آخر 10 مشاركات
إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لوكاس...غرايس(111) للكاتبة: Caitlin Crews (ج2 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          346 - سجينة الحب - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الشراع (الكاتـب : التوباز بن ذهب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: --------------
-------------- 0 0%
------------------ 0 0%
المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-21, 01:42 PM   #31

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي





الفصل 18


تاماني☆



لا أصدق ان العطلة الشتوية إنتهت في غمضة عين ،ندمت لأنني لم انم بكل دقيقة منها و الان بالكاد أفتح عيوني لأرى أليكساندر يقود نحو الثانوية ، أريده أن يعود للبيت لكي أعود لسريري

(هاي .. إستيقظي ) أنامله الدافئة على وجهي جعلتني أفتح عيناي

( لقد وصلناَ .. هياَ )

بقيت مغمضة عيوني بين الوعي واللاوعي داخل السيارة حتى فتح لي الباب وأمسكني من ذراعي ليخرجني ، النعاس يهاجم بقوة حين لا يفترض أن ننام ! ، وقفت لكن جسدي كان مثل برج بيزا مائلا عليه ودفئه كان يشجعني على الدخول في سبات

( هذه نتيجة إختلاق سيناريوهات خيالية في رأسكِ طوال الليل ) سمعته يتمتم وهو يجعلني أمشي بجانبه برفق بدون أن أتعثر

أعترف أن ذلك جزء من السبب ، لكن ماأبقاني مستيقظة حقا هو التفكير كيف ساواجه الجميع اليوم

حين أصبحنا داخل فناء الخارجي للثانوية سحب أليكس يديه مني وتوقف عن السير
وأنا أضطررت للأستمرار بمفردي لأوجه مصيري المجهول اليوم

( سأشتاق إليكِ !)

توقفت لاإراديا حين قال هذا وحين إلتفت وجدته يبتسم لي ( إدرسي جيداً)

أومأت وأكملت طريقي .. يقول أنه لن يلهو بمشاعري بعدها يقول أنه سيشتاق لي .. يجعلني مرتبكة من تصرفاته معي ، أنا عاجزة عن رؤية الحقيقة ، حين يتعلق الأمر به لا أستطيع التحليل والتفكير

إنها اول مرة أدخل للقسم مبكرة ..وتفاجئت بالأستاذ يتجاهل النظر لي على غير العادة

كما توقعت لا أحد من صديقاتي كن سيحضرن الساعة الاولى من أول يوم بعد العطلة ..هن نائمات لأنه على الأغلب أمضين الليلة بالإحتفال

ولذلك وفي لحظة تهور رفعت يدي حين طرح الأستاذ سؤال لأجيب، وجعلته يحتار ، و جعلت القسم بأكلمه إستدار لي ، وإستمررت برفع يدي رغم أن أغلب إجاباتي خاطئة لكن مايهم هو المشاركة ، حتى أن النجباء بدؤو يتشاورون بينهم ليقومو بدعوتي للإنضمام معهم في نادي الجبر

كانت العشر دقائق الأولى مليئة بالمرح والتسلية ثم فقدت الإهتمام! ، ونمت..بعض الناس ولدوا مثل نيكول وأخرون مثلي ..أشعر أنني أضيع وقتي هنا ، لست مهتمة بإيجاد قيمة x ، ولست مهتمة بحل مسألة معقدة ، حياتي معقدة كفاية ولم أجد حتى حلا لمشكلتي

لقد إنتهت الساعتين فخرجت للفناء الخارجي لأجد الثلاثة يجلسن في مكاننا المعتاد رغم ان الرياح قوية جداً وبحيرات المطر في كل مكان ..وكذلك الثلج الذائب الذي جعل السير يكاد يصبح مستحيل

( مرحبا ) قلت من خلفهن فإلتفن إلي متفاجئات، شعرت أنني الشيطان الذي حضر بمجرد ذكره

( كن ننتظرك تاماني.. ظنناك لن تأتي لكن الواضح أنك كنت اول الواصلين ) أخبرتني صوفي وهي تتفحص ملابسي و لا أعلم كم من إنتقاد وصلت إليه حتى الأن داخل رأسها

( اجل ..لم أرد أن اعلق في الزحام )

منحتهن عناق قصير وسألتهن ( كيف الحال ؟) وكانت روز الوحيدة التي بادلتني العناق لأشعر أنها إفتقدتني حقا

( صوفي كانت تقول للتو أنه بعد التخرج علينا أن نبقى معاً ..ولذلك سنختار تخصص واحد وجامعة واحدة) أخبرتني جينيفر وهي تعانق صوفي

كمــا لو ! كما لو أنني متلهفة لأقضي سنوات إضافية معهن

حمقى !

راحت صوفي تخبرنا عن قضائها لوقت ممتع في الإجازة وفجأة سألتني عن لوكاس وسط الحوار فبدأت أتعرق وتظاهرت بالحزن الشديد فلاحظت روز ذلك
وضعت يدها فوق كتفي وسألتني ( هل أنتِ بخير ؟ )

( لا ..لقد حدث شيئ قبل ثلاثة أيامْ، وقلبي يؤلمني جداً بحيث لم أذق طعم النوم لثلاثة ليالِ )

ركزن ثلاثتهن معي وقالت صوفي ( ياإلهي ..ماذا حدث لك ؟)

( أسوء شيئ قد يحدث لفتاة )

( هل زاد وزنك خلال العطلة ؟ ) لقد وجهت جينيفر نظرة غريبة نحوي وكان ذلك حدث حقا

(لا ) قلت بإضطراب وأنا أنزل عيناي لجسدي ، لا أصدق كيف جعلتني أشك بنفسي

شهقت صوفي لتقول ( هل أنتِ حامل ؟)

( ماذا ؟ يالالهول صوفي ..طبعا لا ..وتقولون عني حالمة ..انظري اين سرحت بخيالكِ )

وضعت يدها فوق قلبها وتنفست الصعداء لان لوكاس خاصتها لن يصبح اب

وطوال هذه المدة كانت روز تجلس بهدوء مريب تنظر لي من زاوية عينها وتطرق بأصابعها فوق الطاولة
إبتسمت معها فتفاجئت بها تقول بقلة صبر ( لم أشرب قهوتي بعد ، ان اعطت واحدة منهما تخمين واحد عبيط بعد فلن تلومي سوى نفسك ياتاماني )

ياإلهي ان روز واقعية أكثر مماينبغي بالنسبة لي واخشى ان تكتشفني ، لكنني تعلمت التمثيل من الأفضل

( لوكاس خـ خــا ننـي ) وزيفت دموع التماسيح مشابهة لدموع عجوزة النحس في جنازة زوجها
بينما صدمن جميعا بماقلت للتو

( تاماني يالالهول، الفتى الشعبي فعل ماذا ؟ ) جينيفر إنزعجت جداً لانه بالنسبة لها لطالما نحن نتسكع معا فسمعتنا مرتبطة بشكل ما

ضربت الطاولة بقوة لتسألني ( كيف حدث ذلك ؟ كيف عرفت ذلك ؟ )

( عرفت صدفة ، كنت متجهة للمكتبة لكي أحضر لفاني بعض الكتب ..لأنها أوصت عليها من الهند .. ثم تفاجئت برؤيتي له وهو يقبل فتاة ما ..فتاة جميلة جداً وأنيقة وفخمة ..مثل الملكة ..فتاة سيحسده الجميع عليها ..أنا مدمرة كليا ياصديقاتي وليس لي وجه لأقابل به )

( ليس لهذه الدرجة ) همست روز وكانني بالغت

( بلا ..لهذه الدرجة ولهذا أطالب بالإنتقام ، أريد أن أضربه بالهراوة للوجه ، يخونني أنــا ؟ الجـــــرأة !! لقد ظننته مختلفا لكنه مجرد حقير مثل بقية أمثاله وكم أحسن أختيار المكان ، أريد جلده بسوط ناري ، أريد لكمه على الضفيرة الشمسية لأسبب له أكبر صدمة في حياته ، ذلك الخائن كم أود إقتلاع عينيه من جمجمته بكماشة وأجعله يرى نفسه كم هو طائش بدون عقل )

( تاماني تاماني ..عزيزتي ، نحن نفهم أنك مجروحة فلاداعي لهذه الكلمات المروعة ، إهدئي )

عانقتني صوفي وهي لا تستطيع ان تخفي سعادتها ، أخيرا انفصلت عن الولد الذي هي معجبة به

قالت جينيفر وهي تتنفس بشراسة ( إذن الفتى الشعبي إستبدلك بفتاة أكثر جمالا وأكثر نحافة وأكثر فخامة .. التحدي مقبول)

( أنا خجلة جدا من الجميع ) أخفيت وجهي بيدي وتظاهرت أنني أبكي فامسكت روز يدي وهي تبحث عن الدموع التي لم تنزل على خداي وقالت ( لا تبكي أبدا على ولد إتكالي ليس مستقل ماليا ينتظر مصروفا شهريا من والديه ياتاماني ، لم يرقني على كل حال .. )

تأثرت حقا بمساندة روز لي لكن هدفي كانت جينيفر ، فجلست على ظهر المقعد بجانبها وقلت وأنا أنظر لأليكساندر ( يجب أن أواعد الشاب المثالي الذي يفوق لوكاس في كل شيئ ..شاب جميل مثل ألماسة في السماء ، أنيق مثل أمير ، قوي مثل هيرقل ، نادر مثل الأحجار الكريمة والاهم يحبني بقلب مخلص )

كن منسجمات بتخيل الشخص الذي أصفه حتى أخر لحظة لتقاطعني صوفي بغباء ( سوبرمان ليس حقيقي )

إكتفيت بقلب عيني حتى رأيت الظلام ..بصراحة ذات يوم سأقلب عيني بقوة سافقد البصر

( تقصدين أننا لا نعرف شخصا يحمل كل هذه المواصفات أليس كذلك ؟ ) قالت روز وهي تضرب يدا بيد وهي تشعر بالاستفزاز من غباء صوفي

لكن جينيفر لطالما كانت ذات عقل قذر بحيث فهمت قصدي ( صوفي محقة ..شخص مثل الذي وصفته ليس موجود سوى بالقصص ياتاماني وإن كان موجود حقا فأنتِ لن تستطيعي إسقاطه في شباكك ، لذلك سنحتاج لممثل بارع مثل هنري كافيل )

كم هي متحاذقة متغطرسة .. كما لو كانت هي تستطيع ذلك

قلت متعمدة وأنا أنظر لأليكساندر مختصرة عليا تخمينات أخرى تافهة ( شاب مثله ..سيكون مثالي لتأدية دور حبيبي )

( بحق الأبطال الخارقين .. المساعد الشخصي الفقير ؟؟ ..ألم تجدي أفضل منه بالله عليكِ ) رفضت صوفي وهي تمط شفتيه بقرف إتجاه أليكس

( لمالا ؟ أنظري إليه .. إنه يملك جميع المواصفات كما أنه واقع بغرامي ، سيفعل كل مااطلبه بدون تردد ..سيجعل لوكاس يأكل أصابع يديه وقدميه ندما )

( لست متاكدة ..لوكاس سيتقدم دوما عليه لأنه يملك المال ) قالت جينيفر وقد إحتقرته بعينيها التي ترى دوما النقص في البسطاء فأحبطت خطتي

أغمضت عيني محاولة أن أحتفظ بهدوئي ..إن ماتت هاتان الشقراوتان المتكبراتان المتغطرستان ماديا ذات يوم في حادث غامض .. فسأكون أنا من خططت له ، سأضعهما بنفسي بجانب اللورد هولموود .. أبصق على اليوم الذي عرفتهما فيه .. لقد قامتا بدعوتي لفنجان قهوة جعلتاني أدفع حسابه ... والشيئ التالي الذي عرفته أصبحتا تتدخلان في قراراتي الشخصية

لكن ليس هذه المرة

( ليس عليه أن يعرف ذلك ، المساعد الشخصي تمكن من سرقة قلب اللايدي هولموود الهرم وتاماني محقة ، إنه مناسب ليؤدي دور حبيبها ، والوقت ضيق لاننا لن نجد شخص يلبي جميع المواصفات مثله) قالت روز في الوقت المناسب فأردت أن أقبلها وأعطيها أفضل ملقط أملكه وأكثرهم حدة

( حسنا إذن .. كل ماعلينا فعله هو تحويله حقا للامير الساحر ، أراهن أننا حين ننتهي منه لن يكتشف أحد أنه نفسه المساعد الشخصي) قالت صوفي بنبرة متشامخة

فتنهدت روز مستفزة وقالت بصوت لا يخلو من السخرية ( إسترخي صوفي ..نحن لن نضع عليه ماكياج أليس كذلك ، الجميع سيعرف أنه نفسه المساعد الشخصي ، لكن سيعرفون حقيقة جديدة وهي أن المساعد الشخصي في الحقيقة شخص غني وهو تنكر بتلك الصفة فقط ليظل بجانبها بعيدا عن الصحافة ، الجميع يعرف هوس الباباراتزي بحياة تاماني وسيكون ذلك منطقيا .. )

( سيسرني أن أنشر هذه الإشاعة ..وبعد ثلاثة إثنان واحد ..الجميع صار يعرف ) قامت جينيفر بنشر الامر على التويتر وبدأت الأعين تتجه نحوي

( تاماني من الأفضل ان تغادري الان وتتفقي مع المساعد الشخصي ، قلت أنه سيفعل ذلك ..فمن الأفضل ان يفعل ذلك او ستكون فضيحة حلت علينا جميعا وأنا لن أسمح بان يقال عني كاذبة .. لذلك أريد أن أرى غدا سوبرمان المزيف يدخل برفقتك بصفته حبيبك ..والاهم عليه أن يمسك يدك ويقبلك أمام الجميعْ)

( إعتبري المهمة قد تمت )

حملت حقيبتي وسرت إليه بتردد.. انا خائفة من ردة فعله ..سوف يصرخ في وجهي يقول بانني مجنونة

كم هو شارد الان بعيداً ، أتسائل مالذي يفكر به الأن

( أليكس ) همست إسمه فأجفل ونظر لي بسرعة ووقف متأهبا لمساعدتي في أيا كان

( علينا أن نغادر الان)

( لم ينتهي دوامك بعد ) أشار لساعته التي على رصغه فأمسكت يده بقوة

(فليذهب الدوام للجحيم ..سمعتي على المحك )

سحبته للسيارة وطلبت منه التوجه إلى مكان حيث نكون بمفردنا فقط ، فأخذني إلى مكان مكتظ أمام جسر لندن وقال أن أضع قبعتي فحسب

نزلت من السيارة وقلبي يكاد يسقط في يدي خوفا من ردة فعله ، وقفت وسط عدد كبير من الناس والسياح وعقلي يعمل مثل محرك بحث ..أبحث عن أفضل طريقة لأنقل له هذا الخبر الصادم
إقترب مني فجأة وقام بتعديل قبعتي ليخفي كل شعري فرأيت قطرات المطر تتساقط على وجهه المخملي الوسيم
فرفعت وجهي إلى السماء وأغمضت عيني لتسقط على وجهي قطرات باردة متتالية سرعان ماتحولت إلى لمسات دافئة من أنامله الحنونة وهو يمسحها عن خدي وعيني فتراجعت خطوة للخلف حيث وخزني قلبي بقوة لأنه سيغضب مني الأن

أنا حرفيا أقف تحت المطر وسط الشارع ، وسط حشد من الناس أفكر كيف بحق السماء سأقوم بإذاعة الخبر لأليكساندر !

ليس هنا طريقة لن تجعله يغضب ،لذلك نظرت في عينيه وقلت بشجاعة ( أنت من اليوم فصاعدا تواعدني ..أنت حبيبي المزيف الجديد ..والجميع في المدرسة يظنون انك غني ولكنك إدعيت بانك مساعدي الشخصي فقط لكي تكون برفقتي بعيدا عن الصحافة.. أخبرتهم أنني إنفصلت عن لوكاس لأنه خانني مع فتاة ما في المكتبة وأنت ستكون أفضل إنتقام لي .. أين في كل هذا العالم ستجد فتاة ذكية مثلي ؟ )

أعطيته خمس دقائق ليقول شيئا ..لكنه بقي متجمدا مكانه ..يكتفي بالتحديق لي بذعر مختلط بإنكار تحت الأمطار الغزيرة

( أليكساندر .. إن رفضت ..فأنا لن اذهب لتلك الثانوية مجدداً ..سمعتي تعتمد عليك ..فإما أن ترفع علامي أو سألازم المنزل لبقية حياتي .. مصيري بيدك وأنت قرر )

( أنتِ هي الخائنة ياأنسة ..انتِ هي الخائنة الكبيرة) قام بالضغط على ذراعي بقوة وهو يرفعني
فحركت وجهي نفيا

( ليس صحيح ..أنا لم اكن أواعد لوكاس ..كيف أخون شخص لست على علاقة معه اساسا ؟ )

( إشرحي لي مجددا .. لأن عقلي يتوقف عن التفكير حين يتعلق الامر بمصائبكِ )

أخذت نفسا عميقا وتحدثت بسرعة ( حسنا ..أنا أزيف الحقيقة عن الجميع ماعداك أنت ياأليكس .. أنت ستؤدي دور حبيبي أمام الجميع وبذلك حين يقرر لوكاس ان يفضحني أمامهم ويقول بانني على علاقة مع مساعدي الشخصي اي أنت ..سيسخرون منه لأنهم يعتقدون الان أنك سوبرمان الذي فعل المستحيل لأواعده .. و لوكاس يعتقد فعلا أننا نتواعد وكذلك صديقاتي سيعتقدن أن مارآه لوكاس في المكتبة لم يكن سوى جزء من خطتنا لكي ننتقم منه ..وساعيش نهاية سعيدة)

( هذا جنون ، أنت مجنونة .، لاأعرف كيف تورطت بك .. أخرجي من حياتي )

سرت بسرعة نحوه وهو يرفع يديه في الهواء وبلمح البصر عانقته ووضعت وجهي على صدره قائلة

( أرجوك أنقذني منهم ..إنهم وحوش وإن عرفوا الحقيقة سيأكلونني حية ..وانت قلت بانك ستحميني)

( إبتعدي عني الان ) بقي يرفع ذراعيه في الهواء رافضا قربي منه

( لا أريد ..أنت ملاكي الحارس ..إن إبتعدت سأضيع )

إختلست النظر إليه فرأيته يضع يديه فوق رأسه رافعا وجهه للسماء بقلة صبر فتراجعت رغما عني للخلف وسألته بحزن ( مارأيك ؟ )

( لقد وعدتك ان أحميك ،وإن عنى الامر ان أتظاهر بأنني حبيبك المزيف لكي أنقذكِ من الفضيحة فسأفعل ذلك ، على الأقل حتى ينسى الجميع ماحدث ، ثم سنعود لكوننا الملكة والمساعد الشخصي ، أو كغريبان في اليوم الذي سأغادر فيه)

( ماذا تقصد بغريبان؟ لايمكنك أن تغادر ..لايمكنك ان تفكر بذلك حتى)

أردت الإقتراب منه مجددا ففتح يده كحاجز ليبعدني عنه وهذا جعلني أحزن أكثر ، لماذا يمنعني من الإقتراب منه فجأة

( سيأتي يوم حين لا تحتاجينني ..وحينها ستتخلى اللايدي سيليستيا عن خدماتي )

( سأحتاجك دائما ) لا أفهم لماذا يقول هذا

قال بجدية وهو يربع ذراعيه لصدره ( هذه هي الحياة ..دوام الحال من المحال )

(لا أريد تلك الحياة ! )

كم اود ان يصمت الان لكنه تابع بنفس الجدية ( نستطيع ان نبقى على إتصال )

فقلت بإنكار ( لا يكفيني ذلكَ )

( ياأنسة ...) إنه يتصرف بغرابة .. ( سيتحتم عليا المغادرة في يوم ما )

( لطالما أنت حي لا يمكنك ان تتركني ، سأعطيك كل شيئ أملكه لتبقى ..لا أستطيع تخيل حياتي بمفردي مجدداً)

إبتسم ببساطة وهو يحتفظ بمساحة بيننا ( لن تكوني بمفردك .. ستجدين ذلك الشاب الذي سينبض قلبك بقوة حين ترينه أو تسمعين صوته فقط ..وستحبينه ، و ستنسين كليا بشأني )

لقد تخيلت ان ذلك حدث له ! سيجد فتاة وسيحبها وسينسى كليا بشأني

.. وأين ساكون أنا ذلك الوقت

ربما تحت في سجن والدتي

ربما في مكان أسوء ضائعة ، حزينة ووحيدة

لم أستطع التنفس لأن كلامه خنقني ، شعرت أن الأرض تهتز تحت قدماي ، قلبي بدأ يضرب بقوة محاولا كسر أضلاعي .. ومخاوفي وجدتني وهاجمتني مثل وابل من الرصاص
بأعماق روحي كنت أسقط في الثقب الأسود ..في الفراغ .. إنني أتلاشى

تسائلت لماذا قد أود أن أعيش على كل حال في حياة لن يكون هو فيها

هلعت .. وبدأت أركض بدون وجهة ، أردت أن أصل إلى الجسر وأرمي نفسي فحسب
لكنني سقطت أرضاَ وحين رفعت عيني رأيته يشق الطريق المزدحم نحوي

لف ذراعيه حول كتف وشدني إلى صدره الدافئ بقوة بحيث أن مخاوفي إختفت ،وعقلي خرج من مستنقع الأفكار المحبطة ، أصبحت روحي في سلام ، شعرت أن الأمطار توقفت والرياح هدأت
وأصوات الناس والسيارات من حولي إختفتْ

سوى صوته المليئ بالقلق وهو يخبرني ( من فضلكِ لا تهربي هكذا مرة أخرى )

(إذا لا تقل مرة أخرى أنك ستغادر ) بالكاد كانت كلماتي مفهومة بسبب البكاء المكتوم الذي
يخنق صوتي
شعرت بذراعيه تشدني بقوة ليهمس ( لن أتركك، أعدكِ)

أعادني إلى المنزل حيث ساد الصمت بيننا طوال الطريق ، حتى حين وصلت إلى جناحي هو إتجه بهدوء داخل غرفته وأغلق الباب
مرت الساعات ببطئ وأنا أنتظره بفارغ صبر حتى يطرق بابي

لماذا تنتظرينه أيتها الغبية ..فقط إذهبي أنتِ إليه ، قفزت من السرير وفتحت الباب على عجلة
فإصطدمت بجسده الصلب في الرواق

( تاماني ) حين سمعت صوت والدتي قادم من السلم وطقطقة كعبها العالي دفعته ليقف بجانب الجدار وبدأت أتحدث بغطرسة

( قلت لك ان تكف عن مراقبتي ، أنا فتاة حرة وأريد أن اعيش حياتي حرة ، فمن تظن نفسك ايها القروي لتتدخل في شؤوني ؟)

وحين دخلت للرواق ووجدتني أوبخه هكذا ظهر على وجهها الرضا الكلي على أليكساندر

بالنسبة لها إن لم يرقني فهو يقوم بعمل رائع وأنا ساجعلها تصدق ذلكَ

( والدتي ..متى سينتهي هذا الجحيم ؟ متى ستطلقين سراحي بحيث لن أرى وجه هذا الشخص كل صباح ومساء ؟ )

إبتسمت مع أليكساندر قائلة ( حين تنضجين ..هل تدركين حتى كم أنتِ مثيرة للمتاعب )

قال أليكس موافقا ( إبنتك حقاً فتاة مثيرة للمتاعب ياسيدتي)

قالت والدتي بتسلط وفي عينيها تلك النظرة الآمرة العديمة الرحمة ( ولهذا السبب انت موجود هنا أيها المساعد )

أومأ ونظر لي بخيبة لانني أمثل الان ، أعلم أنه يريدني أن اقول فقط الحقيقة ، أن ابوح بمافي داخلي لكنه لا يعرف إلى مستوى قد تكون اللايدي سيليستيا خطيرة حين يتعلق الأمر بي

( سنذهب الليلة لمنزل السيد غرافل ، سيقيم سهرة خاصة بمناسبة تخرج إبنه جيريمي ، ومن الأفضل ان تكوني جميلة لأنني سأقدمك له .. لا تخيبي ظني)

( لكن والدتي .. لماذا لم تخبريني من قبل ، لدي الكثير من الوظائف المدرسية لأحلها )

رفعت سبابة يدها في وجهي قائلة ( ركزي معي تاماني .. سأقدمك لإبن السيد غرافل ، من الأفضل ان يخبرني بأنني أملك إبنة أخرى فاتنة مثل سيرافيناَ )

ثم عبست قائلة ( اوه عزيزتي .. من الافضل ان تصلحي خصلات شعرك التي بدأت تتخذ لونا بشعا)

حين غادرت من طابقي دخلت لغرفتي وألقيت نفسي على السرير

( لقد قضي عليا ) تنهدت بعمق وكرب ..لقد كرهت كل شيئ فجأة

( مالخطب ؟ ) ياإلهي حتى صوته حنون مثله .. فقط يشعرني بالأمان حين أسمعه وبإحساس عميق بالسعادة

( لا أريد الذهاب ..لا أريد الذهاب هناك ياأليكس )

( لا تعقدي الأمر ياأنسة .. إنها مجرد سهرة )

( أليكساندر .. أعتقد أن والدتي وجدت ماكانت تبحث عنه منذ مدة .. )

( لم أفهم )

كيف أخبره ان والدتي وجدت لي الزوج الذي كانت تبحث عنه بإصرار ..قررت ان لا افعل ذلك لان الامر محرج جدا .. أنا مثيرة للشفقة

( هل نظرت لي مؤخرا ؟ أنا لا أصلح للسهرات )

( ماذا ينقصكِ ؟ ..سأساعدك إن اردتِ )

( حقاا ..أمنحك الإذن )

زم شفتيه ساخرا ( ليس كأنك تملكين خيار ، هيا إذهبي للإستحمام ..مهلا .. هل يمكنني أن ألقى نظرة على خزانتك ؟)

( رغم أنك لن تجد شيئا سيعجبك ..حسنا )

دخلت للحمام ورحت أبحث عن صبغات الشعر .. أين اخفيتها .. أوه هاهي

أكره هذا الجزء

عليا أن اخفى هذا اللون البشع الذي بدأ ينمو حسب رأي والدتي

خلطت الصبغة جيداً ورحت أضعها على خصلات شعري الامامية وقد حرست أن لا المس وجهي لكنني لوثت وجههي ورقبتي وأصابعي

أكره هذا الجزء كثيراً

إنتظرت نصف ساعة ثم غسلته ..اوكي إنتهت المهمة أخيرا

وقفت أمام مرآة الحمام ونظرت لشعري ( آآآآآآآآآآآآهآآآآآآآآآآآآه آآآآآآآآآآآآآآآآآه لالالالا إنتظر .. إنتظر .. أليييييييييكس أركض .. يآإلآهي .. لماذا شعري أرجواني .. آآآاآآآآه )

دخل أليكساندر مفزوع من صراخي فإلتفت إليه ورايت نظرة مفاجأة صادمة على وجهه مرددا
( مالجحيم ؟ )

لقد كان كل شعري يغطي وجهي وهو لم يتعرف عليا بسبب اللون الارجواني الفاقع
أشبه كاري الدموية

( هل انت أعمى أيضا ؟ هذه انا تاماني )

( تباا ..ماذا حدث لشعرك ؟ )

( صبغته .. لكن يبدو أن ذلك البائع عديم الإنتباه لم يعطني اللون الصحيح )

كنت أقلب شعري بحثا عن أي خصلات ناجية بينما نظرنا لبعضنا لثواني بصمت ، وقبل أن أدرك إنفجر بالضحك الهستيري الصاخب وأنا إنفجرت بالبكااء وملئت الحمام بالعويل ..بدأت أقفز في الأرجاء وهو إنحنى للخلف وجلس على ركبتيه ممسكا بطنه من الضحك

طوال عشرة دقائق بقي يضحك بجنون عليا بعيون نصف مغمضتين والدموع تسيل منهما وانا ابكي بصوت عال واقفز وانوح وأتخبط من جدار لجدار وأتمرغ فوق الارض ، لست مصدقة ، هل هذا حقا حدث لي ؟

( لاااااا اهااااااا لقد كنت واضحاااا حين قلت له أن يعطني اللون الأصفااااا ررر ..فأعطاني الارجوااانيييييااااااه )

وضع يده فوق قلبه ليأخذ نفسا عميقا ويسمح دموعه ( هذه غلطتك .. هل صرت توفرين نقودك الان ؟ ..لمالم تذهبي لصالون التجميل )

وضعت يدي على خصري وقلت بأعلى مراتب الإستياء ( لأنني على فكرة لا اريد ان يعرف احد ان لون شعري الأصلي هو بني)

( لن اصدقكِ .. أنتِ لست شقراء ؟ ) كم هو مصدوم مثل كل مرة

( ماذا ؟ هل خيبت ظنك ؟ )

أراد ان يزعجني أكثر فقال وهو بالكاد يكتم ضحكته ( ماذا تخفين عني بعد .. هل تلك أسنانكِ الحقيقية ؟ )

وأنا جننت فصرخت باكية ( ياااااااااااه ألييييييكككس لا تسخر مني الان ألا يكفي أن شعري أرجووانااايي ..بالكاد اتعرف على نفسي ..أشبه بااارني ..بااارناااااي )

دحرج عينيه بعيدا عن شعري وعض نصف شفتيه قائلا ( حسنا توقفي عن العواء ..مهلا لدي فكرة ..تعالي )

أمسك بيدي وأخذني الى كنبتي الأرجوانية التي كانت بلون شعري ثم جعلني أجلس وتراجع للخلف ليخرج هاتفه قائلا بإستمتاع :

( إبتسم يا تينكي وينكي )

( توقاااف عن السخرياااا )

حبست أنفاسي حين سمعت صوت والدتي العالي الأتي من الأسفل ( تاماني ..من الأفضل ان تكوني جاهزة بعد نصف ساعة ومن الافضل أن لا يكون هذا النواح بسبب كيلو زائد )

فإنهرت على الأرض وأخبرته ( سوف تصاب بنوبة قلبية و تعاقبني لبقية حياتي )

جلس على ركبتيه امامي قائلا ( أو يمكنك ببساطة إرتداء شعر مستعار )

( ومن أين ساحضر واحد في هذا الوقت القصير ؟ )

فقطب جبينه لثواني بحيرة ( ظننت أن والدتك تملك الكثير)

( ماذا ؟ )

لم أفهم لماذا قد تضع والدتي شعر مستعار ،هي دوما تتفاخر أمامي وتعطيني المثال بشعرها الأشقر الجميل الحيوي

( ربما لم تلاحظِ لانك لا تنظرين لاحد من عائلتك لكنني لاحظت ان درجة لون شعر اللايدي سيليستيا تتغير يوميا .. إنتظري هنا ..ساعود فوراً )

وحقا عاد بسرعة ، وأخرج الشعر المستعار الذي اخفاه داخل سترته فضحكت وبداخلي شعرت بقلبي دافئا بطريقة غير عادية ، لا أستطيع تفسير شعوري حاليا

( لا يمكنني تصديق مايحدث الأن ..أنت ، أنت سوبرمان فعلا .. أنت بطلي )

قال هو بهدوء غريب ( من الافضل ان تعدليه قليلا لكي لا تكتشف أنكِ سرقت شعرها المستعار)

( أنت أفينجر خاصتي ) أخبرته فإكتفى بإيماءة صغيرة برأسه وتراجع ليعطيني مساحة

قمت ووضعته على رأسي .. لقد كان حقا شعر والدتي المثالي

والان أبدو مثلها تماماً

( ساعدني أليكس ) إقترب مني وقام بفرقه لي من الجانب ، ثم جمعه لي على شكل ذيل حصان ، كان كثيفا جداً ، وطويل تماما مثل شعري ، إنتهى بسرعة والنتيجة كانت رائعة

( كيف فعلت ذلك ؟ )

( لم أفعل شيئ سوى ربطه ..كنت أسرح شعري أختي بنفس الطريقة حين كانت صغيرة )

انا منبهرة بالنتيجة ، ذهبت مباشرة لمنضدتي ونظرت لمساحيق التجميل وإتجهت يدي للون الازرق فقال محذار ( ميمي !! )

فرفعت يدي وقلت بحيرة ( لا أعرف أي لون يليق بي)

( أنظر لنفسك في المرآة قليلا .. أنت لا تحتاجين للألوان)

( أتعرف .. فاني قالت لي أن لون شعري الأصلي يجعلني أبدو أجمل ..لكن رأي والدتي كان الأول والاخير ..جعلتني شقراء )

( لا بأس ..على الاقل لم تجعلك أرجوانية )

خفت أن يضحك عليا مجددا فغيرت الموضوع ( هل حالفك الحظ بإيجاد فستان لي ؟ )

أومأ مبتسما وحمل ذلك الفستان الأسود المخملي البسيط فمررت بلحظة إمتنان وإعترفت
( إنه مفضلي )

لقد إشتريت هذا الفستان حين رأيته على واجهة المحل على عارضة دمية تشبهني لكنني لم أملك الجرأة لأرتديه ..إنه من نوع الفساتين الذي ترتديه أختي فيجعلها مثالية ، خفت أن لا يجعلني كذلك أيضا ، لبسته في الحمام بتردد و خرجت غير واثقة من النتيجة

إلتفت من حولي وسألته ( كيف أبدو ؟)

فنظر لي لأول مرة بإعجاب واضح (مثل ملكة فاتنة)

أعرف أنه مدحني من أعماق قلبه الصادق فركضت نحوه وقفزت لصدره ( شكرا ياأليكساندر لقد أنقذتني ..أنت شخصي المفضل على الإطلاق ، الان دورك ..سأساعدك َ )

وبمجرد ان قلت هذا قاطعني ( ياأنسة ..كنت ساطلب منك الإذن لكي لا أرافقك لهذه السهرة ، لأنني اريد الذهاب لزيارة دوغلاس ، لم اره منذ خرج من المستشفى )

ريثما كان يخبرني إمتلأت عيوني بالدموع فلاحظ ذلك وأعادني لصدره لأغرق في دفئ عناقه
( لا عليك ..سأرافقك أينما ذهبتِ يامصيبتي )

هو بالفعل يرتدي بدلته اليومية ، ويبدو أنيقا فيها كأنه شخص نبيل جداً، حين صرنا في الأسفل كالعادة كنت أخر من يخرج من الفيلا وبشكل ما تجمد قلبي لأنهم ظلو يحملقون فيا بطريقة مختلفة فرفعت عيني لأليكساندر بإرتباك.. كان يبتسم وهذا يعني أن الجميع راضي عن شكلي

