آخر 10 مشاركات
13-كلنا أحببناها - روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          10-الحب الحقيقي -روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          2-لقاء وفراق-روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          القلب النبيل - للكاتب مجدي صابر - روايات ندى (الكاتـب : Just Faith - )           »          حصريا .. رواية وجدتك للكاتب مارك ليفي** (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أحلام بلا حدود - باتريسيا ويلسون - أروع القصص والمغامرات ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          السحر الأسود - صوفى ويستون - أروع القصص و المغامرات** (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree10Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-21, 02:15 AM   #171

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي


.
.
.




الـيـوم الـتـالـي
قـرطـبـة – صـبـاحـاً




ثـلاث سيـارات سـوداء كبيـرة معتمـة
مركونـة بانتظـام خلـف بعضهـا البعـض .. أمـام بوابـة المستشفـى
يقـف بـ استقامـه أمـام السيـارة الأولـى
وعينيـه مـن تحـت النظـارة الشمسيـة .. تراقـب رجـاله يتوزعـون ع السيارتين
اقترب لبـاب المستشفـى مـا أن خرج ليوناردو
ابتسم بهدوء ليقول



صقر : هل انت مستعد ؟
ليوناردو يحاول تجميع شجاعته : مستعــد
التفت لباتريك ولوكا يقف يراقبهم : اين بيلا وسندس ؟
باتريك يلتفت ليقول : آه .. سأذهب لاستدعاهم سينيور
صقر بحده : اســـرع
ليكمل حديثه الموجه لـ لوكا : لوكا .. ماذا حدث للسجناء بالمستودع ؟
اقترب بهدوئه : لا زلنا نحاول معهم سينيور .. انهم أوفياء حقاً .. لم يتفوهوا بأي كلمة
صقر : ألا تعلم الطرق الأخرى ؟ .. أريد ان اعرف معلومة واحده منهم
لوكا : حسناً .. سأتبع الطرق الأخرى
صـوت نبـاح الكلـب العـالـي يقترب منهـم .. لـ يجلس ذلك الأب بضعف ع ركبتيه
وذراعيـه المفتوحـة لاستقبال هذا الكلب الوفي
ليوناردو يحتضن بوبي : آه يا إلاهي بوبي .. كيف نسيت أمركَ طوال هذه الفترة ؟ آنا اسف هل انت بخير ؟
نبح الكلب بقوة .. وكأنه يخبر سيده انه بخير وكان ينتظره طوال الفترة الماضية
ليوناردو ابتسم ليقول بحزن : بوبي .. هل تتذكر جيزيل ؟ .. انها مريضة جداً الآن .. سأذهب لاصطحابها .. انتظرنا هنا .. سنعود معاً



اكمل الكلب النبـاح .. والفتاتين يقفن بصمت خلفـه
بيـلا بنظرات مشفقـة .. وتلكَ الدكتورة بـ غضب وكره لهذه الرحلة الإجبارية ..!
صعـد الجميـع للسيـارة .. لـ تبقـى وحدهـا تقف وباتريشيا تخبرها بكلمات أم لـ ابنتها



باتريشيا تحتضن كفها : اعلم انكِ غاضبة .. ولكنني أثق بكِ .. أثق انكِ ستفعلين اللازم لمساعدة ذلك المسكين
أبعدت عينيها عن الواقف خارج السيارة ينتظرها ، لتقول بهمس : سأفعل ذلك باتريشيا .. ولكنني أشعر بخوف
باتريشيا : بالطبع ستشعرين بذلك .. هذه المرة الأولى لكِ خارج القصر
سندس تبتعد بعد احتضانها لها لتقول : أتمنى ان يكون ذلك السبب فقط
ابتسمت لها وهي تغادر للسيارة لتقول : لا تقلقي عزيزتي .. سيقوم الجميع بحمايتكِ .. فالسيد لن يدع مكروهاً يصيبكِ
وقفت خطواتها قبل صعودها للسيارة لتستمع لهمسه : تراها صاجه(صادقه) .. وانتي كيفج تصدقينها ولالا ..!
رفعت عينيها له لتميل رقبتها للخلف بسبب قربه منها : والمكروه لاجاني منو بيكون سببه !! مو انت ؟
نزع نظارته عن عينيه التعبة من السهر والتخطيط ليقول : الحين صرت انا مكروه ؟ الله كريم .. اركبي اركبي لا احذفج داخل الحين





سـارت السيـارات بطريقهـا لـ غرناطـة
طريـق سـالـك .. ع جوانبـه الأرض الخضـراء الجميلـة
ساعتـان وبضعِ دقائـق .. مـدة الرحلـة
شعـرت بـ ضيق من هذه السيارة الغريبـة ..!
كرسيـان طويلان يقابلان بعضهما البعض
ع يساري بيـلا .. وامـامـي ذلك العملاق البغيض وع يمينـه ليوناردو
وخلفـه باتريك ورجل آخـر يقود السيـارة
مضـت 40 دقيقـة طويلـة ومملـة حـد الثمـالـة ..!
بيـلا تشاهـد برنامج مـا بهاتفهـا .. والرجلان يتبادلان الحديث
الـذي لم يشدنـي من حديثهـم .. إلا المقتطـف الأخيـر




سندس بصدمة : انت !! انتَ هو البروفيسور ليوناردو رومان .. صاحب بحث " الخلايا الجذعية لعضلة القلب " ؟
ناظرها باستغراب ، ليدير رأسه لـ ليو الذي ابتسم وهو يقول : اوه هل انا مشهور حقاً ؟
سندس بصدمة وتشير بكفوفها : لكن كيف ؟ لقد سمعت انك توفيت بعد انتهائك من بحثك ؟؟
ابتسم لينظر لصقر : اووه هل تتذكر !! قبل 12 سنة ؟
ابتسم صقر ليقول : بالطبع .. كانت اول مهمة لي كـ قائد
سندس تراقب الاثنين : ما الامر ؟ اخبرووني ؟
ليوناردو : كيف اطلعتِ ع بحثي ؟
سندس : كان هناك بروفيسور في قسم القلب عندما كنت متدربة في احدى مستشفيات أمريكا .. طلب منا دراسة بحثك
ليوناردو بانبهار : اوه رائع .. تلقيتِ تدريبكِ بامريكا ؟
سندس : سنوات دراستي كلها كانت هناك .. عدت للكويت للوظيفة فقط
ليوناردو يصفق بكفوفه : لقد ابهرتني دكتورا .. كانت الشائعات حقيقية بشأن موهبتكِ الطبية .. عندما لقبوكِ بـ "هيرموسا دكتورا" .. ظننت انكِ جميلة فقط .. ولكنكِ ذكية أيضاً
سندس باستغراب : شائعات ؟
ليوناردو : كنت اعلم بأخبار القصر طوال فترة اختفائي
صقر بضحكة : توقعت ذلك .. لا اعلم كيف اصبح لديك هؤلاء الرجال الاوفياء
ليوناردو بهدوء : لأنني انقذت أشخاص عزيزين عليهم





اسنـدت ظهرهـا للمقعـد .. لتديـر رأسهـا للنافـذة التي بقرب بيـلا
لـم تتوقـع بـ يوم أنهـا ستقابـل صاحب أحب بحث والذي أعجبت بهِ جداً
وحزنـت جـداً عنـد سماعهـا بـ وفـاتـه ..!
تحركـت عينيهـا لـ صاحب السـؤال الغريب .. لـ يتقابـل بؤبؤي عينينـا



صقر : ليش ما تسأليني ؟
سندس : اسألك عن شنو ؟
صقر : عن فنر وضاري
ابتسمت بسخرية : يعني بتقول لي لو سألتك ؟
صقر : وليش مااقولج ؟
سندس ترفع اكتافها للأعلى : يمكن تتنيحس وتلعب بأعصابي
صقر بابتسامته الطرفية : قبل شوي مكروه .. والحين نحيس وألعب بالأعصاب ؟
سندس : يوه .. ماتدري انك منبع هالصفات كلها ...؟؟
صقر يزيل حزامه ليثبت اكواعه ع ركبتيه واصبح اقرب لها : لا والله مادريت .. علميني يا دكتورة .. يا منبع الأخلاق والأدب
سندس : واضح انك تتمصخر علي .. بس نسكت لخاطر فنر وضاري واخبارهم
رفع حاجبه وهو يقول : وعناد موقايل شي
سندس بغضب نفثت الهواء من فمها : اووف .. قايله انك نحيس وتلعب بالاعصاب
صقر بخبث : وضيفي عليها عملاق ويغلب السنفورة بطرف اصبعه بس
سندس بقهر : مستانس يعني بطولك الأهبل ؟ ترى كل طويل هبيل
صقر بضحكة : وكل قصير داهية
سندس تشير لنفسها : انا داهيه ؟؟؟
صقر : وأكبر داهية .. ما سمعتي ليو واهو يقول انج ذكية
ابتسمت بمثل ابتسامته الطرفية لتربع ذراعيها تحت صدرها : يعني تعترف بلسانك اني اذكى منك ؟
ارجع ظهره للخلف ليقول : منو قااال ؟؟
اشارت بأصبعها عليه : انت توك قلت
صقر يشير لنفسه باستعباط : انا ؟؟ .. لالا شكلج سمعتي غلط .. انا قلت ليو اللي قال انج ذكية مو صقر
سندس تبعد نظراتها عنه لتقول بقهر : سخيييييف





عـاد الصمـت يسكـن أرجـاء السيـارة
وتبقـى مـن الوقـت للوصول للوجهة المقصـودة .. نصـف ساعـة فقـط
انغمسـت فـي أفكـارهـا الخاصـة .. وسرحانهـا العميــق
وفـي لحظـات الهـدوء والسكينـة .. وقفـت السيـارة المسرعـة بـ شكـل مفـاجـئ
لـ يترنـح جميـع الجالسيـن بـ داخلهـا .. وخـوف لامـس قلوبهـم
اغمضـت عينيهـا .. لا تريـد مشاهـدة نهايتهـا
ولكـن .. لا شيء حـدث .. وتوقفـت السيـارة
ويوجـد شيءُ مـا فـوق ركبتيهـا
فتحـت عينيهـا بخوف .. وكفوفهـا فـوق قلبهـا
تستمـع لـ بيـلا التـي تقـول لهـا بخوف
" دكتورا هل انتِ بخير ؟ .. اخبرتكِ مراراً أن تضعي حزام الأمان "
لأدير نظراتي لـ ليـو الذي ارسل لي نظرات حنونـة خائفـة
وأخيـراً توقفـت عينـاي عنـده .. وكفوفـه فوق ركبتي
وصوتـه الهادئ .. بـ لمسـة خـوف ، نعـم خـوف !!



صقر : فيج شي ؟ شفيييه قلبج ؟؟؟
سندس بخوف : ش شصااار ؟
صقر : لزمنا بريك .. كان قدامنا قطيع مواشي .. ليش ماسكه قلبج فيج شي ؟
سندس تحرك رأسها بـ لا : ما فيني شي .. يمه والله ع بالي سوينا حادث
صقر : أكيــد ؟
سندس تبلع ريقهـا الجاف : أكيــد
الآن لاحظـت كفوفـه .. وجلسته ع ركبتيه أمامهـا .. لـ يعود للجلوس بقرب ليوناردو
تحدثت بخوف : شلوون وصلت لي عندي ؟
شد ظهره الذي آلمه عندما قفز لها : شلون ؟؟ أقول احمدي ربج اني انا بعد مورابط الحزام .. ولا جان طرتي بروحج وطلعتي من السياره
سندس اتسعت عينيها بخوف : ص صج ؟؟؟ .. بسم الله علي
صقر يتحدث بهدوء وكفه ع ظهره : لو ما انتبهت للوضع وثبتج .. يعني المفروض تشكريني
سندس تراقب كفه الذي يمسح ع ظهره : اشكرك ..؟؟ تعورت ؟
صقر بابتسامته الطرفية يتجاهل كلامها ليقول : شفتي ان باتريشيا ما تقول إلا الصج .. لو انا مو موجود منو بينقذج غيري !!
سندس سحبت الحزام لتغلقه بشده ، ولسانها يردد : مالت عليك انت وباتريشيا .. الحين عاد بيذلني ع هالموقف
صقر ضحك بقوة وليو وبيلا يتبادلون نظرات الاستغراب : هههههههههههههه وكل الناس مالت عليهم عندج ؟؟ ما في رد جميل !
سندس بنظرات غاضبة : رديت جميلي من زمان .. بالماضي
صقر : وشلون تردين جميل بالحاضر .. بالماضي
سندس : لان انت اللي رديت جميلي لك الحين
صقر : لا لا .. وشنو هالجميل اللي سويتيه لي وتوني الحين رديته لج ؟؟
سندس بثقة : انقذتك من المووت .. ولا نسييت
صقر بصوت أقرب للغـزل : وشلوون أنســى .. قبلــة الإنعــاش




شهقـت بخجـل .. ودموع تتساقـط مـن أطراف عينيهـا
لـ تفتـح قفـل الحزام و تسحب حقيبـة بيلا القريبـة منهـا
وتوجه له ضربات متتاليـة
ولسانهـا الخجــل .. لا يتوقـف عـن قول




سندس : قليــل أدب .. حقييير .. اااه حمممممار .. الله يأخذ الساعة اللي انقذتك فيها
بيلا بصدمة من هذا الهجوم : دكتورا .. ماذا تفعلين يا إلاهي ؟؟؟؟
ليوناردو ثنى صفحـة كتابـه ليغلقه وهو ينزع نظارته الطبية : ما الذي حدث ؟
بيلا احتضنت خصر سندس لتسحبها لجهتها : لا اعلم ماذا حدث لهم .. توقفي ارجوكِ
سندس بغضب : اتركيني بييييلا .. ابتعدددددي




توقفـت السيـارة
وصـوت باتريـك يعلـن وصولهـم لوجهتهـم
لـ يفتـح السائـق البـاب لهـم .. وانصـدم مـن الحـرب المقامـة ضـد سيـده
وصرخـات الدكتـورة !
بـ لمـح البصـر .. سحـب الحقيبـة لـ يرميهـا للخـارج
حاصـر كفيهـا بكفـه اليمنـى .. دفعهـا للخلـف قليـلاً
لـ تسقـط بأحضـان بيـلا التي لا زالت تتعلق بخصرهـا
جلـس ع ركبتيـه .. ولا يستطيع الوقوف من طولـه
البـاب مفتـوح بالكامـل .. وضـوء الشمـس ينيـر ظـلام السيـارة
ليـو وقف خارجـاً .. متجاهـلاً الحـرب المقامـة بالسيـارة
رفـع طرف شفتيـه اليسـرى للأعلـى .. ليبتسـم بخبث
وصوتـه الهامـس .. يلامـس حواسهـا التـي ارتعشـت بقـوة



صقر ونظراته تتعلق بعينيها : تبين نعيدها الحين ؟ حسافه ما حسيت إلا بنهايتها
كتمت شهقتها ، لتقترب لكفه المحتضن لكفوفها ، وتغرس أسنانهـا الحادة بجلـده بقهـر وحقد وكــره
ابعدها بقوة لـ يخرج من السيارة بنظرات نارية : آآه .. ما انساها لج يا الشرسه
تحررت من بيلا التي تركتها ما ان غادر السيد : أعلى ما في خيلك اركبه .. قليل اددددب .. حتى خوف من ربك ماكووووو
خرجت بيلا وكفها ع رأسها : أووه يا إلاهي .. لقد وصلنا للتو .. ماذا بكم ؟؟
خرجت خلفهـا لتقول : هو من بدأ .. انظري إلى عيني بيلا انظظظظري
ناظرتها بيلا باستغراب بعد ابتعادهم عن السيارة : ماذا بهم ؟
تسحب جفنها السفلي للأسفل لتقول : هل ترين أنني فقدت عقلي ؟ بسبب ذلك العملاق البغيييض
ابتسمت لتنقلب ابتسامتها لضحكة قوية : اووه يا إلاهي .. لا استطيع التوقف عن الضحك
تبعتها لتصرخ بغضب : ولماذا تضحكييين ؟؟؟؟؟
بيلا وقفت لتناظر المكان بانبهار : وووااااووو انه مكان رائع




للتـو عـاد جـزء مـن عقلهـا
دارت بجسدهـا ع الأرض الشاسعـة التـي يقفـون بـ منتصفهـا
أرض زراعيـة .. أشجـار القمـح باهتـة اللـون تغطي هذه الأرض بكاملهـا
وبـ المنتصـف منـزل صغيـر .. كأنـه حظيـرة ..!
اتبعـت الجميـع .. بـ قيـادة ليو وصقـر !!
تعلقـت كفهـا بـ كف بيلا المتحمسـة
لـ يقفـوا أمـام باب الحظيرة الكبيـرة
وليـو يدير ظهره للباب .. ويواجه الجميع بصوته الحزيـن




ليوناردو : خلف هذا الباب .. غرفة عمليات مصغرة .. ساعدني بإعدادها بعض الأصدقاء بالسابق .. ولكن المكان مهجور منذ أكثر من 5 سنوات .. لذلك يحتاج للتنظيف .. انا اطلب منكم المساعدة .. ساعدوني بإخراج ابنتي ومعالجتها .. أرجووكم




حـزن الجميـع .. لـ يصرخـوا بهتافات تشجيعيـة
وأصواتهـم تعلـوا لـ يقولـوا .. أنهـم سـ يفعلـون المستحيـل للمساعـدة
وبيـلا .. الأكثـر حماساً بصوتهـا والدموع تنساب من عينيها
دفعـت بجسدي للدخـول .. وذلك العمـلاق يبتعـد لـ خلـف الحظيـرة ..!
تبادلـت النظـرات مـع بيـلا .. ابتسمنـا وأجسادنـا تكتشف المكـان
لـ تقـول بيـلا " لا بأس بجودة الأجهـزة .. ولكننا نحتاج للتنظيف والتعقيم أيضاً "




إذا
هـا هـو المكـان
سـ نـأتـي بـ تلكَ الفتـاة .. حبيبـة رئيـس المنظمـة
كمـا أخبرتني بيـلا .!
لـ نعالجهـا بـ السـر
ولكـن
مـا هـي توابـع هـذه المهمـة ...!
للتـو كـادت روحي تزهـق
والآن .. أنـا أذهـب للمـوت بـ قدميّ
وربمـا تزهـق روحـي حقـاً هذه المـرة ..!





.
.
.




الـشـالـيـه – ظـهـراً





استيقظـت ع همسـات ذلك الصغيـر وقبلاتـه
وصوتـه الذي يقـول " ماما جوعان يلا قومي "
ارعبتـه ردت فعلـي .. احتضاني لـه بقـوة وانـا أجهش بالبكـاء
كـدت افقـده للأبـد .. قبـل ساعـات كثيـرة !!
كـادت مسامعـي تفقـد صوتـه .. وقلبـي يفقـد لمساتـه الحنونـة
لا اعلـم كيـف غلبنـي النـوم .. ربمـا رحمـة عظيمـة من ربي لـ قلبي المتألم !
فتحـت هاتفـي ع رسـالة عزيـزاً
" دقيت عليج ماتردين .. نوم العوافي ..
الحمدلله حالتها مستقرة وما تحتاج تنظيفات
وحاطينها بالملاحظة وبنطلع الظهر إن شاءالله "





وهـا قـد آتـى الظهـر .. بانتظـار عودتهـم
بـراكَ يجلـس بهـدوء يلعـب بمـا بين يديـه .. بعـد رفضي القاطـع خروجه لوحده للخارج!!
خالتـي وامـي .. وصلهمـا الخبـر من الخادمـة
لـ ترتعب الخالـة .. وتتصـل بوالدتـي .. لا اعلـم ولكنهـم امامي الآن



ام محمد : والله روعتني هالخدامة حسبي الله ع عدوها .. بابا عزيز ما في
ام عبدالله : انتي اللي روعتيني والله ع بالي براك فيه شي وردوا فيه الطبيب
ام محمد : والله ع بالي قالوا لج شي .. واخر شي طلع ساري بمها مو ليال وولدها
ليال بهدوء : حصل خير .. ويوم طلعوا انتوا نايمين وين نقعدكم ونخرعكم
ام عبدالله : خليت مرت عبدالله مع عيالها وجيتكم
ليال : ابوي وينه ؟
ام عبدالله : من صلى الظهر طلع يقول بيروح للرياجيل
ام محمد : والله هقينا احنا اللي نغير جو .. طلعوا حتى الرياجيل عاجبهم الجو والجمعه





المسكنـات .. اختـراع لا مثيـل لـه
عـاد جسـدي لـ السكـون .. تحديداً ذلك المكـان الذي احتضن طفلـي لأيـام قليلـه فقـطَ !
ترجلـت من السيـارة .. تسيـر لـ بـاب الشاليـه
رفضـت العـودة للمنـزل وقطـع إجازتهـا أو إجـازة الجميـع ..!
ابتسمـت بـ راحـة .. تتذكـر ملامـح "ليـال" ونظراتهـا ولمساتهـا
هـل هـي مشاعـر وليـدة اللحظـة فقـط ..!
وعنـد دخـولي لـ البـاب الذي أمـامي .. سـ يعـود كـل شيء لسابـق عهـده ..!





وقفـت
بـ ملامحهـا الهادئـة .. هـدوء احتـل كل خليـة بـ جسدهـا
لا تعلـم هذه الخلايـا .. هـل تعلـن انهـا راضيـة أتـم الرضـى عـن انضمـام
" الشريكـة مهـا "
لـ مملكتـي .. لا لـ عائلتـي تحديـداً
أو
أزيـل شعـور الامتنـان مـن قلبـي .. لأقـذفـه بـ البحـر الذي يحيطنـا من الأمـام ..!
ابنهـا .. أمهـا .. خالتهـا
تقبـلان تلكَ الـ "الضعيفـة" .. وتتحمدان لها بالسلامـة والعـوض !
سـرت .. نعـم سـارت خطواتـي لهـا
يسيرنـي قلبـي .. قلـب الأم ليـال .. وليـس الزوجـة ليـال
سقطـت دموعـي الضعيفـة .. كـ ضعـف مهـا
سقطـت بـ ألـم .. لـ تتحرك شفتـي وينطـق لسانـي



ليال ومها امامها : الحمدلله ع السلامه .. معوضة خير يارب
مها بابتسامة هادئة ودمعة من عينها تشارك التي امامها بدموعها المنسابة : الله يسلمج يا ام سالم .. وجزاج الله خير
ليال بصوت مبحوح : عمري مراح انسى لج هالجميل يا مها .. ولا بنسى شكلج وانتي منهارة والدم يغطيج
مها بحزن : ليال .. قلت لج هذا براك .. احبه ولا ابي تفكرين انج لازم تردين لي هالجميل
ليال بشهقة : لا .. هذا مو بس براك .. هذا ولدي يا مها .. انا مااتخيل حالي شنو بيكون لو ربي اخذ براك .. او واحد من عيالي .. مو قادره اتخيل الدنيا وانا ام فقدت ضناها
عبدالعزيز بحزن ع انهيار ليال : اذكري الله يا ليال .. انتي مؤمنة لا يلعب فيج الشيطان
ليال تمسح دموعها بقوة : ونعم بالله .. بس قلب الام ضعيف ياعزيز ضعيييييف عند ضناها
ام عبدالله بحزن تستذكر سندس وحزنها السابق وراحتها بعدما اخبرتهم ليال انها تواصلت مع صديقة لسندس معها بالحملة واخبرتهم انها بخير : يا يمه بس .. تعالي عندي
ام محمد : لا حول ولا قوه إلا بالله .. يا يمه يا ليال لا تخرعين الولد قام يبجي معاج
جلست بعد جلوس الجميع ، حضنته بقوة لتقول : اسم الله عليك .. مافيني شي يا ماما ليش تبجي ؟
براك بصوت طفولي : لان انتي تبجين .. وخاله مها مريضة وكله مني
صُعق الجميع من كلامه ، ليقول عبدالعزيز : لا حبيبي خاله مها بس تعبانه شوي
براك بشهقة : لا .. ماريا تقول خاله مها مات البيبي اللي ببطنها لانها طلعتني من حمام السباحة
مها اشارت له ان يأتي لها ، لتبعده والدته عن احضانها وتدفعه للذهاب لها
جلس ع يمينها لتتمسك بكفوفه وابتسامة ع شفتيها : شوفني انا الحين بخير .. والبيبي كان صغير حيل .. ومريض وراح عند الله
براك بطفولة : بس انا ماشفته ابي اشوفه
مها بابتسامة : قول ان شاءالله بالمستقبل تشوفه وتغني له .. تذكر الاغنية اللي كنا نغنيها بالروضة ؟
براك بملامحه وهو يحاول التذكر ودمعة سقطت من عينه اليمنى ، قال بحماس : اااي مالت العصفور
مها بابتسامة : ااااي .. شلون تغنيها للأطفال ؟؟
براك وقف بحماس ليشير لوالدته ان تراقبه : اممم كنا نوقف كلنا بدائرة بالروضة ونقول .. ذهب الليل والعصفور صوصوصوصو
مها بضحكة : ههههههههههههههه صح .. شااطر بس لازم تحفظها عدل
براك اقترب ليقول بحماس : ااي انا ناسيها حفظيني إياها خاله تكفيين .. علشان اغنيها لسوسو الصغيرة
عبدالعزيز باستغراب : سوسو منوو بعد ؟
ليال بابتسامة هادئة : قصده بنت حسن الصغيرة سندس






بعيـداً عـن الضوضـاء
وأصـوات الأطفـال .. بـ مرحهـم وفرحهـم
بعيـداً عـن بـؤرة التجمعـات
يسيـرون خلـف الشاليهـات .. لـ طلـب القهـوة البـاردة
وبعـدهـا العـودة لـ الضـوضـاء !
لا .. لا زال يوجـد هنـا ضوضـاء
صـوتهـن بـ عاطفتهـم الجياشـة .. ومشاعر الأمومـة التـي ظهـرت من الخيـال ..!
يصفـون مشاعرهـم بـ حادثـة الأمـس المأساويـة
بـ الطبـع .. هـي حادثـة مأساويـة .. والحمدلله كثيراً انتهت بـ سـلام
عيناهـا تراقـب كـل " أصيص" يحتوي ع الأزهـار
ومسامعهـا .. تستمـع لـ الرقيقتيـن




غلا بحزن : والله ماقدرت انام .. لين سمعت ابوي يكلم عبدالعزيز ويقوله براك بخير واحنا رادين الشاليه
نور بتعاطف : واااي والله جميل هالبراك .. عورت قلبي امه امس وانهيارها
غلا : وتخيلي لما قعدت اليوم ع الغدا ضاق خلقي زيادة
نور باستغراب : ع شنو ؟
غلا : سمعت امي وأسماء يتكلمون عن وحدة اجهضت .. ويوم دريت انها مها تقطع قلبي عليها
نور : الله يعوضها ان شاءالله .. صج امس الكل مركز ع براك ونساها واهي اللي طبت له وملابسها كلها مااي مسكينه حتى نقابها
نوران تتحدث وعينيها لازالت تبحث : انا انتبهت لها ورحت معاها لين وصلت للشاليه .. ورديت وانتوا ع حالكم متحنطين
نور باستغراب : بسم الله متى رحتي ورديتي لنا ؟
نوران : تبيني أوقف مثلكم ولا اسوي شي ؟؟؟ والناس يموتون إذا ما راقبوا غثووني .. ودي اصرخ عليهم واهاوش بس يوم شفت ضاري هونت
غلا : صج تجمعهم غلط .. بس بشر والفضول فيهم
نوران تتلمس الورود باناملها : معقولة مافي ولا وردة لونها بنفسجي ؟؟؟
غلا تقترب لتقول باستغراب : انتي علامج ؟؟؟ ترى تعبنا واحنا نلحقج ولا عارفين وين رايحه ؟؟
ابعدتها بكفها لتسير للامام للأصيص الآخر : اهوو بعدي عني بس .. ترى مالي خلق اتناقش
غلا ابتعدت لتسحب نور وهي تقول : هذي شفيها بعد ؟
نور بملل : فجأة لما قعدت من النوم قامت تقول بدور بكل شبر بالشاليه واشوف إذا في مكان فيه مثل الوردة اللي امس .. فمثل ماتشوفين هذي خطتها تدور مصدر الوردة البنفسجية
غلا : اهااا قولي الوردة اللي امس .. اختج هذي تموت إذا ما نبشت .. خلاص طاف وردة وخير يا طير
نور : ماعلينا منها اسمعي .. شفتي راعي الحلال ع قولتكم شلون انقذ براك ؟
غلا تميل شفتيها : ااي شفته .. زين طلع يعرف شي ثاني غير نياقه
نور : والله انه رجال .. الناس واقفه ولا سووا شي واهم يشوفون مها تطب بالمسبح وتسحب براك بروحها .. ما فزع إلا اهو
غلا : ااي درينا الله يجزاه خير
نور باستغراب : انا بفهم ليه تكرهينه ؟
غلا بشهقة : انا اكرهه ؟ شكوووو
نور : مادري عنج ماتحبين تتكلمين عنه ولا عن امه ولا اهله .. وضعج غريب
غلا : هاها خيالج واسع .. عادي ما فيني شي طبيعية
نوران تعود لهم : أي خير ان شاءالله .. انتي طبيعية ؟ إلا قولي هبله
غلا بغضب : نورانو فكيني من شرج .. امشوا نرد اوف مت حر
نوران تسير بجانبهم : الحين ذبحج الحر؟ من اليوم نمشي
نور بملل تسير بين شاليهين : بس ترى والله راسي يعورني من الشمس
نوران تسير امامهم : اوف قهر ولا مكان فيه الوردة ؟؟ من وووين جت انزين ابي اعرف ؟
غلا بضحكة استهزاء : الحين منو اللي مو طبيعية ؟؟ الحمدلله والشكر نتكلم بموضوع وتدخل بموضوع ثاني
نوران وقفت فجأة ليصدموا بظهرها ، نور : شفيج ووقفتي فجأة ؟؟
نوران : بنات ردوا ورى شوي شوي لا تطلعون صوت
غلا بخوف : شنوو فيه ؟؟ خرعتيني
نور ابتعدت عن ظهر اختها لتنظر إلى ما رأته اختها ، بتردد : غلاوي ردي شوي شوي مثل ماقالت نوران
غلا لا ترى إلا ظهر نوران الطويل : والله رجولي انشلت من الخوف .. قولوا بسرعه شفيكمم ؟؟؟
عادت خطوة للخلف وذلك يتحرك امامها ، نوران : امشي بهدوووء لا تركضين تسمعييييين
سارت نور بجانب اختها بهدوء للخروج من الممر بين الشاليهين : غلاوي لا تشوفين دوري بجسمج
غلا بغضب : يا حماره انتي وياها والله لو تطلعون تلعبون باعصابي ياويلكم




انكشـف الـدرب امامهـا ..
والتـوأم يسيرون بهـدوء عائدين للخلـف
رفعـت عينيهـا .. سأرى ما تخفيانــه !!
تسمــرت بمكانهـا .. وعينيهـا البـارزة بخـوف
كلــب .. أبيـض اللـون .. كبيــر .. لسـانه الضخـم
عينيـه .. وقعـت علـي
شهقـت بـ رعــب .. كــم أكره الحيوانـات بجميع أنواعهـا
رجعـت خطـوة للخلـف .. تليهـا خطوة أخرى
لـ تدير جسدهـا .. وتركض مبتعـدة بأقصـى ســرعــة




نوران صرخت : يا الهبله لا ترككككضييييين لا يلحقج
نور بخوف : امبيه الهبله ركككض وراها .. نورانو شنسوي
نوران ركضت تتبعهم : شنسوي بعد ؟؟ نركض ورى الهبله اللي اسمها غلاااا





مـاراثـون رياضـي
أقدامهـا تقطـع أمتـاراً وأمتـار .. بسرعـه لـم تكـن تعلـم أنهـا تملكهـا
صرخاتهـا الخائفـة .. والدمـوع تشكلـت داخـل عينيهـا
وصوت تلكَ الـ نوران تخبرهـا أن تستسلم فقط !
وإلا لن يتوقف عن اللحـاق بهـا
لا وألــف لا .. لـن اتوقـف
عبـرت الرجليـن الواقفيـن أمـام السيـارة .. لـ تختبأ خلـف السيـارة
وصوتهـا منقطـع الأنفـاس يقـول




غلا بخوف ولم ترى ملامح الرجلين : تكفوون وقفووه والله بموت من الخوف




يبـدوا أن صوتهـا لـم يصـل لأحــد
وهـا هـو الكلـب .. يقـف أمامهـا .. يراقبهـا بـ تلذذ
يقصـد بـه اللعب معهـا فقـط
سقطـت وساقيهـا ترتجفـان .. تعـود للخلف وكفوفهـا تسحب جسدها
وذلكَ الكلب يستعـد للهجوم عليهـا .. اغمضت عينيها
صوتها البـاكي .. كأنهـا طفـل صغيـر



غلا تبكي : وخر عنننني وخخخخخخخر .. يممممه يببببه




لا يعلـم .. لـم يشاهـد الفتيـات يركضنّ فقـط
منـذ قدومـه بالأمـس ..!
والآن .. هـا هي إحداهـن تركض باتجاهـي انا ومبـارك
تركـض بسرعـه غريبـة .. ابعـدت نظراتي عنهـا لأكمـل سيري مبتعـد عن مسارهـا
حتـى تحدث مبارك " خالي شوف الجلب يلحقها .. يوووه "
دار بظهره للكلب الذي وصل للسياره وهي اختفـت !!
والفتاتين التوأم !! .. يقتربون من السيـارة
سار للجهة الأماميـة بسرعة .. لـ يقف خلفهـا
وبسرعتـه بالتعامل مع الحيوانات .. وضـع ذراعـه امامهـا
لـ تتعلق أنيـاب الكلـب بهـا
وقفـن التـوأم بصدمة .. كان للتو أمامهـم كيف وصل قبلهـم ؟؟
دفع الكلب بقـوة .. لـ يبعده عن السيـارة وهو يصرخ





طـال الهجـوم ..!
وظهـر صـوت غريب .. يصرخ ع الكلـب لـ يبتعـد
فتحت عينيها بهدوء .. لـ يظهر امامها ظهر رجل غريب
وخلفـه ع مسافة بسيطة التـوأم
مـن هـو ؟؟




