24-12-20, 09:52 PM
| #312 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  بسم الله .. الجزء الثاني من الفصل الخامس حمائم ثائرة .. "كَتَمْتُ هَوَاكَ زَمَانًا في الفُؤاد ... وفي أَنينِ الرُّوحِ سرُّ حِكايتيْ... وعَن سؤالِ الناسِ عن صَمتي لمْ أَزل... أُجِيبُ بالصَّمتِ حتى بَاحَ صَمْتِي..." - بعض القصص تطوى بالكتمان .. لا تنال شرف الهامش في الصفحات.. تندثر مع انبلاج حروف قصة ملهمة، أي قصة عدا هي .. قصتها اندثرت..لم تكتب، لإن بطلتها ماتت في أول سطر من روايتها .. -في قلبي، لآخر رمقٍ من عمري يا ملهم ! زفرت بصوتٍ مسموع، ابتلعت عبرة تأبى الخروج، ركنت القلم جانب مُذكرتها، اختارت لونًا أخضر بلون روحه خطته فوق عبارتها الأخيرة .. أطبقت المُذكرة وقلبها للأبد أو بعد ! لسنين لا تُعد.. ستنأى بروحها عن حبه، وستجبر ذاكرتها على محو صورة الحبيب، ولتستبدلها بصورة ابن الخالة كما كان .. تشعر بأنها تثقل عليه، جزء منها ينبض برأسها بقوة يخبرها أنه يعلم وأنه لا يملك لها سوى صورة ابنة الخالة أو اقرب .. لا شيء ملموس، لكنه محسوس .. هل تنكر قلبها! ما تخبرنا به قلوبنا أصح، وأصح .. -مرآة القلب أصدق بكثير مما تنطقه العين. -عليا.. -يا عليا تعالي يَمّا، جهزت الحشوة، يللا نخلص بسرعة ! -حتى رثاء الذات في هذا البيت غير مسموح به- .. قالتها تلوي شفتيها، وهي تفكر حتى لم تمارس طقوس بتره من قلبها كما هو متعارف بدموع ووعود معتادة ! -جاية جاية يا ماما .. -حتى الواحد بالبيت ما بقدر يمعد " يندب حظه" ..بكيفه !! رطبت وجهها وندته بقطرات ماء رفعت خصلاتها في كعكة عشوائية، وخرجت حيث والدتها أعدت حشوة الدولمة تقدمها وجبة غذاء للسيد ملهم، الذي قطعت عهود الحب معه للتو -عهد وميثاق من طرف واحد، هي من أنشأته ونقضته.. قد تبدو الصورة جدًا طبيعية، والدتها حضرت كمية تكفي ست عائلات على الأقل، توزع على الجيران كعادتها، أما الصورة بما يعنيها و لها ساخرة بشكل يدمي قلبها العليل به ! تساعد في وجبة غذاء لشخص، تُشعر أنه يهرب منها وبات واضحًا، رغم أنها خير من تجيد إخفاء حبه عنه وعن الجميع! -يا ماما هاد كله لمين، ما في غيرنا الخمسة، لشو الكمية هاي .. هاد لقبيلة والله ! بكسة كوسا، وبكسة بيتنجان، وكيس بصل، والكرفس والفليفلا هدول بنوزع للجيران منهم شهر بحاله .. طوت والدتها ورقة العنب بعنف بعد ما أضافت كمية من الأرز: -وأنتِ شو دخلك لمين، لفي وأنت ساكتة .. ناظرت والدتها من بين أهدابها تمتم بغيظ : -الله رازق بنات الناس بنات زي الفل إلا أنا مبلية ،وتردف بعدما أخذت حبة كوسا -وأنا شو ما بسوي لازم أتحاسب تقول من أجيالهم ! رفعت حاجبها مندهشة وسألتها باستنكار : -سؤالي عادي يا ماما ، بعرف إنك بدك توزعي، بس قصدت الكمية كبيرة ع التوزيع بس! هزة الطبق الواسع آخر ما رأته علياء قبل أن ترد والدتها نهال : -والله كمان كلمة زيادة ما بتلفي ورقة، ولا بتحشي أنا بلفهم كلهم لحالي مو مستنية شغل منك ، جاية تحاسبيني هاد اللي ناقصني والله ! سكتت بلا رد ، وبخفة قرصت عضدها اليسار تمنع ضحكة تسأل النور، والدتها هذا تهديدها الأشد فتكًا أن تكمل العمل بلا مساعدتهن خائبات الرجا ولو شاءت واحدة