( تعالي ..ستذهبين برفقتنا ) أشار بيتر لليموزين ثم نظر لأليكساندر بإنزعاج شديد ( لاداعي ليوصلك الخادم )

توقفت عن التنفس حتى قالت والدتي ( أليكساندر سيذهب ، لأن السيد غرافل حرص ان يدعوه بشكل خاص لهذه المناسبة)

غادرو في سيارتهم الفارهة ، فوجدت الحرية لأمسك يده وتوجهت نحو سيارتي البسيطة الجميلة

ولم أصدق حتى شغلها وخرجنا من هناك ، وكم إزداد الضغط عليا حين وصلنا لمنزل السيد غرافل


( هل حقا السيد غرافل غني لهذه الدرجة ؟ ) سألني حين وقفنا أمام منزله الضخم

( هذا المنزل كان هدية من اللايدي هولموود حين جعلها تفوز بقضية طلاقها ضد زوجها الوريث سوليفان حيث ساعدها على تجريده كل أمواله)

( إذن اللايدي هولموود غنية لهذه الدرجة ؟ )

أزعجني الحديث عليها لذلك أجبته ببرودة ( اجل ..وثروة فيفر لا تقارن بثروتها ..نحن فقراء بالنسبة لها ، وبعد ان أثبت لها السيد غرافل كم هو محامي ماهر هي تمسكت به باظافرها وجعلته غنيا فقط لكي لا يستبدلها بمن يدفع له اكثر ..اللايدي هولموود تستطيع القضاء على إمبراطورية فيفر لو أرادت ، لماذا تظن أن والدتي تقدسها وتوافقها على كل شيئ)

( هل ندخل ؟ ) سألني فكنت جاهزة وشبكت ذراعي بذراعه ، وحين رأيت صورتنا على إنعكاس جدران المنزل الزجاجية ..أحبتت نفسي وأنا بجانبه ..إنه يجعلني أبدو ملكة
أشعر لأول مرة أنني جميلة وقيّمة

كان الجميع في الحديقة حيث الأضواء معلقة في كل مكان وتجعل المكان يبدو هادئاً ، لقد صار الجو لطيفا في المساء وكأنها لم تمطر في الصباح

إختلطنا بالمدعويين لكن أليكساندر قال بانه من الضروري أن نتوجه عند السيد غرافل أولا لنهنئه على تخرج إبنه فوافقت لطالما هو بجانبي وحين وصلنا إليه كم كان سعيداً وكذلك زوجته سارة

( أليكساندر لقد سررت لأنك أتيتَ ) لكم فرح حين رآه وخصه بعناق مرحب ثم إلتفت لزوجته ليخبرها ( هذا هو الشاب الذي أخبرته عنه ..يدعى أليكساندر)

فإبتسمت السيدة غرافل معه ومدت يدها لتصافحه ( تشرفت بمعرفتك ياأليكساندر )

( مرحبا سيد غرافل ..سيدتي ، أنا أهنئكما بمناسبة تخرج إبنكما .. أنا وأليكساندر نتمنى له المزيد من النجاحات )

( شكرا عزيزتي تاماني ..أتعرفين أن إبنتي نيكول تمدحك دائما لي ، قالت أنك لطيفة جدا وحقا أنت كذلكَ)

شعرت بقلبي يوخزني بتأنيب ضمير ..حقا نيكول قالت أنني لطيفة ..في حين أحاول تجاهلها في كل مكان فقط لكي لا تراني صوفي وتشي بي لوالدتي ، رغم انها أخذت لقب الطالبة المهوسة التي تذاكر كثيرا ذات الشكل الممل ، إلا انها أفضل منهم جميعاً

( نيكول أيضا لطيفة )

( أتعرفين ماذا ..لقد إقترب موعد الإختبارات لماذا لا تأتين وتذاكرين مع إبنتي ..ستكون سعيدة جداً)

( سأحاول أن أتي ) أتمنى حقا لو كان بإستطاعتي ذلك

تركناهما وسرنا ببطئ نحو النافورة لنقف بجانبها فأخبرني أليكس ( أتعلمين شيئا ياأنسة، إبنة السيد غرافل حقا فتاة لطيفة وستكون صديقة وفية لكِ )

( ومن أين تعرفها لكي تقول أنها لطيفة ووفية ياسيد ؟ )

( لاأعرفها .. وحين أراها في الثانوية ..هي تذهب هناك لتدرس وليس لتستعرض أخر الماركات العالمية وتتحدث الهراء عن الجميع ، لقد سمعت أيضاً أحد الأساتذة يقول أنها ستغدو شخصا مهما في المجتمع مثل والدها )

( أوكي ) تقوس حاجبي بضيق كبيرة ولم أرد أن أسمع المزيد فقام بقرص خدي فجأة
هامسا ( لا داعي للغيرة..فأنتِ إستثنائية )

حملقت به بقوة وحين إبتسم زال كل الإنزعاج في قلبي ..لقد قال أنني إستثنائية

( تاماني .. هل هنئت السيد غرافل ؟ ) ظهرت والدتي من العدم فأومأت بسرعة وهو إبتعد عني لا إراديا ، بدون وعيي تراجعت معه حتى شعرت بيده خلف ظهري ليدفعني نحوها

( إمشي معي) قالت والدتي بصرامة فلحقتها وتركت أليكساندر بمفرده وعيون جميع البنات تتجه إليه ..كون نصفهن يجهلن انه مجرد شاب بسيط وحيث كان النصف الأخر مجتمعات على صاحب الشرف اليوم ، أخذتني والدتي وبطريقتها الخاصة إستطاعت جذب إنتباهه ليقترب منا

( جيريمي غرافل ..أنظر لنفسك كم صرت رائعاً ، لقد كبرت كثيرا على أخر مرة رأيتك فيها )

وكم أعجب بالمديح فإنحنى ليقبل يدها ثم نظر ليفعل نفس الشيئ إلا أن نظراتي المحذرة أوقفته

( ومن هذه الانسة الفاتنة برفقتك ؟)

بقدر ماكانت والدتي تتوق لسماع هذع الكلمة التي جعلتها تبتسم حتى ظهرت أسنانها الخلفية

كانت لحظة ذعر بالنسبة لي ، لقد إنتفخ قلبي من القلق

جيرمي غرافل ناداني بالفاتنة تماما كما كانت تريد والدتي ..وهذا يعني أنه أعجب بي

إستدرت بسرعة لأليكساندر أحاول ان استمد منه بعض الهدوء لأجده برفقة نيكول ومعها السيد غرافل ..يبدو أنه يقدم له إبنته

آآه لا لا لا ..لا تختبر صبري اللعين بهذه الطريـقة

( إبنتي ..تاماني ) ضغطت والدتي على يدي لتعيدني إلى هذه المحادثة الغير مهمة لي

( لم أكن أعرف أنك تملكين إبنة أخرى، أعرف فقط سيرافيناَ وطبعا كلارا الصغيرة )

نظر لي مجدداً وقال بإعجاب واضح ( لمن كنت تخفين هذه الانسة الفاتنة ياسيدتي ؟)

فإبتسمت والدتي بإفتخار لتصطاد الفرصة ( ربما لكَ )

هذه قد تكون أكثر لحظة مخيفة في حياتي لان والدتي حاولت أن تعطيني له للتو ..والأسوء هو حين اومأ هو موافقا

( يالا حظيِ .. أفضل هدية في حياتي )

هل تم تقديمي كهدية للتو ؟ والدتي! ماذا تظن نفسها فاعلها ..في النتيجة أنا إبنتها ..لايعقل ان تفرط بي بهذه السهولة ..أو هل يعقل ؟

( عزيزي جيريمي ) تنهدت براحة حين خطفته إمراة اخرى و إغتنمت الفرصة لاقول غير مصدقة

( ماكان ذلك ياوالدتي ؟ )

( قد يطلب جيريمي الخروج بموعد معك ، إنها فرصتك لتصنعي إسمكِ في المجتمع )

( عبر الإرتباط برجل قدمتني للتو كهدية إليه ؟ )

( أيتها البنت البلهاء .. جيريمي رجل ذو قيمة في المجتمع .. وهو سيغدو محامي بارع ومشهور مثل والده ، أنا متأكدة من ذلك لان والده أيضا متأكد من ذلكَ، إنها فرصتك لكي تصبحي فتاة ذات قيمة في المجتمع ، وذلك لن يحدث إن بقيت تتسكعين مع ذلك المدلل المراهق من الثانوية )

( إنه يناسب سيرافينا أكثر ياوالدتي ) حاولت أن أحتال عليها فإذا بها تطلق ضحكتها الراقية المتعالية ( ها هاها سيرافينا تملك من هو أفضل ، جيريمي هو بطاقتك الرابحة الوحيدة )

أوه نعم ..سيرافينا صنعت نفسها لأنها ولدت وهي تحب الامور التي خططتها والدتي لها ، هي تحب كل ماتفعله الان ..وهي تواعد رجل الاعمال الناجح شيلبي.. الذي هو مستعد ليمنحها كل شيئ تطلبه
أما أنا البلهاء فلا احد يعرفني سوى الباباراتزي لأني أشكل نافذة ليعبرو منها بسهولة ويكتبو عن آل فيفر ..ووالدتي تريد أن تربطني مع إبن السيد غرافل الذي بدأت الاضواء تسطع عليه لأن مستقبله سيكون ممتازا ومشرقا ومن الافضل ان أرتبط به الان قبل ان يصير معروفا مثل والده وحينها ستقوى المنافسة .. أنا جد غاااضبة

( بالمناسبة .. شعرك رائع الليلة عزيزتي ، أكملي على هذا المنوال و سرعان ماستصبحين السيدة غرافل )

تركتني وعادت لتقف برفقة صديقاتها اللاتي نسيت أن تجعلني ألقي التحية عليهن

وأنا هربت قبل ان تفعل ذلكَ

أردت ان أعدل شعري المستعار ومكياجي فدخلت للحمام وهناك سمعت صوت اللايدي هولموود تقول ( أنا أحاول أن أعتاد .. إنه لمن الصعب ان تخسر شخصا عشت معه لنصف عمرك )

إقتربت اكثر لأتفاجأ بأليكساندر ..هي تتحدث معه وقفت هناك أراها تقترب منه ببطئ خبيث وقامت بإسقاط دمعتين كاذبتين لتتمكن من الإرتماء في حضنه ( أنا حزينة جداً ياأليكساندر )

نعم حزينة ..حزينة جداً .. واضح

( أمر طبيعي ان تحزني ياسيدتي ، وكذلك ان تبكي ..أنا واثق انك أحببته كثيراً )

كم هو بريئ ليصدق أنها حقا حزينة ..لم تكن تحبه حتى وجعلت حياته جحيما ، هي لم تحزن عليه وهو حي فكيف ستحزن عليه وهو ميت

أنا متأكدة بان اللورد هولموود سعيد اينما كان الان لانه تحرر منها .. هذه الشيطانة الكهلة

( زوجي كان حياتي ..أتعلم ..كان دائما يقول لي كوني سعيدة فيكتوريا .. كوني مع من تحبين )

( إذن كوني كذلك .. هو مات.. لكن أنت مازلت حية يحق لك ان تكوني سعيدة مع من تحبين )

امسكت يده بقوة وقالت ( ساكون ..ساكون)

ثم سارت معه وهي تشبك ذراعها بذراعه خطوتان وتوقفت مجدداً ( أتعرف أليسكاندر بعد وفاة زوجي ..صرت مشتتة ولا أستطيع تنظيم وقتي ، أنا بحاجة ماسة لأحد يساعدني وفي هذه الأيام يصعب إيجاد شخص ذكي ووفي ، شخص يعتمد عليه ففكرت بك أنت بالذات كنت ساطرح الموضوع على مايكل ليعرض عليك هذه الوظيفة ، لكن بما أننا إلتقينا اليوم فانا سافعل ذلك شخصيا ..يشرفني أن تكون مساعدي الشخصي.. وساجعل وظيفتك هذه ثابتة مثل مايكل ، ولا تقلق بشأن المال لأنني ساحرص على أن أجعلك أغني من تلك الشقراء فيفر التي تعمل عندها ..لنكن صريحان هي لا تحتاج لمساعد شخصي أنا أحتاجك أكثر ..لقد أصبحت كثيرة النسيان مؤخرا وأحتاج حقا لشاب مثلك بجانبي ليذكرني بكل الأمور المهمة )

عجوز النحس .. النسيان الوحيد الذي أصابها هو أنها نسيت أن تمــــوت

لا أصدق أن موسم إصطياد الزوج الأخير بدأ بهذه السرعة ..هي حتى لم تنهي الحداد

لقد شعرت بدوار فإستندت على الجدار ، إنها اللحظة التي لديها فوبيا منها ، هي تريد أن تفصلني عن أليكس ..وقد فتحت له أكبر باب ليعبر منه لحياة أفضل

( ياسيدتي ..يشرفني أن اكون مساعدك لكنني وقعت عقدا مع أل فيفر )

أكدت بثقة شديدة ( أه لا تقلق بشان ذلك ،بمكالمة هاتفية واحدة مني ساجعل اللايدي سيليستيا تلغي ذلك العقد ..أنا أعرض عليك وظيفة أحلامك .. المبلغ الذي تتقاضاه سأضاعفه لك حتى يصبح كأنك كنت تتقاضى دولار واحد فقط )

ياإلهي فلتصبها بجلطة قلبية الأن ، ياإلهي لتصبها بسكتة دماغية ، ياإلهي إن إستجبت لدعائي الأن ونقلتَ الكهلة فيكتوريا إلى عالم الأموات فأنا لن أطلب منك أي شيئ أخر أبدا ..

بقيت أشبك أصابعي معا وأدعو حتى سمعته يقول لها ( أجل ..لكن .. أنت محقة.. أنا إنسان وفي ..وقد وعدت الأنسة فيفر أن لا أتركها ولا يمكنني ان أخون ثقتها بأي مبلغ في هذا العالم )

ياإله السموات والأرض !! وضعت يدي فوق فمي لكي لا يسمعا شهقتي ، لقد تم إختياري
هذه هي الحظة المثالية التي إنتظرتها طوال سنوات .. أليكساندر إختارني أنا

إبتسمت العجوز بغيظ شديد ( لابأس ..ستغير رأيك قريباً ..ستغير رايك والوظيفة ستبقى متاحة لك وحدكَ)

غادرت وتركته هناك حيث سار نحو المخرج ..وبمجرد ان مر عليا حتى امسكته من ذراعه وسحبته للحمام وأغلقت الباب

( أنتِ هناَ )

( أجل ..وقد سمعت كل شيئ ) ..وأنا أنظر لعمق عينه ..أشعر بقلبي يؤلمني .. لطالما تم تجاهلي ، كنت غير مرغوبة وغير محبوبة وغير مرئية ..كنت في الظل

والان لاول مرة منذ سنوات لقد عدت للنور

لقد تم إختياري

لقد إنتظرت طويلا من أجل هذه اللحظة فقلت ( أليكساندر ، أنت صرت تعرف كل شيئ عني )

فأومأ بتسلية ( هل حقا أعرف كل شيئ ؟ )

( الجميع ينظر لي كتاماني سيليستيا فيفر الغنية المتعجرفة ،وأنا بارعة بإبعادهم عني عبر دفاعاتي الفعالة للغاية لكن ليس أنت ياألكيس ، كل أبوابي مفتوحة لك منذ البداية ، أنت تعرف حقيقتي، هذا هو إصداري الحقيقي.. انا لست شقراء ، عيناي بنيتان وأضع نظارة طيبة كبيرة الحجم ..لقد عشت طفولتي في الريف كفتاة بسيطة وأريد ان أصبح محامية .. أنا أتسلل للمكتبة في أوقات فراغي لادرس وأتطوع خفية للتقديم المساعدة في الجمعيات الخيرية وأنت تعرف مسبقا كم أحب البيتزا )

( حقا هذه هو الإصدار الحقيقي لكِ.. )

حاولت ان أكبت دموعي فلم استطع ( مارأيك بي الان ؟)

إقترب مني ووضع يديه على خدي ليرفع وجهي إليه وقال بحناان كبير وعطف ( انتِ تريدين أن تكوني مثالية ..لكنك تجهلين أنك كذلك بالفعل)

( يالالهول إخرج من هناا ) دخلت فجأة إحدى النساء وهي تبدو مترنحة فخرج أليكس بسرعة

خرج في اللحظة التي سانهار فيها ..اشعر بلهيب يحرق قلبي ..

نظرت لنفسي في المرآة ..وتسائلت

ماخطبي ؟ حقا ماخطبي ؟ لماذا أجسدي يرتجف فجأة؟ لماذا سأنهار ؟ ماذا حدث ؟ .. أليكساندر اول شخص يعرف حقيقتي الكاملة ..حتى فاني لا تعرف نصف الامور الذي يعرفها هو

حين أدخلته في حياتي ..هل كانت صدفة ؟ أو قدر ؟ أن أجد شخصا غريبا عني ..ويكون وفيا لي هكذا ؟

ان يرفض ان يصبح غنيا فقط من أجلي ؟

لأنه وعدني أن لا يتركني .. والاهم ..لقد أدمنت وجوده معي.. أصبح البطل في كل سيناريوهاتي السينيمائية ..ويومي يبدأ وينتهي بإبتسامته اللطيفة ..وهو يحضر لي بيتزا ويجعلني أحمر خجلا
إنه لا يفارق ذهني أبدا ويجعل مخافي تختفي وروحي في سلام وأمان ، في عالمي المليئ بالكذب هو حقيقتي الوحيدة

ولآ اتحمل أبدا فقدانه لانني ..لأنني .. أدركت للتو

أنني روحيا و عاطفيا و عقليا وجسديا غارقة عميقا بحب مساعدي الشخصي

أنا أحب أليكساندر مثلما الشمس تحب القمر



اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 09:46 PM   #32

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفـــصل 19 ~ قراءة ممتعة

~ أليكساندر


ياله من صباح أبدؤه مع الاخت كلاراَ ، توجهت لي وهي تحمل اللورد جوردن بينما كنت أنتظر أمام السيارة فإختل توازنها فجأة بسبب وزن القط و دخل حذائها في الوحل

رسمت إبتسامة شيطانية على شفتيها وتقدمت لي ثم رفعت رجلها قليلا قائلة ( إمسح الطين على حذائي أيها الخادم ..الأن)

( كلارا .. ماقلة الادب هذه ؟ أليكساندر ليس خادما لديك ..بل هو مساعد اختك الشخصي )

ظهرت فاني وأنبتها فجأة فردت البنت الصغيرة ( الامر سيان ..خادم ام مساعد شخصي ، إنه موجود هنا لينفذ الاوامر )

رفعت فاني صوتها الهندي الموسيقي وهي تلوح سبابتها بقوة في وجه البنت التي يتوقف طولها إلى بطنها قائلة ( أليكساندر موجود هنا ليساعد أختك تاماني فقطِ وهو غير معني بك )

( لابأس فاني ..سانظف لها حذائها ) أخرجت منديلي ففتحت كلتا يدها في الهواء بقوة رافضة

( أليكساندر من فضلك .. مهمتك هنا أن تعتني بتاماني ولا احد غيرهاَ )

قالت البنت الصغيرة بنبرة محتقرة ( أياكان أيتها الهندية .. لا أفهم أصلا لماذا لم تطرده أختي الغبية بعد ) وغادرت رافعة رأسها عاليا

( يالها من قليلة أدب ، سأبلغ والدتها لكي ترغمها على حسن التصرف )

( لا تفعلي يافاني..كلارا لاتعرف كيف تتصرف بأدب لانه لا احد يملك الوقت ليخبرها ، هي فقط تقلد الاكبر منها )

( أنت دائما محق .. حسنا ، سأحاول أن اتحدث معها وأشرح لها اهمية الادب )

( الان هذا هو التصرف الصحيح يافاني اللطيفة )

إبتسمت لي ثم جمعت يدها المغطاة بالحنة لي على طريقة السلام ( تاماني قادمة ..لاأعرف ماذا يجري مؤخرا بينكما ..لكن الفتاة تغيرت كليا ..مهما الذي كنت تفعله ..إستمر بفعله)

أصابتني بالتوتر فقلت ( لست أفعل شيئ )

( لقد قلت ماقلت .. تاماني هي المفضلة عندي في هذا المنزل ..إهتم بها جيدا ) أوصتني وهي تشعل عينيها المكحلتان بقوة

( بدون شك ) أكدت لها ورأيتها تصعد في سيارة العائلة قائلة للسائق بأن يتوجه للشركة ثم جذب إنتباهي كتلة من الشمس تقترب مني

وأخيرا جائت الملكة

لكن هذه المرة على غير العادة هي تسير بهدوء وتوجه لي نظرات خجلة ..هي ترتدي ملابس محافظة ومحترمة ، وقد أصلحت لون شعرها أيضاً ، سأفتقد ذلك اللون الأرجواني حقا

ماهذه الملاك التي وجدتها في مكان ممتلأ بالشياطين

( صباح الخير ياأنسة ) تبعتها بعيني حتى صعدت لسيارة وهي شاردة كليا لدرجة لم تسمعني

حين صعدت للسيارة وصرنا على الطريق العام إستغربت أنها صامتة ، حتى الأن تنهدت مرتين
فأردت وجهي لأراها مستقرة فوق المقعد الأمامي بتوتر ، تلصق جسدها بقدر ماتستطيع بالباب وتعانق حقيبتها لصدرها بتخشب ، في العادة هي ترميها تحت أقدامها

( عساه خير .. إفتح ياسمسم ) أخرجتها من شرودها فإلتفتت لي وهي تفرك عينيها بهدوء حيث لاحظت جفنيها المنتفخين

( أنا أحل أخيرا في حياة والدتي ) أصبحت تتنفس بشكل أعمق ( لانني لا اشببها في شيئ ولا حتى في إختيارتي للحياة ، جعلتني أعدل من مظهري لأشبهها جسديا ..لكنها لم تستطع ان تعدل من شخصيتي ، هي لم تستطع أن تمحي الفتاة التي رباها جدي ، لذلك بدأت تضغط عليا بحرماني من كل الامور التي أحبها واحدة تلو الاخرى ..لقد أخذت مني دميتي تامي ..وأخذت ملابسي ، وأخذت مقلاعي ! )

( كان لديك مقلاع حقا ؟ ) تفاجئت بينما قالت وهي تحرك وجهها بإفتخار ممزوج بحزن ( كنت صيادة ماهرة ،أصوب بإحتراف ، ثم أخذته ولم أصِب هدفا من بعده )

( لابأس ، سأصنع لك واحدا لطالما أنك لن تصوبي عليا ) أردت أن أجعلها تبتسم لكنها إنطوت على نفسها أكثر لتخبرني بقلب مفطور

( أثمن ماأخذته مني هو صوري مع جدي ..تخيل أنني لا أملك ولو صورة واحدة له ، الذكرى الوحيد التي بقيت لي منه هي هذه السيارة ..هذه سيارة جدي وحتى هذه أرادت بيعها و التخلص منها ..لكنها غيرت رأيها ولم تفعل ، بعد ذلك انا خفت مماقد تحرمني منه أيضا فأجبرت أن أختبأ وراء هوية مزيفة ، أصبحت إنعكاسا لما أرادتني والدتي أن أكون و دخلت لمتاهة لا نهاية لها من الأكاذيب )

( إلى متى ستخفين نفسك عن الجميع ؟ )

( حتى أستقل في حياتي ، لكن معك ومع فاني ساظل دوما ...)

قاطعت كلامها وأنا أركز على الطريق أمامي لكي لا أضعف أمام نظرتها الطفولية الحزينة ( لا يكفي أنا وفاني ، يجب أن تواجهي الجميع ومن بينهم عائلتك بشخصيتك الحقيقية وضمن ذلك شكلك الحقيقي وبالمناسبة .. أريد رؤية عينيك البنيتان مجددا )

نظرت إليها بسرعة لأجدها قد إحمرت خجلا ولكي تغير الموضوع سألتني ( كيف حال صديقك ؟)

( يتماثل للشفاء سريعاً سأزوره بعدما أوصلك للمدرسة )

( هل سمحت له بالتحدث مع أختك؟ )

( لا ..طبعا لا )

( أوووه يالالمسكين دوغلاس !! ... وأنا أشفق على أختك أيضاً )

( أنسة ..من فضلكِ ) لم أنتبه على نبرة صوتي حين قالت هذا

( حسنااا .. أردت فقط ان أحصل لها على فرصة مع دوغلاس ، من الواضح انها تعيش كالراهبة معكَ )

( لاتفعلي ) خرج صوتي بحدة فإنفعلت هي أيضا وقالت متذمرة ( قلت أنا أسفة..لماذا أنت بالغ الحماية عندما يتعلق الامر بأختك )

( انت قلتها ... لانها أختي )

أومات متفهمة لتسألني بإبتسامة مشرقة ( وأنا ماذا أكون بالنسبة لك ؟ )

( ماذا تقصدين ؟) هناك شيئ حول إبتسامتها اليوم ، هناك شي حول هدوئها الغريب

( أنت تظنني جبانة لكني اليوم سأكون شجاعة بما يكفي لأخبرك ماذا تكون بالنسبة لي ياأليكس)

أصبح صوتها مرتعشا لكن عينيها متحمستان ببريق جميل ( لقد أحببت رجلين فقط في حياتي ..
أحدهم جدي .. والثاني هو أنتَ .. أنا أحبكَ ياأليكس )

أوقفت السيارة بقوة وحدقت في هذه العيون البريئة اللامعة وهي تفتحهما على مصراعيهما
بينما وجهها عالق في تعبير مليئ بالسعادة

إن الأمر لا يصدق

توقف كل جزء مني وتبعثرت أفكاري ، إعترافها سرق كل نفس في رئتاي فنزلت من السيارة حيث لا يسعني سوى سماع كلمة " أحبك " تتردد في رأسي

ياإلهي لقد دعوت أن لا يحدث هذا .. ليس الأن

رأيتها تخرج من السيارة وبدأت تسير امامي في حالة طوارئ قائلة ( أحب عينيك بلون سماء الليل ، أحب دقات قلبك الهادئة ، إبتسامتك وحدها تفقدني عقلي وتجعل قلبي يضيئ ، حين تعانقني أشعر كم أنا عزيزة ! وتتلاشى مخاوفي بعيدا )

توقفت عن السير في حلقات ووقفت بجانبي قائلة برعشة في صوتها ( إما أن أكون معك ياأليكس ، أو لا أكون أبدا في هذه الحياة ! )

أصبحت أتنفس بشكل أبطأ محاولا السيطرة على نفسي إتجاه نظرتها النقية المحبة ، فرفعت رأسي إلى السماء التي تخفيها الغيوم الرمادية حتى قامت بحضن يدي باحثة عن جواب

لطالما كنت خائفا من الإعتراف لنفسي بذلك ، أعتقد أنني عرفت منذ تلك الليلة في شرفة فندق فرنسا أنني أريد إبقائها في ذراعي للأبد ، أنه أشتعل لهيب في قلبي لن ينطفأ أبدا ، أنها تسرق كل أنفاسي حين تنظر لي ، أنني أشعر بحبي نحوها يمتد في جميع أنحاء جسدي ،وهذا يخيفني

( ماقولك ؟ مالذي تفكر فيه الأن ؟ ) رأيتها تفتش عن الإجابة في عيني

لكن أقصى مكان أستطيع الوصول إليه هو أن أكون قريبا منها كفاية لأرى إبتسامتها التي وقعت في حبها ، وكل لحظة مقدسة تمسك بأيديها اللطيفة يدي باحثة عن الأمان

ومع أسفي لا يمكنني أن أشاركها هذه اللحظة لأنني أخاف أن أعطيها أملا ..أخاف أن يؤذيها حبي
لم أكن لأسمح لنفسي أن أخذها معي نحو تلك الطريق التي لا تملك وجهة

( ماهو ردكَ ؟ ) سألتني بصوت قوي فحملقت بها بذعر

كان لابد وأن أقول شيئا ، شي منطقي بدون أن أجرحها ..لكن الكلمات هربت مني وعقلي أغلق

ليس لدي الرد الذي تريد أن تسمعه و أي كلام أخر سيحزنها

أعدتها إلى سيارتها وواصلت القيادة نحو المدرسة متجنبا النظر إليها وأعرف أنها لم تنزع عينها عني قط تنتظر بتلهف جوابي حتى أدركت أنها لن تحصل على واحد فنظرت بعيدا ومسحت بسرعة دموعها قبل أن تتساقط

حين وصلنا سألتني وهي تنظر للنافذة ( مازلنا على إتفاقنا ؟ )

( نعم) قلت بإختصار وركنت السيارة ، وحقا لم أرد فعل ذلك لكن سمعتها في خطر كما قالت

كان الجميع في الساحة لانه وقت الفسحة ، عانقت ذراعي ببوردة ، بالكاد لمستني بأصابعها

( بما أننا سنفعل ذلك ..فعلى الأقل إبتسمي ! )

وبطريقة لا إرادية زرعت إبتسامة مزيفة على محياها ودخلنا ، أكره أن أكون تحت الأضواء لكنني من أجلها فقط ساكون

بسرعة صارت جميع الاعين علينا ..وإنتشرت الهمسات وبدأ القيل والقال

أصبحت شاحبة اللون وإلتفتت لليمين نحو صديقاتها ثم قالت متجنبة النظر لي ( إذن بالطبع ..لكي يصدقنا الاخرون يجب ان تقبلني)

وقبل ان ترمش إنحنيت إليها هامسا ( أنتِ أفضل من هذا ياتاماني )

كانت تقابل الجميع بظهرها حيث مسحت عينها مجددا متجنبة سقوط دموعها

( وأنا أنتظر منك علامات ممتازة في هذا الفصل .. أريدك ان تكوني الاولى أوكي ؟)

ظهرت تكشيرة صغيرة بين حاجبيها حيث إكتفت بإيماءة سريعة

( والان إذهبي وكوني واثقة من نفسك ..فأنتِ ملكة )

ضاقت عينيها بكل سخرية لتمتم( صحيح ..أنا ملكة .. ملكة الأحلام المكسورة ! )

( راسليني في حال إحتجتني ) وقبل ان تتمكن من قول شيئ رن الجرس ووجدته عذر لتركض نحو القسم

اجل إهربي

علمت أنها ستظل هناك حتى منتصف النهار وستتجنب حتى النظر لي من النافذة
فذهبت لأرى دوغلاس

فتح لي كورتيس باب منزله وادخلني للصالة قائلا ( مرحباً .. مرحباً بك في منزلي المتواضع
مجدداً )

( أليكس ..لقد أتيتَ ) رأيت دوغلاس جالس وحقا يبدو أفضل على أخر مرة رأيته فيها ، وقد زالت معظم تلك الكدمات وبدأت عينه تفتح قليلا

( أنت تتحسن )

( أجل..كورتيس يهتم بي جيداً ) قال بإمتنان

قال كورتيس بكرم ( أنت وأليكساندر بمثابة أبنائي ) ياله من رجل لطيف يحب فعل الخير

( لاداعي لاخبرك أن تأخذ راحتك هنا أليكساندر المنزل منزلكَ ) قال قبل أن يخرج من الصالة

( إذاً .. كيف حال ماكنزي ؟ ) سألني دوغلاس وهو يتجنب التحديق لوجهي

( على الاقل إسأل عن حالي أولا )

قال وهو يدعك جبينه بتهكم ( ماكنزي أهم منكَ )

( مفهوم ..لم اتمكن التحدث معها مؤخرا ، تحدثت مع والدتي وقالت انها بخير )

( إذاَ .. كيف حالكَ ؟ ) الأن وضع عينيه الحادتان بعيني فصمت

( إن كنت تعاني من مشكلة مادية ؟ إدخرت بعض المال ويمكنني مساعدتكَ)

( لا )

( دعني أخمن .. الأمر يتعلق بالمجنونة من آل فيفر )

أومأت وأنا ألعن نفسي بداخلي ،بينما إبتسم هو قائلا ( تلك الشقراء حقا فتاة طيبة..إنها رائعة )

( ماذا؟ كيف ؟ لماذا تظن انها رائعة ؟ )

( لقد وردني إتصال من المدير شخصيا وإعتذر لي عن تصرف بيشوب الحقير ثم عرض عليا وظيفة النادل وانا وافقت ..والان لو فكرت قليلا ، المدير لا يهتم إن تم طرد شخص مثلي او لا ..إلا إن كانت أخته قد أخبرته .. أنا متأكد ان لفتاتك يد في هذا ..قل لها شكرا نيابة عني)

( تاماني فعلت ذلك ؟)

( أجل ..أنا متاكد )

إذن هي سمعت كل شيئ ذلك اليوم ..وقدمت له هذا المعروف .. أعرف أن جون رجل حيادي لكن كما قال دوغلاس هو لن يهتم إن طرد أو لا ..فقد طرد الكثير من قبله بنفس الطريقة من قبل السادي بيشوب .. لكن هذه المرة تدخلت تاماني وانا متأكد انها لم تقصد جون بل زوجته فاني

( حسنا ..سأتركك الان ، سنبقى على إتصال .. إهتم بنفسك ..أراك قريباً )

لقد أخذت إستراحة قرب جسر لندن وأشعلت سيجارتي ..قبل أن ألتقيها كان قلبي أشبه بغرفة مظلمة بدون نوافذ ،والان قلبي يغرق في ضوء ساطع أكثر مماتوقعت ، حبي لها جعلني أكتشف اجزاء مني لم أعرف أنها مفقودة
اشعلت سيجارة جديدة وانا أعرف أنه ليس مجرد شعور عابر ، إنها تحتل مكانة خاصة في قلبي
إنها إستثنائية ولا شيئ في هذا العالم سيجعلني أتوقف عن حبها ، أردت أن ألفها بين ذراعي ولا أتركها ابدا لكن منطقي كان سيد الموقف

أنا لن أزيد حياتها سوى تعقيدا وقد أورطها فيمالا يحمد عقباه مع والدتهاَ ، لن أتحمل أن أكون السبب في جعل حياتها أسوء ، رغم أنني فعلت بشكل ما حيث كسرت قلبها ، حاولت حمايتها مني فإنتهى بي الامر بإيذائها أكثر

حين إقترب موعد خروجها عدت للمدرسة وبمجرد ان دخلت حتى وجدت المدعو لوكاس بوجهي مع جماعته

( أنظرو إنه حبيب تاماني فيفر الجديد ) قال احد رفقائه وأكمل الأخر ( ظننته مساعدها الشخصي)

( بل هو حبيبهاَ، لقد تنكر كمساعد شخصي من أجل الصحافة )

تقدم لي لوكاس قائلا بحقد ( هل لديك علم أنك تواعد اكبر كاذبة في لندن ، تلك الحقيرة لا تستحق أي أحد )

وقبل ان ينتهي وجد نفسه على الأرض وخده محطم

( إختر ألفاظك بعناية حين تتحدث عن فتاتي .. لانني المرة المقبلة سابرحك ضرباً )

( أليكس ! ) أدركت أنها هنا حين نادتني بضعف فإلتفت نحوها ورأيت يديها ترتجفان بقوة ، فحضنتها داخل يدي بقوة كافية لتتوقف عن الإرتجاف وإلتفت لهاؤلاء مهددا :

( أي احد سيتجرأ أن يطلق الإشاعات عن فتاتي سيلقى نفس المصير .. فليهتم الجميع باموره الشخصية )

رفع أحد أصدقائه ذراعيه وتراجع معلنا السلام ( إسترخي يارجل.. نحن نعرف أن لوكاس كاذب على كل حالْ )

( تعالي ) جعلتها تمشي بجانبي حتى وصلنا للسيارة فصعدت وبقيت صامتة طوال الطريق حتى وصلت إلى مطعم دييغو

هنا حيث لن يزعجنا احد

جلست علة المقعد القصير وأثنت ساقيها لصدرها برفق ( برافو! لقد صدقك الجميعْ .. من كان يظن أنك كاذب محترف )

كم هي محطمة ..

