آخر 10 مشاركات
و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          321- سهام من حرير - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree539Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-03-21, 12:41 AM   #821

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


بسم الله ..

الجزء الثاني من الفصل الثالث عشر والأخير ..



جولتا likes this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 12:50 AM   #822

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الغريب في العواطف، أن الإمساك بزمامها أشبه بغبراء، جوفها يحكم وثاق بركان تستعر النيران فيه، وفي إنهاكها ثورة تندلع فيها البراكين إلى السطح..
اصطلى بنار قلبه ومعدته يستعر فيها الجحيم، كل ما فيه يحترق، تشاطره سيجارته الحبيبة التي تتآكل بالنار مثله بنفس الرضا، يشعر بهزيمته وانهياره بهذا الشكل يزيد من جنونه أكثر، لم يعد يتحكم في ردود أفعاله وما يخرج منه! كيف قُلبت الأدوار هكذا؟
وضع عقله في فم قلبه فنطق بكلمات مجنونة أججت الموقف
-كيف ستكون لغيره؟
مع آخر
بقلبها
بعينيها سر الحكايات وشغفها!
هاتفه بيده صورتها تزين الأيقونة الخاصة باسمها، هل يستطيع المضي قدمًا دون صوتها؟
في ذمة رجل آخر!! وهنا الحدود والروادع تحيل.
لم يفكر أساساً ومعدته هائجة بنيرانها، ببساطة خط الحروف وأرسلها.. قذف بالهاتف بعد صحوته، وراحة عميقة تسللت إليه جعلته يتمدد بسكون على أريكته.
-علياء لا توافقي على العريس..
****************
كيف تصف اللذة الممزوجة بالقهر؟
كل ما فيه ينتقم منه.. يبصر الهاتف الذي علا رنينه للمرة الرابعة.. مذ بعث إليها بتلك الرسالة وهي تتصل..
يقف في شرفته يراقب خيالها النحيل الذي يدور في غرفتها، تركت الهاتف وتقدمت نحو النافذة ما أن التقطت وجوده في الشرفة وأشارت له بالهاتف كي يرد..
-ليش ما ترد!!
فتحت باب شرفتها وبعصبية شوحت له بكفها والهاتف بكفها الآخر، حين لم يرد أغلقت الباب بعنف وأطفأت إنارة غرفتها، خرجت إلى الصالة حيث عالية تحادث خطيبها ووالداها في غرفتهما، أمسكت بالهاتف فوجدت رسالة
<<خلص أنسي لا تدققي.. ما ارتحت إله وبس>>..
مطت شفتيها وودت إخباره أنها والخاطب أساساً لم تمضِ أمورهما، وإحساسه في محله ناحية الموضوع..
بعثت إليه برسالة:
<<بدي أروح على زمردة.. تيجي معي؟؟>>
ستخبره بالتفاصيل كما اعتادت كل مرة، لكنه رد بعد أقل من ثوانٍ..
<<لأ.. مش اليوم.. ما إلي نفس>>
بعثت إليه برسالة أخرى، لكن خروجه من المحادثة وعلامة صح واحدة أنبأتها أنه أغلق بيانات الشبكة..
تنهدت وتمتمت بحنق:
-عال قلبي يا ملهم دايماً.. الله يسامحك..
خرجت من باب منزلها بعد ما أعطت أهلها خبر ذهابها حيث الرفقة في زمردة، وحين سألتها والدتها بلهفة:
-بدك تروحي مع ملهم؟
إجابتها خطفت السعادة من وجه نهال فبرطمت:
-طب أحكيله إنه ما في حدا يوصلك يعني؟ والدنيا شتت من شوي مش بعيد تشتي ويصير فيك إشي لا سمح الله..
قلبت علياء عينيها بملل، فتدخل والدها:
-إذا الدنيا شتا في إلها أب يوصلها، الشب بدوش يروح، ليش لتغصبه؟ هو حر.. وبعدين يا نهال؟
ناظرته بغيظ وهتفت من دون نفس:
-خلص براحتك اللي بدك إياه.. أنا ساكتة وما عاد أتدخل!
-بابا هلأ آخد تاكسي بلاش تيجي، شوفتك مشغول ولا تخاف عليي رح أحكي مع سعيد.
أصر والدها فأقنعته وخرجت من بوابة المنزل وعيناها ترنوان إلى بيت ملهم المغلقة أنواره رغم وجود سيارته في المرآب، ولم تعلم أنه لم يرغب بالذهاب حين هاتفه ثائر، ولكن عندما سمع منها استعد وانتظرها في سيارته
توجهت حيث موقف سيارات الأجرة في الحي، تنتظر إحداها وقلبها قلق على الغبي الذي تركها تتخبط بطريقته المتضاربة منذ فترة..
تجسدت الصورة التي كانت تفكر بها ببوق السيارة الذي أخذ يضرب به ملهم فشدت حقيبتها أكثر، ما جعله يسحب نافذة سيارته:
-مطولة كونتيسة علياء.. ما تطلعي..
نزلت عن الرصيف:
-وين طريقك؟
رد بصوت لا حياة فيه:
-طريقنا واحد.. أطلعي..
صعدت بجانبه فهالتها رائحة السيارة الخانقة بالدخان،
-شو هالريحة!
رد بهمس لم تسمعه:
-عاد هويتها وأنا بستناكِ..
-إيش بتحكي؟؟
سعلت مجدداً، ورغم أنه وبخ نفسه لأنها لن تحتمل، جزءه الطفولي لم يعبأ بالتوبيخ.. تستحق.. قلبه يحترق ويتداعى، فلينل قلبها قليلاً مما يعانيه.
التفت إليه توبخه فأبصرت شحوبه وفمه الذي استحال لونه للأزرق بقلق:
-مالك؟
تابعت تسأل:
-صايرلك إشي؟ أنت مو منيح صح؟؟
هزت برأسها لا تفهم صمته:
-ليش مبعد هيك؟ لا تخوفني.. أنا حاسة أنك مو على بعضك
وحين لم يجيب..
-ملهم لا تجنني.. جاوبني؟؟
كانت مرعوبة، ملامحها سهلة القراءة ليته مثلها علّها تقرأه وترحمه..
لم يتكلف عناء إراحة قلبها وعيناه تخوضان مع عينيها أعتى الحروب.. حرب هي أضعف من مجابهتها أو فهم قواعدها. وميض طلّ من مقلتيه، حزين يشبه لوم طفل سرقت الحرب منه والدته:
-ليه؟؟
عدم الفهم الذي ختم هيئتها يخنقه.. ترفضه!! كيف؟
زوج خالته أخبره أن الرفض منها وليس منه..
كيف تفعلها وتتصرف بطبيعية خانقة؟
رفرفت بأهدابها تسأله بقلة حيلة:
-عملتلك إشي؟
أنت إلك فترة مو ملهم اللي بعرفه..
أشاح بوجهه عنها ورد وكفيه يحركان المقود:
-منيح حسيتي يعني؟
رفعت حاجبيها وردت بغيظ:
-ملهم وقف السيارة، هلأ بدك تحكيلي مالك؟
لم يرد عليها ومضى بسرعة أكبر:
-ملهم بحكي معك..
زعقت بصوت أكبر، بغير فهم حقيقي ما به وما جرى له:
-علياء..
بصوت أجوف أكمل وعيناه تتابعان الطريق:
-أنا تعبان وما إلي طاقة أحكي.. الحكي بيوخذ من صحتي وشايفة وجهي مو بحاجة أحكيلك هو بيتكفل.. خلي الطريق يمضي والسلام..
بقيت تنظر له بذات الصدمة، انكمشت على نفسها أكثر والتفتت إلى الطريق تلصق وجهها بالنافذة، رغماً عنها هلّت عيناها بالدمع وطبعت دمعتها على زجاج النافذة... لم تكن عمان صاخبة ببث الروح فيهما، الطريق مُوحش وثقيل يتنهد كل حين وآخر، تخترق تنهيدته صدرها ولا تعلم ما به؟
يؤسفها أنها لا تفهمه..
ليتها بعقل يستوعب ملهم..
ولكن من يستوعب ملهم أصلاً؟
أنبأها بوصولهما إذ بدت غير متواجدة، نزلت قبله ليركن السيارة في مكان مناسب، ولم تنتظره كعادتها، بل مضت نحو المقهى.
وعند باب المقهى وجدت عروبة وثائر منهمكان في رسم رجل بدوي ودلّته قرب الباب، وثائر يخطط بجانبه..




سجّل
أنا عربي
أنا اسم بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا اسم بلا لقبِ





حيّتهما بهدوء، ولحسن حظها لم تنتبه عروبة لوجهها زاهي الطلة..
رفعت هاتفها والتقطت صورة لكليهما، كانا متناغمين كشطري قصيدة نظمها شاعرها بدقة..
ما من امرأة تليق بثائر سوى عروبة.
يتمازحان، وجزء ثائر المرح يعود بقوة معها، مؤكدة أنها تجننه وليست مسالمة..
-بحكيلك مش حلوة هاي..
اللي بحكي عنه أنا أحلى..
كانا يتجادلان حول الألوان، وحين جاء ملهم يحكم فيما بينهم..
أوضحت له:
-لازم أدخل اللون الأزرق، وهو بده الأخضر.. مش حلو.. أبداً مش حلو..
وثائر يجيب ووجعه عبارة عن لوحة ألوان:
-الأخضر لون السلام!
اقتنع ملهم بفكرته هز رأسه ينفث تبغه:
-الأخضر فعلاً مناسب أكثر..
استشاطت غضباً، وتدخّل أباد الذي سيعارض ملهم بالطبع:
-لأ.. الأخضر مش مناسب، أنا بقول الأزرق أحلى..
رمقه ملهم بنظرة قاتلة:
-أفهم بس الأزرق كيف بنفع مع دلّة ذهبية وزلمة بدوي لابس ثوب أبيض؟! بدهم أخضر.. أحمر.. أسود.. وبس..
سعل بقوة بعدما أنهى كلامه، وأباد يضيف:
-الأزرق لون سلام، وخروج عن المألوف..
انتفخت عروبة بإطراء أباد وهزت رأسها:
-شايفين.. أباد كلامه عين العقل..
-يخي الأزرق شو دخله، غير تلوث بصري بعمل هون.. خليكم بالأزرق اشبعوا بسحره..
لم تتدخل علياء وارتاحت لوجود أباد الذي يخرج ملهم عن طوره ويعود به لطبيعته.. وكعادته ثائر سيختار من الكلام ما يجعله يوفّق بين الجميع دون أن يُغضب أحد:
-الألوان يا أباد اخترناها لتكون مناسبة، بجمع ألوان رايات الدول العربية واللي بناسب الكلام.. لهيك بنستبعد الأزرق..
امتعض أباد ولم يرد سوى:
-أعملوا اللي بناسبكم.. ما عاد أتدخل!!
تنهد كل من ملهم وثائر حقيقة، وهنا قالت عروبة بتوبيخ:
-كسرتوا بخاطرنا.. بطلت أشتغل...
تركت الألوان بطفولية لا تعرفها سوى مع ثائر ودخلت إلى المقهى تشحن أباد على ملهم، لتقلب الأجواء.. جاورته أمام الحاجز الخاص بطلبات المقهى:
-الأزرق هو الأحلى، هم الاتنين ما عندهم نظر..
ضربت بكفها على الخشب، فتعلقت عيناه بخاتمها الذي يزين بنصرها بسيط كما هو.. تساءل بداخله لما لم يخطر في باله ولو لمرة أن يلحظ شبهها بثائر..
أشاح ببصره عن كفها ورد:
-ثائر بمشي ورا ملهم وهو مغمض، بغض النظر عن إشي لو قال ملهم عمان بالسلط ثائر بأكد..
ابتسمت ابتسامة واسعة وخشيت أن يصدر صوتها الذي نبهها ثائر عنه:
-معك حق..
وبمزاح غريب عن أباد:
-الله يعينك عليه صراحة..
-هات اتنين قهوة يا معلم..
أكرمت أباد بفنجان قهوة سينسيه غيظه من الثنائي البغيض في الخارج، اللذين أخذا من الجدار مادة لتفريغ غضبهم..
شربتها معه وهو يتذمر من ملهم ويقص عليها خبثه فسألت
-يعني أدير بالي منه؟
يومئ أباد ويخبرها:
-أنت هسا ضرته..
قهقهت بصوتها المرتفع، لا لا ليس مرتفعاً يوقظ الأموات وضعت كفها على فمها تخفي ضحكتها وعمداً لم تلتفت لأنها موقنة بماهية نارية النظرة.
-يا أباد.. أنت فظيع..
أكمل بضحك غريب عنه:
-والله.. لا تستغربي أي شي مجنون منه!
وبصدمة أكبر وأكبر..
-فالح يدور وراي وقاعد إلي ع الوحدة ونص.. وناسي مشاكله يروح يحلها أحسن له
توسعت عيناها ما إن حطت عيناه نحو علياء التي ضاعت في المكتبة الجميلة تبحث فيها..
استقامت متوجهة نحو علياء إلا أنه ناداها فالتفتت له متسائلة:
-ديري بالك على ثائر.. ثائر أخوي اللي ما جابته إمي..
كان يحكي بصدق.. لا يحتمل التشكيك أبداً..
-لهيك كوني إيده اللي فقدها.. ثائر بيستاهل..
هزت رأسها له بشرود:
-الله يقدرني..







soha, yasser20, جولتا and 1 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 12:59 AM   #823

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


وصلت علياء التي كانت تكتب على الملاحظات عبارات جديدة..
-العريس طار يا روبي..
استلت عروبة قلم وأجابت وهي تكتب:
-الله يجيب اللي فيه خير..
فترد الأخرى وهي تنتقل بين عناوين الكتب:
-كنت متأملة عاد، بس سبحان الله طالع نفس مشاعري هو..
تكمل كتابة وعيناها مثبتتان نحو الملاحظات:
-ما بتعرفي شو ربنا مخبيلك.. ممكن القبول اللي حسيتيه وعدم النصيب اللي ما ربطكم.. سبب لنصيب تاني.. مين بعرف؟
أمسكت ضالتها والتقطت كتاب لأدب السجون، رفعت عروبة حاجبها وسألت:
-من متى؟
-من اليوم؟؟
بمزاح تفتحت عينا عروبة:
-لأ الموضوع خطير وبده قعدة..
مطت علياء شفتيها وبصرها ذهب حيث ملهم الذي لوث ثيابه والسيجارة في فمه:
-لا في موضوع ولا إشي.. ملهم تغير عليّي..
-له.له.. ماله أمير زمانه..
وكمن تذكرت شيئاً أضافت:
-وجهه ما بتفسر.. صحيح؟
رفعت علياء كتفيها:
-لو بعرف تلاقيني بعاقب حالي بأدب السجون..
رمتها عروبة بالورقة التي جعدّتها وقذفتها بها، وذهبتا نحو أبي محمود الذي أمسك بالعود والجمع يحلق حوله
****************


كما ينبت العشب بين مفاصل صخر
وجدنا غريبين يوما
وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً ... ونجما
وكنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها!
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر



هنا تدخل معن بصوته الشجّي يغني معه


ونمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
وتبكي على أختها،
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر



بغير إرادةٍ منها توجهت مقلتيها بتأثر تعانق خاصتي ثائر، فابتسم لها يهز رأسه ويديه في علبة محلول الكحول ينفض أثر الطلاء عنها..
أشاحت وجهها بخجل ومضت تتابع ملهم الذي بدا وكأنه يعارك ذباب وجهه حتى نفض الوعاء.


