آخر 10 مشاركات
بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          1026 - مؤامرة قاسية - هيلين بروكس - د.ن (الكاتـب : pink moon - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          المدللة *متميزة* (الكاتـب : محمد حمدي غانم - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-20, 12:03 AM   #1

مروى شيحه

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوبطلة اتقابلنا فين ؟ومُحيي عبق روايتي الأصيل وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية مروى شيحه

? العضوٌ??? » 375851
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 640
?  نُقآطِيْ » مروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond repute
افتراضي شيرا - قلوب أحلام شرقية(93) - [حصرياً] -للكاتبة ::مروى شيحة*الفصل التاسع*




بسم الله الرحمن الرحيم

كيف الحال أنا هنا من جديد بحييكم واحد واحد , نبدأ مع بعض ببيتنا الرائع قلوب أحلام , رحلة شيرا البنت اللي نصف حياتها مع ابوها ونصفها مع امها ,
نوور الايد السحرية الموجودة معنا شكرا من قلبي لتواجدك معي , رودي الغالية تصاميمك كالعادة لا يعلى عليها ...
بتمنى تعطوا الرواية كل الحب , هي خفيفة لطيفة لايت رومانس بصراحة ..
مشكورين من القلب لكل كلمة ممكن تقولوها هلا وبعدين بحق الرواية ..
متحمسة كتير لنبدأها سوا , كونوا معي ...
قولوا يارب ..
بحبكن كتير ...
وكالعادة الى الساكنة في القلب حتى وان ابتعدت بنا السبل ألف تحية وسلام عسى ربي يفرحك ويسعدك بكل لحظة
ما بعرف شو لازم قول اكتر بس بتمنى نقضي مشوار حلو سوا
ومع شيرا الكيوت









كتابة وتأليف:: مروى شيحة
تدقيق ومراجعة لغوية:: مروى شيحة
تصميم الغلاف والتواقيع:: rewida
تصميم الفواصل::noor1984
تصميم القالب الداخلي وتنسيق الرابط الاليكتروني::noor1984
























فصل اسبوعي
مساء كل يوم ثلاثاء إن شاء الله


المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر





بعد الانتهاء من تنزيل الرواية كاملة



استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
دمتم في حفظ الرحمن







التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 07-01-21 الساعة 12:39 AM
مروى شيحه غير متواجد حالياً  
التوقيع
نــصــيـــبـــك فـــي حـــيـــاتـــكــ مـــن حـــبـــيـــب ... نـــصـــيـــبـــك فـــي مـــنـــامـــك مـــن خـــيــــالــ
رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 12:29 AM   #2

سعيدة أنير

? العضوٌ??? » 473919
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » سعيدة أنير is on a distinguished road
افتراضي

موفقة ياحب ومنتظرين الفصول

سعيدة أنير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 04:31 PM   #3

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف ألف مبرووووك "شيـــرا" حبيبة قلبي ميرووو
عقبال الرواية الـ1000000000 يارب
متابعة معك أكيد وبانتظار الفصول بشووق كبير
امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووه


noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 01:11 AM   #4

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الف مبروك الرواية الجديدة مروى متشوقة كثيرا لها
في انتظارها على احر من الجمر موفقة فيها ان شاء الله


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 01:04 AM   #5

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رىرى45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 12:10 AM   #6

مروى شيحه

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوبطلة اتقابلنا فين ؟ومُحيي عبق روايتي الأصيل وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية مروى شيحه

? العضوٌ??? » 375851
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 640
?  نُقآطِيْ » مروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة أنير مشاهدة المشاركة
موفقة ياحب ومنتظرين الفصول

لاااااااااازم تتابعيهاا معي يا ام الملاك انت تحبيها اصلا


مروى شيحه غير متواجد حالياً  
التوقيع
نــصــيـــبـــك فـــي حـــيـــاتـــكــ مـــن حـــبـــيـــب ... نـــصـــيـــبـــك فـــي مـــنـــامـــك مـــن خـــيــــالــ
رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 12:11 AM   #7

مروى شيحه

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوبطلة اتقابلنا فين ؟ومُحيي عبق روايتي الأصيل وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية مروى شيحه

? العضوٌ??? » 375851
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 640
?  نُقآطِيْ » مروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noor1984 مشاهدة المشاركة
ألف ألف مبرووووك "شيـــرا" حبيبة قلبي ميرووو
عقبال الرواية الـ1000000000 يارب
متابعة معك أكيد وبانتظار الفصول بشووق كبير
امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووه
نوووووووووووووووور ثنكيو يا بيبي
ان شاء الله تعجبك شيرا وطنط ام محمود


مروى شيحه غير متواجد حالياً  
التوقيع
نــصــيـــبـــك فـــي حـــيـــاتـــكــ مـــن حـــبـــيـــب ... نـــصـــيـــبـــك فـــي مـــنـــامـــك مـــن خـــيــــالــ
رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 12:12 AM   #8

مروى شيحه

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوبطلة اتقابلنا فين ؟ومُحيي عبق روايتي الأصيل وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية مروى شيحه

? العضوٌ??? » 375851
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 640
?  نُقآطِيْ » مروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
الف مبروك الرواية الجديدة مروى متشوقة كثيرا لها
في انتظارها على احر من الجمر موفقة فيها ان شاء الله
حبيبة قلبي يا رب تعجبك هي كوميدي لايت على فكرة على شوية رومانس


