آخر 10 مشاركات
18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          416 - عصفورة النار - هيلين بروكـس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-20, 05:56 AM   #1

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 مابين عينيك والبرية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معكم لولا مرحباً يا جميلات

قبل إنزال الفصول وبم أنها روايتي الأولي أحببت ان أبدأ بالتعريف بنفسي

سأحكي لكم عن بدايتي مع الكتابة
بدأت قصتي عندما تعرضت لمشكلة ما أثرت علي ولم أستطع التعبير عن مشاعري بالحديث مهما حاولت التحدث مع المقربين لم أستطع ....
حتي جاء يوم وقررت في محاولة يائسة التعبير بالاحرف علي الورق وما لم أستطع التعبير عنه بالكلمات خرج وانزاح من صدري علي الأوراق .....
وأخذت بعدها أكتب القصص التي أصبحت ترد علي ذهني
وها أنا اليوم أعرض عليكم أولي رواياتي متمنية أن تستمتعوا بها كما استمتعت وأنا أتبحر بداخل عقلي لأكتب أحرفها



الرواية حصرية فقط بمنتدى روايتي

*********************************


غلاف اهداء من اشراف قسم وحي الاعضاء





***




" المقدمة "
مابين عينيك والبرية هي رواية تدمج ما بين الواقع وخيال الكاتبة متحررة من الزمان والمكان … تجمع مابين الفانتازيا والأكشن والرومانسية

********************************
سأترككم الآن مع تواقيع الأبطال
ملحوظة الغلاف وتواقيع الأبطال من تصميمي فأخبروني بآرائكم

*ستجدون التواقيع لا تحدد ملامح للأبطال وذلك حتي أترك لخيالكم العنان استناداً علي وصفي *














****************************************

موعد تنزيل الفصول السبت الساعة 11 مساء من كل أسبوع

وأعتذر عن ظهور أي أخطاء بتنسيق الموضوع بعد رفعه لكم

*******************************************



روابط الفصول

الفصل 1، 2 .. بالاسفل
الفصل 3، 4 نفس الصفحة
الفصل 5، 6 نفس الصفحة
الفصول 7، 8، 9 نفس الصفحة
الفصول 10، 11، 12 نفس الصفحة
الفصل 13 ، 14 نفس الصفحة
الفصول 15، 16، 17 نفس الصفحة
الفصول 18، 19، 20، 21، 22 نفس الصفحة
الفصول 23 ج(1، 2)، 24 ،25 نفس الصفحة
الفصل 26، 27 نفس الصفحة
الفصل 28، 29
الفصل 30
الفصل 31
الفصل 32، 33متتابعان
الفصل 34





التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 10-03-21 الساعة 11:08 AM
لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 14-06-20, 06:29 AM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

ارجو توضيح كلمة فانتازيا لان اذا الرواية فانتازيا مكانها ليس منتدى قصص من وحي الأعضاء


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 14-06-20, 06:53 AM   #3

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





"الفصل الأول "



