آخر 10 مشاركات
سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] جبروت الشيخ وقلبي ، للكاتبة/ بنين الطائي "عراقية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الغريبه ... "مكتملة" (الكاتـب : tweety-14 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree10Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-20, 08:07 AM   #1

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي المهنة: احتيال(15) سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة.*مكتملة ومميزة *









بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أبدأ بأول فصل ... أحب أن أشكر كل من ساهم في خروج هذه السلسلة الرائعة الى الوجود من صاحبة الفكرة ومن دعمتها ثم من شارك فيها سواء بالقصص أو التصاميم أو الدعم أي كانت طريقته ... شكرا لكن جميعا ...
شكرا لمن اختارت عنوان هذه النوفيلا المهنة:احتيال! الصديقة الغالية أميمة سلامة وشكرا للتصميم الجميل نورا مراد 🥰🥰🥰
**لا تدعن أي شيء يؤخركن عن الصلاة.. كل شيء ينتظر الا وقت الصلاة يطير **
**لا تتسرعن في الحكم على الأحداث الى أن ترين كلمتي تمت بحمد الله .. لكن طبعا في انتظار مناقشتكن بشوق**

*الفصول بإذن الله يومية*
الساعة الخامسة بتوقيت مصر

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

السلسلة لؤلؤة محارة مشروخة
المهنة:احتيال!







روابط الفصول
الفصل الأول
الفصل الثاني ..... أسفل الصفحة
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الأخير




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 28-11-20 الساعة 03:33 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 08:08 AM   #2

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي



🌹🌹الفصل الأول 🌹🌹

وبعكس ما يختلج به صدرها من مخاوف لم تستطع مؤخرا تجاهلها، ترجلت وداد من السيارة رباعية الدفع السوداء، مانعة نفسها بقوة عن التلفت يمينا ويسارا، خوفا من غدر يتجسد في رصاصة قاتلة أو خيانة مباغتة قد تضع حدا لحياتها المهددة للغطاء اللامع المدثر للكثير من الحقارة والجرائم، فتتحول إلى مجرد ذكرى ينعونها لمدة معينة ثم تنسى وتندثر بين الهرج والمرج المتسم به عصرنا المستجد.
تسارعت خطواتها بشكل تلقائي قبل أن يرن جرس هاتفها بنغمة خاصة، فرفعته الى أذنها بقلب ملهوف بينما كفها الحرة تدفع باب وجهتها بسلاسة.
(أجل حبيبي لقد وصلت...)
ألقتها بنبرتها الهادئة وجفنيها يرتفعان كي يمنحا كنزيهما نظرة شاملة للمساحة الواسعة نسبيا، أذناها تلتقطان نبرة الرجل الذكورية ذات البحة المميزة لقلبها، فتجيبه من بين شفتين مبتسمتين بأمان نابع من صميم قلبها العاشق له.
(حسنا... لا حرمني الله منك)
أنهت المكالمة ودست الهاتف داخل حقيبة يدها ذات الشكل المستطيل عموديا ثم عادت لتفقد الطاولات الغير جاهزة حيث كراسيها مصطفة على عقبها فوق سطوحها، دلالة على عدم استعدادهم للفتح بعد.
(زبير أحضر الستارة، لا تنساها! واترك قطعة الخردة الهاتف من يدك قبل أن أنفذ تهديدي هذه المرة.... أقسم لك!...)
استدار رأس وداد نحو صاحبة النبرة المهددة رغم النغمة الأنثوية الرقيقة التي لم تختفي بين طيات الكلمات الحادة.
(مرحبا...)
ابتسمت وداد تبادرها حين لاحظت انشغالها قرب النافذة الكبيرة المتوسطة للجدار الفاصل بين المطبخ وصالة المطعم، فاستدارت إليها المرأة صاحبة القد الرشيق تحت هندام بسيط محتشم لكن بلمحة تناسق تدل على تميز غامض، يرافق صاحبة الشأن التي ضيقت عينيها بتساؤل رافقه تقرير بالقول.
(السيدة وداد؟)
هزت المعنية رأسها غير متنازلة عن بسمتها المجاملة، فتركت المرأة ما كان بين يديها من حاملة للأطباق الرمادية وتقدمت نحوها بخطوات عارضة أزياء لا تخطئها العين، كل ما فيها يثير حيرة من يقابلها فيلمح التناقض فيها باستثناء وداد التي بحثت خلفها قبل لقائها.
لباسها عبارة عن فستان بسيط القصة، واسع التنورة بلون وردي غامق، وكمين منفوشين قليلا قامت برفع أطرافهما دون أن تطويهما، حذاء منبسط وردي أفتح درجة عن الفستان كالوشاح الملتف حول رأسها الى أعلى صدرها.
(أجل... إنها أنا...السلام عليكم)
كانت قد لغت المسافة بينما تمد كفها لتصافحها بملامح حذرة، فضولية ضاعفت من الغموض الجذاب المنبعث من بين جفنيها المظللين لبؤبؤيين بلون بني فاتح مائل للأصفر في تجانس خلاب.
(عليكم السلام..)
(إذن حضرتك السبب للمراقبة المنتشرة حول الشارع الأمامي والخلفي لمطعمنا!...)
كان ذلك التدخل من طرف الرجل الذي انضم إليهما فورا، يحمل قطعة قماش كبيرة، ألقى بها جانبا على إحدى الطاولات لينظر عبر النافذة الأقرب له.
(أعتذر إليكما سيد زبير...)
تحدثت وداد ببعض الحرج، تشعر بالخجل كونها تعدت تهديد حياتها الى حياة الآخرين وكم يؤثر ذلك على عملها وشغفها المحتضر بسبب الضغط الرهيب الذي تتعرض له.
لوحت المرأة بكفها بأناقة تلقائية، تعقب بسخرية مستخفة.
(لا تعتذري ولا تلقي بالا بترهاته... أجزم بأن أحشاءه اشتعلت حماسة بعد الضجر والملل من الروتين اليومي ...)
انتقلت وداد بعينيها المتربصتين من على ملامح المرأة الساخرة إلى وجه زوجها الذي اقترب منهما دون أن يبدي أي بادرة لمصافحتها، يرد عليها ببسمة وسيمة تناسب ملامحه التي لا تقل غموضا ولا جمالا عن التي تقف جواره، مكتفة ذراعيها، ترمقه بحاجب مرفوع.
(وهل أجرؤ على الانكار يا مرجانة البحار؟...)
زفرت المرأة باستنكار هادئ فاستطرد بينما يستدير نحوها بنظراته المظلمة، لتعترف وداد بأنها لم ترى سوادا مشابها للسواد الحالك داخل عيني زبير البحّار من قبل، قتامة تجلت في خصلات شعره بطول أربع سنتيمترات تقريبا ولحيته الكاملة حول وجهه العريض والمخففة أسفل شفته السفلى ومنطقة شاربيه والمشذبه بعناية في باقي المناطق.
(يبدو أن من نقبتِ داخل مناجمهم القذرة قد فاض بهم وقرروا التخلص منك...)
(زبير!)
نادت زوجته بصوت خفيض لائم فهز كتفيه ليسحب كرسيا من فوق أقرب الطاولات الدائرية إليهم، مشيرا لها نحوه.
(تلك هي الحقيقة... لكن!)
بسط شفتيه ببرود، يكمل أمام وداد التي استجابت لإشارته وجلست عكس زوجته المتخصرة بملل.
(أعترف بأنك شجاعة...)
أجفلت وداد على جرة الكرسي جوارها فرفعت أنظارها إلي المرأة العابسة، تحتل المقعد ببعض الحدة رغم أناقة حركاتها ثم عادت لتلتقط النظرة الماكرة الطاغية على سواد عينيه مع بسمته الهادئة.
(ماذا تريدين معرفته؟)
ثم رفعت ذقنها ذو الحافة الرفيعة، تستدرك.
(بعد حديثنا المطول في الهاتف بحثت خلفك...يقولون عن كتابك القادم أنه يجمع قضايا نساء مثيرة للجدل... وهذا ما يسبب لك الكثير من المشاكل ويهدد حياتك أيضا والحقيقة أنني مستغربة جدا، فبماذا ستنفعك قصتي أمام بعضٍ مما ذكرت الإشاعات أنك سعيت خلفهن؟... )
ثم هزت كتفيها بخفة أنيقة قبالة ترقب وداد الحذر الهادئ وصمت زوجها المتابع، تضيف:
(فالحقيقة بسيطة ...لا علاقة لقصتي بتلك القضايا ... )
أمالت وداد رأسها جانبا، تتساءل بفضول:
(كيف ذلك؟)
زفرت ثم زمت شفتيها الصغير تين تطرف بنظرها نحو زوجها قبل أن تجيبها بكل بساطة:
(ما قرأته من أخبار عن بعض تلك القضايا في الشبكة العنكبوتية تجتمع عند نقطة واحدة مهمة... نساء مذنبات إما ظلما أو مضطرات أما أنا... أجرمت مع سبق الإصرار والترصد وبتخطيط أيضا...يمكنك اعتبار جرائمي أسلوب حياة ثم عوقبت عليها... فماذا ستضيف لك قصتي بكل جوانبها التي لم تكشفها الشرطة أو يشملها الإعلام داخل بقعة ضوئه الجائرة؟...)
همت وداد بالرد حين تدخل زوجها بتهكم ممتعض:
(لولا ذلك الحقير لكنتِ قضية عادية بين أروقة القضاء... ولم يكن أحدا ليعلم عنك .. فما أكثر من هم أمثالنا أو أسوأ بكثير...)
كانت وداد ستتدخل مجددا، يثير انتباهها صيغة الجمع في آخر حديثه لكن المرأة واجهته بالقول المؤنب:
(كف عن التبرير... لقد أذنبنا وكل ما حدث نستحقه وأكثر...)
(أنا لا أبرر...)
(إذن كف عن لومه!)
كانت وداد قد استسلمت تراقب نقار الديكين قبالتها، هو بتحفز ذو نبرة منخفضة وهي بحدة أنيقة ونبرة كذلك منخفضة.
(وأنتِ كفي عن الدفاع عنه!)
(أنا لا أدافع عنه...)
(وماذا تسمين ما تفعلينه؟....)
عبست فلمعت مقلتيها برفض زادهما جاذبية، تسترسل بثقة:
(أنت من يحشره بيننا دوما في أي حوار يخص الماضي... تحمله ذنوبنا مع أن الحقيقة أننا مذنبين به أومن دونه ... بل والحقيقة الأمر أنه من أنقذنا من موت محقق!... فهل تنكر ذلك!)
لوح بكفيه ووجهه في نفس اللحظة وكأنه على وشك الانفجار، فراقبته وداد بحذر، تنتظر لكنه فاجأها بأن نطق من بين نواجده، ممتعضا، حانقا لكن معترفا:
(لن أنكر... مع أن ما نحن فيه الآن بفضل الله أولا وأخيرا... وليس ذلك المدعي للشرف والأمانة...)
مطت شفتيها بضجر فتدخلت وداد أخيرا، تعقب ببسمة هادئة:
(سيدتي ... قد يكون في ما قلتِه بعض الحقيقة... لكن لا تستخفي أبدا بما يمكنك تقديمه لغيرك من إفادة ...ثم إن ما ذكرته يعد سببا أهم لأسعى خلف قصتك والتعرف على جوانب قضيتك الحقيقية بما أنك مختلفة عن الباقيات ومذنبة بحق...)
بعينين غارقتين في التفكير، ردت بسخرية:
(ماذا لو كانت قصتي درسا في الاتجاه المعاكس؟)
قطبت وداد وزوجها تتسع بسمة التسلية على شفتيه، مفسرا:
(السيدة زوجتي تقصد ماذا لو تعلموا من طرقها المحترفة بدل الاتعاظ من النتيجة؟)
ارتد رأس وداد بخفة متفهمة ثم قالت ببسمة مجاملة بينما تلتقط من حقيبتها مستلزمات العمل:
(الجرائم معروفة جُلها وطرقها يسهل على أي شخص اتخاذ مسالكها ... لكن النتائج أغلب الناس يجهلها أو يتجاهلها ونحن نحاول تذكيرهم بها والله المستعان...)
قلّبت المرأة شفتها السفلى ولم تتخلى عن شرود التفكير ثم أجابت باستسلام:
(حسنا.... من أين نبدأ؟)
(من أي مكان تريدين... لا يهم!.. تحدثي واتركي لي عمل التنسيق...)
(لمَ لا تبدئي بيوم لقائنا؟)
بادرها زوجها، يبتسم بغموض فخور فتبسمت هي بتحفظ، ترمقه بمكر ممزوج بشيء آخر مختلف.
(أنت تطري نفسك كثيرا...)
علقت ساخرة بأنفة رغم أثر البسمة على شفتيها فتقدم جوارها ليستند بوركه الأيمن على جانب الطاولة بينما يضم ذراعيه إلى صدره، فلاحظت وداد أنه يرتدي صدرية رمادية فوق قميصه الأبيض لتتساءل إن كان يعمل كنادل في مطعمه!
(كان ذلك اليوم بداية انقلاب حياتنا كليا خلاف ما كانت عليه... فهل تنكرين؟)
تحداها كما فعلت قبل قليل، بثقة شعت بها ظلمة عينيه القاتمتين فرفعت رأسها ولوحت بأصابعها الناعمة تعبيرا عن الضجر المناقض لقولها المستسلم:
(حسنا.. حسنا.. لا أنكر...)
هز كتفيه دون أن يغير وضع جسده، يتبسم بنفس الغموض الحذق فشغلت وداد المسجلة وقربتها على سطح الطاولة من المرأة، توحي لها بالانتظار قبل أن ترفع سبابتها مستأذنة برجاء:
(هل ستخبرينني باسمك الحقيقي؟)
كانت قد طلبت منها ذلك حين اكتشفت أن كل ما وجدته من أسماء لها مزيفة ولم تستطع التوغل أكثر لتطّلع على ملفات القضية، فاستسلمت إلى حين لقائها لتسألها عن اسمها الحقيقي.
أصدر زوجها ضحكة رائقة، متسلية زادت من عبوس زوجته وضاعفت من زفراتها فرفع أصابع يده اليمنى ليمسد بهما أعلى أنفه وسط وجهه الدائري العريض، مسندا مرفقه بيده الشمال المضمومة إلى صدره.
(ستعرفينه بالتأكيد لكن سيكون عليك الانتظار إلى آخر المطاف....)
ردت المرأة ووداد تقسم بأنها تخفي بسمة ملحة تحت قناع الاستياء الضجر الذي تحول إلى حنق مع تدخل زوجها المرح:
(ستتفاجئين صدقيني...)
تأففت فضم شفتيه، رافعا حاجبه الأيسر، يكتفي بالصمت والتفتت وداد نحو السيدة تومئ لها إشارة لتبدأ.
اعتدلت بظهرها على المقعد وضمت كفيها فوق سطح المائدة برقي لم تخلو منه كلماتها المنسابة بين شفتيها بتسلسل مدروس:
(لا تغُرنك بسمته الفخورة، فذلك اليوم كان عاديا ..)
رفعت حاجبها الأيسر بأنفة، تسترسل بإهمال وزوجها يدعي التأفف بينما يدير وجهه عنها: (عاديا جدا في الحقيقة وإلى درجة مثيرة للاستفزاز... كنت قد انتقلت وأسرتي لتونا إلى أكبر المدن في بلادنا، شريان الحياة الاقتصادية كما يلقبونها.. بعد قرار أخذ من وقت أبي الكثير... فآخر مدينة سكناها ضاقت بنا وحين تضيق يبدأ جرس الخطر بالنعيق كغراب أسود فوق رؤوسنا... لذا علمنا أن وقت الرحيل مجددا آن أوانه وبدأنا بالتباحث حول المكان الجديد...حينها اقترح والدي ما كان يفكر به قبلا بأن لا مكان أفضل من المدينة الكبرى حيث يجتمع أثرياء البلد والمستثمرين ... كما يكثر فيها البشر بمختلف صنوفهم فنضيع وسط الضوضاء والضجيج الكثير... توجسنا خيفة بداية لكننا اتفقنا في النهاية، فلوالدي طرق إقناع فريدة من نوعها ...)
توقفت تبلع غصة وجع عبر مقلتيها اللتان اكتسح الحزن فيهما الجمال الفريد بلونهما الخلاب فتدخل زوجها، يعقب ساخرا بنبرة لمست فيها وداد أبعد من مجرد السخرية:
(أخبريني عن طرق والدك... لا يستسلم حتى في أشد الأوقات صعوبة...)
زمت شفتيها بعبوس رافض فنظر نحو وداد يخبرها بنفس التهكم المبطن بنية أخرى أدركتها وداد حين خبا الألم في عينيها ليتحول إلى ادعاء للحنق مجددا:
(أقنعني بتحمل مسؤولية الجرائم كلها عن ابنته دون أن يتكبد في ذلك عناءاً يذكر...)
نظرت وداد إلى المرأة التي احتدت مقلتاها بتأهب شرس، تقول له باندفاع.
(لذلك لم أقبل بتاتا بذلك واعترفتُ بما اتهموني به ...)
تأفف دون أن يغير وضعيته، قائلا باستخفاف:
(تعلمين أنني كنت مستعدا لأفديك بروحي...)
(كنت؟)
هتفت بحدة مستنكرة، فحرك رأسه إلى كلا الجانبين، معبرا عن نقمته قبل أن يحل عقدة ذراعيه ليلوح بإحداهما:
(لا زلت...كفي عن اصطياد الأخطاء وتقريعي على كل كلمة ...)
صمتت تبادله نظرات عاصفة في مضمونها هادئة في ظاهرها للحظات طالت حافظت فيها وداد على صمتها، تراقب باهتمام.
( لم يكن بمقدورك فعل شيء ولا أبي....)
نطقت تقطع وصال النظرات بينها وبين زوجها لتعود إلى وداد، تضيف بتفسير:
(كانت هناك دلائل قوية على جريمتي ولم أكن لأنفذ منها بأي وسيلة كانت...إحدى جرائمي في الحقيقة...)
(ثم كان ذلك الحقير الذي لم يكن ليتركك وشأنك حتى يدمرك لأنه لم يحصل على مبتغاه منك... ذاك المدلل...)
تدخل يعقب من بين فكيه المطبقين فتنهدت، تسدل جفنيها غير متنازلة عن تأهب جلوسها واستقامة جسدها فكانت لوحة خلابة للأناقة والرقي.
(دعكِ منه... ولنعد إلى ذلك اليوم..)
تحدثت بهدوء ولم تنظر إليه فأطبق على شفتيه هو الآخر، يصغي.
(مر شهر على استقرارنا في المدينة الكبرى ... اخترنا كالعادة أرقى الأحياء وسط علية القوم، فوالدي كان ذكيا جدا ويعلم جيدا كيف يحدد موقع محيطه...و....)
..........
**قبل سنوات**

