آخر 10 مشاركات
عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1092 ـ لن أحترق بنارك ـ ميشيل ريد ـ ع.د.ن (كتابة/كاملة **) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree539Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-20, 09:25 PM   #121

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت مشاهدة المشاركة
تسسسسسسسسسسسجيل حضضضضضضضضضورررررررررررررر
💙🤍
دقائق وأقوم بإرفاقه ..💙


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:03 PM   #122

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

بسم الله ..
الفصل الثاني ..
#حمائم_ثائرة .🕊🤍

السرّ في الحُب !
والحب في التقدير !
والتقدير يبوح بأصول الشغف ،فتتلبس الأرواح التائقة الاندماج به ،فتبدو جزء من الصورة .

أنهى رص علب القهوة التي قام بتحميصها وطحنها ،مد بدلة القهوة النحاسية أسفل الحنفية المتهالكة سيكافئ نفسه على مجهودها بفنجان قهوة يستمتع به لوحده على أنغام عبدالحليم ،خطى للخارج بنية تشغيل أحدى الأسطوانات .
وعند الباب أجفل بصره وثقل الوزن بكله ،يعيد رسم الهيئة الماثلة أمامه ،يغافله صوته على حين غرة فيهمس بالاسم غير مصدقًا بعجب
-ثائر !!
يعود صدى صوت عقله ، تقع دلة القهوة من يديه يفقد الاتزان لا يصدق عينيه
أنه هو ولا سواه ،ربيبه الذي هجره لأربع سنوات تضخ أوردته الدماء لمراكز النطق ولحظة بل أقل وحباله الصوتية المتخمة بالبحة وصوت اللهفة تجلجل في المكان الخالي من سواهما ..
بسؤال أكثر منه خبر !!
-ثائر ؟؟–
القامة المنتصبة بإباء ،وسم الفؤاد الذي ما برأ يده اليسار الشامخة من أي حركة تسبح في سكونه ،يدور بأفلاك الماضي يتهدج صوته بثائره الوحيد
-ثائر يا ابني ،ولك هذا أنت !!!

يلتفت الساهم في الجمال فتنزل مرآه للعم كحلم يخشى مرور غيمته فتقدمه يصفع ضجة خيالاته بتماديها ،باغته بحرارة اللقاء يفتح يديه يسحبه بكله بقوة لا تناسب هزل جسده ،يشد بعروق الشوق شمل سنوات
-ولك كنت رح أنسى ملامحك ،كيف بتسويها وبتتركنا ؟؟
يضم يده المشلولة يسحبها حيث موضع قلبه مؤشرًا بسبابته
-يا قاطع أربع سنين
ترتفع يده اليمين يرميها بخيبة شاقة أمالت رأسه أسفًا
-بتروح وما تسأل ،ما هدك الشوق علينا ؟؟؟
يبصر عينيه ويصافح بحرارة سنوات القحط ملامحه ،تشق خلجاته عتاب أبوي خالص يكافح بضراوة حرارة دموع تلسعه بحقها وشق وجنتيه ..
-ما فكرت بحالنا بعدك ،أقفيت وما اهتميت؟
وصوت جامد اكتوى بانهيارات حتى بات بهذا الصمود وابتسامة لم تفلح في طي القسمات حول عينيه..
-وهذا هيني ،رجعتلكم !
نكس رأسه ،ونظره يتابع حركة قدمه الرتيبة في طرق الأرض ببطء ثم تنهد قائلًا :
-آخر شخص أجلت شوفته هو أنت ،جيتك بعد ما شبعت هوا عمّان لأشحن طاقتي و أقابلك وأقدر أتحمل نظرة العتب بعيونك !
صدق ما بحكي لألتمس لحالي عذر ،بس ما حدا رح يقدر يعرف اللي مريته وبمر فيه غيرك ..
أضربني ،بهدلني ..بس لا تعاتب ،إلا نظرة العتب بعيونك !
بهمس أقرب منه للكتم نطق آخر كلمتين ،فما كان من أبو محمود ألا إن ربت على يسراه الثقيلة :
-فيك الخير يا ثائر ،فيك الخير عملتها.
تخلص من درامية المشهد وعدم تعقيده بأسلوبه الأبوي المحبب ..وهم لالتقاط الدلة ناولها إياه قائلًا :
-أشغلتني عن اللي بدي أساويه ،يشغل عدوينك ،يللا نشرب قهوتنا ونرجّع أيام الخوالي ..
رفع ثائر حاجبه وسأل بتعجب :
- أفهم إنو القهوة أنا اللي رح أعملها ؟
-آه بس بعد ما تمسح الفوضى اللي عملتها جيتك !
-شو معاملة مرة الأب من أولها ..
-إحمد ربك ما علقتك ع باب القهوة ،عبرة للرايح والجاي .
اصطنع ثائر الأسف وعلق بسخرية وهو يهم بمسح الأرضية بيده اليمنى بمشقة مصطنعة ،إذا إنه درّب اليمين على فعل كل ما يلزم ..
-الله ع الظالم بس ،قلت يستقبلني بالأحضان ،ما يفوتني ست بيت ع المطبخ !
-انطم اشتغل وأنت ساكت لساك ما شفت إشي والله لأورجيك نجوم الليل بعز النهار.
علق ثائر بسخرية لاذعة :
-أشوى لإني ،ما بشوفهم بالليل ،أنا شو مقعدني عندك ،أروح أنفد بجلدي أحسن اللي ..
-جرب أعملها وشوف ..
-أوامرك يا عم سكار!
ألقاها وهو يدلف المطبخ بخطوات بطيئة ،وكأنه يحفر المكان بكل خلية تنبض بجسده .
-عالريحة
تأتيه إجابة أبو محمود :
-بلا سكر !
ارتفع حاجبه بتساؤل مستنكر وكأن العم أمامه !!
-من متى ؟؟ ..
أووه شكله فايتني كثير يعمّي!!
-أكثر من اللي بتتخيله ..
نطقها وهو يهم بوضع القرص المدور في آلته يطرب المقهى بصوت العندليب وهو يشدو
بعد عامين التقيناها هنا والدجى يغمر وجه المورد
وشربنا النور يخبو حولنا وسبحنا في هلال الموكب
وانتهينا وتبعنا ظلنا دمعنا ينطق واللحظ رضى
آه لو تدرين ما أكتم في دمي يا واحة المفترق
كانت الذكرى عزائي زمنا يوم فارقت زماني نفحات
كنت أودع قلبي الشجنا أتعزى في ليال ذكريات

.
قاطع وصلة الاندماج ثائر وهو يقدم الفنجانين المذهبة ،على طاولة السرو اليدية المدورة ..اعتدل بجلسته واستقبل القهوة ،قائلًا ب تنهيدة مرتاحة ..
-الله ..زمان عن هالقهوة وصاحبها صار فينا نقول هسّا صباحي خير ..
ابتسم بحلاوة وأمسك بعروة الفنجان متسائلًا :
-إيووه طمني شو الأخبار ،كيف حال الشباب ؟وبنظرة تفحصية شملت المقهى :
-ومتى صارت كل هالأشياء ؟؟
انحنى جانبي فم أبو محمود بابتسامة وردّ بمعنى :
-أربع سنين مش هينات ،ملحق تعرف شو صار فيهم ،بس هسّا طمني عنك وأحكيلي شو اللي عملته فيهم !
بابتسامة يائسة أجابه وهو يرتشف قهوته بتلذذ :
-مستعجل ع رزقك ،فش اشي مهم ،ما خسرت كثير والله ..
أشار ليسراه الشامخة ..وشوفتك وقهوتك اللي يبلسموا روحي ..
أبصره أبو محمود بتأثر صادق فقطع عليه ثائر الحديث قائلًا ..
-وبصراحة رح أموت من شوقي لقلاية البندورة من تحت إيدك ،اعمللي ياها واحكيلي مين موخذ هالمقهى عطاء ونافض عيشته !!
قهقه أبو محمود بصدق ودب حماسه لاستعادة طقوسه مع ثائر
-ولك من عيوني ،أبشر من هالعينتين ،قوم للسدة ونزل البصلات اللي معك خبرهم والبندورة والبابور الأخضر !!
استقام ثائر من مكانه ضاحكًا ..
-يا عتيييييييييييق ،لساهم دسايسك (مقتنياتك الخاصة)ع حالهم
فيرفع الماثل امامه حاجبيه بشغب ستيني لطيف ..
-لا وحياتك طورت عليهم فليفلا مجففة
ضحكة مجلجلة أزهت المكان بحلاوتها ،وثائر يصعد درجات السلم الخشبي الذي بالكاد يتكئ بنفسه ليتحمل ثقلا ك ثائر
..

