آخر 10 مشاركات
مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          22 - المجهول - ايفون ويتال - ق.ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          457 - الحب خط أحمر ـ تريش وايلي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree65Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-20, 09:19 PM   #1

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي روحكِ تناديني (2)... سلسلة حكايات بنات * مميزة ومكتملة *















مساء الخير والسعادة على رواد القسم الكرام وأحلى بنات
عودة مرة أخرى للقسم الجميل والمرة دي مع رواية جديدة ومختلفة..
رواية تمس كل بنت، ممكن تلاقي نفسك مكان البطلة، أو فيه تشايه بينكم!!
ممكن تلاقي نفسكِ واقفة قدام شخصيتكِ أو شخصية أي حد تعرفيه!



روحكِ تناديني

رواية بتتكلم عن الجمال، جمال الروح..
الجمال اللي لا يمكن يزول أو يتشوه!!
رواية بتجمع أربع بطلات أساسيات..
مروة.. لمياء.. حورية.. براءة
كل واحدة منهم بظروف مختلفة، واجهت أزمة غيرت حياتها وأفقدتها الثقة..
هنعيش معاهم في رحلة طويلة بعض الشيء، هنشوف ازاي هيواجهوا ظروفهم..
اذا هينتصروا عليها ولا لاء..
واذا هيلاقوا نصهم التاني ولا لاء!!

الرواية ضمن سلسلة حكايات بنات
الجزء الأول لست أبي
تم تنزيله هنا سابقاً

https://www.rewity.com/forum/t418356.html

وقبل أي سؤال
اللي مش قرأ لست أبي عادي ممكن تبدأوا بقراءة دي على طول
الجزءين مش مرتبطين ببعض..

هينزل الفصل الأول من الرواية بعد قليل

وهيكون موعدنا يومياً الساعة 8:30 مساءً بتوقيت القاهرة إن شاء الله

أتمنى تستمتعوا معايا ويكون وجودي خفيف عليكم ❤❤❤



روابط الفصول

الفصل 1 .. بالأسفل
الفصول 2، 3، 4، 5 نفس الصفحة
الفصل 6, 7 نفس الصفحة
الفصل 8
الفصول 9, 10, 11, 12, 13 نفس الصفحة
الفصول 14, 15, 16, 17, 18, 19 نفس الصفحة
الفصول 20, 21, 22, 23, 24, 25, 26 نفس الصفحة
الفصول 27, 28, 29, 30, 31 نفس الصفحة
الفصل 32, 33, 34, نفس الصفحة
الفصل 36 الأخير والخاتمة




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 12:44 AM
Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 09:26 PM   #2

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

نبدأ بسم الله
بداية الفصل مليان شخصيات فنحاول نركز
ومعلش شوية بشوية إن شاء الله هنحفظهم وتبقى الدنيا سهلة



أحبته من كل قلبها، عشقته بكل ذرة من كيانها..
و مع ذلك لم تُصّرح له بمشاعرها، و كتمتها داخل قلبها..
شكلها.. وضعها، كانا دائماً حاجزاً بينها و بينه..
و لكنه لم يُبالي، و لم يكُف عن إظهار مشاعره لها..
حتى استطاع كسر الحاجز الذي شيدّته بينهما..
و استطاع إعادة ثقتها في نفسها..