(حاضر ماما!... اصبري سأفتح لك...)
ردت بنفاد صبر يناقض نبرتها الهادئة الناعمة، مستغرقة بِعَدِّ آخر رزنامة مال قبل أن تعيدها مكانها في صندوق صغير حديدي، أحكمت إغلاقه ثم مدت ذراعها ترفع جانب قاعدة السرير تدسه داخل زاوية سرية جانبية، يصعب إيجادها بسهولة قبل أن تعيد عليه غطاء الزاوية كتمويه للعين.
استقامت تتنفس بعمق ثم تقدمت نحو مرآة الزينة لتتفحص هيئتها فتسوي خصلات شعرها البني بتموجات حريرية لامعة إلى ما بعد كتفيها بقليل.
دق باب غرفتها مجددا فقلبت عينيها المحددتين بقلم بني شبيه بلون خصلاتها واستدارت تخطو بقدميها الصغيرين المخفيين داخل زوج خف منزلي من الريش الناعم لتفتح الباب للتي دخلت تتطلع حولها بينما تتساءل بحيرة فضولية:
(لماذا أغلقت الباب بالمفتاح؟... أقصد!)
تراجعت في اندفاعها على إثر نظرة ابنتها المحذرة كما انحسرت خطواتها داخل الغرفة الفاخرة بأثاثها العصري المصنوع من خشب البلوط، تضيف ببعض الحذر الممزوج بالفضول:
(هل جهزتِ نفسك؟)
تتفحص بدلتها الرياضية الزرقاء القاتمة المفصلة لتفاصيل جسدها بينما تلتفت إليها وهي تلتقط المعطف الأسود من على المشجب لتدس قدها الرشيق بين حنايا قماشه القطني درجة أولى، تجيبها وهي تغلق السحاب.
(أجل... جاهزة ...)
اقتربت منها بارتباك، تتأمل عينيها وشعرها، فتعبر عن رأيها في مظهرها الجديد:
(يعجبني الأشقر عليك أكثر ...و)
شدت ابنتها على حزام المعطف حول خصرها النحيل ثم عادت ترمق المرآة لتبعثر موجات خصلاتها الحريرية.
(مللت من العدسات ماما... لذا قررت ترك لوني الطبيعي هذه المرة... لا أحد رآني به من قبل، لذا لن يتعرف علي شخص ممن تعاملنا معهم من قبل لو حدثت الصدفة...)
(اللهم احفظنا... اللهم احفظنا...)
هتفت والدتها بنبرة مرتاعة فتبسمت ابنتها بتهكم قبل أن تلتقط الحقيبة الرياضية من فوق سريرها، تصغي لبقية حديث والدتها المبطن:
(احذري حبيبتي ولا...)
تراجعت مرة أخرى عند عتبة الغرفة حيث توقفت ابنتها لتستدير إليها تقاطعها بنفس النبرة اللبقة:
(لا تقلقي ماما .... إنه عملي.. فقط ...)
صمتت تقطب بحيرة على هيئة والدتها التي لاحظتها للتو ثم شملتها من رأسها الى أخمص قدميها بنظرات مدققة، تستدرك باستغراب:
(هل تحجبت ماما؟)
بتبرم ضاحك ردت عليها وكفيها ترتفعان بتلقائية عملية ترتب بهما حواف الطرحة الطويلة ثم عباءتها ذات القماش الفاخر وتفصيله آخر الصيحات.
(ما رأيك بالعباءة؟... القَصة المتصدرة لآخر مجموعة دار الأزياء الأولى عربيا ...)
ضيقت مقلتيها قبل أن تشير إليها بتقرير:
(أغنى عائلة في هذا الحي أناس ملتزمين!؟)
قهقهت والدتها بتسلية فتبسمت ابنتها بيأس ووالدها يضم كتفيها معقبا بلهجته المتأرجحة دوما بين المرح والحذاقة:
(أنت أعلم بالخطة...)
قاطعته ابنته بينما ترمقه بحاجب مرفوع:
(نندمج مع الصفوة ونتجلد بجلدهم...)
أحنى رأسه ليبادلها النظر من فوق عويناته الشفافة، يتساءل بنفس الحذاقة:
(والذكي!)
لتكمل عنه مجددا بتبرم:
(من يختار رأس الهرم ويتلون بلونه فيلتحم به ليهابه باقي الهرم...)
تتسع بسمة والدها الماكرة في صلب مرحها فترنو ابنته لحيته التي تساءلت عن سر إطلاقه لها منذ أيام مضت:
(اللحية... ها!)
ترك كتفيها ليمسد على لحيته المشذبة وخفة خصلاته على مقدمة رأسه تضيف إلى وجهه البيضوي، وقارا مزعوما:
(طبعا... ما رأيك بلحيتي؟... هل تقضي الغرض المرجو منها؟)
حركت رأسها، تجيبه بينما تشير إليهما:
(جدا... )
ثم بسطت ذراعها نحو والدها، تكمل بهدوء لا يعبر عن شيء:
(أين هويتي الجديدة؟... لقد تأخرت ومللت من الجلوس في البيت...)
أمسك بكفها الحرة، يسحبها نحو مائدة الطعام حيث رُص نصفها بطعام الفطور ونصفها الآخر بمجموعة من الأوراق، التقط من بينها بطاقة هوية يرفعها إليها فتضيق مقلتيها لتقرأ الاسم الجديد قبل أن يرتفعا حاجبيها بدهشة متبرمة:
(مرجانة البحّار؟ ما هذا الاسم يا بابا؟)
بضحكة متكلفة، أجابها والدها بحركته الأثيرة حين ينظر من فوق نظّارته الطبية:
(كلما تفرّد الاسم كلما اتسعت شباكه ... بحر وشِباك ومرجان... تناسق مبهر!)
بصمت وطاعة تعودت عليهما مع عائلتها أومأت بطاعة والتقطت قطعة جبن لتدسها داخل فمها وقبل أن تفعل تجمدت يدها في الهواء فالتفتت إلى والدتها ترمقها باستنكار لم يدم والأخيرة تعيد كفها إلى طبق الجبن لتضع القطعة ثم توجهها إلى الشوكة بينما تلومها برقة:
(لا تنسي أناقتك ولباقتك مهما حدث ... تذكري هذا دائما!..)
دست الشوكة في الجبن بهدوء، تجيبها بنفس التبرم الهادئ قبل أن تدسها داخل فمها:
( لا تقلقي ماما... فقط احذري أنت حتى لا يكشفوا زيف مظهرك، فلم يسبق أن وضعت طرحة على رأسك من قبل...)
( أنا حذرة دوما بما فيه الكفاية... أين بطاقتي يا؟...)
قاطعها زوجها برده الماكر:
(عبد الرحيم.... عبد الرحيم البحار... وأنتِ...)
ناولها البطاقة لتقرأها فتعبس بالرفض المتزامن بنطقه لاسمها:
(السَّعدية البحّار... بما أنك ابنة عمي ونحن من عائلة البحار العريقة في الساحل الغربي للبلد...ولا كلمة!)
زمت شفتيها، تبلع كلماتها المعترضة فتلفتت ابنتهما باحثة عن هاتفها الذي لم تجده في غرفتها سابقا:
(أين هاتفي؟... لم أجده سابقا في غرفتي... )
ثم زفرت، تهتف باستياء:
(أين ذلك الفأر الصغير؟)
ألقت بالحقيبة على الأرض وقد أوشكت على التوجه نحو غرفة آخر فرد من الأسرة الصغيرة حين ظهر لها يعدو نحوها ليعطيها هاتفها، قائلا بأسف وتملق:
(آسف آسف آسف!...إنها آخر مرة!... كنت أتمرن عليه فقط بما أنه سيكون لي...)
(و من قال ذلك؟)
تخصرت بيد واحدة فرد عليها والدها بمكر مازح:
(أنا!... فالهاتف يجب أن يتغير وحان وقت شراء هاتف جديد... لذا وعدت أخاك بهاتفك إذا نفذ أول مهمة في مدرسته هذا الأسبوع بنجاح...)
تركت الصبي البالغ من العمر اثني عشرة سنة واستدارت إلى والدها، تجيبه بمكر يوازي مكره:
(كنت فعلا سأغير الهاتف، لكن لماذا تدفع به إلى العمل من البداية؟... قد ينكشف بسهولة...)
(أبدا!... لست بصغير أو غبي!)
دافع الصغير عن نفسه بينما يسوي خصلاته المصفوفة، يغلب عليها اللون البني بدرجاته المتعددة، فاقتربت منه والدته تسوي له بدلته المدرسية مشيدة به أمام مراقبة زوجها الساكنة دون معنى محدد:
(ابني رجل...وذكي أيضا... )
مطت ابنتها شفتيها بعدم رضى ووالدها يعقب ببسمة غامضة:
(لنرى كيف سيكون أداؤك أنتِ هذا الأسبوع، فمجوهراتك لم تتغير منذ مدة...)
ارتفع عنقها برأسها، ترد عليه بأنفة قبل أن تخطو نحو باب المنزل:
(سنرى!...)
(مرجانة!)
نادى عليها والدها فتوقفت لتدير رأسها إليه فتتسع بسمته الفخورة لترفع حاجبها الأيسر بدلال وصلف "هكذا هي! وهكذا تربت! يتغير جلدها كالحرباء وتتعود بسرعة فائقة على هوية جديدة، لا تتعلق باسم ولا تحن لمكان! فهي مجردة من الهوية أو الوطن ومن يفقدهما يقف على إصبع واحد دائم التأهب" وقبل أن تستأنف خطواتها نظرت إلى شقيقها، تسأله بدهاء:
(حفظت المعلومات الخاصة به سوى الاسم لم أعرفه بعد...)
(وأنا الذي ظننت أنك ستغادرين دون غلق ملف المعلومات...)
عقب والدها بنبرته المتحذلقة فتخفي مللها تحت قناع الهدوء، تصغي لبقية حديثه الموجه لابنه الذي استقام بجسده يرفع حاجبه بمشاكسة:
(ولد يا أدهم البحار... استعد فحافلة المدرسة على وصول.. لنرى إن كانت تستحق ما دفعنا فيها من مال...)
منحت شقيقها نظرة أخيرة قبل أن تستأنف خطواتها الأنيقة نحو سيارتها الرمادية، فتحت بابها واحتلت مقعد السائق وألقت بالحقيبة فوق المقعد جوارها ثم أغلقت الباب ونظرت أمامها قليلا قبل أن تزفر بخفوت وتميل على درج قبالة المقعد المجاور تمرر سبابتها على مجموعة النظارات الشمسية مختلفة الأشكال والألوان حتى اختارت واحدة على مضض، تضعها فوق عينها بينما تتنهد بهمس ساخر وهي تعود لتشغل المحرك.
(يجب أن أقتني واحدة جديدة... سأغير كل شيء سواك يا سيارتي المحبوبة...)


