19-12-20, 07:13 PM
| #281 | |||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اقتباس:
| |||||||||||
|  |
|
19-12-20, 07:50 PM
| #282 | |||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
حبيبتي ربنا يكرمك ويسعدك.💙💙 | |||||||||||
|
| |
|
20-12-20, 10:04 PM
| #285 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| [COLOR="Green بسم الله أول.. فصل اليوم رح ينزل ويمكن متأخر لإنه الأبطال مشاهدهم بتطول .. فصل اليوم مهم، وبلون الربيع رح تتزين خطوطه .. لبداية الربيع لأبطالي .. الفصل حطيت قلبي فيه .. أتمنى تعطوني رأيكم فيه بصدق .. [/COLOR] | ||||||||||
|
| |
|
21-12-20, 12:47 AM
| #288 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| الجزء الاول من الفصل الخامس #حمائم_ثائرة ولو سألوك مقتنيي المجد يومًا أخبرنا ما صنعت في حياتك .. أخبرهم بثقة ..أشياء كثيرة لا تمت لعالمكم بصلة. تبسمت في وجه أطفال الحي، جلبت الحلوى لكبير السنّ الذي فقد أسنانه .. عانقت مخذولي العالم الذين حطت قلوبهم موضع روحي، ضحكت في وجه أرملة ودعوت لها أن يكون مستقرها مع رفيق دربها ! أخبرهم أنك بكيت مع أطفال المجاعات، وتضرعت أن يحل السلام على دول لم تعرف من السلام إلا اسمه .. كتبت رسائل لنساء بعثن مراسيل اللهفة لابنائهن الأسرى .. وكنت أحل محل الابن ما إن خلى بيت منه أخبرهم أني صديق عجائز البلد، وربما كنت دعوة فرج لأحد كبار السنّ كنت أحمل إنسانيتي معي فتتصرف هي، لا أنا ! يقود ملهم السيارة، والموسيقى تنساب من مذياعها، نهار اليوم كان متعبًا بحق، فما بين تتبع قوائم المحتاجين والمشوار الطويل من عمان إلى المفرق المدينة وترحابهم الحافل بثائر وإصرارهم على قبول دعوة الغداء التي تملصوا منها بشق الأنفس ورغم ذلك حضروا لهم وجبة فطور أدسم من الغداء نفسه ! وتنقلهم من جمعية إلى جمعية، ودور الرعاية، طاقاتهم نفدت بالكامل .. -ثائر ! همهم ثائر بنعم فجاءته جملة ملهم التي جعلته يقطب جبينه ما باله المجنون .. -يزم كيف تأثيرك لساته فعال ع الجنس الناعم .. ترك ثائر الهاتف، ونظر نحو ملهم بصدمة مضحكة .. فيخبره ملهم بطفولية : -موظفة جمعية النور ولا وجهتلي كلمة ! قهقه ثائر وأعاد رأسه للوراء لقد ظن أن هناك ما يستوجب هذه الملامح الحانقة : -هاي قدرات وسحر، أنت شو عرفك ! كشر ملهم وجهه والتفت إليه قائلا: -لا والله هذا حظ، ولا الفرق بيننا واضح ولصالحي طبعًا، بس أنت حظك من زمان كل البنات بتحبك، كل البناات حلوين ! -إيوه حظ ولا غيره .. ورفع رأسه وشمخ أنفع بغرور مصطنع .. -العبرة بالخواتيم، والنتائج دايمًا لصالحي أنت دايمًا عارضة .. وقهقه مجددًا ما جعل ملهم يكز على أسنانه يقلد الموظفة التي لم تعير أقواله ولا شيء مما فعله أهمية رغم أنه لم يهتم بها أو ينتظر منها نظرة مولعة لكنها كانت تولي بتركيزها نحو ثائر الذي لم يتحدث إليها أساسًا .. -فيكم تتواصلوا معنا بأي وئت بتحبوه، وتفدل أستاز سائر خد هالبطائة الخاصة فينا ! قهقه ثائر مجددًا بصوتٍ عال ورمى بتعليقه : -لو شافتها عليا والله لتخنقها رح تلاقي وحدة أنعم منها وتنافسها كمان .. ضحك معه ملهم بغيظ ، ولم يستطع كبح شعور الغيرة على ابنة خالته من أي