آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كيف لو كنت في البحر ! (الكاتـب : كَيــدْ ! - )           »          إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: --------------
-------------- 0 0%
------------------ 0 0%
المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-20, 08:10 PM   #21

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا 😻🙋‍♀️

الفصل الثامن

إستيقظت الأنسة فيفر في صباح الباكر في العطلة الأسبوعية ، إستيقظت على السادسة بكل حيوية وهاهي الان تقفز وتقوم بحركات رياضية بذراعيها وانا اسير خلفها حيث أشعر بنعاس غريب ،ربما لأن السرير كان مريحاً ولم اكتفي من النوم بعد ..ربما لأنني لم أنم على سرير مريح منذ سنوات ، جمعت كل شعرها بمشبك وإرتدت ملابس رياضية وتوقفت فجأة أمام إحدى الممرات لتردد بحيوية

( صباح الخير والدي) وأنا تسائلت هل هذا الرجل القصير السمين حقا يكون زوج اللايدي سيليستيا عارضة الأزياء الشهيرة بطولها ونحافتها وكذلك جمالها وعلى غفلة حملت عيني للاعلى لأرى كادر ضخم لهما معاً .. إنه حقا والد الصفراء

( صباح الخير بنيتي ) إنحنت وقبلته على خده ثم قالت ( أتمنى لك يوما جيدا والدي )

وخرجت وأنا مازلت اسير خلفها

( أين نحن ذاهبون ياأنسة ؟ )

( أنا فتاة رياضية ، أحب الركض في هذا الوقت .. أحب الطقس الان لانه بارد ومنعش )

( وأنا سأرافقك لأنني ؟ )

( مساعدي الشخصي بالطبع )

( لكن إن ساعدتك بالركض ففي ذلك الحين الامر لن يصبح رياضة وانت لن تكوني رياضية حقا )

حملقت بي بإنزعاج وهي تقوم بحركات عشوائية

( إسترخي أليكساندر .. أنت لن تحملني وتركض بي .. لكنك ستركض بجانبي وإياك أن تسبقني)

وراحت لتركض بسرعة .. وأنا أحب الركض لأنني كنت أركض كثيرا في الحقول ، هي إختارت طريق جميل كأنها تريد ان ترفع معنوياتها فسألتها :

( بالمناسبة .. أنت لم تذكري أنني ساكون مساعد لأختك الشبح وقطها السمين)

زيفت إبتسامة كما تفعل مع الجميع وزادت في سرعتها فأسرعت أيضاً

( أيها المساعد .. لمالا تخبرني بجدولي اليوم ؟ )

توقفت عن الركض فتوقفت هي كذلك لتقول بحدة: ( لقد سألتك وأنا انتظر منك الإجابة )

( ظننتك لا تحتاجين لمساعد شخصي ) فتحت عيونها بقوة وقالت بشراسة ( أنا لا أدفع لك المال لتستفزني ، هلا أخبرتني ماذا يوجد في جدولي هذا اليوم)

هذه اللحظة فكرت أنها إنزعجت لأنني ناديت أختها بالشبح ..ربما بالغت

( أنت بالفعل تركضين لذلك مهمتك التالية ستكون الذهاب إلى صالون التجميل على الثامنة ، وبعدها التسوق على العاشرة )

( وبعدها ؟ ) سألتني بعصبية فقلت بسأم من نبرتها هذه ( هذا فقط ياأنسة )

أومأت كشقراء متغطرسة وأكملت الركض خلفها ثم لاحظت انها بطيئة وتتنفس بصعوبة وكأنها ستصاب بإغماء ..سمحت لنفسي ان أسبقها قليلا لأطمئن عليها لكنها ظنتني اتحداها فأسرعت فجاة ثم توقفت وإستدارت لي وانا لم أستعمل مكابح قدمي فإصطدمت بها وربما أكون قد دست على حذائها مجدداً

( تاماني ..صباح الخير ) ظهر هذا الصوت النااعس فهمست بقلبي " ليس مجددا "

إستقامت بسرعة وتقدمت نحو فتاة كانت تبدو عادية المظهر .. وخجولة

( هاي نيكول ..كيف حالك يافتاة ؟ مدة طويلة لم أركِ )

حركت الصديقة وجهها بسرور على الصفراء ونظرت لي بتوتر كأنني حقا جاسوس وجئت لأفسد حياة تاماني فيفر وهذه الأخيرة تركتها تصدق ذلك حيث رمقتني بنفس النظرة ثم دعتها لتركض معها .. وأنا قررت ان أبطأ فإن رأني أحدهم سيظن أنني سارق أطاردهما

حين وصلت الثامنة عدنا للفيلا ..هي صعدت لغرفتها وأنا وجدت نفسي وجها لوجه مع الفتاة الشبح حيث سألتني

( هل إستيقظَ اللورد جوردن ؟ )

( لاأدري ..لقد رافقت الانسة تاماني لتركض )

مازلت سريعا لكن الشيئ الوحيد الذي صرت أركض عليه في الأونة الأخيرة كان الوظيفة

( أيها المساعد .. جهز السيارة .. أنا أصدق أنك تعرفها ) وصلتني رائحة العطر الذي وضعته من للاسفل فقلت للأخت كلارا ( المعذرة منكِ )

وخرجت مباشرة للسيارة صغيرة الحجم ، بيضاء ..عادية جدا

عكس السيارات التي توجد هنا وكلها تشكل ثروة طائلة فتحت الباب وجلست أمامي بسرعة قائلة

( أنا أصدق أنك تعرف وجهتي التالية صحيح )

إتجهت لمحل التجميل وهي لازمت الصمت حتى كدنا نصل لوجهتها وهنا إنفجرت عليا

( هل كان عليك أن تدوس على حذائي أمام نيكول أيضا ؟ )

( لماذا تلومينني كل مرة على خطأ أنت سببه ؟ في حال لم تعرفي ياأنسة، لايمكنك أن تتوقفي فجأة قبل شخص يركض بأقصى سرعته ..الامر أشبه بمحاولة تجاوز سيارة سباق بعربة يجرها خيل ثم التوقف فجأة )

فتحت فمها بإستغراب شديد : ( هل قلت للتو أنني مثل عربة يجرها خيل واحد .. ااه ..هل حقا تظن أنك سريع لدرجة تشبه نفسك بسيارة سباق ؟ )

( أنا لا أظن ذلك ميمي .. أنا حقا سريع )

صار وجهها أحمر ( إسمي هو تاماني وليس ميمي .. وأنا أعرف الكثير من الأشخاص السريعين حول العالم وأنت لست واحد منهم )

( وصلنا .. كم سيطول بقائك في الداخل ؟ )

نظرت لساعتها لتجيبني بغيظ : ( سأنتهى على العاشرة ..وأنت ستنتظرني هنا )

( أنت حتما تمزحين ! .. أنتظرك هنا ساعتين ؟ ..هل تعرفين خلال هذا الوقت العالم يمكن أن ينتهي ، وفي حال حدث ذلك أنا لاأريد أن تكون أخر لحظات حياتي هنا قرب صالون التجميل ..)

( أيا كان ! ) نزلت وصفعت الباب ، وأنا ذهبت مباشرة للمطعم ،أود رؤية دوغلاس لأطمئن عليه كنت أدعو أن يخرج الان ليرمي الزبالة وإنتظرت نصف ساعة ،لكن الذي خرج كان مايك فإغتنمت الفرصة وطلبت منه أن يناديه ، وبعد عشرة دقائق خرج حاملا كيس الزبالة رغم انه كان فارغ ، تقدم مباشرة لي قائلا ( لقد إنتظرتك هذا الصباح في المقهى وحين لم تأتي ظننت أن مكروها حصل لك)

( لاتقلق ..أنا بخير ،وكيف حالك أنتَ ؟ )

( أحاول أن أبقى هادئا فبعدما غادرت، الشاف بيشوب إنقلب ضدي ، هو لا يعرف بعد مع من يعبث وإن كان مازال حيا لحد الان فبسبب وعدي لك )

(أوكِ ..لاتعره بالك فهو رجل معتوه ، لدي خبر جيد وسيئ )

صمت وبلع ريقه فسبقت بالخبر الجيد ( لقد وجدت وظيفة .. هل تصدق ذلكَ ؟ )

( حقا ؟ آآه شكرا ياإلهي ..هذا حقا خبر جيد ) عانقني للحظة
( هنيئا هنيئاَ ياصديقي )

( الخبر السيئ هو أنني مازلت عاملا لأل فيفر .. وبالضبط عند تلك الفتاة التي تدعى تاماني .. كمساعدها الشخصي)

بدأ يضحك مستمتعا بالأمر ( لاااا ..لابد وأنك تكره نفسك الأن ؟ )

( قليلا .. لكن على الاقل أنا أتلقى مبلغ جيد ولدي غرفة مريحة ، أنا سأتحمل كل شيئ من أجل ماكنزي )

( أنا سعيد من أجلك)

( هل تعرف آل فيفر .. إنه عالم مختلف ، حتى القط يعامل كأنه لورد هناكَ )

( لست متفاجئا )

( عليا أن أعود ..الأنسة فيفر ستنتهي بعد قليل أوصل تحياتي لكورتيس )

( حسنا ..إهتم بنفسك ، أليكس تعال للمقهى .. أراك قريباَ )

عدت للسيارة وقدت لصالون التجميل .. ضيعت ساعة في الطريق ذهابا وإيابا والان هي ستخرج بعد دقائق .. أجل لقد خرجتْ صعدت للسيارة وأنا بقيت أنظر لها حتى ملت من الإنتظار وإلتفتت لي وقبل ان تقول شيئا سبقتها وقلت بمأساوية متعمدة

( لقد كان هناك أمل ..لقد أملت بأن تدخلي هناك وتتحولي لملكة .. لكنك خرجت من هناك تشبهين ميمي أكثر من أي وقت مضى )

أصدرت صوتا عميقا وأشارت للطريق (إلى الشوبينغ)

بدات اقود السيارة وقلت متحسرا ( أتعرفين الإنتظار لساعتين كاملتين ..ثم الحصول على هذه النتيجة الفضيعة ، لابد أن ذلك كان مؤلما ؟ )

(ماذا ؟) سألتني ببراءة

( عملية التحول ؟ ) مطت شفتيها حين عرفت اخيرا انني امزح فقالت بغرور ( لقد إستمتعت بوقتي .. أنظر حاجباي متناسقان الان )

ألقيت نظرة سريعة على حاجبيها وكمشت ملامحي بأسى ( ليت .. أحدهما اكثر إرتفاعا )

( قلت ماذااا ؟ ) شعرت كانها ذعرت وترقرت عيونها بالدموع فقلت مبالغا

( أأجل يبدوان كحاجبا مهرج صدقا ياأنسة ..تبدين كأن وجهتك التالية هي السيرك)

( تظن أنك تعرفني ) وفجأة إبتسمت بثقة تامة وإنشغلت بهاتفها لبقية الطريق

( وصلنا .. كم سيطول بقائك في الداخل ؟ )

( هل سألتني للتو ذلك ؟ خبر عاجل لك أيها الشاب الغريب .. أنا فتاة شقراء على وشك التسوق .. بالمناسبة أنا أحتاج لرأي ثاني وأنت مساعدي الشخصي لذلك ستدخل معي)

( هل ذلك ضروروي ؟ رأيي لن يعجبك في كل الحالات ياأنسة )

( إنزل من السيارة ليس لدي وقت لك )

( حسنا لا تقولي باني لم احذركِ )

ياإلهي فيما ورطت نفسي ..أكره التسوق .. فكيف مع هذه الصفراء ،إنها تحمل كل القطع التي تعجبها وتلقيها عليا لأحملها.. لم تتعب ولم تسئم .. أقامت دورتين وشاهدت كل شيئ مرتين ثم إتجهت لغرف تغيير الملابس قائلة (ساجرب الفستان أولا)

أغلقت الباب خلفها وبعد دقيقة خرجت وأنا أغمضت عيني بسرعة ( أنستي أنا لم أرى أي شيئ )

سمعتها تشهق بتعجب ( أليكساندر هل أنت كاهن ؟)

( لا )

( إذن إفتح عينك الان وأخبرني كيف أبدو بهذا الفستان ؟ )

( إنه فستان نوم مغري جدا ياأنستي ولايليق أن يراك أحد ترتدينه هكذا في العلن )

( إنه فستان حفلة أنيق ..آآه أيا كان هو لم يعجبني على كل حال، سأجرب التالي )

فتحت عيني حين تأكدت أنها دخلت لغرفة التغيير

ماكان ذلك بحق الجحيم !!

خرجت ترتدي تنورة جلدية سوداء وبها بعض الدنتيل ، إستدارت حول نفسها مبتسمة ثم حملت تنورة أخرى لونها أخضر مشابهة وسألتني ( مارأيك ؟ .. من التي تبدو أجمل عليا ؟)

( برأيي كلتاهما بشعتان ) أخبرتها ببساطة لكنها فقط شهقت غير مصدقة وقالت كأنني إرتكبت جريمة في حق الأزياء ( هل أنت جاد؟ .. إنهما رائجتان جدا هذا الأسبوع )

(ذلك لن يجعلني أغير رأيي )

( لأنك لا تعرف شيئا عن الموضة ) حملقت بي بقوة ثم مطت شفتيها غير مبالية ( ساجرب الخضراء)

جربت التنورة الخضراء وخرجت لتسألني بتفائل شديد ( مارأيك ؟ )

(إنها قصيرة جداً)

( أيها الرجل الديني ..فقط أخبرني هل تبدو جميلة عليا او لا ؟ )

( نعم ياأنستي ) رغم كل شيئ لايمكنني أن أكذب على شقراء ذات سيقان طويلة

( جيد ..لكن لن اخذها ، سأجرب الفستان الأبيض )

سمعتها تلعن جسدها ثم خرجت ونظرت لنفسها قائلة ( برأيك..أنه قديم صحيح؟)

( وفاضح جداً! ) وفي هذه اللحظة رفعت وجهها لي وسألتني منزعجة ( مامشكلتك أنت مع الملابس التي إخترتها اليوم ؟ )

( أنتِ سألتي عن رأيي وأنا حذرتكِ )

بدأت تفتش ببقية الملابس وهي تتحدث بهمجية ( أنت لا تعرف شيئا في عالم الأزياء أليس لديك أخت ؟ )

اجبتها على الفور ( لدي أخت وهي لاتعرض جسدها بمثل هذه الملابس الجريئة )

حركت وجهها بشفقة مرددة ( أستطيع أن أرى أن أختك تعاني الامرين معكَ ، يالها من فتاة مسكينة ..إذ يخيل لي أنها ترتدي ملابس فضفاضة وطويلة )

( الامر لا يعنيك ياأنسة ) أخر شيئ أود أن أتحدث عنه مع ابنة فيفر هو أختي

( لايهم ..سأتظاهر بأنني لم أسمع إهانتك تلك لأنني أحتاجك حاليا ، أعتقد أنني سأرتدي الفستان الأسود ذو الظهر المكشوف الذي إشتريته والدتي لي في باريس ، نعم إنه الإختيار الأفضل حتما)

إلتفتت لي فجأة وقالت بحدة ( هذا التسوق فشل فشلا مريعاً ..ذكرني المرة القادمة أن لا أصطحبك معي أبدا أبدا )

( سأذكرك بكل شرف ..أنا أقسم )

وإلتفت مغادرا فإذا بها تناديني ( أيها المساعد.. نحن لم ننتهي بعد)

( هل تريدين أن تقومي بدورة رابعة حول المحل لعلك نسيت شيئاً لم تجربيه ؟ )

أقسم انني لا أستطيع ان اتحمل أكثر..أنا اختنق هنا وهي حملت حقيبتها وبدأت تمشي بمشاكسة فلحقتها وأوقفتها ( في حالة لم تعلمي هذا قسم الملابس الرجالية )

( ثق بي أليكساندر ..أنا أعرف ماذا أفعلْ ) بدأت تختار بعناية الملابس وهي تتمتم

( هذا ملائم ..هذا جميل ،هذا سيكون مناسب جداً ..وهذا سيفقدهن صوابهن )

ثم أحضرت كومة كبيرة من الملابس وأعطتني إياها قائلة بفخر ( بصفتك مساعدي الشخصي فأنا يهمني أن تكون أنيقا طوال الوقت ، هذه الملابس كلها لك ..عليك ان تجعل صديقاتي يحسدنني عليكَ)

( تريدينني أن أفعل ماذا ؟ )

( أن تكون أوسم شاب في لندن )

( أجــــل لأني إن إرتديت الملابس التي إخترتها سأشبه شيخ في الثمانين )

( كم أنت كوميدي )

( ليس اكثر منكِ أيتها الصفراء ، لن ادعك تشترين لي ثيابا ..تعجبني ثيابي )

( هل تريد إحراجي أمام العائلة والأصدقاء و ..العااالم ، أنت أيها المساعد الشخصي سترتدي ملابس جديدة فجزء من وظيفتك ان تكون أنيق )

( حسنا ..بشرط ان أختار بنفسي ) وألقيت عليها ملابس العجزة التي إختارتها ،فألقتها في السلة وتبعتني قائلة بإبتسامة

( سأساعدكَ )

( إبتعدي فأنتِ لا تعرفين شيئا عن الموضة الحقيقية
والتسوق معك هو تبذير للمال والحصول على نتيجة
كارثية ...ظننتك شقراء ! )

تصرفت بغطرسة مثلها ففتحت فمها وبقيت تتفرج عليا حيث إخترت بسرعة

( هذا وهذا وذلك ..وهذا .. إنتهيتْ)

( بهذه السرعة ؟ حسنا .. أنت نسيت شيئ مهم جداً)

ذهبت وأحضرت لي شيئ لم أفكر به يوما وقالت : ( بدلة ..هذه تفي بالغرضْ وقبل أن تعلق على الأمر ..لدي الكثير من المناسبات ومن الضروري أن ترتدي بدلة كلاسيكية )

( سأوافق على كل شيئ بشرط أن نخرج من هنا )

بدأت تتكلم مع نفسها حتى خرجنا من هناك وتنشقت هواء جديد ،الأن فقط صرت متوازن ففي الداخل كنت سأفقد وعيي

صعدنا للسيارة ورحت أقود بصمت حتى قالت بتفكير عميق ( هل كان يجب أن أشتري التنورة الجلدية ؟ )

دخلها الشك وأنا دخلني الرعب فقلت بسرعة قبل ان تطلب مني العودة ( قلت لك إنها بشعة ياأنسة)

( لهذه الدرجة ؟ مالجزء الذي لم يعجبك فيها لأنني وجدتها جميلة ..مامشكلتها ؟)

أوكي أنت أردت هذا ميمي ، جعلت صوتي عميقا وقلت بحسرة وآسى ( المشكلة لم تكن في التنورة ..بل في خصركِ )

سالتني بدون أن تأخذ نفس ( ماهي مشكلة خصري ؟ )

عيونها خرجتا من مكانهما برعب

أخذت راحتي وقلت وانا أتظاهر بالتأسف

(إنه عريض)

(عريض ؟ ) كان صوتها يشبه صوت قطة صغيرة حين كررت ذلك خلفي

( وغير متناسق !) كنت مقنعا جدا فكررت مجددا وهي على حافة البكاء

( غير متناسق ؟ )

( في الحقيقة جسدك عبارة عن قطع مختلفة تم تجميعها لنحصل في النهاية على ميمي )

رفعت كتفيها وهي تطمئن نفسها ( على الأقل أنا نحيفة ..صحيح ؟)

( آمم ! ) زميت شفتي وكمشت ملامحي بمأساوية لاجعلها تظن عكس ذلك وإنطلقت بالسيارة كالصاروخ في هذا الطريق الطويل الفارغ ولاحظت أنها عانقت حقيبتها ودخلت في تخيلات لا مخرج منها وحين وصلنا للفيلا كانت ماتزال تفكر فيما قلته لها لدرجة لم تنتبه للجدار فكانت ستصطدم فيه لولا إمساكي لها اخر لحظة

حرصت أن تصل لغرفتها سالمة وحين وصلنا أعطتني الملابس التي يفترض أن تجعلني أنيق وقالت ( تمت دعوتنا لحفل هذا المساء .. كن مستعداً)

وأغلقت الباب .. فسألت نفسي هل بالغت في ذلك أعني هي شقراء وأكثر شيئ يهمها شكل جسدها .. الامر كما لو أنني حطمت ثقتها بنفسها .. قمت بتغيير ملابسي بسرعة ،ونزلت لأرى القط ..لا أمانع أن أخدم قط المهم أن لا أفقد هذه الوظيفة لأنها فرصتي الاخيرة ، كنت متجه لغرفته فإذا بالوالدة توقفني وتسألني بنبرة راقية

( اليكساندر .. أخبرني هل جهزت إبنتي نفسها ؟)

وبعد تفكير سريع أجبتها ( تركتها تفعل ذلك .. أنا أبقي عيني عليهاَ .. لاداعي لتقلقي البتة لأني حتما سأحيطك بعلم إن طرأ شيئ جديد)

( أنا أعتمد عليكِ) غادرت وهي تسير بترنح كعارضة أزياء تريد أن تظهر افضل مالديها بذلك الفستان العسلي القصير ..إنها طويلة جداً ونحيفة كأنها لم تنجب قطْ

( أليكســــــــــــــــــــ ـــــــاندر ! )

نظرت للأعلى لأني سمعت صوتها الهمجي ثم صعدت لارى ماذا تريد الان ، فتحت الباب ودخلت لأراها مستلقية على فراشهاَ وحولها الكثير من المنادل المجعدة ، وخطان سوداوان على خديهاَ

فوقفت هناك ووضعت يدي على صدري قلقا عليها

( هل أنت بخير ياأنسة؟)

رددت وهي تبكي مثل الرضيع ( أعتقد أنني سأمــــــــوتْ )

( تموتين ؟ هل وصلتك فاتورة إنتهاء حياتكِ ؟ )

أكره تقلبات مزاج المراهقات الشقروات فهي أكثر مأساوية

( إقتلني الأن أرجوكَ ! ) صوتها إختلط بأنين بكائها فأومأت وحاولت أن أبدو متفهم

( لماذا تريدين الموت ياأنسة ؟)

( الفستان ! ) أشارت بعيونها للخلف فإلتفت لأرى فستان ملقى بإهمال على الأرض ..حملته ونفضته بحذر

( لا تقلقي ..الفستان بخير )

صرخت بعنف ( لكن جسدي ليس بخير )

تركت الفستان وإقتربت منها فإذا بها تصرخ عاليا ( تراجع .. لا تتعدى حدودك أبدا وإياك أن تقترب من سريري )

وقفت كالصنم بدون أن اتفوه بكلمة حتى عادت لتبكي وتقول ( لقد طلبت منك أن تقتلني فلماذا مازلت حية ؟ )

( لانني لست قاتل )

( إذن انا سأقتل نفسي ) كان بيدها ملقط أظافر فوجهته لعنقها

( أنستي لا تقومي بعمل أحمق) حاولت أن أقترب متجاهلا الحدود فحذرتني بعنف ( إياك أن تقترب ..إبتعد أو سأشق وجهك )

( إتركي الملقط من يدكِ من فضلك )

(آآآه .. أنا أكره نفسي وأكره جسدي البشع ، لقد كنت أعتمد على ذلك الفستان الباريسي لأرتديه هذا المساء في الحفلة ، لكن خصري كان عريض وغير متناسق ..وبدوت مثل القطع المختلفة التي تم جمعها .. والان سأقتل نفسي .. ساموت)

( أيتها الانسة الساذجة .. لايمكنك أن تفكري بالموت بمجرد أن فستان ما لم يأتي على مقاسك والان أعطيني الملقط اللعين وإهدئي)

لكنها فعلت العكس وبدأت تبكي أعلى صوتها لدرجة أن فاني جائت تركض ومن ثم لحقتها والدتها والأخت كلاراَ

( مالخطب عزيزتي ؟ لماذا تبكين ؟ ) جلست فاني بجانبها وضمتها لتبكي على كتفها بينما قالت وهي تنتحب ( بسبب الفستان )

شعرت ببعض الراحة لقدوم والدتها لتهدئها لكن هذه الاخيرة ربعت ذراعيها كأنها ستبدأ محاضرة حيث قالت بصرامة ( دعيني أخمن ..جربت الفستان فكان ضيقا عليكِ ؟)

فزادت شدة بكائها ( لم أستطع رفع السحاب حتى أريد ..أريد الموت ، لاأريد الحياة مع جسد مثل هذا .. والدتي ..أنا أصبحت سمينة مثل والدي )

( مثيرة للشفقة !) همست الاخت كلارا حيث بدت متضايقة من الجلبة التي أحدثتها هذه الشقراء ثم انزلت عيونها للأرض وغادرت بصمت

( أنا متأكدة من ان الفستان كان على مقاسك الاسبوع الماضي ، وأنظري لحاجبيكِ .. ألم أطلبك منكِ أن تجعليهما متناسقان ؟ وهناك هالات زرقاء تحت عينيك ألم تذهبي لصالون التجميل هذا الصباح ..بحق الجحيم أنت تبدين مريضة ..وبصفتي والدتك أنا لن أسمح لك بمرافقتي للحفلة هذا المساء بهذا المظهر ، إعتبري هذا عقاب لكِ)

( لكن ياوالدتي أنا كنت إنتظر هذا الحفل على أحر من الجمر ..لايمكنني ان أفوته )

( ويستحسن أن يغلق سحاب ذلك الفستان بعد أسبوع، أليكساندر .. إحرص بنفسك أن يحدث ذلكَ)

وجهت نظرة غاضبة نحو ابنتها مرددة بإستياء

(سوف أقوم بمراجعة حميتك الغذائية مع الشاف بيشوب لجعلها أكثر صرامة )

وغادرت والدتها بدون أن تكترث حتى لمحاولة إبنتها الإنتحار ،كان يهمها شكلها فقط و كذلك غادرت فاني بعد أن قالت لها ( آه منك ياتاماني )

نظرت لها مطولا ثم مددت ذراعي لها

( أعطني الملقط)

أدارت عيونها بسخرية ونهضت لتضعه في يدي ثم وقفت أمام النافذة فلحقتها وقلت وأنا أرفع بالملقط عاليا

( حياتك أهم من أي شيئ أخر ياأنسة ، إن كنت تتنفسين ولاتشكين من ألم في جسدك فانت من المحظوظين ، عليك ان تعرفي أنه يوجد غيرك يتألمون ومع ذلك هم لا يتمنون الموت.. لايجب أن تحزني لأن مجرد فستان لم يدخل جسدك)

ظلت تحملق لي بهدوء تام حتى ظننتها تأثرت بكلامي .. وحين شاهدت عائلتها يغادرون جميعاً إستدارت لي بإبتسامة عريضة وقالت بسعادة مفرطة

( يالا الرجل الواعظ .. إن أردت الموت فانا لن اطلب منكَ أن تنتهي حياتي ..سأقفز من الجسر بهذا القدر من للبساطة ..فلا تعطيني مواعظ بشأن الحياة )

( أكان كل ذلك تمثيل ) إلتفت بذهول اراقبها ترفع الفستان وتركله ب إهمال داخل الخزانة ثم جلست تقابل مرآتها وراحت تمسح المكياج على وجهها

( قمت بكل هذه المسرحية فقط لكي لا تذهبي للحفلة ؟ )

( هل لديك مانع ؟ )

( لقد أفزعتني ..ظننتك حقا تريدين الإنتحار ، آآآه أيتها الصفراء ، كنت تستطيعين ببساطة إخبارها بأنك لا تودين الذهاب )

نظرت لإنعكاسي على مرأتها وسألتني ( ماذا كانت والدتك لتجيب برأيك ؟)

( والدتي كانت ستقول لك حسنا إن كان هذا ماتريدينه يإإبنتي )

حملقت بي بسخرية ولكنها قالت بغيظ

( لكن والدتي تفعل ماتريده هي وتتجاهل ماأريده أنا .. والان أصبحت تملك لمحة بسيطة عن حياتي في هذا المنزل )

( أه حقا .. ظننتكِ لا تكذين ) بمجرد أن قلت هذا حتى قامت وفتحت خزانتها قائلة

( أنا لم اكذب ..أخبرتها ان الفستان لم يكن على مقاسي لكنني لم احدد لها أي فستان ..وتركت لها حرية التفكير .. بعدها لقد توسلت لها لكي تدعني أذهب للحفل وهي قالت لا

لكن .. هي لم تمنعني من الذهاب لمكان أخر )

( ياأنسة ليس لديك أي برنامج الليلة .. لم تدوني شيئ )

( أنا لا ادون الأمور التي تجلب لي صداع الرأس ..كما أخبرتك من قبل يجب أن أحافظ على بقائي في هذا المنزل )

( أين أنت ذاهبة ؟ )

( أنا لا أثق بك بعد لاخبرك ) رفعت حاجبيها لتستفزني ثم حملت حقيبتها وغادرت فلحقتها حتى الباب الخارجي لاجد وجدت سيارة في إنتظارها

( من الأفضل أن لا تعرف والدتي أنني لست في غرفتي)

صعدت في سيارة شاب ما لتنطلق بسرعة صاروخية نحو الظلام ..

إذن هي كذبت لتخرج برفقة حبيبها

يالي من أبله وأنا الذي كنت قلق عليها ..يالها من شقراء مراهقة

حين وصلت لمنتصف الردهة فكرت مجددا ..هي مراهقة ..وربما تكون والدتها محقة ومن الواضح أنها ماكرة جدا .. وبما أنها تعتمد عليا فأنا يجب أن أكون بحجم هذه المسؤولية .. لكي أحافظ على حياة أختي يجب بالمقابل أن أحافظ على حياة الانسة فيفر

أخذت مفاتيح سيارتها ولحقتها بسرعة ، لا أعلم أين ستذهب لكنني توجهت للطريق العام لان كل الطرق الفرعية تؤدي إليه هنا .. قدت لمدة ربع ساعة حتى بدأت أفقد الأمل بإيجادها .. لكن الحظ إبتسم بوجهي لأنني رأيت سيارة الأودي الزرقاء تتلألأ من المنعطف ، فأسرعت خلفها وحين وصلت لم أجد سوى رجل غريب .. أنا متأكد أنها السيارة ..توقفت ونظرت عبر المرآة للامامية ..لم يكن من الصعب عدم رؤية الشمس وسط الظلام

لكن الصفراء لم تكن بمفردها ..بل مع الشاب الذي أقلها منذ قليل

نزلت لأرى أنها تقف في الطابور لتدخل ملهى .. اووه لا ياإلهي هل ترتاد مثل هذه الأمكنة وهي بهذه السن

ولانها كانت تحت مسؤوليتي فكان من المستحيل ان أسمح بذلك ، وضعت قبعة هذا القميص على رأسي وتوجهت لها بدون أن أكترث لشيئ وقفت خلفها وسحبتها من ذراعها

( يجب ان نعود الان للمنزل ياأنسة)

إلتفتت لي مذهولة لرؤيتها لي هنا بينما تقدم لي الشاب الذي كان بالفعل مخمورا

( هااي إبتعد من هنا ...تاماني برفقتي ..أش أش ..غادر )

أمسكتها مجددا ( ياأنستي ..من فضلك تعالي معي)

( هااي قلت لك بان تغادر ) دفعني بقوة لكنه كان مترنح بالفعل ففقد التوازن لكنه تمكن من سحبها معه

لم يكن لدي خاطر لعبث المراهقين فدفعته ليسقط على بضعة أشخاص وأنا أمسكتها من ذراعها بقوة وسحبتها نحوي

( ياإلهي الباباراتزي ) همست بذعر وأنا بدأت أرى بريق الكاميرات ،فنزعت بسرعة سترتي الجلدية وأخفيت وجهها بها ،كان عليا أن أضمها لصدري مجددا وأجعلها تسير بسرعة نحو السيارة ..من حسن الحظ أنني ركنتها قريية قليلا وبمجرد أن صرنا بأمان حتى نزعت عنها سترتي وهي فقط إبتسمت وقالت بذهول

( لقد أتيت خلفي .. لقد لحقتني )

(طبعا .. ومن الجيد انني وصلت قبل ان تدخلي ..مالذي يجذبك لاماكن كهذه على كل حال )

( وأنقذتني من الباباراتزي )

(على الرحب والسعة والأن إصعدي للسيارة من فضلكِ )

عدنا للمنزل فدخلت ووفقت بمنتصف الصالة قائلة ( نحن وحدنا ) وإتسعت إبتسامتها لتجلس مقابلة التلفاز

( هل تعرف لماذا أحب أن أكون وحدي في هذا المنزل الكبير .. أولا أنا أستطيع وضع قدمي فوق الطاولة)

( صديقيني ياأنسة .. لاأريد معرفة بقية الأسباب )

إعتدلت بجلوسها وقالت بجدية ( نحن سنظهر على الصحف غداً)

( لاتقلقي ..لن يتمكنو من التعرف عليكِ )

حركت وجهها نفسا( لكن والدتي ستتمكن من التعرف على إسمي الذي سيكتب بخط عريض)

( تباً ) جلست وقد شعرت بوهن في قدماي ... اللايدي ستطردني

لكنها كانت متفائلة جدا ( هذه كانت خطتي ومثل العادة كل خططي تنجح ، أتمنى ان تكون ممثلا جيد مثلي .. لانك ستتنظر والدتي حتى تعود وستخبرها بأنني تسللت للخارج وأنت لحقتني وأنقذتني من الفضائح)

( هل تدركين أنك ستعاقبين ؟ )

( أجل ..والدتي ستعاقبني بحيث ستمنعني من الذهاب لدعوة العشاء غداً، وهذا سيكون بمثابة خدمة ستقدمها لي ، ومن جهة أخرى انت حين تشي بي ستثبت لها أنك حقا وفي كلورينس ..ستثق بك وسنضرب عصفورين بحجر واحد ، ألست ذكية ؟)

( أتعلمين لم يكن سيكلفك شيئ لو اخبرتني بخطتك)

إبتسمت بغيظ ( ربما اردت ان اعرف ان كنت ستتبعني ..في النتيجة أنا مازلت لا أثق بك)

( لا بأس ياأنسة .. أنا هنا فقط لأنفذ أوامرك ) وصعدت للاعلى لأتركها شاردة في تفكير عميق ..



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-20, 03:13 AM   #22

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع

تاماني ☆

لقد كنت في طريقي للمدرسة حين وقف مساعدي الشخصي وأمسك حقيبتي بتحفظ ,لأنني طلبت منه أن يمسكها بحذر خوفا بأن يسقطها , فقام وضمها لصدره بسخرية

( إياك ثم إياك أن تكتشف صديقاتي بأنك مساعدي الشخصي)

وهو مثل كل مرة سألني بدهشة ساخرة ( لماذا ؟)

( لأنهن يكرهنكَ )

أومأ ببرودة تام فوضحت له ( الان أنت ستغيب عن الانظار , لكن حين أحتاجك عليك أن تأتي بسرعة بسرعة بسرعة بسرعة بسرعة بسرعة بسرعة )

توقفت عن تكرار الكلمة حين فرقع بأصابعه أمام وجهي , فشعرت كأنني غريبة أطوار من طريقة نظرته نحوي .. كان يملأه الإستغراب وبنفس الوقت السخرية فغادرت بسرعة قبل أن يرمي عليا تعليقا , سرت في الرواق مسرعة لانني كالعادة تأخرت ..وإن أعجب بي لوكاس يوما لأنه مثلي دوما متأخر وكل يوم نصادف بعضنا البعض في الرواق ويفتح لي الباب

أعتقد انه أعجب بي بعد هذا , ولأن جينيفر تسرعت في الإستنتاج باننا على علاقة أنا لم أجد طريقة لأقول لا ..لوكاس أوسم شاب هنا ويعتبر من الأغنياء الشعبيين , وأن يعجب بي أمر لم أضعه في حسابي أبداً

( هاي ياجميلة ) إبتسم لي تلك الإبتسامة السمجة

وأنا كالعادة قلت وأنا أعانق حقيبتي بتحفظ كما كان فعل أليكساندر قبل قليل ( هاي لوكاس)

فتح الباب ليسمح لي بالدخول أولا ,لكنه كان يسير بقربي كأننا حقا حبيبان ,والان هو يجلس قريبا مني ولا يشيح يعيونه عني

(صباح الخير يابنات ) قلت وأنا أخرج كتابي وحين لم أسمع ردا إلتفت حولي فوجدتهن ينظرن لي بصمت مريب

( مالخطب يابنات ؟ )

( أنتِ لم تحضري لحفل الأمس .. هل تقومين بأمر ما خفية عناَ تاماني ؟)

أكره حين تشك بي روز ..لان شكها يكون دوما في محله وكانها عرافة وماشابه

حين أتيت عيني بعين لوكاس كنت سأقول لها بأنني تسللت بموعد معه ,لكني توقفت حالا حين همس هو الأخر ( لقد إنتظرتك أمس بالحفل)

فتلعثمت تماما وإختلطت الامور عليا , سألتني جينيفر ( تاماني ..لماذا لم تأتي أمس ؟)

كنت سأقول انني كنت مريضة ثم تذكرت الباباراتزي , تزيفيي للحقيقة سيظهر سريعاً فقررت أن أقول التالي

( كنت قادمة حقا يابنات ,ثم في أخر لحظة تعطلت سيارتي أمام ملهى ليلي .. ولسوء حظي ماكس كان هناك وأصر عليا أن أرافقه , وفي الوقت الغير المناسب ظهر الباباراتزي ..لقد تمزق فستاني حين حاولت التملص منهم ولولا السائق لما تمكنت من النجاة ليلة أمس .. لقد إضطررت لأفوت الحفل )

رسمت وجه حزين لكنهن لم يتأثرن وفجأة وضعت جينيفر الجريدة على الطاولة وأنا شعرت بالصدمة حين وضعت يدها فوق وجه أليكساندر سائلة

( هل تحاولين القول بأن هذا النادل أصبح سائقكم الجديد ؟)

بلعت ريقي وقلت بدون أن أتنفس بثوت آلي ( بعد حادث سيارتي الاخير .. والدتي قررت أن تعين لي سائق خاص .. ولأنها كانت على عجلة إختارت شخص يعمل عندنا وأنا لم أكن أملك حق الإختيار)

وفي هذه اللحظة قالت صوفي بتهكم ( إذن أنتِ تقولين أن هذا سائقك أنتٍ ؟ هل هو كذلك مساعدك الشخصي الجديد ؟)

( لا بحقكِ صوفي .. أين وصل تفكيركِ عزيزتي ! )

قلبت وجهي للجهة الاخرى لأقابل لوكاس وهو أرحم من الثلاثة الاخريات .. أرسلت له إبتسامة مزيفة , لكن هذه الراحة لم تدم طويلا لأن روز جعلتني أستدير بالقوة لتقول ( أنظري للجريدة له كيف قام بحمايتك من الباباراتزي .. ياله من رجل قوي ليتمكن من إخراجك من هناك بدون أن يتمكنو من إلتقاط ولو صورة واحدة لوجهك )

قالت صوفي بعدها متأثرة ( رغم أنه مجرد شاب عادي ..إلا أنه بطل بنظري)

تابعت جينيفر ( أجل أجل .. عليا ان اعترف ..رغم انه مجرد نادل فقير الا انه ترقى من قبل والدتك ليصبح سائقك الخاص .. برأيي ..يجب أن تجعليه مساعدك الشخصي )

وأنا لم اصدق ماأسمعه وأكلمت تمثيلي

( كيف تقولين ذلك ياجينيفر بعد أن أفسد حذاء لوي فيتون الجميل ذلك اليوم ؟ )

شعرت بضربة على خلفية رأسي من روز التي قالت متهكمة ( هل تقارنين حذائك بمساعدته لك بالامس , إنه سائق كان بإمكانه الوقوف جانبا والتفرج عليكِ، لكنه تصرف كرجل شهم .. أنا أوافق جينيفر عليك ان تعينيه كمساعدك الشخصي)

( أجل ..رغم أن مستواه لايسمح له لكنه على الاقل شهم .. وذلك مالم يكن موجودا لدى لورينس )

( لاأعرف إن كانت فكرة سديدة بنات ! )

قلبي كان يرقص فرحا من الداخل حتى قالت صوفي ( إن كنت سترفضين ساعرض عليه ان يصير مساعدي الشخصي )

فقلت كألة ( السائق أصبح رسميا مساعدي الشخصي من هذه اللحظة)

أحيانا أنسى كليا بانني داخل الصف وبان هناك طلاب منزعجين من الضجة التي نصدرها وعدم منحنا تقدير لوجود الاستاذة ,وحين إنتهاء الدرس نكون أول من يخرج وأرى دوما نظرة الإنزعاج موجه لنا

( تاماني ) صدر صوت لوكاس من خلفي فتوقفت في الرواق وإنتظرته حتى إقترب مني ليقول

( لقد قرأت الجريدة ..أتمنى أنك بخير )

( أنا بخير )

( تاماني .. أنت حقا جميلة ! ) وقبل ان أستوعب وضع يده على خدي وأنا أردت وجهي للجهة الاخرى بسئم فرأيت اليكساندر .. كان واقفا يرفع إحدى قدميه للجدار ويدخن ,نظر مباشرة بعيونه السوداون نحو يد لوكاس الباردة على خدي ..نظراته كانت باردة مثل برودة الطقس اليوم , لكنهما لم تخلوان من السخرية ..وليس أية سخرية .. بل ذلك النوع الذي يجعلني أشعر بأنني فتاة ساذجة وشقراء مدللة غبية

( تاماني هل أنت تسمعينني ؟ أووه الصمت يعني الموافقة صحيح ؟ )

وفجأة سمعته يردد هذه الكلمات وحين كنت سأسأله عن ماذا ساوافق قالت جينيفر التي ظهرت فجأة ( بالطبع تاماني موافقة .. والأن المعذرة منك لوكاس لانني سأسرقها )