( لم اكذب باأنسة ) حاولت أن أتصرف بطريقة عادية لكي لا تحرج مني

( زيفت الحقيقة !؟؟ )

( لا ياانسة .. لقد كنت صادقا )

إبتسمت ولكن إمتلات عيونها الجميلة بالدموع

( أعرف بالخدمة التي قدمتها لدوغلاس ..لكن لماذا فعلت ذلك ؟)

أردت أن أشتت إنتباهها فإذا بها تقول بنبرة مكسورة : ( أنا أهتم بكل شيئ يهمك .. حتى صديقك ..أنا أحب كل شيئ تحبه )

أخفضت وجهي للطاولة التي تفصلنا فسألتني ( أنت تظن أنني ازيف كل هذا صحيح ؟! .. أنت لا تصدق أن هذا حقيقي )

( أصدقك لكن .. مع الأخذ بعين الإعتبار وضعي ، أنا سأجلب الألم لحياتكِ )

( إذا كن ألـمي ! ) قالت بطاقة جعلتني أتراجع بجسدي للخلف خوفا أن أستسلم لها، عليا أن أكون واقعيا ..لطالما كنت واقعيا ولطالما عرفت أين تنتهي حدودي

( هل تعرف ماذا ..أنت محق ، أنا أسفة إن ضغطت عليك لتكون أكثر .. الان خذني للمنزل من فضلكِ)

( ستكون البيتزا جاهزة بعد دقائق )

( شكرا لكنني لا اريد ..لا أريد البيتزاَ ، أريد فقط الذهاب لغرفتي ) وقفت فعلا وتوجهت نحو السيارة

تاماني تقول لا للبيتزا .. الأمر أثر فيها أكثر مماتوقعت

أخذتها للمنزل فصعدت مباشرة لغرفتها وأغلقت الباب ..لم تكن معتادة أبدا أن تغلق الباب بالمفتاح
إنتظرت في غرفتي حتى وقت العشاء فخرجت ووقفت بجانب باب غرفتها ، لكنها لم تخرج ..وقد وصلت الساعة التاسعة ليلا وأنا أذهب وأعود بهذا الرواق

لقد فعلت الامر الوحيد الذي حذرتني الأنسة سيرافينا منه ..لقد أتيت هنا وهدفي الاول كان النقود لأعالج أختي واعيد الديون التي على ظهري ..ثم تعرفت عليها ، وجعلتها تتعلق بي الأنسة سيرافينا كانت واضحة يالي من مغفل

على الساعة العاشرة ليلا طرقت على باب غرفتها ، طرقت مراراً فلم يكن هناك من صوت ..إتصلت بها فلم ترد

لايمكنكِ ان تتجاهليني هكذا الأن

لايمكنك ان تقولي بأنك تحبينني ثم تهربين مني هكذا يا تاماني

ليتني كنت أستطيع تغيير الأحداث ، ليتنا إلتقينا في ظروف أخرى ..في حياة مختلفة
والأفكار السيئة حول أنها أذت نفسها لا تفارقني ، ولايمكنني تحطيم الباب ، ساحدث ضجة وسيأتي الجميع
هي لا تريد تحمل هرائهم الان ولا أنا لذلك لم يبقى لي سوى حل واحد

تسللت من الشرفة ، صعدت بسرعة نظرا لماضيا الممتلئ بتسلق كل ماهو عالي كالاشجار وأسوار المنازل المهجورة

لحسن الحظ النافذة كانت مفتوحة فدخلت ووجدتها نائمة ..على الاقل هي هنا

إقتربت بهدوء منها وجلست بجانبها وسمحت لنفسي بان أمرر يدي على وجهها فذهلت بحرارتها مرتفعة جداً

( تاماني ) حركتها فكانت خائرة القوة تماما لم تستطع حتى فتح عينيها

( أتيت ..سأعتني بكِ) نزلت بسرعة وأحضرت مخفض الحرارة بدون أن يراني احد .. أعطيتها الدواء ففتحت عينها بضعف

( أليكس ) اعتقد انها ادركت للتو انني هنا ، وضعتها في حضني وضميتها لصدري بلطف

( أنا هنا ..سأعتني بك ، ستكونين بخيرْ )

فأغمضت عينها وبقيت أنا اتسائل ..لولم أكن هنا ..لولم أتي الأن ..جميعهم منشغلين بحياتهم الخاصة ، في مواعيدهم وسهراتهم

ماذا كان سيحل بهذه الفتاة المسكينة التي تبدو وكانها لا تملك حقا عائلة .. إنها مثل اليتيمة

( لا تتركني ) همست بدون وعييها فنظرت مليا لوجهها الشاحب الحزين حين صارت تهلوس
( أحتاجك لأبقى على قيد الحياة ) فإنتهي بي المطاف أضمها بقوة سامحا لنفسي أن أطلق كل حبي المكبوت ، أصبحت درعها واللهيب في قلبي أصبح أبدياَ

إنها مثل الملاك

كيف تستطيع أي ام بأن تهمل إبنتها هكذا ؟ أوتجبرها على شيئ لا تريده ؟
وكيف تكون الإبنة صالحة وسط عائلة كلهم سطحيون؟

هم لا يحبونها بالطريقة التي تحتاجها ، و لن يكونو أبدا العائلة التي تريدها

لقد وصل الصباح بسرعة وإنخفضت حرارتها فإبتعدت عنها وحركتها بهدوء (حان وقت المدرسة)

( لن أذهب ) بالكاد سمعتها وهي تدفن وجهها تحت الغطاء

( طيب .. لاتذهبي اليوم عليك ان ترتاحي )

ظلت تحدق فيا بصمت من تحت الغطاء فأخبرتها ( ساحضر لك الفطور )

( لست جائعة )

وقفت هناك لا اعرف مالعمل فقالت وكأنها فهمتني( يمكنك ان تزور صديقك ، انا لا أحتاجك اليوم)

أوه فهمت ..هي تحاول أن تبعدني عنها ، لكنني أسمع إنكسار صوتها و إختناقه بالدموع التي تحاول أن تخفيها عني وهي تقول لي بانها لا تحتاجني

( صديقي أصبح بخير ..سأبقى هنا برفقتكِ )

رن هاتفي فاجبت بإستغراب ( مرحبا ..لايدي هولموود ؟)

وبسرعة نزعت الغطاء على وجهها وجلست كأنها مستعدة لتخوض قتال وحين رأتني أبتسم توترت وإحمرت وجنتيها

( أنا بخير شكراً، اجل اود ذلك لكنني أعتذر لأنني إلتزمت اليوم ببرنامج مع الانسة فيفر ..مرة
أخرى )

أغلقت الخط فإذا بها ترمي عليا بالوسادة بقوة ( مرة أخرى ؟ مرة اخرى ؟ لماذا تعطيها الامل ؟ )

( أعطيها الامل ؟ إنها مجرد سيدة لطيفة وأنا حقا اشفق عليهاَ لأني أعرف كم تكون المرأة ضائعة بعد وفاة زوجها )

ضربت بيدها السرير بعنف لتصرخ ( سيدة كهلة تريدك لها ..ألم تفهم بعد ، اللايدي هولموود تريدك أنتَ، تريد أن تتزوجكَ )

( يكفي إلى هنا تاماني ، حتما فقدت عقلك على الاخر ..هل سمعت ماقلته للتو ؟ )

عبست وجهها الجميل بغضب في غير محله ( أجل ..أنا لا أقول كلاما حتى أكون متاكدة منه، أنت طيب جدا أليكس لذلك لا تستطيع أن ترى سوى الجزء الجيد من الناس .. كن حذراً منها ، لن تعرف أبداً ماذا سيحدث لك إن بقيت هكذا تتواصل معها ، قبل أن تدرك ستجد نفسكَ الزوج الخامسْ)

قلت بحزم صارم ( ياأنسة .. ظننت ان حرارتك إنخفضت ، لكن هاأنت تهلوسين! )

إقتربت وتفقدت حرارتها وهي حافظت على نظرات الغيرة فقالت مشاكسة ( لست مريضة)

( بلا أنت كذلكَ وأنا سأبقى هنا وأعتني بكَ ) إنحنيت لها وقلت هامسا ( ياحبيبتي المزيفة)

( أنا لست كذلكَ ) قالت بنبرة طفولية

( لست ماذا ؟ مريضة ؟ او حبيبتي المزيفة ؟؟ )

صمتت كأن القط اكل لسانها وعادت لتختفي تحت الغطاء ، ومع ذلك بقيت جالسا بجانبها حتى وقت الغذاء فأمسكت يدها التي سحبتها مني بسرعة

( ألست جائعة ؟؟ )

( لستُ )

( لا تكذبي ! أنتِ لا تستطعين إمضاء كل هذا الوقت بدون أكل ..إعترفي )

( لا مزاج لي للاكل ) قالت بنبرة مكتئبة وأنا أعرفها شرهة ، حتى لو كان العالم سيوشك على الإنتهاء ستجد وقتا لأخر وجبة

( إن لم تاكلي ..فلن أكل ) قمت بالتحايل فقالت بسرعة ( إتفقنا ..لا تأكل!! )

( لكنني اتضور جوعاً ) حاولت بطريقة أخرى لاجعلها تنهض من السرير فقالت بغيظ

( لاتخف فانت لن تموت من الجوع ..سوف تحضر لك ماديسون شيئا لتأكله )

( بعد كل تلك التهديدات لا أظن أنها ستضع قدما هنا مجددا )

( أنت بدأت تنسى انه لا سلطة لدي في هذا المنزل اللعين ، وبنظرة واحدة من والدتي ماديسون ستتجول هنا بكل حرية )

نزعت الغطاء عن وجهها رغما عنها ونظرت لوجهها الغاضب ( حسنا ..أنت فزت في هذه الجولة الان مارأيك أن أحضر بيتزا دييغو ؟ )

( مارأيك بأن تخرج من غرفتي الان ؟ )

هي تجعل الأمر صعبا عليا ، ليتها تعرف أنني أتألم تماما مثلها ،خرجت وتركتها .. أصبح مزاجي معكر أيضاً
لكنني عجزت عن الإبتعاد لذلك جلست في الرواق على الأرض، أمنع نفسي من التفكير في أمر مستحيل حدوثه ، ثم إتصلت بإيمانويل فردت عليا أمي قائلة (أليكساندر .. يابني العزيز .. كم إشتقت إليك ياعزيزي )

( وأنا أيضا ياأمي .. )

( كيف حالك ؟ أخبرني هل حالتك جيدة ؟ )

( أجل امي ..حالتي جيدة جداً في الواقع ، لكنني قلق جدا عليكم ، إن لم اتصل أنا فإيمانويل لا يتصل أبدا ليطمئنني عليكم )

صمتت امي لمدة طويلة

( هل كل شيئ بخير هناك ؟ ) سألتها وقد بدأ الشك يراودني

( نعم ياإبني ) لماذا أجابتي هكذا بحزن ؟

( أمي أعطني ماكنزي ..هي لن تخفي الحقيقة عني )

( لاإبني ..ماذا قد أخفي عليك ، أنت إهتم بنفسك حسنا؟ لأن كل شيئ على مايرام )

( امي ..أعطني ماكنزي ) ضغطت على الهاتف بقوة فسمعت صوتا شقيا عوضا

( هااي أخي ..أتسأل فقط عن ماكنزي ؟)

( أرون ؟ ..ياإلهي كم إشتقت إليك أخبرني كيف حالك ؟ وكيف دراستك ؟)

لم انتبه حتى رحت أمسح الدموع من عيوني ، إمانويل لم يكن يسمح لي بالتحدث سوى مع ماكنزي ، هذه أول مرة أسمع صوت أمي وارون منذ تركت القرية

( كيف حالك أليكس ؟ أعد الأيام حتى اراك ! حقا أخي متى ستعود ؟ )

( لاأعرف بعد .. لكنني أعد الايام أيضا لأراكم جميعاً ، أخبرني هل كل شيئ بخير ؟)

فقال بتلعثم ( أججلل كلل شيئ ببخير)

حين يكون هناك خطب ما أرون يتلعثم ، حين يفتعل مشكلة ما هو يتلعثم ولايستطيع أن يكذب علياَ
يستطيع ان يكذب على المباحث الفيدرالية ..لكنه يعجز عن الكذب عليا

لا يستطيع حتى تزييف الحقيقة

( أليكس ) سمعت صوتها فرفعت رأسي عاليا لاجدها تقف أمام باب غرفتها وهي تضع وجهها بخمول على الجدار ( هل كل شيئ على مايرام ؟ )

أومات وقلت لأخي ( وماكنزي ؟ أريد التحدث معها ) بقيت شاردا في شعرها المنتفخ الذي يخفي جانبي وجهها ، أتتبع إنحناءاته الجميلة

فقال أرون مجددا بتعلثم ( إننهها ننائممة )

( حسنا ياأرون ..ساتصل لاحقا حين تستيقط ..إهتم بنفسك )

وأغلقت الخط لأنظر في عينيها ( هل غيرت رايك ياأنسة ؟ )

( هل حقا تسللت لغرفتي من النافذة ليلة أمس ؟ )

(نعم فعلت )

وقفت بخفة أمامها فرفعت عينيها إليا قائلة بغيظ (للأسف لم تجد جولييتْ )

(صحيح ..وجدت ميمي )

تعكرت ملامح وجهها ودخلت محدثة ضجة بإغلاق باب غرفتها في وجهي بينما وردني إتصال من دوغلاس

( مرحبا ياصاح )

( مرحباً .. خمن من بدأ العمل اليوم )

( حقا ..هنيئا لكَ )

( لكن في الحقيقة إتصلت لأن مغادرتك امس بتلك السرعة أقلقتني عليكَ ، انت تعرف لا أحب أن يزعج شيئ أخ زوجتي المستقبلية )

( أيها اللعين ) فقدت السيطرة على حدة صوتي ولكمت الجدار فردد هو بغيظ ( أنا أسف أخبرني مالخطب ؟ )

لوكان أحد أخر لكنت أغلقت الخط في وجهه لكنه صديقي الوحيد وأعرف أنه حقا يهتم فقلت ماببالي

( أعتقد ان هناك خطب مايجري مع عائلتي وجميعهم يقولون أن كل شيئ بخير )

( إذن عليك ان تصدقهم ..كل شيئ بخير ، صدقني أليكس الاخبار السيئة تصل سريعاً )

(تظن ذلك ؟ ) كم أتمنى حقا أن تكون مجرد شكوك

( هذا ليس كل شيئ صحيح ؟ ماذا عن مشكلتك العاطفية ؟ )

( متى أخبرتك انه لدي مشكلة عاطفية ؟ ) وقفت في منتصف السلم لكي لا تسمعني أتحدث
عن هذا الموضوع ، أريد جعلها تنساه وتعود لحالتها الطبيعية

( لقد وقعت التفاحة على رأسكَ ياصاحبي ) أنهى جملته بقهقه فتنهدت بحسرة

( ليتها بقيت في الشجرة )

( لا أفهم العائق الذي يقف في طريقك ، لماذا تجعل الأمر مستحيلا مثل حكايتي ؟ مالذي يمنعك أيتها المغفل ؟ )

( لخوفي عليها من عائلتها ومن المجتمع ..هم لن يرحموها ، لاأستطيع التفكير بغيرها الأن ، لايمكنني حتى التركيز على عائلتي .. يارجل كم أحبها ! )

( أليكساندر !! ) عرفت أنه قضى عليا حين سمعت صوت فاني مباشرة من خلفي

(ساعيد الإتصال بك لاحقا دوغلاس ) أغلقت الخط ووقلت بسرعة( مهما كان الذي سمعته فانا سأشرح لك الامر)

فإبتسمت بلطف شديد قائلة ( إسترخي ..أنا فاني ولست اللايدي سيليستيا )

( فاني أستطيع أن أشرح لك الأمر ..حقاً ) لاحظت أنها تحمل فنجان شاي يرتفع منه البخار فأدركت أن فتاتي في الداخل ليست بخير وكله بسببي

( أليكساندر .. أنت لست بحاجة لتبرر لي شيئا ،لم أتوقف لكي أحاسبك على ماسمعت للتو ..بل لأنصحكَ .. سأسمح لنفسي بالتدخل لأن الأمر يتعلق بتاماني وأنت تعرف كم هي مهمة لي )

( طبعا ) ربعت يدي لصدري وإنتظرت الحكم وهي فقط صمتت لثانية لتلقي نظرة من أعلى السلم لتتأكد عدم وجود أحد فقلت لها ( لا تقلقي المقابر لديها زوار أكثر من هذا الطابق )

( سأعترف لك .. تاماني ليست جزء من فيفر ، لم تكن قط ولن تكون ! هي مثل سفينة هائمة ليس لديها مرفأ ، أنا سمحت لنفسي أن أكون منارتها وأقنعتها بأن تعرض عليك هذه الوظيفة .. لأنها ذات يوم أتت لغرفتي وبدأت تخبرني عنك بشغف ورأيت تلك الهالة المشرقة تحيط بها فأدركت تلك اللحظة أنك قد تكون مرفأ الأمان خاصتها .. وكنت محقة ، أنت أصبحت مصدر سعادتها ياأليكساندر ، جعلتها تبتسم مجددا وجعلتها تحب ،و الحب هدية لا يمكن شرائها بالمال ، الحب هدية من الرب ، لا يمكننا أن نتجاهله ولا يمكننا أن نستبدله..نحن فقط يجب أن نحتضنه )

( هل تقولين انه عليا أن أعطي هذا الحب فرصة ؟ )

( أقول ..الحياة تحدث مرة واحدة! ، لاتدع الطبقات الإجتماعية أو اللايدي سيليستيا أو أي أحد أن يقرر عنك كيف تعيشها ، لا تسمح لأحد أن يبعدك عن سعادتك ..أعرف أن تاماني تجعلك سعيد أيضا ، لا تدع أحدا يكتب قصتكَ ياأليكساندر )

فإعترفت لها ( العالم كان مكانا فارغا لي حتى إلتقيتها ، لكن أخشى أن حبي لن يجلب لها سوى الألم )

( هناك حكمة تقول حتى لو كان لديك 100 سبب للتخلى عنها ، فإبحث عن سبب واحد لتقاتل من أجلها ، قاتل من أجل الفتاة الذي تجعلك تعيش وليس فقط تحيا ! ، وإن لم تقاتل فهذا يعني أنك لم تحبها حقا ..إذهب إليها أيها البطل ..لا تجعلها تنتظرك اكثرْ )

غادرت فاني بعد ان أعطتني الشاي و أوضحت لي الحقيقة التي حاولت أن اتجاهلها

ربما انا منحتها الإهتمام الذي كانت تفتقده ، أما هي فقد ملئت ذلك الفراغ في حياتي ، وأنا أريد أن أحبها كما لم يفعل أي شخص من قبل ، أريد أن أحبها كما تتمنى ، فاني محقة ، لن أدع هذه الحواجز تقف في طريقي ، لن أرفض هديتي

أريد تلك المجنونة .. أريدها أن تكون لي ..أريد أن أهتم بها وأحبها لأخر يوم في حياتي

توجهت مباشرة لها ثم توقفت قليلا ونظرت لكأس الشاي ، هي لن تحتاجه لكنني متوتر الأن
قمت بإحتساء القليل منه فإذا به يحرق لساني ..حار جدا كيف تتمكن من شربه ..لساني يحترق ..لا أصدق تلك الصفراء ..كيف يفترض بهذا أن يهدأ أعصابها ، ياللهول لساني يتخدر

( أليكساندر .. تعال أحتاجك بامر مهم! )

سمعت صوت الأنسة سيرافينا تناديني فوضعت الشاي على الأرض قرب بابها ونزلت لأرى ماذا تريد مني ، وجدتها تسير نحو الصالة و كم هي سريعة ونشيطة والهاتف بأذنها لكن لا يبدو ان الذي تتصل به متواجد فتوقفت عن الإتصال قائلة بغضب

( لدي بضعة وثائق تحتاج لتوقيع اللايدي هولموود والسكرتيرة التي كان يجب ان تكون هنا لتوصلها ستقع بمتاعب لاحقاً ، لذلك أنت ستوصلها لها )

( لا أعرف أين يقع منزل اللايدي هولموود )

( منزل اللايدي هولموود يقع في هامبستيد ، خذ سيارتي سأعطيك العنوان .. ستوقع عليهم ..ثم اعدهم معكَ ، ولا تتأخر فهمت ؟ )

( نعم أنستي )

( بالمناسبة ) سلمتني الاوراق ومفاتيح السيارة متسائلة ( هل لديك اية فكرة لماذا تاماني لم تأتي للشركة ولا لمرة مثلما إتفقنا ؟ أنا خائبة الظن بها )

( هي تحضر لإختباراتها ياأنسة )

( هذا ليس بعذر ..أعتقد انني ساتوجه إليها وأطرح السؤال شخصيا عليهاَ )

تركتني لتتجه مباشرة إليها مثل الإعصار ..أوه لا ..دخلت للسيارة وإتصلت بها مرارا لكنها لم تجبني

لم اتوقف عن الإتصال حتى أغلقت هاتفها كلياَ ..اوكي إستمتعي بالمتاعب

وأنا كان عليا الذهاب ..لكن تفكيري ظل معها ، لم اعرف كيف قدت طوال ساعة ونصف ..لاأعرف كيف وصلت لهامبستيد ولاحتى كيف أوقفت السيارة قرب هذه الفيلا التي كتب على بوابتها الخارجية بحروف فاخرة

( فيلا هولموود )

أشعر كأنني في قصر ما من قصور إيطاليا ، فتحت البوابة وسرت مسرعاً نحو ممر جميل وسط حديقة خضراء جميلة ، واسعة جداً لدرجة تكفي لبناء فيلا أخرى .. مليئة بالأشجار وبديلاء من الورود والازهار ..أستطيع أن أشم رائحتهم الجميلة جدا .. أحببت هذا المكان إنه يشبه الريف كثيرا
هامبستيد منطقة جميلة جداً

صعدت الدرج الذي على الجانب ،درج عالي يؤدي إلى الفيلا البيضاء العالية و ضغطت على الجرس فسمعت صوت جميل على شكل رنة من الداخل وبسرعة فتحت لي إمراة قصيرة الباب ..كانت أجنبية حيث سألتني بنبرة مكسرة ( أنت سيد أليكساندر ؟ ) فاومأت

( تفضل ..اللايدي بإنتظارك )

( أفضل ان تأخذي لها الاوراق لتوقعها لانني مستعجل )

( أليكساندر .. لماهذه العجلة ؟ ) ياإلهي لقد جائت ، رفعت وجهي إليها بإبتسامة

فقالت وهي تفتح ذراعيها في الهواء (هذه أول مرة تزورني في منزلي ..ولن أسمح لك بالمغادرة حتى تحتسي معي فنجان قهوة )

( أود ذلك ياسيدتي ..لكن الانسة سيرافينا تحتاج لهذه الأوراق بأسرع وقت ممكن )

( الانسة سيرافينا تستطيع الإنتظار) تفاجئت بها تقوم بلف يدها حول ذراعي ،وجعلتني أسير معها نحو الداخل لأحظ هذه الجدران البيضاء العالية وكل الأثاث الفاخر بحيث فيلا فيفر تبدو بسيطة جدا مقارنة بهذا

أفلتت ذراعي حين وصلت لصالة جلوس مفتوحة منيرة جدا بحيث تدخل منها اشعة الشمس من الجدار الزجاجي المطل على الحديقة وقالت ( تفضل بالجلوس أليكساندر )

إرتبكت فسألتها ( كيف حالك ياسيدتي ؟ )

( أوه من فضلك..لاتناديني سيدتي ، فقط نادني فيكتورياَ )

إنحنت للأمام لتضع يدها على قلبها ( وأنا بحالة جيدة جدا بعد أن رأيتك ..في الحقيقة إنه من الرائع أن تأتي لزيارتي بين الحين وألأخر ..كماترى بقيت وحيدة في هذا القصر )

( أود ذلك لولا أني وقتي كله مخصص للأنسة فيفر )

فزمت شفتيها بضيق لتقول بنوع من الإنزعاج ( إذن ساتكلم مع سيليستيا ، وهي ستجعل إبنتها تفهم أن وقتك ليس ملكها هي فقط ..أنت إنسان أيضا )

لم يعجبني ذلك ، إرتبكت أكثر ( من فضلك لا تقولي لها شيئ ، انا فقط أؤدي عملي ولا علاقة للانسة فيفر بذلك )

( إذن أليكساندر ..هل فكرت بعرضي لكَ )

راحت تقرا الأوراق بينما وضعت لي الخادمة فنجان قهوة على الطاولة الزجاجية ، عقلي بقي عند تاماني لكن يبدو أن هذه السيدة ستبقيني هنا

( أجل ومازلت محتفظ برأيي )

( أوك ..كيف اجعلك تغير رأيك إذن ؟ المال ؟ المزيد من المال ؟ )

( الأمر هو أنني مرتاح في وظيفتي الحالية )

( لا تخفي الأمر عني ياأليكساندر ، أنت لست مرتاح حقاً ، أعرف أل فيفر ..جميعهم يرونك مجرد خادم أو عبد لديهم .. هم لا يحترمون حتى أنك تعمل فقط عند الإبنة المدللة ..يجعلونك تعمل عندهم جميعا ويعطونك مالا أقل ..أنا لا أفعل ذلكَ فأنت ستعمل عندي فقط ولن تكون مضطر لتحمل هراءات المراهقة ولا غطرسة بقية العائلة)

الان هي بدأت تخيفني ، أردفت بكل الثقة ( وأنت تعرف أن مراهقين اليوم يعيشون بجموح فيموتون في وقت مبكر جداً ، أنت رجل عاقل ولا تريد أن تكون جزء من ذلك )

كم كان كلامها قاسيا ، كيف تظن ان تاماني جامحة ، هي ملاكْ

( إن إنتهيتِ من توقيع الاوراق .. ) قاطعتني بإبتسامة غريبة ( سأوقع الان ولكن قبل ان تذهب أطلب منك أن تزورني مجدداً لأنني أشعر بالوحدة هنا وأنت حقا رجل رؤوف .. أنا بحاجة لأحد روؤف وحنون مثلك لأفضي له مكونات قلبي الحزين )

(حسناً )

من الواضح أنها صارت تعاني من الوحدة في هذه المساحة الكبير ، لا تملك أحدا في الدنيا وهاهي الان تطلب من غريب أن يواسيها ، والوظيفة التي عرضتها عليا لم أكن لأفكر مرتين لقبولها لكنني وقعت في الحب

( سازورك إن وجدت وقتاً ) ناولتني الملف وقامت لتقول ( سأساعدك لتجد وقتا ياعزيزي أليكساندر)

أن تستيقظ ذات يوم وتجد نفسها وحيدة هو أمر صعب ويمكنني تفهمها ..وأنا حقا اشفق عليها لانها مع كل نقودها ..هي وحيدة وأصبحت تتصرف بغرابة

ومنذ خرجت من عندها وانا احاول الإتصال بتاماني لكن هاتفها ظل مغلق
سيرافينا غاضبة وأنا لا اريد أن يقسو عليها احد

قدت بسرعة جنونية عائدا لفيلا فيفر ، حين وصلت كان عليا البحث عن الانسة سيرافينا ووجدتها تتحدث أمام غرفة المكتب مع بيتر

( تفضلي الملف ياانسة ) فأمسكته وهي ماتزال غاضبة ، إلتفت لأغادر فسمعت بيتر يقول ( على الأقل هو مفيد في أمر ما)

أكملت طريقي متظاهرا أنني لم أسمع شيئ ، إنه في نفس سني ،لوكان وضعي مختلفا لم يكن سيعاملني هكذا ..ربما كانت هناك بعض الحقيقة في كلام اللايدي هولموود في الحقيقة لولا أنني أحببتها ووعدتها بان أحميها لكنت إستقلت للتو

وقفت قرب بابها وطرقت وهي لم تفتح

( أيتها الصفراء ) ناديتها فلم أسمع أي رد ، حاولت الإتصال فمازال الهاتف مغلق

( يمكنك أن تغلقي هاتفك وبابك لكنك لن تستطيعي أبدا إغلاق قلبكِ )

ياإلهي هل يمكن ان حالتها سائت مجددا ؟

( أرجوك إفتحي .. انا قلق عليكِ ، على الأقل أخبريني إن كنت بخير .. تاماني .. إفتحي الباب أرجوك )

لقد حل الليل وهي لم ترد علياَ ، حسنا ..سأصعد من الشرفة ، لن يراني أحد في الظلام
تسلقت بسرعة وبمجرد ان وصلت حتى رأيتها جالسة على السقف .. على القرميد تعانق ساقيها بذراعيها

( الشرفة الخطأ .. للأسف جولييت ليست هناَ )

( لم أتي من اجل جولييت )

( أتيت من اجلي ؟ )

( أجل أيتها الساذجة ) قفزت لأصعد فوق السقف وجلست بجانبها ( لقد قلقت جداً عليكِ )

بقيت تسند وجهها فوق ركبتيها حين سألتني وهي شاردة في السماء ( أين كنت ؟ )

( أرسلتني أختك لهامبستيد ، لقد إتصلت بك كثيرا وهاتفك كان مغلقا )

إنتفض جسدها مثل قنبلة وكورت قبضة يدها فجأة لتلكمني لكنها لكمت القرميد بينما إنطلق صوتها الغاضب ( ذهبت إلى تلك العجوز الشمطاء .. )

حملقت بيدها التي أخفتها حين حاولت إمساكها متسائلا متى تعلمت أن تلكم هكذا ، و محتار من غضبها الغير منطقي ، أو هي غاضبة من أمر أخر

( ياأنسة .. هل كل شيئ على مايرام ؟ أعرف أن سيرافينا جائت إليكِ )

فتحت عيونها بإتساع ساخر( صحيح ..وقد وجدت الباب مغلق فعادت أدراجها ..من حسن الحظ أنها لا تستطيع تسلق الأشجار )

فإبتسمتُ ( لقد قلقت عليك حقا .. خفت عليكِ )

تجمدت ملامح وجهها ونظرت لي بضعف شديد ..وكم هي حزينة..كم هي وحيدة
لكن تحت ضوء القمر كم هي بريئة ..رقيقة ..كم هي جميلة

( أنا جاهز لأخبرك بقراري )

وقفت بسرعة وراحت تلوح بيديها في الهواء في حلقات مشاكسة ( عرفتهاَ .. لقد تمكنت عجوز النحس أخيرا من إقناعك بأن تعمل لديهاَ ، هل جئتَ لتستقيل ..إن جئت لتودعني فأنا لا احب لحظات الوداع ..فقط إذهب ياأليكس .. فقط إذهب ولا تقل أي شيئ لي )

( أنا لم أتخلى عنك أيتها المشاكسة .. لكن أنظري إليك كيف تخليت عليا بهذه السهولة )

دمعت عيونها وأخفت وجهها للحظات ( أنا لا املك ماتملكه اللايدي هولموود لاجعلك تبقى معي ، أنا فقيرة ياأليكس ، والرفاهية التي أعيش فيها الان ملك لوالدي ..لقد كذبت عليكَ ، أنا لا املك شيئا أقدمه لك لتبقى..لا املك شيئاً )

( لديكِ حبكِ ) صمتت وراحت تفكر ببطئ بكلامي ولديها كل الحق لكي لا تفهم مقصدي

( أنا شاب بسيط لكني مستعد لأتبعك إلى الجحيم .. كل مال اللايدي هولموود لن يبعدني عنكِ )

( أنت تخلط بين الامور مجدداً ..أنا تاماني ولست جولييت )

لم تصدق ماقلته للتو فأمسكت يدها بقوة وسحبتها لعندي ( أنتِ الفتاة التي أريد أن أمسك يدها وأتابع طريقي معها )

إمتلأت عينيها بالدموع فحضنت وجهها بلطف وقلت ( أسف لأني أحزنتكِ ، لقد خفت أن أؤذيكِ لو قلت نعم ، لكن ..لم أستطع أن أقول لا أيضا ، لأن كل طرقي صارت تؤدي إليكِ ياتاماني ،كان قلبي مثل الإسمنت قبل أن ألتقي بكي ..والأن هو مبتهج بألوانكِ )

تراجعت قليلا ووضعت يدي فوق قلبي وتركته يقول ( أحبكِ ، أنا أطلب منك من هذه المسافة الشاهقة ..هل تقبلين أن تعيشي هنا إلى الأبد ؟) وطرقت على قبلي مرتين

قلقت عليها لأنها دخلت في حالة صدمة فوضعت يدها فوق جبيني لتتفقد حرارتي ثم سألتني
(مالذي تغير فجأة ؟)

( لقد سقطت التفاحة على رأسي .. والان إسمك محفور في قلبي ..ماردكِ؟ )

جمدت للحظة ثم صارت تقفز عاليا وتصفق مرددة ( أجــل .. أجل أجل أجل ياااااا هذا الواقع أجمل بكثير من الخيال )

جعلتها تتوقف عن القفز قبل أن ينهار السقف تحت أقدامنا ورأيت ألوان الحياة والسعادة تستقر مجددا في عينيها وهذه المرة قفزت لتعانقني بكل قوتها ، كم هي ساطعة إبتسامتها الجميلة ، تنير وجهها كالقمر

( ومن هذه اللحظة لقبك الجديد هو مَلكِـي الحبيب )

طوقت خصرها بذراعي حيث ستبقى للأبد وهمست ( و أنتِ ملكتي الحبيبة )


اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
قديم 18-01-21, 01:06 AM   #33

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصــل 20


تاماني


شعرت أن روحي كانت تتدفق عبر حركاتي الراقصة وأنا أحمل مشط فاني وأغنى بصوت عالِ

" كل ماأريده في الحياة أن أكون حرة ..أشعر بالـــحرية ..أشعر بالـــحرية .. أعيش في عالم مليئ بالحب ..أنت وانا ..أنت وأنا "

أنتقل من زاوية لأخرى رافعة ذراعاي في الهواء لجمهوري الذي يتشكل من إنسانة واحدة وأغني

" الحياة مثل السجن ، إذا لم تكن في الجوار ، أنت وأنا معا دائما ، لكن لا تخبر أحداً بمانفعله ..أنت وأنا ..أنت وانا ..لا تخبر احدهم بمانفعله .. .. أجل لن نخبر أحداً "

جعلت غرفة فاني حلبة رقص ، لا أعرف الكلمات بدقة .. لكنها كانت تصدر من قلبي ، أشعر بفرح حجم السماء ، وأرقص حافية القدمين في الصباح الباكر فوق سريرها، أحاول أن أقلب شعري المنتفخ أكثر من أي يوم مضى مثل روك ستار

( لن تخبرو أحداً هاه ؟ ) إبتسمت فاني وهي تراقبني من خلف تلك اللوحة التي تقوم برسم غلاف روايتها عليها ، إن فاني من محبي الصباح الباكر ، أين تستلهم أفضل أفكارها وطاقتها الإيجابية

( طبعاً أنتِ لستِ أحداً ، أنتِ أروع فاني قابلتها في حياتي ..أنت الأروع بدون منافس )

عانقتها من ظهرها وقبلت خدها فقالت بفرح ( لو تعلمين كم فرحت لكِ.. لو لم أكتشف للتو بأنني حامل لكنت رقصت معكِ )

( أجل أجل ..كنا سنرقص البانغرا ،ربما تعلمينني بضعة حركات جديدة ..)