عين تنظر لمحاسنها غيرة قريب على عرضه .. -فشرت هالمتصنعة تكون زيها، علياء نعومتها فطرة مو دلع ولا مياصة ولا تقليد . الهمزء في آخر عليا، والتشديد بكل حرف ينطقه ملهم وكأنه يتذوقه حال نطقه يخبره كم تعني له وكم يهدر بغبائه كل وقته معها .. لوهلة فكر هل لو رأتها عروبة ستتأثر، بالطبع لأ .. ما يميز عروبة أنها مميزة بلا شيء تضيفه لنفسها، جمالها في زينة الطلاء التي تزين أناملها وفي فوضاها وفي هالتها العبثية كلها .. وصلت السيارة أطراف عمان، فتهللت أساريرهم، طلب ثائر من ملهم المرور ببيت أهله يود أخذ بعض اللوحات للمقهى، فأخبره ملهم أنه لن يكون معه لإنه مدعو على دولمة هو طلبها من خالته ويتشدق أمامه بأنها دعوة .. -وين بدك تطحن الدولمة بس أفهم بعد اللي نسفته ع الصبح، ولك ما أنت صافحت المعزب على السدر ! قهقه ملهم مجددًا وأخبره بفخر -لا تخاف عليي، بوكل الطنجرة وزيادة ثم أشار لنفسه بفخر .. أكل الرجال ع قد أفعالها .. -لا والله في ناس معدتهم مثقوبة شو ما يوكلوا بتضل فاضية .. -عينك فيك يا مكيود، قول ماشاء الله .. -العين تحرسك، مع إني بشك بعين تتطلع غليك وتفكر بحسد .. أكمل ثائر جملته وخرج من السيارة نحو المنزل يأتي باللوحات ولما رأى أن ملهم لا ينوي الخروج أشر له ففهمها ملهم دعوة رفع كفه وناظر الساعة دلالة الوقت ودعوته .. فسار نحوه ثائر بخطوات حانقة ولما وصل إليه أخبره صراحة .. -ومين قالك إني داعيك، بدي ياك تروح تشيل اللوحات عني، شو ع بالك أشيلهم أنا .. وصل إلى الداخل ورأى أم جهاد التي تشبثت فيه للبقاء فاعتذر منها وحمل اللوحات الثلاثة أوصل ثائر حيث المقهى نزل معه وأوصل اللوحات حيث سلالم المقهى وقبل أن يصعد ثائر أوقفه ملهم بنداء التفت إليه بتساؤل وجد ملهم يمد يده حيث جيب معطفه الداخلي أخرج بطاقة عرفها ثائر قبل أن يقرأها مدها إليه والتقطها ثائر بدوره قرأها ونصل قلبه شقين ود لو يصرخ بعلو صوته بوفاء ملهم ومعزته التي لا تستحق أن تخذل .. رفع ملهم سبابته نحوه وأشار إليه بتهديد -بكرة يا ثائر، بكرة أول جلسة عجبك ولا عجبك تروح ورجلك فوق راسك وأنا معك بستناك .. نظر إليه ثائر وابتسم فردها ملهم بتلكؤ -بطاقتك متأخرة، أنا وصلت الجلسة الثالثة يا محترم .. أمعن ملهم به بغير تصديق، لقد صدق بعودته كثائر عودة كاملة يحيي فيها كل ما بُتر واقتصته الظروف منه .. -بتحكي جد يزم، بتحكي من عقلك .. وهجم عليه بعناق كانت نتيجته أن حط ملهم كالثور على صاحب عناد البغال ثائر، وكان محصلة ثائر من فرحة ملهم تلوث ملابسه التي مسحت السلالم الثلاثة .. ** تحت سماء المقهى، أنت تعزفين على وتري أم نبضي لا أدري ، ولا يفرق أنت العروبة التي تتحرك دمائي وتفور باسمها من أجلها .. -في ديسمبر تبدأ كل الأحلام أحلام الواعدين .. والمجروحين .. لكل من ابتأس من أحلامه .. ديسمبر يعده ..ويهمس له أبدأ من جديد..- جاء بعد العصر مُحمّل بثلاث لوحات رأى أن المقهى بحاجتهن، كعادة المقهى في هذا الوقت فارغ ، وجد أبو محمود يحضر القهوة العربية ويسكبها في الدلة المذهبة ، بالرغم من تواجد كل أنواع المشروبات العصرية إلا أن القهوة التي يعتبرها موروث لا يتخلى عنها على طاولة مميزة يضيف الدلال وفناجينها وفي أحايين كثيرة يعملها على الجمر يضيف لها لذه النار ورائحة الجمر .. -يعطيك العافية يا ابو الشباب متأخرة قهوتك اليوم ؟ رفع رأسه أبو محمود، ووجد ثائر يضع لوحات على الكرسي القريب منه ويتقدم نحوه -يعافي قلبك حرك الجمر ونظر إليه بلوم -عملتها وبردت وأنا بستنى فيكم ،قلت أجددها هسا وينكو اليوم ؟؟ ما حدا باين -كنت أنا وملهم بمشوار، راح لبيت خالته وهيني إجيتك هون ؟ -مشاوير من وراي ؟؟ -لا والله ..رحنا للمفرق مرينا على مقبرة العراقيين وبتعرف بعديها الطقوس المعتادة .. تهللت أسارير أبو محمود منذ متى وثائر بعيد، ها قد هاد كما هو وباشر أعماله كلها كما كانت .. في كل فترة يذهب ملهم وثائر إلى محافظة المفرق، لمقبرة الشهداء العراقيين في الأردن، شهداء استقروا في المحافظة عبورًا لفلسطين يقدموا أرواحهم فيها ولا خير من بلد الصحراء والأصالة تحتضنهم مشاهد حية تثبت أن عروبتنا واحدة بقوميتها ووحدتها .. وبعد أن يزور رفاة جدّه المتواجد فيما بينهما، يقوم بزيارة العائلات العفيفة والمحتاجة ومن بعدها يوزع عليهم مؤن الشتاء في زيارة الشتاء خاصته، كما مؤن الصيف ما إن يحل، كما يزور البيوت المتواجدة هناك واليوم طالت زيارتهم حد أنهم لم يستطيعوا الذهاب لمحافظة الرويشد لزيارة أعمامه هناك، إذ أن وجود ثائر الذي اشتاقت له حتى جدران البيوت التي وطئت قدمه باحتها أخذت الوقت كله .. -شو كأنه المقهى فاضي ولا حد هون .. لا والله ، روبي هون أجت من الظهر وقاعدة تشتغل بالسدة الأرضية .. نبضة ..لا اثنتين ..لم يعد يحسب هذه النبضات التي تتراقص في سجالها.. ثقل الحنين على قلبه ما أن تجول في المقهى وصل حيث الأكواب الفخارية التي تحتل زاوية جديدة ناظر أحداهن لفتته الجملة التي زينتها .. -والسلام يهدى من عينيك .. تأمل الأشياء بنهم لا يشبع أبدًا، وحين عاد إلى أبو محمود وجده قد صب القهوة في دلتها وأعطاه فنجانه ليشرب، شرب الأولى ولم يرغب بهزه فمذاقها على النار أطاح بصوابه ..شرب الثاني والثالث ..والفنجان الذي لا يعلم عدده وصلته أفكار لم يستطع لجمها فترجمها في مدونته الشخصية كما كل مرة .. الأشياء ليست كما تبدو في الحقيقة ، في الحقيقة جزء مخفي مبتور اقتصه الراوي واحتفظ به لنفسه. كانت خطوة متأخرة أن آتي بعد سنوات أخذ القحط من روحي مأخذه، كل خلية مبعثرة في جسدي تزحف وتتكوم أعلى صدري تصرخ وتئن باسم الوطن، قلبي عليل وزادي قليل يغذي بصره بصور من الذاكرة. لم يك تفريطًا بك ولكنني خجلت أن أعود بعد ما أخذ الوهن والضعف مني.. كيف أعود وقد خذلتك بلحظة ضعف مقيتة انتصرت لم تنتصر فيها الوساوس ولكن إيماني ركن لي حرية التعايش كما أرغب.. لم أجرؤ على طلب الغفران أو ألتمس لنفسي عذر.. عجزت أن أعرف الرجل الذي صنعته لأربع عقود ونصف، كيف كان يصدح صوته في المحافل يتغنى بك ويشدو ! كنت أنت يا وطن أينما حللت ووطئت قدمي ! كنت مرسولك في كل بقعة قصدتها ونثرتك فيها ! أنت موجود بي وبكل روح عبرتها .. بصمتك فيهم، كما قروؤك بي . دقيقتين أو أقل وتعليق لا يقل وجعًا ولا جمالًا عن نثره مذيل باسم بات يحفظه قلبه وينتظره Arab_89 الأشياء ليست كما تبدو في الحقيقة..