وسحبتني معها نحو المطعم ، جلست بجانب روز وكنت أقابل جينيفر التي كانت تكلم حبيبها في الهاتف ..وأنا لم أستطع التفكير بشئ أخر عدى ماحصل للتو ..على ماذا وافقت ؟

أخرجت هاتفي وبدأت بكتابة رسالة لأليكساندر وحين كنت سأرسلها تذكرت بأنني لا املك رقمه يجب ان أجد حجة لأهرب .. لم يهمني الغياب لأن جينيفر تغطيني , ولاأحد يجرؤ على قول شيئ ..لكن يجب ان أقنعها بشئ ما لكي تساعدني

يالهي لقد نفذت كل الاعذار التي اعرفها

( مرحبا تاماني ) أربعتنا رفعنا وجوهنا لنيكول .. وإستوعبت للتو أنني لا يجب ان أنطق إسمها لأنه يفترض أنني لا اعرفه ..مثلهن , لكنني أعرف نيكول غرافل إبنة المحامي غرافل .. إنها غنية مثلنا , لكنها ليست شعبية , هي بسيطة جداً ,فهي تكتفي بملابس عادية .. والبعض يعتقد أنها لم تحظى بتسريحة جديدة قط لانها دوما تجمع شعرها الأسود للخلف وتضع نظارات مربعة سوداء تخفي نصف وجهها النحيف

( من أنتِ ؟ ) سألتها جينيفر بخشونة فإبتمست ببرائة وقالت ( أنا نيكول )

(نيكول ..لماذا لا تعودين لطاولة العباقرة وتتظاهرين بانك غير متواجدة )

وأقسم بانني رأيت الدموع بعيونها فركضت للخارج , وجاء دوري حيث سألتني بنفس الخشونة : ( هل تعرفينها ؟)

( لم أرها في حياتي ..لم اكن أعرف أننا نملك عباقرة في هذه المدرسة )

يجب ان أخرج في الحال وأبحث عن لوكاس ,يجب ان أخبره بدون أن يشعر بشيئ بانني غيرت رأيي فلدي أمر طارئ ..لكن كيف فكري تاماني .فكري فكري فكري فكري فكري فكري فكري فكري فكري فكري فكري فكري

إستيقظت من شرودي حين لكزتني صوفي هامسة : ( هل قدمت الواجب المنزلي للاستاذ ياتاماني؟)

شعرت بان سؤالها جاء بوقته فقلت لها وأنا أمسك رأسي ( ياإلهي لقد نسيته .. سيجعلني أرسب)

( لامشكلة ..إذهبي لغرفة الأساتذة ..رأيته يدخل هناكَ )

قمت بسرعة وأسرعت لغرفة الأساتذة وفتحت الباب , لاأصدق أنه لدي حجة حقيقة وأنا أفكر بواحدة مزيفة , وكم شعرت بالإنزعاج حين رمقني من الأاعلى للأسفل بتلك الطريقة الفظة

إيو .. هذا مقرف

لم أملك الوقت فسلمته الواجب وخرجت بسرعة باحثة عن لوكاس , بحثت في كل مكان فلم أجده

آآآه اللعنة ماذا سأفعل الان ؟ .. مالذي وافقت عليه ؟ توجهت لأليكساندر الذي لايزال مكانه معزول عن البقية

( هل تمانع أن تطفأ سيجارتكَ) ففعل ذلك وحين وقف بإستقامة فقدت السيطرة على نفسي ودفعته بقوة

(كل هذا بسببكَ)

إصطدم بالجدار وعاد ليقف مواجها لي ..فشعرت بأنه قوي جدا ,اخافتني نظرته لي كثيرا كأنه كان مستعدا ليقتلني , كان مستعدا ليدفنني حية

وحين تقدم خطوة انا تراجعت خطوة

( كل هذا بسببك أنتَ .. أنا واقعة بورطة بسببكَ )

( أيتها الانسة ..صحيح انني اعمل عندك ..لكنني إنسان مثلكِ، إن تعديت حدودك مجدداً ..قد لا اسيطر على نفسي )

( ماذا يفترض بهذا أن يعني ؟؟ )

إقترب مني كثيرا وقال بتهديد ( إن ظننتِ نفسك مختلفة عن البقية ..فانا ارى الجميع سواسية )

( إذن ماذا ..الشاب الفقير يراني مثلي مثل بقية الناس الموجودين على الأرض , كأنني أهتم )

( القفر ليس عيبا ياانسة ) ..أشعل سيجارة أخرى وأخذ يتنشقها كأنه يريد أن يتنشق الدخان الذي سينتج من إحتراق جسدي وهذا أخافني فقلت بهدوء

( أنا أبحث عن لوكاس ..ولاأستطيع إيجاده بأية مكان ، بشكل ما لقد وافقت على شيئ بدون أن أسمعه )

ظل يدخن وأصبح ينفث الدخان عاليا ..لااظنه سمع ماقلت للتو ,عيونه غاضبتين جداً وأشعر بأنه مازال يريد أن يقتلني

( هــااالوو ..أنا واقعة بورطة وعليا أن أجد لوكاس في الحال )

فرقعت اصابعي أمام وجهه فأمسك يدي بقوة حتى شعرت بأصابعي تؤلمني

( لقد سمعتك ياأنسة ..أنا لست أصم )

( لستَ أبكم أيضا ..فلماذا لاتقول شيئا ؟ )

أطفأ سيجارته وأشار بعيونه لخلفي قائلا بسخرية (شبيهاتك قادمات نحونا )

وبسرعة وصلن وإبتسمن ثلاتهن له فشعر ببعض الريبة , وأنا قلت قبل ان تختلط الامور

( أليكساندر وافق أن يصبح مساعدي الشخصي ..شكرا لكن على هذه الفكرة)

( العفو عزيزتي .. ومن الأفضل ان تحترس لكي لا تدوس على حذاء إحداهن ) مزحت معه جينيفر فرفع حاجبيه بحدة نحوها لدرجة أنها ذهلت لجراته التي إعتبرتها وقاحة ولكنها مثلي شعرت بالتهديد منه فإلتزمت الصمت

( لنعد للصف تاماني ) قالت روز

أطلبت منه النجدة فلبى النداء بسرعة لكن بطريقة جريئة حيث امسك ذراعي وسحبني إليه قائلا بالغضب الذي إحتفظ به في نبرته

(إتصل والدك للتو وطلب مني أن أصطحبك إلى مكتبه .. لقد قرأ الجرائد)

وبسرعة عاننقني جميعا مرددات بمواساة ( حظا طيبا تاماني .. أتمنى أن لا تعاقبي من أجل ذلكَ )

وقالت جينيفر ( لاتقلقي ..سأغطي عليكِ)

( شكرا ..شكرا )

لم أصدق حين صعدت للسيارة وإبتعدت من هناك .. لكن مازلت أجهل على ماذا وافقت وحين وصلت للفيلا صعدت مباشرة لغرفتي وتركت الباب مفتوح فدخل خلفي وجلس على كنبتي البنفسجية الموجودة تحت اللوحة الضخمة التى رسمتني فيها فاني الصيف الماضي وضع رجلا فوق رجل وبتلك الملابس أليكساندر أصبح فجأة يبدو مثل أخي جون , رجل جبار وحديدي وأنا كل مافعلته هو الجلوس على حافة سريري أقابله وقلت له ( أنا أسفة لأنني دفعتكَ )

فحرك وجهه بسخرية لكنه قال ببرائة جميلة ظهرت بعيونه ( لاتعيديهاَ)

وبعد ثانية إنحنى قليلا للأمام وقال ( وأنا أسف لأني هددتك )

( لا تعدها )

( إذن أنتِ وافقت على شيئ لم تسمعيه ؟ )

أووه لقد تذكر ذلك فرحت أشرح له ( لا لا أنا لم أوافق ..لقد كنت شاردة تماما في الجدار حتى سمعت جينيفر توافق مكاني ,لابد وأنه دعاني لعشاء أو حفلة ..لاادري قد يكون اي شيئ)

( لماذا لا تريدين الذهاب ؟ ) سألني مستغرب فسألته بحيرة ( لماذا قد اود الذهاب ؟ )

( أليس ذلك الولد حبيبك ؟ )

( آآه أجل أجل)

( إذن أنت ستذهبين ؟)

(أجل )

أوه لا ماخطبي ..ماخطبي هذا مساعدي ولكي يساعدني يجب ان يعرف الحقيقة , قطبت جبيني بقوة ووقفت مربعة يدي لصدري لألومه

( ظننتك مساعدي الشخصي )

(أنا كذلك )

( لا انت الشاب الذي يحاول أن يجعلني أذهب بموعد مجهول )

( ماذا ؟ ، أنت قلت للتو انه حبيبك )

( لا ..لم أقل ذلكَ ) تنهد بصمت وأصر على رأيه

( بلا قلت ذلكِ ..سألتك إن كان حبيبك وأنت قلت أجل )

حرك وجهه لأنه شعر أفكاره تختلط ( إن لم يكن حبيبك فلماذا تريدين الذهاب ؟)

( لأنه حبيبي )

الان أنا قصدت أن صديقاتي يعتقدن أنه حبيبي ..لكنني قلت فقط انه حبيبي كالبلهاء

( إذن ستذهبين ؟ ..مهلا ماذا ؟ )

وقف وقد تغير لون وجهه وفتح باب الشرفة قائلا : ( فجأة صرت أشعر بصداع ..سأدخن سجارة واحدة وأعود)

وأنا إغتنمت الفرصة وغيرت زي الثانوية ,إرتديت فستان أبيض قصير مزين بالدنتيل .. أنا أحب هذا الفستان جداً .. لأنه هدية من فاني في عيد ميلادي , جلست أقابل مرآتي وثم فكرت ان أضع احمر شفاه الان لأن شفتاي تبدوان نحيفتان بدونه وأخاف أن تلاحظ اللايدي سيليستيا ذلك فتطلب مني القيام بحقن البوتوكس ..لأن جمالها يضرب به المثل ولابد ان اشبهها .. إنه شيئ ضروري أن أشببها مثلما تشببها سيرافينا وكلاراَ ,حتى أخي هنري يشبهها والحقيقة أن والدتي تقبلت كل أولادها بأي شكل ولدتهم ..لكن نحن البنات كان أمرا مهما جدا ان نشبهها ..أعني من تريد فينا أن تشبه أبي ؟ .. و لا واحدة

لكني أشبهه

مللت من التفكير فتوجهت للشرفة وقلت له بسئم : ( هاي.. قلت أنك ستدخن سيجارة لكنك تكاد تنهي العلبة)

إلتفت لي وأطفأ سيجارته ..وفي هذه اللحظة نظرت مباشرة لعيونه فكانتا سوداواين جداً تماما مثل حاجبيه اللذان يبدوان متناسقين

( هل وجدت لي حلا ؟ ) سألته لكنه ظل ينظر لفستاني بطريقة غامضة ثم قال

( سأجد لك حلا حين تقولين الحقيقة .. هو حبيبك أو لا ؟)

( نعم .. أعني لا , لكن نعم )

لم اظن أن عينه واسعتين هكذا حتى نظر للسماء مرددا ( انت تسببين لي الصداع لو تعلمين .. نعم او لا ؟ )

فقلت الحقيقة ( بالنسبة لي لا ..لكن بالنسبة لصديقاتي وكل من في تلك الثانوية نعم)

ظهر عليه الإندهاش حين قال بتعجب وحاجبيه ينحرفان للاعلى

( لديك حبيب مزيف ؟ )

( أليس ذلك مثير ؟ )

قطب جبينه بشفقة شديدة ( طبعا ..مثير للسخرية ويسبب الصداع )

دخلت غرفتي وأنا أتمتم ( ماذا يجدر بي أن أفعل ..ربما يجب ان اذهب صحيح ؟)

( طبعا لا ,كيف تسمحين لنفسك بالخروج مع شخص لاتعرفينه لموعد مجهول؟ )

( أنا أعرفه فهو زميلي لوكاس..نحن ندرس معاً )

وضع يديه في جيوب سرواله بغيظ

( تبا لذلك ..أنت ماتزالين صغيرة على موعد )

فضقت ذرعا به ( أنت محق ياوالدي ..وطبعا أنت تعرف مصلحتي أفضل مني )

أخذت نفس عميقا وصرخت بأقصى صوتي

( غادر غرفتي في الحال أيها الرجل الرجعي )

(بكل شرف )

كم هو سعيد لانني طلبت منه الخروج , إنه يقتلني ببرودته

( بعد تفكير ثاني إبقى ..إجلس الان وأخبرني ماذا سأفعل ؟ )

نظر لي مطولا بسخرية وقال ( ياإلهي أنظر لنفسك أنت تتصرفين مثل والدتكِ )

فإنتبهت لنفسي وصدمت لانني أقف مثلها وأنا اضع يدي على خصري و أطرق الأرض بقدمي ..رأسي مرفوع في السماء وكذلك حاجبياي الفرق الوحيد أن اللايدي سيليستيا لا تسأل أحد ماذا ستفعل

إقترب حتى صار امامي وأنا بسرعة غيرت طريقة وقوفي بينما قال ببساطة

( لا تذهبي )

( هذا سيكون رأيي فاني أيضاً لذلك لم أستشرها , لكن ماذا سأقول له وللبنات غدا ؟ )

( قولي بأنك عوقبت .. والدك قرأ الجريدة أتتذكرين ؟ )

ضربت رأسي عدة مرات لأنني غبية .. لماذا لم افكر في ذلك , بدون أن أعي تصرفاتي قمت ولكمته على ذراعه بقوة

( أنت لامع .. أنت عبقري ، أنت أفينجر ، انت المختار لهذه المهمة )

( إسترخي ميمي )

تراجع للخلف فأوقفته وأمسكت بطني التي تزقزق

( إذهب وإشتري لي بيتزاَ ، بما أن والدتي تعتقد ان وزني زاد فهي لا تتوقع أن تراني على مائدة العشاء وأنا لن انام جائعة )

( أنا أتمنى ذلك ,لكن والدتك كانت صريحة حين قالت أن الفستان يجب أن يناسب جسدك بعد أسبوع واحد ..والبيتزا ليست فكرة جيدة )

قفزت لسريري وتسطحت قائلة بنفس نبرته الساخرة: ( ساخبرك ماهي الفكرة الجيدة , أن تحضرها من مطعم دييغو ..ياإلهي أكاد أشعر بمذاقها في فمي)

وهنا رمقتني بإستغراب ( ظننتك تريدين الموت بسبب فستان ! وتريدنني ان أشتري لك البيتزا لتضيفي كيلوغرامات لجسدك ثم تقولين أنني السبب ؟؟ إنسى الفكرة ياأنسة )

( ياصاااح ..أنا أحتاج البيتزا مثلما القلب يحتاج للنبضات )

( كم ذلك رومانسي ..أيتها الصفراء ) تمتم تحت أنفاسه ثم أخذ مفاتيح السيارة وغادر

تطلب منه الأمر عشرون دقيقة ليحضر بيتزا دييغو التي لا تقاوم , وقد دخل بالخفية لكي لا يراه أحد ..البيتزا ممنوعة في هذا المنزل وكذلك كل الوجبات السريعة

وضع العلبة فوق سريري وكان سيذهب فقلت بسرعة

( مهمتك هنا لم تنتهي بعد )

فتوقفت وشبك يديه بصمت وراقبني وأنا أكل أول قطعة بيتزا ثم القطعة الثانية فسألني

( ألا تخافين أن يزيد وزنك ياأنسة ؟ )

( أنا هي ذلك الشخص في العائلة الذي يأكل كل شيئ ولا يسمن أبداً )

إبتسم معي فكانت إبتسامة نادرة .. إبتسامة لم أرها حتى بأفضل عارضي الأزياء في المجلات .. كانت إبتسامة حنونة وصادقة فقلت بدون وعيي

( ألا تريد أن تشاركني البيتزا؟ )

تجاهلني تماما ( أيمكنني الذهاب الأن ؟ )

( لا .. أعطني رقم هاتفكَ ,لايعقل أنني نسيت أخذه منذ البداية )

وقف متردد لثانية ثم قال بصراحة ( أنا لا أملك هاتف في الوقت الحالي)

أووه فهمت .. إنه محافظ جدا ليعطي فتاة رقم هاتفه فزيفت إبتسامة ( أليكساندر , أنا سأخذ رقم هاتفك وسأتصل بك إن إحتجتك.. لاتفسر الأمر بطريقة أخرى )

( وأنا قلت لك أنني لا املك هاتف في الوقت الحالي)

( يالالهول انت جاد ..أنت لا تملك هاتف ؟ أنت لا تملك هاتف ؟ )

رحت أفتش جيوبه , فتشته كليا حتى أبعدني عنه وقال بجدية

( لمالا تصدقين بأنني لا املك هاتف؟ )

( حسنا ..لأننا في عالم 2015 ..والجميع يملك هاتف ..لكن الان يجب أن أعيد حساباتي .. هل أنت متأكد من أنك تنتمي لهذا العالم ؟ ياإلهي هل انت كائن فضائي ؟ او ربما انتقلت عبر الزمن ..انت رجل محافظ من الماضي .. آآآه لقد فقدت عقلي)

( فقدته ! ) نطقها بقوة فتوقفت عن الكلام وفتحت درجي وأخذت هاتفي القديم

( تفضل .. هذا هاتفي القديم ,جيد أنني لم اتخلص منه .. خذه ، يمكنك الذهاب الان )

لقد توقعت أن يتمنى لي ليلة سعيدة لكنه غادر كأنه يهرب مني



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 02:16 AM   #23

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصــل 10

أليكساندر ~


شهر مر سريعا في وظيفتي الجديدة ، وأكاد أتعود على تاماني فيفر وحياتها العجيبة ، حتى أنني أعتني باللورد جوردن وكأنه طفل صغير

وقد إغتنمت فرصة أنها تدرس الان فهربت لنصف ساعة لألتقي مع دوغلاس ، وبالفعل وجدته جالس في المقهى ينتظرني

( كيف الحال ؟ ) رفع وجهه بسرعة لأنه كان شارد في فنجان قهوته فدفع لي الكرسي المقابل له بقدمه

( إجلس ..لماذا تأخرت هكذا ظننتك غيرت رأيكَ )

( كنت أنتظر فرصة ..تلك الصفراء لا تمنحني إستراحة قط )

( تبدو بحال جيدة )

نظر لملابسي وظهرت عليه إبتسامة ساخرة

( هذا جزء من الوظيفة .. وأنت كيف حالك ياصاح؟ )

تنهد وقال تحت أنفاسه ( لا يهم ..لاأملك وقت طويلا ، هل تعرف لماذا أردتك أن تأتي؟ )

فصمت معلنا عن فضولي ..حتى قال ( ظننتك تريد الاتصال بعائلتك وتطمئن على ماكنزي )

شرب قهوته دفعة واحدة وقال بجفاف
( لابد وانك قلق عليهم )

( لقد حصلت على هاتف مؤقت ، واتصلت ليلة امس بايمانويل ..قال ان النقود وصلته وانه اشترى ادويتها واخذها لتقوم بالغسيل الكلوي ..تحدثت معها واخبرتني انها بخير ..)

( هل بدت كذلك ؟)

( لااعرف فهو اخذ الهاتف منها واغلق بوجهي )

ضرب دوغلاس الطاولة بقوة ( من يظن أخوك نفسه ؟ أريد أن أقلته )

( إهدأ ..على الأقل هو تحمل المسؤولية قليلا بغيابي كل مايهمني منه أنه يعتني بأختي بالنقود التي أرسلها ..المهم أن تشفى هي)

( أمل ذلك )

اخفض وجهه للارض ليخبرني بتوتر ( قلت لك بأنني سأساعدك ..ورغم أني لا أثق بإيمانويل إلا أنني بالفعل أرسلت له المال )

( ماذا ؟ هل أنت جاد ؟ صااح أنت بالكاد تكفي نفسك )

رفع يده ليسكتني ( أنا أفعل ذلك من أجل ماكنزي وليس من أجلكَ ..لذا لا يحق لك الرفض ، سأتصل بك قريباً ..إهتم بنفسكَ )

حملت الهاتف لأرى كم الساعة فرأيت الكثير من الإتصالات و الرسائل من الصفراء تسأل عن مكاني بطريقة فظة قليلا فعدت مسرعا للمدرسة
وإذا بي أراها تقف على حافة الرصيف ، مليئة بالتوتر ، شاردة تماما وكأنها تستمع بدون وعييها لنبضات قلبها وتقوم بنقر قدمها على الارض على إيقاعه السريع .. هي تبدو غاضبة

لم تلاحظ حتى سيارتها ، خرجت لاقف امامها فانفجرت

( أين كنتَ ؟ هل تعرف كم من مرة إتصلت بكَ ..لكن إحزر ماذا أليكساندر ..انت لم تجب ، أنت تعرف أنني فتاة مشغولة طوال الوقت ..وقد تطرأ عليا قضية مستعجلة ، لكن إحزر ماذا أليكساندر ..إحرز ماذا .. انت لم تجب )

( لاتصرخي ) لم أردها ان تجمع الناس علينا

( لماذا لم تجب ؟ ..مع من كنت ؟ )

لم تكن ستكف عن طرح الأسئلة فقلت لها عمدا

( عجبا أنتِ تتصرفين كأنك زوجتي)

تدفق الدم لوجنتيها وتجاهلتني فجأة هامسة

( أيا كان .. أنا مغادرة )

( الساعة الان الثانية زوالا ..يفترض أن تنتهي على الثالثة .. هل ستهربين من حصة
الرياضيات مجدداً)

( أجل ، أنا لا أقوم بالرياضيات ، إنه صعب على شقراء مثلي )

( ليس إن حاولتِ )

( أخر مرة تحقققت فيها وجدت أنني إبنة فيفر وليس أرخميدس )

فتحت ذراعيها وكانها مسكينة

( مستحيييل أنتِ لست إبنة عالم الرياضيات والفلك ؟ حتى هذه الثانية
ظننتكِ كذلك ، كم هذا مأساوي ! لأنه فقط أبناء هاؤلاء العلماء من يقومون بالرياضات )

رمقتني بتلك النظرة حيث يجب أن أتوقف عن المزاح معها فقلت بجدية

( رغم ذلك لا يجب أن تهربي ، ذلك سيعود سلبيا على نقاطك ، برأيي كمساعدك الشخصي يجب ان تعودي للحصة وتحاولي)

( أوكِ .. سأحاول ، مهلا تذكرت شيئاَ، أنا غنية ويمكنني إشتراء نجاحي في
هذه المادة ، فلماذا لا تصعد للسيارة فحسب )

سبقتني هي لتجلس خلف المقود قائلة ( بعد تفكير ثاني ..أنا سأقود ..أعرف طريق مختصر .. من المستحسن ان تضع حزام الامان )

( منذ متى بدأت تشترين نجاحك في المدرسة ؟ )

( منذ متى بدأت تهتم ؟ ) فكرت قليلا ثم سألتني :

( هل أنا أشبه أختك ؟ أو أحدا من أقاربكَ ؟ )

( أبداً .. أختي فتاة عقلانية .. )

فتحت عينها بإتساع شديد ( وأنا طائشة ؟ )

هي لاتركز على الطريق ..هي تنظر لي

( لم أقل ذلك )

( عنيته )

عضت شفتيها بغيظ شديد ثم قالت بلهجة ساخرة وهي تضع يدها على صدرها

( ليس كأنني أهتم لكني إستغربت إهتمامك الغريب بي سواء نجحت او رسبت )

قررت تجاهلها ..لكنها دوما تعطيني شيئ لأتحدث عنه والأن صرخت

( إنتبهي لإشارة التوقف )

( لقد رأيتها ) وضغطت على المكابح أخر دقيقة فتوقفت السيارة لكن لوهلة ظننتها لن تتوقف

ظلت تقود بهمجية في الطرقات وهي لا تنظر أبدا للافتات المرور

وبدون أن تنتبه للافتة الحالية ، صرخت مجدداً

( هذا منعرج حاد يفترض أن تخففي السرعة ياأنسة)

( إسترخي ..أحاول الترجل )

( لا تفعلي! )

تمسكت بحزام الامان فعضت شفتيها مجدداً ولم تعرف ماإذا كانت المسافة ستكفيها إذا مرت بقرب هذه الشاحنة ثم أرادت أن تتجاوزها فنظرت الى اليمين في هذه الطريق الضيقة وحرفيا إتجهت لليمين حيث كل سائق يعرف أنه ممنوع التجاوز منه سوى في حالات إستثنائية لاتتوفر الان

فوجدتها فرصة لأقول بعصبية شديدة

( أه فهمت ..أنت لا تعرفين القيادة ياأنسة، أنت لا تعرفين القيادة ورغم ذلك أنت تقودين في شوارع لندن الضيقة المزدحمة وتحاولين الترجل .. الان أنت تحاولين الترجل عبر التجاوز على اليمين ومن؟ شاحنة صهريج ! ، ماتفعلينه يدعى سياقة متهورة وأنتِ سائقة فضيعة، أنت تشكلين خطر على الجميع وعليا أنا وحتى على نفسكِ ..أنت سائقة سيئة ..سمعتني سائقة سيئة )

إحتفظت بهدوئها التام وقالت بنبرة مستفزة

( أنتَ غاضب ؟ )

شعرت بالفوار يخرج من وجهي فإلتفت لها وشعرت بجسدي يتخشب

(سائقة سيئة )

( هل مت ؟ )

رفعت حاجبي بحدة ولم استطع سوى قول

( سائقة سيئة ..سائقة سيئة)

إستمرت بالقيادة بطيش حتى وصلنا لطريق فارغ تحيط به أشجار كثيفة فأوقفت السيارة ولاحظت كيف جعلتها بخط منحرف ..هي حتى لا تعرف كيف تركن بشكل مستقيم

بدأت تصفق وهي تهز وجهها مهللة

( أنت فزت بهذه الجولة أليكساندر ..أنا لا أعرف السياقة ..قمت بإحدى عشر حادث مرور ، صدمت سيارات ، وإمراة عجوز ..والكثير من الحيوانات .. الراكون بالاحرى ..أنظر حولك في هذه الطريق بالذات أنا سفاحة ، حيوانات الراكون يعرفونني
حين امر الجميع يختبئ)

( وأنتِ تتفاخرين بذلكَ ؟ )

كم كانت معجبة بنفسها وهي تخبرني بمافعلت

( قاتلة الراكون)

( أنت غاضب ؟ )

سألتني مجددا بدم بارد فهمست تحت أنفاسي

( سائقة سيئة)

إنفعلت وضربت المقود ( قل أنني سائقة سيئة مرة واحد بعد )

( التواجد بقربك مرهق جداً )

اومات بطريقة بلهاء وهمست ( فليعنك الرب معي )

كنت صريحا معها ومن ثم قلت بقصد

(سائقة مجنونة )

فإلفتت لي مثل سفاحة وحقا وشغلت السيارة قائلة بريبة ( هل تريدني أن أزيف موتك؟ )

بعد عشرة دقائق من سياقة فضيعة توقفت عند إحدى محلات للمجوهرات

( هذه هي قضيتك المستعجلة !) سألتها ونحن نتجه لداخل المحل الفخم المليئ بالمرايا

( بالامس والدتي قالت يجب أن اكون راقية في حفلة قريبنا النبيل وأنا كنت مثل لا أريد فعل ذلكَ لكن يجب عليا فعل ذلك لأحافظ على تواجدي في عائلة فيفر .. )

أخبرتني وهي تراقب كل المجوهرات الثمينة هنا ، هذا محل لا يمكنني حتى ان أفكر بالدخول إليه
لو علمت طوال حياتي لا يمكنني إشتراء ولو خاتم

( مارأيك في هذه ؟ ) أرتني قلادة خشينة وثقيلة ومليئة بالالماسات الغالية وقبل أن أقول شيئ أعادتها لمكانه

( والدتي قالت أن أبدو راقية .. يجب أن يكون ثمن القلادة غالي)

تلك القلادة يمكن أن أستأجر به شقة لمدة ثلاث سنوات كاملة .. ياله من تبذير

( لايجب ان تبذري نقودك فقط لتكوني راقية ..هناك طرق أخرى لتصبحي كذلك )

رمقتني بغيظ شديد و إتجهت للجانب الاخر لتحمل قلادة أخرى مرصعة بالكريستال وجربتها ثم مطت شفتيها وأعادتها لمكانهل بحجة أناه طويلة .. وجربت الكثير وكل واحدة تجد لها عيبها

صغيرة جدا ؛ ضيقة ؛ غير لامعة ؛ لامعة جدا
شكلها غير ملائم ؛ شكلها ملائم لكن تبدو عادية
ذهبية جدا ؛ ليس ذهبية بمايكفي ! ؛ تحتوي على الكثير من الخرزات لكنها ليست مسطحة ...

بحق الجحيم..

لا يارجل ..رأسي صار يؤلمني ..انا لا أستطيع الإستمرار

( أفضل حل أن أنتظرك في السيارة )

توقفت في منتصف الردهة أما هي فاكملت السير نحو الدور الثاني من محل المجوهرات الضخم

( أنتَ مساعدي الشخصي ومكانك بجانبي )

جلست تقابل المرآة ووضعت قلادة كبيرة الحجم تلتف حول عنقها كالثعبان وأخفته

شيئ تحب زوجة عمي إرتدائه لتجلب الإنتباه

ومن ثم سألتني وهي تنظر لي عبر إنعكاس المرآة

( كيف ابدو ؟ )

( تبدين مثل إحدى نساء الزرافات ذو الأعناق الطويلة من قبيلة كايان)

وضعت يدها فوق صدرها وهي تفتح فمها بإتساع لجرأتي وسارعت لتنزعه عنها ورمتها بعبث فوق الطاولة حيث رمقتها البائعة ببعض الضيق
وإنتقلت لتجرب قلادة أخرى

( لقد كنت أتسائل ..لماذا جئت إلى لندن ؟)

( حين قررت أن أعمل )

أومأت بإهتمام ( ومتى تركت المدرسة ؟)

( حين قررت أن أعمل )

( ومتى قررت أن تعمل ؟ )

(حين قررت أن أعمل ، أي جزء لم تفهميه في ذلك ؟)

نزعت القلادة ووقفت تقابلني قائلة ( أممم أنت حقا ماهر أيها الشاب البسيط .. أنت ماهر )

ثم رفعت هذه القلادة ذو الخرزات الكثيرة المليئة بأحجار كريمة متعددة اللون ، تشبه لحد كبير قلادة نفرتيتي

( لا يمكنني حزم رأيي ..ربما لو جربتها عليك )

( إفعلي ذلك وأخر شيئ سترينه هو قطعها تتناثر على الارضية )

ركضت البائعة هذه الثانية وأخذتها من يدها بفزع

( اهاا إسترخي .. كنت فقط اقول له ) هذا التصرف أزعجها جدا وقررت أنها لن تشتري

خرجت تضرب بقدميها بقوة على الارض معبرة عن إنزعاجها و سبقتني للسيارة

( هل ستقودين مجدداً ؟ )

( أجل ..هل تمانع ؟ )

( أمانع .. أمانع لأني لا أريد الموت )

شغلت السيارة قائلة بإبتسامة مزيفة

( إذن أدعو لكي لا تموت )

من الواضح أنها سائقة سيئة كونها لا تعرف كيف تبقى بجانبها من الطريق ، ولاتعرف حتى كيف تدير العجلة

هي تعبث بحياتي

( أنت بحاجة ماسة لتتعلمي السياقة ..من الواضح أنك إشتريت رخصة السياقة )

دحرجت عيونها بإستهزاء لي ( وذلك تطلبك تفكير عميق لتكتشف ؟ )

( لماذا أنت سائقة سيئة ؟ أريد أن أعرف من هو الشخص الذي قال لك أنك تستطيعين القيادة وأرسلك للشوارع ؟ )

ظننتها ستأخذ الأمر على نحو شخصي لكنها أخذته من باب المرح وأجابتني ( لا أحد ، تعلمت القيادة في البلايستيشن ، لقد هزمت هنري مرة )

( ومن علم سيرافينا ؟ ) سالت بعفوية فتفاجأت بها ترمقني بخشونة لانني أتيت على ذكر أختها

( بعض الأشخاص يولدون مميزين...أخرون يولدون مثلي)

( مثلكِ ؟ هل تقللين من قيمتك الأن ؟ )

( هل هذا ماتوصلت اليه ؟ )

( هل قلت شيئا غير الحقيقة ؟ )

( هل ستصمت او عليا حقا ان ازيف موتكَ ؟ )

( هل زيفت إستقالة مساعدك الأول أيضا ؟ )

( هل لديك شك في ذلك ؟ )

شعرت بدوار لانها تجيبني بمشاكسة بأسئلة أخرى وبعد خمس دقائق قلت لها

( حسنا توقفي جانبا )

وهي فقط توقفت وسط الطريق وإصفر وجهها

( هل ستستقيل ؟ )

تركتها قليلا لتظن أنني سأستقيل وكم كانت خائفة .. شعرت كأن حياتها كلها تعتمد عليا ثم شفقت عليها

( لا ايها الساذجة ..سأعلمك القيادة ، الشيئ الذي كان عليك فعله قبل ان تحصلي على هذه السيارة)

أمضينا ساعتين أحاول أن أعلمها وقد كانت تلميذة متذمرة كثيراً، لكنني وراء هذه الوجه المشاكس رأيت فرحة عارمة ..خصوصا حين ركنت بطريقة صحيحة ومع ذلك حين عدنا للمنزل كانت لا تزال تحتاج لساعات من التدرب

بمجرد نزلت من السيارة حتى جاء الكواكب الثلاثة يركضون نحوها فإستقبلتهم بعناق ومن ثم رفعت وجهها بضحكة بريئة جدا

( أليكساندر .. جوبيتر يريدك أن تعانقه أيضاً )

( لا يمكنني حقا ان أعرف أي منهم يكون جوبيتر )

( الضخم هو جوبيتر )

في الحقيقة هاؤلاء الثلاثة هم كلاب أخيها هنري الذي يدرس في مدرسة داخلية على حد علمي وتركهم تحت رعايتها وأنا مازلت لا أستلطفهم لكنها أصرت فإنحنيت وقمت بالربت على جوبيتر فإذا به يقفز عليا ويجثو فوق صدري وصار يلعقني وهي فقط إستلقت على العشب بجانبي وبدأت تضحك مثل الملاك

بينما في العادة كل ماتفعله هو المشاكسة
والصراخ ..والعصبية

إنها أول مرة أراها تتصرف بطبيعية ولم يدم هذا المنظر الجميل طويلا حتى وقفت وصفرت للكلاب ليجلسو أمامها ثم إستدارت لي وقالت صوت عالي عنيف

( الكلاب جائعة .. أطعمهم في الحال أيها القروي ودعني وشأني )

فتعجبت لهذا الإنقلاب ،تابعتها بعيني حتى وصلت لباب المنزل فرأيت اللايدي سيليستيا تراقب من النافذة الكبيرة و فهمت كل شيئ

توقفت هناك وصرخت مجددا ( بعد تفكير ثاني تعال وإحمل حقيبتي )

ماذا يمكن أن يكون أسوء من هذا في حياة تاماني .. أن لا تكون على حقيقتها أمام أقرب الناس إليها.. والدتها

ياللعجب

مشيت نحوها وحملت حقيبتها ثم دخلنا حيث حرصت ان اكون بعيدا عنها فقط تحسبا

كانت سيرافينا تقف أمام الردهة وكانت تقرأ ملف ما رفعت وجهها لثانية حيث وجهت إبتسامة سريعة لأختها ثم أعادت نظرها للملف كأنه أهم شيئ ولايمكنها أن تضيع وقتا إلا عليه

تابعت طريقي الطابق الثالث المنعزل

تركت الباب مفتوح فدخلت لغرفتها ووجدتها مستلقية بطريقة معكوسة على لسرير و ترفع قدميها على الجدار

فقالت وهي شاردة في السقف (والدتي رأتنا ولم أردها أن تشك في شيئ ، لايمكنها أن تشك فيناَ)

( لابأس)

( حقا ؟ هل حقا لابأس أن أصرخ عليك ؟ )

( لا..إن أعدتها مجددا سأترككِ )

إتسعت عيونها بقوة بذعر وقفزت من السرير لتقف بجانبي وتمسك يدي بقوة

( لا يمكنك أن تتركني أليسكاندر .. ليس قبل أن أستقل )

( حقا ) قلت مازحها

فتحت عيونها باتساع أكبر لارى الجدية داخلهما وقالت:

( أجل سأستقل .. حين سأتزوجْ)

( لا أصدقك ..أنتِ ؟ و الزواج ؟ لم أكن أبدا لأجمعكما في جملة واحدة )

( لم أكن أبدا لأجمعك في غرفة واحدة معي لكن هانحن ..أولا يجب ان أجد الشريك المناسب وأنت ستساعدني صحيح ؟ )

( أوه لا .. لا تقولي بأنك ستزيفين زوج لك ؟ )

أومأت بسرعة ( سأفعل إن كان ذلك هو الحل الوحيد لأستقل بحياتي )

( تدركين أن خطتك غير منطقية بعض الشيئ أليس كذلك ؟ )

( لا تقلق أنا لدي خطة أخرى تحسبا وأنت عليك أن تساعدني في جعلها تحدث)

( حسنا ) وافقت فقط لأجعلها تطمئن ، فلونها صار أصفر جدا كأنها تمر بمرحلة ذعر وحين عادت لوعييها حملقت بي من الأعلى إلى الأسفل وإتخذت وضعية وقوف والدتها قائلة

( الان ساعدني لأستعد لحفلة خطوبة قريبي )

( هل يمكنني أن أتجاوز ؟ )

( جهز لي الفستان والحذاء والمجوهرات , سأستحم بسرعة )

فتحت خزانتها فكان هناك غرفة صغير مليئة بالملابس الفخمة والاحذية الغالية لكنها كلها مرمية هناك بإهمال كبير

حملت الفستان الوحيد المعلق وكلي أمل أن يأتي على مقاسها وإلا واجهت مشاكل مع والدتها ..الحذاء في علبته .. وعلبة المجوهرات هنا .. وإلتفت على غفلة لأجدها تقف أمام باب الحمام وجسدها تخفيه فقط منشفة وردية ، شعرها الطويل كان مجدولا كعادته يتساقط على جسدها الطويل الرشيق ..

ياإلهي

إلتفت بسرعة وأغمضت عيني ( أنا لم أرى شيئ ياأنسة)

إقتربت مني وونزعت يدي على عيني

( هاي ..لا تتصرف مثل الراهب معي ، ماخطبك ؟)

( سأخبرك حالما ترتدين شيئ )

حملت فستانها لألقيه عليها فعادت للحمام وإرتدته وبمجرد ان خرجت حتى تهجمت عليا بالأسئلة

( أنا لا أفهم هل الخطب بي ؟ ام المشكلة فيك ؟ ألا تستطيع السيطرة على نفسك حين تراني ؟)

( انت مجنونة ) رددت بقوة فإنقطع صوتها وظلت متجمدة حتى سحبت لها كرسي وجعلتها تجلس

( أنا هنا فقط لأعمل ياأنسة .. لا تظني أي شيئا أخر بي لو سمحتِ )

مثل الألة راحت تجفف شعرها وسألتني بتلعثم

( هل أنت حقا راهب ؟ كيف لم أعجبك حتى الان ؟ أنت لم تظهر أية ضعف إتجاهي أو إتجاه واحدة من صديقاتي)

صمتت لتفكر ثم وقفت كانها توصلت لحل وسألتني مندهشة ( أنت معجب بأختي؟ أنت تحب أختي صحيح ؟ .. أتحب سيرافينا ؟)

( لا .. لا )

لقد جنت الصفراء رسمياً

( الجميع يحب سيرافينا ، في الحقيقة هي تعتبر كمقياس لشخصية الرجل ، فإن كان سويا سيحبها ..وفي حالتكَ، لقد بدأت تراودني الشكوك بأنك لست ، ياإلهي لا تقل أنك لست .. هل أنت كذلك ؟)

( هل انت مجنونة .. لتضعي أختك كمقياس لشخصيتي ؟ )

( هل قلت شيئا غير الحقيقة ؟ ) أوه الان هي ترد لي جملتي

( أنتِ غريبة الاطوار )

واجهتني وقالت ( أتحداك أن تحضر لي رجلا سويا يرى سيرافينا ولا يحبها )

تراجعت للخلف هامسا ( مجنونة !! ) فصرخت بهمجية

(إحترم نفسك أيها القسيس )

جلست على الكنبة الأرجوانية المقابلة لسريرها وقلت لها

( انا لا أريد مجادلتك بهذا الموضوع )

( أيا كان )

جلست تقابل مرأتها فجدلت شعرها ووضعت الكثير من الماكياج ، الكثير من الأزرق والكثير من الاحمر

فتركتها وذهبت لأغير ملابسي ، إرتديت البدلة كانت عبارة عن سروال مع سترة زرقاء داكنة وحذاء كلاسيكي

تطلب مني الامر عشرة دقائق وعدت إليها لأرى فتاة أخرى تقف أمامي
حتى أنني ظننتني دخلت الغرفة الغلط ..لكنها المقيمة الوحيدة في هذا الجناح

الفستان كان ضيقا جدا ..وكاشف ، لم يرقني قط

كيف تستطيع أن تعرض جسدها هكذا ببساطة

( كيف أبدو ؟ )

لم اكن الشخص الذي لديه الحق لينصحها بأن تنزعه فقلت ببساطة ماأراه أمامي

فستان وردي قصير مغطى بالريش

ساقان نحيفان طويلان

( مثل طائر الفلامينغو )

رفعت كتفيها بغرور ( لا تكرهني لأنك لا تستطيع أن تكون أنا )

تظاهرت بأنني لم أسمعها وقلت

( أهلك جاهزون ..هل نذهب ؟)

فقالت وهي تتنهد بإكراه ( هل أملك خيار أخر )



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 03:32 AM   #24

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفــصل 11


☆ تاماني

يفترض أن هذا حفل مثل عشرات الحفلات المملة التي حضرتها من قبل ..حتى أن شكلي يبدو نفسه مثل كل مرة ، لذلك لماذا أشعر أن هناك شيئ مختلف اليوم

حفلة خطوبة إبن عم والدي كلارك اليوم ، وهي مملتئة بالنخبة والنبلاء كالعادة .. كل البنات الراقيات حاضرات هنا اليوم وهذا يجعلني اشعر بضغط شديد لان والدتي ستبدأ بالمقارنة

وبعيدا عن كل هذا التكلف كان يقف بمفرده حيث لا ينظر أحدا .. لكنني ألقيت نظرة خاطفة عليه
إنه لا يبدو أبدا رجل فقير ..بل يبدو سيد غني وبتلك الملابس..أكثر الرجال إثارة في العالم

وقفته ،جسده ،شكله ،نظراته ..صوته ..كلامه .. كل شيئ قد يخطر ببالي عن فارس الاحلام

ورغم أنه فقير فالمال لا يغره أبداً

ولم أغره لا أنا ولا حتى أختي سيرافيناَ .. وكم هو ذكي ..لاأحد يستطيع أن يراوغه ولا حتى أنا

لكن .. الشيئ الذي يزعجني الان

تزعجني نظرته الساخرة نحوي ، لقد أخذ نظرة سيئة عني منذ أول يوم إلتقينا ..وربما سيعجب بنيكول لأنها تشكل الفتاة ببساطتها التي يتمناها

وبمناسبة ذكرها رأيتها تتجه نحو تلك الجهة لتختفي عن الأنظار مثله

أنظر إليها كيف تقف بجانبه بهدوء بفستانها الطويل المحافظ ..القت عليه التحية وهي تشبك يديها لصدرها ، وهو ابتسم بعيونه معها

إنه أبدا لا يبتسم بعيونه معي ..فقط يمط شفتيه بسخرية كأنه مجبر على ذلكَ

عقلي أصبح يصدر ضجة كبيرة فنسيت تماما أنني أقف مع والدتي وصديقاتها ، وكل ماكنت مركزة عليه هو نيكول ..وكيف أبعدها عن أليسكاندر

نظرت إليه مجددا فكان يحملق إتجاه أخي جون وبقي كذلك لمدة طويلة ..بل كلما نظرت إليه وجدته مايزال يحملق بجون حتى شعرت بصفعة الحقيقة

هو يحملق بفاني!