توقفت عن الثرثرة وأبعدت اللوحة لأقف مكانها ، وضعت يدي على كتفيها ورأيت شيئ من الإثارة تسبح في عينيها ( أعيدي ماقلته )

وضعت يدها على بطنها واخبرتني بسعادة إنعكست على صوتها ( أخيرا أنا حامل ..وأنتِ أول من تعرفين)

شعرت بشفتاي تتمددان لإبتسامة عريضة وأصابع يدي تتلامسان عاليا لأدور من حولي مثل راقصة البالي وأدندن ببطئ وأنا أغمض عيناي ( سأصبح عــــمتي ، سأكون عمته المرحة المفضلة )

( و أنتِ وأنا لن نخبر أحدا ) أمسكت يدي فتوقفت عن الدوارن وعانقتها بقوة

( ياللهول ، هنيئا لكي يافاني ..ستصبحين أم ..أفضل ام في العالم والأروعْ، ياإلهي الأمور الجيدة حدثت خلف بعضها البعض .. كم أنا سعيدة )

( أتمنى ان تظلي سعيدة هكذا على الدوام عزيزتي )

تبادلنا عناق طويل حتى رأيت الساعة تقارب الثامنة وأنا لم اجهز نفسي بعد للمدرسة ، ركضت لغرفتي وأنا أؤدي حركات رقص قد يعتبرها البعض بهلوانية وأغني بهمس (أنت وأنا ، أنت وأنا نحن لن نخبر أحدا بمانفعله )

تركت شعري كما هو لضيق الوقت وقمت بوضع القليل من الماكياج على وجهي على سبيل السرعة.. وبمجرد ان خرجت حتى رأيته ينتظر في الرواق ، يتكئ بجسده على الجدار

(الطقس بارد جداً في الخارج وربما ستمطر ..إرتدي معطف )

( حسناً ) فتحت الباب فأردف بسرعة قبل ان ادخل ( وتنورتك قصيرة جداً ..غيريها لو سمحتِ)

وضعت يدي على صدري متعجبة كرهه لتنوراتي ، لم ينظر لي حتى ، هو يخفض وجهه الصارم للأرض ويفرك منتصف حاجبيه

( بصراحة هل تحبني حتى !؟ )

( أجل ) تمتم واضعا رجله على الجدار رافضا أن يضع عينيه بعيني

رجل الدين المحترم ..لم يقل حتى صباح الخير لي وراح بسرعة ينتقد ملابسي ، دخلت لغرفتي وإرتديت اول جينز وجدته في طريقي ومعطف بلون البيجونيا الصفراء ، لقد قال أجل لكنه لم يقل اجل أنا أحبكِ .. يوجد فرق

مشيت بعصبية ووجهي للأرض وبمجرد أن فتحت الباب حتى امسكني من ذراعيَ وسحبني إليه

قائلا بنغمة مغرية ( صباح الخير حبيبتي ) وقبل أن أدرك شعرت بشفتيه الناعمة على بشرة خدي ، شعرت كأنه حقن الأدرينالين في دمائي

إبتعدت بسرعة حيث بدأ قلبي ينبض مثل الرعد ( أليكـــس قد يرانا أحدهم )

قرص وجنتي بخفة أين قبلني وهو يعض شفتيه ، يبتسم بعينيه نحوي حيث تجعدت رموشه الكثيفة للأسفل بتسلية ، عرفت أنه يستمتع بتورد وجنتاي ومعركتي الداخلية لأتنفس

( لقد تأخرت) أخبرته فأومأ وأفلتني بهدوء هامسا ( لنذهب إذا )

سبقته بخطوات قليلة لأجد والدي يشرب قهوته الصباحية في الصالة

( صباح الخير ياوالدي ) إنحنيت إليه و طبعت قبلة على خده فقال بالمقابل (صباح الخير بنيتي )

احيانا أفكر بان والدي رجل طيب ، وهو لا يفرق بين أولاده الستة

من أحاول أن أخدع هنا ؟ بسببه هنري ذهب من هذا المنزل .. بحجج تافهة أبعد أخي الوحيد الذي يكترث بشأني حقا في هذا المنزل ،في الحقيقة قد يكون والدي روبوت تحركه والدتي يجهاز عن بعد مثلما ماتريد

لذلك لا اعرف من ألوم حقا

( هل حقا ستأخذني للمدرسة في أول يوم لنا معاً ؟) لاحظت أنه ذاهب مباشرة هناك

فرد بجدية ( أجل ..الدراسة أولا ، وسيكون لنا بقية الوقت لنكون معاً )

( ألا تريدني أن أكون بجانبك طوال الوقت مثلما أريدك أن تكون بجانبي ؟)

أمسك يدي ووضعها على صدره مكان قلبه هامسا ( أنتِ هنا )

( هل تعدني أن أكون دوما هناك ؟ )

( أعدك ) ضغط على يدي فوق قلبه فشعرت بنبضه الهادئ

أفضل حقيقة زيفتها في حياتي هي أن يكون أليكساندر حبيبي والان يمكنني التصرف بحرية بجانبه بينما تعتقد صديقاتي أنني أتظاهر فقط

حين وصلنا للمكان الذي ساكمل فيه بمفردي قال ( أريدكِ أن تدرسي جيداً لتتفوقي بإمتياز )

بإمتياز ؟

نظرت إليه لفترة وجيزة أنتظر متى يخبرني أنه يمزح ، لكنه جاد ، وكرهت أن أنقل له الحقيقة وأكسر تفائله ( لا أعرف كيف أوصل لك ذلك ، لكنني لست مولعة بالدراسة كما يخيل لك أليكس)

( كيف تريدين ان تصبحي محامية إذا ) وضع خصلة شعري خلف أذني ( أنا جاد ، لا أقبل بغير إمتياز )

( أنت تعلم أنني لن أنجح بإمتياز ، عليك أن تخفض سقف توقعاتك لأن هذه تاماني وليس نيكول ) هذا شيئ أخر يكرهه أليكس ، تكاسلي عن الدراسة

( لا تقللي من قدراتكِ ..أنتِ تستطعين ، إجعليني فخورا بكِ ) ياللهول أكره أن يتوقع مني أحدا شيئ ، أجد نفسي أشعر بالمسؤولية لتحقيقه ، لكنني أعيد وأكرر أنني تاماني ، روحي لا تنسجم مع حياة المجتهدين والإمتيازات

( أحبكـي) همس في أذني حين رن جرس المدرسة

( أحبكَ أيضا ) همست بالمقابل

ركضت إلى القسم ودخلت لاجد الأستاذ يرحب بي بشكل غريب ، هل لاني شاركت عنده المرة التي فاتت ، أو لأنني أخفي معظم أجزاء جسدي ، فأدركت أن نظرته طوال المدة الماضية كانت تشابه نظرة أليكس حين يراني أرتدي تنورة قصيرة ، أنا غبية جدا لأني شككت فيه

جلست في طاولتي ووجهي يتجه نحو النافذة (صباح الخير يابنات ) تأكدت أنه يقف هناك فإطمئن قلبي

( صباح الخير أيتها العاشقة ) قالت صوفي ساخرة وأكملت بقهقهة (المزيفة )

فضحكن جميعا وأنا ضحكت عليهن

( تاماني .. أصبحت شعبية جداً والمساعد الشخصي ممثل بارع ..أعني ليعطه أحدهم أوسكار ) قالت روز فتجنبت النظر لعينيها كليا لأنها ستقرأني ككتاب مفتوح

( الإختبارات صارت على الأبواب ..فليكن الجميع مستعدون ) أعلن الأستاذ فشعرت بالذعر لبقية الحصة ، أفكر بطرق غير شرعية للحصول على إمتياز ، لا يمكنني أن أضع عيني بعينيه إن رسبت

سيفكر أنني غبية لتلك الدرجة ..خصوصا وأن الدراسة تشكل واحدة من أولوياته في الحياة

حين إنتهت الساعات الطويلة خرجت مسرعة للسيارة حيث كان هو بإنتظاري هناك

( لنذهب إلى مكان لا يعرفنا أحد فيه ) طلبت منه محاولة أن ألتقط أنفاسي ، يصعب الهروب من صديقاتي وأنا بالكاد غفلتهن

( ستهب عاصفة ، سأخذك لمنزلك اليوم ) بقيت أستند على المقعد أواجهه بجسدي

( لا تتحجج ياأليـ ... ) قفزت من مكاني حين برق الطريق الشاحب حولنا وتلته رعدة إنفجرت كالقنبلة فجأة ، قام بإمساك يدي بسرعة مستغربا خوفي الشديد ( لا تخافي ..إنه مجرد رعد )

بدأت الأمطار تهطل بحيث صار الرؤية صعبة حتى بماسحات الزجاج ، رغم ذلك كان يقود بسرعة هاربا من الزحام ولا ادري لماذا جعلني هذا أشعر بالإثارة ، إنه يقود تحت المطر فحسب فلماذا أشعر أنه يقوم بعمل خارق بطولي

حين وصلنا رأيت الظلام يخيم حول منزلي باكرا فأخبرته (أعتقد أنها ستمطر طوال الليل ..وسيكون هناك رعد أيضاً ..بالمناسبة ..أخاف من أصوات الرعد ، إنها ترعبني ..ولن أستطيع النوم بمفردي ) أعطيته لمحة وأنا أزم شفتاي بتمسكن

( إنسي الفكرة ياميمي .. ) حرص أن يخفيني جيدا تحت سترته لكي لا يبتل شعري

( أليكس ..لا اريد الدخول من الباب ) ركضت للجانب الخلفي من المنزل غير مكترثة للمطر فلحقني محتارا

( من منْ تختبئين ؟) سألني وهو يبعد خصلاتي المبللة من وجهي

( لا مزاج لي لرؤية أحد ..وخمن ماذا ؟ ..أنا ماهرة في التسلق أيضاً )

قفزت لأعلى مسافة وتسلقت ربما أربعة خطوات حتى زلت قدمي وتهاوى جسدي للخلف وأخر مارأيته كان وجهه الذي يحركه بمأساوية يائسة بينما يحملني بين ذراعيه

( إذا أنت ماهرة بالتسلق تماما مثلما أنت ماهرة بالتزلج ) قال بملامح سخرية لم يستطع أن يخفيها وجهه

أنا فقط لم أستطيع .. ربااه على ذلك الإحراج

فركت بأصابعي فوق لحيته الخفيفة الملساء( يمكنني أن أسقط من أفعوانية بثقة عمياء أنك ستلتقطني )

إنه قوي جداً ورشيق فقلبني بخفة وكانني حقا بأفعوانية ووضعني على الأرض

( الساعة الرابعة ياتاماني ..عائلتك لا يتواجدون في المنزل في هذا الوقت )

هو محق ..جميعهم في الخارج في مواعيدهم المهمة ، دخلنا من الباب و إفترقنا لثلاث ساعات حيث ذهب كل منا لغرفته

لبست بيجامتي بعد أن غسلت وجهي وشاهدت كل حلقات مسلسلاتي الجديدة ثم سمعته يطرق بابي ودخل فإقتربت منه لاخبره

( أنا مرهقة جداً وأود النوم الان ، إحملني .. إحملني إلى السرير ) فتحت ذراعي في الهواء منتظرة لكنه قطب جبينه عوضا ليردد مازحا ( هل أنتِ في الثالثة؟)

( لماذا عليك أنت تفسد اللحظات الرومنسية ؟؟ ) زفرت بقوة وجلست فوق كنبتي الأرجوانية، لن أدخل لذلك السرير إن لم يضعني هو فيه

( أنتِ جادة ؟) حين ينظر لي أحس بأنه ينظر لروحي ويعرف كل مايجول في عقلي وبنفس الوقت حين يبتسم أحس بالامان والحب وأن كل شيئ بخير

أفقت من شرودي حين رفعني ووضعني فوق السرير ثم وضع الغطاء عليا وقبل جبيني هامسا

( ليلة سعيدة ..أراك في الصباح ياملكتي )

( ألن تبقى ؟ أنا حقا اخاف من صوت الرعد ) لقد تركت له مكانا بجانبي فعلا

( أنا قريب جدا منكِ ) وقبل ان يغادر قرصني من خدي ( لا داعي للخوف أنا أحميكِ )

حين خرج و أغلق الباب من خلفه تضايقت جداً ..لم يكن عليه أن يذهب

كان عليه البقاء معي

لا استطيع النوم على كل حال

أخذت حماما طويلا لأسترخي ورددت بضعة أغنيات ثم تخايلت بضعة سيناريوهات وكان هو البطل في جميعها

أشعر بالملل

رحت ألعب بفقاعات الصابون وأنا أرى وجهه في كل فقاعة ..إنه يسكن في مخيلتي ..أنا أدمنته

رعدت مجدداً فأغمضت عيني وغصت تحت الماء وبقيت حتى لم أستطع حبس أنفاسي

بعد ساعة خرجت وقمت بتجفيف شعري فأصبح مجعداً ، ملتوي تماما ومنتفخ وكأن صاعقة أصابتني ، وقفت أمام مرآتي وبدأت أقلده بصوت خاطئ جدا

( ياأنسة ..تنورتك قصيرة ! )

(ياأنسة ..هل فقدت صوابكِ ؟ )

(ياأنسة ..إنسي الفكرة )

لكنني لم أستطع أبدا تقليد إبتسامته المثالية ، حاولت أن أبدو اكثر جدية فأشرت لصورتي في المرآة بصوت رجولي حازم ( توقفي عن الغيرة ياأنسة ! )

ثم ادركت أنني اغار عليه حتى من لاشيئ ، أغار عليه فقط بمجرد التفكير بكل البنات اللاتي أغرمن به سابقاً

لكن ..هل يغار هو عليا ؟

أشرت لنفسي في المرأة وقلت ( سواء كنت تاماني او ميمي او الصفراء ،فهو يحب ثلاثتناَ ..إنه يحبني وأنا أشبه الفلامينغو حتى .. إنه يحبنا جميعاً ، وهو يعرف ..هو يعرف بانكِ مجنونة ياأنسة

مع ذلك هو يموت فيكي .. أغلقت القضية )

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالالهول

إنقطعت الكهرباء

وكان أكثر شيئ يخيفني بعد اللايدي سيليستيا هو الظلام

الظلام وصوت الرعد في آن واحد

لا اعرف كيف ركضت بدون رؤية حرفيا أي شيئ أمامي ، إصطدمت بكل جدار وكل منضدة قبل ان أصل لغرفته

ثم إصطدمت بسريره فعرفت أنني سأكون بخير

( أليكس هل أنت نائم؟) لم يجبني فوضعت يدي فوق صدري متعجبة كيف هو مستغرق في النوم بسكون بينما يفترض أنه مستيقظ من التوتر المفرط بسبب إنقطاع الكهرباء والعاصفة المخيفة مثلي

صعدت للسرير وتسللت تحت الغطاء حتى شعرت بجسده الدافئ ، مررت أصابعي الباردة فوق وجهه وهمست (إستيقظ أيها الأميرة النائمة .. انا أمر بأزمة هنا )

إنه نائم في سبات عميق .. مثل الدب

وضعت راحة يدي فوق ظهره الدافئ فجعلته برودة أصابعي يمر بقشعريرة ،إستدار فقط بوجهه و نظر فلم يرى سوى الظلام .. لكنه سمع صوتي بوضوح حين قلت ( أنا خائفة جدا أليكس )

( ماذا بحق ..بحق الجحيم تفعلين هنا ..يفترض بانك نائمة ) كان عاري الصدر فلم يتركني أقترب منه وأنا كنت أقاوم تحت أصوات الرعد المخيفة اتي تجعل النوافذ تهتز بقوة

( أنا أخاف الظلام ، دعني أنام هنا معك ..أرجوكَ ) حرفيا أصبحنا نتعارك ، أحاول عناقه وهو يبعدني

( لا ..لا يمكنكِ ..قلت لايمكنكِ فلا تصري ) قال بلهجة صارمة ( لا تعـاندي قلت لكِ لا )

( أولا قبل كل شيئ أنا حبيبتكَ، ويمكنني حتما النوم هنا معك .. لدي الحق بذلكَ .. ياأليكس لماذا لاتفهم أنني خائفة ) أخذت على خاطري فتراجعت لنهاية السرير وشبكت ذراعي لصدري بهمجية

(حسنا إهدئي .. لاشيئ مخيف .. إنتظري هنا ..سأبحث عن الهاتف ) حاول أن يقف

فقزت عليه على غفلة منه وتمكنت من هزمه ، وضعت وجهي براحة فوق صدره لأسمع نبضات قلبه ( لا شيئ يخيفني الان وأنت بجانبي ياملاكي الحارس .. )

أغلقت عيني بنعاس في اللحظة التي لف ذراعيه حولي ، وشعرت بأصابعه المثالية تلاعب شعري

( ماذا كنت تفعلين على كل حال ؟ ) سألني بصوت ناعس مغري ففرحت لانه لن يتمكن من رؤية وجنتاي تحمران في الظلام

( لا تسأل يا أليكساندر ) كم هو محرج أن أقول له أنني غيرت غرفتي لمسرح شاكسبير غلوب وسرحت في سيناريوهات لا نهاية لها ..بينما هو يتمنى أن يسمع أنني كنت أراجع لإختباراتي ، كم هو عار أن ضميري الدراسي مستريح على شاطئ بورا بوارا تحت أشعة الشمس يشرب الموخيتو ولا يبالِ

دفئه جعلني أغط في النوم ولم اعرف ماذا قال ، حتى أنني لم أسمع أصوات الرعد مجدداً

لم أهتم للظلام حتى

دخلت في غيبوبة وكأنني تناولت علبة كاملة من أقراص النوم ، حين فتحت عيني وجدت نفسي أعانق ذراعه وأشبك أصابعي حول أصابعه ، بالكاد تذكرت أن إسمي تاماني هذه اللحظة ، روادتني رغبة بأخذ قيلولة مابعد الإستيقاظ لكني سألته بنبرة رخوية ( أليكس متى أتيت لغرفتي ؟ )

تفاجئت به يسحب ذراعه مني مرددا ( حقا أيتها الصفراء ؟ أعني حقا ؟ )

قمت وفركت عيني قليلا ثم ألقيت نظرة حول المكان ..وسألته (أليكس ..ماذا أفعل في غرفتكَ ؟ )

( سؤال وجيه أيتها الخوافة من الظلام والرعد)

وحين ذكر الظلام تذكرت كل شيئ بلمح البصر وحملت الغطاء لألقيه على صدره العاري وفمي يفتح بإنكار هذا الأسلوب الهجومي ، وضعت يدي فوق خصري لأردد بتهكم ( لقد كنت خائفة إذن ماذا ؟ قاضيني .. وكأنك لا تملك مخاوف )

حملق بي بصمت ومنحني تلك النظرة التي تعني إنضجي لأشعر بفمي يفتح أكثر على شك دائرة وحاجباي يلتصقان بجفوني ( الجميع لديه نقطة ضعف ، أنا واثقة أنك تخاف من امر ما )

( أجل ، منكِ وأنت تقتحمين سريري ليلا بدون سابق إنذار )

واو ، أعني ..هل يحبني حتى ؟

حين لاحظ إستيائي إنقلب فجأة وصار محبا جدا حيث إقترب مني وحملني بين ذراعيه الحديديتن

مرددا ( كم أنتِ فتاة مشاكسة ، مع ذلك أحبكِ أكثر من شروق الشمس ..مشاكستي )

توقف عقلي عن العمل وتولى قلبي المناوبة ، كان قريبا جدا مني وهو يتجه نحو الباب فأغمضت عيني منتظرة قبلة الصباح ..وقبل أن أدرك هو ألقاني في الرواق البارد قائلا ( إذهبي لغرفتك ..لاداعي ليراك احد هنا معي) وحرك عينيه مشيرا للباب خلفي محتفظا بإبتسامتة خفيفة ،بعدها أغلق بابه وأنا لم أعرف أن فمي يستطيع أن يتجعد ذهولا أكثر هذا..

إن لم أحصل على قبلة صباحية، فأحدهم بالتأكيد لن يحصل على أي قبلة مهما كانت مناسبتها حتى لو ذهب إلى القمر وعاد .. فعل مافعل ، قلت ماقلت وهذا ما هو !. لقد إنتهى الأمر على رجل الدين

إن كان الملك يتصرف كقسيس .. فسيحصل على الراهبة ، سيحصل على فالاك

هاذا هو ..سأكون لئيمة لليوم بأكلمه ، بهذه البساطة

توجهت مباشرة للحمام ونظرت لوجهي كم أصبح مجعدا مثل قطة سفينكس ،اللعنة أنا غاااضبة

أشرت لنفسي في المرآة وكلمت نفسي بحدة ( سبعة بليون شخص في العالم وكان عليك أن تغرمي بالراهب ! برافو أيتها الصفراء .. برافو ) وجدت نفسي أصفق بكل إستفزاز ..لا أصدق أنني أجادل نفسي الأن

أخذت نفس عميق وقلت بإستياء ( أنا لن أضيف هذا اليوم لقائمة أيامي الجميلة ..إنه يوم مبهدل وهي فقط الثامنة صباحا )

إلهي لقد تأخرتْ ، إخترت تنورة حمراء قصيرة و حتما أخذت كل وقتي لأضع ليبستيك باللون الأحمر ثم أضفت له ملمع شفاه ، سأريه الويل ، سأجعله قضيتي اليوم

خرجنا في وقت واحد للرواق فنزلت عيناه مباشرة لشفتاي وأنا أعضهما عمدا أمامه ،ثم لتنورتي المثيرة ، قبل أن يقو شيئا أسرعت بخطواتي لأخرج من الرواق ، هو فقط بقي يمشي بملامح شديدة الصرامة ، أليكس بدا غاضبا جدا والهواء يتصاعد من أنفه بغيظ

( ستبدأ الإختبارات قريباً ) أخبرته ونحن ننزل السلالم ، لم يجب ! لكنه أنزل عيناه السوداوين المليئتان بغضب مندلع نحو تنورتني

هزيت كتفي بعدم إكتراث ( فقط الله من يحاسبني ) ومطيت شفتاي بلون الفراولة بإبتسامة مستفزة في وجهه عمدا

( تاماني ..تعالي هناَ ) أوه ليس والدتي تناديني في اللحظة التي كنت على وشك الفوز بقضيتي فيها

توجهت إليها مسرعة وانا أضرب بقدمي فوق الأرض بقوة وبمجرد ان وصلت لغرفة الجلوس حتى صدمت وشعرت بقلبي يسقط بين أقدامي

وقف جيريمي غرافل هناك بجانبها متحمسا لرؤيتي ، في الواقع كنت مرعوبة أكثر من مصدومة

حين تقدم بخطوة ناحيتي أنا فقط تراجعت للخلف فإصطدمت بصدر أليكساندر الذي شعرت به يعلو ويهبط بسرعة ..لعله غاضبا جدا الأن ومن يستطيع لومه !

( أراد جيريمي أن يفاجئكِ ، تعالي عزيزتي ) قالت والدتي بنبرة هادئة لكنني رأيت التهديد في نظرتها المخيفة وكذلك لم يفتني وميض التوتر خلف إبتسامة جيريمي ،فمن الواضح أنه لاحظ

تعابير وجهي المرعوبة

لم اكن سأتحرك ..لكن أليكس وضع أصابع يده على ظهري ودفعني بهدوء ..فمشيت وقلبي ينبض برعب

( مرحبا بك سيد جيريمي ) حاولت لن اكون دبلوماسية معه

فقال كما توقعت بتوتر ( من فضلك ..ناديني جيريمي ، لا احب الرسميات )

وأنا لا احبكَ

بصراحة أتمنى لو أنه بإستطاعتي أن أخبره أنني لست مهتمة ،ثم أمشي بعيدا ، لكن مزاج والدتي يستطيع الإنتقال من الهدوء الراقي إلى العقاب والسجن سريعا

تقدم إبن السيد غرافل لي قائلا ( في الحقيقة ، لم أستطع التوقف عن التفكير بك منذ تلك الليلة)

قالت والدتي وهي تمسك ذراعي وتقربني منه أكثر ( جيريمي جاء ليوصلك إلى المدرسة ..وربما قد تذهبان للغذاء معاً)

( أرغب بمعرفتك عن قرب إن سمحتِ) يتمنى ! حتى عائلتي بالكاد يعرفونني عن قرب

فتحت والدتي عينها بتحذير نحوي فعلمت اني سأقع في المتاعب إن رفضت

لكن أليكس .. إلتفت إليه فوجدته محافظ على ملامح وجهه الحادة ، إلهي هل هذا يحدث لي حقا؟

نظرت لعينيه فأومأ لي بخفة .. أعتقد أن قضيتي سلكت منعطفا غير متوقعا

( طبعا ) قلت لجيريمي ( حسنا ..إسبقني إلى السيارة )

فرح لأني وافقت وسبقني بعد ان ودع والدتي، خرج يمشي بخطوات مرحة جدا

( خطتي تسير تماما كما خططت لها ، لقد نلت إعجابه ياتاماني فلا تفسدي الامر .. كوني لايدي مثلي ..وفاتنة وذكية مثل اختك سيرافيناَ، من الأفضل لك أن يمدحك امام والديه ..لأنني أنتظر إتصال من سارة غرافل تخبرني فيه أنها سعيدة وممتنة بأن إبنها الوحيد يواعد إبنتي)

( يواعدني ؟ .. والدتي أنا لا اعرفه حتى ، الامور لا تسير بهذه الطريقة ) تذمرت

( الامور تسير بالطريقة التي أريدها أنا ..والان إذهبي ولا تجعلي الرجل ينتظر أكثر ) كانت أطول مني وقاسية مثل ملكة الجليد ، وجدت نفسي أمشي بشرود حتى وصلت للردهة لأشعر بأليكس يضع يديه على كتفي قائلا

( إتصلي بي حالما تصلين) بدت لهجته قلقة ، لكن عينيه مازلتا غاضبتان

( لكن أنت هو الذي أريد الذهاب معه ) إمتلأت عيني بالدموع

( أعرف ..أعرف وأنا أثق بكِ، إعتبري الامر فرصة لتعرفي بعض الامور عن الحقوق )

( ستأتي لاحقاً أليس كذلك ؟ ) تشبثت في صدره رغم أن والدتي في الصالون ، إحتجت لأشعر بالأمان هذه اللحظة

( طبعا ساتي..فهناك رجل معجب بفتاتي وأنا أشعر برغبة بفقع عينه )

فشهقت لتحل الإثارة مكان دموعي ( ياإلهي .. أخيرا أنت تغار )

( إذهبي) دفعني عنه بسرعة حين سمع طقطقة كعب والدتي فهمست بحماسة ( حبيبي الغيور) بينما قمت ببعض الخطوات نحو الباب ، ثم عدت إليه راكضة وطوقت خصره بتحسر

( لدي خطة أفضل ..فقط أخطفني )

( تاماني ، إستجمعي شجاعتك ، لقد واجهت مواقف أصعب من هذه ، تستطعين أن تناوري اللايدي سيليستيا هل يصعب عليك مناورة إبن السيد غرافل .. هل عليا أن أقلق عليك الان ؟ )

إستجمعت هرائي وقلت بهمة ( سيكون الامر كقطعة من كعك )

بدأت امشي مبتعدة عن الشاب الذي أحبه وكرهت كل خطوة أخطوها نحو السيد جيريمي غرافل

لقد أردت الذهاب مع أليكس .. هل طلبت المحال ؟

لكن اللوم يقع على والدتي

كم كانت الطريق طويله معه ، أنا أحبس أنفاسي لأني غير مرتاحة ، اجلس ملتصقة بالباب وأضم حقيبتي لصدري

لست أخون أليكس ..لكنني بطريقة ما أفعل ذلك

( إذا كيف حالكِ ؟ ) تحدث فجأة فقلت بإندفاع مفرط ( هل أملك هيئة محامية ؟ كن صادقا)

فتح فمه لكن لم يصدر منه أي صوت ، إنه متحير ومشوش ، أعتقد أنني أخفته

( لا أعلم حقا ، لكنني لوكنت أعلم ان اللايدي سيليستيا لديها إبنة فاتنة مثلك لكنت طرقت باب منزلكم منذ مدة طويلة ..والأن بعد هذه السنوات التي قضيتها في أمريكا ، أشعر اني أضعت وقتي لأن نصفي الاخر هنا )

كنت على وشك ان أهلع ثم قلت لنفسي سبعة بليون شخص في العالم وتسمحين لجيريمي غرافل أن يوتركِ ؟ طبعا لا ، لذلك فعلت ماطلبه مني أليكس وسألته ( إذن أنت كنت تدرس الحقوق في أمريكا ؟)

( أجل ..في يالْ )

( إنها جامعة جيدة ، لابد وأنك تحب الحقوق كثيراً، مثل والدكَ ) شعرت بالحرية لأنظر لوجهه حين كان يقود ، يبدو مثل الصديق الودود الذي يحبه كل أبناء الحي كبارا وصغارا ، وأينما ذهب يحضى بالقبول لأنه يملك وجها لطيفا ويبدو محبوبا

لكنني لا أستطيع تجاهل أنه من طرف والدتي

( أجل ..لقد عشت طفولتي أتبعه في المحاكم وهو علمني الكثير حتى الان .. كفانا حديثا عني الان ..وأخبريني عن نفسك ؟ )

طبعا سنتحدث عني مادمنا سنتحدث بنفس الموضوع

( أريد دراسة الحقوق أيضا ) قلت بفخر

( أوه حقا ؟ أنا أنصحك بجامعة يال .. صدقيني لن تندمي ) فتح عينيه خلف نظارته بقوة مؤكدا

( ليت الامر كان سهلا مثلما تقول ، والداي يصران على أن أتبع خطاهم بدراسة الاعمال )

( حقا .. ربما ذلك أفضل لك ، فأنتِ لديك مستقبل باهر بإدارة أعمال العائلة ) ردد بشرود تام في الطريق وكأنه نسي فعلا الجزء الذي ذكرت فيه أنني أريد دراسة الحقوق

طبعا هو مرسل من طرف والدتي ، ضاقت عيناي عليه بحقد هذه اللحظة ، وكانه يجلس في روحي

( مارأيك بي ؟ أنت تعجبينني لكن لا اعرف إن كنت أعجبتك ؟؟ )

جيريمي غرافل لم يملك أي تردد ليعترف بإعجابه وفوق ذلك يسألني أنا ؟ الجرأة ! إلتصق حاجباي بسرعة قائلان أكشـن ، لقد شعر بعدم الراحة حين إنتبه لملامح تيد باندي على وجهي

وعلى غفلة تذكرت والدتي بلمح البصر فزيفت إبتسامة معتوهة وقلت ( سنرى .. سنرى )

لاشيئ في هذا العالم يعجبني سوى حبيبي البسيط أليكس ، إحترقت عيني بالدموع هذه الثانية لأني إشتقت إليه ، أتمنى لو كان هو الذي يجلس بجانبي الأن

( إذن ستقبلين دعوتي الان إلى فنجان قهوة ) كان سيسلك طريق غير الثانوية فتلعثمت حيث أصبحت في صراع بين أليكس ووالدتي

( لا.. نعم .. لا .. أعني لا استطيع التغيب عن المدرسة فالإختبارات على الأبواب )

إن فوت الحصص سيغضب أليكساندر ومن جهة هناك والدتي التي أكدت لي أن الأولية لجيريمي غرافل

( ليست بمشكلة ..مارأيك إذن بدعوتي لك للغذاء ؟ ولن اقبل بلا )

أومأت كألة ( الغذاء سيكون ممتازْ )

وبمجرد أن وصلنا حتى قلت ( شكرا على التوصيلة) ونزلت راكضة إلى القسم رغم أنه لايزال لدي ربع ساعة على بداية الحصة

أخرجت هاتفي بسرعة وإتصلت به ( أليكساندر ..تعال لنهرب معا فتنتهي كل كوابسنا)

( كوابسي تنتهي حين أتخلص من ازمتي المالية) قال بنبرة عالقة بين السخرية والضيق ففكرت أنه مايزال غاضبا مني ثم أي أزمة مالية ؟ هل يعقل أنه يعاني من أزمة مالية رغم المبلغ الذي يتقاضاه كل شهر ..ألا يكفيه ذلك

( إذن كيف كان الامر ؟ ) صوته كان مثل الأمواج المتلاطمة الغاضبة ، حتى جسدي إرتجف من برودته

( لقد جعلت من الحقوق موضوعنا الأساسي )

( أحسنت يا فتاتي )

عانقت محفظتي وأخبرته بتردد ( لقد تمكنت من التخلص منه الان ، لكنه سيعود ليصطحبني إلى الغذاء

( وافقتي ؟ )

إختفى صوتي تماما ، لم استطع التحدث .. بدأت عيناي تحرقانني مجددا ، كيف سأستطيع أن أفعل هذا به ..