وتعللت بفجر قد دنى يطلع الشمس نور سمات
ثم هنا نحن التقينا ها هنا والدجى يغمر وجه المورد
لست أنساك غراما في دمي ومنى عمري وآمل وجدي
وصباحا نام في المبتسم وشعاعا فتنه المتقد
يا غرامي في الطريق المظلم يا غرامي خالدا للأبد
في عيوني فرحة مشرقة والدجى يغمر وجه المورد

يخشى السؤال ،كيف يسأل والعار يُكبّله ،تحرر من مقصلة الإعدام التي نصبها لنفسه وانفجر من لسانه ما تتوق روحه لنطقه :
-وملهم كيفه ..وين أراضيه هسّا ؟
نطقها ثائر وهو يحرك شرائح البصل وتقليبه بالزيت وبالطبق الآخر قام العم بتشريح حبات الطماطم إلى دوائر رقيقة ..
-ماشي حاله ،استقر بدار الثقافة وتثبت من سنة !
أنهى آخر قطعة من حبات الطماطم ،ونفض يديه ليقاطعه ثائر مستفهمًا ..
-ولساته بعطي دروس موسيقى ؟؟
-خلص بكّفيه البصل ..آه لسى بعطي ،طور مجال إنجازاته ،ولقي روبي الثانية نفس أحلامه وآماله كل شغلهم سوى ووسعوه عن قبل!
كان بحديثه لثائر ،من دون قصده طبعًا يخبره بأن ملهم لقي من يقوم بدورك !
المشاريع التي كنتم تديرونها لم ينسها أو يهملها ،بل وسع منها وطورها ..
-بس الله يهديه ..
قالها وعينيه على البصل الذي مال لونه للذهبي ويخشى احتراقه ويضيع طعم -القلاية- المدفون بنكهة بصلها..
-ماله ..في شي ما بعرفه ؟؟
التفت اليه بجسده ،أسند يده على رخام المطبخ وتنهد قائلًا :
-مشكلته ولا راضي يستوعب إنه خلص بكفيه شنططة (سير بلا هدف) من مكان لمكان الله يهديه عاجبته حياته وهو ع حلّ شعره ،ماشي براسه وبدوش منصحة.
أفرج ثائر عن نفس كان محبوسًا خوفًا من ملهم وجنونه ..لذا أجاب العم ..
-معه ،معه يا حجي بعرف ،خليه ع كيفه مش رح يقدر يحس بالسكن إلا لتوصل روحه لحالة تشبعها سكن !!
أثناء غسيل أبو محمود لأدوات الطهي ،انفجرت الحنفية المفخخة أساسًا بعوامل الزمن والاهتراء ،فهمّ لاحتواء الموقف لكيلا لا تصل المياه لكل مكان ،فاستلم ثائر المهمة وأبعد العم عنها وقام بإغلاق المحبس والضغط عليه بفوطة صغيرة ،ومن ثم نزل للخزانة الصغيرة التي لم تتسع حجمه وبخبرة أستطاع أن يوقف نزيف المياه ،ويصلح المحبس بطريقة مؤقتة ..
بحسرة ستينية وأسف صادق صفق أبو محمود بكلا كفيه
-لسى من أسبوع بدلت الجلدة الها ،معقول مش مثبتها منيح !
-لا والله بدها حنفية جديدة هالقطع ع الفاضي بتنجاب ،التركيب كله مش نافع ،والتمديد شبه مستوي ..!

-يلا معليش ،بشوفلي اليوم -الموسرجي- خليل وأخليه يمر !
-أتركه عليّي ،كمان شوي بشوفلك معرفة

قاطع حديثهم المهتم صوت جهوري ،وخطوات مزعجة بغناء أفسدت متعة وجود عبدالحليم التي أُفسدت أساسًا بانهيار صنبور المياه ..

سجل انا عربي ..
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي

-عمو أبو محمود ،عمو أبو محمود ،أنا أجيييييييت ..
نادت بلا مجيب ،لذا ظنت أنه قد يكون بالغرفة الأرضية ،فعاودت النداء :
-عمو أبو محمود أنت هون ؟؟
والصوت يغيب وفجأة يعود بتركيز
-إمم شو هالريحة ؟؟
ثانية أو اثنتين للاستدراك ،والصوت يعود هاتفا بنصر..
-الله ريحة بندورة قلي!!!
-هيني هون يا عمو تعالي ..
ناظره بصدمة ،يستشكف الصوت الذي بدا له وكأنه يعرفه ،هذا الصوت سمعه أو ومض في ذاكرته التي تحتفظ بالأصوات والمشاهد بعناية ،فأشار بغضب للعم الذي لم يعره أساسًا وخرج للباب ينفض المنشفة ويرفع نبرته قائلًا:
-آه يابا هيني جوا المطبخ تعالي هون..
**


يتبع ..


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:12 PM   #123

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

**
رشفت من كوب قهوتها باستمتاع ،جولتها اليوم جبل القلعة الذي ينبض في عمان -وسط البلد تحديدًا - ..
لقد ضاعفت اليوم جهدها ،إذا أنها جاءت واختارته عنوان مقالتها القادم ،إلا أنها هامت فيه ككل مرة تأتي بها إليه ،وبدأت تتفحصه بنهم تلتقط كل معلم وتصوره ،تأخذ أجمل المناظر وتسهب فيها إبداع الحركة ،اللقطة والمشهد ..
لقد كان التصوير هواية لها روحت عنها في صغرها ،ووجدتها طريقتها في التعبير ،إذ أنها توثق الطبيعة والتأمل بطريقتها ،تشارك الجمال فلا تستفرد به لعينها فقط ،فتأخذ الجمال بروح تقدره ،فتظهر معها الأشياء مضاعفة بروعتها والسبب يكمن في اتقانها وحبها لما تتقنه !
السرّ في الحُب !
والحب في التقدير !
والتقدير يبوح بأصول الشغف ،فتتلبس الأرواح التائقة الاندماج به ،فتبدو جزء من الصورة .
تطلعت حيث المدرج الروماني المكان الأثري الذي عبقت تفاصيله رئتيها ،لقد صورت العديد من السياح كانوا سعداء جدًا وهي تلتقط لهم ،فتركت بصمة سعادتهم في روحها أثرًا عظيمًا !
أنها لا تلتقط الأجساد والأماكن ،أنها تلتقط الهالات والأرواح فتنسخ الصورة بورقة ،وتحتفظ بالهالة في روحها !
فلا تمر صورة دون أن تتذكر موقفها ،أناسها والإحساس الذي تُرك فيها وقتها .
تنهدت بهيام ،رؤية عمان بأكملها في وضح النهار لها نكهة مميزة تختلف عن رؤيتها ليلًا رغم سحرها !