توجهت بدون أن أشعر نحوه وهو إستقام مرددا ببرودة

( أنستي )

أبعدته عن نيكول وسألته :

( بحقكَ هل أنت معجب بفاني ؟ )

زفر بقوة بوجهي كأنني ضايفته ورد ( لا ..إطمئني لست معجب بأحد من عائلتكِ)

( جيد )

سرت قليلا ثم عدت إليه وسألته بحدة حيث لم أسيطر على نفسي

( هل أنت معجب بفتاة ما ؟ )

دحرج عيونه ولم يرد فدخلت مباشرة في الموضوع

( هل لديك حبيبة ؟ )

( سيكون لدي حبيبة حين تعطينني فترة راحة )

فأشرت نحوه بسبابة يدي ( لاحبيبة وأنت تعمل عندي أليكساندر)

شعر بالملل وهو يجيبني ( كما قلت ..حتى لو أردت فأنا لا املك الوقت)

( جيد .. وقتلك كله ملكيِ ، أنا أدفع لك تجاه كل دقيقة منه )

( حسنا ) اومأ وأنا فجأة عانقت ذراعه وجعلته يمشي بقوة نحو الجميع لكي لا يرجع حيث نيكول ، لم ينتبه احد أنه مساعدي الشخصي بسبب شكله الانيق ، وهو ظل مذهول بتصرفي حتى أفلته بشهقة

( لايدي هولموود !! )

دب الرعب في جسدي لأنني وجدت نفسي وجها لوجه مع هذه العجوز التي كانت تتبادل أطراف الحديث مع والدتي ..وكم أن رأيها مهم جدا بالنسبة لها

لأن والدتي تعتبرها مثالها الاعلى ..هذه اللايدي العجوز التي لطالما أثارت الريبة في نفسي

( أنظري لنفسك ياتاماني .. أنت تبدين دوما متشابهة في كل مرة أراك فيها )

( هي كذلك .. أليست كذلكَ! )

توترت والدتي فجأة و لازمت الصمت بعدها بينما ربتت اللايدي على شعري وكم أزعجني ذلكَ

( ومن هو الجنتلمان ؟ )

كنت قد نسيت أليسكاندر تماما حتى نظرت إليه وقامت لتبعدني عن طريقها لتمد له يدها

( أنا لم أرك من قبل .. من أنت ؟ )

فأجبت عنه ( هذا مساعدي الشخصي اليكساندر)

ظننتها ستبتعد حين تدرك أنه لا ينتمي لعالمها لكنها اصرت على أن ينحني ويقبل يدها وهو فعل ذلكَ ..كأنها والدته ..شعرت بحنين قوي يصدر منه

( وكيف حال زوجكِ ؟ لم نره منذ مدة طويلة )
سألت امي وهي تحاول بدورها ان تبعدها عن أليكساندر ونجحت بذلك بحيث تغيرت ملامح اللايدي للإشمئزاز وقالت بنبرتها الراقية

( إنه هنا بمكان ما ..حتما أمام طاولة المشروبات
أوه هاهو هناك..كماتوقعت )

نظرنا نحو طاولة المشروبات فرأيت زوجها اللورد الفاحش الثراء وكان يحتسي المشروب كأس تلو الأخرى ..فشعرت بالشفقة عليه ، لقد كان رجل سعيد حتى تزوجهاَ

( المعذرة ! ) توجهت نحو طاولة الأكل وحملت قطعة حلوة صغيرة كدت أن أضعها في فمي ثم ألقيتها أرضا حين رأيت سيرافينا تتجه نحوي وهي تجعل لعاب طابور من الشبان خلفها يسيل

إبتسمت معي لثانية وقالت بقلق

( لقد كنت مشغولة جدا بحيث لم أجد وقتا لأسئلك عن حالكِ ؟ )

( لم اكن يوما أفضل )

ياإلهي ماذا كان فيها لو كنت أنا هي سيرافينا
ينظر لها كل الرجال النبلاء الموجودين هنا ..إنهم يعشقونها ..يقدسونها ، وياله من جسد مثير جميل تملكه وتبرزه بهذا الفستان الأسود المخملي .. لماذا لم أكن انا التي أرتدي هذا الفستان

أبدو مثل طائر فلامينغو بجانبها

وفي لحظة ما إنتبهت أنه الوحيد الذي لم يكن ينظر إليها

عكس البقية

بل كان ينظر لي أنا .. أليكساندر ينظر لي فقط

كأنه الوحيد هنا الذي لم تمسه مغناطيسية أختي ولم يحجبني جمالها الطاغي عنه

ظل ينظر لي وهو يدخن بهوس فشعرت لأول مرة بأنني ملاحظة من قبل أحدهم ..الحقيقة لاأعرف ان كان ينظر لي او عبري ..او كان شارد فيا

لكنه كان الوحيد الذي لم يهتم بسيرافينا وهذا كان كافي

( كيف تسير أمور دراستكِ ؟ )

( جيدة ) والان بدأت أتوتر لأن أختي فتحت أمر الدراسة معي وحين تريد أن تخبرني بامر جديد هي تفتح هذا الموضوع بالأخص والان ستقول

" جيد .. لأن "
أغمضت عيني وسمعتها تقول لي

( هذا جيد ..لأني تكلمت مع أمي وقررنا أن تأتي مرة في الأسبوع لتري كيف يسير الأمر في الشركة..لكي تتعودي)

ياإلهي هذا لا يحدث ..نظرت لأليكساندر وكم شعرت بالحزن وهو فجأة توقف عن التدخين وتأهب كأنه مستعد لياتي وليساعدني ..فبدأ قلبي ينبض بقوة..هو كان ينظر لي بالفعل

( مارأيكِ ؟ )

لماذا تسال عن رأيي إن كانت قد قررت مسبقا

اللعنة
صمت وزيفت لها إبتسامة فبقيت ملامحها جادة

( ستأتين كل يوم أحد ) ربتت على كتفي وعلمت أنني لم أرد ذلك فأشارت للسيد جاكسون

ذلك الرجل الاصلع الاعزب الميليونير غريب الاطوار سيبلغ الخمسين وهو مازال يلهو مع بنات في أعمار الزهور

هناك إشاعات قوية حوله بأنه سادي ويسجنهن لأشهر في منزله الذي لا أحد يستطيع الوصول خوفا من غضبه ، وقد تورط كثيرا مع الشرطة بسبب ذلك لكنه يخرج في كل مرة ..يقولون أنه رجل خطير يحب خصوصيته

ظل ينظر لنا ثم رفع كأسه لنا فقالت هي

( سينتهي الامر بك مع رجل مثله إن واصلت اللحاق بأحلامك الغبية ، يجب أن تعرفي أن المال هو السبب الوحيد الذي يجب أن تستيقظِ من أجله في الصباح ..شيئ أخر سيكون مضيعة للوقت )

( السيد جاكسون يملك المال ، وإستطاع أن يحصل على الكثير من البنات الجميلات ، لكنه لم يستطع أن يحصل على السعادة معهن ..إنه يبدو فارغا )

( إنه يبدو سعيدا لي )

نظرت جيدا له وقلت ( إنها سعادة مؤقتة و مزيفة .. مازال يبدو فارغا )

( المال هو بحد ذاته سعادة..إسألي مساعدك الفقير وسيؤكد لك ذلكَ! )

هي واثقة ( قد حققت نجاحا في حياتي بسبب نجاحي كسيدة أعمال ..وليس لانني فاتنة.. و السيد جاكسون يعلم أنني أعلى من مستواه ولن يجرؤ على التفكير بذلك حتى عزيزتي.. إنه يرفع كأسه لكِ .. وإن أردت أن لا ينتهي الامر عشيقته التالية ، من الأفضل أن تحضري للشركة )

ثم غادرت وهي تفتخر بنفسهاَ ..وأليكساندر وصل فزفرت وحملت قطعتين من الحلوة وأكلتهما دفعة واحدة

( أنا أشم رائحة مشكلة جديدة )

( واحدة فقط ؟ )

إبتلعت الحلوة بدون أن امضغها وسألته :

( هل يمكنني أن أصبح غير مرئية ؟)

تقلصت ملامح وجهه نحوي بسخرية فأصررت

( أريد أن اتوارى عن الأنظار حيث لن يستطيع أحد رؤيتي .. سوى فاني وحدها )

إقترب مني أكثر وقال ( تستطيعين أن تختفي كيفما أردتِ ، لكنني سأراكِ رغم ذلك )

جعلني أبتسم فوضعت يدي على عينيه وحجبت عليه الرؤية

( هل يمكنك أن تراني الان ؟)

( هناك عدة طرق للرؤية ياأنسة )

جلست على كرسي أرضي وإستسلمت

( أنا عديمة القيمة )

فجلس بجانبي وسألني بجدية ( من قال لك ذلكَ ؟)

( أنا قلت لنفسي ذلكَ )

( هل يمكنني قول بعد إذنك أنك مزعجة وساذجة ..ومجنونة ، لكنك أبدا لست عديمة القيمة )

أشعر بانني أسقط في بئر عميق لا نهاية له فإحتجت ليد ليتمسكني وترفعني اذا سألته

( هل تقسم ؟)

( أنا أقسم ..أنتِ قيّمة للغاية )

( شكراً .. والان هل تستطيع أن تخرجني من هناَ ؟ من فضلكَ )

أومأ ولكنه بقي يقف بجانبي فحسب

( جديا ؟ طلبت منكَ ان تخرجني من هنا)

وقبل أن اكمل كلامي إصطدمت بي فتاة صغيرة ولوثت فستاني بالعصير وأنا فقط فتحت فمي مذعورة وسمعته يقول

( على الرحب والسعة)

رأتني والدتي من بعيد وكانت مفجوعة لأن هذا الفستان غالي جداً وبسرعة نظرت له وكأنها تقول له أخرجها من هنا

وهو وضع ذراعه خلف ظهري ووجهني نحو البوابة وهو يفتح لي طريقا بين المدعوين

( يجب أن تنظفيه في الحال ..المعذرة ..المعذرة)

وأخرجني من هناك .. وضعني في السيارة وإنطلق بسرعة وأنا لم أتوقف عن الضحك

( كان ذلك أسوء هروب قمت به على الإطلاق )

وهو إستسلم وظل مبتسما حتى طلبت منه التوقف جانبا

خرجت من السيارة وألقيت نفسي على العشب
كان وقت الغروب وكانت الشمس جميلة جداً

( تعال أليكساندر .. لاتقف هناك بمفردكَ )

إقترب مني بهدوء فأمسكت يده وجعلته يجلس

( أليس الغروب أجمل شيئ في العالم )

أدرت وجهي إليه فكان حزين جداً .. لاأدري لكنني شعرت بأن هموم الدنيا كلها فوق ظهره وتذكرت بأنه يتحمل كل إزعاجي له ، شخص مثله ليس من النوع الذي يتحمل فتاة شقراء سمجة مثلي

بل هو من النوع التقليدي ..كأنه جاء من عصر قديم كأن عمره يناهز التسعين لكن شكله ينافس أكثر الشبان إثارة

كيف يمكن لشاب بسيط مثله أن يتحول بمجرد إرتدائه لبدلة إلى فارس أحلام كل فتاة

إنه يخفي شيئ عني أنا اعرف
لقد رفض ان يطلعني السبب وراء حضوره للندن

طبعا من أجل المال لكن هو يستطيع الحصول على المال من وظائف أخرى ..

مالامر المهم الذي جعله يتحملني من أجل هذه الوظيفة بالذات ؟

( قل لي أليكساندر .. بماذا كنت شارداً في الحفل لدرجة أنك لم تلاحظ سيرافيناَ )

قوس حاجبيه بمأساوية ( ومالضروري بأن ألاحظ سيرافينا ؟ بالإضافة لم اكن شارد ، كنت أراقبك أنتِ ياأنسة ، شعرت بانك ستتورطين بمشكلة وقد كنت محقاً)

( إلهي ! لا تذكرني ) أغمضت عيني بقوة وشعرت بأنني اغرق مجددا

( هل يمكنني أن أساعدكِ ؟ )

( لا ادري إن كنت تستطيع )

( أخبريني مالمشكلة وسنرى )

( إنها معقدة ..ولاأحد غير فاني يستطيع مساعدتي)

أعرف بانني لا امنحه فرصة ليساعدني رغم انه يريد ذلك ، لكنني فقط خائفة فلازلت لا أثق بأحد غير فاني

قال فجأة بإبتسامة خفيفة

( ماذا كانت فاني تقول لك ..إفتح ياسمسم )

واو .. هل كان قريبا مني لهذه الدرجة خلال الشهر الماضي حيث أنه يعرف هذا الرمز

( إذن إفتح ياسمسم )

( أوكي ..ساخبرك لأني قررت أن أثق بكَ )

جلست وربعت ساقي أقابله وقلت

( سيرافينا أخبرتني اليوم بانني يجب ان أتعود على طبيعة العمل منذ الان ، وهي حددت لي يوم الأحد لأذهب إلى الشركة حيث سامضي اليوم كله هناك)

( أين هي المشكلة ؟ هذا جيد لك حسب رأيي )

إكتئبت سريعا ( أرأيت أنت لا تعرف أي شيئ عني ..ولن تفهمني ، لن تستطيع مساعدتي )

( سأفعل إن اخبرتني بكل شيئ ياأنسة ، تحدثي معي بدون خوف ، أنا سانصت لكِ ..يمكنك أن تخبريني بكل مايضايقك ..سأساعدكِ)

أقنعني مجدداً فقلت له ( الامر هو أن والدتي قررت أدرس إدارة الأعمال مثل إخوتي .. لكنني لا اريد أن اكون مثلهم )

( إذن ماذا تريدين ؟ )

( اريد أن أصبح محامية )

إتسعت عيونه بذهول ممتزج بسخرية ( لن أصدقكِ)

( لماذا بحقك ؟)

( لأن البعض ولدو ليكونو محامين ..وأخرون ولدو مثلكِ ! أوه ياأنسة ..حين تدخلين لقاعة المحكمة القاضي لن ياخذك على محمل الجد)

لقد دمر نفسيتي بصراحته ولم يهتم وتابع بكل جرأة

( بالإضافة أنت جبانة ولا تجرؤين على القول بصوت عالي ( أنا أحتج ) ..ماذا ستفعلين ؟ تزفيين برائة موكلك ؟ )

( لكن الحقوق تسير في دمي ، أنا متعودة على الذهاب كل أحد إلى مكتبة الحقوق وأقرا ماتيسر لي من الكتب عن هذا الامر لاتثقف ، أريد ان أجتاز اختبار الإلتحاق بكلية القانون وأريد من كل قلبي أن يتم قبولي)

( لماذا لا تقومين بإخبار عائلتك عن رأيك في النهاية هذه حياتكِ الخاص)

( هالوو ..هل تعرفت على والدتي ؟ إنها لا تملك " حياتك الخاصة" في قاموسها )

( أرى أن كل أفراد عائلتك يملكون حياة خاصة سوى أنت ياأنسة ، وكل هذا لأنك فتاة جبانة .. أنتِ لا تستطيعين مواجهة أقرب الناس إليك ، والدتك! لاتستطيعين مواجهة حتى أختك الصغرى كلارا ..فكيف تريدين مواجهة القاضي و هيئة المحلفين)

برافو .. برافو ..كم ساعدني !

وقف وإتجه للسيارة حيث بقيت أنا أحدق فيه بتجمد ..
لن أنكر ان ماقاله للتو كله صحيح

لكن بداخلي المحاماة هي كل ماأريده ..هي التي تشعرني بالسعادة بينما كل شيئ أخر أسود

( لكن ماذا عن مشكلتي ؟ ) سألته بصوت مرتفع لانه كان دخل للسيارة فرد ببرودة

( ليس لديك حل سوى الذهاب ، وتغيير موعد المكتبة ليوم أخر )

في صباح اليوم التالي ، وجدت والدتي تنتظرني في مكانها المعتاد لتخبرني

(تاماني ..لقد جعلت نفسك تبدين غبية في الحفلة أمس وأخجلتني أمام اللايدي هولموود ، سأخذ سيارتك حتى إشعار لاحق )

وإنصرفتْ

فقلت لاليكساندر

( قل للسائق أن يجهز السيارة )

وهو فعل ذلك

رأسي كان يؤلمني كثيراً من الإفراط في التفكير طوال الليل

لقد قمت بالكثير من سيناريوهات ماقبل النوم لنفسي وانا اقف في قاعة المحكمة

وفي كل واحد حين أرفع يدي لأحتج يقتحم هو عقلي على هيئة قاضي ليخبرني أنني جبانة

حرفيا لم أرد التحدث مع أحد

وصلت للثانوية فوجدت لوكاس ينتظرني في الردهة

( صباح الخير ياجميلة ! ) قال فأومأت فقط ودخلنا معاً، وجلست في مكاني لأجد نفسي محاصرة بين الثلاثي الفضولي .. ياإلهي لست مستعدة للتحقيق الان
ربما أظلم روز معهما فهي ليست حقا فضولية حتى اننا نضطر لجلب انتباهها احيانا لكي نخبرها بشيئ

كن يتكلمن عن عطلة الشتاء القادمة حيث ستقضيها صوفي في أمريكا أما جينيفر فستذهب للتخييم مع بعض الأقارب في إيطاليا ، أما روز فقالت أنها ستزور أقاربها في يورك

( أين ستذهبين أنتِ ؟ هل قررت ؟ ) سألتني صوفي

( لم أقرر بعد )

( لمالا ترافقينني إلى أمريكا ؟ )

( كنت ساحب ذلك ياصوفي ، لكن لا أعرف بعد ماذا ستقرر والدتي )

( تستطيعين مرافقتي إلى روما ! ) وفجأة وصلتني دعوة من لوكاس

كما لو !!

( شكرا ، لكن مثلما قلت لآعرف ماهي مخططات والدتي بعد )

شعرت بأنني أختنق ففتحت النافذة أمامي ورأيت بدون قصد مساعدي الشخصي يتكئ على الجدار كأنه شخص خيالي

لم أستطع نزع عيني عليه ولاللحظة والأستاذ وجه لي ملاحظتين حتى الان ؛ لم يهمني ذلك

لكن حينها لمحت نيكول

وفقدت هدوئي ..ماذا لو إبتسم معها مجددا ؟

إضطررت للتصرف بسرعة لأبعده عنها فأرسلت له رسالة نصية بسرعة ، طلبت منه أن يشتري لي حقيبة حمراء صغيرة على شكل قلب فذهب مباشرة

لقد ذهب بجسده لكن كلامه أمس ظل يرن برأسي

أنا جبانة ؟

لا أستطيع مواجهة القاضي وهيئة المحلفين !

عاد بعد نصف ساعة حيث أرسل لي رسالة كتب فيها تم الأمر

لكن نيكول ماتزال تجلس هناك في سلام

ماذا لو ألقت عليه التحية و أدى ذلك فعلا الى محادثة بينما ؟

ماذا لو قال أنه " اتمنى لو نيكول كانت مكان تلك الصفراء "

ربما أنا أبالغ .. أليكساندر لن يهتم بها

لكن مهلا ، ماذا لو هي إهتمت به

ياللالهول لقد غيرت للتو طاولتها لتجلس في مكان أقرب له !

هل رأيتِ؟ ، ايتها الغبية؟

هذا ماسيحدث حين تتركينه بمفرده !

هلعت فأرسلت رسالة نصية وطلبت منه شراء وشاح بنفس اللون فقطب جبينه بطريقة مضحكة وذهب وهذه المرة عاد بعد ربع ساعة ..وأنا تبقى لي ساعتين هنا ..

( فقط غادري ..مالذي تفعله تحت الشمس حتى الان
فقط تبخري وإختفي )

( من تكلمين تاماني ؟) يبدو ان جينيفر سمعتني فبدأت الوح يدي في الهواء قائلة ( ذبابة مزعجة )

حملت هاتفي تحت الطاولة وكتبت له

( إشتر لي قلادة عليها إسمي )

هذه المرة تأكدت أنه لن يعود بسرعة لان إسمي نادر
وكم تفاجئت حين أرسل لي رسالة بعد نصف ساعة يقول فيها تم الامر

نظرت للخارج لأجده يقف هناك والعرق يتصبب منه هل لأنه سريع وذكي هو يجد ماأطلبه في وقت قصير

بالإضافة لانه يذهب في الحافة فالسائق قد عاد للفيلا على الفور

هل وجد قلادة عليها إسمي ؟؟؟؟

( هل أنتِ بخير تاماني ؟ ) لقد لاحظت روز شرودي نظرت لها وقلت

( أشعر بأشعة الشمس الساطعة تحيط بي )

قلبت روز عينيها نادمة لانها سألتني فقلبت عيني بدوري لانها دوما تجعلني اشعر اني غير واقعية
حتى أنها أخبرتني عدة مرات أنني حالمة

ياإلهي لقد تعبت من مراسلته وهو تعب من الخروج لكن نيكول لم تستحي على نفسها وبقيت تجلس هناك مثل الشوكة على قلبي

سوف أموت حرفيا إن إبتسم معها مجددا

فأرسلت له رسالة

( أحضر لي قارورة ماء من فضلك )

وبسرعة رد عليا ( أيتها الصفراء ماذا أيضا ؟ أخبريني بكل اللائحة )

فأجبته بعصبية ( فقط الماء )

والماء تطلبه فقط عشرة دقائق وعاد ليرسل لي رسالة

( في أي قسم أنتِ ؟ )

المسكين يريد أن يحضره لي ، فقلته له

( لقد غيرت رأيي لا أريد الماء ..إنه لكَ )

فجلس على غير عادته بعياء وشرب الماء.. الان انا أشفق عليه

(إذن ماذا ستفعلين هذه الليلة ؟ ) قبل ان يدعوني لوكاس لمكان ما قلت بسرعة

( لقد وعدت اختي كلارا أن أساعدها في مشروع الفيزياء )

( بالمناسبة تاماني ..أنتِ لم تأتي بالامس ، وهذه الوظائف التي يجب أن تكمليها قبل يوم الخميس لكي تعطيها للأساتذة ، لديك ليلة واحد فقط عزيزتي حظا موفقاً)

يالالهول ..لايمكنني إنهاء كل هذا بليلة واحد

ماذا سأفعل ؟

رن الجرس فكن مسرعات للمغادرة ، قبلتني كل واحدة منهن بسرعة وغادرن وكذلك لوكاس

بقيت وحدي في الصف وكان الأستاذ أخر شخص يخرج لكن بعد ان قال لي بان أحضر الوظيفة التي تتعلق بمادته بالغد لأنه أخر اجل .. لكنني لا أفقه شيئا في الرياضيات

روز إعتادت أن تعطيني الحلول وهي هربت مني ...الخاااائنة

أعتقد أن أليكساندر سمع صوت طقطقة حذائي قبل ان يراني ، ولحسن كان السائق ينتظرنا في الخارج في الوقت المحدد

توجهت مباشرة لغرفتي وصفعت الباب ثم فتحته وناديته فدخل وهو يشعر بتعب فضيع بادي على عيونه

( أنا واقعة بورطة )

أخبرته فحمل ذراعيه للسماء متذمرا

( متى لم تكوني كذلك ؟ )

( عليك أن تساعدني )

( أعتقد أن هذا هو عملي في النهاية )

أخرجت كل كتبي ووضعتها فوق مكتبي وأخرجت وظيفة الرياضيات

( إجلس ) سحبت له الكرسي فجلس بجانبي

( تقول الأسطورة ان الذكور يفهمون الرياضيات أكثر من اللإناث)

( لم أسمع قط بهذه الأسطورة )

( سمعت الان ! ..هل تستطيع إذن حل هذه الوظيفة لي ؟ )

تنهد بداخله فشعرت كأنه سيرفض

( أرجوك لدي الكثير من الوظائف التي يجب أن أسلمها قبل عطلة الشتاء ، وهذا يعني غداً )

( هذه نتائج الهرب .. حسنا سألقي نظرة )

إن كنت ماهرة في شئ يتعلق بحصص الرياضيات فهو أنني لا أحضرها

التي أحضرها أغيب بعقلي فيها

أليكساندر كان يقرأ الدرس من الكتاب ويحاول أن يطبق ..المسكين

أنا سعيدة لأني وجدته

بقيت أراقبه حيث لم اركز على شيئ مثلما أنا أركز عليه الان ، ورحت اتسائل ترى هل هو ابن لإحدى العائلات الملكية ، ثم ضاع حين كان صغيرا ..قد يكون أمير ، يستطيع ان يكون الاخ الثالث للأمير وليام والامير هاري .. الامير أليكساندر

فقط تخيل أني جعلت أمير يحل لي وظيفة مدرسية

بصراحة روز كانت محقة .. أنا حالمة جدا وحاليا أنا أسبح في خيالي

كوني واقعية تاماني ، إنه مجرد شاب بسيط .. لكنه شاب مختلف عن الجميعْ وأقل مايقال عنه طيب

ياإلهي بما أنني عدت للواقع

يوجد شاب في غرفتي يجلس على مقعدي
رجل ذات وجه جميل ..رجل غريب يغمض عيونه حين يراني في ملابس قصيرة ويتجنب الإقتراب مني

بيب بيب بيب بيب بيب بيب

مررت يدي لأضغط على صوت المنبه فلم ألمس سوى كتبي وهنا فتحت عيني ونظرت حولي بفزع

إلهي الساعة السابعة صباحا ..لقد غفوت
لقد نمت طوال الليل ياإلهي

نظرت لمكتبي فلم أرى أليكساندر ..قمت بسرعة للمكتب وحملت الاوراق لاجد أنه حل لي الوظيفة ..وإنتبهت كم خطه جميل ومنظم

رأيت أوراق أخرى منظمة ..ومن قوة إنذهالي جلست

لقد قام بحل جميع واجباتي المنزلية

لقد أنقذني

لقد فعل مالم يفعله أي أحد لي في هذا المنزل ..بقي الليل بطوله ساهرا بسببي

حتى لورينس لم يكن يساعدني في وظائفي المنزلية
كان يقول أنها ليست جزء من عمله

طرق الباب ودخل فرأيته مثل ذلك الفارس الذي يأتي راكضا على حصانه

نفضت رأسي لاخرج هذه الأفكار ووقفت بنوع من الخجل

( لقد قمت بحل جميع وجباتي المنزلية)

( لقد نمت فلم أشأ إيقاظكِ )

( أنت حقا أجنتلمان )

( مهلا كيف وصلت لسريري ؟ ) أتذكر أنني بقيت جالسة في مكتبي الصغير

فقال فجاة ( نمتِ على كتفي فوضعتك على سريرك)

إلهي كم هذا محرج

إنتبهت للكيس أمام سريري فحملته بسرعة ورأيت الحقيبة الحمراء ، كانت بسيطة جداً لكنها جميلة جدا حيث خطفت عقلي وكذلك الوشاح حيث وضعته حول عنقي بسرعة ، كم هو ناعم

( هل حقا وجدت قلادة بإسمي ! أنت مذهل .. سأعقلها اليوم ؟ انا أعرف أنها ستعجبني مثل الحقيبة والوشاح )

كانت في علبة مربعة صغيرة مغلفة باللون الأبيض ووفيها شريط أصفر .. ماكان الداعي لكل هذا !

ففتحتها وانا أقفز متحمسة ، رأيت قلادة ذهبية خفيفة ثم

..ثم قرأت الإسم

( ميمي ؟! ميمي؟ ، مــــــــيمـــــي ليس إسمي .. لماذا مكتوب هنا ميمي ؟ إسمي هو تاماني وليس ميمي ..أنا لست ميمي ، أليسكاندر..لقد خاب ظني فيكَ)

( ماهو ذنبي إن كان إسمك نادر وغير متوفر ؟ لم اشأ أن أعود بدون قلادة)

( لا تحادثني )

دخلت للحمام وغسلت وجهي بعنف ، نظفت أسناني بعصبية وحاولت أن لا أنفجر

حتى أليكساندر لا يأخذني على محمل الجدية

لماذا الامر صعب على الجميع أن يأخذوني بجدية

لماذا كان عليه أن يكون مثلهم .. لماذا كان عليه أن ينظر لي كأني فتاة بلهاء

خرجت فكان لايزال هنا ، مررت بجانبه فكان سيقول شيئ

( لا تحادثني )

لقد أخرسته على الفور ، سرحت شعري بسرعة فتقدم لي وأنا فقط رفعت سبابة يدي ونظرت لإنعكاس وجهه على المرآة

( لا تحادثني أبداً أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا)

لقد شردت في وجهه المضيئ حتى فرقع أصابع يديه وأنا أجفلت ومن توتري حملت حقيبتي وغادرت بسرعة للمدرسة

لم أنتظره حتى حيث طلبت من السائق أن يذهب

لا أدري لماذا أنا غاضبة الان ..هذه هي طبيعته الساخرة فماذا توقعت منه ؟

أنا مجرد ميمي بالنسبة له ..اللقب الساخر الذي لن ينادي به أحد مثل أختي سيرافينا ولا حتى صوفي وجينيفر .. لاأحد غيري

أنا فتاة شقراء بلهاء عديمة الفائدة..لن يأخذني أبدا على محمل الجدية

وبينما كانت السيارة ستعبر البوابة إستدرت لأراه يقف هناك ..لكن معه سيرافينا
التي مدت يدها تدعوه معها للداخل فأومأ وذهب معها .. وأنا مضيت وحدي في طريقي



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 11:38 PM   #25

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل 12


أليكساندر ~



( أمسك لي هذه العلبة ) تفاجئت بالانسة سيرافينا خلفي ، تقدمت بحيوية وأشارت نحو علبة كبيرة في الردهة قائلة

( إلحقني )

حملت العلبة التي كانت ثقيلة وتسائلت ماذا يوجد بداخلها ، بدأت تسير كأنها تمثال حي ، وانا إلتفت للخلف ..فوجدت أن تاماني قد غادرت بالفعل

لقد كانت نيتي حسنة ، لماذا إنزعجت كثيراً ..ظننتها ستبتسم حين تراها ، ظننتها ستسعد بها ، لكن من الواضح كنت مخطئا فكيف ستعجب بقلادة عادية بينما هي ترتدي فقط المجوهرات الفخمة الغالية

( من هنا ) فتحت الأنسة سيرافينا بابا يؤدي لجناح خاص بها ، ودخلت لغرفة مكتب كبيرة بنية اللون فيها رفوف مليئة بالكتب ومكتب كبير ..

(ضع العلبة بالقرب من المكتب )

فعلت ذلك و كنت هائما بالخروج حتى أوقفتني

( إنتظر ..في الحقيقة لدي عمل كثير اليوم وأحتاج ليد ثانية .. إبقى لبعض الوقت )

لبعض الوقت يعني ليوم كامل ..أعرف ذلك

( يوجد في العلبة ملفات لم أستطع إنهائها قبل العطلة ، ضعها لي فوق المكتب)

( نعم بالطبع ) رتبت لها الملفات فكانت حقا كثيرة ومستحيل ان تنهيها اليوم جميعها

سحبت الكرسي وجلست ، كانت قريبة كثيرا مني حيث إستطعت رؤية أنها حقا جميلة كما يقولون هي تبدو طبيعية بكل ماللطبيعي معنى

تفرق شعرها الاشقر الخفيف في الوسط
تتركه يسترسل على سترتها الزرقاء الداكنة
وكم كانت رائحتها زكية

تضع عطرا طبيعيا عكس الأخرى التي يصيبني الدوار عندما تضع ذلك العطر القوى كأنها تريد أن تبيد الحشرات ..وربما البشر أيضاً

( أنا لست من النوع الذي يحضر العمل إلى البيت لكن اليوم وجدت نفسي مضطرة )

أخبرتني ثم رفعت وجهها لي لثواني قائلة ( إبحث لي عن ملف إدارة فندق الهند )

رحت أفتش بين الملفات وملامح وجهها طبعت في عقلي .. عكس أختها كل شيئ فيها طبيعي ..عيونها الزرقاوين العميقتان ، أنفها المستقيم الرقيق وشفتيها الزهريتين .. هي بالكاد تضع مساحيق التجميل و ملامحها ظلت هي لم تتغير
حتى لو غسلت وجهها ..ستظل هي

إنها طبيعية ، لكن اختها تقلدها بطريقة خاطئة خاطئة جداً

( لا أستطيع الإنتظار حتى تنظم لنا تاماني في الإدارة ، نحتاج لمساعد أخر سريعاً )

إلتزمت الصمت فنظرت لي مجددا وعيونها كانتا حرصتان مثل الافعى التي تلدغك من حيث لا تدري ..وتنشر سمها عبر كل عروقك ، يتسمم قلبك وعقلك وكل أعضائك بها

( تفضلي الملف ) أمسكته بخفة وفتحته وراحت تقلب في الأرواق بصمت تام ووبتركيز ثم وضعته جانبا وعادت لتنظر لحاسوبها مرددة

( العمل في الإدارة مرهق جداً ، أنا قلقة بان لا تتقبله تاماني )

لا أدري لماذا تخبرني أنا بهذه الامور

( ماذا لو رفضت أختكِ العمل في الإدارة ؟ )

( ليس لديها خيار أخر..نحن لن نحضر غرباء ليتولوا إدارة أملاكنا )

ظننت أنها ستهدمني بتلك النظرة الثاقبة

( هل لمحت أختي بطريقة ما عن كونها سترفض ؟ )

حقا كم هي إمراة ذكية هذه السيرافينا

( لا أنستي ! )

أومأت بسرعة ..وطوال الوقت كانت تكتب ملاحظات على الملفات وبعد ساعتين وأنا أمرر لها الملفات وأحيانا كانت تطلب مني أن أقرأ لها الملاحظات الموجودة على الهامش

( صحيح ..كيف هي علاقتك مع تاماني ؟ هل كل شيئ على مايرام ؟ )

الصفراء قالت أن لا اثق باحد غيرها بهذا المنزل وبفاني فقط .. لكن هذه الاخت ذكية جداً ..وماهرة في قرائة الوجوه ، لذلك هي تنظر لي فقط حين تطرح عليا لسؤال لترى عيوني

( بكل صراحة ياانسة ..أختك تريد أن تكون حرة ومستقلة.. هي لاتريدني هنا )

لقد قلت الحقيقة

( هذا صحيح ، لذلك سألتك إن كانت علاقتكما على مايرام ، فأنت تبدو لي مختلف عن المساعد السابق لورينس ، لابد أنها تقبلت وجودك في النهاية)

( مالذي يجعلك تعتقدين ذلك ؟ )

( لدي إحساس أن أختي قد تقبلتك كمساعد شخصي لها ، أستطيع أن أقرأ بين السطور )

( حسنا ..هذا يسعدني لكي أستطيع مساعدتها مثلما أوصتني اللايدي سيليستيا )

( لقد رأيت أنوار الطابق مشتعلة ليلة أمس ..مالأمر المهم الذي جعلها تسهر لوقت متأخر )

( في الحقيقة لقد نامت باكرا ، لقد كانت تعبة جداً ..ولم تستطع إنجاز وظائفها ففعلت ذلك نيابة عنها ، اللايدي سيلستيا قالت انها يجب أن تنجح بإمتياز )

لقد بدأت تتضح لي فكرة إحضاري لهنا ..تريد أن تستجوبني عن أختها

( أممم ..حسنا ، ناولني الملف الأحمر )

أعطيتها الملف الأحمر وبدون قصد لامست يدي يدها فقامت بتعبير متضايق جدا وكأنها لمست شيئا مقرفا

( لاأعرف إن بلغتكما أمي بأننا سنغادر غدا صباحا نحو فرنسا ..جميعاً )

أعرف أن غدا تبدأ عطلة الشتاء ..لكنني لم أفهم كيف سنذهب جميعاً

( جميعا ؟ )

ربما لم افهم قصدها

( أجل .. لا أستطيع الإستغناء عنكَ الان ، لكن سامنحك خمسة دقائق لتتصل بها وتخبرها بان تعود باكرا للبيت)

الصفراء ستكون غاضبة جدا إن لم أذهب إليهاَ الان هي إعتادت أن تراقبني أمام تلك النافذة ..تظن أنني لاأراها .. قد تحتاج لشيئ ولن تجدني هناك

( جميعا .. سنقضي الإجازة في أحد فنادقنا هناك سيكون الامر مثل إجتماع عائلي ، وبصفتك مساعد أختي فسترافقها أينما ذهبت)

لقد طمعت بإجازة لازور أهلي لكن الامر سيتأجل ..لن أرى أمي وإخوتي للأسف

خرجت للرواق وإتصلت بها ، كان يرن لكنها لم تكن تجيب ، إتصلت كثيرا وهي لم ترد عليا .. هل هي غاضبة مني لهذه الدرجة

حين فقدت الامر بان تجيبني عدت للمكتب وبالفعل طلبت مني أن أبحث لها عن ملف فندق فرنسا ..فوجدته وقرأت لها التقرير الذي كتب بنفس خطها

إن كانت قد كتبته هي وتعرف مسبقا فلماذا تطلب مني قرائته لها

لماذا تبقيني هنا معها بهذه الحجج

أعطتني هاتفها قائلة

( إتصل برقم السيد غرافل .. وقل له نيابة عني بأن إجتماع الظهر قد ألغي .. قل له أيضاً باننا سنعزمه لفنجان قهوة وسنتناقش عن تلك صفقة في فرنسا)

فعلت ذلك فكان صوته مألوفا جدا لي .. لقد سمعته من قبل لكنني لا اتذكر اين

( لقد قال لك حسنا وطلب مني ان أبلغك سلامه )

أومأت مرة واحدة وقالت مجدداً ( والان إتصل بسكرتيرة اللايدي بارولد وقل لها بان إجتماع الظهر قد ألغي)

فعلت ذلك وسالتها ( بمن ساتصل الان ؟ )

(لآ احد )

وضعت هاتفها على المكتب بهدوء فرفعت عيونها مجددا لتقول شيئا وتراقب ردة فعلي

( سأقدر لك أن تحضر اختي للمطار ..لاأحد يعرف مالذي ستخطط له لكي لا تأتي ، من المهم جدا ان تكون تاماني حاضرة معنا .. سأعتمد عليكَ، أو حدث لها مالن يرضيها )

( ساحرص أن تكون هناك غداً )

( تاماني ليست فتاة واعية ، و هي تريد حريتها وإستقلاليتها كما قلت ، لكنها تتصرف بطيش ولا تكترث لسمعة العائلة ، هي مراهقة تريد أن تكتشف الحياة ومن واجبنا أن نحميها ..ووالدتي عينتك لتحميهاً، الامر لا يقتصر فقط على مساعدتها بل حمايتها ايضاً، لكن خذ إحتياطاتك لكي لا تتعلق بك .. كن محترفا مثل لورينس وضع دوما حدودا دبلوماسية بينكما .. لأنه حالما نتأكد بانها صارت شخص يعتمد عليه سنضطر لأن نوقف خدماتكَ ..هل فهمتني ؟)

( أجل أنستي )

لقد بقيت معها حتى وقت الظهر ..ثم منحتني إستراحة وهي ذهبت لتتغذى و قالت لي أن لا اذهب لاي مكان لذلك امسكت الهاتف ورحت أتصل بتاماني وهي لم ترد عليا البتة

أعرف انها سمعته يرن فلماذا لا تجيبني

ياإلهي هل يمكن انها تعرضت لمكروه ..لا ..هي فقط تتدلل بطريقتها الخاصة

لم استطع اكل شيئ وحين بدأت أقلق ذهبت إلى فاني وأخبرتها بكل شيئ فإتصلت بها و هي ردت عليها من أول رنة