اقتربن منها بخوف .. لتحضنها نور
نور : والله موصاحية .. قلنا لج لا تركضين .. ع باله تلعبين معاه يا الهبله
نوران : قومي نرد للشاليه
وقفت بمساعدتهن لتقول بخوف : والله رجولي موشايلتني .. احس انه قريب لي الحين .. شلون دخل المنتجع بفهم ؟
نوران : انا جم مره أقول لج !! .. بسج خوف ع أشياء تافهه .. وثاني شي نسيتي ان احنا بالخيران والجلاب(ألكلاب) بكل مكان
غلا بصدمة : هذا شي تافه ؟ انتي شايفه حجمه ؟؟
نوران : حتى لو انه كبير .. اثبتي بمكانج ولا امشي بهدوء
غلا : مااقدر أوقف وانطره يقرب .. والله اموت بمكاني قبل لا يقرب
نور بضحكة خفيفة : والله ماعمري شفت وحدة تخاف مثلج .. من كل شي تخافين
غلا : أي استانسوا انتي واختج .. ضحكتكم وكله ع حساب حالتي النفسية
دارت بجسدها تبحث عنه والمكان اصبح خالي ، لتقول باستغراب : وينه ؟
نور : منو اللي وينه ؟
غلا تسير معهن : اللي وقف الجلب .. وينه بسم الله توه كان جدامنا ؟
نوران : قصدج راعي الحلال .. راح مع ولد اخته
غلا بصدمة : منوووو ؟؟
نوران بطرف عينها : ذياب راعي الحلال .. مادري شلون نقز ووصل قبلنا .. والله جنه شاذي
نور : هههههههههههه حرام عليج شاذي عاد .. قولي سوبرمان باتمان
غلا بصدمة : نعمم .. اللي شافني اركض واصارخ وصوتي يلعلع .. ذياب ماغيره ؟؟؟
نوران تقلد صوتها : ذياب ما غيره .. وشفيه ذياب مو رجال حاله حال الرياجيل
غلا بغضب : وانا قلت شي .. وانتي بفهم ليش تدافعين عنه ؟؟
نوران : كيفي ادافع عن اللي ابيه
غلا وخيالها لا يصور ان الذي ناظرت ظهره فقط هو ذياب : أي وقولي بعد يا ليت اهو راعي الورد
نوران بغضب : ليه قالولج هبله ؟ وراعي الورد شكوو
غلا : مادري اشوفج مهتمه تعرفين منو حيل
نوران بحدة بصوتها وعينيها تنطق بالشر : لاني بموت إذا ما عرفته الزباله .. والله لو امسك طرف واحد بس يدلني عليه .. لاربيييه من جديد هالصايع
نور : ههههههههههههههههههه .. تدرين تحمست اعرف منو
غلا وقفت بتعب : لا والله مسكين بيكره الساعه اللي فكر فيها يدز لج ورد
نوران : احسن وهذا اللي ابيه .. هذا الناقص بعد مو كافي علي البهايم اللي بحياتي يطلع لي هذا بعد
نور : انتي شفيها الفاظج صايره سوقية ؟؟ منو مرافجه(مصادقة) هالايام؟؟
نوران بغرور : مرافجه نفسي الجميلة
غلا تمد كفها ع وجه نوران : والكوبه ها مالت .. امشوا بس بسويلي جاي اخضر اريح اعصابي
نور : تعالي شاليهنا .. أقول للاتا تعطينا من الحلو اللي مسويته والله لتنسين ام الركب اللي حاشتج
غلا : هذا المطلوب .. مشينا للاتا الحلوه
نوران غضبت ، وهم يسيرون امامها وتركوها لوحدها : يا حماااره انتي وياها لحظة انطروني
غلا : خليج مع نفسج المغروره مثلج
وقفت خلفها لتضربها ع رأسها بقوة : يا ليت الجلب عضج وفكنا منج .. يمكن لا عضج تصحين شوي من هبالج
غلا بكفها ع رأسها : آآآي يا الدفشة كسرتي جمجمتي
نوران تسحب جفنها السفلي بأصبعها : يمه يمه يا العيارة .. عاد عقلج مافي اثقل منه من الذكاء اللي فيه
ضربتها بقوة ع كتفها المكان الوحيد الذي تصل له : اذكري الله .. يمه يا لسانها هالبنت يخوووف
نوران تسبقهم بالمشي : ااي حبيبتي .. بعدي عنه لا ألوثج بألفاظي السوقية ع قولت اختي الفاضلة






اكمـل سيـره بعـد أن ابعـد نظراتـه عنهـم ..!
ابتسـم لـ خوفهـا .. يبـدوا أنهـا دلوعـة وجـداً
أكره دلـع البنـات و "مياعتهـم"
وميلان شفتيهم وإنحنـاءات لسانهـم عندما يتحدثوا !
لكنهـا .. كسـرت خاطـره بخوفها الواضـح بعينهـا
وصوتهـا مـع صديقاتهـا العالـي .. واستغرابهـا بأني أنـا الشخص المنقذ لها !!
ولقبـه "راعي الحلال" .. وبعدها تلقيبه بـ "الشاذي" وباتمان وسوبرمان !!
اعلـم انهـا ابنة أبونورة .. رأيت انهيارها بالأمس وبكائها الذي يلامس القلب !
ولكنهـا غريبـة .. يوجـد شي غريب بهـا
تجذبنـي .. لكـن اكـره نوعهـا من الفتيــات




مبارك باستغراب من سرحان خاله : خالي فيك شي ؟
ذياب : لا .. ليه شفيك ؟
مبارك : مادرري تقطعت رقبتك وانت تلحقهم وتشوفهم
ذياب : اعقل يا ولد منو اللي يلحقهم
مبارك بفضول : انت تعرفهم ؟
ذياب : وانت تعرفهم
مبارك بصدمة : والله مااعرفهم .. منووو اهم ؟
ذياب دفعه للأمام : غض البصر وامش .. اللي كانت تركض بنت أبونورة
مبارك : صجج .. وانت شدراك ؟
ذياب : يا الغبي .. انت ماكنت معانا امس ؟؟ ماشفت ابوها يوم مسكها ووقفها واهي تبجي
مبارك بكفه يمسح شعره : لا والله ماانتبهت ولا شفتها أصلا .. كنت اشوف الولد الصغير
ذياب : امش بس ولا تقول لاحد عن اللي شفته تو
مبارك بفضول : ليه مااقول ؟ عادي ماصار شي
ضربه بقوة ع كتفه : اعقل وصير رجال .. منت بورع أبو 5 سنين اعلمك
مبارك : والله ادري اني رجال أبو 19 سنه .. بس هم مافهمت ليه مااتكلم وأقول
ذياب : مولازم تفهم .. صكر حلجك(فمك) بس ولا تقول انك شفت بنت ابونورة يلحقها جلب
مبارك يضع كفه ع فمه : بسكت ها شوف .. والله انك غريب ياخالي يعني اسمحلي .. دايما أحاول افهمك بس ابد مالي امل افهمك
ذياب : ولا ابيك تفهمني .. أقول ما ودك نطب بالبحر !!
مبارك بحماس : يلا مششينا .. أي نبي نستانس مو تفرني معاك بالشاليه اللي يشوفك يقول يدور فقع
ذياب : يا ويلي ع اختي يوم ماجاب إلا ولد مخه نعل .. عمرك شفت فقع يطلع بالبحر ؟
مبارك : هههههههههههههه خلاص تدور لؤلؤ .. بس شكلك ما لقيتها
ذياب : والله نعلين بمخك مو نعل .. انا موقايل لك بدور لي أغراض صيد .. بصيد لي سميجات(سمكات) ؟
مبارك يضرب جبينه : يوووه صح والله نسسيت .. شفت الجلب يركض والبنات يركضون ونسيت
ذياب : أي ما طير عقلك إلا البرص(شديد البياض) اللي يركضون
مبارك : انت شفتهم نسخه بعض اول مره اشوف توأم متطابق جذي
ذياب : أي زين شفت .. لانك مراح تشوف غيرهم
مبارك : بس والله اشك انهم كويتيات اصليات
ذياب : شرايك اجيب حب(فصفص) من امك وغوري جاي(شاي) ونقعد نبسط اهني ونحش بالبنات
مبارك شعر انه تمادى كثيراً بالحديث مع خاله ، واستغرب انه لم "يكوفنه" كالعادة : حشاك يابوعلي من سوالف الحريم .. امش نطب قبل تغيب الشمس
ذياب بحدته : امش قدامي اشووووف





.
.
.




اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 11-04-21, 02:18 AM   #172

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.





مـسـاءًا – الـمـزرعـة





المكـان خيـالـي جـداً .. ورائـع
وكأنـه صـورة خرجـت مـن أفـلام الخيـال العلمـي ..!
الحظيـرة بسقفهـا المثلـث وحجمهـا الصغيـر والطولـي تقـع في المنتصـف
ويحيـط بهـا حلقـة كبيـرة فـارغـة .. تتفـرع منهـا حقـول القمـح الممتـدة ع مـد النظــر
السيـارات الثـلاث تصطف بخـط مستقيـم
الرجـال .. منتشريـن فـي الحلقـة .. بخيامهـم الصغيـرة وأكياس النـوم
وأمـام الحظيـرة .. خيـام صغيـرة أمامهـا النـار المشتعلـة
لـ طـرد الكـلاب والذئـاب كمـا يقولـون ..!
كـان جمـيلاً جـداً .. وعنـد غروب الشمس
أصبـح مرعـب جـداً ومخيـف ..!
راقبـت النـار التي امامهـا .. وع يسارهـا بيـلا




سندس بهدوء : بيلا .. كيف تستطيعين النوم بهذا المكان المخيف ؟؟؟
بيلا تتناول فطيرتها : ولم لا انام ؟ ما المشكلة ؟
سندس بصدمة : ألا ترين المكان جيداً .. انه مخييف
بيلا بلامبالاة : لا اشعر بذلك .. فالجميع هنا ويتبادلون المراقبة .. لذا نستطيع النوم
شعرت بضوء السيارة الثالثة القادمـة لتقول لبيلا : من اين أتوا ؟ ولماذا ذهبوا ؟
بيلا وقفت لتبعد بقايا الطعام عن ثيابها : ذهبوا لإحضار المعدات الطبية .. هل ستأتين ؟
وقفت لشعورها بالخوف ولا تريد البقاء وحيدة : بالتأكيـــد





تناولـت الصنـدوق الأبيـض من بيـلا
لـ تسيـر خلفهـا للحظيـرة .. وخطواتهـا تتجـه لأبعـد بقعـة عـن العمـلاق ..!
لا اريـد أن اتحـدث معـه .. بعـد الذي حـدث اليـوم في السيـارة
لـم أرى شخصـاً مًستفـز مثلـه من قبـل
يستمتـع .. بـ رؤيتـي غاضبـة ذلكَ الـ [ مـجـنـون ]




يراقبهـا .. تسيـر بخـوف واضـح مـع بيـلا
خرجـن مـن الحظيـرة .. لـ يعـودوا لمكـان خيمتهـم والنـار امامهـا
وع بعـد أمتـار .. خيامنـا انـا وليـو وباتريـك
ابتسـم وهـي تقـوم بسحـب بيـلا حتـى لا تنـام
وكأنهـا تطلب منهـا .. أن تجلـس حتـى تشرق الشمـس ..!
دار برأسه لـ ليـو الذي يقول



ليوناردو : لماذا تبتسم ؟
صقر بابتسامته : الدكتورة .. يبدوا انها خائفة
ليوناردو : وهل ستتركها بهذا الخوف ؟
صقر يحرك حطب النـار بطرف عصا خشبية : لا .. ولكنهـا تتظاهر بالقوة .. وانا بانتظار لحظة انهيارها
ليوناردو باستغراب : وماذا ستفعل ؟
صقر يرمي العصا الخشبية بقلب النار : انهيارها واستسلامها للنوم .. اخبرتني باتريشيا انها لم تنم بالأمس .. بالتأكيد ستصل لمرحلة الانهيار من التعب
ليوناردو يقترب بجسده لـ صقر : حسناً .. ماذا بعدها يا أستاذ صقر ؟
صقر بابتسامته الطرفية : لن اخبرك
ليوناردو بفطنة : ستبعدها عن الجميع .. ولكن اين ستضعها ؟
صقر : يوجد مكان جيد .. ستنام فيه بعمق
ليوناردو : ولمَ لا تخبرها بهذا المكان الآن
صقر يقف لـ ينفض الرمل عن بنطاله : أسباب خاصة .. يجب ان تنال قسطاً من الراحة .. غداً سيكون يوم حافل




شعرت بملل وتعـب .. مـن سحـب تلكَ الـ بيـلا
لـ جعلهـا تستيقـظ ..!
اسنـدت ظهـرهـا للحظيـرة .. وبيـلا قربهـا تغفـو قليـلاً وتفيق
اقتـرب لـ يقـف أمامنـا .. لأبعـد عينيّ لأقصـى اليمين بعيداً عنـه
تحـدث .. لـ تقفـز جالسـة التـي بقربي



بيلا : ما الأمر سينيور ؟
انحنـى ليجلس ع قدمـه وعينيه تراقبهم : لما لا تنامون بداخل الخيمة ؟
بيلا تتثاوب لتشير لسندس : الدكتورة .. تقول الهروب هنا اسرع من الهروب بداخل الخيمة
غضبت " يمه فتانه ماتصدق تخر الآكو والماكو " .. كتمت غيضها من ضحكته
صقر بضحكة : أوه انه تكنيك ذكي جداً .. بالطبع الخيمة صغيرة وباب الخروج صغير تحتاجون للزحف
بيلا تشير بكفها بعشوائية : ولمَ سنهرب ؟ يبدوا ان قِلت النوم تأثر في دماغ الدكتورة الآن
سندس بحدة : بيــــلا .. تريدين النوم نامي
بيلا اقتربت لتلصق كتفها بكتف الدكتورة : حسنا أنا اسفة .. سأجلس معكِ هنا حتى تشعرين بالنعاس
تحدث بأسلوبه البغيض كما تلقبه الدكتورة : بيلا .. أتعلمين انه يوجد سندس صغيرة في الكويت الآن .. ولم يتجاوز عمرها الشهرين
بيلا باستغراب : حقا .. ما اجملها .. هل هي قريبتك ؟
صقر ركز عينيه عليها وهي تناظره بشكَ : لا .. لقد سمعت هذا الخبر فقط وانا بالكويت .. واردت ان أقوله




وقفـت وهي تدفـع بيـلا بعيـداً عنهـا
لا يمكـن أن يقـول مثـل هـذا الكـلام عبثـاً
مـاذا تقصـد ؟ أخبرنـي قبـل أن أفعـل الغيـر متوقـع .. أخبرنـي ..!
سارعـت بخطواتهـا لتقـف امامـه .. قبـل ان يصل لمكانـه
عـاد خطوة للخلف ليقول ببرود



صقر : نسيتي تقولين شي ؟
رفعت عينيها الحادة والغاضبة : شقصدك من اللي قلته ؟؟
صقر : سندس الصغيرة !! .. ما قصدت شي
رفعت سبابتها له : لا تجذب .. مراح تقط الكلام جذي .. قولي صقر قوووول
صقر ربع يديه ليقول ببرود اكثر : قلبج شنو يقول لج ؟؟
ضغطت بكفوفها ع طرف قميصها تحاول إخفاء توترها لتقول : لا تقول ف فووووز ؟ فووز ولدت صح ؟؟
صقر بابتسامته الطرفية : صــح
سقطـت ع ركبتيهـا باستسلام .. دموعهـا الفرحـة تغمـر خديهـا بـ سعـادة لأول مـرة
دار بعينيه للجميع .. نائمين ومنشغلين .. جلس امامها ليقول
صقر : وسمتها سندس بعد
سندس تحدثت من اعماقها : بخير .. اهم بخير صح ؟؟؟؟؟؟
صقر : بخير
سندس : لا تجذب علي .. صقر احنا ماندري شنو بيصير لنا باجر .. قولي الصج
جلس وهو يمد ساقيـه للأمام وهي تجلس ع يساره : بخير .. ومافيهم شي
سندس : وشنو قلت لهم ؟
صقر : انا ؟ .. ما قلت شي
سندس : صقر لا تنرزفني .. تدري شنو اقصد
ارجع كفوفه للخلف ليستند عليها : اااي .. اممممم مسافرة مع حملة تطوعية مع الطاقم الطبي .. بس
سندس برجفة سرت بكفوفها لتحتضنها بقوة : وليش الحين قلت لي ؟
راقب عينيها ليقول بهدوء : لاني ماادري شنو بيصير فيني باجر
سندس : تعترف ان اللي نسويه خطر ؟
صقر : من زمان ادري ان اللي اسويه خطر .. بس هالمره انتي معانا
سندس رفعت ركبتها لتحتضن ساقيها بقوة لصدرها : هالمره انا صرت عاله عليكم
صقر : لا .. بس الأمور تعقدت شوي
راقبت البعيد لتقول باستمتاع : قولي عن فنر وضاري
ابتسم لهدوئها الغريب : ملجوا وعرسهم بعد شهر ونص
اتسعت عينيها بفرحة : صج .. فنر تزوجت ضاري صج !!
صقر : صج
سندس بتردد : وأهلها ؟
صقر : مافيهم شي .. بخير
سندس بهمس : الحمدلله
سحب ساقه اليمنى ليستند ع ركبته وهو يقول : تتوقعين شنو ممكن اصير لو ماكنت عسكري ؟
راقبته باستغراب ع تغيريه للموضوع : مادري
ابتسم ليقول : تدرين كان عندي طموح ثاني غير العسكرية
التزمـت الصمـت ومسامعهـا تنتظر اكمالـه لحديثـه
صقر : أكون اديب .. او كاتب مثل مانقول
بصدمة : انت ؟؟؟ مولايييييق
صقر بحاجبه المرفوع : ليش ان شاءالله ؟
سندس : لالا .. مولايق .. ما يصلح لك إلا العسكريه ع شخصيتك هذي
صقر : ترى ماشفتي شخصيتي الثانية
سندس بصدمة : بعد شخصية ثانية .. انا اقووول فيك انفصام والله .. والحين تأأأكدت
صقر : انفصام ، مجنون ، قولي اللي تقولينه .. بيجي يوم تصدقين كلامي
سندس تجاريه بحديثه : انزين وشنو اللي خلاك تترك هالحلم وتدخل السلك العسكري
صقر : جــدي
سندس باستغراب : ليش ؟
صقر : كان متأثر طول سنينه بوفاة ولده الأسير اللي قلت لج عنه
سندس تتذكر حديثه : اللي احتفظ بالذكريات اللي المفروض يتخلص منها
ابتسم : بالضبط .. حبيت العسكرية من كلام جدي .. غرس فيني الشجاعة .. ما كنت أخاف من شي .. وامي كانت تخاف علي حيل لاني متهور
سندس : بصراحة جدك ما سوى فيك خير
صقر : هههههههههههههههه .. الله يرحمه
سندس وقفت والنوم يغلبها لتقول : شكراً لانك قلت لي هالاخبار
وقف امامها ليقول : تدرين العرب قبل بشنو يردون ع اللي يشكرهم ؟
باستغراب من مواضيعه الغريبه : شنو يقولون ؟
صقر : عفواً خطأ لغوي .. شلون تعفين عن اللي يشكرج
سندس : منطق غريب وشنو كانوا يقولون ؟
صقر بصوته الذي تكرهه : حباً وكرامة
سندس تركته لتغادر وهي تقول بغضب : والله هذا الناقص بعد .. امشي واوزع حبي وكرامتي




ضحـك بقـوة .. لـ يعـود لمكـانـه
بـاتريك وليـو يغطـان بـ نـوم عميـق
نـام ع ظهـره .. لـ يراقب السمـاء ببريقهـا الجميـل من النجـوم
أتعتقـد أنني لا أفكـر بـ الغـد ..!
اعلـم يقينـاً أن حالـة ابنـة ليـو ليسـت جيـدة
وإن كانـت جيـدة .. لـن ينهـار ويضعـف ليـو هكـذا ..!
ولكـن ..
مـاذا سـ تكـون العواقـب ..!
هـل سـ تنجـح خطتنـا .. ونعـود للقصـر فرحيـن بـ نجاحنـا !
أم سـ يحـدث الغيـر متوقـع ..!





انخفـض لهـب النـار المشتعلـة
أصبـح الليـل قليـل البـرودة
السـاعـة تشيـر لـ الثانيـة بعـد منتصـف الليـل
وقـف وعينيـه لـم تنـام حتـى الآن
سـار لـ مكـان الفتاتيـن .. نائمـة بعمـق ع حقيبـة بيـلا
وغطـاء خفيف يغطيهـا .. دار برأسـه لـ يرى بيـلا القادمـة من "دورة الميـاه"



بيلا باستغراب : ما الامر سينيور ؟
صقر : ستنامون بالسيارة .. انتِ والدكتورة
بيلا : لكنها نائمة .. لا بأس سنكمل نومتنا هنا
صقر برفض : لا .. المكان آمن أكثر داخـل السيـارة
بيـلا تنحني لسندس : حسنا سأوقظها
صقر : توقفي .. لا توقظيها لن تعود للنوم بعدها
بيلا تراقبه باستغراب : لا اعلم ما الذي تريده سينيور
صقر : اذهبي للسيارة التي بالمقدمة .. وانا سآتي بعدكِ




حملت غطائهـا وحقيبتهـا من تحت رأس سنـدس
الغيـر واعيـة لمـا يحـدث حولهـا .. سـارت كمـا قـال للسيـارة الأولـى
انحنـى لـ يجلس ع ركبتـه اليمنـى
ابتسـم وملامحهـا الهادئـة تغـط بنـوم عميـق
وتلكَ العينيـن مخفيتان خلـف أجفانهـا الرقيقـة
وضـع ذراعـه اليمنـى تحـت ركبتيهـا .. وذراعـه الأخـرى تحت رقبتهـا
رفعهـا بخفـه .. لـ تخرج خصلـة متمـردة مـن تحت حجابهـا
كـان الظـلام دامـس .. وعينيـه لـم تُخمـن لون هذه الخصلـة
هـل هـي سـوداء .. أم بنيــة ..؟
سـار بهـا للسيـارة بـ بابهـا الخلفـي المفتـوح بالكـامـل
ادخلهـا وهـو يضعهـا ع مهـل ع المقعـد الطولـي
رفـع كفـه لـ يدخـل خصلتهـا بـ رقـه
لـ يقـول بهمـس بعيـد عن نظرات بيـلا



" يا ليت العسكري ما التقى بالدكتورة
ويا ليت دربج ما تلاقى مع دربي
لو بيدي اخفيتج عنهم .. ولا خليتج تشتركين بمثل هالمهمات
صقر .. بين ايديج
يا سنفـورة "



دار بظهره بابتسامـة لـ بيـلا التـي بادلتـه الابتسامـة بنظـرات خبيثـة وهي تقول
" هـل يجب أن تعلم ما حدث لها للتو ؟ "
ضحك بقـوة وهـو يقول لها
" احتفظي بهذا السر أيضاً .. كما احتفظي بالسابق "
لـ يغـادر وهـو مطمئـن الآن
يستطيـع النـوم بـ ســلام
ولـو لـ بضـع سـاعـات .. قبـل الـ بـدأ بالعمــل ..!





.
.
.




"وإذا الصباحُ أتى عليك فقل لهُ
حمداً لربيَ فالقِ الإصباحِ

نشـر الضياءَ بفضلهِ وبجودهِ
وسال نبع النورِ في الأرواحِ"






الـيـوم الـتـالـي
الـشـالـيـه – صـبـاحـاً





تبـدوا مختلفـة .. هـذا الصبـاح
وكـ أن روحهـا انتقلـت لـ مكـان جديـد جميـل ومريـح !
الأمـس .. قضينـاه مجتمعين حـول "مـهـا"
وكأن الجميـع يوصـل لها شي واحـد "نحن بجانبكِ .. لا تقلقي "
ولأول مـرة .. انظـر لـ مهـا نظـرت حـزن
ربمـا الآن علمت ووعيـت .. ان أطفالـي ربمـا في يوم مـا يعيشون مثلهـا
وحيـدة .. بلا أم أو أب أو أخوة
ربمـا .. لـو كنت خبيثـة / لا اخـاف ربي ولا عقـاب الآخـرة
سـ أفعـل المستحيـل لأبعـادهـا عن عائلتنـا
وفـي يومٍ مـا من هذه الدنيـا .. يعـود لي عملـي
لـ أطفـالـي .. أغلـى ما املكَ
ذلك ليس السبب الوحيـدة .. بـدأت اشفق عليهـا
واتذكـر تلكَ الأخـت الغائبـة .. وكلمـات فنـر ووصفهـا حال سندس
" سندس ما كانت وحيدة .. ولا انا حسيت اني وحيدة من وصلت سندس
بس ذبحتنا الغربة .. وانقطاعنا عن أهلنا
والكل اهناك يحبنا ويحترمنا
لا انا ولا سندس بنتحمل المكان لو ما كنا ع قلب واحد "
سندس كان لها فنر .. ومهـا لا أحـد لهـا
كانت لها "رهف" .. واكملـت تلك حياتها بارتباطهـا
هـل اسمي ما حدث لي " صحوتـي مـن الغيبوبـة " !
أم ..
" بدايـة حيـاة جديـدة تقبلتهـا وانتظـر أن أعيشهـا " !




ام عبدالله تضع السكانة ع الطاولة : وشفيها فوز داقه عليج امس تقولين ؟
تناولت السكانة لترتشف منها : تسألني عن براك وتتحمد بسلامته
ام عبدالله : لاتشوفين بنتها شسوت فينا امس .. جننت ابوها وسرى فيها بليل ردها لامها
ليال باستغراب : ليه كانت شزينها ولا قالت ابي امي
ام عبدالله : ابطت عن أمها وفقدتها .. ولا يوسف ما يدخل الشاليه إلا وقت النوم
ليال : الله يستر عليه .. وناستهم يمه خليهم يفرغون طاقتهم قبل نرد لبيوتنا
ام عبدالله : ردي يمه ارتاحي نامي شوي .. قاعده من الصبح مع ولدج
ليال : لا والله مايجيني نوم وبراك يلعب بره
ام عبدالله : استودعيه الله يا يمه لا توسوسين
ليال : يمه قلبي لي الحين يرجف لا شفت المسبح .. خليني جذي لا ردينا بيتنا نمت ع كيفي
ام عبدالله : الله يحفظهم
ليال وكأنها تبحث عن شي ما : إلا ابوي وينه ؟؟ كل ما جيت ما شفته
ام عبدالله بابتسامة : والله ولا انا شفته .. ياكل ويصلي ويطلع للرياجيل .. واليوم يوم تريق قال بروح مواعد واحد من الرياجيل
ليال باستغراب : طلع بسيارته ؟
ام عبدالله : أي يقول قريب مو بعيد .. لا خلص من الرجال بيرد
ليال وقفت : تروحين معاي نقعد عند خالتي
ام عبدالله : يلا شيقعدني بروحي ومرت عبدالله مغير تلحق عيالها
ليال بابتسامة : لا تلومينها عاد خلقه هناء خوافه







- فـي إحـدى المقاهـي خـارج المنتجـع -




" الكويـت صغيـرة "
كلمـة سمعتهـا عشرات المـرات .. والآن صدقتهـا 100 %
رجـل .. رأيتـه لأول مـرة في موقـف كنت الطرف الضعيف فيه كـ العـادة
والآن .. رأيتـه وعائلاتنـا تعرف بعضهـا البعـض ..!
هـل كنـا بهذا القـرب ولـم نكـن نعلـم ..!
يتذكـر صدمتـه وصدمـة الذي أمامـه في أول لقـاء لهـم
بيـن "الرياجيل" الآخريـن وأمامهـم البحـر
لـ تتحاشى أعيننـا الالتقـاء .. وقفـزت أجسادنـا ع نـداء ذلك الطفـل
ابتسم ليقول بشخصيته الحنونة والهادئة




ضاري : والله ياعمي .. ماني مصدق لي الحين انك قدامي
أبوعبدالله : ولا انا ياابوك .. يوم شفنا بعض آخر مره قدام المحكمة .. قلت خلاص ماني شايفهم وشايف بنتي إلا لا ردوا الديرة
ضاري : انا ملجت بعدها ياعمي .. وبرد بعد عرسي
ابوعبدالله : واخوك صج رد سافر ؟
ضاري بابتسامة : رد سافر .. في شغل ضروري لازم يروح يشرف عليه بنفسه
ابوعبدالله بنظرات شك : أكيد .. ولا فيكم شي ؟
ضاري : افا ياعمي .. بجذب عليك يعني .. والله شغل ودقوا عليه حتى بيوم ملجتي وطار اليوم اللي بعده ع طووول
ابوعبدالله : ومتى بكلم بنتي ؟
ضاري : متى قالك صقر ؟
ابوعبدالله : اهو يعطيني كلمة .. بس شاطر ياكلني بلسانه
ضاري : ههههههههههههههههههه عمي تدري اول مره اشوف اخوي يصفف حجي(كلام) جذي .. انا منصدم لي الحين شلون اقنعك باللي يبيه
ابوعبدالله يراقب البعيد : مثل ما قلت يعرف يصفف حجي .. وعرف شلون يقنعني باللي يبيه
ضاري : انا اوعدك اول ماارد بخليك تكلمها حتى لو من ورى اخوي
ابوعبدالله يراقبه بطرف عينه : اكيد ؟ ولا كلام
ضاري : افا .. كلمتي هذي والله مااغيرها وبتشوف
ابوعبدالله : المهم ماعلينا .. قبل جم يوم داق علي رجال يقول اهو قائدكم
ضاري باستغراب : منصور ؟
ابوعبدالله : أي أي منصور نسيت اسمه .. يبيني امره
ضاري : تمره ؟ ليش شنو يبي منك ؟
ابوعبدالله : والله ماقالي كل شي .. بس قال انه قائد صقر والمسؤول عن هالشغل كله .. ويبيني اشوف وأوقع كذا شغله تخص سندس
ضاري : اممممممم .. خلاص شرايك انا امر اخذك ؟
ابوعبدالله : والله تسوي فيني خير
ضاري بابتسامة : لا تحاتي يا عمي .. سندس بالحفظ والصون .. باجر بترفع راسك
ابوعبدالله بصوته الجديّ : من عمرها بنتي رافعه راسي .. من يوم سافرت للدراسة .. ولا اهتميت لكلام اخواني والناس
ضاري : انشهد انك ربيت .. سندس من افضل الدكاترة وساعدت ناس واجد اهناك
ابوعبدالله بابتسامة سعيدة ومشتاقة : الله يجعله بميزان حسناتها حبيبة ابوها
ضاري : وتدري انها تدافع عن أي شخص تشوفه ضعيف واي شخص يحتاج مساعدة
ابوعبدالله بفضول : صج ؟ شنو سوت قوولي





ضاري بابتسامـة وهو يـرى فرحـة هذا الأب
لازال مندهـش من موافقتـه ع طلـب أخـي .. وربمـا يـرى هذا الرجل أن مستقبـل ابنتـه تحدد وانتهى ؟!
هـو رجل فاهـم وواعـي ويتقبـل المناقشـة
يتذكـر فرحـة أخيـه أمـام باب المحكمـة .. وفرحـة هذا الأب يختلـط معهـا الحنيـن
لـ يطفئ هـذا الحنيـن .. أخـي بـ مكالمـة فيديـو لـ بيـلا
لـ يريـه سنـدس من بعيـد تعمـل وتشرف ع المرضـى
وتضحـك وتبتسـم مـع الجميـع
لـ ينشرح قلـب هذا الأب .. وأخـي يقبـل رأس "عمـه" !!




ضاري : اسمع بقولك السوالف كلها .. اممممم شرايك ابدا معاك بأهل القرية وشلون حبوا سندس من اول يوم شافوها فيه




ينصـت بـ جميـع حواسـه
يشبـع مسامعـه بأخبارهـا .. وينعـش قلبـه بذكراهـا
سنـدس .. لا زالت كمـا هـي .. ابنتي الجميلـة
لـم تغيرهـا الظـروف .. أصبحـت أقـوى
نعـم .. غضبـت .. عارضـت .. استنكـرت
دُهشت .. شعرت أن الموضوع مجرد كذبـة !
لكـن .. يوجـد بالفعـل أُناس يعملـون بالخفـاء لحمايـة هذا البلـد
وابنتـي .. أصبحـت واحـدة منهـم
حتى لو كان الأمـر إجباراً وغباءاً
غفرت ! .. مـن أنـا لكي لا اغفـر
ولكن .. قلبـي سـ يطمئن عندمـا تخبرنـي هيَ أنهـا بخيـر ..!







- الـعـصـر –




أمـام أحـواض السبـاحـة .. تجلـس ع الكرسي المقابـل لـ حوض الأطفـال
تحـرك قدمهـا بملل لتضرب طـرف الكرسـي .. وتعـاود الكره ولا تبالـي للصوت المزعـج
تراقـب الأطفـال .. بـ سعادتهـم داخـل المـاء .. وأشعـة الشمـس تنيـر السمـاء مـن فوقهـم
رفعـت هاتفهـا لـ تجيب بمـلل



غلا : ألوووو
نور : انتي وينج ؟؟؟ شتسوين ؟
غلا تضرب الأرض العشبية تحت قدمها : ويني بعد .. اشوف الأمير ثامر
نور باستغراب : تشوفينه ؟ وينكم فيه ؟
غلا : يتسبح بالمسبح .. والاخت نورة قالت لي اقعد عنده قبل ساعة وراحت تطبخ بالمطبخ مادري شتسوي
ضحكت بقوة لتتحدث لشخص بقربها ، لاقول بغضب : ع شنوو تضحكين نورو ؟؟
نور توقفت عن الضحك لتقول : اختج نوره اهني عندنا .. شكلها نستج ونست ولدها بعد
وقفت بغضب لتقول : لا والله .. وانا البيبي سيتر (جليسة الأطفال) لولدها وانا ماادري ؟؟ متى راحت لكم أصلا ما شفتها تمر
نور : هههههههههههههه خلاص اعصابج .. شفيج كله معصبة ؟
غلا : من بعد الجلب اللي امس والله مانمت من الخوف .. ونفسيتي واصله حدها لاني مو نايمه
نور : اووه .. يا الخوافه شدعووه يعني بيدخل عندج الجلب وانتي ماتدرين !!
غلا : المهم وينها الأخت نورة ؟؟ ترى بخلي ولدها بروحه واجيكم .. شعندكم صج ليش اختي عندكم ؟
نور تتحدث لنورة لتجيب بعدها غلا : جدتي عازمتهم .. المهم نورة تقولج بتتصل ع ابوه مادري اخوه .. وانتي تعالي
غلا تحدثت لثامر : ثامر .. ثامروو اسمع لا تطلع من الماي ابوك بيجي الحين تسمع !
غلا عادت للتحدث لنور : بدخل ابدل بنطلوني كله ماي من هالثامر واجيكم
نور : يلا ناطرينج .. لا يطوفج فناتك هاللاتا
غلا تدخل للشاليه : الله .. عاد حدي جوووووعانه






عـادت للخـروج .. بعـد ربـع ساعـة
راقبـت المسبـح للاطمئنـان ع ثامـر .. وكـان والـده برفقتـه
اكملـت سيـرهـا .. لتتخطـى مسبـح الأطفـال وبعـده المسبـح بعمق متوسط
لـ تصـل للمسبـح العميـق .. والأصـوات العاليـة تخترق طبلـة اذنهـا
رفعـت عينيهـا باستغراب .. لـ تندهـش ممـا تراه
هـل هو فعـلاً ؟ مـاذا يفعـل ؟ مـراهــــق
كـان ذلك المنقـذ من الأمس !!
يتسابـق للسقوط داخـل المسبـح مع ابن اختـه
هـو بجسده الضعيف وطولـه المتوسط .. وابن اخته بنفس طوله وجسده السمين
طفل ! .. ألا يـرى شعراتـه الملونـه باللون الأبيض !
ألا يهتـم بعمره ؟ .. أيعتقـد انه مازال مراهق وشاب لم يتعـدى الـ عشرين !
رفعـت حاجبهـا باستنكار .. لـ تكمـل سيرها وصوت التشجيعات من الأطفال مستمرة
وقبـل أن تغيـب الرؤيـة عنهـا بالكـامل .. شهـدت ع موقف
وقفـت بدهشـة .. لـ تطلـق ضحكتهـا العاليـة
وكفهـا فوق فمها تحـاول التوقف ولكنها لم تستطع .. دموعهـا سقطت من الضحك القوي






جـرأة أو تحـدي !؟
لعبـة معـروفـة .. لكنني اجهلهـا
لأقـع بـ فخ ذلك الـ مبـارك .. وعنـد اختياري لـ تحـدي
كـان التحـدي .. سبـاق في الحـوض العميـق
ومن سـ يغلب مـن !؟!
تجمعنـا أمـام الحوض .. لـ ينادي بصوته والحمـاس يملئـه
" يا ورعان .. يا صبيان .. تعالوا شوفوا التحدي وياويله اللي ما يشجعني "
بـدأ التحـدي .. نقطـة الانطلاق تبعد عن حافـة الحوض بـ 5 أمتـار تقريبـاً
نجري بأقصـى سرعة .. ثـم يبـدأ السبـاق داخل الماء إلى نهايـة الحوض
انطلقـت صافرة البدايـة .. من الطفل الأكبر سناً
لـ أجري بأقصى سرعــة .. وبـ كل حمـاس أراقب حافـة المسبـح
ولكـن .. ذلك السمين الغشـاش المخـادع
دفعنـي بذراعـه بقوة وهو يقترب مني .. لـ يختل توازني
وانقلب عـدت انقلابات من سرعتي حتى سقطت ع وجهي
أمــــام الجميـــع ..!
صرخت بصوتي الغاضب
" يا الكلب يا البطة .. انا اوريك خلني اصييييدك بسسسس "
وقفت بألم بذراعي .. لأدير جسدي وإذا بصوت ضحكة عالية تصلني
باستغراب .. درت بجسدي للجهـة الأخـرى
هـي نعم .. تضحك بقوة وجسدهـا يهتـز .. وغـادرت !
تضحك علي ؟ .. صوت ضحكتها العاليـة اطلقته لأنني سقطت ؟!
" هيــّن .. خل اخلص من هالبطة اول واعلمكم الشغل .. آخر عمري يتمصخرون علي انا ذياب "





دخلـت للسـلام .. ودموعهـا لم تتوقف من الضحك
استغرب الجميع ضحكاتها .. لتقول انها تضحك ع صديقة لها تخبرها كيف سقطت
جلست بين التوأم .. لتمد لها نور فنجان القهوة وهي تقول



نور : شدعوه كل هالضحك ؟ قولي الصج شفيج ؟
نوران : انا قايله انها هبله بس ماتصدقيني
غلا بضحكتها المستمرة : والله بنات طافكم نص عمركم
نور بحماس : قووولي حريتيني شفيج ؟
غلا : راعي الحلال طاح خوش طيحه .. سيقانه طارت فوق ودار ودار لين طاح ع وجهه
نوران سحبتها : وجع قصري صوتج
نور بضحكة مكتومة : ههههههههههههههه من الوصف ضحكت .. صوتها مو عالي واصلا الحريم يسولفون مايسمعون
نوران : الحين تضحكين عليه واهو اللي امس مساعدج ؟
غلا تفرد ظهرها : حرام اضحك يعني ؟؟ وشفته جدامي اصد وابجي علشانه طاح ؟
نوران : مالت بس .. هذا واهو شايفج تركضين مثل المجنونه ولا قعد يضحك عليج .. وفز وصرخ ع الجلب لين راح عنج
غلا بتردد وكأنها شعرت بتأنيب الضمير : خلاص عاد لا تكبرينها .. قلت لج فجأة قدامي طاح .. وانا خلقه مو نايمه ونفسي بخشمي وضحكني والله
نور تمد لها صحن الكعك : ما عليج منها .. انا لو انتي تطيحين قدامي والله اضحك
نوران : أي مو انتي وياها الجدر وغطاه (قدر الطبخ وغطاه) .. بالسخافة والخبال تشتركون
غلا بهمس : هذي اللي تبيني اشوتها واخليها تطيح وتتوب
نوران : هاها .. هذا اذا قدرتي بالاول
غلا تتحدث لنور : نور تعاونيني عليها ؟
نور ترفع اكمامها : افا عليج يـــلا
وقفت نوران بصدمة : هاااي انتوا من صجكم ؟؟؟
الجدة بغضب : وجع انتي وياها ... قصروا صوتكم
نوران تهرب لجدتها : يمه شوفيهم يبون يطقووني
الجدة تراقب نور وغلا بملامحهم الغاضبة : شنهو يطقونج ؟ انتي يا نوران تنطقين ؟ اااي قولي شي ثاني واصدقج
نوران خرجت من خلف جدتها لتقول بغضب : لا والله .. ماتشوفين عيونهم شلون بياكلوني
تحدثت ام عيد بحنان : ياام احمد بنات ويمكن يلعبون .. قومي يمه لا سووا فيج شي ناديني
نوران وقفت بفرح لتقترب من ام عيد وتقبلها ع رأسها : والله انج احسن وحدة عرفتها .. مو جدتي بس تكسر فيني .. وامي ماتفكر تدافع عني
ام صقر : بدت عااد .. يمه نور ناديلي لاتا
غلا بضحكة : هههههههههههههههههه
نوران بغضب : يمممممممـــــه
ام صقر باستغراب : شفيج ؟؟ شقلت ؟





.
.
.





