آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-03-21, 03:17 AM
| #141 | |||||
 
|  اقتباس:
سؤال باهر تلقائيا عبر عن بعض نفسيته الله يسلم حضرتك يارب نورتيني والله😍💜 | |||||
|  |
|
27-03-21, 11:58 PM
| #144 | ||||
| الفصل السابع (قبل الأخير ) أيّ قلب أحيا قلبي من رماده أيّ قلب أسكنني رحابه أيّ قلب كان كالغيث يُمطر على روحي أطفأ نيرانه ومسح رماده وروي أرضاً ظننتُها صارت بوراً وبغيثكَ عادت مخضرة مثمرة تضمُكَ لرحابها .................................................. ......... يقفان أمام باب شقة أسرة غيث تتسارع نبضات كليهما هو خائف من نظرتها لمحيطه والتي سيبني عليها مصير علاقتهم فهي المدللة ابنة القصور هل ستتقبل العيش في منزل متواضع جداً مثل منزله منزلهم وضعه أفضل بكثير من وضعهم المادي حقيقة فوالده ورثه من جده لكن بالتأكيد ليس بمستوي ما تعودت عليه هوري، أما هوري فما يشغلها كان مختلف تماماً فهي تشعر بمشاعر مضطربة كثيرة تفكر في القادم ، ما الخطوة القادمة ؟ هل سينجحون ؟ هل ستهدأ تلك النار التي ما زالت مشتعلة بداخل قلبها؟ هل ستستطيع المضي قدماً دون والديها ؟ وماذا عن غيث وعلاقتها به كيف ستكون أمام والدته في تلك اللحظة نظرت له وهو يبحث عن المفتاح وقبل أن يضعه نقرت علي كتفيه بخفة لينتبه لها قابلته نظرة عينيها التي تحمل أسئلة كثيرة ود لو يجيب عليها كلها لكنه هو نفسه لا يعلم إجاباتها كلها لم يملك سوي أن أن يطمئنها ،أخرجت الهاتف الجديد الذي اشتراه لها غيث وكتبت بضع كلمات ثم وجهت الهاتف أمامه ليقرأ " كيف ستكون علاقتنا أمام أسرتك وماذا أخبرتهم ؟ " نظر لها بحنان وقال بهدوء وهو يضع الهاتف بيديها ويقبض علي يديها الممسكة للهاتف : " أمي تعلم كل شيء وإخوتي يعلمون بقدر ما يفيدهم لا تقلقي لن يسألك أحد ما لا ترغبينه ثقي بي حسناً " هزت رأسها وأخذت نفس عميق وفتح غيث الباب بمجرد دلوفهما من الباب هطل فوق رأسيهما بعض الورود وعلبة مخصصة للحفلات تخرج منها زينة ملونة ملأت رأسيهما تسمرا مكانهما للحظات لعنصر المفاجأة وكان غيث هو أول من استوعب وقد ترك ما بيده وهجم عليه أخواته البنات يحتضننه بقوة ويباركون زواجه ضمهم الثلاثة لأحضانه والبهجة بالمبادرة التي فعلوها تشعره بطعم السعادة التي لم يعبر عنها كما يجب منذ عقد قرآنه ابتعد عنه أخوته واحتضنوا كذلك هوري التي تجمدت مكانها لا تعلم ماذا تفعل أمام ذلك الاعصار من العاطفة اقترب من غيث أخوه الوحيد وآخر العنقود مدلل الأسرة "عمار "واحتضنه برجولة كرجل كبير فهو يهيأه دوماً ليصبح رجل العائلة من بعده خرجت والدته من المطبخ وهي تنهر أخوته : " ابتعدن عن الفتاة الرقيقة تكدنّ تخنقنها ، ابتعدت الفتيات بحنق وهم يتذمرن أنهن لم يفعلنّ شيء سوي الترحيب بزوجة أخيهم ، اقتربت نجيبة والدة غيث من هوري وكتمت داخل قلبها تنهيدة متألمة علي حال الفتاة المسكينة مسحتها يعينها بنظرة سريعة متفحصة كحماة أصيلة وهوري تراقبها تنتظر رد فعلها أو نظرة اشمئزاز لم يقابلها سوي حنان غزير يفيض من عينيها ثم احتضنتها فجأة وهو يتمتم : " اللهم صلّ علي النبي كالقمر في تمامه تبارك الله " ابتعدت عنها ثم نظرت لها برجاء وقالت : " هل تسمحين لي يا بنيتي بأن أطلق زغرودة فأنا حلمت دوماً باليوم الذي يتزوج به غيث ولدي وسند