( تاماني لست أحاسبك على شيئ ، قولي شيئا أرجوكِ )

شعرت بإستياء شديد تجاه نفسي ( أنا لا أريدك أن تظن أنني قبلت دعوة الغذاء لأسباب ما ..... أليكس ..أتمنى لو تخطفني الان )

( أتمنى لو كنت ثري ، حيث ستجد والدتكِ علاقتنا معقولة )

حركت وجهي بإنكار كلي (هل كنت ستحبني لو كنت ثريا ؟ أشك بذلكَ )

( كنت ساغرم بتلك الطيبة التي تملكينها في قلبك والتي يفتقر إليها معظم أفراد عائلتك )

فصححت له معتقده ( ليس جميعهم ..هنري طيب مثلي .. وكذلك جون لكنه لا يظهر ذلك سوى لفاني ، أليكس الأستاذ قادم )

( أوكي .. أدرسي جيداً لاداعي لاوصيك ..إتفقنا ؟ )

( إتفقنا .. ) أغلقت الهاتف حين دخل الجميع ، ولاأعرف كيف تمكنت من التركيز على شرح الاستاذ والحديث الذي يدور بين صديقاتي في نفس الوقت

يجدر بأليكساندر أن يعلم أنه من الصعب التركيز على الدرس بينما تدور أحاديث مشوقة عن أخر فضائح المجتمع الراقي خلفي

تشتت ذهني و لم أفهم شيئاً و بقيت أعد بالثواني حتى رن الجرس فودعت البنات وركضت مسرعة للخارج وحين رأيته أضيئ قلبي ، شعرت بحب عارم يجذبني نحوه كمغناطيس، كأن هذا الحب تجسد وأصبح ملموسا وصار يدفعني نحوه

وحين إبتسم قضى على ماتبقى لي من صبر لكي أتواجد في حضنه بين ذراعيه

لكن فجأة ظهرت سيارة رمادية امامي وحجبت عليا حبيبي أليكس

رأيت جيريمي عوضا عنه


اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
قديم 18-01-21, 01:12 AM   #34

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصــل 21 ~ قراءة ممـتعة

تاماني ~

( تماما في الوقت المناسب ) حدق جيريمي لي من نافذة سيارته فمشيت بحقد وصعدت بجانبه بعد أن حرصت أن أغلق باب سيارته بقوة كافية لتتزعزع روحه

حين أدار السيارة بقيت متجمدة وأنا أنظر إلى أليكساندر الذي إكتفى بالوقوف هناك متحملا رؤيتي مع شاب أخر رغما عنه ، ثم نظرت بحقد كبير نحو جيريمي لأنه السبب الثاني بعد والدتي ، أشعر أنه يجلس في روحي
طوال الطريق كان يستدير لي لثواني محاولا أن يفتح موضوعا معي لكن نظراتي المتوحشة جعلته غير مرتاحا ، إكتفيت بمراقبة السماء تصبح سوداء بسرعة وبدون سابق إنذار أضائت الدنيا حولنا ليليها إنفجار رعد عنيف يصم الأذان .. وكلانا طرنا من مقعدنا مثل الفشار

ماذا حدث للتو ؟

( يارجل ، مابكَ هل خفتَ ؟ ) كتمت ضحكتي بصعوبة بقلبي رغم أن صوتي كان ضاحكا، فنظر لي من زاوية عينيه بإرتباك

( أكره فصل الشتاء ) هز وجهه بتوتر عاجزا عن قول المزيد فعضيت شفتاي وإلتفت للنافذة قبل أن أملأ سيارته بالضحك وأخسر هبتي


في إحدى مطاعم لندن الفاخرة جلسنا في طاولة لشخصين ، فعدت لأحقد عليه بسرعة

سرعان ماحاول فتح حديث معي قائلا ( أنا من مشجعي النظام الصحي وحين أنظر لجسدك الرشيق ، أصدق انك تحبين الاكل الصحي أيضاً )

( هل رأيتني حين أكل ؟ ) سألته بفظة فإختبأ خلف المينيو قائلا بحرج ( لا )

( إذا لا تخمن عبثا ياسيد )

أخفض المينيو متسائلا سبب إزدرائي ، وعلى الرغم من التوتر الواضح في تصرفاته إلا انه راح يثرثر

وأنا فقط أومأ بقلة إكتراث ، كنت أتصفح إنستغرامي تحت الطاولة خفية حتى سمعته يقول

( بعد ان رأيتكِ .. اصبحت أؤمن بالحب ، هل تؤمنين الحب ؟ )

( هل تؤمن بسانتا كلوز ؟ ) حرفيا زمجرت على الأحمق ( هل أنت في الثالثة ؟ .. لا وجود لشيئ كالحب ..طبعا لا أؤمن به )

شربت كأس الماء دفعة واحدة وتجاهلت النظر لعينيه ..

( لماذا أنت قاسية هكذا على الحب ؟ الحب هو أجمل مافي الحياة ، إنه مايجعل الإنسان سعيد ويمنحه شعور بأنه يملك هذا العالم)

آآآآف.. بصراااحة إنه مزعج جدااا

حسنااا ، أعتقد أن هذه هي اللحظة التي سأتقمص فيها شخصية سيرافينا ، جعلت وجهي خاليا من تعابير الإنسانية ، ونظرتي جامدة ومفترسة ، إعتدلت في جلوسي حيث جعلت ظهري مستقيما وصوتي اناني متجبر ..ماأسهل تقليد عديمة القلب تلك فالمجتمع مليئ بأشخاص مثلها

( يجب أن تعرف أن المال هو السبب الوحيد الذي أستيقظ من أجله في الصباح ، شيئ أخر سيكون مضيعة للوقت ، كما ترى المال هو بحد ذاته سعادة ! .. أخشى أنني لا اؤمن بالحب .. مؤسف جداً لأننا لن نتفق على هذه النقطة)

أنهيت كلامي بنظرة شديدة الإفتخار بنفسي كما تفعل هي وقبل ان أدرك ماحدث رأيته يضع يده فوق يدي قائلا ( ساجعلك تؤمنين به ، إن أعطيتني فرصة )

إتجهت عيني للسكين الحاد اللامع أفكر أن هذه الثواني كلها مرح وتسلية لجيريمي حتى ستختفي يده اليمنى

( لا يروقني أن يتم لمسي ، أنا أعطيك فرصة لتقرر سواء أردت أن نكمل حديثنا هنا أو في الإسعافات)

نزع يده بسرعة وقد شحب وجهه ( أعتذر ..لقد تحمست)

كنت بهذا القرب لأفقد صوابي عليه ، لكني أغلقت فمي قبل أن أقول شيئا ستجعلني والدتي أندم عليه

غيرت ملامحي وجهي من السفاحة المجنونة الى طبيعتي ..إبتسمت فوق قلبي لأخبره

( أنا أنسة ذات قضايا مستعجلة ..الوقت مبكرا لي للحب ..ربما ..قلت ربما في المستقبل ، سأعطي نفسي فرصة )

( وكم هو بعيد هذا المستقبل ياترى ؟ )

(أووه بعييييد ) لوحت بيدي عدة مرات وشفتاي تتجعدان للأسفل فقام بتجعيد شفتيه مثلي ومن تعابير وجهه الطريفة وجدت نفسي أضحك

عليا أن أعترف ، جيريمي يملك هذه الهالة حوله التي تعطيني إنطباعا أنه أبله كبير ..تماما مثلي

( اوه كنت تمزحين ..لقد نلت مني ..انا أعجبك ) ضحك معي

( تتمنى! ) خرج صوتي ساخرا حيث ضاقت عيني بدون سيطرة بكل غطرسة

( لعلمك ..كل أمنياتي تتحقق ) قال بقناعة هادئة ، بحيث أصبح مرتاحا بالحديث معي

( هناك مرة أولى لكل شيئ ..مؤسف أن امنيتك هذه لن تتحقق )

( أبدو كمعجب يائس الان ) اشار لنفسه بحرج بقدر ماكان تافها فقلت وأنا أرى حدقة عينيه تتسعان خلف زجاج نظارته ( أنت تبدو أكثر مثل زير نساء )

تراجع لظهر المقعد وجعد رقبته للأعلى وهو يلتفت في كل الجهات ( أين هن النساء ؟ أنا لا أراهن .. هل يشكلن طابورا في الخارج بإنتظاري ياترى .. يإلهي ياإلهي )

كم أصبحت نبرته طريفة فضحكت أكثر.. لقد فاجئني

( ألست كذلك؟ )

( لا ..لقد واعدت فتاة واحدة فقط في حياتي ..كان ذلك في الثانوية ..وهي كانت أطول مني ، أينما رأتني تغرز أظافرها في قميصي بوحشية و ترفعني لتقبلني، أعني حتى أجد قدماي تتدليان في السماء ، جعلتني أتعرض لأزمة مراهقة ، طورت رهاب العناق )

اخذت راحتي حيث ضربت يده بدون وعيي وانا اقهقه كانني في الشارع ( أيها المسكين ) ياالهي أنا أضحك بهستيريا في مكان هادئ راقي فأصبته بالعدوة وبدأ يضحك بدوره هامسا ( كانت أمي توبخني محتارة لماذا كل قمصاني مجعدة ومقطعة .. )

تدفقت الدموع من عيني وسالت على خدي وشعرت ببالونة تنتفخ في بطني ثم تفاجئت به يتراجع بمقعده للخلف بسرعة حيث هز وجهه بطريقة بلهاء قائلا ( ربااه سيظنون أني أسأتُ لكِ و جعلتك تبكين )

( الثقة بالنفس ! كما لو سيظنون أنك تستطيع ، أنت لا تنجح حتى بإخافة طفل رضيع )

وضع يده فوق قلبه متظاهرا وكأنه تم طعنه ونظر لي بحزن وكأنه على وشك البكاء

( هل سمعت ذلك ؟ ) سألني بينما كنت أمسح دموعي فقلت بأنفس متقطعة ( ماذا؟ )

( لقد سقطت ثقتي بنفسي للتو على الأرض ..وتحطمت .. أنا أنزف )

إندفعت ضحكة عميقة من قلبي فهتفت ( زير نساء جريح ) متجاهلة إنزعاج الزبائن مني

( زير نساء بدون النساء ..بحقك ياتاماني ) شرب القليل من الماء فعدت للجدية وقلت :

( ستتغير الامور الان .. ستصبح محاميا مشهورا مثل والدك وستواعد من تريد من المشاهير )

( تملكين مخيلة سينمائية ، برأيي ستحققين نجاحا باهرا في معهد الإنتاج السينمائي والمسرح )

شبكت أصابعي فوق الطاولة بإمتننان ( آه شكرا ..أنا أحب التمثيل وصنع سيناريوهات معتوهة ..لحسن الحظ لا يوجد شيئ مثل رؤية خيالات الاخرين ) إتجه فكري بذعر لأليكس ، ساموت خجلا إن شاهد سيناريوهاتي المعتوهة

( ماهي هوايتكَ ؟ )

أخبرني بمرح معدي ( لدي شغف خاص بالغناء .. لكني مغني مريع صوتي صاخب جدا و درامي لدرجة أن جارنا ذات مرة إتصل بالشرطة ظنا منه أنني اتعرض للعنف المنزلي .. بعدها بأيام إتصل بهم مجددا وقدم شكوة إزعاج .. رغم ذلك مازلت أغني لكن فقط في الحمام .. أنا أسوء مغني في لندن )

( سيكون سرا بيننا)

( أرحتني ..أوه وصل الاكل .. يبدو شهياً ) قال بينما وضع النادل أطباق من العشب فوق الطاولة

حين نظرت للأكل الذي طلبه رأيت خضار وسلطة فنظرت إليه بخيبة .. ظننته يمزح بشأن للنظام الصحي

( علمني والدي الاكل الصحي منذ الصغر ..سأشكره حين أصل للسن الأربعين ، أنت تعرفين حين يكبر الإنسان ..وتبدأ الامراض بالظهور ..ويترهل جلدك .. عليا تجنب كل ذلك )

أومأت بإرتياب ثم سألته ( هل أكلت يوما البيتزا ؟)

قطب جبينه وكأن سؤالي غريب ليقول ( طبعا أكلت البيتزا .. كنت حرفيا أعيش على البيتزا السنوات الماضية ، أكلت كل أنواع البيتزا في العالم ..بيتزا بالجبن ، بيتزا بالبطاطا ، بيتزا بالمارشميلو ، بيتزا بالدموع ، حتى أنني أكلت بيتزا بالتراب ، يالالهول توقفي عن النظر لي كأنني غريب أطوار ) قال مجددا بملامح طريفة عمدا

( أنت تسخر مني الان ؟)

(أقسم لك أنني أكلت كل ماذكرته لك ، لأكون صريحا ،حين سافرت لأمريكا قلت نفسي جيريمي هذه هي سنواتك الذهبية لكي يتنحى " الأنا "جانبا و يتولى " الهو " الدفة ، إن لم تعش الأن فلن تعيش بعدها ، اردت ان اعتمد كليا على نفسي واستقل بحياتي ..لذا كنت أدرس وأعمل في مطعم للبيتزا مع معاتيه حولي أدعوهم أصدقائي ، التحدي كان جزء من حياتي وأنا تجاهلت بعض الانواع لكي لا أثير قرفك ..في النتيجة الإنسان يعيش مرة واحدة )

( أبهرني ) لقد اصبحت جد فضولية لأعرف

( الكلمة المناسبة هي " أقرفني" ) حذرني فوضعت يدي تحت ذقني متحمسة وبنفس الوقت أشعر بالذنب لأنني أستمتع بوقتي مع هاذا الشاب الفكاهي .. بل أدركت أنه نوعي المفضل من الأصدقاء

بدأ يأكل السلطة قائلا ( تحداني صديقي مرة لأكل بيتزا بالصراصير وأنا لا أخسر تحدي أبدا اذا .. نعم )

( أتسائل كيف طعمها ؟ ) إنكمش وجهي بقرف واضح فقطب جبينه بطريقة ساخرة قائلا ( مثل الصراصير طبعا ! )

( انت لست زير نساء ..أنت زير البيتزا ، لكن لأكون صريحة ..أكلت دعاسيق في صغري ولستُ فخورة بذلك )

( تسمين هذا إنجازا .. ماذا عن سمكة الأنشوجة نيئة بأحشاها )

( فقدت حقك على الإنتقاد حين ذكرت الصراصير ياسيد ، كيف أمكنك فعل ذلك بنفسكَ ؟ ماذا لو مت ؟ )

كان يأكل السلطة مبتسما ورفع كتفيه وكانه أمر عادي ( أعتقد أن أحماض معدتي قوية )

( إيو ..كفانا حديثا عن ذلك .. اخبرني ، هل تظنني سانجح كمحامية ؟ )

( يعتمد عليك ، إن اردت ذلك بشدة ودرست بجهد .. ستنجحين ، لكن ..كنصيحة مني حاولي ان تملكي العديد من المزايا ..مثل الصبر ..الصبر مهم جداً، فإن كنت صبورة ستستطعين التركيز جيداً ..وطبعا يجب أن تكوني مقنعة ومراوغة ..لكي تقنعي هيئة المحلفين والقاضي وترواغي هنا وهناك .. إن لم تتوفر لديك هذه المزايا فانت في المكان الخاطئ ..في التخصص الخاطئ)

( أوك ..الصبر .. التركيز .. الإقناع ، أستطيع أن أفعل ذلكَ .. خصوصا المراوغة ) بدأت أعد بأصابعي

( حاولي أن تركزي على تطوير مهارتك بإقناع الاخرين ، حتى لو كان الامر تافها..إن كانت لك وجهة نظر في موضوع ما حاولي إقناع الناس بها .. حتى لوكانت غير منطقية ! ..تدربي)

( أعطني مثالْ )

( بكل سرور ) إعتدل بجلوسه ونظر لي بوجه لطيف وبريئ وواثق ليقول بثقة تامة

( لم يكن القمر أقرب لي يوما مثلما هو الان ..وقد صدقو من قالو أنه جميل )

لقد تظاهرت أنني إنغمست معه تماما حين مد يده ليمسك يدي قائلا ( نحن الإثنان قد نشكل أحلى ثنائي ونعيش أجمل قصة حب معاً )

( حقاً ؟ ) نظرت إلى السمج وعيناي تغمضان بقرف .. هززت رأسي بمأساوية

وهو أدرك نفسه فجأة فضحك ( تبا ..لم أقنعك أليس كذلك ؟)

( ليس حتى قليلا )

كنت لأقتنع لو تحولت عينيه البنيتين الداكنتين للون الليل الجميل .. كنت سأقتنع لو طال شعره المحلوق وصار كثيفا ..لو تحول صوته المتحمس الابله إلى صوت رجولي قوي و حنون

حتى كنت سأقتنع من مجرد إبتسامة واحدة منه بدون أن يقول شيئا !

أتمنى لو كان هو الجالس معي الان وليس جيريمي

( هناك ميزة أخرى مهمة يجب أن يمتلكها كل محامي وهي الملاحظة .. وأنا لاحظت محاولتك بيأس إقناعي بأنك لا تؤمنين بالحب )

( حسنا لأكون صريحة معك يا جيريمي .. انك شاب لطيف لكنك لست الشخص الذي سيجعلني أؤمن بالحب ، لكنك نوعي المفضل من الأصدقاء )

وصلتني رسالة من أليكس يطلب مني الخروج فوقفت ( أوه يجب ان أعود للمنزل الان ..شكرا على الغذاء .. سررت بالتعرف إليكَ )

قمت فقام معي قائلا ( سأوصلك للمنزل )

فقلت بسرعة ( اوه لا أنهي سلطتك من فضلك..سوف أمر على بضعة أماكن اولا .. مجدداً ..سررت بالتعرف إليكَ)

وهربت منه قبل ان يجد لي حجة أخرى ، وقفت على قارعة الطريق ونظرت لجميع السيارت الأتية وحين ظهرت سيارتي طرت مثل الفراشة وفتحت الباب قبل أن يتوقف حتى وقفزت للداخل

( إنطلق ..إنطق ..إنطلق ) لقد عادت لي روحي الان وبمجرد إن خرجنا من هذا الحي الراقي حتى إقتربت وعانقته بقوة وتنشقت رائحته المخدرة لي

( لم أصدق متى أعانقك أخيرا )

(على مهلك يامجنونة .. أنا أسوق ) لف ذراعه حول ظهري ليجعل قلبي يتضخم حبا

( غداً عطلة نهاية الأسبوع ..يجب ان نقضي اليوم معاً ..لطالما تمنيت أن يكون لدي حبيب وأذهب معه في موعد جميل ..سيصبح ذكرى جميلة وساحكي عنه لأحفادي )

(أحفادنا ) صحح لي وهو يوجه لي نظرة ساحرة مغرية فشعرت بأشعة الشمس الساطعة تحيط بي مع أصوات ملائكية تعزف أجمل الموسيقى

( لماذا الإنتظار حتى الغد .. فلنذهب الأن ) حضن يدي التي وضعها مباشرة فوق قلبه

( أوكي فلنذهب الان في موعدنا الاول ..مهلا أوقف السيارة ..قررت أن أختار المكان بنفسي .. سأقود)

طلبت منه فتردد في ذلك ( لمالا تخبرينني بالمكان فحسب ؟ )

( هيا أليكس ..هيااا هياااا )

فركنها على جانب الطريق قائلا ( أيا كان ماتريده ملكتي )

حضوره فقط يسلبني أنفاسي ..قدت نحو أحد فنادقنا المشترك مع اللايدي هولموود في لندن وهو لم يره من قبل ، انه مبنى طويل جداً ..كنت اعرف طريق مختصر حيث تسللنا نحو المصعد الذي اخذنا للأعلى ..للسطح

( مفاااجأة ..لدي مدة طويلة لم اتي إلى هنا)

توجهت للحافة وألقيت نظرة للأسفل حيث سيارتي تبدو كلعبة من هنا ، وكم كانت الرياح باردة الطقس متجمد هنا

ألقيت نظرة على حركة المرور فكانت عادية

( ماذا تفعلين ؟ حذاري .. تعالي هنا ) سحبني لصدره برفق وعانقني بقوة قائلا بخوف

( يالك من فتاة متهورة )

جلست بجواره على إحدى الرفوف وقابلنا المنظر الرائع ..لقد طوقني بذراعه لصدره ومنحني الدفئ

( لماذا إخترت هذا المكان بالذات لموعدنا الاول ؟)

وضعت وجهي بجانب رقبته وهمست ( ماهو الموعد المثالي بدون غروب جميل )

(لكن الطقس هنا بارد ) قام بنزع وشاحه ولفه حول عنقي بلطف

( سأتحمل الطقس البارد فقط لاكون معك ..في الواقع أنا مستعدة لتحمل أي شيئ )

( أي شيئ ؟) سألني بأجمل نظرة مشاغبة نادرا ماأراها

( أجل ) نظرت لقميصه فإستغربت ( هل عدت للمنزل ؟ فأنت لم تكن ترتدي هذا القميص عندما جئت للثانوية)

( أجل ..بشكل ما عندما رحت لأملأ الوقود تلطخ قميصي بالقهوة وفكرت ..لا أستطيع ترك زوجتي المستقبلية تراني هكذا)

ياإله السماوات والأرض !!

شعرت بقلبي يذوب ( هل عنيت ذلك ؟ هل حقا ستجعلني زوجتك ؟)

( أخبرتك أنني لن ألهو بمشاعرك ، وإن قبلت أن أواعدك فذلك لانني حقا شعرت بحب خالد نحوكِ
حب لم أشعر به من قبل تجاه أحد )

( هل تعدني ياحبيبي ؟ ) لا شيئ في العالم أريده أكثر من أصبح تاماني ستون

( أنا أعدك ..ذات يوم سأجعلك زوجتي ، وسنعيش معا حتى نرى أحفادنا .. وستحكين لهم كيف تعرفنا وكم نحب بعضنا )

( يااا ه يستحسن أن اكون أنا هي زوجتك أو ... ) توقفت عن الكلام لأنه قاطعني بتسلية

( أو ماذا ؟ )

وقفت وضعة يداي فوق خصري وقلت لأغيظه ( أو تزوجت من جيريمي غرافل ..)

وقف وإقترب مني أخذا نفسا عميقا ( كم انت كوميدية ..أنا حقا أرغب بفقع عينه ) أصبح يصر على أسنانه فجأة وكأنه على وشك الخروج على طوره

( كم تصبح مثيرا حين تغار عليا ) كانت عيناه تستقران على شفتاي ، بدأ قلبي يخفق بسرعة وأوشكت أن أغمض عيني لأحصل على قبلتي إلا أن هاتفي رن معلنا عن وصول رسالة

وصلتني رسالة نصية فقرأتها ( إشتقت إليك مسبقاً ) من جيريمي

( من ؟ ) تجمدت حين سألني وقلبت هاتفي لكنه كان أسرع حيث إنحنى لمستواي

( دعيني أرى ) خطف هاتفي وألقى نظرة وذلك كان يكفي لكي يظلم وجهه

( بمناسبة الحديث عن جيريمي غرافل ) نطق إسمه بطريقة مخيفة

( حبيبي الغيور ) همست محاولة ان الطف الجو فإذا به يشدني من رصغي بقوة ( أتسائل ماذا فعلتِ لكي يشتاق إليك الإبن غرافل بهذه السرعة ؟)

( فعلت ماأجيد .. لقد حاولت مناورته لكي يظن أنني لست الفتاة المناسبة )

( هل تزيفين الحقيقة عني الان ) قال والغضب يتصاعد بداخله ، تشكلت ضبابة في عينيه جعلته قاسيا ، حاولت أن أسحب يدي فقمت بدورتين لينتهي بي الأمر ملتصقة بصدره ويدي مكبلة خلف ظهري ، أشعر بأنفاسه الهمجية على وجهي فقلت بفزع ( أنا أخبرك بالحقيقة الحقيقية )

(ماذا عن الجزء الذي سيجلب لك صداع الرأس ؟ )

ظل يضغط بقوة على رصغي فخشيت أن يعرف أني بشكل ما إستمتعت بالثرثرة مع جيريمي

( إعترفي ) صرخ فقلت مثل الروبوت (لقد كان الامر مثل التحدث مع نفسي في المرآة
إنه أبله كبير ..لقد أخبرني أنه أكل بيتزا بالصراصير وأنه مغني مريع وأنه كان يواعد فتاة أطول منه ثم كلانا ضحكنا عليه ..يااأليكس انت تؤلمني )

خفف قبضة يده ودفعني عنه حين أدرك نفسه فجأة ، لكني عدت إلى حضنه بسرعة وعانقته بتملك ، وضع يديه خلف ظهري ليردد بنبرة حنونة ( أسف حبيبتي ..لا أستطيع رؤية أحد غيري قريب منكِ، كان يفترض ان تكوني معي في ذلك الموعد ..لماذا أقحم القدر هذا المحامي بيننا ؟ )

تنهد بحسرة بعدها

( يستحيل ان تأخذني والدتك على محمل الجد ، إنها نفس القصة الكلاسيكية ، أنتِ إبنة الأغنياء وأنا الشاب الفقير ، لاأملك المال لكي أشتري لك أفضل الشقق ..أو لأشتري لك أفضل الازياء والمجوهرات.. ولا حتى لأخذك في جولات حول العالم ، وأكره حقيقة أنني أواعدك سرا وكل شيئ من حولي يجعلني أشعر بالخوف والغضب )

إحتضنت وجهه بيدي بحب أعمى( أليكس .. حبك ووفائك يكفيان ، أنت تجعلني سعيدة ، غاية في السعادة .. حتى لو لم تكن تملك قلعة ..وإمبراطورية ..وجنود .. في نهاية اليوم أنا سأظل أحبك يا ملكي العزيز )

( قد لا أستطيع تحقيق كل أمنياتك ، لكنني سأجعلكِ مستقلة بحياتك كما أردت دائماً )

( فات الاوان على ذلكَ ) كتمت إبتسامتي وهو لم يفهم قصدي فشرحت له ( لا يمكنني ان أكون مستقلة ، لأنني صرت مسجونة خلف قضبان قلبكَ ..صحيح ؟)

( أمل ذلك ) إبتسم فتركته وبدأت أدور من حولي بهدوء فاتحة ذراعي في الهواء وأتخيل

( خلف قضبان قلبك يوجد مساحات شاسعة لا نهاية لها من الحب والحنان والإهتمام ، يوجد كل ما أردته في حياتي.. وأنا أريدكَ أن تبقيني سجينتك إلى الابد ..لأنه يروقني الامر ..أريد ان أعيش بقية حياتي هكذاَ أشعر بحبك وإهتمامك ووفائك ، معك أشعر بانني حرة ، كن ملكِي إلى الأبد)

رفع حاجبيه بجاذبية هامسا ( الملك سيقف دوما بجانب ملكته )

شعرت كأنه تأثر بكلماتي مثلما تأثرت أنا ..فلم يستطع ان يقول أكثر من هذاَ

أمضينا بقية اليوم معاً وراقبنا الغروب الجميل وفي طريقنا للبيت وصلتني رسالة أخرى من جيريمي يدعوني غدا لأرافقه إلى أكل البيتزا فأرسلت هل رسالة كتبت فيها أنني لا احب البيتزا خفية عن أليكس

جيريمي حقا لطيف ..لا أريد أن أعطيه أملا

( أراك بعد العشاء ) أومأ و دخل لغرفته وفعلت أنا المثل ،وجيريمي السمج واصل بإرسال الرسائل النصية مثل لا يمكنني التوقف عن التفكير بكِ ..أو مثل أود رؤيتك الأن

لقد فوت ملاحظة أنني حقا سفاحة مجنونة غالبا

رسالة وصلت للتو ..كتب فيها بيت قصيدة رومانسي ، لااا هذا كثيرا .. هل يريدني أن أقاضيه

إنه لا يعرف أنه يتغزل الان بحبيبة شاب غيور لا يخيفه شيئاً ..وهو مستعد لإبقاء ملكته آمنة مهما كان الثمن

ضحكت على نفسي لأنني كنت مجنونة سابقا ..والحب جعلني اجن اكثر ، لن أجعله يعيش هذا اليوم مجددا ، هو لا يستحق ذلك

و جيريمي حقا شخص لطيف وأنا لا اريد ان أؤذيه وبالتأكيد لا أريده أن يحبني ..فكرت إن كتبت له رسالة نصية الان وأخبره بحقيقة مشاعري فسيتفهم الامر

لكنني لا أريد ان المخاطرة فهاتفي مراقب ..لاأعرف قد يقرأ شخص ما الرسالة وينتهي أمري

لذلك يجب ان اخبره بكل شيئ في رسالة خطية وسأرسلها له بالبريد لأن ذلك سيكون أسهل من الإعتراف له شخصياً

أحضرت ورقة وقلم ورحت اكتب

" هاي ياأكل الصراصير

أجل لست جريئة لاخبرك هذا وجها لوجه ..لكن عليا ان أخبرك بطريقة ماَ
لا أعرفك جيداً ..لكن أحسست بأنك شاب لطيف ذو قلب رهيف وأنا لا أريد
أن أخدعك بأي شكل من الأشكال أو أخدع نفسي .. لقد رواغتك ..أنا أؤمن
بالحب وأنا أعيشه حاليا مع شخص اخر ، الان أنت صرت تعرف بسري ، أعتقد
ان إصرار والدتي القوي بان تجمعنا معا هو من جعلني أذهب معك في موعد
لكن لا أستطيع أن أفعل ذلك مجددا .. لا أستطيع أن أؤذيك ..ولا أتحمل أذية حبيبي
أرجوك تقبل إعتذاري ، كل مايستطيع أن يجمعنا هو الصداقة ، أتمنى لك حياة صحية رائعة

أكلة الدعاسيق"

ممتاز .. وضعتها في ظرف صغير وكتبت (إلى جيريمي غرافل ) و كتبت العنوان ، سأقوم فقط بإرسالها في البريد ..بالأحرى سأضعها في علبة البريد الان

بطريقي للخارج تصادفت مع سيرافينا التي تبدو جميلة جدا كعادتها فقلت ( مساء الخير أختي )

كنت ساكمل سيري لكنها توقفت فتوقفت لا إراديا ، قالت بصوت صخري ( أريد ان أكلمك تاماني ..تعالي لغرفة الجلوس)

آآآه ياإلهي .. بدأت تسير فدرت حول نفسي في حلقات ثم وضعت الرسالة داخل إحد الكتب فوق المنضدة ولحقتها برعب

( نعم أختي ؟ ) حبذا لوكانت بمفردها ..فاني هنا ووالدتي هنا .. وكلارا هنا،يشربن القهوة بدون دعوتي

( هل هناك إجتماع ما يجري هنا لنساء العائلة؟ ) حاولت أن أبدو طريفة

( لا يا تاماني ) قالت فاني بإبتسامة متوترة فعرفت أنني ميتة الان

( هل كل شيئ على مايرام ؟)

( أنتِ هي الشيئ الوحيد في هذا البيت الذي ليس على مايرام ) قالت أختي الصغرى بعد ان رمقتني بإحتقار ، ثم وقفت وسارت بإستقامة حتى وصلت لي لينكمش وجهها بقرف ( هل نظرت لنفسك في المرآة مؤخراً ؟ أنت مثيرة للشفقة )

وغادرت تتمايل مثل والدتي

( جديا والدتي ألن تطلبي منها أن تحترمني ؟ أنا أكبر منها ) إنزعجت جدا فتفاجئت بوالدتي ترمقني هي الاخرى بنفس النظرة

( تاماني .. تصرفاتك لا تشجعني على أن اطلب من احد إحترامك حتى لو كانت كلاراَ )

( ماذا ؟ ) إنفعلت بصوتي فهزت فاني وجهها مشيرة لي بان أهدأ

( ماذا فعلت الان ياوالدتي ؟ )

رفعت سيرافينا صوتها وزوايا فمها ترتعش ( سأخبركِ .. لقد أخبرت جميع من في الشركة أنك ستحضرين اليوم ، كنت سأقدمك لهم ..لكن للأسف أنت لم تظهري قط)

كم هي مغتاظة جدا مني ، كم هي شرسة معي

( حقا.. لم أتي لأنني لم أعرف ، جديا لم اتلقى أية رسالة) إلتفت لوالدتي لعلها تطلب منها الهدوء لكنها إكتفت بأخذ رشفة من القهوة بوجد جامد، وهي تحرك وجهها موافقة إبنتها الكبيرة ليتحرك قرطها الألماسي الطويل

( لقد سئمت وإنتهيت من أعذارك السخيفة ) نزل صراخها عليا كصاعقة من السماء فإنطويت حول نفسي لأنها لا تعطيني أي قيمة ، تصرخ عليا وكأنني في التاسعة

( جديا أختي ..أنا لم أعرف ، لا أحد أخبرني ، كيف سأتي إن لم أعرف ؟ )

وقفت وهذه المرة تحدثت لي بنبرة منخفضة لكن حادة جدا وقاسية ( يالك من كاذبة لكنت صدقت هذا الوجه البريئ لو لم اكن أنا التي أخبرتك شخصيا حاولي التذكر ياأختي العديمة الفائدة ..في باريس حين كنا نتناول العشاء ، السابع عشر من جانفي ، كوني في الشركة لانني سأقدمك للجميع وبمن فيهم المستثمرين ...لكنك لم تأتي ، أنت لم تأخذي طلبي على محمل الجد ..لماذا تاماني ؟ لماذا تفعلين هذا بنا ؟)

( لقد نسيت .. آآه أنا حقا أسفة ، أجل لقد تذكرت الان ، أنا أسفة أختي ..إنشغلت بالتحضير لإختباراتي وذهب الامر تماما عن بالي)

( توقفي عن قول آسفة ..فهي لن تساعدك على تخفيف عقابكِ ) تحدثت والدتي أخيرا بلهجة تستعملها فقط مع أي أحد يعمل لديها

( لا أصدق انك ستعاقبينني فقط لمجرد أنني نسيت)

( أسبوعين .. سأقطع كل بطاقاتك الإنتمائية ، وأنت ممنوعة من الخروج سوى للمدرسة)

( أسبوعين مدة طويلة ياوالدتي ..أنت تظلمينني أنت ماهرة فقط بمعاقبتي أنااااااااا )

صرخت بوجهي بوحشية ( ثلاثة أسابيع ..كلمة واحدة إضافية منك وسيصبح شهر )