مروى شيحه غير متواجد حالياً  
التوقيع
نــصــيـــبـــك فـــي حـــيـــاتـــكــ مـــن حـــبـــيـــب ... نـــصـــيـــبـــك فـــي مـــنـــامـــك مـــن خـــيــــالــ
رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 12:14 AM   #9

مروى شيحه

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوبطلة اتقابلنا فين ؟ومُحيي عبق روايتي الأصيل وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية مروى شيحه

? العضوٌ??? » 375851
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 640
?  نُقآطِيْ » مروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رىرى45 مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
تسلميلي حبوبة


مروى شيحه غير متواجد حالياً  
التوقيع
نــصــيـــبـــك فـــي حـــيـــاتـــكــ مـــن حـــبـــيـــب ... نـــصـــيـــبـــك فـــي مـــنـــامـــك مـــن خـــيــــالــ
رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 11:57 PM   #10

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

المقدمة

همسة .. لمسة .. عشق .. غرام .. حب وهيام ..
( عانقها بعشقٍ مشتاقاً لها ... لم يرها منذ الصباح .. روحه متلهفة عليها .. اقترب منها تلفحها أنفاسه الحارة المشتاقة .. دنا بشفتيه من ثغرها المنتظر لنهل القبل .. )
ـ هذا يكفي
..رمت هاتفها المحمول جانبا لتبرطم باستياء
ـ وأنا متى سأجد من يقبلني ؟؟
تنهدت بإحباط , تلحفت بالغطاء جيدا , فلا رغبة لديها لإتمام الرواية التي تقرأها ربما للمرة العاشرة ؟
لم تعد تحصي عدد المرات , لكن كمية الرومانسية التي فيها تشدها لقراءتها مرات ومرات .. لو أننا فقط نجد في الحقيقة ذات الحب وذات الرومانسية !
أخذت نفسا عميقا لتبعد شعرها الطويل الذي يصل لأسفل ظهرها عن وجهها وعينيها .. استلقت على ظهرها , لحافها مشدود حتى كاد يخفي وجهها , لكنها تركت أنفها ظاهرا كي تتنفس بانتظام ..
أغمضت عينيها مكررة ..
ـ نامي .. نامي ..
تأمر نفسها في الواقع ..
ونامت بالفعل .. حتى أزعجها طنين الهاتف لتبحث عنه بنعاس لتطفئه , فتحت نصف عين فقط قبل أن تطفئ الموسيقى الصادرة منه , لتجد أن النافذة لا تزال معتمة , يوم ممطر آخر ..
لكنها تحب المطر .. ألا تحبه ؟
نعم بالطبع .. نظرت لهاتفها بعد أن تمكنت بصعوبة من فتح عينها الثانية تطرد النعاس من عينيها , فشهقت لتقفز من مكانها تبحث عن شاحن هاتفها قبل أن تذهب للمقبرة , فقد نسيت أن تشحنه أمس عندما كانت منشغلة بقصة الحب العاطفية المدمرة لمشاعرها ..
وضعت هاتفها على الشاحن .. ثم اتجهت نحو الحمام ببجامتها المصنوعة من الفرو الكثيف ..
قامتها تتجاوز المائة والستين .. بخصر نحيل لكنها ممتلئة قليلا بشكل يناسب جسدها فلا تبدو للعين سمينة على الإطلاق ..
ها هو عامها الثاني قد مر ..
خرجت من الحمام مسرعة تلتف بمنشفتها الضخمة , وارتدت ملابس صوفية تقيها البرد القارص خارجا ..
ثم ارتدت جاكيتا ضخما غطت معظم جسدها , وغطت شعرها بقبعة صوفية كذلك , التقطت باقة الورود التي قطفتها أمس , ثم تناولت المبخرة .. وضعت الهاتف بجيبها منتبهة أنه لم يصل حتى ل 40 % من الشحن ...
هذا ما تستحقه , لتتعلم أن تنام باكرا من الآن وصاعدا ..
شيرا .. في الرابعة والعشرين من العمر , قضت الفترة بين الثانية عشر من عمرها و الثانية والعشرون مع أمها في الهند..
نعم أمها هندية لكنها ابتعدت مؤخرا عنها , فقد تزوجت قبل أعوام كثيرة ولم تعد قادرة على منحها اهتماما خاصا بوجود أطفالها الآخرين , كم عاما عاشت أمها مع والدها ؟
ربما خمسة أو ستة أعوام , لا تعرف بالضبط لكنها تجد الكثير من الصور لها معهما , بدوا أسرة سعيدة , وحتى هذه اللحظة لم تعرف سبب الانفصال , ما تعرفه أن أمها تزوجت وأنجبت , وكذلك والدها تزوج , ولديها أخت جميلة من والدها لا تشبهها إطلاقا تعيش مع أمها التي لم تتقبلها أبدا حين جاءت , بل لا زالت تتهمها في كل مرة تراها أنها نحس العائلة فحين جاءت تنوي البقاء مع والدها .. توفي !