قفـازات مطاطيـة .. سطـح معـدنـي
تمـرر القطعـة القماشيـة المعقمـة .. ذهابـاً وإيابـاً ع السطـح لـ يزيـد انعكاسـاً
ترتـدي سكرابهـا الطبـي الأزرق .. وفوقـه اللابكـوت الأبيـض
الحظيـرة .. أقصـد غرفـة العمليـات المصغـرة
أصبحـت جاهـزة لاستقبـال مريضتهـا الأولـى
سريـر العمليـات .. بالإضـاءة الدائـريـة الكبيـرة مـن فوقـه
اسطوانـات الاكسجيـن .. والمحاليـل الملحيـة
وأكيـاس مـن الـدم .. تحمـل فصيلتهـا (o+) .. كمـا أخبرنـا والدهـا
جهـاز السـونـار .. وأدوات الجراحـة المعدنيـة مرتبـة بانتظـام
المكـان أصبـح جاهـز .. وذهـب الجميـع لإحضـار تلكَ المريضـة ..!





اسنـدت ظهرهـا ع الحائـط خلـف السـريـر .. لـ تجلـس ع الأرض البـاردة
تراقـب بهـدوء بيـلا بحركتهـا العمليـة .. تأمـر بعـض الرجـال وتوجه لهم التعليمـات
عنـد وصـول المريضـة
وأنـا .. تعيدنـي ذاكرتـي لـ الصبـاح
استيقظـت .. وأنـا داخـل السيـارة ...؟
كيـف ومتـى حـدث ذلكَ ؟ .. لـ تدخـل بيـلا وتخبرنـي أن الإفطـار جاهـز
وصوتـي يناديهـا طالبـاً تفسيراً .. لـ تقـول ببـرود ولا مبالاة
" أخبرت السيد اننا نريد المبيت في السيارة .. فـ قمت بحملكِ واحضاركِ للداخل "
لكــن
لمـاذا لم أشعر بشيء ؟ .. كيـف ؟
ولمـاذا لم أفكـر منذ البدايـة بـ النـوم بالسيـارة ؟ .. يا لـي من غبيـــة
كمـا تخبرنـي فـوز دائمـاً
" غبية .. دكتورة ع الفاضي .. افهمي يا حظي "
ابتسمـت .. وخيالهـا يصـور لهـا فوزاً وهـي تنطـق بـ كلماتهـا هـذه
لقـد فعلتيهـا يا صديقتـي .. اسميتهـا سنـدس حقـاً ؟
كـم اتمنـى رؤيتهـا الآن .. لـ استشعـر بنعـومـة اناملهـا
واطبـع قبلاتـي ع خدهـا الـوردي
فــوز .. أحبـكِ صديقتـي







اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 11-04-21, 02:21 AM   #173

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

- تـنـفـيـذ عـمـلـيـة الإنـقـاذ -




رحلـة الاستطـلاع الصباحيـة .. كانـت مفيـدة جـداً
معلومـات ليـو الدقيقـة .. عملنـا بـ حذافيرهـا
البوابـة الأماميـة للمنـزل خاليـة ..!
هدفنـا .. الطابـق العلـوي الغرفـة المغلقـة وأمامهـا حـارس ..!
سياراتنـا .. تبعـد عـن بوابـة المنـزل الأماميـة
سرنـا ع أقدامنـا بـ تأنـي وحـرص .. بـ لباسنـا الأسـود المـوحـد
ملامحنـا يغطيهـا القنـاع الأسـود .. كاشفـاً العينيـن والفـم فقـط
وقفـت وخلفـي ليـو .. ورجالـي أمـام البوابـة الداخليـة للمنـزل
اشرت بأصابعـي تنازليـاً .. ثلاثـة اثنـان واحـد
كُسـر البـاب .. قـذفـت قنبلـة الدخـان اليدويـة للداخـل
تـوزعـوا داخـل المنـزل .. والبقيـة خلـف المنـزل
كـان الاقتحـام مفاجـئ لقاطنين المنـزل .. وقفـوا امامنـا باستسلام
وقوارير الشراب مرميـة ع الأرض .. وبعض أعقـاب السجائـر المشتعلـة
صرخـت وانـا أقـول




صقر : ابقـوا هنـا .. لا تدعوهـم يهربـوا .. سنذهب للاعلى .. هيا باتريك




تحـرك باتريـك أمامـي وأمـام ليـو .. وبـ صحبتـه بعض الرجـال
إشـارة مـن يـد باتريـك أوقفتنـا عـن الحركـة .. ومسامعنـا تلتقـط حركـة بالطابـق العلوي
لـ يقـول ليـو بهمـس



ليوناردو : انهم حراسها بالتأكيد
صقر راقب السلم .. لا يوجـد مكان للاختباء به .. قال لباتريك بتفكير سريع
صقر : اذهب للهجوم .. وسأذهب مع ليو لاقتحام الغرفة



حرك رأسـه بـ الموافقـة .. لـ يخرج قنبلـة دخـان يدويـة من جيب سترتـه
ألقاهـا بعد وصولـه للطابـق العلـوي .. لـ ينطلـق مع الرجـال للهجـوم
اندفـع صقـر بالصعـود .. وكـف ليـو تتعلـق بـ سترتـه المضـادة للرصـاص من الخلف
وقـف في الزاويـة التـي امـام السلـم لـ يختبـأ .. همـس لـ ليـو ونظراتـه تراقب رجاله



صقر : ليو .. أي غرفة اسسسرع ؟
ليو أشار للغرفة التي تواجه بوابة المنزل الامامية .. رفـع سلاحـه لـ يستهـدف قفـل البـاب
طلقـة طلقتيـن .. وانكسـر القفــل وتحـررت السجينـة






ظهرهـا لـ ظهـر السريـر .. تقضم إبهامهـا بتفكيـر وكتـم لآلامهـا
لمـا لمَ يأتـي والدي حتى الآن ؟؟ أيــن أنت !
تتذكـر محادثتهـا فـي صبـاح هذا اليـوم مـع "كارلـي"
لـ تخبره بـ عمـق مشاعرهـا الصادقـة .. أنهـا تحبـه ولـن يتعلـق قلبهـا بغيـره
كانـت تريـد إخبـاره بـ مكنـون قلبهـا الضعيـف فقـط !
لا تريـد أن تتركـه مـن دون ذكريـات .. ولا ينسـى كلمـة "أحبـك" منـي
اغلقـه .. وهـو يخبرنـي بتراكـم الأعمـال الكثيـرة بـ جدولـه
وربمـا يتأخـر بـالعـودة ...!
ربمـا .. ستكـون فرصـة ذهبيـة لـ والـدي
ولكنـه .. لـم يخبرنـي أنـه سيعـود .. غـادر مـن دون أي كلمـة
سـالت دموعهـا الضعيفـة ع خديهـا .. تتخيـل موتهـا وحيـدة بـ وسـط هـذه الغرفـة
وحدهـا فقـط .. تقـاوم آلامهـا وضعفهـا
رمـت بجسدهـا ع يسارهـا .. لـ تغطـي وجههـا في غطـاء السريـر
تبكـي وتبكـي .. وتكتـم صوتهـا
لـ يشاركهـا .. صـوت قـوي جـداً .. ربمـا صـوت انكسـار شيءٌ مـا ..!
رفعـت رأسهـا .. والأصـوات تصـل لـ مسامعهـا
دقائـق عديـدة .. ورجفـة سكنـت أطرافهـا .. هـل عـاد حقـاً ؟
أتـى "بــابــا" حقـا ؟
غطـت أذنيهـا بكفوفهـا مـن صـوت الطلـق النـاري .. واتبعـه صـوت انكسـار بابهـا
اتسعـت عينيهـا .. لـ الرجـل الذي امامهـا بـ لابسـة الأسـود والسـلاح بيـن يديـه
ارتعشـت بخوف ولازالـت جالسـة فـوق السريـر
لـ تتسـع مقلتيهـا أكثـر .. ووالدهـا يظهـر وهـو يجري بخطواتـه مـن خلـف الرجـل
شهقـت بقـوة لـ تطلـق صرخاتهـا وهـي تتعلـق بـ رقبتـه ودموعهـا تنسـاب




جيزيل : بــابــا .. لقد أتيت حقاً ؟؟
احاطها بذراعيه بقوة وبصوته الحزين : آسف لانني تأخرت .. لقد ذهبت لاحضار المساعدة
جيزيل ترفض تركه : هيا لنغادر بابا
أشار بعينيه لصقر الذي فهم مقصده : سنذهب الآن .. هل تستطيعين المشي ؟
جيزيل ابتعدت عن احضانه : سأحاول بابا




تعلقـت بذراع والدهـا .. لـ تخرج من غرفتهـا خلـف الرجل بلباسـه الأسـود
ترتـدي فستـان قطنـي لمنتصـف السـاق بـ لونـه الأزرق .. وقفـت خطواتهـا مـا أن خرجـت خـارج الغرفـة
الغرفـة .. التـي لـم تغـادرهـا منـذ أشهـر عديـدة .. توقفـت عـن حسابهـا منـذ وقـت طويـل
رفعـت نظراتهـا للمكـان بتأمـل غريـب .. سقطـت عينيهـا ع "جـاك" الجالـس ع ركبتيـه ويديـه مربوطـة للخلـف
اكمـلت سيرهـا .. ولكـن صرخـات ذلكَ الوفـي لـ سيـده اوقفتهـا



جاك بتردد : سينيورا .. ارجوكِ لا تذهبي .. ماذا تفعلين ؟؟؟؟
دارت بظهرها له لتقول بابتسامة حزينة : جـــاك .. أخبره انني احبه .. لكن يجب ان اغادر .. لا اريده ان يراني بأضعف حالاتي
جاك بعدم فهم : ماذا ؟ .. ما الذي حدث سينيورا ؟
سحب ابنته ليقول : جيزيل يجب ان نغادر هيا






فـي مكـان لـم تصلـه أقدامهـم .. داخـل المنـزل
غـادروا .. ولكنـه باقـي ولـم يروه
ضـرب بقـوة الحارس الذي أختبأ معـه بالغرفـة "السجن" .. عنـد سماعـه أصـوات الهجـوم
وعندمـا عـاد الهـدوء للمكـان .. خـرج للتـأكـد من أمـان المكـان
ونسى اقفـال البــاب ...!
لأتبعـه بسرعـه .. ضربتـه بقـوة ع رأسه وجسـده لـ يسقـط من السلـم باستسـلام
عـادت الحريـة لكّ .. دييغـــــو
ابتسـم بخبـث وسعـادة مبـالغـة .. لـ يغـادر من الباب الخلفـي
وصـوت جــاك المنفعـل والغاضـب يهـز المنـزل هـزاً
ضحـك بـ ضحكاتـه العاليـة والخبيثـة .. ويده تشير لـ سائـق أجرة
جلـس داخـل السيـارة .. ولسان حالـه يقـول بـ سعـادة




" لـم أتوقع أن اخرج بهذه السرعة .. أيها المقتحمون لا اعلم من انتم ..
ولكنني مدين لكم .. هههههههههههههههه
عاد السيد دييغو أيها المغفلـــون "






طريـق العـودة للمزرعـة .. كـانت المهمـة أسهـل مما توقعـت
لكـن شعـور غريـب اقتحمنـي .. لا يمكـن أن ينتهـي الأمـر عنـد هذه النقطـة
تركنـا المنـزل بمـن فيـه .. لـم نأخـذ أي سجنـاء
لـ سبب واحـد .. لا نريـد تعقيـد الأمـور أكثـر
مهمتنـا واحـدة .. إخـراج "جيزيل" من الأسـر .. ونجحنـا بذلكَ





وصلنـا لـ وجهتنـا .. توقفـت السيـارات
وقفـوا بانتظـام .. بتحيـة عسكريـة ينتظـرون الأمـر الأخيـر
أشرت بيـدي لـ باتريك .. أن يساعـد ليو بنقـل ابنتـه للحظيـرة
لـ اضع ذراعيّ خلـف ظهـري .. وصوتـي الذي ارتفـع بنبـرة قائـد




صقر : الخطر لازال أمر وارد .. لا تتهاونوا بسهولة المهمة .. سـ يتناوب الجميع في مراقبـة وتطويق المزرعـة بالكامـل .. حتى انتهـاء الدكتورة من العـلاج .. أريـد أن يذهب بعض الرجال ليحرسوا ع بعـد امتـار من هـذا المكـان .. حتى يعلم باقتراب أي شيء غريب .. وتنبيه الجميع





وقفـت بسرعـه .. وبيـلا تبادلنـي نظـرات الاستغراب .. وصلـوا بسرعـه !!
وقفت عند سرير العمليات .. لـ تأتـي الفتـاة الجميلـة بملامحهـا المرهقـة
يساندونهـا كلاً من أبيهـا وباتريـك .. تناولت كفهـا من باتريك لأقول بصوت هادئ



سندس : مرحبا جيزيل .. انا الدكتورة سندس سأقوم برعايتكِ اليوم
ابتسمت وهي تجلس ع السرير : اخبرني بابا عنكِ في طريقنا إلى هنا
تأملت عينيها الجميلتين بلونهما الغريب : هذا جيد .. حسنا ما رأيكِ ان نقوم بفحص الجنين




استلقت ع ظهرهـا
لتغطي بيـلا جسدهـا بالغطـاء وترفـع طرف فستانهـا للكشـف عن بطنهـا بالكامـل
احتضن ذلك الأب كـف ابنتـه بصمت .. وعينيـه تراقب الدكتورة وهي تعمل
جيزيل تستلقي ع يسارها .. وبالجهة الأخرى أبيهـا .. وبيلا ع يمينهـا
وضعـت بعض "الجل" البارد ع رأس الجهـاز .. لتقوم بتمريره بهـدوء ع بطنهـا البـارزة
كان وضع الجنين غريب .. لا يتحركَ .. وهو أمر غريب بالنسبة لحجمة الكبير
صٌعقـت من البيانات التي ظهـرت .. ادارت برأسها لـ بيـلا ، وتلكَ شاركتها القلق
لـ يقول الأب .. وفهـم ما لاحظتـه الدكتـورة



ليوناردو بحدة : سنقوم بتوليدها دكتورة
سندس بتردد : لكن
جيزيل باستغراب : ما الامر ؟؟ لا استطيع مشاهدة الشاشة
سندس راقبت ليوناردو بعينيه يأمل الا تخبرها ، ولكنها أم ويجب ان تعلم : جيزيل .. يبدوا ان الجنين .. لا نبــض له
جيزيل بصدمة : م م ماذا ؟؟؟
تحدثت بهدوء : هل شعرتِ بأعراض غريبة ؟ بالتأكيد ستعرفين فأنتِ بالنهاية درستِ الطب
جيزيل بتفكير وعينيها تدمع بقوة : ل لقد توقف عن الحركة .. اعتقدت انه بالحوض الآن .. ربما يستعد لولادة مبكرة
سندس : هل كان هناك نزيف ؟
جيزيل تسحب كف والدها لقلبها لتقول بضعف : نعم .. منذ يومين ربما .. كان هناك نزيف داكن اللون
سندس تمد الجهاز لبيلا الصامتة : حسناً .. سنفعل الآتي .. سنقوم بعمل العملية القيصرية .. فيجب إخراج الجنين بأسرع وقت .. وبعدها سندعكِ تحت الملاحظة
ليوناردو بصوت يخرج من أعماق أب مكسور : دكتورة .. يجب ان اخبركِ بأمر آخر
سندس باستغراب : ما الأمر ؟
وضع كفه الآخر ع رأسه ابنته المنهارة وبيلا تمسح دموعها : جيزيل .. لديها تاريخ مرضي .. قلبها ضعيف منذ الولادة
سندس بصدمة : م وهل تعالجت ؟
يحرك رأسه بـ لا : قلبها يرفض الاستجابة لأي علاج .. لكنها استطاعت العيش طوال هذه السنين بالرعاية الطبية وبعض الأدوية
سندس تراقب جيزيل التي لاتنصت لمحادثتنا : لكن .. هل أكملت علاجها بفترة الحمل ؟
انحنى لرأس ابنته ليقبله وهو يقول : لا .. لم تتلقى أي شي .. ولم تذهب لأي طبيب
سندس بصدمة : كيف فعلت ذلك ؟؟؟
ليوناردو بنفس وضعيته : انها ليست ابنتي السابقة .. دكتورة ارجوكِ ساعديها .. أريد ان تعود ابنتي كما كانت





طفلـي .. لقـد غـادرت أولاً !
لـم تنتظـر لـ نغـادر معـاً .. لـمَ لا تتوقـف هذهِ الدموع
لمَ والدي بهذا الحزن ؟ والدكتورة أيضاً ؟ والممرضـة ؟
يشفقـون ع حالتـي ! .. ولكننـي فقـدت الإحسـاس
فقـدتـه بعـد تجرعـي لـ أيـام عديدة هذه الآلام القاسيـة
لمَاذا أشعر أن لا شي يسكن روحـي ..! هـل غـادرت تلكَ الروح !
ابتسمت بعينيها الحزينة والدموع تملأهـا لـ تلكَ الدكتورة



سندس بعـد ارتدائها واستعدادها للعملية : جيزيل .. لا استطيع ان أخدركِ تخديراً كاملاً .. فـ نبضات قلبكِ ضعيفة .. سنكتفي بالتخدير النصفي .. لا بأس ؟
جيزيل : افعلي ما ترينه مناسب دكتورة





رفعـوا الغطـاء الأزرق فاصلاً بينها وبيـن الدكتورة
ذراعيهـا مفرودتان لليمين واليسار ومثبتتان
غطـاء بلاستيكي أزرق يغطي شعرها الكستنائي
والدهـا بـ لباس العمليات .. يجلس ع كرسي عند رأس ابنته والصمت يسكنـه
سمعـت الدكتـورة تعلـن عن بدأ العمليـة
لـ ترفـع عينيهـا لوالدهـا .. كـم كبر سنوات كثيرة بـ هذه الأشهـر
ابتسمت ودمعة تسقط ع خدها الأيمن




جيزيل : بابا .. أتذكر طفولتي .. كنت تتبعني لكل مكان عندما نذهب لحديقة الحي
ابتسم بحزن : بالطبع أتذكر ذلك
جيزيل ودموعها لا تتوقف : أتذكر بكائي وانا اخبرك ان تتركني ألعب لوحدي مع صديقاتي .. لتخبرني انك لا تستطيع من خوفك علي
ليوناردو : لماذا تذكرين هذا الموقف ؟
جيزيل بشهقة مؤلمة : لأني علمت الآن وشعرت بخوفك بتلك اللحظة .. بابا انا آسفة لانني كنت ابنه مريضة واتعبتك انت وماما بذلك
ليوناردو يمسح دموعها بطرف اصبعه : لا تقولي ذلك .. انتِ ابنتي الجميلة .. ابنتي التي عملت كل تلك البحوث والدراسات لأجلها
جيزيل ضحكت من بين دموعها : أتذكر عندما دخلت الطب لأوضح لك انني بخير وقادرة ع ذلك
ضحك بقوة : وبالنهاية تخصصتِ بالطب النفسي وهربتِ من العمليات والفحوصات البدنية
جيزيل احمرت عينيها وحرارة تتولد داخل جسمها : لكن بابا .. لمَ اشعر ان المكان أصبح مظلم ! .. بابا انني اسمع صوت ماما




صُعـق ممـا تقولـه واستمرت تقول أشياء لا منطقيـة
وقف لـ يناظر من فوق الغطـاء .. وإذا بالدكتورة تخرج المشيمة
لـ يقول بخوف وتردد



ليوناردو برجفة : دكتورة .. انها تقول أشياء غير مفهومة
شعرت بخوف من تردد ذلك الأب والدكتور .. تقدمت لـ جيزيل وكانت عينيها غريبـة
صرخت ع بيلا لـ تقول : ضعي لها أنبوب الأكسجيين
بيلا تترك ما بيدها لـ تنزع القفازات المليئة بالدماء : حسناً دكتورة
تحدثت سندس : سأغلق الجرح وبعدها ننقلها لسرير آخر
ليوناردو ينادي ابنته الغائبة عن الوعي : جيزيل بابا أرجوكِ أجيبي أبيك الرجل الكبير .. لقد كنتِ تضحكين للتو
سندس بصوت حزين وأناملها تعمل بروتين معتاد : ليو .. جيزيل أساءت لنفسها كثيراً بهذا الحمل .. بطانة رحمها متضررة جداً ويوجد نزيف قوي
ليوناردو رفع عينيه بقوة : م ماذا تقولين ؟
سندس : لقد فقدت الكثير من الدماء .. آمل ان أكياس الدم ستعوضها عن ذلك .. ولكن جسدها متعب وليس قلبها فقط
ليوناردو بخوف وتردد لا يريد أن ينطقها : أ أ أتقولين أن استعد ل للأسوء ؟!
سندس وضعت الضماد فوق الجرح لتقول : نعم .. ولنأمل ألا يحدث الأسوء





سريـر طبـي أبيـض .. بـ قرب بوابة الحظيرة
يحيط به الأجهزة الطبية .. سكنتَ تلكَ الضعيفـة فـوق ملايـة السرير البيضـاء
شعـرها مفرود أسفـل رقبتهـا وكتفهـا .. أنبوب الأكسجين مثبت ع فتحتيّ انفهـا
ترتدي الرداء الأزرق .. ولصقـات قيـاس نبضات القلب ملتصقـة بصدرهـا
ويخرج طرفهـا من طرف الرداء العلوي
سبابتهـا وذلكَ الجهاز المضيء باللون الأحمر مثبـت بهـا
خرجـت بيـلا .. وهي تخبرني انها لا تستطيع رؤية المزيـد
اقتربـت ولا تعلـم مـن أيـن تأتيهـا هذه القـوة .. وقفت أمام ليو وجيزيل ع يمينها




سندس : يجب ان تستلقي قليلاً
حرك رأسه بالرفض : سأبقى هنا حتى تستيقظ طفلتي
سندس : أرجوك ليو .. انت أكثر شخص تعلم بحالتها الصحية
ليو بصرخة أب مقهور ونادم : أعلم .. اعلم انني السبب الرئيسي بما حدث لها .. قاموا بأخذها لانهم يريدون أبحاثي .. تلك الأبحاث التي حولت حياتي لجحيم
سندس : اترك الماضي لقد رحل .. فكر بحاضرك ليو
رفع رأسه والدموع تشكل خطيين متوازيين ع خديه : حسناً سأسألكِ سؤال .. وأريد جواباً منكِ كـ دكتورة
شاركت عينيها عينيه بالدموع ، لتقول بصوت ضعيف : ماذا ؟
ليو يشير لـ جيزيل وصوته يائس وحزين : هل ستعيش ؟ .. هل ستعيش عندما تتلقى الرعاية الطبية الكاملة بمستشفى كبير
رفعت كفيها لـ فمها وصوت بكائها يزداد .. لـ يصرخ بصوته
ليوناردو : اخبريني دكتورا .. اخبرييييني لا تبكي توقفي عن البككككاء
سندس تحدثت بصوتها الحزين : لمَ تسألني عن شي انت تعلم إجابته أكثر مني ؟ لمَ تريد أن تسمع أن تعذب نفسك أكثر ليو أرجووووك
ليوناردو بصرخة : هو السبب بذلك .. هووووو من جعلها بهذه النسخة الغريبة .. جيزيل لا تفعل ذلك .. ولكنها ليست جيزيل .. انظري إلى ضعفها الغريب .. ابنتي لم تكن تحب الضعف رغم مرضها الطويل
سندس ترفع كفيها تحاول تهدئة انفعالاته : حسنا .. لا نريد أن نستبق الأحداث .. سنراقبها لـ 24 ساعة قادمة





تحرك من مكانـه .. بعـد خروج بيـلا المنهـارة اندفع بالدخـول
لـ يقف بـ صمت يستمع للحوار الذي دار بين الدكتور والدكتورة ..!
اقترب بصوته الجـديّ .. وعينيه تراقب ظهر الدكتورة وعينيّ ليوناردو




صقر : سنبقى هنا لـ 24 ساعة القادمة حتى تتحسن حالتها .. ونعود بعدها للقصر
دارت بظهرها له .. بعينيها الغارقـة بالدموع ، ليقول ليو
ليوناردو بتوتر وتفكير مرهق : لكنه لم يأتي .. أريد ان انتقم منه صقر
صقر اقترب لـ يقف امامه وخلفه سندس : ليوناردو .. لقد وعدتني ألا تفكر بهذه الطريقة .. تعلم انهم أشخاص لا يرحمون الأطفال حتى يرحمون الضعفاء
ليوناردو يشير لـ جيزيل المستلقية والغائبة عن العالم : لكنهم فعلوا بها ذلك
صقر رفع قدمه لـ يدفع الكرسي بعيداً عن السرير ، سحب جسد ليو واجلسه مجبراً ع الكرسي : لا .. جيزيل قوية .. وان أصبحت بهذا الضعف الآن فإنه المرض ليو وليس ما فعلوه بها
ليوناردو يرفع رأسه لصقر القريب لـ يبكي بصوت عالي : أخبرني ماذا يجب أن افعل ؟ ستتركني وحيداً .. كما فعلت والدتها من قبل .. لا أريد العيش بعالم لا تتواجد به .. لا أريد هذه الحيـــــــاة





تحـول هـذا المكـان المرعـب .. لمكـان حزيـن كئيـب
صـوت الريـاح وحقـول القمـح المرفرفـة
صـوت نسيـم الليـل مختلـط بـ همسـات الجميـع الحزينـة
عـاد ذلك العمـلاق بعـد إخراجـه لـ ليـو وإجباره ع النـوم
كفوفـي الحمـراء .. ليسـت من برودة الأرض
ولكـن .. مـن ذلك الطفل الذي يزن الكيلو وربمـا أكثـر أو أقل !
لا نفـس .. ولا حركــة .. ولا نبضات من ذلك القلب
ابنهـا .. فـارق الحيـاة بـ رحـم أمـه
وكأنـه يخبرهـا سـ أغـادر الحيـاة التي لمَ أراهـا .. لأقابلكِ بـ عالـم آخـر ..!
انحنـى امامهـا بصوتـه الهامـس وانهيارهـا القاسـي
رفعـت عينيهـا الحزينـة




صقر بهمس : ليه هالحزن كله ؟
سندس بشهقات : مسكته بين ايديني .. ميت مافيه روح .. وامه ماشافته
صقر : هذي الحياة .. والطفل بيندفن والله يشافي امه
سندس ترفع كفيها امامه : اول مره امسك طفل بهالعمر ميت .. مات الشاب والعجوز والأطفال بعمر اكبر .. ماتوا قدامي او ع سرير العمليات .. بس هالمرة الألم غريب
صقر بصوته الهادئ : لانج تعرفين جيزيل .. تعرفين ليو .. تعرفين قصتهم الطويلة .. شفتي كل اللي صار بعيونج
سندس تراقب جيزيل من بعيد وبهمس : وشنو بيصير غير اللي صار ..!





أتشعريـن مثلمـا أشعـر !
يوجـد حـدث ناقص .. أو حدث سـ يحدث ؟
أريـد ارسالكِ بعيـداً .. أعيدكِ للقصر الذي تحبينـه
ولكنكِ .. سـ تكونيـن بعيـدة جـداً
ولـن استطيـع حمايتـكِ .. تحملـي لـ مزيـد مـن الوقـت
وسـ نعـود معـاً لـ القصـر حامليـن معنـا الأمـن والأمـان ..





.
.
.





يـوم الاحـد - صـبـاحـاً
فـنـدق مـونـيـومـيـنـت




صبـاح منعـش وجميـل
مـن صبـاحـات شهـر العسـل الفريـد والمميـز
خرجـت مـن المصعـد .. وتفكيرهـا محصـور بـ سؤال واحـد
" وين راح ماجد من صباح الله خير ؟ "
سـارت بـ طريقهـا لمكـان الإفطـار بالفنـدق .. لعلـه سبقهـا بالذهـاب ..!
لكـن توقعاتهـا خاطئـة .. ماجـد ليـس هنـا أيضـاً ..!




جلسـت ع أقـرب طاولـة للنـافـذة
وضعـت طبقهـا وكوب القهـوة .. لـ تسحـب الكرسـي وتجلـس
فتحـت هاتفهـا .. بعـد اغلاقـه منـذ مسـاء أمـس
تساقطـت ع آذانهـا .. نغمـات الرسائـل المتراكمـة
رسائـل من تلكَ الصديقـة .. وذلكَ ..!


" تكفيييين سعادو ردي علي .. محتاجة اقولج اللي فيني .."

" مر أكثر من أسبوعين .. ولا شفت منج اللي طلبته .. لا تخليني اهون عن اتفاقنا واكشف كل شي "



ورسائـل أخـرى من الصديقـة بنفس المعنـى
كرهـت كلمـات ذلكَ .. اخطئتِ يـا سعــاد
لمَ قمتِ بإدخالـه بـ موضوع تافه مثـل موضوع "نوران"
كيـف سـ أنهـي الموضوع الآن ؟
تجاهلـت رسالتـه .. لـ تتصل ع تلكّ الصديقـة لعلهـا ليست نائمـة بهـذا الوقت



صوت بلهفة واضحة : الووووووو واخخيرا
سعاد : انتي مانمتي ؟؟
منال بشهقة : وين انام بعد اللي صار ؟؟ سعاد انا بموت والله
سعاد باستغراب : بسم الله شفيج تحجي(تكلمي) ؟؟
منال بصوت ينقطع من شهقاتها : صقر .. صقر راح يا سعاد .. خلاص
سعاد : شنو يعني راح ؟ وووين راح ؟
منال : ما يبيني .. رفض يتزوجني .. قدام الكل رفضني
سعاد : منال حبيبتي .. حبه حبه وفهميني اللي صار .. توني قاعده ولا لي خلق اركز
منال سحبت شهيق قوي لتزفره بنفس القوة وهي تقول : قدام جدتي وامي وابوي وامه وابوه ... وحتى اخوه واخوي .. قط كلام ماابي اتذكره .. بس سعاد ابوي تغير .. ابوي صار قاسي
سعاد : شلوون ؟ وشنو قاله صقر ؟
منال بدموعها : قاله بياخذني بس مراح أكون زوجته رسمياً .. بيخليني ويسافر .. انا راضيه والله بس ليش ابوي يررفض وصارت هوشه بينهم
سعاد بغضب : مالت عليج أي والله مممالت .. يا حماره الرجال يقول مايبيج وبياخذج علشان ابوج .. زين سوى ابوج والله يفهم .. ولا انتي حماره وبتظلين حممماره
منال بصرخة : لا تقولين حممماره .. انتي لو كنتي مكاني ومااخذتي ماجد بتصيرين بقرة موبس حممماره
سعاد : ياغبيه .. في فرق بين ماجد وصقر .. ماجد حبني .. يحبني .. من بين الف بنت ماقطع علاقته فيني .. لكن صقر شتقولين عنه ؟ يحبج ؟ وعدج بشي ؟ تعرفين عنه شي ؟ يعرف عنج شي ؟ طبعا لااااا
منال بهمس : كله من امي
سعاد : شنوو ؟ وخالتي شكوو ؟
منال بصرختها المغبونة : صقر يكره امي .. ما يحبها بسبب اللي سوته بامه قبل
سعاد : اجل احمدي ربج .. رجال كارهكم ليش ميته عليه ؟ والله هبله هالبنت
منال بدموعها وصوتها المكسور : بس احبه .. مااقدر اكرهه .. حتى وانا اسمع امي تقولي اللي صار وشكثر هانهم صقر .. لي الحين احبه
سعاد : هذا مو حب حبيبتي .. هذا يسمونه خباااااال .. اصحي بس وانسي هالصقر .. وشكله مو راعي حب وزواج .. تقولين مايقعد بالديره .. تلقينه عايش حياته بالطول والعرض
منال : قولي لي شسوي ؟؟ شلون اغير راي ابوي ؟ واخليه يكلم صقر يرد ونملج
سعاد : منااااااال .. جب .. ولا تفكرين تسوين شي .. قومي نامي الحين وبكلمج بليل




غبيـة .. هـل حـب صقـر جعلهـا بهـذا الغبــاء ؟
إلـى متـى وهـذا الحـب .. يحولكِ لـ هذا الضعف المميت ؟
سـ أعـود .. وهـدفـي نـزع ذلكَ الـ صقـر مـن قلبـكَ
غـادرت بعـد إنهائهـا لطعامهـا .. بـ نفسيـة محبطـة تريـد استنشاق الهـواء فقـط
توجهـت لـ "اللوبـي" .. لـ تغـادر مـن بوابـة الفنـدق الرئيسيـة
وقبـل خروجهـا التفتت لـ يمينهـا .. لـ يشـد انتباههـا مـن يجلـس وابتسامتـه مرسومـة ع شفتيـه ..!
مـاجـد ؟ .. مـاذا يفعـل بهذا الصبـاح هنـا ؟
تركـت بـاب الخـروج .. لـ تدخل ع يمينهـا للقهوة المخصصـة للفنـدق
وقفـت قبـل سيرهـا المزيـد من الخطوات .. لـ ترى ظهـر ذلكَ الرجـل
بشعـره الأشقـر .. وأكتافـه العريضـة .. ورجـل آخـر يقـف ع رأسـه !!
لا تعلـم .. ولكنهـا فعلتهـا .. دارت بجسدهـا حتـى لا يروهـا
لـ تفتـح هاتفهـا .. وترسـل رسـالة واحـدة فقـط !!