بيتي " وألقت نظرة فخر له قابلها باقترابه منها وتقبيله لكتفيها واستطردت حديثها وهي تربت علي كتفيها : " أعلم أنكِ لم تتجاوزي حزنك علي والديكِ بالتأكيد عظم الله أجرك يا بنيتي وربط علي قلبك " غامت عينا هوري بالحزن عند ذكر والديها اللذين لا يغيبا عن بالها ابداً ولم ترد أن تكسر بفرحة تلك السيدة الطيبة التي تستغربها فغيث أخبرها أن والدته تعلم كل شيء فلمّ هي سعيدة نفضت تساؤلاتها عنها الآن ونظرت لوالدة غيث استرجعت رائحة والدتها بين أحضانها وهزت رأسها وهي تحاول رسم ابتسامة علي شفتيها فور هز هوري لرأسها انطلقت الزغاريد من الأم يتبعها الثلاث فتيات فرجّت البيت رجاً تحمل إذناً بسعادة ستزور ذلك البيت بعد حزن طويل سكنه وكذلك فرح لقلوب الموجودين به. .................................................. ......... تجمع الجميع حول طاولة السفرة وبدأ غيث يعرف هوري عليهم شاور لأكبر أخواته والأقرب له سناً وقلباً "خلود " وهي فتاة طويلة القامة مثل غيث ذات شعر بني قصير وعيون سوداء وجسد يميل إلي الامتلاء أكثر من النحافة وبشرة خمرية تميل للبياض " خلود أكبر إخوتي في السابعة والعشرون من عمرها متخرجة من كلية التجارة وتعمل محاسبة بإحدى الشركات وهي من تسيطر علي هؤلاء الأشقياء " وربت علي كفها ثم شاور علي الوسطي " جنة " ذات جسد رقيق نحيف تشعر أنك إذا نفخت فيها ستطير ملامحها رقيقة بيضاء البشرة ذات عينان خضراوتان الوحيدة التي ورثتهما عند جدتها متوسطة الطول تصل لغيث عند كتفيه تقريباً وشعر ناعم يصل ما قبل منتصف ظهرها "أما تلك فهي خجولتنا الرقيقة الحنونة جنة في الثانية والعشرون من عمرها تدرس بالسنة الأخيرة من الجامعة بكلية الفنون الجميلة ، تفيض حناناً علينا جميعا لذلك استعدي لجرعة مكثفة من الحنان " احمرت جنة وغطت وجها بكفيها وانطلقت الضحكات عليها حتي هوري ابتسمت ابتسامة واسعة أما غيث فقام من كرسيه وضم جنة لصدره وهو يقبل جبينها ثم ابتعد عنها بسبب كتلة كثيفة الشعر المتموج حول وجهها وهي " بشري " صغري إخوته البنات ذات قامة طويلة مثل أخويها تعطيها عمر أكبر من عمرها عينين واسعتان تنطقان بالشقاوة والمرح وبشرة بيضاء بعدة درجات أقل من جنة. ابتسم غيث ابتسامة حنونة تسلب لُب هوري ككل مرة تراها علي وجه وهو يحتضن كتلة الشقاوة قائلاً: " أما كتلة الشقاوة والمصائب مشعثة الشعر تلك هي بشري صغري البنات وهي في الثامنة عشر بالسنة الأخيرة بالثانوية العامة " عند تلك الجملة وكأنه تذكر نظر لها بصرامة وقال : " ماذا تفعلين هنا يا فتاة وسط البشر الطبيعين من ليس عندهم اختبارات ثانوية عامة بعد انتهاء الطعام تختفين تماماً لا أريد اقل من أن تكوني الأولي " ضربت بشري بقدميها مثل الأطفال بتذمر عند ذكر كابوسها الأبدي الثانوية ، وتوجه غيث لأخر العنقود عمار وهو يعتبر شاب علي أعتاب المراهقة يتميز مثل غيث وخلود وبشري بالقامة الطويلة وشعر أسود ناعم قصير عيون بنية وبشرة خمرية اللون مثل أخاه الأكبر وضرب قبضة يده وهو يضمها في قبضة يده بطريقة سلام تخص كلاهما وضم كتفه لكتفه وهو يربت عليه بقوة قائلاً : " أما ذلك الشاب القوي فهو عمار في الخامسة عشر من عمره في الصف الثالث الإعدادي متفوق جدا ووعدني أنه سيدخل كلية الهندسة ان شاء الله " رد عمار بصوت خشن قليلاً : " سأفعل ان شاء الله " توجه لهوري الجالسة بالكرسي المخصص لها ووقف خلفها يحيط بالكرسي الجالسة عليه ونظر لهم جميعا وقال : " وكما تعرفون فهذه هوري مخطوبتي وتعتبر زوجتي فقد عقدنا القرآن وان شاء الله سنقيم الزفاف ولكن ليس الآن " اندفعت بشري سائلة : " ما معني اسم هوري لم أسمع عنه من قبل ؟ " قال غيث بدلاً عن هوري يخبرهم بقصة اسمها التي قصتها عليه من قبل في إحدى محادثاتهم عندما كانت بالمشفى:" اسم هوري يعني النار وهو أصله أرمني فقد كان السيد وفيق رحمه الله يحب قصص الأساطير وحين قابله الاسم ذات مرة قرر تسمية ابنته به عند المستقبل ورغم أن والدة هوري تأخرت كثيراً بالإنجاب إلا أن السيد وفيق عند ولادة هوري لم ينسي وعده لنفسه وهكذا سُميت به هوري " عند انتهاءه من كلامه أحس ببكاء ناعم نظر لهوري بفزع وانحني علي ركبتيه أمام كرسيها يحاول إبعاد يديدها عن وجهها ليهدئها أما بشري وباقي الفتيات ارتسم علي وجوههن التأثر وندمت بشري لسؤالها ، اقتربت الفتيات وطلبنّ من غيث الابتعاد احتضنتها جنة بحنان وخلود انحنت جانبها تبعد كفيها عن وجهها بحزم وبشري تقف بجانبهن تتمتم بالأسف قالت خلود بصوت قوي : " اسمعي يا هوري البكاء صدقيني لن ينفع والديك بشيء لو كان ينفع كنا بكينا عمراً حتي يعود أبي لكنه لم ولن يعود فقط الدعاء والصدقة هم من سينفعان والديك ، كلما غلبكِ الاشتياق لهما اقتطعي جزءاً من مالك واحتفظي به إلى أن تكوني مبلغاً جيداً تصدقي به لفقير أو محتاج أو ضعيه بصدقة جارية صدقيني بكل مرة سيبرد قلبك ولن تبقي به حرقة الحزن بل حزن هادئ تُسكنين ألمه بالدعاء والصدقة " نظرت لها هوري التي كانت انتبهت لكلامها في منتصفه ورفعت يديدها عن وجهها وتوقفت عن البكاء مسحت دموعها وأومأت برأسها وقررت البدء منذ الآن فتحت حقيبتها وأخرجت منها بعض المال الذي يعطيه لها غيث كلما قبض مرتبه فهو حقها ويأخذ راتب موظف عادي فقط واقتطعت منه جزء داخل الحقيبة حتي لا يظهر ثمنه وأغلقت الحقيبة وارتمت بحضن خلود التي تفاجأت بحركتها وتسمرت لثوان واحمرت أذنيها بخجل كلازمة مثل أخيها ووضعت يديها عليها بتردد واقتربت منهم بشري وجنة فكان منظرهم مبهج لأبعد حد لقلب غيث الذي تضخم سعادة بتآلف هوري مع أخوته وقطع تواصلهم نداء والدتهم المستمعة لمعظم الكلام : " هل من الممكن أن اقطع تلك الوصلة العاطفية وتأتون لمساعدتي ، خلود خذي هوري لغرفتك التي جهزناها لها واجعليها تبدل ثيابها حتي تُجهز إخوتك السفرة " توجه كل شخص لمهمته ثم اجتمعوا علي السفرة وقد جهزت والدة غيث كل ما لذ وطاب حيث أعطاها غيث مبلغاً من المال لم تمسكه بيديها دفعة واحدة من قبل لكنها حمدت ربها فحالتهم المادية تحسنت تلك الفترة وذلك من فضل الله فزوجة ابنها جاءت برزقها من فضل الله لم يقصروا مع تلك الفتاة ومرت جلسة الطعام بوالدة هوري التي تحشر الطعام حشراً بفم هوري والتي تكاد تنفجر من كمية المشاعر داخل قلبها مثل الطعام داخل فمها بحنان نجيبة والدة غيث ومشاغبات بشري وعمار فهما مثل القطة والفأر وبنهاية الطعام حاولت هوري مساعدة الفتيات بترتيب السفرة لكن والدة غيث رفضت وقالت بحزم : " لمدة ثلاثة أيام أنتِ ضيفتنا لن تتعبي في شيء بعدها سأعيد تقسيم مهام المنزل وأضعك بالدور " وانطلقت ضحكات والدة غيث التي ابهجت هوري بمعاملة تلك السيدة كتلة