الفصل الأول
وقفت أمام المرآة، تنظر إلى نفسها بشرود، و ملامحها مُتغضّنة بألم، و كره لنفسها!
مُرتدية فستان أصفر برقبة يغطي كامل جسدها المكتنز و الذي يميل إلى السمرة، ضيّق من عند صدرها، و بحزام أسود يُحدد خصرها، ليتسع بعد ذلك حتى كاحليها..
شعرها الأسود اللامع مُنساب حتى أول كتفيها، و عيناها بلون الشوكولا الذائبة تلمعان بحزن!
يا إلهي، الفستان يبدو بشع، بل أبشع ما يكون، لا تعلم لِمَ أصّرا صديقتيها على شراءه!
بل هي، هي البشعة القبيحة، لذا ضاع جمال الفستان على جسدها..
ألا يقولوا أن القالب غالب!
ربما كان أبن عمها على حق، و هي لا ترقى أن تكون زوجة له!
اقتحم شقيقها الغرفة، ليقول بتعجّل:
"مروة، ألن تنتهي بعد؟، الجميع بانتظاركِ".
ألقت على نفسها نظرة أخيرة، نظرة مليئة بالحسرة على حالها، ثم همست بنبرة خاوية:
"جاهزة".
ليخرج من الغرفة، فتتّبعه بخطوات بطيئة مترددة، حتى وصلت إلى الصالة، لتسمع صوت والدها:
"ها هي جميلة عائلتنا انتهت، يمكننا الذهاب".
ابتسمت بسخرية، تعلم أن لقب جميلة أبعد ما يكون عنها، و أن والدها لم يقوله سوى لمنحها الثقة في نفسها، و ربما التخفيف من حزنها!
و هي بالفعل واثقة في نفسها، و لكنها واثقة في أن جمالها قليل، بل منعدم!
تحرك والدها وشقيقيها إلى الخارج.
لتأتي والدتها و تتأبط ذراعها، و هي تبتسم لها لمنحها بعض الدعم، ثم يسيرا معاً خلف الرجال، متجهين إلى عرس أبن عمها، حبيبها!
**********
دلفت إلى القاعة الكبيرة المزدحمة بالناس، و أصوات الموسيقى تخترق أذنيها، فتجعلها تغمض عينيها بانزعاج.
فتحتها، لتقع على أبن عمها، جالساً بجوار عروسته، و الابتسامة تعلو شفتيه.
حدقت في الفتاة التي أخذت مكانها، فتاة تتناسب مع ذوقه!
ببشرتها البيضاء، و ملامحها الناعمة، و عيناها العسلية الواسعة، و جسدها المثالي، فتاة فاتنة بحق، ليست مثلها!
"لا تضحكي على نفسكِ يا مروة، هو لم ينظر يوماً لكِ، لتأخذ هذه الفتاة مكانكِ!"
اتجهت عائلتها لتحية الضيوف، فاضطرت إلى الذهاب مع والدتها، لإلقاء التحية و المباركة، و في نيتها الهروب سريعاً، و الإختلاء بنفسها و أحزانها.
" مبارك يا أم باسم، ليجعلها الله زيجة العمر، و يُسعدكِ برؤية أبنائه".
لتقبلها والدة العريس بمحبة، ثم تقول: "بارك الله فيكِ يا أم أحمد، العقبى لأولادكِ".
ثم أردفت بعتاب: "لِمَ تأخرتوا هكذا؟، أليس من المفترض أنكم من أهل العريس؟"
لتتنحنح والدة مروة بحرج، ثم تقول: "اعذرينا حبيبتي، لم ننتبه إلى الوقت، ثم أننا لم نتأخر كثيراً، القاعة مازالت فارغة، و لم يأتي الكثير بعد".
لتلوي والدة العريس شفتيها بعدم رضى، و تقول: "و ماذا عن مروة، لِمَ لم تأتي من الصباح، و تقضي اليوم مع الفتيات؟"
مع أنها متأكدة من أن زوجة عمها، تعلم سبب عدم مجيئها من الصباح، إلا أنها أجابت معتذرة:
"اعذريني خالتي، لقد كنت أشعر بالتعب".
لتتنهد زوجة عمها بصمت، فمن الواضح أن العلاقة بين العائلتين لن تعود إلى سابق عهدها، و الدليل على ذلك مجيء عائلة شقيق زوجها كالضيوف، و كل هذا بسبب ولدها!
و لكنها في النهاية لا تستطيع لومه، فمن حقه اختيار الفتاة التي يراها مناسبة له، و يجد نفسه معها!
"سلامتكِ حبيبتي".
ثم تابعت: "سأذهب لأرى الضيوف، ألن تأتيا معي؟"
لتتهرب مروة بسرعة: "أنا أشعر بالدوار، سأجلس لأرتاح، و بعدها سآتي إليكما".
و تحركت بسرعة دون انتظار ردهما، هاربة من نظرات زوجة عمها و تذمرها.
اختارت طاولة بعيدة عن الأنظار الفضولية، لتجلس عليها، و تراقب ما يدور أمامها.. بنظرات دامعة.
**********
وقفت لمياء أمام المرآة لتتأكد من مظهرها، لتزم شفتيها بانزعاج، و تسحب أحمر الشفاه، لتضع المزيد منه على شفتيها..
ثم حدقت في نفسها مرة أخرى، شعرها الكستنائي الطويل، ينساب حتى أخر ظهرها، و عيناها البنية الكحيلة تلمع بسعادة.
وصلها صوت والدها، يتعجّل خروجها، فألقت أحمر الشفاه بإهمال، و أسرعت إلى الخارج.
توقفت عند باب غرفة الضيوف، لتلتقط أنفاسها بقوة و تُحاول السيطرة على نبضات قلبها، ثم طرقت على الباب، و دخلت بهدوء.
"السلام عليكم".
نهض ماهر فور أن رآها، و الابتسامة تعتلي ملامحه، و لولا خجله من وجود والدها لكان سحبها إلى أحضانه و أروى شوقه منها!
"و عليكم السلام و رحمة الله"، نطقها ببطء، و عيناه تلتهمها برغبة.
لتتزين وجنتاها باللون الأحمر القاني، و تسير لتجلس بجانب والدها.
"كيف حالكِ لولو؟".
نظرت إليه بغضب خفيف، فلطالما أخبرته ألا يدللها أمام والدها، و لكنه كالمعتاد، لا يلتزم بأي قواعد أو قوانين.
"الحمد لله"، قالتها من بين أسنانها..
ليبتسم بعبث، غير مبالي بغضبها!
أحب والدها أن يمنحهما بعض الوقت، ليجلسا فيه على حريتهما، فنهض قائلاً: "سأذهب لأرى لِمَ تأخر الشاي".
ليقول خطيب أبنته بفرحة لم يُحاول إخفاءها: "على راحتك عمي".
و فور أن خرج والدها، نهض ماهر من مكانه، ليجلس جانبها -في نفس المكان الذي كان يجلس فيه والدها قبل ثواني- لتتوتر، و تُحاول الابتعاد، إلا أنه أحاط خصرها، مانعاً إياها من الحركة، و قال بخبث:
"إلى أين؟"
لتقول بتذمر: "ماهر، لقد أخبرتك أكثر من مرة أنني لا أحب هذه التصرفات".
ليقول بابتسامة مشاكسة: "و أنا أخبرتكِ أكثر من مرة أن هذه التصرفات جزء من شخصيتي، و عليكِ الاعتياد عليها".
لتهتف بعدم اقتناع: "و لكن هذا حرام".
لتتوسعا حدقتاه بصدمة، و يقول بحدة قليلاً ما يستخدمها معها: "حرام!
أنتِ زوجتي يا غبية، و يحق لي الآن أخذكِ إلى بيتي، و ليس احتضانكِ فقط!"
لتبتلع ريقها بخوف، فعلى الرغم من شخصيته المرحة، و ابتسامته التي لا تفارق شفتيه، إلا أنه عندما يغضب لا يستطيع أحد السيطرة عليه.
"اعتذر".
ليزفر أنفاسه بقوة مُحاولاً السيطرة على غضبه، ثم يقول: "لا أريد اعتذاركِ، أريدكِ أن تبادليني حبي باقتناع، بلا أي تردد أو خوف".
لتهمس بقليل من الاقتناع: "حسناً، و لكن تحملني حتى أعتاد على ذلك".
ليميل و يهمس بجانب أذنها: "سأجعلكِ تعتادين".
ثم تحركت شفتيه، باحثة عن شفتيها، إلا أن صوت والدها القريب، منعه عما ينتويه!
فابتعد قائلاً بحنق: "سعيدة الآن؟، حتى قبلة واحدة لم أحصل عليها".