فجأة ودون أسباب بعد عدة أيام من وصولها وجدوه ميتا على السرير ..
رحل بهدوء .. ليس لديها الكثير من الذكريات .. لا معه ولا مع أمها التي كانت منشغلة بطفليها أكثر منها ..
بالطبع فزوجها كان يجد طفليه أحق بالاعتناء منها ..
بل دوما كان يصفها ابنة العربي .. لا تعلم أكان يقصد اهانتها أم ماذا !
حقيقة حتى هذه اللحظة , تذكر مرة أنه حاول أخذها معه للمصلى وكثيرا ما وجدت نفسها تقلد حركاتهم وما يقولون لكنها لم تفقه شيئا , لم يهتم أحدهم بإفهامها ..
حتى لباسهم كانت متأقلمة تماما راضية بالقليل الذي تقدمه أمها لها , وللحق لم تقصر بتعليمها على الإطلاق .. ربما هم حقا اهتموا بها لكن بطريقتهم الخاصة ..
بعد كل شيء .. كانت سعادتها هناك مع أخوتها , قضت الكثير من الأوقات الجميلة ولديها الكثير من الذكريات , اختلفت الحياة هنا , واختلف كل شيء , منذ أن تقدم لخطبتها رجل من طرف أمها , حينها قفزت فرحة تريد أن تخبر والدها وتستشير رأيه فرفض رفضا قاطعا , لا تعرف ما الذي حصل بينه وبين أمها , لكن ما هي متأكدة منه أن عمها زوج أمها رفض وجودها تماما , ووجدت نفسها مع الكثير من المال والملابس وكل ما يخصها على متن طائرة عائدة لوالدها , تودعها أمها وكأنها تخبرها أنها آخر مرة ستراها فيها ..
لن تتدعي الغباء وتقول أنها لم تشعر بذلك .. فهي بالتأكيد لن تطير مرة ثالثة كل تلك المسافة لتصل لها ..
تنهدت بحزن متسائلة .. هل حقا علمت يوما معنى العائلة !
نعم هي تحب والدها فهي تذكر طفولة غامضة معه حتى بلغت الثانية العاشرة وتحب أمها فقد عاشت معها كذلك عشر سنوات !
لقد قسما عمرها بينهما لكل منهما عشرة ثم خرجا من حياتها ..
واليوم العاشر من كانون .. بينما الهواء يلفح وجهها وشفتاها ترتجفان من البرد , ها هي تجلس على حجر عالي قليلا بالقرب من قبر والدها , تضع عليه باقة الأزهار التي جمعتها بصعوبة قبل يوم ..
لم تبك .. فهي حقا لا تشعر بالعاطفة القوية نحوه .. لكنها لا تقدر إلا أن تأتي في ذات اليوم , لقد جاءت العام الماضي وها قد جاءت اليوم كذلك , فهي الذكرى الثانية لوفاته , كم لديها من الذكريات معه ؟
حسنا استقبال حار وقبَل ثم أخذها للبيت المهجور منذ أعوام كثيرة جدا , فقد رفضت زوجة أبيها أن تسكن في البيت الذي تزوج به أول مرة , ربما من الجيد أنه لم يتخلص منه , وإلا أين كان سيذهب بها ؟
نامت في بيتها الجديد أول يوم تركها لترتاح , أو لنقل تركها لأنها تحتاج يوما كاملا لتجعل البيت قابلا للسكن فيه وحقا احتاجت أكثر من يوم في التنظيف , لكنها تمكنت في النهاية من جعله مرتبا ..
وفي اليوم الثاني ذهبت معه حيث أودع ما معها من مال في حساب مصرفي لها ثم أضاف له الكثير ما يبقيها تعيش بكرامة لسنوات طويلة جدا ..
وهي شاكرة له من كل قلبها فخالتها .. زوجة أبيها ما إن علمت حتى جنت وتشاجرت معه وأوضحت لها أنها غير مرحب بها .. وفي اليوم الرابع , رفضت أن تهتم بكلام خالتها فتوجهت لبيته ودخلت غرفة نومه رغم أنها منتعتها من الدخول وإزعاجه .. وحينها وجدته ميتا !
لذلك لا بأس .. على الأقل هناك بعض الذكريات ..
ـ أحبك ..
قالتها للشاهدة على القبر ثم قبلتها وأعادت تثبيت حقيبتها الطويلة على كتفها وغادرت المكان ..
اتجهت مباشرة نحو المصرف فقد كانت بحاجة للمال , أخذت ما يكفيها لعدة أيام واتجهت نحو السوق لتشتري ما يلزمها للبيت وعادت خلال وقت قصير ..
وفعلت ما دأبت عليه , شغلت أغاني بصوت مرتفع , وذات إيقاع سريع , تخلصت من معطفها الضخم بعد أن غمر دفء النار التي أضرمتها المكان .. وضعت بها قطعة خشبية ضخمة .. ثم نهضت وانتظرت عدة ثواني تنظم أنفاسها لتبدأ بعدها الرقص .. بحركات سريعة وكأن جسدها لا يحوي عظاما من ليونته , تحركه كيفما تريد ..ظلت وقتا لا بأس به , حتى تعبت ....