" ماجد مجتمع مع رجال اشقر .. وشكله شغل ضروري .. لانه ما قالي انه عنده اجتماع "

لـ يصلها الرد بنفس السرعة
" الرجال اسباني ؟؟؟ "

" مادري .. ماشافوني لي الحين "

" روحي لهم .. واهم شي لا تنسين تكونين طبيعية .. وركزي ع ايدين الرجال "



استغربت طلبـه الأخير .. لـ تعـود بجسدهـا تراقبهـم
لازالـوا ع نفس جلستهـم ..!
انزلت كفوفهـا لـ ترتب فستانهـا الطويـل .. لـ ترفـع كفهـا ع حجابهـا الكاشـف عن شعرها
طبطبـت ع شفتيهـا بـ خفـه .. لـ ترسـم ابتسامـة طبيعيـة وجذابـة



اقتربت وصوتها يقول بالانجليزية : صبــاح الخيـــر
رفـع رأسه بصدمة .. ليدير الآخر جسده ويواجها وهو يقول : صباح النــور
أبعد الصدمة عن عينيه ليرسم ابتسامة مصطنعة وهو يقف ليقربها لجسده : آه لماذا انتِ مستيقظة ؟ أستاذ اعرفكِ ع زوجتي .. لقد اخبرتك انني عريس حديث
وقف الآخر بابتسامة وهو يمد كفه لها : تهانينا .. كم هي جميلة ماجد
خجلت لتمد يدها وتصافحه وعينيه الزرقاء الجذابة : شكراً لكَ .. آسفه ع المقاطعة .. سأترككم تكملون عملكم
ابتسم بمجاملة ليقول : لالا يجب ان ترافقينا .. لقد انتهينا من مناقشة العمل .. أليس كذلك ماجد ؟
ماجد يبعدها عن يمينه ليجلسها ع الكرسي الذي ع يساره : اقعدي .. دام طلب تبين قهوه ؟
سعاد بابتسامة : أي
وضع كفه ع الطاولة وماجد يبادلة النظرات : لقد اخبرني ماجد انكِ دكتورة بالجامعة ؟
سعاد : نعم .. ولست بعيدة عن عمل زوجي .. انني دكتورة بقسم إدارة الأعمال
..: رائع حقاً ذلك التوافق بينكم
ابتسمت بفرحة ليقول ماجد : لقد اعجبتها برشلونة اكثر من ماربيا
..: بالتأكيد .. زياراتي معدودة لبرشلونة ولكنني احبها .. ولكن لا استطيع ترك مدريد ولا غرناطة
بفضول قالت : اشعر بالفضول .. اريد الذهاب لغرناطة وقرطبة .. لقد أحببت تاريخ اسبانيا بعد قراءتي له
ابتسم بمجاملة : وستحبين الأماكن التاريخية .. يوجد العديد منها
ماجد حضن كفها ليقول : لكنها ستكون سفرتنا القادمة .. فالعمل ينتظر بالكويت
..: حسناً وقتها سأحرص أن أكون مرشدكم السياحي



ابتسموا بضحكاتهم الهادئـة
لـ يقتـرب ذلك الرجل الذي ابتعـد عن رأس سيـده بعد تلقيه للمكاملـة
لـ يعـود مجبراً .. فـ السيـد يجب أن يتلقى هذا الاتصـال



.. باسبانية : سينيور .. انه جاك يطلب التحدث لك
تناول هاتفه ونظراته عليه ، ليتحدث باسبانية : ما الامر جاك ؟
جاك بصوت خائف ومتردد : سينيور انا آآسف .. لكــن



وضع الهاتف ع أذنه اليسرى وكفه الأيسر يحتضه ، شعر بتوتر ذلكَ الـ جـاك
لـ يشـد انتباه تلكَ المراقبـة .. الخاتـم الذي يلتف حول بنصـرة
لـ تحرك عدستهـا لـ زوجهـا بكفه الأيسـر الحاضن لـ كفهـا
ومثل ذلكَ الخاتـم يلتف حول خنصره



كارلوس : ما الامر اخبرني ؟؟؟؟
جاك : جيزيل .. سينيورا جيزيل هربت .. لقد آتى والدها ومعه بعض الرجال واخرجوها
وقف بصدمة ليرتفع صوته والأنظار تستقر عليه : مـــــــــــــــــــــــا ذا ؟؟
جاك : انا آســف سينيور .. حاولت ان امنعهم ولكنها كانت تساعدهم .. كانت تريد الهرب سينيور .. اخبرتني أن قول لك انها تحبكَ ولا تريد انا تراها بضعفها .. آنـــا آآســــف سينيور
صرخ وكأنـه وحـده بهذا المكان : لا تكــذب .. جيزيل لن تفعل ذلك .. جيزيل لن تهرب ولن تتركني
جاك : سينيور .. يجب ان تأتي الآآن .. لقد أرسلت بعض الرجال ليتبعوهم




غـادر وقلبـه انقبـض مـن الخـوف والحـزن
لا يمـكن .. لن تفعلهـا جيزيـل .. لـن تتركنـي تلكَ الحبيبــة
وقفـت باستغراب وماجـد لـم يستطع التواصـل مع ذلك الأشقـر
الـذي انقلـب حالـة مـن مكالمـة واحـدة !!
عـاد مـاجد .. بعـد مشاهـدة سيـارة كارلوس تغـادر بأقصـى سرعـة
تحدثت بهدوء



سعاد : شفيه ؟؟
ماجد باستغراب : مادري .. يمكن عنده شي ضروري
سعاد : من تكلم بالاسباني ووجه قلب فوق تحت
ماجد : ما علينا .. ليش قاعده مبجر (بدري) ؟
سعاد : يمكن من الجوع هههههههه
ماجد : اكلتي ؟
سعاد : ااي .. بتنام ؟
ماجد يمسك كفها ليغادر القهوة : لا شرايج نمشي بره شوي
سعاد بفرحة : اكيد ماعندي مانع
ماجد اوقفها امام بوابة الفندق ليقول : بروح للحمام واجيب بوكي الثاني وارد .. انطريني اهني
سعاد بابتسامة : تمام




غـادر .. لـ تناظـر المـارة بعينيهـا الفرحـة
لـ يـرن ذلك الهاتـف بنغمـة المسـج البغيضـة
آه كيـف نسيت امره .. فتحت رسالتـه لتقرأها قبل عودت ماجـد



" ووينج ؟؟؟ ... طولتي !!"

" توني الحين اصير بروحي .. والرجال طلع "

" شفتي ايده ؟؟ فيها شي مميز ؟ "

كتبت بملل " لابس مثل خاتم ماجد .. مادري إذا شي مهم ولالا ؟ "

تجاهل كلامها ليقول كلمتين فقط " احذفي الرسايل "



أغلقت هاتفهـا بغضب .. لتقول واسنانها تصطك ع بعضها البعض
" عمى .. ادري بحذف الرسايل من زينهم "
عـاد ذلك الحبيب .. لـ تتعلق بذراعه .. وهاتفها مرمي بداخل تلكَ الحقيبـة
سـ أنسـى منـال وذلك الـ سعــــود
واستمتـع بـ لحظاتـي مع مـاجــد القلــب ..!





.
.
.


اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 11-04-21, 02:24 AM   #174

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.




الـشـالـيـه
بـعـد صـلاة الـمـغـرب




جلسـة رجاليـة خارج شاليهنـا الأقرب للبحـر
غـروب الشمـس يـودع الأرض لـ يظهـر القمـر بـ لونـه المضيء
فناجيـن القهـوة .. استكانـات الشـاي
أطبـاق التمـر الصغيـرة موزعـة بيننـا
عصـائـر منعشـة بمكعبـات الثلـج وشرائح الليمون والنعنـاع
تحدث يشارك المتواجدين معلومـة اخبرته بها



ابونوره : أي والله تقوله لي بنتي في جلب داخل المنتجع
ابومحمد : عسى ماجاهم بس ؟
ابونوره يناظر ابوصقر : لا الحمدلله قدروا ينحاشون كانت مع بناتك
ابوصقر : أي قالوا لي الله ستر عليهم مادري شفيه هالمنتجع لا أمن ولا حراسه
عبدالعزيز : من بعد سالفه ولدي وانا رافع شكوى عليهم .. مسابح مافيها مسعفين او منقذين والمكان كله أطفال
ابونوره : زين سويت ياابوسالم .. براك سلم الله يخليه لك .. وباجر ينعاد بغيره
ذياب بابتسامته : إلا ياابونوره ماودك تسير علي بالبر ؟
ابونوره ابتسم : يووه يا بطيي عنك .. متى آخر مره يوم اجيك ؟
ذياب : بعطله الربيع يوم تجيني انت واهلك وامي عندي
ابونوره يتذكر : أي أي ذكرت .. اجل انطرنا لا برد الجو شوي سيرنا عليك
ذياب : ابرك الساعات .. إن ماشالك المكان تشيلك العين
ابونوره : عساك سالم يابوعلي




رن هاتفـه .. لـ يقف مغادر الجميع بعد رؤيتـه لاسم المتصل
رفع هاتفه والبحـر امامـه



ضاري : هلا طال عمرك
منصور : ابشرك .. نجحوا بالمهمة
ضاري براحة : الحمدلله الله يبشرك بالخير .. بشر عن حالهم ؟
منصور : الحمدلله كلهم زينين بس بنت ليو تعبانه حيل والطفل كان ميت ببطنها
ضاري : اهم شي صحتها .. وماقالوا متى يردون للقصر ؟
منصور : يقول صقر بيقعدون يوم كامل بعد حتى تستقر حالة بنت ليو
ضاري : بس خطر عليهم .. المكان صار مكشوف ومعروف
منصور : هذا اللي قلته .. بس البنت حالتها خطرة حيل مثل ماقالت الدكتورة صعب ينقلونها
ضاري : والله بديت أخاف .. ماعندك أي خطة بديلة ؟
منصور : صقر عنده ومجهز المكان وزاد الحماية .. بس يقول مانقدر نصبر اكثر من 24 ساعة .. إذا ماتحسنت البنت بيطلعون غصب عنهم من المكان
ضاري : ان شاءالله يطلعون بالسلامة ويردون للقصر
منصور : ان شاءالله .. اسمع عندي جم معلومة جديدة تخص رئيس العصابة والسياسي الكويتي
ضاري باهتمام : شنو ؟ منو قالك عنها الملثم ؟
منصور : أي .. اليوم الصبح كان لقائهم بواحد من فنادق برشلونة .. كنت بقول لصقر بس ماحبيت اشغله واهو وضعه الحين مومستقر
ضاري : بعد مايطلعون من المكان قول له .. بسألك طال عمرك
منصور : آمر
ضاري : أبوالدكتورة يقولي انت طالب منه يمركم ؟
منصور بهدوء : أي .. قالك ؟
ضاري : أي .. صدفة طلع معانا بالشاليه .. وأهله يعرفون اهلي .. بس لشنو تبيه ؟
منصور بجدية : لان سندس ماصارت دكتورة بس .. صارت الملازم أول سندس
ضاري بصدمة خرج صوته عالياً ملفت للأنظار : شنــــــوووووووو ؟؟؟
منصور بتحدث بصوته العملي والرسمي : هذي كانت رغبة صقر ووافق عليها ابوها .. وابيه يشهد ع أوراق تعيينها حتى ما يضيع حقها
ابتعد عن اعينهم بدهشة ، ليقول بصوت منخفض : انا بفهم صقر صاحي ؟؟ شلون يدخل البنت معانا ؟ ويعطيها رتبه بعد ؟؟؟؟؟
منصور : ضاري .. سندس صارت معانا ولا لها مكان غيرنا .. وهذا اقل شي نقدر نسويه نعطيها رتبه حتى نفتخر فيها .. بالدكتورة اللي صارت ملازم اول من حبها للخير وعلاج الكل
ضاري بصدمة لازال لم يستوعب الامر : اعذرني طال عمرك .. ماني قادر اصدق .. وابوها ماقال لي هالشي
منصور : لانه مايبي احد يدري فيه .. واكيد قالك تعال معاي حتى تعرف
ضاري : مادري والله ماقمت افهم اخوي ولا اقدر اخمن واتوقع شنو بيسوي بعدين
منصور : المهم انا اخليك الحين .. وببلغك بكل جديد
ضاري : ماقصرت طال عمرك .. وانا بمركم باقرب وقت ان شاءالله





عـاد ادراجـه للخلف .. بملامـح مصدومـة
مـا الـذي تفكـر به يا أخي ؟ تمنحهـا لقـب عسكـري ؟
تضمهـا للفريـق حقـاً وليـس مجـرد كـلام !
لـم أتوقـع 1% أنـك ستقـوم بهذه الخطـوة
صقـر .. أصبحـت غريب وبأفكـار أغـرب يا أخــي !
وقف بصدمـة وعقلـه الغائـب عاد .. وهو يرى ابيه يقطع طريقه بملامحـه الغاضبة
والجميـع خلفـه منشغلين بالتحدث لبعضهم البعض




ضاري : آمر يبه تبي شي ؟
ابوصقر بغضب : اخوك ليه مايرد علي ؟
ضاري بهدوء : بمهمة يبه وصعب يتواصل معاك الحين
ابوصقر : مو المهمة صارلها اكثر من 3 أيام .. وينه لي الحين ماخلصت ؟
ضاري : صار شي غير متوقع .. وانشغل فيه وزادت الرقابة
ابوصقر يدير ظهره ليرى الرجال ويقول بهمس : والله اني مستحي من هالرجال الكبير .. شلون اقعد معاه واسولف وولدي مسوي هالسوات الشينه
ضاري : يبه ابوها راضي .. وولدك ماسوى شي
ابوصقر بغضب وصوته الهامس : بلاك انت واخوك ما تقدرون الناس ومشاعرهم .. تقول لابوها بنتك معانا واحنا نلحق ورى منظمة راعية مخدرات وبيع أعضاء وخرابيط .. ع بالك الابو باله متطمن ع بنته .. ابوها ما رضى وتقبل الوضع إلا خوف ع بنته
ضاري يحاول ان يهدئ والده المنفعل : يبه صدقني صقر ماسوى هالخطوة إلا وابوها راضي ولا شايل بخاطره ع صقر
ابوصقر : حتى ولو .. انتوا قطيتوا بنته بوسط الخطر .. بوسط النار .. واهو يشوف نفسه ضعيف ولا قادر يطلعها إلا بمساعدتكم
ضاري : مادري يبه حيرتني معاك .. انا قعدت معاه وسولفنا وكان يضحك وقلت له كل شي عن بنته
صرخ صوت ابومحمد وهو يقول : تعال ياابوصقر .. اشرب من هالعصير توهم جايبينه
ابتسم له ابوصقر وهو يسير لهم ويقول باسبانية : لا اعلم لم اخيك يفعل ذلك ؟ طوال حياته لا يفعل إلا المعروف والمتوقع
ضاري بابتسامة وهم يقتربون : لان صقر تغير جداً .. رغبته الآن تختلف عن رغباته السابقة
وقف امام الرجال ليقول لابنه : رغبة ؟ منذ متى واخيك يرغب ؟ والآن عندما رغب فعل ذلك بأخي .. ووضعني بموقف مُخجل معه لأجل ماذا ؟ تحقيق رغبته
ضاري يراقب الجميع المستغربين ليبتسم حتى يبعد الشك : ابي .. صقر ابنك أصبح عاشق ألا تعلم ذلك ؟
ابتسم بسخرية ليجلس امام الجميع : ههههههههههههه عاد لاستخدام العذر القبيح .. وهل تريدني ان اعذره لانه عاشق ؟
ضاري جلس امامه وهو يحاول اقناع والده : ابي انت بنفسك أحببت امي وفعلت المستحيل .. أتبخل بهذه المشاعر ع ابنك ؟
ابوصقر : علاقتي مع والدتك كانت طبيعية ولا يسودها أي خطر أو غرابة
ضاري راقب ابوعبدالله ليبتسم : ستحبها جداً انا واثق من ذلك .. ستحب تلك الدكتورة كثيراً .. اتعلم ماذا ستقول عندما تراها لأول مره ؟
ابوصقر يتناول العصير من ابومحمد ويقول بملل : ماذا ؟
ضاري بابتسامة : كيف وجد ذلك الصقر نصفه الآخر بعد سنوات طويلة
ابوصقر بدهشة وعدم تصديق قال بعربية : أي خير ان شاءالله .. نشوف وقتها ياضاري انا الصح ولا انت !!
ضاري بضحكة للجميع : هههههههههههههه تحمسنا انا والوالد باللغة شوي .. السموحة منكم





.
.
.





رحلـت تلكَ الـروح المثقلـة بأحـزان وحـب ..!
رحلـت لـ خالقهـا .. اتبعـت بضعـف طفلهـا ذو الـ 29 أسبوعـاً فقـط
لـ تترك لـ سكـان الأرض دمـوع حـزن .. وفـراق .. وحـب
حـب أبيهـا .. وحـب الحبيب !
اغلقـت تلكَ الزمردتيـن كمـا يلقبهـا ذلك الحبيب .. اغلقتهـم للأبـد !
وتوقـف القلـب الضعيـف عـن النبض للأبــد !
قـاومـت طـوال اليـوم .. ولكـن فـي نهايـة اليـوم وظـلام المكـان
غــادرت باستسـلام .. والابتسامـة ع شفتيهـا
رفعـت الغطـاء الأبيض .. كـ بيـاض روحهـا
تغطـي بـه جسدهـا البـارد وملامحهـا الجميلـة
سقطـت دموعهـا كـ شـلال فـاض مـن منبـع تُسكب به الأحـزان والآلام فقـط ..!
دارت بجسدها وهي بقرب السرير .. تستمـع لـ صرخـات الأب




دفع باتريك ليصرخ بحزن وخطواته تقترب من السرير : ابتعد .. ابتعــــد اتركني .. ماذا تفعلين لماذا تغطينها ؟؟ لمـــــاذا ؟
عادت للخلف من دفع ليو لها ، لتشهق بقوة وهي تقول بضعف ، سندس : ليو ارجوك
دار بظهره لها وصوته الحزين والغاضب : اصمتي .. جيزيل لم تمت .. لما تمووووت وانا لازلت هنــــا .. لما تغادر أولاً .. لا يمكنها ان تفعل ذلك بأبيهـــــا
دخل وهو يلهث من الركض عند استلامه للخبر ، صقر دفع جسده بين سندس وليو : ليــــو توقف ماذا تفعل ؟
ليوناردو بدموع تخرج من مقلتيه التي تشابه مقلتيها : لقد غادرت لم استطع ان انقذها .. كالسابق لم استطع ان اعالجها .. كالسابق عندما غادرت أمها وانا اقف بضعف
صقر وكفوفه تحتضن كتفيه : لا .. انت فعلت المستحيل لهما ولكنها إرادة ربك .. ولا تستطيع الاعتراض عليها
ليوناردو يشير لابنته الذي كشف ووجهها : لكنها مظلومة .. لم تؤذي أي انسان بحياتها كلها .. لماذا يفعلون ذلك بها ؟ لماذا قتلها ذلك الحقيـــــر !!
صقر : اهدأ .. سنبحث عن ذلك الحقير اعدكَ بذلك
ليوناردو : اتركني اريد الجلوس لوحدي معها




حـزن عليـه .. اخبـر رجالـه بالخـروج .. وهـم هو بالخروج والدكتورة خلفـه
لـ يدع الأب الحزيـن .. يـودع فتـاتـه لآخـر مـرة قبـل أن يحتضنهـا القبـر ..!
ولكـن
صـوت اطـلاق النــار .. ومحركـات السيـارات
وصراخ رجـالـه .. بـ " دخــل العــدو ، اذهبــوا لمواقعكم "
رفـع عينيه لـ باتريك الواقف عند باب الحظيرة الداخلي
ادار ظهره للدكتورة التي تتبعه بهدوء ودموعها المستمرة
رفع نظراته لـ ليو الذي غاب عن العالم .. لـ عالم تلكَ الابنـه
صرخ ع باتريك




صقر : اذهب للخارج باتريك .. نفذوا الخطة .. سابقى هنا
سارعت بخطواتها وصقر يخرج مسدسة من جيبه الخلفي : ش شصاااار ؟ شفيكم صقر ؟؟
صقر يمد ذراعه لها لتعود للخلف : ارجعي ورى لا تطلعين تسسمعين .. اقعدي اهني
سندس بخوف تعود للخلف وتراقب صقر : وين بتروح ؟؟؟ صقر قولي شصاااارر!
صقر بجدية : شكلهم عرفوا مكانا .. وهذا اللي كنت خايف منه .. بس ماتوقعت يوصلون بهالسرعه
سندس بخوف : منو اهم ؟؟ اللي كانت جيزيل عندهم ؟؟؟
صقر : ااااي .. لازم نطلع من المكان بسرعه
سندس تدير رأسها تراقب الحظيرة الخالية ولا يوجد مخرج إلا واحد .. وتراقب ليو مع ابنته لتقول : شلون بنطلعهم ؟؟ ليو مستحيل يتحرك
صقر بتفكير يتحرك بتوتر : وهذا اللي أحاول افكر فيه .. ماابيهم يوصلون للحظيرة




ولكـــن
الأوان قــد فـــات
وحـدث مـا لـم يتوقعــــوه
حضـــــور الرئيــس بنفســه
دفـع رجـاله باب الحظيـرة حتـى انكســر .. لـ يدخل بعدهم بخطوات مستقيمة
رفـع نظراتـه ع صقـر وخلفه الدكتورة بـ لبـاس الدكاتـرة
وع يمينـه سريـر يحتضن جسدهـا ودمـوع الرجـل الطاعـن بالسن
اقترب بسرعـه .. سقـط قنـاع الرئاسـة ، لـ يظهـر قنـاع الرجـل العاشق
وقف خلف ليو ليصرخ بغضب وملامح الحبيبـة الشاحبـة




كارلوس بصرخة : ماذا فعلتوا بجيزيــل أيهـا المجرميــــن ؟؟؟؟
وقف بحقد وعينيه حمراء ودموع تسقط منها : ابتعـــد عنهـــا .. انت السبب بما حدث لها ؟
كارلوس باستغراب يعود خطوة للوراء : م ماذا تقول ؟ من انت ؟؟؟؟؟؟
أشار لطفلته وهو يقول بحرة أب فقد طفله : انا ؟ ... انا ابيهـــا .. أب جيزيل .. أبيها الذي قمت بأخذها بسببه
كارلوس بصدمة : ماذا ؟؟؟؟؟
ليوناردو صرخ وهو يقول : غادر .. اذهب .. لن تلمس ابنتي بعد اليوم .. حتى وهي ميتــه اتسسمع
كارلوس بصدمة والاحرف تخرج متقطعة : مـ ـيـ ـتـ ـة ؟؟ ماذا تقول ؟
ليوناردو بصرخة انهـت الذي امامـه : نعـــم جيزيل ماتت .. لقد قتلتها .. قتلها انت وابنك الذي كان بداخلها
كارلوس بصدمة صرخ وهو يقول : ماذا تقوول ؟؟ لا يمكن ان تذهب جيزيل
دار بظهره لصقر وسندس ليصرخ وهو يقترب : ماذا فعلتوا بها أيها المتوحشوووووون ؟
دفع جسده ليقف امامه وهو يقول بصوته الحاد : لم نفعل شيئاً يضرها .. لقد كنا نحاول معالجتها
أشار لسندس باستهزاء : ومن يعالجها ؟ تلك الدكتورة الصغيرة ؟؟؟؟
ارتجفت كفوفها بخوف لتتعلق بقميص صقر من الخلف
صقر واناملها الضعيفة تتعلق به ، ليقول بجدية : لا تلقي اللوم عليها .. انت من يجب ان يلام .. كيف لم تعلم ان جيزيل مريضة .. قلبها ضعيف منذ الصغر
صرخ بغضب وحزن : لا تكذب .. جيزيل كانت بحالة جيدة .. لم تبدوا ابدا انها مريضة
صقر : لانها لم ترغب باخبارك
كارلوس دفع كفوفه ليدفع صقر بقوة عن طريقه ليسحب الدكتورة ويضغط ع رقبتها
كارلوس بصرخه : اخبريني ماذا فعلتي بهـــا ؟؟؟؟
سندس ارتعبت من نظراته ولمسته الخانقة .. دموعها المنسابة بضعف وخوف وحزن
ارتجف جسدها واقدامها ترتفع عن الأرض .. ثوانـي حتى سقطت بنفس القـوة ع الأرض
وصوت ذلك العملاق الغاضب
صقر دفعه بقوة وهو يصرخ وكفوفه تتعلق بقميصه من الامام : ابتعـــــد عنهــــــا
فعل مثلما فعل لتتعلق كفوفه بقميصه : سأقتلك واقتلها .. واقتل الجميع هنا



سقطت عينيه ع يده اليسرى لينصدم من ذلك الخاتم الفضي بفصه الأحمر الداكن ، إذا هو الرئيس فعلاً .. دفعه بقوة لـ يبـدأ النـزال بين جميع المتواجدين داخل الحظيـرة



صرخت طالبـه منهم التوقف .. استنجدت بالأب المنهـار والمقابـل لابنتـه فقط
كان الجميع يقاتـل .. والـدم يخـرج مـن أفواههـم وجبينهـم
يسقطـون واحـداً تلو الآخـر ع الأرض الباردة والقاسيـة
حضنـت جسدهـا بخـوف وعينيهـا تراقب الأرض
لا ترغب برؤيـة المزيـد من الموتـى امامهـا .. لا تريـد أن ترى شي
كـم تتمنـى أن تفقـد حاستـي السمـع والنظـر الآن وبهذه اللحظـة ..!




قامـت الحـرب بيـن الطرفيـن
يقاتلـون بكـل قواهـم الجسديـة .. ضرباتهـم القاسيـة والمميتـة
وبالخـارج .. الوضـع لا يختلف عن داخـل الحظيـرة
رجـال متقاربيـن بالهيئـة البدنيـة .. متخصصين بالقتـال
ووسـط الضوضـاء الحربيـة
واللكمـات والألفـاظ والركـلات
خرج الصـوت الخائـف والحزيـن برجفتـه الواضحـة يصـرخ أمـلاً أن يتوقـف القتــال




..: كــــارلـــي .. أرجـــــورك توقـف





.
.
.



انتهـى
إلى لقـاء قريب بإذن الله : )






اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 29-04-21, 04:17 AM   #175

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.






السـلام عليكـم ورحمـه الله وبركاتـه



البـارت وصل واخيرا ^^
طوويل كـ العادة .. اقروا ع مهل ولا تستعجلون : )


البارت القادم /
حطوا ببالكم اقل مدة بين هالبارت والبارت القادم اسبوعين
لان الوقت والله ضيق : ( .. وغير جذي الاحداث صارت اصعب واصعب ويبيلها تركيز عممميق



مااطول عليكم
قراءة ممتعهه *.*



.
.
.




الجـزء العشـرون





لم يبقَ في شوارعِ اللّيلْ مكانٌ أتجوَّلُ فيهْ أخذَتْ عَيناكِ كُلَّ مساحة الليلْ.

#نزار_قباني






- قـبـل 6 سـاعـات -




للتـو فقـط .. هـدأ ذلكَ الأب
لـ أعـود لـ مراقبـة الابنـة المريضـة
اغلقـت بهـدوء بـاب الحظيـرة .. لـ تجلس ع الكرسي وأمامهـا تستلقي تلكَ الضعيفـة
هـذه المـرة الأولـى .. تـرى ذلكَ العمـلاق متوتـر وهـو يخبـر رجالـه
بتشديد الحراسـة .. وأن لا يتغافلـوا عنهـا !!
هـل سـ يحـدث شي هنا ؟ .. ولكن ما الذي تفكر به أيها العمـلاق ..!
لمَ تبعدني بعيـداً وتلزمنـي بالبقـاء داخـل الحظيـرة ..!
رفعـت عينيهـا لصوت الهمس الضعيف .. تحـاول تلكَ الضعيفة إزالة قنـاع الاكسجين



وقفت بسرعه : جيزيل ماذا تفعلين ؟
رمشت بعينيها بهدوء لتقول بصوت متقطع : ا اري اريد التحدث
نزعت قناع الاكسجين لتستبدله بالأنبوب وهي تثبته ع انفها
تحدثت بعينيها المليئة بالحزن : أين ط طفلي ؟
سندس بحزن لحال هذه الام : لقد ارسلناه إلى مستشفى قريب .. لحين موعد دفنه
اختفى بريق الزمردتين والدموع تسقط منها ، لتقول سندس : ارجوكِ جيزيل لا ترهقني نفسكِ كثيراً
جيزيل : يجب ان أقول ما لدي .. احتاج لان أقوله حتى اشعر بالراحة
سندس تحتضن كفها : ستقولين كل شي .. لكن اريحي جسدكِ الآن
جيزيل تحرك رأسها بضعف بـ لا : لا يوجد المزيد من الوقت دكتورة .. لا اعلم كم من الوقت سيصمد هذا الجسد
سندس بدموع تسقط من عينيها : كوني شجاعة .. قاومي هذا الضعف .. عودي لحياتكِ واحبابكِ
جيزيل : احبابي ؟ ابي وكارلوس
سندس : نعم .. انظري لحال ابيكِ .. فهو لم يتوقف عن ذرف الدموع
جيزيل تبكي بصوت أعلى : انا آسفه بابا .. لقد جرحتك كثيراً .. اعلم انني مذنبة بما فعله قلبي .. لكن لم استطع التحكم به .. دكتورة لم استطع ان أوقف هذا القلب الضعيف عن حب كارلي
سندس : لا بأس .. كل شي تستطيعين تصحيحه
جيزيل شدت ع كف الدكتورة : ارجوكِ اسمعي ما اريد قوله .. حتى لو عدت لصحتي ولحالتي الطبيعية .. حب كارل لازال بقلبي .. دكتورة انا أيضا دكتورة نفسية ولكنني أصبحت مريضة بسبب آخر مريض لي
سندس باستغراب تمسح دموعها لتقول : آخر مريض ؟
ابتسمت وهي تتذكر أول أيامها مع كارلوس : نعم .. عندما قام باختطافي .. بالطبع شعرت بالخوف .. ولكنني دكتورة نفسية واستطيع قراءة تصرفات وأفعال الأشخاص الذين امامي .. كارلوس كان شخص فارغ من الداخل
سندس : ولم قمتِ بمعالجته كما تقولين .. كان آخر مريض لكِ ؟
جيزيل : كنت اعتقد انني سأهرب بعد ان اعالجه .. وذلك سيسهل لي عملية الهروب .. ولكنني مرضت .. أصبحت مريضة نفسياً ولست مريضة جسدياً فقط .. وهكذا انقلب السحر ع الساحر
سندس : لماذا لم تخبريه عن مرضكِ ؟ لماذا فعلتي ذلك جيزيل ؟؟
جيزيل : لأنني شعرت بسعادة غمرتني .. سعادة لم اشعر بها طوال حياتي .. كان جميع من حولي يشعرون بتعاطف وشفقة عندما يعلمون انني مريضة .. ولكنني مع كارلوس أصبحت شخص جديد .. اكثر قوة واكثر سعادة
سندس سحبت الكرسي لتقربه من السرير ولازال كفها بكف جيزيل : وماذا ايضاً ؟
جيزيل بابتسامة تختلف عن عينيها الحزينة : بدأت بمعالجته .. عرفت انه شخص عاش طفولة قاسية .. لم يحظى بحب الأب أو الأم .. كان أبيه يعمل دائماً .. ووالدته تعشق المال وتحب السفر ولم تبالي بتربيته ليومنا هذا .. فهي تتحدث مع ابنها عندما تحتاج للمال فقط .. حتى اصبح كارلي عديم احساس .. شخص قاسي لا يعلم كيف يتعامل بحب وحنان .. وعندما بدأت أول خطوات العلاج كانت غلطة كبيرة مني
سندس باستغراب : لماذا ؟
جيزيل تراقب عيني سندس : لأنني وقعت بحبه .. أصبحت مريضة .. هل سمعتي من قبل بمتلازمة ستكهولم ؟
سندس : لا اعتقد انني سمعت عنها من قبل
جيزيل : انها مشهورة بقصص الاختطاف .. يقع المختطف بحب خاطفه او يتعاطف معه
سندس بصدمة : وانتِ احببته قبل ان تتعاطفي معه ؟
جيزيل : ذلك ما حدث .. لقد تغير جداً .. اصبح يتعاطف مع رجاله .. لانني غمرته بمشاعر الحب والحنان .. أتعلمين انني تلقيت كل الشكر والثناء من رجاله
سندس : لكن .. ذلك لا يبرر انكِ لا تخبريه بمرضكِ .. جيزيل لم اصبحتِ ضعيفة ؟
جيزيل تبكي بصوت منخفض : لست ضعيفة .. كارلي كان يمدني بالقوة .. عندما يكون معي لا اشعر بأي ألم .. وعندما يغادر .. يبدأ ذلك القلب بالنبض بشكل مؤلم
سندس : هل تقولين ان كارلوس شخص جيد ؟
جيزيل : نعم .. انا متأكدة من ذلك .. كارلي عاش حياته في بيئة قاسية فوالده كان الرئيس لهذه المنظمة .. ولكنه يملك الحب والتعاطف بداخل ذلك القلب .. هل تصدقيني دكتورة ؟
سندس تراقبها بحزن ، كم تشفق ع ما وصلت له ، ويؤلمها قلبها لأجل ذلك الأب : وماذا عن أبيك ؟ ماذا عن ليو الذي كان يبحث عنكِ لفترة طويلة .. الذي كان ينتظر عودتكِ له ؟
جيزيل سحبت كفها بقوة لتغطي ملامحها والدموع لا تتوقف ، شهقت وهي تقول :
اعلم .. انني قتلت ابي بفعلتي هذه .. اعلم انني ابنه سيئة .. لكنني اشعر بحزن عميق لانني سأترك والدي لوحدة .. واشعر بحزن أعمق لانني سأترك أحب شخصين ع قلبي بهذه الدنيا .. وربما تتحول علاقتهم لكره وقتل .. دكتورة أنا خائفة جداً
وقفت لتضع كفها ع جبينها : توقفي لا تتحدثي .. لقد ارهقتِ نفسكِ كثيراً
أبعدت كفوفها عن وجهها وبانكسار قالت : لا .. ارجوكِ عديني انكِ ستحاولين إيقاف كارلي عن فعل الأشياء السيئة .. عديني انكِ ستخبريه انني احبه وانني آسفه
سندس ببكي : ستخبريه بنفسكِ وستقومين بإيقافه أيضا
سحبت كفها الذي ع جبينها لتقول بهمس عميق : اخبريه .. كارلي طيب القلب ارجوكِ لا تستسلمي .. اخبري ابي انني اسفه وانني لم أحب أحد أكثر من حبي له
سندس والدموع لا تتحمل الحزن الذي تتفوه به هذه الضعيفة : ارجوكِ توقفي .. لا استطيع تحمل هذه الأمانة
جيزيل : انتِ الامل الوحيد أمامي .. تستطيعين ذلك دكتورة .. لقد اخبرني بابا انكِ مجبرة ع التواجد هنا .. وانهم احضروكِ من بلادكِ رغماً عنكِ
سندس : جيد تعلمين ذلك .. انا لا استطيع تحمل هذا الثقل جيزيل .. انني سجين ينتظر لحظة الإفراج عنه والعودة للوطن
جيزيل بابتسامة حزينة : أتعلمين أن السجين بعد تحرره يصبح مريضاً نفسياً ؟
سندس بشدة : لا يهمني ذلك .. حريتي ستجعلني أنسى كل ما حدث لي هذا
جيزيل : لا تجعلي قلبكِ يتعلق بأي مكان وأي أشخاص .. أجعلي قلبكِ ملكاً لكِ .. وعندها لن تصبحي سجينة مريضة بعد تحرركِ
سندس : سأفعل ذلك .. ذلك ما سأفعله بالطبع