أثناء جلوسه علي أحد جذوع الأشجار ….. كان يبدو للناظر له شاب بالرابعة والثلاثين من عمره طويل القامة قوي البنية ذو بشرة متشربة باللون الخمري وأعين عشبية ..ذقنه غير حليقة …..
وبينما هو يتجرع دفعة من الماء أحس بحركة بين الاشجار …
فاستدار واقفا وأتبع وقوفه ابتسامة تزين ثغره و انطلق كالسهم ينهب الارض تحت قدميه خلف مصدر الصوت يتبع تلك الخطوات الخائفة الهاربة…….
يركض ليعبر تلك التضاريس القاسية دون حتي النظر لموضع قدميه وكأنه يحفظها كخطوط يديه كل غصن ساقط وكل شجرة كل منحني وكأن خريطة تلك الغابة قد حُفِرَت في ذهنه.....
يقوم بتركيز ناظريه فقط علي صيده الثمين...وبينما تلك المطاردة قائمة يخترق سمعه فجأة نداء استغاثة من أحدهم فيتوقف لثانيتين ليتخذ قراره....ثم يهب مسرعا في الاتجاه المعاكس خلف مصدر الصوت…. وفي تلك الأثناء أخذ يسب نفسه بكل الألفاظ النابية لتمسكه ببعض الانسانية بالرغم مما يعايشه بالفعل..بعد دقائق وصل لمصدر الصوت فوجد شاباً في أواخر العشرينات من عمره متعلق بكلتا يديه بنتوء صخري يخرج من منحدر بينما بقية جسده معلق بالهواء وبالاسفل علي بعد عدة امتار يوجد مجري مائي ذا تيار جارف سريع....وقف وهو يلهث من الركض وقد بدت علامات الضيق واضحة علي وجهه ثم مد يده ليساعد الشاب علي الخروج من ذلك المأزق …...
وبمجرد استقرار قدمي الشاب أرضاً ….وقف يتطلع فيه بنظرة تقييمية فوجد امامه شاب متوسط الطول أبيض البشرة ذا شعر وعيون سوداء كسواد الليل يقف متخصرا أمامه بعدما قام بهندمة ملابسه……
ينتظر منه الانتهاء من التحديق به وعندما نفد صبره مد اليه يده قائلا
"ألا يحق لي ان أتشرف باسم منقذي علي الأقل "
فمد له الاول يده مصافحاً بخشونة قائلا "اسمي آدم وأنت لاتعلم بالتضحية التي ضحيةُ بها لآتي وأساعدك فكن شاكراً "
فرفع الأخير حاجبا متعجبا
وقال "بداية مبشرة اهلا بك اسمي بسام ونصيحة أسديها لك يا آدم عندما تنقذ أحداً في المرة القادمة حاول الابتسام قليلاً ….."
فلا يبدو لي مثلاً أني فوت عليك حفل ما استنادا لمظهرك هذا... فنظر له الآخر نظرة تقدح شررا ثم هتف قائلاً "لا بل فوت اهم من مجرد حفل تافه فوت غداء يكفيني انا وعشيرتي لعدة أيام ……. ثم استكمل..
أتعلم منذ متي لم نذق لحم الكانجرو….."
نظر اليه بسام مبهوتاً مما سمعه......
وقال محاولا تدارك الوضع : " آسف …. لقد كنت أعيش بمركز المدينة وقررت المجيء للأحراش لأعيش بها ….."
علت الدهشة ملامح آدم ثم تحدث قائلاً "نادرون هم من يغامرون بالدخول للبرية وقد اعتادوا العيش بمركز المدينة ….."
فرد بسام "قررت ان آخذ تلك المغامرة…"
بينما نظر له آدم نظرة مستهزأة قائلاً " أنصحك أن تعود من حيث أتيت فبدون عشيرة تستضيفك لن تصمد ليوم واحد …"
نظر له بسام وقد إغتاظ من هذا المتحزلق أمامه ...ثم تحدث قائلاً ...
" إذاً لمَّ لا تسدي لي معروفاً وتستضيفني داخل عشيرتك …."
نظر له آدم وقد همَّ بالانصراف قائلاً " عُد من حيث أتيت .."
سقطت الأقنعة عن بسام واستوقف آدم ممسكاً بمعصمه قائلا " صدقني أنا لا أريد العودة لمركز المدينة مجدداً …. فهلا ساعدتني …."
سكت آدم وقد بدي مستغرقاً في التفكير ثم هم بالسير قائلاً "اتبعني .."
أشرقت ملامح بسام وأسرع باتباع آدم …………..
بعد مجاهدة بسام الساعات الماضية لاتباع خطوات آدم داخل تلك الغابة
ظهرت علي مرأي منهم مجموعة صغيرة من الأكواخ الخشبية وبالقرب منها كان هناك مجموعة من النسوة يقمنَّ بأعمال مختلفة منهم من يقوم بطهي الخضروات ومنهم من يغسل الثياب ويقوم بنشرها .....
أخذ بسام يتأمل المكان من موضع وقوفه فخلفه الأحراش وأمامه ساحة واسعة قد أُزيل منها الأشجار حيث يقوم النسوة بالقيام بأعمالهن المختلفة وخلف تلك الساحة تلتف الأكواخ الخشبية علي تباعد من بعضها مما سمح لبسام ان يري من بين المسافات الفاصلة ماوراء الأكواخ …
إذ اتضح أن خلفها أرضٍ عشبية تنتهي بوجود نهر جارٍ وعند العبور للضفة الأخري للنهر تجد أمامك اسوار المدينة وأثناء تأمل بسام للمكان من حوله قطع تأمله هجوم مفاجيء من مجموعة أطفال كانوا ثلاثة فتيان وفتاة بادر بالحديث أولهم قائلا…..
"آدم أين الرمح الذي وعدتني به " فنزل الأخير علي ركبتيه متصنعاً التذكر " آآآآه اعتذر منك يا زيد نسيت أن أصنعه لك سأقوم بصنعه المرة القادمة "
فقال زيد متذمرا "هذا ليس عادل انا اريد ان أصطاد تمساح لتطبخه امي لنا ذات يوم علي العشاء بالرغم من أن طعم لحمه ليس الافضل ولكنه المتوفر …"
جحظت عينا بسام من محجريهما ورجح ان أذنيه لم تعودا بخير بعد سقوطه علي ارض الغابة منذ قليل…..
لكن تأكد له ماسمعه عندما هتف آخر " وانا ايضا يا آدم اريد اصطياد تمساح رجاء اصنع لي رمح مثل زيد "
فصاح بسام "ماذا قلت ….؟ تريد اصطياد تمساح…..
أخبروني اولا هل التمساح هنا هو هذا الكائن الزاحف البرمائي
ذو الحراشف والجلد السميك الآكل ل اللحوم ومنها لحوم البشر؟
ام ان كلمة تمساح تطلقونها فيما بينكم علي حيوان اقل خطورة يستطيع البشر الطبيعيون أكله ؟ …."
فنظرت له جميع الرؤوس لدقائق محدقين به ثم انفجر الأطفال جميعا في الضحك حتي دمعت أعينهم بينما آدم يحاول كتم ضحكاته ليستطيع تهدئة الاطفال
فوبخهم آدم قائلا "عيب هذا ضيف لدينا.... " وقبل ان يكمل نظر هو والاطفال لبعضهم البعض ثم انفجروا في الضحك جميعا من جديد
كل هذا وسط ذهول بسام وعندما بدأت تهدأ ضحكاتهم
تحدث الطفل نفسه مجددا وقال محدثاً بسام " مرحبا أدعي إياس ثم استأنف وعلامات الضحك بادية علي وجهه ... لا تقل أنك تخاف منهم مثل ريري ".... فنظر بسام للفتاة الوحيدة معهم معتقدا انها هي ريري لكنه فوجيء بيد إياس تشير ناحية ثالث الفتيان فكتف الفتي المقصود ذراعيه ونظر لإياس نظرة يتطاير منها الشرر
بينما نظر لهم آدم موبخا فاستدرك إياس قائلاً " هذا اللقب ليس من اختراعي صدقني...." لم يكد يكمل حتي وجدوا صوت أنثوي يقتحم المكان موبخا ريري ماذا تفعل هنا يا صغيري كنت أبحث عنك ثم استدارت لآدم قائلة " مرحبا أيها المهاجر
هل قررت أن تتكرم أخيراً وتعود …..؟ "
فحدثها آدم موبخا برفق وقد لانت ملامحه " أنت من أطلق لقب ريري علي ريان…" فابتسمت له ابتسامة شقية قائلة " اجل انه يلائمه فحدجها آدم موبخاً ثم قال لنا حديث آخر خذي الاطفال واذهبي وأخبري روكا أن لدينا ضيف اليوم فاستدارت الفتاة مرحبة ببسام ثم غادرت وتبقت الصغيرة متخصرة امام آدم متخلفة عن الثلاثة فتيان والشابة
فقال لها آدم " ماذا هناك يا تالا " فقالت له وهي تتفتت من الغيظ وترسم تعابير شابة عشرينية وليس تعابير طفلة بالعاشرة من عمرها
" لقد وعدتني أن تأخذني معك لرحلة الصيد إن ساعدتهم في بعض الأعمال المنزلية وأنا التي اترفع عن مثل تلك التفاهات اضطررت للقيام بها حتي تأخذني معك وتركتني وبالنهاية تركتني ذهبت باكرا ماذا تسمي هذا يا سيد آدم أليس لديك أدني احساس بالمسئولية تجاه كلماتك …." فنظر اليها آدم وهو يحاول كتم ضحكاته قائلا " يامرحبا بسيدة المجتمع التي تلقي علي محاضرات عن شرف كلمتي وفي المقابل لاتتحمل هي المسئولية وتستيقظ مبكرا لتأتي معي ...ثم استكمل ان كنت استيقظت مبكرا لكنت أخذتك انت تعلمين انني لن اوقظك " فاستدارت الفتاة وهي تضرب الارض بقدميها غيظا لتلحق بالفتاة الشابة ومجموعة الفتيان كل هذا وبسام ينظر للصغيرة في عجب ثم نظر حيث الشابة مبتعدة والتي
كانت تبدو في العشرين من عمرها ذات طول متوسط وقوام ممتليء قليلا تداريه خلف ملابسها وشعر اسود كالليل تعقصه فوق راسها ذات بشرة خمرية واعين سوداء ورموش طويلة كالمها
غض بسام بصره ثم تحرك خلف آدم الذي قاده بعيداً لصخرة علي ضفة النهر فجلسوا عليها…...
ثم بادر آدم بالحديث قائلاً " اسمع يا بسام لقد أحضرتك لهنا بالفعل ولكني لستُ من يرفض أو يوافق علي وجود أحدهم بالعشيرة … لذا دعني أقول لك أني جازفت بكشف مكان عشيرتنا وأحضرتك لهنا لذا إن صدر منك أي تصرف يؤذي هذه العشيرة فسأُرديك قتيلاً بنفس اليوم..."
هم َّبسام بالرد لكن قطع حديثهم صوت رجل وقور في الخمسينات من عمره قادم من خلف آدم ومعه جماعة من الرجال في أعمار مقاربة من عمره وتوجه الرجل بحديثه لآدم قائلا علمت ان لدينا ضيف فجئت لأرحب به لعلمي أنك لاتحسن الضيافة يا آدم
فكتم بسام ضحكته بينما استدار آدم وهو يطحن ضروسه موجها الحديث للرجل الوقور وراءه قائلا " متي عدتم يا زبير " فجاوبه زبير قائلا… " لقد عدنا للتو وعدما قابلتُ رفيف وهي تصطحب ريان معها أخبرتني بالضيف لذا غيرت مساري وجئتُ إليكم وجاء معي البقية مرحبين …."
فنظر بسام للرجلين الواقفان مع زبير …..بينما تحدث أحدهم الي آدم محاولاً كتم ضحكاته وقد كانت ملامحه تنم عن روحه المرحة
" جئنا استعدادا لفض اي اشتباك فوجدناك عاقلا يا آدم سبحان الله " نظر له آدم بغيظ ولم يتحدث بينما قال الرجل الآخر الواقف بجانب زبير