لتضحك بخفوت، مُحركة رأسها بيأس منه، فمهما قالت، سيظل كما هو!
**********
دّلك عنقه الخمري بتعب، ثم أغلق الملف الذي أمامه، ليضعه في خزنته و يغلق عليه، ليلتقط بعدها سترته، و يضعها على كتفه بإهمال..
خرج من مبنى شركته، بعد أن حيّا أفراد الأمن، ليصعد إلى سيارته، و يتجه إلى منزله.
خطى إلى الداخل، ليجد شقيقته جالسة تشاهد التلفاز بملل.
"مساء الخير".
قفزت بسعادة فاجئته حالما رأته، قائلة: "مساء الجمال حبيبي، هل تشعر بالجوع؟
أأعد لك الطعام؟"
ليبتسم مروان بإدراك، و يقول: "ماذا تريدين جنو؟"
لتعبس جنان بطفولية، و تقول: "لِمَ تظلمني أخي؟
هل يجب أن يكون هناك شيئاً لأصنع لك الطعام؟"
ليجييها بصراحة، و ابتسامته تتسع: "نعم".
لينعقدا حاجبي جنان بضيق، و تقول: "حقاً مروان؟
أنا المخطئة لأنني فكرت فيك، و أنك طوال اليوم في الشركة و بالتأكيد جائع".
ليتنهد مروان باستسلام، و يقول: "حسناً..حسناً، اعتذر، و شكراً لتفكيركِ بي، فأنا بالفعل جائع".
لتقفز بفرحة، و تقول: "دقائق و سيكون الطعام جاهزاً، و نسهر سوياً".
و أسرعت من أمامه، متجهة إلى المطبخ.
لتنطلق ضحكاته عالية، فشقيقته المشاكسة تشعر بالملل، و لم تتطوّع و تفعل كل هذا، إلا لكي يجلس معها.
"أتيت مروان".
التفت و اقترب من والدته، ليقبل رأسها، و يقول:
"كيف حالكِ حبيبتي؟"
لتربت على وجنته بحنو، و تقول: "بخير حبيبي، كيف كان يومك؟"
ليقول ببساطة: "ملئ بالعمل، مثل كل يوم".
ثم ابتعد ليجلس على الأريكة، لتسير و تجلس بجانبه، و تقول بنبرة ذات مغزى:
"غداً تتروج، و تعود من العمل فتجد زوجتك تنتظرك، و تُزيل عنك كل التعب و الإرهاق".
ليضحك بيأس، فوالدته لا تكف.. و لن ترتاح، إلا عندما يتزوج..
هو ليس لديه أي اعتراض على الزواج، ليس ممن يكرهون الزواج أو النساء، و لكنه لم يجد حتى الآن الفتاة المناسبة، الفتاة التي تخطف قلبه من أول نظرة، و تسيطر على نبضاته، على الرغم من كل النساء اللاتي مررن في حياته!
"أعدكِ عندما أجدها سآتي فوراً لتُزوجيني إياها".
لتلوي راوية شفتيها بعدم رضى، و تقول: "كل مرة تخبرني بهذا..
متى سيأتي هذا اليوم؟
لقد بلغت السابعة و العشرين عاماً، مٓن في عمرك لديهم أطفالاً".
لتتعالى ضحكاته مرة أخرى، و يقول بمرح: "أنتِ تبالغين أمي، مَن يراكِ و أنتِ تتحدثين هكذا يظن أنني في أواخر الثلاثينات و ليس العشرينات!"
لتقول رواية مُحاولة إقناعه: "لا تتهرب، ثم كلما كان الزواج مبكراً كلما كان أفضل، و يكونون أولادك قريبين من عمرك..
و أنت رئيس مجلس إدارة في إحدى أكبر الشركات بالبلد، و شقتك موجودة، فماذا ينقصك؟"
ليقول مروان بمشاكسة: "الطعام، حقاً ينقصني الطعام الآن، فأنا أتضور جوعاً".
لتزم رواية شفتيها بضيق، و تقول: "لا فائدة منك، افعل ما يحلو لك، لقد تعبت معك".
ليميل عليها بسرعة، و يقبل جبينها، ثم يقول: "لا تحزني أمي، أنا لا أقصد إغضابكِ..
كل ما في الأمر أنني لم أجد حتى الآن الفتاة التي أشعر أنها نصفي الأخر و يمكنني قضاء المتبقي من عمري معها".
لتسأله راوية بسأم: "و متى ستجدها، عندما تبلغ الأربعين؟
اسمعني فقط، و اجعلني أحدد موعداً مع صديقتي، أبنتها تخرجت هذا العام من كلية العلوم، و ما شاء الله عليها جمال و.. ".
ليقاطعها مروان بتصميم: "أمي..أمي، أخبرتكِ أكثر من مرة أنني لن أتزوج بهذه الطريقة، فأرجوكِ لا تضغطي عليّ أكثر".
ثم نهض، و هو يقول: "سأذهب لأرى ما تفعله جنان كل هذا الوقت في المطبخ، ليست وجبة هذه".
و تحرك من أمامها، تاركاً إياها تنظر إليه بضيق و.. تصميم!
**********
وقفت أمام المرآة لتتأكد من مظهرها لأخر مرة قبل أن تهبط إلى الحفل..
شعرها البني مرفوع و بعض خصلاته مستقرة على وجهها، عيناها العسلية تلمعان بثقة، فابتسمت ابتسامة واسعة، قبل أن تهبط إلى الحفل.
تعلقت الأنظار بطلتها المميزة، بفستانها الأحمر الملفوف على جسدها الرشيق يخفيه عن الأنظار، و زينتها المتقنة، التي لا تزيدها إلا جمالاً.
استقبلها شقيقها بابتسامة جذابة، و هو يقول غامزاً: "ما كل هذا الجمال؟، لن نلحق على الخطاب الليلة".
لتعبس حورية بملامحها، و تقول: "بربك سليم، تعلم أن أخر ما يشغل بالي الرجال".
ليقول سليم بمرح: "حسناً، اشغلي نفسكِ بشقيقكِ، و ابحثي له عن عروس جميلة تليق به".
لتلمع عينا حورية بسعادة، و تسأله: " تريد أن تتزوج حقاً، أمي ستسعد كثيراً عندما تعلم".
لتعود ملامحه إلى الجدية، و يهتف: "امزح بالطبع، أي زواج هذا، هل تريني مجنوناً؟"
ليصدح حينها صوت والدتهما، مُستدعية إياها، فيقول سليم بمرح: "يبدو أن أمي لن تترككِ الليلة، أتمنى لكِ لقاءً حافلاً مع والدات العرسان".
ثم تركها، ليرحب بالضيوف، و يتحدث معهم فيما يخص عمله مع والده!
أما هي فأخذت نفساً عميقاً، قبل أن تتجه إلى والدتها، و على شفتيها ابتسامة مُجامِلة.
قالت والدتها حالما اقتربت منهما: "و هذه هي حورية".
لتقول صديقتها بترحيب و.. إعجاب واضح: "ما شاء الله، ازدادت جمالاً و حلاوة، ليحفظها الله لكِ..
كيف حالكِ حبيبتي؟"
ردت عليها حورية بابتسامة مهذبة: "بخير حال سيدتي، كيف حالكِ أنتِ؟"
لترد السيدة و عيناها تأكل حورية: "الحمد لله".
لتقول والدتها مُعرفة: "إنها السيدة مُنيرة حورية، صديقتي و عضوة فعّالة في جمعيتي".
لتقول حورية بنفس الابتسامة: "سعيدة برؤيتكِ سيدتي".
و قبل أن تتفوه والدتها بمزيد من الحديث، و الذي تعلم الغرض منه، استأذنت منهما، متعللة برغبتها في رؤيتها لصديقاتها و الترحيب بهن.
عادت والدتها لتقول لصديقتها: "و كيف حال ولدكِ؟"
لترد مُنيرة بفخر: "الحمد لله، عمله يسير على نحو جيد، و والده يساعده إن احتاج للمساعدة".
لتسألها والدة حورية بترقب: "و لم يرتبط حتى الآن؟"
لتنفي صديقتها بهزة صغيرة من رأسها، و تقول: "لا، يقول أنه مازال بحاجة إلى بعض الوقت".
لتلمع عينا والدة حورية بسعادة، ظناً منها أن هذا الشاب هو المناسب لأبنتها!
**********
تأففت بملل، فهذه الحفلات لا تستهويها كثيراً، خاصة و هي تعلم برغبة والدتها في تزويجها، فتشعر أنها سلعة تُعرض على الناس ليختاروا..
لا تفهم لِمَ تفعل والدتها كل هذا؟
فهي ليست أول و لا أخر فتاة تنفصل عن خطيبها!