هكذا اذن أيتها الصفراء المزعجة

( هي تقول لك لا تحادثني أبداً في حياتكَ )

بلغتني فاني وهي تضحك

( بحقها ..أين هي الان ؟ )

( قد تكون بأي مكان .. والثانوية إحتمال ضعيف لأنها منزعجة جداً )

( حسنا شكرا لكِ، هل من نصيحة لاجعلها تهدأ وتتوقف عن التصرف كالمراهقات ؟ )

( إنها بالفعل مراهقة ياألكساندر .. ونصيحتي لك هي أن تدعها حتى تهدأ ثم إعتذر لها بصدق ..هي طيبة القلب وستسامحكَ)

( أوكي فاني )

ضحكت مجددا وقالت لي ( أنا أمزح ..تاماني من النوع الذي لن يسامح بسهولة ، وهي إذا إنزعجت من أحد ستتجاهله لدرجة أنه سيشك بانه موجود ، حظا موفقا معها )

إنتهت الإستراحة سريعاً فذهبت إلى الانسة سيرافيناَ، وأمضيت الوقت أساعدها لمراجعة الملفات ودراستها .. وكتابة التقارير .. كان الامر مملا جداً لاعجب أن اختها رفضت هذا العمل

حين وصلت الساعة الرابعة قالت لي ( لقد تأخرت جداً ..وضب لي حقيبتي )

( ماذا ؟ )

(اتبعني )

ذهبت لغرفتها التي كانت واسعة بشكل لا يصدق وفتحت خزانتها التي بحجم نصف منزلي
وضعت حقيبتها فوق السرير فإلتفتت لي قائلة

( ضع ملابسي الدافئة بداخلها )

لاحظت أنها تملك ملابس كلاسيكية جميلة كثيرة وفساتين متنوعة ومن بينهم الفستان الاحمر الذي جعل لعاب الجميع يسيل في الحفل

( لاتنسى وضع فستاني الأسود المخملي)

وبعد لحضات وقفت وحملت حقيبتها

بقيت تقف بعيدة وقالت :

( أليكساندر ، لقد ساعدتني كثيرا .. أنت سريع وقد أستعين بك مجدداً، تفضل تذاكر السفر ..أراك غداً )

حين تحررت منها كان أول شيئ أفعله هو الصعود بسيارة تاماني رغم انها معاقبة وذهبت لأبحث عنها ..وكان حدسي يخبرني بان أتوجه لعجلة لندن وقفت هناك وراقبت العجلة كبسولة كبسولة ..فلم تكن هنا

أيتها الصفراء أين أنتِ ؟ أين إختفيت ؟

حين سقط الظلام قلقت فعلا عليها ، إتصلت بفاني فقالت لي بانها لم تعد بعد ..هل يمكن بانها قصدت منزل إحدى صديقاتها

هي منزعجة وستفضل أن تبقى بمفردها حيث لن تمثل أمام أحد .. أين يمكن أن تذهب تلك المشاكسة
وفجأة تذكرت المكتبة فتوجهت هناك في الحال

كان المكان ذات أنوار خافتة ، ذو زوايا مظلمة وهادئ مثل أعماق المحيط .. وبجانب إحدى رفوف الكتب رأيت شعر ذهبي ينير العتمة ، تمرر أناملها فوق الكتب القديمة ..مشيت معها خلف الرف
أتأمل عبر شقوق الكتب هذا السلام الذي هي فيه حاليا ، أتأمل عينيها المتألقان المليئتان بالحياة ، كم هي سعيدة في عالمها الخاص ، وفي لحظة توقفت مكانها عندما وجدت ضالتها فمدت يدها نحو الكتاب .. لكنها أمسكت بيدي عوضا و نظرت لي في عيناي
فحبست أنفاسي وتمنيت لو تستمر هذه اللحظة الهادئة الى الابد

سحبت يدها لتمسك بالكتاب الغليظ ، حملته وإتجهت لتجلس بمفردها في إحدى الطاولات امام الجدار ..فلحقتها و سحبت مقعد ، جلست أقابلها وكم صدمت حين راتني وقررت أن تتجاهلني كما قالت فاني

كان هاتفها أمامها فحملته وأشرت للشاشة

( أربعون مكالمة قمت بتجاهلها )

( أششش ) قالت إحدى النساء بالقرب ، صوتي كان منفعلا فحاولت أن أخفضه

( هل تعرفين كم جعلتني أقلق عليكِ ، لندن ليست آمنة مثل غرفتكِ، ماذا لو أصبت بمكروه )

إستمرت بالنظر لي بعيون جامدة باردة و إستفزازية توجهها لي تعني بانها ستتجاهلني للأبد

وضعت هاتفها بقوة على الطاولة وقلت

( لقد تأخر الوقت ..يجب ان تعودي للمنزل)

لاتزال ترمقني بإستفزاز وبغطرسة فأخبرتها

( يجب ان تنالي قسطا من الراحة لأنك ستسافرين غدا صباحا إلى فرنسا ،حيث ستقضين عطلة الشتاء )

ضاقت عيونها لكنها إستمرت بالتجاهل

( يمكنك أن لا تكلميني للأبد ..لكن على الأقل قومي ولنعد للمنزل)

فامسكت بكتاب ضخم وراحت تقرأ

( حسنا ..أنتِ أردت ذلكِ )

وقفت قائلا للموجودين هنا

( أعتذر مسبقا عن الإزعاج )

وتوجهت للصفراء ..حملتها رغما عنها فراحت تصرخ ( أنزلني..أنزلني ..أنزلني الأن )

وضعتها في السيارة وأغلقت الباب وصعدت بسرعة وكم كنت معصبا

( لاأصدق أنك جعلتني أقوم بذلك )

فصرخت بصوتها العالي الصاخب ( أي جزء من إياك ان تحادثني أبدا لم تفهمه ..وكيف تجرؤ أن تحملني بتلك الطريقة أمام الجميع ، أنا أكرهكَ أليكساندر أكرهك )

( ستتجاوزين ذلكَ )

( قلت لك تحادثني أبداً )

أوقفت السيارة بسرعة وصرخت بطريقتها

( إنضجي ! .. هل تعلمين أمرا ؟ أنا أيضا لا احب رفقتك .. لدي فتاة تهمني أكثر منك وكنت اود أن اكون معها الان لكنني هنا عالق معك ..فعلى الأقل تصرفي مثل البشر ، وأنا أعتذر عن القلادة ، لم اجد إسمك ولم أشأ العودة خالي اليدين .. ظننتك ستسعدين بها لكنني نسيت أنك إبنة اللايدي سيليستيا)

ظلت تحملق لي بذهول حتى ظننت انها دخلت بصدمة وقالت بصوت مرتجف

( خذني للمنزل )

فقدت بدون ان أقول شيئا ..وهي ظلت صامتة أيضاً
حتى حين وصولنا ذهبت مباشرة لغرفتها وأوصدت الباب وأنا ذهبت لغرفتي المؤقتة وألقيت بنفسي وفق السرير ثم إتصلت بإيمانويل وكالعادة جعلني أتحدث مباشرة مع ماكنزي ، هذا لانه حين يأتي للمنزل يبقى فقط بجانبها لكي يتجنب التحدث مع امي وأرون

( لقد إشتقت لك عزيزتي ..أخبريني كيف حالكِ؟ )

( أنا أنتظرك أخي ..أنت ستأتي في العطلة صحيح ؟)

( أخشى أنني لن اتمكن من الحضور ياعزيزتي ، أنا مشغول جداً )

صمتت فعلمت بانها تبكي الان ..أسمعها تنتحب

( اخبريني هل تتناولين دوائك في الموعد ؟ )

قالت ( أجل ) وكان صوتها يبدو لي مرهقا جداً

( أين الجميع ؟ )

أخذت نفسا عميقا وقالت ( أمي مازالت في العمل..وأرون ذهب ليحضرها )

( لا تخافي ياعزيزتي ..إيمانويل برفقتكِ )

( لا ..أنا بمفردي فإيمانويل غادر بعد أرون بثواني ..ونسي هاتفه هنا ، أنا سعيدة لأنه نسيه)

وبدون وعي وجدت نفسي أقف قرب الباب ,لاادري ماذا حدث لي لكنني شعرت برغبة بالذهاب إليها ولو ركضاً ..كيف يجرؤ أن يتركها بمفردها في البيت وهي مريضة وصغيرة

( لاتخافي ياعزيزتي ..سأبقى معك على الهاتف حتى يعودوا حسنا؟ )

( لست خائفة )

( إذن اخبريني ماذا فعلت اليوم ؟ )

( .. المطر يتساقط منذ الصباح ، والبرد شديد جداً لايوجد هناك شيئ أفعله )

( هل يمكنك أن تفعلي شيئا من أجلي ياعزيزتي ؟ )

( أجل )

( إنهضي وأغلقي الباب ونافذة المطبخ ..هل تستطيعين فعل ذلك ؟ )

( أجل ) سمعت صوت خطواتها وسمعتها تغلق الباب والنافذة ثم عادت لغرفتها فقلت لها

( أغلقي باب غرفتك أيضاً ) لاأدري كيف ترك إيمانويل فتاة قاصر بمفردها في الليل والان

( إهدأ ياأليكس ، أنا أسيطر على الوضع ، أتعرف أرون وأمي أيضا مشتاقان لك ..ظنناك ستأتي في العطلة حتى أن أمي عملت ساعات إضافية وصنعت لك كنزة صوفية دافئة ، قالت ان لندن بادرة كثيراً )

لكم حزنت على أمي ، ليتني أستطيع جعلها تستريح ..ليتني أعطيها الراحة

( متى ستأتي إذن يا أخي ؟ ) هي لاتكاد تصدق متى تراني وأنا أيضاً

( قريبا ياعزيزتي قريبا)

تسارعت أنفاسها حين قالت لي (أنا أصلي من أجلك لكي تكون بخير هناك )

آآه كم إشتقت إليك ياأختي الصغيرة العزيزة

( أخبريني ماذا تريدين أن أحضر لك عندما أتي ؟ ) أعرف أنها تبتسم الان

( أي شيئ ؟ ) سألتني فقلت ( أي شيئ تريدينه ياعزيزتي )

فقالت بصوت حنون رقيق ( كل ماأريده هو أن تأتي وأراك ..لأنك تأخرت كثيراً ،وأنا أخاف أن أموت ..قبل ان أراك)

( لماذا تقولين هذا ياماكنزي .. أنت ستعيشين حياة طويلة سعيدة ..سأوفر لك كل شيئ ، لن أدعك تحتاجين لشيئ أبداً .. لاتفكري كذلك مجدداً ..لانني حالما أستطيع سأتي وسأعانقك مطولا وسأحضر لك هدية معي حسنا ؟ )

( حسنا )

( هل تعدينني بأن تأخذي دوائك في الموعد وتأكلي جيدا )

( حسنا أنا أعدك ..اخي لقد عادت أمي مع أرون ، أنا أسمع صوتهما )

وكذلك انا سمعت ضجة أمام الباب ففتحته وتفاجأت بالصفراء تقف هنا ..متجمدة وفمها مفتوح بذهول فقلت بسرعة

( حسنا عزيزتي ..ليلة سعيدة ، أحبكِ )

أغلقت الهاتف ونظرت مطولا لها ..وكذلك بقيت على حالتها ثم قالت غير مصدقة

( لقد قلت أنك لا تملك حبيبة ! .. كنت تضحك طوال الوقت علياَ )

دخلت للغرفة ونظرت حول المكان ( هل ظننت أنني لن أكتشف الامر ؟ مالذي تخفيه عني أيضا ؟ هل أليكساندر هو إسمك الحقيقي ؟ )

الان هي ستجن مجدداً

( لقد فهمت الامر خطأ ياأنسة )

( لقد سمعت كل شيئ ..هل مازلت تنكر الامر ؟ وأنا الحمقاء التي جائت لتعتذر منكَ .. أنظر لنفسك ..أنت كاذب بارع ، تخفي عني أمر حبيبتك لكي لا افصلك عن العمل )

( الامر ليس كما سمعتي )

وضعت يدها على خصرها ،زمت شفتيها ، ضاقت عيونها فبدت كأنها تحدد الإستراتيجيات لتقضي عليا

( أقسم الامر ليس كما يبدو .. ليس لدي حبيبة ، ثم من أنت لكي تمنعيني من ان أواعد فتاة ما ؟ )

فإستقامت وردت بغيظ ( أنا ملكة )

( ذلك لم يكن مكتوبا في العقد حسنا)

فإبتسمت بإستفزاز ( لاباس ..إعتبره مكتوب إذن مادمت تعمل عندي فلايحق لك أن تواعد أحداً .. لاأحد ..هل كلامي واضح ؟ )

( لماذا لا تعطيني مجالا لأتكلم ؟ )

( أنت غاضب ؟ )

آآه كم هي مستفزة ومشاكسة.. لاتزال تنظر حولها حتى إستقرت عينها على التذاكر وهنا أخذتهم وخرجت لغرفتها فلحقتها ودخلت خلفها

( أيا كان الذي تخططين له فلتلغيه لانك ستسافرين سواء أردت ذلك أو لا )

( هل أنت والدتي لتأمرني هكذا ؟ )

كانت ستشق التذكرة فمنعتها من ذلك

( من المهم جدا ان تكوني مع عائلتك في فرنسا أو حدث مالن يرضيكِ ..هذا كان كلام أختك اليوم وليس كلامي ، أنا أسف لأنني لم ألحق بك ..لقد طلبت مني مساعدتها ولم أستطع الرفض من أجلكِ، وتبين لاحقا انها كانت تريد أن تعرف بعض الامور عنا ..وعنك بالأخص)

( أمور مثل ماذا ؟ )

( مثل إن كنت مستعدة لتنظمي لإخوتك في تولى أمور الإدارة )

دحرجت عيونها بسئم ( أفضل الموت .. الشئ الوحيد الذي سأتولاه هو قضايا موكليني ولن أقبل بغير ذلك ..سأحارب من أجل ذلك .. سأصبح محامية مشهورة ..ولقبي سيكون قاهرة الظلم )

( حسنا..هذا مخيف بعض الشيئ )

إقتربت مني بتردد ولم تكن يوما أقرب ، على الاقل لم تكن هكذا قريبة سوى حين تكون منزعجة وتريد تمزيق وجهي ..لكن الان أنا أرى فتاة ضعيفة تسألني

( هل ستأتي معي إلى فرنسا ؟)

( طبعا لا .. لن أتي ، العطلة تخص العائلة فقط )

لم أرى فتاة حزينة يوما مثل هذه الصفراء أمامي

لم تكن ستحزن هكذا لو قال لها أخوها أنه لن يذهب أصيبت بهستيريا فبدأت تتحدث

( سأكون أنا فقط بمواجهة ال فيفر ومعارفهم ، هل تعرف ماذا يعني هذا ؟ يعني أنني سأموت صغيرة ومقهورة )

( لن تموتي ..ستقضين فقط وقتا جميلا برفقة عائلتكِ )

( وأنت ياأليكساندر ؟ )

( أنا سأبقى هنا غالبا ) حين قلت هذا إنفجرت وراحت تلكزني بصدري

( تريد أن تذهب لحبيبتكَ ..تريد أن تمضي العطلة معها صحيح ؟ لكن إحزر ماذا أيها السيد ، أنت ستذهب معي لفارنسا شئت أو أبيت .. سيكون عليك أن تختار بين حبيبتك وعملكَ )

( هل أنت مستعدة حقا لتفصليني عن العمل ؟ )

( سأفكر جديا بذلك ..أنا لا أريد خونة بفريقي ، إما أن تكوني وفيا لي او ستذهب )

( خونة ؟ اتعلمين لم أعد اعرف مالذي أنت غاضبة منه بالضبط ؟ القلادة ؟ او بقائي لمساعدة أختكِ)

( برأيك أنت ؟ )

( لاداعي لتغاري من أختكِ ، كانت تريد أن تتأكد فقط أننا نتفق معاً ، وبانك تسيرين في الطريق الصحيح)

إحمرت وجنتيها بقوة فقالت متوترة

( أغار ؟ قل هذا لحبيبتكِ .. كل مايهمني هنا هو العقد الذي يوجد بيننا والذي يقول ببساطة .. أنا ملكة وأنت ..أنت ..أنت ......)

ظلت تفكر بكلمة فقلت قبلها محذرا

( من الأفضل ان تقولي وأنا مساعدك الشخصي ياانسة)

فقالت بطريقة آلية ( أنا ملكة وأنت مساعدي الشخصي )

( أوكي .. وساظل كذلك حتى يرى أهلك بانك قادرة على الإعتماد على نفسك ، حينها سأذهب)

( هل هذا يعني بانك ستختارني أنا ؟ أعني ستختار العمل ؟ )

( كنت سأختار حبيبتي ، لكن يبدو أن أختك قررت أن أرافقك إلى فرنسا فعلا )

اخفضت عينها للتذاكر ورأت انها تحمل تذكرتان ثم تنهدت بعمق مرددة تحت أنفاسها

( كنت تضحك عليا طوال الوقت مجدداً )

(لمالا توظبين حقيبتكِ ؟ لقد تأخر الوقت و ... )

صمت حين أشارت لحقيبتها الملقاة على الأرض

(لماذا لا تفعل أنت ذلك ؟ )

( ماذا هل تعجزين أنت وأختك عن وضع بضعة ثياب في حقيبة لعينة ثم إغلاقها ؟ )

توقفت عن الرمش والتنفس

( هل وضبت حقيبة أختي سيرافينا ؟ )

فسألتها بأسلوبها ( هل لديكِ مانع ؟)

( هل تريد حقا أن تعرف جوابي ؟ )

( هل يمكنك أن تقولي ببساطة عما يجول ببالك وبدون تردد ؟ )

( هل أنت مستعد ؟ )

أومأت فإذا بها وبدون سابق إنذار تقفز عليا ، سقطتُ على السرير فجثمت فوقي ووضعت كلتا يديها على عنقي ، خنقتني بكل قوتها وراحت تصرخ كانها ممسوسة

( أنت خائن ..أنت أسوء من لورينس .. أيها الخائن المخادع )

لقد شعرت بأظافرها تحت جلدي وهي قوية عكس ماتبدو .. عجزت عن نزع يديها عن عنقي

( هل ستعمل عند سيرافينا الان ؟ إستبدلتني باختي المثالية ؟ )

( توقفي الان أيتها الصفراء المجنونة المشاكسة ..ستقتلينني )

( هل لديك مانع ؟ .. لانه ليس لدي مانع أن أنهي حياتك البائسة الان وفي هذه اللحظة .. أنا لا ارتكب جريمة..انا فقط ادافع عن نفسي أمام شخص خائن وغير وفيي ، القاضي سيقف بجانبي)

( حسنا ..هيا إقتليني الأن وإبحثي عن مساعد جديد ليرافقك إلى فرنسا )

تركتني بسرعة ونظرت بهول لي كأنها إستعادت وعييها للتو ثم صرخت ( إنهض من سريري)

وبدأت تتنفس بهستيريا

( إنهضي من فوقي اولا )

فإنتبهت إلى أنها تجثو فوقي وكيف طارت للأرض فنهضت بسرعة وامسكت عنقي الذي يؤلمني
لقد جرحتني باظافرها المزيفة في منطقة التي جرحني فيها الشاف بيشوف

( حكمت عليا بالموت بدون أن تسمعي بقية القصة وتريدين أن تصبحي محامية ؟ )

( لقد سمعت مايهمني فقط ، أنت محظوظ لان فرنسا أنقذتك مني )

حين إلتقطت أنفاسي جيداً، لفيت يدي حول عنقها النحيف ، ألصقتها في الجدار ورفعتها لتصبح في مستواي

( ومن سينقذك مني الان ؟)

أصبح لونها أحمر مثل احمر الشفاه الذي تضعه
ونظرت لي بطريقة غريبة حيث مالت وجهها نحوي ..ظننتها كانت ستقبلني فإبتعدت بسرعة وتركتها لتسترجع انفاسها

( ماخطبك ؟ هل كنت ستقتل الملكة ؟)

بدأت تسعل فقلت مصدوما ( لاأريد ان أكون فظا..لكن هل حاولت تقبيلي للتو ؟)

( تتمنى ..أردت فقط إخافتك ..وإنقاذ حياتي ايها الراهب )

رمقتني بغيظ شديد

( ..لا تفعلي ذلك مجدداً.. )

( لماذا ..هل تخاف أن تغضب عليك حبيبة القلب ؟ هل لهذه الدرجة انت وفي لها ؟ )

الان هي من إستفزني فامسكتها من سترتها المدرسية وقلت لها على حدى

( أنت فتاة مجنونة )

زمت شفيتها ودفعتني عنها لتكرر على مسامعي :

( لأنني لا اريد خونة في حياتي ؟ )

( بل لأنك تصرين على أنني أملك حبيبة ، بينما قلت لك مرارا انني لا أملك ، ثم هلا وضحت لي المشكلة لو إمتلكت حبيبة ؟)

( ليس عليا أن ابرر لك شيئا أيها الشاب البسيط )

( انت حقا تفقدينني السيطرة على نفسي .. هلا عقدنا هدنة ؟ عديني الان بأنك ستهدئين )

( انا هادئة ) قالت بعصبية ثم فتحت فمها مهددة

( ومالذي يؤكد لي أنك لن تحاول إيذائي ؟ أنظر لي وإسمع جيدا ..أنا لست فتاة سهلة .. إن حاولت قتلي ..فسأقتلك أولا )

( أنا جئت هنا لاحميك ومن المستحيل ان أؤذيك )

( أيا كان .. )

( أراك غدا صباحا إذن .. أخلدي للنوم )

أومأت مرددة بهمس ( كأنني سأستطيع )

مشيت للباب فسألتني بغيرة ( أرجوك قل لي من كنت تكلم قبل قليل ؟)

ففتحت الباب وفكرت بأنني عذبتها بمايكفي لليوم

( أختي ) قلت مبتسما وأغلقت الباب

الان اتمنى ان ترتاح وتنام بسلام



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 12:15 AM   #26

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل 13 ..قراءة ممتعة


أليكساندر~



في مكان بارد في فرنسا ، حيث غطت الثلوج قمم الجبال .. في أعلى منحدر في هذه المنطقة الغابية الواسعة وقفت خلف أفراد آل فيفر ونظرت للفندق الضخم الذي كان يشبه في مقدمته قصر خشبي راقي ..وأشجار الصنوبر العملاقة كانت تحيط به من الجهتين

تنقصها فقط الزينة لتصبح مثل أشجار الميلاد

وقبل ان تطأ قدم الصفراء هذا النعيم إلتفت لي هامسة

( من الافضل لك أن تحميني )

ودخلت مسرعة فلحقتها وأنا أحمل حقيبتها الثقيلة لقد احضرت كل خزانتها معها

إتجهت مباشرة نحو غرفة ما في الطابق الرابع فسألتها

( كم من مرة جئت إلى هنا ؟)

ردت ببرودة وهي تفتح الباب ( كل عام .. ولاأدري لماذا ظننت أن والدتي ستفاجئنا هذه السنة )

( آآه فهمت .. لكن لماذا أنت منزعجة ، هناك أشخاص يعيشون في الشوارع ، على الأقل أنت تنتقلين من نعيم لنعيم ..كوني شاكرة)

( أجل طبعا ..هالولويا ..مجدو ال فيفر )

ألقت حقيبتها على السرير ورفعت يديها بسخرية في الهواء

( أهلا بك في فندق فيفر ، أكبر مصادر دخلنا ..والمعروف أيضا بفندق سيرافينا )

( لماذا هو معروف بإسم أختكِ ؟ )

جلست بإنزعاج وأخبرتني ( لأنها ولدت هنا وترعرعت هنا حتى بلغت الخامسة ...كانت فاتنة الفندق الصغيرة ، كان فقط مشروع صغير صممه والدي لكي نقضي فيه العطل ثم تحول لصفقة كبيرة حين إستثمرت فيه اللايدي هولموود وكما ترى أصبح من انجح الفنادق في فرنسا )

( نعم ..فندق سيرافينا إذن )

نظرت بإعجاب حول المكان فزفرت بقوة

( لا تقل ذلك أمامي )

( لاتغاري .. أنتم تملكون سلسلة من الفنادق والمطاعم ، أطلبي من والديك أن يسموا إحداها بإسمك )

إبتسمت بشرود ( تمنيت طوال حياتي أن تسمي والدتي مطعم لندن بإسمي ..ويصبح الناس يقولون فلنذهب لنتعشى في مطعم تاماني)

( لماذا هو بالذات ؟ )

( لأنه ...لانه أكبر مطعم نملكه وهو ثاني أكبر مصادر دخلنا ..هو مشهور ، لذلك هو مهم ، أردت فقط أن يسميه والداي تيمنا بإسمي لأشعر كم انا مهمة بالنسبة لهما ، لكن من الواضح أن هناك من هو أهم)

( سيرافينا )

دمعت عيونها لبرهة حين قالت بمرارة ( ومن غيرها )

وأخفضت وجهها للأرض لكي لا الاحظ حزنها الشديد

( لدي شيئ لكَ )

لم أستطع رؤيتها حزينة هكذا ..لاأحب حين يفرق الاهل بين الاولاد ويشعرونهم بانهم غير مرغوبين

رفعت يدي للسماء وقلت ( هذه قلادتك التي تحمل إسمكِ، لقد إنتهوا منها ليلة بالامس)

وكم إتسعت إبتسامتها وأخذتها مني لتنظر إليها بحب عارم

( آآه القلادة ! إذن القلادة الاخرى التي عليها إسم ميمي كانت هدية منكَ ؟ )

( نعم ، لقد غلفتها لكِ أيضا ..ولكن يبدو انها لم تنل إعجابكِ ، لذلك يمكنك التخلص منها ..هذا إن لم تفعلي ذلك مسبقا )

( أليكس !! أعترف أنه راودني الشك بأنها قد تكون هدية منك ، من الوقاحة أن نرمي هدية ..أنا أعلقها الان)

أرتني إياها فاندهشت ..كل ذلك الغضب لكنها تعلقها

(يمكنك ان تعلقي الان القلادة التي تحتوي على إسمك )

( أريد قلادتك ، لم يهدني أحدا هدية منذ مدة طويلة جدا ، شكرا )

( العفو )

( حقا شكرا لك كثيرا ياألكساندر ، لن أنزعها أبدا من عنقي ..أعدك )

فاجئتني بعناق منها بسرعة حتى وجدتها تلف ذراعيها حول صدري

ثم إبتعدت ونظرت لنفسها في المرآة وحرصت ان تخفي القلادة التي تحتوي على اسم ميمي يحرص تحت قميصها

( سنذهب بعد قليل للتزلج ، إرتدي شيئا دافئا غرفتك بجانب غرفتي كالعادة ..تفضل المفتاح)

( حسنا..سأمر بك بعد قليل )

إتجهت لغرفتي وأنا أشعر بانني أتعس رجل في العالم ، أنا في فرنسا ..ظننت انني بعيد عن عائلتي حين كنت في لندن .. فماذا أقول الان

كم أنت بعيدة عني ياأمي ..كم إشتقت إليكِ

لاأعرف ماذا ستكون ردة فعل دوغلاس حين يعرف أنني في فرنساَ

إشتقت لذلك المتسكع أيضاً وتمنيت لو كان برفقتي الان هو وبقية عائلتي

نظرت عبر النافذة لأرى أنه لا يوجد شيئ هنا سوى الطبيعة البيضاء ..والكثير من المتزلجين

بعد مرور نصف ساعة علمت أنها تنتظرني فذهبت إليها وطرقت الباب ..وحين فتحت وجهت لي إبتسامة عريضة وإستدارت من حولها سائلة :

( كيف أبدو ؟ )

هل هي حقا ترتدي سروال جينز أبيض وسترة بنفس اللون بالكاد ستوفر لها الدفئ هنا داخل الغرفة بمساعدة فرن الحرارة

هل ستذهبين للتزلج هكذا ؟

( طلبت مني أن أرتدي ملابس دافئة فلماذا لا تفعلين المثل )

( يجب ان أبدو جميلة ..وثياب التزلج ستجعلني أبدو سمينة ، بالاضافة أنت ترتدي ملابس دافئة ولن تتركني أموت من البرد )

( هل خطر ببالك بأنني ربما سأتركك حقا لتموتي بردا؟ )

( قلت لك من الافضل لك أن تحميني )

( للأسف لا أستطيع لكم موجة البرد التي ستقضي عليك بمجرد أن تخرجي ، إرتدي شيئا دافئ من فضلكِ)

( لا ..سأبقى هكذا ، وحين سأتجمد من البرد وأوشك على الموت ..أنت ستحميني بطريقة ما)

ونزلت هكذاَ

عدى على أنها إرتدت قبعة من الريش..فبدت خيالية لاأظن أنها معتادة على الثلج لأنها لم تستطع السير حتى أمسكت بذراعي

( هل تتقن التزلج ؟ )

( أجل أنا ماهر .. وأنتِ ؟)

( أجل ..أجل بالطبع أنا أتقن التزلج ..أنا ماهرة أكثر منكَ )

وقف كلينا على التلة التي تعتبر منحدر سهل بالنسبة للمبتدئين فطلبت منها ان نصعد أكثر ليكون الامر مشوقاً وهي أومأت مثل ألة

أعتقد انها تصارع لكي تبقى دافئة بتلك السترة

( هل أنت جاهزة ياأنسة ؟ سأكون خلفك )

بلعت ريقها ونظرت لي قائلة بتلعثم ( من الأفضل ان تكون بجانبي ، فإن وقعتُ ..أقصد إن وقعتَ عليا أن أمنعك من التدحرج إلى الأسفل )

( إطمئني من جهتي.. قلت لك بأنني ماهر لذلك لن أقع )

صار لونها مثل حبة ليمون وأغمضت عيونها

( هل أنت متاكد بأنك تتقن التزلج، لاأريدك أن تقع وتسبب لي الإحراج ، الجميع هنا يعلمون من أكون )

آه هي تلمح الان

( فهمتك ، حسنا ياأنسة سأنتظرك هنا حتى ترجعين ، إستمتعي بوقتكِ )

( ماذا ماذا ؟ تبقى هنا وأنا أذهب وأتعرض للـــ ..لا ..قطعا لا ، ستأتي معي حتى لوكنت ذاهبة للجحيم )

ونظرت للأسفل كأنه الجحيم بالذات

أحيانا هي تتحدث بنبرة طفل في الثامنة ترعرع في الشوارع وهي لاتستخدم هذه النبرة سوى معي

( حسنا ..إذهبي وسأتي خلفك )

قلبت وجهها لي بزاوية 90 درجة حتى شعرت كأن عنقها إنكسر وقالت بشراسة ( أي جزء ستكون بجانبي .جنبا إلى جنب لم تفهمه جيدا ؟ )

( أوكي ..هيا ) قلت مبتسما فكررت هي من بعدي

( هيا )

وأصبح لونها أرجوانيا حين تقدمت للأمام لتتزلج ثم عادت للخلف وقالت غير متأكدة

( بعد تفكير ثاني لن يضر إختبار صغير لأتأكد من سلامتك ..أخبرني ماذا ستفعل في حال كنت ستسقط؟)

فأجبتها لتهدأ ( أعرف كيف سأتوقف ياأنسة ..لكن في حال كنت مصرة لا يجب أبدا ان أسقط للامام ..بل يجب ان ادفع نفسي إلى اليمين أو اليسار)

( إلى اليمين أو اليسار .. نعم هذه هي الإجابة الصحيحة ، هل سنتزلج الان ؟)

( من بعدك ) بدوت مأساويا فرمقتني بغيظ ثم وضعت قدميها على الحافة وسمحت لنفسها بالتزحلق ببطئ فكنت بجانبها في كل ثانية

كانت بطيئة جداً وجسدها غير مستقر بل مائل نحوي فأمسكت ذراعها وجعلتها تقف بإستقامة للامام

كانت تنظر لي طوال الوقت وتفعل مثلي ..ثم سألتني وهي ترفع يديها في السماء

( كيف أبدو ؟ )

( أف ! حتى في هذه .. فقط إستمتعي بالتزلج )

زمت شفتيها وإنحنت للامام فزادت سرعتها
لم تحاول أبدا أن تتفادى الناس من حولها ..هم من كانو يبتعدون عن طريقها ..هل هذا كله لان هذا ملكهم مثل هي الملكة والجميع يجب أن يفسحو لها المجال

وبعد دقيقة أصبحت سرعتها مستحيلة وهي حافظت على وضعيتها مثل جسم متجمد وإتسعت إبتسامتها حين كان الريح يلاعب وجهها فأخبرتني بقمة السعادة

( هذا أسهل مماكنت أتوقعه ! ، أنا حقا أستمتع )

وحين كان عليها أن تنقص سرعتها هي زادتها وكان الباباراتزي يلتقطون الصور

هل تحاول أن تبدو بطلة الان ؟ لأنها حين تنتهي ستصبح جثة

( هلا خففت من سرعتكِ ؟) طلبت منها فقالت بصوت مرتفع

( أعجبني الحال هكذاَ .. أنا حرفيا أطير )

( أيتها الصفراء المزعجة ، الامر لن يكون رائعا جدا حين تكسرين جسدكِ ..خففي من سرعتك وإلتفتي لليمين بحذر )

( لا لا ..لآتقلق ..ليس عليا الإلتفات لليمين لأنني ثابتة هكذا ، لن أقع فأنا محترفة )

زادت من سرعتها وأنا بدأت الدماء تجف بعروقي.. فذهبت خلفها متجاهلا رجل الامن الذي راح يصفر لنا لكي نلتفت لليمين ، فالطريق ستنتهي بمنحدر إلى الأسفل

( ياأنسة .. توقفي حالا ) صرخت لكي تسمعني

( أود أن أكمل حتى النهاية ..لاتزعجني ، ألا ترى كم أنا ماهرة ؟ )

( هل تعلمين ماذا يوجد في النهاية ؟ )

نظرت لي أخيرا وقالت بفزع ( الباباراتزي ؟ )

( بل منحدر يؤدي للجحيم !! )

ظلت تنظر لي بينما كان يجب ان تنظر للامام وتخفف من سرعتها

( توقفي حالا ..ستقتلين نفسك إن إستمريت )

أعتقد أنها صدمت لانها لا ترفع عينها عني ..كان يجب ان أتصرف بسرعة فإقتربت منها ولم يبقى لي خيار سوى أن أقطع طريقها

لكنها لم تساعدني حين تمسكت بي فتدحرجنا معا مثل كتلة ثلج نحو الأسفل وهي ظلت تصرخ وتمسكت بي اكثر حيث طرنا من المنحدر ..طرنا في الهواء وحرصت أن تسقط هي فوقي وحين إصطدمنا بالثلج ، شعرت بأن ظهري إنقسم إلى نصفين

كان من سوء حظي ان أسقط على شيئ صلب لاأعرف ماذا يكون ..لكنني تجاهلت كل ذلك وتفقدتها هي

رغم انها ظلت متجمدة فوق صدري إلا انني خفت عليها كثيرا
ظلت متمسكة بي وتغمض عينها بقوة ، جسدها كان يرتعش

إنها ضعيفة وخائفة جداً وحين بدأت تبكي لم أقاوم أن أشاهدها هكذا فعانقتها لصدري وقلت لها

( أنتِ بخير لاتخافي ..لقد أمسكت بكِ ..لقد حميتكِ)

فهدأت وفتحت عينها ، نظرت لي مطولا وقالت

( لم أستطع أن أتوقف )

( أجل ..من الواضح أن مهارتك في التزلج تماما مثل مهارتك في قيادة السيارة )

ظنت أنني أسخر منها فوقفت بعصبية بعد أن ضربتني على صدري وبسرعة تغيرت ملامح وجهها للغاضبة لإبتسامة مزيفة .. إنحنت ومدت لي يدها لتقول بنبرة راقية

( من الجيد أنني كنت معك .. كان يمكن أن تموت لولم أمسكك في اللحظة الاخيرة .. أترى لايجب ان تجازف بحياتك هكذا ببساطة مرة أخرى)

لم افهم شيئا حتى غمزت لي ودحرجت عينها لليمين فرأيت الباباراتزي يلتقطون الصور من أعلى التل ..أمسكت يدها ووقفت بالم يمزق ظهري او كتفي .. لم اعرف أين بالضبط

ومن السخرية أنها الحقيقة حتى لو كانت مزيفة فكنت أنا المصاب وهي التي ساعدتني لأنهض بصعوبة وصلت للفندق

وحين دخلت لغرفتها فقدت صوابها وراحت تدور حول المائدة الصغيرة :

( سينشرون صوري غدا على الغلاف ..ساكون على الغلاف اللعين ولاأدري إن إنطلت عليهم الخدعة .. لاأعرف إن صدقوا انني من أنقذت حياتك وليس العكس )

إتلفتت نحوي وخرج وصوتها كبركان منفجر

( أأأأأأأأأأنت !!!! كل شيئ خطئك .. كان يجب أن تتركني حيث المبتدئين)

( المعذرة ؟ لست أنا الذي أمسكك من يدك ودفعك للأسفل ، كانت فكرتك أن تتزلجي ، تحملي نتائج أخطائك ولو لمرة في حياتكِ ايتها الصفراء المزعجة)

( هااي لن أسمح لكَ .. ) كانت ستكمل لكنني وقفت بوجهها فإختفى صوتها وبقيت تحملق فيا كأنها اكملت حديثها بعينها الحادة

فقلت ( هناك زاوية خاصة في الجحيم تحت إسمك ..تدعى المزيفة الطائشة )

وخرجت من هناك مباشرة لغرفتي ، لم أستطع حتى الإستلقاء على ظهري

لوحدث لها أي شيئ ، لم اكن سأسامح نفسي
والدتها تدفع لي لاحميها، وأنا إن كنت أجني تلك النقود لأنقذ أختي ..فيجب ان أحميها حقاً ..وكم هي ماكرة ولا تخبرني بكل شيئ ، لذلك يجب أن أكتشف بنفسي ..يجب ان أحميها مهما كان الثمن

من الألم غفوت لاأعرف لكم من الوقت فحين إستيقظت كان الظلام حالك ..أخذت حماما فشعرت بالقليل من الراحة لكن الالم مستمر ، وهو مستقر بكتفي الان بصعوبة إرتديت القميص والسترة

أظنني خلعت كتفي لأنني لا استطيع تحريكه

ورغم كل هذا كنت أفكر بها ..وأتسائل ماذا تفعل الان رفعت شعري للخلف وإرتديت حذائي
حاولت أن لا احرك يدي وأنا أربط الخيوط

اعني لقد كانت حياتي بائسة قبل ان التقيها ..لكن على الأقل كانت خالية من الألم

طرقت باب غرفتها عدة مرات فلم ترد عليا ، هل يعقل أنها نائمة ؟ طرقت أقوى

( سيدي ..إن كنت تبحث عن الانسة فيفر فهي نزلت للمطعم)

( شكرا لك )

من حسن الحظ أن احد العمال مر من هنا

نزلت مباشرة وحاولت أن أجدها في هذا العدد الكبير من الأشخاص في كل مكان .. أغلبيتهم من طبقات نبيلة

دخلت للمطعم فكان يشبه كثيرا بتصميمه مطعم لندن ، لكنه مصنوع من الخشب، إنه جزء من الطبيعة
الانوار كانت خافتة جداً ، لكن تمكنت من رؤية تلك الطاولة المستطيلة التي جلس عليها جميع أفراد العائلة بالإضافة للايدي هولموود وزوجها ، وكم كانت الصفراء مبهرجة بذلك الفستان المتعدد الألوان

ألم تفهم بعد أنها تشبه المهرجين حين ترتدي هذا النوع من الفساتين

جلست عند المشرب وطلبت كأس ماء بارد لأثلج صدري .. كم أشعر بإحتراق في صدري

إلتفت بوجهي بدون أن أستدير ونظرت إليها مجددا هي تجلس بجانب أخيها بيتر

من الواضح ان جميعهم يحظون بوقت ممتع

هم يبتسمون ويأكلون بشهية ..سواها

عادت ذاكرتي لاول مرة رأيتها في مطعم لندن
الامر يتكرر مجددا ..بالكاد أرى وجهها فشعرها الكثيف المجعد يحيط به ..وهي شاردة في الطاولة
هي تبدو حزينة وكل ماتفعله هو اللعب بالشوكة

ثم إستراق النظر للساعة .. يفترض أن تكون سعيدة معهم ..إنهم عائلتها

إن لم تكن سعيدة برفقتهم فمع من ستكون .. لكنها تريد ان تتركهم وتستقل بحياتها

أتسائل هذا خطأ من ؟ فتاة مثلها ..لماذا يهملها والديها هكذا ؟

أم هذا هو أسلوب حياتهم ..تعتمد اللايدي سيليستيا عليا لاحمي إبنتها بينما هذه مهمتها هي

مهمتها أن تهتم بإبنتها ..أن تحبها على حقيقتها كيفما كانت بدون أن تغير فيها شيئ وتشاركها في كل نشاطاتها ، مهمتها أن تكون ايضا صديقة لإبنتها وترشدها للطريق الصحيح

تبا للأغنياء الذين تشغلهم حياتهم المزدحمة عن أولادهم

اللايدي سيليستيا تملك ستة أولاد .. ثلاثة بنات وثلاثة ذكور ، جون الإبن البكر واليد اليمنى لوالده ثم تأتي سيرافيناَ الإبنة الفاتنة التي ورثت جمال والدتها وذكاء والدها

ثم بيتر الإبن الثالث الذي كان يفترض أن يكون الأخير وكم ينطبق عليه مثال الطفل الذي ولد والملعقة الذهبية في فمه

ولحد الأن هاؤلاء الثلاثة يعتبرون أهم ثلاثة أفراد من آل فيفر والمفضلين للايدي سيليستيا ثم تأتي بشكل حزين تاماني قليلة الحظ