فإلتفت لأغادر لكنني توقفت عند السلم حين سمعت سيرافينا تهدد ( أقسم إن رسبت هذا العام أيضاً سأسجنها في غرفتها بحيث لن ترى ضوء النهار مجددا .. وسأحرص أن ينتهي بها الأمر كزوجة السيد جاكسون ، عرفت أن الرجل البائس قرر أن يستقر وأعرف أنه معجب بها ..فهو ينجذب للمراهقات الخاضعات قليلات العقل وعديمات الفائدة مثلها )

سمعت أمي تقول لها ( هذه فكرة مناسبة ياعزيزتي سيرافينا ..في حال فشل مشروع جيريمي غرافل، السيد جاكسون سيكون فرصتي الأخيرة معها ، إنه مناسب لأنه يقيم في مكان بعيد عن هنا حيث سأنتهى من مشاكلها لمرة واحدة للأبد )

أكملت طريقي وعيوني تدمعان ..ركضت لغرفتي وبكيت حتى جفت دموعي .. هي ماهرة فقط بمعاقبتي ..لم أرها قط تعاقب سيرافينا أو كلارا ..أو احد من أولادها

ماذا فعلت لها ؟ بماذا أذيتها لكي لا تحبني هكذا ؟ لماذا والدتي لا تكترث لمشاعري ؟ لماذا كان عليها ان تكون والدتي على كل حال

فتاة بعمر الزهور مثلي تريدان إعطائها للسيد جاكسون الذي بعمر والدي فوق ذلك هو سادي متوحش

أدركت بشكل قاطع أنني لا أحد بالنسبة لهما ، مجرد عبئ تريدان التخلص منه سريعا

لم أنزل للعشاء معهم ..وهم لم يطلبو حضوري ، غسلت وجهي جيدا ووضعت مساحيق التجميل لكي لا يكتشف أليكس انني كنت ابكي

لا اعرف كم من أسبوع ستعاقبني حين تعرف أن علاقتي مع جيريمي لن تنجح مثلما أرادت

أأأأأآآآآآآآآآه الرسالة

لقد تركت الرسالة في الأسفل ، جعلتني حقا بدون عقل ! ركضت وأنا اكاد أفقد توازني

( على مهلكِ ) امسكني أليكس حين ظننتني سأسقط سقطة مؤلمة فوق السلم

( إلى أين ؟ ) سألني فلم يكن آمنا أن أخبره هنا لذا ادخلته لغرفتي وقلت له بخوف

( عليا أن أجد الرسالة قبل ان تجدها ماديسون)

( أي رسالة ؟ )

( أنا أرفض أن أكمل مسرحتي مع جيريمي وأراك تتعذب بصمت ، لذلك قررت أن أكتب له رسالة وأعترف له بالحقيقة ..كنت سأرسلها له بالبريد ثم طرأ شيئ فوضعتها داخل إحدى الكتب فوق المنضدة ..ونسيتها تماما ، ماديسون معتادة أن تنظف المنزل ليلا )

( فعلت ماذا ) قاطع كلامي السريع وهزني ( لماذا لم تستشريني قبل ان تكتبي هذه الرسالة ؟ لماذا لم تطلبي رأي أولا ؟)

( أليكس ..عاتبني لاحقا ، والان علينا أن نجد الرسالة ) سرت خطوة نحو الباب فأمسكني وأعادني إليه ، نظر لي مليا ثم سألني بهدوء

( من أذاك ؟ من جعلك تبكين ؟ )

( من غيرها ؟ )

إستسلمت وعانقته باكية ( لقد قامت بمعاقبتي لثلاثة أسابيع لأنني نسيت أن احضر الإجتماع الذي عقد اليوم في الشركة ، كانت ستقدمني سيرافيناَ لهم .. لقد نسيت .. هل تظن ان هذا عادل ؟ )

( لا ..إنهم لا يعرفون قيمتك ياحبيبتي ..لكن تذكري كلامي ..ذات يوم سيعرفون ، وحينها..سيكون الاوان قد فات ، لأنك لن تعودي بحاجة لهم )

سقطت دموعي مجدداً وتمسكت به لأنه الوحيد الذي يهتم ( سيرافينا أقسمت أن تسجنني في المنزل أو تزوجني رغما عني للسيد جاكسون إن رسبت مجدداً)

( مجدداً ؟ ...لن أصدقك)

تراجعت قليلا لأرى كم هو قلق عليا ، بل بدى حانقا من أجلي فأخبرته ( لقد إضطررت للتغيب عن الكثير من الحصص حين توفي جدي ، وإستغرق تسجيلي بمدرسة جديدة وقتا طويلا ..وعلى إثر ذلك قرر المدير أن أعيد السنة ، أليكس ..سيرافينا ووالدتي تريدان ان ترسلاني بعيدا )

ربت على شعري قائلا ( لن يحدث ذلك .. أنت ستنجحين وستلتحقين بالجامعة ..فقط إصبري قليلا حتى أوفر بيتا وأستقر ..سأخذك من هنا )

( حقا ؟) شبكت أصابعي لصدري غير مصدقة ، وشعرت بدموعي تتدفق على خدي

( لأخذتك الان لو إستطعت ) مرر أنامله على خدي ليمسح دموعي الحزينة ، أرى كم حزن لحزني ..كم أنا مفتونة به ولا أستطيع العيش بدونه

( أذوب فيك مثلما الايسكريم يذوب في الشمس ) أخبرته فإبتسم بسرعة وقام بإخفاض وجهه لي شعرت بدغدغة لحيته على وجهي وأنفاسه الدافئة على رقبتي ثم إنتفض جسدي

فشهقت بصوت عــالي ( الرسالة ..الرسالة)

إتجهنا بسرعة الى الأسفل ثم إختبات أنا لان ماديسون كانت تحوم هناك وهي معجبة به

ظل يتكلم معها وهي راحت تضحك بطريقة غبية وفجأة ذعرت حين لم أرى تلك الكتب هناك

( إسألها أين وضعتها وإياك أن تنظر إليها ) تمنيت أن يقرأ شفتاي ، عاد لي سريعا وأمسك بيدي

( قالت أنها وضعت الكتب مؤقتا في غرفة هنري ، أتمنى أن لا تكون غرفته موصدة )

( لا تقلق ..لم تشكل الأبواب الموصدة أبدا مشكلة لي ) أخفض وجهه مستغربا وفضل ان لا يقول شيئاً ، غرفة هنري كانت قريبة مناَ، لكن الظلام حالك هنا

( هذه هي غرفة هنري ) همست وأنا حاول فتح الباب فكان موصد كما توقع تماااما

(لا تقلق ) نزعت مشبك صغير من شعري وبعد ثواني فتح الباب

( من بعدكِ حبيبتي ) قال مشيرا للداخل لكن الظلام كان حالك جداً ولايوجد مصباح
لم أكن مستعدة لأدخل أولا فإقترحت عليه أفضل حل

( أدخل أنت وإبحث عن الرسالة ، سأقف هنا وأتاكد أن لا أحد قادم)

فدخل وأنا بقيت أقف قرب الباب حين سمعته يقول ( الظلام حالك لا أرى شيئاً )

هاتفي كان يتوفر على ضوء قوي فتقدمت وأعطيته إياه وبمجرد أن وجهه للأمام حتى وجد نفسه وجها لوجه مع تماثيل الجماجم الخاصة بهنري

( اللعنة ! ) لقد قفز للخلف وكأنه رأى شبحا فتجاهلت ذلك وعدت لأحرس الباب

( إبحث عن الكتب )

كل مكان كان يوجه نحوه ضوء الهاتف كان يجد وجوه جمجمات .. مرسومين على الجدران ، مطرزين على أغطية السرير وموجودين فوق المنضدة

لم أستطع رؤيته جيدا لكنه كان يتفادا لمسهم وكذلك هيكل الهظمي لرأس الغزال الميت المعلق على الجدار

هو لم يذهب لتلك الناحية قط

ومن مكاني أغلقت الباب ونظرت إليه بذهول ( هل أنتَ خائف ؟ ) سألته لأتأكد فنظر لي بعدم إرتياح

( آآآآنــــــتَ خآآآآآآآآئــــِــفً!!!) توجهت إليه وأنا أضحك بجنون وأشير إليه ( أنت خائف من الجماجم ..انت فعلا تملك نقطة ضعف .. )

قال ناكرا ( أنا لست خائف ..لكنني غير مرتاح بالتواجد بغرفة أشبه بمقبرة ..وكأنه ستقام جلسة إستحضار أرواح هنا ، أو طرد شياطين وماشابه )

( إسترخي حبيبي ..هي مجرد أعمال فنية ، هنري يجمعها ..إنه يملك حس فكاهي مظلم )

( جدي رسالتك في الحال.. لأنني لن اضيف ثانية هنا )

أعتقد انه لم يستطع أن يتنفس فأخذت هاتفي ورحت أبحث في كل مكان ولم أجد الكتب ..لكنني بشكل ما وجدت دايفي ..ياإلهي إنه حقا دايفي

الهيكل العظمي الذي كنت أتسلل لغرفة هنري فقط لألعب معه حين عدت لهذا المنزل ديفي كان أول صديق لي وأتذكر انه كان أطول مني بكثير ..الأن نحن بنفس الطول

إنه لا يزال يرتدي قبعة الساحر السوداء التي وضعتها له أخر مرة ..وكان ذلك قبل سنوات

حملته وتوجهت لأليكساندر وأنا أكتم ضحكتي بصعوبة ( حبيبي ..ألقي التحية على صديقي القديم دايفي)

( دايفي ... ؟ ) نظر لي مستغربا فرفعت الهيكل العظمي ووجهت له الضوء ، ولاأصدق كيف تجمد مكانه ..

( ياإلهي أليكس ) بدون سابق إنذار تراجع للخلف كأنه أغمي عليه، توقف عن التنفس وشحب وجهه ..حين تأكدت بانه بخير إنفجرت بالضحك

( لماذا خفت من دايفي ..إنه مسالم وصديق رائع )

نفض سترته بضيق ( هذا جنون ..لا أحب هذه الأمور .. أتعرفين ماذا ؟ هذه الغرفة تشعرني بالقشعريرة والدوار .. ولن أشعر بالإرتياح مجددا في هذا المنزل ودايفي متواجد فيه ، أعني جديا..أنتم تملكون أشياء غريبة تعيش هنا .. )

( خذ إستراحة .. دايفي مجرد تحفة فنية أخرى من مجموعة هنري )

( او هو هيكل هظمي لجثة شخص ما أنت تجهلين إسمها الحقيقي .. تحللت وبقيت عظامه بحق الجحيم .. كيف إستطاع أخوك أن ينام ليلا هنا برفقة عظام الموتى)

وضعت ديفي فوق السرير وأجبته ( عادي أعتقد .. في بعض الأحيان ..ديفي كان ينام بجانبي
أيضاً )

( لقد إنتهيناَ ) رفع ذراعيه بإكتفاء ، رأيت كم هو خائف ففتحت ذراعي وعانقته كما يفعل لي

( لا تخف من الموتى والأشباح ياحبيبي ..سأحميك )

( أرجوك جدي الرسالة ودعينا نخرج من هنا ) طلب مني فأشفقت عليه ( اظنني رأيت شيئا تحت السرير )

إنحنيت فوجدت الكتب ..و الرسالة

لقد نجوتْ

أغلقت الباب وعدت لغرفتي انظر للرسالة بإرتياح حتى إختفت من يدي

( أليــــكس!! ) تذمرت حين خطفها مني قائلا ( أود أن أعرف ماذا كتبت فيها)

( الحقيقة ! ) قلت له بإختصار

( هذا لأنك إما بريئة جدا او غبية جداً .. كيف تخاطرين بهذه الطريقة بفضح علاقتنا )

ظل يقرا ويتكلم معي في نفس الوقت وحين إنتهى مزقها لقطع صغيرة قائلا بإشمئزاز ( أكلة الدعاسيق؟ أخبريني أنها مجرد إستعارة )

( لا تسألني أبدا على هذا الموضوع ..أبدا ، لكن دفاعا عن نفسي كنت صغيرة و محبة للإستكشاف و جائعة ولا أستطيع التمييز بين الدعاسيق والتوت ..هذا كل ماسأقوله لك .. تغلق القضية )

هز وجهه بإكتفاء مني قبل أن يقول ( عودة للموضوع)

رفعت وجهي للسقف بحيرة وتذمرت ( ماذا يجدر لي أن أفعل الان ؟ أنا حقا في ورطة من أمري)

( أفضل طريقة لإخبار الاخرين بالحقيقة ..أحيانا تكون وجه لوجه ، في حالتك ليس لديك خيار اخر ..أنت محامية مستقبلية ، لايمكنك أن تختبئي خلف رسالة خطية ..إذهبي لجيريمي وأنظري في عينيه ..كوني جريئة وأخبريه أن علاقتكم المدبرة لن تنجح.. لانك تحبين شخصا غيره .. إن كان حقا لطيف مثلما كتبت سيتفهم الامر وسينسحب)

( سيفعل ذلك ..إنه طيب مثل والده ، لكن المشكلة كيف ستكون ردة فعل والدتي حين تعرف أنني وجيريمي لن نكون اكثر من أصدقاء )

( ستعاقبك ..فهل تعرف والدتك أمرا غير هذا ؟ )

( ستزفني الى السيد جاكسون ) همست برعب

(لن تتمادى ) رفض التصديق، ربما لأنني أنا لم أكن مقنعة بكلامي ( ماذا لو تمادت ..ماذا ستفعل ؟ )

دحرج عينيه الجميلتان نحوي بسحر ( لن أخطفكِ ياتاماني ..)

(سأقفز من الجسر ) أكدت له فعانقني وقبل وجنتي ( والدتك قالت ذلك بسبب الغضب فحسب ، كل ماتستطيع فعله هو معاقبتك كالعادة )

كان محقا وكلامه أحزنني كثيراً فوالدتي لاتحبني وهي تعاقبني في مطلق الأحوال ، لهذا خطرت عليا خطة لأجعلها تنسى كليا هذا المشروع ..وعلى جيريمي أن يساعدني فيها .. أمل


اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 12:04 AM   #35

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 22 / أليكساندر

( لقد إسترعى إنتباهي تغيير في تصرفات إبنتي مؤخراً ، حسب كلام الأساتذة هي أصبحت مهتمة أكثر بدراستها )

وقفت منتصب القامة ، أشبك يدي خلف ظهري بين الباب والمكتب ، قيد التحقيق من طرف اللايدي سيليستيا ( نعم سيدتي ، الأنسة تاماني تريد جعلكِ فخورة بها )

هزت رأسها بعدم إكتراث وكأن ذلك أخر همها ( طبعا الدراسة مهمة جداً بالنسبة لتاماني ، لكنها ليست بأهمية جيريمي غرافلْ )

مررت يدها عبر شعرها المربوط للخلف بينما صارت ملامح وجهها متشددة ( بالمناسبة ..لقد عاقبت تاماني لمدة ثلاثة أسابيع هل أخبرتك ؟)

( لا ..لكني سمعتها تفقد صوابها وتهدد بأنها ستقفز من أعلى الجسر ) حافظت على خلو وجهي من أي تعابير وثبات نظراتي الجامدة و إستقرار نبرتي على الحياد

( وهل قامت بذكر جيريمي غرافل ؟ ) وضعت يدها تحت ذقنها ، عينيها أصبحتا عميقتان جدا ومستجوبتان بحيث لم أرها تطرف ، فيهما سلطة جبارة تجعل الشخص يعترف بالحقيقة كما هي عبر إخافته

( ليس لي ، لقد سمعتها تتحدث في الهاتف عنه ، قالت بأنه مغرم بحياته المليئة بالمغامرات والأصدقاء حول العالم ، وقالت أن ردة فعله كانت غريبة قليلا حين سألته عن رأيته حول الإرتباط ..أخبرها أنه سيعود لأمريكا ويصبح قاضيا و أنه ليس متحمسا أبدا للإستقرار)

جعلتني أحفظ هذه الكلمات عن ظهر قلب، ثم جعلتني أقوم أتدرب على جعل صوتي خاليا من العاطفة ،لأبدو كأنني أتحدث عن مجرد فتاة مزعجة ، وفعلا تقلب وجه اللايدي سيليستيا وكانها تلقت صفعة على فمها

( ليس متحمسا للإستقرار ! ) كررت بفزع ، بدت الصدمة جلية على وجهها فوقفت وهي تمرر يدها فوق المكتب كأن غشاوة أصابت عينيها ومنعتها من رؤية هاتفها ،وبمجرد أن وجدته حتى بدأت تمشي نحو الباب فتراجعت وفتحته لها مخفضا عيني للأرض

( لم أضع هذا الأمر في الحسبان ..يجب أن اتحدث عاجلا مع سيرافينا ) خرجت مشوشة الذهن وسرعان ماإختفى صوت كعبها العالي فتوجهت مباشرة للطابق الثالث ودخلت لأجدها مستلقية السرير، تلف جسدها ببطانيتها الرقيقة ، شعرها يغطي معظم الوسادة ،رفعت يدها في الهواء بمجرد أن شعرت بحضوري وإنتظرت بقلة صبر متى أصل لأمسكها

كانت أبواب الشرفة مفتوحة لأنها تحب سماع صوت إرتطام المطر على السقف وتحب أكثر سماع صوت فاني تغني بألحان هندية تهدئ البال ... لكن الغرفة أصبحت سيبيريا

أغلقت أبواب الشرفة وأقفلت الستائر ثم جلست بجانبها

( هل إنطلت عليها ؟ ) لفت ذراعها حول خصري بعد أن وضعت وجهها فوق صدري وعينيها مغمضتان

( قليلا ، متى ستخبرين جيريمي بالخطة ؟ )

( الـيوم ) همست بتثاوب وتكورت أمامي مثل القطة مستعدة للعودة إلى النوم ،فسحبت الغطاء منها ( إنهضي إيتها الكسولة ..إنهضي هيا .. أغسلي وجهكِ )

( لا أستطيع الخروج فأنا معاقبة )

( من قال أنك ستخرجين ؟ .. الإختبارات ستبدأ الأسبوع القادم ..ولديك فقط يومين لتذاكري)

رفعت وجهها النائم ببطئ ، بينما ماتزال عينيها مغمضتان ( مهلا ..هل تقصد اني سأبقى هنا وأدرس طوال اليوم ؟ )

( لماذا انت متفاجئة ) مررت ابهامي حول رموشها الكثيفة ( ماذا إتفقنا ؟ أنت ستكونين الاولى )

تكمش جبينها بينما فتحت عنيها بصعوبة قائلة ( لا تعلق عليا أمالا كبيرة ياأليكس ..فإن درست بجهد وعصرت مخي فأنا لن اتجاوز علامة حسن)

( سنرى بشان ذلكَ )

أحضرت لها القهوة ووضعت كل كتبها والدروس فوق سريرها ..و قررت أن نبدأ بالرياضيات لانها أصعب مادة لها والأولى التي ستمتحنها

جلست أقرأ ماذا يوجد حيث رأيت تشابه كبير في دروس أرون ..وهي جالسة بجانبي وتضع رأسها بكسل على كتفي لتسألني غير مصدقة ( هل حقا سنبدأ بالرياضيات ؟ )

غمغت تحت أنفاسي: ( أجل )

تنهدت بنفس ثقيل وكأن سندان يجثم فوق صدرها ( إن كنت ملك غوندور والرياضيات كانت ساورون وأنت قررت ان تذهب وتحاربه بدون جيملي ، ليغولاس ، أراغورن ..ماكان إسم البقية ؟ ..أياكان، سينتهي الأمر عليكَ ، الأورك سيبرحونك ضربا وساورون سيضحك شامتا )

( أوكي ... لا افهم تماما وجهة نظركِ؟)

إنزلقت ذراعها التي كانت تسند بها نفسها من ظهري فسقطت بخفة على ظهرها و نظرت للسقف متمتمة ( الشوكولاطة ، نوتيلا ، كيت كات ،مارس، أم أند أمز ، غلاكسي واللائحة طويلة ،أحتاج للشوكولاطة مثلما الملك يحتاج لجنوده )

( سأخرج حالا لأشتري لكِ ) ثبتتني بسرعة مكاني ولمعت عينيها بشقاوة ( يوجد في غرفة كلاراَ)

مر جسدي بقشعريرة وكأن كرة ثلج وضعت في قفص صدري بمجرد أن تذكرت غرفة هنري ( لن ادخل لغرفة أي من إخوتك مجددا، وخصوصا تلك الاخت كلارا ..إنها مريبة والله وحده يعرف ماذا سأجد هناك )

إنفجرت بالضحك وجلست على ركبتيها لتقابلني ( لقد كنت امزح ..لدي بالفعل شوكولاطة حقا )

( ألا تخافين أن تكتشف والدتك ذلك ؟)

تحررت من النعاس لتقول بصوتها الحيوي ( الشوكولاطة بالنسبة لي كالمخدرات ، إن لم أتناولها فلن أتمكن من التعامل مع والدتي حتى ، ومثل اي تاجر المخدرات.. أنا أخفي سلعتي بمكان آمن)

( أين ؟ ) أثارني الفضول

( في المكان الذي لن يطرا بالها قط ..وإن وجدتها ماديسون بالصدفة فهي لن تشك أبدا .. )

فقلت مبتسما ( أتخفين مخدراتك في غرفتي )

( سأعود ) ذهبت تسير بترنح فأدركت أن جسدها لم يستيقظ بعد

وعادت بإبتسامة عريضة وهي تخفي الشوكولاطة بجيوبها ، فرحت أشرح لها ببطئ واحاول تبسيط الامور لها لاقصى حد وبعد عشرة دقائق مطت شفتيها بدلال ، كان صوتها أنثوي جدا وناعم وهي تتحدث ببطئ ( أنا أشعر بالإرتباك بعض الشيئ الان )

( الامر ليس صعب مثلما تتخيلين ..كل ماعليك فعله هو إيجاد قيمة إكس )

تنهدت مرة أخرى بيأس ( لا أستطيع حتى إيجاد طريقي للسلام الداخلي )

( المزيد من القهوة ..) جعلتها تشرب القهوة لكي تستيقظ كلياَ ولكنها فقط أغمضت عينها فشعرت أنها ستعود للنوم بأي ثانية

( تاماني ..حاولي معي ، الامر ليس بهذه الصعوبة )

أعرف أنها تتدلل ليس إلا ، أعني هذه رياضيات بسيطة ..ليست معقدة

( حبيبتي .. ملكتي ) إقتربت منها حتى صارت شفتاي تلامسان عينيها ( أحبكِ ..أنا حقا أحبكِ ، وأحب رؤيتك تنجحين في دراستكِ ! ) همست فشعرت بدغدغة خفيفة جعلتها تبتسم ، لكن هذا لم يكن كافيا لتنهض ، هي أغمضت عينيها أكثر ففهمت ماأرادت

أطبقت يدي على أنفها النحيل بقوة وجذبتها فإختفت إبتسامتها فجأة ، جلست بإعتدال وفتحت فمها موجهة لي نظرة الجراءة خاصتها

( بما أنني نلت إنتباهكِ أنسة تاماني ، هلا وجدنا قيمة إكس ؟ )

( حسنااا ) إحمرت بسرعة غير مصدقة أنني فعلت ذلك بها

وضعت ذراعي حول خصرها لكي أمنعها من الإستلقاء مجددا ، ثواني حتى تجاوزت إستيائها ووضعت رأسها على كتفي ، رحت أشرح لها بالتفصيل الممل ، وهي تطلب مني أن أعيد كل دقيقة ، لاحظت أنها تنزلق بهدوء حتى أصبحت أرى شعرها الأشقر المجعد بدل الكتاب

( ميمي! ) تمتمت مؤنبا فأدركت نفسها ، رفعت وجهها بذبول وتجعدت شفتيها للأسفل

بادرت الحديث مثل المذنب الذي يعترف تحت التعذيب ( لا أستطيع حتى فهم مالا أفهمه ..بالاحرى انت تتحدث بلغة غريبة ، أنا أسمعك لكني لا أفهمك ..وأنا أحرك رأسي بنعم لكي أجعلك تظن أنني فهمت لأنني لا أريد ان ابدو غبية أمامك )

( ربما المزيد من القهوة ستفيدكِ ) أعطيتها فنجان القهوة فرفضت واضعة يدها بمأساوية على صدرها مرددة بنبرة إمرأة أرملة مضطهدة من العصر الفيكتوري ( لا اعرف من أكثر تعقيدا الرياضيات أو حياتي كتاماني فيفر)

لصفق لها جمهور غفير على هذا المشهد ..والان اتسائل هل كانت حقا تستمع لي ؟ أو كانت تتدرب كيف تقولها لي في عقلها بأقنع طريقة فأشفق عليها وأتركها تنام

( سنحاول من جديد ) شرحت لها بالتفصيل الممل حتى لم يعد هناك مجال أخر لأبسط الامر اكثر

( والان حاولي بنفسكِ ) اخفيت ورقة الإجابة لكي لا تنقل الحل

( ياإلهي حسنااا ) بطريقة أو بأخرى قامت بإخفاء الورقة بيدها لكي لا أرى ماذا تكتب ، بقيت نصف ساعة لمعادلة تحتاج لخمسة دقائق

( إنتهيتْ ) أعطتني الحل بتردد

فقرأت مرتين ثم نظرت إليها مستغرب ( لاأعرف كيف فعلت ذلك لكن الطريقة خاطئة .. و النتيجة صحيحة )

تفاجئت بالفتاة تقفز من السرير لتقف فوق الأرض شابكة يديها لقلبها ( يا إلآهــي أنا عبقرية ولا أحتاج للذهاب للمدرسة مجدداً )أخبرت نفسها بذهول تام حتى أنها أذهلتني معها

وضعت يديها على فمها لثانية لتخفي إنبهارها وأشارت لنفسها ( أنا عبقرية )

أخفضت عينيها لي بعد لحظات صمت فقلت لها متأسفا ( لقد قلت لك بان الطريقة خاطئة وستحصلين على صفر ثم سترسبينْ)

تجمدت مكانها مثل دمية فخار مكسورة فقالت محاولة أن تنقذ ماتبقى من نفسها ( أنا بخير ) لم أفهم شيئا حين رأيت دموعها تنهمر على وجنتيها وهي تضحك في نفس الوقت

وقفت بجانبها فحركت وجهها ضاحكة بصوت عال ( انا بخـير ) والدموع تنهمر مثل حبات اللؤلؤ على وجهها الجميل ( حقا أنا بخيـر )

لم أعرف سواء أضحك أو أشفق عليها ( حسنا إستراحة عشرة دقائق )

أومأت بسرعة وألقت بجسدها فوق السرير ودفنت نفسها تحت بطانيتها قائلة مرة أخرى بإنتحاب ممتزج بقهقهة متواصلة ( أنا بخير )

قررت أن أمنحها بعض الخصوصية فخرجت للشرفة لأجري إتصال سريعْ لإيمانويل ، لقد أرسلت له راتبي قبل أيام وأمل أنه أخذ ماكنزي للعلاج وإشترى لها أدويتها الان ، إتصلت كثيرا لكنه لم يرد

( أليكس) سمعت صوتها خلفي فأخفيت الهاتف في جيب سروالي وفتحت لها ذراعي متأملا ملامحها الناعمة الطفولية ، طوقتني من خصري وسحبني داخل الغرفة ، بدت أنها تجاوزت إنهيارها الصغير وإستجمعت بعض العزيمة

( أريد أن أنجح لأجعلك فخورا بي )

( سوف تنجحين ) أكدت لها لأني أؤمن بها

ومثلما كان الامر .. لقد ذاكرت طوال اليوم ولم يتوقف جيريمي غرافل ولو لبعض الوقت ليأخذ إستراحة من رسائله الغرامية فجعلتها تطفأ هاتفها ..وهكذا تخلصت منه لهذا اليوم على الأقل وحقا أملت أن تستجمع شجاعتها وتصارحه بخطتها، لأنه يبدو مصمما عليها وأخشى أن يتسرع ويفتح الموضوع مع والدتها

( أتشعر بالغيرة ؟ ) سألتني بإبتسامة ماكرة على طرف شفتيها ، هي تنتظر تلك اللحظة لكي أقول نعم ، فخيبتها ( بل بالإزعاج )

( وأنا أشعر بالتعب ) أغلقت فجأة الدفتر وإستلقت هامسة ( سأنام )

تفهمت ذلك ووضعت عليها البطانية ( حسنا نامي وسأوقظك للعشاء )

لمعت عينيها بحزن فجأة ( لا داعي ..حين تقول والدتي أنني معاقبة ..فهذا يعني أنها لا تريد رؤية وجهي حتى على مائدة العشاء)

جلست بجانبها فأغمضت عينها بإرهاق ،حين إستغرقت بالنوم بقيت معها لبعض الوقت ثم شعرت بالغضب من إيمانويل ، ذهبت لغرفتي وتسطحت ، حاولت الإتصال به مرارا وهو لايرد عليا

إنتابني قلق كبير حتى أني بدأت أشك أن أمرا سيئا قد حصل لهم

لا ..إنه فقط إيمانويل يكون أنانيا ليوم كامل ، إنه يفعل بي هذا طوال الوقت

ورغم ذلك بقيت أتصل حتى شعرت بنعاس ثقيل وأغمضت عيني أسمع لصوت الهاتف كتنويم مغناطيسي يسحبني لعالم اللاوعي

( لماذا تزعجني هكذا ياأليكساندر ؟؟ أنت تتصل وتتصل وتتصل ..ماخطبك ؟ ) لقد غفوت لكن صوته الغاضب أجفلني

( لماذا تصرخ ؟)

( لأنك لا تتوقف عن الإتصال ..وأنا لم أرد عليك فلماذا تواصل الإتصال ؟ ) رغم أن الهاتف أمام أذني إلا أن صوته الصارخ العنيف جعلني أحس أنه يقف أمامي ، لم يتوقف حتى ليستجمع أنفاسه

أخبرته بهدوء ( لأنني أريد أن أطمئن على عائلتي أيها الرجل )

( ماذا قد يحدث لعائلتك ربما ؟ تموت ماكنزي... ؟) ردد إسمها بكل إزدراء ، وعدم إكتراث وكأنه يتحدث عن كلب ضال ، هو فقط حط قدمه أين تنتهي حدود صبري وتفهمي ، وجدت نفسي أقف وبدأت أمشي في حلقات حول السرير ، حيث تملكني غضب هائل ، لو كان أمامي لهشمت وجهه

( أغلق فمك ياعديم الضمير ) لاأصدق أنه يحدثني هكذا عن أختي، عن أخته الوحيدة !

( تقول عني عديم الضمير ؟ ماذا عنكَ ..مضت أشهر الان ، لم تأتي ولا ليوم واحد لتطمئن على أختك) لقد لكمت الجدار مع كل كلمة مستفزة نطقها لسانه السليط

( لانني أعمل كل يوم لأؤمن النقود وأعالجها ، أتظنني إستطعت المجيئ وفضلت ان لا أتي ؟ )

( أيا كان .. لا تتصل بي مجددا ..لآ تزعجني ) كل كلمة قالها كانت تؤجج النار بداخلي ، لقد أغلق الخط في وجهي ، الوغد ..الوغد اللعين

في كل مرة إيمانويل يفتح فمه يتعمد أن يجعلني غاضبا ، لقد ذقت ذرعا من هذا الأخ المستفزْ

كنت ألتمس له الأعذار قائلا على الأقل هو طيب مع ماكنزي ، لكن الأن ربما أخطأت في ثقتي العمياء

رميت الهاتف فوق السرير ، بعدها رميت جسدي ، كان الأمر أنني أسقط في بئر من الوساوس وغرقت في أفكار سوداوية لا يصلها أي نور ، تتكدس داخل عقلي كبرج من البطاقات ، يداي ترتجفان و أوردتي تنبض ،والغضب يحرق حنجرتي مثل سم مميت ، صارت جدران الغرفة تضيق عليا طوال ساعات ، أصبحت أبتلع حمما من أسئلة ماذا لو ؟ ماذا لو ؟

أسئلة كانت ستستمر طوال الليل حتى قاطعتها حركة خفيفة فوق السرير ، سرعان ما وصلتني رائحة عطرها المبيدة بحيث توقفت عن التنفس .