حضنـت جسدهـا والبـرودة تتسلل لأطرافهـا
تراقـب من عـادت لـ صمتهـا .. وعينيهـا تراقـب السقـف بدموع تنساب منهـا بضعف
هـل الألـم النفسي أقوى من الألـم الجسـدي ؟
كـم عانيتِ طوال هذه الفترة يا جيزيل ؟ .. لماذا سمحتِ لقلبكِ بخوض هذه المغامـرة ؟
وانتِ تعلمين انكِ لست نداً سليماً ومعافياً ..
ولستِ قـادرة ع تحمـل هذه العواقـب !!
لـم أشعر بهذا الحـزن العميـق من قبل .. حتى وانا بعيدة عن عائلتي
ولكن .. هالـة الحزن التي تحيط بها لا تتوقف عن سحبي لها
وتستمر دموعي بالانسياب .. ونبضات قلبي تزداد نبضاً





لـ تمضي الدقائـق تتلوهـا الساعـات .. حتى غادرت تلكَ الـروح
غـادرت وع لسانها اسمـه .. ووالدهـا
" بــابــا .. أنـا آسفــة .. كارلـي .. أحبـكَ يا خاطفـي "
شهـدت .. بعينيّ التي اكتسبت الضعف من عينيها
شهدت .. آلامهـا وأحزانها .. وبالنهايـة مغادرتهـا
رفعـت بأنامـل ترتجـف الغطـاء الأبيـض .. لأغطي جسدهـا الحزيـن
وذلك الأب الذي اقتحم المكان .. لـ يشع الحزن من كل حرف يخرج من شفتيـه





كنـت ضعيفـة .. سقطـت بدوامـة الحـزن والألـم
الأرض البـاردة تحتضنني .. بعـد أن تحررت رقبتـي من بين يديّ ذلك الغاضـب
ولكــن
رؤيتهـم يتقاتلـون أمـامـي .. قتـال بالتأكيـد ستكون نهايتـه الموت
ربمـا سـ يموت العمـلاق ورجـالـه .. أو ذلك العاشق ورجالـه !!
أصبـح عقلـي الباطـن .. يصـور لي جثثهـم مصفوفـة أمـامـي
وصـوت ذلك المحقق يخبرنـي
" مـا هي علاقتكِ بالمقتولين يا آنسـة ؟ "
وصـوت شرطي آخر يهمس لزميلـة وهو يقول
" إنهـا الناجيـة الوحيـدة من المذبحـة التي حدثت هنـا "
قشعريـرة هـزت جسدهـا بقـوة من تخيلهـا فقط .. ماذا لو أصبح الخيـال حقيقـة ؟
تلمست الأرض البـاردة بكفهـا الذي يرتجف .. حتى وقفت باستقامة
ونظراتهـا تراقب القتـال .. عـادت بخطواتها للخلف حتى وصلت للسرير
شهقت بقوة وهي تقول بصوت تترجى فيه الجالس امامها والغائب عن العالم




سندس ببكي : ليو ارجووك .. ساعدني ع ايقافهم .. سيقتلون بعضهم البعض
تجاهلها وكف ابنته بين كفوفه ، ضربته بقوة ع كتفه وهي تقول بصوت اعلى
سندس تشير لصقر : انه صقر انظر له .. هل تريده ان يموت وهو من وقف بجانبك لإخراج جيزيل من قبضتهم ؟ ارجوووك ليوو ارجووووك لا تدع صقر يغادر أيضا مع جيزيل ارجووووك




وضع جبينه ع ذراع ابنته .. ليخرج صوت شهقاته العاليـة والحزينة
سندس .. انـه فاقـد لوعيـه الآن .. كيف تطلبين منه هذا الطلب ؟
صقر ورجالـه .. يعتمدون عليكِ الآن ؟
ماذا يجب ان افعل ؟ .. جيزيل ماذا ستفعلين لإيقاف كارلوس ؟
لقد اخبرتني انه طيب القلب .. كارلي كما تحبين ان تلقبيه بحديثكِ معي
وايضاً اخبرتني انه يضعف عندما تقتحم مشاعره بكلماتها الحنونة والمليئة بالحب
لكنني سندس .. ولست جيزيل !!
كيف سأفعـل ذلك .. كيف ؟؟





تركتهـم خلفهـا .. لـ تتقـدم لساحـة المعركـة أكثـر
ذلك يضرب الآخر بقـوة اسقطتـه أرضـاً
والآخـر قوتـه تضاعـف الذي امامـه .. لـ يغمـى عليـه
وعنـد القـائـدان .. العمـلاق x العاشـق
الأول يطرح الثاني أرضاً .. لـ يقف الثاني ويوجه له ضربة قوية ع خـده
لـ يسقط الأول ويحاول الوقوف .. وهكـذا
كان الجميـع مُغطـى بالدمـاء .. من شفاتهـم وأنوفهـم
وثيابهـم ممزقـة .. من جميـع الجهـات
يوجـد حـل واحـد فقـط .. لـ يقـف الجميـع عـن القتـال .. يجـب إيقـاف القائـد العاشـق ..!
ماذا ستفعـل يا تـرى جيزيـل ؟
حزمـت امرهـا .. لـ تقف خلف القائدان وهي تصرخ بصوتها المرتجف والخائـف والحزيـن



سندس بصوت عالـي : كــــارلـــي .. أرجـــــورك توقـف



توقفـت الأجســاد عن المقاتلـة .. بعـد صرختهـا
لـ يديـر رأسـه باستغراب وشوق .. لعلهـا عادت من الموت تلكَ الحبيبـة !
ادار جسده لصاحبـة الصوت .. وعينيـه بلونهـا الفاتـح بـارزة بصدمـة
لـ تسقط كفوفه باستسلام وتصطدم بجسده .. بـ خيبـه وحـزن
ليست جيزيل .. إنهـا قاتلتهـا ..!



تحدثت سندس وهي تستمد القوة من نظرات صقر لها : أليس ذلك ما ستقوله جيزيل ؟ اليس كذلك كارلي ؟ أليست هي الوحيدة من تناديك بهذا الاسم
اقترب ليصرخ بغضب : ماذا تفعلين ؟ لماذا تتحدثين مثلها ونيابة عنها ؟؟
ساد الهدوء المكان وافترق الجميع عن بعضهم البعض .. لـ يقترب صقر ويقف بجانب تلك المغامـرة !
سندس حضنت كفوفها بقوة وصقر ع يمينها ، لتتحدث مع الذي امامها : لانها اخبرتني .. قبل ان يتوقف قلبها .. اخبرتني انها تحبك كثيراً وانها آسفه لانها تركتك وحيداً بهذا العالم .. اخبرتني ان قلبك طيب وانه احبها كثيراً
تقدم خطوة لتوقفه ذراع صقر ، صرخ : انتِ التي قمت بقتلها .. جيزيل كانت بصحة جيدة هي والطفل
سندس تمسكت بذراع صقر لتخفضها للأسفل وتشد ع كفه بقوة ، تحدثت بحزن : لا .. كارلوس قلب جيزيل ضعيف منذ الولادة .. عاشت حياتها كلها بقلب ضعيف ومريض .. انظر إلى والدها .. انظر إلى حزنه .. اتعلم ان ابحاثه التي تريدونها كان يقوم بها لأجل ابنته !!
رفع عينيه لـ ليو الذي يبكي ع صدر ابنته ، سقطت دمعة يائسة من عينه اليمنى لينادي بصوت عالي : جــــــــاك
اقترب بخوف وتردد : س سي سينيور
صرخ وهو يشير لسندس : هل ما تقوله هذه الدكتورة صحيح ؟؟
جاك : لا اعلم سينيور .. لم اسمع بذلك وانت لم تخبرنا ان نحقق بحياتها السابقة
تمسك بقميصه بقوة ليقترب لوجهه وهو يصرخ : أتقول انني أخطأت ؟؟ .. هل كان خطئي انني لا اعلم بحقيقة حبيبتي ؟
جاك بخوف يحاول التحرر من سيده الغاضب : سينيور ارجوك .. انا حقا لا اعلم
ابعد يديه ليترنح ذلك وكاد ان يسقط ، دار بجسده لسندس المتمسكة بكف صقر الواقف بجانبها ، كارلوس بعينيه بلونها الأحمر وثيابه الممزقة وبشرته الحمراء من القتال وخط مستقيم من الدم يخرج من انفه وطرف شفتيه الايسر ، قال بحزن وعينيه تناظر سندس
كارلوس : هل ماتت بسببي ؟ قتلتها وقتلت طفلي ؟
سندس تحرك رأسها بـ لا ودموعها تنساب .. وكفوفها ترتجف بين كفوف صقر .. الذي تقدم بجسده امامها ليقول بهدوء : التحدث بهذا الموضوع لن يحدث أي تغيير .. اذهب لها لتودعها الوداع الأخير
كارلوس يكرر كلامه بصوت حزين : الوداع الأخير ؟
رفعت رأسها باستغراب لما يفعله صقر .. كان يدفعها ويتحرك معها حتى أصبح باب الحظيرة خلفهم ليكمل حديثه : القتال والصراع لن يرجع جيزيل .. قم بتوديعها هي وابنك للمرة الأخيرة .. ابقهم بجوار بعضهم البعض بقبورهم .. لقد حزنت جيزيل كثيراً عندما علمت ان الطفل لا نبض له وهو داخل بطنها
كارلوس بصدمة حزينة : مات قبل ان تلده ؟ غادر قبلها لتتبعه ؟




خطـوة حزينـة .. تليهـا خطـوة تحمل بقايـا قلب
يسيـر لهـا .. لـ مـن كانـت تسكن داخلـه .. لكنهـا غـادرت !
مـن دون قبلـة وداع .. ولا تفسيـر !
تركتني وحيـداً .. كمـا كنت قبـل أن يعرفهـا قلبـي المتيـمَ بهـا وحدهـا
وقف بضعف .. وهيبتـه اختفـت أمامهـا
تغلق حبيبتيه .. تلكَ الزمردتيـن .. إلـى الأبــد !
وأبيهـا بالطرف الآخر من السرير .. صوته وشهقاتـه لا تتوقـف
سقـط ع ركبتيـه امامهـا .. وكفوفـه تتلمس ملامحها بحزن
خرج صوته لعلهـا تسمعـه للمـرة الأخيـرة فقـط !



كارلوس : لماذا رحلتي وحدكِ ؟ وقمت بأخذ ابننا ؟ .. عودي أرجوك .. سأنتظرك لتأخذيني معكِ أيضاً
حضن وجهها بين كفوفه : قلبي .. روحي .. ماذا أفعل بهم الآن ؟ .. لقد غادرتِ ولكنهم لم يغادروا معك .. ماذا يجب ان افعل بهم جيزيل ؟
سقطت دموعه المحبوسة ، سقطت لها ولأجلها فقط ، صرخ بحزن : عــــــــــودي .. أيتها القاسية .. الجميع يلومني لأنني لم اعلم بقلبك الضعيف .. الجميع يراني قاسي مجرم ورئيس فقط .. لكنك كنت مختلفة .. لماذا اخرجتي كارلوس آخر من داخلي ؟ لماذا اخرجتيه وغادرتي بعدها ؟ كيف سيعيش ذلك الـ كارلوس الذي اخرجتيه بنفسكِ !! كيــــــــــــف
وقف وهو يمسح دموعه بقوة ، ليصرخ وهو يبعده عن ابنته : قلت لك ابتعـد .. غـــــــــــــــــادر .. لا تقترب منهـا
ترنح قليلا ليثبت قدميه ويتقدم بصوته المنكسر : لا .. لن اغادر .. سأبقى بجوارها إلى ان اغادر معها .. سأبقــــى
صرخ ليوناردو بقهر يخرج من قلبه : ألا يكفيك ما فعلته بها ؟ ألا يكفي ما فعله ابنك بها ؟
كارلوس بتردد : م ماذا تقصد ؟
ليوناردو يشير لابنته بضعف : كيف سيتحمل قلبها الضعيف حمل طفل ينمو داخل احشائها ؟ ألا تعلم بذلك حتى ؟
كارلوس رفع كفوف التي ترتجف ليمررها ع شعره : لا .. انا حقا لا اعلم .. لا اعلـــــــــــــــم
ليوناردو يشير للباب : إذا اخرج .. انتهى امرك معها .. لا يوجد شي منها لك الآن .. الطفل ومات وينتظر موعد دفنه مع والدته
ضرب ع صدره بقوة : سأقوم بذلك .. سأودعهم الوداع الأخير
ليوناردو بغضب : لن اسمح لك بذلك .. انا والدها والاحق بفعل ذلك





حـدث ما كنتِ تخشينـه .. جيزيل !
بـدأ صراعهـم الأول .. ع مـن يقـوم بحفـر قبركِ ووضعكِ فيه انتِ وابنكِ
تأملـت وجوه المتواجدين .. رجالـه يشاركونـه الحـزن
اشفقـت لـ حـال ليوناردو .. كـم اتمنـى ان اساعده بأي طريقـة
اخفضت عينيها للأسفـل .. كفوفهـا لازالت تحتضن بقوة كفـه الأيسـر
وضعت توترها وخوفها كله .. بـ كفـه !!
مـاذا تفعليـن يا سنـدس ؟ .. هـل الخـوف انساكِ من هو صاحب هذا الكـف ؟
حررت كفـه لـ ترميـه بعيـداً عنهـا .. وحضنت جسدهـا بصمت




هـذا هـو الوقـت المناسب .. للهـروب !
اشـار بحاجبيـه لـ رجالـه .. للخـروج فـرداً فـرداً من الحظيـرة
وهـو يحـرك شفتيـه لهـم .. بكلمـة " الخطـة سـي "
لـ يحركـوا رؤوسهـم طاعـةً واستجابـةً لـه
راقـب من مكانـه ليـو .. كيـف سأخرجكَ ؟
هـل اترككَ وحـدكَ معهـم ؟ .. هـل تستطيـع الهـروب منهـم ؟
قاطـع تخطيطه الذهني .. كـفه الذي قُذف بعيـداً
اخفض رأسه باستغراب .. ليقول لها بهمس




صقر : شفيج ؟
سندس تراقب امامها الحرب الكلامية بين الاب والحبيب : ما فيني شي
صقر لا وقت للمناقشة ، قال : استعدي بنطلع من اهني
رفعت عينيها باستغراب : شلون ؟ قصدك ننحاش(نهرب) ؟
حرك رأسه بـ نعم : أي .. لازم نطلع الحين دام انهم لاهين
سندس : هذي خطتك ؟ الهروب والاستسلام ؟
صقر اخفض رأسه قليلا حتى يصل صوته لها فقط : أي .. هذي الخطة البديلة الثانية يا دكتورة
سندس تشير لليو وهي تقول : بس ليو شلون بناخذه معانا ؟
صقر : بنطلع احنا اول .. وانا واثق ان ليو بيقدر يتصرف بنفسه ولا بيصير له شي
سندس ترص ع اسنانها بقوة وعينيها تراقب عينيه : جبان .. بتخليه وراك وتروح ؟؟ .. وين الشجاعة والقوة يا حضرة الرائد ؟
صقر ببرود : قولي اللي تقولينه .. والشجاعة يا دكتورة تكون بذكاء مو بغباء .. ولو ع قولتج هاجمت الحين .. بتروح أرواح ناس انا مسؤول عنها
شد ع كفها بقوة ليتحدث للسماعة المثبتة بأذنه اليمنى : باتريك حدد موقعك ؟
اجابه باتريك باستعجال : سينيور .. الجميع خرج لم يبقى إلا انت والدكتورة
صقر : اسرع حدد موقعك ؟
باتريك : عند خروجك من الحظيرة .. سير باتجاه الساعة الواحدة
تحرك للخروج ، لتشد ذراعه بكفها الأخرى : بعد عني مراح اروح من غير ليو
تحدث بغضب مكتوم وجسده ينحني لها وأنفاسه الغاضبة ترتطم بوجهها القريب منه : ولا كلمة .. بتطلعين معاي من دون صوت .. ولا بطلعج غصب




خرجـوا من الحظيـرة .. بخطواتهم الهادئـة وانفاسها التي كتمتها من بعـد قربـه
عـاد للسيـر وكفـه الأيسر يسحب ذراعها اليمنى
تساقطت دموعهـا بحزن .. وكفها الأيسـر يتعلق بذراعـه
وصوتهـا الذي يتوسل له ان يتركها .. ان يعودوا لأخـذ ليـو
لكـن .. لا حيــاة لـمن تنادي !
انعطفنـا لليميـن .. لنسير بشكـل مستقيـم .. سرنـا عبـر حقـول القمـح المرتفعـة
آلـم يعتصـر معصمي من كفـه الضخـم
رفعت كفها لتضرب كفه بقوة .. وصوتها أصبح اعلى




سندس بدموعها : بعد عني عورتني .. هددني بعععععد
وقف ليضرب جسدها صدره وتقف باستسلام ، قال بغضب : انتي ليش ماتفهمين ؟
سندس بصوتها الباكي : افهم شنو ؟ انك خليت ليو بروحه معاهم وطلعت بروحك
صقر هز ذراعها بقوة وهو يقول : انا طلعت بروحي ؟ ع بالج خايف منهم ؟ تبيني افكر مثلج بتهور ؟
سندس رفعت رأسها لتقول وسط الظلام الدامس : انا مو متهورة .. لاني اشجع منك .. لاني قلت بنطلع ليو معانا
صقر : انتي تفكرين بنفسج بس .. ماتفكرين باللي معانا ؟ ليش حاطه ببالج ليو بس ولا فكرتي ببيلا وباتريك والباقي ؟؟
سندس بصوت يرتجف من كثرت البكاء : لا مو قصدي .. بس انا خايفه عليه انت شفت بعيونك حالته
صقر بحدة : وانا ادرى بالحل الاحسن لنا .. وهو الهروووب .. والحين امشي وانتي ساكته
سندس تمسح دموعها لتقول بضعف : هد ايدي بالاول وانا بمشي بنفسي .. لا تسحبني بهالطريقة
حرر معصمها بهدوء ، ليسير امامها وهو يقول : المكان ظلمه .. امشي بسرعه لا تمشين بطيء





مررت كفهـا ع معصمهـا الذي يؤلمهـا
سـارت وتفكيرهـا مع الذي بقى وحـده مـع جسـد بـلا نبض .. جسـد ابنتـه
أرجـوك كـن بخيـر ليـو .. وسأدعـو الله أن نلتقـي قريبـاً
سارعـت بخطواتهـا لـ تبقـى خلفـه .. كـان سريعـاً ويتلفت كثيـراً
سمعـت صـوت صـراخ خلفهـا .. وقفـت بخوف وهي تقول




سندس : شهالصوت ؟؟
صقر : اكيد يدورونا .. سندس اركضي تسمعين لا توقفين ولا تشوفين وراج
سندس بخوف : ش شنوو ؟؟؟ شتققووووول ؟؟
صقر : قلت لج اركضي .. روحي قدامممي يلااااااا




اسرعـت بخطواتهـا .. لتركض بأقصى سرعـة تملكهـا
وردائها الطبي الأبيض .. يتحرك مع الهـواء المنـدفـع باتجاهها
ظــلام .. فقـط ذلك ما نــراه .. وأغصـان القمـح تلامـس أكتافـي
دارت بظهرها تريـد رؤيـة صقـر .. وقبـل أن يكمـل جسدها دورتـه
سحب كفهـا .. لتتشابـك أصابعـه مع أصابعهـا وهو يصرخ ويسحبني بقوة




صقر : قلت لج لا تشوووووفييين وووورى .. لا تهدين ايدي تسمعييييين




استمـرت الأصـوات بالعلـو .. وطلقـات الرصـاص تقـذف للسمـاء العاليـة
وصـوت يصـل لمسامعهـا " اقبضــوا عليهــم "
كـان محقـاً .. العمــلاق ..!
وكنـت سأفعـل أكبـر خطـا بحياتـي .. إيقاعنـا بسهولـة بقبضتهـم
أنفاسهـا التعبـة .. خطواتهـا السريعـة
شدت ع كفهـا الذي بكفـه .. وعيناهـا تلتقط نـور يشـع امامهـا
لـ تظهـر امامهـا السيـارة السـوداء .. تقف مختبئـة وبابهـا الخلفـي ينتظرنـا
قلّـت سرعتنـا .. لنقترب من السيـارة .. وإذا بـ بيـلا تخـرج رأسهـا من الباب الخلفي




بيلا بفرح وابتسامة : سينيور دكتوووورا .. لقد تأخرتوا
وقف ليسحبها امامه وهو يقول : اركبي
حررت كفها وانفاسها منقطعة ، ركبت بسرعه .. ليركب خلفها وبيلا تغلق الباب
وصوته يخبر باتريك : انطلق باتريك .. انهم يبحثون عنا
سار باتريك بأقصى سرعة ، ليكمل صقر والفتاتين امامه : هل اتبع الجميع الخطة ؟
باتريك يجيب : نعم .. سارت السيارات حسب المسارات التي تم الاتفاق عليها
صقر يمسح وجهه بكفوفه : جيد .. احسنتُ بعملية الهروب
بيلا تمد للدكتورة وله علبة ماء وهي تقول : عندما بدأ الهجوم .. ووصلنا خبر تنفيذ الخطة سي .. سار الجميع للاختباء بحقل القمح .. حتى وصلنا للسيارات
باتريك يكمل : اخبرت بيتر ان يركب مع الرجال الاخرين .. وبقيت انا وبيلا فقط ننتظركم
بيلا تراقب الدكتورة المحتضنة لمعصمها والملتزمة بالصمت : دكتورة هل انتِ بخير ؟
رفعت رأسها لتجيب بهدوء : انا بخير .. كان الهروب مرهق جداً
بيلا تمسح بكفها ع فخذ سندس الأقرب لها لتقول بابتسامة : تلك البداية فقط .. ستعتادين ع هذه الأمور
رفعت رأسها لصقر الذي قال لباتريك : لن نعود للقصر .. سنغير مسارنا
باتريك باستغراب : لماذا سينيور ؟
صقر نام ع ظهره وذراعه اليمنى تغطي عينيه : لانهم بالتأكيد سيتبعوننا بأي طريقة .. ولا اريد ان يصلوا إلى القصر .. سنختفي لبضع أيام
باتريك وبيلا تفهموا ما يفكر به ، لتقول بصدمة : بتخليهم بروحهم ؟ وإذا هاجموهم ؟ إذا صار فيهم شي ؟
صقر ع نفس وضعه : موصاير شي ان شاءالله .. ولوكا هناك موبروحه في حراسة
سندس : صقر تكفى خلنا نروح للقصر .. والله بديت أخاف .. أخاف يسوون شي لباتريشيا ولا بيني وغابي او مارك الصغير
صقر : إذا رحنا لهم .. بنجيب المصايب معانا .. لازم نختفي جم يوم
سندس تراقب الشارع الذي خرجت له السيارة ، لتقول بهمس حزين : ليش احس بخوف ؟ ليش تبي تخرعني زيادة ؟ قلت لك ماابي اطلع من القصر قلت لك والله
صقر ابعد ذراعه ليجلس باستقامة ويقدم جسده وهو يراقب انهيارها ، بهمس قريب من همسها : الخوف شعور طبيعي بوضعنا هذا .. خليج اشجع مني مثل ما قلتي لي قبل شوي
سندس تراقب عينيه وسط الظلام والانارة الخافتـة من إضاءة الشارع ، انفـه وشفتيه المتورمين وكدمة ع خده الأيمن ، سقطت دموعها باستسلام : لا .. انت الاشجع وانا الغبية .. كنت بضيعنا كلنا لو قعدت هناك وماطلعت
صقر : لاتقولين لنفسج غبية .. انتي اللي ساعدتينا ع الهروب لو ما وقفتيه عن القتال جان الله العالم بحالنا .. وانتي كنتي خايفه ع ليو بس .. ولا قدرتي تفكرين بشي ثاني
سندس : ووين بنروح الحين ؟ لي وين بتوصلني يا صقر !!
صقر : للامان .. بوصلج للامان .. تثقين فيني ؟
تراقبه يبتعد ويسند ظهره للحاجز بينه وبين باتريك ، سندس بصدق : اثق فيك
ابتسم بهدوء ليقول لباتريك : باتريك .. سنذهب إلى مـدريـــد





.
.
.




الـيـوم الـتـالـي
الـعـصـر





ارتـدت روبهـا القطنـي الثقيـل فـوق بجامتهـا
خرجت من غرفتهـا .. استغربت الهـدوء بالطابـق العلـوي
نزلـت للدور الأرضي .. وصوت والدتها واختهـا يصل لها
جالسات في الصالـة الداخليـة .. وأمامهـم الشاي والقهوة
وصوت التلفـاز العالـي .. ألقت السلام لتجلس بقرب والدتها



منال : السلام عليكم
..: وعليكم السلام
منى : اووه من وين طالعه الشمس اليوم ؟ أخيرا طلعت الدكتورة من جحرها
منال ببرود : اطلع ولا مااطلع مالج شغل
منى : وانا قلت شي .. كيفج لو تفطسين بغرفتج انا شكوو
دليّـل : بس انتي وياها .. طولي ع الصوت يا منى خلينا نسمع
رفعت الصوت لتقول اختها : وين مرام ؟
منى تسكب لاختها فنجان قهوة لتعود للجلوس : العروس .. ماكو قاعدة بغرفتها تكلم وحدة من رفيجاتها اكيد
منال باستغراب : العرووس ؟؟
منى : يوه نسينا .. هذي اول طلعه لج من غرفتج
منال بغضب : منووه بلا عبط وقولي
منى : والله يااختي .. قبل فترة جا لاختج خطيب وكانت بترفضه بس وقفنا بوجهها انا وامي
منال تراقب أمها الصامتة والمتابعة للتلفاز لتقول : وشنو الجديد ! مو اول مره مرام ترفض خطيب
منى : لان هالمره غير .. الخطيب منا وفينا ونعرفه
منال : نعرفه ؟ منووو اهو عاد ؟؟
منى : سند ولد عمتي نهى
منال : ااي قصدج ولد زوجها
منى باصرار : ولدها مو ولد زوجها
منال : المهم .. يعني الحين قلتوا لهم عن موافقة مرام
منى : أي امي قالت لهم اليوم الظهر
منال تقف لتسكب لها فنجان اخر : أي وشلون رضت اختج البرنسيسة ؟
منى : قلت لج وقفنا لها انا وامي وهم ابوي معانا
منال رفعت رأسها لاختها لتقول : ابوي ؟
منى : بصراحه ابوي كان مصر اكثر منا انها توافق .. وأول مره اشوف ابوي بهالجدية والحزم معانا
تنهدت دليّـل ، لتجيب منال : ابوي متغير من اخر مره راح لجدتي وكان عمي احمد هناك
منى باستغراب : ليش شصار هناك ؟
راقبت أمها التي اخفضت رأسها لتلتزم الصمت هي أيضا ، منى : انا أقول حبستج بغرفتج وراها سبب .. شفيكم ؟ يعني مراح تقولون لنا ؟
منال تحاول تصنع البرود : صقر ولد عمج
منى استقامت بجلستها لتقول بفضول : صقر !! شفييييييه ؟ حدد ملجتكم ولا عرسكم ؟
ابتسمت بحزن : أي ملجة واي عرس .. يااختي صقر رفضني جدام ابوي وجدتي وابوه وامه واخوه بعد
منى بصدمة : اوووف .. ليششش ؟؟؟؟ شصار بالضبط ؟ يمه تكلمي !
دليّـل تدير بجسدها لتقابل بناتها : انا قايله لكم هالسالفه ماابيكم تتكلمون فيها يا منال .. وماله داعي احد يدري فيها .. وان سمعج ابوج والله ليقوم الدنيا عليكم
منى : يمه اسم الله عليكم .. يعني ابوي متغير لان هالصقر رفض منال ؟ وشنو يعني بالطقاق اللي يطقه مالت عليه المغرور
منال بحره : ما رفضني لاني منال .. رفضني لاني بنت دليّـل
وقفت لتغادر بهدوء ، لتقول منى بغضب بعد انسحاب والدتها : وانتي الحين ذبحتي نفسج بالبجي(البكي) علشانه ؟ كل هالحبسة علشانه ؟ تكسرين بخاطر أمج علشانه ؟ تبيعين امج علشانه ؟
منال بدموع محبوسة : لانج ما تحسين يااختي باللي فيني .. لا تتكلمين وتتفلسفين
منى بغضب وقفت : الموضوع ما فيه تفلسف .. الرجال رافضج علشان امج .. المفروض ما تطيح منج دمعة علشانه دام يكره امج هالكثر .. امج يا منال فوق الكل
وقفت لتشير للباب الذي خرجت منه والدتها : بس كله منها .. كل من سوالفها قبل مع ام صقر .. الولد حاقد تعرفين شنو يعني حاقد ع امي !!!
منى بغضب ترفع ذراعها امام اختها : بالطقاق .. في احد قالج ان صقر آخر رجال بالعالم ؟؟؟؟
منال بدموعها : ليش محد راضي يفهمني .. لا انتي ولا سعاد ؟؟ ليشششش ؟؟!
منى بحدة : لان اللي تسوينه غلط يااختي غلطططط .. اللي هذا أوله ينعاف تاليه
منال بغضب واصرار : مو غلط .. مو غلط ان الواحد يمشي ورى قلبه .. وانا اقولج مراح اسكت .. لو أوقف بوجه الكل بس صقر يصير لي



..: وقـــص بلسانـــج من بنيـــه



دارت ع يمينها لوالدها الواقف ع الباب بملامحه الغاضبة .. لأول مره تختفي من والدها ملامح الراحة والطمأنينة والحنـان !!
منال بتردد : يبــه
ابوصقر : وحطبه .. والله يا منال لو اسمع انج مسويه شي لأذبحج بايدي تسمعين ؟
اقتربت لوالدها لتحتضن ذراعه ، منى : يبه الله يخليك لي .. تعال اقعد وعيّن من الله خير
جلس وانفاسه تلهث بقوة : وين يجي الخير وهذا تفكير الدكتوورة ؟؟ حرام والله هالشهادة ع هالمخ اللي فيج
ضربت الأرض بقوة لتقول بصوت مكتوم : يبه .. حرام عليك انا بنتك
ابوصقر : بنتي اللي تحبني وتحب أمها .. بنتي اللي تحط كرامتنا فوق راسها
منال بتردد : يبه .. اكيد صقر زعلان بس بـ يرضى بعدين .. انت بس لا تعصب
ابوصقر وكوب الماء يرتجف بين يديه ، ليقول بصوت مليء بالانكسـار : صقـر تزوج يا منــــال .. لا عــاد تنطرينــــه
شهقت بقوة لتكتم أنفاسها بكفوفها ، رفعت نظراتها لأختها بجانب ابيها ، ولوالدتها التي دخلت للتو بعد سماعها صوت زوجها .. سقطت دموعها باستسلام : يبه انت شتقوووول ؟؟؟؟؟
منى حزنت ع حال اختها ، ليجيب ابيها الذي وضع كوب الماء ع الطاولة امامه : قلت الصج .. صقر بنفس اليوم اللي رفضج فيه .. قال لجدتج انه يبي يتزوج البنت اللي اختارها
اقتربت لزوجها وهي تقول : ليه تعلمها يا محمد .. ليه ؟؟
منال بصوت متقطع من البكاء : يم يمــه كنتي تدرين ؟؟ تدرون وماكنتوا بتقولون لي ؟؟
وقف ليقول منهي النقاش : لان محد يدري ان صقر تزوج .. وانا ابيج تشيلينه من راسج .. خلاص انسيه ولا تجيبين طاريه تسمعييييين !!
غادر لتصرخ بعدم استيعاب : مستحييييل .. صقر ماتزوج .. يمه انتي قلتي انه مراح يتزوج لانه مو وجه زواج .. انتي قلتي لي هالكلام
دليّـل مسحت ع وجهها بكفها : يا يمه فكينا من سيرة صقر .. الرجال كبر وتغير .. حتى اللي اخذها لا جدتج ولا امه يعرفونها ولا شافوها حتى
منى اقتربت من اختها ، لتقول بتعاطف : منال اقعدي بعطيج ماي .. تعوذي من ابليس
أبعدت كف اختها عنها بقوة لتقول بصوت عالي وهي تخرج : مستحييييل اسكت .. والله مااخليه .. والله مااخليها الحرامية .. اخذته مني والله مااخليهم
صرخت منى وهي تقول : منـــــال .. تعالي وينج رايحه ؟ استخفت البنت
دليّـل بتفكير عميق : قايله لابوج لاتقول لها .. زواج صقر محد يدري فيه لي الحين .. لو جدتج ما قالت لنا جان حتى احنا ما درينا
جلست بقرب والدتها وتفكيرها بتلك الأخت المنكسرة : وليش محد يدري ؟ منو ماخذ حتى محد يدري ؟
دليّل : والله ماادري يايمه .. صقر هذا تخافين منه والله .. يوم شفته آخر مره شفت عمي جدامي .. عمي صقر والله .. مثل نظراته وعصبيته وتفكيره
منى بحزن : الله يهديكم يا يمه .. والحين منال مراح تسكت وبتفضحنا
دليّل : بيجي اليوم اللي تصحى ع نفسها .. مثل ما صحيت انا ع نفسي
منى مسحت ع ظهر والدتها : الله يثبتج ويغفر لج يا يمه .. ومنال اعرفها مراح تصحى لين تنكسر ويصير لها الشي الجايد(القوي)
دليّـل : بنتي محتره .. وانا السبب يا منى .. ما هقيت انها تتعلق بصقر من كلامي عنه وانها بتصير اسعد بنت لو كانت معاه
منى : انسي الماضي يمه .. وحاولي تساعدين بنتج ولا تخلينها تتأذى
دليّل بدموعها : والله يا منى .. عمري ما حسيت بهالحزن .. دموعي ماوقفت من هذاك اليوم .. اليوم اللي شفت فيها دموع ابوج لأول مره .. 32 سنه وأول مره اشوف محمد يبجي بحره وحزن عليكم .. ع بناته اغلى ما عنده حتى اغلى من صقر ولده الوحيد
حضنتها بقوة لتقول : ابوي امره هيّن .. الحمدلله كاهو فرح بخطبة مرام والعايدة لمنال يجيها اللي ينسيها صقر
حضنت بنتها بقوة لتقول : والعايدة لج يا اكبر قلب تحمل وشاف





.
.
.


اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 29-04-21, 04:21 AM   #176

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.




الـشـالـيـه
قـبـل صـلاة الـمـغـرب




بـعـد دقائـق طويلـة مـن التأمـل .. اغلقـت هاتفهـا
وذهنهـا يعيـد لها رسالتـه .. التي انعشت قلبهـا منـذ الصبـاح الباكـر
" ابشرج طلع قبولي بالديوان .. وهالاسبوع بخلص إجراءات الوظيفة واتوظف بعدها "
يختصـر كلماتـه .. لـ أجيبـه بالمباركـة والتمنـي له بالتوفيـق
يـا تـرى هـل أقتـرب الحلـم لأن يصبـح حقيقـة ..!
هـل سـ تكـون نهايتنـا .. بيـت واحـد يجمعنـا ..!
هـل سـ أكـون قـادرة ع أن أحـل محـل عائلتـه ..!
أصبـح لـه .. الأب والأم والأخ والأخت .. وأخيـراً الزوجـة والحبيبـة ..!





عـادت لـ الواقـع .. وهـي تستمـع للحوارات
آخـر يـوم لنـا بالشاليـه .. وغـداً سيعـود الجميـع لمنزلـه
ونعـود لحياتنـا الواقعيـة .. والجديـة
سـ اشتاق للأيـام القليلـة هنـا .. والذكريـات الفريـدة ..!