الإيجابية التي حطت على قلبها قشعت عنه ما كان يؤرقها الأسبوع الماضي ! خاطب جديد ،ومشاكل جديدة مقسمة بحرفية بين عائلتها من جهة ،ومؤسستها من جهة أخرى !
لقد تجاوزت التاسعة والعشرين وكبكر لعائلتها يؤرقهم رؤياها ترفض كل خاطب بلا سبب مقنع أو وجيه !
ما الذي ستتحجج هذه المرة؟
شاب في بداية عقده الرابع بمواصفات فوق العادة ،على معرفة وثيقة بوالدها ،يشهد له ويبرئ ذمته كوالد بنصحها وترك الموضوع لها رغم تحفظه على أشياء كثيرة ولا تعلم ماذا تفعل ،وحجة صلاة الاستخارة لم تعد تجدي نفعًا !
تُذكر محادثتها مع والدتها قبل ثلاثة أيام وموافقتها حيث قابلته بعد ألف حوار ورجاء جاء بتوبيخ أمومي :
-يا إمي أنت مو صغيرة العمر يمشي فيكِ ،ما بتعرفي بكرة ربنا شو كاتبلك ،نعيش معك أو لأ ..
أنا مو دايمة الك ،ولا أبوك ِ ،ما حدا ضامن عمره ولا ضامن شو بصير معه بكرة !
فكري ،شبّ منيح لساتو بأول التلاتين ،فهمان عنده بيت ملك وسيارة ووظيفة ممتازة أخلاقه مشهودلها
ما بقلك وافقي عليه ،بس عالأقل شوفيه ،يمكن تتغير نظرتك عنه يمكن يهتدي سرك إله شو بعرفك ؟
تجيبها بحوار كل مرة ..الحوار المكرر ذاته :
-يا ماما بس أفهم شو اللي رح يغير نظرتي بس أشوفه ،إزا الفكرة حاليًا بحسها بعيدة عني ونفسي أعمل أشياء كتيرة ،مسألتي مو شخصه بس القبول اللي بتحسه من اول ما تنطرح الفكرة ما حسيتو ..والله ما حسيتو يا ماما ..
لطمت والدتها صدرها وغمغمت بخيبة ..
-يا خيبتي منك،شو اللي مو ببالك شو القبول اللي بتقولي عليه ،فهميني ،تجوزنا واحنا ما بنعرف مين اللي جاينا، ،أبوك لانه مدلعك بلشتي تطلعي بحجج ،ما حدا مقوي عينك غيره والله ! هو السبب هو !
تجاوزت بصعوبة أن امها متزوجة من دون رؤية والدها ،إذ توثق الرسائل والأغاني التي يحفظونها ويرددونها دومًا قصة الحب التي جمعتهم ،لكن جدية الموقف وخوفًا من ضربة قاضية كفردة الخف الذي كانت ترتديه ورمتها به آخر مرة أداروا نقاش فيه جعلوها تحفظ ماء وجهها ولم تتحدث ،إلا أن عالية لم تفوتها وسألت والدتها بإنكار..
-ماما أنت جد ما شفتي ابوي قبل الخطبة ،وهدول الأشياء شو ؟
أشارت حيث المذياع والأشرطة بجانبه ،فلم تمسك علياء ضحكتها وانفجرت في حين زعقت والدتهن :
-إخرسي أنت ما خصك ،حسبي الله فيكو انتوا قد منتوا خيبة ،منى عيني بس إنكو تصيروا زي بنات الناس .
-وأنت التانية ،الشب بدو يجي وبدك تشوفيه وهاد آخر كلام عندي وروحوا انت وإياها جيبوا الملوخية لنقطفها ..
سارت حيث المطبخ مقتنعة أنها ضد وبشدة مقابلة الخاطبين بلا نية قبول ،أنها لا تقتنع بفكرة أن الرؤية سُتغير نظرتها ،أو تهديها القبول ،لكن لحديث والدتها تأثير عليها فما كان منها إلا أن وافقتها .
أتصلت بروبي يومها وطلبت منها مقابلتها ،فالتقوا في أحدى المنظمات الخاصة باللاجئين وحين أفضت لها ،أجابتها روبي بتفهم :
-علياء أنت مو مضطرة توافقي ع شخص ،بس لمجرد أنه انجبرت عليه ،هاي حياتك ،حياة كاملة اللي مقبلة عليها ،إذا ما كنت ناوية ومقدرة الإشي اللي داخليته ،لا تغامري وتفوتي !
الزواج مو مغامرة ..مؤسسة بحالها ..أساسها إيجاب وقبول
القبول بنهدى من أول مرة تسمعي بالقصة ،القلوب ما بتغلط ،ولا بتخلي صاحبها تتوه ! هسّا كوني منطقية ،وأسالي حالك شو حسيتي بوقتها ..والموضوع كله هون ،وأشارت بسبابتها حيث صدرها !
إزا أرتاح قلبك معناها تمام وأستمري ،وإذا لأ بلاها !
وهلأ شو رأيك نشتري سلاش ليمون ،رح أموت عطش لإنه ..
ضحكتها صدحت رغمًا عنها حينها ،إذ أن روبي وبرغم إتقانها للهجة الأردنية ببراعة تحسد عليها إلا أنها تخلط لهجة القروي بالمدني !فتشكل مزيج لذيذ يجعلك تود سماعها كل الوقت ..
لقاء روبي أفادها وبشدة ،ووصلت لقناعة حقيقية من خلاله ،ولا تنس يوم مقابلة الخاطب ماذا حدث ..
أقنعة بشرة ،وذهاب لصالون تجميل لعمل التعديلات الملائمة ،وحماس زاد من همّها صراحة ووالدتها مستبشرة وكأنها ..عروس !
-بسم الله عليك ماشاء الله ،روحي يا علياء إلهي وأنت جاهي يفتح ع قلبك ويهدي سريرتك وأفرح فيك يا رب ..