شعرت بدغدغة شفتيها على أذني وهمسها ( أليكس .. أنت تحلم الأن، أنت تحلم بحبيبتك و تخبرها أنك تتنفسها مكان الاكسيجين ، ستستيقظ بعد خمسة دقائق وستأخذها في موعد ليلي تحت نور القمر )

وجدت نفسي أبتسم رغم الهم الذي بداخلي ، تظنني نائم ! ، فعلا لم أستطع فتح عيني فإكتفيت بقول ( أخرجـي )

هزت جسدي الهامد بقوة وقالت بصوت طفولي متذمر ( أنا ممنوعة من الخروجْ)

( أعرف ..قصدت اخرجي من هناَ ) قلبت جسدي للجهة الاخرى من السرير فجائت من الجهة الاخرى بعد أن عبرت فوقي ( لكنني ضجرت.. أريد الخروج معكَ )

( نعم ) غمغمت

( نعم ؟ حقا نعم ؟؟ شكرا شكرا شكراً ) قبلتني فجأة على خدي ففتحت عيني متعجبا

(ماذا ؟) إِرتبكَت من نظراتي فسألتها مستغربا من قميصها الأصفر والجينز الأسود ( ميمي ..لماذا لست ترتدين بيجامتكِ ؟)

( لأننا سنخرج بموعد رومانسي تحت أضواء القمر )

( من قال ذلك ؟) أغمضت عيني مجددا حيث تباطئت أنفاسي بمجرد قربها مني

( أنت قلت ذلك للتو ..قلت نعم )

( قصدت نعم أنتِ ستخرجين لغرفتك ) إستدرت للجهة الأخرى مرة أخرى وأوليتها ظهري

فجائت للجهة الاخرى مجددا وهي تغلغل أصابعها عميقا في شعري لتنال إنتباهي ( لا يمكنك ان تسحب كلامكَ ) زفرت بقوة وكل جسدها يرتجف بإفراط مثل شرارات كهربائية رغما أنها جالسة بجانبي بسكون

( تاماني ) همست إسمها بصرامة خفيفة ، فمالت بوجهها إليا لتتساقط خصلاتها التي لا تنتهي على وجهي ،وإبتسمت إبتسامة عذبة جعلت زوايا الغرفة المظلمة تضيئ ، مطت شفتيها بطريقة صبيانية وراحت تفرك لحيتي بأصابعها الباردة قائلة ( أرجوك حبيبي أنت تعرف أن هذا العقاب ليس عدلا في حقي ، ولقد درست بجهد طوال اليوم .. أنا اشعر بالملل والإختناق حتى أنني عجزت على القيام ولو بسيناريو واحد قبل النوم ، انا أستحق مشوار قصير )

وكيف أقول لا لهذا الوجه الملائكي ؟

( حسنا ..أيا كان ماتريده ملكتي )

إرتديت ملابسي بسرعة ، ربما أنا ايضا أحتاج للهواء النقي لأصفي أفكاري الوسواسية بشأن مايحدث في منزلي

نزلنا خفية للأسفل أين أخبرتني بإبتسامة متمردة ( هل تعرف ماذا يملك هنري عدا تلك الجماجم ..دراجة نارية )

بدت متحمسة جدا وهي تشير لدراجة نارية سوداء أقل مايقال عنها أنها وحش ، تأملتها بينما أعادتني ذكرياتي لذلك اليوم الذي عاد فيه أبي من العمل قبل إنتهاء دوامه على عجلة من أمره، كان يتصبب عرقا ،وجهه ويديه متسخان بسواد يخفي بشرته بسبب محركات السيارات التي يصلحها ، لكن عينيه تفيضان بالسعادة وهو يشير لتلك الدراجة النارية العتيقة المصدية، ذو طلاء برتقالي مقشر ،و إطاراتها القديمة جدا ، قال أنها لي ، وعاد راكضا إلى كاراج إصلاح السيارات بعد أن أخبرني أنه متأكد بأن القدر يخبئ لي أفضل منها في المستقبل ، ليته عرف أن تلك كانت أول مرة أقع في الحب وأنني لم أكن لأطلب أفضل منها ، على الرغم أن إيمانويل أشار لها بقطعة من الخردة ، إلا أنها كانت أجمل شيئ إمتلكته ، مشت بي بكل شجاعة رغم كبر سنها كل تلك الحقول الشاسعة وحملت معي أخواي الصغيران بدون أن تشتكي، كانت أكثر من دراجة نارية .. كانت قطعة من أبي ، ذكرى منه إضطررت لتوديعها من أجل أختي

( هياا ) خطفني صوتها من شرودي ، فأمسكت بهذه الوحش وتسللت بها بهدوء خارج أسوار هذا البيت

صعدت أولا وأمسكت مقودها بضعف ، لايسعني سوى رؤية مساحات ملونة لا نهاية لها أمامي ، وأشعر برياح ناعمة مثل الحرير تداعب وجهي تحت سماء زرقاء لا حدود لها ، وصوت أرون وماكنزي يتشاجران من يصعد معي أولا لينتهي الامر مثل كل مرة بفوز ماكنزي ، ليس لأنها مدللة العائلة ..بل لأنها عدوانية

ضغطت على المقود بقوة فإذا بهدير عالي رهيب ينطلق منها ويعيدني للواقع ، رفعت وجهي إلى هذه الملاك التي وجدتها بعدما فقدت كل شيئ عزيز حصلت عليه بالماضي

و غمزت لها ( إصعدي ياحبيبتي )

لفت ذراعيها حول خصري بقوة ،ووضعت وجهها على كتفي ، على الرغم أننا لم نجد الخوذات إلا أنني إنطلقت بسرعة في هذه الأحياء الهادئة

لم يهم أين وجهتنا ..لم يهم أي طريق ، لم تهم المسافة ، كنا فقط أنا وهي إلى نهاية هذه الليلة الجميلة ، ومع زيادة السرعة كانت تزداد ضوضاء هاذا الوحش الصاخب

( حتما انا أحلم ..أنا أحلق في السمااااء ) شعرت بيديها تستقران فوق كتفي ،قبل أن تقف بتهور فاتحة ذراعيها مثل أجنحة ، هتفت بحرية ( أشعر بالسعــادة ) فوددت لو أستطيع الإلتفات لأرى إبتسامتها

في هذه اللحظة الجميلة أردت أن أسرق ذكرى للمستقبل ، خففت من السرعة ورفعت وجهي للأعلى

( إقتربي لعندي ) همست بنفس عميق ، فمالت قليلا ثم تسمرت ، إكتفيت بالقيادة بيد واحدة

والأخرى غرستها على خلفية رأسها لأشدها نحوي ، قبلتها بحرارة في سكون الليل ،ثواني كانت كفيلة بجعل الأحمرار يلفح وجهها ، وجسدها يرتجف وأعلم أنه ليس بسبب الطقس ، تأرجحت روحي فوق هذا الوحش الذي كان يشق طريقه في الظلام ، قبلتها قبلة تكفي مليون كلمة أحبكي لها ، بالنسبة لي كانت أكثر من ذلك ، كانت قبلة مثل المرهم التي مسحت على ألمي الغير مرئي ، وأسقطت برج وساويسي ، جعلت مليون نجم يتوهج بداخلي ، ومزاجي يتألق في السماء مثل الطائرة الورقية

لم يعد الحب إلا لهـا

( كن حذرا ) شهقت حين إنحرفت الدراجة النارية قليلا ، أخفضت السرعة بينما طوقت عنقي بذراعيها حين أخبرتها ( وددت لو أقبلك بدون توقف حتى بزوغ الفجر ،لكنكِ ياحبيبتي خوافة)

مجرد ان إنعطفت للشارع الأخر حتى أمسكت بوجهي و قبلتني بإندفاع ( بعد تفكير ثاني ..لابأس من الموت حباً بك )

وبشكل او باخر.. صرت أتنفس هذه الفتاة التي تدعى تاماني ، لم يعد هناك أنا وهي ، أصبحنا واحدا

( قبلتنا الأولى كحبيبان ، ستدوم للأبد في عقلي ، حتى روحي العجوز ستتذكرها ) أنزلت ذراعيها لتلفهما حول صدري و جلست أخيرا ، بقينا نتجول ربما ساعة كاملة على لدراجة النارية حتى توقفت هي عن التحرك والكلام وأرخت قبضتها المتملكة..فعرفت أنها نامت

أعدتها للبيت وحملتها بهدوء لسريرها فسمعتها تهمس ( أليكس إبق معي) أمسكت يدي وغاصت بجواري حتى الصباح ، حين رن هاتفها ليعلن عن رسالة أخرى من جيريمي الذي لن يتوقف أبدا عن المحاولة ، لا أصدق أنها لم تخبره بعد بحجة أنها تفكر كيف ستدس له الفكرة داخل رأسه بدون أن تجرح مشاعره ، قالت أيضا أنها تريد أن تدس له الفكرة على شكل تحدي لأنه لا يخسر أبدا تحدي وكل هذا لم يرقني ، أردتها أن تخبره بالخطة لنعرف خطوتنا التالية

في صباح اول يوم من الإختبارات ظلت خائفة طوال الوقت حتى حين وصلنا للمدرسة هي ظلت ملتصقة بي بوجه شاحب ومعدة تغثو تسألني للمرة الخامسة على التوالي ( لدي حمة ، أعتقد أنه يجدر بي العودة لغرفتي )

فأجبتها للمرة الخامسة ( أنتِ بخير )

سألتني بنفس الهلع ( ماذا لو رسبت ؟)

وأنا أجبتها بإبتسامة هادئة ( حينها لن يؤنبك ضميرك لانك حاولتِ على الأقل )

شردت في مدرستها وهي تعانق حقيبتها الأن ( اوكي اوكي أوكي اوكي أوكي أوكي أوكي ) أوقفتها من هذه الحالة الغريبة فإنتفخت عينيها بهلع لم أجد له تفسير ، قامت بجر أقدامها بكره نحو صديقاتها ، كنت أفضل لو أنها ذهبت نحو إبنة السيد غرافل ..

أوه بمناسبة ذكره .. السيد غرافل يتصل بي

( مرحبا ) إنتظرت قليلا حتى سمعته يقول بالمقابل ( مرحبا أليكساندر ..كيف حالكَ ؟ )

فأجبت بلطف ( أنا بخير شكرا لكَ)

( جيد ..أود مقابلتك ، هل لديك وقت ؟ ) بدت نبرته متوترة فسألته بإستغراب ( هل كل شيئ بخير ؟ )

( أجل لا تقلق ، إني أريد مقابلتك من أجل أمر خير )

( حسنا ) نظرت أخرة مرة لفتاتي وهي تتجه بهلع تام داخل البناية وتمنيت لها التوفيق ثم توجهت إلى العنوان الذي أرسله لي السيد غرافل لأصل إلى إحدى المقاهي القريبة فدخلت هناك والأسئلة تملا رأسي، رأيته جالس يحتسي القهوة ويمسك بملف بيده

( مرحبا سيد غرافل ! ) صافحته فطلب مني أن اجلس ( نادني مايكل من فضلك ، ألسنا صديقان الأن ؟ )

أومأت بإرتباك ، بينما إبتسم بخفة ( تسرني رؤيتك دائماً ياأليكساندر ) رغم هدوئه إلا أنه يعطيني إنطباع أنه مضغوط وليس على طبعه الرائق المعتاد وهذا ماجعلني اتوتر

بادرت بالسؤال حين طال صمته وشروده في الملف( إعذرني على قلة صبري ..لكنني محتار جدا لسبب دعوتك لي )

( إعذر فضولي ..وقل لي كيف تسير امورك في عملك ؟) رمقني بعينان يقظتان

( جيدة على ماأعتقد )

( حسنا لن أبقيك محتار اكثر ، أنا هنا بطلب من فيكتوريا، أترى هذا الملف ، هو عقد عمل لكَ، اللايدي تعرض عليك عملاً براتب مغري جداً ولأنني حقا أعتبرك صديقي ، بل مثل إبني ..فإنني أنصحك بان تقبله .. صدقني حياتك ستصبح جميلة )

قلت بدهشة ( لقد تكلمنا في هذا الموضوع ووضحت لها بأنني مرتاح بوظيفتي الحالية )

نظر لي كأنه يعرف أن ذلك ليس صحيح ( كلانا نعرف أن العمل لدى أل فيفر مرهق نفسياً وأنت جئت هنا بحثا عن وظيفة جيدة ثابتة ، لا أقول أن عملك عند آل فيفر ليس جيد لكنه مؤقت .. إن قبلت بعرض فيكتوريا فلن تقلق من هذه الناحية و بالراتب التي ستتقاضاه ، أنت ستتمكن من شراء منزل وإحضار عائلتك للعيش هنا ، هل سترفض كل هذا ؟ )

( الأمر معقد ) غمغمت تحت نفاسي

( لأصارحك الرأي ، لوكان شخص أخر لكنت قبلت بلا في المرة الاولى ، لكنه أنت ، لا أريدك أن تضيع هذه الفرصة لأنك لن تحضى بأفضل منها ، كما ان فيكتوريا مصرة جداً بخصوصك ..ولديها الحق فانت وفي جداً في زمن طغى فيه المخادعون والمنافقون)

( بمناسبة الوفاء أتعرف لدي صديقي دوغلاس وسيكون سعيد بهذه الوظيفة )

رفع حاجبيه بأسف ( ياريت، لكن فيكتوريا لا تريد غيركَ ، قالت وأنا أقتبس منها "هو أو لا أحد " )

ثبتت عيناي على الملف الذي عصره بتوتر ( لماذا تصر عليا بالذات ؟ ) أعتقد أنها لم تعطه خيار أخر سوى أن يقنعني ولهذا هو يتصرف هكذا ، لانه يعرف أنه لن يستطيع ذلك

( لاأعرف .. لأصدقك القول فيكتوريا لا تحتاج إليكَ، ربما أشفقت عليكَ فقط ، فهي تعرف أكثر مني طبيعة العمل عند آل فيفر ، وأنت شاب مسؤول وجاد يريد أن يساعد عائلته ..ربما أرادت أن تساعدك ، كل ماعليك فعله هو التوقيع هنا ، ولاتقلق بشأن عقدك مع آل فيفر ..سيتفهمون الامر )

مررت يدي عبر شعري ووجهت بصري نحو النافذة مترددا ( أخبرتك بأن الامر معقد ، ولا اعرف كيف أقول لك في الحقيقة ، لا اعرف حتى إن كنت أستطيع إخباركْ)

( إن كنت تثق بي وتعتبرني بمثابة صديق لك أخبرني ، أريد ان أساعدك أليكساندر ، وأيا كان ماستقوله سيبقى سرا بيننا )

نظر لي بترقب حتى إعترفت ( طيب ..لاأستطيع التخلي عن وظيفتي الحالية لانني وعدت الأنسة تاماني بان أظل معها ، حتى النهاية )

فإبتسم بفطنة ( أنت تحبها ؟ ، أنتما معاً صحيح ؟ عرفت ذلك منذ تلك الليلة في مقهى فرنسا
جاء على بالي أن هذا هو سبب رفضك ، لكنني قررت أن أمنحك فرصة أخيرة لتقرر ، فهل انت واثق ؟)

( أنا واثق أنني لا أستطيع تركها بعد أن جعلتها جزء من حياتي ، إن عرف أهلها سيرفضون هذه العلاقة ..وقد تتأذى بسببي ، أنه من المحال ان أوقع هذا العقد ) شعرت بالراحة لأخبار شخص أخر عن علاقتي السرية ، لأني أكره كل دقيقة أخفي حبنا ، أود أن يعرف كل العالم أنها فتاتي وأولهم إبنه

عاد ليتحدث بطريقته العادية ( أنا أفهمك الان ، حسنا ياإبني .. أنت تضحي من اجل الحب ولاألومك لكن تذكر هذه الوظيفة هي لك وحدك وستبقى لك وحدك وبشأن الأنسة فيفر لقد كنت حقا مندهشا لأنها تلك الليلة في فرنسا قالت أنها تود أن تصبح محامية مثلي)

( إنه حلمها ) خفق قلبي بمجرد أن ذكرها

مط شفتيه بملامح جافة ( لكن ..أعتقد انك صرت تعرف اللايدي سيليستيا )

( أعرفها ..لهذا طلبت مساعدتك ، فاللايدي سيليستيا ستأخذ رأيك على محمل الجد )

( إذن يؤسفني أن أخبرك أن ذلك لم يحصل..لقد تحدثت إليها ، مدحت لها مهنتي ولمحت لها على إبنتها ، حتى أنني عرضت أن اتكفل شخصيا بتدريبها لكنها قالت انها يجب أن تتبع خطى العائلة ! )

شعرت بالوهن فجأة فوقفت ( حسناً .. على الأقل أنت حاولتَ .. عليا العودة للمدرسة ، شكرا لك على كل شيئ )

وقف وصافحني بقوة ( العفو ياأليكساندر )

لاأعرف كم بقيت شارد بجانب المدرسة وأنا أفكر فيما قاله ، ليس عن الوظيفة ، بل عن رفض اللايدي سيليستيا ، كيف ساخبرها ..هي تعلق عليه أمال كبيرة ، ظننت أن رأيه سيكون مهما جداً

والأن يبقى إبنه أملها الوحيد .. إنه بطاقتها الوحيدة المتبقية ، والأن يجب أن تتغير الخطة وأكره حقيقة إدراكي فعلا أن جيريمي غرافل سيبقى الطرف الثالث بيننا لمدة أطول ، الخطة كانت أن تظن اللايدي سيليستيا أنه ليس متحمسا للاستقرار ولا الارتباط ، والأن يجب أن يتغير كل السيناريو ..يجب أن نجعلها تصدق أنه صار يهتم ..لكن فقط إن كانت محامية مثله

إنتهى وقت الإختبار وخرجت تسير بإكتئاب شديد ففتحت لها ذراعي ، أعرف أنها لا تستطيع مقاومة إغراء الركض والقفز في حضني مثل الطفلة ، لكن هذه المرة لم تفعل ، إستمرت بدفع خطواتها نحوي بثقل تام وكأنها وسط امواج هائجة ، وحين وصلت لي لم ترفع عينيها من الأرض

وتنهدت بعمق فلمست الحزن في صوتها ( بعض الناس ولدوا لينجحوا بالرياضيات ، وانا ولدت لأحبكَ )

( لابأس حبيبتي .. على الأقل حاولتِ ) شبكت أصابعي خلف ظهرها وأرحت ذقني على رأسها للحظات صامتة

( لنذهب قبل ان تأتي صديقاتي فيجبرنني على مرافقتهن لمكان ما )

أمسكت يدي وإتجهت نحو السيارة بخطوات غاضبة ( لم أخبرهن على أنني معاقبة ، الامر مخجل حقاً أن اكون الوحيدة بينهن التي تعاقب كل شهر كأنه روتين ما )

بدأت أقود مبتعدا عن مدرستها بقدر ماأستطيع وأردد بهدوء ( كونك معاقبة لايعني انك ستعودين مباشرة للمنزل انظري لايزال هناك ساعة ، سنقول بأنه كان هناك زحام في الطريق ، سأخذك أينما أردتِ وسنفعل ماتريدين )

( لاادري ..لاأشعر بالرغبة لذلكَ ) بقيت مكتئبة الوجه حيث كلامي لم يشكل أي تأثيرا على معنوياتها

( سأشتري لكِ بيتزاَ ) قلت أن البيتزا ستفي بالغرض ، البيتزا كانت دائما تنجح معها لكن هذه المرة هي فقط أشاحت بوجهها للنافذة بخجل ( أردت حقا أن انجح لأجعلك فخورا )

( هاااي هل انت تبكين ؟ ) أوقفت السيارة جانبا حين رأيت وجهها يتكمش وسحبتها لحضني

( إنه مجرد إمتحان واحد ، وهو الأصعب ، لا تقسي على نفسكِ إنها رياضيات فحسب )

( أنت تجعل الامر بسيطا جداً، لكنه ليس كذلك ..لقد درست بجهد )

( حبيبتي ..أنتِ درست أخر لحظة ، أخرون يدرسون منذ بداية العام الدراسي )

( أنت كنت لتجيب على كل الأسئلة وكنت لتنجح بإمتياز ) لكمت مقدمة السيارة فأمسكت يدها قبل أن تلكم زجاج النافذة ، وتسائلت كيف ستكون ردة فعلها حين أخبرتها أن خطتنا لجيريمي غرافل ستتغير ولا أعرف حتى إن كانت ستنجح، ماذا لو رفض مساعدتها وأصر على الإلتقاء بها ، يمكنني أن رؤية كم نالت إعجابه ، لماذا قد يتراجع جانبا ويستسلم بدون قتال ، لماذا قد يدخل في هذه المؤامرة وهو الطرف الخاسر فيها ؟

قبلتها على خدها بسلاسة بعد أن تنهدت مجددا ( أيتها الصفراء الساذجة ..من اخبرك بانك رسبتِ ، لماذا حكمت على نفسك بهذه السرعة ، دعينا ننتظر حتى نرى النتيجة النهائية )

( أنت محقْ ، خسرت معركة وليس الحرب ،سأنتظر حتى النتيجة النهائية ..هل مازال عرضك للبيتزا قائماً ؟ )

أومأت برأسي فإحمرت عينها بسرعة ( اعتقد انني على وشك تجربة طعم بيتزا بالدموع !)

لمحت طيف إبتسامة ساخرة إرتسمت على شفتيها ، وكأنها علقت بين مزاجين متعاكسين وحين لاحظت فضولي قالت ( لا تسأل أليكساندر )
ثم تنهدت وهي تعانق ذراعي بقوة فاخفيتها في صدري خائفا من العاصفة القادمة نحونا



اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 04:23 AM   #36

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 23 / أليكساندر

( سمعته يخبرها أمس في المدرسة أن حلمه هو الإرتباط بمحامية مثله تشاركه ذلك الشغف ، وأنه ربما كان سيعيد التفكير بها بجدية لولا إصرارها على التخصص بإدراة الاعمال ، أرأيتِ ياسيدتي .. أرأيت كيف يقف هناك وكأن هذا البيت هو أخر مكان يريد التواجد فيه ، هو لم يحاول الدخول وإلقاء التحية عليكِ حتى)

كلانا نظر عبر نافذة غرفة المعيشة الزجاجية لنرى جيريمي يقف أمام سيارته ، واضح أنه يشعر بعدم الإرتياح ، يمكنني رؤية وجهه الأحمر من هنا ، وكيف يمرر منديله على جبينه الملطخ بالعرق وسط هذا الجو البارد

( أهذا رأيك ؟ ) بقيت اللايدي سيليستيا جالسة على الكنبة الذهبية وقد كشفت تعابير وجهها عن قلقها

( أجل سيدتي، هو يجد الأنسة تاماني راقية وفاتنة وذكية ) أخبرها هذا وأشعر بقلبي يعتصر بقوة في صدري ( لكنه قال أنه يتمنى لوكانت محامية ..لكان أعاد النظر في قراره )

( قراره ؟ هل إتخذ قراراً ؟ ) وقفت بقوة من الكنبة فشعرت أن ألف شيطان وقف معها بنفس الوقت

وقوفها أجبرني على النظر مباشرة في عينيها ، كانتا مثل صفارة إنذار حمراء ، نظرت نحوي بخليط من الفزع والغضب

حافظت على حيادية ملامحي وصوتي مثل كل مرة ( بالطبع .. كوني شاب أعرف كيف يفكر الشبان وأعرف أن السبب الوحيد الذي جاء اليوم من أجله هو أن يخبرها بقراره ، سيقول لها أنه يتمنى لو كانت الامور مختلفة وسيتمنى لها إيجاد شخص أفضل منه)

شحب وجهها النحيل فجأة ( لكن بالنسبة لتاماني المحدودة الإختيارات ..لايوجد أفضل جيريمي غرافل )

( هذه مشكلة ..فلرجل معايره الخاصة ) أملت أن الإحتفاظ بهدوئي على هذا النحو لبقية المحادثة

كم صارت تثق بي بخصوص تاماني..هي تثق بي أكثر مما تثق بها وإن قلت لها للتو بان إبنتك هربت من البيت رغم انها في غرفتها ..فهي ستصدقني بدون التأكد من الأمر حتى

( هذه حقا مشكلة ..والمحير في الامر أنه هذه المرة ليس خطأ إبنتي ، جيريمي يريد ان يرتبط بمحامية ..وهو رجل لا يعوض بالنسبة لتاماني )

تراجعت إلى النافذة لتنظر إليه مجددا، وهذه المرة كان يقف على ساق واحدة ويطوي الأخرى في الهواء ، شابكا يديه عاليا وكأنه يمسك سيف اللايزر ، ثم بدأ بمبارزة الهواء بحركات رأيتها من قبل في الأفلام الخيالية

يارجل ! ..إنه يحبط الخطة ، إن إستمر لدقيقة أخرى فسيوقظ الغبار وشكوكهاَ

أنا الذي أواجه اللايدي سيليستيا الغاضبـة ..فمما هو متوتر بالضبط ؟

( لماذا هو بالتحديد ؟ ) أردت فقط معرفة لماذا تصر على إبن السيد غرافل ، فنظرت لي نظرة مفعمة بالضيق لأنني سألت

رفعت يدها بسخط لتمررها على شعرها ، تفكر بعمق وبشرود كلي ( لأن طبعه ثقيل ولطيف لدرجة البلاهة ، تجمعهما أمور مشتركة ، لقد كان طفلا غريب الأطوار و مايزال ، إنه الوحيد الذي سيتحمل تفاهاتها وجنونها لأنه ينسجم ويتوافق معها ) زمت شفتيها بقوة بعد أن قررت لا تخبرني بالمزيد

شبكت أصابع يدي بعنف خلف ظهري ( سيدتي ، أرى كم انت قلقة على مستقبل إبنتك لكن كيف تتوقعين أن تنجح علاقتها مع جيريمي ..على أحدهما أن يكون راشدا وكلاهما طفلان كبيران.. )

إستدارت لي متجهمة الوجه ، قالت بصوتها الراقي المشبع بالغطرسة ( قل له السيد جيريمي غرافل ، قد يكون طفل كبير لكنه حتما يمتلك العالم بين يديه )

وأنا لا !

ضاعت اللايدي سيليستيا في التفكير بعد هذا ولم تعد منتبهة حتى لتواجدي هنا

بعد عشرة دقائق من الصمت نزلت حبيبتي وسارت بديبلوماسية نحو الباب فتوقفت والدتها فجأة كما لو أنها جمعت شتات أفكارها ، وأومات لنفسها مرة واحدة وكأنها توصلت للحل النهائي وأصبحت تعرف ماذا ستفعل

( تعالي هنا تاماني ) نادتها بجفاء فإستدرات حبيبتي مباشرة ليمينها ووقفت محتفظة بالمسافة بيننا ، أو هذا ما تظنه لأنها بعيدة عني بخطوة بثلاث خطوات قصيرة فقط .. كنت واضحا حين أخبرتها أن تقف بجانب والدتها وتقبلها كما تفعل مع والدها ، لعل قلب هذه الأم يحن ويلين

هزت اللايدي سيليستيا وجهها بيأس وهي لاتزال تراقب جيريمي الذي يحاول الأن تنفيذ ضربة القاضية في الهواء ، حيث أن مظهره النبيل المهيب لا يعكس تصرفاته الصيبيانية

وضعت يدها فوق خصرها النحيف وإحتفظت بملامحها المتسلطة ( أعتقد ان الامور تعقدت بينك وبين جيريمي وقد تنتهي علاقتكما قبل ان تبدأ حتى )

( أنا أحاول والدتي .. أنا أحاول ) رددت تاماني بمأساوية لدرجة أن صوتها تقطع ببحة خفيفة

فأصبحت نبرة اللايدي سيليستيا أكثر جفاءا ونظرتها أكثر حدة ( المحاولة لن تنفع ، جيريمي مثل والده إنه عنيد ومتمسك برأيه ، وللأسف هو لن يأخذك على محمل الجد إلا إن درستِ الحقوق وأصبحت محامية مثله ) لوت شفتيها وكأن هذه المهنة ليست نبيلة بمايكفي لمستواها

( أعني الجــرأة .. من يظن نفسه على كل حال ؟ ) زفرت تاماني وهي تحاول ان تبدو متغطرسة ، عدى أنها فعلت ذلك وهي تستدير بوجهها الجميل لي بسرعة جعلت خلاصتها الذهبية المجعدة تتراقص مثل شلال لامع على وجهها ، بعد أن رمقني بنظرة غاوية تجرأت وغمزتني بإغراء

لا أصدق حياتي ، هي هنا تغمزني متغزلة وذلك في الخارج يخوض حرب النجوم ..هل أنا الوحيد الذي يقدر جدية الأمر ؟

جعلت مشاعري تشتعل مثل البركان ، لا أصدق أنها حاولت إغوائي أمام والدتها ..والأن أنا بالكاد أسيطر على نفسي ، لمسة واحدة منها الأن ستجعلني أنجرف لأمور جامحة قد تجعل اللايدي سيليستيا تودع الحياة بجلطة قلبية ، هي لا تعرف بعد ماتفعله نظرتها بي ، هي لا تملك أدنى فكرة عما أريد فعله بها الان

أجفلت حين صاحت والدتها غاضبة ( جيريمي فرصتك الوحيدة لتصبحي سيدة مجتمع راقية)

ثم أردفت الحديث بتسلط ( كما تعرفين تاماني .. إخوتك جميعهم سيتبعون نفس التخصص لإدارة سلسلة فنادقنا ومطاعمنا ..أعني انا أفكر منذ الان بمستقبل كلارا وهو أكثر إشراقا من مستقبلكِ عزيزتي ، لأكون صريحة جميعنا نعرف أنك ستفشلين في الإدارة مثلما أنت فاشلة في حياتك ِ ..لاأعرف حتى لماذا ضغطت عليك أنا واختك سيرافينا لكي تذهبي للشركة ، أنتِ لستِ مثلناَ ..إمكانياتك محدودة أنتِ لا تملكين مستقبل باهر .. لكن لابأس ، لابأس لأن جيريمي غرافل يملكه وهو لايطلب الكثير ، هو لا يطلب الجمال ..او الذكاء ..هو فقط يطلب محامية وكذلك ستكونين )

( ماذا قلتِ ياوالدتي ؟ ) شهقت تاماني متأثرة فغطت فمها بيديها لكي لا تطلق ضحكة

( أعرف أن ذلك سيكون صعبا لتستوعبيه وقد تشعرين حاليا أنك الفرد الفاشل في عائلة فيفر المرموقة ، وربما ستنزعجين لكن ليس لديك خيار ثاني لترتبطي بجيريمي ، ليس وكأنني كنت سأعطيك الصلاحية لتديري فنادقنا ومطاعمنا بجانب إخوتك ، كنت سأكتفي بك كعاملة بسيطة في الشركة والان ساكتفي بك كمحامية) هزت هذه المرأة المتسلطة وجهها غير مصدقة أنها قالت مالم تكن ستقوله أبدا ، ثم مررت يدها عبر عقد الألماس الطويل وإرمقت إبنتها وكأنها لا تستحق خيرات فيفر ولابأس أن تنفيها لعائلة غرافل بدون ان تتردد

( لا أصدق ذلكَ ) همست وهي تلتفت لي بعيون سعيدة مفتوحة على مصراعيها ، فأخفضت وجهي للأرض ببرودة قبل أن تلتقط والدتها شرارة بيننا ، قبل أن ترى رغبتي الجامحة حاليا بإبنتها

( فكري بإيجابية ..أنت سترتبطين بمحامي له مستقبل واعد وليس مجرد رجل بسيط ، والأن إذهبي فجيريمي ينتظر .. أليكساندر تأكد أنها ستصعد معه في السيارة ولن تهرب )

( حاضر سيدتي ) أومأت بتكشيرة لم تلاحظها وإتجهت للباب متجاوزا تاماني ، وقلبي يتشقق من الغضب لأنني لا أستطيع أن أمسك بيدها وأخبر الجميع أنها حبيبتي أنا

قبل أن أصل للباب سمعت خطواتها السريعة خلفي ، ثم بوزن جسدها الخفيف وهي تقفز على ظهري وتلف ذراعيها وساقيها حول جسدي بعاطفة مفرطة غير مبالية أن مايفصلنا عن تلك اللايدي المخيفة جدار صغير ، غير مدركة للنار التي تستعر بداخلي

( هل انا أحلم ؟ هل أنا أحلم ؟ ) توقفت فجأة، وفتحت أصابعها المتشابكة حول عنقي ، لتقف على قدميها

بينما جيريمي ينتظر في الخارج ، وأمها في غرفة المعيشة ..دفعتها نحو الجدار وإنهلت عليها بقبلة لم أقصد أن تكون عنيفة ، ربما لأنني غاضب من كل هذه المؤامرة ، غاضب من كون حالتي المادية تحرمني حتى من التواجد مع الفتاة التي أحبها علنا ،غاضب لأني لا أستطيع أن أحبها كما أريد داخل هذا السجن

دفعتني عنها حالما سمعت والدتها تردد بصوت عالي ( أســرعي )

مشينا بجانب بعض حتى وصلنا لجيريمي الذي توقف عن اللعب ووقف بإستقامة ، رفع حاجبيه بصرامة مثل جندي وهو يقول بصوت صاخب ( لقد جئت لأخبرك بقراري ) وعيناه تنتقلان مني لتاماني

نحن أخبرناه بالخطة أمس وجها لوجه ، وهو كان ممتنا لأننا أخبرناه بالحقيقة ووافق على مساعدتنا لكني أستطيع أعرف معجبا حين أرى واحدا ..رأيت خيبته وكأنه خسر قضية

قاطعته هي بسعادة مفرطة ( إسترخي جيريمي .. لم يعد هناك داعي للتمثيل ، والدتي وافقت)

فإبتسم بخيبة واضحة ( حقا وافقت ؟ ماذا أقول ؟ مرحبا بكي في الفريق ) وتحمس فجأة ففتح ذراعيه في الهواء ( أعطني عناق أيتها المحامية المستقبلية )

كلاهما أفرطا بالحماس ،هي تناست أنني حبيبها الغيور حين ألقت بنفسها من بدون تفكير بين ذراعيه فامسكتها من شعرها وأعدتها للخلف قبل أن يلفهما حولها ، ذلك سيكون قشة التي قسمت ظهر البعير التي ستفقدني صوابي

( أنا أراقبكَ ) حذرت جيريمي غرافل فمط شفتيه بتحدي ( من الأفضل ان تهتم بتاماني ..إنها فتاة إستثنائية وأنا لن اتوانى عن سرقة قبلها إن أهملتها ..لذلك ..أنا أراقبكَ أيضاً ) كنت محقا ، هو توقف عن المحاولة لكنه لن يتوقف عن الانتظار

( كفى أنتماَ .. ) وقفت بينا فتراجع " السيد" جيرمي إلى سيارته ( أعتقد انه عليا ان أوصلك للمدرسة لاخر مرة )

( صحيح ) أمسكت بمقبض سيارته و إستدارت لي هامسة ( لم يكن هذا ليحدث بدونكَ ، شكراً حبيبي )

أخفيت يدي في جيبي لكي لا أضعهما حول خصرها ( إتصلي بي حالما تصلين )

وحين ذهبت معه إلتفت لأرى اللايدي سيليستيا راضية تماما عما حدث للتو ودخلت حين لوحت لي بانها تحتاجني

وقفت مثل أي خادم أمام الكنبة ولم اتجاوز حدودي، لأسمعها تقول بصرامة

( لقد إتخذت القرار الصحيح وأنت كنت محق برأيكَ، أتعرف ماذا أليكساندر .. لقد كنت مفيدا لي في الأونة الاخيرة وأنظر لتاماني الأن ..سأتأكد قريبا من أن تتم خطبتها من جيريمي وحينها أنا لن أحتاجك لتراقبها ، لكن لا تقلق ..أنا سأجد لك وظيفة ما في فنادق ومطاعم فيفر ، أعرف أن التواجد طوال الوقت من مراهقة نرجسية لا تطاق حتى وهي في أفضل حالاتها ليس من الامور المفضلة عند أحد ... يمكنك ان تعتمد عليا)

وذهبت بعد ان قالت الكلام الذي كنت خائفا من سماعه .. هي لن تستطيع العيش هنا بدوني

اظنني أفرطت بالإهتمام بها .. حبيبتي ميمي!