الحنان وطلبت من هوري الاستراحة بغرفة خلود والتي ستصير غرفتها من الآن وعندما أشارت لخلود واصرت أن تعرف أين ستقيم وعندما علمت أنها ستنتقل لغرفة جنة وبشري رفضت بشدة وكتبت لهم بهاتفها : " أنا أصبحت من الأسرة الآن لا أريد أن تعاملونني كغريبة سأقيم مع خلود بنفس الغرفة " ومع إصرار هوري ورفض والدة غيث تدخل غيث مريحاً هوري بما تريده ومطمئناً زيادة فهو لا يريد أن تبقي وحدها بالغرفة عندما تهاجمها الكوابيس توجهت هوري للنوم والراحة قليلاً وذهب كل أفراد الأسرة لعمله غيث للنوم وبشري وجنة لجلي الحصون وعمار ووالدته للنوم .................................................. .............. لا يستطيع النوم رغم تعبه وارهاقه منذ مدة وهولا ينام جيداً متأهب دوماً لأي خبر لا سيما منذ حادث باهر فهور كان خائف من انفعال أو هجوم والده وأذية هوري بأي شكل أن بحث والده عن أمر زواجه من هوري رغم أنه كان قد اتفق معها عندما توقع قدوم باهر أو والده لها أنها ستكذب مضطرة أنها كانت تعلم بأمر زواجهم و أن والدها أخبرها ليلة الحادث لكنه كان يعلم أنها حجة ليست قوية وببعض التركيز قد يكتشفون كذبها لذلك عجل بعقد قرانهم الحقيقي، لا يستوعب تسارع الأحداث وأنها بالفعل تنام الآن بالغرفة المجاورة له تحت سقف منزله بل وتحمل اسمه كان يعتقد أن هذا سيكفيه لكنه يطمع ويريد المزيد منها ،يريد قلبها ،يريد زواجاً حقيقياً ، يريد حبها ، يرد سماع صوتها. تنهد يُصمت ذلك الصوت الطامع داخله يعده بتحقيق كل أمنياته ولكن الصبر والمزيد منه. رن الهاتف المخصص بينه وبين علي صديقه المحامي نهض بسرعة متأهباً التقط الهاتف ورد أملاً في خبر جديد أتاه صوت علي متحمساً : " لن تصدق يا غيث عندي أخبار كقنبلة موقوته ستنفجر بوجه شاكر وشريكه " قال غيث متعجباً : " شريكه ؟! " "نعم اسمعني جيداً ألم أخبرك أني جعلت شخص ما يضع جهاز تنصت بسيارته ، منذ ثلاثة أسابيع تقريباً أجري مكالمة مع أحدهم يبدو أنه أحد مرؤوسيه وكان متوتراً جداً ويبدو أن ذلك الشخص أعطاه مهلة معينة ليتخلص منك نهائياً إذا كنت تعرف شيئاً بخصوص أمورهم أما إذا كنت لا تعرف ينهي أمرك من الشركة لعودة أعمالهم المشبوهة وقال جملة بعد انتهاء المكالمة كانت صادمة جداً لي " سأل غيث بترقب : " ماذا قال ؟ " قال علي بحماس :" قال ذلك بالحرف (كان عليكم التفكير بذلك قبل التصرف من خلفي وقتل وفيق!!!" ) ساد لصمت بينهما علي ينتظر رد فعل غيث وغيث مصدوماً من كلام علي ماذا يعني ذلك شاكر ليس القاتل ؟!! هل عادوا إلي نقطة الصفر مرة أخري هل لن يستطيع الوفاء بوعده لحبيبته ؟! قال غيث لعلي بصدمة تنضح من صوته يترجم أفكاره التي تدور برأسه : " ماذا يعني هذا الكلام يا علي هل عدنا لمربع صفر ؟!! هل باءت كل جهودنا تلك الفترة وجمع أدلة علي شاكر بالفشل ولماذا لم تخبرني من وقتها ؟؟ وأخبرتني الآن فقط ؟" قال علي مهدئاً غيث مجيباً علي أخر سؤالين: " اهدأ يا غيث لم أرد أن أخبرك لكي لا تصدم وتحبط هكذا أما لبماذا أخبرتك الآن لأني خلال تلك الثلاثة أسابيع عدت لمربع صفر وحدي وبدأت بالبحث خلف من يمكن أن يكون وبحسبة بسيطة حصرت بضع أسماء وبعد البحث والتصفية كنت شبه متأكداً من اسم ما خاصة بعد البحث وراءه وميزة منصبه وتذكري لبضع مواقف وكلامي مع السيد وفيق منذ اكتشافه الأمر كل ذلك أكد شكوكي " _" ومن هذا الشخص ؟ " أخذ علي نفس عميق وقال بثقة : " السيد عبد العزيز مدير المالية " صدم غيث بشدة فذلك الشخص لا يبدو عليه أبداً أنه شخص هكذا لكنه تذكر جزء من حواره مع السيد وفيق منذ شهرين لاحظت أشياء غريبة لم يسبق أن أدقق في الحسابات كان شاكر دوماً المسؤول عنها مع مدير المالية لاحظت أن الأرباح تزيد بشكل أكثر من الربح المفترض للمناقصة والعمل المكلفين به بأسعار قليلة لا تكاد تلاحظ اذا كان عمل قليل تكون الزيادة قليلة وكلما زاد العمل أو المناقصة يزيد المبلغ....قاطعه غيث قائلاً :" هل تعني غسيل أموال " اسود وجه السيد وفيق بإلقاء الحقيقة المجردة هكذا أمام عينيه وأومأ برأسه وتذكر تلك اللحظة التي علم بها الحقيقة ومواجهته لشاكر مباشرة وترجم لسانه ذكرياته لغيث : " عندما واجهت شاكر كان جزء من داخلي يتمني أن يقول أنه لم يكن يعلم لكن للأسف كان يعلم كل شيء بل وينسب الفضل لثروتنا بذلك ويقنعني بالاستمرار بالعمل لكني لم أتحمل وأخبرته أنني للأسف لن أستطيع تبليغ الشرطة فكل شيء يوجد عليه توقيعي ولكن علينا فسخ الشراكة التي بيننا" اشتعلت عيناه كلما تذكر رد شاكر .."هددني قائلاً أنه لن يسمح لي بذلك وأنه سنكون في خطر مع عائلاتنا اسودت الدنيا أمام عيني وعلمت أنه لا يعمل بمفرده بل مع شخصيات كبيرة وخطيرة " عاد غيث من ذكرياته وسرد لعلي ذلك الموقف وأتبعه بقوله : "يبدو أن صدمة السيد وفيق وقتها في شاكر لم تمنحه الوقت للتفكير في السيد عبد العزيز مدير المالية" وافقه علي وقال : " لكن ذلك لا ينفي ذنب شاكر فهو بالتأكيد قد بحث وعلم من القاتل ومع ذلك صمت " قال غيث : " ما خطوتنا المقبلة ؟ " استرخي علي على الكرسي الموجود بمكتبه المغلق حتي لا يسمعه أحد وهو يتكلم مع غيث وقال بهدوء وابتسامة ذئب يقترب من فريسته ترتسم علي شفتيه : " الآن شاكر يبحث عن طريقة ليزيلك من الشركة لذلك أتابع حالياً مع جاسوسنا الذي بين رجال شاكر وعند تحركه سنعلم خطوته ونسبقها بها عدة خطوات أما بالنسبة لعبد العزيز فبدأت بجمع الأدلة الخاصة به وعند القبض علي شاكر بالتأكيد سيعترف عليه وأنه كان شريكه بغسيل الأموال" قال غيث بحدة موجهة لذلك الحقير قاتل والدي حبيبته ومن تسبب في ما تعانيه الآن : " لا يا علي أنا أريد أن يقبض عليه بتهمة القتل عليه أخذ جزاءه لنبحث في أمر الحريق مثلاً بالتأكيد استأجر رجلاً لذلك نثبت التقاءه بهم شيء من هذا القبيل ، ليس فقط غسيل الأموال أريد أن ترتاح هوري بأخذ حق والديها كما وعدتها " صمت علي قليلاً وتفهم صديقه فبرغم مدة صداقتهما القصيرة إلا أنه أصبح يفهمه بل ويشعر بأن غيث يكنّ مشاعر خاصة لهوري وهذا يريحه ويسعده فغيث رجل بحق وسيعوضها عما عانته قال علي حزم يطمئن غيث : " لا تقلق يا صديقي لن يحدث سوي ما تريده إن شاء الله " ودع الرجلين بعضهما وعاد غيث لاسترخائه علي السرير يفكر هل يخبر هوري أم لا وقلبه يضطرب بشدة تتماوج فيه المشاعر والتساؤلات رغم أنه متيقن بعدم وجود باهر داخل هوري ومنذ زمن بعيد لكنه لم ولن يكن يوماً رجلاً يتقرب من امرأة تحب آخر حتي وإن كان يعتقد أنه حب غير حقيقي من جهتها علي الأقل لكن رغم كل ذلك يخاف أيضاً أن تلين عندما تعلم أن شاكر ليس قاتل والديها هتف صوت من داخله يخبره أنه ما زال مذنباً فهو أيضاً صمت