وبعدها الإبن هنري والذي تم إرساله ليدرس في مدرسة داخلية حسبما سمعت الخادمة تتكلم ، لاأعرفه ولا أعرف ماذا فعل ليرسل هناك ..لكنه الوحيد الذي تحتفظ الصفراء بصورته على منضدتها

وأخيرا تأتي الاخت كلارا ..الغريبة الهيئة التي تتنقل في الفيلا حاملة القط السمين بدون صوت كالشبح ، ولانها الأخيرة فهي إستطاعت أن تنظم للثلاثة المفضلين وهي نسخة من والدتها في الشكل والفعل

( هذا لك ياسيدي ) أعطاني النادل مشروب

( أرسلته لك تلك السيدة وهي تقول لك نخبك )

فإلتفت مبتسما للصفراء لكنها كانت شاردة الذهن في نافورة الشوكولاته الصغيرة وكأنها تريد ان تنقض عليها .. ورأيت اللايدي هولموود صدفة تلوح لي بأصابعها الخمسة ..هي التي أرسلت لي هذا ؟
بسرعة دفعت الكأس للخلف وقلت ( شكراً )

إنتظرتها حتى إنتهى العشاء وإنصرف الجميع لغرفته
وكانت هي أخرة واحدة تنهض من الطاولة حيث همست شيئا للنادل ثم تقدمت نحوي وحين وصلت لي قالت

( تعال معي ) وأكملت سيرها لغرفتها ،صفعت باب الحمام بغضب مراهقة عارم وبعد نصف ساعة خرجت مرتدية فستان من الدنتيل يوحي بالعصور القديمة وتركت شعرها المجدول مسرح على ظهرها وريثما كانت في الحمام أحضر النادل علبتين من البيتزا و شراب شوكولاطة ساخن وضعهما في المائدة التي بالشرفة ، وهي توجهت هناك حيث كان البرد شديد

( تعال ياأليسكاندر )

وجدتها جالسة على وسادة قنطية وتأكل البيتزا بجوع ، تلاعب الرياح خصلات شعرها المتساقط على جانبي وجهها

( ألست جائع ؟ ..لقد طلبت من أجل كلينا)

ظننتها غاضبة ..هل يعقل أن يذهب كل غضبها في مهب الريح ..أم هذا أمر يخص المراهقين ؟

جلست بتردد ونظرت إليها مليا ، وهي تحملت نظراتي لدقيقة قبل ان ترفع كتفيها بضيق

( أحضرتني لفرنسا ..لكي تطعمني الخس ؟..تريدني أن اكون مثل العارضات في اللوحات الإعلانية ..إنها لن تفهم أبدا )

( لماذا تأكلين هنا ؟ الجو بارد قد تمرضين )

( لايهمني ..لايهمني ، دعني أمرض ..دعني أموت ، أتعرف الموت أفضل من كوني إبنة اللايدي سيليستيا فيفر .. أنا لم أطلب أي شيئ سوى حريتي لماذا تصر على وضع الاغلال فيدي ..هي تجبرني على الإلتزام بقواعدها اللعينة وتبقيني كأسيرة في منزلها ..فقط لو كان لدي مكان التجأ إليه لهربت ولن تراني مجددا ..لا أحد منهم سيراني مجددا )

( لاتقولي هذا ..لا تقسي على أمك و أهلك فأنت لن تجدي أشخاص يحبونك أكثر منهم )

( لا تدافع عنهم أمامي فأنت لا تعرف أي شيئ .. وكل البيتزا بحق الجحيم )

حملت قطعة وأخذت قضمة فقالت وهي تهز وجهها بلذة ( هذه بيتزا تحتوي على أفضل الأجبان الفرنسية .. وذلك شراب الشوكولاتة مع الفراولة .. أنا احب هذه المسكنات )

( إذن كلي حتى تنتفخي ) قلت لها مازحا حيث شعرت بالشفقة عليها فأومات

( عليك ان تأكل معي لأنك لم تأكل شيئا اليوم )

( كيف عرفت ذلك ؟)

فتحت فمها وأكلت نصف قطعة بيتزا بشراسة

( لقد لاحظت ذلكَ)

ثم قالت بغضب ( هي تضعني في حمية صارمة منذ سنوات.. هي لن تدرك ابدا كم البيتزا مهمة في حياتي ، تريدني ان احصل على الجسد المثالي مثلها ومثل سيرافينا .. أعني أنا موافقة على كل شيئ ..لكن هناك ثلاثة أمور لن أتخلى عليها حتى لو طردت من عائلة فيفر )

( ماهي ياترى ؟ )

( دراسة الحقوق ، البيتزا ، الزواج برجل الذي أحبه )

( أجد ذلك عادل بحقكِ )

( شكرا ..شك شكرا ..شكرا لانك تفهمني , لماذا لا تأكل البيتزا ؟ ألا يعجبك مذاقها؟ لماذا لا تأكل البيتزا ياأليكساندر ؟)

لان كتفي يؤلمني حين أحرك يدي .. اوشكت ان أقول هذا ثم تراجعت وحملت قطعة اخرى محركا يدي ببطئ شديد

( أتعرف ماذا لاحظت أيضا ؟ اللايدي هولموود مهتمة بك زيادة على اللزوم )

( لابد وأنني أذكرها بإبنها )

قالت متصنعة إبتسامة متذاكية ( هي لا تملك اولاد)

ثم شربت كأسا من الشوكولاطة الساخنة مردفة : ( الاولاد لا يستطيعون تربية الاولاد حتى لو كانو بعمر الستين)

( هذا كلام قاسي بحق اللايدي هولموود )

( لاتدافع عنها أمامي ..وتناول البيتزا )

بدأت أشك أنها إحتست تلك الشمبانيا التي كانت على الطاولة برفقة عائتها

الأضواء كانت خيالية كأن نجوم السماء إنعكست على الأرض والهواء بقدر ماكان باردا كان نقيا

( أنظري ..أليست تلك صديقتك من الثانوية ؟)

تمكنت من رؤيتها تلعب في الثلج في الأسفل مع طفل صغير ، هي فقط قالت وفمها ممتلأ

( نيكول !! )

وبدأت تسعل ، أمسكتني من ذراعي وسحبتني بقوة لأجلس مقابلا لها حيث اولى بظهري كل ذلك المنظر الجميل

( لا تسأل )

لم أسأل وعدت للموضوع

( إنها تبدو فتاة طيبة لماذا لا تصادقيها )

فبلعت البتزا بهمجية ( والدتي منعتني ..هي تظن ان نيكول فتاة قبيحة الشكل وليست راقية بمايكفي وتراني مثلها اساسا ، هي تعتقد ان تسكعت معها سأصبح أسوء .. والامر السيئ عليا ان اتظاهر امام البنات أني لا اعرفها .. ليتهم يكونون مثل نيكول )

( إن كنت تريدين ان تعطيك والدتك حريتك فلماذا لا تجعلينها تثق بك مثل سيرافينا ؟ )

لم يعجبها كلامي الان فسألتني

( برأيك مالذي يجعل والدتي تثق في سيرافينا ؟)

( إنها بسيطة ، منظمة ، طبيعية ومتواضعة ولا تزيف الحقائق ، إنها عقلانية وواقعية ..هي تحبكم وتهتم بأفراد العائلة )

بقيت فاتحة فمها حتى إنتهيت فقالت تحاول أن تفرض رأيها

( إنها الإبنة الاولى للايدي سيليستيا وجيفري فيفر .. لقد ولدت نسخة عن جمال والدتي وربما أجمل .. إنها مثالية ..ووالدي يثق بها أكثر من نفسه
لديها كل الصلاحيات لتكون ماذا تريد ان تكون )

( هذا عذر سخيف )

( ماقلته للتو .. هو السخيف ، ستسحب كلامك حين تتعرف على سيرافينا الحقيقية .. حين تراها على حقيقتها ، سترى أنك كنت واقع في مصيدة ..وأنا سأعطيك لمحة .. سيرافينا الحقيقية لا تهتم بشأن أي أحد عدى نفسها ..هي لا تكترث حتى بوالدتي
إنها إستغلالية وأنانية ومجردة من العاطفة ..إنها ألة في هيئة ملاك ..مهووسة بالعمل والمال ..الامر دوما يتعلق بالمال بالنسبة لها ..هي لاتحب سوى المال
وأنت سترى وجهها الحقيقي حين يختفي سحرها الذي ألقته عليك ..إنها فارغة !! ، أتعرف شيئا ياأليكس ..أحيانا انا أخاف منها اكثر من والدتي)

( أنتِ مخطئة بتحليلك .. لقد رأيت كم هي قلقة عليك بالامس ، هي تريدك ان تتبعي خطى العائلة لأنها لا تثق بالغرباء ..تريدك ان تديري معها العمل لانك أختها ..انت جزء من العائلة ..هي تحبك )

( من فضلك أليكساندر ..لو كان الامر حقا كما تقول ، لوكانت سيرافينا تهتم بي وتحبني ..لما كنت أتحدث معك أنت الان ، لما كنت إحتاج لمساعدتك أبداً، لو كانت أختي تهتم لماأريد لما إظطررت لألجأ لفاني وإليك )

حزنت مجددا فحملت قطعة بيتزا ووجهتها لفمها ففتحت فمها وعضت قضمة كبيرة

( الامر الطريف هو أنك حقا صدقت أنهم حقا يريدونني أن أدير معهم شركاتنا ) .

( ألا يريدون ذلك ؟ )

( طبعا لا يريدونني ..لن يسمحو لي أبدا أن أكون جزء من الإدارة ..انها والدتي مجددا تريد ان تتاكد ان تضعني تحت عينيها ..ولن تجد مكانا افضل من الشركة ..هي سوف تحبسني هناك ريثما تدبر لي زوجا )

عبست بحزن فشعرت بالضيق من أجلها

(إبتسمي فأنتِ لن تعرفي أبدا من سيقع في حب إبتسامتكِ)

قامت بتعبير ساخر فقلت لها:

( أنا اعدك أن اظل بجانبك حتى تستقلي بحياتك .. سأحميكِ )

فإبتسمت ..تلك الإبتسامة البريئة مجدداً، التي صدرت من طفلة صغيرة محتجزة بجسد مراهقة مشاكسة
بدأ الثلج يتساقط بهدوء فأصبحت الشرفة تتلألأ على الضوء الخافت

وقفت تاماني فجأة وبدأت تدور حول نفسها بحركات راقصة عفوية ..ثم مدت يدها لي فأمسكتها ووقفت
وهي إستمرت بالقفز و الدوران وكان لها اجنحة سماوية متمسكة بيدي كمرساة لكي لا تقع

حبيبات الثلج جعلت من خصلات شعرها الذهبية تتلألأ وكانها ترتدي تاجا جليديا خرافيا

مع ذلك أشعر بأشعة الشمس تسطع من خلالهم

إنها مثالية ..إنها أجمل مارأته عيني على الإطلاق

بقيت أحدق في إبتسامتها الجميلة حتى أدركت أنني أول واحد من وقع في حبها

في هذه اللحظات الهادئة

حين لا تكون غاضبة ، وغير مشاكسة ، وغير مجنونة

عندما تكون فقط فتاة عادية جميلة

أخاف حين تجعلني أحبس نفسي وأتمنى إستمرار اللحظة الى الابد

لا ! يجب أن أعرف حدودي وأبقي مساحة ديبلوماسية

لذلك أفلت يد هذه الملاك وتراجعت للخلف مكتفيا بمراقبتها عن بعد



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 07:21 PM   #27

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 14


أليكساندر~


كانت كل عظامي تؤلمني في صباح اليوم التالي
حتى أنني تأخرت في النوم حتى التاسعة وأنا أعرف أنها تنهض باكرا حتى في أيام العطل ، أسرعت في أخذ حمام وإرتداء ملابسي ثم توجهت لغرفتها وقبل ان أصل وجدت الأخت كلارا

ولولا إنعكاس صورتها على الجدار الزجاجي لكنت دست عليها

( صباح الخير أنستي )

حافظت على جمود ملامحها وأكملت سيرها كأنني غير موجود ، وبنفس الوقت خرجت تاماني من غرفتها وبمجرد ان رأتني حتى وجهت لي إبتسامة مشعة

( في الوقت المناسب دوماً ، تعال ينتظرنا يوم رائع ) قالت بحماس غريب

( اليوم مهم جداً ويجب أن أكون عند حسن ظني والدتي )

سارت خطوتين للامام ثم توقفت بضيق وقالت : ( هيا أليكساندر)

زفرت وعادت لتمسك بيدي فاوقفتها

( ياأنسة ...لقد نسيت إرتداء ملابسك )

صراحتي هذه جعلتها تنظر لنفسها مجدداً

أولا هي ترتدي هذا المعطف الاحمر الضيق الجد قصير ، وساقيها عاريتان لأن تنورتها قصيرة جدا.. بالإضافة لحذائها الأسود الجلدي ذو الكعب العالي الذي يبدو غير مناسب البتة لسنها

هي تعرف ماذا عنيت لكنها تظاهرت بالغباء وشدت يدي أكثر

( هيا أليكساندر)

( أنا لن أذهب معك لاي مكان معك حتى ترتدي شيئاَ لائقاَ ، أنظري لنفسك ..الطقس بارد جدا ولذلك يسمونه الشتاء )

( هل لديك مشكلة مع الطقس البارد ؟ )

إستعملت صوتها المستفز الان

( لدي مشكلة مع الناس الذين لا يفرقون بأي فصل نحن ولمعلوماتك إنه الفصل الذي يرتدون فيه ملابس طويلة دافئة)

( هيا أليكساندر ، هذا يوم مهم وعليك ان تساندني ..هل سمعتني هذا يوم مهم )

( أنا لن أرافقك لأي مكان إن بقيت هكذا )

سألتني بصوت عالي ( لكن لماذا ؟)

( لانك لا تعجبينني بهذه الهيئة ، لدي معايير أيضاً ولاأريد أن تظهر بجانبي فتاة غير محتشمة)

لقد صارت الدماء تغلي في عروقها

( أولا قبل كل شيئ ، مهمتي هي أن أعجب والدتي وليس أن أعجبك أنتَ .. واليوم بالإضافة لوالدتي ..يجب أن أعجب بمثالي الأعلى السيد غرافل )

( بهذه الهيئة ؟ لاعجب أنك في المرتبة الأخيرة في قائمة والدتك ، أنت لا تعرفين ماهو المناسب لكِ .. وهذه الملابس ليست مناسبة لأي شيئ )

( قصدك ؟ )

(قصدي يجب أن تحترمي نفسك ، حتى بطريقة لبسك .. لكي يحترمك الجميع وأولهم والدتك .. أقسم لو كان هناك قانون يعاقب على الأزياء لكنت إعتقلت منذ مدة )

وضعت يديها فوق خصرها لتقول بإنزعاج (ماذا تكون ؟ شرطة الازياء )

( انت تبدين مثل أنسة غير محترمة ووجهك يبدو مثل عدت للتو من السيرك )

( هاي ..لاتنسى أنك تكلم الملكة تاماني سيليستيا فيفر )

( أخرسي أيتها الصفراء المزعجة ! وإذهبي لتغيري ملابسك في الحال ، إرتدي شيئاَ راقي ومحافظ تنادين نفسك بالملكة ؟ لم أرى يوما ملكة تحط من قيمة نفسها مثلك )

إرتفع حاجبيها للأعلى بإستياء ( المعذرة ؟ )

( إن كانت الملكة إمراة محافظة ..فمن أنت حتى لا تكوني مثلها ؟ إسمعي إما أن ترتدي شيئا محافظا ..أو إنسي أنني سأرافقك اليوم حسنا)

( حسنااااااا ، سأغير ملابسي )

زفرت بوجهي ودخلت لغرفتها ، وبعد نصف ساعة خرجت ..فنظرت لأرى فتاة مختلفة تماما لكن هناك شيئ يجيب ان يختفي أيضاً ..إرتدت معطف أسود يخفي ركبتيها ، وجوارب سوداء خفيفة بالإضافة لحذاء بسيط ذات كعب صغير ..لاأعرف إن كانت ترسل لي رسالة عبر إختيارها للون الأسود الموحد

( كيف أبدو ؟ ) لم تكن متحمسة كالعادة

إقتربت منها وأمسكت بالمنديل ، مسحت اللون الأزرق على عيونها ..وأحمر الشفاه ونزعت مشبك الذي تجمعه به شعرها بطريقة تظهرها كانها مملة فتساقط شعرها الكثيف على كتفيها وظهرها

( الان انت مستعدة لتنالي إعجاب الجميع )

قالت بتوتر شديد ( انا أخشى من ردة فعل والدتي إن راتني هكذا ؟ )

( ردة فعلها الوحيدة هي الإعجاب بك .. أليس هذا ماتريدينه ؟ )

( بلا ..لكن ..هل أنت متأكد؟! )

قاطعتها وطمأنتها ( ياأنسة ، ثقي بنفسكِ قليلا )

أومأت فشجعتها ( الناس قد يعجبون بمظهرك ، لكن سيحبونك لشخصيتكِ، وعليك أن تمتلكي شخصيتك الخاصة .. فقط كوني على طبيعتكِ ولا داعي لتثبتي أي شي لأي أحد ، أنتِ لديك حقوق مثلهم ، وهذه الحقيقة .. أنت فرد من آل فيفر وتستطيعين أن تكوني مثل أختك أو أفضل
كل ماعليك فعله هو الثقة بنفسك وإتباع قلبك .. سترين أن الامر ليس بهذه الصعوبة)

( حسنا سأحاول.. سأجعل السيد غرافل يعجب بشخصيتي ، وليس بمظهري ، إنها فرصتي الذهبية بأن أقنعه بأن يقبل بي ..لأنه الأفضل ولن اجد مثله)

وتنهدت تنهيدة سبق ورأيتها عند دوغلاس حين يتحدث عن مستقبله .. فتسائلت من يكون السيد غرافل ؟

في قاعة الإستقبال مشت امامي بخطى واثقة وبمجرد أن رأت والدتها وجون جالسين حتى توقفت وهمست بهيام ( السيد غرافل )

نظرت للرجل الذي يقابلني بظهره ، الذي كان يحدث جون ، لقد تكلمت معه عبر الهاتف حيث طلبت مني سيرافينا أن أبلغه بأن الإجتماع ألغي

( تمنى لي الحظ ! ) أخذت نفسا عميقاً ثم وقفت بإستقامة وفجأة سمعت ازرار معطفها تفتح كلحن حيث نزعته قائلة بإستفزاز

( بعد تفكير ثاني ..ماقلته أصبح قديم الطراز، ففي الوقت الراهن ..الناس يقيمونك عبر مظهرك .. فان كنت فخما ستتاح لك فرص أكثر .. هذا تصريح والدتي )

ألقت عليا معطفها فنظرت إليها لأرى أنها ترتدي تنورة صفراء قصيرة جداً وسترة كلاسيكية عاجية

( كيف أبدو ؟ ) سألتني وهي تدور حول نفسها

لقد إنزعجت لأنها ضربت كلامي بعرض الحائط فقلت ببرودة

( لا تسأليني فأنا شاب قديم الطراز )

ويبدو ان صوتي وصل لوالدتها حيث نادتها في الوقت المناسب

( تاماني ..تعالي وألقي التحية على السيد غرافل ! )

وبمجرد ان ذكرت إسمه حتى إتسعت إبتسامتها الحقيقية وبنفس الوقت نهض السيد وإلتفت نحونا..وكان الذهول مرسوم بوضوح على وجهي وعلى وجهه

يااه ماأغرب الصدف

هل يعقل أن يكون السيد غرافل هو نفسه الرجل الذي نسي حقيبته في الحافلة ذلك اليوم

بقيت ساكنا في مكاني حيث تقدم هو نحوي وتحت إستغراب الجميع وظنهم أنه سيصافح الأنسة تاماني

قام بمعانقتي للحظة وقال بصوت سعيد مديد

( أليكساندر ..لكم تسعدني رؤيتك مجددا، كيف حالك ياإبني ؟ )

هل يعقل أنه لا يزال يتذكر ذلك اليوم ويتذكرني

( أنا بخير سيدي ..كيف حالك ؟ )

شعرت بحركة الصفراء حولي وسمعت صوتها تقول : ( مرحبا بك سيد غرافل ..كيف حالك ؟ )

فأخفض عيونه لها لثانية قائلا ( بخير بخير .. وسعيد لانني إلتقيت بأليكساندر هنا يالها من صدفة جميلة ..أخبرني ماذا تفعل هنا في فرنسا ؟ )

أعتقد أنها إحترقت من تجاهله الغير متعمد لها فقالت بتهكم ( أليكساندر مساعدي الشخصي)

رفع حاجبيه وعيناه تبتسمان ( أحقا ؟ هذا يعني أننا سنلتقي كثيرا الأيام القادمة ، تعال تعال وإجلس معنا )

وضع يده على ظهري وأخذني لأجلس بقربه ..وإضطرت تاماني ان تتبعنا ثم جلست غير مصدقة وأوشكت ان تلتهمني بعيونها الطفوليتان الغاضبتان

( يبدو انك تعرف أليكساندر ؟ ) سألته اللايدي سيليستيا ولم تكن تملك مشكلة بذلك فأومأ هو وقال بإختصار

( فلنقل أن أليكساندر أنقذ حياتي ذات يوم وأنا مدين له بذلك ، أنت إخترت الشخص المناسب ..يمكنك ان تنامي وأنت مطمئنة على إبنتكِ)

ومن جهة أخرى تسائلت لماذا هي معجبة بالسيد غرافل إلى درجة الهوس ، هي لاترفع عينها عنه

( بوونجووووغ ! ) صدر صوت عتيق من خلفي فوقفت لأرى اللايدي هولموود وزوجها .. وكانت هي الثانية تتصرف كأنها تعرفني منذ زمن حيث تركت ذراع زوجها وجائت لتقف أمامي قائلة

( أرى أنك تعرفت بالمحامي الخاص بي ..السيد غرافل! )

ثم إلتفت للسيد غرافل قائلة ( أليس هذا أظرف شاب رأيته يوما ؟؟)

( إنه شاب صالح ومهذب ! ) أومأ السيد غرافل بإبتسامة صامتة

أنا متفاجئ مما يحدث الان ..وكذلك أل فيفر

( أنا متأكد من أنه كذلك ... تفضلي بالجلوس لايدي هولموود ، لورد هولموود ! ) قال جون فجلس الجميع وحين كنت سأنصرف أمسكتني اللايدي هولموود وجعلتني اجلس بجانبها ..وهنا فقط عدت بذاكرتي للخلف وتذكرت انني رأيتها من قبل ، نعم رايتها في سيارة رولز رويس وكانت برفقة السيد غرافل .. لقد ظننتها زوجته حينئذ ، لكن تبين أنه محاميها

مهلا ...الصفراء مهوسة به لانه محامي ..لأنه يمتهن أكثر شي تود أن تكونه ، لقد ظننته رجلا ما وقعت في حبه .. كم كنت مخطئا في تحليلي وهي الان تجلس بمفردها على الأريكة تكاد تبكي لأن الجميع يتجاهلها

لم تتوقع أن المحامي يعرفني ..لم تتوقع ان يسعد برؤيتي ..لم تتوقع أن يدعوني للجلوس معه .. لم تتوقع ذلك من رجل بسيط مثلي

من الواضح ان السيد غرافل محامي بارع والأفضل في مجاله ..وهي تحب أن تتلقى الإهتمام من الأشخاص المهمين مثله ، لكي تشعر بأنها مرغوبة ، هكذا إستنجت من تصرفاتها ..وهي مهوسة به لأنه عائلتها تحترمه وستحترم رأيه إن تكلم عنها ومدح مهنته ..لكنها لا تعرف أن أهلها لن يوافقوا يوما على إختيارها لمهنة المحامات مادامت لن تطلب بنفسها ذلك وتفرض رأيها

( أخبرني أيها الشاب الظريف .. ماهي مشاريعك المستقبلية في الحياة ؟ )
شعرت بالضغط لان اللايدي هولموود منشغلة بي

( وظيفة جيدة ثابتة )

قطب السيد غرافل جبينه قائلا ( وظيفة جيدة تتطلب تخصص جيد ، لو درست الحقوق لكنت وقفت لجانبك حتى تفوز باول قضية لكَ، كنت ساجعل منك محامي ماهر)

هذه اللحظة بدأت الصفراء تسعل رغم انها لم تشرب شيئ ، فتحت عيونها بقوة نحوي فشعرت بالشفقة عليها حقاً، فالسيد غرافل يتجاهل النظر إليها لكي لا يتم إتهامه باستراق النظر لمراهقة مثيرة ربما .. لو أخذت نصيحتي ، ليس صعبا اكتشاف انه رجل محافظ مثلي

قال جون ( يقولون المحامي الجيد يعرف القانون ..والمحامي الممتاز يعرف القاضي)

( مارأيك انت ياألكساندر ؟ ) طلب السيد غرافل رأيي شخصيا فقلت وأنا أنظر لتاماني بخيبة

( البعض يقولون إن المحامي الماهر هو كذلك كاذب بارع جداً )

فقالت مباشرة خلفي ( انا واثقة أن السيد غرافل ولد لكي يكون محامي ..وهو يحب مهنته لذلك يمارسها بكل مصداقية والدليل أنه واحد من أفضل المحامين في لندن)

لا اعتقد أن أحدا سمعها حيث قال السيد غرافل قبل ان تنهي كلامها ( هل يمكنني ان أعزمك لاحقا لفنجان قهوة ياأليكساندر .. اود أن أعرفك اكثر)

( أجل.. طبعا ! )

لقد ماتت بالقهر حين دعاني

( هاقد وصلت الانسة سيرافينا ، أعتقد أننا نستطيع مناقشة صفقة البندقية الان )

حين جلست سيرافينا ,تاماني وقفت وقالت : ( المعذرة منكم ، سررت برؤيتك سيد غرافل)

فنهضت ولحقتها ، كانت تسير بسرعة رهيبة للخارج لاأدري أين ، لكنها ذاهبة حيث لا يوجد الناس
وبينما كانت تمشي وضعتُ معطفها على كتفيها فتوقفت وأمسكته بشراسة لتلقيه في الأرض

( لماذا أنت تتبعني ؟)

( أليس هذا مايفترض بي فعله ؟ )

( لا أدري ..ربما تفضل البقاء معهم ربما يحتاج السيد غرافل لرأيك حول شيئ أخر )

حملتُ معطفها مجددا ووضعتهُ حول كتفيها فقالت وهي ترتجف ( لو رآك السيد غرافل مثلما رأيتك أنا أول مرة لما تجرأ ولمسك حتى ، للأسف الملابس الفخمة تفعل الاعاجيب)

الان هي بدأت تقلل من قيمتي ، وكم هي ممتلئة بالغضب ، وفي لحظة ما إستدارت وعادت أدراجها لغرفتها ، تركت الباب مفتوح فدخلت ووجدتها تقف في الشرفة ، تغمض عيونها بقوة وحين شعرت بحضوري قالت بحدة

( عندي لك نصيحة أليكساندر ، لمالا تذهب وتجهز نفسك جيدا لتقابل السيد غرافل ..وربما قد أعطيك لمحة عن دراسة الحقوق)

وبدون سابق إنذار تقدمت ودفعتني بقوة

( لقد سرقت حلمي ..سرقت يومي المهم ..وسرقت مثالي الاعلى)

( أنا لم أسرق شيئاً منكِ، لمعلوماتك السيد غرافل وانا لا تربطنا أي علاقة ، وإن كان قد إستلطفني فلأنه رجل طيب)

( من أنت لكي يستلطفك ؟ هاه ؟ سأخبرك .. أنت مجرد شاب فقير جاء من الريف ، ليس لديك اي شيئ ولا تعرف أي شيئ ..أنت لا شيئ ..بينما أنا كل شيئ ، أنا إبنة رجل الأعمال الناجح جيفري اللعين فيفر وعارضة الازياء الشهيرة سيليستيا هاميلتون فأنت إبن من ؟ ، أنا جميلة وذكية..و غنية .. والسيد غرافل هو رجل مهم جداً ويعمل عند واحدة من فاحشات الثراء في بريطانيا ، هو يدير لها الكثير من الشركات حول العالم ولقد حضر في الكثير من البرامج التليفزيونية لأنه عبقري ..فكيف إهتم بك وتجاهلني ؟ أنا أكرهك أكرهك أكرهك أليكســــــــــــــــــــ ـــــــاندر .. أكرهك )

( حسنا ..)

لم أسمح لأحد أن يقلل من قيمتي في حياتي كما تفعل هي ، وأنا صامت لها لاني أعرف أنها غاضبة ..لكن ليس لدرجة أن تجرحني بالكلام

( أجل أركض وأنجو بحياتك ..فقط اهرب كما تفعل دوما )

صرخت مثل مراهقة هستيرية ثم جائت و أغلقت الباب بقوة فقررت أن أنزل ..شعرت بالإختناق فخرجت وجلست على إحدى المقاعد

لم يفترض أن أخذ كلامها على محمل الجدية فهي مجنونة ..لكن جميعهم يفكرون مثلها

أنا لم أرد أن أولد فقير ، لم أرد أن أكبر فقير .. وأنا أعمل لكي لا أظل فقير .. لكن لماذا يرحمنا المجتمع قليلا ..

( أليكساندر ) رأيت فاني تقف أمامي ثم جلست بجانبي

( أتسائل ماذا تفعل خارجا في هذا الطقس البارد ؟)

( لن تودي أن تعرفي )

( إذن سأخمن .. الملكة منزعجة ؟ )

( أسوء .. هي تنفث النيران من فمها )

أومأت كأنها فهمت قصدي وقالت ( وأنت هربت ياأليكساندر ؟ تركتها وحيدة هناك ؟ )

( لقد حاولت ان أنجو بحياتي .. ثم ليس من الضروري أن أتحمل غضبها الغير منطقي)

( ربما لا ، لكن هل يمكنك فعل ذلك من أجل الإنسانية ؟ في العادة حين تغضب تاماني تتجاهل .. ومن الواضح انها لم تقم بتجاهلك ياأليكساندر)

( لا ..بل وضعتني مباشرة في مرماها )

( أها .. لكن تاماني تحت مسؤوليتك ، هي مثل أختكِ ، هل لديك أخت ؟ )

( هي لا يمكن أن تكون أبدا مثل أختي .. )

( لما لا ؟ ) وضعت يدها المليئة بخواتيم صغيرة فوق خدها مبتسمة وكانها تعرف مايدور داخل رأسي

( هي فقط لا يمكنها أن تكون .. )

( أنت تحب أختك جدا ياأليكساندر ، ومن الواضح أنك تخاف عليها وتحميها)

( صحيح )

( ومن دونك وعييك صرت تعامل تاماني بنفس الطريقة ، أنت تخاف عليها وتحاول حمايتها )

أخذت نفس عميق باردا ( ليس بدون وعيي .. أنا افعل ذلك لأنها وظيفتي )

( أخالفك الرأي .. لوكانت ذلك جزء من الوظيفة لفعله لورينس قبلكَ، أنت تفعل ذلك لانه جزء من شخصيتك ، أنت رجل صالح ياأليكساندر ولاأحد سيقنعني بالعكس وبعنايتك بتاماني إستطعت كسر بعض دفاعاتها فصارت تعبر عن مشاعرها الحقيقية لك ، قد تكون أنت الوحيد الذي يغضبها فلاتتظاهر أمامه بانها ليست كذلك وبحالة جيدة ، أعني أنها لم تعد تلجأ لي ..هي لم تعد بحاجة للشاي خاصتي بعد ان وجدتك ، فهل مازلت ستأخذ على خاطرك منها الأن ؟)

( نعم ! أنا لا شيئ بالنسبة لها ، هي لا تحتاجني) أومأت مؤكدا على ذلك فتهندت فاني وحاولت مجددا معي

( طبعا هي تحتاجك .. تاماني كانت وحيدة لسنوات كثيرة ، ثم ظهرت أنت فجأة في حياتها وجعلتها تثق بك ..لايمكنك ان تتركها الان ، إذهب إليهاَ )

وبعد تفكير قصير مني قررت أنها حقا تحتاجني وأنا وعدتها بحمايتها وقررت ان أعتبرها مثل مراهقة لا تعرف الصواب من الخطأ لانها كذلك ..حتى لوكانت سليطة اللسان وتتصرف كأن العالم يتوقف عليها ..بقيت حتى المساء في غرفتي ثم ذهبت وطرقت على باب غرفتها وإنتظرت ..فلم يحدث شيئ

كأنها ليست هناكَ فدخلت ووقفت قرب الباب .. ثم نظرت لسريرها لأراها مستلقية مثل فتاة صغيرة وتبكي

( لماذا تبكين ؟ ) إستندت على الباب وراقبتها تمسح دموعها مرددة بصوت مراهق ساذج

( الأمر ليس من شأنك )

( هل رأيت محامي يبكي بعد رفض أول إعتراض له ؟ )

نظرت لي بعيون طفولية واسعة ممتلئة بالدموع فشعرت مثل كل مرة بالشفقة عليها

( هل تنسحبين من أول عائق ؟ )

( لقد رأيت بنفسك كيف تجاهلني السيد غرافل .. كأنني لم اكن موجودة ، هل تحققت أمنيتي و أصبحت حقا غير مرئية ؟ هل تستطيع رؤيتي الان ؟)

( أجل أستطيع رؤيتك )

( هل أنت متأكد ؟ )

( أقسم لك ميمي أنا أراك بالتأكيد )

وحين قلت هذا هي قطبت جبينها وكانت مستعدة لتصرخ في وجهي لكنها إختارت أن تنفجر بالبكاء بصوت عال مديد

هي تتصرف وكأن الحياة إنتهت

( توقفي عن النواح من فضلك ..صوتك يجلب لي صداع الرأس )

إقتربت منها فرفعت سبابة يدها محذرة

( إحترم الحدود)

( إسترخي أنا أعرف حدودي )

( أتمنى لو أنك عرفت حدوك مع السيد غرافل أيضاً)

حملت معطفها وألقيته عليها (إرتديه ..سنخرج في جولة )

حملقت لي لثواني ثم دفنت وجهها في اللحاف

( هيا إرتدي معطفك ..سأخذك للخارج )

( مارأيك ب لا ؟ ) قالت بنبرة مشاكسة

( لايعقل أنك مازلت غاضبة مني )

رفعت حاجبيها فأكملت كلامي بسرعة ( لا أحب أن يجعل أحد فتاتي غاضبة ..فكيف لو كنت أنا السبب ؟)

( ماذا قلت ؟ ) كلامي الغريب جعلها تنهض من السرير وتقترب مني كأنني خيالي موجهة لي نظرة وجدتها طريفة وحين إبتسمت معها هي هربت للسرير وإختفت تحت البطانية

( هيا ..لاتفعلي ذلكَ، أنا أسف إن كنت افسدت يومك المهم ، أنا حقا أسف )

فأظهرت لي وجهها وكان شعرها الذهبي المجدول يخفي بعضه ( مارأيك ب لاأهتم )

( أنسة .. إرتدي معطفك أو حملتك مثلما أنت وسببت لك فضيحة حقيقية )

كنت جاد جدا وهي صدقتني فإرتدت معطفها إقتربت منها بهدوء وحملت قبعة المعطف ووضعتها على رأسها

لم ارد ان يراها أحد ..وخصوصا الباباراتزي، فوضعت ذراعي حول كتفيها وقربتها مني لكي لا يشكو ..رغم كل شيئ هم لا يعرفون وجهي جيداً

( إصعدي لعربة الخيل ) طلبت منها فكانت تتصرف بغرابة ، إبتعدنا قليلا عن الفندق واصبحنا اقرب للقرية الصغيرة المتواجدة في طريق جميل جداً مغطى بالثلوج

فبادرت بالحديث

( قررت أنك بحاجة للإبتعاد قليلا .. لذلك سنكون أنا وانت ..وحدنا )

أصبح لونها أرجواني فسألتني ( هل أنا أتعرض للخطف ؟)

( ماذا ؟ لا ! مالذي جعلك تعتقدين ذلك ؟ )

(ياإلهي ، لاأدري .. هل إنتبهت لنفسك ، لقد ناديتني بفتاتك قبل قليل ثم عانقتني في طريق الخروج ..والأن أنت تقول بأننا سنقضي بقية الليل وحدنا ) .

نظرت مباشرة لعيوني وسألتني بعمق :
( هل بدأت تحبني ياأليكساندر ؟)

إعتدلت في جلوسي ووجدتني انظر للامام لكي لا انظر لعينيها المنتفختان من البكاء
وضحكت بقصدي

( أحبك أنتِ ؟ .. بدون مزاح )

(هل أنت متأكد ؟ )

( أقسم لك ) قلت بنبرة باردة

فصمتت وعانقت ذراعي فجأة هامسة ( تجمدت )
رفعت ذراعي قليلا فإذا بها تحتمي بصدري مثل القطة باحثة عن الدفئ

( هل أنت بخير ؟) سألتها فأومأت وهي تحرك وجهها فوق صدري لتستقر فوق نبضات قلبي ثم أغمضت عينيها هامسة

( أنا بأمان )

وأنا قلبي تخطى للتو نبضة

ثم راح ينبض بشراسة مثل قلب شخص سيغني في أول حفل موسيقي له

توقفت عربة الخيل قرب مقهى صغير بجانب الطريق ، حيث إخترت طاولة تطل على الخارج وسحبت لها مقعد لتجلس

( لماذا أحضرتني هنا ؟ )

( أنا فقط أؤدي عملي )

( لكنني لم أطلب منك شيئاً ) هي ماتزال تشك أنني أختطفتها

( ليس عليك .. أنظر لعينيك وأرى طلب النجدة
وأنا هنا ..لايمكنني السماح لأحد بإزعاجك .. فعندما وقعت العقد أنا صرت بشكل ما المسؤول عنكِ، وحين أرى أنني الوحيد الذي يكترث .. أشعر بانني يجب ان أقدم كل ماعندي ، أن أحميك حتى من نفسك )

( يفترض بك أن تحميني جسديا فقط ) وأشارت لجسدها بفخر فأدركت أنها بردانة

( لن يضر ان أحميك نفسيا ..ساساعدك في كل شيئ حتى لوبدى تافهاَ )

ربعت يديه سائلة ( وكيف ستفعل ذلك ؟ أعني مساعدتي نفسيا ؟ .. )

( أنت فتاة لطيفة )

( أنا ماذا ؟ )

لاأعرف لماذا شعرت بالإرتباك مني

( في مكان ما في أعماق روحك ، أنت فتاة لطيفة ، تملكين قلب طيبْ )

( هل هذه هي فكرتك لتساعدني نفسيا..إخباري بانني كائن لطيف ؟ )

( لا ..لقد اخبرتك فقط برأيي ، لكن أحد أخرا سيخبرك برأيه المهني نحوكِ )

وأشرت بعيني للباب وحين إلتفتت لم تصدق عينها

( السيد غرافل ؟ ) ظنت أنها تتخيل لكن حين رأته يقترب إنتفض جسدها ورددت بهستريا

( السيد غرافل.. ياإلهي أبدو بحالة مزرية لا يمكنه رؤيتي هكذا)

ثبتها في المقعد ( إهدئي.. أنت ممتازة كما أنتِ)

( أليكساندر ...) نطق إسمي كأنه يعرفني منذ الأزل ثم لاحظ تاماني وقال بتحفظ ( الانسة فيفر)

جلس مقابلا لي ولاحظت أنه سيبقى يتصرف بديبلوماسية لوجودها هنا فقلت له

( أفضل شيئ في هذا الجو البارد هو فنجان قهوة باريسي دافئ)

فقال وهو يهز رأسه ( عليا أن أوافقك الرأي ، إذن أليكساندر .. أتذكر أنك جئت هنا برفقة صديقك أمل أنه بخير ؟)

لاأصدق انه يتذكر دوغلاس

( إنه بخير)

( ماذا حل به ؟ )

( إنه يعمل في مطعم فيفر )

وشعرت بتاماني تحملق بي ، صارت تجلس كأنها خشبة ..كم هي متوترة وخائفة من نظرة السيد غرافل

( كما كنت أقول هذا الصباح ، إنها لصدفة رائعة أن ألقاك هنا )

ثم نظر لتاماني وأخبرتها ( مساعدك الشخصي إنسان صالح وطيب ، لا تتخلي عنه أبداً )

فقالت كألة مطيعة ( حسناً)

( لكن في حالة قررت أنك لست بحاجته ، فانا لدي إبنة وساكون مسرورا أن تكون مساعدها الشخصي)

فنظرنا كلينا للصفراء التي أخفضت وجهها بحزن على غير العادة ثم رفعته بإستهجان حين قلت

( لا أظن أن إبنتك ستحتاج لمساعد شخصي ، أنا واثق بأنها تعلمت منك كل أنواع الدفاع )

( هذا صحيح .. نيكول ذكية وتعرف مصلحتها ، هي تريد أن تصبح محامية مثلي ..وأنا سعيد جدا بإختيارها دراسة الحقوق فإنه لتخصص رائع)

( هل تعرف من أيضا يعشق مهنة المحاماة ويتمنى لو يصير مثلك ؟ )

إتسعت إبتسامته وسألني بتشوق (من ؟ )

فأشرت بكلتا يدي لأقدم له ( إنها الانسة فيفر )

وكم تفاجأ حيث سألها مباشرة ( حقا ؟ لم يخيل لي قط انك تحبين الحقوق ، لطالما تحدثت والدتك عن إتباع كل اولادها لخطى والدهم في التجارة وإدارة الأعمال )

( أنا أنا أنا ..الحقوق ..مهنة ..المحاماة ) حين بدأت تتلعثم تكلمت مكانها

( اللايدي سيليستيا لا تعرف بعد إختيار إبنتها تاماني ، وبرأيي هي لن توافق عليه حتى لو عرفت ، للأسف هذه الفتاة المسكينة تحب مهنة المحامات وتريد ان تصبح محامية بشدة بل اكثر من أي شيئ أخر في حياتها )

( أوه حقا .. إعذري صراحتي ، لكني حين أراك لن يخطر لي قط انك تحبين الحقوق، أنت لا تبدين كأنك مستعدة لتكوني محامية)

قالت ( أنا أحب الحقوق مثلما الورود تحب المطر )

( هذا جيد .. لكن كما قال اليكساندر ، لست واثق ان والدتك ستوافق على الموضوع ، برأيي أنت لست مستعدة لتخوضي حربا أنت الطرف الخاسر فيها ..لمالا تفعلين مثل إخوتك وتدرسين التجارة وإدارة الاعمال)

وضعت يديها فوق الطاولة وقالت بشغف ( أنا أتنفس الحقوق ..لقد ولدت لأكون محامية)

فتدخلت مجددا ( سيد غرافل .. أنت مقرب جدا من عائلة فيفر ، أنت رجل مهم جداً وكذلك رايك مهم بالنسبة لهم و ... أنت قلت هذا الصباح بأنني لو درست الحقوق لوقفت بجانبي حتى أفوز باول قضية لي ، لا امل لي ، لكن تاماني لديها .. هل تستطيع أن تنقذ حياة هذه الفتاة لتدرس الحقوق .. إنه حلم حياتها ياسيدي ، وأنت هو أملها الوحيد)

( هل تريدني ان أحاول إقناع والديها بان دراسة الحقوق أمر جيد وتخصص يليق بإبنتهم )

فقلت أنا وهي بنفس الوقت ( أجل )

تراجع للخلف ونظر إلينا مطولا لتظهر عليه إبتسامة صعب تفسيرها ، إحتسى القليل من القهوة ثم قال :

( أنا أتذكر بانني مدين لك بحياتي وهذه فرصتي لأسدد ديني .. لن أعدك بشيئ ، لكنني ساحاول إقناع والديها بأن يسمحا لها بدراسة الحقوق وسأساعدها أنا شخصيا حتى تفوز بأول قضية لها )

في ثواني تفاجئت بها تعانقني بكل قوة مرددة بسعادة غامرة
(أنا أحبك أليكساندر ..أنا أحبك )



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 09:13 PM   #28

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 15

تاماني ☆

نظرت من شرفة غرفة فاني المطلة على قمم الجبال البيضاء ، نظرت للسماء الرمادية لبعض الوقت ، كان النسيم بارداً

كان هذا أول صباح أنهض فيه سعيدة منذ مدة طويلة فقررت التوجه مباشرة إليها بعد ان رأيت جون يغادر الفندق برفقة والدي والسيد غرافل

أنا سعيدة اليوم ، إن كانت هذه الكلمة المناسبة ، الكلمة التي إعتدت أن الشعور بها في الماضي

والغريب أنه من بين كل الناس الذين حولي كان ذلك الشاب الذي أقلل من شانه هو سببها والان أشعر بالخجل منه

بعد كل ماقلته له لقد رد عليا شري بخير ، بفضله لدى فرصة لأصير محامية ..حلم حياتي
إن إستطاع السيد غرافل إقناع والدتي طبعا ...