مالذي سيحل بها إن قررت اللايدي سيليستيا إبعادي من هنا ، سرت للمطبخ وأنا أفكر بحل ..وفي الحقيقة ليس هناك حل لهذا ، النقود وحدها من ستشتري موافقة آل فيفر وأنا لا أملكها

..أخشى أنه لا يوجد هناك حل سوى أن تترك كل شيئ وترافقني بإرادتها

( أليكساندر ..هذا إسمك صحيح ؟ ) وجدت نفسي وجها لوجه مع جون ، يجلس على المقعد الطويل داخل المطبخ ويحمل في يده قدح قهوة ، إنه بالكاد متواجد في البيت وهذه أول مرة يتحدث معي

قلت بصوت خافت ( نعم سيدي ) كان طويلا وعريض الكتفين ، يرتدي بدلة سوداء ، لديه ملامح رقيقة مثل الأنسة سيرافينا ، يبدو رزينا ومنضبطا

نظر لي في حيرة ( لقد كنت اتكلم بالامس عنك مع اللايدي هولموود ، هي مهتمة بك جداً وجعلتني أتسائل مالسبب ؟)

( أنا أجهل السبب ) تمنيت ان لا يلاحظ دهشتي الان هل مازالت اللايدي هولموود مصرة بعد عدد المرات التي رفضت عرضها ، هذا بدأ يخيفني

( أين هي تاماني ؟ لم أرها على العشاء منذ مدة ) تجول بصره لخارج المطبخ وكأنه يتوقع دخولها فجأة

( ذهبت للمدرسة ) أجبته محتارا بدوري ، هو لا يكترث بشأنها قط ، ولم اره يسأل عنها حتى الان

( إذن أنت ماذا تفعل هنا ؟ ) دخلت والدته في الوقت المناسب وردت عليه بإبتسامة خالية من المشاعر ( لأن تاماني ذهبت برفقة جيريمي غرافل الذي أنا أعمل على ان يكون زوجها المستقبلي)

قال جون مقطبا جبينه ( إخترت إبن السيد غرافل ليكون صهرنا ؟ )

( لم أختره ياعزيزي ..معايير أختك البسيطة تتوافق مع معايره ، كما أنه ليس متطلب ولن ياتي غدا ليحاسبني ، فلنعترف ..تاماني ليست الأذكى وليست الاجمل ، لاتملك أي مميزات ، كيف تتوقع أن يغرم بها أحد من مستوى عالي )

أومأ بتردد وهو يتكئ على ظهر الطاولة ( لاأنكر أن جيريمي شاب طيب ، الامر ومافيه أنني لا ارتاح كثيرا للايدي هولموود وآل غرافل مقربين جدا لهاَ )

( فلنعتبر الأمر كصفقة! زواج تاماني من جيريمي ستعزز علاقتنا أكثر من اللايدي هولموود ، وستكون لنا منافع كثيرة أخرى من طرفهاَ ، مثل صفقة البندقية )

يالها من أم جشعة ، تعتبر زواج إبنتها صفقة عمل ، لطالما أعطيتها أعذار ..لأنها فقط ذلك النوع من الامهات السطحيات ، حتى أنني لمت تاماني لأنها لا تحاول التقرب منها وتجعلها تحن عليها ، لكن ماأرى الأن هو أم لا تكترث البتة سوى بمصالحها الشخصية

إنسحبت من هناك بهدوء وتركتهما يتناقشان بمصير حبيبتي ، من الواضح ان جون لم يبدو مسرورا لقرار والدته ،كذلك هو لم يتدخل وبقي يتفرج جانبا

خرجت من المنزل كله وتوجهت للمقهى وهناك حاولت الإتصال بإيمانويل ..ولاأعرف لماذا أصبح فجأة يتجاهل إتصالاتي وحين يئست خرجت أسير في الشوارع ولاأعرف كم من سيجارة دخنت

لاأعرف بمن عليا أن أفكر ..لاأعرف حتى ماسأفعله الان

(إيمانويل ! ) بمجرد ان سمعت الهاتف يرن حتى اجبت بدون أن انظر لشاشة الهاتف

فكانت تاماني تقول ( لقد وصلت حبيبي )

( حسنا ، اليوم هو أخر يوم من إختباراتك )

( لاتقلق ..أنا ماهرة بالعلوم ، وسانجح في هذه المادة بسهولة ) كم صوتها فرح اليوم

( بالتوفيق حبيبتي ) أغلقت الهاتف وأنا قلق بعض الشيئ فحين تقول أنها ماهرة في شيئ..ستفعل كارثة

رن هاتفي مجددا لأحمله بسرعة متأمل بأنه إيمانويل ثم خاب ظني مجدداً لأنه كان إسم بيتر مدون هنا

مجرد ان اجبت حتى قال بدون مقدمات ( تعال للمطعم حالاَ)

وأغلق الخط فتوجهت هناك وحين وصلت رأيت دوغلاس يقدم الأكل لأحدى الزبائن وبمجرد ان إنتهى حتى جاء مسرعا لي ( أليــكس ماذا تفعل هنا ؟ )

( إتصل بيتر فيفر ..طلب مني القدوم هنا) نظرت من حولي باحثا عنه

( إنه في الأعلى ..وهو يبدو في مزاج سيئ جداً )

( حسناً ) أومأت وإبتعدت إلى السلم المؤدي إلى الطابق الثاني وتوجهت للغرفة الإجتماعات متسائلا ماذا يريد مني ، طرقت مرتين حتى فتحت لي السكرتيرة فدخلت لأجد السيد جيفري و سيرافيناَ وبيتر .. والسيد غرافلْ أيضاً ، جالسون في في هذه الطاولة الخشبية المستطيلة التي سيطرت على معظم الغرفة المضيئة

دخلت في اللحظة التي هدرت الأنسة سيرافينا بصوت غاضب ( هذه سرقة .. كيف يطلبون منا مبلغاً كبيراً هكذا بمجرد أن زوجته تسممت ، هم لا يملكون الادلة حتى أنها تسممت من أكلنا ..قد تكون اكلت أي شيئ بقية اليوم )

تابعت سيرافينا وهي تنظر لي بإزداراء ( الفقراء اللعنـاء ..إنهم لا يعرفون سوى سرقة المال بكل طرق الإحتيال من أشخاص مثلناَ .. يجب ان نضع حداً لذلكَ )

أومأ بيتر برأسه موافقا ( أجل ..مطاعمنا مشهورة جداً وأغلبية الزبائن من طبقات راقية فكيف حدث وقصدت هذه العائلة الفقيرة هذا المطعم بالذات ، أنا واثق أنهم لا يملكون حتى ثمن السلطة ..هناك إن في الموضوع )

طوال هذا الوقت لم يرفع مايكل عينيه لهما وظل صامتا

( سيد غرافل .. عليك ان تجعل هاؤلاء المحتالين يتعفنون في السجن) فوجئت حين وافق السيد جيفري على كلام ولديه ، شعرت بطاقتهم السلبية إتجاه الفقر تتسرب لي ، كذلك تواصلت نظرات الأنسة سيرفينا نحوي بكل وقاحة وكأنني المعني بذلك ، تعابيرها جامدة ، لكن عينها تشتعلان غضبا

رفع مايكل وجهه نحوي لثانية فعرفت من عينيه أنه نال كفايته منهم ، يبدو عليه الإستياء الشديد ، مط شفتيه بإبتسامة خافتة ورفع حاجبيه دلالة على عدم رغبته بالتواجد هنا ..حتى أعادت الأنسة سيرافينا إنتباهه لها حين ضربت الطاولة بوحشية وإزدادت حدة نبرتها وهي تنادي إسمه

فقال بصوت صارم حاد ( إهدئي أنستي ..سأبحث جيدا في القضية وإن كانو حقا يحاولون الحصول على المال ..فسأرفع قضية إتجاههم ، لكن أولا ساتحدث مع أفراد هذه العائلة ..وسأحاول أن أتوصل لإتفاق معهم)

قاطعته الأنسة سيرافينا وكأن نصفا منها تحول لوحش ( لا تتفاوض مع هاؤلاء المتسولين ، كيف يجرؤون أن يقدموا شكوى ضدنا .. يمكننا ان نجعلهم مشردين بلمح البصر ..عليك أن ترفع دعوى ضدهم بسرعة ياسيد غرافل ... حتى لو كان الامر صحيح وتسممت تلك السيدة من مطعمنا ..إجعلهم يفقدون كل مايملكونه ..حتى أخر سنتْ )

صمتت الإبنة التي فاجأتني بمقدار الحقد في قلبها فتحدث الإبن بنفس اللهجة ( إجعل تلك العائلة تأتي وتركع تحت أقدامنا لنيل الغفران )

يالها من قسوة ..كيف أعمت الاموال أعينهم وقتلت الرحمة والشفقة في قلوبهم ، أعرف أن مايكل لم يعجب بهذا أيضاً نظرا لطريقة نظراته الثقيلة ونبرته الباردة

( أيها الخادم ) إنتبه لي السيد الغني بيتر فرمى لي مفتاح سيارته في الهواء ( أحضر سيارتي من المغسلة .. وفي طريق عودتكِ أحضر لي كابوتشينو ، من الأفضل ان تكون هنا قبل العاشرة أيها الخادم.. اوه إنتظر ، نفذت بطارية هاتفي ،اعطني هاتفك أنا احتاجه أكثر منك الأان .. وأسرعْ )

إلتقطت المفتاح في الهواء ، وأعطيته الهاتف في يده وخرجت ، لم أرى دوغلاس ولم يكن لدي وقت حتى لاودعه ..هناك فقط ساعة لأذهب و أعود ، وقفت في إنتظار الحافلة ..لأنني في الحقيقة لم أملك حتى نقود سيارة أجرى ..لدي فقط مايكفي لكابوتشينو ، لقد ارسلت معظم راتبي لإيمانويل

( أليكساندر .. إصعد ساوصلك في طريقي ) توقفت الرولز رويس فجأة أمامي وفتح لي الباب فلم أقاوم سحر هذه السيارة وصعدت لأجلس بجانب مايكل الذي اكتسى الهدوء تعابير وجهه مجددا

( شكرا ..لأنني لم اظنني سأكون هنا عند العاشرة إن ذهبت في الحافلة )

هز وجهه مبتسما ( هذا ماإعتقدته أيضاً ) كنت شارد في هذه السيارة المذهلة ..يمكنني أن أقضي بقية حياتي هناَ

( أليكساندر.. أنا أعتذر منك عما سمعته في الداخل ، من جهتي ليس لدى مشكلة مع الطبقات الإجتماعية ، أعتبر الجميع سواسية )

( لابأس ..ليت الجميع مثلكَ )

نظر لي بإمعان ( مع ذلك .. لم يعجبني كيف قلل آل فيفر من قيمة الناس الفقراء ، أعني كنت وافقا هناك على الأقل كانوا يستطيعون إظهار بعض الإحترام لك ، لو كنت مكانك لماترددت للحظة بقبول وظيفة فيكتوريا ..ذلك لن يعني أن علاقتك مع الانسة فيفر ستتوقف )

( كيف أتركها لوحدها ..هي تعيش تحت رحمة هاؤلاء ولايحق لها أن تقرر مصيرها حتى )

( حياة جحيمية ) همس بشفقة ثم بادر بالحديث بنبرة أبوية ( أنت لن تظل حبيبها السري للأبد ، سيأتي يوم ستجبر فيه على إعلان علاقتكما وحينها ستواجه مشاكل جدية ولذلك أصر على قبولك للوظيفة فعلى الاقل ستجمع المال وسيكون لديك منزل ..فإن حدث و تركت الأنسة فيفر منزلها سيكون لديك مكان لتحضرها إليه ..وإن قرر أل فيفر مضايقتك ، فسيعيدون التفكير مجدداً لانك موظف مهم عند فيكتوريا وهم لن يجازفوا بإغضابهاَ )

( سأتمنى إذن ان لا تصل الأمور لذلك الحد ) أنا بين نارين الان ..قطعت وعدا لأختي بأني سأعالجها وقطعت وعدا لتاماني بأني سأظل بجانبها ، والان عليا أن امسك بالحبل في الوسط

لاأستطيع أن أكون أنانيا بحق تاماني وأتركها بمفردها هناك من أجل المزيد من المال

ومن جهة أخرى انا ممتن لأن ماكنزي تتعالج جيدا الان

( محطتك هنا .. أتمنى لك يوما جيداً ) ودعت مايكل و نزلت من الرولز رويس فشعرت كأنني نزلت من النعيم

أحضرت السيارة الضخمة و أحضرت كابوتشينو وعدت مسرعاً لأجده ينتظر أمام باب المطعم

صعد من الخلف آمرا (خذني إلى البنك )

هل أعمل كسائقه الان؟ أوصلته للبنك وقبل أن ينزل أخبرته ( عليا أن أكون في مدرسة الانسة تاماني بعد نصف ساعة لأعيدها للبيت )

فصاح بإزدراء ( تستطيع أن تستقل سيارة أجرة ..إنتظر هنا ولا تحاول أن تكون المساعد الشخصي المثالي .. حسنا ؟ أنا أؤكد أن راتبك التي تتقاضاه كل شهر هو تبذير من أمي ..على الأقل إفعل شيئا لتستحق تلك النقود )

دخل للبنك ..وأنا إضطررت لأتمالك أعصابي ، ليت الظروف إختلفت

أخذ الهاتف أيضا فكيف أخبرها بان لا تنتظرني وقد ظل هناك لساعة كاملة وحين جاء صعد تمتم بتكبر( ياله من موظف ثقيل ..تطلبه الأمر ساعة ليعد مبلغ مليوني دولار ..ويعطيني المال اللعين )

أعرف انه يحدث نفسه لذلك انا سعيد لأنني معفى من الرد

( قد أسرع أيها البطيئْ .. ليس لدي اليوم بطوله، توجه نحو نادي الخيول ، لا أريد التأخر .. لن أخسر رهاني بسببكَ أو أريتك شيئا لن يعجبكَ ) كم هو غير ناضج ، مليوني دولار ! .. هذا المبلغ الكبير ..سيبعثره برهان على سباق الخيول ؟

هذا جنون مطلق ، لقد ضيعت يومي معه ..بقيت أنتظره قرابة أربعة ساعات

إنها الثانية زوالا الأن ولم يسمح لي حتى بالدخول معه قائلا أن هذا النادي ليس للفقراء مثلي

حتى أنني غفوت من الإنتظار وفتحت عيني تحت ضجة أغلاقه باب السيارة

( إذهب إلى الملهى اللعين ) طلب بغضب عارم فإستنتجت بأن الرهان لم يجري كما توقع

صرخ عليا بغضب مفاجئ ( وجهك الفقير أحضر لي الحظ اللعين اليوم ، سأثمل حتى يغمى عليا هناك لكي لا أضطر لقتلك أيها الفقير البائس المشؤوم )

إلتزمت الصمت التام وأخذته للملهى حيث ظل هناك حتى الليل ..إحتفل بخسارته وثمل حتى لم يعد يعرف من أنا ومن هو ..لم يتذكر حتى إسمه

وكنت أستطيع أن أبرحه ضربا ولن يتذكر شيئا في الصباح لكنني فقط أخذته للمنزل وتلقيت ضعف الإهانة من والده حيث ألقى كل اللوم عليا لأنني أعدته للمنزل بهذه الحالة كأن إبنه المدلل سيسمع كلامي إن طلبت منه أن لا يثمل

لن انسى كلمات جيفري فيفر اليوم ..باني إبن رجل حقير لم يحسن تربيتي

شتم والدي الميت الذي لم أرى أكثر أدبا واحتراما منه في حياتي ..ولو لم يحسن تربيتي حقا ..لكنت ألقيت إبنه في حاولة الفضلات ، أو ربما كنت في نفس حالته المثيرة للشفقة ملقى بإحدى الملاهي ثملا لاأعرف اليمين من الشمال

لن انسى هذه الإهانة ماحييت فقد أهان والدي في قبره

وضعته على السرير وأخذت هاتفي ، ثم ذهبت لأراها فهي هربت حين رأت والدها يتهجم عليا لفظياَ وحين دخلت وجدتها تبكي في الشرفة

( حبيبتي ) عانقتها من ظهرها فقالت بلغة غير مفهومة ( حبيبي . إن .والدي ..أسفة )

( لا تنسي بأنني مجرد خادم هنا .. ومن الطبيعي أن يحدث ذلكَ، لا تشعري بالذنب )

( خشيت أن يطردك والدي ..ماذا كنت سأفعل بدونك ؟) دموعها أشعلت نار الغضب بداخلي أكثر

أنا غاضب من نفسي لأنني عاجز عن إخراجها من هذه العائلة السيئة

السيد غرافل محق من جهة ، تاماني تعيش حياة جحيمية هنا .. ومن جهة أنا محق أيضا فإن تركتها قد أخسرها ، مجرد التفكير بذلك يجعلني أذعر .. لقد ضحيت بكل شيئ كان عزيز عليا، وهي كل ماتبقى لي الأن ، إنها أغلى مالدي ، الأقرب لروحي والتي تملأ قلبي ، حين تمر السنوات الطويلة ، هي الوحيدة التي ستظل بجانبي ، تمسك بيدي ..وتبتسم لي ..إلى أخر يوم في حياتي

( أحبكِي كثيراً ) تغلغلت أصابعي خلال خصلاتها بينما عانقت رأسها لصدري ، ممتن لأنها معي الأن ، وستكون معي خلال كل يوم جيد أو سيئ ، تمدني بالقوة وتساندني وتحبني

أرجعت رأسها لتنظر لوجهي بتردد ( بالمناسبة .. لقد أخفقت في الإختبار اليوم )

فعانقتها مجددا بقوة ( كنت أعرف ذلك ياحبيبتي ) شعرت بامواج غضبي الهائجة تهدأ ، أتنفس هذه الفتاة الجميلة ..ولن أتركها تفلت مني ابدا

( أنا جائعة .. ) وضعت يديها فوق خديها بنبرة تعيسة ( لم أكل أي شيئ طوال اليوم )

( هل يعقل ذلك ..سأعود سريعاً ) نزلت للمطبخ وحضرت لها ساندويش من صنعي

( هل هذا للأنسة تاماني ؟ ) سألتني ماديسون بمكر ، بالنسبة لماديسون لقد أصبحت أعاملها تماما مثل اللايدي سيليتسيا ، قطبت جبيني لأجعلها تظن أن سؤالها غريب

( إنه لي ..انا جائع جداً ) وضعته بصحن متجاهلا النظر إليها فسمعتها تقول (بصحتكَ )

( شكرا ) تبعتني بعينيها حتى خرجت من المطبخ ، عدت للأعلى أتخطى درجات السلم بسرعة قبل أن تبدأ بالبحث عن الدعاسيق فوجدتها جالسة منتصف سريرها تغمض عينيها بسلام ، إقترب مبتسما وجلست بجانبها ( تفضلي حبيبتي)

أمسكت الساندويش وبدأت تأكل بجوع كبير ( على مهلك .. على مهلك)

( أنا جد جاااائعة ) قالت بفم ممتلأ فتركتها على راحتها ، لقد كنت منهك القوة فقررت الإستلقاء بجانبها فقامت بسرعة بجذبي لاضع رأسي في حضنها ، تمسك الصندويش بيدها اليسرى ، وتداعب شعري بيدها الأخرى بنعومة ( لماذا ثمل بيتر ؟ هل خسر رهان مجددا ؟ )

( في الحقيقة نعم ..كيف عرفت ؟ )

قالت ساخرة ( إنه مدمن على الرهان ..الكثير من الاموال الطائلة تذهب هباءا ..لقد جعل الكثير من الناس أغنياء بسبب رهاناته البائسة ..ولم يفز بحياته قطْ )

أغمضت عيني بإرهاق ( لقد بعثر مليوني دولار في سباق الخيول وقال بأن وجهي المشؤوم كان فأل سيئ عليه )

ضحكت بطفولية ( لقد قال لي نفس الشيئ حين خسر رهان مع هنري على مباراة شطرنج..وإحزر ماذا ..لقد تمت معاقبتي على ذلكَ)

( ماذا ؟ ) فتحت عيني بتكشيرة ،ووضعت يدي فوق يدها التي إستقرت على قلبي

( أقسم .. بيتر غضب جداً لدرجة أنه ضربني بالمزهرية التي كانت بجانبه وكسر ذراعي ووالدتي أرسلتني بمفردي مع السائق للمستشفى ..لقد كنت في الثانية عشر من عمري ، خفت كثيرا ذلك اليوم ولحسن الحظ السائق ظل معي طوال الوقت وقد إشترى لي في طريق العودة مثلجات لينسيني بعض الألم ، وحين وصلت للمنزل وجدت والدتي تنتظرني هناك ..وقالت بأنني سببت الإزعاج لبيتر وبسببي ثمل وفقد وعييه ، عاقبتني لمدة شهر ..لقد حبستني في غرفتي..كان أكثر شهر جعت فيه في حياتي )

( حسنا ..لا تقولي المزيد ) أوفقتها فنظرت لي بذهول ( هل تبكي ؟)

( لا ..أنا لست أبكي ) نكرت حتى مدت يدها ومررتها على خدي ( هذه دمعة )

( إذن أعتقد أنني أبكي) لم اتحمل كل القسوة التي مرت بهاَ ..لم أتحمل المعاملة الجافة التي تتلقاها من أقرب الناس إليها ، لولا مرض ماكنزي لكنت خطفتها الأن

( سأبكي أيضا الان وأبدو كالحمقاء أمامك ) وضعت السندويش , ونظرت لي والدموع محتبسة في عيونها

( أنا غاضب على نفسي لأنني لا استطيع أن أنقذك من هذه العائلة التي لا تستحقكِ )

( سأكون بخير لطالما أنت هنا بجانبي ) قطبت جبينها فجأة ( بالمناسبة أليكس ..لقد رن هاتفك حين نزلت للمطبخ )

أعطته لي فرأيت أن الرقم لدوغلاس ( إنه دوغلاس ..لقد إتصل كثيراً ..إنه يتصل منذ الصباح)

( إتصل به الأن )

كنت قد ضغطت على زر الإتصال بالفعل وقبل أن يجيبني بدأت تلعب بشعري

( أين بحق كل ما بالجحيم كنت ؟ ) بدون أن يأخذ نفسا قال ( أنظر كم من مرة إتصلت بكَ ..جعلتني أقلق )

( والأن أنت جعلتني أقلق ..مالامر دوغلاس؟)

( لن تصدقني على كل حالْ ) قال بصوت مستفز فجأة ، مع ذلك هناك أمر مختلف في نبرة صوته كأنه خائف

( خمن من جاء للمطعم وبرفقة منْ )

تنهدت بتعب ( ليس لدى مزاج لأخمن ..فقط أخبرني )

فقال وهو يتسارع بين الكلمات ( لقد جاء إبن عمكِ أندرو للمطعم مباشرة بعد مغادرتك وكانت برفقته ماكنزي)

( أجل ..صدقتكَ ..هذه مزحة سمجة جداً أتعرف ؟ )

قال بنبرة جادة ( لست أمزح ..وعرفت بأنك لن تصدقني ، أليكساندر ، يمكنني أن أمزح بشان أي شيئ ..لكن موضوع ماكنزي أنا جاد جدا فيه)

(إذن تقول بان أندرو هنا برفقة أختي ؟ ) وحين سمعت نفسي اردد ذلك جلست بذهول وسألته مجددا لعلني أسأت الفهم ( أندرو هنا برفقة أختي الصغيرة ؟)

( كانا هنا هذا الصباح ..الان لابد وأنهما وصلا للبيت .. لقد قدمت لهما الأكل بيدي و هي لم تلمس طبقها قطْ، ، بدت مرهقة جداً .. صدقني أليكس ..إيمانويل يقول لك في كل مرة أنها بخير ..لكن مارأيته اليوم هو أن حالتها سائت أكثر من أي وقت مضى )

وقفت مثل المجنون ( هل تكلمت معها ؟ ) فوقفت تاماني بجانبي متسائلة سبب قلقي المفاجئ

شعرت أن دوغلاس يركض بسرعة لأن صوته كان يتقطع وحوله الكثير من الضجة ( تحدثت مع أندرو ..قال أنه جاء في مقابلة عمل وإغتنم الفرصة وأحضرها معه ليجري لها بعض التحاليل التي لا تتوفر هناكَ في القرية ، ماكنزي بدت مرهقة جداً لدرجة لم تستطع رفع رأسها من فوق الطاولة لكنها حين رأتني ..سألتني عنكَ وظلت تطلب مني أن أخذها إليك ..لم أعرف أين كنت وبقيت إتصل بك لكي تأتي ..لكنك لم ترد عليا قط )

( تبا تبا تبا تبا تبا تباَ ) عانقت تاماني ذراعي لكي أهدأ لا يمكنني أن أهدأ

( هناك شيء ما يجري والجميع يخفونه عني ، إسمع دوغلاس ..يجب أن أتصل ب أندرو فهو الوحيد الذي سيخبرني الحقيقة )

ثبت صوته فجأة لكنه قال لاهثا لأتأكد أنه كان يركض (أجل ..لقد ترك لي رقم هاتفه لأعطيه لكَ ، هو يريد التحدث معك أيضاً )

أعطاني الرقم فإتصلت به مباشرة وبمجرد أن أجاب حتى قلت ( مرحبا أندرو ..هذا أنا أليكساندر)

فسمعته يشهق مستغربا ( أليكساندر ..مالذي إستغرقك كل هذه المدة لتتصل ! )

( ماذا تعني .. ؟ عرفت للتو أنك كنت هنا في لندن برفقة أختي )

( صحيح .. أخبرت إيمانويل وهو وافق وحتى أنني طلبت منه ان يعلمك لكي تلاقينا هناك ..أختك كانت متشوقة لتراك وتتحدث عنك فقطْ، ألم يخبركَ ؟ )

( لم يخبرني .. كيف حال ماكنزي الصحية ؟ ) لكمت بدون وعيي الخزانة لكنها لم تترك ذراعي رغم ذلك

تنهد مجددا بيأس ( لايوجد أي تقدم ..بل حالتها تتراجع للخلف ، أليكساندر ماذا تفعل هناك بحق الجحيم ؟ عائلتك يحتاجون إليك هنا ، إرجع لمنزلك ..أختك لا تتوقف عن ذكرك وكم إشتاقت لكَ)

فقلت له لأنه لا يعرف ( أنا أعمل هنا )

( من الواضح ان أحوالك سيئة ، لاعجب ..إيجاد عمل صعب جدا في لندن وإن وجدت فالراتب لن يكفيك لدفع حتى إيجار شقة جيدة ، أليكساندر ..لقد كنت واضحا عندما أخبرت إيمانويل بأن يحضر ماكنزي 3 مرات في الأسبوع للعيادة ، لكنها عنيدة ولم تأتي منذ أشهر ، إيمانويل غير قادر على فرض رأيه عليها مثلك )

( ماذا ؟ ) صرخت بحدة

( مثلما سمعت، واليوم ذهبت بنفسي وأحضرتها معي لأجري لها بعض التحاليل والنتيجة لم تعجبني البتة ..حالتها تتدهور يوما بعد يوم ..عد ياأليكساندر وتفقد أختك .. عليها أن تجري العملية بأقرب وقت )

( حسنا أندرو ..شكرا لإعلامي بذلكَ ) أغلقت الخط وجلست على السرير مصدوما

فأنا لم أعد أشعر بقدماي ، إختلطت الأمور برأسي فإتصلت بإيمانويل ..لكنه أغلق الهاتف بمجرد أن رن ، كيف يعني أنها لم تذهب للعيادة منذ أشهر ؟ تبلد إحساسي لدقائق حيث شعرت أن هناك مؤامرة حدثت خلف ظهري ، إنها في السابعة عشر ، كيف سمح لها تفرض رأيها عليه ؟ كيف أعطاها الخيار لتقرر حتى ، لماذا لم يخبرني بالأساس ؟ .. ماذا يعني أشهر !!

( مالخطب ؟ ) سألتني قلقة وهي تمسك يدي المرتعشة فنظرت إليها وأرغمت نفسي على التغلب على أفكاري المضطربة ( مشكلة عائلية ..يجب أن أذهب بشكل طارئ إلى المنزل )

( تذهب ..الى كوتسوولدز ) ظهر الرفض الكلي بشكل جلي في عينيها ، فتأكدت كم تعلقت بي

أجبرت نفسي على القول ( أنا مضطر لذلك ، هناك شيئ يخفيه إيمانويل عني يتعلق بأختي )

إمتلات عيونها بالدموع فإنحنيت وقبلتها على خدها متأسفا ثم خرجت مباشرة للايدي سيليستيا ، أعرف أنها بعد العشاء هي تبقى في الصالة لتحتسي القهوة

( سيدتي )

وضعت فنجان القهوة على المائدة وإعتدلت بجلوسها ( نعم ؟)

( في الحقيقة ..لقد طرأت مشكلة لا تتحمل الانتظار في منزلي ، ومن الضروري أن أذهب غداً لأجد لها حل ..وجئت لأطلب الإذن منكِ ) تعمدت أن أخبرتها بالتفاصيل لكي لا ترفض بسرعة

فكرت قليلا ثم سألتني ( كم سيدوم غيابك ؟ )

( فقط يومين )

وبشكل ما قالت فاني التي تكتفي بالجلوس هنا بدون أن تشاركها القهوة ( يومين سيمران بسرعة كما أنها عطلة نهاية الأسبوع .. تاماني لن تحتاجه لانها معاقبة ) وإبتسمت معي ففهمت أنها تحاول مساعدتي

ويبدو أن رأيها مهم للايدي سيليستيا التي هزت وجهها موافقة ( لا أرى مانع ، لكن ليكن في علمك ..راتبك سينقص هذا الشهر بسبب هاذين اليومين ، ومن الأفضل أن تكون هنا يوم الإثنين)

( شكرا سيدتي ) لحسن الحظ وجود فاني هنا ، والان أنا عائد إليها وقلبي يؤلمني ..عليا أن اتركها لهاذين اليومين

دخلت فوجدتها تجلس أمام منضدتها وتنظر لوجهها الشاحب في المرآة ( والدتي رفضت صحيح؟)

( لقد وافقت ، أعطتني يومين )

ففتحت فمها بقوة ، وإمتلأت عيونها دموعا ( هل ستذهب حقا ؟ )

( حبيبتي ، عليا حقا أن اكون هناكَ، اختي ليست بخير ، يجب ان أطمئن عليها بنفسي )

وكم حزنت وإرتعبت ثم وقفت وعانقتني بقوة رافضة أن تتركني ( لاتخبرني بشيئ أليكساندر .. إما أن تبقى معي هنا أو تأخذني معكَ )

( أخذك معي ؟ هل تستمعين لكلامك الأن ؟ تاماني كوني جادة لأنني جاد الان ) قلت بصوت حاد خرج رغما عني

سارت بغضب نحو منضدتها وحملت ملقطا ( عليك ان تأخذني معكَ، بطريقة أو باخرى أنت لن تتركني هنا بمفردي ياسيد ستون .. او أقسم انني سأجرح نفسي الأن )

وضعته على عنقها فقلت وأنا أربع يدي ( أتحداكِ ) لكنني كنت قلقا من حالتها وكأنها ستتعرض لنوبة إنهيار ، رغم ذلك قاومت إقترابي منها لتدرك جدية الأمر ، طالت لحظات الصمت ثم إتسعت عينيها بهلع حين قلت لها ( ماكنت تركتكِ لولا كان الأمر طارئ )

( اتظنني حقا أستطيع إمضاء يومين بدونكَ ) قالت بصوت متوتر وبمجرد ان صمتت حتى رأيت خطا أحمر ينزل على عنقها

لاأعرف كيف نزعت ذلك الملقط منها وعانقتها ( أيتها المجنونة ..هل فقدت صوابك ؟)

( أنت هو نصفي الاخر ياأليكس ..النصف الجيد ، لا أتحمل أن تغيب عني ولو لدقيقة )

شبكت أصابعها لصدرها متوسلة ( أنا أحتاجك مثلما تحتاج الأرض الى الشمس .. أنت شمسي ، أرجوك خذني معكَ ، ألست مهمة لك بقدر أختك ؟ )

همست وقلبي يخفق قلقا عليها (بلا )

رأيت عينيها تختنقان بالدموع ( إذن خذني معكَ )

( كيف بحق الجحيم ؟ ) فقدت السيطرة على صوتي فإبتعدت عنها ووقفت لأدخن في الشرفة

قالت بتلهف ( كل ماعليك فعله هو الموافقة )

نفثت الدخان في الهواء وأومأت ( طبعا أنا موافق ..لكن كــيف ؟؟ )

راحت تبتسم وتمسح دموعها العالقة ،حملت هاتفها ولااعرف بمن إتصلت حتى قالت ببهجة وحماس ( مرحبا نيكول .. أعتذر على إتصالي بهذه الساعة المتأخرة ، لكنني أحتاج لمعروف )

حين لمعت عيونها عرفت أن نيكول ستوافق لانها لطيفة

( إذن أود الذهاب لمكان خاص جدا في عطلة نهاية الاسبوع ووالدتي لن تقبل لذلك فكرت ماذا لو قلت لها أنني سأتي لأبقى معكِ وبنفس الوقت لأتقرب أكثر من أخوك جيريمي ..هي لن ترفض ..أرجوك أرجوك نيكول )

وبدأت تقفز مجدداً ( شكرا نيكول ..أنت حقا رائعة ! وأخبري جيريمي لكي لا يقول شيئا أمام إخوتي في العمل)

أغلقت الخط وركضت لتقفز أمامي ( ساتي معك إلى منزلكَ وسألتقي عائلتكَ )

فتجاهلت سعادتها المفرطة وفكرت كيف سيكون رأيها حين ترى حياتي الحقيقية



اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 11:45 PM   #37

كريستال ساريتا

? العضوٌ??? » 484366
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » كريستال ساريتا is on a distinguished road
افتراضي

جميلة القصة
أحببت اليكس جدا 😍✨⁦🤦🏻‍♀️⁦❤️⁩⁦❤️⁩
متشوقة لأعرف بقية الأحداث 💞💞💞

متى الفصل القادم🙄


كريستال ساريتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 11:56 PM   #38

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريستال ساريتا مشاهدة المشاركة
جميلة القصة
أحببت اليكس جدا 😍✨⁦🤦🏻‍♀️⁦❤️⁩⁦❤️⁩
متشوقة لأعرف بقية الأحداث 💞💞💞

متى الفصل القادم🙄

thank you dear

الفصل القادم هذا الأسبوع إن شاء الله




اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 12:01 AM   #39

كريستال ساريتا

? العضوٌ??? » 484366
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » كريستال ساريتا is on a distinguished road
افتراضي

منتظرة على أحر من الجمر لا تتأخري

أنا عاشقة للروايات الغربية وراح اضيف هاي للائحة خاصتي

ممكن أعرف كم فصل بقي؟ لاني تحمست لأعرف شو راح يصير
بين اليكس وتاماني


كريستال ساريتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 12:16 AM   #40

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريستال ساريتا مشاهدة المشاركة
منتظرة على أحر من الجمر لا تتأخري

أنا عاشقة للروايات الغربية وراح اضيف هاي للائحة خاصتي

ممكن أعرف كم فصل بقي؟ لاني تحمست لأعرف شو راح يصير
بين اليكس وتاماني

مرسي حبيبتي

انا ايضا احب الروايات الغربية ، هاد رواية بقي فيها 16 فصل ، كنت ناوية أكملها بمدة قصيرة لكني تكاسلت haha


اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.