علي القاتل أمسك وسادته يضرب بها رأسه ويصرخ بعنف مكتوم داخلها لعلّ تلك الأصوات داخله تصمت وقرر أن لن يخبرها شيء حالياً حتي يعلموا ماذا يدبر شاكر لا يريد أن يقلقها ويشغلها بتلك الأمور حقاً هدأ قليلاً بعد توصله لقراره وأعاد الوسادة مكانها تحت رأسه وقرر أخذ قسط من الراحة قبل صلاة العشاء. .................................................. .......... نزل شاكر من سيارته وتوجه لذلك المخزن وعند دخوله كان يقف مقابله عبد العزيز مدير المالية لم يخبره شاكر بأنه يعلم بأنه قاتل وفيق فهي ورقة قد تكون رابحة له إذا احتاجها يوماً غير ذلك ستكون خاسرة وتذكرة موته فرؤوسائه لن يعجبهم بحثه خلفهم. سأل عبد العزيز شاكر : " لماذا طلبت مقابلتي هنا ؟" قال شاكر بغموض وهو يتفحصه : " إن الأسياد غاضبون فمنذ مجيء غيث ونحن لا نستطيع الاستمرار بعملنا لذلك قررت أن نتخلص منه " _ "هل ستقتله ؟ " قال شاكر بخبث : " لا لا بطريقة أنظف من ذلك سنضرب عصفورين بحجر سنورط غيث بشحنة مخدرات لنبعد عيون الشرطة عن عملنا وبنفس التوقيت سنستخدم تلك الصفقة بغسيل الأموال فكما تعلم عائدها كبير لضخامة الصفقة ومهما كانت مهارته لن يلاحظ شيء" فكر عبد العزيز قليلاً فهو منذ قتل وفيق الذي وقع علي عاتقه رغم تردده بالبداية لكن المبلغ الذي عُرض عليه وسال له لعابه قتل به ضميره مع قتله لأسرة وفيق وقرر السفر خارج البلاد تحسباً لأي شيء ووافق رؤسائه علي ذلك مع وعده باستمرار عمله في البلد التي سيذهب إليها لمعت عيناه بطمع وهمس داخله والآن لا بأس بالزيادة لتلك الأموال ولتكن المرة الأخيرة قبل سفره استمرا نسل الشياطين بالاتفاق وإحكام خطة الإيقاع بغيث والشيطان يقف يصفق لهما دون تدخله فنفوسهم الطامعة الأمرة بالسوء تكفي وتزيد لكنهما لم يفطنا لذلك الذي استمع لكل كلمة خرجت منهما فتُجهز الأيادي لسحبهما لتلك الحفرة التي حفراها بنفسيهما . .................................................. ......... نائم بغرفة المشفى تحيط به الأجهزة من كل ناحية تدخل الممرضة تفحص مؤشراته الحيوية وتخرج تقابلها والدته التي تسأل عن حاله ولا تتلقي جديد ، تبكي فريدة والدة باهر كمعظم تلك الفترة لا تفارقها دموعه تلوم نفسها مراراً وتكراراً بعد كلام الطبيب أن سبب غيبوبته نفسياً هل كانت سبباً في الضغط عليه وابتعاده عن هوري ثم تعود وتذكر نفسها أن ليس لها يد بزواجها بالتأكيد ثم تعود وتفكر بأنها يمكن لولا أنها لم تظهر رفضها لزواجهم لما أنهي والد هوري خطبتها وهكذا تتلاطم بها الأفكار وتجلدها وتحرق قلبها علي ولدها الوحيد المهددة بفقدانه. .................................................. ......... استيقظت من النوم وهي تشعر براحة تتخلل كيانها منذ الحادث ، تنظر حولها فتري الشمس قد أشرقت يبدو أنها نامت لليوم التالي دون أن تشعر ، تُحس بشعور غريب كيف تصف شعورها لا تعلم ولكن كأن رائحته تتطوق الغرفة التي تنام بها بل والمنزل كله تتطوق أنفاسها تشعرها بأمان غريب لا مثيل له مختلف عن ذلك الأمان الذي كانت تشعر به بكنف والديها مازالت حائرة بتحديد كنهه مشاعرها تجاهه هل هي فعلاً امتنان كما تقنع نفسها ؟ لماذا إذاً منذ أن خطت بقدميها لذلك المنزل وهي تشعر أن قلبها رسي إلي تلك الوجهة وأنها صارت من تلك العائلة بل معاملة والدته وفرحتها والتي لا تبدو أبداً بأنها تعلم بأنها زيجة بظروف خاصة والتي لا تعلم هل تستمر أم أن غيث سينهيها بمجرد حل مشكلتها ؟! غيث فقط ؟! ماذا تعني بتلك الجملة ؟! ولماذا علقت إنهاء الزيجة عليه هو فقط ؟! أم أنها تريد أن تستمر تسارعت نبضات قلبها وتصارعت داخلها كالعادة تلك الفترة هل تكنّ مشاعر خاصة لغيث ؟! صمتت قليلاً ووضعت يديها علي قلبها الذي تشعر أنه يحارب ليخرج من مكانه وكأنه يود أن يرد علي سؤالها الأحمق والصراخ بأنه يريد صاحبه بكل قوة ، عاجزة عن تحديد هوية مشاعرها هل امتنان .. أم حب ..أم احتياج .. أم كلها مجتمعة بدأ عقلها يساند قلبها يذكرها بمآثر غيث منذ أول لقاء لها معه وجوده حولها دوماً وهي حتي لم تكن تعرف بوجوده رمي نفسه للخطر لأخذ حق والديها ، أخذها لعائلته وأسرته ، عدم النفور سواء منه أو من عائلته من منظرها بعد الحريق رغم أن وجهها تحسن كثيرا لكن جانب فكها من الأسفل ما زال به القليل من الآثار وكذلك قدمها وذراعها ، محادثاتهما أثناء وجودها بالمشفى ،عدم استغلاله زواجه منها بأي شكل كل موقف من تلك المواقف وإلي تلك اللحظة تناتبها مشاعر جديدة ...مختلفة ... مربكة لكيانها لم تشعر بهما من قبل أبداً حتي مع باهر استمر عقلها في تعداد كل ما فعله غيث وخزنه عقلها ، هل هذا هو الحب ؟! عادت دقات طبول قلبها تعلو و تعلو حتي بلغت عنان السماء وكأنها تزغرد بوصولها للحقيقة ، تحبه ؟! نعم ، بل لا لا تعلم يبدو أنها مشاعر أقوي من الحب أليس بالعادة يقع القلب بالحب لماذا تشعر إذن أن روحها من تآلفت مع روحه ثم وقعت بحبه ثم تبعها عقلها بتصديق ذلك الحب والشعور به ثم أعطي إذنه للقلب بنفض رماده والعودة علي قيد الحياة ووقع قيد حبه مع روحه نعم هذا هو الوصف الأدق لقد ربط عقلها وقلبها وروحها وكل كيانها به. لكن عليها ألا تنجرف خلف تلك المشاعر حتي تعلم موقف غيث وقلبها يستهزأ منها يريد أن يخبرها أنه غارق لأذنيه بحبه هتف صوت من داخلها يلومها هل نسيتِ والديكِ وتعيشين الحب الآن ؟! كم أنكِ ابنة جاحدة! تجهمت ملامحها التي كانت أضاءت منذ قليل وقبل أن تنغمس في أفكارها تردد في أذنها كلام خلود نهضت وفتحت حقيبتها وزادت مبلغ المال للصدقة ومسحت دمعة فرت من عينيها وتعوذت من تلك الأفكار تخبر نفسها أن والديها بالتأكيد يرغبون بأن تتخطي حزنها ومحاولتها للنهوض والعيش ليس معناه أن تنساهم بالتأكيد إلي أخر عمرها. أتاها صوت والدة غيث تنادي عليهم لطعام الفطور توجهت لسرير خلود تهزها حتي انتبهت وردت على والدتها وتوجهتا كلتهما بالترتيب للحمام الموجود بغرفة خلود لأنها كانت الفتاة الوحيدة والكبيرة بعد غيث فخصص والدهما غرفة لها. .................................................. .......... عند خروجها من الغرفة لتترك خلود علي راحتها قابلها غيث المستند علي باب غرفته المجاورة بطقم منزلي أظهره مكتمل الوسامة خاصة بعينيه المنتفختين من النوم وشعره المنسدل علي جبهته احمرت وجنتيها من تحديقها به ولتسارع نبضات قلبه والتي تشعر أن صوتها يصل إليه تمتمت بكلمات لا تخرج من حنجرتها والتي الآن فقط تتمني لو تخرج حتي تخبره كم هو وسيم بنظرها قال لها صوت أجش من آثار النوم : " صباح الخير هل اشرقت الشمس بمنزلنا واستقرت أم ماذا ؟! " هل غازلها للتو ؟! نعم فعل ، اقترب منها غيث