بل في قعر الحقيقة هناك جزء ملغوم تسلح به الراوي يصوب فيه نحو الحبكة ما أن خرجت عن طوره . كانت خطوة متأخرة مني، أن أترك بلدًا ترعرعتُ في جنباته، استبدلت فيه رائحة الكروم والياسمين وصوت العصافير والبلابل برائحة الدماء والمتفجرات، وصوت المدافع والصراخ .. كما كان صوت فيروز عنوان صباحاتنا، أصبح للبكاء وعويل الثكلى، سيمفونية توقظ فينا طاقة الصمود الأشد فتكًا .. غادرت وروحي معلقة بين رجلين أحدهما زففته بدمائه المضرجة إلى مأواه الأخير، وآخر بين جدران أربعة تحت الأرض أو لا أعلم ما أعلمه أن صوته جهر وعلى على صوت الطغيان فالتهمه الطاغوت ليخرس صوته .. لم أبك، لم أنظر للخلف ولا مرة لأني أدرك جيدًا ما يعني أن تبتر الخيارات في -الأرض والعرض- .. كيف تكون المحاصرة بأغلى ما تملك، لهذا رحلت أحمل وعدًا بغد، ومستقبل واعد ألون فيه بريشتي .. وأسمح لي سأقتبس منك .. "كنت أنت يا وطن أينما حللت ووطأت قدمي ! كنت مرسولك في كل بقعة قصدتها ونثرتك فيها ! أنت موجود بي وبكل روح عبرتها .. بصمتك فيهم، كما قروؤك بي ." -تحت سماء المقهى يكتب وتجيب، يلغم بالخروف وتسرد همها، يطلق بوابل المشاعر، فيجيب همسها بأنني هنا نتشارك وجعًا أين هو من وجعها ! وأينه من صبرها وأينه من رضاها بالقضاء والقدر .. -عليا مبطلة تجي هون والله فاقدها .. أخرجه أبو محمود من لجة أفكاره فيجيبه بشرود .. -عليا بحاجة استراحة تأخرت كثير لتوخذها يا عمي .. -الله يهدي بالها، عليا ما في منها مثل البلسم والله .. يضرب بكفه اليمين على فخذه ويرد .. -عليا جوهرة وتستحق اللي يقدر لمعتها .. ضربة من أبو محمود -هات الفنجان يا ولد، برد وأنت عامل فيها شارلوك هومس وساكت .. التقط الفنجان من الطاولة بعد ما رشف المتبقي وأجابه بتصحيح : -شارلوك هولمز يا حج ..شارلوك هولمز .. وضربة أخرى كان ليردها ثائر لولا صوت الكمان الذي خرج من تحت الأرض، ألجم ألسنتهم وتدفق ع كأس يرقرق حزن من تعزفه حيث قلوبهم .. لم يكن عزفًا، كانت قطرات من الحزن تمسح على اوتار الكمان تهدهد بكاءه! استمع إلى العزف مأخوذًا، وحياة بطولها ب خمس وثلاثين سنة تنساب كشريط كامل توقف عند كل محطة فيه وسأل بنهاية العزف ، أين وجعي منها؟ سار حيث الدرج القصير وصل إليها رآها تصنع بالصلصال الحراري على أكواب فخارية بغرفة شديدة العتمة بلا ضوء.. طرق الباب مرة وأخرى ..تنحنح بلا فائدة ما مشكلتها مع الانغماس الكلي .. طرق بكفه حد أن أوجعته على الحائط الذي يستند عليه وبعد طول صبر رفعت رأسها له .. وبمحاولة فاشلة لتقبل وجوده المفاجئ، ابتسمت ابتسامة مُجامِلة -أهلا ثائر .. وضع كفه بجيب بنطاله وأجابها بحرج -معذرة على تطفلي، صوت الكمان جابني بلا وعي هون ! ابتسمت له من قلبها وذهبت عنها المفاجأة والاندهاش وأخبرته .. -عنجد، شكرًا لإلك .. ثم استرسلت .. -الكمان بحبه جدًا بعد الناي، أكتر آلتين كان عندي شغف تعلمهم ، لإنه العود وبطبيعة الحال تعليمه فطرة عندي لإنه أبي كان يعزف عليه بمهارة وأخذت أصول الحرفة منه والباقي تركته لقلبي ! أبدى إعجابه ونقطة جميلة لصالحه أن تبدأ هي بالحديث عمّا يحاول الوصول إليه : -عظيم والله، العزف شباك الروح، وآلاته شعاعها، وأنا تعلمت العزف من الطفولة لإنه كان درس إجباري بالمقترح الدراسي وطبعًا كانت الحصة المفضلة طبعًا واللي فالح فيها ! ضحك بخفه ومسّ بسبابته طرف أنفه