يتبع

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 13-10-22 الساعة 03:35 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 08:12 AM   #3

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي



(يجب أن أقتني واحدة جديدة... سأغير كل شيء سواك يا سيارتي المحبوبة...)
انطلقت بالسيارة كما انطلق صوت الموسيقى عبر مكبرات الصوت يملأ الفراغ من حولها، فتكمل بنفس الهمس المتبرم:
(لنرى كيف ستسير الأمور...)
عبرت حاجز الحراس للحي، متجاهلة الأنظار المتطلعة بفضول وإعجاب وبعد نصف ساعة تقريبا كانت تركن سيارتها في مكانها المخصص داخل مرأب أكبر النوادي الرياضة المعروفة في المدينة الكبرى.
خرجت تحمل حقيبتها بأناقة كما تقدمت بخطواتها الصامتة بسبب الحذاء الرياضي، رافعة نظّارتها الشمسية فوق مقدمة رأسها وولجت المصعد.
انفتحت البوابة على الطابق الأول حيث تستقر صالة استقبال ضخمة، نصفها خاص بالانتظار والقسم الثاني عبارة عن حاجز خشبي أنيق يقف خلفه أربعة موظفين، شابين وفتاتين بزي موحد خاص بالنادي.
(مرحبا آنسة...تفضلي!)
بادرها أحد الشابين باهتمام وإعجاب لم يخفى عنها ولا عن الفتاتين المراقبتين بفضول بينما الشاب الأخير كان غير ملاحَظ لها.

《《《الحاضر》》》
(لا تصدقيها، لقد رأتني ولاحظتني لكنها تتكبر غضبا بسبب مناعتي القوية ضد فتنتها ...)
التفتت إليه بحدة، فأضاف ببسمة باردة ظاهريا:
(الطاغية....)
أسبلت وداد رموشها ترتشف من كأس العصير الذي أحضره في وقت ما وزوجته تطلق سراح بعض الذي تختزنه مقلتيها، فتركز معها بحرص لعلها تلمح ما وُري بين الحروف ثم سألت ببسمة مجاملة لتقطع صراع النظرات المتبادلة بينها وزوجها:
(هل كان ذلك أول لقاء بينكما؟)
تحولت بسمته إلى أخرى غامضة وهي تدير رأسها نحوها لتجيبها ببعض الحنق:
(لا!... فأنا لم ألحظه حتى... أخبرتك من قبل، لا تعيري اهتماما لحديثه ولا أعلم من الأساس ماذا يفعل هنا معنا بينما هناك عمل كثير في انتظاره؟..)
تأهب من وقفته المسترخية وهم بالابتعاد عابسا برفض لكنه توقف حين تدخلت وداد تُعلق بنبرة لطيفة:
(زوجك السيد زبير له دور كبير في قصتك... لذلك أستأذنكما سماع أحداثها منكما...)
رمق زوجته بطريقة خاصة فلوحت بكفها دون حرف ليكتفي بهزة كتف مستخفة قبل أن يعود إلى وقفته المسترخية جوار إحدى نوافذ المطعم، يقول من بين نظراته المراقبة للشارع:
(لم ألتفت إليها لأنني أكره مثيلات ما كنت أظنها عليه...)
ثم نظر نحوها، يكمل ببرود:
(ثريات فارغات متكبرات... يعتقدن بأموالهن امتلاك العالم تحت أقدامهن...لولا شيء واحد هو ما جعل أذناي تتأهبان بحرص واهتمام...)
مسحت على شفتيها وظلت صامتة كما فعل قبل أن يكمل بتلك البسمة الغامضة:
(كنيتها...)