ونعلم أن العناق، وأن القبل
طعام ليالي الغزل
وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً!
-أرحم حالك وخفف سمّ عاد.
-ما دخلك خليك ف حالك..


الغريب أن أباد له صوت جميل لأول مرة تسمعه عروبة الذي دخل يغني معهم..


صديقان نحن، فسيري بقربي كفاً بكف
معاً نصنع الخبر والأغنيات
لماذا نسأل هذا الطريق.. لأي مصير
يسير بنا؟
و من أين لملم أقدامنا؟
فحسبي، و حسبك أنا نسير...
معا، للأبد


تنهد ملهم مجدداً الدخان والأغنية ووجودها يخنقه، كله يخنقه ماذا عساه فاعل؟


لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم؟


الزوار يوثقون لحظات الغناء، والتهليل يحمس أبا محمود الذي غمز ثائر وبدوره ابتسم له وناظر رفيقه بشفقة وكزه بكتفه وحين لم يجب سحب السيجارة منه ورمى بها..

أحبك حب القوافل واحة عشب وماء
وحب الفقير الرغيف!
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما



انتهت الأغنية بالتصفيق، عزف العم له مذاق خاص، يحيي الركام في القلوب المطمورة بالماضي..
لا يعزف إلا نادراً ولا يغني إلا في ضرورة..
ويبدو أن ربيع قلبه قد عاد، والدحنون أشرق في سهوله
بعدما خفت أزمة المقهى ولم يعد إلا القليل وثقن صور الزوار بدبابيس على لوحة الخاصة بالزوار..
جاء ملهم يستعجل علياء الرحيل
-علياء..
التفتت إليه متسائلة:
سعل بقوة فخطف دقة خوف عليه وجلبت كأس ماء معلب أعطته إياه شربه وطلبها:
-أنا بدي أروح.. إذا بدك تيجي معي يعني؟
وكأنه يقول لها لا تأتي، ملهم لا يطلبها الرحيل، عادةً يأمر أو لا يحتاج الأمر ينادي وفقط..
استسلمت لأسلوبه وناظرت عروبة التي أومأت بتفهم
-خلص بكملهم وأستغل ثائر اللي ما وراه لا شغلة ولا مشغلة..
ووجهت حديثها لملهم: سلامتك.. لا تقعد على حالك.. تداوى..
رد بصوت أجشّ قبل أن يوليهما ظهره:
-إن شاء الله خير..
ودعت عروبة على مضض خرجت وإياه كانت السماء قد تناثرت قطراتها بشكل خجول وهو مسرع في خطواته..
-خلينا نمشي شوي شوي..
-هسا بتكبس بزيادة ونبتل!!
مطت شفتيها بضيق:
-من متى صاير تحسب حساب المطر والبلل؟
ليت المطر يبلل بالسلام على ما يشعره، توقفت غير عابئة له تمد كفيها تفتحهما تلتقط حبيبات المطر وتضحك..
كانت خلابّة كما يليق بها، ازدرد ريقه.. ما بال خياله يحوم في مناطق طوال حياته أبعد نفسه عنها؟!
إلى متى سيقع بحبها كلما رآها؟!
ابتسم لضحكها، فرمقته بنظرة زادت من انهمار المطر أكثر..
نظرة رجتّ السماء لأجلها.. ما حال قلبه إذن!!
المطر.. وكثير كثير من الحب.. وعلياء إذا عانقت عيناها عيناه بعناق باتر..
عاقبته أحشاؤه لضحكه، فشعر برغبته بالتقيؤ تقتله، تغضنت ملامحه ونطق بألم:
-علياء إذا خلصتي.. يلا..
تقدمت منه:
-شو يلي بوجعك إحكيلي؟؟
سيطر على نفسه وعادا للسير مجدداً بالزقاق الضيق، تتكالب عليه الجوارح والأحشاء فيجيب مغمضاً عينيه:
-قلبي!!
ببديهية ردت:
-سلامة قلبك.. ليته قلبي ولا أنت؟
يرد بهذيان:
-علّة قلوبنا وحدة..
صُعقت بردّه فتوقفت كردة فعل تسأل:
-إيش؟
-سلامتك يعني.. علياء.. ممكن تستعجلي؟ ما رح أقولك عجلي كل شوي!!!
عادت تسير كطفلة مذنبة بجواره
-طيب وقف الدخان.. مش قادر تحكي من الكحّة، ليش لتدخن؟
لم يجبها ولم تنتظر إجابة، فوقفت تنتظره إلى أن شغّل سيارته وجاء عندها صعدت وجاورته..
-ما حكيتلك شو صار معي؟
رد قاطعاً استرسالها:
-مو هسّا..
زمّت شفتيها ولم تنتظر كثيراً:
-أنت مو ملاحظ أنك مو طبيعي.. ليش لتعاملني هيك؟ أنا شو عملت إلك لحتى مطنشني ولا بتحكي معي.. بقعد أحكي ساعة ولا تعبرني..
أوقف السيارة فأجفلتها واختضت
-بسم الله..
بتهكم ردّ
-بسم الله عليكِ! ربنا يحفظك
-كنت رح تموتني ملاحظ؟؟
انفجرت مكابحه.. أين سيطرته؟!
-ملاحظة أنك ناوية تموتيني، أو تجلطيني؟
بغير تصديق تشير نحو نفسها:
-أنا؟
ضرب المقود بغضب حتى كاد أن يحطمه
-لا تجننيني، عاملة حالك مو فاهمة، تصرفاتك الطبيعية هاي رح تقتلني.. رح تقتلني
ومجدداً أعاد قوله:
-فاهمة؟
بصدق ترد.. هي حقاً لا تفهم:
-لأ مو فاهمة!!
تنهد طويلاً وعاد برأسه نحو المقعد أكثر، ناظر سقفها لحظة وعاد ببصره نحوها بجلستها المتحفزة وسأل بضعف شديد لا يشبهه:
-ليه؟
كان عتاباً من قلبه إلى قلبها يسأله كيف فرطت؟
ويح لقلبها الذي تغنى بحبه سرّاً!
ألا يستحق حبه أن يبصر النور بدلاً من التواري خلف الأوراق والكتب!
أخُلقت قصته لتقص على البائسين ليكون كبيرهم في حكايات الهوى المعلقة؟
-طيب والله ما أنا فاهمة ليه؟
مسح وجهه بكفيه وحوقل بصوت مسموع لئلا ينفجر بها ويفقدها برعبه لها..
-بسألك عن آخر إشي صار بيني وبين أبوك؟
ربط عقلها الذكي رسالته الأخيرة لها، بخاطبها مروان وردة فعل والدها..
بصراحة كما تعودت أكملت:
-بابا ما بتدخل بأموري الشخصية زي ما أنت عارف.. بحاول ينصحني وأنا حكيتلو شعوري الحقيقي..
هم بسحب سيجارة من محفظة السجائر إلا أنه تذكر وجودها..
ـبس رفضك آخر إشي توقعته! شبه ضمنت موافقتك، آخر شي توقعته الرفض..
وبغباء منقطع النظير تغني على ليلاها تكمل بأهداب مسبلة وخجل
-وأنا هيك فكرت بالأول.. جواتي حس بقبول غريب
رفعت رأسها مجدداً له..
-بس كل إحساسي ومشاعري فاجأتني بعد الصلاة؟
وبانفعال يسأل:
-كان محتاج إنك تصلي؟
-بعمره ما إجاني عريس وما صليت عشانه..
وبصدق حقيقي تخبره:
-يعني كيف رح أعرف تسخير ربنا لأموري كيف بكون، دون صلاة!!
ضغط بكفه على معدته التي زأرت وصرخ:
-بس أنا ابن خالتك، طول عمري معك مش محتاجة
لم يكمل كلامه إذ فتح باب السيارة بعنف وخرج منها بعنف أكبر يخرج ما بجوفه لحقته بعلبة ماء مرمية في سيارته تنتظره يُكمل فرنّ قلبها موسيقى صاخبة ومنظره يتلوى أمامها يجاهد في اعتصار معدته يثير عاطفتها نحوه أكبر.. ناولته العلبة فالتقطها بجواره تود أن تمدَ يدها تدعمه أو تربت على ظهره.. غسل وجهه وفمه.
-خليني أسوق أنا..
شعره مبتل كما جبينه ندي بفعل حبيبات العرق والمطر الذي ينهمر فوقهما..
-لأ.. أنا بسوق..
ابتعدا قليلاً واستند بكفه على السياج الحديدي الذي يجاور وقوفها، يضبط دواراً يخطط للفتك به.
وقفت بجانبه، وجهها مبلل هو الآخر، تناظره بقوة ملامحها مستفسرة.. وبدا أنها نوت تسأله عما تفوه به وجعلها تفقد أنفاسها، ولكنه لم يمهلها إذا لفظ جوفه، وحين عادت بالسؤال رفع كفه:
-لا تحكي ولا تبرري.. الحكي ماله داعي ويصير عبء علينا..
ابتعد ونوى العودة لسيارته، فلحقت توقفه تصرخ به بقوة:
-ممكن تفهمني وتحكيلي إني ما فهمت غلط..
تشوح بكفيها وتكمل:
-بترمي كلام غريب وبتعاتبني بعيونك.. ممكن أفهم بشو غلطت؟
باستنزاف حقيقي جاء رده:
-أنت ما غلطتي.. أنا غلطان؟ وحقك عليي..
حقك ما توافقي عليي
لاحظ ملامحها التي بهتت فجأة وتنفسها الذي يخشى عليه..
- كنت بفكر إنه أحنا وصلنا مرحلة نعرف فيها إنا مناسبين لبعض..
-استنى استنى..
تخصّر ولم يدعها تكمل:
-خليني أنا أكمل.. بس طلبي وعدم موافقتك ما بجبروني أتعامل معك هيك.. أنا غلطان وبعتذر..
جحظت عيناها، ترنحت للحظات وأشارت نحو جيب سترتها تلعثم في الاقتراب منها وحين شعر بضرورة تدخله جذب كفها وقادها نحو السيارة أدخلها مقعدها وأراح رأسها مد يبحث عن علبة البخاخ وجدها في جيوب السترة رش منه يهتف بنفاذ صبر:
-أصحي.. يا علياء أصحي..
كفه مترددة ويخشى.. إنه يجاهد لئلا يلمسها، لكنّ الوضع حرج..
ربّت على وجنتها وبذات العلبة نثر منها عليها..
-يا علياء فوقي واليرحم والدينج..
انتظر للحظات يهزها برفق، فرفرفت بأهدابها تنفض عناقهما، فأبصرته بملامحه المرعوبة وعينيه اللتين ترتجيان حياتها.. غص حلقها وانتظرت قليلاً..
-شوي شوي.. بالراحة تنفسي..
أطاعته بصعوبة كبيرة وحين شعرت أنها جيدة تململت تفرض اكتفاءها من مساعدته فسأل بوجهه المرعوب
-أحسن؟ أوديك دكتور.. أو مستشفى؟
هزت رأسها نفياً وردت بصوت مبحوح:
-أنا كويسة يا ملهم.. روحني وبس!
هنا حديث عالق بُتر، فضّل طيه لأجل صحتها، يتخبط.. ترى تيهه.. يقف يدور حول نفسه ويعود يجثو بركبتيه عند مقعدها:
-ما رح أحكي ولا كلمة.. أنا آسف.. ما قصدي أضرك..
لم ترح قلبه ولأول مرة إذ ردت بإنهاك جسدي، نفسي وعاطفي أكثر:
-حصل خير.. بس لازم تعرف..
رفع كفه بحزم يوقف كلامها.. يخشى عليها.. ليته ما طلب قربها ولا رفضته ولا جرحها!
ليت قلبه لم يهف لها!
ليته لم يوجد ليوجعها، ويلملم شظايا أوجاعها في روحه..
-ما بدي أسمع..
وبتشديد على كل حرف أكملت:
-لازم تسمع..
رأت أنامله تخونه وتمتد حيث سبابتها المشهرة في وجهه، أعادهم كمن مُسَّ دون أن يقترب..
-أنتِ أهم من كل الكلام.. أهم من كل العتب.. وسنين التعب والانتظار..
صحتي على قدها وصحتك كمان، الحكي يجي يوم وما يروح.. بس صحتك أولى..
مضى الطريق يتناولان فيه الصمت، لا أغاني لا صخب، لا حب..
هنا وجع استحكم دواخلهما، فركن سيارته حيث صيدلية وعاد بمجموعة أدوية اثنين له وواحد لها تناولته باستغراب
-ليش جبته.. شوي ونوصل!
-خدي وأنت ساكتة..
مد بعبوة المياه، وعنه تناول دواءه دون ماء..
وصلا المنزل بأرواح محتقنة بالصدمة والوجع وحين همّت بالنزول التفتت إليه وأخبرته:
-أنا ما وافقت على مروان!
التفت إليها بصدمة، لكنها لم تعره انتباهاً وصلت وتقبضت كفها على باب المنزل سمحت لدموعها أن تطفر بسلام.. ملهم طلبها الزواج ولم تعلم.. يظنها ترفض ولا يسمح لها أن تبرر..
لم يدعها تحفل بنصرها، إذ بحسبة بسيطة وجدت أن الموضوع تم بينه وبين والدها الذي تعلم رفضه..
لكن ما الذي حال بينه وبينها لئلا يعلمها أولاً؟!
وصلت غرفتها فوجدت نورها مغلقاً وضحكات عالية وهمسها أعلمتها أنها تحدث خطيبها
رمت بحقيبتها ودخلت في فراش عالية التي صُدمت ونفضت الغطاء
-بسم الله.. تختك هيو هناك يمّا! شو بتساوي هون؟
-نوميني جمبك، خايفة أنام وما أصحى..
بعينين مغمضتين تنسكب منهما همومها ردّت، مما أثار خوف عالية عليها بثيابها المبتلة بحجابها الذي لم تتكلف عناء خلعه وصوتها الميت كما وجهها المبتل بدموعها. فقفزت عن سريرها تود مناداة والدتها
-لا تناديها يا عالية، ولّا بترك الغرفة باللي فيها..
دهشها الرد العصبي، فتقدمت نحوها وسألت:
-أخذتي أدويتك؟
-نامي جمبي يا عالية، بلا حكي..
أومأت عالية ودخلت الفراش تجاورها فدست علياء نفسها أكثر فزارها الوسن رحمها النوم وسرقها يهديها راحته..
********************


soha, yasser20, جولتا and 1 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 01:00 AM   #824