مادا كفه باتجاه بسام " مرحبا بك " فبادله بسام الترحاب وقد كان يبدو أن هذا الرجل يحمل قدراً من الرزانة والهدوء فاستكمل الرجل من بعد سلامه قائلاً " أدعي بهاء وهذا زبير نحن نعتبر زبير كبيرنا وهذا المبتسم هناك هو فياض " فاومأ الرجلان لبسام علامة علي الترحيب ثم استكمل الحديث فياض قائلاً " نحن مجموعة اصدقاء نعمل رؤساء علي المناجم كَوَنَّا عشيرتنا الخاصة … نعيش بتلك الاكواخ الخشبية هناك معاً ونزرع مانحتاجه من طعام بجانبها " فقال بسام " رائع حقا...ثم استدرك انا أدعي بسام كنت أعيش بمركز المدينة .. لكني أرغب بالانضمام لعشيرتكم فهل تقبلون بي " ...؟ ...فرد فياض " سعدتُ بالتعرف عليك يابسام… " ومن ثم تحدث زبير قائلا اهلا بك يابني ثم وجه حديثه الي بهاء وفياض رجاءا يا صديقاي اصطحبا معكما آدم وانا سأجلس مع الضيف هنا قليلا …." فاستدار الجميع ذاهبون وجلس زبير بجانب بسام قائلا بابتسامة بشوشة من رجل يظهر علي ملامحه الوقار والشقاء ممزوجان معا بصورة معقدة وقد جاءت تلك الشعيرات الفضية المختلطة ببعض الشعرات التي لاتزال صامدة بلونها الاسود كما هي لتزيده وقاراً وجه زبير حديثه الي بسام قائلا " هيا يابني اخبرني بقصتك كاملة …."
ثم استكمل فياض محذراً وإياك والكذب …"
فنظر له بسام وهو يبتلع ريقه ثم رد قائلا " ماذا تريد مني ان اقول تحديدا ياعماه " فرد زبير "قصتك اخبرني بالتفاصيل التي تريدها منها وتخطي ماتريد ابقاؤه سراً ...
وبناء علي حديثك سأقرر إن كنت ستبقي معنا ام لا… "
سكت بسام مفكراً لدقائق ثم تحدث قائلا " أنا شاب كنت أعيش بمركز المدينة وجِئتُ الي البرية رغبةً في العيش بها …. وها أنا جالسٌ أمامك الآن"
نظر له زبير بملامح غير مقروءة ثم تحدث قائلاً بصوته الرخيم
" هل اعتقدت أني سأصدق هذا الحديث .... ؟ "
نظر له بسام وقد بدأ القلق يتسرب اليه ….
بينما استكمل زبير قائلاً " انظر يا فتي …. هناك قاعدة معروفة لدي العشائر التي تعيش في الأحراش …..أغلب من يعيشون بالمدينة لن يقدموا علي فعل متهور كدخول الأحراش وهم لا يعلمون ما قد يواجههم بالداخل ….. لذا إن أردت البقاء هنا فاصدقني الحديث …."
أطرق بسام برأسه لثواني ثم آثر السلامة قائلاً سأخبرك بالحقيقة ياعماه ولكن عدني ألا يعلم أحد بما سأقوله الآن .....
نظر زبير لبسام قائلاً " لك وعدي بذلك يا بسام …"
فتحدث بسام قائلاً " لقد نشأت بين عائلتي ولكنهم من القلة المتبقية من الفئة الارستقراطية في هذا المجتمع لازالوا يعيشون بمنازل فخمة نوعا ما ولايضطرون للصيد وغيره من الاعمال التي تقومون بها والتي تبدو بالنسبة لي غريبة مثل ما سمعته منذ قليل عن اكل الكانجرو واصطياد التماسيح وطبخها علي العشاء... ماهذا بالله عليك ؟ "
فقهقه الرجل ضاحكا ثم تحدث قائلا " انت مرفه حقا مثلما سمعت من الاطفال منذ قليل ثم استطرد وماسبب تركك لمكان كهذا ومجيئك للغابة …" فرد بسام امور تخصني "
فقال زبير " حسنا يمكنك البقاء لكن مايهمني الا تتسبب
في أي أذي لأحد هنا …"
رد بسام فَرِحاً " أشكرك يا زبير … لا تقلق لن أسبب أي أذي …..
لكن لي عندك طلب لاأريد ان يعلم أحد هنا أني لي صلة بطبقة العائلات الحاكمة وان تظل هذه القصة سرية معك"
فقهقه الرجل مجددا ثم قال له " انت لن تأخذ دقيقتين حتي يكتشفوا جميعا انك لم تتعرض للشقاء يوما هذا ان لم يكتشف آدم ذلك بالفعل "
كاد زبير ان يقوم من جلسته عندما تحدث بسام سريعا " رجاء لي طلب آخر منك يا زبير " فرد زبير " تفضل.."
فقال بسام " عندما كنت بين عائلتي كانت كل الاخبار مقطوعة عني فهل يمكنك ان تشرح لي الوضع بصورة تقريبية فقد صدِمتُ عندما وجدتُ بعض العائلات تعيش بداخل الغابة ... "
تنهد زبير ثم قال " انت بالطبع علي علم بقصة تلك الكارثة الطبيعية الغريبة التي اصابت العالم .."
فأومأ بسام برأسه ايجاباً ثم قال…..
"لكني أحب ان اسمعها منك ...فقال زبير قبل 100 عام كان العالم متقدم علميا وتكنولوجيا عن الآن فكان لديهم اجهزة غريبة و اضواء تضيء المكان بدون الحاجة للنيران ويقال انهم كانوا يستطيعون التحدث مع بعضهم البعض علي بعد مئات الامتار باستخدام اجهزة صغيرة ومعقدة وكان لديهم مصطلح لا اعلم ماهو يدعي الكهرباء
لكن قامت موجة من اشارات غريبة في الجو بضرب العالم كله مما ادي لتوقف كل تلك الاجهزة والآلات عن العمل…..
وعندما حاولوا تشغيلها من جديد قامت كل تلك الاشياء بتسميم البشر من حولها سممت الجميع فمنهم من مات بمرض قاتل ومنهم من تدمرت ادمغتهم تماما واصبحوا كالموتي لايميزون بين ابناء جنسهم وغيرهم
فان رأوك أمامهم قتلوك او فعلوا ما يؤذيك او حتي إلتهموك ....فاضطر حكام مدينتنا لحمايتنا من هذا العالم الذي تعرض لدمار شامل وذلك عن طريق عزلهم لنا تماما داخل حدود دولتنا وراء تلك الأسوار " ثم اشار الرجل لبسام علي أسوار المدينة التي تظهر قريبة من الضفة الاخري للنهر……
واستكمل زبير " ومن ثم حرموا استخدام كل تلك الآلات والتكنولوجيا التي كنا نتمتع بها وأحرقوها جميعا وألغوا مايدعي بالكهرباء وعادوا للعصور القديمة بلا تكنولوجيا او تقدم علمي كما كانوا سابقا بجانب انهم قاموا بقتل كل من تسمم او مرض بفعل تلك التكنولوجيا …..
وبالتالي خاف البقية من مجرد المحاولة للبحث في الكتب عن حل لتلك الأزمة وفضلوا التمسك بالحياة وما يضمن لهم المأوي والطعام والشراب وظللنا محتجزون داخل أسوار تلك البلاد لحمايتنا ومرت السنون وها نحن الآن كما كنا قبل مئة عام نسعي للمأوي والطعام وفقط …..
سكت زبير للحظات ثم استكمل قائلاً وقد بان الحزن علي ملامحه
"وكما تري ينقسم الناس حاليا ببلادنا لقسمين قسم يعتقد ان البشر لم يبق منهم بالخارج احد واننا الناجون الوحيدون والقسم الآخر يناضل علي أمل ان يخرج يوماً من تلك الأسوار ويجد ناجين آخرين…"
وعندما انتهي العم زبير من الحديث انتظر ان يخرج بسام من صمته لكن قبل ذلك جاءت سيدة في الاربعينات من عمرها ذات ملامح بسيطة وبشوشة لكن بالرغم من بشاشتها كان بها بعض الحزم وهي تحادث العم زبير قائلة …...
" أكرم ضيفك يازبير هل يصح ما تفعله تغرقان بالحديث دون إطعام الضيف " فضحك زبير ثم وجه حديثه الي بسام الذي تعلو وجهه علامات الدهشة من لهجة تلك المرأة في مخاطبة كبيرهم ومن استقبال العم زبير لطريقتها ببشاشة فقال له العم زبير " هذه روكا يابسام عالمي الخاص "
فارتفع حاجبا بسام في محاولة من عقله لاستيعاب صلة القرابة هذه
لكن روكا لم تمهله واستدركت قائلة …..
" مرحباً بك يا صغيري أدعي روكا زوجة زبير " فابتسم بسام لتلك المرأة الصغيرة التي أشعرته مجرد رؤياها بالراحة وشعر بفرحة حقيقية بكلمة صغيري تلك بالرغم من سنوات عمره التي قاربت الثلاثين
فقال العم زبير " أفهم من حديثك يا روكا ان الطعام جاهز فأجابته جاهز وننتظر منذ مدة ولم تأتيا فأتيت لاصطحابكما "
فقال زبير لبسام هيا بنا يافتي لا نريد إثارة غضبها فلن يعجبك ذلك
ضحك بسام وذهب معهم .........
إنقاد بسام خلف زبير وروكا الي الساحة الواسعة وقد وُضِع بها مائدة خشبية كبيرة الحجم ورُصَ حول تلك المائدة وسائد مثل تلك الموجودة بمنزله وقد تم وضعها أرضاً ومن الواضح انها صناعة يدوية…..
فقد كانت مكسية بجلود الحيوانات المختلفة منها ما تُرك بنفس لونه ومنها ما تم صباغته وإخفاء معالمه الاصلية
وتم رسم مختلف الرسومات عليها…….
قطع تأمل بسام شعلة نارية انفجرت من خلفه قائلة
وهي تتخطاه وتطيحه ارضا……...
ابتعد عن طريقي ياهذا ستخنقني روكا ان لم أضع الطعام بالاطباق حالا وبينما بسام ينفض ملابسه استمرت في الحديث قائلة ….
" هل رأيت روكا ؟ انها امرأة مستبدة وديكتاتورية صدقاً لا اعلم لمَّ اتحملها"
وبينما كانت تلك الفتاة مستمرة في الحديث كان بسام يحدجها بنظراته فقالت له "لا تخبرني أنك ستتحدث مثل آدم وتعطيها الحق ……"
فتح بسام فمه ليتحدث ولكن فريال أكملت " يا عيني عليك يا فريال لم يكد يمر ساعات علي ظهور الضيف الا وقد طبقته روكا ووضعته بجيبها والآن يوافقها الرأي كذلك…" حاول بسام الحديث مجدداً فسبقته فريال مرة أخري قائلة " ياحسرتي عليك يا فريال ليس لك حظ مع البشر"
فعلا صوت بسام هذه المرة قائلا " فريال روكا خلفك…"
أخذت المعلومة بعض الوقت للدخول لعقلها فجحظت عينا فريال وشحب وجهها وسألت " منذ متي..؟ "
فأجابت روكا " منذ أن كنتُ إمراة مستبدة " فاستدارت فريال وملامح الرعب بادية علي وجهها….
فتحدثت روكا قائلة " أصبحت مستبدة ديكتاتورية لأنني اقول لك ضعي الجزر قبل براعم البرسيم الحجازي …. كان يجب علي تركك لإفساد الطبخة ..؟ واستكملت روكا قائلة ….تعلمي الطهو اولا ثم تعالي وتحدثي بتلك الثقة هيا الي العمل "
فأسرعت فريال الخطي مبتعدة وهي تركل ماتقابله قدمها وتعلو علامات التذمر وجهها كالاطفال
فانفجر بسام ضاحكا بينما حركت روكا وجهها يمنة ويسرة مع ابتسامة خفيفة وهي تقول لبسام " إعتد علي هذا الصخب الذي تحدثه فريال فستراه كثيرا.." أكمل بسام ضحكه وودعته روكا منصرفة
لإحضار بقية الأطباق ......بينما أكمل بسام سيره باتجاه تلك الجلسة المعدة وذهب لاحدي الوسائد التي يبدو عليها انها مصنوعة من جلد الحمار الوحشي أعجبه تصميمها البديع فاختارها بسام ليجلس عليها…
وبعد قليل أتي آدم ومعه الاطفال وهم يتقافزون حوله …. وعندما رأوا بسام جالساً علي تلك الوسادة عم الصمت لدقائق…..
