف ببرود غاضب:
(أردتِ دخول بيتها وأنا مهدت لك الطريق... لا علاقة لي بعد ذلك ...)
وقفت للحظة ترفع رأسها حنقا ثم قالت كما استأنفت خطواتها نحو هدفها:
(ماما أريحي نفسك لن أفتح كتابا واحدا يخص الشرع لأرضيك... أنت في هذا لوحدك... يكفي الحجاب الذي أضطر لوضعه على شعري كل مرة لأتجاوز بوابة الحي تفاديا لأي شك أو ريبة...ألا تفكرين ماما؟... قد ترى في عروسا لأحد ما وقد يكون ابنها وحينها ستحل الكارثة...)
ناورت آلات التصوير ببراعة إلى أن وصلت بداية الطرقة المفضية إلى غرفة الخزائن الخاصة بالأعضاء الذكور، فهمست بجفاء قبل أن تنهي المكالمة:
(سنتحدث حين أعود ...)
تشنجت ملامحها ورحلت عنها البراءة كليا لتكشف عن المكر والدهاء الخبيث، تزفر من فتحتي أنفها الصغير بقنوط ثم انحنت قليلا لتدس كفها اليمنى تحت فستانها لتجذب البطاقة المخفية بين طرف جوربها الطويل وبشرة ساقها فبعد أن سرقتها بخفة من جيب سروال لؤي وهو يميل عليها لم تستطع إخفاءها في حقيبتها فدستها تحت طرف الجورب.
قرأت الرقم وبحثت عن الخزانة بسرعة كما فتحتها لتبحث عن هدفها، ساعة سويسرية أصلية، سعرها عبارة عن رقم خيالي قد يوقف قلب والدها ويسبب جلطة لوالدتها، أثار الخاطر فكاهة داعبت جانب شفتيها اللتان اتسعتا لتعبرا عن الظفر بضالتها.
استلت العلبة من بين الملابس الملقاة بعشوائية داخل حقيبة سفر متوسطة وفتحتها تتأكد من وجودها وفجأة تصلبت حين لم تجدها مكانها وبدأت تبحث بجنون بين الملابس، لا تصدق أنه تركها في مكان آخر!
(هل تبحثين عن هذه؟)
تجمدت دمائها وأضحت كتمثال شمع غادرته الحياة لتذر عينيها الخلابتين، متسعتين على وضعية الفزع كسائر جسدها قبالة الذي وكأنه ربح جائزة كبرى لم يكن يحلم بها، يستقيم بجسده الذي يبدو نحيفا لولا عرض كتفيه الملاحَظ تحت قميص النُدُل الأبيض وصدرية سوداء، يضم واحدا من ذراعيه إلى صدره مستندا بجدار المدخل، باسما ببرود مستفز بينما يلوح لها بالساعة السويسرية.
عيناه أشد ظلمة من أي لون أسود رأته في حياتها وقد لمحت هاتين العينين بالذات من قبل، أجل! تعرفه!.. ذلك المنزوي بصمت بين عمال الاستقبال.
لكن كيف! وماذا! و.....
(هل أكلت القطة لسانك البريء يا... مرجانة البحار؟)

🌹🌹🌹انتهى الفصل الثالث ألقاكن غدا ان شاء الله في نفس الوقت 🌹🌹🌹



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 15-10-22 الساعة 10:33 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 05:28 PM   #16