نور : غلا ووجع .. ترى تعبت وانا اناديج
غلا : معاج .. شفيج شنو كنتي تقولين ؟؟
نور : أي خير معاي .. ترى مو قاعده بروحج .. الحريم كلهم اهني
غلا تهمس لها : والله ماله داعي نقعد اهني .. خلينا نطلع نتمشى
نور تناظرها من طرف عينها : لان قاعدين بشاليه ام مبارك ؟؟ يا بنت استحي ع وجهج وشوفي الكل مستانس ويضحك ويسولف إلا انتي مالت بس مالت
غلا : مالت عليج انتي .. موقصدي .. بس اخر يوم ونبي نحلله .. بنروح نتمشى ع البحر ونستانس .. لاحقين ع الحبسه بين أربع طوف
نور : انطري بعد صلاة المغرب نطلع .. بصراحه ححر حيل ورطوبة وبشرتي تقلب حمرا ع طوول وتتحسس
غلا : يا الرقيقة يا الحساسة
نور تشير لخدودها : لو مو حاطه كريم جان شفتي بشرتي شلون قلبت من الشمس
غلا : ادري مصدقتج .. يعني مااشوفج بالجامعة بالصيفي شلون تحمرين وتحرقج الشمس
نور : والله الف مره اروح للجلدية ولا علاج نفعني
غلا : بشرتج حساسة .. يعني مومثل نوران وامج ؟
نور : لا بس انا .. نوران وامي مايتحسسون مثلي
غلا ترفع عينيها لنوران لتتحدث بهمس : غريبه اختج هادية وتسولف بعد ؟
نور : أي ظاهرياً بس .. ولا لو تسمعين مخها بتقولين شهالازعاج
غلا : ههههههههههههههه .. والله استغرب مرات .. أقول معقولة في شخصية تحب التحليل وتفكيك العقد مثل هالنوران ؟
نور برفض : لا مافي .. اختي اوفر والله .. بس مرات تصدم تحليلاتها تكون صح 100%
غلا : اشوفها تسولف مع ليال ومها بعد
نور : بصراحة .. ما توقعت ليال تصير بهالهدوء مع مها .. ولا تشوفين مها شلون الفرحة مبينه ع وجهها
غلا : أي مسكينة .. فقدت طفلها بس شافت القبول من ليال
نور بصدمة : قومي شوفي ولد اختج شيسوي فشلنا
غلا باستغراب : ووين ؟
نور : شوفيه قاعد مع ولد ليال .. امبيه عفس المكان




رفعـت عينيهـا للمكـان الذي امامهـا .. وخلف الكنبـة التي تجلس عليها ليـال ونـوران
كان ذلك الـ "ثامـر" .. يتصدد ويحاول إخفاء جريمتـه الذي فعلهـا ع الأرض
وخلفـه "براك" والارتباك ظاهر عليه أيضاً
وقفـت بابتسامة للجميع .. الذين لم يلاحظـوا الطفليـن
وقفـت خلف الكنبة .. لتدير كلاً من نوران وليـال رأسهم



غلا تتحدث مع ثامر : انت شمسوي ؟؟ جايب الطين والتراب دداخل ؟؟؟
ثامر ببراءة : انا ابي العب مع براك .. وامه ما ترضى يطلع برا معانا
وقفت ليال لتدور حول الكنبة وانحرجت من الطين والرمل ع الأرضية : يمه براك شنوو هذا ؟ عيب هذا بيت الناس
تحدثت ام مبارك وهي تقترب : ما عليه ياام سالم .. جهال(أطفال) خليهم يلعبون .. والتنظيف فينا فينا
غلا تدير رأسها باحثة عن اختها : أسماء ووين نورة ؟؟
أسماء : راحت لعامر ولدها داق عليها
هناء ترتشف من فنجانها : غلا .. اخذي ثامر غسلي ايدينه بالحمام اهني
غلا بغضب من اختها وبنفس الوقت شعرت بخجل من نظرات ام عيد وام مبارك : لا بوديه شاليهنا اغسله
ام مبارك تسحب غلا قبل خروجها : ووين تروحين من صجج ؟؟ الحمام كاهو جدامج .. غسلي الولد وتعالي تقهوي معانا
غلا : لا والله ياام مبارك .. خليني اوديه وأقول لامه تبدله
ام مبارك : الولد بيرد يلعب ويعفس نفسه .. غسليه وقعديه عندج لين تجي امه
ليال بابتسامة : والله ياام مبارك .. عجزانه اروح لشاليهنا .. قوم يمه براك اغسلك
غلا بعد كلام ليال اتبعتها بخجل ، عادت ام مبارك للجلوس لتقول ام نورة : الله يستر عليه هالولد .. من تصد عنه امه يعفس نفسه
ام عيد : خليهم يستانسون باجر يردون بيوتهم ولا عندهم هالمكان الشرح يلعبون فيه






يقفـون امـام البـاب الخلفـي للشاليـه
وضـع حقيبتـه الأخيـرة في صندوق سيارتـه
اقترب من باب السائـق ليفتحـه وهو يقول لابن اخته



ذياب : اكيد ما تبي تخاويني لنياقي ؟
مبارك يثبت القبعة ع رأسه : لا والله .. ما بقى إلا يوم بالشاليه .. لا ردينا البيت اشوف اجيك ولالا
ذياب : أي مو تروح مني ولا مناك .. غض البصر
مبارك بصدمة : انا ؟؟ .. ولا انت يا خالي العزيز
ذياب : أقول روح وراك .. من عمري اغض البصر
مبارك بسخرية : أي وواضح .. من طيحتك هذاك اليوم وانت تحرق بعض الناس اللي ضحكوا عليك بعيونك .. زين محد انتبه لك
ذياب رفع قدمه لسيارته وهو يقول : آآه اسكت حدي محتر .. لو ما دق علي هالصبيّ(العامل) ولازم امر اشوف نياقي .. ولا علمتها الشغل ع ضحكتها هالعوبة
مبارك يحبس ضحكته : والله يا خالي شكلك كان يضحك
ذياب رفع قدمه التي خارج السيارة ليضرب مبارك وهو يقول : انطم يا الهيس الأربد .. شكل الطق اللي اكلته ما كفاك !!
مبارك يرجع بخطواته : والله كفاني وزاد بعد .. حتى فخوذي مخوضره ومزرقه بعد من طقك يا القاسي
ذياب : تستاهل .. هذا ولا شي يا الجلب .. اجل تغش وتدزني(تدفعني) انت وشحومك
مبارك : آسفين خلااااص .. لك اللي تبيه يا الخال




خرجـوا من الحمـام .. ليغادروا من الباب الخلفي عندما سمعوا صوته
اقترب بخجل وهو يقول
ثامر : عمي ذياب بتروح ؟
سحب قدمه ليضعها ع الأرض ويقترب منه بابتسامة : يا هلا بالشيخ ثامر .. أي ماشي الحين
براك من الخلف قال : متى نشوفك مره ثانية ؟ انت قلت لنا نبي نشوف ناقتك "ذيبه"
ذياب انحنى لمستواهم ليقول بابتسامة وهو يشير ع انفه : ع هالخشم .. من تردون بيتكم وتريحون .. تعالوا عندي البر
ثامر بحماس : انا أصلا مااخاف .. اذكر رحت قبل مع امي وضحه
وقف ليقول : أي صح بعطلة الربيع جيت مع ابوك ثامر وامك وضحه
براك : وانا والله مااخاف .. أصلا انت ساعدتني صح ؟
مسح ع رأسه ليقول : صح .. انت شجاع بس لازم تنتبه لنفسك وتسمع كلام امك وابوك
مبارك : يا خال ليلكم طويل مع هالورعان .. حرك قبل تظلم الدنيا
ذياب : وانت شكو فيهم .. يبون يسلمون علي قبل امشي
ثامر بخجل : عمي ذياب .. عادي تورينا صورة "ذيبه" ؟
مبارك بضحكة : والله هالذيبه صارت مشهورة
ذياب بفتح هاتفه وهو يقول : أي حبيبي .. هذي الذيبه بنت ذياب مو حي الله ناقة
مبارك يقبل كفه : الحمدلله والشكر .. الناقة صارت بنته
وجه هاتفه لثامر وبراك : ها شرايكم فيها ؟
تأملوا الهاتف بنظرات طفولية وحماس ، ليقول براك : شكلها حيل كبييييرة
ثامر بحماس : لا هذي ماكانت موجود لما اجيكم صح عمي ؟
ذياب : صح .. لما رحتوا ولدتها أمها
براك بصدمة : يعني انا اكبر منها ؟
ذياب بضحكة : حبيبي براك .. الحيوانات ماتكبر مثل الانسان .. اهي عمرها بالاشهر بس شكلها اكبر
مبارك يدفع الطفلين للخلف ليقول لخاله : خالي .. انا اعرفك لا فتحت حلقك(فمك) ما سكت .. روح روح توكل
ضربه بقوة بمؤخرة رأسه ليقول بغضب : والله انك كلب .. ليش لازق فيني ؟ روح للرياجيل والشباب وانا بروح متى ماابي
مبارك يفرك مؤخرة رأسه بألم : والله طار مخي .. انتوا روحوا داخل للحريم
ثامر ببراءة : أصلا بنروح الحين طولنا .. خالتي غلا قالت خمس دقايق بس وادخلوا
مبارك يشير لثامر ليقول لخاله : ها اسمع خالته غلا تقوله 5 دقايق
ذياب يرص ع اسنانه : انت بتسكت يا الورع ولا شنو ؟؟
ثامر وبراك راقبوهم باستغراب ، ليقول ذياب بابتسامة : يلا شباب ادخلوا داخل انا بمشي
قربوا للسلام عليه بالانف ، ليقول مبارك بعد ان غادروا : يلا ماتشوف شر
دار بجسده ليدخل للشاليه ، لتسحبه كف ذياب من ثيابه من الخلف ، حتى قرب جسده لصدره وهو يهمس باذنه
ذياب : وين داخل ع الحريم ؟
مبارك ضرب جبيه : يووه والله نسيت
ذياب دفعه بقوة ليختل توازن مبارك : روح للرياجيل وسلم لي عليهم
مبارك استقام بوقفته ليرتب ثيابه وهو يقول : زين زين





وقفـت لتقترب من صديقاتها وتجلس بينهـم
قالت بهمس وهي تسحب ذراع غلا لها



نوران : بفهم ليش كل دقيقة تلفين ورى تنطرين ثامر ؟
غلا بصدمة : بسم الله الرحمن الرحيم .. متى قعدتي اهني انتي ؟
نوران : لا تضيعين المووضوع .. شفيج ؟
غلا تهمس بمثل همسها : ما فيني شي .. الولد طلع بره ولا جا لي الحين وانا قايله له لاتطول .. الحين تجيني نورة وتفشلني جدام الحريم
نوران تراقب عينيّ غلا : جان طلعتي معاه ؟ وقفتي تنطرينه بره
غلا : لا والله .. انتي تدرين اهو طلع يكلم منو ؟
نوران بابتسامة بسيطة : أي قالت ليال .. طلعوا يسلمون ع ذياب لما سمعوا صوته
غلا : وتبيني اطلع هبله انا ؟
نوران : أي انتي هبله .. ولا خايفه يفشلج مثل ما فشلتيه يوم تضحكين عليه
حررت ذراعها لتقول بهمس غاضب : انتي وافكارج اللي مادري من وين تجيبينها .. شكو الحين .. وثاني شي عيب يا حلاة شكلي واقفه بره معاه .. وين قاعدين
نوران ربعت ذراعيها تحت صدرها : أي زين الحمدلله عقلج لي الحين يفهم
غلا : هذي اللي تبيني اتوطى ببطنها جدام الحريم الحين ؟
نوران تراقص حاجبيها بضحكتها المستفزة : اتحـــددداج
قاطعها صوت اختها التي دخلت للتور ، لتدير رأسها لها بخديها الاحمرين من الغضب
نورة : وين ثامر ؟
غلا : بره طلع مع براك
نورة باستغراب تناظر ليال لتعود للنظر لاختها : مع منوو ؟؟
ليال : راحوا يسلمون ع ولد ام عيد .. يقولون بيشوفون ناقته
ضحكت ام عيد : لا يكون "ذيبه" ؟؟
ليال بابتسامة : أي أي هذي .. يقولون واعدهم يوريهم صورتها
ام محمد : ناقه واسمها "ّذيبه" ؟؟ غريبه والله
ابتسمت ام مبارك لتقول : هذي الله يسلمج قصتها قصه .. يوم جابتها أمها قبل جم شهر وتموت الاماية(الام) .. وتعلقت الصغيرة بذياب .. ويومها صار يناديها "ذيبه" بنت ذياب
الجدة : يا سبحان الله حتى الحيوان يحس ويفقد امه




اقتربت ومعها قطعة حلو .. مضغتها بتلذذ وهي تجلس ع يمين اختها
نوران : عافيه جان جبتي لي معاج
نور : والله لذيذة .. باخذ طريقتها من ام مبارك بقول للاتا تسويها
نوران : أي .. ياحلو اسم ذيبه
غلا بطرف عينها : تتطنزين حضرتج ؟
نوران : لا والله .. حسسها انه أمها .. والله ماشاءالله عليه رجال
غلا تعدد باصابعها : رجال ورجال .. مادري شفيج كل ماتكلموا فيه قعدتي تمدحينه
نوران : يعني مااقول الصج ؟؟ .. انتي احد دايس لج ع طرف ؟ شفيج قمتي علي ؟
وقفت لتقول لنور وتتجاهل نوران : انا بروح اصلي بشاليهنا .. متى تبون نمشي ؟
وقفت نور لتتبعها نوران ، نور : يلا لاحقينج
نوران سحبتها لتهمس باذنها : ترى طول عمرج بتظلين هبله
دفعتها بغضب : اوهووو .. نورانو والله نرفزتيني
ضحكت بقوة ونظرات الجميع عليهم ، نوران : شسوي احب انرفزها
أسماء : والله محد يعرفلها إلا انتي
غلا : شقصدج اختي ؟ سويت لج شي ؟
نورة : ما عليج من أسماء .. عاد كلش ولا غلا ماارضى عليها
غلا : أي ادري ليش تدافعين .. لاني صايره خدامة للشيخ ثامر
نورة : ههههههههههههههههه والله اني فازعه لج
ام عيد : والله انج شيخة البنات يا غلا .. ما عليج من خواتج .. هذا طبع الخوات الكبار يتحرشون بالصغيرة
هناء : انا بريئة ما قلت شي
ابتسمت غلا بخجل منها لتقول : ما تقصرين يا خاله .. الله يجبر بخاطرج
نغزتها نوران من خصرها لتكتم صرختها غلا وهي تقول : وجع
نوران بهمس : حركات بعد تدافع عنج
غلا : بتمشين ولا شلون ؟ ماتبينا نطلع يعني ؟
قبل خروجهم تحدثت الجدة : يمه نور تعالي
اقتربت لتقول : هلا يمه
أخرجت هاتفها من جيب ثوبها : حطيه يمه ع الشحن .. أخاف يطفي علي
فتحت الهاتف : يمه شحنه 40 وين يطفي عليج ؟
الجدة بعناد : لا لازم يصير 100 .. حطيه لين تخلصين صلاة
نور بضحكة : يمه صلاة مغرب مو تراويح
وقفت ام مبارك قبل مغادرتهم : بنات عشاكم عندي مو تاكلون
تحدثت ام صقر بخجل : يا ام مبارك .. والله عشانا مركبته لاتا
ام مبارك باصرار : ما علي منكم .. عشاكم كلكم عندي اليوم .. ماندري متى نعيد هالجمعة الحلوة
وقفت بابتسامة لترفع عبائتها بعد خروج الثلاثي ، مها : انا استئذنج ياام مبارك .. بروح والله اريح شوي
ام مبارك : معذروة والله يطلعج من باقي شروره .. وعشاج بيوصل لي عندج
وقفت ليال لتبتسم وتشير لابنها الجالس عند باب الدخول : انا بعد بروح شوي وراجعه لكم





سـاروا بجوار بعضهم البعـض .. وبينهـم بـراك متعلق بكف والدتـه
عباءة الرأس مثبتـه ع رأسهـم .. والنقاب يغطي ملامحهـم
تحدثت بهدوء ونظراتهـم للأمـام




مها : تدرين ليال .. عرفت الحين المعنى الحرفي لكلمة "ربي يعوضج" .. الناس ببالهم ان ربي يعوضني بالضنى .. وانا اشوف ربي عوضني بالقبول .. وبالأخص منج
ليال تشد ع كف ابنها : يا مها .. احنا ماشين بهالدنيا ولا ندري شنو بيصير لنا .. انا ما اكرهج .. بس الموضوع كان صعب علي اتقبله
مها : انا فاهمتج والله .. بس غصبٍ عني
ليال : وانا كان غصبٍ عني لما كنت اصدج واتجنب اني أتكلم معاج .. كنت ادعي ربي يثبتني ويبعدني عن وسوسة الشيطان
مها بصوت ترتجي فيه السعادة : وبيجي اليوم اللي تتقبليني شريكة لج ؟ تتقبليني 100 % ؟
ليال وقفت لتقف مها وهن وسط صالة الشاليه الخاص بهم : ومنو قالج اني ما تقبلتج ؟ بالعكس صرت اشوف مها بكل مكان ببيتنا .. بناتي وعيالي لما ينادونج خاله مها .. خالتي وعمي وسوالفهم .. حتى رهف .. وآخر شي عزيز .. تقبلت انج موجودة بينا .. والحين لما اشوفج احس باحساس مختلف
مها بخوف : إحساس مختلف ؟ شنو اهو ؟
ليال : مادري .. اشوف انج مظلومة .. ومرات أقول محرومة .. ومرات اشوفج سندس اختي
مها : اختج ؟
ليال تراقب ابنها الذي صعد السلم : أي .. تدرين ان عندي اخت وحيدة .. وصارلها فوق ال8 شهور مسافرة .. احاتيها وافكر فيها وبحالها .. وحيدة بغربة .. حسيت انج مثلها بغربة بينا .. وكنتي ع طول حزينه .. حتى قبل لا يطيح براك بالماي .. ماكنتي معانا سرحانة بتلفونج
مها ابتسمت بحزن : لان حياتي تصدمني كل يوم عن الثاني .. صرت أخاف اتعلق بأحد .. ابعد الكل عني واولهم رهف .. كنت ابعدها عني حتى مااتعلق فيها
ليال : اقدر اسال ليش ؟
مها سحبت نقابها للأسفل لتقترب من السلم وبجانبها ليال : بقولج .. بس مو الحين .. لان موضوع هالانسانة يفتح لي جروحي القديمة
ليال صعدت السلم معها : ع راحتج





يعيشـون آخـر ساعـات يومهـم الأخيـر هنـا .. بتأمـل البحـر
ارتطام المـوج بأقدامهـم المكشوفـة .. جلستهـم أمـام البحـر
الظـلام يحيـط بالمكـان .. والأصـوات العاليـة تنتشـر
هي بالمنتصف ونـور ع يمينهـا ونوران ع يسارهـا
ملامحهـم يغطيهـا السرحـان .. لآخـر نقطـة تصـل لهـا أعينهـم
يغوصـون .. بأفكارهـم الخاصـة .. ويختلفـون بمـا يشغـل بـال كـل واحـده منهـن
هـي تفكـر بـ صاحـب الرسالـة .. والأخـرى بـ صاحـب الورد .. والأخيـرة بـ الجـار الذي اصبح بعيـد الآن
قاطـع سرحانهـم وأجوائهـم الخاصـة .. رنين هاتـف مـا
تأملـوا بعضهـم البعض باستغراب



نوران : مو تلفوني
غلا : ولا انا
نور : ولا انا
نوران : تستعبطون انتي وياها ؟؟ الصوت اهني عندنا
وضعت كفها ع جيب بنطالها لتقول : يووه تلفون جدتي .. شلوون نسيته
غلا : أي شوفي منو .. يمكن احد يبيها ضروري
اخرجته لتقلب الهاتف وترى اسم المتصل ، لتقول بلامبالاة : هذي منال بنت عمي
غلا : وديه لجدتج .. يمكن تبيها ضروري
نور : خليها تنطر .. لما نقوم أقول لجدتي تدق عليها
عـاد الهـدوء للمكـان .. دقيقـة تليهـا الدقيقـة الثانيـة .. لـ يعـود رنين الهاتف
سحبته من اختها لتقول ، نوران : عطيني انا برد عليها
نور تحاول سحب الهاتف : نورانو مالج شغل .. هاتي التلفون
ابتعدت نوران قليلا عنهم ، لتقول غلا : خليها .. يعني ماتشوفينها من اليوم ودها تتهاوش مع الهوا .. يمكن لما تكلم هالمنال تروح طاقتها وتسكت طول اليوم
نوران تقلد صوتها : تسكت طول اليوم .. خليني اخلص من سحيلة وارد لج يا الهبلة
نور تشير لها : شفتيها ؟ .. هذي جنونها(الجن) شغالين 24 ساعة .. ما يعرفون يرتاحون
غلا بضحكة : والله صاجة .. اسكتي خلينا نتأمل الجمال اللي قدامنا
نور عادت لجلستها ، مدت اقدامها للامام : ع قولتج .. انا شكو في منال والمجنونة اختي
اجابت عندما عادت للاتصال ، لتقول بهدوء وببرود : نعم سحيلة
منال بصوت مبحوح ونبرة استغراب : منو معاي ؟ مو هذا تلفون جدتي ؟
نوران تناظر اظافرها : يعني منو يناديج سحيلة غيري .. أي تلفون جدتي ومعاي الحين واهي مو موجودة
منال تكتم اعصابها : ممكن تودين التلفون لها .. لاني ابيها ضروري
نوران تمد اقدامها لتجيب ببرود : اولاً انا مو خدامة عندج .. وثانياً ترى جدتي مو فاضيه لج تدقين عليها وتعكرين مزاجها .. خليها مستانسة مع الحريم تسولف وتضحك معاهم
منال بغضب : احد قالج بعكر مزاجها ؟ قووومي وديه لها
نوران : موتي بمكانج .. مراح اودي التلفون لها .. ها شنو بتقدرين تسوين !!!
منال بحره وصوت مخنوق : أي اكيد هذي سوالفج .. محد بيغير راي صقر إلا انتي .. انا متأكده جدتي مالها شغل بالموضوع
نوران باستغراب حاولت ان تمثل انها فهمت ما تقصده : اكيد حبيبتي اخوي وبيسمع كلامي انا .. اخته اللي تهمها مصلحته
منال بصوت يرتجف : لهذي الدرجة تكرهيني ؟ تسوين الشي اللي يحرق قلبي ؟
نوران تكمل تمثيلها : والله انا نبهتج من الأول وقلت لج .. اخوي مستحيل يكون لج
منال صرخت بصوت عالي : وما صار لي .. ها ارتحتــي الحيــن .. ارتحتي يوم شفتيه يأخذ غيري !! .. والله ما اطوفها لج يا نوران .. وبخليج تذوقين من الكاس اللي ذوقتيني منه
نوران بصدمة من الكلمات التي تفوهت بها للتو هذه المجنونة ، لتقول بتردد : لحظه لحظه .. هوب هوب .. شدعوه كل هالصراخ والعصبيه علي !! .. فهميني الموضوع بهدوء
منال بنبرة غاضبة : وتسوين نفسج جاهلة الحين ؟ يعني بتقنعيني انكم ماتدرون باللي سواه صقر لابوي وامي ؟
نوران : هااااي بتقولين كلام مثل الناس ولا شلون ؟؟؟ .. لا تقعدين تتكلمين بالالغاز
منال بصرخة غاضبة : انتوا اللي تتكلمون بالالغاز .. اخوج اللي مااهتم لمشاعر ابوي اللي اهو عمه وقام يهينه قدام الكل .. وآخر شي يرفضني ويتزوج .. صقـــر تـزوج يا نـوران .. وشكلكم حتى انتوا ماتدرون عن سوالف اخوكممم
نوران وقفت بصدمة لتقول بصوت حاد : لا تقعدين تركبين اخوي الغلط علشانه بس رفضج .. انتي تدرين من زمان ان صقر ما يحبج ولا يبيج
منال ببكاء : أي انتي تبينها من زمان .. تبينه يأخذ غيري وانا اموت من حرتي
نوران بثقة رغم صدمتها بالخبر : هذا اللي المفروض يصير من زماان .. ويلا مناك لا تقعدين تحرشين جدتي علي اخووي بعد .. اخوي رجال وقراره بايده مو بايد احد ثاني
منال تصرخ لتنهي الاتصال : بشوف فيج يوم يا نوران .. يوم تحسين باللي احس فيه .. يوم تشوفين اغلى ما عندج يروح ولا يكون لج
نوران بثقة : حبيبتي انا نوران مو منال .. اللي ابيه باخذه لو ع موووتي تسمعين .. يلا لا عاد تتصلين .. بنـــات آخر زمن قططططيعه




عـادت للفتاتيـن .. وتفكيرهـا مشغـول بـ الكـلام الذي تفوهـت بهِ تلكَ الـ منـال
لمَ اشعر ان ما قالتـه صحيح ؟ .. فـ هي لن تنهـار بهذه الطريقـة إذا كان الخبـر غير صحيح !
ولكـن .. لماذا لا اعلـم أن اخي تزوج !
هـل ابـي يعلـم ؟ أمـي ؟ ضـاري ؟ .. بالتأكيـد سـ يعلمـون بذلك
لكن .. لمـاذا لم يقوموا بإخبارنـا .. يعلمـون اننـا سنفرح كثيراً
رفعـت رأسهـا لصوت اختها المستغرب



نور : بسم الله شفيه وجهج قلب ؟ شقالت لج هالمنال ؟
نوران بهدوء : قالت لي شي غريب .. بس صدقتها
غلا : أي شنو بتقول لج يعني هالمنال ؟
نوران تراقب ردات فعلهم لترمي الخبر : قالت ان صقـر اخوي تـزوووج
نور بصدمة : نعم نعم .. هذي شفيها بعد قامت تقول إشاعات ؟ ولا يكون اهي زوجته واحنا ماندري بعد
نوران بهدوء : لا مو اهي .. اهي داقه تبي فزعه جدتي لان صقر تزوج غيرها
غلا : نوران انتي من صجج قاعده تتكلمين ؟
نور : مادري عنها هذي شتقول وصدقت الخبله منال
نوران بحده : اقولج البنت تبجي وصوتها يبين انها منهاره .. وبعدين شنو بتستفيد إذا جذبت علينا ؟؟
نور : نورانو .. يعني معقوله اخونا يتزوج واحنا ماندري ؟؟ بالعقل
نوران : أي معقوله .. اخوانج يسوون كل شي بالسر وآخر شي يقولون لنا .. يعني ضاري اخوج رد من السفر وقال بتزوج وبيوم الملجة شفنا زوجته .. كل شي صار بسرعه لان الأخ مقرر من زمان وقايل لامج وابوج
غلا : مادري بصراحه شقولج .. اسالي اخوج ضاري او امج او ابوج
نوران تراقب البحر لتقول : لا .. مراح اسال احد .. احساسي يقول انهم مايبون احد يدري .. واحس اللي اخذها صاحبة الصوت
غلا : أي صوت بعد
نور : قصدج الصوت اللي سجلته بلتفوني ؟ البنت اللي تتكلم اسباني
نوران : أي اهي .. مادري شتطلع بالضبط .. كويتيه او اسبانيه او من جنسيه ثانية .. بس اهي
غلا : والله خيالج واسع .. يمكن بالنهاية البنت تطلع اهني بالكويت واخوج رد مثل ضاري علشان يملج ويرد للشغل
نور : نسأل امي وخلاص .. وبتشوفين ان هالمنال تجذب
نوران بحده وعينيها تهدد اختها : ياويلج إذا تكلمتي بشي تسمعين !!! .. انا بطلع اسرارهم كلها
غلا تطبطب ع فخذها : تعبي نفسج ومخج بافكارج هذي .. مادري ليش تجيبين العذاب لنفسج .. وخير ياطير إذا كان متزوج .. ما سوى شي منكر
نوران بحده : ما احب اللي يستغفلني حتى لو كان اخوي .. دام ما سوى منكر ع قولتج ليش ما علمنا
غلا : بيعلمكم إذا مو اليوم باجر
وقفت لتنفض الرمل عن ملابسها وهي تقول : وانا ماني ناطره لي باجر .. بعرف بنفسي شسالفه صقر
وقفت نور لتقول : نورانو شبتسوين ؟؟ قوليلي ؟
نوران : مراح اسوي شي الحين .. قريب بعرف كل شي قرررريب





كانـت تفكـر بشخص واحـد فقـط
ربطـت الأحـداث جميعهـا .. العمـل باسبانيا .. ارتباط اخيها ضاري السريـع
والآن .. ارتباط أخيهـا صقر السـري
يبـدوا انهـا هي الوحيـدة التي تعلم عن جميـع الأطـراف .. بالتأكيـد هـي فقـط !
لكـن كيـف سـ أجبرهـا ع اخباري بالحقيقـة .. كيـف !





.
.
.





أشرقـت شمـس اليـوم الثانـي
مـن مغادرة روحهـا الجميلـة .. وابتسامتهـا الساحـرة
قرعـت أجـراس الكنيسـة .. نفـس الصـوت الذي كانـت تسمعـه في سجنهـا
تلكَ الغرفـة التـي حضنتهـا في أيامهـا الأخيـرة ع هـذه الدنيـا
قسيـس يقف امـام تابوتهـا وبجانبـه تابـوت طفلهـا
ترانيـم حزينـة تعُـج بهـا الكنيسـة تختلـط بدمـوع حضورهـا الحزيـن
حضـور .. لـ جنـازة تلكَ الحبيبـة والرقيقـة والأبنـة !
ثيابهـم بـ لونهـا الأسـود .. كـ لون السمـاء بعد ذهابهـا
غـادروا الكنيسـة .. لـ يقفـوا أمـام تابوتهـا قبـل أن يضمهـا التـراب للأبـد !
التـراب .. الـذي ضمـن ابنهـا قبلهـا بدقائـق
يقـف باستقامـة ظاهريـة .. بعكـس اعـوجاج قلبـه
دمـوعـه تسقـط بهـدوء ع خـده الذي فقـد لمساتهـا
رجالـه الأوفيـاء .. منـذ عهـد الرئيـس السابـق
يتبادلـون نظـرات الاستغراب .. مـن حال رئيسهـم الذي يذرف الدمـوع
لـ مـوت حبيبتـه !
وأبيهـا .. ذلك الكهـل الحزيـن الهزيـل
كيـف يسبب الحـزن هذا الضعـف والانكمـاش !
أقدامـه الضعيفـة اسقطـت جسـده أرضـاً .. لـ يتلمس التراب الذي غطـى قبرهـا
دموعـه تسقـط كـ حبـات الغيـث ع أرض قاحلـة .. لا أمـل في رجوعهـا للحيـاة !





انتهـت الجنــازة .. لـ يغـادر الضيـوف
ويبقـى الأب .. والحبيـب
يتذكـر صـراع ليلـة وفاتهـا .. شجارنـا مـن الأحـق بدفنهـا ودفن ابنهـا الذي يجاورها الآن بقبرهـا !
واتفاقنـا بالنهايـة .. أننـا سنقوم بالأمـر معـاً .. لأجلهـا فقـط !
وصحوتـي من بعـد غيبوبتي .. وبحثـي عـن الدخـلاء
وغضبـي وانـا آمـرهم بالبحـث عنهـم
لـن تفلتـوا مـن يدي في المـرة المقبلـة .. أريـد أن استمـع للمزيـد
للمزيـد من لحظاتهـا الأخيـرة .. أيتهـا الدكتـورة الغريبـة بغطـاء الشعـر !!
وذلك الغريـب بجانبهـا .. الحامـي لهـا .. كـان القـائـد بالنهايـة
عـاد للحاضـر .. لـ يقترب وهو ينحنـي أمـام والدهـا
تحـدث بصوت هـادئ يملئه الحـزن




كارلوس : اتعلم انني قطعت وعـداً لهـا .. ألا اقترب منك للأبد !
ليوناردو بصوت حاد : لست مجبوراً حتى تفي بهذا الوعد
كارلوس بإصرار : سأفي به .. وسـ تنضم لنا .. سأضعك بمنصب يناسبك .. يناسب عملك ولأنك والد جيزيل
رفع رأسه له ليقول ببرود : ومن اخبرك انني سأنضم لكم ؟
كارلوس : بالتأكيد ستنضم .. لماذا لا تفعل ذلك ؟
ليوناردو : لأنني شخص حر .. لا أحد يملكني .. ولا أريد لأحد ان يملكني
كارلوس : لكنك لا تستطيع الاستمرار بالهروب طوال حياتك
ليوناردو : اعتدت ع هذه الحياة
كارلوس : سأقوم بحمايتك .. لكن يجب ان تثق بي أولاً
ليوناردو وقف بهدوء ليقول وهو ينفض بدلته السوداء من الرمل : لن افعل ذلك أبداً .. فـ أنتم من قتلتم زوجتي والآن ابنتي
كارلوس وقف ليقول بحده : جيزيل لم تمت بسببي .. وزوجتك أنا اسف لما فعله ابي .. سأتحمل عواقب فعلته .. سأفعل ما تريد
سار مبتعداً .. ليدير جسده وهو يقول : إذا لا تقترب من صقر وجماعته .. لا تقوم بإيذائهم
كارلوس : لماذا تقف بصفهم ؟
ليوناردو : اخبرتك انا لا اقف بصف احد
اتبعه ليقول : هل ستعود للاختباء ؟
ليوناردو : لا شأن لك بذلك .. أرجوا ألا نلتقي مره أخرى
كارلوس يراقبه وهو يبتعد ، ليرفع صوته : لا اعدك بذلك .. يجب عليك انت ان تبتعد عن طريقي





عـاد بخطواتـه عـائـداً لهـا .. جلـس ع الأرض يعتصر بكفوفـه الرمـل
عـادت للظهـور أمـامـه .. ابتسامتهـا ، حنانهـا ، قبلاتهـا ، احضانهـا الدافئـة
ابتسـم بحـزن .. ودموعـه عـادت للسقـوط



كارلوس : أتعلمين انكِ أقسى من أبي وامي ؟ .. نعم أنتِ اقسى منهم .. لأنكِ أوهمتني بحياة سعيدة ستكونين مركزهـا دائماً .. جعلتني اعتاد ع وجودكِ .. ع احضانكِ وع لمساتكِ .. وفي يوم فقط .. رحلتي ليرحل معكِ كل هذا .. لماذا لم تعلميني كيف أعيش من دونكِ ؟ .. لماذا لم تقومي بذلكَ ؟
مسكتِ بيدي للمرة الأولى .. لتضعيها ع رأسكِ ومن ثم ع كتفكِ وانتِ تخبريني
" كارلوس .. هكذا يكون الشكر والتقدير .. امسح ع رأس الشخص او ع كتفه "
لترفعي كفي وتضعيه خلف ظهركِ .. وكفوفكِ ع صدري .. لتقولي بخجل
" وهكذا يكون الاحتضان .. والدفء "
رفعت كفوفها عن صدري .. لتحتضن وجهي وتسحبه للأسفل .. لينحني ظهري واشد ع ذراعي التي خلف ظهرها
" وهكذا يكون الحب .. وانسجام اجسادنا "
لـ تقبليني قبلتـي الأولـى .. نعـم الأولى المليئـة بالحـب فقـط
وتخلـوا مـن مشاعـر التسلـط والكبريـاء والشهـوات ..!