منهم وتركت العمل قبل أن تستقيم يسدد لها الخف الفعال لتعود وتكمل العمل .. تم توزيع الدولمة على ثلاث قدور متوسطة الحجم، واحدة لهم وواحدة للتوزيع، الثالثة لمن هل ستضاعف والدتها حجم الأعطيات، لا بأس جازاها الله خيرًا! استدارت ما أن كبست والدتها المقابس للقدرين، وتركت الأخير تطهوه ما أن ينضج القدر الأسرع في الاستواء. عالية تتحجج بالدراسة ومنهكة في تحضير الواجبات وتفر من الأعمال البيتية المُوكلة إليها وفي الواقع الدراسة متمثلة بمجموعة فيسبوكية تضم كل المسلسلات الكورية والمجموعات الخاصة بالممثلين، والواجبات عبارة عن روايات إلكترونية رومانسية محتواها عاطفي بحب وقد تهيأت لصورة بطل أحلام عالية طويل عريض المنكبين ومتملك عاشق للنخاع! هزت رأسها تبتسم كم أنت ساذجة عالية .. -عالية افضل منك، تنشغل ببطل وهمي، لا بطل مجسد بواقعها وتعجز عن لفت قلبه- أكملت تنظيف الأطباق، والقدور ونظفت صالة الاستقبال، ووالدتها مشغولة تحيك الصوف والهاتف على أذنها : -أنا والله غسلت إيدي منه ما بده راكب راسه عاجبيته العزوبية ويضل داير ع راسه ..وبصوت خفيض خفيض ومنها.. تسكت، تسمع الطرف الآخر وتهمس .. -يختي قولي هو شب شو بعيبه، ما بعيب الزلمة إلا جيبته، أما هي يا أنصاف وصلت الثلاثين، وما حدا عاجبها ولا حدا بعينها .. وبنبرة أخفض أخفض ..وأخفض : -يعني لو في واحد حاطة عينها عليه، أمر ربنا..أما خيبة هي حتى ما فيها خير لهيك قصص! المقشة الريشية في يدها اليمنى والأخرى تحمل وعاءً فيه معقم توارت خلف الباب جامدة عن الحركة كتمثال نُصب تكريمًا لدور المرأة في رعاية المنزل، تنصت لوالدتها تكمل : - والله عارفة ..والله ! فخمنت ببساطة أن خالتها الأخرى تخبرها بأن الفرص ستضمحل هذا إذا ما اضمحلت أساسًا .. -بكرة العمر يمشي فيها، وما تلاقي اللي يجي وإزا إجى يا مطلق يا أرمل يا بدور العوض! وقعت المقشة الريشية منها فأحدثت صدى، أجبر والدتها على كتمان الحديث واختصاره ب.. -آه ...إمم ..عارفة والله ...آه ..آه ومضت المكالمة، ومضى قلبها مكسورًا لا تعلم متى ستكف والدتها عن رميه بزجاجها ! يتبع.. ** | ||||||||||
|  |
|
24-12-20, 09:53 PM
| #313 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| حضر ملهم ووالدها معًا، لم تستقبله كعادتها ما آثار استغرابه،دخل لصالة الاستقبال ورمى نفسه على الأريكة حدّق بالسقف ينتظر عودة زوج خالته من الغرفة بعدما دخلها لتبديل ثيابه .. ثواني وجاء بثوب شتوي، تعلوه فروة .. -وين القهوة، ما شربت لسّة؟ -نهال، يا بنات وين القهوة ؟ صوت خالته جاء من المطبخ متباعدًا، هيها هيها هلأ بجيبها .. بعد وقت قصير، جاءت بها عالية وقدمتها لوالدها الذي يناظرها بغيظ وملهم تناول منها الفنجان يراقص حاجبيه بتسلية، ترمقه حانقة ولمّا رأى أن القهوة لن يكتفي منها بفنجان أخبرها -خلص تركي الدلة .. ناولته إياها بخلاص وذهبت بخطوات مستعجلة نحو المطبخ فرارًا من والدها .. -آه كيف مشواركم اليوم اليوم .. اعتدل ملهم بجلسته يخبره بجدية: -الحمدلله فوق الممتاز، بس لو ما خربها علينا ثائر .. -ليش لا تقول إنه ما راح منكم ؟ مط ملهم شفتيه وأخبره بصراحة : -لا سرق الجو كالعادة .. والموظفات هناك وقعوا في دباديبه وإذا في ملهم هون ولا سألوا .. ثم هدّل كتفيه بمشهد ساخر وأكمل .. -حوينة هالطقم !! ثم التفت لزوج خالته يخبره : -صارووخ ، أما أنو صاااروخ بس يحسرة، صاروخ حدد هدفه بعيد عني .. قهقه والد علياء -يا عمي ثائر ما إلكو معه سوق بالمرة، راحت أمجادكو بالخمس السنين انت وسياف وتنحنح يخرج كلامًا بعد موجة ضحكه .. -إجى دوره يشيلكو من مكانه .. -انا شو خلاني أخذه، كان لعب الزهر معي وأكمل المقطع بحنجرة مزعجة -آه لو لعبت يا زهر، وتبدلت الأحوال ! -أما ملهم حظه مايل، تقول برج بيزا، بدل ما أروح عليك بعروس روحت بقلب مكسور .. قهقه كلاهما العارفين جيدًا وأكثر منه بكثير، أن ملهم يمزح ولا يولي نظره لأي امرأة مهما كان جمالها، ولعّل هذا ما يجعل زوج خالته الذي يعتبره بمثابة ولده الذي لم تنجبه امرأته، أن يكون نصيب ابنته الكبيرة .. -أحكيلي شو عملتوا .. -مرينا عالجمعيات، أخذنا كشوفات وفي كشف خاص رح نمرقه للديوان .. ثائر شاف المنظمة الطبية، وما عجبه شغلهم الأغلب هناك مبتدئين وكان علقنا معهم، وع أساس بده يشوف المنظمة لحل هالمشكلة .. وأردف بحزن .. -واليوم مش رح أقولك إنه موعد مرضى الضغط والقلب، سهم في الفراغ وأكمل بحزن : -أغلبهم ما بيعرف إنه يقدر يأمن العلاج في الصحة عادي، ما رح أقولك لهفتهم وما كانوا مصدقين لحد ما شلنا واحد للمستشفى يتأكد .. -الله يفرجها عليهم يا رب، ويردهم لبلادهم .. -وغيره ؟؟ -مرينا للمقبرة وعالحي وعملنا شغل كل مرة ضفنا أسماء جديدة .. علاء وهويد .. أجاهم أطفال جداد .. وختمامها مسك فطرونا هيطيلية وسمنها عايم عوم، ومعها لزاقيات .. ربت على بطنه المثقلة، مو قادر أتحرك والله . -وشلون بدك توكل الدولمة اللي طلبتها ب لسانك ؟؟ يجيبه بفخر .. -ريحتها جوعتني، خلص كافي زين؟؟ -لا والله معدتك تقول مخزوقة .. -شكو، هاذي معدتيه أني .. صدح صوت خالته تستعجلهم للحضور إلى الوجبة، التي استبدلوا فيها الطاولة المخصصة وافترشوا الأرض، برغبة من خالته أن تغير نمط الجلوس اليوم، سبقه زوج خالته بالخطوات وحين خطى بخطوة، أعاده رنين هاتف وضع على النغمة الصامتة، حاول تتبع مكان الصوت وحين وجده علم صاحبته، تقدم خطوتين والتقط الهاتف الأسود الذي تغطيه صورة علياء بلا عوينات بفجر عينيها القاتم، تضم بكفيها قطة تتقدمها وتخفي ملامح وجهها إلا سر الإلهام وأنشودة السلام ووعد السكن .. لا زال الهاتف بين يديه، وحين انتبه لخالته التي تحثه بصوتها، تنهد تنهيدة من قعر قلبه، لفظت نيران جواه وما أخلفت، وركن الهاتف مكانه .. .. -عاشت إيدينج نهال، دولمة تخبّل .. -صحة وعافية يا خالتو، مطرح ما يسري يمري .. -أكيد صحة ، مهو جلى الصينية جلي يا ماما، نفسي أعرف وين تروح بالأكل .. نطقتها عالية التي تحشي حبة الباذنجان في فمها .. انتهت الوجبة التي وقع فيها فعليًا هو وعالية والتهموها حد التخمة، وعلياء صامتة ترمق الطعام بشرود وتأكل بطبيعتها الهادئة بجلباب الصلاة، كانت متباعدة بذهنها وروحها، وجهها نافذ الروح، دواخلها شفافة مقروءة له ككتاب مفتوح .. -هل تقدم لها خاطب جديد .. يعرفها كخطوط يده، لو كان خاطبًا لكانت مصفرة الوجه، واهنة الملامح، تستعيض به عن مجادلة خالته ! لكنها في هذه الحالة تبدو ذابلة التقاطيع .. نائية بروحها عنه .. لا تحلق حولها كعادته .. -هل وجدتْ بئرًا آخر غيره؟ لم يذهب مع زوج خالته إلى الصلاة، كان يود الاستفراد فيها يسألها ويناكشها، كان يود أن تبتعد لكن ليس بهذه الطريقة. -علياء ..عليااااء.. نادى بصوته بشكل غليظ ،ليثير حنقها، وتأتيه كعادتها لكنها لم تأتي .. -خالتي وين علياء ؟ نظرت إليه خالته وهي تجفف يديها بمنشفة صغيرة .. - وديتها على جيرانا اللي سكنوا جديد توديلهم من الأكل ناظرها مستنكرًا جيران جدد، قطنوا منذ فترة ليست ببعيدة : -خالتي الله يسامحك، شلون تودينها والدار كولها شباب !! نظرت إليه بلا مبالاة : -عسى ما بدهم يوكلوها يعني، رايحة تودي أكل والحارة أمان يا حبيبي .. لم ينتظر إتمام جملتها، إلا ومشى بسرعة نحو الباب، دون أن يخلع الخف المنزلي لحقها بعجلة .. .. خرجت بقدر الدولمة وطبق السلطة بأسلوب لا مبالي، إذا أتضح لها وببساطة أن والدتها أعدت القدر للقاطنين الجدد الذي يعج منزلهم بالشباب الوسيمين، ولأنها تدرك غاية والدتها لعل وعسى رآها أحدهم ووقع في غرام العانس وافتكت من همّها وزوجتها .. بآلية بدلت جلباب الصلاة بطقم تكرهه ولا تحبه لمرآها في عين نفسها به بشعة .. -متى رأت نفسها جميلة أصلًا طرقت الباب وحين فتح ظهرت لها سيدة خمسينية، أفسدت مخطط والدتها -مسا الخير خالتو .. تفحصتها المرأة بشيء من التمحيص والتدقيق .. -أهلا حبيبتي تفضلي .. -إحنا ساكنين قبالكم، وأشارت للمنزل، وهالطبخة أشتهتكم ماما فيها وبالعوافي .. ناولتها القدر، وطلبتها المرأة بالدخول واعتذرت منها وحين همّت بالالتفات والعودة، خرج شاب من المنزل -السلام عليكم .. التفتت إليه وردت تحيته، سار حيث سيارته بمرآب السيارات الخاص بمنزلهم وعجلت بخطواتها حيث البوابة وانتفض قلبها لنظراته المعجبة .. نظرات توحي بأن هناك كارثة قادمة متمثلة بخاطب جديد ! وصلت البوابة ولم تغلقها بسبب السيارة، وحين خرجت فاجأها مجيء ملهم وخطواته الناهبة للشارع من تحته : -أنت شو موديك هون يا علياء ؟؟ -ودتني ماما أبعت الهم أكل عشانهم جيران جداد .. -يعني خالتي مو شايفة الثور اللي قدامها يروح يودي الطنجرة عنك، لدار معبية شباب ! أنهى جملته بخروج السيارة الحديثة التي ضمت مرآتها الجانبية وجه مبلحق بكله بمنظرهما .. غافلة عن المشاهد لنظرات الشاب والشاب بذاته أخبرته ببساطة يعرفها: -والله يا ملهم ، شكل خالتك اللي هي ماما، ناوية ع طبخة وقاعدة تنور فيها عالنار .. ورفعت كتفيها -أنا دارية عنها، شكل حالتي الاجتماعية كابوسها طول عمرها زايد مفعوله .. همهم بسباب بذيء يخص بها الوقح الذي تعداهم الآن .. لم تلتقطه أذنها ظنتها همهمة غير مسموعة .. -إيش يا ملهم ؟؟؟ -خلينا منك، إمشي إمشي يللا .. ينزع مساك يا حيوان مثل ما نزعت مسا الكلب ملهم .. نظرت إليه بذهول، تحاول مجاراته بخطواته : -بلاش حركات عيونك هاي، استعجلي بقول .. وأتمها بسرّه .. -ما جارنا كفت غيرها دخلوا المنزل متجاورين سبقته لغرفتها، وذهب يصلي صلاته الي فوتها بسبب خالته وفصولها الناقصة .. وعند المغسلة ما إن جفف يديه سقط قلبه بين جنباته وخالته تهمس بفرح .. -أكيد ..يا مية أهلا وسهلا فيكو، يعني عجبتكوا البنت ! | ||||||||||