البيت الذي تسكنه حاليا في الريف تقريبا , ليس بعيدا عن المدينة لكنه كذلك ليس ضمنها , البيوت حوله قليلة جدا , ما يمنحها الخصوصية كما أنه بحديقة مسورة من كل الاتجاهات فهو آمن تماما , لا تترك باب السور خلفها مفتوحا على الإطلاق , هذا هو كل ما أتاها من ثروة والدها مع المبلغ المالي الضخم , أما زوجته فقد أخذت كل شيء , والدها تاجر ذهب معروف في السوق ويشهد له بالتفاني في عمله ..
ولكن ذلك لا يهم .. فقد مات ..
ما يهم أنها لم تجد نفسها في الشارع .. ارتمت على الأريكة تلهث بتعب ..
يجب أن تفعل شيئا , لن تظل طوال العمر تخرج للسوق فقط ثم تعود للبيت لقد تعبت من هذا الروتين الذي التزمته بشكل كئيب لعامين , ولكن ماذا بإمكانها أن تفعل ؟
درست التمثيل والإخراج في بلد يعتمد بالأصل على الفن بشكل كبير ..
وعادت لبلد يهتم بالتفرج عليه !
ـ يااااه مللت .. مللت حقا !
ثم ضحكت متذكرة أن حظها جيد بأن عاشت سنوات عمرها الأولى هنا فتعلمت اللغة العربية وإلا كيف كانت لتبقى هنا ! لا زالت تذكر الكتب الكثيرة التي وضع لها والدها في الحقيبة حين سافرت لأمها .. فقد اهتمت بتلك الكتب وكانت تعيد قراءتها لأنها ذكرى منه , والآن فقط تنبهت لولا تلك الكتب ربما لنسيت العربية بكل ما فيها ..
بعد كل شيء الكلمات العربية كانت تستهويها وتتفاخر بكونها تجيد التكلم بها أمام أصدقائها ..
استوت جالسة فهي لم تكون أي صداقة هنا بعد , فابنة أبيها الجميلة لا تبدو مهتمة و ولديه لم ينظرا لها حتى !
لا يجب أن تلومهم فهم صغار السن بعد كل شيء , وسيسمعون ما تقوله أمهم ..
قفزت من مكانها بتصميم , رمت قطعة خشب ضخمة جدا في النار , ثم ضمت كفيها أمامها ترجوها
ـ لا تنطفئي ريثما أعود رجاء وأبقي المكان دافئا .. لا تخذليني ..
لبست معطفها مجددا .. حقيبتها .. حذائها الذي وضعته خارجا فهي تملك ممرا عريضا مغلقا بالزجاج يؤدي للبيت وللخروج منه , هو نعمة طبعا فلولاه كيف لتتخلص من حذائها الموحل بسبب الحديقة ! لا تظن أنها كانت لتجد طريقة تخلعه بها وتدخل البيت في هذا البرد ..
يكفي .. ملت من الرتابة التي تمضي بها حياتها وحان وقت التغيير ..
ستفعل كما يفعل الكثيرون , لتبحث عن عمل , لكن بداية سيكون من الأفضل أن تبحث عن معهد تتعلم به شيئا ما , لغة مثلا أي شيء على الأقل شيء تنتظم به عوض بقائها في البيت كل الوقت ..
ستفكر به عندما تصل للمدينة ..
ابتسمت لنفسها عندما رأت الباص يقترب وأشارت له , هذا انجاز بالطبع فقد أصبحت خبيرة في استخدام المواصلات العامة , تملك المال نعم لكن ذلك لا يعني أن تبذره كيفما كان .. فقد تحتاجه ..
جلست على المقعد الجلدي البارد , تضم كفيها بين فخذيها تقيهما البرد , يجب أن تعرف على الأقل إلى أين تتوجه ..
تقدمت قليلا وسألت السائق
ـ لو سمحت أريد أن أنزل قرب المعهد ..
أشار برأسه دون أن يرد , فهل فهم عليها حقا ما تقصده ؟
لا يهم أخرجت الليرات الحديدية المدورة التي معها ونقدته أجرته المعروفة , تراقب الناس الذي يركبون أو ينزلون متسائلة , ما الذي يفعلونه في حياتهم !
لكنها تذكرت شيئا ما ثم سألت السائق مجددا
ـ لو سمحت , هل يوجد معهد تمثيل هنا ؟
نظر لها بضيق وقال بلهجته القروية المستاءة
ـ يا ابنتي تلك المعاهد في العاصمة فقط , هنا لا يوجد سوى الآدب والطب والهندسة ..
ـ أه !
كان ذلك كل ردها , ليقف بعد لحظات مشيرا لها
ـ انزلي هنا , واتجهي نحو التقاطع وهناك خذي باصا آخر متجها نحو المينا وسينزلك أمام باب كلية الآداب ..
هزت رأسها بنعم رغم أنها لم تفهم شيئا مما قيل !
ونزلت بالفعل , وقفت للحظات محتارة , ثم سألت أول رجل يمر بها
ـ لو سمحت يا عم كيف أذهب للمينا ..
ارتفع حاجبه بعجب ثم مد يده مشيرا لها
ـ اقطعي الشارع وهناك اركبي أي باص مكتوب عليه المينا !
فتحت فمها ببله وابتعدت ناسية أن تشكره فهز رأسه و أكمل طريقه ..
طريقتها بالكلام مميزة , فصوتها ناعم , وكلامها يميل للفصحى لقلة اختلاطها بالناس ولقراءتها الكثير من الكتب كما أنها لم تكن فصحى سليمة , نوعا ما كلامها كان مضحكا .. رغم أنه مفهوم , يظن من يسمعها إنها تتكلم بتلك الطريقة للميوعة فقط .. فلا أحد يعرفها , سمع البعض في القرية عن ابنة موسى ابراهيم التي عادت ولكن الفضل لزوجة أبيها فلم يعرف أحداً أبدا من تكون ولا حتى ما اسمها !