بحركة عفوية أسرتها لأجزاء من ثانية وأكمل : -كنت أهرب من حصص العلوم والنشاط أروح ع مس الموسيقى وأستغل حبها اللي وتخليني أدخل مع أي صف ! وبهيك قدرت أعزف ع كل الآلات اللي بالمدرسة، وكانت اللي أشواط إضافية بالبيانو .. -أووه عنجد .. استغربت قدرته على العزف أليست يده عاطلة عن الحركة أم يهيأ لها .. -تاريخك الموسيقي حافل ! -لدرجة ما بتخيليها كنت قائد الكورال المدرسي بالاحتفالات ! -لا، الحصص كانت مش من ضمن المناهج كنا نضطر ناخدها بمعاهد ، بقدر أحكي نيالكم طبعًا وإحم .. صوتي كان منفرد ما كانوا يضموني للكورال، عشان طبقته مرتفعة ونظرت إليه بلوم لم تستطع كبحه .. - ف يتم أختياري بشكل منفرد ! ابتسامة تتدلى من جانبي فمه، انسابت رغمًا عنه ومع ذلك أجابها : -ماشاءالله ..أنتِ فعلًا صوتك مميز ! ولتوضيح لبس معين .. -أول ما رجعت ع البلد، زرت العم أبو محمود، ودبستّه بقلاية بندورة -آه آه تذكرت قلاية البندورة إلك كانت ..كنت هاربة من الدار يومها عشان أباد .. ضحك ولم يعقب فأكمل سيرته التي قطعت .. -وإحنا بنجهز فيها خربت الحنفية وانفجرت .. -أووه لا تحكيها، هاي ما بتصلح أصلا لتخرب! ابتسم لجملتها -هي فعلًا هيك، ولك أن تتخيلي شو عملت بالمطبخ، ف وأنا بصلح فيها أنت دخلتِ وكان صعب جدًا أنه أطلع وتشوفيني كيف كنت ! ومع هيك صحيح ما شفتك بس فيكي تحكي إنه أنبصم بذاكرتي ! ضحكت بقوة خلبت لبه، بصوتها المزعج كما يدعّي ولا تدري لما شعرت بغل ضحكتها .. -آه لإنه بثقب الأذن أكيد .. نظر إليها بإمعان وأخبرها بصدق : رح أحكيلك بإيجاز شغلة بسيطة : هاد يا ستي نيوساينتيست العلمية نشرت مرة .. سألته باستنكار : -نيوساتنست .. -لا تدققي ع الاسم مش مهم.. -طيب أوك شو مالها .. لم يستطع إلا أن يضحك وأكمل - إنه بعام 1927 وكاحتفال لإذاعة بي بي سي البريطانية انه مر عليها خمس سنوات ، حب عالم النفس البريطاني توم هيثرلي بير إنو يعرف شو اللي بحسه المستمع في عقله وروحه ، وانطباعاتهم عن الشخص اللي بقدم البرامج، طبعا راح جند تسع أشخاص من أعمار مختلفة من بينهم بنته اللي عمرها 11 سنة ، وواحد من رجال القضاء ووزير، وطلب منهم قراءة قطعة من إحدى روايات الكاتب العالمي تشارلز ديكنز، تمعن في نظرات التركيز خاصتها بجبينها المقطب وحينما توقف للحظة .. -طيب آه كمل .. برفعة حاجب أجابها وأكمل حديثه - بثوا أصواتهم ع الإذاعة ، وطلب من المستمعين يكتبوا انطباعاتهم عن المتحدثين، ولاحظ أنه عدد كبير منهم قدموا بعض التفاصيل الدقيقة عن شخصية المتحدثين من خلال الصوت، واحد وصف الوزير بأنه تعرض لمعاناة وصوته متعاطف جدًا، وصار يوصف ملامحه بأنه شخص طويل وأكتافه دائرية ورقبته طويلة وذقنه مدبب، وبنفس الوقت استنتج بير أن صوت الإنسان بيوخذ كثير من ملامحه، والطريقة التي يحكي فيها الشخص ممكن ترسم صورة واضحة عنه، وتسرد بعض الحقائق عن تاريخه، مع إنه ما بكون واعي أو بالكيفية التي تأثر فيها الانطباعات التي بتركها الصوت بسلوكه . -يعني بتقدري تقولي : -صوت الإنسان هو وجهه المسموع- وبهالحكي اللي حكيته ومع أنك مسكتيها علي ، وشو ما بررت يا ستي ما رح تقتنعي، بس أتمنى ما تفهميني غلط .. -وفي الواقع، هو لا يود أن تفهمه إلا بالطريقة الخاطئة- .. -بس