《《《قبل سنوات》》》
(مرجانة البحار... هذا إسمي... أريد بطاقة الاشتراك من فضلك...)
تدله فك شاب الاستقبال وحازت على إعجاب الفتاتين أيضا بلباقتها النادرة بين ترفع الرواد وتلك كانت أهم ركائز التصنيف لدى العمال في النادي وعليه تحدد نوعية المعاملة الخفية.
(حالا آنستي!)
ازدرد الشاب ريقه ويديه تحومان فوق الحاسوب لتتسع بسمته بعد برهة ويمد كفه إلى علبة بطاقات جاهزة بحث بينها وسحب خاصتها، يقدمها لها بنظرات لامعة ونبرة مدلهه:
(تفضلي آنستي ... أتمنى أن يحوز المكان على إعجابك...)
حافظت على بسمتها اللطيفة وهي تتسلم منه البطاقة، تومئ له بامتنان ناعم مزجته برجاء:
(شكرا لك... هلا رافقني أحدكم مشكورين في جولة لأتعرف على المرافق بسرعة!)
انتفض الشاب يهم بالهرع إليها لولا استرسالها الذي أحبطه، يراقب اندفاع احدى الفتاتين لتقوم بالدور:
(فتاة ربما... رجاء!...)
نظرت نحو الشاب تقدم له بسمة آسفة نسفت ما تبقى من جدران دفعاته وتركته جامدا مكانه يتحسر على حظه القليل.
(كي تدخل معي إلى المرافق الخاصة بالنساء أيضا... شكرا لك مجددا..)
تنهد الشاب مشيعا مشيتها الأنيقة بحالمية، استيقظ منها على يد زميله التي مدها صاحبها ليغلق فمه، معلقا بسخرية:
(استيقظ من أحلامك، فلن تكون لك مهما فعلت .. لذا أفق وانتبه لعملك حتى لا تتكبد خسارة أخرى.. )
امتعض الشاب وعبس ساخطا، يرد عليه:
(دعني أحلم قليلا... لن أضر أحدا بذلك ولن أتكبد أي خسارة لأنني انسحبت من خدمة باقي المرافق، سأبقى في الاستقبالات فقط... لن أتحمل مسؤولية ضياع أملاك أولئك الناس...)
هز رأسه باستحسان ورد عليه بينما يتفقد بيانات الرواد، واحدا تحديدا:
(جيد... إنهم حفنة مدللين! ولا علاقة لنا بضياع أملاكهم ...)
لم يصغي لبقية حديث زميله وظلمتيه القاتمتين، تلاحقان المعطيات على شاشة الحاسوب.
***
(تفضلي هنا!... مساحة رياضية مختلطة يقوم عليها عشرة مدربين يتناوبون على الرواد...)
أشارت الفتاة إلى المساحة الواسعة قبالتهما والمليئة بآلات رياضية مختلفة، فأرسلت مرجانة نظراتها تتفقد الرواد بين نساء ورجال منتشرين هنا وهناك، منهم المشغول بما يلعب فوقه ومنهم من يتبادلون الحوار أو يشاهدون الشاشات المنتصبة عاليا على طول الجدران.
(لم يتبق سوى قسم التدليك والسونا هل نتوجه إليه؟)
لفتت الفتاة انتباهها من تفحصها، فنظرت إليها تجيبها باشمئزاز لم تدّعيه:
(لا من فضلك، لن أحتاج إلى ذلك القسم أبدا ...)
ثم سحبت بعض الأوراق المالية واستدارت متوجهة إلى قسم الحمامات وتغيير الملابس حيث مدت لها بالأوراق شاكرة لتبتسم لها الفتاة بامتنان.
(شكرا لك.. ما اسمك على فكرة..)
(وئام... وأنا في الخدمة لو أردت أي مساعدة...)
نظرت مرجانة حولها ثم عادت إليها، تستفسر منها بنبرة أبدت فيها الرجاء الناعم الممزوج بالقلق البريء:
(كما تعلمين أنا جديدة هنا وأخشى أن أتعرض للتنمر أو الخداع... هلا منحتني خلاصة عن الرواد المعروفين والدائمين؟ من يجب أن أحذر منه ومن يجب أن أصادق...)
تلفتت الفتاة حولها مجددا قبل أن تقترب منها، تسرها ببسمة ماكرة ظافرة، سعيدة بإفادة أحد بالمعلومات التي جمعتها طوال فترة عملها لخمس سنوات،
فتشكل الامتنان على ملامح مرجانة وربتت على كتفها بخفة:
(شكرا لك عزيزتي... واعذريني على تعبك..)
(تعبك راحة يا آنسة مرجانة ..أي شيء تحتاجينه اطلبيني من أي هاتف داخلي وسأكون عندك بسرعة...)
بادرتها وئام بلطف متحمس فشكرتها مجددا في نفس اللحظة التي ولجت فيها فتاة ذات مظهر ملفت وعطر يسبقها لأمتار، تتجاوزهما بتجاهل متكبر فهمست لها وئام:
(احذري منها... عن اذنك...)
غادرت وئام غافلة عن النظرة الباردة داخل مقلتي مرجانة والبسمة الماكرة المزينة لشفتيها والتي تحولت في رمشة عين إلى بسمة بريئة، تناسب ملامحها الخلابة فتزيدها بهاء وجاذبية.
توجهت إلى الخزانة الخاصة بها ونزعت المعطف بروية لتعلقه مكانه قبل أن تفتح حقيبتها لتسحب منها منشفتها الخاصة وقنينة ماء معدنية ثم دستها داخل الخزانة.
طرفت بعينها نحو الأخرى بينما تستدير لتمضي في طريقها وبخفة نشأت عليها نثرت شيئا ما على الأرض ثم عادت تدعي نسيان غلق خزانتها كما زعمت التأخر انشغالا حتى همت الأخرى بالمرور جوارها، فانتظرت لوهلة ثم استدارت تتجهز لتلقف جسد الفتاة الذي لم يتأخر، تتزحلق صاحبته شاهقة بهلع وقد ظنت أنه وقوع مؤلم لا محالة.
التوت شفة مرجانة ببسمة ساخرة اختفت بنفس السرعة التي ظهرت بها حين فتحت الأخرى مقلتيها البنيتين تدور بهما حول وجه التي منحتها كل الوقت حتى أدركت واستوعبت ما حدث فاعتدلت بسرعة، تمسد على لباسها الرياضي وتهتف بعصبية وغضب احمر له وجهها المتقن الزينة:
(ما هذا التسيب؟... سأدمر المسؤول عن هذا الإهمال!)
اجتمعت بعض النسوة من العاملات والعضوات، يتابعن بعضهن بفضول وأخريات بتوجس قلق فسارعت إحداهن للاتصال بالمدير الذي ظهر على وجه السرعة، يتساءل بقلق:
(ماذا حدث يا آنسة؟... ما..)
رفعت رأسها بعد أن سوت ديل حصانها الأشقر، تجيبه بتكبر:
(ما حدث هو إهمال لا يليق بالمستوى المفروض أن يكون عليه المكان... ولا الأموال الطائلة التي ندفعها مقابل خدمات رفيعة نتوقعها ... الذي حدث أن هناك من لم يتقن عمله جيدا وترك بللا على الأرض تسبب بانزلاقي.... لولا هذه الفتاة لكنت الآن في المشفى وحينها كنت سأقاضيكم إلى آخر فلس تملكونه!)
توتر المدير، ناظرا إلى الفتاة الواقفة بترفع صلف ثم إلى مرجانة الصامتة ببراءة متقنة قبل أن يتفحص الأرضية اللامعة يُتأتئ بارتباك وقد لمعت جبهته بحبات العرق رغم اعتدال الجو داخل المبنى:
(م... البلل.. أين... كيف.. من المكلفة بنظافة الغرفة؟)
تحولت نبرته إلى هتاف جاف، فأسرعت امرأة ترتعش بينما ترد بخوف شعت به مقلتيها كما تشنجت به ملامحها المهمومة، تتوقع مصيبة جمة فوق رأسها المُطرق أرضا.
(أنا سيدي المدير... والله تأكدت من جفاف الأرضية كما العادة ... و...)
(هل أكذب أنا؟... ها هي شاهدة على ما حدث وقد تلقفت جسدي قبل أن أقع على الأرض...)
تدخلت الفتاة باستعلاء سافر وقد ولجت للتو فتاة أخرى تبدو من نفس عمرها، لاحظت مرجانة زيادة التوتر البادي على العاملات وفضول المراقبات بينما الفتاة الأولى لم تهتم وكأن نوعا من الظفر يشوب حالتها العصبية في حين كانت الفتاة الأخيرة تتجاوزهم متجاهلة كل ما يحدث ببسمة ساخرة، تختفي خلف باب خزانتها.
(اهدئي يا آنسة نسرين، لا أحد يكذبك لا سمح الله...)
زفرة مستعلية أخرى صدرت منها، ترمقهم بامتعاض، فقررت مرجانة أن وقت العرض قد انتهى وحان دورها، فتقمصت البراءة ببراعة متقنة، تتدخل بهدوء لبق يكاد يذيب الجدران من حولهم من شدة نعومته وسحر رقته:
(أعذروني على تدخلي... لكن الأرضية لم تكن سبب انزلاقك عزيزتي...)
انتبه لها المدير باهتمام بالغ وقد لاح له طوق النجاة كما العاملة المسكينة تتطلع إليها بعينين محتقنتين، فتضيف بينما تشير إلى حذاء الفتاة المقطبة بحيرة:
(حذائك ذو حواف سفلية زلقة...)
هتفت مدافعة بلهجة متكبرة:
(هل تعرفين من أين اقتنيت هذا الحذاء؟... وبكم؟)
لجمت نفسها بحنكة تدربت عليها طوال حياتها حتى أضحت متمرسة إلى حد التلقائية المقنعة بينما تجيبها:
(أعلم عزيزتي... من دار**** أصلية مئة بالمئة....)
تلكأت لتكمل أمام الريبة الناضحة من عيني نسرين وقد تاهت عن سبيل واضح لرد فعل مناسب كالتي مالت خلف بوابة خزانتها هي الأخرى، تنظر نحوهم بعد أن حركت مرجانة فضولها، تصغي لبقية حديثها البريء!
( الخط الجديد لتلك الدار له عيوبه من ضمنها حواف سفلية زلقة ... ولو راجعت ركن المستهلكين على موقع الدار ستتأكدين من قولي... أنا شخصيا لا أقتني منتوجا حتى أطلع على آراء أول المستهلكين... لذلك اقتنيت هذا الحذاء من الخط السابق لأنه أفضل ...الأرضية غير مبللة ولقد مررت عليها مرات عدة ولم أشعر بها مبللة... يمكن لأي أحد تفقدها الآن...)
انحنى المدير بسرعة يلمس الأرضية ثم استقام، يدافع مناصرا قول مرجانة.
(أجل آنسة نسرين ليس هناك بلل ... تفضلي وانظري بنفسك... الآنسة محقة...)
ثم التفت إليها، يكمل باحترام ممتن:
(الآنسة جديدة هنا ... أليس كذلك؟)
أومأت بصمت ثم استأذنت تغادر دون كلمة إضافية تحت مراقبة الجميع، فعاد المدير يكمل بمجاملة تكلفها بشق الأنفس حامدا ربه بمرور الموقف على خير:
(آنسة نسرين اعذرينا ... كما ترين نحن نحاول تقديم خدمات رفيعة تليق بمقامكم ....)
لوحت له بانزعاج وانصرفت عابسة بصلف فزفر المدير براحة ثم نظر إلى العاملات يحثهن على العودة الى أعمالهن:
(هيا ... كلٌّ إلى عمله... اعذرونا يا سيدات ... لا بأس! مجرد سوء فهم وتم توضيحه ...)
تفرق الجميع بسرعةٍ كما اجتمع وأغلقت الفتاة باب خزانتها ثم سارت نحو وجهتها التي ما إن وصلت إليها بحثت بعينيها عن مرجانة لتلمحها تستعد على آلة المشي بعد أن نزعت سترتها وربطتها حول خصرها وظلت بكنزة سوداء قصيرة الكمين وفتحة عنق مثلثة، وباندفاع غامض مشت لتستقل الآلة جوارها لتبدأ بالركض هي الأخرى.
استغرقت مرجانة في خططها التي لا تغادر حاجز دماغها في أبعد نقطة داخل رأسها، لا تسمح لها بالزحف على ملامحها المحمرة حاليا بسبب العدو وكلما تشاحنت أفكارها داخل خلايا دماغها كلما زادت سرعة الآلة دون وعي كامل منها.
(مرحبا ... كنا في انتظارك..)
التفتت مجفلة على الأصوات الهاتفة بمرح من بعض الشباب الذين لم يفتها قبل قليل نظرات بعضهم الفضولية وأخرى معجبة فبحثت عن سبب هتافهم الذي تجسد في شاب تجاوز المدخل لتوه، يحييهم ببسمة هادئة مناسبة لهيئته الوسيمة والأنيقة.
رفت بمقلتيها وأدارت عينيها إلى شاشة الآلة قبل أن تغمضهما، تركز بكامل نقط وعيها على الأحاديث المدارة بين من هم أقرب إليها في الموقع الذي اختارته، متوسطا المساحة فيصل إليه جُل ما يدور في المحيط بأكمله.
(صباح الخير يا شباب... كيف حالكم؟... *كوتش* مرحبا يا صاح!...اشتقت إليك!... )
(مرحبا بك... والآلات تشتاق إليك أكثر مني...فبماذا تحب أن تبدأ؟)
قهقه بصوته الذكوري الأجش ثم رد عليه بمرح:
(فاجئني...أمامنا ساعة ونصف فقط... بعدها سأقصد المسبح...)
(حسنا لنبدأ بالإحماء ربع ساعة...)
تجاهلت أذناها تدخلات الشباب التي لم تتعدى حاجز الأحاديث العادية وانتقلت إلى نبرات منخفضة جوارها، تتنصت بحرص:
(يا إلهي إنه وسيم جدا... )
(والأهم غني... بل فاحش الثراء... )
(لا تنسين أنت وهي ... كريم جدا ... إنه سخي مع من يختارها قلبه...)
(أجل وكل أسبوع يختار قلبه واحدة...)
انطلقت الضحكات لتشوش عليها قبل أن تهدأن لسماع تدخل آخر.
(ونسرين ستموت لتكون اختيار قلبه القادم ..)
(دعوها تحاول قد تحقق حلمها أخيرا فتكف عن تكبرها وصلفها لتلفت انتباهه...)
(تلك المغرورة هل رأيتن ما فعلته قبل قليل؟... يا إلهي إنها حقا مغرورة... لولا تلك الفتاة الجديدة لحمّلت النادي مسؤولية انزلاق فخامة جنابها ...)
(على فكرة... هل تعلمن من هي تلك العضوة الجديدة؟)
كانت تعلم بأنهن ينظرن نحوها لذا حافظت على خطوات ركضها كما ظلت مغمضة العينين، تتنصت إليهن باهتمام:
(لا...)
(ولا أنا..)
(لا أعرفها... لابد أنها جديدة في المدينة.. سنتعرف إليها لاحقا...)
(أنظرن!.. نسرين وصلت... دعونا نستمتع...)
فتحت مقلتيها لتنظر إلى المرآة قبالتها، تتابع انعكاس نسرين وهي تمشي باستعراض مبالغ فيه لملابسها الرياضية المكشوفة ثم توقفت عند الشاب الذي أنهى لتوه الإحماء وبدأ بإحدى آلات تقوية العضلات، تحدثه بنعومة وبسمة مشرقة:
(مرحبا لؤي ... اشتقنا إليك... أين تغيب كل هذه المدة؟)
توقف الشاب الثلاثيني عن دفع الحديد ليطل بوجهه، يبادلها البسمة المعجبة، بينما يجيبها بلهجة مجاملة:
(مرحبا نسرين.. إنه العمل .. وحين أجد الفرصة سانحة أستغلها لألهو قليلا... كيف الأحوال عندك؟... وأين بقية صديقاتك؟... هذا الأسبوع راحة لي لأستجم قليلا... يسعدني أن نجتمع في رحلة أو حفلة لا يهم...)
بنظرات مدققة، راقبت مرجانة كيف مالت نحوه بحركات مدروسة، ترد عليه بينما تلمس كتفه بخفة رافقت ضحكتها المغوية:
(يسرنا حضورك دائما يا لؤي... سأنظم برنامجا خصيصا من أجلك وأبلغك به...)
لمعت مقلتا الشاب البنية الغامقة برضى، يقول قبل أن يخفي وجهه خلف الحديد مجددا:
(في انتظارك يا جميلة... لا تتأخري...)
توقفت مرجانة عن الركض تشعر بأنفاسها تتلاحق بقوة ثم تنفست بعمق مقررة الذهاب للاستحمام وفي طريقها حامت بنظراتها المترصدة بدهاء في محيطها، ملاحظة قرب الفتاة الأخرى منها لتبتسم بظفر وهي تبتعد نحو الحمامات دون أن يفتها عبارات الشباب المغازلة والتي أثارت انتباه لؤي.
استحمت بسرعة كما ارتدت ملابسها المكونة من فستان شتوي من الصوف الناعم بلون الكريما، ينسدل على جسدها إلى حدود ركبتيها بكمين طويلين وياقة طويلة مثنية على نفسها، حررت خصلاتها من تحت قبعة الاستحمام ورتبتها ثم ارتدت جوارب شفافة طويلة ودست قدميها داخل حذاء برقبة متوسطة بنفس لون فستانها ثم أنهت طلتها الساحرة بوضع زينة خفيفة تبرز براءة ملامحها الجميلة أكثر.
حثت خطواتها نحو خزانتها لتدس ثيابها المتسخة داخل حقيبتها حيث سحبت حقيبة أخرى أصغر، فتحتها واستلت منها عطرا أصليا بعبير اللافندر الخلاب.
(أنت أيتها الفتاة!... الآن فهمت لما ساعدتني!)
ارتفعا حاجباها بشكل طفيف وكأنها توقعت صياح نسرين العصبي والذي جمع النساء في رمشة عين مرة أخرى، بحتا عن تسلية أو ربما خبر جديد يملأ فراغ أوقاتهن.
(هل تقصدينني أنا؟)
نطقت بهدوء مستفز ضاعف من عصبية الأخرى، فصاحت بنفاد صبر تجلى واضحا في قسماتها المتغضنة بغضب واحتقار.
(أنت جديدة هنا... لا أحد يعرفك... أنت السارقة إذن؟)

🌹🌹🌹انتهى الفصل الأول🌹🌹🌹



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 13-10-22 الساعة 04:40 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 04:17 PM   #4

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 1 والزوار 7)
‏fatima94
السلام عليكم عملاقتي تسجيييييل حضووووورررررررررررر