كما أنها انفصلت عن بشار بكامل إرادتها، و لا تشعر بأي ندم!
أي أنها لا ترفض الزواج حزناً عليه، و لكن انتظاراً لحب يقتلع حصون قلبها.
سارت نحو البوفية، لتلتقط كوباً من عصير البرتقال، و تشرع في شربه.
لفت أنظارها شاب يقف وحيداً، و يبدو عليه الضجر..
فعقدت حاجبيها مُحاولة التعرّف عليه، فهي لم تراه من قبل في الحفلات التي أقامها والدها، أو ربما تظن ذلك!
و بدون تفكير، اتجهت إليه، لتهتف حالما وقفت بجانبه:
"أنرت حفلنا سيد".
التفت إليها الشاب، ليستغرق ثواني في تأملها، قبل أن يقول:
"كمال، كمال الهاشم".
لتبتسم له، و تقول: "و أنا حورية، أبنة السيد جمال".
ليرفع كمال أحد حاجبيه، و يقول: "حقاً، شرف لي رؤيتكِ سيدتي".
لتقول بضحكة ودودة: "لا أرجوك، أنا لا أحب هذه الرسميات، يُفضّل أن تدعوني بحورية".
إلا أن كمال لم يتخلى عن رسميته، حيث قال: "كما تشائين آنسة حورية".
لتبتسم بيأس، ثم تقول: "من الواضح أنك تشعر بالملل، ألا يُعجبك حفلنا؟"
ليبتسم بإحراج، و يُبرر بتوضيح: "ليس هكذا، لكنني سئمت من الحديث عن العمل و الصفقات و الأموال، أشعر أن الحياة باتت عبارة عن عمل، و ليس العمل جزءاً من الحياة!"
لتوافقه حورية في الرأي، و تقول بأسف: "لديك حق، شيء يُشعرك بالاختناق حقاً".
ليلتفت بوجهه إليها، و يسألها بحذر: "و أنتِ، ما الذي يُشعركِ بالملل؟، مع أن الحفل حفلكم!"
و بالطبع هي لن تخبره عن السبب!
لن تقول له أن هذا الحفل أقامته والدتها خصيصاً من أجل اصطياد عريساً مناسباً لها!
و أنها سئمت من كل هذا.
"يُمكنك القول أنني أشعر ببعض التعب".
لم يشأ أن يضغط عليها، فمَن هو ليتدخل في خصوصياتها!
عاد ليرتشف من المشروب الذي في يده، و عيناه تتابع ما يجري أمامه..
لتستأذن منه، و تعود لتتجول في الحفل مرة أخرى.
**********
كانت تنظر إلى الاحتفال أمامها بشموخ غريب، تريد البكاء، لكن عيناها ترفض السماح لدموعها بالهبوط، قلبها يتألم، روحها تُسحب منها، و مع هذا نظراتها تبدو لا مبالية!
أعادت خصلات شعرها خلف أذنها، و هي تتأفف بدون صوت، و تتساءل عن موعد انتهاء هذا الحفل، فلم تعد تستطيع التمثيل أكثر!
صمت غريب حلّ على القاعة فجأة، قبل أن تتعالى الصيحات، فنظرت حولها باستغراب، لتدرك ما يحدث!
لقد عاد أبن عمها الذي لم يأتي منذ سنتين تقريباً، بسبب انشغاله بدراسته..
ابتسامة صغيرة أخذت طريقها إلى شفتيها، و مع ذلك لم تتحرك من مكانها لتحيّيه و تتحمد له بالسلامة، و أجّلت هذا إلى وقت لاحق.
**********
دخل عزام القاعة و ملامحه الرجولية تكللها السعادة، فاليوم عرس أبن عمه، صديق طفولته، أخاه الذي لم تنجبه أمه..
على الرغم من عدم رضاه عن قراره بترك أبنة عمهما، إلا أنه لا يستطيع الضغط عليه، أو إجباره على شيء، و على كل حال، ليرزق الله أبنة عمهما برجل يحبها و يحترمها.
اقترب منه، ليضمه بقوة، و يبارك له، ثم لعروسه.
ليتجه بعدها إلى عائلته، و يضمهم بشوق.
سحبته والدته إليها، لتضمه إلى أحضانها بشوق كبير.
"حبيبي.. حبيبي، و أخيراً عدت".
ليقبل جبينها ثم يدها، و يقول: "عدت و لن أغادر مرة أخرى يا غالية".
ليستسلم بعدها إلى أحضان والده و أشقائه، ثم يعود الجميع إلى الاحتفال.
وقف ليلتقط أنفاسه، بعد ساعة متواصلة من اللهو و الرقص مع أولاد عمه..
جالت أنظاره القاعة، و ابتسامته تتسع تلقائياً و هو يرى فرحة الجميع..
لتتوقف أنظاره عليها، تجلس وحيدة في زاوية هادئة، عيناها مركزة على العروسين، و لمعة حزن فيهما!
لم يتعرف عليها في البداية، ليسحب شقيقه و يسأله و نظراته مازالت مثبتة عليها:
"مَن هذه؟"
اتجهت نظرات شقيقه إلى ما ينظر له، ليضحك بقوة، و يقول: "غير معقول!
ألا تعرفها؟"
انعقدا حاجباه مُحاولاً تذكرها، ليقول بصراحة: "هيئتها ليست غريبة عليّ، و لكنني لا أتذكرها جيداً".
فيقول شقيقه مُفصحاً عن شخصيتها: "إنها مروة، مروة الصغيرة أبنة عمنا رأفت".
ليردد بإدراك: "مروة، نعم".
الآن أدرك سر هذه اللمعة الحزينة التي تكلل نظراتها، فمن الواضح أنها كانت تحب أبن عمه، على عكس الأخير!
عاد شقيقه إلى الرقص و اللهو مع الأصدقاء و شباب العائلة، بينما ظل هو في مكانه، و عيناه مازالت عليها..
لتتحرك قدماه إليها، حتى وقف أمامها، و هتف بعتاب:
"ألا يوجد حمداً لله على سلامتك يا أبن العم؟"
رفعت نظراتها إليه، لتقول بحرج: "حمداً لله على سلامتك عزام".
سحب المقعد إلى الخلف ليجلس عليه، ثم قال بنفس نبرته: "بعد ماذا؟، أنتِ حتى لم تأتي و ترحبي بعودتي".
أطرقت برأسها و حرجها منه يزداد، لديه حق في عتابه و غضبه منها، و لكنها لم تستطع التواجد وسط العائلة، لم تستطع سماع أي كلمة منهم من الممكن أن تجرحها.
رحمها من إحراجها، حينما قال: "كيف حالكِ؟، و ماذا تفعلين في الدنيا؟"
رفعت أكتافها بلا مبالاة، و قالت: "تخرجت من الجامعة منذ عام، و ها أنا جالسة في انتظار تكليف العمل..
و أنت؟
بالتأكيد أخبارك أفضل، فعمي يحكي دائماً عما وصلت إليه بفخر".
ليبتسم بسعادة لما أنجزه في السنوات الماضية، و يقول: "حصلت على الدكتوراة الحمد لله، كما أن صديقي والده يملك مشفى ذي سمعة جيدة، و تحدث معه لأعمل هناك، و والده رحّب بي".
لتُسارع قائلة ببتسامة: "رائع، هذا يعني أنك ستستقر هنا أخيراً، خالتي ستسعد كثيراً بهذا، لقد كان غيابك صعباً عليها".
لتشرد عيناه بحنين و شوق لأمه.. عائلته.. وطنه، و يقول: "ليس عليها فقط، و عليّ أيضاً، الغربة صعبة يا مروة، صعبة و قاسية، حمداً لله أنها انتهت".
قاطع حديثهما مجئ شقيقه و أبن عمه، ليسحباه معهما عائدين إلى الرقص و اللهو، دون المبالاة باعتراضاته.
تنهدت بقوة فور أن ابتعد عنها، لقد شغلها عن التفكير في باسم و عروسه، و بابتعاده الآن ستعود إلى أوجاعها و الآمها.
أما هو لم يكن غافلاً عما يحدث مع أبنته، يدرك ما يدور داخلها، و الحزن الذي يُسيطر عليها، و لم يحتمل رؤية الحزن في نظراتها أكثر، فاعتذر من شقيقه ليرحل، مخيراً إياه أنه يشعر بيعض التعب، كما أن أبنه عليه العودة ليرتاح و من ثم يذاكر، فهذه السنة فاصلة في حياته!
و عليه أخذ عائلته و رحل، لتتنهد مروة بارتياح من انتهاء هذه الليلة.