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



وقليل من الليل قربك يكفي..
وفي المقهى نادته ثبتا صور رواد المقهى لهذا اليوم، وأكملا تلوين بعض الأكواب الفخارية..
كان يكتب الكثير من العبارات المنمقة التي سحرتها وخبأتها في قلبها للأبد..
"والشمس من عينيكِ تغزل نورها!"
"صوتك صباح العالم، اصدحي به، ليبدأ الديك يومه!"
وعبارة طلبها أن تكتبها، متعللاً بإجهاد يده، فأشفقت وصدقت كونه يحمل يده السليمة عملها وعمل المتعطلة، أخذت منه القلم وطلبته فلقنّها..
-شو أكتب؟؟
-مميزٌ
رددت خلفه
-مميزٌ..
فأكمل:
-مثلكِ، أهديكِ قلباً أزرق عوضاً عن أحمر!
تبسمت تضيق عينيها.. ويستمر..
-حُبنا ليس عادياً!
-الكوب ما بياخد هالحجم..
-دبريه وصغري الخط!
مطت شفتيها:
-عنجد ما بنفع.. وين أحشره؟؟
عقبّ بلا مبالاة:
أكتبي بقلبك الباقي..
حبنا ليس عادياً، لا أمطركِ بسيول الغزل.. ولا أخطف من فيكِ كلمة حب!
لكنني آخذ من وجهك وجهة قلبي، ومن عينيكِ وعد بقاء أبدي!
التمعت عيناها بقوة تأثراً بما سمعت، ونقشت ما قاله في عقلها قبل قلبها.. القلوب تنسى وتمحي الأثر، لكن العقول تتمسك بها في ألواح ضد النسيان.
اقتربت منه وشدت على كفّه أكثر ووعدته ببقاء يمضيان به قدما للأبد.. وما بعد!
ناظرته ببريق يتألق في حضوره.. يلاحظه يرضيه ويلاحظ توهجه أكثر كلما ازدادت معرفتهما، شرارة تضيء العتمة، وتذوب الجليد وتصهر التائقين
-بس أنا بحب أسمع كلام يعزز من ثقتي بتأثيري على حياتك..
تقبضت أنامله تحت أناملها أكثر فأبصرت شدّته وفهمتها..
-بضل بنت بطربها مديح، وتهزها كلمة معسولة..
وبآخر قولها تبسّمت عيناها فأشرق وجهه بمحياها المبتسم:
-كلام الكُتّاب ما بوفي معي، دللني..
تركت كفه وعبّرت بصوت أعلى أكثر، تفتح يديها تستقبل الفراغ..
-دللني.. أنا شغوفة بالحب، بالسعادة اللي بقلبي بترجمه بإلهام...
بعيش.. أكتب.. ألوّن.. عشان الحب!
جذب كفها ونزل بها حيث الغرفة الصغيرة كقبو للمقهى، حيث البداية..
أشعل شمعتين ونورها يكفي فتأثير المطر عليه واضح عليه.. سار نحو كمانه الذي تجمد أثرُ صلصالها في لقائهما هنا عليه ناولها إياه وبلا مقدمات:
-اعزفيلي..
فغرت فمها ببلاهة، فجذب كرسيين أجلسها وجلس على الآخر..
-بستنى..
لم تتردد لثانية وبدأت بتنظيم أمورها واختارت.. بدأت بالعزف فأغمض عينيه والسحر يتسربل إلى داخله.. الموسيقى حياته، ثمّة رابط خفي بين العازف وموسيقاه.. ميثاق ووعد خاص بأسرار لا تعلمها سوى النوتات.. ثقوب الناي.. وأوتار العود!
هناك القصص نسجت، هناك باح الناي وجع صاحبه، وهناك بكى الكمان فقده!
لم ينتظرها أن تغني ولم يطلب.. أقالت عنه يوماً أنه رجل الدهشة!! فاجأها بأن بدأ يردد كلمات الأغنية:
قلبي عليك
من فتنة في يديك
أخذتني منك ولم تعدني إليك
بقيت تكمل عزفها وشذى صوته أخذها هناك حيث لا سواهما كنجمتين تزهو بهما السماء.. يليق به كل ما قيل عنه وسيقال..
غنت معه.. وأكملت:
قلبي عليك
أنا ما ملكت شيء
كواني الهوى
وآخر العشق كي
..
لما خرجا من الغرفة وصعدا وجدت أن لا أحد هناك حتى العم وعاملو المقهى فتلفتت بغرابة:
-وين راحوا الناس؟؟
-صرفتهم!!
شهقت تسأله بغير تصديق:
-بتمزح!
رفع نسخة من المفاتيح:
-هاي معي.. المقهى إلنا اليوم!!
بغير رضا تخصرت:
-طيب ما بقدر أضل..
قلب عينيه بسأم وجذب كفها مجدداً:
-خليني أستغل يومي معك.. جو اليوم ما بتعوض..
مشت معه راقبا المطر من خلف الزجاج، كتبا اسميهما على النوافذ.. كانت ترسم دوائر مفرغة فالتفتت لتحديقه في جانب وجهها وهزت رأسها تسأله:
-مالك؟
-بتعرفي شو عبالي؟
هزت رأسها نفياً ولا تعلم لما انحرف تفكيرها بما يؤرقها في علاقتها القادمة معه:
-نرقص تحت المطر!
ضحكت غير مصدقة لتفكيرها الملتوي، ولفكرته الأغرب..
-جو الروايات متلبسك اليوم؟؟
-كان حلمي أكون كاتب؟
- بتمزح؟
-بعمري ما كنت صادق قد هاللحظة؟
-شو يلي منعك ما تكون كاتب؟ بشوف عندك أدوات وحس فني
بنزق أجاب:
-لأ.. أنا صادق برغبتي أني أرقص معك هسا؟؟
تأففت بحنق:
-يا الله أنا بإيش وأنت بإيش؟ ليش ما طورت موهبتك وصرت كاتب..
-التفرغ آخر قائمتي! عقلي مليان بكثير..
اقتربت منه كثيراً حد أن رأت لون الدائرة التي تحيط بؤبؤ عينيه..
-وزع اللي هون عليي، وأكتب..
أشارت نحو عقله.. كمن يرفرف بكفيه في الماء، رفرفت بيدها فوق يده اليسرى ولكفه كان النصيب الأكبر، كانت تعزف بإلهامها نحوه.. تهدهد على حزنها..
-أنا بآمن بطاقتك.. بمواهبك جداً..
متل ما الكل بآمن، وبستنى منك كتير!
وبشقاوة متأصلة فيها:
-شوف عاد شو رح تكون، مرة لأنك ثائر.. ومرات لأنك كاتب..
ابتعدت عنه وسارا نحو قسم المشروبات، يعدان لنفسيهما فنجاني قهوة أعدّه هو متشدقاً:
-شوفي القهوة من إيدي كيف؟
كانت تراقبه كيف يصنعها فمطت شفتيها:
-واقفة أستنى مكوّن غير طبيعي، أو خارق.. شفت مي وقهوة.. فيعني
عددت على أناملها:
-يعني المي سحرية أو القهوة فيها دهب!
نصف التفاتة أولاها ورد بغرور:
-فيها نفس ثائر...
-ربع الثقة بس!
ضحك بصوت عالٍ فيما تبرمت هي، تركت المقعد ووقفت عند صورهم..
-تعرف إشي؟؟
جاء صوته:
-عروبة أنا وأنتِ لحالنا هون، فش داعي تنادي عليي.. بسمعك!
تضايقت لإشارته نحو صوتها المرتفع..
-إذا مفكر إنك رح تدايقني بتذكيرك بصوتي، غلطان..
ورفعت نبرتها تغيظه أكثر..
صورة أباد وملهم وثائر كانت مميزة بإطار خاص جذبتها وجعلتها تقف عندها طويلاً..
وحين جاء بكوب القهوة ناولها إياه، أخذته وعادت نحو الصورة، لم يعلق وإنما راقب وجوههم في أول سنة تعرفوا فيها على ملهم أخذت في موقع الجامعة.. كانت قديمة تحكي عِشرة سنوات طويلة لم تتغير فيها أشكالهم كثيراً إلا أن الزمن أضاف تقاسيم فقد وحزن ظللت ملامحهم..
-أباد كتير بحبك.. أكتر ما بتتخيل
أطبق شفتيه وهزّ رأسه وسريعاً ما تلبسه الغرور:
-ما في حدا ما بحبني
زمت شفتيها وردت بمكر أنثوي:
-بس أنا لسى!..
حاصرها ورد بثقة:
-رح تحبيني.. هذا إذا ما حبيتيني أصلا!
******************
ولما خرجا من المقهى اندهشت للإضافة الفنية، للرسمة التي تركتها عامدة لتخلي الجو لثائر وملهم، وتذهب لأباد تأخذ بخاطره.. قد أضافا لها رجلاً آخر يلتقط فنجان القهوة من الرجل الذي لونته معه وبجانبه بقية نثر محمود درويش
سجل.. أنا عربي...
ولون الشعر فحميُّ ولون العين بنيُّ
وميزاتي على رأسي عقال فوق كوفية
وكفي صلبة كالصخر.. تخمش من يلامسها
وعنواني انا من قرية عزلاء منسية
شوارعها بلا أسماء
وكل رجالها.. في الحقل والمحجر
فهل تغضب
سجل... أنا عربي...
صفقت له تثني على صنيعهما
-الله!! الإضافة رائعة عنجد..
-عجبتك؟
-جداً.. جداً..
نطقتها تجول حول الرسمة الجميلة، شاكرة لله على المعرش الذي وضعه العم أمام المقهى وإلا ساحت الألوان وذهبت الرسمة..
أغلق الأبواب وخرج معها كفيهما متشابكان يتأرجحان بدرب الهوى.. درب الحياة التي اختاراها.. كانت تمازحه تفرض وجودها بقوة، علمتها الخالة خديجة.. خالة ثائر في أحد لقاءاتهما..
-لا تستحي منه يا بنت بفرض وجودك.. الخجل مطلوب لكن بحدود..
من دون الجرأة بالتأقلم معه.. وفهم شخصيته ما رح تقدري تتكيفي..
ضلك حواليه، أشغليه.. عبي فراغه وفراغك بشكل يسلّم فيه بوجودك لحياة قدام، وبطريقة تتعودي فيها..
وبمودة أم سرّت لها:
-هاد زوجك سترك وغطاكِ.. إحكيله أحلامك ولا تستهيني، عوديه عالحب والدلال.. لو شفتيه شحيح عواطف وثائر مو هيك طبعاً
نطقتها تبرئ ذمتها بوضع كفها على صدرها:
-علميه أنه الست بتتغذى عالحب، والحياة بدها عواطف مشتركة لتنجح لتكونوا عيلة مكتفية فيكم بحبكم وعطاءكم..
وكثير من النصائح التي استقبلتها بحب في تجربتها الأولى تملكها الخجل والسن الصغير.. وهنا النضج قد زادها وعياً في تعاملها معه..
-لا تخجلي بطلبه، ولا تترددي، لا تعوديه إنك ساكتة وبترضي بالقليل.. الجوع ممكن يخلي الواحد يجشع بس يوكل.. واللي ممكن ترضي فيه هلأ وبسعده.. ما برضيك بعدين وما يعجبه..
وبذات الجلسة جاورته ونصحته:
-هالبنت محترمة.. دللها وأسعدها.. حبها وحسسها بحبك.. وتقديرك..
الست بتزهر وبتتورد بالمديح والحب!!
الأمان اللي بتحسه منك، جمّله بحسن منطوقك يا حبيبي..
نزلا درجات زجل المغطاة بالمظليات والتي حجبت المطر..
-بتعرف شو كان حلم حياتي..
كان يتطلع للأمام فهمهم وردت..
-يكون عندي ملتقى وزاوية خاصة ع السوشال ميديا وهي سهلة للتطبيق.. أو مكانية وصعب طبعاً..
تستقطب رواد التواصل الاجتماعي وبتكون لكل العرب..
تخيل مكان فيه كل الجنسيات، نتعرف فيهم على البلاد أكتر، الأماكن.. تفاصيل.. بجمعنا شي واحد تبادل ثقافي اجتماعي..
توقفت وأوقفته:
-قضايا.. مشاكل.. وأقولك هموم وتاريخ.. ماضي!
شو نفسي يكون عندي..
التمعت عيناه بقوة وقلبه يمتلئ بعروبة التي تجذرت حروف اسمها كأوتاد شامخة في العين والراء والباء.. تبسم لها يؤمن على حلمها الذي وضعه نصب عينيه..
-بستناكِ.. وبستنى أنضم له..
*******************



soha, جولتا and عقل like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 01:04 AM   #825