شفتك بمكتب ملهم، تقدري تحكي إني عرفتك قبل ما أسمع صوتك ! يخبرها أن لا تفهمه بطريقة خاطئة، ويخبرها بكلام لا يمكن تأويله إلا بطريقة جعلت نبضات قلبها تتقافز بإثارة وفضول لاستكمال حديثه .. -أنا بآمن بالأرواح المتآلفة وجدًا ، ويمكن هذا أكبر معنى أنك تواجدتي بمكان أنا غادرته بعد وقت قصير أنا تركتهم فيه، وحليتي محلي .. توقف عن الكلام وناظرها ما أن التفت إليه صامتة بخشوع، فواصل حديثه وهو يدور في أرجاء المكان -بتعرفي أول ما طلعتي من عند العم أبو محمود عاتبني ليش ما طلعت وخليتك تتعرفي عليي .. ابتلعت ريق الترقب ورفرفت بأهدابها تحثه الاستكمال فجاءها بصوته الوقور -قلي هي كانت عوضي بغيابك، واللي صبرتني عليه !! لوقت طويل ..سألت مين الشخص اللي ممكن يكون عوض للعم أبو محمود ومكانته تكون قريب مني .. وللأسف مش بغرور بحكي أبدًا لأ ..بس هالعم بعرفه قبل لا يتزوج حتى .. ربيت عنده بشوفه يمكن أكثر من أهلي، وبحجم قساوة هالجملة ، قدرت أتنبأ بهالشخصية وبعرف ببساطة ليش أحتلت هالمكان عنده .. قطبت حاجبيها، ورغمًا عن أنف التأثر تأثرت ومارثون نبضات عقلها وازى القلب لديها ومع ذلك لم تستطع إلا الاستفسار : -قدرت تتنبأ، طيب شو فرضية الاحتلال اللي وجهتها لمكانتي عنده ! وببديهية مطلقة أجاب : -التشابه ! كررت بعده بتساؤل : -تشابه !! فيرد بكلمات منمقة، واثقة، قوية زعزعت جدران هامتها -تشابه للحد اللي بخليني أسأل، معقول الهالة الروحية توثق بصمتها بأكثر من جسد .. كاد أن يسترسل بحديثه فقاطعته والصلصال ينساب من بين اناملها مجددًا : -بالضبط وأكد هالكلام حديث شريف ( الأرواح جنود مجندة , فما تعارف منها ائتلف , وما تناكر منها اختلف ) يعني بطبيعة علاقاتنا البشرية بنميل للأشخاص اللي بيشبهونا وتعتاد أرواحنا عليهم ببصمة التشابه والتوافق الروحي ! -بالضبط و مع أني متأكد أنك صاحبة هالة خاصة ومميزة، وهالشي ما بختلف عليه اثنين، كل شخص منا له طريقة خاصة بتقديمها وعرضها إلا أنه اختلاف الطريقة اللي بنظهر وبتظهر فيها مكنوناتنا ما بتنفي أن الجوهر مشترك .. تجاوز الحديث في الموضوع الذي شعر بتيهها فيه، وناور في موضوع مغاير تمامًا : -طيب شو اللي بتعمليه هسّا !! -بحاول أرسم على أكواب الفخار هاي، معي صلصال حراري وبدي أزينهم ! شوف هالكوبين قدرت أزينهم، بس الباقي مستصعبة أكمله.. أتمت جملتها بخيبة خالصة، التقط الكوب وأعجبته الحركات الأنثوية الملتصقة به والتي رسمتها بالقطر .. -حلو الشغل، بس هالأكواب لمعتصم النجار ؟؟ -أومأت له وسألت بفضول -بتعرفه ؟؟ يهز برأسه مما جعل رأسها يشتعل غيظًا كثيرًا ما عصفت به الأفكار والمشاعر .. -بعرفه من شبابي ، وأشتغلت معه بالجرار الفخارية والخزف، أنا وملهم تعلمناها بعد ألف محاولة تخريب وفشل ! كان أباد المحترف ب هالمهنة ؟ ضحكت بغير تصديق وسألته -أباد ؟؟ يجيبها بابتسامة تخص أباد -آه هو، وللأمانة هو الشخص المفضل عند عمو معتصم، وإذا سألتي مين الشخصية المبغوضة بعد ملهم فهو سيّااف .. -وأنتَ -أنا لا ، كنت مزبط وضعي بعرفني من الطفولة كانت شفيعة اللي هالأيام .. -مش قادرة أتخيل أباد يشتغل بالفخار وأتبعتها بضحكة هستيرية أصمت أذنيه بلا شك، ضحك لمرآها غير المسيطر على نفسه أبدًا -أباد ع فكرة مثابر وطموح، وكان يتعلم بسرعة بشكل كان يغيظ ملهم ويخليه يفقع بالعربي ل يروح يكسر شغله بعد ما يجهز -يستاهل ! وضحكت مجددًا بصورة ألطف .. مع أنه يعلم ببغضها لأباد إلا أنه لم يستطع إلا أن ينظر لها بضيق، فأباد صديقه رغم كل شيء -أنا كنت معه من طفولتي بحكم روحتي وجيتي عند أبو محمود، بس ولا مرة خطرلي أتعلم وحتى أباد بزياراته القصيرة أول ما تعرفت ع ملهم .. توهجت عيناه بوهج خاص مليء بالعاطفة امتنت له من قلبها فأكمل : -بس جبته للمعلم معتصم، ملهم انبهر وأصرّ إلا يتعلم ومع أنه جننه للمعلم، وخرب نص الأشياء إلا أنه تعلمها بالآخر .. -ملهم طموح ما بقدر يمر شي من عنده مرور الكرام .. -بالزبط ملهم شغوف ..وطاقته ما بتخلص تنحنحت حالما تذكرت موقفهما الأخير، وكيف كادت أن تتسبب بمشكلة فيما بينهما .. -مش عارفة كيف رح أبلش الحديث بس أنا ما كنت أقصد أي خلاف يصير بينكم المرة الماضية وقت كنا عند بيت علياء .. ملامحها المُؤنَبة بطريقة لا تشبه عنفوان ملامحها وقوتها بدت له مضحكة، مضحكة جدًا .. -لا أبدًا ولا يهمك ، فعلًا أنا كنت متواجد، أسبل نظراته يواري عن عينيها تعقب فصول الفقد على وجهه وأخبرها -أنا بزور قبر أبوي بذكرى ميلاده ووفاته .. وبحاول على قد ما بقدر أعمل أشياء أوهبها لروحه، قبل ما أروح .. وبسؤال بديهي خطر إلك ليش ما كنت أبين أو أظهر حالي ف ببساطة .. -أنا وقت رجعت إلهم هون، رجعت بس شفت حالي بقدر أرجع، رجوع كامل بكلي .. رغم تحفظ الجميع بالحديث عن سبب ابتعاده، وبمحاولة فاشلة لجمع خيوط أحجيته فشلت واختارت التركيز معه في الحديث لا شأن لها بتفاصيل حياته .. -مع إني ما بعرف شو سبب سفرك، بس أنت صاحب ذكر طيب وبعدك عنهم آذاهم وملهم بشكل خاص . -بعرف، ومع هيك ولا يهمك .. الأمور تمام وملهم تفهم الموضوع، لن يخبرها بأن ملهم تفهم الموضوع يقتضي ذلك لكمات وضربات متفرقة تزين جسده، وسباب بذيء وغيره ! -الحمدلله يعني ما صار إشي .. -لا أرتاحي .. خطى نحو الكرسي المركون بجانبها التقط الكمان ناظر الأوتار الملطخة بصلصالها صرف ذهنه عن تفاصيل لو أمعن فيها لغرق في بحر غمس روحه بوحل الضياع بعد مهارته كغواص في تقدير الأمور قبل أن تنساب منه العواطف، ابتسم بحنين له ابتسامة عاجزة عن احتضانه بموسيقى يعانق روحه وإياه ، يبثه قلبه عل الأربع أوتار تهدهد عليه وتمسح عليه طمأنينة ذهبت مع عدد أوتاره! -بتعزفي عليه بالعادة ! .. التفت من الطاولة التي كانت ترتكز عليها ووصلت إليه : -بس أحس حالي بحاجته ! -جميل ! شرد بنظره وهتف لها -كان درسه هو أفضل دروس الحصص الموسيقية اللي بنوخذها، بناسب متطلباتي الموسيقية والمعلمة كانت معطاءة بشكل .. .. -شو هالدلال إلكم إحنا موسيقى ما في بمنهاجنا .. بامتعاظ وغيرة حقيقية قالتها أهدته قهقهة لقولها وأنضمت له تضحك مغتاظة .. -كانت مدرسة خاصة لذلك كل هالامتيازات متواجدة! -وما رح أحكيلك أنه الكمان اللي عزفتِ أنتِ عليه بكون اللي ! ناظرته بذهول فأشار نحو الكمان القابع في يده مده إليها وأشار حيث جزء معين فرأت حروف اسمه بالفعل منقوشة على قوقعة الكمان(جبهته) بخط صغير لا يرى ! -كان هدية مس الموسيقى اللي ، كتذكار تقديري .. لا زالت ممعنة بالكمان في يدها وإبهامها مر