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 09:30 PM   #3

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

ارتدت منامتها، ثم استلقت على سريرها، حدقت في سقف غرفتها بشرود، لقد انتهى كل شيء..
إن كان لديها أمل واحد في المائة أن يُنهي باسم موضوع زواجه، و يعود إليها، فهذا الأمل قد زال..
و من اليوم، عليها أن تتأقلم على رؤيته مع زوجته، فبالتأكيد سيلتقوا كثيراً الأيام القادمة، و لا يجب أن تُظهر له حزنها أو ضعفها.
انقلبت على الجهة الأخرى، لتفكر بحزم، لا بل يجب القضاء على هذا الحزن نهائياً، عليها إخراجه من قلبها!
و لكن كيف السبيل إلى ذلك؟
شردت متذكرة ذلك اليوم، اليوم الذي قُتِل فيه قلبها، و أعلن باسم فيه رغبته في الزواج من أخرى.
**********
قبل سنوات
تسير بسعادة إلى منزل جدها، فلقد سبقتها عائلتها إلى هناك، حيث تتجمع العائلة بأكملها، كعادة أسبوعية.
وصلت إلى هناك، ففضّلت الدخول إلى الرجال أولاً، كي تُطمئن والدها على أدائها في الامتحان الأخير في سنتها الأخيرة في الثانوية العامة، فإن ذهبت إلى النساء أولاً، لن تتركها والدتها و بنات عمها بسهولة.
لذا، تحركت إلى الغرفة التي يجلس فيها والدها مع جدها و اعمامها و أولادهم، إلا أنها توقفت على بابها، و هي تسمع ما يُقال بالداخل.
**********
كان رأفت (والد مروة) قد استأذن ليتصل بأبنته، و يستعلم منها سبب تأخيرها، حينما قال الجد، مُوجّها كلامه إلى أحد أحفاده:
"ها أنت يا باسم قد أنهيت دراستك، و حصلت على وظيفة براتب جيد، فماذا ينقصك؟"
ليقول باسم بلهفة، و قد سُرّ لأن جده تحدث معه في هذا الموضوع، فمنذ أيام و هو يفكر كيف سيُفاتحهم فيه:
"العروس".
ليضحكوا أعمامه و أولادهم على لهفته الواضحة للزواج، بينما حدق فيه جده بشك، و سأله:
"أتُريد الزواج الآن؟، متأكد من قرارك".
ليقول بثقة: "نعم جدي، ثم أنت نطقتها بنفسك، لدي عمل بمرتب جيد، و شقتي جاهزة في منزل أبي، فلِمَ الانتظار طالما الفتاة موجودة؟"
و على بُعد خطوات، رفرف قلبها بسعادة و هي تستمع إلى حديثهما، غير مُصدقة أنها ستكون ملكاً له قريباً..
ملكاً لمَن ملك قلبها منذ كانت طفلة، ملكاً لفارسها الأوحد.
لكن لحظة، ماذا بشأن دراستها؟
و كأن جدها يستمع إلى أفكارها، فقال باعتراض: "و لكن العروس ليست جاهزة بعد، يجب أن تُنهي دراستها".
و مع أنه كان يفهم ما يقصده جده بكلماته، إلا أنه هتف بتلاعب: "و هي أنهتها بالفعل".
لتعقد حاجبيها بضيق، ماذا يقصد بكلماته؟
هل سيكتفي بشهادتها الثانوية و يمنعها عن متابعة دراستها؟
و لكنها لا تريد ذلك، تريد الالتحاق بالكلية التي لطالما حلمت بها.
ليسأله جده: "و هل تحدثت مع مروة في ذلك؟
هل هي موافقة على ترك دراستها؟"
ليُفجر حينها قنبلته، فقال بعدم فهم مصطنع: "و ما دخل مروة؟، و لِمَ سأسألها عن دراستها؟"
ليحل الارتباك على الرجال المتواجدين، و الذين كانوا يتابعوا الحديث بسعادة، ما لبست أن تحولت إلى عدم فهم و خوف!
أما هي، فتقافزت دقات قلبها خوفاً من القادم، مُعلمة إياها أن ماستسمعه سيقتل قلبها!
تحولت ملامح الجد إلى العبوس، و هو يسأل حفيده: "ماذا تقصد؟"
ليلتفت باسم إلى الباب، كي يتأكد أن عمه ليس قريباً..
فابتعدت مروة بضعة خطوات، حتى لا يراها.
"أنا لن أتزوج مروة".
شهقة صدرت منها، فسارعت بوضع يدها على فمها، حتى لا تصل إلى مسامع مَن بالداخل، و قلبها يأن بألم، و رفض لما يسمعه..
لتتباطأ نبضاته، و تشعر به يحتضر، و هي تسمع حبيبها يُتابع:
"رشا، كانت صديقتي في الجامعة، و أنا أرغب في الزواج منها".
يكفي.. يكفي، لا ترغب في سماع أكثر من ذلك، قلبها لا يتحمل..
و مع ذلك قدماها أبتا التحرك، مُصرة على الاستماع إلى نهاية هذا الحديث.
فبادر والده بالقول بعدم رضى: "ماذا تقول يا ولد؟، هل جُننت؟"
ليقول بهدوء، حتى لا يعترضوا عما يريده: "أنا لست ولداً أبي، أنا رجل مسئول عن اختياراتي، و من حقي اختيار المرأة التي ستشاركني بقيّة حياتي".
ليسأله الجد بعبوس: "و ما بها مروة حتى لا تشاركك حياتك؟"
ليُصارح باشمئزاز، غير مدرك لتلك التي تستمع لكلماته، و تُقتَل ببطء: "مروة أبنة عمي و لا خلاف على أخلاقها، لكنها ليست الفتاة التي أحلم بها و أرغب بها زوجة لي..
أنا.. أنا، لا أعرف كيف أقولها، و لكنني لا أتقبل مظهرها، عندما أنظر إليها أشعر بالاشمئزاز، هي قبيحة.. قبيحة جداً..
فكيف أتزوج من فتاة لا أطيق النظر في وجهها؟
كيف سأتحدث معها و ..!"
"اخرس"، قاطعه الجد و هو يُطرق بعكازه- الذي يستند عليه- الأرض بقوة.
أما هي؛ فتساقطت دموعها بغزارة، و لم تعد تشعر بروحها..
جامدة في مكانها، لا تستطيع الحركة، و صرخة تنطلق من أعمق أعماق روحها، لكنها لا تغادر شفتيها!
نهض الجد، و قال بحزم: "تزوج مَن تحلو لك، فحفيدتي لا تنتظر رضاك..
و سيأتي إليها مَن يُقدرها و يفوز بها؛ أما أنت، فستندم على كلماتك تلك".
ليتحرك بعدها ببطء، مغادراً المكان، تاركاً أولاده و أحفاده وراءه، يتهامسون فيما حدث.
انتبهت لحركات الجد اتجاهها، فأرسل عقلها إشارات إلى قدميها بضرورة التحرك، حتى لا تُهان كرامتها أكثر من ذلك!
و من دون أن تشعر، وجدت قدميها تتحركان إلى أقرب غرفة فارغة، حتى لا يرى أحد دموعها و انهيارها.
*********
عودة للوقت الحاضر
أغمضت عينيها، هامسة لنفسها بقوة: "انسيه مروة انسيه..
إلى متى ستظلين تفكرين به، و هو لا يبالي بكِ؟
اخرجيه من عقلك، هو و كل ذكرياته، الحسنة منها و السيئة".
و ظلت تردد هذه الكلمات، حتى ذهبت في نوم عميق.
**********
أغلق باب جناحه بنفاذ صبر بعد أن ودع عائلته و عائلة زوجته بكلمات مقتضبة..
"زوجته".
نطق الكلمة ببطء و كأنه يستمتع بمذاقها، و كم يبدو شهياً!
تحرك إلى الداخل، ليرى الفتاة التي أصبحت ملكه أخيراً منذ ساعات قليلة، تجلس على السرير الواسع بمفرشه الأبيض المغطي بالورود الحمراء، -في لفتة من الفندق لتهنأتهم- تفرقع أصابعها بتوتر، و وجهها المتورد طبيعياً قد أصبح شاحباً، ربما من الخوف!
ليعدها بداخله أنه سيزيل هذا الشحوب في دقائق، و سيُعيد لوجهها نضرته و حيويته.. بلمساته!
جلس بجانبها، ليزداد توتر رشا و تبتعد عنه..
فيبتسم بخبث، و يقترب في جلسته مرة أخرى!
و هكذا أخذت تبتعد فيقترب، حتى كادت تسقط من على السرير، فسحبها إلى أحضانه بسرعة، مؤنباً:
"ستسقطين يا مجنونة".
حاولت الحديث و الرد عليه، و لكن هذا بدى صعباً و صدره العريض يحتويها، و الارتباك و الخوف من هذه الليلة يغلفّها، فظهر صوتهاً خفيضاً.. قلقاً:
"باسم".
ليدفن وجهه في عنقها، يوزع قبلاته هناك بينما يقول: "عيون و قلب و روح و كل باسم..
أها لو تعلمين كم أنا سعيد اليوم".
كلماته.. قبلاته.. أنفاسه الحارة التي تدغدغ بشرة عنقها، جعلوا جسدها يرتجف ذعراً، و أنفاسها تتثاقل خوفاً..
ليرفع وجهه، فيواجه نظراتها القلقة بأخرى شغوفة.. متطلبة.. واعدة إياها بالكثير!
ثم اقترب من شفتيها، و همس بصدق قبل أن يلتقطهما:
"لا تخافي حبيبتي، من المستحيل أن أؤذيكِ!"
ليقبلهما بعدها بكل حب..
فتستجيب هي له بارتباك، و كأن كلماته كانت لها مفعول السحر في طمأنتها!
**********
تعالت ضحكاتها، قبل أن تقول: "أخبرتكِ ألا تتحديني، فلا أحد يستطيع أن يهزمني في التنس، إنه رياضتي المفضلة".
عبست صديقتها بملامحها بعدم رضى، و مع ذلك قالت بمرح: "مغرورة، و سيأتي مَن ينتصر على هذا الغرور يوماً و يهزمكِ".
فتضحك حورية مرة أخرى، ثم تقول: "و حتى يأتي هذا اليوم -مع أنني لا أعتقد- دعيني أستمتع بغروري".
لتشاركها صديقتها الضحك، ثم تقول: "حسناً، سأذهب الآن لدي موعد مع حبيبي".
لتشاكسها حورية بمرح: "ندلة ستتركيني و تغادري".
لتعبس صديقتها بملامحها، و تقول بأسف حقيقي: "رغماً عني حبيبتي، لدينا موعد مع مهندس الديكور المسؤول عن شقتنا منذ أسبوع، و يجب أن نقابله".
ضمتها حورية، و قالت بابتسامة: "امزح معكِ حبيبتي، هيا اذهبي كي لا تتأخري".
ودعتها صديقتها و غادرت.
لتسير حورية إلى مطعم النادي، و تجلس على إحدى الطاولات.
لا رغبة لها في العودة إلى المنزل، أو بالمعنى الأدق؛ لا رغبة لها في رؤية والدتها و الاستماع إلى نصائحها مرة أخرى..
يكفي أن كلماتها التي ألقتها عليها صباحاً لازالت تتردد في أذنها..
"صدقيني حبيبتي، إنه عريساً لا يُعوّض، وسامة و مال و مستقبل مضمون، و والدته أمس أبدت إعجابها بكِ، أي أن مقابلة أخرى أو اثنتين و نفرح بكِ".
تنهدت بقوة، والدتها لا تفهم أنها لا تريد الزواج بهذه الطريقة، لا تريد تكرار تجربة (بشار) مرة أخرى، أن تتزوج من شخص لا تحبه و لا تعرفه حتى، و في الأخير تكتشف أنه يعشق أُخرى!
تريد أن تُحِب و تُحَب، تريد أن تعيش حكاية عشق كما تقرأ في الروايات!
صدح صوت هاتفها مقاطعاً أفكارها، فأخرجته من حقيبتها، لترد على والدتها:
"نعم أمي".
جائها صوت والدتها، تأمرها بالمجئ إلى الجمعية في أسرع وقت.
لترد عليها حورية بعبوس: "الآن أمي، هل الأمر ضروري؟"
عدة كلمات حانقة من والدتها، جعلتها تقول باستسلام: "حسناً.. حسناً، دقائق و سأكون عندكِ".
**********
دلفت إلى الجمعية، محيّية كل مَن تراه بابتسامة جميلة متواضعة، حتى وصلت إلى مكتب والدتها، فطرقت على بابه قبل أن تدخل.
تنهدت بداخلها، و هي ترى نفس السيدة التي رأتها في الحفل منذ عدة أيام، جالسة مع والدتها.
"السلام عليكم".
ابتسمت والدتها، و نظراتها تُرسل إلى أبنتها الكثير، و ردت:
"و عليكم السلام، تعالي حبيبتي".
حيّت حورية السيدة مُنيرة بلباقة، ثم جلست على المقعد الذي أمامها.
لتُتابع والدتها بنبرة فهمتها أبنتها: "حورية حبيبتي، السيدة مُنيرة مهتمة جداً بالأحياء العشوائية و المنازل المهترئة، و تريد مساعدة سكانها، و أنا رشحتكِ لها لتساعديها، نظراً لاهتمامكِ بالموضوع".
لتنسى حورية كل أفكارها و رغبات والدتها، و تتفاعل مع السيدة، قائلة باهتمام:
"و مَن أين تريدين البدء سيدتي؟"
لتقول مُنيرة باهتمام مماثل: "أرى أن نبدأ من أكثر المنازل ضرراً، فالشتاء قريب و بالتأكيد سكانها سيعانون كثيراً..
و لا تقلقي من ناحية المال، اصرفي كما تريدين".
لتبتسم حورية بسعادة، تنبع من حبها لفعل الخير، و تقول: "لا تقلقي سيدتي، سيتم ما تريديه، فأنا أعرف الكثير من الناس الذين بحاجة إلى مساعدة، ليس من خلال ترميم منازلهم فقط، بل أيضاً يحتاجون إلى ما يحمي أجسادهم من البرد".
لتقول السيدة بتأثر: "نعم، معكِ حق، و أرجو أن أستطيع مساعدتهم".
فنهضت حورية بحماس، و قالت: "حسناً سيدتي، أمهليني اليوم، و غداً بمشيئة الله سأُحضر لكِ قائمة بمَن هم بحاجة للمساعدة، لنزورهم و تُقيّمي بنفسكِ".
لتنهض مُنيرة معها، و تقول بابتسامة: "و أنا سأنتظركِ، و الآن يجب أن أغادر، أراكِ قريباً شريفة".
ودعتها شريفة (والدة حورية) و ابتسامة ترتسم على شفتيها، و هي تلاحظ خروج أبنتها مع صديقتها، مُعتقدة أنه قريباً سيحدث ما تحلم به!
**********
"أراكِ قريباً حبيبتي".
ابتسمت لها حورية بلباقة، و قالت: "إن شاء الله سيدتي".
غادرت السيدة مُنيرة و ابتسامتها تُزين ملامحها، و أفكارها لا تختلف عن شريفة كثيراً، فهي أيضا ترى أن حورية أنسب واحدة إلى ولدها، بمستواها التعليمي و المادي، و بالطبع جمالها الخلاّب..
لذا لم يعد يتبقى سوى أن تجمعهما مع بعضهما، و تتمنى أن يتم التفاهم بينهما.
**********
يطرق على المقود بأصابعه، و عقله منشغل بالتفكير فيما سيفعله معها، فيالتأكيد لن يجعل اليوم خاصاً برؤية و شراء أثاث منزلهما فقط!
عبس ماهر و أفكاره تتجه إلى أخذها إلى مطعم ما، و تناول وجبة العشاء، رافضاً الفكرة من أساسها، و مصراً على أن يكون يومهما مميزاً.
لكن كيف؟
ابتسم باتساع و أفكاره ترشده إلى إعداد جلسة صغيرة.. رومانسية أمام البحر، فلطالما عشقته حبيبته و عشقت الذهاب إليه.
فالتقط هاتفه، ليتصل بصديقه، طالباً منه أن يُعد كل شيء، ريثما يذهب مع حبيبته إلى محلات الأثاث..
و فور أن أغلق الخط، رأى حبيبته تخرج من منزلها، تخطو إليه بتوتر و خجل، فتسرب الاستمتاع إليه، و الابتسامة ترتسم على شفتيه..
إلا أنه عبس فجأة، و هو يرى القادم خلفها، بوجهه العابس، و تجهّمه المعتاد!
صعدت لمياء إلى سيارة خطييها، و همست بخجل: "السلام عليكم".
ليتجاهل تحيتها، و لا يُشاكس خجلها -كما المعتاد- و يسألها من بين أسنانه: " ما الذي جاء بهذا الكائن؟"
و على أخر كلماته، صعد شقيقها الأصغر إلى السيارة، ليقول: "احترم نفسك، لي اسم تدعوني به".
لتتوسعا حدقتا ماهر بحنق، و يقول: "أترين ماذا يقول؟، أنا لست محترم!"