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



قلبي
قلبي علينا
افترقنا حين التقينا
لم يرف طرف لعالية التي بقيت مستيقظة طوال الليل تراقب علياء، كم ضج صدرها بانتفاضاتها كل حين وآخر، شغلت المكيف ولأجلها تحملت حرارة أبريل، وخشيت أن يمرضها المطر..
جاء الصباح أخيراً وتفتحت عيناها تراقب عالية النائمة بغير راحة.. بقيت تنظر لها بعاطفة تقدمت منها وقبلتها بخفة فراشة أو أخف على وجنتها ومسحت على شعرها..
-صحيتي؟
جاء صوت شقيقتها الأجش..
-آسفة على ليلة مبارح..
ضربتها عالية:
-لا تحكي هيك.. طمنيني عنك؟
ملامح عالية كانت متعبة أكثر منها مما أحزنها وجعلها تتوشح برداء السعادة..
-والله أنا منيحة.. بس خليني أغير أواعيي..
في ذات الوقت طرقت نهال الباب تدخل إليهما فأبصرت عالية وعلياء بثيابها وحجابها الملتف حول عنقها فركضت نحوها..
-علياء شو فيه؟ ليش نايمة جمب أختك؟
نهضت عن السرير بكسل وتقدمت منها طبعت قبلة على وجنتها..
-صباحك حب.. يا أحلى جنوبية جابتها الكرك..
زفرت بضيق:
-لا تغيري الموضوع.. ليش نايمة هيك؟
-والله روحت مكسلة ومسطلة، ونمت جمب عالية حسيت ببرد..
بدأت دراما أمها المعتادة من أسئلة وتحقيق وحين اطمأنت وسمحت لها بتغيير ثيابها والاغتسال تحت نظرها وصلت باب الحمام والتفتت لوالدتها:
-ماما ملهم شكله مرضان.. تطمني عليه!!
خطفت الخطوات بانفعالها المعتاد
-شفتيه مبارح؟؟
أومأت:
-إيوه وحكينا..
وبفضول أكبر:
-شو حكيتوا؟؟
-ماما خليها تدخل تغسل وجهها اللي بخوف بعدين تسألي..
التفتت نهال لعالية:
-والله هاد الناقص، علميني كيف أتعامل مع بنتي كمان!
ما شاء الله لا حيا ولا احترام..
بطل حد إله قيمة هالأيام!!
وخرجت من الغرفة بعنف، وعالية تشيعها بفك متدلٍ..
تناولت الفطور بعد الاعتذار عن دوامها، كانت ترمق والدها بنظرات استغربها، عاطفياً ردّ والدها أرضاها قليلاً فهي علمت ما الذي تصبو إليه نفسه، وأكيدة أن والدها فضل عدم تدخل والدتها..
لكن الاستغفال مزعج!
وبشدّة..
تخيل أن تحاك المواقف والتمثيليات حولك دون أن تنال شرف بطولة أي منها..
ملهم يقرر خطبتها فيأتي لوالدها يطلبها دون إشعارها ويتضح أن والدها رفضه بإخباره أنها هي من رفضت!
وملهم يعاملها بعدائية، ومنذ مدة يلقي بالنظرات المتهمة والعاتبة ويجسد دور الضحية بامتياز..
أنهت فطورها وخرجت للشرفة بعد أن أعدّت قهوة والدها واختصرتها في فنجاني قهوة والمغزى واضح بانفرادها به..
جاء بصحيفة الرأي التي لم يتخلّ عنها رغم تطور وسائل التواصل الاجتماعي..
-يا صباح الحظ الحلو بشوفة علياء وقهوتها..
عصافير ورائحة الأزهار من حديقة نهال تنعش الروح، الشمس معتدلة بحرارتها والشرفة مطلها أكثر من رائع..
-حظي الحلو أنا بشوفتك..
جلست وإياه تتبادل معه أطراف الحديث حول عملها وتقدمها..
-دايماً رافعة راسي.. ربنا يكتبك القبول ويرضى عنك..
أمنّت على كلامه تثني عليه..
-أنا هيك لأنك بابا.. ثقتي باخدها منك يا حبيبي..
ما يميز علياء أنها سهلة القراءة بشكل لا يمكن تخيله.. قرأ في عينيها كلاماً يتوارى بين سحب التردد.. أحبّ أن يبتدئه ويرفع عنها مشقّة الحرج:
-علياء يا بنتي في موضوع بدي أحكيلك إياه..
توثبت مراكز الفضول والحماس داخلها:
-خير إن شاء الله؟؟
الجريدة بين يديه، استند بمقعده أكثر..
-قبل موضوع مروان بفترة..
ازدردت ريقها وعبثت في سترتها ولاحظ..
-أجاني ابن خالتك يطلبك مني..
أومأت له: ملهم..
أومأ برأسه مؤكداً..
-وأنا ببساطة قلت اله لأ!.. وبعد أسبوع تفاجأت بخبر الشب اللي إجى!!
اهتزت شفتيها وسألت: جد؟
طوى الصحيفة والتفت إليها بجدية متقدماً بجسده أكثر:
-إيوه.. وبمشاعر أبوية عشتها معك ومعه.. بحكيلك إني ما بتمنى إلك حدا غيره.. بس ما قدرت أوافق عليه من أول مرة..
تتدرج قسمات وجهها بين الخجل والتيه:
-أنت بنتي.. أغلى من روحي عليّ.. ما هان أوافق عليه من أول مرة دون ما أعز قدرك وأكبرك بعينه..
أنت كبيرة وقدرك عالي وما حدا يشكك بهالشي، بس أنت بنتي إذا قلبك يرف بدقة.. قلبي يرف دقات..
إذا مال قلبك.. قلبي يعرف ويكتوي..
ما هان عليي أسهل عليه.. ولما شفت إنك ما بتعرفي وما عندك خبر أصريت بقراري أكتر..
أطرقت برأسها تفرك أصابعها ولم ترد..
-بس ما كنت متخيل أني وأنا قاعد أعلمّه درس بطريقتي، يجيك عريس تاني.. وهون قلت بترك الموضوع لربنا..
لو إلك نصيب معه رح توخذيه.. ولا ما إلك نصيب ينترك الموضوع لقسمته..
تسأل بخفوت يبحث عن الذات وهذا ما أعجبه:
-طيب ليه ما أعطيتني خبر؟
تبسم لها يجيبها:
-كنت ناوي يا الغالية.. بس إجى مروان وعاد ما أحكي فيه وأخليك تضطربي.. كنت بدي رأيك يكون بتأني وهدوء..
هزت رأسها وتركت الموضوع ستتصرف به لاحقاً وأولت وجهها لوالدها..
-يعني أنت تقصدت تخلي الرفض مني!
ارتشف من قهوته ورد بغموض:
-تدخلت ورديت نيابة عنك، وغلطي كان أني لازم حطيت خبر عندك..
بس أنا مو ندمان للحظة.. هو ابني زي ما أنتِ بنتي..
ما بقدر أوافق وهو عايش بدوامة كبيرة سحبته بالتوهان..
كانت خجلة من أن تناقش معه أمر ملهم وعلم والدها بمشاعرها فطلب منها الاقتراب وفعلت.. جلست على طرف كرسيه وسحبها نحوه أكثر..
-ملهم عمره تجاوز الخمسة وتلاتين، هام كتير ويوم بده يستقر.. لازم يقدر سكنه!
ويعرف ليش بده السكن هاد بالذات؟
وليش اختاره؟
فهمتي؟
وهالسكن لازم يحس بعنا وشقا ليكون إله، لحتى يقدّره ويقدّر قيمته..
ما في إشي سهل بالحياة، ولازم ما نستسلم!!
وبرجع أسأل: فهمتي اللي بدي إياه؟
أومأت له مبتسمة فجذبها لأحضانه أكثر تتمرغ في وسيع صدره بدلال، وملهم اختار هذه اللحظة ليخرج من منزله وحين ألقى ببصره نحو منزل خالته اهتاجت ضلوع صدره لرؤيتها سالمة، وما لبث أن تبدلت نظرته إلى حسرة وتبرم: -تتهنوا ببعض!
فتح الباب بغلظة يفرغ غضبه من العرض الصباحي الذي شاهده ورغم أنه أبعد عن الغيرة المنفرة، إلا أنه تائق ومحروم من الوصال!
ماذا عساه فاعل والأميرة علياء لا يعجبها ملهم بوسامته وخفة دمه، وحنجرته الذهبية!!
راقبت سيارته والنية حاضرة في قلبها، قبلت والدها وأخذت دواءها، على عجل أودعت والدتها خبر ذهابها لمشوار طارئ.. والطارئ مقر وظيفة ملهم..
وصلت سريعاً ولم تتأخر.. اتشحت بالسواد وظللت عينيها بلون داكن والأهداب من المكثف، ولعيناها رسم واسع الحد وبالعدسات العسلية أعطت لنفسها مظهراً حفز ثقتها..
وصلت مكتبه تأخذ نفساً عميقاً فمقابلته تحتاج الكثير من الراحة..
-استرخي علياء.. استرخي..
توجهت لغرفة الاستقبال الخاصة به وأخذت كأس ماء تجرعته كاملاً..
عند الباب طرقته بهدوء زعيقه وصراخه تعج بهما الغرفة.. دخلت عليه وهو يراقبها بذهول عيناه تلاحقها والهاتف على أذنه.. جلست على الكرسي المقابل لمكتبه وضعت حقيبتها ورفعت قدماً فوق الأخرى تنتظره أن ينهي مكالمته.. استغلت انشغاله وبدأت تراقب جدران مكتبه المليء بالرموز الوطنية المعروفة عربياً وعلى طاولته صورة ووالده.. وأخرى مع ثائر!
كان يراقب تجول عينيها بما تحفظه في مكتبه، ويتمنى أن ينهي محدثه المكالمة..
-بشوفك أحسن اليوم؟
التفتت إليه تتصنع عدم الانتباه:
-الحمد لله..
-وأنت شكلك تمام اليوم؟
جز على أسنانه:
-تمام كثير... وأضاف بتهكم:
-بفضلك؟
رفعت حاجبيها بعجب:
-شكراً..
تنحنحت فسألها حول ما تود شربه، أجابت تبصر أناملها..
-نسكافيه..
-آها..
والآها متعلقة بالنسكافيه التي بدأت تطلبها في حضوره مؤخراً.. ألم تتعمد حب القهوة لأجله؟
استقام يصنعها لها وأوقفه السُعال رغماً عنه.. ودت أن تتحرك وأجبرت نفسها على عدم النهوض
انتهت نوبة سعاله واتجه نحو زاوية خاصة للقهوة وبآلته صنع قهوة له ونسكافيه لها كانت بقربه ترفرف حوله، يلتقط حركاتها شغبها المغلف بمكر استنتجه برسمية التصرفات التي تخرج منها كفتح الأكياس والكؤوس
ناولها الكأس وارتطمت عيناه يراقب تبرجها الخفيف الذي لا تحتاجه
طرف ببصره عما ما لا يحلّ له ومشى فلحقت به وعند الواجهة الزجاجية ارتشفت بتلذذ وضمت الكوب بطفولية..
-ليش طلبتني من بابا، دون ما ترجعلي؟
دس كفه في جيب بنطاله:
-أستثقلت أفاتحك الموضوع؟
تزم شفتيها بعبوس طفيف:
-بس ما كانت حلوة أنصدم باسمك من بابا بس حكالي..
وكأنه يناقش قضية فريقه الرياضي:
-أظن اللي بيننا أكبر من صدمتك بالخبر..
الدهشة من نصيبها، والرد متهكم:
-ولأنه أكبر.. كان لازم أعرف ليش أنا؟ ودون ما تعطيني إشعار..
يسأل ساخراً:
-إشعار؟
وببديهية:
-إيوه.
وبخيبة المتلوي باللظى:
-وأظن أنه الموضوع وصلك وما حاولتي تسألي أو تعرفي مني، فهيك إحنا متعادلين!..
غُص حلقها.. لو كانت تعلم فعلاً لسألت:
-إيوه رفضتك وخليت الرد من بابا متل ما أنت خليت الموضوع معه..
يبرر بضعف لايشبهه:
-رفض ندخل خالتي لحتى ما تأثر عليكِ..
هنا فاض كيلها و بعصبية:
-ماما مو حجة أبداً!!
عاد نحو الفضاء فنظرت له تجبره أن يلتفت لها ولما فعل أنهت التواصل البصري فيما بينهما تسأل بصوت مبحوح:
-ليه؟
كان دوره ليشرد فيها وينطق بأغبى إجابة لا تنتظرها علياء:
-لأنه إحنا مناسبين!
وهذا ما لم تتوقعه أو تنتظره.. لو كانت من آخر غيره لتقبلتها لكن منه لا..
ولأنها لا تتسول العواطف، وتموت ولا تظهر حاجتها له..
-بس مناسبين؟؟ ما خطرلك مثلاً تختبر صحة قرارك بالتناسب..
إنه إحنا مربيين سوى.. الناس تفكرنا أخوان..
والأهم نظريتك بتوافقنا.. كانت متأخرة لسنوات تقاربنا الفعلية!!
صلد قلبه والغباء تلبسه:
-بنت خالتي، بعرفك.. تعرفيني.. طول عمرنا مع بعض..
هاي أسباب طبيعية والأهم إني..
تنحنح وأشاح ببصره..
-بدي إياكِ..
ها قد أقامت رقصة داخلها.. يريدها هي:
-وليش بدك إياني..
-ليش الواحد بده بنت ليتزوجها؟؟
في غير موقف لتخضب وجهها بحمرته، ولكنها منفعلة غلاظته مميتة وقاتلة وعلياء ببساطة لا تريد ذلك:
-توقعت أسبابك أفضل وأرقى من هيك..
تفتحت عيناه بصدمة فالتفتت إليه تشرح:
-بديهياً لو اختبرت مشاعرك وقدرت تحدد بأي خانة أنا، خصوصاً بعد ما تجاوزنا التلاتين كنت رح أقتنع..
بس أنت ما انحطيت بموضع اختبار لتقرر مين أنا بالنسبة إلك.. أختك؟ أو صديقتك؟ أو شريكة حياة محتملة!
بإجابة سريعة غير مدروسة وإن كانت مفطورة في قلبه:
-أنتِ كلهم..
نظرتها مستهجنة:
-كيف يعني؟؟
-بشوفك كلهم..
ارتج قلبها بين ضلوعها ومن حقها المعرفة:
-من متى؟
-من قبل أعرف شو يعني زوج وزوجة!
تخضبت بشرتها السمراء بالحمرة.. ولكن رغماً عنها كانت لترفع قدر نفسها..
-سدق أنت اختلطت عليك العلاقات فيما بيننا، بلاش نورط ونغلط بكرة..
لأنني ببساطة بدي واحد بده علياء.. بحبها.. ما بقدر يكمل دون علياء، مختارها لأنها هي..
بس بتطلع بعيونه ما بندم إني كُنت معه.. أو أتردد للحظة!
بتعرف شو..
شوحت بكفها: وأنا بتطلع فيك.. بحاول أستنى شعور الأمان ياخدني..
كشريك حياة مو كابن خالتي وبفشل!
لم ترحم صدمته ولا عينيه الجاحظتين أبداً..
-بشوف ملامح مترددة، مستقبل خايف ومو مضمون..
لهيك ما وافقت.. وما رح أوافق لو فكرت مرة تانية!
خرجت من فورها بعدما وضعت الكوب بعنف على الطاولة تاركة ملهم يبصر ما تراشق من الكوب على ثيابه ومن فيها ويستحق!
قلبي علينا
افترقنا حين التقينا
وإذ توّقفنا مشينا
كلٌ على درب
كلٌ بلا قلب
كأننا ما تعارفنا
وكأننا ما هوينا...
**************


soha, yasser20, جولتا and 1 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 01:05 AM   #826