|
| |
|
24-12-20, 10:49 PM
| #314 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| كل مكان يحتضنك، يأويك بين كفيه ..وطن ! خرجت مع أبو محمود والقادم الثائر الذي ينوي قلبها ثورة ومخطئ إن ظنّ أنه أرض تتبدل مفاهيمها بسرعة! ساروا في وسط البلد قاصدين مطعم هاشم، تسير معهم تتأمل البسطات وأكواخ الكتب، وأضواء المكان بجدارياتها وزينتها بكل شيء يعبر عن اعتزازهم فيه .. الغريب أن في وسط البلد تجد الأردني والفلسطيني، سوري وعراقي، مصري ولبناني يتجاورون في شارع لكل منهم محل ومكان .. تشعر بأنك تعيش في مكان يضم كل الهويات، مرّت بالعم خلدون الرجل المغربي الذي يبيع الخزف والمشغولات المغربية، يجاوره محل أبو زهدي الذي رائحة طعامه أطاحت بصوابها دخلت إلى المحل وتوجهت نحو العم أبو زهدي بعدما سبقوها إلى المطعم يحجزوا طاولة لعلمهم باكتظاظه .. -مسا الخيير يا أبو زهدي؟ إزيك؟ طرف ببصره عن الزبون والتفت إليها : -الله داا أنت عَروووبة .. -مسا الفل يا ست الناس؟؟ عاملة إيه؟ -الحمدلله كويسة، وجعااانة قوووي، قوووي .. -الله ، جعانة وأنا موجود هنا، ثانية وحدة وهاعمل ليك أزكى كشري يا عَرووووبة . يمد الواو في اسمها وتحب أن تسمعه بصوته، حضر طبق الكشري وتناولته منه شاكرة طلب منها أن تتناوله في الفسحة الصغيرة أمام محله اعتذرت منه بعدما وعدته أن تأتيه في المرة القادمة .. وصلت مطعم هاشم الذي يقع في نبض وسط البلد مطعم شعبي يقدم الفلافل والحمص والمسبحة ..السياح فيه يحتلون المكان بأكمله مكان شعبي يتهافت إليه الأردنيين من شتى أماكنهم، له صدى تاريخي له في النفوس أثر جميل .. وجدتهم برفقة سياف وأباد، كشرت مرغمة لرؤياه، تناهى لمسمعه صوتها رد التحية ووجدها جلست بجانب أبو محمود المكان الذي شغروه لها : -شوفوا ريحته، يااا إلهي ما أزكاها من جوعي مو قادرة أستنى مع إنه ريحة الفلافل عمت عيوني .. ضحك أبو محمود والتفت إليها موبخًا : -هاد لإنك غلطانة يا عمو..كيف بتضلي مجهدة حالك بلا أكل طول اليوم .. تجيبه بمشاكسة حلوة : -سدقني ما بكون جوعانة، أنا بس أجوع بتحول .. أنهتها بضحكة، ضحك الجالسون بها عدا ثائر المدقق بكل شيء .. -بتعرفي يا عروبة لسى بسيرتك .. نطقها سياف وركزت ببصرها نحوه، لم يطرق قلبها مخطئة ظنت للحظة أنه قد يخبرهم بفلسفته التي ألقاها عليها قبل قليل في المقهى هذا الثائر المستفز حد الإعجاب، لكن محال أن يفعل .. -لسى بنحكي عن قدرة الناس على التعايش -طيب .. ، مثلًا أنا فلسطيني وحطي يافاوي بين قوسين .. إحم .. عاد لجديته وأردف عشت هون، وولدت هون .. بطبيعة الحال المكان اللي انولدت فيه هو وطني، والوطن اللي ما شفته وكان لأهلي هم ضخوه بدمي .. لذا فكرة التعايش ما كانت واردة بقاموسي، أنا جيت عالأرض يعني صرت جزء منها .. أومأت باهتمام فأكمل . . -كنا نحكي عن الأشخاص اللي بهجروا أوطانهم ويستقروا بمكان كيف ممكن يقدروا يتأقلموا ويتعايشوا .. -وأجيتي أنت لتجاوبينا بدت متحمسة بشكل لفت قلب ثائر المتابع بصمت .. -بتعرف .. ما في إنسان يقدر بتعايش لو ما حس ملامح من وطنه بالمكان، مستحيل تكون قادر تعيش وتكمل إزا روحك ما استقرت .. الاستقرار يعني أنها رست بأمان .. والأمان أهم من الملامح حتى .. الأردن فيها أماني، اللي كان قبل ما تفقده بلدي .. لهيك هي بلدي التاني ..