زفرت لمياء أنفاسها بسأم، لا تعلم لِمَ هما هكذا، لا يتفقان، و لا يجتمعان إلا و يفتعلا مشكلة، لقد ملّت حقاً، و لا تعلم كيف ستكون حياتها القادمة بينهما، فواحد منهما شقيقها، و الأخر في حُكم زوجها، و لا يمكنها الوقوف في وجه أي منهما!
"اصمت هيثم"، وجّهت هذه الكلمات إلى شقيقها.
ثم التفتت إلى خطييها، لتقول له: "و أنت ماهر، لا تتحدث عنه بهذه الطريقة.. من فضلك".
ليتجاهل ماهر كلماتها مرة أخرى، فرغماً عنه لا يستطيع تقبّل هذا الكائن اللزج، كما أن الكره متبادل بينهما، فلِمَ مطلوب منه أن يحبه و يتعامل معه باحترام، بينما الأخر لا يفعل ذلك؟
"لم تردي لمياء، لِمَ هذا..؟"
لتقاطعه لمياء بحدة، متيقنة بداخلها أنه سيتفوه بنفس الكلمة مرة أخرى: "هيثم سيذهب معنا".
ليُعارض ماهر بحنق: "و لِمَ سيذهب معنا؟"
ليأتيه الجواب من هيثم: "و هل تعتقد أنني سأتركك تخرج مع شقيقتي لحالكما؟!"
ليلتفت إليه ماهر هاتفاً: "و هل سأخطفها؟، إنها زوجتي".
فيرد عليه الشاب بيرود: "لم تقيما الفرح بعد، أي أنها ليست زوجتك تماماً، و حتى تُصبح هكذا، لن أسمح لها بالخروج معك لحالكما".
جز ماهر على أسنانه بعصبية، كفه تأكله، و عقله يأمره بالترجُّل و إبراح هذا المستفز ضرباً..
لتسيطر عليه لمياء بنبرتها الرقيقة: "أرجوك ماهر يكفي، لا أريد أن يبدأ اليوم بمشاجرة، تحرك و دعنا ننتهي من هذا المشوار".
و من أجلها فقط، تحرك منطلقاً إلى وجهتهم، و لكنه يُقسم ألا يمرّر هذه الحركة لهيثم!
**********
كادت أن تفتح الباب، لولا أخر فعلها من الخارج، فتراجعت بخطواتها، و هي تُشير إلى صديقتها، و تقول:
"يبدو أن هناك أحداً قادم".
و عندها، دخل مروان، ليتوقف في مكانه، و هو يرى شقيقته مع فتاة أخرى.
أسرعت إليه جنان و قبلته، ثم قالت: "أهلاً حبيبي، عدت مبكراً اليوم".
فأجابها، و عيناه مركزة على تلك الفتاة: "أنهيت عملي، ففضلت العودة و قضاء باقي اليوم معكم".
انتبهت على نظراته، فابتسمت بخبث، و قالت: "أوه نسيت أن أعرفكما..
هذه نيّرة صديقتي في الجامعة، و جارتنا أيضاً، اكتشفت ذلك منذ بضعة أيام".
ثم التفتت إلى صديقتها، التي يُسيطر الخجل على ملامحها، و قالت: "مروان، شقيقي الأكبر".
أومأت نيّرة في تحية صامتة، قبل أن تقول إلى صديقتها: "أراكِ غداً جنو، لا تتأخري".
و تحركت لتغادر، إلا أن وقوف مروان أمام الباب، منعها من الخروج، فهمست بخجل من نظراته التي مازالت مُثبتة عليها:
"من فضلك".
و كأنه في عالم أخر، فلم يستمع إليها أو يتحرك من مكانه، فلكزته شقيقته، قائلة:
"مروان، ابتعد عن الباب".
انتبه على نفسه، و على وقوف الفتاة أمامه، فتنحنح بإحراج، و ابتعد عدة خطوات، و هو يقول:
" نعم تفضلي".
لتودعهما نيّرة بخفوت، قبل أن تفتح الباب و تغادر.
و عندما أصبحت جنان لحالها مع شقيقها ابتسمت بخبث، و شرعت في استجوابه عن سر نظراته إلى صديقتها، و في داخلها نية باللعب به أو.. معه، المهم أن يزول الملل الذي بات يُسيطر عليها في الأيام الأخيرة!
إلا أن أخرى سبقتها في سؤاله:
"هل أعجبتك؟"
كان قد استعاد تركيزه، عندما ظهرت والدته أمامه، سائلة إياه هذا السؤال الغريب.
"ماذا؟"
أدركت جنان أن والدتها قد رأت نظرات شقيقها إلى صديقتها، و بالتأكيد الآن ستبدأ في الضغط عليه و حثه على الزواج، و لأنها سئمت من هذا الحوار، و لا ترى فيه أي استمتاع، قررت الذهاب إلى غرفتها.
"مَن تقصدين أمي؟"، سأل مروان والدته مُدعياً عدم الفهم.
لتجيبه راوية بابتسامة ذات معنى: "أقصد الفتاة التي أكلتها بنظراتك حتى كادت أن تذوب".
لينفي مروان بضحكة: "ليس لهذه الدرجة، أنتِ تبالغين".
"هل تريد أن نذهب و نخطبها لك؟"، سألته راوية بلهفة.
لتتوسع عيناه بذهول، و يقول: "تخطبين ماذا أمي، بالطبع لا".
عبست راوية بملامحها، وسألته بحيرة: "و لِمَ لا؟، طالما أن الفتاة أعجبتك".
هز رأسه بيأس من محاولات والدته المُستميتة لتزويجه، و قال: "أنا لا أنكر أنها جميلة أمي، بل في غاية الجمال..
و لكنني لم أشعر نحوها بأي شئ".
فحاولت إقناعه بقولها: "بالطبع لن تشعر حبيبي، فأنت لم تراها سوى ثواني، لكن بالتأكيد إن جلست و تحدثت معها و فهمتها، ستتحرك مشاعرك نحوها".
ليتحرك باتجاه غرفته، و هو يقول بلا مبالاة: "حسناً، سنرى هذا الموضوع فيما بعد".
و لكنها لم تصمت، فإن تركت الموضوع له لن يتحرك، و لن يتخذ أي خطوة إيجابية!
لذا اتجهت إلى غرفة أبنتها، فهي السبيل للوصول إلى تلك الفتاة.
اقتحمت غرفتها، لتجدها مُستلقية على سريرها، تلعب في هاتفها..
فسحبته منها، و ألقته بلا مبالاة، ثم سألتها:
"أخبريني، منذ متى و أنتِ تعرفين تلك الفتاة؟"
سألتها جنان باستغراب: "مَن تقصدين أمي، نيّرة؟"
أومأت والدتها بالإيجاب، فاعتدلت جنان، و تربّعت في جلستها، فبالتأكيد بعض الحديث سيُزيل الملل الذي تشعر به.
" تعرفت عليها في بداية العام الدراسي، و مع مرور الأيام تطورت علاقتنا، خاصة عندما وجدتها جارتي".
لتزم راوية شفتيها بتفكير، قبل أن تسألها: "و ما رأيكِ في أخلاقها؟"
لتقول جنان بحماس: "رائعة أمي كما رأيتي، إنها فتاة خجولة و متواضعة، و هادئة.. إلا معي".
لتقول راوية بلا مبالاة: "أكيد، و مَن يعرفكِ و يظل هادئاً!"
لتتجاهل الفتاة كلماتها، و تسألها بابتسامة: "لكن أخبريني، لِمَ تسألين عنها؟"
فنهضت راوية، و قالت: "لا دخل لكِ في هذا، المهم.. ادعيها غداً على الغذاء".
لتلتفت إليها قبل أن تخرج، و تُتابع: "أنتما ستخرجان سوياً غداً، صحيح؟"
أومأت جنان بالإيجاب، لتقول نجوى: "جيد إذاً، عودا سوياً إلى هنا".
ثم خرجت من الغرفة، لتقول جنان بنبرة ساخرة: "على أساس أنني لا أعلم ما تخططين له أمي!"
لتعود و تلتقط هاتفها، مستكملة لعبتها، و هي تقول: "لكنني أتمنى أن تنجحي في هذا، ليكون لدينا عرس".
**********
نزع عنه سترته، و هو يُفكر في تلك الفتاة التي خطفت نظراته منذ دقائق..
و لكنها للأسف، خطفت نظراته فقط، و لم تصل إلى قلبه!
و هو لن يتراجع عن مبدأه، و لن يتزوج لمجرد أن تكون في حياته إمرأة، و سينتظر حتى يجد الفتاة التي تخطف قلبه.
"يبدو أنني سأظل أبحث عنها طوال حياتي، و لن أجدها، ربما عليّا الإستسلام إلى رغبة أمي!"
ليهز رأسه باعتراض، و يقول: " لا، لن أبني حياتي بهذه الطريقة، و سأجدها في يوم، أنا متأكد".
انتهى الفصل، قراءة سعيدة