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


وإن سألوك سرّ شقائك؛ أجبهم كنت إنساناً أكثر مما يجب!
بشريتك وسط غابة مكتظة بالوحوش مؤسفة لك وبشدة.. أنت لن تغير من سلوكهم الوحشي، أو تشعل قبس شفقة وإنسانية أخفوه بدثار المرض داخلهم..
من هي لتحاول زعزعة نظام أسس لسنوات يحافظون عليه؟ مملكة جندها أطفال شوارع جاهد لترسي قواعدها وأسسها مهددة بسبب من تبحث عن السلام في أعشاش الخراب..
تطورت مقابلاتها مع الأطفال وخصصت لهم مكاناً سريّاً تشجعهم عليه.. والطامة أن قادتهم لأحد مراكز العناية والجمعيات المختصة بهم ورغم ذعرهم من مجهول يفسد متعة حياة اعتادوها وتكيفوا معها..
شقاء وطفولة ضائعة لا يبحثونها، بل يكدّون لمكاسب أخرى، استطاعت أن تضرب وتراً حساساً وكسبت رغبتهم ورغم ذلك في النهاية أنت إنسان لا تجازف بالتغيير.. التغيير مجهول مبهم مخيف يرعب النفس البشرية.. والضعف أقوى من قدرتك على تحديد مسارات أفضل..
كانت تتجول وإياهم بملابسهم المرقعّة المشقوقة تنتظر قبولاً ففاجأها أحد الأطفال:
-أنا آسف.. بس ما بقدر أجي معك! الشارع حياتي..
تلبسه الخجل من نظرات الأطفال الذين جاءوا إلى هنا مثلهم وحسم ردّه:
-وما رح أتركه...
وطفل طفرت الدموع من عينيه.. أغيرة من الحياة التي يحيونها وينقمها، أم تمسك ببؤس أكثر! ردّ على محاولاتها بعنف وقسوة:
-وين كانت هالجمعيات يوم لقاني هو وعملني ابنه؟؟ الشارع كان طريقي ورجليي الحافيين اللي تعبوا قزاز وحجارة ما رح ينعمهم هالمكان.. أنا بدون هدوم بس كان مغطيني
وتدخل من طفل نظرات عينيه حادة تخترق جواها وتردعه ولم تأبه..
نغزها قلبها وتجاهلت وهي التي علمها والدها ألا تتجاهل نداء قلبها..
يلغي أي نية قبول من الأطفال الباقين الذين أحبّوا المكان وأملوا العيش فيه..
-ما بسمحلك تخربي حياتي أنا وأصحابي.. مين أنت لحتى تغيري سكننا..
وبلسان سليط لا يمت للطفولة بصلة:
-إحنا غنيين عن الأماكن هاي اللي تجيبونا عليها وتصورونا وتصيروا مشهورين والكل يمدحكم.. وبالآخر تزتونا وبتاجروا فينا لحسابكم.
كان صادقاً في نظره، كم من صورة التقطت له مع المسؤولين الذين يهدونه وردة أو هدية أو حاولوا توضيح مسؤوليتهم نحو الأطفال مثلهم أمام الكاميرات ولم يجدوا سوى وجع قلوبهم بأحلام حلموا بها.. كم من وجبة طعام تناولوها بغصة لأن مقدمها يبغى صورة!
حتى ما عادوا يفرقون بين من يريد الخير لهم من مُدّعيه!!
-أنا آسفة من تفكيرك لو فكر للحظة إنه ممكن أعمل فيكم هيك، أنا بيوم كنت متلكم تايهة لا بيت ولا ملجأ..
كانت الأماكن هاي مأواي.. أوثقوا بالخير وعمله.. لسى في ناس بتقدمه لو انعدم الخير كان انعدمنا معه..
بدي مصلحتكم ما بضركم، الله يضرني لو فكرت آذيكم!
تقتات على حماس فتاتين اختصاصهما بيع اللبان على إشارات المرور أسرتهما الدمى والفساتين، آمنتا بقولها ومضتا في خطتها..
لكن خطتها غبية ولم تكن محكمة.. لم تحصن نفسها من المتربصين الذين يتابعون خطواتها وبالخطر المحدق بهم ولما فاض كيلهم من وقاحتها وتدخلها السافر رغم التهديدات رأوا أن لا ضير من تدخلهم وآن الأوان للفريسة أن تطأ وكر الوحوش ويا أهلاً..
خرجت يومها من الدار متأخرة.. لقد عقدت مع أباد رابطاً جديداً بنكهة أخوية.. اكتشفت أن هناك جزء داخله طمره ملهم بحضوره، وللأسف كان من السلبية بأن يتراجع بما يحمله ويطفئه..
يومها أُحكمت الخطة جيداً، هاتفها ثائر ووبخها لتأخرها بعد المغرب..
-سدقني حاولت ما أتأخر..
صمت ولم يجب فأكملت بصدق:
-بحاول قدر الإمكان أعود حالي إنه وضعي مو زي زمان وبستصعب عليي مش بسهولة والله..
ينفعل حينها ويشدد على كلماته يوصلها عقلها الأجوف:
-إني أخاف عليكِ شي.. وإني أطلب منك تلتزمي شي ثاني!
أنت لحالك هسّا مروحة، بوثق فيك بس ما بوثق بشر غيرك..
-تعودت وأنا بمية زلمة لا تخاف عليي.
-عارفك ومع هيك بس توصلي رنيلي
كان قلبه عندها، يوخزه بوخزات مؤلمة.. في جلسته العلاجية برفقة ملهم وشعاع أيضاً لكن طوال فترة العلاج لم يشعر أنه قادر على ممارسة التمارين الموبوءة بالفشل رغم محاولاته..
مسرحية في وسط البلد تذكرة دخولها دينار جمع صطيف ورفاقه المبلغ ودخلوا الثمانية متقاسمين التذكرة بين كل اثنين حضروها وفرحوا، كانت مخططاتهم لهذا المساء الربيعي فوق العادة بتناول الفلافل في مطعم هاشم.
في خروجهم رأوا عروبة تقف مع طفلتين بدا الذعر جلياً على ملامحهما، ركضت معهما وسارت نحو زقاق ضيق.. الفضول والحيرة والخوف ربما، ساق بخطواتهم فهرعوا يلحقون بأثرها الذي مضى نحو مخزن متهالك ولما دخلت إليه أغلقت أبوابه كما أعتم المكان..
دخلت تبحث سوكا التي أصيبت بقدمها ولما دخلت المكان الذي أمنوه لها استقبلها ظلام وباب أغلق عليها، وضربة تظن أنها غادرت الأرض إلى جوفها بقوتها، لكنها لا زالت مستيقظة، لم يكن هناك لا أطفال ولا أصوات ولا حياة، هنا على أرض نتنة مليئة بمخلفات بشرية، وعبوات لمشروبات روحية، ولحظة.. هل هي حقن أم خيالها يهيئ لها لقطات من ماضيها في بلادها المنكوبة؟!
اشتدت عليها آلام رأسها، فحاولت التحرك تود معرفة وجودها حقيقة أم تبنتها أحلام في هذه الليلة.. رفعت رأسها تبتهل فصعقتها ضربة نحو رأسها جذب فيها حجابها وباتت بلا ستر أمامهم.. إنها متيقظة.. لم يكن كابوساً.. الدوار يمنعها من رؤيتهم وصوت كلب في الخارج أوثب نبضات قلبها.. إنها محتجزة بين أناس لم يقربوها أو يحدثوها..
-مين انتوا؟
دلو مياه قذر أغرقها وعلمها أي وحل هي تجول به الآن..
-كلاب.. الله لا يوفقكم..
ينتشي أحدهم بخصلاتها المبتلة، ويمد يده لها تزحف للخلف فترتطم بالحائط.. رباه لم يقربها رجل في حياتها لا خاطبها السابق ولا ثائر، ومجرم يستحل قرباً لم تسمح به لمن هم أهله..
-بعد عني الله لا يوفقك..
كان صوتها مرتعشاً كما أوصالها وكل خيالاتها تصب فيما حفظته وحفظه الله لها بسنوات شقاءها.. لكن المجرم تلمس خصلتها وحين شعت رائحتها تركها بقرف..
-مقرفة..
وبنظرة شمل جسدها بطريقة أججت الرعب بالمحتوم:
-وما عندي استعداد أعكر مزاجي فيكِ..
وبذكر المزاج رفع علبة مليئة بالحبوب والتقط منها واحدة، ضحك من كان معه وبعيونهم اللامعة في الظلام أثاروا سخط معدتها فودت لو تتقيأ في وجوههم..
-مين انتوا.. وليش أنا هون؟؟
يقترب آخر بخطواته ومنظره المخيف بالضربات التي تملأ وجهه وأوضحتها شعلة قداحته:
-ما بقدر أحكيلك..
يتصنع الأسف ويكمل:
-عشان عاملة فيها أم العريف..
هل ساعة مرت؟ أكثر أم أقل.. هي هنا.. ضحكات وأشياء لن تأتي على تصورها في خيالها، الغرفة عبارة عن خلاء لقضاء الحاجة التي تتسطح عليها.. تنكمش على نفسها بكلماتهم البذيئة، ومحاولاتهم بالاقتراب والابتعاد.. يعيشونها في حالة رعب قاتلة..
جاء للأصلع فيهم اتصال فتقدم منها ووضعه عند أذنها لما اقترب منها ضربته بقدمها فأشهر موساً ومرره نحو وجهها
-بفتح وجهك وما بسأل! أعدلي الله يرضى عليكِ..
باشمئزاز رمقته والخوف منه أخذ مبلغه منها
-اه يمعلم هيها معك..
رفع الهاتف وفتح مكبر الصوت:
-عـ.. (غوبة)..
كان يتعثر بحرف الراء عامداً بسخرية مما أضحك الذي يجاورها..
-أسمعي علي، استضفناكي عنا وحيييناكي، الشباب أكرموا استقبالك وما آذوك، لو طولتي لسانك يا شاطرة، بأشر وما بهتم..
هاي حركة صغيرة، بنخبرك فيها اتركي الأولاد اللي دايرة وراهم، لو فيك خير ما كانوا عندي ولا أنا لقيتهم..
سلامك والخير اللي تنشريه.. انشريه ع حبل غسيلكم، أولادي بغنى عن صورة ولا تكريم إنت اللي رح تاخديه ولا جائزة حقوق إنسان..
وخلي منظمة حقوق الإنسان تنفعك يوم تكوني تحت الأرض..
رح طلعك هلأ وعالسكيت، لو رجعتي تحومي حواليهم أقري ع روحك السلام..
أغلق مع المعلم وعاد نحوها، فأطبقت شفتيها حتى غدتا خطاً مستقيماً.. كانت تنتظر أن يفكوها كما أمر المعلم فلم تر سوى نظرات فيما بينهم، اقترب الصامت فيهم منها، جثا على ركبتيه وتملس سترتها فانتفضت تسبه:
-بعد يا حقير.. بعد ولا والله بدبحك..
تملك منها القهر لضعفها فضحكوا بصوت عالٍ، واليد تتجرأ على مفاتنها طاف رعبها وتوترت حدقتيها مكبلة لا تستطيع إبعادهم أو نفض ذاتها.. يد الأصلع خلف ظهرها بين رجلين والثالث يبتلع سماً ويرمى بالحقنة كان متوجهاً هو الآخر نحوها.. أظلم الكون بعينيها، شرفها استباحته وحوش ربت في العراء، لن تشهد لحظات انتهاك روحها، الدوار يلف بها سكنها القهر وغشيها الظلام فاستقبلته مُرحبّة
***************
وكل خير تقدمه.. يعود لك!..
من يرى عيون الأطفال الباكية صطيف وعواد، سامي وقيس يبكي لبكائهم، كان في تواجدهم نجاتها..
من كان ليظن أنهم راقبوا المكان وببديهية عرفوا أنه سيء بمن فيه، هاتف أحدهم والده من هاتف أحد المارة الذي أعطاه إياه بنزق..
وجاء رد والده الذي انتفض قلبه رعباً:
-انتوا تخبوا منيح.. واحنا نتصرف، بس خلي العمو يبعت لي الموقع.. ابعتولي اياه يا ولد..
حزن الرجل لدموعه ولما علم القصة فارت دماؤه وتصرف من عنده بعدما زود المحدث المكان...
كانوا من الضعف يرتجفون يبتهلون ألا يطالها أذى:
-يا رب تحمي مس عروبة..
انتظروا ولم يعلموا كم.. ما يعلمونه أن دعواتهم جاءت بمساعدة غريب أدخلهم محله لتغيير زيوت السيارات ووضعهم في جهة مراقبة، ووالدهم الذي جمع الرجال وأبلغ خالها الذي ضاقت الأرض برحبها فيه فهاتف ثائر الذي كان مع ملهم بنوبات تقيؤه..
تم الإمساك بمن قبضوا عليهم متلبسين ومواظبين باستمرار في مركز الشرطة.. وكبيرهم الذي كان باستضافتهم منذ ساعات أصلاً..
كان يضم ارتجافتها، خائفة وقلبه ينقبض مع كل انتفاضة لها، قاد بهم العم خليل حيث منزلها وهناك رأت خالها يقف بعكازيه عند باب المنزل نزلت من السيارة وركضت نحوه تبكي، وحين فطنت لرائحتها ابتعدت عنه..
-أنتِ بخير؟
تومئ ببكاء، فيبكي دموعها بصمت:
-الله لا يختبرني فيكِ يا بنتي.. ريتني أنا ولا أنت..
تهز رأسها وترد:
-ربي يطول بعمرك.. أنا ما وراي حدا.. بس أنت هون سندنا..
غلب الضيق ثائر وأسرّها في نفسه، وتقدم بالقول حين رآها بين حضن وآخر..
-طلعي أبوك يا حنين.. وأنت يا عروبة يللا..
قادها نحو منزلها الذي دخلته وركضت نحو غرفة والدتها، بقيت وقتاً لا بأس به، حد أن جرّها وخالها يبدو في أسوأ حالاته..
-روحي بدلي وغيري..
انصاعت له بهدوء، فتركها تستحم وخرج لخالها يخفف عنه هدأه وفي نيته إراحة قلبه لئلا يثير رعبه يهز رأسه وظل وجهه مسوداً..
أقنعه بعد جهد أن يرتاح وتريحه عروبة التي أقسمت بأن لم يطلها أذى.. تركها ودموعه حبيسة.. مقلتيه والجمر يشتعل بصدره بقهر الرجال.. لم يكن معها ولم ينقذها..
أوصلته للباب وأراحت رأسها على كتفه تهديه يقيناً أو رضاً لا تعلم:
-أنقذوني اللي دايماً توصوني فيهم!
هبطت دمعته والجمر غدا ثلجاً يبرد جوارحه:
-ألف حمد وشكر على سلامتك..
عادت لثائر الذي كان يتوسط الصالة، يستند بمرفقيه على ركبتيه جاورته في جلسته فنطق بما يجول في رأسه:
-حضري لعرسنا بعد شهر من اليوم..
-أبداً مو وقتك!!
أبصرها بقهر وهي تستند برأسها على الأريكة مغمضة العينين
-وقتي رح يجي.. بس ألاقيك ميتة مثلاً!
-ضحكتني بدون نفس!!
اقترب منها دون أن يقترب خشي من أي ردة فعل عكسية لما علمه
-إذا أنتِ مو سائلة بحياتك.. أنا بسأل!
فتحت جفنيها، والمآقي أوشكت الهطول أخبرته ببكاء:
-بفضل أموت ولا يصير فيي اللي نووه!
تقتله دموعها.. امرأته تبكي.. كادوا أن يغتالوا روحها..
-وحق دموعك.. وخوفك.. وكل لحظة عشتيها بسببهم لأخليهم يعفنوا بالسجن.. ويطلبوا الموت رحمة لأشكالهم..
تتذكرهم وفجأة تفوح في ذاكرتها الرائحة:
-لازم أتحمم.. لسى فيي ريحة!
هبت تقف فأرجعها بيده الصحيحة يتلمس منامتها وبرفق:
-ريحتك مسك ..هم العطنين..
كان رفيق ليلها يحكي ويطمئن دون أن يلمس حتى فاجأته بعد أن انشرحت سريرتها:
-ضمني..
كان ينتظرها ولم يتردد للحظة بضمها نحوه، بعض الأحضان مواطن من أمان ملس على خصلاتها المستكينة في صدره وحكى لها بجدية:
-الكون ما رح يتعامل معك ويستقبلك بالنية اللي بقلبك وشعورك الإنساني لأي شي.. الواقع مليان سواد بنفس درجة البياض اللي بحاول الخراب يشوهها..
مش كل الناس رحيمة.. أقرئيهم كويس وانتبهي..
********************



soha, yasser20, جولتا and 1 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 01:07 AM   #827