خرجت من صالون التجميل وحالما وصلت صالة الضيافة ،جاءها صوت والدها وملهم خجلت أن يرونها وهي تتحضر لاستقبال الخاطب ،لذا توجهت نحو المضافة ومن بابها تسللت نحو الغرفة .
ودقاتها تدور بفلك كبير من المشاعر !
التوتر المعتاد حال رؤية أي متقدم ،الحوارات التي لا تعلم كيف تجري ،وكيف تنتهي ،التفحص المعتاد من ذويه ومنه هو شخصيًا ،برغم أنها تتصرف بطبيعية والمفترض أنها تجاوزت ،لكن شخصية بانطوائيتها لن تتجاوز وسيؤثر بها كل شيء !
تمعنت في المرآة ،تبصر اللمسات الناعمة حول عينيها وحاجبيها الذي بدا تغييرهما واضحًا ،لم تعدل عليهما ولكن بإتقان خبيرة التجميل أبرزتهما وعينيها فقيرتا الجمال ..
طرق باب غرفتها ،جعلها تلملم نفسها ،تضبط حجابها وتأذن للطارق فكانت أختها الصغيرة عالية ..
-يا ويلي يا ويلي ،وك هاد مو عريس هاد صاروخ أرض جو يماااا ..يماا من طوله ..ولا شعره ..ولا عطره فايح بكل البيت ..
تنهدت من سخافة عالية ،وسألتها :
-وصلوا الجماعة يعني ؟
ردت أختها بتهكم مستفز لها صراحة ..
-لا ما وصلوا ،عن أي عريس نازل بقول أنا آه؟؟عفكرة أهله مو معه جاي لحاله ..واستفاضت بشرحها هائمة :
ياه شكله مودرن ومو تقليدي جاي لحاله ..
دوت ضربات قلبها بعنف متغاضية عن إنكارها قدومه لوحده إذ لا تقتضي العادات هكذا، التوتر يعود بشكل أقوى ،فركت أصابعها بحافة مرآة الزينة ،علامة حين تتوتر تتمسك بأي شيء تمسد أصابعها به ..
-إمي بتحكيلك تعالي حضري القهوة و طلعيها بسرعة!
-تمام إطلعي هلأ ،تواني وبلحقك ..
كانت مقابلة مزعجة حيث اجتمع ملهم ووالدها بالشاب يتفحصون ويمحصونه كاملًا ،ولا يخفى عليها انبهار عائلتها برؤيتها عدا العريس المعني بالانبهار الذي لم يعر لمساتها اهتمامًا، وربما محق هي ليست جميلة ،ولا تبهر النظر لكن عائلتها أنعشت حسّها الأنثوي ،ومعهم ملهم الذي نظر لها مطولًا ملاحظًا الفرق ربما لاحظ لمسات حاجبيها الجميلة ،وحينما استفردت بالعريس صدمها بشدّة ما حكاه وما سرده عن نفسه ..
فعدا كونه أرمل من خمسين يومًا وبدأ البحث عن زوجة جديدة ولا أفضل من أنثى على مشارف الثلاثين مثلها ،ناهيك عن نفورها منه لقلة وفائه وصورته المزعجة بعينيها ،لكن ما حدثها به بعد ذلك هو ما صعقها ..
-صراحة إذا ربنا كتب نصيب وقبول ،رح بلغك من هسا إنه أنا رح أستقر برا البلد لإنه مالي نية أضل فيها ..
قاطعته متسائلة بهدوء :
-ليه يعني إلك شغل برا مثلا ؟
ضحك بسماجة وبترفع ذكوري مقيت أخبرها متشدقًا :
-لا مش بيزنس ،بس هالبلد ما بقدر أضل فيه ،هالبلد بقتل أحلامي ،بحسني مخنوق فيه وما بقدر أمشي ،أحقق وأنجز إشي؟ هالبلد صراحة..
رشف من فنجان قهوته الذي عدته خسارة بحقه وتابع :
-بدمر أحلامنا ،محبط لكل شي بنقدمه ونعمله !
هنا فارت دمائها وغلى دم الحمية بعروقها :
-وليه مالها البلد ،يعني عفوًا شو اللي كنت ناويه وعملته وهالبلد حطمته ،أو مثلا شو اللي قدمته وما قدرتّه ! شو أكبر إنجازاتك إلها ،وعطاءك كمان ..
قاطعها بلباقة مستفزة له ،وعطره المزكم لإنفاسها بدأ مفعوله بإثارة الدوار لها :
-عفوا آنسة علياء ليه بتحكي بهالحدية هاي ،بحكيلك رأيي أنا ما بقدر أشوف هالبلد بعكسك كل أحلامي وطموحاتي برا ما بشوفها هون !
ارتشفت من كأس الماء أمامها وأجابته بحدية أكبر:
-وليه مثلا ما تشوفها لأحلامك وطموحاتك ،اعتدلت بجلستها قائلة :
-بتعرف أنا ما بقصدك أبدًا طبعًا بس بتعرف شو مشكلة شبابنا هالأيام إنه الجميع بشوف البلد خانقيته وما بتحققله اشي ،ولا هي أرض أحلامه ،مع إنه هم كشباب ما قدموا شي للبلد غير نظرتهم السوداوية ..
يعني ببساطة لو سألت شب ،شو في شي قدمته للبلد ،رح يقلك إنه ولا قدم إشي ،فكيف يستنى مقابل طالما ما عمل اشي الها !!!
توسعت عينيّ الماثل أمامها حتى محجريهما ،لكنها واصلت غير عابئة بأصول الذوق :
-مش طالبتك البلد تصنع مفاعل نووي الها ،ولا طالبة نيزك ولا صاروخ ،بس بعز عليها تستثمر ذكاءك ببلد ثانية ،وأنت قادر هون ،وإزا حكيتلي لأ ما في مجال ،رح جادلك وبقوة تعرف ليه ؟؟
لإنه كل حد فيا بده يطلع من العدم وهوب قدروا مواهبي ،وقدراتي وطاقاتي ..
صاحب الطاقة طاقته ما بتنضب بضل يضاعف وينمي فيها ليوصل لهدفه !
مشان هيك قبل ما تحكي هالمكان مو أرض أحلامي ،أسأل شو هي طاقات أحلامي أساسًا !!
وطبعًا أنا بعكسك تمامًا ،يعني شايفة أنه بلدي أحق بوظيفتي ،موهبتي وحتى العطاء عندي ،بلدنا أحق باستثماري .
وأضافت وهي تستقيم من فورها ..
-وهيك بظن أنو مقابلتنا انتهت ،يللا نتفضل ع جلسة العيلة .
لا تنسى الهجوم ونظرات الخيبة من جميع أفراد العائلة لدى إبلاغها بحوارهم ،الذي استنكروا ارتفاع أصواتهم فيه ،إلا أنها شرحت ببساطة ما حدث ،وحينما وبختها والدتها :
-خليك هيك ،متعنتة وراكبة راسك لحد ما يفوتك قطار العمر وأنت واقفة !
القطار، القطار مجددًا ليته يدهسها وترتاح ،الرجل خال من أي إنسانية وهؤلاء يفيضوا بالعبر المستفادة لتأخر الفتاة بالزواج ..
-يا إمي هاد ما في خير لبلده ،رح يكون فيه خير اللي ؟!
وخرجت من الصالة بأعين دامعة ،وملهم يشيعها بنظرات غير مفهومة أبدًا !
صوت سائح بقربها أفاقها من غيبوبة الذكريات ،ناظرت كاميرتها مجددًا وشاركت الصور التي التقطتها ونثرتها على الملأ
-الصباح الذي يبدأ بأحضان بلدي ،هو فعلًا صباح الخير .
الكثير من أحببته ،وأدعمه ،والواو أيضًا وتعليقات توالت على صورها ،لحظات أو أقل ووصلتها رسالة من ملهم المشاكس ..
-يا خاينة ع الجبل بدوني ..
ضحكت وردت له بوجوه ساخرة تمد لسانها
-آه والله ،محتاجة عزلة ..وأضافت لحالي بين علامتي تنصيص .
فأرسل لها رمز تعبيري حزين مرفق ب:
-بطلعلك والله .
تجاذبت معه أطراف الحديث ،وأنهى الحديث سريعًا كعادته وسرحت بملهم !
ملهم كان وحيها طوال مراحل حياتها ،له من اسمه نصيب ببثها كل ما تحتاجه شخصية أقرب للانطواء مثلها ..
توالت التنبيهات على هاتفها فناظرته بتأفف وأسدلت ستارة الهاتف ،رسائل من الصحيفة تطالب بمقالتها سريعًا التي لم تجهز منها حرف للآن ،لكنها شحذت طاقتها بما يكفي لأن يبهر كادر الصحيفة .
ورسالة مستعجلة من أباد مفادها" اتصلي بي ضروري "
قطبت متعجبة ونقرت الأزرار
-ألو ،كيفك أخ أباد إن شاءالله تمام ؟
-أهلين علياء منيح ،أنت كيفك ..
قلبت عينيها ،اتصال وضروري لتتبادل معه الأحوال وصوته يبدو عاديًا لا شيء مهم أو هكذا يراءى لها .
-آه أباد خوفتني صاير إشي ؟
-آه علياء ثائر رجع ؟
-شوووو ،بتحكي جد ثائر هوووون متى رجع وكيييييف ؟؟؟؟
قالتها صارخة تشعر وكأن الأرض مادت بها من تحتها رغم صلابة هامتها وتمسكها بالجدار الأثري !
لقد عاد ثائر ،عاد بعد سنوات فقدوا فيها أمل عودته !

يتبع ..