(أه كم انا خائفة ) إلتفت إليها فرأيتها تضع الحمرة فوق رأسها

( ياعزيزتي ..أنت الأن تقدمت بخطوة ، ألا تتذكرين كيف كان الامر مستحيل لكي أن تجعلي السيد غرافل حتى ينتبه لك .. والأن هو وعدك بان يفعل مابوسعه ليساعدك )

تابعت بإبتسامة غامضة ( بفضل أليكساندر )

إقتربت منها وعانقتها من ظهرها ( لقد كانت فكرتك أن أجعله مساعدي الشخصي، أنتِ ملاكي الحارس يافاني ..أنا أحبك أحبك أحبك أحبك أحبك أحبك أحبك )

( تاماني !!!! ) أجفلت ونظرت لإنعكاس وجهها على المرآة فقالت ( هلا تركتني أضع مساحيق الزينة بدون أن اسكبها فوق فستاني )

فتركتها ورحت أرقص مؤدية حركات تشبه حركات البالي وربما الرقص الحر ، لكنني شعرت بانني أطير مثل الفراشة

( إحذري أن تسقطي يامجنونة )

لم تقاوم فاني وبدأت تقهقه ثم قالت ( ملاكك الحارس الحقيقي هو أليكساندر .. هو الذي يرعاك كما لم يفعل احد)

وفي هذه اللحظة شعرت بحرارة عالية بجسدي كأنني وضعت فجأة داخل موقد

( إنه فقط يؤدي وظيفته )

خرجت من غرفتها لأتمشى بمفردي في الرواق وأنا أنظر حولي وأتعجب كيف ان كل هذا ملكنا

لا ايتها الغبية ..بل كل هذا ملك لوالداي ولإخوتي ..

أنا غير معنية ..مثلما لا توجد صورتي في لوحة العائلة الكبيرة لن يوجد إسمي في الوصية أيضا
لذلك مشيت كأنني مجرد فتاة حجزت في فندق فيفر
وقبل ان اصل لغرفتي سمعت صوته الجميل فتوقفت لا إراديا ونظرت في أقرب مرآة وجدتها في طريقي

( أيتها الصفراء.. أنتِ مزعجة ! ) أخبرت نفسي مقلدة نبرته الساخرة ثم قرصت وجنتي قليلا ليحمر وجهي و سرت كأنني اللايدي سيليستيا شخصياً حين يخص الامر جسدها النحيف الشهير الذي تتفاخر به كأنها لم تلد في حياتها

تظاهرت كأنني لم أره حين مررت بجانبه حتى سمعته يناديني ( يأانسة )

فإستدرت مبتسمة وتجاهلته لكي لا يحمر وجهي أكثر

( صباح الخير سيد غرافل)

شعرت بان هناك خطب ما لأن السيد غرافل لم يبادلني الإبتسامة وإكتفى بهز رأسه بجمود كأني غير مرئية ، ومن ثم نظرت لأليكساندر فوجدته يزم شفتيه غير معجب ربما بملابسي ..لأنه كان يحدق مباشرة لتنورتي الجلدية

( صباح الخير أيها الظريف )

والان جائت اللايدي هولموود برفقة زوجها وخصت تحية مميزة لأليكساندر ، ثم تركت زوجها وعانقت ذراعه

( هلا رافقتني للمنتجع ) وقبل ان تسمع رأيه
سحبته معها ، اللايدي هولموود رغم انها عجوز إلا انها تبدو أصغر من سنها ، هي تخفي التجاعيد بعمليات التجميل ، وقد قصت شعرها حديثا فجعلته قصير جدا وشائك ثم صبغته باللون الأشقر ..
لكنها تظل عجوز ، فالستين هي ستين

حين إلتفت للسيد غرافل وجدته قد غادر .. فبقيت في مفترق الطريق

لااعرف من أتبع وبشكل لا إرادي تبعت مساعدي الشخصي ففكرة أن اللايدي هولموود أخذته بدون إذني أزعجني كثيرا

نعم يوجد منتجع صحي صغير في هذا الفندق وهناك توجهت لاجده يقف بجانب الباب الذي كان نصف مفتوح فألقيت نظرة لاجد والدتي وأختي هناكَ أيضا

أغلقت الباب بهدوء وسألته بعصبية

( عند من تعمل أنت ؟ )

فدرحج عيونه بملل ( لا تبدئي من فضلكِ .. أنا أخجل من أن أرد إمراة بعمر امي)

( خبر عاجل لك أليكساندر ، إنها بعمر جدتكِ .. وإياك ان تتركني بمفردي مجددا ، انت مساعدي انا وليس هي )

( حسنا حسنا أنا مساعدك انتِ ..إهدئي الان )

تحدث لي بصوت خافت هادئ فشعرت بالقهر وعوضا أن أهدأ راح قلبي ينبض بشراسة .. أأه كم أنا غاضبة الأن لكني كبته وسرت في الممر كالإعصار .. وشعرت به يلحقني ، توجهت عمداً لغرفته ودخلت والشيئ الذي ميزته فيه انه يدعني أفعل ماأشاء ويلتزم الصمت ، فقط يقف جانبا ويراقبني .. لكن إن ذكرت إسمه سيجعلني أندم لأنني راهنت في جدال انا الخاسرة فيه

كما قلت هاهو الان يشبك ذراعه لصدره ويسند رجله للخلف على الباب
يراقبني أهيم بين أغراضه ، وهو لا يملك شيئا في الحقيقة سوى حقيبة ظهر يضع فيها ملابسه ، قداحة ومنفضة ممتلئة بالسيجارات المنتهية فوق المنضدة

( أنت تستهلك الكثير من التبغ ) قلت محاولة أن اجعل صوتي باردا ،فقط لأجعله يتكلم ثم
صمت لانني تحدثت عن موضوع لا يخصني ، أو ربما لأنني وجدت صورة فحملتها

لم ينتبه لي بعد وانا إغتنمت الفرصة ورأيتها .. كان هو يعانق فتاة ، كم هي حلوة ..هي تملك شعر أسود طويل ..عيناها بنيتان داكنتان جميلتان ..واسعتان جدا كأنهما بحر

( هل هذه هي حبيبتك ؟ )

فتح عيونه على حين غرة كأنني تعديت على خصوصياته .. تقدم بسرعة نحوي ليخطف الصورة مني لكنني كنت الأسرع فأخفيتها وراء ظهري : ( أجبني أولا .. هل هذه هي حبيبتك ؟ )

( أعطني الصورة ) حين رأيته متوتر وخائف على الصورة أصابني الغيظ ، فامسكتها من المنتصف وكنت مستعدة لأشقها على نصفين

فصرخ بوجهي بقوة

( إإيـــاكِ )

حتى شعرت بالخوف الحقيقي وأعطيته الصورة .. لقد تخدرت قدماي لأني لم اتوقع ذلك منه

كان مستعدا ليؤذيني حقا وهذه المرة كان جادا .. جلست على السرير ولم استطع التنفس جيداً الطريقة التي صرخ عليا بها .. إنها الجـــــرأة

وبعد ان عاد عقله لرأسه جلس بجانبي وراح ينظر للصورة بحب ثم أخبرني ( نعم هذه حبيبتي الصغيرة .. أختي الوحيدة ، تدعى ماكنزي)

( حقا ؟ .. هل يمكنني رؤيتها مجدداً ؟ من فضلك )

طلبت بمودة فإبتسم وأعطاني الصورة

( كم عمرها ؟ )

( إنها في السابعة عشر )

من الواضح انه يحبها لدرجة لا يمكنني تخيلها

( هي تشبهك قليلا )

( أجل )

فشعرت بالفضول وسألته ( لديك أخ أخر ؟ .. لطالما ظننتك وحيد لدى والديكَ)

( لست الوحيد )

( أنت الإبن الاكبر ؟ )

أومأ موافقا فقلت بغيرة ( أنت محظوظ .. الإبن الاول ينال دوما مايريد)

( يخيل لك ذلك ياأنسة .. فحين يموت والدك وتقع كل المسؤولية على عاتقك لن يصبح الامر حظ بل مسؤولية )

( هل هذا ماحدث لك ؟ ألهذا جئت هنا لتعمل ؟ لتعيل عائلتك ؟ )

( شيئ من ذلك القبيل .. أعطني الصورة ) إنتزعها من يدي ووضعها في جيب سترته تماما بجانب قلبه ، ثم لاحظ تعابير وجهي فقرر أن يتركها تحت وسادته

عظيم ..والان صرت أغار على ماكنزي .. كم هي محظوظة لأن هذا الشاب الحنون يكون أخوها

قبل دقائق كنت أعتقد بأن أليكساندر يخصني وحدي وإنزعجت من اللايدي هولموود منذ قليل ومن سيرافينا ذلك اليوم .. والان ماذا يمكنني أن اقول .. هذه أخته !

هو لا يكترث لأختي او للايدي هولموود .. لكن أخته سيدفع روحه ثمنا من أجلها .. حين يتعلق الامر بها هو لن يكترث لي أيضاً وهذا يجعلني أتضايق

حين وصل وقت الغذاء نزلنا للمطعم ، حجزت طاولة وكنت انوي أن أتغذى معه ولاأدري من أين جائت اللايدي هولموود لتفسد ذلك علياَ

وكم هو لطيف وطيب بحيث حقا كان يخجل ان يرفض لها طلب

حيث إستأذنته إن كان يمكنها أن تنضم لنا ماكان منه سوى ان يبتسم

والحقيقة كان يجب ان تستأذن مني أنا

إنها تتصرف كأنه جنتلمان وأنا مساعدته الشخصية

والاسوء زوجها هنا لكنه لا يبدو انه هنا ، كأن جسده هنا وروحه هائمة في مكان أخر

لقد ظلت تسأله طوال الوقت عن حياته ، ولقد كنت استمع أحيانا لأجوبته المختصرة ثم أشرد في عيونه .. إنهما نفس عيون اخته ماكنزي

أتعجب كيف أن البنات محظوظات لهذه الدرجة يعني

لابد وأنها فتاة سعيدة جدا في حياتها لأن لها أخ مثله .. وربما بقية أخوته مثله يحبونها ويعزونها كونها الأخت الوحيدة

( حين نعود إلى لندن ..سأدعوك إلى منزلي ، انت لطيف جداً )

أومأ ونظر لي كأنه يعلم بقلبه أن دمائي تغلي وبشكل ما ظل يحدق لي بطريقة غريبة ، ثم إبتسم إبتسامة خافتة وأشاح بوجهه عني

لم أستطع لمس طبقي المليئ بالدهون بوجودها .. لم استطع حتى الجلوس براحة فزوج السيدة هولموود يعاني نوعا ما صعوبة في التنفس وهو يتنفس على وجهي وراحته مقرفة وكأنه تناول السردين نيئا

ولذلك أوحيت لأليكساندر بان ينهض ، لكنه لم يفهم ..وعندما إبتسم مجددا ادركت أنه فهم لكنه لا يريد ان ينهض

( بصحتكما ! .. نحن الان سنستأذن منكما إذ لدى عمل ضروري )

قمت وبنفس الوقت قام هو فأمسكت اللايدي هولموود بذراعه وقالت لي ( الا تستطيعين تنفيذ عملك الضروري بدونه ؟ )

هل هي جدية ؟

لولا أنها شريكة والدي في هذا الفندق وتملك أغلبه لقمت بلكمها بحيث ستتقيأ كل البوتوكس الذي حقنت به وجهها

أريد أن أحضر ملاقيطي وأنتف شعرها الشائك شعرة تلو شعرة

أريد أن أغرقها في دلو تنظيف الأرض بعد أن أقطع يدها التي لا تريد إبعادها عن أليكساندر

أريد أن أربطها بالحبال وأعلقها مكان الثريا من قدميها بعد أن أقفع عينيها بأظافري الحادة

هل هي تحاسبني ماذا أفعل بمساعدي الشخصي !

كان لدي كلام كثير وصل لحنجرتي ولم أستطع البوح به لأن والدتي ستفعل بي أسوء من ذلك

( أخشى أن هذا العمل الضروري يتطلب عضلات شاب مثلي ) قال أليكساندر بمودة

آه ..لا ادري لماذا ذكر عضلاته في الوقت الذي كانت ترمقه بنظرات إهتمام غريبة الأطوار وهي تمسك ذراعه

إرتديت مزلاجاي وذهبت لأتزلج ، لم احدثه طوال الطريق

( هذه المرة لن أنقذ حياتكِ) قال فلم أميز إن كان يمزح او لا ..لكنني أصريت على أن اتزلج

رغم أنه إرتدى زلاجات ووقف طوال الوقت بجانبي لكنه قال ( لن ألتقطك إن وقعت)

اومأت وأمسكت يديه

( هذه المرة أنت ستكون بجانبي عن جد .. انا لم أصل للعشرين من عمري وإن حدث لي مكروه سيؤنبك ضميرك للأبد)

( ربما لن يؤنبني ضميري )

نظرت إليه بجدية ( أنت مساعدي الشخصي انا وقد قلتها بنفسك .. انا احتاج لعضلاتك لكي تمسكني في حال وقعت .. قلت بأنك متزلج ماهر أرني ذلكَ )

وكنت سأتزلج لكنني خفت ولكي لا ينتبه لذلك ويسخر مني قلت له ( لعلك لاحظت كم أنا قريبة منكَ لذلك أريدك أن تفهم بان قربي هذا فقط من أجل سلامتي )

فاجابني ببرودة ( لا تقلقي فمن يعيش معك يدرك كم هو مستحيل الوقوع بحبك)

ثم أمسكني من خصري وإنحنى لأذني ليهمس

( لكنه يسهل الوقوع بحبي فحذاري)

وإنطلق نحو الأسفل فأغمضت عيني وسمعته يقول

( لا تخافي ..سأتركك حالما تكونين جاهزة )

لكنني لم أكن جاهزة حتى وصلنا للنهاية ..

( لنحاول مجدداً ) طلب مني فرفضت وجلست مكاني فوق الثلج قرب إحدى الأشجار وربعت يدي لصدري

( مالخطب ؟ ) جلس بجانبي ولقد كان حقا يهتم ماخطبي

فأجبته وقلت الحقيقة ( لا يمكنني التوقف عن التفكير بأختك ..وجميع أفراد عائلتك )

( مالذي يثير فضولك عنهم ؟ )

( كل شيئ )

أليسكاندر هو مثل أحجية أمامي ..أتسائل كيف هم بقية أفراد عائلته

( هل هم مثلك ؟ هل جميعهم طيبون مثلك ؟ ويهتمون ببعضهم البعض ؟ )

( واو أنت فضولية جداً )

خجلت حين قال هذا فسارعت لأقول ( أنت محق أنا أسفة لم يجدر بي التدخل في خصوصياتك)

( لابأس .. كنت امزح معك فقطِ، وبالنسبة لعائلتي فهم مثل بقية العائلات العادية ، لقد توفي أبي وترك لي أمي و ثلاثة إخوة لاعتني بهم )

( لابد ان تحمل المسؤولية بعمرك امر صعب )

نظر لي لبرهة ثم قال موافقا ( تستطيعين قول ذلكَ ياأنسة .. المسؤولية حقا أمر صعب)

( هل يمكنك ان تحدثني عن امك و إخوتك أكثر أعني إن أردت ذلك )

( طبعاً، والدتي إمرأة عظيمة , ولا يمكنني تخيل هذه الحياة بدونها ، وهي كذلك إنسانة بسيطة جداً وتحب مساعدة الجميع ، هي تحب للجميع ماتحب لنفسها ، تعيش فقط من أجلناَ )

لم أشعر بنفسي حين فكرت بصوت عالي

( أحببت والدتكَ .. )

فإبتسم معي بطريقة جميلة ..لقد كان قريبا جدا بحيث وجدته جميل جدا وهو يصف لي والدته بكل هذا الحب

( ماذا عن إخوتك ؟ )

تنهد وهو يرفع عينيه للسماء قائلا :

( هناك إيمانويل ..وهو الابن الثاني ، هو الوحيد المختلف عنا في كل شيئ )

( كيف ذلك ؟ )

( مثلما تقول الأسطورة ، يوجد في كل عائلة فرد مجنون ، إيمانويل هو الفرد المجنون في عائلتي)

فضحكت ( في عائلتي ، هنري هو الفرد المجنون)

إتسعت إبتسامته ليقول بكل صراحة : ( في عائلتك .. جميعكم مجانين)

وجدته محق جداً .. نحن كذلك !
أكمل بهدوء ( ثم يأتي أخي أرون وماكنزي .. إنهما توأم ، يفترض أن يتخرج أرون السنة القادمة من الثانوية )

( أه جيد .. هل قرر ماذا يود أن يكون ؟ )

( دخوله للكلية يعتمد على المنحة ..فإن كانت من نصيبه فأنا ساترك له حرية إختيار مايحبه )

( إذن أرون هو الفرد الذكي في العائلة )

( إنه عبقري وأنا أريده أن يكمل دراسته ، لأنه يستحق الأفضل ، سأكون دوما معه لأشجعه )

( أتمنى أن يحصل على المنحة )

لقد توقف عن التنفس للحظة قبل أن يهمس بحزن ( وانت رأيتِ ماكنزي ) توقف مجددا حيث دمعت عيونه فأشاح وجهه لكي لاأراه

( هي ملاك .. ) وصمت وحين تاكدت أنه لن يضيف شيئا سألته

( هل أختك بخير ؟)

فرد بحزن عميق ( ستكون بخير .. سأحرص على أن تكون بخير)

( هل إشتقت إليها أليس كذلك ؟ )

( كثيرا ..كثيراً، أختي لم تكن تفارقني .. لقد إعتادت أن تنام بحضني ، إعتادت أن تنهض صباحا فتجدني بجانبها .. أتدرين لقد طلبت مني أن أذهب إليها قالت أنها تريد رؤيتي قبل .. قبل )

توقف عن الكلام وبلع المرارة التي بصوته

( قبل ماذا ؟ )

لم يود أن يخبرني فقام وغير الحديث

( ستهب عاصفة ..علينا العودة للفندق)

( هل تثق فيا مثلما أثق فيك ؟ )

لم يتوقع سؤالي هذا فقرر أن لا يجيب عليه

( من الواضح لا .. لكن حين ترغب في التحدث فانا موجودة .. سأنصت ولن أنتقد )

أومأ لي ثم أمسك ذراعي وساعدني على السير فوق الثلج وفي لحظة ضعف مني سحبت يدي وإعترفت بصوت عالي :

( أستيقظ كل يوم في حياتي وأتمنى ان تخبرني والدتي أنني متبنية )

( مجنونة ! ) حرك وجهه وهو يغمض عينيه لثواني فتابعت كلامي

( لست متبناة ..لاني أشبه والدي ، لكنني أتمنى لوكنت متبناة ..فقط تخيل الحياة كتاماني فحسب ..بدون فيفر )

( مالذي يفترض بهذا أن يعني ؟ )

( يعني أنك صرت تعرف عني شيئا الأن .. نحن متعادلان الأن)

إبتسم بخبث فجأة ( ياأنسة .. انا أعرف عنك أشـيااء )

وغادر فلحقته وسرت بجانبه ، كان متجها لغرفته لكن سيرافيناَ ظهرت فجأة أمامنا ، تقدمت في هذا الرواق تسير كأنها على منصة عارضات الأزياء

( جئت في وقتكِ أليكساندر ، أمسك هذه من أجلي)

أعطته باقة ورود ثم عدلت من معطفها فسألتها

( هل أنت ذاهبة لمكان ما ؟ )

فأجابتني كأنها في عجلة من أمرها ( أجل ..لدى موعد مهم )

حين إنتهت من تعديل نفسها نظرت لباقة الورود الحمراء الجميلة بسئم مرددة ( المعجبين يفسدون عطلتي .. إحتفظ بهاَ، قد أحتاجك لاحقا ..تعال عندي إن طلبتك)

وإنصرفت كأنها الملكة ..ولم تفتني نظرات أليكساندر حين تبعها حتى إختفت ثم إستقرت عيونه عليا ووجدني شاردة فيه وانا اخطط كيف أقتلع عينيه

( تفضلي ) أعطاني الورود فأمسكتها وألقيتها بقوة على الأرض

( لا أريد ورودها الغبية )

عرف أنني إنزعجت فحمل باقة الورود مجددا وهذه المرة نزع وردة واحدة ثم تقدم لي بإبتسامة مغرية وقدمها لي

( هل تقبلينها مني ؟ )

فأمسكت الوردة والحرارة تتصاعد من وجهي ، لطالما تسائلت لماذا لا املك معجبين أيضا ؟ لماذا لم يهدني أحد باقة ورود ؟
والأن أليكس أهداني وردة ..إنها أول وردة يهديني إياها شاب ، سأحتفظ بها حتى أموتْ

( قررت أن نذهب الليلة للتخييم )

إتسعت عيونه غير مصدق وسألني بسرعة

( ومتى قررت ذلك ؟)

( الان )

( كل هذه الفندق تحت تصرفك ، تستطيعين النوم بأي جناح تريدين وأنت تفضلين قضاء الليل في الخارج ؟ )

( أحتاج للتخييم الان مثلما يحتاج السمك للماء )

( سأبدا بأمثلتك هذه ...حقا أتسائل ماهو السبب من هذا القرار الغريب فجأة؟)

( ليس هناك سبب معين )

دخلت لغرفتي ودعوت أن لا يكتشف بأنني فعلت ذلك لكي لا تطلب سيرافينا مساعدته ، أليكساندر مساعدي أنا ..وليس مساعد سيرافينا أو اللايدي هولموود

خصوصا تلك المجعدة الشمطاء .. انا أكرهها

إستحممت وجهزت نفسي ، إرتديت أفضل ماأملك ووضعت أغلى عطر عندي وحاولت أن أشمه على ملابسي

ربما رشة أخرى

لا أستطيع أن أشمه عليا..رشدة واحدة بعد

ياإلهي رشة أخرى


بعدها سرحت شعري ..حاولت ان لا أشبه ميمي ..ولا أعرف إن نجحت في هذه المهمة
إرتديت سروال وسترة دافئة , وضعت قبعة صوفية بنفس لون سروالي الجينز الأزرق

لا أعرف كيف أبدو لكني ذهبت وطرقت على بابه فخرج وتفاجأ لرؤيتي جاهزة ليقول وهو يسعل فجأة وهو يضع يده على انفه

( أنت جادة ؟ ظننتك تمزحين)

أمسكته من ذراعه وجعلته يسير بجانبي فتنهد بعجز

( يمكنني أن أنصب لك خيمة في غرفتك .. أرجوك)

( ماخطبك أليكساندر .. هل أنت خائف ؟ )

( أجل .. أنا خائف أن يصيبك مكروه ما ، ستهب عاصفة قوية هذه الليلة وبالفعل بدأت تمطر بغزارة)

( إذن ماذا سنفعل ياذكي ؟ )

( أعتقد انها ليست أخر ليلة في حياتك بحيث يكون التخيم أخر أمنياتك )

إنه دوما يجد لي جواب

( ماذا لو كانت حقا أخر ليلة لي وأنت لم تحقق لي أمنيتي ؟ ستلوم نفسك للأبد )

كتم غيظه وربع يديه ( كنت سأحقق أمنيتك لو تأكدت أنك ستموتين حقاً)

وقفت كالبلهاء لفترة قبل ان أستوعب أنه يريدني أن اموت ، فتظاهرت كأنني تأثرت حتى انني شعرت بالدموع في عيوني ولابد أنه لاحظ هذا فإقترب مني وسألني بحيرة

( كيف سأجعلك تفهمين أن التخييم في هذا الطقس خطير على حياتك ؟)

( حسنا ياسيد ستون .. أعرف شيئ واحد وهو انني لن انام في غرفتي الليلة )

تنهد بسئم وشدني بذراعي ( سأخذك للسطح وأنصب لك خيمة هناك ..تستطيعين التخييم مع الفئران)

( آآآآآه ..هل قلت للتو ان فندق فيفر العظيم فيه فئران ..!! ) قلت بمأساوية وانا أنظر حولي

رد عليا ببرود ساخر ( لن أقترح عليك التخييم في غرفتي طبعاً )

ففرقعت يدي ( بينغو .. هذه فكرة جيدة ، سننصب خيمة ، وسنطفأ الأنوار ، وسنتجاهل الجميع كأننا في الغابة ..سأطلب البيتزا وبذكر الفئران سنشاهد رتاتوي)

( ياأنسة ... هل فقدت صوابك مثلا ؟ )

( ماهي مشكلتك أنت ؟ لماذا لا تفعل ماأطلبه منك ؟)

قطعت كلامي حين سمعت صراخ آتي من جناح السيدة هولموود

( ماذا حدث ياترى ؟ ) تسالت لان الصراخ كان مروعاً فذهب ليرى ماذا حدث وأنا كنت خلفه طوال الوقت حتى وصلنا ، في غرفة الليدي هولموود تجمع الكثير من عمال الفندق وأهلي أيضاً ..وحراس الأمن

( ماذا حدث ؟ ) لم نستطع أن نقترب أكثر حتى سمعت حارس الامن الذي مر بجانبي يقول

( لقد مات )

من مات ؟ من مات ؟ جمدت مكاني ورأيت اليكساندر يقترب ببطئ ومجرد ان وصل للباب حتى خرجت اللايدي هولموود وبمجرد أن رأته حتى أغمي عليها فامسكها قبل أن تسقط

( أحضرو الماء ..أحضرو الماء ) راح السيد غرافل يصرخ بقلق عليها فأحضر أحد العمال بسرعة قاروة ماء ورشها أليكساندر ..فبدأت تستعيد وعييها ببطئ

(أووه زوجي المسكين ) إنفجرت بالبكاء وعانقته ..عانقته بقوة
فأرعدت في رأسي ولم أجد سوى أحد العمال أمامي لأقول له بصوت عالي ( هي تعانق الرجل الخطأ ..أشعل إنذار الحريق .. قم بإخلاء مسرح الجريمة حالا ..هي تعانق الرجل الخطأ )

لكنه لم يهتم لكلامي وكان عليا أن أفعل كل شيئ بنفسي ، سأتوجه إليه وأشده من شعره

لقد جررت قدماي .. كان جسدي ثقيل كأنني أجر ورائي جبالا .. وتوقفت بجانبه لكنني نظرت مباشرة لداخل الغرفة ورأيت اللورد فرانك هولموود مستلقي بهدوء في منتصف السرير وكأنه نائم .. عدى ان لونه شاحب شحوب المبنى .. لقد مات..لقد مات

لقد مات ..مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات مات إرتطمت بشئ صلب فنظرت خلفي لأرى أنني تراجعت مسافة كافية للوراء حتى وصلت للجدار .. لقد مات فعلا

ركضت بأقصى سرعة أملكها ، لم أعرف أين ..لم اعرف طريقي .. لم أعرف أين أذهب ..لكن بدون وعيي وجدت نفسي أدير مقبض باب غرفته فدخلت مسرعة ومن فزعي وقعت بين زاوية السرير والمنضدة ..كنت أرتعش فأمسكت بالوسادة لأعانقها ..فوقعت صورته مع ماكنزي في حضني وبشكل ما قمت وعانقت صورته لصدري بدل الوسادة .. بللت الدموع وجهي ، وفي لحظة ما عجزت عن التحرك

كل مارأيته امامي رجل يستلقي بهدوء على سرير كأنه نائم .. عانقت الصورة بقوة أكبر وقلبي لم يتوقف عن النبض كأنه سينفجر ..
( أريد أن أموت ،أريد أن أموت ..أريد أن أموت ..أريد أن أموت أيضا)

( لن تموتي ..لن أدع أي أحد يؤذيكِ ) إحتواني بيديه القويتان وضمني إلى صدره الدافئ

( لن أدع أي أحد يؤذيك مادمت معكِ )

هل كان كل شيئ حلم ؟ هل كان فقط حلم سيئ ؟ ربما حين أفتح عيني الان ساكون في غرفتي الصغيرة

ساكون في سريري الصغير
وسأرى دميتي مستلقية بجانبي وسأشم رائحة القهوة الجميلة

ربما أنا نائمة أيضاً وسأستيقظ لأرى أنه كان مجرد كابوس

لفيت ذراعي حول ظهره وإبتسمت ..ثم فتحت عيني ببطئ وإنتظمت نبضات قلبي.. أردت رؤية وجهه الحنون

( لقد كان مجرد حلم سيئ ! ) همست ثم تركته ورفعت عيناي لوجهه وهمست بصدمة

( أليكساندر ؟ هاذا أنت )

( أنا هنا بجانبك .. لا تخافي لن أترككِ )

فصرخت ( لآ لآ لآ لآ ..كان يفترض أن يكون مجرد حلم سيئ ..أرجوك قل لي أنني نائمة الان وحين سأستيقظ سأجده بجانبي )

لقد عادت تلك العوارض فجأة ..شعرت بقلبي سينفجر حين أخبرني

( لم يكن حلم سيئ .. لقد مات فعلا)

فإنفجرت مجددا بالبكاء وتمسكت به
( لكنه أخبرني أنه سيذهب للنوم ..لماذا لم يستيقظ ؟)

شعرت بحفرة كبيرة في قلبي ..شعرت بغضب شديد فرحت أشد شعري وأكرر ( لماذا لم يستيقظ؟ لماذا لم يستيقظ ؟ )

وبصعوبة تمكن من منعي من شد شعري وذلك عبر ضمي لصدره مرة أخرى فإنهرت تماما

( أنا خسرته ياأليكساندر .. أريد الموت أيضاً )

ربت على شعري قليلا ( لا أعرف ماذا تقصدين لكنكِ مازلت صغيرة وأمامك حياة طويلة لتعيشيها )

( أعيشها مع من ؟ لقد قال أنه سينام .. مثل العادة ذهب لينام ، لقد إنتظرته أن يستيقظ ، لقد إرتديت معطفي الاصفر وحذائي البلاستيكي ، وجهزت له حذائه و كذلك الصنارة والدلو وعلى غير العادة كان لا يزال نائما .. فذهبت لأوقظه .. لقد ناديته مرارا ..وحركته حركته كثيراً .. كان يبدو نائما .. كان نائماَ ..ولم يستيقظ قط .. فلماذا إستيقظت انا ؟ لماذا لم أبقى نائمة مثله ؟ لماذا لماذا لماذا .. لماذا أنا أستيقظ كل يوم؟ )

إحمرت عيناه من الدموع وقال

( أنتِ لن تموتي هل فهمت ؟ أنتِ لن تموتي ..أعدك ان أظل بجانبك حتى تحققي كل أحلامك .. أعدك)

( لقد صرت أخاف من إغماض عيني .. لست خائفة من النوم ..لكنني أخاف حين أستيقظ في الصباح وأدرك أنه لم يكن مجرد حلم سيئ وأنه ليس موجود بعد الان .. أخاف حين أستيقظ لأعيش يوما أخر بدونه )

أخبرته فأومأ كأنه يفهم ماأمر به ولكنه لا يعرف أي شئ ، حملني ووضعني فوق السرير ، أمسك صورته فرفضت ان أفلتها ..فبشكل ما كانت تشعرني بالامان
فتركها معي وجلس بجانبي وراح يربت على شعري بهدوء وقال

( نامي الأن .. لن أذهب لأي مكان )

منذ وصولي لفرنسا أنا لا انام سوى بضعة دقائق وأقوم مفزوعة ، أرى كوابيس ولأنني أنسى مثل والدتي فقد نسيت حبوب النوم التي أخذها سرا عن الجميعْ

الأن وهو بجانبي شعرت بنعاس قوي ، وعلى عكس العادة لم أقاومه ..لم أقاوم أن أغمض عيني ، لكنني إحتجت لأمان اكثر .. فإقتربت منه ووضعت رأسي على راحة يده وأمسكت يده الاخرى

( هل سأجدك بجانبي حين إستيقظ مثل ماكنزي ؟ )

رفعت عيني بصعوبة فرايته يبتسم بحزن وهو يقول ( أجل )

ثم إستسلمت للنوم ..ولم أعرف إن كنت سأستيقظ لكن هذه المرة جزء مني أراد ان يستيقظ.



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 07:53 PM   #29

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 16 ~ قراءة ممتعة


تاماني ~



إضطررنا للعودة إلى لندن برفقة اللايدي هولموود لدفن زوجها ، قالت والدتي أنه لا يليق أن نتركها بمفردها في هذه المحنة

والان بما انها الوريثة الوحيدة لثروة وكل ممتلكات زوجها الراحل بالتأكيد قيمتها ستعلو اكثر عند والدتي ورأيها فينا سيصبح اكثر اهمية

لقد حضر الجنازة كل العائلات الغنية ..وبمن فيهم عائلة جينفر ، صوفي وروز ..إنهن هنا
مستغربات مثلي من اللايدي هولموود وهي تتشبث بأليكساندر طوال الوقت كأنه حبل النجاة

لم تتركه لوهلة وكم كانت دمائي تغلي والرعود ترعد برأسي وأنا أراقبه من بعيد يحاول أن يواسيها

إنها تبكي على زوجها بحرقة .. لكن هل أصدق دموع التماسيح ؟

لطالما كان للجنازة طعم مختلف بالنسبة لي ... حيث يتشارك الجميع باللون الأسود .. ويتشاركون أيضا مشاعر موحدة ...الحزن والأسى ، أحضرها وليس لدي أي حزن لأشاركه

لقد مررت بهذه الطريق من قبل ، وقفت بمفردي مكان اللايدي هولموود وكانت تربت عليا أيدي غريبة لتواسيني ومنذ ذلك اليوم أصبحت الجنازات كلها لا تؤثر بي ، هي مجرد مراسم التوديع الأخيرة للفقيد ..

في كل جنازة أقف بعيدة بقدر ماأستطيع وأقول لنفسي إن مات فهو مات ..بهذة البساطة

لا أعرف اللورد هولموود لكن طريقة موته أثرت فيا وأيقظت ذكرياتي القديمة ، نعم أنا حزينة اليوم لكن ليس عليه

أنا حزينة من أجلي

التي يجب ان يعانقها أليكساندر بتلك الطريقة ويخبرها بأن كل شيئ سيكون على مايرام هي أنا

قرب الجدار العشبي القصير الذي كان يرسم حدود المقبرة وقفنا نحن الأربعة ، وأنا لم أزح نظري عن مساعدي الشخصي ولاحتى لثانية , و كذلك هن كن يحدقن له مثلي حيث قالت جينيفر مستغربة

( يابنات ..هل تفكرن بماأفكر ؟)

( نعم ياصديقتي ..نعم ) ردت صوفي بنفس الحيرة

( ذكرنني يابنات من كانت فيكتوريا قبل ان تصبح اللايدي العظيمة ؟) سألتهن

( إمراة مجهولة ! ) كان السؤال سهلا لروز

فطرحت سؤال أخر ( ذكرنني يابنات كم تزوجت في حياتها ؟)

( تزوجت أربعة مرات ! ) ردت جينيفر بنوع من الاشمئزاز

( أربعة رجال !! ) قالت صوفي بإنبهار وكأنها هذا إنجاز عظيم

( أربعة أغنياء ) قالت روز بريبة وبطريقة غريبة حين ذكرت ( رجل الأعمال الإيطالي روبرتو ماسايال .. حيث أصبحت السيدة ماسايال)

فاكملت صوفي ( كان رجلا قديم طراز ..ضعيف الشخصية ..ويملك ذوق شنيع في الازياء)

فقلت ( لكنه كان غني .. وفيكتوريا كانت إمرأة في العشرينيات ..كانت جميلة جداً ومثيرة..وبعد بضعة أشهر تزوجت السكرتيرة من مديرها )

قالت جينيفر بتهكم ( وإستمر الزواج لعامين فقط لقد إكتشف روبرتو بأن زوجته تخونه مع جيم وريث آل سوليفان .. لم يتحمل الصدمة والعار الذي شعر به فقتل نفسه ، فجر رأسه )

( كم بقيت أرملة ؟ ) سألت وأنا أنظر لأليكساندر بغيظ شديد

( لم تبقى ..لقد تزوجت من الوريث الذي ساعدها على إستثمار الاموال التي ورثتها من روبرتو وأصبحت السيدة سوليفان..يقال أنها عاشت معه خمسة سنوات قبل ان تتعرف بالمليونير صاحب الشركات الثري إيثان والكر)

أكملت روز بنبرتها المريبة وخصوصا ونحن في المقبرة لقد جعلت جسدي يقشعر ( لقد كان يكبرها سناً ..كان رجلا حاد الطباع وصعب المراس ، لقد كان وحش وهي كانت مثل الاميرة الجميلة التي روضته ، تقول الإشاعات أنها اصبحت تواعده بعد ان سحرته بجمالها و جعلت جيم سوليفان مفلس قبل ان تطلقه ، الوريث صار متشرد فإنتحر ، لقد قفز من جسر لندن والجميع كان يعرف أنه لا يتقن السباحة)

سررت لان صوفي أكملت ( وهي قبلت عرض إيثان للزواج وصارت السيدة والكر وكان هذا الاخير زوجها الثالث..عاشت معه حتى بلغت الأربعين من عمرها قبل ان يتهم بالنصب والإحتيال ويرسل للسجن ، لقد وجد بعد الاسبوع الثاني مشنوقا في زنزانته .. وأصبحت أرملة مجدداً .. لكن الأرملة الغنية التي ورثت الكثير من الاموال )

فقالت جينيفر ( ولقد صادفت زوجها الاخير اللورد هولموود في إحدى المناسبات فسحرته كما فعلت مع البقية وتزوجته لتصبح أخيرا اللايدي هولموود، وقد لاحظ الجميع أنه كان رجل طيب ، طريف ، محب حتى إرتبط بها ، فأصبح رجل غير مرئي ..والشرطة قالت أنه مات نائماً)

( أتسائل من سيكون التالي الأن ؟ ) تسائلت وأنا أشعر بالأسى على ازواجها الأربعة فقالت روز بمأساوية

( بحقك تاماني ..أنتِ تنظرين إليه)

( أتسائل من هو ؟ أووه لا تقولي السيد غرافل ..إنه متزوج ولديه أولاد )

وضعت روز ذراعها حول كتفي وقالت بتحاذق ( إنها تعانقه أيتها الساذجة )

وفي هذه اللحظة نظرت لأليكساندر وشعرت بقلبي يتكمش فقلت بسخرية عالية ( كأنه إبنها)

عانقت صوفي ذراعي قائلة ( أوه أيتها البريئة ..اللايدي هولموود ليس لديها أبناء ..لم تحاول أن تتبنى حتى)

( ياإلهي ) وضعت يدي على فمي مصدومة وتذكرت كل حركاتها معه ..هل كانت تتغزل به طوال الوقت ..وهو ظنها تعامله مثل والدته

( اجل صديقتي ..أنتِ ستصبحين بدون مساعد شخصي مجدداً ) قالت جينيفر

( بحقكن ..هي تصطاد الأغنياء فقط ..أليسكاندر فقير )

لم ارد التصديق ..