وهو يحشرها تقريبا بينه وبين باب غرفتها المشتركة بينها وبين خلود وقال بهدوء مبتسم : " هل تعلمين أنه أسعد صباح في حياتي عندما استيقظت لم أصدق أنني سأخرج وأراكِ في بيتي ولكن يبدو أنها حقيقة تبقي فقط أن ألمسها لكي أتأكد " ورفع يديه بالفعل بنية لمس وجهها ولكنها غافلته وهربت من تحت ذراعيه اتجاه المطبخ وقلبها يقصف بصدرها من حالة غيث الغريبة يبدو يبدو كأنه فاقد السيطرة علي كل شيء ، أما غيث استند علي باب الغرفة خلفه يتطلع في طيفها الهارب ورائحتها ما زالت تسكن صدره لقربها منه وهو يبتسم مثل المخمور لا يعلم ماذا حدث له منذ استيقظ يشعر فقط بالرغبة في الاستسلام ،الاستسلام لكل شيء مشاعره ، حبه ، الأحداث يريد التعبير بكل طريقة ممكنة عن حبه وحشر في رأسها حقيقة أنه لن يسمح بابتعادها بعد الحصول عليها أخيراً. فُتح باب الغرفة فجأة لدرجة اختل توازنه وكاد يسقط لولا أنه سيطر علي نفسه فهتف في خلود التي تقف تكتف ذراعيها لصدرها وتبتسم بسخرية : " هل جننتِ يا فتاة لماذا تفتحين الباب هكذا ؟ " هتفت خلود بعصبية : "اااه آسفة نسيت أن أنتظر سيادتك تكمل وصلة هيامك العاطفية " اقترب منها غيث وهو يمسك خديها ويعتصرهما مثل الأطفال قائلاً : " أوه أوه هل خوخة تغير علي أخيها " سحبت وجهها من كفيه وهي تتنحي بوجهها جانباً مسح علامات الهزل من وجهه يعلم أنها غاضبة لأنه لم يخبرها فهما دائماً مخزن أسرار بعضهما أمسك يديها وقال بهدوء : " تعلمين أني لم أخفي عنك شيئاً ليومنا هذا حتي مشاعري لهوري تعلمينها لكن الأحداث كانت عاصفة متسارعة ولم أملك الوقت لإخبارك صدقيني وبالتأكيد لاحظتِ أن كنت أتي للمنزل للراحة فقط " تنهدت خلود واقتربت منه واحتضنته بقوة وقالت بعاطفة قوية لا تظهر سوي لغيث : " هل تعلم سأسامحك فقط لتلك السعادة التي تصرخ بها عينيكَ ولتعلم أني أفضل منك سأُخبرك أن هوري تكنّ لك مشاعر خاصة " ربتت علي وجهه المرتسم عليه تعابيره المصدومة و ابتعدت عنه وتوجهت للمطبخ تتركه مع مشاعره الثائرة لكلماتها لا يستوعب أن حبيبته منذ سنين تشعر بلو ذرة مما يشعر هو وقرر أنه قد حان الوقت لتفجير مشاعره المكتومة والمغلقة بألف مفتاح منذ زمن. .................................................. .......... صوت طرق الشرطة باب منزل أسرة غيث يتبعه دخول قوات الشرطة وتقدم قائدهم يقول :" السيد غيث مطلوب القبض عليك " .................................................. .......... انتهي الفصل قراءة ممتعة ومستنية أرائكن المهمة جدا لي أعتذر بشدة منكن علي التأخير لكن فترة اختبارتي بتعطلني جدا التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 13-04-21 الساعة 02:11 AM | ||||
|
| |
|
30-03-21, 10:39 PM
| #147 | |||||||||
| عضو ذهبي 
| كان الله فى عونك ياشوشو ربنا يوفقك ان شاء الله طلع فيه ضلع كمان فى الشركة لأفراد العصابة وهو عبدالعزيز يخربيته الواطى زعلانه على باهر واتمنى ما يحصلش ليه حاجه سيئه هورى محتاجه الحنان اللى شافته فى بيت غيث من امه واخواته عشان يعوضوها عن اسرتها اللى فقدتها وكمان مشاعرها بدأت تتحرك ناحية غيث بس ياترى ايه المصيبه اللى دبروها لغيث ربنا يستر تسلم ايدك ياشوشو | |||||||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
23Likes
العرض العادي