ووجهتي ! بابا بآخر مرسول إله أختار المكان بالاسم، ومشيت برغبته .. وفعلا بس أمشي هون بلاقي كلشي متل ما وصفه ! وأي بلد تاني كنت رح أكون فيه، متأكدة رح ألقى أماني فيه .. لإنه ملامحه عروبة .. ملامحه أمل وحلم ..ملامح وحدة وأخوة . .. -بتعرف أنا أول ما أجيت هون،زرت المحافظات كلها وفيك تحكي قدرت أعرف لهجة الشمال وتعايشت معها والجنوب وتعايشت معها درست المكان وأهله ، فصلت أرواحهم بعقلي ..ولقيت إني بحكي بلهجتهم .. وكتير ناس بس يعرفوا بلدي ينصدموا وكتير كمان .. بس عمر لهجتي ما كانت هوية، أو انتماء ..أنا جاية من بلدي ومعي رسالة بدي أحققها على هالأرض .. رسالتي بلدي، وهويتي ثقافة وفكر .. اللهجة كلها عربية ..كلنا عرب حروفنا وحدة .. نطوي القاف ..نفخمها ..نرققها نكسر حروف نضم أو نفتح .. بنحكي شي مشترك .. بعمر تجويف الحروف أو رفعها حدد مين أنا .. أنا رسالة ..بتمثل بلد هالبلد انسكب جواي بجاهد الكوكب يعرف رسالته ومضمونها . تسامح ..ونهضة فكرية .. -عااااش، عاااش يا غروبة عاش .. صفق سياف بكلتا يديه مبديًا إعجابه .. مما أثار نظر السياح الذين التفتوا إليه فأشار بكفه وابتسم للشقروات التي يجاورنه على الطاولة الأخرى .. حك ثائر المتمعن في حروفها ،يقلبها ويضيف إليها رابطة تشارك ..يضيف لها لمسة روح .. تنحنح أباد يفرض وجوده بالجلسة مخاطبًا إياها .. -عروبة؟ همهمت بنعم فأكمل .. -صاحب معرفة اللي، حكى معي من شوي، وحكالي بسرية بتامة إنه الكاتب ناهض عزيز بده يتم تدقيق كتابه في دارنا ، وبس فهمته إنه الدار النشر والطباعة تبعنا هي مختصة بمجال المجموعات القصصية للأطفال .. اعتدل في جلسته، وهي تنصت إليه .. بترقب ذاهل حد اليأس .. -حكالي بعرفوا إنه في مدققة لغوية، تشتغل بشكل منفرد وهو بده يتم التدقيق منك أنت .. سعلت..وتلعثمت أصابعها حول الطبق فتحرك ووقع منه البعض، تناولت الكوب الذي مدّه العم أبو محمود منها وأخذته ممتنة ..بللت ريقها الذي يبس وأملته الماء الذي تجرعته بجرعة واحدة وحين وضعت الكوب على الطاولة .. سألت بعدم تصديق .. -ناهض عزيز ..أنا أحرر كتابه .. -الله لا يوفقك يا أباد..كيف بدي أتعشى هسّاا .. انتهى الجزء الثاني من الفصل الخامس.دمتم بحب | ||||||||||
|
| |
|
25-12-20, 10:56 AM
| #317 | ||||
| سلمت أناملك ياعسل غريب هالملهم، يريدها تبتعد عنه ولايريدها تُخطب وتتزوج!!! علياء كسرت خاطري كثير، خاصة عند معرفتها إن والدتها ترسلها للجيران حتى يرونها عروبة أحببت كلامها كثيرا عن العروبة هل أباد لايعلم هوية ناهض عزيز؟؟؟؟؟ | ||||
|
| |
|
25-12-20, 03:18 PM
| #319 | |||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
علياء رقيقة كتير، وأمها بدها تزوجها بالتي هي ..😂😂 | |||||||||||
|
| |
|
25-12-20, 03:20 PM
| #320 | |||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
رأيك دائمًا بقلبي 🌏🌏🌏🌏🌏🌏 | |||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
539Likes
العرض العادي