تلمس شفتيـه .. لـ يعـود للوقـوف .. لـ يسيـر مبتعـد عنهـا
وفـي قلبـه يوعدهـا بالعـودة قريبـاً لزيارتهـا .. وزيارة طفلهـم
اقترب جاك .. الذي بـدأ بالتحدث أمام السيارة



جاك : انا اسف سينيور .. لدي خبر سيء
كارلوس بملامحه الجامدة : ما هو ؟
جاك : دييغو .. لقد هرب من سجنه
كارلوس بغضب : مــاذا ؟ كيف حدث ذلك ؟
جاك بتردد : يوم هروب سينيورا جيزيل .. لقد نسيت امره وكنت افكر باخبارك فقط بهروبها .. وعند عودتنا للمنزل كان القبو فارغ
كارلوس فتح باب السيارة ليجلس بتعب : بالتأكيد سيفعل شيء ما .. لن يبقى صامتاً لوقت طويل .. اخبرني ماذا حدث لذلك القائد والدكتورة .. هل استطعتم اللحاق بهم ؟
جاك يفرك كفيه ببعضهم البعض بتوتر : لقد فقدنا اثرهم .. كنا نعتقد انهم عائدين لقصرهم .. لكنهم لم يفعلوا ذلك
كارلوس : هل انت متأكد انهم هم أصحاب القصر الذي اخبرنا عنه دييغو ؟
جاك : نعم انا متأكد من ذلك .. انهم مثلما وصفهم دييغو .. ومثل الدكتورة التي رأيناها ترقص تحت المطر امام بوابة مستشفى القصر
كارلوس مسح ع وجهه بارهاق : وماذا أيضاً ؟
جاك : لقد تذكرت كلام سابق لوالدي .. اعتقد انه يجب ان تعلم به
كارلوس يراقبه : ما هو ؟
جاك : كان يخبرني عن منظمة تترصد لهم لأكثر من 30 سنه .. هذه المنظمة لها عدت افرع .. ومنها فرع عربي خليجي
كارلوس : هل تخبرني ان القائد الذي رأيناه هو قائد من هذه المنظمة ؟
جاك : نعم .. هو كويتي الجنسية .. مثل جنسية رجل الاعمال الذي التقيت به في برشلونه .. والذي سيخضع للانتخابات لدخول منظمتنا للمجال السياسي أيضا
كارلوس : امممممم بدأت الأمور تتعقد .. وكيف سنجمع المعلومات عنهم ؟ إذا كانت منظمة متواجدة منذ اكثر من 30 سنة
جاك : لا يوجد مستندات .. جميعها حرقت في حادثة حرق مقرنا قبل 12 سنة .. لذلك يجب ان نبحث عن الأشخاص ليخبرونا ماذا يعرفون عن ذلك الوقت
كارلوس : جيد تستطيع البدأ بالبحث بهذا الموضوع





.
.
.


اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 29-04-21, 04:25 AM   #177

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.




وأرَاك في كُلِّ البقاعِ كأنّمـا
لا جُرمَ في فلكـي يدور سواكَ
ما عُدتُ أبصرُ في العوالم كلّهـا
قَمراً سواك .. فجَلَّ مَن سوَّاك!.





اسـبـانـيـا - مـدريـد
الـسـاعـة الـعـاشـرة صـبـاحـاً




جلسـت أمـام المـرآة .. بروب الاستحمـام القطنـي الأبيـض بشعـار الفنـدق المطرز
سحبـت الفوطـة لـ تحـرر خصـلات شعرهـا الأسـود الطويـل
مـر وقـت طويـل .. منـذ آخـر مـرة كـان شعرهـا بهـذا الطول
أطـراف شعرهـا تصـل لمنتصـف ظهـرهـا
شعـرت بانتعـاش وحيويـة .. بعـد تعـب الأمـس والطريـق الطويـل
مـن غرناطـة إلى مدريـد .. المسافـة كانـت ستكون 4 ساعات وبضع دقائق فقـط
ولكـن .. لـ نشتت من قـد يكون يتبعنـا .. زاد وقـت الرحلـة لساعـة ونص تقريبـاً
ومنـذ دخولنـا لـ أراضي مدريـد العاصمـة .. قمنـا بتغيير ثيابنـا وذهابنـا لأقرب فنـدق
تناولنـا عشاءنـا في الغرفـة .. لـ نغـط بـ نوم عميـق
كانـت الأيـام الخمس الماضيـة .. مرهقـة ومتلفـة للأعصاب
دارت بجسدهـا لصوت الباب الذي فتحتـه بيـلا من تشاركهـا بالغرفـة والقادمـة من الخـارج




بيلا : هل استيقظتِ دكتورة ؟
ابتسمت بهدوء : نعم منذ دقائق .. الآن فقط خرجت من الحمام
بيلا اقتربت : ذلك جيد .. إذا استعدي سنغادر
سندس بصدمة : نغادر ؟ إلى أين ؟؟؟
بيلا بابتسامة مطمئنة : لا تقلقي .. سنذهب لتناول وجبة الإفطار .. فجميعنا غلبنا النوم ولم نتناول الإفطار
سندس : حسناً .. سأجفف شعري وبعدها سأرتدي ثيابي
اقتربت لتسحب المجفف من سندس وهي تقول : دعيني اجففه لكِ
ابتسمت وهي تتركها تجففه .. تأملت ملامحها المرهقـة .. تحـاول ان تبتسم فقط
وضعت المجفف ع الطاولة لتقول : انتهيت .. سأغير ثيابي انا أيضا
وقفت لتناديها قبل ان تدخل للحمام : بيــلا
دارت بجسدها : ما الأمر ؟
اقتربت لتحتضن كفوفها وهي تبتسم : شكراً لأنكِ معي بهذه الرحلة
ابتسمت لتحرر كفها الأيمن وتضعه فوق كفوفها : ولماذا تشكريني ؟ بالطبع سأتبع السيد في مهماته
سندس : اعلم ذلك .. لكن وجودكِ جعلني أشعر بالراحة .. لا اعلم ماذا سأفعل لو كنت لوحدي مع صقر ورجاله
مسحت ع كتفها : لا تقلقي سأرافقكِ بكل مكان .. إلا إذا قام السيد باعتراض طريقي
سندس باستغراب : ماذا تقصدين ؟
ابتعدت ذاهبة للحمام لتضحك بصوت أعلى : لا شي .. هيا استعدي





رفـع شعـره للخلف بإرهاق واضح ع ملامحـه
لا يعلـم لمَ شعر بخوف وتوتـر .. حتى عندمـا وصلوا لمدريـد وتأكـد أن لا أحد يراقبهـم
نام لساعات قليلـه .. ليستيقظ بعدهـا ولم يعود للنـوم حتـى الآن !
اخـرج هاتفـه ليفتحـه .. بعـد اغلاقـه منـذ الأمـس
تأمـل باتريـك وهو يسيـر امامـه ويتفقـد ساعتـه بانتظـار بيـلا وسندس
استغرب العـدد الهائـل من الاتصـالات .. ارسل بالأمس قبل اغلاقه لهاتفـه
رسـالة لمقر الكويت وللقصـر .. حتى يخبرهـم انهم بخير وهم بـ مدريـد الآن
اعـاد الاتصـال ع مقـر الكويـت .. وهـو الأكثـر بعدد الاتصالات
رن عدت رنـات .. لـ يجبـه منصور بصوت قلق




منصور : انت وووينك ؟؟؟؟ خوفتني عليكم
صقر : هلا سيدي .. وصلنا للفندق ونمنا من التعب
منصور : عسى ما فيكم شي ؟ في احد انصاب من الرجال ؟
صقر : لا الحمدلله كلنا بخير .. وارسلت الرجال للقصر حتى يشددون ع الحراسة
منصور : الحمدلله .. اسمع عندي خبر .. ودام انك مو بقرطبة تقدر تحقق فيه
صقر باستغراب : احقق ؟ بشنو ؟
منصور : الملثم علمني ان في هدف مهم نبيه موجود ببرشلونه .. وانه كان قبل جم يوم مجتمع مع رئيس المنظمة اللي شفته بنفسك
صقر : كان مجتمع مع كارلوس .. منو هالهدف ؟
منصور : السياسي الكويتي .. موجود ببرشلونه إجازة شهر العسل .. واخذها فرصة يجتمع بكارلوس
صقر بتساؤل : تبيني اروح لبرشلونة ؟
منصور : بالضبط هذي فرصتنا الوحيدة .. حتى تشوفه وتتعرف عليه
صقر : وطبعاً بعرفه من الخاتم اللي قال عنه الملثم .. بس شلون بدوره ببرشلونة كلها ؟
منصور : لا تحاتي .. بطلب يحجزون لكم بالفندق نفسه .. عندنا اسم الفندق .. بس لازم تحركون من باجر
صقر وقف والفتاتين تقتربان : ابشر طال عمرك .. من باجر بنفذ العملية
وقفت امامه وهو يقفل هاتفه ، سندس باسبانية : صباح الخير
صقر وباتريك : صباح النور
ربع ذراعيه ليقول : زين شرفتوا ساعة ننطركم .. كل هذا نوم يا دكتورة ؟
سندس بصدمة : قل اعوذ برب الفلق .. الواحد ما ينام يعني ؟ لازم تنكد عليه
صقر يخرجون من الفندق ليسيروا في الشارع : وين الخوف والرعب ؟ تبخروا بالجو شكلهم
سندس تصك ع اسنانها بقوة وهي تناظر الطريق امامها : يعني حاسدني ع النومه والراحه !! .. ابي اجمع طاقه لاني ادري القادم بيكون اخطر
ضحك بقوة ليلتفت كلاً من باتريك وبيلا باستغراب : والله ضحكتيني .. اشوفج تأقلمتي ع حياتنا بسرعه
وقفت ليقف ويدير بجسده لها ، لتقول بغضب ونظراتها تراقبه : ومنو اللي خلاني غصب اتأقلم ؟ مو حضرتك انت ومهماتك اللي بالغصب
ابتسم ليدخل كفوفه بجيب بنطاله ويكمل سيره وكلاً من باتريك وبيلا امامه : زين فهمتيني .. لان كل شي بيكون بالغصب معاج .. لين من نفسج تقولين انا راضيه بمصيري يا صقر
أصبحت تسير بقربه لتقول بصوت هادئ : مادري إذا بيصير هالشي ولالا ؟ بس من دخلت حياتي وانا صرت أعيش اللحظة ولا اشوف قدامي
وقف عن المشي بسبب ما قالته للتو ! ، هـل أصبحت عائق بحياتها يا صقـرَ ؟
سمعها ترفع صوتها وهي تتحدث لباتريك وبيلا : بيلا باتريك .. انها صيدلية .. لندخل لها





دفعـت الباب للدخـول .. وع شفتيها ابتسامـة .. نعـم يستحق ما قلتـه للتـو !
اقتربت من الصيدلانـي وشعرت باتباعـه لهـم .. لتتحدث باسبانية



سندس : صباح الخير دكتور
الصيدلاني : صباح الخير .. سي سينيورا
ابتسمت لتشير لوجه باتريك وصقر : هل لديك شي لعلاج الكدمات التي تغطي وجوههم ؟
دار برأسه للرجال طوال القامـة الذين يقفون ع يمين الفتاتين : اووه يا إلاهي ماذا حدث لكم ؟ هل وقعتوا ؟
باتريك بخجل لما تفعله الدكتورة : دكتورا لا داعي لذلك انا بخير
الصيدلاني بصدمة : هل رأيت المرآة اليوم صباحاً ؟
تحدث صقر بهدوء وعربية : امشي نطلع ورانا موعد
ناظرته بطرف عينيها لتقول باسبانية : حسناً سنأخذ لباتريك فقط فالسيد هنا يريد ان يبقى وجهه بهذه الكدمات ليخيف الجميع
ناظر الجميع بعضهم البعض باستغراب ، ليخرج الصيدلاني بعض الكريمات
الصيدلاني : انظري سينيورا .. اختاري الكريم الذي يناسبكم
شد ع كفه بقوة ليدفع جسده بين بيلا وسندس وهو يتحدث والصيدلاني اصبح اقرب له والدكتورة ع يساره
صقر بهمس : يعني بتحرجيني قدامهم ؟ شهالحركات الطفولية ؟
سندس تقرأ المعلومات المكتوبة ع علب الكريمات : احرجك ؟ انت ؟ .. ما قلت شي ترى .. دام ماتبي العلاج كيفك .. بس باختار لباتريك
ربع ذراعيه تحت صدره ليقول بصوت اعلى : لا والله .. ومنو الأولى انا ولا باتريك ؟
رفعت رأسها لتلتقي عينيها بعينيه ، ابتسمت كابتسامته الطرفية : اكيــد .. باتريك
أبعدت نظراتها لتقول للصيدلاني وهي ترفع الكريم الذي وقع الخيار عليه : دكتور سنأخذ هذا
صقر اسند جسده ع الطاولة الفاصلة بينهم وبين الصيدلاني ، ليعطي الصيدلاني ظهره
صقر بسخرية : ومنو بيدفع إن شاءالله ؟
سندس تشير بسبابتها له لتقول ببراءة : اكيد انت .. مو انت رائدنا
صقر : الحين صرت الرائد ؟ مو الأولى باتريك .. روحي قولي له يدفع
سندس تراقب الصيدلاني لتقول له : دكتور .. هل الكريم يستخدم لاي كدمات في أي منطقة في الجسم ؟
دار برأسه للدكتور وبيلا وباتريك يستمعون للحديث : نعم .. انه خيار موفق سينيورا .. فهذا الكريم يناسب أي منطقة بالجسم
سندس ابتسمت : إذا سآخذ اثنين من هذا الكريم .. وهذا السيد سيقوم بالدفع




وقفـوا خارج الصيدليـة وامـام الباب بانتظار خروج صقـر
ابتسمت لتتناول الكيـس من صقر لتخرج الكريم وهي تمده لـ باتريـك لتقول بهدوء


سندس : باتريك .. تستطيع ان تضعه ع أي مكان تتواجد به الكدمات .. استمر ع استخدامه مرتين باليوم كما قال الصيدلاني
تناوله منها ليقول بخجل : غراسياس دكتورا (شكراً دكتورة)
اكملوا سيرهم وصقر في المقدمة ولم يتحدث لها حتى عندما مد لها الكيس
اقتربت منه وباتريك وبيلا بالخلف ، قالت بصوت هادئ : صقـــر
وقف ليدير ظهره وهو يقول بلامبالاة : خيــر
ابتسمت لترى بيلا تبتسم لها وتسير امامهم مع باتريك ، أخرجت الكريم الآخر لتمده له وهي تقول
سندس رفعت عينيها له بابتسامتها الهادئة : تراني مو شريرة .. هذا لك حتى لو رفضت غصب تستخدمه ولا بتطول ع ماتروح هالكدمات
دفع كفها عنه ليقول : مانبي خدماتج
ثبتت علبة الكريم ع صدره لتقول : لا تكابر .. ادري ان جسمك كله كدمات .. ترى شفت بعيوني الطق اللي كان بينك وبين كارلوس
وضع كفه فوق كفها ع صدره ليقول وهو ينحني لها : دام اهمج ليش عطيتي باتريك الأولوية ؟ هاا يادكتورة ؟
سحبت كفها بقوة لتقول بابتسامة : بصراحة وضعك غريب .. باتريك مسكين ووحيد وماله احد بهالدنيا .. اكيد بهتم فيه
صقر بانحناءته : حتى انا ماعندي احد ووحيد بهالديره
سندس تركته لتسير وهي تقول بحده : والله ماتنعطى وجه .. كيفك بتحطه بتقطه باقرب زباله .. سو اللي تبيه .. اووووف





ابتسـم وهـور يراهـا تتعلـق بذراع بيـلا .. وباتريـك امامهـم
رمـى علبـة الكريـم بالجـو لـ يلتقطهـا .. وهـو يتبعهـم
سـ اكتفـي بتلقـي القليـل مـن اهتمامـك اليـوم يـا .. سنفورتـي
ولكـن .. بالمستقبـل القريـب .. سـ يكـون اهتمامـكِ لي وحدي
ولا يشاركنـي بـه أي أحـد .. حتـى ذلكَ الـ باتريكَ المسكين .. كمـا لقبتيـه !!






جلسـوا في الطـاولـة المحجـوزة تحت اسم باتريـك .. داخـل المطعـم بواجهتـه المطلـة ع الشـارع
ابتسمـت بـ سعـادة تغمرهـا وتنعكـس ع عينيهـا .. هـل هكـذا كان شعـور الحريـة دائمـاً !
ينعـش الروح .. يتغلغل في القلـب .. وسعـادة المُحيـا
آآه .. كـم افتقـدكِ أيتهـا الحريـة
استمعـت لحديثـة بصوتـه الجدي وهو يرأس الطاولة ع يمينها .. وباتريك امامهـا وع يمينـه بيـلا




صقر بجديه : يجب ان نغادر مدريد غداً
باتريك بتساؤل : هل سنعود للقصر ؟
صقر : لا .. يوجد مهمة جديدة اخبرني بها اللواء .. يجب ان نبدأ بتنفيذها غداً
بيلا بعملية : ما هي وجهتنا هذه المرة ؟
صقر : برشلونة .. هدفنا يتواجد هناك في الوقت الحالي
ارتشفت من كأس الماء الزجاجي قليلاً لتعيده ع الطاولة وهي تقول : الحرية .. ااه يابعدي عنها .. من ثواني كنت فرحانه وانت خربت فرحتي
صقر يراقبها باستغراب : فيج شي انتي ؟
سندس تحدثت بجديه : ليش ماتردني القصر .. وتكمل مشوارك لبرشلونة
صقر : اردج ؟ ومنو بيردج كل هالمسافة لقرطبة وبعدها يرد دبل المسافة لبرشلونة ؟؟
سندس : انا وبيلا نروح بس .. نرد بالقطار
صقر بحده : لاااااا .. قلت لج روحه مع غيري ماكو .. احلمي فيها
تضم كفها الذي فوق الطاولة بقوة ، لتقول : وبعدين من تحكمك فيني ؟ .. لي متى تبيني اتحمل يا صقر
صقر يضع ذراعيه ع الطاولة ليقول وهو يراقب عينيها : سندس .. لا تزيدين بالكلام حتى ماتتعبين وتعبيني معاج .. انتي شفتي بعينج الخطر ولا سمعتيه مني بس .. واحساس الخوف أتوقع مراح تنسينه طول حياتج .. تبيني اخليج تردين بروحج ؟ وإذا صار فيج شي أو ببيلا ؟ .. منو بيساعدكم ؟ يلا قوليلي مو انا المتحكم واللي ما افهم ؟؟؟
سندس تعلم انه محق ولكنها تريد العودة للمكان الذي شعرت به بالأمان .. ذلك فقط ما تريده !
سندس بصوت منخفض : مو ذنبي انك دخلتني بهالمهمة .. ولا تمثل لي انك القائد الرحوم واللي تفدي الكل بروحك
صقر بابتسامته الطرفية : وانتي لي متى بتتهميني باتهامات باطلة ؟؟ .. ليش ماتشوفيني القائد الرحوم واللي افدي الكل بروحي
سندس رفعت عينيها : ما اتهمتك .. انت اللي عطيتني هالصورة عنك
صقر : انا ؟ متى ؟؟
سندس بصدق : ودي اعرف شي واحد بس
صقر يربع يديه تحت صدره ليقول بصوت هادئ : وشنو هالشي ؟
رفعت سبابتها لتشير لرأسه : ابي اعرف اللي داخل راسك .. شنو تفكر فيه .. شنو حقيقتك ؟ .. تعبت وانا أحاول افهمك ولا قدرت .. اكرهك واحقد عليك .. بس مواقفك لغيري تخليني اسكت
صقر ضحك بقوة ليعيد شعره للخلف بكفوفه وهو يناظرها بتركيز وهمس : تكرهيني وتحقدين علي ؟ طلعتي قاسيه يا دكتورة
سندس بحدته ع ضحكته التي لا تعلم ماذا يقصد بها : انا قلت لك اني موشريرة .. بس قلبي يكره ويحقد
صقر بهمس : شوفي وراج .. وبعدين نشوف إذا لي الحين تكرهيني وتحقدين علي !





استغربـت مما قالـه .. دارت برأسها للخلـف .. لمدخـل المطعـم
وإذا بـ فتـاة تبتسـم وتلوح بـ يـدهـا باتجاهنـا
بـ بنطالهـا الجيـز .. والقميـص الأبيـض
وقفـت بـ تردد .. وعقلـي يقول لي انهـا هيـا
ولكـن هيئتهـا أصبحـت مختلفـة .. ناضجـة وواثقـة ! .. نعـم تسيـر بثقـة
دفعـت الكرسـي لتقترب اكثر .. رفـعت كفوفها لـ فمهـا من واقـع الصدمـة المفرحـة
تساقطـت دموعهـا المحبوسـة .. منـذ دقائـق أو الأمـس !
صرخـت باسمهـا لتندفـع لأحضانهـا بقـوة



سندس : إيـلـيـنــــــا
حضنتها بقوة وهي تبتسم للجالسين في الطاولة ، تحدثت بسعادة : دكتورا .. لا تعلمين كم اشتقت لكِ
ابتعدت عن احضانها وهي تراقب عينيها ببريقها المختلف : تبدين مختلفة .. هل انتِ بخير حقا ؟
وضعت كفوفها ع اكتافها لتسير للطاولة ، اجلستها ع كرسيها بقرب السيد لتجلس هي ع يسار الدكتورة
ايلينا بابتسامة : بالتأكيد سأصبح مختلفة .. يا الاهي كم مضى من الوقت منذ ان غادرت القصر ؟
ابتسمت بيلا التي اقتربت لتحتضنها بقوة : لقد مر اكثر من اسبوعان منذ مغادرتكِ
سندس تتمسك بكف ايلينا من فوق الطاولة : لماذا اشعر انهم اكثر من اسبوعان ؟
ايلينا : اخبريني كيف وصلتي إلى هنا ؟ لم اصدق مكالمة السيد عندما اخبرني انه بمدريد وانكِ معه
دارت بظهرها له ، لتراقب عينيه الصامتة والجامدة ، نعم عاد للجمـود
شدت ع كف ايلينا لتقول بهدوء : اخبريني عن علاجكِ .. هل هناك تطور ؟
ايلينا بابتسامة : الكثير من التطورات والتغيرات .. لم اكن اعلم ان للعلاج النفسي هذه القدرة الكبيرة ع الشفاء
سندس بابتسامة : انا سعيدة لسماع ذلك .. ماذا عن الجامعة ؟
ايلينا : انتهيت من إجراءات التسجيل .. فالدوام سيبدأ بعد انتهاء الاجازة الصيفية
بيلا : هيا ايلينا تناولي الطعام .. وانتِ أيضا دكتورة .. تناولوا قبل ان يبرد
جلست باستقامة لتقابل الطاولة ، وايلينا تتبادل الحديث مع باتريك وبيلا ، وسؤالها عن والدتها واهل القصر
رفعت شوكتها لتغرسها في قطع الخس بصحنها الدائري ، تحدثت له من دون ان ترفع رأسها
سندس بعربية : شكـراً .. ما توقعت توافق اني اقابل ايلينا علشان جذي ما طلبت منك
صقر يرتشف من كوب القهوة السوداء الذي طلبها للتو : لاني قاسي صح ؟ .. ما اراعي احد .. ولاني قائد احب امشي كلامي بالغصب ع اللي يشتغلون عندي
رفعت رأسها بصدمة : م م ماقلت جذي .. مو قصدي
تكلم بجدية ، يعلم انه يريد ان تتقبله بجميع حالاته ، ولكنها تقاوم وتقاتل بكل قوة هذه السنفورة ..!
صقر : شوفي سندس .. قولي اللي تقولينه عني .. تكرهيني ؟ تحقدين علي ؟ عادي مشاعرج وانتي كيفج فيها .. بس تتهميني اني ما اهتم واحب اغصب الكل .. هالشي اللي ماارضى فيه
سندس بنبرة حزن : صقر مو قصدي .. ليش تقول جذي ؟
صقر : ما قلت جذي إلا افعالج اللي كانت توضح لي هالشي
سندس بصدق : لانك تصوّر لنا هالشي .. ما تبرر ولا تقول لنا ليش سويت هالشي .. مثل موضوع ايلينا ليش بينت لي انك مو مهتم .. وبالنهاية تطلع مسوي كل شي
صقر : ما احتاج اني ابرر وأوضح .. وايلينا قلت لج سويت كل هذا لخاطر باتريشيا مو علشانج
سندس شعرت وكأنه شخص مختلف ، قالت وهي تحاول اغلاق الموضوع : انا اسفـة إذا الموضوع بينحل بأسفي .. وما اوعدك ان لساني بيوقف لي هالحد
صقر بابتسامته الشهيرة : وتعترفين انج ام لسان ؟
رفعت عينها له : بالحق .. ما اقدر امسك لساني
صقر وقف وهو يقول : خليج جذي ولا تتغيرين .. والاهم لا تتهمين الناس باتهامات باطله
تحدث لباتريك الذي وقف معه : اجلس مع الفتيات .. سأذهب لاستنشاق الهواء والتدخين قليلاً
باتريك بطاعة : سي سينيور





لمـاذا شعـور الذنـب يسكنني الآن ؟
هـل انا حقـاً اتهمته باتهامات باطلـة ؟ ولكنـه دائمـاً يفعل ويفعل ما يريده هـو فقـط !
اعتـرف .. جميلكَ لـ إيلينـا رفعـك درجـات كثيـرة بـ عينيّ
وقبـل ذلكَ .. ما فعلتـه لـ باتريشيـا وموافقتـكَ لهـا للمكوث بالقصـر والعمـل بهِ
واخيـراً .. مساعدتكَ لـ ليوناردو .. رغـم خطـورة الموقـف
والآن .. تخبرني أن اتقبلكَ .. نعـمَ ذلكَ ما تريـده
وبداخلـي .. بأعمـاقـي .. شعـور غريـب يأمـل أن يصلـه النـور
ولكننـي .. سنـدس التي عاشت سنين عديدة متجاهلـة ما يقولـه قلبهـا
وسـ يظل قلب سندس كهـذا لـ سنين عديـدة أخـرى !





ألا تعلـم تلكَ المغـرورة .. بـ العواصف التي عصفـت بـ حيـاة صقـر
لـ يتغيـر لـ شخص جديـد بـ قلـب جديـد
كنـت في مـا سبـق .. الرائـد الصامـد والواثـق
لـ أصبـح بـوجودهـا هـي فقـط .. الرائـد المهتـز والمرتـاب
ليسـت هي السبـب .. فـ السبب يعـود لـ تلكَ الجميلتين ببريقهـم الآســر





.
.
.





حـرارة الشمـس الساطعـة .. فـي شهـر أغسطـس
صيـف الكويـت .. يشابـه في حرارتـه العديـد من الدول المجـاورة
تستمـع لصـوت أبـواق السيـارات العاليـة .. والازدحـام المـروري بالشـارع العـام
هـواء يخـرج من "مكيـف" السيـارة لـ يحميهـم من الحرارة الخارجيـة
احتضنـت كفـه بين كفوفهـا .. لـ تبتسـم بخجـل
كـم اشتاقـت له في الأيـام الماضيـة .. عنـد ذهابـه للشاليـه
والآن .. هـو أمامهـا ومعهـا .. يأخذهـا بنفسـه لمشوارهـا
تحدثت وهي تقول




فنر : شلون الشاليه ؟ عسى استانستوا ؟
ابتسم لها وكفه لازال بين كفوفها : أي والله .. غيرنا جو كلنا .. مع ان اول يوم صار الاكشن اللي قلت لج عليه
فنر بحزن : أي حبيبي .. عاد هالولد يا كثر ما قالت لي سندس عنه
ضاري : مؤدب وياكلج بسوالفه الحلوه ماشاءالله
فنر : الله يحفظه .. حبيبي تقدر تمر محل حلو قبل توصلني ؟
ضاري : ضروري ؟
فنر : أي والله فشله .. دايما ادخل ومابيدي شي
ضاري : حاضرين الحين نمر الجمعية نشوف المحلات اللي فيها .. بتطولين عندها ؟
فنر : اممممم يعني لي صلاة العشى يمكن ؟
ضاري : متى ما خلصتي دقي علي
فنر : تعبتك معاي ادري
ضاري : كلي لج وحتى سيارتي ملك لج .. بس ها لازم تسوقين مثل ماقلت لج
فنر : مااحب السياقة والله
ضاري : يا حبيبتي مايصير .. شلون بتروحين لمشاويرج بعد ماارد اسافر بعد عرسنا
فنر بتردد : يعني خلاص معزم ترد تسافر ؟
ضاري : اكيد لازم اسافر الشغل تدرين مايصير نتركه فترة طويلة
فنر : خلاص جيب لي سايق انا السياقه مااحبها
ضاري بضحكه : خوووافه .. والدوام متى ان شاءالله تداومين ؟ اللواء منصور طول الفترة اللي طافت يحط لج ألف عذر
فنر بحده : احسن .. يتحمل .. مثل ما اخذتوني غصب .. برد للدوام متى ماابي
ضاري : ههههههههههههههه يلا اعترفي ليش ماتبين تداومين ؟
فنر حررت كفه لتحتضن جسدها : بصراحه .. تعودت ع أجواء القصر .. ع المرضى اهناك .. احس لو برد للشغل بكلم الناس اسباني وانسى نفسي
ضاري أوقف سيارته بالمواقف : فديت الاسباني انا .. انتي الحين ارتاحي لي بعد العرس ووقت ما انا اسافر ردي للشغل ع راحتج
فتح الباب ليخرج لتتحدث بسرعه : لحظة ضاري
ادخل رأسه بعد خروجه : شفيج ؟
تحاول ابعاد توترها : ابي تلفونك .. تلفوني مافيه شحن .. ونسيت لا اصكر ليتات غرفتي .. بقول لفجر اختي تصكرهم
ضاري : بس .. خرعتيني ع بالي فيج شي
مد لها الهاتف لتقول : روح جيب الحلو ع ذوقك تأخرت ع البنت
اغلق الباب واهو يقول : يلا دقايق وارد




مـا أن رأتـه يدخـل لداخـل الجمعيـة .. لـ تبحـث بين الأسماء عن اسميين فقط
اسرعت بفتـح هاتفهـا ونقل الأرقـام المسجلـة باسم " إيزابيلا " و " غابرييلا "
اتصلـت ع فجـر حتى لا يشك بها .. اخبرتها بمـا تريد لتجيب اختها
" فنرو غرفتج مقفوله أصلاً ! "
لـ ابين لهـا دهشتنـي .. ومن ثم ضحكت قليـلاً حتى لا تبـدأ بأسئلتهـا الفضوليـة !
اغلقـت الهاتـف لتضعـه في مكان المشروبات
لـ .. ترسم ع شفتيهـا ابتسامـة جميلـة ونظراتهـا تعلقـت بعينيـه الرماديـة





صـوت جـرس البـاب الخـارجـي .. يعلـن عـن وصولهـا
وضعـت طفلتهـا داخـل سريرهـا .. لـ تجلس وهي تترقـب دخـول الضيفـة
الضيفـة .. صاحبـة فكـرة "سرقـة" الأرقـام من هاتـف زوجهـا
يـا ترى هل نجحت ؟ أم لا ؟
وقفـت تتأمـل ملامـح الداخلـة .. انقبضـت عضـلات وجههـا لـ تتسـع شفتيهـا بابتسـامة
تشابـه ابتسامـة الداخلـة .. والسعادة تشـع من عينيهـا




فوز بابتسامه : هلا فنر .. شفيج تأخرتي ؟
فنر تسلم عليها بالخد لتجلس بقربها : هلا فيج .. كل من هالارقام .. خليته يمر الجمعية وجبت هالحلو
ناظرت للكيس الذي رفعته امامها ، لتعود للنظر لها وهي تقول : ها اخذتي الأرقام ؟
فنر ابتسمت ابتسامة واسعة : افا عليج .. جبتهم بدون لا يحس بشي
فوز بحماس : يلا شناطره دددقي
فنر تراقب الساعة من هاتفها وهي تقول : الحين تقريباً خلصوا من وجبة الغدا .. يعني غابي خلصت شغلها .. وبيلا مااتوقع ترد علي دايما مشغولة هالبنت
فوز : خلاص دقي ع غابي هذي
فنر : لحظة بدق ع بيلا اول .. هذي بيلا العلوم كلها عندها .. ماكو شي ماتدري عنه بالقصر .. كل صغيره وكبيرة عندها
فوز : يلا اخلصصي وترتيني




ضغطـت زر الاتصـال .. لـ تنتظـر بتوتـر وحمـاس الإجابـة
لـ يجيبهـا بدلاً عنهـا مشيـراً إلى أن هذا الهاتـف مغلـق أو خـارج منطقـة التغطيـة !
اعـادت الاتصـال وكلهـا أمـل بالإجابـة هذه المـرة .. لـ يُعـاد ع مسامعهـا مثـل الكـلام السابـق
انتقلـت للرقـم التالـي وفوز تخبرهـا
" قلت لج دقي من الأول ع اللي اسمها غابي .. يلا فنرو بسرعه ماعندنا وقت "
وضعـت مكبـر الصـوت .. لـ تستمـع لـ نغمـات الرنيـن
حتـى وصـل لـ مسامعهـم صـوت يقول




..: ألـــــو
فنر بحماس وباسبانية : الو .. غابي هل هذه انتِ ؟
صوت حاد يقول لها : من انتِ ؟
فنر باستغراب : غابي ؟ انا فنر ألم تتعرفي ع صوتي ؟
صرخـة عاليـة فجرت آذانهم ، لتقول بشوق وفرح : فنر ؟ هل انتِ فعلاً فنر ؟ لا ااصدق ذلك ... أووه يا إلاهي
فنر بتساؤل : بيني ؟؟
صرخت بفرح : نعــم بيني .. آآه اتعلمين كم اشتقت لكِ أيتها السارقـة
فنر ابتسمت لتقول : الآن تأكدت انكِ بالفعل بيني .. اخبريني عن اخباركم ؟ هل الجميع بخير ؟
اختفت نبرة الفرح من صوتها لتقول بملل : أي خير ؟ .. اتعلمين انني قمت بالتسجيل بنادي للرياضة بهذه الاجازة الصيفية .. والآن انا سجينة بهذا القصر
تجاهلت النادي الرياضي لتركز ع سجينة ، قالت باستغراب : سجينة ؟ لماذا ؟ ما الذي حدث بيني ؟
بيني تسرد لها ما تعرفه ، وكأنها بالأمس كانت تجلس مع فنر : بابا .. اخبرني ألا اغادر القصر .. وليس انا فقط .. الجميع منع عنهم الخروج من القصر .. مارك المسكين انهم يبكي كل يوم عند امي .. يريد الذهاب لاصدقائه
تحدثت بحده وصوت اعلى : بيني .. لا تخبريني عن حالكم .. قولي لي لماذا لوكا يقوم بحبسكم داخل القصر ؟؟ أين السيد ؟ وأين سندس ؟
بيني وكأنها افاقت للتو ، لتقول بدهشة : اووه .. انتِ لا تعلمين عن ما حدث هنا ؟
فنر بتوتر تراقب فوز التي لم تفهم ماذا يقولون وملامحها مترقبة : ماذا حدث بيني ؟ اخبريني
بيني : حسناً .. وضع القصر الآن تحت الحراسة المشددة .. جميع مرافق القصر يوجد بها حراس .. حتى الحديقة .. لا اعلم لما هذه الحراسة ولكن بالتأكيد السيد والدكتورة حدث لهم شي ما وأيضا خالتي بيلا وباتريك
فنر وقفت بتوتر لتصرخ بغضب : بيني .. اخبريني فقط ماذا حدث ؟؟ ولمَ هؤلاء الأربعة السبب بذلك ؟؟
بيني : آوه حسناً .. سأقول لكِ قبل أن تأتي امي
أكملت بيني حديثها قبل ان يصلها الرد من فنر : قبل أيام قليله .. داهم القصر المسمى ليوناردو .. هل تذكرينه ؟
جلست وهي تخبر فوز ان تنتظر قليلاً لتجيب ع بيني التي لو كانت امامها لقتلتها : نعم اذكره .. الذي كان يهاجم المستشفى عدت مرات .. واخبرتني بيلا انه دكتور
بيني : نعم .. كان يبكي ويريد السيد ان ينقذه .. وبالأخير اتى السيد من الكويت بسرعه لمساعدة ليوناردو ..
فنر : وما هي المساعدة التي كان يريدها ليوناردو ؟
بيني : انقاذ ابنته من قبضت المنظمة .. كان يقول انها مخطوفة من فترة وكان يبحث عنها طوال فترة اختفاءه .. والآن ابنته مريضة وتحتاج للمساعدة .. لذلك قاموا بإجبار الدكتورة بالذهاب معهم
فنر بصدمة : سندس غادرت القصر ؟؟؟؟
بيني : نعم .. وإلى الآن لم تعد .. عادوا الرجال الذين كانوا برفقتهم .. لكن السيد والدكتورة وخالتي بيلا وباتريك لم يعودوا .. ولا اعلم ما السبب
فنر : كيف يخرجون سندس من القصر ؟ أليس ذلك مستحيلاً بقاموس السيد ؟
بيني : لانه طلب ليوناردو .. كان يريد طبيباً لعلاج ابنته .. وكانت الدكتورة هي الخيار الوحيد .. وبالأخيرة توفت ابنته .. لقد سمعت ابي يتحدث بذلك لامي وللخاله باتريشيا
فنر وكأن قنابل تتساقط عليها ، لا تعرف ماذا تقول أيضا ، قالت بتردد : إلى أين ذهبوا ؟ أين اخذوا سندس ؟
بيني : لا اعلم اين هم الآن حقاً .. لكنهم ذهبوا أولاً إلى غرناطة
فنر وعينيها تعلن عن سقوط دموعها : بيني .. هل هم بخير ؟ اخبريني بذلك فقط ؟
بيني بحزن : انا حقاً لا اعلم .. امي تفكر كل يوم بخالتي بيلا .. ولكن هاتفها مغلق .. باتريشيا لم تترك ابي كانت تسأله باليوم عشرات المرات عن الدكتورة .. ولكن ابي لم يخبرنا إلى الآن أي شي عنهم
فنر بأمل : بالتأكيد هم بخير ؟ صحيح ؟
بيني : آمل ذلك .. فنر هل أنتِ بخير هناك ؟ ما اخبار عائلتكِ ؟
ابتسمت بحزن : انا بخير بيني .. لكنني اشتاق لكم جداً
بيني : ونحن ايضاً .. اتعلمين ان بعض أهالي القرية يسألون نينا عنكِ .. اخبرتهم انكِ عدتي لوطنكِ وتزوجتِ
فنر : هذا ما كان سيحدث بالنهاية بيني .. اخبرتكِ انني لن ابقى إلى الأبد بالقصر
بيني : آمل ان تقومي بزيارتنا .. تعلمين اننا نحبكِ ونحب الدكتورة أيضاً
فنر : لكن اين هي الدكتورة الآن ؟ بيني لقد بدأت أقلق جداً
بيني بشجاعة : هل هذا رقمكِ ؟
فنر : أجل
بيني : حسناً .. سأحفظه بهاتفي .. وسأراسلكِ إذا عرفت أي جديد بالموضوع .. ولكن لا تتصلي ع امي .. تعلمين انها لا تستطيع الكذب ع والدي
فنر بابتسامة : شكراً لكِ بيني .. انا مدينه لكِ بالكثير
بيني بنبرة اشتياق : لا تقولي ذلك .. لكن عديني انكِ ستقومين بزيارتنا
فنر : اعدكِ .. سأحاول أن افي بهذا الوعد