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بعد مرور شهرين..
بين استقبال العيد، ووداع شهر الرحمة وتجهيزات زفافها كانت ضائعة.. استقبال حياة بحماس ووداع عائلتها وخالها الحبيب يشوشها
مانعت أم جهاد وبقوة تعجيل الزفاف مبررة:
-عروبة بدها تتجهز وبكيفها تتدلل..
وخالها الذي أصرّ على تأجيله ليجهزها ويهديها النقوط:
-ما بتطلعي من بيتي ناقصة، إلك حلة تتجهزي فيها مني وهديتك واصلة، وموزنة بالدهب..
الموقف الأخير، ترك أثراً لا يمحى، كانت قرصة أذن بشعة لها وأسوأ مما تتخيل بكثير، هذا العالم لن يستقبلك بالأحضان مصافحاً قلبك الطيب.. لا، هناك بشاعة تغاضت عنها وظنت أنها ستروضها بحسن النية، لكن العالم صدّ عنها بأسوأ ما يمكن..
الفترة التي قضتها بعدما أنهت التجهيز ومجيء رمضان غسلت قلبها من وساوسه، ونفضت عنه غبار الخذلان..
كان لوجود ثائر واحتلاله صمتها، بوح قلبها وفتح أبوابه لهُ..
وكأن وجوده أحيا وجود والدها حولها.. تقرأ القرآن معه، تبعث إليه بدعاء، تتفق معه يوقظها لقيام الليل.. ترسل معه طرود الخير.. كان أفضل رمضان تعيشه منذ خمس سنوات.. وجود ثائر عمّر السكينة في قلبها أكثر.
هاتفته هذه الليلة وبدا صوته متعباً:
-لا تنام..
وهو حقاً لا يرى شيئاً أمامه.. خيالاته تتجسد في وسادة وغطاء، وعروبة لديها مخططات هذه الليلة..
-بحاجة النوم هسّا..
صوتها مرفوع النبرة، مخترق النبضة يضيف بدلال:
-كمان شوي يدخل وقت السحور..
ينعى حظه وهو يدس رأسه في الوسادة:
-بس يجي السحور بكون كسرت نومي.. أتركيني يا عروبة..
بات لا يعرفها حقيقة، تتلون أمامه بوجوه وأصوات كثيرة:
-لا تنام.. أنا مو قادرة أنام، إذا بدك أنام أحكي عليي متل كل ليلة لأغفى عـ صوتك..
يرق قلبه ويعلم تعلقه بها ونومها على صوته:
أحكي.. بسمعك..
ككل ليلة يستسلم لثرثرتها، لأحلامها، أمنياتها، وسلام قلبها..
-أنا ما بقدر أنام بدون صوتك..
دق قلبه فطمع بجميله أكثر:
-وشو كمان؟
تلف خصلتها حول سبابتها وتكمل بصدق:
-أنت صرت جزء مني قبل يومي
وطار النعاس، وحلقت الوسادة بعد جملتها انتفض يعدل رقدته واستلم دفة الحديث قائلاً:
-شو حابة تسمعي..
تحدق بالسقف والسماء طموحها، هناك حيث سفح غيمة يضمها ويمطر بجميل قوله:
-نحكي زي العشاق؟
يرفع حاجبيه ويساير:
-إحنا عشاق؟
-ضروري نكون لنحكي حكيهم؟ هم شو بحكوا أصلاً؟؟
راقت له اللعبة:
-بغازلوا؟
-غازلني!
كان دوره لتنساب الحروف من عقله لقلبه يختمها بحبر الشغف ويوهب نبرته الدفء وكثير من الوله:
-ما بعد عيُونك غزل ولا بعد ضحكتك حُب!!
******************
بعكس علياء التي كانت تعيش أجواء رمضان بحالة أقرب للحزن، فما حدث كان واجباً، تشعر فيه يحارب وحوش البقاء والاغتراب
سرّ والدها لها ذاك الحديث في خلوة ورأت أن النأي عنه فيه دواء لهما، عليه أن يقرر ما يناسب روحه، في الاغتراب والترحال شظية تنتظرها غلالة الوطن المثقوبة!!
يقاطعهم بالزيارة ويقضي أوقاته هنا وهناك وتقتصر زياراته على أيام قليلة يتناول الإفطار معهم، ويؤلمها رؤية والديها حزينان دونه..
كان كل شيء يمر بوفاق.. الكثير من الحب.. دون مشاكل القلب التي علقتهم بالمنتصف..
ما تعلمته بعد ابتعاده أنها تستطيع العيش دون رداء ملهم الذي يدثرها به!
تشعر بحرية خالصة، يومها غادرت المنزل صباحاً اليوم يوم الوقفة ولهذا اليوم شأن خاص عند فريق الجنود..
حلوى.. ثياب عيد.. هدايا أطفال.. فطائر بالسمن والسكر (لزايقيات).. مقروطة.. غريبة.. كعك عيد وخبز العيد، كلها أشياء يشترونها من الأسواق إلا الحلوى يتعاملون مع نسوة لأسر عفيفة ويسوقون لهن ما يستطيعون..
وهكذا يكون العيد بالنسبة لهم، أعطتها نهال الكثير من محافظ المعمول، خرجت ووجدته ينتظرها كما هي متأكدة، في كل جولة ينتظرها..
-المعمول ريحته بتبكي..
بحزن تخرج منها ورائحة المحلب والمستكة تدخل من أنفها إلى قلبها تعطل عمل عقلها..
يمسح وجهه ويرد بصبر نافذ:
-هذا تعذيب في وضح النهار..
يمر الطريق بصمت:
-رح أعيد مع أعمامي بكرة..
وتعقب بلا مبالاة:
-أوكي..
التفت إليها يرمقها سريعاً بعجب:
-أحكي لعمي ما يستناني بكرة عالصلاة!
تومئ برأسها فيغتاظ أكثر والطريق يطول، وهي لم تعد علياء التي أحبّ..
-شو عاملة نهال اليوم؟
رأسها مدسوس في هاتفها لا تعيره انتباه ولا تكلف نفسها عناء رفعه:
-والله ما بعرف.. أظن دوالي ومسخن!
-ما في نية لمنسف..
ولم يجد تأكيداً وتغييراً لطهو نهال كله جاء الرد بارداً:
-ما بعرف، نهال وبرتوكلاتها عاد..
انتهى الطريق وسخطه يزيد، والجوى ناره تكوي وتبيد، وكله يهفو ويريد، وبهية المحيا غدت ملكة من جليد.
*******************
الكل يلاحظ نحوله، تغيره، دموع نهال، مخططاتها، طلبها مرة أخرى..
حدّثها وكانت حقيقية في قولها:
-أنا وأهلي ما بدنا نربطك.. الوطن غالي ما بتعوض طول ما عندك قدرة ترجع.. أرجعله!
يرمي آخر أوراقه:
-بدي تكوني معي..
تقبل بالذهاب معه ولآخر الدنيا، عليه أن يهزم أشباحه لتكون معه..
ناظرته من علو تخلع نظارتها، تفرك ما بين حاجبيها بتعب وترد:
-باللحظة اللي يتملكك شعور إني أكون معك، دون أدنى ذرة تفكير بالندم.. وبيقين تقدملي.. لا تجي وأنت بين البينين!
أنا ما بكون بينهم، وأكون حاجز إلك طول عمرك!!
*****************
ساءت حالته.. الطعام أصبح عدّوه لا يطيقه، يحرقه ومعدته متعبة والقرحة أكلتها..
مضى حفل زفاف ثائر على خير، وعليه أن يحدث زوج خالته.. سئم.. هذه اللعبة أنهكته..
لم يكرر خطأ المرة الأولى وأقرّ يقيناً لها أنه يريدها فرمقته بنظرة متلاعبة وردت قبل أن تخرج من السيارة:
-أحكي مع بابا..
حادث ثائر الذي حدّث زوج خالتها الذي موه الرفض، وأخبره أن الرد عند علياء.. ولما انتهت مقابلة ثائر به:
-بشّر؟
ورد ثائر جاء مرتاحاً ومتسلياً:
-الرد عند علياء!!
ويسأل بخيبة لا تشبهه:
-وعلياء رح تطلع لي بقصة جديدة..
يغمزه ثائر إذ فهم خطة علياء وما نوت:
-لا تدور الهيّن.. الكايد أحلى..
*******************



soha, yasser20, جولتا and 1 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 01:10 AM   #828

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



تتابع مقاطع الفيديو الخاصة بحفلتهم، تتابع منبهرة حفلة الرجال، قضت الحفلات لمدة أسبوع كامل تعرفت ولأول مرة عن السامر فيها..
كان منزل عائلته منصّبة أمامه الخيم التي تتوسطها الجلسات العربية والأخريات مقاعد وفي ساحة الخيم الأربعة تعقد الحفلات والرقصات، لقد زين بيت الفرح ورفعت الرايات فوقه وهي قطع قماش ملونة تتوسطها راية بيضاء وأمام البيت موقد النار تعد عنده القهوة والشاي بنكهة الهيل..
وعن التجمعات والهجيني والدحية ليومين متتالين فوجدت أنها باصطفاف عدد من المتواجدين يبدؤون بالتصفيق ثم يغني أحدهم ويرد عليه آخر أو يقوم اثنان بالغناء والرد وقد ترد المجموعة، أما المغني فيسمى البداع والغناء بدعاً أو بديعاً وفي اليوم التالي كانت حفلة
تصدح الموسيقى فيها من القربة الشبابة، المجوز، الأرغول، الطبلة وفي بعض الأحيان العود، يمارسون فيها دبكات متعددة ومختلفة واليوم الذي يليه الحناء، ومن ثم يوم الخميس يوم الزفة والفاردة، موكب كامل قادها من بيت خالها لبيت أهله ومراسم الحفل كانت في خيمة فخمة مصممة بشكل عصري تشبه نظام القاعات من داخلها.. يومها قادها إلى الداخل محفوفان بالزغاريد والأهازيج الفلكلورية وحين أوصلها مكانها رفع غطاءها عن وجهها.. ذكر الله وقبل جبينها..
-أجمل من كل خيالاتي.
تبسمت في وجهه فتمتم:
-بسم الله عليك مرة.. وعلى عيونك ألف مرة.. الله يحفظك إلي..
وكان يوم الجمعة يوم الغداء لجميع المدعوين والغداء مكون من المنسف الأردني وهكذا مضت أيام حفلته وعنها فقد مزجت أم جهاد بين تقاليدها وعاداتها في الأعراس بضم تقاليد أهل زوجها وأهلها وأضافت اليها تقاليد بلد عروبة فمضت الأيام بتبديل الأثواب الشعبية والحناء والأغنيات الفلكلورية..
-مين كان متوقع تكون حفلتي هيك!!
تضحك غير مصدقة تتذكر رقص خالاته، عماته اللاتي رقصن بالعباءات رقصة -الحاشي- ودبكن الدبكة الكردية وعلى رأسهن جدته نازك..
غطت صورته شاشة الحاسب فابتسمت لمرآه وهاتفته، لم يجب بل بعث لها برسالة
<<مشغول.. كمان شوي برنلك>>
******************
القرب منه يغويها لأن تُسحق فيه، علها تصله!
كل ما ظنت أنها تعرفه.. يفاجئها..
هو رجل الدهشة، يكمن سحره فيما لا تتوقعه وتجده!
منساقة به.. برجولته التي تأسرها..
وسعيدة لكل ما وصلا به معاً..
قالوا الحب رابطته أقوى..
كانوا مخطئين.. ما تشعر به حيال ثائر أقوى بكثير..
الميثاق الغليظ الذي جمعهما برباط مقدس توجت فيه، كانت فيه الرحمة أقوى وأضعاف الحب الذي لونت به قلوب كل من عرفتهم..
لها أسبوع في منزله، بقربه تتلحف أنفاسه غطاء سكينةٍ، وتتوسد ذراعه كملجأ..
يقص عليها.. يشاغبها.. ويختم ليلته بقبلة على جبينها تضج لها ضلوعها برعد قلبها..
غشاها الليل وهي في حيرةٍ من أمرها، حسمتها واستغلت غيابه لأمرٍ طارئ في الملجأ، وستكافئه على صنيع يومه..
ارتدت ثوباً زاد الألق في عينيها، تزينت بما يناسب سحنتها السمراء وأبرزتها..
وعن خصلاتها اللولبية، فزادت بريقها ونظمت التواءها..
جاء متأخراً ولم يجدها في استقباله، بل قابله وهج الغرفة التي صوب أنظاره إليها فدق قلبه
تنفس عميقاً وانقاد بخطواته نحوها، طرق الباب بهدوء وفتحه.. كانت بانتظاره حول الطاولة الصغيرة، التي زينتها بما يليق بعبثها..
ابتسم لها وتقدم، فردت له بمثلها.. وصلها وتلقف كفها، فسحبتها بخشونة وسحبت له كرسياً وأجلسته ثم انحنت بطريقة مسرحية:
-أنت اليوم معزوم عندي..
رفع حاجباً متعجباً يناظر الأطباق والشموع المتراقصة:
- يا سلام.. أمي داعيتلي أكيد..
-إيوه وبصلاتها كمان..
أبصرها بنظرة لا تخطئها، مسّت قلبها وعلمت مغزاها، فارتجف خافقها وانتفضت ملامحها مرتبكة.. ووارت ما ألمّ بها بأن التفت وعادت نحو كرسيها وبدأت برفع الأطباق وحين أبصر الطعام المُعد، بلع تكشيرة غصباً لأجل خاطرها
-تعال شوف شو عملتلك..
بدأ برفع الأغطية معها ورد بصدق:
-الله.. دوالي!
حين أبصرت ورق العنب الذي استحال لملوخية:
-مش مهم الشكل.. المهم الطعم..
ابتسم من قلبه:
-مو مشكلة بنوكله بهنا.. ولو كان فطورنا بمستشفى البشير بكرة..
زمجرت بعصبية:
-ثائر لا تخليني أندم إني فتت عالمطبخ عشانك..
رد عليها بوله:
-أحلى ثائر بحياتي أسمعها..
برطمت حانقة ووجنتاها تأخذان اللون المخالف لسمرتها سايرها بالقول
-خلص ولا تزعلي..
-بس شو ذنبي طول عمري بسمع اسمي بحنجرة ملهم اللي تخزق الأذن..
عندها توحشت ملامحها..
-مش ع أساس صوتي بخزق الأذان كمان..
ضحك بيأس مما أغضبها أكثر..
-صوتك مميز.. بنحفر في الذاكرة.. مستحيل حدا يتخطاه.. عالق بذاكرتي من خمس سنين.. مستحيل يروح.. ولا يمكن..
لن يخبرها بالطبع أن وجهها لا يمكن تجاوزه أيضاً..
ابتلعت ريقها بتردد وسألت:
-قبل خمس سنين؟؟
أومأ لها فسألت:
-وين سمعته؟؟
زم شفتيه وضم كفيه تحت ذقنه وأكمل:
-الميدالية اللي معي كانت من أبوي.. علقت بشالك وما انتبهت لضياعها مني...
أوقفته بكفها
-استنى لا تكمل..
عصفت الذكرى تقذفها بين صور سابقة.. لاحقها بعينيه كيف تحاول التذكر فيسقط فيها وتتلقفه تسحره بجديدها الذي لا ينضب.. قاطع تأمله المحب شهقتها..
-أنتَ؟؟
أبصرها بثبات فسألت بلا تصديق..
-يا الله.. أنتَ.
جذبت كرسيها وجاورته بشكل لم يستغربه من حركاتها المجنونة وغير المتوقعة..
لم ينع الجلسة الرومانسية التي أهدمت، بل تقافز جواه لقربها..
تشبثت بكفه تسترسل في حديثها:
-لفيت المطار عليك.. دورت كل مكان خفت تروح بدونها..
كانت منفعلة لا تصدق..
-كيف ما خطر ببالي.. الاسم المنقوش اسمك كان.. أنتَ يا ثائر...
-إيوة.. وكان بإيدك كيس تراب لبلدك علق فيها..
وما حاولت أنفضه أو أشيله..
بتأثر حقيقي أومأت له وعيناها ترسلان الدمع مدراراً..
لم يكن هذا ما ينتظره.. إلا دموعها الغالية..
-أنا ما حكيتلك وذكرتك لأشوف دموعك..
أنا حكيتلك لتعرفي إنه صوتك رغم تعبه.. ما قدرت أنساه، صوت ما حدا يتخطاه..
وجهك الذبلان كان لأيام يلاحقني.. كنت عارف إنه هالصورة ما بتلاحقني عبث..
ولا لقائي فيك بأرض المطار اللي فيها سافرت لبلدك.. وأنت جيتي هون عبث..
بيقين كنت عارف إنك قدري.. باغترابي ومنفاي اللي قدرته لحالي سنوات..
كنت أتذكر وجهك.. وليالي طويلة تجمعني الذكرى بتراب بلدك ع خريطة بلدي..
هناك ارتبطا حيث حفنة تراب وطنها وخريطة وطنه، هناك شقت حبيبات التراب حروف اسمه وعلقت..
-آمنت إنه لقائي فيك قدر أبدي..
هربت منه..
-بس أنت قدري.. وأنا قدرك..
حكى لها أنه رآها تستودعهم الله.. وبقيت دعوتها في قلبه..
-بزيارتي في ذكرى ميلاد أبوي.. لقيتك عند الجدارية..
راقبته وقد انتظرت تفسيره لهناك..
-عباراتك كانت قشة البعير في حسم قراري ورجعتي للبلد.. هناك تذكرت..