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatima94 مشاهدة المشاركة
مرررجاااااانة يا محتالة فظيعة شو عقلية محترفة بالنصب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatima94 مشاهدة المشاركة
الفصل الأول
مرجانة أول اسم عرفته من اسمائها الآنسة من عائلة تحترف الاحتيال من الأب اللي المفروض انه كبيرها إلى صغيرها اللي عمره عشر سنين و اللي رافض يستخفوا بقدراته ما شاء الله تعيش و تربي يا أستاذ😂😂
مرجانة تعلمت إنها تتطبع بطباع المنطقة اللي رايحة تنصب فيها لهيك ظهرت بتوب البراءة و المسكنة
طيب على مين بدها تنصب🤔🤔 على لؤي؟!!!! و لا على نسرين 😱😱 ولا على حدا تاني🙄🙄
طيب مين اللي صرخت فيها و قالتلها انت السارقة🤔🤔 مو معقول وحده بمكرها تنكشف بسرعة😌😌😌
و الاهضم بقى حوارها مع وداد و استفزاز زبيررررر كانوا مهضوميييين لا و الحلو أنهن عم يتباروا مين كان بده يشيل المصايب بدل التاني😂😂😂
***
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatima94 مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني
مرجانة😲😲😲😲 يا نصابة رهيبة يخرب عقلها شو نصابة
هي اللي بقولو عنها بتسرق الكحل من العين😅😅😅
نسرين رغم غرورها و غبائها و ملاحقتها للؤي🙄🙄🙄 إلا إن قلبي وجعني عليها من عمايل #
مرجانة النصابة 😂😂
لؤي مو طايقته🙄🙄 صايع ضايع بس مو عارف مع مين علق هالمرة مرجانة رح تربيه😂😂😂
زبير اللي كان عم يراقب الوضع بغموض و تركيز يا ترا ايمت رح يتدخل بسلسلة سرقات مرجانة🤔🤔🤔 و ايمت رح يقنعه أبوها ينضم لمهنتهن و مشاريعهن🤔🤔🤔
جيهان حبيتا💝💝💝🌹🌹🌹 عقلها كبير بس بالوقت اللي عم تنصح فيه مرجانة تخفف براءة ما بتعرف إنها هالمرة انخدعت بس يارب ما تكون غلطة الشاطر اللي بألف😂😂
تسلم ايدك حبيبتي الفصول حلوة و مشوقة و بتفرفح القلب 💝💝💝💝💝💝 ناطرتك بإذن الله وفقك الله لما يحب ويرضى
🌹🌹🌹🌹🌹
ست البنات يا فطومتي صدقت حين اطلقت عليك لقب جيش لوحدك ما شاء الله
ربي يجعلك خير كبير في حياتك وحياتك احبابك زي ما انت خير كبير في حياتي
وانت الحلوة وديما جميلة ومميزة بحضوررك
بحبك جدا😘😘😘


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 06:12 PM   #17

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
Rewity Smile 2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
🌹🌹🌹🌹🌹
ست البنات يا فطومتي صدقت حين اطلقت عليك لقب جيش لوحدك ما شاء الله
ربي يجعلك خير كبير في حياتك وحياتك احبابك زي ما انت خير كبير في حياتي
وانت الحلوة وديما جميلة ومميزة بحضوررك
بحبك جدا😘😘😘
هدا الكلام كله الي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حبيبة قلبي انت خير بحياتي و بتعلم منك و من قلمك الهادف عملاقتي و انا بموووت فيييكي


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 06:16 PM   #18

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 4 والزوار 2)
‏fatima94, ‏الذيذ ميمو, ‏sara osama, ‏ام توتا
عملاااااقتي تسجيل حضووووووووورررررررررررررر ررررر


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 06:18 PM   #19

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

مرجانة اللي قاعدة عم تدور ع أي شي تسرقه و عم تحتال و تحتال و هي لابسة قناع البراءة تبع أفلام الكرتون😂😂😂 شكلها علقت بين مصيبتين زلة لسان أمها و تسرعها و بين #زبير المراقب المترصد لتحركاتها 😯😯😯
بس حسب أول فصل زبير رح ينضم للعائلة الكريمة يعني مافي خوف منه🙄🙄🙄🙄 بيبقى علينا أمها يارب تودي العيلة كلها في داهية بلسانها😂😂😂😂
نسرين حبيبتي بكفي غباء ما حدا طايقك ولا معبرك🙄🙄 يمكن بس مرجانة كرمال المجوهرات😂😂😂
جيهان ربيهن كلهم و علقيهم ع باب النادي😩😩😩 فورولي دمي😏😏😏
و لسا فكرة تزوير الماركات😲😲 عيلة ما بتنام ما بيتهدوا😩😩😩😩😩 بدي بنزين ولع فيهم كلهن🔥🔥🔥🔥
منمونتي حبيبتي رح تاخدلي حقي منهم😌😌😌 انا واثقة و ناطرة القادم إن شاء الله💝💝💝💝💝💝💝


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 06:35 PM   #20

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 3 والزوار 4)
‏fatima94, ‏الذيذ ميمو, ‏sara osama


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.