( هي لم تعد بحاجة للأموال ، لقد ورثت أربعة أغنياء .. هي غنية بحيث تستطيع أن تعيش حياة ثانية وثالثة ورابعة .. لقد ضحت بشبابها وحياتها من الزواج من رجال لا تحبهم ..والان وقد حققت حلمها فهي ستبحث عن رجل صغير وجميل كأليكساندر لكي يعوضها على الحب الذي إفتقدته .. ويعطيها كل الإهتمام .. أراهن على أن ذلك الشاب سيكون الزوج الخامس والأخير) قالت روز متأكدة وأنا لا اشك أبدا برأيها لأنها دوما محقة

( يــــاويلي ! )

لقد قلت بصوت عالي فرفع عيونه لي..هل يعقل انه سمعني

ربتت جينيفر على كتفي ( من الأفضل لكي ان تبحثي عن مساعد جديد ، فلا أحد سيضيع فرصة أن يصبح غنيا ..خصوصا شخص فقير مثل أليكساندر)

لم اتقبل ذلك ..كان كلامها ممنوع فقلت وأنا أنظر إليه مصدومة

( هو لن يقبل بها ..ولن يتزوجها حتى لو نقلت له كل ثروتها)

( ومالذي يجعلك واثقة ..الفقير مثل السمكة ..حين تلقي الصنارة في البحر ..هو سيلتقط ذلك الطعم .. وأنا أقصد الأموال ..ألكثير من الاموال )

كم جينيفر وقحة !

لقد وقفت مواجهة لهن وقلت بثقة عمياء ( هي لن تصطاده مهما فعلت .. لأن أليكساندر يحبني .. لقد وقع بالفعل في شباكي )

بقين صامتات لوهلة ثم تكلمن دفعة واحدة

( هذا غير متوقع .. هذا لا يصدق.. أنتِ حقا سبقت اللايدي هولموود بخطوة ..هذا نوعا ما رائع .. يافتاة أنت لست سهلة )

السبب الوحيد الذي جعلهن يتقبلن أليكساندر هو ان اللايدي هولموود إختارته ..ومثل الجميع ..نحن تأثرنا بها ..هي جميلة ..هي ذكية ..هي إستطاعت أن تتزوج بأربعة رجال أغنياء ..لكن فلتنسى فكرة أنها ستصبح اللايدي ستون

لن أسمح لأي أحد بسرقته مني..

أنا وجدته أولا

هو لي

( تاماني.. يافتاة هل وقعت في غرام مساعدك الشخصي ؟ ) سألتني صوفي وهي تتمنى ذلك فنفيت ذلك تماما

( ياإلهي صوووفي .. أين وصل بك خيالكِ ؟)

( أجل .. لأنك على علاقة بلوكاس ) وهاقد ذكرتني جينيفر بذلك المراهق المغرور السمج

إلتفت نحو أليكساندر وشعرت كأني قلبي سينفجر .. رغبت ان أذهب لفيكتوريا العجوزة المجعدة وألكمها لكمة واحدة لوجهها فتسقط ميتة فوق قبر زوجها

كيف تجرأ أن تضع عينيها على مساعدي الشخصي .. من بين كل الشبان الاغنياء هناك ..هي إختارت أليكس البسيط .. الذي يعتبر لي

أووه لقد إختارت الفتاة الخطأ لتعبث معها

هذه المرة ستواجه تاماني .. فقط تاماني

يستحسن أن لا تعبث مع محامية .. انا أمثل القانون وقد أجعلها تتورط بموت ازواجها الأربعة
وطوال كل هذا الوقت أليكساندر ظل يحملق فيا كأنني كتاب مفتوح
وحاول عدة مرات ان يبتعد عنها لكنها لم تسمح له ..تمسكت به بأظافرها ..سأجعلها تتمسك بهلاكها

والان يجب ان أفعل شيئا ..يجب ان أتصرف لكي تفقد اللايدي هولموود الامل
لقد كان اهلي اول من غادر ..فشعرت بأنني حرة لأفعل ماأريد

حين تقدم نحوي توقفت عن التنفس , هاتين العينان الجميلتان ..وهاته الإبتسامة المثالية ..ملكي

( لدي مهمة لكَ) سار بجانبي نحو السيارة فأومأ فأخبرته بالتفاصيل

( حين نصل للسيارة ستفتح لي الباب وستكون أوسم رجل في لندن ، ثم عليك أن تنحني لي وتقبلني )

( إلهي ..لقد حصل ماكنت أخشى منه .. فقدت عقلك كله ..أنتِ رسميا مجنونة )

( مالذي يزعجك في تقبيلي ..الجميع يتمنى ذلك )

( الجميع ماعداي أنا ..لا اتمنى تقبيلك ياأنسة ) قال بتحفظ شديد فبدأت عروقي تتكمش من القهر

اللايدي هولموود كانت تتجه لسيارتها والوقت بدأ ينفذ مني فزدت من إصراري وقلت بدون تفكير

( ستفعل ذلك ..لاأكترث لمبادئك ..ستقبلني ياسيد ، هذا ليس إختبار ، هذه حالة طارئة)

لحسن الحظ سيارة اللايدي هولموود كانت بجانب سيارتي ..وقفت لتراه قبل ان تغادر بينما تنهد هو بسخط .. فدست على قدمه بقوة بكعبي العالي وربما اكون قد ألمته لانه كعب حاد مثل السكين بحيث جعلته ينحنى بعد أن كان يقف بإستقامة كأنه أمير ..كان أجمل رجل أراه في حياتي
فإستغليت الفرصة وصفعته بقوة حيث سمعنا كل الموجودين بالقرب

لقد رأيت الإنكار الكلي في عيونه ..إشتعل غضبا ، رسميا سيقتلني هذه المرة ..لكن على الاقل جعلت عدوتي تعرف أنه ليس متوفر

أنه غاضب مثل بركان

فبحجم هدوئه ولطفه ..هو خطير

حين نظرت اللايدي هولموود ناحيتي بطريقة تعني كيف أجرؤ ، قررت ان اتابع بتنفيذ خطتي

صرخت بوجهه بإستياء ( يالك من رجل جريئ ..أخبرتك عدة مرات انني أملك حبيب )

ثم دخلت للسيارة وأغلقت الباب وهو ظل واضعا يده فوق خده ولم ينتزع عيونه عني

أجل ..سأندم كثيراً

أنا أعتبر في عداد الموتى الان

لقد أردت أن ترى فقط اللايدي هولموود الامر..لكن يبدو أن الجميع كان يتفرج على مسرحيتي الصغيرة

هذا فقط لتعرف أن أليكساندر يحبني ..وتقطع املها منه ، ياربي ..أعني الأشياء التي أفعلها من أجله !

حتى صديقاتي شاهدن الأمر وإن كان لديهم شك فهو زال الأن

المهمة إنتهت

وهاهو الان يقود السيارة بطريقة رهيبة.. سريعة جداً
ثم توقف في أول فرصة سنحت له ووجه لي أكثر نظرة مخيفة رأيتها في حياتي

( على الاقل دعني أتلو صلاتي قبل أن تقتلني )

خرج ليقف أمام جسر صغير وأشعل سيجارة فترددت ثم ذهبت ووقفت لجانبه

( أنت عاجز عن الكلام ؟ )

حين سمع صوتي ألقى بسيجارته في النهر وأمسكني في رصغي ليثبتني بحافة الجسر

( لقد صفعتني ... أمام الجميع )

حاولت ان ألطف الجو فاكملت بمرح ( وبعدها قلت لك كم انك جريئ وأنني أملك حبيب)

( لقد نلت كفايتي من خططك العجيبة ..لقد إنتهيت منك ..إنتهيت )

صمت وتركني ليشعل سيجارة أخرى فقلت متأسفة لكن نبرتي كانت مائلة للمزاح

( إسترخي أليكس ..هل كنت لترضى بان أصفعك ؟ )

فقال بصرامة (طبعا لا ..إذن خطتك كانت تقتضي بان يعتقد الجميع أنني مهتم بكِ وأنت الفتاة الغنية الصعبة المراس ؟ لكن مالدافع ؟ مالهدف ؟ )

( هناك من تضع عينها عليك ..أردت فقط ان أريها أنك تخصني وحدي )

مد يديه في الهواء بسخط ( أنا لا أخصك هذا أول شيئ .. وثانيا أطلب منك التوقف لأنني لست مهتم بأي من صديقاتك )

والان جعلني أنزعج فقلت وأنا أشير إليه بسبابتي : ( مادمت تعمل عندي فانت لي وحدي)

وصوتي المرتفع كان يجلب له الصداع .. ربما ..ربما لم ترفع أي فتاة صوتها عليه من قبل لذلك وجد ذلك غير مقبول فرمى سيجارته مجددا وثبتني بنفس المكان

( أنت لي يا أليكس )

نظر لي مليا ثم قطب جبينه كأنه تفطن لشيئ

( هل تحبينني ؟ ) سألني

فلجمني الصمت ..لماذا يعتقد الجميع بمن فيهم هو أنني أحبه

( أجيبيني ..هل تشعرين بشيئ نحوي ؟ )

( مالذي يجعلك تظن ذلك ؟ )

( لأنك لم تهتمي لهذه الدرجة بمساعدك السابق ياأنسة .. لقد قلت لك الوقوع بحبي سهل ، وأنا لست بمخادع ..ولن ألهو بمشاعركِ )

دفعته عني وقلت بكبرياء شديد ( كـمـا لــو أليكس ! ، وتذكر دوما .. أنا ملكة وأنت مجرد شاب بسيط .. أنت لا تستطيع الحصول عليا حتى لو أردت )

أشاح بوجهه عني ليقول ببوردة ( لا أريد ذلك )

( عظيـم ، هلا أعدتني للمنزل الأن من فضلك )

توجهت للسيارة فجاء من خلفي وأخذني للمنزل

لم أره لبقية اليوم ، لقد تجولت في المنزل عمدا ربما أصادفه في طريقي ..لكن الحظ لم يحالفني

اجل لقد كان هناك إحتمال أن يغضب مني وغضب .. لكنه بالغ في ذلك

صفعته ثم ماذا ؟

فعلت ذلك لمصلحته ..لكي لا يرتبط مصيره مع عجوزة مريبة وقد تكون قاتلة متسلسلة

أنا أكرهك أليكساندر لأنك جعلتني أتحول في هذا المنزل المليئ بالجدران بدون هدف حتى حل الليل

( تاماني .. هاأنت ذاَ ! ) بلعت ريقي بصعوبة حين سمعت صوت اخي بيتر من خلفي

( أجل اخي ؟ )

( لدي موعد مهم الان وبشكل ما سيارتي مغطاة بالوحل ، أعطني مفاتح سيارتكِ )

(أجل ..طبعاً ) توجهت معه لغرفتي ، وأنا أتسائل ماهو الموعد المهم ..
إنهم يتجنبون التحدث معي في التفاصيل ..يكتفون بأنه موعد ..ودوما مهم

بالنسبة لبيتر ..أنا متأكدة أنه موعد مع إحدى رهاناته الفاشلة

توترت كثيرا لأنه دخل لغرفتي ، تمنيت لو بقي في الخارج ، ولقد راح يراقبني وأنا أبحث عن المفاتيح ..لاأعرف أين وضعتهم حين أعطاهم لي رجل الدين ذاك

أنا أكرهه

ملابسي في كل مكان ..وأدواتي مبعثرة على الأرض ..حملت قميصي وألقيته بدون أن أثير شكوكه على كتب الحقوق التي إستعرتها من المكتبة

لا تذعري ..لا تذعري ..هو جاء لك لأنه متأكد انك لن تسأليه عن شيئ ..وهو لا يعطي أي هراء بشأن حياتي ..لن يسألني عن أي شيئ لأنني بالنسبة له أنا لست موجودة .. والمفاتيح .. أين هي المفاتيح؟

( لابد وأنني ألقيتها على السرير )

رحت أرفع الملابس وأنفضهاَ وسمعته يزفر بقلق خلفي ومن قريب سمعت صوت معصب وهو ينادي

( ميمي ميمي )

وافضيحتاااه

نظرت للباب حيث صار صوته أقرب

( مـيـــمـــي !! )

من الواضح انه مازال غاضب من نبرة صوته

دخل فجأة ليقول مجددا ( ميمي )

ثم نظر أمامه ليرى بيتر يقف هناك

بيتر الذي ربع يديه لصدره وكرر من خلفه بإستفهام ( هل قلت ميمي ؟؟؟ )

فقلت أنا ببلادة ( ماذا ؟)

( ماذا ؟؟ ) كرر بيتر من خلفي متسائل عن ميمي .. فأعطاني بسرعة الهاتف وقال بديبلوماسية

( أنسة .. ميمي على الهاتف )

أمسكت الهاتف ووضعته على أذني حين سألني أخي ( من تكون ميمي هذه ؟)

فقلت بسرعة ( إنها صديقة جديدة تعرفت إليها في فرنسا .. هاي ميمي كيف حالك ؟)

أعطيته مفاتيح السيارة التي وجدتها فجأة امام الوسادة فأخذهم ثم إلتفت لأليكساندر وقال له أمرا

( أريد سيارتي تلمع ) وغادر

وحين تأكدت أنه ذهب خنقتني العبرة فإنهرت على الأرض

( لقد كان ذلك وشيكا .. )

ثم تحكم بي الغضب فوقفت صارخة

( وأنت كيف تناديني ميمي هكذا بصوت عالي )

( المعذرة ..أخر مرة تحققت لم يكن أحد يأتي لهذا الطابق ..كأنه مهجور بحق الجحيم .. حتى المقابر لها زوار ! )

( ماذا تريد مني على كل حال ؟ )

لست منزعجة من الرفض ،بل من الشخص الذي رفضني ..الجرأة التي يملكها أليكس !

كل ماأريده هو وفائه لي ..الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء

(هاي ) فرقع أصابع يده في وجهي حين رأني قد شردت في الأرض

( لقد إتصلت بك فلم تجيبي ..لقد قلقت عليكِ)

( لماذا تتصل .. كنت تستطيع بسهولة ان تأتي وتتفقدني فحسبما أتذكر نحن نقيم بنفس المنزل)

( لقد جئت ولم اجدكِ .. أين ذهبتِ؟ ) شبك ذراعيه خلف ظهره و إقترب مني ببطئ فتراجعت للخلف وقلت غير متأكدة

( حبيبي إشتاق لي .. )

قبل ان أكمل وضع يده على شفتي ومنعني من التحدث

( إكذبي على شخص أخر ، قد اكون فقير ..لكن ليس غبي)

إقترب مني أكثر فتراجعت لأصطدم بالجدار

كان حقا قلق لكن سألني بنبرة مخيفة : (أين كنتِ ياأنسة ؟ )

( لقد أخبرتك ..حبيبي إشتاق لي فجاء لرؤيتي ..لديك مانع ؟ )

كم تضايق من كلامي فقال بعصبية ( ماهذا الهراء ؟ أي أنتِ جريئة لدرجة تحضرينه لمنزلك؟ )

إبتسمت منتصرة ثم خيبني حين أكمل ( وأنا أعرف أنك لا تملكين حبيب أيتها الصفراء ..ولست أفهم لماذا تظنين أنني سأصدقك ، بالأحرى هذا ليس موضوع يليق حتى لتكذبي من اجله ..فأين كنتِ ؟)

( وماشأنك أنتَ ؟ )

أنا لا أصدق اني نزلت لأبحث عنه ، أرأيتِ؟ أيتها الغبية ؟ كان يجب أن تبقي في غرفتكِ وتشاهدي فيلما أو ثلاثة

( يهمني لأنني مسؤول عن سلامتك وانتِ لديك ميول إنتحارية )

( هكذا ..هذا فقط ؟)

أومأ فقلت له بديبلوماسية ( أنا بخير ، وأخبرتك مرة حين أقرر أن أموت سأقفز من جسر فحسب )

ظل يحملق لي بوضعيته الساحرة تلك ، حتى طريقه وقوفه العادية تبدو مذهلة كأنه يقف لأفضل مصور في العالم ليلتقط صورته ..كيف يستطيع شخص بسيط مثله أن يفعل ذلكَ

( أنا محتار ) تمتم تحت انفاسه ثم وضع يده في جيوب سرواله وإقترب مني بهدوء

( هل أنتِ منزعجة مني ياأنسة ؟ هل قلت شيئا ضايقك ؟)

( أشخاص مثلك لا يؤثرون على أشخاص مثلي البتة فلاتتخيل امور غير موجودة)

( ومازلت تكذبين ؟ ألا تملين من ذلك ؟ كذب كذب كذب !! خذي لنفسك إستراحة )

تجاهلته وهربت للحمام ، فوجدته يقف أمام الباب .. لايمكنه أن يتبعني للحمام ، لكنه فعل

( هل الامر يتعلق فيما حدث هذا الصباح ؟)

سيطر عليا الكبرياء مجددا فإستدرت لاقول له بأسلوب ساخر

( أرجوكَ ! ..قلت لك لا تتخيل أمور غير موجودة ، أنا لا أُحِبكَ .. ليس حتى في أحلامك )

فقال وهو يبتسم ( حسنا لقد كنت أقصد تواجدي طوال الوقت مع اللايدي هولموود لكن بماأنك ذكرت الموضوع فأعتقد باننا متساويان ..أنتِ لا تحبينني وأنا لا احبكِ .. لماذا أنتِ منزعجة إذن ؟ )

( من قال لك أنني منزعجة ؟ )

أنـــا منزعجة لدرجة أريد أن أصرخ عاليا وأتمرغ فوق الأرض باكية ، لكنني إكتفيت بربط شعري وغسلت وجهي مراراَ لكي يختفي الإحمرار على وجنتي

لقد إستجابت دعوة لورنيس ، لدي مساعد شخصي أسوء منه ..على الأقل الأخر كان مثل دجاجة ، يخاف من النساء ، حين يسمع صوت أمي من بعيد يرتجف وحين تطرق بكعبها العالي بقوة فوق الأرض فهو يموت ، لكن أليكس عكسه تماما ، إنه ينظر لوالدتي في وجهها ويبتسم وهو يخبرها بالحقيقة المزيفة

إنه يملك قوة خاصة عليا .. أنا في مكان حاليا حتى لو أخبرني أن الأرض مسطحة فسأصدقه بدون شك ، ..وأنا صدقته حين قال أنه لا يريدني وهذا يشعرني بالإنزعاج المطـــلق

صمت وتجاهلته بينما ظل خمسة دقائق يقف قرب الباب وأنا لم انوي الخروج من الحمام فغسلت أسناني ونزعت كل ماكياجي .. ثم أطلقت شعري ومشطته ..ولأن شعري مجعد فهو إنتفخ ..ربطته بسرعة بمشبك وحملت علبة ما

أتذكر ان والدتي أعطتها لي لأدهن بها وجهي قبل النوم ..ولم استعملها قط ..حتى الان ..بما أنني هنا قررت أن أدهن وجهي ..فتحت العلبة فوجدت مرطب للبشرة

ياإلهي هل وجهي خشن ؟ والدتي تظن أن وجهي خشن .. كيف عرفت لطالما هي لا تلمسني أبدا

ألقيت نظرة خاطفة على إنعكاس صورته في مرآة حمامي فكان يتثائب

أوه هو يشعر بالنعاس ..

لا يمكنه النوم وانا مازلت مستيقظة ..سأريه الويل

(حسنا..إن لم تحتاجي لشيئ فانا سأخلد للنوم )

( لا يمكنك النوم حتى أنام أنا ! )

توجهت لسريري وأنا أرمي مشبك شعري نحو السلة فأخطأت الهدف وسقط أرضا وهناك سيبقى حتى أحتاجه مجددا

وهو لحقني غير متأكد مما سمعته فقال ساخرا

( هل أنت زوجتي ؟)

( أنت تتمنى ذلك مثل جميع الشبان في الخارج )

فرد بسخرية جاهزة ( لا اعتقد أنه يوجد شاب في 2015 يتمنى أن تكون ميمي زوجته)

دخلت تحت لحافي بغضب

( كيف تجرؤ على مناداتي بميمي بعد أن طلبت منك ان لا تفعل )

وضع يديه فوق سريري وإنحنى لي فقلت بتوتر واضح

( إحترم الحدود من فضلكَ )

أشرت للكنبة المقابلة لسريري ( إجلس هناك وإياك أن تنام قبلي )

( إذن أنت جادة ؟ )

( أنا قمة في الجدية )

تراجع للخلف وجلس مجبورا فتذمر ( لكن مايحدث الأن سخافة )

لم أرد عليه ورحت أبحث عن حل لمشكلة لوكاس ..لقد نسيت كليا أن الجميع يظنون أنه حبيبي .. عداه ، وإن تخلى عني لوكاس فستسقط بطاقتي أمام الجميع ، سأبدو بدون قيمة لأن شاب الثانوية الشعبي إنفصل عني .. سيحتقرني الجميع

سأصبح تلك الفتاة الشقراء الغبية التي تركها من أجل فتاة أجمل منها

لكن الأمر سيختلف حين سانفصل عنه أنا

حينها سأحتفظ بشعبيتي !

لكن كيف أنفصل عنه وأنا لست مرتبطة به حتى ..

أأممم هذه من أصعب المشكلات التي واجهتني

لقد شردت كليا في السقف وأنا أفكر كيف سأنفصل عن لوكاس ولم أجد أية طريقة .. لم أستطع أن أركز جيداً

ويجب عليا أن أجد خطة سريعاً وبينما أنا شاردة في السقف شعرت بشيئ يتحرك فرفعت رأسي ورأيت أليكساندر يتجه بصمت للباب فقلت

( هاي .. هل رأيتني نمت ؟ هل بدوت لك انني إنتقلت للكوكب الأخر بأي شكل من الاشكال ؟)

( بحقك إنه منتصف الليل ..هل أنت نوع ما من مصاصي الدماء ؟ )

( هل تمانع إن كنت كذلك ؟ ) أجبته بسؤاله فعاد ليجلس بإرهاق قائلا ( سأكتفي بك كميمي فحسب فذلك أكثر منطقية )

( هل تستطيع إلتزام الصمت ..انا احاول التفكير هنا)

( بماذاا ؟ إنقاذ البشرية ؟ فكري غدا ودعيني أخلد للنوم الان )

حقا كم هو مرهق وبالكاد يفتح عينيه

( ستبقى هناك ) رفعت يدي للسماء فقال بسئم وكم كان جميلا

( أتعرفين ..بعض الأشخاص يجب أن يغادرو الكوكب حقا ) قال بمأساوية

( فعلا و سيكون لي الشرف أن أحجز لك تذكرة بدون رجعة )

( لن أمانع أن تحجزي لي تذكرة للغرفة التي تقابل غرفتكِ )

لماذا أنا أبقيه هنا على كل حال .. لكنني لا أريده أن يذهب ..لاأريده أن يغيب عن عيني ولو للحظة

وكم شعرت بالشفقة عليه لكنني قلت وقد هزمت احاسيسي

( فلتعلم إذن أني لا انوي النوم الليلة ، سأبقى في هذا الكوكب ..مستيقظة )

( هل تريدين المراهنة ؟ ) سألني بجدية تامة وأنا أعرف لا يراهن على امر إلا إن كان متأكد منه

كنت اعاني من مشكلة عدم الصمت في الاوقات التي يجب عليا فيها أن أخرس فقلت له

( أنا أتحداك)

وقف قائلا بإبتسامة خافتة ( أنا أعرف ماتبحثين عنه)

(حقا ؟) تسائلت بحماس كبير ..حقا هو يعرف .. لأانني لاأعرف .. الامور كلها مختلطة ولا أستطيع إيجاد حلا لمشكلة لوكاس

( أبهرني )

إقترب وإقترب وظل يقترب حتى صار يقف جانب سرير ..وبغمضة عين تخطى السرير فصار يجلس بجانبي ..لأجده يرفعني لحضنه ويضمني لصدره

( أنتِ تبحثين عن الامان ..نامي الان فأنت آمنة )

هل انا الان في حضن أليكساندر ؟ هل أنا في حضن مساعدي الشخصي ؟

ظننتني أتخيل فنظرت للكنبة الأرجوانية ..كانت فارغة

وهذا الذي يضمني هو حتما ليس خياله

أستطيع أن أسمع لدقات قلبه .. أستطيع الشعور بنبضه كم هو هادئ عكسي ..وكم هو دافئ ..عكسي

( لماذا تفعل هذا ؟ أعرفك رجل محافظ )

لم اكن متأكد أنه سمعني لانني رحت اتكلم بهمس لكنه سمعني وأجابني وهو يطوقني بذراعيه بقوة

( أنا لا أفعل شيئ خاطئ .. فقط أريدك أن تتوقفي عن التفكير والنوم .. تخلي عما يبقيك مستيقظة حتى الأن .. أعرف أنك تفكرين في حل لمشكلة ما ..لا ترهقي عقلك أكثر ..فقط دعي كل شيئ ونامي )

( أليكس .. هل تستطيع قرائة أفكاري ؟ )

إبتسم وحرك وجهه بالنفي ( أنتِ حتما لست مستيقظة من أجل الحب والعشق)

ربت على شعري وأكمل ( عليك أن تفهمي ..حتى عندما يقف الجميع ضدك فأنا سأكون بجانبك .. ياتاماني ليس لدي أية مصلحة لأذيتكَ ، بالعكس أنا أريد حمايتك من كل شيئ )

لعلها اول مرة ينطق إسمي علنا.. لم أعرف إسمي جميل ، لم أحس بهذا الحنان بإسمي منذ سنوات
إلتزمت الصمت لأني حقا شعرت بالامان الان

قال وعيناه تلمعان ( ولا أفهم لماذا تكذبين عليا ظننتك تثقين بي ..ظننتك تعرفين أنني لن أخونك من أجل أحد )

( أنا أثق بك ..لكني لا أثق بالغير ، إن لديهم أساليبهم الخاصة ..ولديهم الأموال)

رفع حاجبيه بسخرية ( لا يهمني أمر صديقاتك .. لقد صفعتني من اجل لا شي وكذلك أنا لا أبحث عن عمل أخر .. والدتك تدفع لي مبلغ محترم ، لن أستقيل)

( حسنا .. لأكون صريحة معك ..الصفعة كانت حقا رسالة لكن ليس لصديقاتي ، بل للايدي هولموود تلك العجوزة الشمطاء )

( لا أصدقكِ ) إنفجر بالضحك ، وأفلتني ليشد خديه غير مصدق وأنا إغتنمت الفرصة وجلست

( لماذا تضحك ؟ اللايدي هولموود تريد أن تأخذك مني .. هذا ليس مضحك )

( أنتِ تغارين من إمرأة في مقام والدتي ..لا يمكنك أن تغاري من إمرأة بضعف عمرك ثلاثة مرات.. أيتها الصفراء الساذجة )

بقيت صامتة وهو قرأ الرد في تعابير وجهي التي تعني إذهب الى الجحيم
فإكتفى بإبتسامة خافتة وسحبني إليه فجأة لضمني بقوة لصدره

( لا تغاري من اللايدي هولموود ..لن أتركك من أجلها)

( هل تعدني ؟ )

أخفض وجهه لي حتى شعرت بانفاسه وهمس بأذني : ( أنا أعدك )

ثم إبتعد وسألني ( ماذا أيضا ؟ ممن تشعرين بالغيرة لأبتعد عنه قبل ان يتم صفعي من اجله .. هاه ؟)

فقلت وأنا أصر على أسناني ( سيرافينا .. عليها أن تفهم أنك مساعدي انا وليس هي )

( سيرافينا .. ومن أيضا ؟)

كأنه يستمتع بذلكَ، قلت بدون تفكير

( حقا ..الامر ليس مضحك )

عاد ليربت على شعري فقلت ( أريد النوم ..هل ستبقى هنا ؟)

( إن أردتِ ذلكَ)

( أريد ذلكَ .. ) أغمضت عيني وقلت

( أتمنى لو كنت ماكنزي)

ثم إستسلمت للنوم ..وكل ماشعرت به هو إفلاته لي ونبضات قلبه تصبح أبعد ..وإختفاء دفئه ..



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 08:07 PM   #30

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 17


أليكساندر ~



( أجب على هاتفك .. أجب أجب أجب أجب أجب )

مددت يدي لأبحث عنه حتى وقعت يدي على أنفاس دافئة ففتحت عيني ببطئ لاجد تاماني تنام بجانبي

ياإلهي .. أكان هذا صوتها .. ظننتني أحلم بها
لا أصدق أنني سمحت لنفسي أن أنام هنا ..كانت الخطة ان اغادر بمجرد أن تنام هي

أجبت على الهاتف بصوت ناعس ( مرحبا دوغلاسْ )

حاولت التخلص من يدها حيث كانت تمسكني بقوة وبنفس الوقت مستغرب من إتصال دوغلاس في هذا الوقت المبكر

أبعدتها بصعوبة وقد فهمت الان لماذا نمت هنا وقمت لأخرج للشرفة

( دوغلاس هل تسمعني ؟ )

الإشارة ضعيفة هنا ..

( دوغلاس ؟ )

لا يبدو انه يسمعني ..

( أنا أسمعك )

ماذا ؟ هذا ليس صوته

قلت بسرعة ( مرحبا ... أين دوغلاس؟ ، من انت ؟)

قال بأنفاس بطيئة ( أليكساندر ..أنا كورتيس ، لقد وجدت إسمك الأول في هاتف دوغلاس فإتصلت بكَ)

( كورتيس ) تسارعت دقات قلبي وشعرت بتاماني تقف خلفي وهي تتثائب فإلتفت إليها في الوقت الذي قال هو

( لم أرد ان أفزعك في الصباح ، لكنك الشخص الوحيد الذي تعرف دوغلاس في لندن)

( فقط اخبرني هل هو بخير؟ ماذا حدث له ؟ )

( لقد تعرض لحادث ، وأنا معه حاليا في المستشفى ..لكن أخشى أنني مضطر للعودة إلى المطعم ، هل يمكنك أن تأتي ؟ )

( أنا قادم ..أخبرني بأي مستشفى انتما ..هل هو بخير ؟ )

(سيكون بخير .. لكن تعال الان )

أخبرني عن إسم المستشفى فنظرت لتاماني التي بشكل ما صار وجهها أصفر وقلت

( صديقي تعرض لحادث ..هل يمكنني أن أخذ اليوم إجازة .. هو لا يملك احد في لندن)

أومأت وسألتني بقلق ( هل أنت بخير ؟)

( نعم ..أنا ذاهب إليه الأن )

بمجرد أن تحركت حتى امسكتني من ذراعي وقالت ( أنا أيضا قلقة على صديقك .. هل يمكنني مرافقتك للمستشفى ، ثم الذهاب بسيارة سيكون أفضل .. سيارة بيتر في الأسفل )

( ربما ..لكنك ستحتاجين وقتا لتجهزي نفسك وأنا حقا لا يمكنني الإنتظار )

تمسكت بي أكثر ( الا يمكنك إنتظاري لخمسة دقائق ؟ )

( تعنين خمسة ساعات )

( أقسم لك فقط خمسة دقائق .. أرجوك أليكساندر لا تتركني هنا بمفردي )

( حسنا ..أسرعي )

ذهبت ركضا للحمام وأنا فقط إنتظرتها في الرواق ..وكلي امل أن تسرع

( أنا جاهزة ..لنذهب )

لم أصدق حين خرجت فجأة وكانت ترتدي ملابس عادية ..فقط سروال جينز ومعطف شتائي

( لم أعرف أنك تستطعين تجهيز نفسك بسرعة حقا )

( لم أعرف أنني أستطيع أيضا .. هيا لنذهب )

أعطتني مفاتيح سيارة أخيها في الأسفل فإتجهنا للمستشفى

( هل صديقك جاء معك من الريف ؟ )

( أجل ..في الحقيقة كانت فكرة القدوم لى لندن فكرته ..ولقد أقنعني بصعوبة لأرافقه )

( إذن انت لم تكن ستأتي هنا لولاه هو )

( لم أكن لأفكر بذلك حتى )

حين وصلنا للمستشفى قامت بوضع قبعة المعطف على رأسها وأخفت وجهها عن الجميع
أجل ..للحظة ظننتها بدأت تتغير .. لكنها لا تزال تعطي الاهمية للمظهر

سألت عنه في الإستعجالات فأرشدوني لمكانه .. وحين ذهبت لأبحث رأيت كورتيس من بعيد فمشيت بسرعة

( أين هو ؟ أين هو ؟ ) إبتعد خطوتين فرأيته مستلقي فوق السرير ، لونه شاحب جداً ..كان يبدو مخدرا بعض الشيئ بحيث لم يستطع فتح عيونه

نظرت لكورتيس مجددا وسألته ( ماذا حدث له؟ )

إقتربت اكثر من دوغلاس ووضعت يدي فوق ذراعه فتحرك ورفع عيونه لي ..بمجرد أن رأني إبتسم إبتسامة خافتة ثم قطب جبينه من الالم

هناك كدمات تغطي كل جسده

( ياإلهي من فعل به هذا ؟ )

جسده محطم كليا ..وانا لا يسعني إحتمال رؤيته يتألم ، لايسعني إحتمال منظره وهو عاجز هكذاَ

( لقد إستعاد وعييه قبل لحظات ) قال كورتيس ووقف بجانبي فسألته بشحنة مملوءة بالغضب

( قل لي من فعل به هكذا ؟ )

( إهدأ قليلا ياأليكساندر ، لقد كان ... )

صمت حين قال دوغلاس بصعوبة ( أليكس )

جلست بجانبه وسألته ( كيف تشعر الان ؟ )

قال بصوت أقرب للهمس ( سأكون بخير .. لاداعي للقلق )

لم أره في حياتي في هذا الضعف .. إنه قوي ورجل واحد لن يستطيع إيذاه ..إنهم مجموعة

( من هم ؟ من هم الذين فعلوا بك هذا ؟ )

(لا يهم ) رفض أن يخبرني وفي هذه اللحظة قال له كورتيس ( حاول أن لا ترهق نفسك ونم قدر ماتستطيع ..أنا مضطر للعودة إلى المطعم ولكن حالما ينتهى دوامي سأعود)

( حسنا ..شكرا لك ) أومأ لي وغادر ..وسمعته يقول : ( مرحبا ياأنسة فيفر )

فتذكرت أنني أحضرتها معي

( تعالي ياأنسة ) إقتربت ببطئ وعوضا ان تقف مثلما يقف بقية الزوار هنا فضلت أن تأتي وتقف ملتصقة بي .. كأنها خافت منه

صحيح أنه بدون قميص الأن ..ورغم ان صدره مملتئ بالكدمات ..إلا أن تلك الاوشام التي تخيف شقراء مثلها بسهولة واضحة جداً ..وخصوصا حين رفع يده بضعف مشيرا للماء زادت إلتصاقا بي حيث عانقت ذراعي حين قال لها

( لا تخافي ..أنا أفضل السمراوات )

حاول أن يجلس فمنعته من التحرك ، وساعدته ليشرب الماء

( ياإلهي أخيرا..على الاقل لديك وشم واحد لطيف )

شهقت تاماني وأردفت بفرح غريب ( هل أنت حبيب ماكنزي ؟ ، لابد وأنك تحبها كثيرا بحيث وشمت وجهها فوق قلبك )

( لا ياأنسة .. إنه ليس ..لابد وأنك لم تري جيدا دوغلاس بالكاد يعرف أختي )

قالت بثقة وهي تشير لصدره ( طبعا تلك ماكنزي فإسمها مكتوب أيضا )

تفاجأت حين وضع يده فوق قلبه بإبتسامة مباغتة ليخفي وشمه عني

( دعني أرى )

رفض أن ينزع يده قائلا ( ليست ماكنزي ..هي تتخيل )

نزعت يده بقوة فذهلت لرؤيتي حقا وجه أختي البريئ موشوما فوق قلبه تماما وإسمها مكتوب أيضا

قال بصوت خافت ( رئيستك حادة الملاحظة )

( هل تسخر مني ؟) صرخت بأعلى صوتي بحيث افزعت الصفراء

( إنها أختي الصغيرة وأنت صديقي الوحيد .. أنت صديقي ووثقت بك )

ركلت السرير بقوة حيث كاد ان ينقلب ..اصبحت بدون وعيي حيث شكلت قبضة بيدي فوق وجهه المحطم

( لقد وثقت بك ...أيها اللعين إعتبرتك صديقي )

( أليكس ..كيف تجرؤ أن تقف بوجه الحب ) عاتبتني الصفراء فإلتفت نحوها مثل العاصفة حيث جعلتها تتراجع خطوة بحذر

( إياك أن تدافعي عنه ..أنا سأقتل هذا الان )

تراجعت للجدار لكي لا أحطم ماتبقى من عظامه وصرخت عليه
( سوف أنتظرك حتى تشفى ، ثم سأحطم عظامك مجددا وأرسلك الى نفس هذا السرير )

قلب عينيه للاعلى قائلا ( لماذا تتصرف وكأنني تجاوزت حدودي مع ماكنزي )

( وجهها موشم فوق صدرك ) صرخت مجددا

وقفت تاماني بيننا وهي تقلب عينيها للاعلى قائلة

( ياإلهي إسترخي أليكساندر.. لايمكنك أن تلوم محبا لأنه أحب ..الحب مثل تفاحة نيوتن ..هو فقط يسقط على رأسك وأخر شيئ ستعرفه هو أن وجهها موشم على قلبكَ ..الحب قوة غير مرئية مثل الجاذبية عدى أنه لن يبقيك أرضا بل سيجعلك تحلق في المجرات ..بصراحة كيف تجرؤ ان تقف بوجه الحب ؟)

قررت الصفراء أن تدافع عنه فأومأ هو موافقا ( أجل .. كيف تجرؤ ياأليكساندر أن تقف ضد الحب ؟)

( أها الان أصبحت تفهمين بالرياضيات ..أتحداك أن تخبريني الان بقوانين نيوتن الثلاثة ، أخبريني عن قانون الجاذبية ..كلي أذان صاغية )

وضعت يدها على صدرها حيث سقط فمها وهي ترمقني غير مصدقة انني فعلت ذلك بها و قالت
بكل تحاذق ووجها يحمر

( الحب قانون و القانون فوق الجميع ! )

أدرت وجهي مباشرة نحوها بنظرة حرصت ان تجدها مخيفة جداً اكثر من دوغلاس فزمت شفتيها وأخفضت عينها

( أليكس .. أرجوك ، أنت تعرف اني أستطيع التواصل مع ماكنزي لو أردت ..لكني أحترمك ..أنا لم افعل اي شيئ قد يجعلك تغضب هكذا ..أنا لا أقترب منها
لا أجرؤ حتى على النظر اليها ..أنا لن افكر ابدا بطريقة سيئة نحوها ..انا واعي أنها صغيرة ..لم أكن لأفعل شيئا يضايقك لأني أخذ بعين الإعتبار أنها أختك الصغرى فلا هدأت الان ..لست سيئ فلا تجعلني أبدو كذلك ) قال وهو يتنفس بصعوبة لان فمه منتفخ من الضرب

جلست على المقعد الذي بجانب السرير واغمضت عيني قليلا حتى سمعته يقول مجددا

(بما أنك عرفت الان ..فأنا أطلب منك بكل إحترام أن تنفذ معروفا لرجل مصاب قد يموت بأية دقيقة
هلا قمت بالإتصال بها لأسمع صوتها ربما لأخر مرة ألن تحقق طلبي الاخير ؟)

( أنت لن تموت ) قلت مقهورا ( ستخرج من هنا ثم أنا سوف أقتلك )

( لكن ماذا لو مات الان ؟ ستندم طوال حياتكَ ياأليكساندر ) نطقت الصفراء مجددا فأخرستها بنظرة واحدة وقلت لدوغلاس

( لا ..لن أحقق لك امنيتك الاخيرة وأحزر ماذا ..لن اندم على ذلك )

رفعت يديها في الهواء قائلة بتمرد ( أنا أعارض ..ولا أوافق على قرارك الأناني هذا)

( نحن لسنا في قاعة المحكمة ياأنسة ) سحبتها من ذراعها وجعلتها تجلس امامي

( الامر لا يعنيكِ) همست امام اذنها

لكنها وقفت مجددا وقالت لدوغلاس

( يمكنك أن تكون أول موكل لي ..وسأقوم بالدفاع عن قضية حبك لماكنزي ضد خصمك أليكساندر وصدقني نحن سنكسب القضية لأنني أؤمن بالحب)

( وأنا موافق ) قال مازحا ثم وجه لي نظرة مليئة بالاستغراب متسائلا كيف اتحمل جنونها

( أخبريه أنني سأخبره من فعل بي هذا بشرط أن يسمح لي الان بسماع صوت ماكنزي )

( أنتما الإثنان كفى!! ) وقفت فاتحا ذراعي في الهواء لأبعدها عنه فوقفت امام الباب وهي ترمقني كانني رجل قديم الطراز

لابد وأنهما نسيا انها أختي .. أتفهم ان الصفراء متفتحة على العالم لكن هو يعرف رأيي في الموضوع ، يعرف أن أختي خط أحمر

( تبا ) تنهد حين حاول ان يتحرك

( لا تتحرك ) طلبت منه ( ساحضر لك ماتريد )

فقال بصعوبة ( الماء)

كم وجهه منتفخ وعينيه سوداء ..ولازلت لا أعرف ماذا حدث معه وأنا أعرف أنه لن يبوح بحرف حتى يسمع صوت اختي حقاً

( أليكساندر ، هو لم يطلب منك المستحيل لم يطلب حتى أن يتكلم معها ، فقط سماع صوتها ! ليس هناك أية جريمة في ذلكَ، وأنت قلت بانه صديقكَ المقرب ، إذن لماذا لا تثق به ؟ كان يستطيع ان يصل لأختك بألف طريقة ..)