فلم تنادها قط باسمها ومن سألها عنها قالت له شهيرة رحلت !
رغم أن اسمها شيرا فقد اختاره والديها لأنه بمعنى الحرير وتمنيا أن تكون ابنتهما كالحرير ..
وبالفعل نزلت أمام مكان ضخم كتب عليه بخط كبير جدا
( المعهد العالي للآداب )
ماذا أفعل هنا !
تساءلت بغباء , لتنظر حولها الكثير والكثير من الطلاب , منهم من يبدو أن البرد لا يؤثر به ..
أحست بالجوع وهي تراقبهم , فتوجهت نحو كشك قريب تخرج منه روائح شهية , مفكرة أن مكانه مناسب تماما لجني المال ! , لم تعرف ما اسم تلك المخبوزات التي يصنعها لكن الجوع و الرائحة الشهية , جعلها تشير له
ـ أريد هذه وهذه ..
اختارت نوعين مختلفين , أحدهم ميزت الجبن فيه , أم الثاني فقد كان محشوا بشيء أخضر لا تعرف ما اسمه ..
دفعت الثمن , وابتعدت تحمل غنيمتها سعيدة بوجبتها الأولى خارج البيت !
متلذذة بالطعم الشهي الذي حصلت عليه ..
وفكرت ضاحكة بينما تأكل .. حقا ما الذي أفعله هنا !
لم تجد جواباً ولم تعرف ما الذي تفعله , انتبهت لنظرات بنتين لها , فاتجهت لهما تلقي التحية وبدأت بطرح تساؤلاتها وهما تجيبان باستياء من تطفلها عليهما , وبعد لحظات غادرت المكان بإحباط ..
بينما قالت إحداهن مكشرة
ـ بنات آخر زمن , كيف تتكلم ! ألا يمكن ان تعدل لسانها الأعوج !
ـ تريد أن تلفت النظر لها فقط ..
ردت صديقتها عليها ترميانها بنظرات نارية . ..
خرجت من باب المعهد وقد فهمت تماما أنه يحتاج لشهادة ثانوية , ولكنها أنهت دراستها تقريبا في الهند , ليست بحاجة لتدرس هنا , تحتاج أن تحصل على فرصة عمل لكنها لا تجرؤ أبدا على الذهاب حيث قالا ..
وبعزيمة مثبطة تماما وجدت نفسها بالشارع , لتتنهد وهي تسأل
ـ كيف أذهب للمحطة ؟
وبعد ساعة تقريبا , كانت تنزل أمام الطريق المؤدي لبيتها .. حاولت فتح مظلتها لتحتمي من المطر لكن الريح لم تساعدها فركضت ما تبقى من مسافة حتى وصلت للباب الخاص بالسور , فتحته بسرعة لتقفله مجددا وتسرع عبر الحديقة نحو أمان الممر الزجاجي الذي تخلصت به من معطفها المبلل وعلقته على حبل حتى يجف فتحت القليل من النافذة ليدخل الهواء إلى المكان , ووضعت حذائها جانبا حتى يجف متخلصة من الجوارب حتى .. إنها مبللة تماما , تخلصت من كنزتها الصوفية فلقد وصل البلل لها وضعتها على الحبل وبقيت بكنزة قطنية , و بنطال صوفي ناعم كانت تلبسه تحت بنطالها الجينز المبلل , ودخلت البيت أخيرا تسرع نحو الحمام متذكرة أن رأسها يكاد يتجمد من القبعة الصوفية المبللة ..
تحممت على الفور بماء ساخن وركضت للغرفة تلبس ثيابها البيتية المريحة , وضعت قطعتي خشب ونفختها قليلا فقد بدت على وشك الانطفاء .. وضعت بها القليل من قشور الليمون والبطاطا وخلال لحظات عادت ترمي بوهجها في المكان أغمضت عيناها على الاسفنجة التي رمتها قرب النار متمددة عليها واستسلمت للدفء اللذيذ ..
......................................
ما إن توقف المطر حتى نزل من سيارته الفخمة المتوقفة بالقرب من باب السور ..
مستغربا أنها لم تنتبه له حتى رغم قربها !
فتح الباب بمفتاحه الخاص الذي يملكه منذ سنوات كثيرة على مصراعيه , وعاد لسيارته يدخلها وبعدها أغلقه خلفه , وقربها أكثر من البيت , ثم دخل من الباب الخاص بالممر الزجاجي انتبه لثيابها المعلقة , ففتح النافذة قليلا بعد , سامحا للهواء بالدخول أكثر , دق الباب عدة مرات .. لم يصله أي رد ..
عبس , فهو متأكد أنها هنا .. لقد دخلت منذ ما يقارب عشرون دقيقة , انتظر فقط بينما توقف المطر , متأكد أنها لم تعاود الخروج , حينما عاد قبل أشهر عرف من رسالة تركها له عمه , أنه أخذ ابنته التي لا يذكرها لتعيش فيه , ولم يقترب أحد من البيت لأنهم لا يملكون مفتاحا له ولا يذكرونه ربما وحتى لو تذكروا, لا أحد يجرؤ على تحدي حرمة خصوصياته , لقد ترك له حرية التصرف معها بعد عودته طالبا منه البقاء بقربها ومد يد العون لها ..