اصطدمت بشاب لا تتبين ملامحه يرتدي كمامة وقفازات يبدو من النوع الذي يواجه حساسية من الطلاء وشغفه أكبر فيه فلا يستطيع تركه، تأمل رسمتها مطولا ولم تعبأ به، عادت بألوان الرش الزرقاء، البنية، والسوداء.. تنحنحت وقالت بصوتها الجهوري
"لو سمحت ممكن شوي"
التفت إليها يترك لها مجالاً للعبور، تحركت باقتضاب.. تكره أن يراقبها أحد في عملها.. بدون تردد أمسكت بعلبة الرش البنية وكتبت عند زاوية الرسمة
للخريف سطوة بسمو الذات وعلوها
بدلت العلبة بالزرقاء ثم انحنت وأكملت تحت العبارة الأولى بمسافة متباعد
وحده من يخبرك بأنك الباقي المهيمن والمناضل الأخير
رمت العلب من يدها وأبقت على السوداء لتكمل، فقاطعتها كف سحبت العلبة منها بدهشة لم تخفِها، وراقبته يفتح الغطاء يتوجه ناحية الطيور المحلقة، ويكتب بخط كبير وواضح
لذا حرر قفصك وسر نحو الأفق..
وبحركات رشيقة أعاد إليها العلبة وهي بذات القرفصاء التي تجلسها وأفصح عن صوت ثابت وقور..
-بعتقد أنها أفضل هيك..
لا زالت بدهشتها من تطفله، حتى لو أعجبها وبقوة ما كتب، لكنه عاد بنظره لها وهزّ رأسه بتحية وغادر..
فما كان منها إلا أن عاودت فتح الغطاء وكتبت بتوقيع صغير بجانب الرسمة
"لقاء خريف"..



أكمل قوله..
-كلامك حسم حيرة.. خطيت النهاية فيه بأني حررت مخاوفي وانتصرت عليها.. هزمت شبح الفقد والخسارة والخذلان من نفسي اللي خيبتها فيني..
مس بأنامله ذقنها فرفعت رأسها إليه مأخوذة بسحر الكلام الذي يخرج من فيه..
-أنا ما رح أقول إني بحبك.. ما رح أحكي أني بعشقك..
اللي بينا أعظم من الحب..
اللي بينا حياة بتتفتح بشعلة عيونك..
ارتجفت ولاحظ ارتجافها.. فأخذها بجميل القول الصادق..
-أنت الإنسانة اللي ربنا وهبها إلي.. قدّر لقيانا بأسوأ المواقف..
لتنحفر بقلبي للأبد..
سألته بتيه:
-كيف ما قدرت أتذكرك؟
-قلبي تكفل بالذكرى؟
-أنا ما بمزح.. أنا ما بنسى..
-خباني عقلك الباطن لحتى ما تفكري فيي لأنه عرف إنه حدث مو عادي..
عيناه في عينيها ولم تحدها.. لم يخطر في بالها أن تنطق بما خرج منها..
-إذا كان موعدنا قدر.. فهو أجمل شي صار بحياتي...
وأنا مآمنة بأنك القدر اللي ربنا ساقه لأني بستحقه..
احنا مقدرين لبعض يا ثائر..
تقدم نحوها يضم ثغرها، فكان في أنفاسه مسّ من سكن، وفي روحها جذوة نار أشعلت فتيل قلبه، أهداها مرفأ ترسو عليه، ونال منها منارة يهتدي فيها..
بطيئاً متمهلاً يرتشف منها سُكّرة حلاله.. ويسير بها إلى حيوات خطوا عتباتها لأول مرّة..
هو رجل نأى بنفسه عن النساء يؤمن بأن له امرأة تستحق النسك في محراب انتظارها..
أخيراً فُض العناق والمقل تتراقص بلهيب التجربة ولذتها..
مس خصلاتها اللولبية، يتلمس حُسنها، في عينيها حياة يتقد فيها نور الشمس ليبعث الأمل، وفي شفقها هدنة للصلح..
أبصرها بنظرة تعرفها.. ثائر له في الخاطر ترقب منحة تجود بها، قرأتها وهيأت لها الليل غطاءهما والمهج تتقد، يفيض التوق من معالمه ويستحق جزيل العطاء.. كان يهدي بالكلمة ويبادر بخطف الاستجابة، ولما كان القلب راضياً برضا الله قدمت ميثاقاً بعهده صُك.. أوصدت الأنوار وقالت هيت لك...


soha, yasser20, جولتا and 1 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 01:11 AM   #829

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



كان في زيارة منزل خالته برفقة أعمامه وعمته كزيارة للحديث عن شؤون الأولاد، لم يكن مستقراً هاجمته آلام معدته والمسكنات لم تجد نفعاً.. كان ينثر رذاذ عطره وبطنه تتلوى، ترك الزجاجة وطرق كفين عليها، أخرسها وأخرس التوتر في سيجارة ينفخ تبغها ويزفر أنفاساً قاتلة..
ارتجت أنامله، وتحركت حنجرته بثقل لم يستطع التحمل ودخل إلى الحمام يلفظ جوفه مجدداً..
ثائر في الصالة ينتظره ويتابع مقطع فيديو لسيدة عربية تعرف إلى زوجها في اغترابه، صححت له الكثير وكانت حافزاً له في دعمها وثنائها.. كانت تتلقى تكريماً من بلدية المدينة التي تسكنها، متوجة بحجابها وطريقتها الأنيقة مهيبة خاطفة للألباب تجلجل في عيون كل عربي الألق والفخر..
في غمرة متابعته الحثيثة التي ألهته عن تأخر ملهم، أنّات وصوت متوجع من غرفة الأخير حثته ليراه، وصل إليه فوجده منحنٍ يجاهد في التوازن.. هرع نحوه يسنده كان مسود الوجه، أبيض الشفتين، غائر العينين، داخله ظاهر، والألم حافر القسمات، والصدمة الأكبر خيط دماء سال من فمه وخط ذقنه.. لم يطل البقاء بين يد ثائر إذا صافحه الدوار وعانق الظلام..
*****************
بعد دقائق..
عشيرته التي قررت مفاتحة والدها وطلبها ضمنياً كانت تجوب ممرات المشفى، علياء الباكية بحضن عروبة، ونهال التي تقاسمت مع هالة عمته تربيته تضمان بعضيهما تبكيانه بدراما تؤزم موقف الآخرين..
حتى سئم زوج كل منهما وأخذها جانباً:
-يا نهال اهدي، ملهم قاعد يمزح مع الدكتور وسياف، لشو نازلة تبكي؟
تجهش بالبكاء أكثر وترد بنهنهة:
-لأنه بكابر..
يستغفر ويقول بجدية:
-يا نهال، قرحة مو مرض أكبر، بدل ما تفوتيله أنتِ وإياها وتدعموه نازلين تبكوا وصوتكو معبي الدنيا وواصله شو بده يقنعه أنه معه قرحة عادية مو شي تاني!!
احمدي ربنا وادعيله..
-ع أساس القرحة عادية؟؟
هز رأسه بلا فائدة وتركها، فما تحتاجه نهال هو عناق داعم لتكون طبيعية، ولن يبخل عليها فيه في منزلهما..
وزوج هالة يقنعها:
-سألني عنك.. ما قدرت أكذب وأقول مو موجودة، صوتك عنده..
تولول وترد:
-عزة العزّاني، مگدر أباوعه وهو هيچ...
فطير وماله قلب، والدنيا كلش جاية عليه..
لم يجد بداً من الرد عليها:
-الله يهديكِ بس، ويعقلك!!
وتركها من فوره ذهب لنسائبه يطمئن عليهم أكثر..
لم تدخل إليه رغم وجودها، لم يرها وإنما استشعر من زخم العواصف التي تهب في دمائه.. ليته يراها في هذه اللحظة تقبل بعينيها موطأ ألمه ويذهب..
تربيتة زوج خالته نزعت عنه غمائم حزنه:
-شد حيلك يا وحش وتعافى، ما بدي أعطي بنتي لواحد هامل صحته..
لم يمهله تصديق القول أم ظنها بنات خيالاته وما يحب:
-بأمان الله يا ولدي، استودعتك ربنا..
وخرج لعائلته يغادر بهم على موعد العودة غداً
دخل عليه ثائر وجده يفك إبرة المغذي، يحاول النهوض فهرع إليه:
-ولك شو بتسوي..
-بدي أروح، ما رح تمضي الليلة بدون ما يوافقوا علي..
بخفة أعاده مكانه، وأرجع مصل المغذي وهدده:
-الساعة صارت عشرة وراك تنظير يا فالح، خلينا نتطمن وملحق ع الأميرة علياء..
علبة مياه كان رده لثائر الذي تهكم:
-أطلع من جو البؤساء.. والله ما هو لابق إلك..
-كان لابقلك أكثر وأنت بتشحد من عروبة توافق..
قذفه ثائر بعلبة المحارم التي تجنبها بخفة:
-اسكت بس يا قليل الحيا..
ومضت ليلتهما بالضحك والمزاح وصور توثق مرض ملهم بسبب الحب وتعليق ساخر أضافه ثائر:
(حين يطرح العشق الرجال) ووجوه ضاحكة بجانبها..
في طريق العودة تجلس عروبة برفقة علياء التي تتمتم:
-ضغطت عليه كتير.. أنا السبب..
تملس كفها وترد:
-أنتِ ما إلك علاقة.. هو أهمل صحته وما داراها..
قرر الطبيب مبيته وتناقلت الإجراءات بين فحوصات مخبرية وعملية تنظير.. استسلم للبيات برفقته ثائر كمرافق وسيّاف المشرف على الفحوصات، لم تدخل إليه علياء إذ أوصلها والدها مع عروبة وزوجته، كما استضاف زوج عمته هالة أعمامه الباقين عنده..
كانت في غرفتها تبكي.. لم تنم ولم يرف لها طرف.. استسلمت لنداء قلبها وبعثت إليه:
-طيب (تعافى) عشاني..
لم يقرأها في حينها كان يجري التحليلات، ولما وصل الغرفة وتفقد الهاتف بعدما وخزه قلبه، وكل وخزة تتعلق بها ولا غيرها قرأ ما بعثت وهاتفها من فوره مستغلاً اتصال عروبة لثائر، فردت بلهفة وبلا مقدمات:
- ريتني أنا ولا أنت..
-أنا.. وبكل مرة أنا.. أنا مالي حال بدونك.. جعلني أخذ وجعك.. وتعبك.. ودموعك ولا يحزن قلبك إشي!!
بكاؤها يقتله.. كم بكته.. ما أقساه وما أسوأ صنيع قلبه:
-لا تحكي هيك..تعافى عشاني ولا تتعب!!
-قولي يا رب..
وفي الصباح وبعدما شخصت حالته وتناول العلاج، قرر الطبيب إبقاءه تحت المراقبة بعد استقرار حالته، إلا أن لملهم رأي آخر إذ هاتف زوجة خالته يخبره:
-الجاهة تأجلت مبارح.. ما رح أأجلها اليوم!
لطم الآخر:
-يا ابني تعافى وعلياء ما رح تروح..
-أنا بخير.. كله علاجات والأمر هيّن..
استسلم زوجة خالته وهاتف أخوته وأبناءهم ليتكفلوا بعشاء الجاهة التي قررها ملهم وقد كان وجوه وكبار شخصيات وعشائر بين البلدين حضروا لخطبة علياء، تسلم من يطلبها دفة الحديث بذكر النبي وعظم الزواج وطلبها وجاء الرد من كبير عشيرة علياء.. وقرأت الفاتحة على تيسير الأمور، وأضيف العشاء وبعده عُقد القران بوجود العقّاد ووزعت الكنافة وكان له ما أراد..
*********************



soha, yasser20, جولتا and 1 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 01:15 AM   #830