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:20 PM   #124

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

**
-آه يابا هيني جوا المطبخ تعالي هون..
والتفت للمتعجب بحاجبين معقودين يجيبه :
-هي روبي إجت !! بنت حلال شو أشتهيتها معنا ع هالأكلة !
إن كان تقطيب حاجبيه كناية عن تعجبه ،فما كان من اليمين منهما إلا أن يرتفع مندهشًا وبقوة وقبل أن يسأل عن روبي عاجلته الحنفية بإعادة التنقيط مجددا فعاد يشتم بخفوت ويتعامل معها ..
وصلت الزائرة محملة بأكياس ورقية وابتسامة واسعة تشق وجهها من الأذن اليمين إلى اليسار ..
-إيش يا عمّي ،خيانة وقلاية بندورة وحركات !! لوت شفتيها بمكر خفيف ..
-ومنزوي بالمطبخ ! لازم نحكي لزمرد -ومطتها بتشديد- ونثبت خيانتك بالوجه الشرعي ..
-وأنت بدل ما تشجعيني ع عمل الخير ،جاية بتخربي عليي ،خليني أرجع شباب وأحب ..
شهقت وتخصرت قائلة :
-يمّا منكم يما ،مالكم أمان لو يوصل الواحد فيكم مية سنة وعحفة قبره إلا يضل قلبه أخضر ..
ضربها بالمنشفة ورد بحنق مصطنع :
-عيب يا بنت ،أحنا بينشهد إلنا !
غيابه عن الصورة أساسًا وعدم انتباهها له لم يسمح له ب الالتفات أو إصدار أي حركة فكان خروجه من الخزانة الخاصة بالتمديد محرج نوعًا بشبكة العنكبوت التي دخل قلبها والتصقت به ،ورائحة الرطوبة التي عبقت أنفاسه وثيابه ناهيك عن قطع الأسمنت التي صبغت سترته السوداء، فدعى الله في سرّه أن يخرجها أبو محمود ليتعامل مع مظهره !

-عمو أنا مو مطولة ،سرقت حالي من الدار ،وأباد مش موجود طلع ،فحكيت أمرلك وأنا رايحة أجيب قهوة
ضحك أبو محمود بشدة
-هو لساه بخبي أكياس القهوة ،يا خيبتي منه وبده ياك توافقي عليه
مطت شفتيها وأردفت متذمرة :
-آه والله نكتت الدار زاوية ،زاوية وما لقيت ،ومخبي علب الزيت والزعتر كمان ،حتى مرطبان الزيتون اللي لعلياء فاقديته !!
شهقت متذكرة وأفضت له بسرّها :
-ويي لو تعرف لقيته مخبيهم بخزانته ! متخيل بالله .
عاجز عن الرد غارق في سيل من الضحكات الجنونية التي لا يعرفها غير معها وذلك الذي حشر نفسه في الزاوية ..
-ما إلو حل أباد ..
-وأزيدك من الشعر بيت ،اليوم كل الدنيا بتحكي إنه ناهض عزيز كاين بالدار ومجتمع بالكارثة المتنقلة ،إلا أباد مش شايفه ولا مجتمع فيه !
سأل مصدومًا :
-ناهض عزيز كاين عندكم ؟؟
أومأت بسخط وصوتها الجهوري يرتفع :
-تخيل قديشنا بنستنى نجتمع فيه ،وبعرفني انا تحديدا شو نفسي ،ونازل ينكر وينفي ..
قاطعها مستغربا
-غريبة إجى عالدار تبعكم ؟؟
أجابته بغير معرفة تقوس فمها للأسفل :
-انضرب ع قلبه ولا لشو يجي عند أباد ..
وأتمّت الشق الآخر من الجملة ..:
- ومن حظ قلبي
قالتها والقلوب تتقافز من عينيها تنضح منها بهيام خالص !
-اسمع انا بدي أطلع بقدرش أضل ،هلأ وأنا جاية ..
-ما بدك تفطري عنا !
قاطعته تنفي بوجهها تمد الأكياس الورقية ،تفتحها تُريه ما بها :
-لا أفطرت مناقيش زيت وزعتر ..والمهم شفت بسطة صاحبها حج كبير هون ع زواية المسجد بيعمل كاسات فخار بتجنن ،وسعرها رمزي حبيتها كتير وانبهرت بشكلها ،واتفقت معه أضل آخد من عنده نرسم عليها ونعطيها ياه شي منها يبيعه وشي نستخدمها هون
تابعت تشرح وهي تنقل أناملها للمقهى :
-العالم رح يحبوهم ،فكرتهم مبتكرة ولطيفة ،نكتب عبارات حب ،صداقة ونرسم رموز الها معنى !
أبصرها بنظرة عميقة تحمل فخر ،تفهم ،إنسانية ..تابعها بعواطف أهل الأرض التي توالت على حدقتيه ..
لكم يحب حس الإنسانية الذي يكبر لديها ،والشعور بالغير ،كم تحمل من عطاء ولا ينفد مخزونها !
رفيقة الفقراء والأبرياء والمشردة قلوبهم !
أولى انتباهه إليها ما أن رآها تستدير للباب ،ومن ثم التفتت إليه تخبره مشيرة إليها بكفها ..
-وأنت رح ترسم معي ! تمام ؟
-تمام
بدى صوتها يبتعد فسألته :
-تؤمر بإشي قبل ما أروح
-سلامتك ،رح تيجي مسا
-أكيد ،أكيد يللا باي قالتها وهي تنزل السلالم خارج حدود كوكب زمرد.
-من متى بتحب ع زمرد يا خاين؟؟ لو ما بعرف زمرد وقصتكم لقلت حبيبتك ؟؟
مشغول بأحد أكواب الفخار التي التقطها يتفصحها بين يديه ،أجابه وعينيه على زاويتها:
-ليش ضليت بالخزانة ،كان نفسي تشوفها ..
-صوتها كافي أشوفها ،ماله داعي ..
قالها وهو ينفض السترة ومنظره كامل ،يدخل إلى المرحاض الداخلي يرتب هندامه ..
-هالصوت كان عوضي بغيبتك يا محترم !
خرج من المرحاض ،وتقدم نحو الكؤوس الفخارية أمسك بأحدها ،ابتسم حينما عرف الفن الذي لا تخطئه عينيه لمعتصم النجار ،صاحب البسطة التي حلقوا في طفولته حولها علمهم أصول المهنة وأخذوها منه ..
حنين !
ليته يستطيع أن يستبدل هذا المصطلح ليترك أسما لكل ما يشعر به
يشعر بالرثاء ..
أنه يرثي فنّه ..حِسه ..وقلبه الذي أفقده الشغف بكل ما مضى !
الخواء والفراغ الذي استحله حال من حضارته الخصبة ،رفات مملكة يمر بأطلالها كل يوم ويسأل
-أين أنا من هذا ؟
فسحة زمنية قصرية تأخذه من حوله ،فيعجز إدراكه عن سماع أبو محمود الذي يستعجله بوجبتهما التي بردت ،ألم طفيف عاود النبض في يده جراء حركة خاطئة لفرط الشرود ،حطت به لرقعة الواقع فعاود التحليق للطاولة الأولى ..
طاولة
المشاركة ..العطاء ..المودة ،البقعة التي تعلموا فيها الشعور الأول من كل شيء !
كيف يبث الشغف ..وكيف تنبض الموهبة ! وكيف يُهدى العطاء من أراضٍ قاحلة !
تناولا وجبة الحب بالحب ،بين كل لقمة وأخرى ضحكة تبدد عتب ،ومزاح يرسم ذكرى جديدة ..
وأما عنه حاول قدر المستطاع صُنع ذكريات قبل طيرانه ! والمقابل له يومئ قلبه بتفهم يستغل اللحظات قبل ضياعها ! لكنه لم يستطع أسرها وألقى قنبلته التي تحوم حول أزقة روحه وتؤرقه :
-متى ناوي ترجع هالمرة ،وتتركنا ! متى رح تقتنع إنك لازم تتجاوز ،لازم تتعايش وتعرف إنه نصيبك كنت رح توخذه وأنت بين حضن أهلك !
كنت هون أو برا ،قضاء ربنا ماضي على الجميع ..
هل يمثل الدهشة وتُصعق تقاسميه ،لأ ..أبدًا أنه يعرف العم أبو محمود ،يقرأه ويحفظه عن ظهر قلب ،مدى وضوح أوراقه أمامه بقدر ما يروي جذور محبته له ،يؤرقه !
يعلنها حقيقة لنفسه أولًا ،سأمه من مدى الخذلان الذي أهداه الجميع ،فهو يخشى ضعفه أن يسوقه نحو المطار مجددًا ،يتركهم بقلوب أعلّها انتظاره يعود .. عاد ولكن بين العودة وعودة روح ثائر بعد مشرق الأرض عن مغربها !
من دون أن يرفع رأسه أجابه :
-ما جيت هون ،واللي نية أرجع ،هالقد صورتي مهزوزة بعينك يا حجي ،أجيك وأقعد معك لأرجع ثاني يوم !
تهللت أسارير العم رغم خوفه ،ولكنه ليطبطب على روحه بمخدرات ثائر ..
-فيك الخير يابوي ،الله يهدي سريرتك ،شو رأيك أرن للشباب هسا ونجتمع ما في أحبّ ع قلوبهم من هالخبر ..وهمّ بالتقاط الهاتف ليجري اتصالاته لكن كف ثائر قاطعته
-لا ،بدي نأجلها شوي ،ما بقدر أقابلهم هسّا !خليني هالأكمن يوم وبوعدك بسهرة الخميس إذا لساها ع موعدها رح ألتقي فيهم ..
شخص واحد يعلم كليهما صعوبة اللقاء به، وأنه يحتاج لشحن عواطف إضافية له ولم يكن سوى
-ملهم - ..
،ولكن بتفهم له وافقه رغم اعتراضه وبشدّة على رأيه ،إلا أنه لم يشأ أن يضغط عليه ،رآه يستقيم ويرتب هندامه ..
-زي ما بدك ،أعمل اللي بناسبك وأنا معك ما دامك موجود بيننا..وبالنسبة للسهرة الأيام هاي الكل انشغل وانحصرت بنهاية الأسبوع ،استثني روبي وملهم طبعًا ..
ملهم مجددًا ما يؤرقه كيف سيقابله ..كم من جلد للذات سيتحمله إذا ما صوب بنظراته العتب والخذلان ..
- وهسا شو رأيك تتفضل علينا ،زمرد واعدتيني بمكمورة على الشوارب !
قهقه بمودة خالصة وأشار بكفه اليسرى صوب قلبه ..
-عزيز يا عمي ،ربنا يسلمك ،بس هسّا لازم أروح للبيت الحجة أكيد قلبها ع نار ومحضرة اللي سفرة !
-إييييييه ،لا كبيرة هاي أكيد عامرة اليوم عند أم جهاد ،ميسرة يا ابني ،سلم ع الأهل كلهم ..
-بيوصل بيوصل ..وهسا أمرك بمرلك ع خير ..
-ع خير ،الله معك ،الله يحفظك ..