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 04:18 PM   #5

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

متحمسة ارجع اقرا مرجانة و مغامراتها المجنونة مرة تانية

fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 05:17 PM   #6

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

🌹🌹🌹الفصل الثاني 🌹🌹🌹

(أنت جديدة هنا... لا أحد يعرفك... أنت السارقة إذن؟)
قطبت مرجانة، تشكل الرفض ممزوجا بالذهول على وجهها، ترد بجزع يلائم براءة ملامحها الجميلة:
(ماذا تقولين؟.. هل هذا جزائي لأنني ساعدتك؟)
لمعت مقلتيها بدموع وشيكة، تتخصر بقلة حيلة أحسنت ادعاءها كارتعاش شفتيها الصغيرتين لتصبح لوحة من البراءة المغتالة ببراعة رسام محترف أقنع جميع الحاضرين حتى نسرين التي رغم تراجع قناعتها إلا أن صلفها سبق كالعادة منطق تفكيرها فاتهمتها بجفاء:
(ومن غيرك سرق عقدي؟... لقد كان في عنقي قبل أن أنزلق واكتشفت قبل قليل اختفاءه ... بحثت هنا وفي كل مكان ولم أجده...)
(قد تكونين أوقعته في أي مكان وأخذه من وجده... لماذا تتهمينها جورا وبدون دليل؟)
كان ذلك تدخلا من الفتاة التي تبدو لها مكانة بين الحاضرين إذ يرمقونها بنظرات خاصة وحذرة كلما حضرت في مجال رؤيتهم.
تراجعت نسرين، تجيب بارتباك حاولت مدارته.
(لا يمكن... الجميع هنا يعرفني .. لو وجده أحد ما لكان علم أنه لي... هذه الفتاة جديدة ولا أحد يعرف من هي!..)
تكتفت مرجانة، تعبس بطفولية أثارت حمية الحاضرين كما أثارت بسماتهم، تعقب بدفاع طفولي متقن الادعاء:
(ليس من الضروري أن تعرفيني كي تتأكدي من أنني لستُ سارقة... ماذا أفعل بعقدك؟... ولماذا أسرقه؟)
اقتربت الفتاة تجاورها وكأنها تمد لها يد العون، فتأكدت من تحقيق هدفها الذي ستوقع به عصافير كثر بحجرة واحدة.
تدله فك نسرين أمام سؤال مرجانة فلم تجد ردا مناسبا والحقيقة أن أي مُنتمي إلى عالمهم المرفه لمَ سيسرق غيره إن كان يتمتع بأموال أهله ولا يحتاج!
لكن المعضلة هنا كيف تعلم إن كانت الفتاة من مستوى معيشي مرفه وليست مجرد طفيلية على المكان.
(من أنت أولا؟)
بادرتها أخيرا بقوة فاشتد عبوس مرجانة الطفولي أكثر تقطب بحاجبيها، فتظهر عدائية تليق بفتاة لم تتجاوز السبع سنوات من عمرها، تجيبها برفض مباشر:
(ليس من شأنك!... سأكلم بابا ليأتي ويرى هذا الأمر العجيب...)
همت بسحب هاتفها في نفس اللحظة التي انضم إليهن المدير المأسوف على عمره، يتبعه مجموعة من الشباب من بينهم لؤي، يتابعون ما يحدث بحيرة وفضول:
(ماذا هناك يا آنسات؟... آنسة نسرين لقد وعدتك أننا سنبحث عن عقدك وإن شاء الله سنجده.... لماذا تتهمين الآنسة؟)
لوحت نسرين بكفها إعراضا، تفسر بعبوس ضائق:
(ممنوع آلات التصوير هنا في قسم تغيير الملابس... وهذه الفتاة غريبة.. من سيسرق سواها؟...)
فاجأتهم مرجانة بضربها الأرض برجليها حانقة، فبرقت عيون الشباب وتأثرت الفتيات، يعتبرنها صغيرة مدللة وقعت تحت وطأة شخصية نسرين المتعالية:
(يا ربي!... ليتني تركتك تقعين... لن أفعلها مرة أخرى وسأراقبك بينما تهوين على الأرض عسى أن يُكسر قدمك...)
زمت نسرين شفتيها، تزفر النيران من فتحتي أنفها الرفيع ذو الحافة الحادة، تطبق على نواجدها غلا وقد التقطت أذنيها ضحكات متوارية وآخرين ابتسموا دون حرج كلؤي والفتاة الناظرة إليها بسخرية:
(اهدئي يا آنسة...ما اسمك؟)
تدخل المدير بينما يمسح العرق على جبينه ويرخي ربطة عنقه، فاستدارت إليه تهتف بنبرة باكية:
(مرجانة... اسمي مرجانة البحار... وسأكلم بابا ليأتي ويرى النادي الذي اختاره لي... )
رفع المدير يديه، يكاد يولول على حظه المنحوس في ذلك اليوم لولا تدخل الفتاة المهادن:
(اهدئي مرجانة... ولا تكترثي .. هناك من يحب إحداث المشاكل أينما حل ليلفت إليه الأنظار ...)
كتفت نسرين ذراعيها برفض متحفز والفتاة تلتفت إلى المدير، تكمل بنبرة آمرة لا تستعملها سوى نادرا:
(ابحثوا عن عقد الآنسة نسرين... وأتمنى أن تكف عن إزعاج الأعضاء كل مرة، فهذا لن يعجب أصحاب النادي... فليست الوحيدة هنا ويجب أن تحترم بقية الأعضاء...)
بللت نسرين شفتيها، تتراجع بملامح ممتقعة محرجة فتدخل لؤي قائلا بمهادنة ولطف:
(لا بأس يا سادة... المشكلة حلت ... ونسرين ستعتذر من الآنسة مرجانة وينتهي كل شيء...)
سقط فك نسرين صدمة ونظرت إليه بذهول قابله ببسمة مغوية بينما يلتفت إلى الفتاة الأخرى التي رمقته بضجر ثم مرجانة، يكمل بلطف بالغ:
(آنسة جيهان لم يحدث شيء... الآنسة مرجانة فتاة طيبة القلب وستعذرها وتتقبل اعتذارها، أليس كذلك يا آنسة؟)
وكأي فتاة رسوم متحركة رقيقة ناعمة، بريئة جدا قبضت على كفيها، ترفرف بجفنيها فوق مقلتيها البراقتين بلون فريد خلاب كالبسمة المتفجرة مرة واحدة لتملأ وجهها الجميل فيشع أكثر بنضارة أصابت الناظرين إليها ببلاهة لحظية أفاقوا منها على صوتها الناعم المتقطع دلالا، فيزدرد أغلبهم ريقه حرجا من تحديقهم المخزي:
(لا بأس إطلاقا... ولا داعي لتعتذر أبدا...)
زاغت نظرات لؤي ودق قلبه بشدة أمام تلك الفتنة المختلفة كليا عن ما عرفه خلال سنوات حياته الماضية بينما تستدير إلى نسرين تستفسر منها بنفس البراءة المتقنة وقد مالت بإحدى قدميها على حافته كفتيات الكرتون:
(كيف هو شكل عقدك يا آنسة نسرين؟... هل هو ثقيل مثل سوار يدك؟)
لم يسبق لنسرين أن وقعت في حيرة كالتي تغمرها الآن، تشعر بالحرج من براءة الفتاة الظاهرة وفي نفس الوقت تشتاط غضبا من إعجاب الجميع بها، أولهم لؤي ثم الوضع برمته يضعف من موقفها ويشوه صورتها البراقة، فقالت بصدق لم تدّعيه:
(لا... العقد رقيق جدا .. قطعة خفيفة هدية من والدتي رحمها الله، هي من صنعته لي...لذلك لم يسبق أن فارق عنقي ولا لحظة...)
اتسعت مقلتا مرجانة والبلل على ضفافه يمنح البؤبؤيين بلونهما العسلي المائل للأصفر لمعانا أخاذا، تحوم حول الحضور بنظراتها الحزينة، تُعبر عن تعاطفها بنبرة تتقطع شفقة متقنة ببراعة تذهب بالعقول:
(من فضلكم ابحثوا عن العقد... إنه ذكرى من والدتها المتوفاة.. رحمها الله...)
ثم التفتت إلى نسرين وقد اقتربت منها تربت على أعلى ظهرها قريبا من فتحة كنزتها الخلفية، تضيف بمواساة أثرت على الجميع، فيشعرون بالشفقة مثلها:
(لا تحزني عزيزتي... سنجده إن شاء الله... )
ثم عادت ترمقهم برجاء طفولي:
(أليس كذلك؟)
تنهدت جيهان، تستغفر بخفوت ثم هتفت برسمية:
(من فضلكم لنمنح الأمر عدة دقائق ونبحث عن العقد...)
(الآنسة محقة، هيا يا شباب لنساعد أيضا في البحث..)
تحرك لؤي وتبعه الباقون يبحثون عن العقد ونسرين كعادتها منجذبة لأي مكان يكون فيه لؤي، فمالت جيهان تهمس لمرجانة المستغرقة في البحث بجدية مزعومة:
(لا تثقي بأي كان يا مرجانة... ولا تُحزني نفسك.. لا أستبعد أن تكون مقالتها مجرد تمثيلية لغايةٍ في نفسها...)
استدارت إليها مرجانة، تجيب بجبين مقطب ونظرات حذرة:
(حقا!... لا أظنها ستكذب بشأن والدتها الميتة... )
زمت جيهان شفتيها، تتأملها للحظات قبل أن تقرر أن الفتاة بريئة لن تفهم قصدها فتنهدت باستسلام، تجيبها:
(حسنا سنرى!)
(في الحقيقة لدي فكرة...لكن أخشى من احراجها وسط الناس ولقد لاحظت كم يهمها مظهرها أمامهم...)
همست مرجانة، تخبرها بلهجة متوجسة فأولتها جيهان كل تركيزها، مستفسرة:
(أخبريني ولا تقلقي...)
ضمت ذراعها اليمنى لصدرها بينما الأخرى تلف بأصبع سبابته خصلة من شعرها، تفسر بنفس الحذر والتوجس:
(فكرت في الأمر حين قالت بأن العقد قطعة خفيفة ورقيقة... قد يكون عالقا بملابسها الداخلية... حدث الأمر معي مرات عدة... لكنني أخجل من احراجها إذا وجدته هناك سيكون موقفها غير لطيف أبدا...)
رقت ملامح جيهان بتأثر تربت على ذراعها قبل أن تقول لها بتفهم:
(المشكلة يا مرجانة قد يكون كل حديثها كذب...لكن دعينا نجرب...)
قاطعتها مرجانة بخوف مزعوم، تقبض على كفها:
(لا أرجوك!... لا تحريجيها...)
فابتسمت جيهان من براءة الطفلة أمامها وليست فتاة تقرب سنها أو قرينة لها بالفعل، تحاورها بالقول المهادن:
(لا بأس!... سأطلب منها البحث داخل ملابسها بخفوت، لن نحرجها...)
هزت مرجانة رأسها بقلة حيلة وظلت مكانها تراقب ابتعاد جيهان وحديثها مع نسرين التي بدت رافضة في البداية قبل أن تستجيب على مضض فتتحسس كنزتها وتسحب فتحة الصدر قليلا تتفقد تحتها في حين دارت جيهان حولها لتلقي نظرة تحت كنزتها على ظهرها، فتتسع عينيها بشكل طفيف وطرف أصابعها تندس لتسحب سلسالا رقيقا لامعا.