ثم هبَّ الاطفال كلهم حيث أسرع زيد بأخذ رمح آدم من علي ظهره وأخذت تالا سكين موضوع جانبا
بينما ريان أخذ عصي ملقاة أرضا وإياس أخذ المقلاة وعندما شحذ الاطفال أسلحتهم وجهوها صوب بسام …..
أغمض آدم عينيه وكأنه لايريد رؤية ماسيحدث……
تزامن هذا الحدث مع وصول العم زبير فصرخ بهم زبير متصنعاً الصرامة قائلاً " فليخفض الجميع أسلحته إنه ضيف جديد ولا يعلم النظام فاهدأوا قليلا "
فقال زيد وهو لازال رافعا سلاحه " فليقم اولاً "
فطلب العم زبير من بسام المندهش القيام
فقام بسام من مجلسه وجلس زيد مسرعا مكانه ...هلل الأطفال ورقصوا تعبيراً عن انتصارهم ملتفين حول زيد في جلسته
كل هذا وآدم يكتم ضحكاته … بينما زبير يحاول الشرح لبسام المذهول قائلا " تلك الوسادة هي أول وسادة يصنعها الأطفال بأيديهم ويجلسون عليها بالتبادل بينهم كلٌ له يومه في الجلوس عليها…..
ويُمنع أن يجلس عليها أي من الكبار فالجلوس عليها حسب قوانين الاطفال …….
والوحيد المسموح له غير الأطفال الأربعة بالجلوس عليها هو آدم فهو من علمهم طريقة صنعها……..
فنظر بسام لآدم ولازالت الدهشة تعلو وجهه قائلا " إصدقني القول هل تحاول صنع نسخ من شخصيتك الهمجية عن طريق هؤلاء الأطفال.."
فقهقه زبير بينما نظر له آدم نظرة لامبالاة ملوحاً بيده ثم غادر….:
تاركاً خلفه بسام يتفتت من الغيظ فقهقه العم زبير مجددا قائلاً لبسام
"هذا هو آدم لا يُظهر ما بداخله لكن قلبه نقي ستصبحان صديقان قريباً" فرد بسام " أنا وهذا الانسان الهمجي مستحيل…"
فجاء آدم من خلفه يحمل قِدر كبير للطعام من المعدن ووجه الحديث لبسام قائلا ….
" هل ستظل تتذمر كالأطفال أم ستساعدني لا بل حتي أن الأطفال لا يتذمرن كثيرا مثلك "
نظر له بسام نظرة غاضبة واتجه ليمسك قِدر الطعام معه وهو يقول
" كفي وناولني هذا القِدر"
فابتسم آدم ابتسامة جانبية لم يلحظها سوي زبير الذي انشرح قلبه لتلك الابتسامة وتحدث قائلاً " منذ متي وأنت تتنازل عن حذرك لتحضر أحدهم للعشيرة يا آدم …. أم أنه ذكرك بالماضي.... عاد زبير من أفكاره علي صوت الأطفال يتشاكسون فذهب إليهم ..."
في المساء بينما يجلس الجميع في المجلس وقد انتهوا من تناول الطعام علي ضوء النيران المشتعلة تقوم فريال ورفيف بحمل الأطباق الخشبية بينما توجههم روكا وزينب زوجة بهاء وهي أيضاً والدة فريال وزيد ومن الواضح عليها منذ جلست معهم علي العشاء انها إمرأة تحب الترتيب والدقة ببساطة سيدة رائعة " ولكن بسام قد لاحظ وجود توتر بينها وبين فريال فهناك ماهو خاطيء في علاقتهما كأم وابنتها لكنه لم يستطع تبين ماهيته .....
نظر بسام لهذا الجمع فلقد تعرف علي بعض من هذه الأسر…
العم زبير زوج روكا وبالرغم من عدم انجابهم لكنه لاحظ حنانهما الطاغي علي الجميع من حولهم …...
ظل بسام غارقاً بأفكاره ليحفظ أسماء بقية أفراد العيرة وعدمى: ……
ثم استدار لزيد الجالس علي يمينه وقال " له قم لتساعد أختك بحمل الاطباق يا فتي … "
فضحك زيد قائلا انها ليست اختي بل أخت إياس فاستدار بسام لإياس الجالس علي يساره قائلا " قم لتساعد اختك يا إياس"
فنظر له إياس ثم ضحك …. قائلا " انها ليست اختي بل اخت زيد"
فضيق بسام عينيه شاعرا أنه وقع بمكيدة هؤلاء الصغار وما لبس أن سمع قهقهة الصغيرين بجانبه …..
لكن بدلاً من غضبه عليهم راقبهم وهم فرحين يتشاركون الضحكات ثم شرد مجددا وهو يتأمل ما أحدثه بداخله التجمع مع هؤلاء الناس فهذا الجمع من حوله من رجال ونساء واطفال وشباب كلهم مجتمعين يكسو ملامحهم الفرحة والرضا ……
وجود بسام معهم في هذا التجمع أشعل بداخله شعور بالدفء لم يشعر به سابقاً …. مما جعل بسام يتساءل…..
هل كان الجليد بداخله متأصل لتلك الدرجة….؟
هل كان شوقه لأي تجمع إنساني من حوله قوي لدرجة أن بعض الضحكات والمداعبات البسيطة من حوله جعلته يشعر بتلك المشاعر الرائعة......
أخرج نداء آدم بسام من شروده وهو يقول له
" تعالي يابسام لأريك مكان إقامتك "
تتبع بسام آدم والذي قاده لكوخ خشبي مكون من طابقين متباعد إلي حد ما عن بقية الأكواخ
وقال له "هذا سيكون منزلك منذ الآن.."
فساله بسام "هل هذا منزل أحد ما ...؟ أم أنه لديكم كوخ للضيوف…."
فرد آدم " لا يا خفيف الظل لمَّ سنصنع كوخاً للضيوف من الأساس ما هذه الرفاهية …"
واستكمل آدم " إنه منزل رفيف مهجور منذ سنوات وعندما سمعتني أحادث العم زبير بأمر مبيتك بمنزلي حتي تبني لنفسك واحداً
….عرضت علينا استعمال منزلها فهي ليست بحاجة له.."
فتساءل بسام وعلامات التعجب واضحة علي وجهه
" ليست بحاجة له إذاً أين ستبيت..؟ "
رد آدم اثناء إنشغاله بتحريك كرسي خشبي ليجلس عليه
قائلاً " رفيف والدتها توفيت وهي لاتزال طفلة بينما والدها توفا منذ عدة سنوات لذلك تعيش الآن مع عمها فياض وزوجته ناهد وابنهما ريان … هل ارتحت الآن …"
فرد بسام وهو متجه لآدم " آآآه حسناً لقد فهمت …"
ثم قام بجذب آدم من ملابسه قائلا " حسناً بمَّ أنه منزلي الآن فاذهب من هنا انا بحاجة للنوم فقد كان يوما عصيبا "
وعندما وصلا إلى الباب أفلت آدم ذراعه من يد بسام ثم استدار نصف استدارة قائلا " سأتغاضي عن قلة تهذيبك في التعامل معي اليوم لأنك تعتبر لازلت ضيف….
لكن احذر أثناء تعاملك معي لاحقاً أتفهمني ياصغير الدرفيل ؟ وداعا…"
فنظر بسام في أثره مبهوتا ثم قال هل هو الوحيد الذي يحق له ان يتعامل بجلافة …! وما صغير الدرفيل تلك …. هل أنا درفيل …! "
..............................
في صباح اليوم التالي :
استيقظ بسام علي صوت صراخ مجموعة من الفتيات يتشاجرن معاً وميز من بينهم صوت رفيف وفريال
هب من سريره مسرعا متجها لمصدر الصوت...
وعندما خرج من باب المنزل رأي فتاة بشرتها خمرية عينيها عسليتان باوائل الثلاثينات فكانت الفتاة ترتدي بنطال ذو تصميم نسائي اسود وقميص رصاصي وهو الذي منذ اتي الي هنا لم يري مثل هذه الملابس حتي اعتقد انها انقرضت فجميع النساء يرتدين التنانير والفساتين بتصميمات يدوية بسيطة للغاية…..
أفاقه من تأمله لتلك الفتاة صراخ كائن آخر بجانبها وعندما توجه ببصره لمصدر الصوت اكتشف ان مصدره فتاة مراهقة كانت خصلات شعرها بين براثن الفتاة ذات البنطال
وقد كانت الصغيرة فتاة شقراء تبدو بالتاسعة عشر من عمرها .....
ظلت المراهقة تصيح بذات البنطال قائلة ...
" إتركيني يا سوفانا ولن افعلها مجددا ....
اتركي شعري ستقتلعيه بين يديك ارتكيني والا ساخبر آدم ونحن بالقرب من منزله بالفعل سأصرخ مناديةً له ...."
فردت سوفان عليها قائلة " لا تتعبي نفسك يا آيلا ف أنا من ستخبر آدم بأفعالك هذه المرة ليتصرف معك بمَّ أنه لا يحب ان يَمَسَك احد بسوء…"
فردت آيلا قائلة "وما هذا الذي تفعليه الآن ..؟ "
فأجابتها سوفانا " لا هذا ليس بسوء من الواضح أن عقلك الصغير لم يستطع إستيعاب ماكنت سأفعله بك لولا انك تحت حماية آدم ......."
بترت سوفانا جملتها الأخيرة بسبب هبوب عاصفة هوجاء من خلفها ......
فلقد ظهرت فتاة من العدم وأمسكت بشعر سوفانا بكل قوتها
وحدثتها والجنون يتراقص من عينيها قائلة "إتركي أختي حالاً ياسوفانا لئلا تندمي علي فعلتك تلك…"
فتحدثت سوفانا بهدوء مخاطبة إياها قائلة "ماذا تفعلين يا ألمي إتركيني.."
وقد كانت ألمي تلك تبدو للناظر لها فتاة في ربيعها السادس والعشرين و شقراء كثيرة الشبه بأختها الصغري آيلا
ونظر بسام من حوله محاولاً العثور علي فريال ورفيف ليساعدانه في فض هذا الاشتباك فرآهما قادمتان من بعيد ركضاً
وعندما وصلا إليهما .....
اتجهت رفيف الي سوفانا قائلة "سوفانا إتركي آيلا ماذا تفعلين هل جننت ..... اتركيها حالا لقد اصبحت ردود افعالك مبالغ بها كثيرا فمهما كانت مافعلته آيلا مؤكد لا يستحق ما تفعلينه الآن….."
بينما فريال تحاول إثناء ألمي عن فكرة قص شعر سوفانا كاملاً
فقد كانت ألمي تحكم الإمساك بشعر سوفانا بيد وبالأخري تبحث عن المقص بجيوبها
وعندما وجدته صرخت بها فريال " ماذا تفعلين يا ألمي أفيقي أنت تعلمين أن سوفانا مهما بلغ تهورها فلن تؤذي آيلا "
واستكملت قائلة .." إهدئي أعلم أنك لا تطيقين لها الأذي وأعلم أنك تأخذين حمايتها علي عاتقك منذ وفاة والديكما ولكن ليس عن طريق المبالغة بردود أفعالك بتلك الصورة اهدئي يا ألمي رجاءا "
وبالجهة الأخري كانت آيلا قد بدأت بهستيريا بكاء وامتنعت سوفانا عن الحديث ولازالت تحكم قبضتها حول شعر آيلا
ورفيف تنظر لكل هذا وقد اُسقط في يدها ولم تعد هي وفريال تدريان ما العمل……...
فجربت رفيف آخر محاولاتها وهي الصراخ باسم آدم علي أمل أن يكون متواجداً بالمنزل بهذا الوقت…...
ونادته فريال معها لكن لا مجيب … فنادتاه ثانية بينما سوفانا وألمي ينتظرانه ولم يتزحزحا من أماكنهم
وفي النداء الثالث رد آدم من داخل منزله قائلا وقد كان في طريقه لإلقاء نظرة من النافذة "ما كل هذه الجلبة يا رفيف….؟ "
صرخت به رفيف قائلة " إنزل حاااااالاااا الي هنا "
وبمجرد إنهاء رفيف لجملتها كان آدم يخرج من باب بيته مسرعا
فتجمد لثواني علي هذا المشهد ثم تحرك باتجاههم قائلا لألمي بهدوء
" إتركي شعر سوفانا يا ألمي .." فردت ألمي قائلة " إجعلها تترك شعر اختي أولا…"