#يتبع ..


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:26 PM   #125

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

"أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد
أجمل الأمهات التي عينها لا تنام "
-حسن عبدالله .

تلحفت بغطاء صوفي ثقيل ،تقي نفسها لسعات الخريف الباردة ،غير عابئة بجلوسها الخاطئ على مقعد انتظار أمام الباب.. جُنت ولا تهتم بما سيقال ! كل جنونها الآن لا يضاهي جنونها حين فتحت باب غرفة ثائر هذا الصباح ولم تجده ..!!
زادت من ضم الغطاء حولها وكفها الأخرى مشغولة بتمسيد السبحة التي بكفها ..
-الله يهديك يا ثائر ،الله يحميك قد ما بتكوي قلبي وأنا يا بستناك يا خايفة عليك ..
خطوات قادمة جعلتها تنتفض من مكانها وتبصر القادم بخيبة فلم يكن سوى جلال ابنها .
-يما شو بتساوي هون أنتِ ...
-بستنى بثائر يا ميمتي ..
أشفق عليها تقدم منها يربت على كتفها من فوق الشال الصوفي ،لسعته برودته فانتفض كفه ..حدّثها بحنو وأبصر مآقيها المتلألئة بدموع الرجاء ..
-يا حجة ثائر وين بده يكون راح ،تلاقيه طلع يشوف الدنيا ،وأشتاق لكل إشي بهالبلد ،شوفي حالك كيف جمدتي هو ثائر صغير لتوقفي تستنيه ع الباب ،فوتي جوى فوتي البرد ما بناسبك يا حبيبة ،أصبريلك شويات وبلشي سخني العشا تلاقيه وصل إن شاءالله ..
أطاعته وسارت نحو المنزل ،وجدت لطيفة تقف أمام الفرن تراقب نضج المكمورة الطبق الذي أعدته متأخرًا بعد مجموعة كبيرة قد حضرتها اليوم ..
-يعطيك ألف عافية يا لطيفة ،الله يسلم إيديك يا رب
-يعافي قلبك ربيحة ،شو وصل ولا لساته ..
تنهدت بحسرة وتقدمت حيث الطاولة التي تتوسط المطبخ ،سحبت منها كرسي وجلست ..
-لساته ،عمّالي بستنى يا لطيفة ..بستنى وهو في اللي حيلة غير إني أستناه ..
-غمضي عين افتحي عين ،بتلاقيه وصل ،شو رأيك أعمل كاستين شاي نمخمخ عليهم ..
أومأت لها بابتسامة ،فنهضت لطيفة بضحكة حلوة وشرعت بوضع الأبريق على النار وهي تدندن بألحان أغنية هامت بها الأخرى، وقضين الوقت ومشرفات على الأطباق التي أعددنها سوية ..دلفت أمجاد إلى المطبخ تسأل الطعام لقد أنهكها الجوع بعد إعداد و كتابة ملفات مطلوبة منها أجلت لها كل تركيزها، وجدت والدتها والخالة لطيفة يعقدن حلقة طوارئ في المطبخ ابتسمت بشفقة ،والدتها احالت المنزل قسم طوارئ فعليًا ،والأخ لم يتفضل عليها بوجوده صباحًا ،سرحت به لقد اجتمعت العائلة كبرتوكول عائلي كل جمعة ،يجتمع الجميع على مائدة أم جهاد ،لكن لم يكن بالحسبان ،الذي حصل أمس لقد صعقهم حين طُرق الباب في العاشرة صباحًا ووجدوه ماثلًا أمامهم ،لم تسعف الصدمة والدتها الحبيبة فخارت قواها وسقطت مغشيًة عليها تلقفوها جميعًا وهرع إليها بجنون تلبسه ،تذكر استيقاظ أمها ودعمه لها بيده الصحيحة يربت على وجنتيها بلطف يسألها السلامة ،والمشهد قاتل لأمها يسألها السلامة وتود الانفجار به وتسأل هل أنت حقيقي ،ضمت عنقه لها بعنف مشتاق مال جسده به وأراح برأسه على صدرها يدفن نفسه في طيات حجابها ،أنفاسها ،رائحتها دفئها سحبوا سموم وجعه وسنين اغترابه ،استكان مُغَيبًا عن ما حوله بصوتها وهي تبكي وتنوح سنوات انتظارها له ،بدت مغيبًة هي الأخرى تعيش وجعًا آخر غير فقدانه تنطق ب اسمه :
-ثائر ...وتبكي ..تبكيه تبكي وجعه ،بتر فؤاده وإحساس يده اليسرى !توالي نوائب الزمن عليه ..
-ثائر ..شفت أبوك والله شفته جاي علينا البيت ويضحك ،مشي بزاويا البيت كله ..وبس وصل غرفتك مد إيده بإشي اللي وبس أجيت آخذه خلص الحلم ..
حكت حلمها والدمع يهبط حبالًا من سماء عينيها ،وشهقاتها تطغى على الكلام فتقطعه ..
رفعت رأسها فسمحت له بأن يرفع رأسه ،تشفي اعتلال قلبها برؤيته ،رفعت يديها وضمت وجهه بين كفيها ..
-استحلفك بالله ،ما تروح ،استحلفك بالله ترجع هون ..إذا اللي خاطر عندك تضل حوليي ،كيف قدرت يا ميمتي كيف قدرت تهجرني؟؟
ووصلة دموع مجددة ،جلال وجهاد يتابعون المشهد بدموع غير قادرين على التدخل ،وفي الجهة المقابلة تقف عهد المذهولة ،وأمجاد بذاتها التي لا تقل ذهولًا عن الأخرى ..ما يصعقها بشدة رؤية والدتها وثائر المنفصلين عن كل شيء ..وكأنهم ..وكأنهم يعيشون طقوس موت والدهم مرة أخرى !لا يخفى عليها هلع شقيقها و ملامحه التي وشت بجنونه حال رؤيته والدتهم تسقط مغشية عليها ،وكأنه لم يعتد طوال حياته على هبوط السكر الذي يسبب لها الإغماء في حال الصدمات المفاجئة ..
بعد مدة طويلة جدًا ،جدًا انتهى به الحال بين أحضانهم جميعًا ،وحين حلّ وقت صلاة الظهر ،أخبرهم بأنه لن يستطيع أن يصليها حاضرًا في المسجد سيصلي في المنزل ..
-خلص روحوا إنتوا ،ما بقدر أصليها حاضر ،رح أصليها بالبيت ،بلاش تتأخروا ..