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



لا زالت في غرفتها تمسد أناملها بحافة الحاجز الخشبي، لا تود التوتر لكنها لا تستطيع تمالك نفسها، رفرفت بكفيها أمام وجهها تنشد القليل من الهواء عله يطفئ حمم وجهها ففشل الهواء باستعطاف ذرة برودة له.
طرقات عالية زادت، تسألها الاستعجال بالقدوم لملهم الذي لا زال ينتظرها في صالة الضيافة!
هي وملهم وحدهما بعد عقد القران..
تحتاج لشيء يثبت لها حقيقة ما يجري
هي للآن تحت تأثير الأوهام والخزعبلات
دخلت عالية بفظاظتها المعتادة وهالها رؤية علياء بعيونها المتعبة وهيئتها الراجفة فهرعت إليها تسأل بلهفة:
-علياء فيك إشي؟؟
أزاحت علياء كف شقيقتها التي تسأل باهتمام وطمأنتها..
-لا منيحة، بس حاسة أرهقت شوي..
-علياء أنت مغصوبة عـ ملهم إشي؟ إله ربع ساعة يستنى جوى، من رجعنا وأنت هون، ليش؟؟ إزا مغصوبة احكيلي أنا بعطي خبر لأمي وهي من عندها تحل الموضوع ونخليه يروح هلأ وبعدين لكل حادث حديث..
-أسكتي، أسكتي.. منين بتجيبي الحكي وتأولي القصص عـ كيفك..
ثم تماسكت نفسها الغبية ومسكت أحمر الخدود ترشقه على وجهها كيف ما جاء، ثم أسبغت أحمر شفاه بكرم باذخ..
ورغم أنها أحست بتناقض ملامحها بشكل بدا وكأنها مهرج لكنها لم تعبأ، ففي الواقع هي متوترة ولا تعلم التصرف الصحيح وأفضل حل لفض ملامح التشتت أن تبدو بهكذا منظر..
تأكدت من عدساتها بعد تأثير اليوم بكله عليها، فوجدت عينيها حمراوتين لكن لا بأس، نثرت من عطرها حد أن زكمت أنفاس عالية التي تستحق وخرجت..
دخلت إليه بخطوات متهادية، بفستانها الذي يضم قدها بإغواء فضي يشبه روحها الشفافة، وحجابها لا زال فوق رأسها لم تخلعه
-مسا الخير..
نطقتها بصوت لا يعلم كيف سمعه..
فجاءها صوته المرتفع..
-هلا وغلا..
تابعت خطواتها الخجلة وجلست في أبعد اريكة متواجدة في محيطه بشكل جعل حاجبه يرتفع بسخرية.. منذ متى يا علياء؟! للأمس ونحن نستقل نفس السيارة معاً..
أجّل تهكمه حين رآها تنظر لكفيها وكأنها ليست علياء التي يعرفها، هل هو تأثير الوضع الجديد؟..
-كيفك هسا، حاسة حالك تعبانة أو مرهقة؟..
-لا أبداً أنا كتير منيحة..
رفعت عينيها له تزامناً مع كلامها، فهاله الاحمرار الذي يشوبهما، تقدم منها بقلق حقيقي وجلس بجانبها بطريقة أجفلتها مما جعله يستغرب إجفالها ولم يعلق..
-أرفعي عيونك..
رفعتهما بخجل لطيف يشبهها، فتفحص عينيها بقلق وسألها بهمس:
-ليش بتضلي فيهم يا علياء؟
خلاياها العقلية معطلة اليوم أساساً، ناهيك عن قربه منها بالطريقة التي قضت على ما تبقى منها أصلاً، فسألته بغباء يشهد له:
-مو حلو يعني؟ أنا طلبت ما يكتروا مكياج بس هم كتروا الله يسامحهم شو أعمل..
أتمت جملتها التي لا محل لها من الموضوع المحكي أصلاً فأخبرها بجدية..
-طيب منيح جبتي سيرته أساساً ليصيروا طلبين..
ناظرته بتساؤل فلم يجعله يطل إذ أخبرها متابعاً:
-روحي جوى شيلي اللينسز وإمسحي المكياج ريحي بشرتك وعيونك..
أومأت له بخيبة، فما من شيء تكرهه أكثر من نظارتها السميكة، وأن يطلب منها صراحة أن تمسح زينتها بغض النظر عن نزعها لها لكن يطرب أي انثى أن تسمع أي كلمة ولو مجاملة، فكيف لو كانت من فيه من تعشق..
دخلت ومسحت زينتها بالكامل وأزالت العدسات بغضب:
-شو مستنية يا غبية يحكيلك بتجنني، وبتسطلي حتى وجهك ما سأل فيه ولا تطلع فيه زي البشر!
وقلدته تضخم صوتها وترفع بيدها المنديل المرطب:
-منيح حكيتي ليصيروا طلبين.. هه.. كأنه رح يموت ولا ينقص منه إشي لو حكى ما أحلاك شو طالعة حلوة!
ناظرت المرآة فوجدت عالية تحتلها وهذا ما ينقصها في الحقيقة:
-أنت ولا كلمة، أطلعي من هون ما بدي أشوف وجهك!
خرجت بغضب مرتدية نظارتها السميكة الخاصة بالبيت، دون أن تلقي نظرة على هيئتها كيف بدت وكيف الحجاب انزلق قليلاً بفضل عنفها وهي تمسح الزينة..
دخلت بنفس الخطوات، لكن هناك غضب يحتل محياها الرقيق مهما أخفته، دخلت وبنفس الغباء اتخذت من الأريكة الجانبية لأريكتهما مكاناً..
-أنت شو قصتك اليوم، بدك أضل من كنباي لكنباية أمشي وراك..
ابتسمت لا تمتلك الا الابتسام فأشار إليها يربت بكفه بجانبه:
-تعالي أقعدي هون!
وأمام ابتسامته الحلوة انصاعت بأدب، هو من دون أي تأثير يملك زمام قلبها كيف وهو يبتسم! أجلت خيالاتها المراهقة وجلست بمكان أبعد حيث كفه، وأسبلت أهدابها تنظر حيث موضع خاتمه في يدها وعند هذا الخاطر تلاحقت نبضات قلبها كأنها تعدو في سباق، هيمانها في عالمها الخاص وتذكر لحظات الخطوبة وكيف ألبسها كقناع واه عن الاهتمام بخطوته التالية هو سلاحها في اللحظة، غرقت في خيالها حد أنها لم تنتبه لاقترابه ملاصقا منها ولا انحنائه نحوها، رفعت رأسها مجفلة فهالها قربهما من بعضهما لم يتوان للحظة وسحب نظارتها بطريقة بعثرت حجابها المبعثر، سحبها والتقطها بيديه ثم عاد نحو عينيها:
يسبح في ظلماتها اللجية يغرق ويغرق فلا من منقذ ولا يسأل النجاة، يطوف بالنجوم ويعود بإلهامه نحوها فيهمس بتيه..
-شو اشتقت أشوف عيونك!
زلزلت حروفه كيانها فبات شظايا تصرخ بملء حطامها بحب هذا الرجل الماثل أمامها:
-عيوني ؟؟؟
تسأل بدهشة غبية، فيلتقط ذقنها بأنامله ما أن أسبلتها بخجل، يعاود الإمعان ولا يتركها، يعتكف بباب محرابها ويكمل بصوت أجش:
-طول عمرك مخبيتهم بالعدسات الغبية!
لو عرفتي شو بتعمل عيونك، وشو تأثيرها.. كان ما تركتيها ولا مرة تحت لون ثاني!
ارتجفت ذقنها بين أنامله، فتركها يرأف بحالها لإنه خير من يعلم ماذا تفعل بها فكررت سؤالها المستفز مرة أخرى:
-عيوني أنا!
وأتبعتها بضحكة راجفة تواري ضياعها بين يديه..
-أووف شكلك حابة تنمدحي وراسك كبر، آه عيونك سود ولوة، وما في اثنين يختلفوا ع جمال العيون السود!
قطبت جبينها من تغيير لهجته وشكله عن قبل لحظات فقط، فعاد يسألها مجدداً:
-علياء أنت أكيد منيحة؟..
أومأت بضياع فعاد ليضيعها مجدداً ما أن رفع كفها اليمنى وانحنى نحو بنصرها يوهبه قبلته الأولى فتضعضعت بين يديه ورجف كليهما
-هاي أول مبارك إلك، تنحكالك بالشكل اللي بتستاهليه..
ومن دون أن تلتقط نفسها الآخر انحنى نحو جبينها وأودعه قبلته الثانية، والرحمة لعلياء لكيلا تفقد نفسها في هذه اللحظة..
ابتعد عنها قليلا مستغرباً من تأثير اللحظات عليه أكثر منها
وقال:
-وجهك بريء بدون مكياج وبلاوي البنات.. أنت بطبيعية أحلى بكثير.. لهيك حكيتلك تمسحيه.. وهلأ إسمحيلي بدي أطلع
وخرج من عندها دون أن يخرج فتهاوت على الأريكة تمسك بجبينها بكف والآخر تمسك بكفها وتناظر الخاتم بضياع!!
*******************
عاد إلى البيت متأخراً، ملابسه متشحة بتراب قبر والده الذي كان ملجأه الأول ولم يبخل حتى برحيله.. واساه واستكان بحضرته بعدما بصق الطبيب اليوم في وجهه فشل يده في الاستمرار، مرهقاً وليس بقادر على رؤية أحد، والدته ولسوء حظه في عيادة شقيقتها، ثائر هائم يحمد الله على طريقته التي اعتادها
فاجأه عدم اتصالها ولا شعاع الذي بدأ يتفاعل بإيجابية معهم، وصل والسكون تلقفه، الإضاءة خافتة وجيد جداً لا طاقة له بالحديث أبداً.. احتضانها وأكثر من ذلك لا يريد..
وصل صالة البيت، وشيء مبهم أطبق على قلبه، هناك شيء ما لا يعلم ما هو..
لم يطل مكوثه فنهض يتفقد شعاع يقبله كما عوده، وصل وسكينة خاصة به، دخل عليه وجده في رقدته والإضاءة مفتوحة كما يحب الطفل.. تقدم إليه حضنه.. ملس على خصلاته:
-تروح إيدي.. فداك الإيد وصاحبها..
انحنى إليه يقبله فتململ الطفل:
-عيونك سبب لتعطيني سبب للحياة، وسبب لأعرف أني جيت إلك مختار من ربنا..
انزلقت دمعة تخصه لا سواه:
-ربنا يفرحني بصوتك..
حين نهض لفته شيء لم يعرفه، أزاح غطاء الطفل برفق فوجد جوربين لطفل صغير لا يتجاوز الأشهر في علبة طفولية زرقاء بشغل يدوي، مزخرف عليها بالعربية:
-مرحبا بابا..
تلقفها بأنامل راجفة، يقرأ ويعيد.. الغبطة في قلبه تزيد.. وعوض الله جاء في طفل وليد.. غشي السرور عليه ورحمة الله أكبر من ضعفه، وأعظم مما تخيله، وتدابيره ألطف من أي شيء..
أخذ العلبة وسار نحو غرفته دخلها ووجدها تسبح في الشموع التي شكلتها بجملة:
-أنت بطلي..
جاء الخبر الذي تلقته من ملهم، ورغم علمها بالحمل مؤخراً كانت قد عزمت تأجيل إخباره ولمّا سمعت ركنت حزنها وقررت أن تهديه خبر حملها إياه في هذا اليوم تحديداً.
خطفت الخطوات بلهفة، يعانق الوهج في عينيها دجنة ليله،
ثائر وهي ثورته..
ضائع وهي بوصلته..
مخذولٌ وهي نجدته
في حضرتها تتلاشى مفاهيم الضياع، وفي حروف اسمها بأس ينزع رداء التردد وترتجل
وصلته وكان مذهولاً، لم تمهله شرف الصدمة جاذبة كفه السليمة بقوة تضعها نحو بطنها، وكفها اليمنى فوقها مباشرة، تسللت بكفها اليسرى موضع صدره أعلى قليلاً ووصلت كتفه اليسرى، سارت كفها تتلمس يده الشامخة تهويدة سلام، وترنيمة سكن مرت بها.. ارتفعت على أصابع قدمها وقبلت كتفه:
-أنت بطلي!
دفنت وجهها في كتفه:
-ورجلي.. وفخري دائماً..
تشبثت فيه أكثر تشدد على قولها:
-وأنا إيدك اللي فقدتها.. وكتفي سندك.. ومن روحي بعطي روحك.. وقلبي بيتك..
ضغطت بكفها اليمنى فوق كفه المستريحة حيث بذرتهما وأكملت:
-هون روحنا الجديدة.. بداية جديدة..
يغيب صوتها بين التحشرج وبين ما تحاول صموده:
-أنت وجه أبي اللي بدوره بعيون الناس..
ضج صدرها وسكتت.. عانقته وغرق فيها كما رأت النجاة فيه ومضت..

فضمها ضم الغريق وسكنت..
ضاق الكون، تلقفه الموج تنتشله.. وما شكت
هائم في ملكوت ثائر.. وعلى سفنها روحه وجدت
وعلى شطآن الهوى.. حيث مرافئ النجاة.. قلبها فتحت..
وفي حكايا التضحية.. صدح صوتها، والنهاية خطّت.


انتهى الفصل الأخير .....انتظروني في خاتمة يوم الخميس ..
وأستودعتكم الله .





soha, جولتا and عقل like this.

Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.