فأعاد آدم جملته مجددا وقد نفد صبره " إتركي شعر سوفانا يا ألمي" فتركت ألمي شعرها علي مضض…...
بينما تحدث آدم آمرا سوفانا إتركي شعر آيلا يا سوفانا
بادلته سوفانا النظر بنظرة صقيعية ثم قالت " لن أرضي باقل من عقاب لها عما فعلته " ثم تركتها منصرفة بينما المسكينة آيلا
والتي بمجرد ان تركتها سوفانا جلست علي الارض تبكي....فراقب آدم سوفانا وهي ترحل بينما صاحت ألمي قائلة
"لن ترحلي قبل ان أعلم ماذا فعلت لك اختي الصغري لتسحبيها هكذا.."
فتحدث آدم قائلا: كفي يا ألمي انا سأفهم من سوفانا ما حدث لاحقا اتركيها لترحل الآن…"
بينما نزل علي ركبيته ليحادث تلك المراهقة التي تبكيي كطفلة قائلا..
" كفي يا صغيرة الأكيد أنك من شاكستيها فتوقفي عن البكاء…."
فقالت له آيلا .." لم أفعل لها شيئاً…." وانخرطت في البكاء مجدداً
فرد آدم قائلاً "حسناً ولكن توقفي عن البكاء كالأطفال أيتها المدللة فقد كبرتِ الآن ولم تعودي تلك الطفلة الصغيرة
هيا اذهبي مع اختك العاقلة ....." ثم توقف ونظر لأختها قائلاً " لا أختك الكبيرة لم تعد عاقلة... ماهذا الذي فعلتيه يا ألمي...؟ "
فردت ألمي قائلة " أنت تعلم يا آدم عندما يكون الأمر متعلقاً بآيلا لا يتبقي ذرة عقل لدي مابالك إن رأيتُ مصادفة من نافذة المطبخ سوفانا تجرها من شعرها بينما آيلا تصرخ…."
فرد آدم عليها مستهجناً " بالمقص يا ألمي...؟ "
فانفجرا هما الاثنان في الضحك ثم قال آدم "خذيها الآن واذهبا وأنا سأحادث سوفانا لاحقاً…."
وأثناء مراقبة آدم لانصراف الأختين سمع همهمات بجانبه فاستدار لمصدر الصوت فإذ به يجد رفيف وفريدة تحشر كل منهما فمها بأذن الأخري .....
فانتظر آدم قليلا لعلهما يلحظانه ولكن هيهات …..
فصاح بهما آدم قائلاً " ماذا... ما كل هذه الهمهمة "
فانتفضتا الاثنتان من صراخه ....ثم تحدثت رفيف قائلة " صديقك يبدو أنه تم تثبيته بمسامير وهو يراقب فقرة السيرك التي قدمناها منذ قليل.."
نظر آدم لحيث تشير رفيف ....فوجد بسام يقف عند باب منزله وفمه متدلي كالأبله يكاد يقبل الارض ..... فذهب إليه آدم وهو يحاول كتم ضحكاته من مظهره حتي وصل أمامه
فحدثه قائلا " هااااااي بسام هل لازلت معنا في هذا العالم…"
فنظر له بسام مدهوشاً وابتسامة بلهاء تزين وجهه ثم أخذت تلك الابتسامة في الاتساع حتي تحولت الي قهقهات عالية…….
الي أن أخذ يسعل من شدة الضحك قائلاً….
" بالله عليك ...ما هذا الذي حدث للتو ..؟ "
.....................................
داخل جدران أحد المنازل الخشبية بمركز المدينة
كانت تحاول فتاة هزيلة النهوض من موضع جلوسها أرضاً بأحد أركان هذا المنزل البالي مقاومة تشوش الرؤية لديها بصعوبة
محاولةً الوصول لأخيها الجالس هو الآخر أرضاً بأحد الأركان وقد غرق في النوم من شدة التعب والجوع….
استطاعت الفتاة الوصول اليه وحاولت ايقاظه منادية عليه
قائلة " تليد....أخي رجاءا استيقظ "
وبعد محاولات عدة لم يُبدي فيها تليد أي ردة فعل
أخذت بالصراخ به فَزِعة "لا لا لن أستطيع التحمل تليد..
إستيقظ يا تليد هياااا.."
هب أخيها فزعا من صراخها ظناً منه أن مكروهاً أصابها
لكنه وجدها تبكي بحرقة وعندما هدأت قليلاً حاول فَهم ماحدث وماسبب هذا الصراخ والبكاء….
فحادثته من بين شهقاتها التي خفتت
قائلة " لقد حاولت إيقاظك العديد والعديد من المرات وعندما فشلت بذلك ولم تبدر منك أي ردة فعل …..
فزعت ظناً مني أنك ذهبت وتركتني وحيدة كوالدينا…."
فنظر إليها تليد مطولًا ثم إنفجر ضاحكاً " أين سأذهب وأتركك يا حمقاء فأنت قدري البائس…"
فردت عليه قائلة "هل تدعوني أنا الأميرة لياء بالقدر البائس...؟ "
فزادت جملتها تلك من قهقهاته مجددا ثم حادثها متسائلا
" وماذا كانت تريد مني صاحبة السمو ؟ "
فنظرت لياء للأرض متحرجة ثم حادثته وقد خفتت نبرة صوتها
" بصراحة يا تليد لن أستطيع الصمود بدون طعام ولا يوم آخر بعد
فنحن منذ ثلاثة أيام لم يدخل أجوافنا الطعام ولولا المياه التي تملؤها من البحيرة البعيدة لما توفر لنا الشراب كذلك…."
فرد عليها أخيها " أعلم يا لياء ...أعلم يا عزيزتي
حسنا سأذهب للخارج محاولا الحصول علي ..
أي شيء صالح للأكل ابقي أنت هنا الآن "
وخرج تليد تاركاً أخته من خلفه تستند من التعب علي أحد الجدران الخشبية لهذا المنزل العتيق ولكنه بالٍ فقد كان منزل خشبي صغير أرضيته الخشبية تصدر صريرا عند التحرك عليها….
وأخشابه بالية حتي أن سقفه كان مهترئا مليء بالفتحات ولولا ان موسم الأمطار انتهي الآن لكانوا يعانون من الجوع والسيول التي تغرق رؤوسهم…...
وكانت لياء وهي تستند علي جداره بإحدي الأركان تشكل لوحة فنية مع جدران هذا المنزل
فقد كانت فتاة في الرابعة والعشرون من عمرها شديدة النحافة وجهها أبيض كبياض الثلج يظهر عليه الإعياء ….
شعرها أسود كالليل طويل كطوله ملتف حول نفسه في لفائف عدة ومنسدل حول رأسها المرتمية علي الجدار .........
أما أخيها تليد فقد كان يحادث نفسه أثناء إتجاهه صوب السوق
لم أفعلها منذ وفاة والدينا فلأقم بها تلك المرة من أجل لياء التي تتضور جوعاً في المنزل ……
ثم اتجه الي أحد الأزقة وانحني قليلاً متخفياً بين العربات في السوق ثم سار بخفة حتي وصل لإحدي العربات التي تبيع الفواكه وسحب أحد أكياس التفاح المعبأ
وأخذه وهرول سريعا عائدا للمنزل...
وفي اثناء سيره عائدا للمنزل استوقفه وجود وجه مألوف نائم علي أحد الأرصفة فتوجه إليه و ألقي عليه بتفاحة قائلا " أنت يا فتي إستقيظ فلا نريد ان نسمع خبر وفاتك جوعاً يوما ما.."
رفع الفتي بصره إليه ثم ابتسم ابتسامة ساخرة وقد بدأ بالتهام التفاحة التي ألقاها له تليد قائلا " أتعلم يا تليد لقد كسرت ُرقماً قياسياً جديداً فأنا لم أتناول الطعام منذ خمسة ايام…"
فنزل إليه تليد علي ركبتيه ثم حادثه قائلا "هل جرعة الكآبة عالية اليوم أم أن هذا من وهم خيالي...؟ "
لمَّ كل هذه الكآبة يا براء فأنت لازلت في الخامسة عشر من عمرك يا فتي…."
فضل براء الاستمرار بالتهام التفاحة ولم يجبه
فأخرج تليد تفاحة أخري وأعطاها لبراء قائلا " أعطِها للعمة نعيمة فلن أنسي لها أبداً مساعدتها لنا أنا وأختي عندما كنا صغار…"
إهتزت حدقتا براء قليلاً ثم أجابه قائلاً "أبقي التفاحة لك فالعمة نعيمة ماتت منذ يومين من الجوع فعمرها وصحتها لم يتحملا.."
تلقي تليد الخبر كالمطرقة التي هوت علي قلبه وأخذ يقاوم هذا الحزن الذي أصابه دون أن يظهر شيء علي ملامحه كما اعتاد دائما ....
ومن ثم أدخل التفاحة مع أخواتها واستقام مودعاً
براء متجها للمنزل......."
……………...
فُتِحَ باب المنزل فجأة ودخل منه أخيها…. أجل لقد كان أخيها فمن السهل عليها تمييز ملامحه من وسط تلك الغشاوة التي تحجب الرؤية عنها فهما شديدا الشبه ببعضهما ……
نفس البشرة الجليدية الشاحبة مع اختلاف أنه أطول منها بالكثير ذا أكتاف عريضة وشعره ذو اللفائف أقصر من شعرها كثيرا فلفائف شعره تتعدي أذناه بالقليل ويعقصها دائما فوق رأسه ….
إلا أن فرق السنوات بينهما بدأ يُضفي بصمته….
ف تليد في الثلاثينات من عمره…...
عندما رآها تليد تنهت وأنفاسها غير منتظمة هُرِع إليها
وأخذ يساعدها ويهدئها لتستطيع تنظيم أنفاسها مجدداً وأحضر بعض المياه التي نثرها علي وجهها لعلها تستفيق قليلا…...
ثم ساعدها علي شرب الماء وتناول بضع قضمات من التفاح
وبعد مرور القليل من الوقت بدأت لياء تتحسن رويدا رويدا
وتعود لها طاقتها ..........
حدثها تليد وهو يلتهم تفاحته قائلا " لياء أنا سأذهب للعمل بالمناجم.."
صاحت به لياء عند سماعها جملته قائلة " ماذا لا هذا الحل مرفوض تماما…."
فحادثها بتعقل قائلا "إن كنت خائفة علي أن أموت في المناجم كوالدينا ف إن بقينا أنا وأنت نعمل في المزارع فسنموت جوعي بعد تخفيضهم للأجور ….. فقد بدأنا العمل هناك وقد كانت الأجور سلة خضروات يوميا ولفافة لحم أسبوعيا للفرد واستمروا بتخفيض الأجر
حتي وصلنا إلي ما آل اليه حالنا اليوم فالأجر في المزارع أصبح سلة خضروات كل ثلاثة أيام للفرد الواحد وفي بعض الأحيان تذهب اليهم فيخبروك انهم اكتفوا من العمالة اليوم ولا يريدون المزيد كما حدث معنا هذا الأسبوع…..
لن أنتظر أن يموت أحدنا جوعاً يوماً ما فلم يعد أجرنا نحن الاثنان كافيا ليبقينا علي قيد الحياة…."
فنظرت لياء للأرض صامتة ثم بدأت دموعها في الانهمار قائلة
" حسنا فلأذهب معك حتي ان متنا باحدي المرات وانهار علينا المنجم نمت سوياً فأنت تعلم أنني بمفردي لن أستطيع حماية نفسي ليوم واحد.."
نظر اليها تليد نظرة تشع دفء ثم رد قائلا " لا ابقي لتعملي بالمزارع فأنت لن تتحملي العمل بالمناجم لبضعة أيام…...
فالعمل هناك شاق ولكن أجرها كافٍ لتوفير قوت يومنا…"
ومن ثم حاول تليد استرضاء أخته وكأنها طفلة قائلا " لياء سأكون بخير"
فنظرت له لياء ولازالت غمامة الدموع تغشي عينيها "أتعدني...؟ "
فأجابها " أعدك…" ثم استكمل مغيرا الحديث
" لياء لقد تناولت التفاح بأكمله يا فتاة ما هذا ......."
فنظرت له لياء بطارف عينها قائلة "لقد كنت جائعة "
حدق الاثنان ببعضهما قليلاً ثم انفجرا في الضحك .............