(وجدتِه!... وجدتِه!...يا سلام!)
أجفل الجميع على صياح مرجانة الطفولي، تصفق بسرور جمع الأعضاء، يتقدمهم المدير الذي بدا لهم يكبت نزقه بمشقة، يمسح عرق جبينه تارة بالمنديل ويعدل ربطة عنقه تارة أخرى:
(ها هو السلسال يا آنسة نسرين... لم تبحثي في أول مكان كان يجب عليك البحث فيه... من فضلك يا آنسة تأكيدي قبل أن تتهمي الأعضاء مجددا...)
تناولته نسرين من جيهان الساخرة بإحراجٍ احمر له وجهها بشدة فتدخلت مرجانة تعلق ببهجة متقنة:
(لا بأس!.. الحمد الله على أن عقد والدتها رحمها الله عاد.. هذا هو المهم.. اعتني به جيدا ...أتمنى أن لا يضيع منك أبدا..)
تنهد الحاضرون متأثرين بتلك الطفلة الطيبة القلب مما دفع بجيهان لأن توجه تحذيرا صارما لنسرين أمام من حضر من الأعضاء والعاملين على حد سواء:
(أتمنى فعلا أن تكون هذه آخر مرة أحضر فيها مشكلة تخصك نسرين...لأنني في المرة المقبلة لن أكتفي بالمراقبة وسأتصرف تصرفا لن يعجبك...)
بلعت ريقها مع إحراجها، تومئ بتفهم والخزي يملأ جوفها من ذلك الإذلال وسط الحاضرين، فاستدارت تخطو نحو خزانتها ومرجانة ترمق جيهان بعتاب رقيق جعلها تعبس برفض لأي ذنب قد يتسلل إليها وهمست لها بعد أن سحبتها جانبا:
(انسيها .. أنت لا تعرفينها...)
ضغطت مرجانة على شفتيها تومئ بوجوم تحول إلى بسمة بلهاء حين انضم إليهما لؤي، يعقب بلطف مبالغ به:
(أتمنى أن لا تتأثري بما حدث يا آنسة مرجانة وتتركي النادي... أعطيه فرصة أخرى فهو مكان جميل ورفيع المستوى...)
رفرفت برموشها البنية، تجيبه بنبرة تقطر نعومة ودلال:
(شكرا لك.... لن أخبر بابا بما حدث وسأحضر بشكل دوري لأمارس برنامجي الرياضي...)
ضحك لها باسطا كفه نحوها، يُعرفها إليه بنظرات صياد وجد طريدته الجديدة:
(اسمي لؤي... لؤي الموسوي ... يشرفني معرفة أحد أقارب البحار.... أنت من الساحل الغربي أليس كذلك؟)
بللت شفتها السفلى بسرعة ثم عضت على جانبه كطفلة مستحية بينما تهز رأسها إيجابا والبسمة البلهاء ما تزال ملتصقة بفمها تحت نظرات جيهان المتأففة كقولها البارد والموجه للؤي:
(أعتقد أن الظرف انتهى ولا أريد تذكيرك بأن هنا قسم خزائن النساء...فهلا غادرت أنت وبقية أصدقائك؟)
كان المدير قد غادر والعاملين فأومأ لؤي، يجيب بلباقته المجاملة:
(حسنا جيهان... سأكلم نسرين وأغادر...)
ابتسم لمرجانة وتجاوزهما فتحدثت جيهان بجدية ناصحة لمرجانة الناظرة إليها بملامح مهتمة:
(لا تثقي به هو الآخر...تبدين فتاة طيبة ولا تعرف الكثير...)
(مثل ماذا آنسة جيهان؟)
قاطعتها بخوف اتسعت له مقلتيها البراقتين فزفرت جيهان حائرة من المخلوقة العجيبة أمامها وكيف تعاملها، فربتت على ذراعها وطلبت منها بلطف:
(انتظريني هنا سأجلب بعض أغراضي من القاعة وحقيبتي من الخزانة ثم نغادر معا...)
(حسنا!)
كان لؤي يهم بالمغادرة أيضأ حين التقط نبرة نسرين الناعمة:
(سأستحم وألحق بك....)
تخصرت تتلفت حولها عندما خلا المكان سوى منها ثم تحركت بين الخزائن حتى سمعت صوت اقتراب أحدهم، فجلست على أول مقعد صادفها تراقب الفراغ قبالتها.
(أنا جاهزة!.. هيا بنا...)
ابتسمت لجيهان ببراءة وقامت تسحب الحقيبة وجاورتها مغادرتين:
(سنقصد مقهى النادي لنشرب شيئا ونتحدث قليلا... هل لديك مانع؟)
(انتظريني هناك، سأضع حقيبتي في السيارة...)
ردت عليها تشير الى حقيبتها، فأومأت جيهان بنظرة ممتنة:
(أنت محقة... سأضعها أنا أيضا... )
(آنسة جيهان!)
التفتت المعنية نحو الحاجز في صالة الاستقبال وخطواتها تنحسر لتستأنفها في اتجاه الشابة التي استدركت، مستفسرة برجاء:
(الآنسة نسرين طلبت من الإدارة إذنا لتقيم حفلا في قاعة المقهى بعد غد مساءا ...قدمت الطلب قبل قليل والمدير سيرفعه إلى مجلس الإدارة... )
زمت جيهان شفتيها، تفكر بملامح مغلقة بينما مرجانة تهتف بانبهار:
(حفلة!... واااو! هل يمكنني حضورها؟... من فضلك؟... هل هناك بطاقات تباع؟)
حكّت جيهان جبينها والشباب خلف الحاجز يراقبونها بنظرات متسلية:
(إنها حفلة خاصة مرجانة... لا بطاقات... لنرى أولا رد المجلس وإن أردتِ رأي لا تحضريها...)
(لماذا؟)
هتفت بإحباط استولى على ملامحها البريئة فتنهد شاب الاستقبالات بحالمية عكس الآخر الذي ضيق عينيه بغموض صامت:
(لا تهتمي!... إذا أردت الحضور يسعدنا ذلك جدا...)
كان ذلك تدخل لؤي الذي انضم إليهم في طريقه للمغادرة، يبتسم لها بإعجاب لم يخفيه، فصفقت مجددا تتخذ وضعية فتاة الرسوم المتحركة حين تتحول عينيها إلى قلبين زهريين نابضين، تهتف بفرح طفولي متقن:
(حقا!... كم أنت نبيل... شكرا لك... أحب الحفلات جدا..)
اتسعت بسمة الظفر على وجه لؤي الذي سحب هاتفه، مقتربا يطلب منها برقة:
(هلا أعطيتني رقم هاتفك؟... كي أبلغك بالتطورات...)
ودون تردد فتحت حقيبة يدها الصغيرة بعد أن وضعت الحقيبة الرياضية أرضا لتلتقط هاتفها تحت نظرات الشاب والفتاتين المتحسرة بينما خاصة الشاب الآخر وجيهان ممتعضة، ضجرة:
(تفضل سجل رقمك عندي...)
ناولته هاتفها فقفز حاجبا جيهان بذهول من تصرف الفتاة المتهور لتتأكد من قلة تجربتها ودلالها، فأخذت عهدا على عاتقها بتزويدها ببعض النصائح خصوصا مع هذا الشاب الذي يثير فيها كل مراكز حساسياتها الممتعضة.
سجل لؤي رقمه على هاتفها وعينيه معلقتين ببسمتها الكاشفة عن صف أسنان اللؤلؤ الناصع البياض، وحين انتهى بسط يده به نحوها فهمت بالإمساك به وفي لحظة خاطفة انزلق بين كفيهما، فشهقت بقوة في نفس اللحظة التي انتفض فيها ليلحق به دون جدوى.
اصطدم الهاتف بسطح الأرضية الرخامية وتشتت إلى قطع هرول إليها الشاب الوله ليلملمها أمام النظرات الجامدة، مرجانة بصدمة تجلت على ملامحها بشكل مبالغ فيه بحيث كفيها على خديها وشفتيها مفتوحتين، الشاب المنزوي يراقب الوضع بحاجب أسود مرفوع بينما جيهان بترقب حذر أما لؤي فاقترب منها رافعا يديه، يبادر باعتذار صادق:
(آسف عزيزتي ... لم أقصد ما حدث ...)
لم تتحرك عن وضعية الصدمة وشاب الاستقبالات يمد لها بالقطع بعد أن فشل في إعادة تركيبها، يتدخل بأسف حقيقي:
(لقد انكسرت الخلفية والشاشة أيضا تكسرت... آسف آنسة مرجانة...)
ندت مقلتاها المتسعتان بدموع وشيكة فانتفض لؤي، يلتقط القطع من كف الشاب بينما يهدئها برقة ولطف:
(من فضلك لا تحزني سأجلب لك أفضل منه ....حالا وفورا...)
مسحت على شفتيها ثم رفعت وجهها، ترفرف بجفنيها مدعية طرد الدموع لتبدي الأنفة والكبرياء ثم بسطت ذراعيها نحوه لتمسك بقطع هاتفها:
(لا بأس... كنت أنوي تغييره على كل حال... فقط فزعت من ضياع المعلومات المهمة التي سجلتها عليه..)
عندها ابتسم لؤي بفخر الطاووس رافضا إعطائها القطع المكسورة، مبررا:
(لا تقلقي!... سأحضر لك هاتفا جديدا أفضل من هذا وعليه جميع ما كان على هاتفك القديم... فقط اسمحي لي .. وسيكون عندك اليوم...)
زمت شفتيها كما عقدت حاجبيها، تجيبه باستخفاف أمام جيهان المتأففة من موقف لؤي المفضوح:
(وهل تستطيع شراء الهاتف الذي أنوي شراءه؟... إنه مكلف جدا... انس الأمر! .. فالذنب ليس ذنبك من الأصل... شكرا لك.)
همت بأخذ هاتفها لكنه أصر، يرمقها بنفس التباهي:
(عزيزتي حقا أنت لا تعرفين من أكون! ... فقط أخبريني بالنوع الذي تريدين شراءه وسيكون عندك بعد ساعتين كأقصى حد...)
بدت لهم منشغلة الفكر فتدخلت جيهان، تنهي حيرتها الجلية بلطف:
(أخبريه مرجانه... دعيه يجلب الهاتف وسننتظره في المقهى..)
ارتفع حاجباه بظفر، يعقب بلهجة وملامح مبتهجة:
(هذا جميل!... اسمحا لي بدعوتكما وسأنتظر معكما الهاتف لأتأكد بنفسي من رضى الآنسة مرجانة وعودة بسمتها المشرقة...)
(يا الهي!)
همس الشاب المنزوي بامتعاض والشابتان جواره تتنهدان بحالمية بينما جيهان ترد برفض:
(لمَ لا تُحضره لها بنفسك؟)
التفت إليها بسماجة متعمدة ليثير استفزازها أكثر:
(وما فائدة الموظفين آنسة جيهان؟... هيا اسمحا لي بالانضمام إليكما... )
كانت جيهان على وشك الرد حين تدخلت مرجانة، تعبر بلهجة شاكرة:
(شكرا لك سيد لؤي...طبعا يمكنك الانضمام إلينا...وسأخبرك بالنوع الذي كنت أنوي اقتناءه...)
بضحكة راضية أشار لها لتتقدمه فأومأت له وتأخرت قليلا لتلتقط حقيبتها الرياضية بينما جيهان تشكر فتاة الاستقبالات بنبرة محبطة:
(شكرا لك... سأتابع أمر الحفلة لا تقلقوا!)
ثم تجاوزتها، تصغي ببعض الحنق لبقية حديث لؤي فتبعتهما بصمت وما إن بلغت الزاوية حيث يقبع الشاب المراقب بغموض علّق بهمس ساخر، تعمد إيصاله لها:
(بنت البحار حقا...)