لكنه الآن تفرغ لها بشكل جيد وقد حان الوقت لمعرفة تلك التي احتلت .. بيته !
طرق الباب مجددا دونما أي رد , فارتفع حاجبه بغيظ , وبحث في سلسلة مفاتيحه حتى وجد مفتاح الباب ابتسم بانتصار وهو يدسه في القفل ليفتح بهدوء .. ثم دخل ..
تخلص من حذائه قبل أن يغلق الباب خلفه ..
الباب يؤدي إلى موزع صغير له باب يفضي لغرفتي نوم مع حماميهما , وباب مباشر على مطبخ واسع وحمام آخر , والباب المتبقي يؤدي إلى الصالون الواسع , إنه يعرف تفاصيل بيته جيدا ..
تجاهل التوجه لغرف النوم , ودخل المطبخ , كان نظيفا ومرتبا , لا أثر للطهو أو الطعام , وهو يشعر بالجوع , فتح الثلاجة , وجد بها الكثير من الخضر والفواكه المرصوصة قرب بعض بأوعية من البلاستيك الملون ..
التقط تفاحة , وذهب ليغسلها ثم قضمها على الفور بجوع , وعاد أدراجه نحو الصالون , وأول ما وقع نظره عليه هو نور المجمر المنعكس على كل شيء , فالستائر مغلقة ورائحة الحطب المحترق تملأ المكان ..
ثم لمح شيئا أسوداً أمام المجمر , لم يتبينه من الظلام المحيق بالمكان , فلوى شفتاه منزعجا , إن كانت تربي كلبا سيقتلها بحق , فتح الستارة لتدخل أشعة الشمس الضعيفة للصالون , ثم فتح النافذة قليلا ليتغير الهواء .. عب نفسا عميقا من النافذة , وقضم من التفاحة ثانية وخطا نحو المجمر ليرى ذاك الشيء ..
توقفت التفاحة في طريقها لفمه , وهو ينظر امامه ... لما ظنه كلب !
لم تكن كتلة السواد التي ظنها فروا سوى شعر كثيف طويل يحيط بصاحبته النائمة على بطنها ووجها مرتفع على الوسادة الصغيرة تحتها تفتح فمها قليلا , قدم على السجادة ممدودة والثانية مثنية تحتها على الإسفنجة ..
ببطء شديد .. قضم التفاحة وهو ينظر لها بحاجبين مرتفعين دهشة , ممن قد تكون..
إذن هذه هي .. شيرا .. ابنة عمه !
خرج من صدمته أخيرا بشكلها و جلس على كرسي هزاز هو من اشتراه قبل اعوام و وضعه في هذا البيت ..
هزها برجله , وظل يتأرجح بها يراقبها بصمت ويقضم التفاحة ببطء .. ويأكلها ببطء أكثر ..
قطب باستياء حين تقلبت بنومها , قفز ملسوعا فلولا أن سحبتها لكانت وضعت يدها في المجمر تلك الغبية !
اقترب منها بغضب , ثم هزها بقوة يناديها بخشونة
ـ شيرا .. استيقظي هيا ..
هبت من نومها على الفور جالسة , وما إن ابصرته حتى قفزت مبتعدة عنه إلى نهاية الجلسة تصرخ به بينما ظل جالسا القرفصاء حيث كانت نائمة قبل لحظات
ـ من أنت .. كيف دخلت إلى هنا .. اخرج ..
أشارت له للباب تصرخ بأعلى صوتها
ـ اخرج قبل أن يصل أبي ويقتلك سيدخل بأي لحظة ..
نظر لها مستغربا كونها لم تقم بأي شيء لتدافع عن نفسها سوى الصراخ , مما يعني أنه لو كان سارقا أو معتديا لقضى عليها بسهولة القضاء على دودة !
ارتفع حاجبه تزامنا مع وقفته وقال ببرود
ـ سيأتي والدك ؟
أكدت وهي تصر على أسنانها تشير له للخروج
ـ نعم وسيقتلك ويقطعك ويرميك للكلاب اخرج هيا ..
لكنه وأمام عينيها جلس مجددا على الكرسي الهزاز ليقول بأسف
ـ رحمة الله عليك يا عمي ..
اتسعت حدقتي عيناها وخطت بحذر حتى أصبحت أمامه وسألت
ـ من أنت ؟
انتظر حتى أصبحت أمامه تماما ثم انقض عليها بسهولة وأسرها بين يديه ضاحكا , بينما تصرخ وتحاول الإفلات , تمكن ببساطة من السيطرة عليها والحد من حركتها , بل وتمادى بأن جلس على الكرسي , ولف ساقيه حول ساقيها مانعا حركتها تماما , ثم ضحك قبل أن يفلتها بقسوة تقريبا لتقع على الأرض أمامه تحاول الهرب على الفور ..
وما أن وقفت لتركض هاربة ناداها
ـ شيرا ..
توقفت مكانها والتفتت له من خلف الكرسي وسألت مرتعبة
ـ من أين تعرفني ؟
هز رأسه مستنكرا بصوت من لسانه , ولم يتلفت لها , حينها ومن غيظها ركضت نحوه وبكل قوتها دفعت الكرسي للأمام , ليقع على ركبتيه , مباغتا بحركتها تلك , أما هي فاستغلت ذهوله , والتقطت حذائها البيتي الخفيف , لم تتعرض يوما لموقف كهذا ولا تعرف كيف تتصرف , لكنها اتجهت له وبدأت تضربه على ظهره ويديه ووجهه وأينما جاءت يدها , وهو يحاول رد ضرباتها ضاحكا فالحذاء كان من الفرو !