انتهي الفصل #




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-07-20 الساعة 01:10 PM
لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 14-06-20, 06:53 AM   #4

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أهلاً بك ..... سعيدة بتواجدي بينكم
شكرا لك
بالنسبة لكلمة فانتازيا فالرواية حبكتها من البداية للنهاية رومانسي اجتماعي بامتياز وسيظهر هذا مع توالي الفصول باذن الله ... المقصود بفانتازيا هنا تصنيف فرعي ليس أكثر فالرواية تدور أحداثها الرومانسية بعالم خيالي تماما يستند علي المنطق في الاحداث ولكنه من وحي خيالي الخاص


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 15-06-20, 11:34 AM   #5

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروووك الرواية الجديدة تسلم اديكي
حبيييت كتييييير بس الاشخاص كتير بدهم شوي وقت لنحفظهم 😍😍😍


Duaa abudalu غير متواجد حالياً  
قديم 15-06-20, 02:09 PM   #6

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa abudalu مشاهدة المشاركة
الف مبروووك الرواية الجديدة تسلم اديكي
حبيييت كتييييير بس الاشخاص كتير بدهم شوي وقت لنحفظهم 😍😍😍
اهلا بك يا غالية قبل كل شيء احببت شكرك علي اهتمامك والتعليق فمنذ أنزلت الفصل قام قلة مشكورين بابداء آراءهم علي الخاص بينما اكتفي الغالبية بالمشاهدة

مع ان سببي الاساسي لتنزيل الرواية هو رغبتي بسماع اراء القراء المختلفة للاستفادة منها

وبالنسبة للشخصيات وكثرتها ماتقلقيش بداية من الفصل القادم باذن الله حتبدا الشخصيات تتفصل ونتبحر جوا كل شخصية مستقلة


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 07:43 AM   #7

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 مابين عينيك والبرية *حصرية*

"الفصل الثاني "