( أنت لا تفهمين ياأنسة )

( أنت الذي لا تفهم ، هل تعرف شيئا ، إن كنت عاجزا عن الحب ؟ فصديقك يستطيع ) لا اصدق اين يتجه تفكيرها بشأني

(أنا لست عاجزا عن الحب !! من أين تحضرين هذا الهراء؟ )

وضعت يديها على خصرها متحدية ( سمي لي فتاة واحدة تحبها ؟ )

وقبل ان أتحدث أكملت بغيظ ( يستحسن أن لا يكون هناك واحدة ياأليكساندر)

( البنات !! أم عليا القول المراهقات !! .. ) هز دوغلاس وجهه وكأن هذه الدراما أكثر مما يستطيع تحمله

فإقتربت هي مني وقالت وهي تدور حولي

( انت لا تملك القدرة على ان تحب ..إعترف بذلك ياأليكس ، ولأنك لا تملك القدرة فانت لا تفهم أن موكلي السيد دوغلاس هنا واقع في الحب ، وهو لم يختر أختك ..القدر إختارها ..لماذا لا تعطيه فرصة ؟)

أجبتها بصوت مديد ( السبب الاول لأنها أختي والسبب الثاني لانها فقط بالسابعة عشر)

( أوه ! .. غاب عن ذهني أنها قاصر ..يارجل أخشى أننا لن نصل إلى أي حل لأنك قانونيا لا تستطيع والحب لن ينقذك من السجن ، وكنصيحة مني أن تكون عاشقا طليقا أريح بكثير من عاشق سجين)

انحرف حاجبه الايسر فقط لان الاخر كان مشقوقا ومخيطا ليردد بنبرة غاضبة وكانها وضعت يدها على الجرح

( أنا سجين بالفعل ! ..أنا سجين ومؤخرا صرت أهذي ..أسمع صوتها ..وأرى وجهها في وجوه الجميع ! ..فلا تظني للحظة أنني حر ، وكذلك أنا أعي جيدا أنها قاصر وصدقيني ليس لدي أية نية لأؤذيها .. لم اطلب سوى سماع صوتها ، لااظن أن هذا مخالف للقانون )

فشرحت له لربما سيتفهم موقفي

( لا ، هذا ليس مخالف للقانون ..لكنه مخالف لمبادئي ..أنت تعلم كم أنا مفرط الحماية بها يادوغلاس ..يجب عليك أن تنزعها من رأسك )

حرك يده ببطئ فوق صدره المليئ بمناطق بنفسجية قائلا ( هل ترى هذه الكدمات المؤلمة على جسدي ؟ إنها نفس الكدمات في روحي ولكنك لا تستطيع رؤيتها ياأليكس .. ، أرجوك دعني أسمع صوتهاَ ..إنها المهدئ الوحيد الذي سيجعلني أتحسن نفسيا ...بحقك أنظر لحالتي ..لم أتعرض لهذا الإذلال طوال حياتي ، سأفقد صوابي وأحتاج لسبب لأهدأ )

عدت بذاكرتي للوراء فتوضح لي كل شيئ ..قلقي كان في محله ..لطالما أخبرني أن ماكنزي تهمه بقدر ماتهمني ..وانا ظننته ينظر لها مثل أخته ..لكن لأكون عادلا .. لم اره يوما يقلل من إحترامها ..هو حقا لا يجرؤ ان يرفع عينيه اليها ، ولا يجرؤ أن يتحدث معها ..ربما تاماني محقة ..هو لم يختر أن يشعر بتلك الطريقة نحوها ..

إنه يعزل مشاعره كليا ولولا الصدفة لما عرفت طوال حياتي
وفي النتيجة هو صديقي الوحيد

( حسنا .. ولكنك ستخبرني بكل شيئ بعدها! )

ماكان يهمني الان هو ماحدث له من الألف إلى الياء فإتصلت بإيمانويل وأنا أعرف أنه يكون مشغول في هذا الوقت ولن يتواجد في المنزل ، لابأس بتزييف الحقيقة الان ، رن كثيرا حتى أجاب عليا قائلا بثقل

( نعم أليكساندر ؟)

( إيمانويل .. إتصلت لأطمئن عليكم )

هو أبدا لا يحب حين أتصل به
( الجميع بخير ..لكني لست في المنزل الان )

( أحقا ؟ لأنني كنت أرغب بالتحدث مع ماكنزي)

( أنا بعيد عن المنزل ..لمالا تتصل في المساء ..سأغلق الان )

فأغلق الخط ولم يعطني فرصة لأسأله عليها ، نظرت لدوغلاس فوجدته حزين جداً

(ألا تملك أختك هاتف ؟) سألتني تاماني بذهول شديد كأن العالم سيفنى

فأجبتها ببوردة ( لا )

( على الأقل أنت حاولت وليس ذنبك إن كان أخوك الوغد بعيدا عن المنزل ، لابأس)

( هل ناديت حقا اخوه بالوغد امامه ؟ ) نطقت مجددا بذهول غريب كأن دوغلاس إرتكب جريمة

( ياهذه .. هل يمكنكِ أن تسترخي قليلا ؟ ماكنزي لا تملك هاتف وأخوه شخص وغد ، هل لديك مشكلة مع ذلك ؟)

( ليس لديها مشكلة في ذلك..والان حان دورك لتخبرني ماذا حدث لك ) أجبته قبل ان تجيبه هي ، سحبت مقعد وجلست وهو تطلبه الامر عدة دقائق ليقول

( ربما سيكون من الأفضل أن تخرج الانسة فيفر لأنني لا أريد ان تتلوث أذنيها بما سأقوله ..ولان الامر كذلك معني بمكان عملي)

( ياأنسة) أوحيت لها بان تخرج ففعلت ذلك بهدوء وهو باشر في الحديث ( ماحدث لك .. تكرر معي الحقير السافل بيشوب وجد لي سبب حقير ليطردني وأنا لم أسكت له ..رفضت أن أخرج من هناك فإستدعى رجال الامن ، ولاأدري ماذا قال لهاؤلاء السفلة ..لأنهم ابرحوني ضرباً في الباحة الخلفية ، وحين حاولت ان أدافع عن نفسي ..قام وغد ما بطعني ، وتركوني في الطريق أموت ..لولا أن كورتيس رأني ..لكنت ميت الان)

( بيشوب إذن ؟ لقد تمادى كثيراً، سأذهب إليه الان وأضربه لكل مكان تصل إليه يداي ..وحين أنتهي منه سيصعب التعرف عليه) ضغطت على مسند الكرسي بقوة شديدة ختى شعرت بفرقعة في اصابعي

( طبعا ..لكن أنت لن تفعل ذلك بدوني ..ذلك لن يكون عادل في حقي )

( سنفعل ذلك معاً .. سنقضي مرة واحدة وللأبد )

( أعتذر منك ياصديقي ، لم أظن أن سري سينكشف أبدا ..لأني كنت سأحتفظ به حتى أموت ..يحق لك أن تغضب مني ..ويحق لك ان تغادر الان وتقطع صداقتنا للابد ) قال وهو ينظر للنافذة لكي لا احظ لمعان الدموع الخفية ..لانه لم يبكي ..لم اره يبكي في حياته

( كنت سأفعل ذلك بدون شك ، لكني لا استطيع تجاهل أنك فضلت أن تحترم صداقتنا وضحيت بقلبك )

دخلت الممرضة في هاته اللحظة وطلبت مني أن أتركه لينام ويرتاح

( سأظل معكَ اليوم )قلت له فرفض

( لديك فتاة مجنونة لتهتم بها..أنا على الاغلب سأنام حتى المساء ، لكن عد في المساء ودعني أسمع صوتهاَ ..حسنا ؟ )

( حتما سأراك في المساء ..لكنني لن أعدك بشيئ )

( يمكنني أن اتفهم موفقك ..حسنا )

بمجرد أن صعدت للسيارة حتى قالت لي ( هل يمكنك من فضلك أن تتجه لأي مكان عدى البيت ..لاأشعر برغبة برؤية أحد)

( مالذي حل بك فجأة ؟ )

( أنا غاضبة ) ربعت ذراعيها لصدرها فإحترت

( مني ؟ )

حركت وجهها مثل طفلة صغير بريئة وقالت ( من نفسي)

( لماذا ؟)

( لأنني لم أنجح في جعلك تثق بي على كل حال .. بينما نجحت أنتَ)

( هذا ليس بموضوع لتزعجي نفسك به ، ثم سواء وثقت بك أو لا فذلك لا يهم ، فمن أكون أنا لأجعلك تغضبين على نفسك ؟ )

(أنت حاليا أقرب شخص لي ياأليكساندر )

لم أتوقعها ان تقول هذا حقا..لم أتوقع أن أكون أنا أقرب شخص لها بينما هي محاطة بعائلة كبيرة والكثير من الاصدقاء

( أقرب شخص لك هي فاني )

( حاليا .. أنتَ ) أرخت نفسها بحزن شديد

(لكنني بالنسبة لك ..أنا مجرد صفراء مزعجة )

قبل أن تكمل قلت ممازحا ( أنت أقرب شخص لي..أنظري أنت تجلسين بجانبي)

فإبتسمت مرددة ( قصدت أنك أقرب شخص لحياتي ..لروحي ..لأنا الحقيقية )

( أنتِ الحقيقية ؟ )

تلون وجهها ونظرت لي بريبة شديدة متمتمة : ( أوقف السيارة ..أريد الدخول إلى المكتبة)

( المكتبة الان ؟ )

( نعم ..المكتبة بالنسبة لمزاجي الان هي فكرة رائعة)

( لدي فكرة أفضل ) كنت سأقترح عليها بيتزا دييغو فقاطعتني بحدة مفاجئة

( قلت لك أوقف السيارة ..سادخل للمكتبة)

أوقغت السيارة فنزلت وعادت نبرتها للهدوء ( تعال معي أليكساندر )

سألتني بضعف غريب كأنها ليست نفس الفتاة التي حدثتني بحدة للتو

حين وصلنا لباب المكتبة سمعت صوت قريب ينادي

( هاي ياجميلة )

نظرت للشاب الذي رأيتها برفقته عدة مرات في الثانوية

( لوكاس ! ) رغم انها زيفت إبتسامة إلا ان الخوف الذي ظهر في عيونها فضحها

( هل كنت ستدخلين للمكتبة للتو ؟ )

وهي فقط تجمدت لأنها بالفعل وضعت قدما بالداخل ..وظلت صامتة حين أكمل

( هل لدينا محامية مستقبلية ونحن لا نعلم ؟ )

( ماذا ؟ ماذا تقول ؟)

فإقترب منها وتعدى حدود الامان ( أنا أحب الفتاة الذكية أكثر ..فهي تثيرني )

صار لونها أحمر فطفح كيلي وتقدمت لأقف بجانبها ، مددت يدي نحوه فتراجع رغما عنه

( تاماني ..هلا طلبت من حارسك الشخصي أن يسترخي )

مثل المراهقة المتذمرة طلب منها فنظرت لي وهي تتوسلني أن لا أبتعد

( سيدي ، أخشى أن الأنسة لا تستطيع البقاء للتحدث معكَ ، فهي لديها عمل مهم )

أمسكتها من ذراعها ودخلنا للمكتبة ، كانت ترتجف وظلت تردد ( سيكتشف الجميع أمري)

( فليكتشفوا ..وجودك هنا ليس من شأن أحد .. أعتقد أنه أفضل من وجودك في إحدى النوادي اللعينة)

( أتمنى لو كان الجميع يفكر مثلكَ )

إتجهت مباشرة للداخل وراحت تبحث في الرفوف فسألتها ( من كان ذلك الشاب ؟)

فردت ببساطة (حبيبي المزيف )

( لن أصدقكِ !! )

توقفت عن البحث ونظرت لي مستغربة ( هل يمكنني أن أعرف لماذا؟)

إستندت على الرفوف العالية وقلت ( تستطيعين الحصول على أفضل منه ..لماذا هو بالذات ؟)

بلعت ريقها بحيرة فأخبرتها برأيي( إنه طائش .. وبدون عقل )

( كيف يمكنك أن تحكم عليه من اول نظرة ؟)

( أراه يوميا في ثانويتك ياأنستي .. هذا النوع يظنون أنفسهم محور العالم ، ويحبون الحصول على كل مايردونه بدون الإكتراث للعواقب..فإحذري منه)

( لوكاس ليس كذلك بالتأكيد ، أنت مخطئ في حقه ..قل لي ياأليكس هل تغار عليا منه؟ )

لدرجة أنني وجدت سؤالها غريب بقيت أحملق فيها بصمت ، وهي إستمرت بالبحث بين الكتب

( المعذرة ؟ ) قلت فلم تتوقف ورأيت وجنتيها تحمران مجددا

( أنت معذور!)

( ماذا قلت لك ياميمي عن أنني لن ألهو بمشاعرك ..لكنك تبدين مصرة على ذلكَ )

( ماذا تعني ..وضح لي لأنني لم أفهم قصدك )

لم تجرؤ حتى على النظر لعيني ، لكنها بدأت تهاجمني ( هل تشعر بالأسف لأنك لا تستطيع أن تنافس لوكاس ؟ )

( أشعر بالأسف لأنك قارنتني به ، بحقك ! )

حركت وجهي بمأساوية فتلعثمت قليلا قبل ان تقول ( لكنك تشعر بالغيرة ..إعترف )

( بحقك ياأنسة ..كونك تغارين عليا من الجميع لا يعني أني أغار عليك أيضاً )

أومأت بسخرية هامسة ( وأنا صدقت )

وقفت خلفها ووضعت يدي على الرف لأحاصرها ، توقفت عن التنفس وهي تنظر لي بريبة شديدة

( ليلة أمس أنت قلت شيئاً ..شيئا لم يعجبني )

فتحت فمها وحاولت التحدث مرارا لكنها لم تستطع
ثم اخفت وجهها بيدها وإعترفت بخجل ( هل تحدثت خلال نومي عن إحدى سيناريوهاتي السينمائية ؟)

قطبت جبيني مبتسما للحظة ثم تذكرت ماقالت فعبست وأخبرتها ( قلت أتمنى لو كنت ماكنزي ! .. لماذا قد تتمنين أمنية كهذه ؟ أرجوك أجيبيني بصدق )

تنهدت بإرتياح لانها لم تفضح سيناريوهاتها لي وقالت بهدوء (لأنها لديك أنتَ ! .. أنت تحبها وتهتم بها وتخاف عليها ..أنت تحافظ عليها )

إنحنيت إليها أكثر وسألتها ( ألا أفعل نفس الشيئ معكِ ؟)

( أنت تقوم بعملك فقط ..والدتي تدفع لك لكي تهتم بي ، لكنك تفعل ذلك مجانا لاختك)

(لأني أعتبر نفسي مكان والدها ، لكن هل يعطيك ذلك الحق لتطلبي تلك الامنية ؟ هل لاحظت فقط الجزء الخاص بحبي وإهتمامي بها ؟ أنتِ لا تعرفين أي شيئ عن أختي ..فقط الشيئ الذي تفتقدينه )

( لمالا تبتعد عني ؟ ) إنزعجت من صراحتي حين ذكرت نقاط ضعفها ، فرفضت أن أتحرك وبقيت أحاصرها بين ذراعي

( الأسطورة تقول كوني حذرة مما تتمنينه )

( أليكس .. إبتعد عني الان وإلا ) قالت كل كلمة على حدى بتهديد وجدته طريف

( ماذا ستفعلين ؟ )

( سأصرخ )

( لا تستطعين ..أنتِ في المكتبة )

أخذت نفسا عميقاً ثم قالت بثقة لا أعرف من أين أحضرتها فجأة ( لا تختبر صبري ياأليكس )

( أود أن أرى أفضل مالديكِ ) مددت يدي وأبعدت شعرها على جبينها ، كم هو مجعد وجميل ..كانه شعر دمية

( أنتِ تشبهين الدمى كثيراً )

فتحت عيونها بإتساع هامسة ( لقد كان لدي دمية تشبهني ..سميتها تامي .. )

( الجميع يحب الدمى )

( هل تحبها أنتَ ؟ ) لقد عادت لتطرح أسئلة لتوقعني بالفخ ، وانا لم اكن ساكذب عليها فقلت بصراحة

( لا أكترث للدمى )

( حتى لو كانت حقيقية ؟ ) شعرت بذراعيها حول خصري ، فعلمت بأنها تريد أن تجعلني أصدق أنها تتقرب مني لكي أبتعد ..صارت أنفاسها السريعة ممتزجة بانفاسي ، ظننتها ستتراجع حين تكتشف أنني لن أبتعد ..لكنها فقط أغمضت عينها وقبلتني

( إذن ..أنت جئت لتكوني حقيرة مثل باقي مثيلاتك ..ظننتك للحظة حقا مختلفة )

من هول الموقف قامت بشكل لا إرادي بإبعادي عنها فتعثرت لتسقط أرضا ، نظرت للامام لارى نفس الشاب الذي إدعت أنه حبيبها يستشيط غضبا

( هل تعرفين شيئا تاماني .. تبعتك هنا لانني ظننتك حقا فتاة مختلفة ، لكن برافو برافو ..لاأحد سيشك بك وأنت تواعدين مساعدك الشخصي في المكتبة ..أحسنت إختيار المكان)

تقدمت إليه وأمسكته من قميصه بقوة ( لن تلوم سوى نفسك إن أخبرت أحد بمارأيت للتو)

دفعني مستخدما كل قوته ( لا يشرفني أن أتحدث عن هذه الحقيرة)

لم أتحمل وقع هذه الكلمة على نفسيتها فلكمته لتتطاير الدماء على الكتب

( عليك أن تحترم فتاتي ..أيها الطائش البائس والان غادر قبل أن أدمر وجهك اللطيف)

فغادر خائفا مثل طفل صغير ..وأنا إلتفت لأنه دورها الان لألقنها درس لن تنساه

( أيــتها الصـــفــراء ! )

كم أنا مغتاظ ، وهي تركع على الأرض كأنها تبحث عن شيئ ما

فقلت بحدة ( تاماني سيليستيا فيفر !!! )

وقبل ان اكمل زفرت بقوة ( أليكساندر ..أليكس أين أنت ؟ )

رفعت وجهها وكأنها لم تعد ترى شيئا وقالت ( أين أنت ..؟)

( أنا هنا ) جثوت على ركبتي وأمسكت يدها فقالت

( لقد أسقطت عدساتي اللاصقة ولا أستطيع إيجادهما )

( ماذا ؟ )

راحت تبحث بيدها في الأرض مرددة ( أين عدساتي ؟ انا لا أستطيع الرؤية ! ..أين عدساتي اللعينة)

بحثت معها لكني لم أجد شيئا وهي راحت تنادي بهمس ( أين أنت أليكســــــاندر؟ )

( أنا هنا بجانبكِ ..كيف ..؟ ) لم أجد الكلمات فصمت

أخبرتني مجددا ( لقد أضعت عدساتي اللاصقة ..ألا تستطيع إيجادها لي )

( إنها ليست موجودة هناَ )

فزفرت وضربت الأرض بيدها ثم وقفت وطلبت مني ( إفتح حقيبتي .. ستجد نظارة )

فعلت ذلك فوجدت نظارة طبية سوداء اللون

( تفضلي) بمجرد أن وقفت حتى وضعت عينيها بعيني وهي ترمش بسرعة فذهلت وتراجعت للخلف ممسكا برأسي

( لا أصدقك .. عيناك بنيتان )

امسكت نظارتها بعنف وإرتدتها بسرعة ثم ألقت نظرة على المكان وقالت بإرتياح

( هكذا أفضل ) قالت وهي تنظر لي واضعة يدها على خصرها

( تقول الأسطورة الجميلات فقط من يضعن نظارة)

( علاوة على ذلك أنتِ عميـــاء ؟؟!!)

لم تستوعب سؤالي فحملت حقيبتها وركضت للخارج ، صعدت للسيارة وأخفضت قبعتها لتخفي نظاراتها

لم أنتظر لتخبرني بوجهتها التالية لانني قررت أين سنذهب بنفسي

كم من الامور تخفيها هذه الفتاة عن العالم بعد ؟

توقفت في منطقة خالية تحدها الاشجار

( إنزلي ) قلت بنبرة صارمة لا تتقبل جدال

فنزلت وجائت لتواجهني ..لكنها تفاجئت بي وأنا أحصرها مجددا بين ذراعي

( ياذات العيون الزرقاء المزيفة !! )

إبتسمت إبتسامة خبيثة وقالت : ( أنت أردت أن ترى أفضل مالدي)

( أفضل مالديك كان تقبيلي ؟)

أخفضت وجهها بخجل شديد فلم أعد أفهمها بتاتا وانا خفت كثيرا من ان تكون شكوكي صحيحة فسألتها مجددا لاتأكد و لأعرف خطوتي التالية

( إن كنت مغرمة بي لهذه الدرجة ، فلماذا لا تعترفين فحسب ؟ )

( لماذا لا تعترف أنت انك لا تتقبل حقيقة أنني لن أنظر لشخص مثلك قط )

( أنتِ متأكدة ؟ أنت تغارين عليا واليوم قبلتني . . ماذا تريدين مني ؟ )

( ماأريده منك ياأليكساندر هو أن تهتم بي فقطْ وهذا جزء من عملكَ )

( لا..إنه جزء من شخصيتي .. إهتمامي بك سيكون جزء من شخصيتي الطيبة )

( لايهم مادمت ستهتم بي )

في كل مرة أقول أنني أسيطر على نفسي واعرف حدودي هي تفعل شيئا أحمقا وتجذبني لعالمها العجيب ..وكيف ذلك يجعلني أستسلم وانسى للحظة مكانتي وأنسى تحذير الانسة سيرافينا

( أنتِ تجعلين الامر صعبا عليا ) بدون ان اسيطر على نفسي ضربت جانب السيارة فشهقت وأغمضت عيونها بقوة

شعرت حقا بالأسى عليها .. أفهم أنها تفتقد للحب والإهتمام لكنها إختارت الشخص الخطأ ..إختارتني لانها تأثرت بحبي وإهتمامي بأختي

( أعتذر .. أين تريدين الذهاب الأن ؟ )

( إلى غرفتي ) قالت وهي توشك على البكاء

أكره تقلبات المزاج هذه

( أيها الخادم ) كان هذا صوت بيتر بمجرد وصولنا .. نزعت نظارتها بلمح البصر حين رأته واخفتهما لكنه لم يكن مهتما بها

تقدم لي بإنزعاج واضح ( أين أخذت سيارتي ؟ ولماذا أنت لم تغسلها بعد ؟)

( سأغسلها لك الأن )

وضع يده على النافذة ليريني الغبار والوحل على عجلاتها

( أنا أحتاجها الأن أيها الغبي ..تبا لك لقد كنت واضحا معك ليلة أمس )

( سأغسلها بسرعة إذن) ولولا إحتياجي لهذه الوظيفة لقمت بمسح زجاج النوافذ بوجهه لكني أختي تحتاجي ..وكذلك تاماني

( وأنتِ .. ماهذه الحالة المزرية التي تبدين فيها ؟ ) صرخ عليها فنظرت لنفسها بإستياء ثم ركضت لغرفتها

( ستكون سيارتك جاهزة بعد عشرة دقائق)

( إجعلها خمسة دقائق ! ) قال بنرفزة وإتجه للصالون ، فلم اضيع وقتي وأحضرت المستلزمات وغسلتها ..ربما السيد بيتر لا يعرف أنني لا اعمل لديه ، لكنني لا اهتم مادامت والدته تدفع لي وفي لحظة ما رفعت وجهي فرأيتها تحملق بي بحزن شديد من شرفة الطابق الثالث.. وبمجرد ان جائت عينها بعيني حتى هربت للداخل

( سيارتك جاهزة ) إقترب وتفحصها جيدا ثم أخذ المفتاح قائلا ( إفتح لي البوابة)

ففعلت ذلك وهو ذهب بقمة أناقته ورائحة العطر الفخم تفوح منه وأنا صعدت مباشرة واخذت حماما دافئا في هذا البرد القارس ، الجو يصبح اكثر برودة كل يوم ، حين سمعت طرق على الباب عرفت أنها هي ، والله وحده يعرف بأي شخصية ستأتيني

وحين فتحت الباب تفاجئت بالخادمة ماديسون تحمل صينية الاكل

( أوه لماذا أتعبت نفسكِ )

ثم لاحظت أنها تتصرف بغرابة لأنها لم ترفع عينها لي ..فإخفضت وجهي لأرى أن صدري عاري وكل ماعليا هذه المنشفة

( قلت لنفسي انك تتضور جوعاً )

لاتزال شاردة في عضلات بطني

( شكرا لانك فكرت بي ماديسون ..أنا حقا جائعْ )

مددت يدي لأمسك الصينية فأبت أن تتركها ( ماديسون ؟؟ )

اجفلت من شرودها ورفعت عيونها لي فقلت (أتركي الصينية )

فاومأت لي لكنها لم تفعل ذلك

( ماديسوووون مالذي بحق الجحيم تظنين نفسك فاعلة بجناحي الخاص ؟ أولم أمنع الخدم من التواجد هنا تحت أي ظرف من الظروف ؟ )

والان صار للصفراء سبب واحد لتفتعل مشكلة تقدمت بسرعة وحين شاهدتني هكذا فتحت فمها وإحمرت وجنتيها ...وقفت بيننا وهي تفتح ذراعيها في الهواء لتخفيني وتصرخ ( أغلقي عينيك قبل أن أحضر ملاقيطي )

رفعت وجهها لي لترى إستغرابي من سلوكها المتملك فإحمرت أكثر وماديسون لم تتراجع وكل ماكان يفصلها عن هذه المجنونة الغيورة هو صينية الاكل

كان عليا ان اتصرف بسرعة فأمسكت بخصرها ورفعتها لأجعلها تقف بجانبي

لكن ماديسون وجدت مساحة وإقتربت مني أكثر حتى صارت الصينية تلامس صدري

( لماذا أنتِ قريبة من مساعدي الشخصي ؟ ) كشرت تاماني عن أظافرها الحادة عاليا فقمت بإمساك يدها

( أحضرت له الاكل ياأنستي ) قالت ماديسون بنبرة هادئة غير مكترثة البتة لنوبة غضب هذه المجنونة

( ومن أعطاك الحق لتحضري له الاكل هنا ؟ منذ متى أصبحت حنونة القلب؟ )

أول مرة رايت فيها ماديسون ، عرفت أنها فتاة فقيرة أخرى جائت لتعمل تحت رحمة آل فيفر ..من الواضح انها لم تكن تملك شيئ وربما لا تملك حتى عائلة

أنا لا اتحدث معها كثيرا سوى حين أذهب للمطبخ لأكل ..هي هادئة جدا وخجولة

( أنا أسفة أنستي ..لقد فكرت أن أليكساندر جائع ومرهق فأحضرت له الاكل لغرفته)

برزت عروق جبينها وهي تردد بعنف ( وكيف تجرئين على التفكير به ؟ من تظنين نفسك لكي تفكري بأليكساندر ؟؟ )

صمتت ماديسون و تاماني زادت غضبا فلكزتها بقوة : ( لقد أزعجتني جداً أيتها الغبية من فوق ماأنا منزعجة .. ولقد كنت حذرتك سابقا من عدم الإقتراب من أي شيئ يخصني ..وأليكساندر يخصني)

( أنا أسفة ياأنستي ..أرجوك سامحيني ، فقط إستغربت أن أليكس لم يأتي اليوم للمطبخ فأحضرت له الأكل )

تبا الفتاة حقا خائفة منها

( لا تناديه أليكس ! إعتذارك مرفوض .. إذهبي إلى الجحيم أنتِ مطرودة ..غادري قبل أن أحضر ملاقيطي ومقصاتي ، توقفي عن النظر له حالا ..لا تجعليني أحضر قلابة رموشي )

تنفست من نيران الجحيم وزفرت عليها فلم أصدق انها ستطردها

( لا يمكنك أن تطرديها ..لم تفعل أي شيئ خاطئ )

( انت لا تتدخل بيننا لو سمحت )

( كيف لا اتدخل وانت ستطردينها بسببي )

وضعت الصينية على المنضدة وقلت لماديسون ( عودي للمطبخ ..الأنسة تاماني غاضبة وهي تتصرف متنمرة بدون عقل الأن..ستعتذر منك لاحقا )

وقبل ان تتمكن الصفراء من قول شيئ امسكتها وأدخلتها لغرفتي وأغلقت الباب

( الفتاة بريئة ..وتحتاج لهذا العمل وللأسف عليها ان تتحمل هرائك هذاَ )

( هل جعلتني أبدو ظالمة أمامها للتو ؟ ) سألتني مصدومة

( هذه الفتاة المسكينة تحتاج وظيفتها وأنت لا تستطيعين فهم الامر لانك لم تحتاجي يوما لأي شيئ ..عكسها هي ، أنتِ لا تعرفين معنى الإحتياج والحرمان لأن كل شيئ يصلك جاهزا .. انتِ لا تعرفين ماهو شعور ماديسون الان لأنك لست سوى إبنة أخرى أنانية لأل فيفر )

( أنت تدافع عن الخادمة ..هل تدرك ذلك ؟ أنت توبخني وتهينني بسبب خادمة ، ومن ؟
ماديسون ! .. كيف تجرؤ ؟)

( أنا أجرؤ ياأنسة ..لن أرى الظلم يحدث أمامي وأسكت ..وأنت ظلمتها ويجب ان تعتذري منها لايمكنك أن تعاملي الفتاة كعبدة عندك لمجرد أنها تنظف قذراتكِ)

( تنظف قذراتي ؟؟ أنت لا تعرف شيئ عن تلك الفتاة ، ولا تعرف شيئ عني .. لماذا توبخني كأنني الظالمة ؟ لماذا صنفتني الان وكأنني الفتاة المتنمرة وهي الضحية ؟)

( لأن هذا مارأيته للتو ..)

إقتربت منها فتراجعت للخلف ودموعها على حافة رمشوها

( أنا لا اظلم أحد ..إلا من كان يستحق ذلك .. هل ظننت أنها أحضرت لك الاكل لانها تهتم بك ؟)

( توقفي عن غيرتك الغير واقعية ياتاماني )

تراجعت نحو الباب وسقطت دموعها على خديها فلم أتحمل ذلك لكنني قلت ( الحقيقة مؤلمة)

قالت بصوت طفولي رقيق ( لقد كنت مخطئة .. لقد ظننتك تهتم .. لكنك مثلهم ، أنت مثلهم ..أنت لست مثله .. ولن تكون أبدا مثله )

( من هذا ؟ )

لم تجبني وركضت نحو غرفتها لتصفع الباب بقوة فإرتديت ملابسي ولحقتها.. طرقت كثيرا فلم تفتح لي ولن تفتح ، دخلت بدون إذن ..ولم اجدها في غرفتها
ولم تكن في الحمام ولا حتى في الشرفة

( أنسة ) ناديتها مرة واحدة فلم اشعر بحضورها عظيم .. فقط ممتاز .. إهربي .. إختفي ولاداعي لتخبريني أين ، لأنني لن أقلق عليك

لقد بدات تمطر في الخارج ..سيكون يوما ممطرا فإلى أين ستذهب تلك المزعجة ؟

بحثت عنها في أرجاء المنزل حتى عند فاني لكنها لم تكن عندها ..أين سأبحث عنها في الخارج؟

لم تكن ترد على هاتفها وتتجاهلني كليا

ثم من بحق الجحيم الذي قالت أنني لست مثله ؟

من هذا الذي تحبه لدرجة أنها تتخيله في رجل أخر

أوووف تلك الصفراء غاضبة وقد تذهب لأي مكان
يستحسن أن أبدأ بالبحث عنها قبل ان تهيم لمكان سيئ مجددا

أخذت سيارتها وجلت شوارع لندن ، مع كل هذا المطر الغزير ، لقد أظلمت قليلا ..صار الجو كئيب جداً ..والضباب إنتشر في الطرق

نزلت من السيارة وسرت هائما في هذه الشوارع المتشابهة

لا أهتم أنني تبللت ، لاأهتم أنني مرهق ..لا يهمني شيئ

فقط أريد ان اجدها ، وفجأة رن هاتفي فأجبت لأسمع صوت فاني تقول لي

( أنا أعرف أين هي ..لقد إتصلت بها وأخبرتني )

( أين هي ؟ )

( ستستغرب .. إنها في محطة القطار ، إذهب وأعدها للمنزل )

إتجهت مباشرة لمحطة القطار ، بحثت عنها في جميع الوجوه حتى وجدتها جالسة على إحدى المقاعد فإقتربت بهدوء وجلست بجانبها لألاحظ عينيها المنتفختان من البكاء

( فاني لا تستطيع كتمان سر) همست بنبرة رخوية

( ماذا تفعلين هنا ؟ )

أتمنى فقط لو تعرف كم أنا قلق عليهاَ

( ماشأنك أنتَ ؟ ) سألتني بحزن

( ربما لأنني قلقت عليكِ)

( توقف عن التظاهر الان .. لأنك لست قلق ولو قليلا)

( أنا حقا أهتم )

( لا ..أنت لا تهتم بي ولو قليلا ، ولن أصدقك بعد الان ) إنها تكبت دموعها الأن ..

( قول الحقيقة مؤلم أحيانا ياأنسة )

( صحيح ، لكن مارأيته لم يكن الحقيقة وأنت قلت بأنني بدون عقل .. لقد جعلتني أبدو عديمة الضمير ومتنمرة أمام ماديسون.. لم تدافع عني ، كان يفترض أن تدافع عني وليس أن توبخني وتهينني بأنني جزء من آل فيفر ..لقد هاجمتني بنقطة ضعفي ولم تبالي )

( الامر ليس كذلك )

إنفجرت بالبكاء وقالت منتحية ( بلا بلا بلا ..الامر كذلكَ ، أنت تكرهني لمجرد انني إبنة أخرى لأل فيفر ولأنني لاأعمل لأحصل على ماأريد ..وتعتقد انني لا أعرف معنى الحرمان ، ولا أشعر بالاخرين لكنك لا تعرف شيئ عني .. خبر عاجل لك أليكساندر ..لا يمكنك أن تكره شخص لا تعرف شيئ عنه ..وأنت تتعاطف مع ماديسون فقط لأنها فقيرة مثلكَ)

( أأنت متأكدة ؟ )

( أجل .. أنت فضلت ماديسون عليا )

إبتسمت رغما عني وإقتربت منها ثم عانقتها لصدري ( هل سأعانق ماديسون ؟)

قاومتني لكنني لم أفلتها وعانقتها بقوة ( وهل سأتركها توبخني وترفع صوتها بوجهي والاهم تصفعني ؟ )

لازالت تبكي بصمت فأكملت كلامي وأنا أنحنى إليها

( والأهم ..هل سأدعها تقبلني ؟ وتنام ليلا في حضني ؟ )

فظهرت على شفتيها إبتسامة بينما رفعت وجهها لي

( أنا لم اكن سأوبخك بتلك الطريقة لو لم أكن أهتم ، لا اريد ان يمتلأ قلبك الجميل بالحقد .. لان ذلك ليس جزء من طبيعتك ..أرغب ان تكوني طيبة مع الجميع ومتسامحة ..لانه لا أحد مثالي .. الكل يخطئ )

أغمضت عينها ومدت ذراعيها لتضمني ( لقد منعت جميع الخدم من دخول جناحي .. لقد إخترت غرفتي بذلك المكان البعيد لكي أكون بمفردي، لكنني سمحت لكَ بالبقاء هناك بقربي .. ولقد حذرت ماديسون لاكثر من مرة بأن لا تجرب حتى التفكير بالدخول هناك ..واليوم هي وجدت حجة لتوقعني في المشاكل )

( لماذا تظنين أنها تريد أن توقعك في المشاكل ؟ )

( لأنها هناك لتتجسس عليا ، ولكي تبحث في أغراضي وتجد اي شيئ قد يجعل والدتي غاضبة وتزيد في راتبها )

( لن أصدقك ..ماديسون ؟؟ هل أنت متأكدة ؟ )

( هل تعرف.. العام الماضي .. ظننتها حقا فتاة مسكينة ، كنت أعطيها ملابسي وأحذيتي وكل شيئ أملكه ..ظننتها ستكون صديقتي ..لكنها خانتني ..لقد حكيت لها عن أحد أسراري ، قلت لها أنني أذهب يوميا بعد الدراسة إلى إحدى الجمعيات الخيرية لأساعدهم في إطعام المتشردين وغسل الاطباق ولا احد كان يعرف بذلك غيرها ، فتفاجئت باليوم التالي بأمي تصرخ بوجهي وتحذرني من الذهاب هناك مجدداً ..قالت أنها تتبرع لجمعيات المعروفة ..ولا داعي لأذهب أنا .. هذه هي ماديسون التي دافعت عنها اليوم .. ولقد طردتها قبل عام لكن والدتي رفضت وأبقتها لتتجسس علياَ عمداً ..حتى أنها تكذب أحيانا وتخبرها حقائق غير صحيحة عني )

( ياإلهي إن كان ذلك صحيح فأنا أسف .. لكن إن نظرنا للجانب الاخر ، ربما هي لم تأتي لتتجسس عليك هذه المرة ..ربما هي فقط أعجبت بي فجائت لتراني)

فتحت عيونها بإتساع وإبتعدت عني مرددة بغيرة : ( سأقتلها ..سأقتلها إن حاولت أن تأخذك مني)

( لا احد سيأخذني منكِ ..لطالما بقيت هكذا هادئة )

وجدتها تبتسم وتعانقني من جديد ، وأنا شعرت ببعض التوتر لانها تقترب مني يوما بعد يوم والانسة سيرافينا كانت واضحة حين طلبت مني أن لا اعلق أختها بي .. لكنني لا أستطيع ان أبعدها
إن كانت تجد الامان معي ..فكيف سأحرمها منه والان هي ترتجف من البرد ، فنزعت سترتي الجلدية رغم أنها مبللة قليلا ووضعتها حول ظهرها

( شكراً..لكنك دافئ أكثر ) وضعت وجهها على صدري فسألتها

( قلت أنني لست مثله ..من هو ؟)

وبدون إنذار سقطت دموعها على خدها فأصريت

( من هو ؟ من هذا الذي جعلك حزينة هكذا ؟ )

( الامر يؤلم حين أتكلم عنه..الذكريات لا تدعني وشأني .. كأنني محتجزة في الماضي .. أنا الحقيقية محتجزة في الماضي)

( ومن انتِ الان ؟ )

قالت ببوردة ( تاماني سيليستيا فيفر )

( حسناَ .. من كنت بالماضي ؟ )

إبتسمت وقالت بدفئ وحب ( كنت تاماني فقطْ )

( ومن هو الشخص الذي تحبينه لهذه الدرجة ؟؟ أخبريني من هو ؟ )

مسحت لها دموعها ( سترتاحين إن حكيت لي ..لا تخفي الامر بقلبك بعد الان.. سأشاركك جميع أسرارك التي تؤلمك ..ولن أخبر أحداً ..أعدكِ ..هيا إفتح ياسمسم )

أومأت وإلتزمت الصمت للحظة ثم قالت بقلب محطم ( إنه جدي .. حين ولدتني والدتي حملت مباشرة بهنري ..ولقد عشت معها فقط فترة أربعة سنوات قبل أن يأخذني جدي في إجازة معه .. وقد بقيت معه لخمسة أشهر ..والدتي لم تتصل لتسأل عني قط .. لم تهتم أبدا متى سأعود ، وانا أحببت جدي جداً ، لقد كان يهتم بكل شيئ يخصني وذات صباح سألني إن كنت اود العيش معه للأبد ؟ فقلت أجل .. ولم اعرف أن الأبد كان سينتهي بعد تسعة سنوات .. لقد كنت أسعد فتاة في العالم معه ، لقد كنا نحب بعضنا ونهتم ببعضنا .. ثم ذات يوم ذهب لينام ولم يستيقظ)

شعرت بالشفقة عليها أكثر من اي يوم مضى فوجدت نفسي اضمها لي بقوة واربت على شعرها

( أنا واثق أن جدك أحبك أكثر من أي شيئ أخر وحتما هو أرادك أن تظلي سعيدة حتى بعد موته
فلما تقتلين نفسك هكذا ؟)

( لأنني لم أعد أعيش معه ..لقد عدت لاعيش مع آل فيفر ، لا يمكنني أن أشعر بالسعادة بينهم ..لقد توقفت عن عد عدد المرات التي أتي فيها إلى هنا ..أجلس لساعات وأنتظر القطار ليأتي ..أتمنى أن اصعد فيه ليأخذني الى حياتي القديمة ..أنا مستعدة لأضحي بنفسي مقابل أن اعود هناك ولو ليوم واحد فحسب .. إشتقت لجدي أكثر مماأستطيع التحمل )

( هل هو والد أمك ؟ او أبوك ؟ ) مسحت دموعها عن وجهها بينما قالت

( والدتي ! .. الامر الذي لا تعرفه ، انه رجل بسيط مثلك .. يعيش في الريفْ، لقد عشت في الريف أيضاً ياأليكساندر ..قضيت أسعد أيام حياتي هناك..لقد كنت فتاة بسيطة أيضا )

( حقا ؟ أين ؟ )

رفعت عيونها ببطئ نحو اللافتة لأقرأ إسم كوتسوولدز

( لن أصدقك ..عشت طفولتك في كوتسوولدز ؟؟ إنها قريتي أيضا )

( مستحيــل ؟ أين بالضبط ؟ )

( منزلنا كان منعزل عن البقية ..وأنت ؟ )

( كان لدى جدي منزل صغير بالقرب من محطة الوقود )

( ولم نلتقي قط ؟ لقد كنت أتجول في كل مكان حين كنت صغير ، لا أصدق أننا عشنا بجانب بعضنا البعض طوال سنوات ..ولم نلتقي قط )

(كم العالم صغير) همست وهي تعانقني بسعادة حيث نسيت كل حزنها

( حقا كم العالم صغير وعجيب ..وغير متوقع بتاتا)



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.