ثم نهض بقفزة واحدة , ليمسك ذراعها ويلويها خلف ظهرها كاتما صوتها بيده الأخرى , ثم قال بصوت قوي رغم أنه ما زال يضحك من تصرفها الأحمق
ـ اهدئي .. أنا يازد .. ابن عمك يا شيرا ..
هدأت تماما بعد كلماته فتركها لتبتعد عنه بذهول , لم تتوقع على الإطلاق أن يظهر لها أقارب ..
عبست تنظر له بتدقيق , بدت حمقاء تماما .. وهي تنظر له مفتوحة الفم , مشدوهة تماما , لا تعرف ماذا تفعل , في الهند عائلة أمها كانوا يقدسون العلاقات الأسرية , واعتادت أن تحترم دوما كل من يقول أنا أنتمي للعائلة , ولكن هنا !
لا تعرف حتى ما طبيعة العلاقات , لا تكاد تذكرها في طفولتها , ولم تتعرف على شيء منذ جاءت ..
ثم قالت بغباء
ـ أنا هنا منذ عامين !
وافقها بهزة بسيطة من رأسه ووضع قطعة حطب جاف من الصندوق قرب المجمر في النار حتى تبقى متوجهة
ـ وأنا كنت مسافرا منذ أربعة سنوات إلى إيطاليا ..
جلست على الكرسي حيث كان قبل لحظات , تدقق فيه بشكل غريب , فقد كان ضخما بمعنى الكلمة متأكدة أن طوله يقارب المائة والثمانين ! إنه يزيدها بالكثير , عريض الكتفين , حتى ذراعيه بعضلات مفتولة مخيفة , ووجه أسمر بشعر حليق تقريبا , وعينان واسعتان داكنتا اللون , وفم صلب بشفتين غليظتين .. حتى خديه مكتنزتان ..
ليس وسيما ! فكرت للحظة , لكن ملامحه بها شيء جذاب لا تعرف ما هو ..
جلس حيث كانت نائمة متربعا ليسألها
ـ ما بك ؟
ازداد عبوسها تركز بالحديث الدائر , تحتاج تركيزها الآن , هي ليست في الهند حتى تقف منجذبة لكل شاب وسيم يقابلها , لقد دخلت عدة علاقات لكنها لم تستمر طويلا , فلا يبدو أنها من النوع المفضل لدى الشباب ..
خاصة بعبوسها المستمر دون سبب , لكن ذلك ليس مهما .. المهم او ما يثير الذعر
ـ من أين دخلت وكيف !
ضحك بخشونة ورفع مفاتيحه ليرد بكل بساطة أزعجتها جدا
ـ بالمفتاح .. ومن الباب ..
ـ كيف !
سألت لتنهض نحو الباب وترى أنه حقا ليس مكسورا ومفتاحها على الطاولة بالقرب منه !
ـ كيف ! من أين لك المفتاح ؟
تساءلت مجددا بذعر , حينها أخذ نفسا طويلا وقال بهدوء
ـ هذا بيتي يا شيرا , كيف لا أملك مفتاحه !
ارتفع حاجباها وفتحت فمها تنظر له شزرا ثم ابتسمت بمجاملة واتجهت نحوه , ودون حساب سحبت مفاتيحه من يده لكنها لم تميز أيّهم مفتاح بيتها , ثم قالت بعدائية واضحة
ـ اسمع يا هذا , أعطني مفتاح البيت وغادر من هنا , لا ابن عمي ولا غيره هذا بيت والدي وأنا أعيش فيه منذ جئت إلى هنا !
نهض وسحب المفاتيح من كفها بحركة أوجعت كفها الناعم , وحدق بعينيها مباشرة
ـ اشتريت هذا البيت من عمي قبل سنوات كثيرة يا ابنة عمي .. لأنني أحببته , ولا تتخيلي أنني سأتركه ..
ثم عزم بخطاه متجها نحو الباب , قاصدا المغادرة , لحقته على الفور تمسك كمه تمنعه عن الرحيل
ـ وأنا أين سأذهب , لا أعرف أحدا وزوجة أبي لا تريدني ... زوج أمي لا يريدني , وهذا بيت أبي هو قال لي ذلك , لن أغادره أبدا .. لا يمكنك إجباري على الرحيل !
زفر بملل , فلا يريد الدخول معها بنقاش بلكنتها تلك في الكلام .. لكنه سحب نفسه مؤكدا عليها ألا تغادر البيت وسيعود لزيارتها والنقاش في الأمر , وقفت في الممر الزجاجي غير مهتمة للبرد الذي طالها من الباب المفتوح ولا النافذة حتى تراقبه بعينين فارغتين وهو يغادر .. بسيارته !
لقد غادر دون أن يعطيها مفتاحها ..
دون أن تفهم منه شيء ..
كيف ظهر فجأة من العدم !
لم يكن أحد موجودا عندما احتاجتهم , حينما رفضتها خالتها , وفرض عليها أن تعيش هنا وحدها , لم يعنها أحد حين رتبت ونظفت كل شيء لوحدها , حتى بوفاة والدها لم تجد أحد منهم قربها .. الآن فقط تذكر أن له ابنة عم !
ولمَ تذكر الأمر ؟ ليأخذ البيت منها !
أين ستعيش إن رحلت من هنا ؟ لكنها اعتادت البيت . لا تظن أنها قادرة على مغادرته .. اعتادته وأحبته وهو بيت والدها , هو قال لها أن البيت لها يمكنها أن تعيش فيه ..