يهرول خلفها مناديا
" سوفاااااانااااا تعالي الي هنا وأخبريني لمَ فعلتِ ما فعلتيه مع آيلا
لقد تجنبت التحدث معك أمامهم إحتراماً لك وللعشرة القديمة "
لكن حسابك معي عسير أنت تعلمين ان آيلا خط أحمر توقفي عن الهرب ولنتحدث "
ردت عليه أثناء هرولتها " ابتعد عني يا آدم أنت تعلم أني لا أهرب
فقط أحتاج أن أبقي بمفردي لذا ابتعد رجاءا "
رد مسرعا " سوفانا توقفي عن تلك الحماقات لنتحدث فمنذ أن لمحتني قادماً نحوك إنطلقتِ ركضاً فلم أستطع الحديث ….لذا توقفي أولا عن الركض بالغابة فأنت تجهلين طرقها ومن المؤكد ستؤذين نفسك ولنتحدث بهدوء"
لكن سوفانا إمتنعت عن الرد عليه وفضلت الصمت
وفي أثناء هرولة آدم خلفها تنبه آدم الي وجهة سوفانا وبالاستناد لخريطة الأحراش بذهنه
فقام آدم بالابتعاد واتجه بطريقٍ آخر غير طريق سوفانا
وبينما سوفانا منغمسة بالركض وجدت قدميها تنزلقان علي منحدرٍ ما
ونظرت خلفها فلم تجد آدم نادته بعلو صوتها فلا مجيب…..
حاولت ايقاف نفسها من الانزلاق علي المنحدر ولكن الأعشاب النامية علي أرضية المنحدر كانت تساعد في انزلاقها بسرعة أكبر تحديدا مع زيادة الانحدار بمرور الوقت … فحاولت استشفاف مايوجد بنهاية المنحدر ولكنها لم تستطع تبين ما بنهايته
ومع انزلاقها سريعا وباقتراب نهاية المنحدر تبين لسوفانا وضعها الحقيقي فبحثت سريعا حولها حتي تشبثت بآخر لحظة بنبات متوسط الطول كان ناميا عند نهاية المنحدر
وبانتهاء جولة التزحلق التي قامت بها سوفانا كانت النتيجة ان جسدها أصبح معلقاً بالهواء ولازالت متشبثة بإحدي يديها بهذا النبات النامي وظلت محافظة علي هدوئها وهي تراقب جذور النبات التي بدأت تُقتلع من الأرض …..
إقتُلِع النبات بالكامل وقد سبقَ النبات سوفانا سقوطا من أعلي المنحدر …. بينما سوفانا أغمضت عينيها وهي بالهواء وأخذت زفيراً ومن ثم نظرت للأعلي
وحدثته بكل هدوء قائلة " لمَ تأخرت ؟ "
نظر إليها آدم وهو يتصبب عرقاً نظرة ألجمت لسانها ثم سحب ذراعها الذي يمسكه ورفعها حتي استقرت أرضاً
ومن ثم ارتمي علي الأرض يلتقط أنفاسه بينما سقطت سوفانا أرضا جالسة………...
وظل الصمت رفيقهم لعدة دقائق لا يقطعه الا صوت تنفسهم العالي
وكانت سوفانا هي أول من تحدث قائلة " شكرا يا آدم لم تخيب ظني بك"
وإرتقبت سوفانا منتظرة أن يأتيها الرد من آدم ولكن لاشيء
فتحدثت في محاولة أخري قائلة " آدم يكفي لهو الأطفال هذا نحن نعرف بعضنا منذ ستة عشر عاما من قبل حتي أن تأتي للعشيرة هنا
قاتلنا بجانب بعضنا العديد من المرات في الشوارع حميتَ ظهري وحمتُ ظهرك فلا تعاملني الآن بتلك الطريقة ……"
إنتظرت سوفانا رده وهذه المرة كانت يائسة من سماعه …..
لكنه خيب ظنها وتحدث وقد كان صوته أجش قادما من البعيد وهو يقول " سوفانا أنت قلتيها نحن أصدقاء منذ ستة عشر عاماً أوَ تعلمين لطالما كنت هادئة تتحلين بالاخلاق والمُثُل وحتي بقتال الشوارع وفي أسوأ اللحظات بحياتك كنت تقاتلين لتحمي نفسك وتحصلي علي قوت يومك بكل نبل ….. لكن اليوم حالة انهيارك تلك ليست من شيمك وكانت قريبة الشبه بردة فعلك قبل بضعة سنوات عندما كنا بأحد شوارع مركز المدينة
وقمتِ بجرح أحدهم بسكين يومها ……..
وكأن شبح الجنون الذي تلبسك يومها هو نفسه الذي تلبسك اليوم
فهل من توضيح ؟ "
صمتت سوفانا قليلا ثم حدثته قائلة " آدم…. ماذا تعلم عن والداي"
تعجب آدم لتغير مجري الحديث لكنه رد قائلا " لم تخبريني الكثير عنهما فقط أنهما توفيا بحادثة وأنت نجوت منها "
ردت سوفانا صحيح فقد إلتهمت النيران أبواي وأخي الصغير ذو الحادية عشر عاما وتركتهم خلفي وخرجت من المنزل ركضا بينما هم لم يستطيعوا الخروج كنت يومها بالرابعة عشر من عمري ….
ولم يتبقي لي ليذكرني بهم سوي قلادة أهداها الي أبي كنت أضعها حول رقبتي يومها ومعطف أمي الذي قامت بلفه حولي ليحميني من ألسنة اللهب ……"
ومع تلك العبارة بدأت دموع سوفانا بالهطول فاستقام آدم جالسا مشدوهاً من بكائها ولم يدري ما العمل ولكن كل ما يعرفه أن سوفان بحاجة لاخراج ما تخبئه خلف قناعها الهاديء فتركها تبكي وانتظر بصبر حتي تنتهي ………..
وعندما أفرغت كل ما بداخلها سألها " هل بتِ أفضل الآن ؟ "
أومأت برأسها
فاستكمل حديثه " هل من الممكن أن أفهم سبب ذِكر والديك الآن أم أنه كان استكمالا لوصلة النكد لا أكثر ؟ "
فنظرت إليه سوفانا قليلا وذمت شفتيها ثم قذفته بما طالته يداها وقد كان حجرا صغيراً فابتعد آدم عن مرمي الحجر مقهقهاً
ثم تحدث وابتسامة بلاستيكية مرتسمة علي ثغره قائلاً " أنتظر إجابة "
فردت عليه سوفانا ببرود " لا لم يكن استكمالا لوصلة النكد يا خفيف الظل ……
يوم جرحت الفتي بسكين في مركز المدينة كان ذلك لأنه حاول سرقة القلادة التي اهداها لي ابي "
واليوم عندما خرجت عن صوابي وجررت آيلا من شعرها كان لأنها أخذت معطف والدتي من ورائي واثناء ارتدائها له انقطع منه جزء
لكنني معترفة أني بالغت قليلاً فلم تستحق الصغيرة مني ما فعلته….
ثم استكملت سوفانا "سأذهب لأسترضيها هل أنت آتٍ معي ؟ "
رد آدم " لا إذهبي بمفردك وانا سألحق بك "
فأومأت سوفانا برأسها واستدارت راحلة
فهتف آدم من خلفها ونبرة الشقاوة قد عادت لصوته " هل ستستطيعين العودة للعشيرة ؟ "
ردت سوفانا : لست خفيف الظل يا آدم صدقني وداعاً
ابتسم آدم وقام من مجلسه متجها للمنحدر حتي جلس علي حافته وأمامه الفضاء بينما الهواء العليل يضرب وجهه
وحدث نفسه قائلاً " إنه ليوم سعدك يا آدم تستيقظ علي رؤية وجهها البهي وعند اعتقادك أن تهورها سيفقدك اياها للابد يحدث العكس ….
و تتنازل البندقة عن كل حصونها وتبكي أمامك وتحادثك عن أوجاعها كل هذا دفعة واحدة …"
وااااااااهٍ يا بندقتي لقد شككتُ للحظات أني لازلت بأحد أحلامي التي تخصك ……. كيف سيتحمل قلبي العليل قربك يا بندقة
فقد بات طَمِعاً بالمزيد من تقاربك …………….
…………………………..
تحت آشعة الشمس التي أوشكت علي الغروب
تقف رفيف مع زوجة عمها ناهد وألمي ملتفين حول القِدر الذي يُطهي فيه طعام العشاء
وفجأة تنادي رفيف وألمي بعلو صوتيهما " روووووكاااااا لقد احترق العشااااء…"
فتنهي ناهد ما تفعله ثم تنظر اليهم قائلة " لا لن تنطلي نفس الخدعة عليها مجددا فقد فعلتماها كثيرا لا تحاولا حتي …"
ولكنها تُفاجأ بصوت روكا قادمة من خلفها مصعوقة تسألها
"هل حقا احترق ياناهد ؟ "
فتجيب ناهد وهي ترمق الفتاتان بنظرات غاضبة
" لا لم يحترق تعالي وشاهدي بنفسك "
….. وصلت روكا للقِدر فنظرت إليه ثم نظرت للبنتين وناهد ثم أعادت النظر للقِدرَ مجددا……..
عند هذه النقطة لم تستطع الفتاتان التحمل وانفجرا بالضحك علي ردة فعل روكا ………..
فنظرت روكا للفتاتان نظرة تقدح شررا ثم تحدثت قائلة
"نفس الخدعة مجددا .."
فتحدثت رفيف من بين ضحكاتها "صدقيني لم أتوقع أن تنطلي تلك الحيلة عليك مطلقا …" ثم ذهبت لاحتضان روكا الغاضبة
وتبعتها ألمي متجهة لروكا قائلة " نمزح معك ياروكا بينما أكملت فأنت تعلمين كم نحِبك أليس كذلك " وقاما الاثنتان بتقبيلها عدة قبلات فكاهية واخذتا تشاكسانها ولم يتركاها حتي علت قهقهاتها
علي تلك المشاكسات……..
نظرت ناهد نظرة سعيدة بهذا الدفء الذي تراه فالفتاتان تحضنان روكا بينما روكا تعلو قهقهاتها ….. ثم تحدثت قائلة
" أكره مقاطعة مشاعركم الفياضة لكني بحاجة لبعض المساعدة هنا فالقِدر ثقيل "
ذهبت الفتاتان لمساعدتها والبسمة لاتزال تزين ثغريهما ……
عادت سوفانا من الغابة ……… وتحدثت من خلفهم وقد ارتسمت ملامح البؤس علي وجهها "أستشف مما رأيت وأنا قادمة من البعيد أنني ليس لي نصيب من هذا الحنان الطاغي الذي تغدقه روكا عليكما…."
ثم أكملت قائلة " نسيتيني يا روكا وشغلك هاتان الاثنتان عني "
وأشارت الي رفيف وألمي فرسمت رفيف ملامح البراءة علي وجهها بينما انعقد حاجبا ألمي في ضيق…..
فردت روكا " وكيف أنسي سكرتي تعالي الي هنا "
وذهبت روكا اليها واحتضنتها فارتمت سوفانا بأحضانها ………..
……………...
ذهبت روكا وناهد للإشراف علي إعداد الجلسة للطعام بينما تبقي الثلاث فتيات فبادرت سوفانا بالحديث قائلة " أعتذر منك يا ألمي
وأحتاج لمساعدتك أنت ورفيف وفريال لاسترضاء آيلا
فهي قد فعلت ما ضايقني ولكني أعترف أن ردة فعلي كانت مبالغة "
فأجابتها ألمي وقد بدأت ملامح وجهها تلين " يبدو ان الجري بالغابة قد أعادك لرشدك فقد لمحتك ذاهبة….."
ردت سوفانا وقد أدركت أنها بحاجة لبعض الابتزاز العاطفي
" لا ليس الركض بل السقوط من فوق المنحدرات …."
تساءل رفيف وألمي وعلامات القلق بادية علي وجهيهما
" أي منحدر وكيف سقطتِ ..؟ "
أسرعت سوفانا بطمأنتهما قائلة " لم أسقط لحقني آدم باللحظة الأخيرة "
فتنفس الاثنتان الصعداء…..
أمسكت ألمي ببعض الاطباق وأعطتها لسوفانا قائلة " بعد العشاء نري كيف سنصلح بينك أنت وآيلا أما الآن فأنهي مالديك من أعمال "
ثم ضربتها علي مؤخرة رأسها وذهبت مبتعدة بينما شرعت رفيف وسوفانا بتجهيز أطباق الحساء وهما تتشاكسان كعادتهما ………
…………………………
مساء وبعدما انتهي الجميع من تناول الطعام اجتمعت الفتيات بمنزل ألمي وآيلا……..
كانت رفيف وفريال منشغلات بشرب العصير بينما ألمي تراقب بطارف عينها مايحدث مدعية الانشغال بتحضير أماكن النوم
بينما كانت سوفانا وآيلا جالستان تحدقان ببعضهما البعض وكأن كل منهما لا تري الأخري من الاساس
كتمت ألمي ضحكاتها علي هذا المظهر ثم ذهبت لتلكز سوفانا دون أن يلحظ أحد قائلة " ماذا أيتها العاقلة ألم تقولي دعوا الأمر لي هيا …"
همت سوفانا بالرد عليها لكن قاطعهم صوت آيلا قائلة " لقد اقتلعت نصف شعري بقبضتك الحديدية تلك …"
وجهت سوفانا نظراتها إليها وابتسمت ابتسامة بلاستيكية لآيلا قائلة
" إذا تعالي لأقتلع لك النصف الآخر …"
خبأت ألمي وجهها بين يديها خوفاً مما سيحدث تالياً بينما أخذت آيلا وِسادة كانت بجانبها وقذفت بها سوفانا التي تلقفتها بين يديها وأخذت الاثنتان تتبادلا النظرات حتي انفجرا في الضحك...….
فتنفست ألمي الصعداء وقد ارتسمت ابتسامة علي وجهها لسماعها ضكاتهم بينما تحدثت فريال قائلة " أخيرا تصالحتما …… والآن مع المفاجأة …."
فنظر اليها الجميع بينما استلمت رفيف دِفة الحديث قائلة " لقد أخذنا الاذن وسنبيت اليوم معاً …."
هلل الجميع فرحين ثم انطلقت كل منهم تحضر لسهرتهم علي طريقتها الخاصة كما اعتادوا بكل تجمع …….
…………………………….
تعالت الأصوات الآتية من منزل ألمي والتي أيقظت بسام من نومه عدة مرات وفي النهاية استسلم ونهض من سريره متأففاً
وبعد قليل من الوقت حدث نفسه قائلاً " لمَّ لايوجد لدي صحبة لأجالسها أنا الآخر وأمرح معهم….."
استقام بسام واقفا بعدما أمعن التفكير وقد التمعت عيناه بفكرة ما ولكنه سرعان ما تخلي عنها قائلاً " لا هذا مستحيل "
ثم جلس مجددا وبعد لحظات استقام مرة أخري قائلاً وهو يسحب وسادته " لمَّ لا ….لنري ماذا يفعل هذا الجاموس البري …"
وخرج بسام من منزله متجهاً لمنزل آدم وأخذ يطرق الباب عدة مرات
حتي فتحه آدم ووقف باطار الباب متأففاً ثم تحدث قائلاً " ماذا تريد …"
لم يعره بسام اهتماماً ودفعه بيديه ليبعده عن الطريق ومن ثم دخل بسام بهو منزل آدم وسار متجهاً لاحدي الأرائك ثم جلس عليها ….
وقف آدم يطالعه وأمارات الدهشة بادية علي وجهه ثم صاح قائلاً
" يا هذا الي أين أنت ذاهب إنه منزلي "
فتحدث بسام قائلاً وقد تمدد بالفعل علي الأريكة ببهو المنزل " ألديك طعام أنا جائع …"
تأفف آدم مغلقاً الباب خلفه ثم استدار متجهاً للمطبخ و عاد ومعه تفاحتين فألقي باحداهما لبسام والذي تلقفها وهو مستلقي علي الاريكة ثم بدأ بالتهامها ……..
تحدث آدم متجها لأحد الكراسي للجلوس عليه وقد بدأ بالتهام تفاحته هو الآخر قائلاً "عهدتك باليومين الماضيين مرِحاً فماذا حدث لك اليوم...؟ "
تنهد بسام ثم تحدث قائلاً " أشتاق لعائلتي …"
فارتفع أحد حاجبي آدم وتحدث قائلاً " إذاً فلتذهب لهم ما دخلي أنا …"
رد بسام " لن يتغير شيء حتي وان ذهبت لهم …. فهم لا يرونني من الأساس…."
تزايدت الدهشة علي معالم آدم وتحدث قائلاً " لا أفهم …. وما ذنبي أنا بهذا إذهب لتحل مشاكلك بعيدا عني …."
هب بسام من مجلسه وصرخ بآدم والشرر يتطاير من عينيه قائلاً
" فاض الكيل لقد سئمتُ من طريقتك هذه في الحديث معي أنت ميئوس منك يا جِلف ….. يا نوع منقرد من الجواميس البرية …..
ماذا سيحدث ان تركتني أتحدث قليلاً ….. ألا تستطيع تفهمي ….؟ "
رد آدم صارخا وقد استشاط غضباً هو الآخر " لا أستطيع تفهمك ….. صدقني لا أستطيع تفهم شخص يمتلك عائلة ويتركهم ذاهباً … أوليس كونك تمتلك عائلة حتي وان كانت مليئة بالمساوئ أفضل ولو قليلاً من عدم امتلاكك أيٍ منهم ….." سكت آدم عند تلك الجملة ووقف يلهث وقد نضح الألم جَلِياً علي وجهه …….
وكان وقع تلك الجملة علي بسام وكأن أحدهم ألقي عليه دلوٍ من الماء فوقف يتطلع بآدم محاولاً استشفاف مايوجد خلف هذا القناع ……
وعندما استمر الصمت لا يقطعه سوي صوت أنفاسهم ….
تحدث بسام وقد ظهرت بحة واضحة في صوته قائلاً " لا ليس أفضل ولو حتي قليلاً … يمكنك إعتبار أن الاثنين ….علي نفس الدرجة من القبح …...."
نظر له آدم وقد جلس أرضاً مسنداً رأسه للحائط وهو يجاهد ليهدأ وقد فجر بسام طوفان الذكريات برأسه منذ قليل
ثم تحدث قائلاً " ما مدي عدم اهتمامهم …."
فرد بسام عليه " منذ أن ماتت أختي وانشغل كل منهما بعمله وكأنهما اتخذا العمل وسيلة ليلتهوا عن تلك الفاجعة فبدلاً من محاولة التقرب مني أكثر ابتعدوا تماما …. حتي بت لا أراهم بالايام واكتفوا بتوفير الطعام والشراب وكل ما أحتاجه من وجهة نظرهم متغافلين
عن أهم احتياجاتي وهو وجودهم …….."
ثم استكمل بسام وهو ينزل علي ركبتيه جالساً أرضا هو الآخر مقابلاً لآدم ومستندا بظهره للأريكة….
قائلاً "وأنت ما هي قصتك …؟ "
رد آدم " ليست قصة مشرفة علي الاطلاق فمابالك بطفل نشأ منذ نعومة اظافره ليجد نفسه علي ارصفة احد الشوارع ويتوجب عليه أن يعيش ويحمي نفسه …… لن تتخيل ما تعرضت له ولا ما انجرفت فيه …"
ابتسم آدم ابتسامة مريرة ثم أتبع حديثه قائلاً
" لا يدري أحد هنا بالتفاصيل الدقيقة سوي سوفانا وزبير … "
تأمل بسام تلك الابتسامة التي كانت تنضح بألم صارخ علي وجه آدم وبتلك اللحظات شعر بسام وكأن آدم طفل أمامه لكنه بالرابعة والثلاثون من عمره ….. طفل يصرخ متعطشاً للدفء مثله تماماً ……
طفل يتحري بحثاً عن العواطف حتي وان كانت مجرد لقيمات لا تشبع ولا تغني ولكنه سيتقبلها فرِحاً راضياً لتستكين بعضٍ من آلام قلبه …..
……………………
بينما سوفانا جالسة ممسكة باحدي الثمار لتتناولها
جاءت آيلا وملامحها تنطق بالشقاوة والفرحة قائلة
هيا لنلعب ….
فاستقام الجميع في حماسة فرحين بهذا الاقتراح بعدما رأوا شريطين بيديها أحدهما باللون الابيض والآخر باللون الأحمر تحملهما آيلا معها ……
فتحدثت رفيف سريعا قائلة أنا وفريال بالفريق الأحمر
فنظرت لها فريال بحماسة قائلة وابتسامة المنتصر تعلو وجهها
" ككل مرة سنغلبهم يا فتاة …."
فابتسمت لها رفيف قائلة "بالطبع …."
ثم وجهت رفيف نظرة ماكرة لسوفانا قائلة " أليس كذلك يا سوفانا …"
نظرت سوفانا لكل منهما نظرة صامتة ثم وجهت حديثها لآيلا قائلة
" وأنا بالفريق الابيض كالعادة يا آيلا " وتوجهت بنظرة متحدية لهما ثم استكملت " لنري مَن الغالب اليوم …."
فتحدثت آيلا وقد غلبتها الحماسة هي الاخري قائلة
" وأنا بالطبع أختار الابيض "
قطع حديث آيلا مجيء أختها من الطابق العلوي قائلة " كيف سنتسلي الآن يا فتيات ……."
ولكنها توقفت عندما رأت الجميع في حالة تأهب وآيلا تمسك بالأشرطة
فتحدثت وقد ظهرت الفرحة علي قسمات وجهها هي الاخري قائلة
" لا تقولوا أننا سنلعب …. ما هو فريقي ؟ "
فردت آيلا قائلة وقد أغمضت احدي عينيها متخوفة " الحكم …."
عند هذه الكلمة صاحت بهم ألمي قائلة " لمَّ أنا الحكم دائما لمَّ …"
فردت رفيف حاولة استرضاء ألمي " عذرا منك يا ألمي فلنلعب هذا الدور وبالمرة القادمة ستكونين مع الفريق المنتصر .."
أومأت ألمي برأسها متأففة ثم اتجهت الي آيلا آخذة الشريطين لتخبئهما
بدأ الفتيات البحث بهمة عالية ولكن بعد حوالي النصف ساعة كاملة
يَئِسْن من ايجاد الشرائط فجلسن أرضاً لأخذ قسط من الراحة …..