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 01:31 AM   #4

Dina Mohmed

? العضوٌ??? » 457730
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » Dina Mohmed is on a distinguished road
افتراضي

ش كرااا كت ييير....

Dina Mohmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 01:59 AM   #5

Dina Mohmed

? العضوٌ??? » 457730
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » Dina Mohmed is on a distinguished road
افتراضي

ش كرااا كت ييير كت ييير...

Dina Mohmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 02:04 AM   #6

Dina Mohmed

? العضوٌ??? » 457730
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » Dina Mohmed is on a distinguished road
افتراضي

ش كرااا كت ييير كت ييير...

Dina Mohmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 05:09 AM   #7

مشمش مندلينا

? العضوٌ??? » 391422
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,230
?  نُقآطِيْ » مشمش مندلينا is on a distinguished road
Rewitysmile2

بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مشمش مندلينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 05:10 AM   #8

مشمش مندلينا

? العضوٌ??? » 391422
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,230
?  نُقآطِيْ » مشمش مندلينا is on a distinguished road
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

مشمش مندلينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 11:48 AM   #9

ضياء حسن ادريس

? العضوٌ??? » 475755
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » ضياء حسن ادريس is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته مشكوره علي جهودكم روايه جميله الف شكر

ضياء حسن ادريس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 01:04 PM   #10

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dina mohmed مشاهدة المشاركة
ش كرااا كت ييير....
منورة حبيبتي
يا رب الرواية تعجبك للاخر


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.