صعد السلالم نحو الطابق الثاني ،لحقت به وتوارت خلف أحد الأبواب لتراه أين سيذهب ولم يخطئ حدسها إذ رأته يقف أمام غرفة مكتب والده ،طرقها مرة ..مرتين ،لم تستغرب طرقه فهم للآن وحد هذه اللحظة لا يدخلونها دون طرق بابها ،حتى لو صاحبها غادر من سنوات ..شدّ على مقبض الباب وطال وقوفه ..ثم دخلها ولم تستطع كبح فضولها ولحقته ،لم يتسنى لها معرفة ما الذي يفعله ،لكّنها سمعت صوت باب غرفة المرحاض الخاصة بوالدها ..ثوان قليلة صوت تكبير ،تقدمت أكثر ،وأكثر فتحت الباب فوجدته ساجدًا ..طال سجوده ..طال ..وطال ،إلى أن سمعت صوت ،أقشعر له بدنها ،ثائر يبكي ..كان يبكي بصوت عالٍ !


#يتبع ..

soha, جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:35 PM   #126

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

زفت عينيها دمعًة يتيمة ، التفاف يد حول كتفيها نزع منها فسحة السير في أروقة الذكرى ،رفعت رأسها فأبصرت ثائر ،أشاحت بوجهها غاضبة ،إذ أنها لن تسامحه على تركه لهم ،فزاد من ضمها له ،استسلمت لاحتضانه ومرغت رأسها إلا أن شهقة والدتها الفرحة غير المصدقة جعلتها تهرول إليه مسرعة وتنزعها من أحضانه وتستولي عليها كلها ..
-شو عاملة اللي يا حجة ،ريحة الطبخ فايحة بكل الحارة ..
-أنت إجييييت يا حبيبي ،إجييييت .. هيو إجى يا لطيفة ،كنت عارفة إنه رح يرجع ،كنت عارفة ..
وين كنت يا حبيبي وين كنت ؟ من الصبح أستنى فيك ..من الصبح بستنى!
ناظرته ووجدت ملابسه تعج بالتراب ،وكأنه متمرغ بها الوصف الأفضل ،وباستعجال رغم ثقتها بأنه كان عند قبر والده ..
-روح غير وانزل لأنزل العشا ،روووح يا حبيبي ،هينا ،بنسخنه ،ما تغير وتشوف حالك تلاقينا حطيناه.
وصلة أحاديث كثيرة ،والمنزل تحول من قسم الطوارئ ،لمطبخ انتاجي بامتياز وهاهم جميعهم حول مائدة الطعام التي جودتها امها بمساعدة الخالة لطيفة ..
مقلوبة ،مكمورة ،دوالي ،كوسا وملفوف أيضًا ،نوعين من الشوربة ،كبة مشوية ومقلية ،وكأن ثائر في دول المجاعات ،سلطات ومخبوزات عصائر وطبق الملوخية الذي لا يطيق طعمها ثائر متواجد على الطاولة استغربت عدم تواجد المنسف لكنها قد تذكرته بأنه وجبة الأمس المعتادة التي شاركهم ثائر بها ..
انفض العشاء ،وشربوا الشاي عنوان كل سهرة ،ولما أمّن الليل سكون الناس بظلامه ،لم يستطع أن يغشى عيني الساهر الذي يتقلب على فراشه
صوت خطوات قادم ،جعله يستكين ،فُتح باب غرفته سبقت رائحة القادمة جسدها ،فأستكان ليوهب قلبها السكن ،تقدمت خطواتها الحذرة ،جلست على طرف الفراش ،عدلت وضع لحافه ..واقتربت منه أكثر تبصم جبينه بقبلة من وجهها الوضاء ،وخرجت ..أستقام من سريره ،وخرج من غرفته قاصدًا غرفة والدته ،أكله الندم لما لم يوحي لها باستيقاظه لينهل من حنانها ،وصل غرفة المكتب ،وفي نيته تجاوزها ولم يفعل ..طرق الباب مرتين ودخل ،تسبح في ظلامها ،ولا خير منه في التعايش معه ،مجددًا توضأ واستقام للصلاة ،ركعتين في جوف الليل ابتهالًا لإن يحظى والده بالرحمة والمغفرة .. سلّم ومضى في جلوسه يدعو ،ويسأل إلى أن انفلت عقال لسانه وباح بسرّه ..
-لو بدي أقول ليتني أنا ولا أنت ،بتذكر إنك متت محسور عليي ،فموتي قبلك ،بخليني أكون معك بدار الحق ..
بس أنا لا متت قبلك ولا متت بعدك ..أنا سبب موتك يا حج !
ربت على يده اليسرى ،وتابع بقوله
- الإيد اللي كانت سبب موتك ..أنا قطعت الحياة عنها ..أساسًا أما مبتور بفقدانك ،ما ضر إيدي لو انبترت !
استغفر ربه بعد ما قال ،وزفر زفرة مختنقة ،ورجع لدعائه ،وحين استقام
ووصل الباب وصله صوت والدته :
-أضوي الضوء يا ثائر ،وتعال عندي هون .
بهت في مكانه ،والدته هنا موجودة ولم ينتبه ،سمعت كل ما قاله ،
-تعال يا حبيبي ،لا تخجل من شكواك ولو بكيت لا تخجل ،هاد أبوك يا حبيبي ،إذا ما راحن الدموع إله والحكي اله لمين بروح الحكي ..
أنار مصابيح الغرفة ،فوجدها تمد يديها له بأن يتقدمها ،ولإنه في أشد حالاته رغبة في أحضانها ،لم يتردد ووصل إليها حيث تجلس على الأريكة وبيدها سبحة والده ،أفسحت له ووصل له بأنها لا تريد جلوسه وحسب ،بل تريده يتمدد ويريح برأسه على فخذها ،طاوعها بنفس راغبة متمنية ،مد بجسده ،وبسطت رأسه بين كفيها كف يمسد وجهه وآخر تعبث بشعره تهديه صوتها بآيات الذكر الحكيم ،تتلو عليه وتنفث عليه ..
أمي! أضعت يد يّا على خصر امرأةٍ من سراب
أعانق رملاً أعانق ظلاً
رأيت كثيراً يا أمي رأيت
لديني لأبقى على راحتيك
آه، يا أمي
نطق بصوت مخدر تمامًا ..
-أشتقت لريحتك يا حبيبة ،أشتقت ..
-وأنا أنكوى قلبي لهفة عليك ..
-يا ريتني بقدر أعوضكم ،بس أنا جاي وقلبي محروق بدل الألف مرة ..
-سامحيني يا حجة ،سامحيني ..
-ما عملت اللي يخليك تطلب مني سماح ..
رفع رأسه إليها فوجدها تصوب بصره نحوها تلتمع عيونها براحة ،تهديه السكن وهو الذي ظن بسذاجته أنه هو من يهبها إياه ..
-فتت هالغرفة قبل ولا لأ ؟؟
أجابها ينفي بوجهه المستريح فوق فخذها ،فتتها مبارح ..
-ما مر يوم يا ثائر وما دخلت فيه غرفتك وغرفته ،أدعيلك وأدعيله ..ألومك أحيانًا وألومه ..تركتوني أحمل كل هالعبء ..أشكي الدنيا بعدكو ..ولو عتبي عليه أكبر ..بس بتذكر أني مؤمنة بكفر لو أضل أحكي هيك ،وأكمل الوقت وأنا بمسح كتبكم ..أنظف أغراضكم ،وبس تتعبى جوارحي من ريحتكم بطلع ،وبس بحس انه الشوق هدني برجع لغرفتك وغرفته !
لم يجد من حروفه ما يسعفه ردًا على كلامها ،فوجد سؤال آخر يستفزه الفضول لمعرفته:
-كنت عارفة إني رح إجي هون ،لهيك استنيتي صح ؟؟