على حروف اسمه بتيه، تمنت لو مدت إليه وطلبته العزف .. إن حديثه عن الكمان يحوي الشجن ووجع وتره، ماذا لو عزف ! ودت لو سألته عن حديثه بثقة وتواجد يده الشامخة بسكون، هل كان يحوي معجزة ويدير كل شيء بيده اليمين ! طرف بصرها حيث يسراه بغير إرادة منها وأشاحت ببصرها بظنها أنه لن ينتبه لجزيء الثانية الذي أولت لبصرها تفحصه .. -طبعًا كنت قادر أعزف، وكنت أقدر أستخدم الاثنين، لا تتفاجئي هالحكي قبل لا تنبتر الحياة من هون .. وأشار ليده اليسرى ! بروح قدت من تعايش لم تنظر إليه بأسف أو أشعرته بأن الكون انتهى رغم صدمتها، وأول خيط بغته لتحيك حبكته أُهدي إليها من البطل !.. -ألف لا بأس، الحمدلله إيد مو روح ! -ونعم بالله .. نظرت إليه مطولًا، ثم أسبلت أهدابها حيث القالب الطيني الذي صنعته وهدم أخبرته بكلمات تنساب من شمس وهاجة تسلل دفئها إلى يده التي تجمدت .. -أبي كان دايمًا يحكي، كل الخسارات بتهون مع خسارة الروح، كل الخسارات ابتلاءات نقدر نتجاوزها بس إزا خسرنا الروح ما في مجال نتعدى أي اختبار، اختبار نصحح فيه ونقدر نشوف فرصة تانية للنجاة !اختبار يكون درس جديد لسلسلة دروس الحياة .. بس فقد الروح يعني الاختبارات انتهت، وأنك فقدت القدرة على التصحيح أنت هون عم يتصحح إلك .. إيدك اللي راحت دليل نجاتك، وأنك خضت معركة بغض النظر عنها، طلعت فايز فيها كانت شهادة نصرك بهالمعركة ، وراية صمودك .. عادت تنثر الرمال بطريقة جعلته يفتتن بأنامل ملؤها طين صلصال وجروح .. لو رآه أحدهم ينظر إلى أناملها لشك في قدراته العقلية وتيقن أن خلاياها تعطلت كحال يده .. هذه النغمة الرتيبة التي تعزف في جواه و فقدت توازنها في حضورها بدت واضحة له جدًا، ولأنه يعرف كل خطوة يخطوها نحوها أيقن اكتماله بها لذا رفع ببصره إليها ولقن على مسامعها : -لو ركزت بكل المعطيات اللي بتضم تشابهنا رح تكتشفي إشي واحد تبادر لذهنك هسّا، أو رح تكتشفيه بس تنظمي أفكارك، رح تعرفي فيه سبب لقيا كانت قبل خمسة سنوات طبعًا ما أظنك تتذكريها ولو تذكرتيها فالمفاد واضح إلنا جدًا .. أكمل حديثه بسحبه الولاعة من أمامها سار بها حيث محافظ الشموع، أنار الغرفة بشمعتين وأعاد الولاعة لها .. -رح أسبقك، أبو محمود ناوي يعشينا بمطعم هاشم .. خرج من عندها وعند الباب عاد ببصره نحوها، رآها تناظره بنفس الدهشة وهج الشمس يعانق دفء الغروب يسطع من عينيها تنبلج خيوط الفتنة وتصوب بأشعة سكبت الدفء لأوصاله ودبت الحياة في يد فقدتها منذ سنوات .. ** انتهى الجزء الأول من الفصل الخامس . ملتقانا الخميس مقتطفات من الفصل القادم : -رفع بصره إليه بصدمة هل تطلب منه أن يقنع علياء بالخاطب الجديد .. ... -الحادث ما في وفيات خالك عنده كسر بالحوض، وعيلته بتعاني رضوض وكسور متفرقة وتم نقلهم لمشفى السلط .. ...... -فتحت الصندوق المزخرف ، التقطت الكوب الفخاري المزين بعبارة أشعلت وهج شمسها "وبعيونك ربيعي نور وحليي" أستودعكم الله.❤❤ | ||||||||||
|
| |
|
21-12-20, 01:16 AM
| #290 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 4 والزوار 25) Lamees othman, راما م النجار, Safa2017, تالا الاموره | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
539Likes
العرض العادي