فكيف الآن .. ارتجفت من البرد ودخلت البيت مغلقة الأبواب والنافذة وجلست على الأرض مقابل المجمر تراقب النار المجنونة فيه , وفجأة .. وجدت نفسها ترغب بالبكاء على حياتها الغير مترابطة والمشتتة كلها ..
وبدأت تبكي حقا .. تبكي بقهر كل مرحلة مرت بحياتها ..
................................
أغلق الباب الخاص بالسور , وتوقف قرب سيارته , ينظر للبيت بعبوس طفيف ..
ماذا سيفعل الآن ؟ يبدو أن لديه ابن عم مصنوعة من ورق !
سمراء .. جميلة .. لكن .. ابنة عمه !
لمَ يجد صعوبة بتقبل فكرة أنها ابنة عمه ؟
لكنه خلال ساعة ونصف وصل لبيت العائلة هناك حيث وجد أمه بانتظاره ..
لاقته عاتبة على الباب , بجلباب طويل يغطيها ووشاح أبيض على رأسها يغطي شعرها
ـ تأخرت , لقد وعدتني أن تعود باكرا للبيت ..
أخذها بين ذراعيه مقبلا جبينها , معتذرا بابتسامة
ـ كان لدي عمل لا بد منه ..
دخلا معا للبيت الفخم الأقرب لفيلا منه لبيت ..
جالت عيناه بالمكان الفارغ متسائلا
ـ أين البقية ؟
تنهدت أمه وسحبته من كفه معها نحو الصالون , لتجلس معه على أريكة كبيرة ..
فابتسمت له
ـ يزن مع خطيبته فأنت تعلم أن زفافه اقترب , ومجد كالعادة لا يخبرني أين يذهب , إضافة لهوسه الجديد بالكرة !
عبس وهو يطلب من العاملة عندهم قهوة حلوة ثم التفت لها يسألها
ـ هل حقا التحق بنادي ؟
هزت برأسها نعم , وضحكت بنعومة
ـ نعم , يظن نفسه بيكهام !
ضحك من كلام أمه , واستند بظهره على الأريكة , يفرك عيناه بتعب , فسألته بلهفة على الفور
ـ متعب ؟ لمَ لا تذهب وترتاح قليلا ثم نتحدث ..
ابتسم دون أن يفتح عيناه
ـ أمي ماذا تعرفين عن زواج عمي موسى ؟
عبست متراجعة في جلستها , وأخذت القهوة لتضعها على الطاولة ..
ـ ما بك يازد وكأنك لا تعرف زوجة عمك وأولادها ..
استقام بجلسته ليفك أزرار الجاكيت التي يلبسها ثم تخلص منها
ـ لا أقصد هذا الزواج بل الأول ..
ـ آه ..
همست ورشفت من قهوتها محاولة التذكر
ـ ذاكرتي لا تسعفني للكثير عنه , لكن ما أعرفه أن لديه ابنة اسمها شهيرة وقد عادت لأمها بعد وفاة عمك ..
وضع فنجانه على الطاولة
ـ شهيرة ؟
هزت كتفيها بلا مبالاة
ـ هكذا قالت زوجة عمك رحمه الله ..
دعا له بالرحمة , وارتفع حاجبه بتفكير للحظات
ـ وغادرت ؟
عادت لتهز كتفاها بعدم اكتراث وسألته تقرص خده
ـ ولما تسأل في أمر لا يعنينا , إن كان عمك نفسه قد نسي أنه له ابنة حتى عادت , بالأساس لا نعرف شكلها ولا نملك صورا لها .. إنها هندية !
ثم ضحكت متخيلة منظرا ما
ـ ربما ترقص في فيلم ما ولا نعرفها ..
لم يضحك يازد على طرفة أمه , لكنه رسم شبه ابتسامة على شفتيه حتى لا يجرح مشاعرها ..
إذن الآن .. ما اسمها ! شيرا أم شهيرة ؟
لكنه متأكد ان عمه كتب في الرسالة شيرا .. تنهد بتعب , فربتت أمه على كتفه
ـ اذهب لترتاح , فأمامنا أيام كثيرة طالما أنك لن تعاود السفر ..
التقط كفها بحب ليقبله
ـ لا سفر بعد اليوم ..
أكد ذلك , ونهض دون أن يكمل قهوته التي طلبها تشيعه نظرات أمه المحبة حتى وصل لغرفته التي هي عبارة عن غرفتين متصلتين , أحدهما غرفة نوم والثانية مكتب له ..
فقد أنهى دراسته للهندسة , واستلم عدة مشاريع انتهت بنجاح حتى أصبح اسمه معروفا في البلاد ..
وخلال سنوات قليلة صار له اسمه في السوق مؤسسا له شركة صغيرة خاصة به , وتلك كانت اول خطوة لاستقلاله عن عمل العائلة بالذهب والماس .. بينما أخويه حذوا حذو والده بالعمل في الذهب ..
لكن يبدو أن مجد ينوي أن يقلب من تصميم المجوهرات للمباريات !
ضحك للفكرة وهو يدخل تحت وابل المياه الدافئة , لعدة دقائق , قبل أن يخرج ملتفا ببرنس سميك يغطيه , رفع مستوى التدفئة للمكيف ثم اندس على سريره تحت الأغطية الحريرية وغط بالنوم ..
على شفتيه ابتسامة , تذكر كيف ضربته بحذائها ذي الفرو !
تنهد يستسلم للنوم , وفي رأسه فكرة واحدة فقط ..
ابنة عمه ستبقى تحت عينيه , كيف ولماذا لا يعرف ..
لكنه لن يبتعد عنها أبدا


noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.