أومأت له برأسها ،ولا زالت أناملها تسلك الطرقات بين خصلات شعره الكثيفة ..
-إيووه ..استنيت تيجي غرفتي ،ولما شفتك تأخرت طلعت أجيبك أنا حتى لو كنت عامل حالك نايم ،بس شفت حركتك عند الباب وما استغربت دخلت وأنت بتتوضى ..
لم يجبها وأكملت عملها ،رفع رأسه بغتًة فأجفلها فسألها برجاء :
-حجة ،أحكيلي أنك راضية عني ......!!!
-روحي وقلبي ،وربي راضيين عنك يا ثائر ،طول عمرك مرضي ،طول عمرك هني ،الله يرضى عنك ويرضيك ..
-وأبوي راضي عني !
أرجعت رأسه لمكانه ،ومسحت على وجهه مجددًا ..
-راضي ..مات وهو راضي يا حبيبي ،مات وهو فخور فيك ،بإنسانيتك ،بحمائيتك ،بالخير اللي جواك وبتقدمه للناس ..
أسمع يا ولد ..نطقتها بحزم أمومي ..
-ما خلاك تروح هالتخصص وهو مو عارف شو أبعاده ،وشو تتحكم عليك ظروف عملك ..وداك هالتخصص لتدرسه لإنه بعرف أنك أهل إله ،لإنه إنخلق الطب إلك ..بتموت وأنت بتقدم روح مريضك على نفسك ..
وافقك تروح ع بلد كلها قصف ،وهو ما بعرف ترجعله بجنازة ولا ع رجليك ماشي ..كان عارف ومشجعك لإنه أكثر واحد عارف إنه الناس هناك بحاجة شفاء ،بحاجة حياة ،يستحقوها وإنكو السبيل بإيد ربنا إلها !
سقطت دمعة من عينها جرت على كفها فوجنته ،بللت جفافها ورحمتها من أن يذرف الدموع أمام والدته ..استرسلت بحديثها :
مات وهو بتابع الأخبار كل يوم ،وبس يشوف مظاهر الفزع والدم الإرهاب والناس المرمية ،كان يدعي ويدعي ..
-يا رب سخر لهم جنود الأرض وملائكة السماء لحمايتهم ،وبس تسأله أمجاد عن جنود الأرض بقولها ..
-اللي زي أخوك يا أمجاد ..ثائر جند من جنوده !
قضوا ليلهم بذكريات ،وأحاديث غربلت وجع قلوبهم فبات أهدأ ،وعدها أن اليوم كله لها ،ولم ينفضوا بجلستهم إلا حين صدحت المساجد ب -الله أكبر – الفجر ..
صلوها جماعًة في المنزل ،وحين دخلت لغرفتها ،دبّ حماسها قرأت وردها ،ما تيسر من القرآن وذهبت لمطبخ الحديقة ،أخرجت طحين القمح وطفقت بعجنه ،حيث ستخبز اليوم خبز الشراك ،ولمّا رأت أن في مقدورها أيضًا أن تنجز شيئًا آخر ،تركت العجين من يدها ،وذهبت لمطبخ المنزل ،عجنت عجين خبز الطابون ،وخبز الفرن العادي ،ستعد المسخن اليوم ولا بأس أن دللتهم بخبز المتلوت ،تذكر ثائر يحبه !
خرجت للحديقة ،أخرجت صاج الخَبز الخاص بخبز الشراك ،نظمت وضع الحجارة ،وناظرت الساعة لا زالت السابعة والنصف ،همت لأن توقظ أبناءها يحضرون خبزها ويعيدون أيام خلت ،لكن صرير عجلات أمام بوابة المنزل أثار ريبتها وقفت تراقب القادم الذي كان يهتف بصراخ ..
-معلم خليل ،أفتحلي الباب ،معلم خليل ..
ملهم ويصرخ ،ما به ،توجست خيفة وهرعت نحو البوابة ،وجدت لطيفة تقف حيث الباب ،وخليل يفتح بوابة المنزل ..
-أعذرني يا معلم لإني أزعجتك ،مستعجل والله ..
تقدم نحوها ،وملامحه لا تُبشر بخير أبدًا ،وصل عندها ..استقبلته بحنوها
-ملهم هلا يا خالتو .. هلا ..خير إن شالله ،خوفتني والله صاير إشي؟ ..
لا يمكنه تصنع الذوق ،ولا الرد بلباقة :
-حجة آسف لوقت جيتي ،ثائر متى رجع عالبلد ؟؟
-أول مبارح الصبح يا ميمتي ،ليش في إشي ..
رأته ينكس رأسه ويشتم ،رفع رأسه إليها وسألها بصبر نافذ وغضب يغلي به ،يحرضه على قتل ثائر ..
-ووينه هسا ؟
-بغرفته لسى نايم ،كنت طالعة أصحيه والله ..
-نامت عليه حيطة هالنذل ،أنا بصحيه ي حجة ،خلص أنا بصحيه ..
نطقها وهو يهم بالدخول للمنزل غير عابئ بمن متواجد به أو لأ ،أكانت أمجاد هنا أم كل شقيقاته ولو رآهم لن يهتم ،حقيقة لا يهمه سوى قتل ثائر ،سيدق عنقه ،لكل ما فعله ومستمر بفعله له ..
نهب خطوات السلالم بعجل ،صادفته أمجاد التي ترتدي جلباب الصلاة ،ولم يخجل من تواجده ..وصل لغرفة المأسوف على شبابه كما سيكتب بعد قليل ،هم بفتح الباب وللصدفة كان ثائر يهم بفتحه ،والتقى الجبلان ،كان ثائر أسرع بالنطق لفرط صدمته ..:
-ملهم ..!!!!!













انتهى الفصل ..قراءة ممتعة .🕊🤍


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:43 PM   #127

Safa2017

? العضوٌ??? » 392118
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 213
?  نُقآطِيْ » Safa2017 is on a distinguished road
افتراضي

مستعده القراءه مستنيه الفصل لميس الحبيبه معناها الرقي في الكتابه
اللغه العربيه الجميله
الاختلاف في الافكار

جولتا likes this.

Safa2017 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:50 PM   #128

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 6 والزوار 29)
‏Lamees othman, ‏Safa2017, ‏Nana96, ‏شيماءالسيد, ‏Alhala1, ‏نوارة البيت

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 11:48 PM   #129

ايلياء مراد

? العضوٌ??? » 481110
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » ايلياء مراد is on a distinguished road
افتراضي

رووعة رووووعة الفصل رائع رجعه ثائر صعبه وروبي ما بينت بالفصل شو اللي بين ملهم وثائر ؟؟
ليتجنب لقائه علياء وامها حوارهم مضحك
الفصول للان غامضه بس ممتعه اسلوبك مشوق كتير ولا بينمل منه
تسلم ايديك لميس 🥰🥰

جولتا likes this.

ايلياء مراد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-20, 12:02 AM   #130

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة safa2017 مشاهدة المشاركة
مستعده القراءه مستنيه الفصل لميس الحبيبه معناها الرقي في الكتابه
اللغه العربيه الجميله
الاختلاف في الافكار
يا صفا اللي دايمًا مخجلاني ..قبلاتي 💙💙💙

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.