🌹🌹🌹يتبع 🌹🌹🌹



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 14-10-22 الساعة 09:22 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 05:20 PM   #7

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


(بنت البحار حقا...)
*********
《《《حاليا》》》
(لم أسمعك ولم أعلم بوجودك بعد!)
نطقت بجمود تبسمت له وداد وزبير يمطّ شفتيه مصرا على قوله:
(لا تصدقيها .. لقد سمعتني كما رأتني قبلها بساعات...لكن أعترف... لقد قلبت النادي رأسا على عقب في يوم واحد... والقادم أعظم...)
ارتفع بؤبؤيها إلى أعلى ضجرا فارتشف من فنجان قهوته التي حضّرها أحد العمال الواصلين قبل ساعة، يستعدون لفتح المطعم كإنذار لوِداد بأن الوقت المتبقي لها في لقائهم ذاك ليس بالكثير:
(لا بأس!... ماذا حدث بعد ذلك؟)
بلعت ريقها لتعتدل في جلستها المتأهبة، متجاهلة كأس العصير الذي جلبه لها زوجها قبل أن يعود إلى وقفته قرب النافذة:
(ما أخبرك به تفاصيل دقيقة أريد من خلف سردها أن تعلمي كيف تتم الأمور كي يتعلم الناس ويحذرون فلا يقعون ضحايا بسبب طِباعهم أولا... فنسرين مثلا لو لم تكن متكبرة ومتغطرسة لما اعتُبِرت نقطة ضعف فيها يستغلها مرضى القلب... )
رمقتها وداد باستغراب فهزت المرأة رأسها، تؤكد على قولها:
(لقد كنت مريضة القلب فعلا... ليس عضويا لكن أخلاقيا وسترين بنفسك...)
حانت من وداد نظرة خاطفة سريعة نحو زبير الذي عبس يرنو الشارع بما يبدو شرودا واجما غير أنها متأكدة من تركيزه المنصب حول كل كلمة تنسل من بين شفتي زوجته التي بدت حقا شاردة بين دهاليز ذكريات حياتها الماضية.
...........
《《《الماضي》》》
تهز رأسها بخفة مع إيقاع الأغنية المنبعثة من مذياع السيارة كما تنقر بطرف سبابتها على المقود بينما تبتسم بسخرية مختلطة بظفر.
حققت نصرها وسجلت الهدف في أول يوم لها، فبعكس الكثير من الناس حين يخططون يتسلقون السلم درجة درجة، أما هي فتهد السلم كليا وتجعل كل من في الأعلى يهبط إليها لتلهو بهم كما يحلو لها.
(لنرى يا نسرين ماذا ستفعلين حين تكتشفين بأن السوار والخاتم والهاتف الذكي وحافظة نقودك قد اختفوا؟... هل ستصيحين بصلف وتكبر كالعادة فيطردونك نهائيا أم ستستلمين لحظك المنحوس لتحافظي على واجهتك الفاخرة وقربك من لؤي...)
همست ببسمة شيطانية، تكمل بإشفاق زائف ممزوج بسخرية قاتمة:
(احمدي الله على طيبة قلبي، تركت لك ذكرى والدتك رحمها الله... هذا إن كان الأمر حقا حقيقيا على رأي جيهان...)
ثم ما لبثت أن هزت كتفيها، تضيف باستخفاف:
(لم يعجبني الطوق على كل حال... لكن لؤي... ممممم... لنرى...)
لاح لها معبر الحي الذي تسكنه فهدّأت من سرعة السيارة وخفّضت صوت المذياع ثم توقفت دون أن تطفئ المحرك لتفتح بلور النافذة، تطل برأسها رافعة النظارة الشمسية لمقدمته:
(مرحبا يا شباب...)
تحدثت بنبرتها الرقيقة و المصاحبة لملامحها البريئة بإتقان تحقق بها أهدافها باستمرار كتلك اللحظة حين أسرع الشاب والرجل الأكبر منه، يستجيبان لها:
(نعم يا آنسة...تفضلي!...)
منحتهما بسمة رجاء طفولية رافقت كفيها الذين ضمتهما إلى بعضهما بينما تطلب منهما بتوسل لطيف:
(نسيت أن أطلب منكما قبلا بأنني لا أحب معرفة الناس لمقر سكني... فأنتم أعلم بالمتلصصين واللاهين، فمن يسألكم عن اسمي لا تَدلُّوه على بيتي.. رجاءا! ...)
قطب الرجلان بحيرة، يتابعان حركاتها الناعمة، فهم معتادون على هيئة كخاصة مرجانة لكن أن تحدثهم عن قرب وبتلك الطريقة لم يسبق لهما مواجهة ذلك:
(هناك من سيسأل عني بحجة الزواج أو على الأقل التحري من أجل مشروع زواج...)
ثم أضافت بضجر ساخر تحول إلى استعطاف مؤثر:
( فمن فضلكما اعتبراني أختكما ولا تمنحا عنوان بيت أهلي لأحد...أعلم أن ما أطلبه من ضمن قوانين عملكما أساسا.. لكن...)
استدارت تميل على حقيبة يدها، تسحب أوراقا مالية ومدت بها لهما:
(فكرت في طلب ذلك منكما شخصيا.... كي تعتبراني قريبة لكما إن احتجتما أي مساعدة أو خدمة في المقابل... )
أمسك الشاب بالأوراق قبل أن ينتشلها منه الرجل الأكبر في لحظة خاطفة ليقول الأول من بين نواجده حنقا:
(لا تقلقي يا آنسة... لن نسمح لأحد بإزعاجك أو أذيتك ولن نمنح أحدا معلومات عنك... بل سننكر معرفة اسم العائلة الكريمة من الأساس...)
ملأت البسمة وجهها وسحبت مالا إضافيا تعطيه له فالتقطه وابتعد عن زميله، يرمقه بتهديد:
(شكرا لكما... إلى اللقاء...)
تحركت بسيارتها متلافيه كليهما يهتفان بعبارات مطمئنة وشاكرة لكرمها، فهمست وهي تعبر مدخل منزلهم الخارجي:
(لا بأس ببعض الإكراميات... مادامت من مال نسرين..)
ضحكت بخفة وترجلت بعد أن التقطت كلا حقيبتيها وتوجهت لتعبر الباب الداخلي.
(هذا أنتِ يا مرجانة!)
أطل رأس والدتها العابس من المطبخ، تستدرك بملامح مستاءة:
(أسرعي لتساعديني في الغداء!.. )
ثم اختفت كما ظهرت، تاركة خلفها وجه ابنتها الجامد وقد استنتجت ما حدث حين أتاها هتاف والدها المشابه من غرفة المكتب:
(مرجانة تعالي إلي أولا!)
فتحت شفتيها لتعبئ صدرها بالهواء ثم سارت نحو غرفة المكتب.
رفع إليها عينيه الشبيهتين بخاصتها، تحملان نفس اللون البني المائل للأصفر الذي يخبو كلما ظللتهما العتمة، يتفحصها بتركيز لا يفارقه كما لا تفارقه عويناته الطبية، يدنيها قليلا على أنفه حين التوجه بالحديث لمن يحاوره.
(اقتربي.. وتحدثي!...)
تكونت بسمة صغيرة على جانب فمها بينما تلوح له بالهاتف الحديث من آخر الصيحات فضحك بظفر فخور استجلب فضول والدتها التي انضمت إليهما، تراقب بحسرة إنجازات ابنتها الفذة.
(تعلّمي من ابنتك يا السّعدية... هذه هي المهارة المطلوبة وما أعيش أعلمكم إياه كل يوم بل كل لحظة...)
عبست زوجته برفض فهمّت مرجانة بالسؤال لكن والدها سبقها، مستفسرا باهتمام:
(ها!.... ماذا أيضا؟)
هزت كتفيها باستخفاف، تجيبه:
(بحثتُ عن رأس الهرم وأوقعته بين حبائلي لأتصرف على حريتي بعد اليوم... كما العادة.. لا جديد...)
أرخى ظهره على مسند مقعده خلف المكتب حيث انتشرت العديد من الأوراق مختلفة الخامات والمحتوى بالإضافة إلى طوابع وأدوات عديدة، يمرر راحتيه على صدره بفخر بينما لهجته خرجت مؤنبة لزوجته العابسة.
(هل تسمعين؟... هكذا تمشي الأمور وأنت لم تستطيعي التقرب من السيدة وقد سنحت لك الفرصة المناسبة ...)
(أخبرتك أنني حاولت ... لكن!)
رفع كفه فانحسرت الكلمات في جوفها، تمط شفتيها بضيق ونظر إلى ابنته، يسألها:
(أين هاتفك القديم؟)
أمالت رأسها بملامح هادئة لا تنم عن شيء قبل أن تبتسم بأسى مزعوم:
(خسارة!... راح ضحية الخطة في سبيل هاتف أحدث....تكسر وتحول إلى خردة...)
اختفى الفخر والسرور من على وجهه مرة واحدة فابتسمت ساخرة بصمت، تصغي للهجته الجافة:
(وأين هو؟)
نظرت مجددا نحو والدتها الناظرة إليها بمكر باطنه تفهم قبل أن تهز كتفيها، مجيبة بكل برود مستفز:
(عند الذي جلب لي الهاتف الجديد... أصر على تحصيل البيانات المهمة لينقلها إلى الجديد... وأنا ابنة عائلة غنية لا تهمني الخردة لأطالبه بها...)
زم شفتيه، يهمهم بغير رضى:
(همممممم ... حقا خسارة!...)
كان على وشك تعديل نظارته علامة على انتهاء الحديث حين تحركت تسحب هاتفا أخر أفضل من الذي كُسر، تضعه على سطح مكتبه ليرفع حاجبيه بريبة، يتساءل بصمت ردت عليه معلقة بسخرية:
(بدأت العمل باكرا...)
(كيف ذلك؟...هذا مُستعمل؟)
أومأت، تجيبه بجمود:
(أجل،.. سيحتاج لتغيير كُلي شكلا ومضمونا... )
(ألستِ تستعجلين؟)
جعّدت دقنها، تدّعي الدهشة كقولها المتهكم:
(توأ توأ! أنت من يقول هذا يا بابا!... تعلم جيدا ...لو لم تكن الظروف مناسبة للعمل ما كنت لأجازف بنفسي... )
ضمت إحدى ذراعيها إلى صدرها والأخرى ترفعها لتنشغل بتفقد أظافرها اللامعة نظافة واهتماما:
(على العموم الحقيبة لحمقاءٍ مدللة، صغيرة وجامعة ... هاتف... سوار وخاتم ذهبيين وبعض المال ....)
صدرت صيحة مشجعة من والدها كما ضحكت والدتها بذهول فرفعت حاجبها بلؤم، تراقبهما باستمتاع غريب لمعت به مقلتيها الماكرتين.
(جيد يا فتاة... هل تريدين أن أتصرف بشأن المصوغات؟)
يشاركها المكر في عينيه فترد قبل أن تستدير تهم بالمغادرة:
(لا... شكرا لك بابا أستطيع تدبر الأمر....)
لحقت بها والدتها، تتأبط ذراعها طالبة منها برجاء مستعطف:
(حبيبتي ... ساعديني رجاءً... تلك المرأة لا تمنح الفرص... وقد حاولت التقرب منها دون جدوى...والدك غاضب مني وسأنفجر غيظا إن سبقني أخوك وحقق مأربه في المدرسة...)
أمالت مرجانة رأسها، تزم شفتيها جانبا قبل أن تجيبها:
(حاولي مرة أخرى ماما... تلك العائلة كما تقولين أنت وبابا ملتزمين وأنا لست محجبة ... يعني سأكون نقطة ليست في صالحك أمامها بدل أن أعزز موقفك...)
كانتا قد ولجتا غرفتها، تلقي بالحقيبتين فتركت والدتها كتفيها، تخبرها بملامح لم يغادرها الاستعطاف:
(أعلم أنك ذكية وستخرجين بفكرة ناجحة... ساعديني لأدخل بيتها فقط...أقدِّر قيمة ما يمكنني ربحه منها... وأحدد الطريقة ومن خلال المعلومات التي جمعها والدك فأقرب طريقة للربح منها الجانب الخيري... )
ضمت مرجانة شفتيها، تفكر للحظة ثم قالت مقترحة:
(لم لا تستغلين ذلك؟... اذهبي إليها في زيارة إلى بيتها للتعرف عليها كونها جارة لنا وأخبريها بأنك تجمعين المال لأسر فقيرة وأنك سمعتِ عن كرمها...يمكن لأبي توفير أوراق رسمية إن أردت رئاسة جمعية خيرية... فعلتِها من قبل.. سهلة جدا...)
قالتها ببساطة كما بسطت ذراعيها فأومأت والدتها بسلب، تشرح مخاوفها:
(وماذا إن كانت معلومات والدك خاطئة؟... أو لأي سبب لم تنجح الطريقة بسبب التسرع؟ ... يجب أن نتأكد أولا ثم بعدها نمضي في الطريق المناسب كي لا نفقد رأس الهرم...)
تنهدت مرجانة، تجيبها بينما تستدير إلى خزانة ملابسها:
(دعيني أفكر قليلا ماما.. أنا متعبة حاليا... سأغير ثيابي وألحق بك إلى المطبخ...)
(حسنا حبيبتي... فكري على راحتك... )
غادرت والدتها وظلت تفكر كعادتها مشغولة طوال الوقت.
على ذلك نشأت وتربت، لا وقت للاسترخاء، ولا وقت للاستجمام، إن غفلت دقيقة واحدة ستكون تلك الدقيقة أوان نهايتها.
(يا أمي كفي عن الإلحاح!... )
هتفت مرجانة على مائدة الطعام فتراجعت والدتها تعبس بصمت أمام نظرات زوجها الزاجرة والصبي المتطلع إليهم بفضول حذر كعادته.
ظلت ترمق الطعام بشرود، تلهو بالملعقة فبادرت والدتها بقول شيء لكن زوجها رفع حاجبا واحدا يحذرها لتعود لصمتها فيبتسم بجانب فمه، كأنه يسألها الانتظار بصبر يتقنه كقناص محترف، يتفنن الترقب بحرص وحذر بالغين إلى أن يحقق هدفه في الوقت المناسب.
(حسنا!... متى تقصِد السوق الممتاز؟)
اتسعت بسمة والدتها بنصر واستبشار، تجيبها بحماس.
(تلات مرات في الأسبوع...وهذا يعني فرصتنا التالية بعد غد... )