ووجهت فريال الحديث لألمي قائلة …
" أين وضعتهم يا ألمي لقد بحثنا بالمنزل كاملا "........
ردت رفيف سريعا " لا تقولي يا ألمي ….. فأنا لم أستسلم بعد "
نظرت لها ألمي وابتسمت ابتسامة غامضة ثم تحدثت قائلة
" لم أكن لأخبركم … علي اية حال "
فنظرت لها سوفانا وهي مستقلية أرضاً وأخذت تتطلع بملامح ألمي الغريبة ……..
قُطِع تفكير سوفانا عندما هبت رفيف واقفة ووجهت الحديث للجميع قائلة وقد عادت الحماسة لها هيا لنبحث مجددا
فنظرت لها سوفانا ثم أعادت نظراتها لألمي ….
وبعد بضع ثواني من التفكير تحدثت سوفانا قائلة "ألمي نحن لن نستطيع العثور علي اي من الشريطين ..أليس كذلك "
فردت رفيف سريعا والحماسة مرتسمة علي ملامحها " هل هذا اعلان بالانسحاب يا سوفانا ….؟"
ردت سوفانا " لا ليس هذا معني سؤالي "
وتوجهت سوفانا بالحديث لألمي مجددا مضيقة عينيها
" ألمي هل تخلصت من الشريطين حتي لايعثر عليهم أحد منا ...؟ "
نظرت لها ألمي وابتسامة شقية تزين ثغرها ثم تحدثت قائلة
" ألقيت بهما من النافذة …"
استغرق الفتيات ثانية واحدة ليستوعبوا هذه الصدمة بينما بالثانية التالية هجموا جميعاً علي ألمي ليلقنوها درساً علي مافعلته بينما تعالت ضحكات ألمي مختلطة بصراخها وهي بين أيديهم
وتعالت معها ضحكات الفتيات …….
لتنتهي اللعبة بضحكات الجميع دون وجود فائز …
……………………
في الصباح التالي ……
خرجت روكا مسرعة من المنزل لتبحث عن آدم ولكنها لم تعثر عليه فاتجهت للغابة وسارت بين الأشجار مبتعدة عن العشيرة …….
وبأثناء ذلك كان بسام جالساً عند ضفة النهر علي احدي الصخور يتأمل الاماكن والهدوء مسيطر من حوله بهذا الوقت من الصباح
وأثناء جلوسه أتي من خلفه الصغيران ريان وزيد يسيران علي أطراف أصابعهما
حتي وصلا لبسام الذي لا يشعر بهما وكأنه بعالم منفصل
وصرخ الاثنان خلفه بأعلي ما يستطيعان ……
فانتفض بسام إثر صرختهما واختل توازنه أثناء جلوسه علي الصخرة
فسقط بالنهر الضحل …….
أتت رفيف من البعيد ركضاً وقد كانت تتابع المشهد
فوجدت بسام جالسا بالنهر والمياه تغطيه حتي صدره وينظر للصغيران بنظرات تقدح شررا ……..
فكتمت ضحكاتها علي مظهره وتوجهت بنظراتها للصغيران اللذان وقعا بالفعل أرضا من كثرة الضحك ………
صرخت بهما رفيف قائلة ماهذا الذي فعلتماه …….
اذهبا من هنا الآن لا اريد رؤية أيٍ منكما وسأخبر العم بهاء وعمي فياض بما فعلتماه ………
استقام الصغيران محاولان كتم ضحكاتهما و تحدث زيد قائلاً من بين ضحكاته " لم أعتقد أن هذه المزحة ستودي به ساقطا بالنهر …."
فانفجرت ضحكات ريان …. و قاطعهم صوت بسام الواقف خلفهما وقد خرج من النهر ملابسه مبللة وملامحه لا تبشر بالخير ….. وقد تحدث قائلاً " إذاً انتما من بدأ بالمزاح فلنري هل ستتحملان مزاحي أم لا "
نظر له الجميع فوجدوا بسام ممسكاً بدودة كبيرة الحجم نوعاً ما
تحدث ريان قائلاً " أنا أعلم ماهذه انها مجرد دودة لن تخيفني بها"
رد بسام بملامح غامضة " هل أنت متأكد ...؟ "
نظر له زيد وقد بدأ التخوف يظهر علي ملامحه قائلاً " إذا ماهذه …"
رد بسام " نوع خاص من الديدان يمتص دماء من تلتصق به حتي تقتله "
نظر له الصغيران وقد بان علي ملامحهما التخوف ورد زيد قائلا
" لا أنت تكذب ….."
فقررت رفيف التي كانت تراقب الوضع أن تساند بسام في انتقامه
ورسمت ملامح الذعر علي وجهها ثم تحدثت قائلة " لا يا بسام لا تقل أن تلك هي الدودة التي تتحول لأفعي عملاقة عندما تمتص دماء البشر
نظر بسام مندهشاً ثم ابتسم ابتسامة جانبية من اضافة رفيف صاحبة الخيال الواسع وأومأ مؤكداً ……..
وسرعان ما علت ملامح الهلع وجوه الصغيرين فكتم بسام ضحكاته من تعابير وجهيهما بتلك اللحظة
وتحرك باتجاههما وهو لايزال ممسكاً بالدودة
فأطلق الصغيران أقدامهما للريح ركضاً وأخذ صراخهما يعلو هلعاً…..
فانطلق بسام يركض خلفهما وهو ممسك بالدودة وقد تعالت ضحكاته…..
بينما رفيف لا تستطيع تمالك نفسها من كثرة الضحك وأخذت هي الأخري تركض خلفهم ……….
ركض زيد وريان هلعا حتي وصلا لبدايات الغابة والاشجار الكثيفة
وبسام خلفهم يحاول منعهم من التقدم داخل الغابة وقد تخلي عن فكرة ترهيبهم ….. اصطدم الصغيران أثناء ركضهم بآدم والذي كان عائدا من الغابة فتوقف آدم متسائلاً " ماذا هناك …. ؟ لم تركضان بهذا الاتجاه..؟"
فتحدث زيد في هلع بينما ريان يحاول التقاط أنفاسه " آدم أنجدنا إن بسام يريد قتلنا ……"
فتعجب آدم وسأل " ماذا فعل ...؟ "
رد ريان " يمسك بدودة تمتص دماء البشر حتي تقتلهم ويريد قتلنا بها.."
وصل بسام عند تلك الجملة فتعالت ضحكاته مجددا ……
فنظر له آدم قائلاً
" ماذا يحدث….؟ " ثم نظر لهيئة بسام الواقف أمامه واستكمل قائلاً
" وماحالتك المزرية هذه …"
قاطع بسام صياح رفيف من خلفهم قائلة " لمَّ دخلتم لأرض الغابة لقد انقطعت أنفاسي من الركض محاولة الوصول لكم قبل أن تتعمقا بها…"
نظر آدم لحالة الصغيرين المنكمشان خلفه …وتحدث قائلاً وقد بدأ صبره بالنفاذ
" هلا تكرم أحدكم وشرح لي ما يحدث "
رد بسام " هذان الاثنان تسببا بوقوعي بالنهر كما تري فانتقمت منهما بهذه المزحة …." ارتسمت الشقاوة علي وجه بسام مع انتهائه من الحديث وقد بدأ الصغيران يبتعدان عن آدم وقد ارتسمت معالم الادراك علي وجهيهما فكتف زيد ذراعيه وتحدث قائلاً أي أنكما قمتما بخداعنا فضحكت رفيف هي الأخري علي هذه الطفرة الجينية التي جعلت عصابة القرود كما تسميهم يتم خداعهم …….
فتولي آدم الحديث من هنا قائلا وقد وجه نظراته لرفيف وبسام الضاحكان
وقد ظهرت الجدية بنبرته قائلاً " لا تضايقا أبنائي مجددا …هل تفهمان"
فرد بسام من بين ضحكاته قائلاً " مفهوم حضرة الأب …"
بينما تحدثت رفيف قائلة " نفهم نفهم إنه فقط مزاح ليس أكثر … "
ثم استكملت " اخبرني يا آدم هل عادت معك روكا ….؟ "
فنظر لها آدم مستفهما وتحدث قائلاً " تعود من أين ...؟ … لقد كنت بالغابة بمفردي …."
فنظرت له رفيف والقلق بادٍ علي وجهها وتحدثت قائلة " هل ذهبت روكا بمفردها إذاً …."
رد آدم قلقاً " الي أين ذهبت تحديداً ...؟"
ردت رفيف " صباحاً أخبرتني أن العم زبير نسي بالمنزل أشياء هامة تخص العمل وقالت أنها ستبحث عنك لتذهبا معا إليه ….."
تساءل بسام وقد بدا الاهتمام علي وجهه " ألا تعلم روكا طريق المناجم إذا لا داعي للقلق…."
رد آدم قائلاً " أجل تعلم الطريق لكنه ليس آمنا ….."
أنا سأذهب لأحضرها ففي الغالب زبير سيبقيها بجانبه ولن يسمح لها بالعودة بمفردها ……"
أومأت رفيف برأسها موافقة بينما رد بسام " انتظرني سأبدل ملابسي علي الفور وآتي معك …"
رد آدم قائلاً " حسناً سأنتظرك فلتسرع "..........
………………………………….
يسير بسام بجانب آدم وقد خرجوا من الغابة منذ فترة وبدأوا بالسير داخل أراضي قاحلة تبعد عن مركز المدينة فتحدث بسام قائلاً
" آدم لقد كدنا نصل بالفعل فلتهدأ قليلاً إنك توترني …."
تحدث آدم قائلاً " من الممكن أن يكون مكروهاً قد أصابها يابسام "
همَّ بسام بالرد ولكن آدم تحدث فرحاً " هاهي هناك …" ثم هرول إليها مسرعاً …….. وتبعه بسام …….
نادي آدم عالياً حتي استدارت له فوقف آدم يلهث أمامها
بينما تحدثت روكا وقد كانت فَرِحَة بقدومه " إهدأ يا صغيري إهدأ أنا بخير ……."
فرد آدم معاتباً " لمَّ لم تنتظريني لآتي معك …"
ردت روكا " لم أجدك وخفت أن يعود زبير ليجلبهم مجددا وصحته لن تتحمل كل هذه المشقة …."
فأومأ آدم برأسه موافقاً …… بينما تحدث بسام قائلاً " روكا اسمحي لي أن أهنئك فمنذ مجيئي لم أري هذا الجاموس البري يتحدث بكل هذه المحبة مع أحدهم "
ردت روكا وقد تعالت ضحكاتها " أدلل صغيري كيفما شئت وأنت أيها الشقي ماذا تفعل هنا ...؟"
رد بسام " جِئتُ للحاق بك معه …."
ثم عدل بسام من ياقة قميصه واستكمل قائلاً " طبعا لا داعي للشكر …"
ضحت روكا علي طريقته تلك بينما تحدث آدم قائلاً " علينا استكمال الطريق ولنُأَجِل الحديث لوقتٍ آخر "....................
وصلوا جميعاً لزبير الذي استقبلهم متعجباً وسلموه الأوراق ....
ومن ثم وقف آدم يحادث زبير بأمرٍ ما بينما قالت روكا سأنتظركم بالخارج الجو هنا خانق ……"
أومأ زبير لها علامة الإيجاب ….. سارت روكا لتخرج من باب المنجم للهواء الطلق ……
فوجدت أحدهم يناديها من خلفها مندهشاً " روكا ….ماذا تفعلين هنا…"
استدارت روكا في وقفتها علي باب المنجم فوجدت أمامها امرأة ذات وجه مألوف……
تحدثت المرأة قائلة " لا تخبريني أن زبير قرر أن ينزل أميرته من عرشها المتوج لتأتي وتعمل هنا ……"
نظرت لها روكا وشعور بعدم الراحة يتزايد بداخلها ثم تحدثت قائلة
" أهلا بك يا رباب لم أرك منذ أعوام ….. كيف أحوالك …..؟ "
ردت عليها رباب قائلة وابتسامة سمجة تزين ثغرها " بخير ….. وكيف حالك بعد كل تلك الأعوام …. ثم استكملت رباب لقد رأيتك آتية ومعك شابين هل هما أبنائك ...؟ "
فنظرت لها روكا بملامح غير مقروءة وتحدثت قائلة " لا ليسا كذلك …"
فأخذت رباب تمصمص شفتيها قائلة " يالك من مسكين يازبير ……"
امتقع وجه روكا وقد أعادتها جملة رباب تلك الي أكثر من خمسةٍ وعشرون عاماً عندما قررا هي وزبير الخروج من عشيرتهم القديمة
بسبب مضايقات رباب وغيرها المتكررة لها ولزبير
افاقت روكا من ذكرياتها علي حديث رباب التي استكملت قائلة
" لا تخبريني أنك لا زالت لديك الحساسية القديمة نفسها عندما يذكرك أحدهم بعقرك …….."
سقطت الكلمات علي روكا كالسهام فأخذت تترنح إثر حديث رباب
لكنها وجدت ذراع قوية تسندها ……..
نظرت روكا لمن يسندها فوجدته آدم والذي سرعان ماتحدث
قائلاً وعيناه تشتعلان " من أنت ….؟ "
تلجلجت رباب من مظهر هذا الشاب الواقف أمامها
وتحدثت قائلة " أنا رباب كنت صديقة لروكا في عشيرتها القديمة .."
فرد آدم قائلاً " و أنا آدم ابن روكا "
نظرت له رباب وأمارات عدم الفهم مرتسمة جلية علي وجهها …..
ثم تحدثت قائلة " لكن روكا….." صاح بها آدم مقاطعاً
" أعلم ماقالته روكا فقد كنت منتظراً بالداخل علي أمل أن ترد أمي عليك رداً يوقفك عند حدك ……."
فصاحت به رباب قائلة
" ما هذه الوقاحة يا فتي احترم من هم أكبر منك"
نظر لها آدم نظرة محتقرة وهو يشدد علي ذراعي روكا
بينما تحدث بسام الواقف مكتفاً ذراعيه بجوار آدم قائلاً " صدقيني أنا مشفق علي أبنائك فمن أين لهم أن يجدوا أماً مع إنسانة تحمل ما تحمليه من جحيم بداخلك " ثم وجه حديثه لآدم قائلاً " هيا بنا يا آدم "
لم يتزحزح آدم من مكانه وهو لا يزال ممسك بروكا الصامتة
وقد كان يشاور عقله أيهشم جمجمتها أم يكتفي بضربها ……
سحبه بسام مبتعدا عن المكان وقد استشعر أنه لا ينوي خيرا
سار آدم معه وعندما ابتعدوا عن رباب تحدث قائلاً
" لمَّ لم تتركني لأهشم جمجمتها...؟ "
فرد بسام قائلاً " دعك منها الآن هناك ما هو أهم ….."
وأشار بسام علي روكا التي تسير بجانبهم صامتة دون أن تتحدث بكلمة واحدة ………
فنظر لها آدم وقد لانت ملامحه وهمَّ بالحديث عندها قاطعته روكا قائلة
" أنا بخير لا تقلقا حديثها لم يضايقني ……"
فابتلع آدم ماكان ينوي قوله ونظر لبسام الذي بادله النظرات الصامتة هو الآخر …..
………………………….
في المساء عندما كانت روكا واقفة بمطبخ منزلها تنهي بعض الأعمال
تذكرت حديث صباح مجددا والذي كشف الستار عن حريق مستعر
لم تنطفئ نيرانه الي يومنا هذا ….. مادت الدنيا بروكا إثر الذكريات التي تهاجمها بوحشية منذ الصباح …….
فهُرِعَ إليها زبير ليسندها حتي أجلسها علي أحد الكراسي القريبة
وجذب كرسي آخر ليجلس أمامها ثم تحدث والابسامة الهادئة تزين ثغره قائلاً " منذ جِئتُ مساء وأنا أَشعر بوجود ما يضايقك وانتظرت حتي تخبريني لكنك لم تفعلي …… ويبدو أن علي السؤال هذه المرة "
…… ماذا بك يا روكا …."
تحدثت روكا قائلة بَوهَن
" هل يمكن نأجل الحديث الآن فأنا بحاجة للراحة "
لم يرد زبير لكنه أخذ ينظر إليها بعينيه الثاقبتين واللتان لم تفشلا يوماً بقراءتها
انتظرت روكا أن يرد زبير لكنه لم يفعل ……
مما ضغط أكثر علي أعصابها ليكتمل هذا اليوم المريع بهطول أمطارها كالشلال لتنحدر علي انحناءات وجهها …….
صُعِق زبير من بكاء روكا والذي يعني أن الامور خارجة عن السيطرة حالياً وهو أمر نادر الحدوث مع روكا ……..
أخذ زبير يهدهدها حتي هدأت
وبدأت بالحديث قائلة " اليوم رأيت رباب وأنا عائدة من عندك وسألتني عن آدم إن كان ابني…. وقالت العديد من الكلمات الجارحة "
أظلمت ملامح زبير وتحدث قائلاً هذا الموضوع مجدداً …..
أومأت روكا برأسها ولازالت الدموع الناعمة تغرق وجهها
في هدوء ووقار …….
زفر زبير نفساً حارقاً ثم تحدث وقد توهجت عيناه بحنان خالص لها وحدها قائلا " روكا يا معشوقتي أتعلمين كم يوجد بالخارج أبناء لا يعرفون أماً غيرك …....؟….
… أنظري حولك لتعرفي أننا رزقنا بصحبة رائعة هؤلاء الأصدقاء والأبناء من حولنا الذين نعيش معهم في محبة وراحة …..
كم المشاعر الجميلة التي عشناها معهم علي مدار سنوات طوال …..
كل هذا ضعيه في كفة وبالكفة الأخري مجرد كلمات طائشة من امرأة تعيش حياة بائسة مع نفسها المريضة لتجدي أن تلك الكلمات لا تساوي
شيئاً أمام تلك المشاعر والذكريات الرائعة المحفورة داخل وجدانك
روكا يا صغيرتي ...ومعشوقتي ….وابنتي
رجاءا انبذي أثر تلك السموم التي حقنتك بها رباب فأنا لا أحب أن أراك
بتلك الحالة أبداً ….."
عندما أنهي زبير حديثه كانت عينا روكا قد أشرقتا بعد ليلة ماطرة
وانتشر بهما دفء كلمات زبير وكانها تعمقت بداخلها لتربت علي علة روحها……….
وانقضت روكا متجهة لزبير لتحتضنه قائلة " هل أخبرتك اليوم أنني أحبك….."
ضحك زبير ضحكة مجلجلة وتحدث قائلاً " وأنا أيضا أعشقك يا عالمي"
…………………………………
.


انتهي الفصل #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 08:00 PM   #8

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية مشوقة الناس عايشين في جماعات زي الانسان البدائي بس مافهمت بسام عايش في مكان احسن يعني العالم كله عايش عيشة بدائية وهل التكنولوجية انقرضت ولا في اماكن. موجودة فيها . ادم وراه قصة وحبه لسوفانا بس ليش مايتجوزها ايش المشكلة طالما بيحبها ..وركا العسل الام للجميع منتظرين احداث الرواية ودمتي بخير 💖💖

زهرورة غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 08:03 PM   #9

تيلينجانا

? العضوٌ??? » 471660
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » تيلينجانا is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة اتمنى لك التوفيق 😍

تيلينجانا غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 09:25 PM   #10

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميييلة جداً مليئة بنكهة المغامرات و الدراما و المشاعر
أحببت شخصية روكا الإم الرائعة للعشيرة هي و زوجها زبير
و لا ننس بسام و الغموض الذي يلفه متشوقة لمعرفة ما يخفيه
و لا ننس آدم و شخصيته القيادية
متشوقة للقادم على أحر من الجمر


mimichita غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مابين عينيك والبرية, لولا السيد, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.