شملت مرجانة أواني الطاولة العصرية وكراسيها الست بنظرة عميقة قبل أن ترمق والدتها المرتدية لفستان بيتي أنيق يناسب لونه البني خصلاتها العسلية الحريرية والمجموعة خلف رأسها تحت قراص على شكل فراشة جميلة، لطالما كانت والدتها أنيقة، تهتم بنفسها جماليا وصحيا كما فعلت معها، هي من علمتها كيف أن الله حباها بجمال وجسم أنثوي يجب أن تهتم به جيدا، تقدره وتدلله كي تحقق به نجاحا باهرا في حياتها.
(سيكون علي التحجب في حيينا وهذا سيكلفك أزياء جديدة، نسخة مطابقة لآخر مجموعات بيوت الأزياء المشهورة... )
هتفت والدتها بنفس الحماس المشجع:
(لدي عباءات جاهزة تناسبك... يمكنك الاطلاع على آخر المجموعات التي عرضوها والاختيار منها لما بعد...)
أومأت مرجانة بنفس العبوس المفكر فتدخل والدها مستفسرا بترقب:
(في ماذا تفكرين؟)
جعدت دقنها، تميل برأسها الذي اجتمع الشعر فوقه على شكل فوضوي تتطاير منه الخصلات الى كل جانب، تفضي بما يتشكل به خيالها:
(سنضطر لاصطحاب أدهم...)
صفق الصغير بفرحة فرمقه والده بعبوس ليهتف باندفاع:
(أخبرتك بأنني أخطط على مهل كمرجانة ولقد بدأت فعلا بالتنفيذ وستعجبك النتائج ... فقط اصبر بابا ...)
تبرم والده بشفتيه فأشار له بإبهامه مع غمزة ماكرة :
(فقط جهز الهاتف ... يومين أو ثلاثة وستكون لديك مقتنيات جد ثمينة... لكن سيكون عليك إقلالي يومها من المدرسة...)
لوح له والده بأصابعه بمعنى سنرى، فتدخلت مرجانة تبلغ والدتها:
(لدي ما أفعله غدا...جهزي الزي لبعد غد وسأخبركم بما سنفعله...)
........
*اليوم التالي*
انطلقت السيارة تلتهم طريقها وصاحبتها تشدو مع المغني الصارخ بحبه لمعشوقته، يشكو جفاءها في بيتين أو أربع، يرددهم بين أنغام أضحت كلها متشابهة لا يفرُق بينها سوى الزيادة في التفاهة المضافة إليها لتُشَكل سبَقا يصدح فجأة كما يخبو بعدها فجأة لتعلو تفاهة أخرى.
لمحت نقطة تفتيش أمني فزفرت تسب حظها، لم تعتد بعد على الشوارع والمدينة كبيرة جدا، يصعب عليها إحصاء النقط المعتادة لأمن المرور.
أغلقت المذياع وخفّضت سرعة السيارة حتى توقفت بهدوء أمام الشرطي الذي أشار لها فنزعت نظّارتها الشمسية وتأكدت من زينتها وقناع البراءة بسرعة خاطفة في المرآة الأمامية، تهتف بنبرة باكية:
(آسفة آسفة آسفة! ... من فضلك اعذرني، أعلم بأنني تجاوزت السرعة المحددة... لكن بابا بلغني في مقر عملي بأن ماما ساءت حالتها وأخذها إلى المستشفى....)
وسّعت مقلتيها اللامعتين بدموع وشيكة، شفتها السفلى المرتعشة مقلوبة كأطفال صغار، فنظر إليها الشرطي بتمعن وهي تضيف مدعية الارتعاش بينما تسحب الأوراق من جيبّ حاجب الشمس حتى سقطت منها بعض الوريقات على حجرها، فشهقت بقوة وهي تلملمها بينما الكلمات المتقطعة تندفع من بين شفتيها:
(تريد الأوراق؟)
اقترب منها، يهدئها وقد بدا مقتنعا بحالتها فينحني قليلا نحوها:
(اهدئي يا آنسة...)
رفعت رأسها تمده بالأوراق كلها، تهتف ببكاء:
(حرر مخالفة لو سمحت... فقط أسرع من فضلك!...)
زفر الشرطي، معيدا إليها الحافظة بعد أن رتب الوريقات داخلها، يطلب منها بإشفاق:
(لابأس ..لكن هدّئي السرعة قليلا... فلا تجوز قيادتك وأنت في مثل هذه الحالة!...)
انطلق رنين هاتفها فانتفضت بقوة مقنعة ونتشته من على المقعد تتطلع إلى الرقم قبل أن تلتفت إلى الشرطي بنظرات متوسلة:
(إنه بابا...)
اومأ لها بتفهم فعلقت سماعة البلوتوث على أذنها والشرطي يشير لها كي تمر بعد أن حذرها مرة أخرى:
(احذري وخففي السرعة... شفى الله والدتك...)
شكرته ببسمة حزينة ممتنة تحولت إلى أخرى باردة وهي ترد على الهاتف:
(نعم يا خالد... أنا قريبة من محلك... لا تخرج حتى نتحدث...)
أنهت المكالمة وألقت بالسماعة، تزفر بجمود قبل أن تهمس وهي تشغل المذياع:
(نفذنا... )
لمحته يهرول نحوها، خالد' من معارف والدها، قابلته مرات قليلة بحكم عمله في المدينة الكبرى وبُعده عن أسرتها على مر سنوات تنقلهم كل مدة من مكان إلى آخر.
رجل يكبرها بأكثر من عشر سنوات، ماكر لعوب وصاحب مصلحته لكن حريص جدا وكان ذلك سبب تمسك والدها بالتعامل معه دونا عن غيره من أصحاب محلات الذهب.
(لماذا لم تدخلي إلى المحل؟)
بادرها ببعض الريبة بينما يغلق باب السيارة فردت عليه بنبرة عادية:
(لا وقت لدي ... أمسك المهم... هل جلبت معك الميزان؟)
سحب الرجل الباسم بعبث ميزانا صغيرا من جيب سترته الزرقاء يلهو به أمام عينيها، فتبسمت بسخرية ووضعت ما جلبته على حجره بسرعة.
التقط خالد السوار والخاتم يتأملهما بعينين براقتين طمعا وانبهارا يتفقدهما بأصابعه ثم وضعهما على الميزان، يعقب بإعجاب:
(انهما ثقيلين... كيف تحصلت عليهما؟...)
نظر إليها بفضول فاتسعت بسمتها المتهكمة والمحتضنة لردها الساخر:
(صاحبتهما غير وفية لهما... تتركهما أينما كان وأنا خلصتهما منها ومن دلالها...)
(أووووه!)
ارتفع حاجباه ذهولا ثم ضحك، يكمل بسخرية مرحة:
(صحيح... قدمتِ لهما خدمة حياتهما أن خلصتِهما من المدللة الغير وفية....)
(كم ستعطيني فيهما ولا تنس أنني متابعة وأعلم قيمة الغرام من الذهب كم يساوي!... )
استل من أحد جيوب سترته آلة حاسبة ينشغل ببعض العمليات الحسابية بينما يعقب بنفس المرح:
(أعلم... كما لا أنوي الاستلاء على حقك... هذا هو الرقم... )
قرب منها الآلة الحاسبة بتساؤل صامت فأومأت، تقول باقتضاب:
(موافقة... السعر جيد...)
دسهما داخل سترته وسحب المال يضعه فوق حجرها، مقلدا حركتها فأنزلت كفيها تغطيهم لتتحسس أوراق كل رزمة من الأربعة تعدهم بحرص:
(كل رزمة بعشرين ورقة... )
لم تجبه مستغرقة في العد بسرعة، فتبسم بسخرية قبل أن يهم بفتح الباب فنظرت إليه محذرة بحزم:
(لا تبعهما هكذا؟... أحذرك!...)
حرك رأسه بينما يغمزها ساخرا:
(عيب عليك يا صغيرة... أنا معلم محترف وبارع أيضا... كرري الزيارة وستتعرفين علي جيدا...)
تحولت نبرته للعبث فأشارت له مودعة بصمت وظل على بسمته العابثة للحظات ثم ترجل مغادرا:
(بلغي سلامي للأستاذ...)
أغلق الباب ومال على النافذة، يكمل متهكما:
(البحار...)
أومأت باقتضاب وأشعلت المحرك، تنطلق عائدة إلى بيت أهلها الذي تسللت إليه بهدوء، مستغلة انشغال والدها في مكتبه ووالدتها في تفصيل وخياطة الأزياء كعادتها.
عضت شفتها بسهو بينما تعيد الصندوق إلى مكانه أسفل السرير وتنهدت قائمة على قدميها حين رن هاتفها فانحنت تسوي المفرش أولا ثم استدارت باحثة عنه لتلمحه فوق منضدة الزينة.
رفعته إلى أذنها وأدارت قفل الباب قبل أن تعود لتجلس على سريرها، تجيب بنبرة مناقضة لما يرتسم على وجهها من بسمة ماكرة:
(مرحبا لؤي... كيف حالك؟)
وبلهجة التمست فيها بعض الجفاء المتواري خلف اللباقة، رد عليها لؤي يعاتبها:
(وعدتني بمكالمتي ...)
ضمت شفتيها، تصغي إليه بضجر لم يبدُ على نبرتها البلهاء حين ردت عليه:
(آسفة لؤي ...انشغلت مع أهلي.. ما زلنا نستقر... كما تعلم نحن جدد هنا لكن لو صبرت قليلا بعد لسبقتك بالتأكيد...)
نطقت آخر حديثها ببراءة تحجب عنه الكثير من اللؤم فتنحنح بسرعة قبل أن يجيبها بغرور ذكوري:
(لماذا لم تأتي إلى النادي؟.... كنت لترفهي عني بعضا من الساعات التي قضيتها أسمع شكوى نسرين....)
أرضته على ما يبدو! فكرت ممتعضة ثم نطقت بفضول، تستفسر منه بحذر:
(ما بها نسرين مجددا؟)
تأفف، مجيبا بانزعاج:
(ما زالت مصرة على أن أحدا ما سرقها...)
شهقت مرجانة بشكل درامي، عينيها على انعكاسها تراقب أداءها المتقن وكأنها جمهور نفسها:
(حقا!... ألم تجد السلسال أمامنا؟)
(لا أعلم؟... أظن بأنها تقصد سوارا وخاتما ما لا أتذكر.... سئمت وغادرت... هل أنت مشغولة اليوم ؟...)
جعدت دقنها، تعض باطن خدها تتمهل الرد حتى استدرك بتلك النبرة الحانقة والمختلطة بلباقة جافة:
(كنت سأدعوك على الغداء... لكن...)
(مرجانة أنت هنا! جلبتُ الأزياء حبيبتي ...)
نظرت نحو والدتها التي ولجت تحمل أثوابا على ذراعيها، فلمعت مقلتاها بظفر تجيبه بنبرة مذنبة مزعومة:
(في الحقيقة يا لؤي... اتفقنا مع دار أزياء ***ليرسلوا لنا مندوبين بآخر مجموعاتهم ولقد وصلوا... لا أستطيع الإخلاء بهم... ليس من الذوق فعل ذلك...)
رققت من نبرتها بينما تميل بوجهها قبالة والدتها التي فهمت نظرة عينيها فهتفت تستدرك ببسمة متسلية:
(هيا مرجانة!.... العارضات جاهزات!)
ابتسمت ولؤي يحدثها بنبرة سريعة ومراعية:
(حسنا استمتعي... ماذا عن الغد؟)
قطبت بعبوس قبل أن تقوم من على سريرها تغير وجهة تفكيره:
(متى الحفلة؟)
(بعد غد.. لكن أردت أن نلتقي بمفردنا قبلا...)
وكأنها لا تعرف!...سخرت دواخلها كما لم يفعل لسانها الذي نطق بكل تلقائية احترافية:
(أود ذلك...لكن للأسف غدا لدينا زيارة اجتماعية... )
التقطت زفرته الناقمة فأضافت تلهو به:
(لكن سأهاتفك لأعرف التفاصيل عن الحفلة... أم أنني سأزعجك؟... لو كان كذلك يمكنني الاتصال بجيهان...)
قاطعها بسرعة كادت تضحكها:
(لا إزعاج أبدا... اتصلي بي حين تنهين ارتباطاتك... إلى اللقاء ..)
نظرت إلى الهاتف ثم الى أمها، تخبرها بطفولية مبالغ في تمثيلها:
(لم ينتظرني لألقي عليه التحية ماما... هل تظنينه غاضب مني؟)
علت ضحكة والدتها بينما تتقدم نحوها، تعقب بسخرية:
(ليضرب رأسه بأقرب حائط يا روح الماما... دعينا من أمر لؤي هذا إلى أن ننتهي من أمر الجارة العزيزة... أنظري!)
تركت مرجانة الهاتف وانشغلت بتفحص الثوبين الذين رغم فخامة خامتهما إلا أنهما مجرد تقليد بارع لقصات خاصة ببيوت مشهورة:
(وضعتِ العلامة التجارية؟)
تفقدت مرجانة العباءة التي اختارتها، سوداء غير لامعة بتطريزات أشد سواد من درجة القماش، بسيطة لكن شديدة الأناقة والفخامة:
(جعلتُ والدك يضعها زيادة في الحرص...إنها تناسبك للغاية... )
وقفت خلفها ترمق انعكاس ابنتها على المرآة بفخر وإعجاب، فأمالت مرجانة رأسها تمرر نظراتها على طول جسدها المتوسط ثم بسطت ذراعها لتتناول الطرحة الكبيرة للعباءة وحاولت لفها حول رأسها دون جدوى فتدخلت والدتها باسمة لتساعدها:
(دعيني أعلمك أحدث صيحات لفات الطرح... تعلمتها وأضحيت بارعة فيها...)
أنهت لفها وانزاحت تمنحها المساحة لتتأمل نفسها وحين لمحت الرضى على ملامحها، سألتها بفضول حارق.
(ما هي الخطة؟)
نظرت إليها مرجانة تجيبها بمكر.
(سترين غدا...)

انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 14-10-22 الساعة 10:46 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 05:32 PM   #8

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 3 والزوار 15)
‏fatima94, ‏smsm nono


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 05:32 PM   #9

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

مرررجاااااانة يا محتالة فظيعة شو عقلية محترفة بالنصب

fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-20, 06:04 PM   #10

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروووك يامنمن كل كتاباتك روووووعه

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.