أغلقتـه لتدير ظهرهـا لـ مـن كانـت اعصابهـا تتلـف من تقلبـات ملامـح فنـر فقط
ألصق جسدها لتقول بخوف وجديه : شصار ؟ قوليلي كل شي
فنر رفعت اقدامها عن الأرض لتحتضنهم وهي تقول بحزن : سندس مو بالقصر
فوز بصدمة تراقب من تجلس بهذا القرب منها : انتي شتقولين ؟ مو تقولين ممنوع تطلعون من القصر ؟؟
فنر : ممنوع .. لكن هالمره صار شي غريب .. اخذوا سندس غصب
هزت جسدها بقوه وهي تقول بغضب : فنر قوولي شصار لا تلعبين باعصابي
فنر ودموعها تسقط : تقول سندس اخذوها حتى تعالج وحدة مخطوفة عند المنظمة .. عالجتها بس ماتت البنت .. والحين سندس وهاللي اسمه صقر واثنين من اللي يثق فيهم ماردوا للقصر .. ولا يدرون عن حالهم
فوز بخوف : يعني شنو ؟ سندس ماتت ؟
فنر بصرخه : فال الله ولا فالج .. تقولج ما وصلت لهم اخبار عنهم لي الحين .. بس ان شاءالله بخير .. انا اعرف سياسه صقر .. الحذر ثم الحذر مثل ما يقول ضاري
فوز بغضب : وانا شكو بهالضاري وهالصقر .. انا ابي اعرف سندس وينها ؟ شصار عليها ؟
فنر بدموعها تراقب فوز الغاضبة : فوز كنت اساله عن سندس ويقولي بخير .. اهو وعدني انه ما يجذب علي .. ليش يسوي جذي ليششش ؟؟؟
فوز وقفت لتدور حول الصالة بسرعه هائلة ، وعقلها تعصف به عاصفة لا يمكن قياس سرعتها
وقفت امام فنر لتقول بحده وتجاهلت الحزن الظاهر ع عينيها
فوز : اسمعيني عدل .. بتردين تكلمين زوجج عادي ولا توضحين له عن اللي عرفناه
فنر وقفت : بس شلوون ؟ شلون تبيني اسكت ؟؟
فوز مسكت كفوفها لترص عليهم بقوة : بتسكتين يا فنر .. لانج لو تكلمتي بتفضحين اللي مخططه له
حررت كف واحد من بين كفوفها لتمسح دموعها وهي تقول : وشنو خطتج ؟
فوز بعينيها الحادة : المدير .. بنفسه بيدق ع اللي أخذوا سندس وبيقولون لي كل شي
فنر باستغراب : شلووون ؟
فوز : انا اعلمج شلون بعدين .. بعد جم يوم بطلع من الأربعين وبرد بيتي .. بس تستقر حالتي هناك .. ادق عليج وابلغج بموعد روحتنا للمدير
فنر بتردد : والله بديت أخاف من خطتج .. بتقولين لـ ليال ؟
فوز بحدة : طبعاً لاااا .. ليال بتعترض هذا اولاً .. وثاني شي لاهيه الحين ببيتها بعد ما طاح الحطب بينها وبين شريكتها
فنر : مادري انا خايفه
فوز بجديه : الخوف مراح يساعدنا .. وانتي وعدتيني تساعديني بأي شي يخص سندس
فنر بصوت أوضح : وانا عند وعدي .. وبسوي اللي تقوليلي عليه






هـل يعقـل أن يتغيـر مـزاج شخـص مـا .. بعـد بضـع ساعـات فقـط
أوصلهـا لـ منزلهـا .. والهـدوء يحيـط بنـا .. لـم تخـرج منهـا ولا كلمـة
كـان طريق العـودة عكـس طريـق الذهـاب .. اختفـت ابتسامتهـا الخجولـة ولمساتهـا الرقيقـة !
أوقـف سيارتـه أمـام المقـر .. والساعـة تقترب مـن الحـاديـة عشر مساءاً
ترجـل من السيـارة .. متوجـه لساحـة التدريـب ع الرمايـة
يفكـر بأخيـه .. والقلق يحيطـه من كل الجهـات .. والآن يفكـر بزوجتـه وتقلبـات مزاجهـا
ارتـدى واقي الرصاص فوق "تيشيرته" الأسود بنص كـم
ارتـدى نظارة الحمايـة الشفافـة .. وامسك السماعات بيـده
كـان المكـان فـارغ .. إلا من شخص واحـد يتدرب
جسـده الطويـل .. وشعـره الأسـود والسماعات من فوقه .. وملابسه الرياضيـة بلونهـا الأسـود أيضـاً !
اقترب لـ يقف ع جانبـه الأيمـن .. ارتدى السماعات لـ يبـدأ بالرمايـة
وكـأن كـل رصاصـة تخرج .. تنزع عنـه جزء مما يفكـر بـه عقلـه ويخفف ألم قلبـه
شعـر بـ مراقبـة الشخص الذي ع يسـاره .. دار برأسه فقـط لـ يستغرب من ابتسامة الرجل بنظارتـه السوداء



ضاري بهدوء : شكلي خربت عليك تدريبك
ابتسم ليقول : شكلك ما عرفتي يا حضرة النقيب
ضاري باستغراب : لا والله .. انا قليل ما اتواجد بمقرنا اهني
مد كفه وهو يقول بابتسامة : يمكن لاني مو لابس اللثمة اليوم
ضاري اتسعت عينيه ليقول : انت الملثم ؟
سعود ابتسم وكفه بكف ضاري : ااي .. اليوم غطينا العيون بس
ضاري : الحين تذكرت صوتك .. جان كملتها وفصخت النظارة
سعود حرر كفه ليرجع للخلف للجلوس ع الكراسي : إلا هالشي
ضاري جلس بقربه ليقول : شعندك بالليل تتدرب ؟ وشلون تتدرب وانت مجرد شريك ؟
سعود : طلبت من اللواء منصور هالشي .. ابي اتعلم ع الرماية .. وبديت من فترة طويله مو تو
ضاري باستغراب : انت تعرف اللواء منصور من زمان ؟
سعود : امممممم تقدر تقول من 5 سنين يمكن او اكثر .. اهو اللي فتح عيوني ع أشياء واجد
ضاري : والله موضوعك غريب .. لكن كل انسان وعنده اسراره الخاصه وانا احترم هالشي
سعود : اسراري يا ضاري .. اقدر اناديك ضاري ؟
ابتسم ضاري بابتسامته الحنونه : اكيد .. ترى مااحب الرسميات
سعود : اقولك اسراري بيجي يوم والكل بيعرفها .. مو بس انتوا .. لا الكويت كلها
ضاري باستغراب : غريب امرك .. والأغرب قطيت اللثمة إلا عيونك مخبيها عنا
سعود ركز بنظراته ع عيون ضاري ليقول : سمعت ان امك اسبانية .. علشان جذي اختاروك انت والرائد صقر لمقر اسبانيا
ضاري : تقدر تقول هذا سبب من الأسباب .. بس انا اللي لحقت صقر اخوي ولا اهو كان رافض اني انضم له
سعود : ليش ؟
ضاري بابتسامه : خايف علي .. وخايف يصير فيه شي او فيني شي .. منو بيبقى لابوي وامي وخواتي الوحيدات
سعود وصورتها تظهر امامه : وشلون اقتنع ؟
ضاري : ما اقتنع .. سويت كل شي من وراه .. واستغليت اني اخوه حتى يوافق ع انضمامي اللواء منصور
ابتسم سعود : ووافق بالنهاية
ضاري بضحكة : أي .. ورحت لاسبانيا وصدمت صقر .. لكن بالنهاية تقبل الموضوع .. واعترف اني خففت عليه غربته
سعود : الله يخليكم لبعض .. ممكن اسئلك سؤال شخصي ؟
ضاري بمودة : اكيد اسال
سعود يشير بسبابته لعينيّ ضاري : عيونك .. شلون تعايشت مع لونهم بمجتمعنا ؟
ضاري يمسح ع جفونه ليقول بابتسامة : لانهم فاتحات .. اكيد كانت مرحله الطفولة صعبه .. خاصة بالمدرسة والصبيان يشوفونه شي غريب وغير مألوف .. لكن تعودت بعدين .. وتقدر تقول التجاهل والبرود ساعدوني
سعود : بس اشوف انك واثق .. ما تحس انك مختلف عنهم ؟
ضاري وشعر ان سؤاله يرتبط به لكن اكمل ولم يسأل : لا بشنو مختلف ؟ لان عيوني غير عن لون العيون الدارجه بديرتنا .. لو اخذت الموضوع بحساسية اكيد بتعب .. بس لاني اشوفه شي عادي تعايشت معاه اسرع .. وكلنا بالبيت عيونا بهاللون إلا صقر اخوي مثل لون عيون ابوي
سعود ابتسم ويتذكر عينينها : صقر اخوك الوحيد ؟
ضاري : أي واكبر مني .. وتحتي خواتي توأم .. تدري جم فرق العمر بيني وبينهم ؟
سعود ابتسم : كم ؟
ضاري : 14 سنه .. امي يوم شافتنا كبرنا فكرت تحمل مره ثانيه ههههههههههههه
سعود ضحك لضحكته : يبون طفل جديد اكيد
ضاري : لا حبيبي يبون بنات .. خاصة ابوي كان متشفق ع البنات
سعود : الله يخليكم لبعض
ضاري : امين يارب .. ويخليلك كل غالي
سعود يراقب لوحة رمايته بتصويبات موفقة ، ليهمس بحزن مخفي : آميـن
ضاري بمودة : مع اني مااعرف اسمك .. بس ها ضروري تحضر عرسي .. من الحين احسب حسابك
سعود بابتسامه : ماشاءالله .. الف مبروك والله يتمم عليك يارب
ضاري : الله يبارك فيك .. العرس قبل الدوامات باسبوع .. مو تقول مشغول
سعود : ان شاءالله .. بحاول أكون من المعازيم





.
.
.



اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 29-04-21, 04:27 AM   #178

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.





بـعـد يـومـيـن مـن عـودتـهـم مـن الـشـالـيـه
واليـوم صباحـاً عـاد للمنـزل .. بعـد قضاءه يوميـن في البـر برفقـة "الذيبـه"
غـادر غرفتـه .. وصوت امـه وخواتـه يصـل له من الطابـق الأرضـي
نـزل عتبـات السلـم .. لـ يتتبـع أصواتهـم .. حتـى وصـل للصالـة الداخليـة
امـه .. اختـه الكبـرى .. واختـه الصغـرى
رفـع صوتـه وهـو يقـول



ذياب : السلام عليكم .. يا الله حيهم خواتي
وقفن للسلام واصواتهم تقول : وعليكم السـلام
اقترب للسلام ع الكبيرة : بشريني عن اخباركم يام مبارك ؟
ام مبارك تجلس بعد سلامها : والله بخير .. انت شخبارك وشلون حلالك ؟
سلم ع الصغرى ليجلس ع يمين والدته وخواته امامه : والله الحمدلله .. ها اختي الصغيرة شكلج ما صدقتي ردينا للبيت جيتي وجبتي قشج معاج
هيام : أي اكييد من امس وانا عندكم أصلا .. 5 أيام قاعده بشقتي والله بغيت امووت
ام عيد : لا إله إلا الله .. فترة وتعدي وانا امج
ام مبارك بابتسامة : ليه ماسيرتي علينا ؟ عاد عيالي ناطرينج والله
هيام بصوت غاضب : وانا قلت لا .. لكن الاخو رفض قال تروحين تنامين ورجل اختج معاهم .. ما يصير
ذياب يرتشف من فنجان القهوة : واهو صاج .. انتي ع بالج لي الحين صغيرة .. تنطحين ابومبارك وتسلمين عليه مثل قبل
هيام بحده : ادري اني كبيرة .. بس قلت له بسير وارد مراح انام وهم ما رضى
ذياب بابتسامته الخبيثة : المهم ماعلينا .. ها جم يوم بتنامين علشان نحسب حساب الماجلة(المؤونة)
هيام تقف لتضع كفوفها ع خصرها : لا والله شايفني ناقه من نياقك اكل الأخضر واليابس
ذياب : لا حشى .. نياقي ارقى منج
هيام بصوت مخنوق : يمـــه شوفي ولدج
ام عيد : يا مره اقعدي ياراسي .. من تجين تنامين عندنا وهذا حالج .. صراخ ونجره
هيام جلست لتقوم ودموعها توشك ع السقوط : أي ع حياة ابوي محد يتجرأ ويطردني من البيت .. والحين وهذا امي لي الحين عايشه وتسوون فيني جذي .. باجر بتطردونا انا واختي من البيت
ذياب بصدمه : لا والله هذي المهبوله .. منو طردج الحين ؟
هيام : لا قول الصج .. لو الموضوع بايد مرت اخوك النسره والله بعد عين امي لتطردني وتطردك انت ومرتك وتاخذ البيت لها
ام مبارك تقف لتسكب المزيد من القهوة لاخيها : ما عليه يااخوي لا تشرهه عليها .. الحمال عامل عمايله معاها
هيام : لااا .. انكروا ان اللي اسمها هبه ماتسويها ؟؟؟
ام عيد : يمه بس عاد .. هبه وراها اللي اقوى مني ومنج ومن اخوانج .. وراها ربنا القادر ع كل شي
ذياب : ونعم بالله
هيام تناظر اخيها بتركيز : صج ذياب تكفى يااخوي .. لا تزوجت لاتجيب لنا هبه ثانيه
ذياب انصدم من طلبها ليضحك بصوت عالي : هههههههههههههههههههههههه والله ان هالحمل خطر عليج وانا اخووج
ام مبارك : هيام علامج ؟ قعدتي جم يوم بدون لاتشوفينا وزر عقلج !!!
هيام : ليه قلت شي غلط ؟ لا يكون تبون هبه نسخه ثانيه ؟؟
ام عيد : لاحول ولا قوه إلا بالله .. بدال لاتدعين لاخوج بالمره الصالحه
هيام : والله اني ادعيله .. بس ماطلعت جدامي البنت
ذياب : ههههههههههههههه .. الحين اسمعي رايي انا بالاول إذا ابي العرس ولالا !
تحدثت والدته بجديه وهي تقول : يمه ذياب .. متى تفرح قلبي واشوفك لابس البشت الأسود ؟
اختفت ضحكته تدريجياً ونبرة الجدية بصوت والدته تصل إليه ، لتقول اخته الكبرى
ام مبارك : أي والله ودنا نفرح فيك ونشوف عيالك
هيام تقبل كفها الأيمن : الحمدلله وأخيرا وقفتوا بصفي .. من متى وانا اقولكم لازم نحن ع ذياب علشان يتزوج
ذياب بهدوء : تو الناس يا الغاليه ع العرس
ام عيد بجديه : وين تو الناس يمه ؟ بيصير عمرك ثلاثين ولا راضي تتزوج .. ع الأقل خطبه وملجه والعرس نحدده بعدين
ذياب بابتسامه : والله يمه ماتكلمتي بالموضوع إلا حاطه ببالج العروس وخالصه
ام مبارك تذكرت كلام والدتها السابق لتقول : يمه لا يكوون قصدج بنت ام نوره ؟
دار رأسه للاسم ليراقب بهدوء الحوار ، ام عيد : أي بنت ام نوره الصغيره .. جمال واخلاق وكافي ان أمها وضحه .. بنت عمكم وانتوا ادرى بتربيتها
ام مبارك تتحدث لاخيها : عرفتها ؟ امي تقصد بنت ام نورة اللي شفناها بالشاليه .. اكيد مرت عليك
ام عيد : دام شايفها بالشاليه .. فكر وعطني الأكيد نروح نخطبها رسمي
هيام بصدمه : لحظه انتوا تقصدون غلا صح ؟؟
دار برأسه لاخته الصغرى ولا زال ملتزم الصمت ، لتكمل حديثها : عاد ما لقيتوا إلا اهي .. حححيل دلوووعه
ام عيد : وشفيها لا صارت دلوعه ببيت ابوها .. باجر تعرس وتتغير بحياتها الجديده
ام مبارك : ها يااخوي شقلت ؟
ذياب وضع الفنجان ع الطاوله ليقول بصوت هادئ وظهر مستقيم : الحين انتوا شايفين اسمها شنو وانا اسمي شنو ؟
ام مبارك باستغراب : وشفيه اسمها واسمك ؟
ذياب : هذا اول اختلاف .. شجاب غلا لذياب .. ما يركككب كلش
هيام بضحكه : أي والله هههههههههههههههه
ام عيد بغضب : وجع ان شاءالله الحين قمتي تضحكين ومن اليوم منفسه
هيام تعض ع شفتها السفليه لتقول : زين اسفه بسكت .. بس والله صح كلام اخوي غلا وذياب هههههههههههه
ام عيد : هياموووو
وضعت كفوفها ع فمها ، ليقول اخيها : يمه والله من صجي .. ماعجبني اسمها
ام عيد بصدمه وعينيها تبرز من خلف البرقع : انت انهبلت ولا شنو ؟ تعارض ع البنت علشان اسمها ؟
ام مبارك : ذياب .. ترى كله اسم .. وانت عارف ابوها وامها وعارف تربيتهم .. فكر وانا اختك لا تستعجل
ام عيد : الله يخلي لي منطوقج يا ام مبارك .. مو هالهبله اللي تكركر
ابتسم لاخته الكاتمة لضحكتها ليقول : مع اني مااحس اني ابي العرس .. بس بفكر علشانكم
ام مبارك بابتسامة حنونه : فكر حبيبي .. واي شي بتساله عن البنت انا موجودة
هيام بلقافه : ماله داعي يسال .. غلا تدرس بالجامعة دلوعه وشايفه نفسها حبتين
ام عيد بغضب : هيااااااام .. قولي خير ولا انطمي
هيام وقفت لتقترب من اخيها وهي تقول : صج والله اخوي .. يعني انت شفتها بالشاليه .. تكفى ما يبين عليها الدلع ؟
ذياب ويتذكر مواقفه معها ليقول بهدوء : شايفتني امشي واراقب البنات .. انقلعي عني لا اهفج بالفنجان
عادت بغضب لتجلس وتشرب من كأس الماء : اللي يقول الصج يهاوشونه .. واللي يلعن خيرهم مايقولون له شي



..: شفيه الحلو زعلان ؟؟



الجميـع دار برأسـه للصوت القادم من البـاب بنبـرة هادئـة ومتزنـة
رفعـت حاجبهـا باستغراب ، من متى هـذا الأدب والهدوء ، لتقول لزوجة اخيها
هيام : هلا هبه شلونج ؟
هبه تبتسم بهدوء بعباءتها ونقابها المثبت ع ذقنها وعطرها المركز ، اقتربت للسلام ع هيام الأقرب للباب : بخير حبيبتي اخبارج انتي ؟
هيام : الحمدلله
هبه تقترب من خالتها بعد سلامها ع ام مبارك : هلا خاله تو مانور البيت .. متى رديتوا من الشاليه ؟
ام عيد بصوتها الهادئ : والله وانا خالتج صارلنا يومين ولا شفت زولج
ابتسمت بخجل لتجلس قرب الفتيات وعينيها تراقب ذياب : والله انشغلت يا خاله تعرفين عطله وسهر ونوم معتفس مع هالعيال
أكملت حديثها وعينيها تقع ع ذياب بنظراته للفنجان الذي بين يديه : شلونك ياابو علي ؟ يقولون رايح معاهم الشاليه ؟
ذياب يتحدث وعينيه لم يرفعها : بخير ياام جاسم .. أي والله رحنا لخاطر ابومبارك
هبه بلقافه تتحدث لام مبارك : سمعت طاري خطبه ؟ لمنوو بتخطبين ؟ لا يكون لمبارك ؟
ام مبارك بصدمه : بسم الله ع وليدي توه صغير .. متى سمعتينا وانتي توج تدخلين ؟
هبه بلامبالاة : سمعتكم وانا عند الدرج .. كنت اكلم التلفون
هيام : ماشاءالله عليج اذن بالتلفون واذن عندنا .. حشى رادار مو اذون
هبه : قولي لا اله إلا الله .. والله توني قبل جم يوم حايشني عوار مو طبيعي بأذوني
هيام : اكيد .. من كثر ما تسولفين بهالتلفوون
هبه : انا بفهم ماعندج زوج وبيت ؟ كل يوم عندنا ولا مره شفتج أسبوع كامل بشقتج ؟
هيام بغضب : وانتي شكو الحين ؟ بيت اهلي ولا بيتج ؟؟
هبه تتجاهلها لتقول لام مبارك : المهم يا وسميه .. بتخطبون لمنو ؟؟
ام مبارك بهدوء ولا تحب مناقشة زوجه اخيها : ما من خطبه يا ام جاسم سمعتي غلط
هبه تشير لاذنها من فوق الحجاب : لا والله اذني ما تجذب .. بس قولي ماتبون تقولون لمنو
هيام بخبث : توج تقولين حايشج عوار مو طبيعي .. الحين اذونج ما تجذب(تكذب) ؟ ما عرفنا لج يا مرت اخووي
ذياب وقف ليقول وهو مغادر بعد سوالفهم "التافهة" : يمه انا طالع .. تامرين ع شي ؟
ام عيد تناظر ابنها الواقف بقربها : وين يمه ؟ بتروح للبر ؟
ذياب : لا فديتج بروح للربع وبرد بليل ان شاءالله
ام عيد : درب السلامه حبيبي
وقفـت لتناظـر هيـام بطرف عينهـا ، لتقول وهي تغادر
هبه : أي خاله تامرين ع شي ؟ انا بروح لاهلي شوي وراده
ام عيد بهدوء : سلامتج يمه
خرجت وهي تسير بدلع ورأسها مرفوع ، لتقول هيام ما ان تركت المكان
هيام بقرف : قطططع والله .. اكرهها هالادمية .. تقول اذني تعورني جذااابه ؟؟ تسمع اللي تحت الأرض هذي
ام عيد : زين سويتي يمه ما قلتي لها .. هذي لا عرفت عن خطبة اخوج بتتفركش الخطبه بكبرها من عيونها
ام مبارك : اكيد يمه مراح اقولها .. خابرتها هالهبه .. ما تعطي خير
هيام وقفت ع باب الصالة لتصرخ ع الخادمة وهي تأمرها بعمل عصير ليمون بالنعناع
ام عيد : بسج ليمون يمه .. باجر تتشكين من عوار معدتج
هيام تمسح ع صدرها : احس نار اهني يمه .. هالهبه هذي مادري شلون متحملها اخوووي
ام عيد : انتوا احقروها ولا تطبون بلسانها
ام مبارك : المهم يمه .. تهقين يوافق ذياب
ام عيد بثقه : بيوافق غصبٍ عنه .. ماني ساكته له هالمره .. العمر يمر والدنيا ماندري شنو بتخبي لنا
ام مبارك : الله يكتب اللي فيه الخير .. غلا خوش بنت وكافي ان أمها وضحه
هيام تحرك كفها يميناً ويساراً : بصراحه مادري شنو شايفين بغلا اللي صرتوا تتمنونها لذياب
ام عيد : كل خير .. شايفين كل خير
ام مبارك : قولي ياارب يايمه .. ربي يكتب غلا من نصيب ذياب
ام عيد ترفع كفوفها للخالق : يـــــارب .. يـــا كريــــم





.
.
.





خرجـت من المطبـخ بعـد العشـاء المقـام ع شرف زوجـة أخيهـا
أمامهـا الخادمـة بصينيـة الشـاي .. وبيدهـا صحن الرقـي(البطيخ الأحمر) لابنهـا
دخلـت للصالـة الداخليـة لامهـا وزوجـات أخويهـا .. وأبيهـا
ابتسمـت وهي تقبل رأسـه وتقـول



ليال : متى جيت يبه ؟
ابوعبدالله : توني ادخل يايبه
تمد له الصحن : تبي من هالرقي ؟
ابوعبدالله : لا والله عطينا من الجاي
وقفت هناء لتقول : ابشر يا عمي



راقبـت الجميـع .. مـن غابـت عنهـم 40 يومـاً
زوجـة عبدالله .. هنـاء .. لـم تتغيـر
خالتـي .. أصبـحت أكثـر راحـة وملامحهـا عـادت لطبيعتهـا قبـل اختفـاء سندس !
ليـال .. أصحبـت أكثـر إشراقـاً وجمالاً .. هـل استقـرار حياتهـا مـع "مهـا" جعلهـا بهذه الحالـة !
وأخيـراً .. عمـي .. ملامحـه تدعـو للراحـة والطمأنينـة .. هـل يعقـل أنـه نسـى أمـر "سندس" ؟
وقفـت متجهه لـه وبين يديهـا طفلتهـا .. السميـة
جلسـت ع يمينـه لـ يضـع السكانـه ع الطاولـة ويقـول



ابوعبدالله بابتسامة : عطيني يبه سميه الغاليه
مدت له طفلتها لتقول بصوت هادئ : تفضل .. بس نايمه عمي تكفى لا تقعدها
ابوعبدالله : نبي نشوف هالعوينات(العيون) الحلوه
سمعت ليال تنادي ابنها لتقول : ليال بعد يوسف يحب الرقي تكفين شوفيه
خرجت ليال وهي تقول : بروح ادوره مادري وينه هالبراك .. هذا وانا قايله له انطرني بقص لك من الرقي واجي
ابتسمت لتراقب خالتها وهناء المنشغلات بالحديث ، لتقول لعمها بهمس وعينيها تراقب ابنتها
فوز : عمي .. قالت لك ليال عن صديقه سندس اللي عطتنا اخبارها
يبتسم للصغيره ويقبلها وهو يقول : أي قالت لي يبه
فوز بنبرة استغراب : وليش ما دقيت علي تسألني او تطلب تكلمها ؟ توقعت ردت فعلك غير
رفع عينه لها ليقول : ليش في شي ثاني ماتدري عنه ليال ؟
فوز التزمت الصمت لثواني قليله لتقول : لا ما في شي ..
ابوعبدالله : عندج شي ودج تقولينه يبه فوز ؟
فوز بجديه : انت اللي عندك شي بتقوله ياعمي ؟
ابتسم بهدوء : لا ماعندي .. شنو بقول يعني
فوز : عمي .. حالتك اول ماولدت وصدمتك لما عرفنا عن اختطاف سندس .. والحين وضعك اللي يختلف 180 درجة .. بشنو اقدر افسره ؟
ابوعبدالله يمسح ع كفها الذي فوق فخذها : ولا شي يايبه .. الحمدلله قلبي مرتاح .. وحاس ان بنتي بخير
فوز بصوت حاد قليلاً : يبه محسن .. مو علي هالكلام .. ترى اعرفك مثل ما سندس تعرفك
ابوعبدالله بضحكه : داري والله .. انتي وسندس توأم مو صديقات بس
فوز : لا تضيع السالفه .. انت تعرف شي
ابوعبدالله وقف وهو يمد لها طفلتها : اعرف شنو ؟ ومن وين بعرف يعني .. انا بدخل غرفتي اريح شوي
وقفت معه لتقول بهدوء : مع ان احساسي يقول ان فيك شي .. بس ماعليه روح ارتاح الحين




عـادت ليـال للدخـول لتناظـر باستغراب فوز التي بقيـت لوحدهـا
اقتربت لتجلس مكـان ابيهـا وهي تقـول



ليال : شفيج ما صعدتي لشقتج ؟
رفعت رأسها ولم تلاحظ اختفاء خالتها التي غادرت خلف زوجها وهناء التي غادرت لاطفالها
فوز : ليال ماتحسين عمي فيه شي ؟
ليال باستغراب : ابوي ؟ لا والله ما لاحظت شي .. شي مثل شنو انزين ؟
فوز : مادري .. احس يعرف شي عن سندس
ليال : ووي من صجج فوز .. ابوي لو يعرف بيقول لنا او لاخواني ع الأقل
فوز : خلينا من هالموضوع الحين .. انتي شلونج ؟ احسج متغيره بعد مارديتوا من الشاليه
ابتسمت ليال لتقول : تدرين فوز .. لو ربي يأخذ روحي الحين انا راضيه .. الحمدلله متقبله كل شي بحياتي وراضيه فيه .. بس ناقصني شوفة اختي سندس
فوز : اسم الله عليج .. ليش تفاولين ع نفسج
ليال : مرتاحه يا فوز .. احس طول الأشهر اللي طافت .. من ردينا من البر .. وانا حياتي متقلبه موثابته .. احس اني داخل إعصار يدور ويدور ولا راضي يوقف .. وبعدها لما عرفت بموضوع سندس .. حسيت الاعصار يحفر فيني الأرض وصرت مااشوف السما ولا الشمس
فوز : بسم الله عليج .. شهالوصف ليال تعوذي من ابليس .. حياتج شزينها مافيها شي
ليال ابتسمت بهدوء : عساج ما تجربين ولا تذوقين خيانة الحبيب لج .. يمكن الحين تقبلت مها لشخصها فقط .. وادعي ربي مع الأيام اتقبلها كشخص يشاركني بعزيز
فوز تمسح ع كتفها : الحمدلله .. اللي خلاج تتقبلينها وتفتحين قلبج لها .. بيخليج تتقبلينها بينج وبين عزيز
ليال : ان شاءالله .. ادعي ان ربي يثبتني ولا اسوي شي اندم عليه
ابتسمت : مراح تندمين ان شاءالله .. انتي ليال عيون عزيز .. ياكثر ما تمنينا انا وسندس رجال يحبنا كثر ما يحبج عزيز
ضحكت بقوة : والله شكلج انتي وسندس اللي حاسديني ع عزيز وراح تزوج علي
فوز بضحكة : لا والله .. وشفيه حسن حبيبي مافي منه اثنين أصلا
ليال : الله يخليه لج .. وسندس الله يرزقها وترد لنا بالسلامة
فوز وتفكيرها يردد " سندس مو بالقصر يا ليال .. سندس اختفت " .. لتكتـم حديث قلبها وتجيب فقط بـ
فوز : آمين يارب





.
.
.




قـرطـبـة
بـعـد مـنـتـصـف الـلـيـل





المكـان تعُجـه الفوضـى .. والمسؤوليـة وضعـت ع عاتقـه الآن
وسـ تصبـح أثقـل فـ أثقـل هذه المسؤوليـة .. فـ السيـد لا ينوي العـودة قريبـاً للقصـر
للتـو اخبرنـي .. انهم خرجـوا مـن مدريـد اليـوم متوجهيـن لـ برشلونـة
ألقـى ما بيـده مـن أوراق .. وقف للخـروج من مكتب سيـده لـ يغـط بالنـوم
نـزل عتبـات السلـم لـ يصـل إلى مكتب الاستقبـال المقابـل لباب المستشفى الرئيسـي
كانـت "نينـا" تعمـل خلـف المكتب .. وإضاءة قسـم الطوارئ مغلقـة بعـد ذهاب الدكتـورة
ألقـى عليهـا التحيـة لـ يتوجه للبـاب الرئيسـي .. يريـد أن يسير قليلاً بالحديقـة قبـل ذهابـه للمنـزل





بـالـخـارج .. عنـد محطـة الباصـات الأقـرب للقصـر
والتي تبعـد عن مدخل القصـر الرئيسـي مسافـة 10-15 دقيقـة سيراً ع الأقـدام
سيـارتـه بالمقدمـة .. وخلفـه سيارات رجالـه
ابتسـم ورجل من رجالـه يفتـح له البـاب الخلفـي .. ليخرج بجسده لخارج السيارة
وهـو يقـول لرجالـه المنتظريـن أمـر تنفيـذ العمليـة
تحـدث بصـوت جهـوري وغاضب




دييغو : تعلمون ان هذه فرصتنا الوحيدة لنعود لقوتنا السابقة .. لمكانتنا العاليه .. كانوا يعتقدون ان دييغو سينتهي ما ان نقوم بسجنه .. هاها بالتأكيد هم اغبياء .. ألا يعلمون فائدة العمل طوال هذه السنين والانحناءات التي أقوم بها .. كنت أقبل الأقدام والكفوف .. واخدم المحتاج .. لماذا ؟ .. لانني اعلم انني بيوم ما سأحتاجهم
سار بين رجاله ، وهو يمسح ع اكتافهم : والآن .. انتم النخبة .. انتم من ستكونون رجال دييغو الرئيس القادم .. بمساعدتكم يا من كنتوا أوفياء لي طوال هذه السنوات .. أعدكم ان تعيشوا حياة الرفاهية والغنى .. هل انتم معي ؟
قالوا بصوت واحد : معك سيدي
دييغو : جيد .. إذن ستقومون بتنفيذ مهمتنا لليوم .. اخراج رجالنا من الحبس .. وتذكروا جيداً .. خروجكم وخروج رجالنا سالمين هو الهدف الأول .. لا تركزوا ع القتل فقط .. هيا انطلقووووووووووا




عـاد للجلـوس بسيـارتـه .. وسائقـه خلـف مقـود القيـادة
يتأمـل ظهـور رجـاله الذيـن انطلقـوا للقتـال وتوجهـوا لمدخـل القصـر
ابتسم بخبث وهو يقـول
" يقول لي ان اذهب خلف آباهـم ؟ .. يا لا غبائهم .. ألا يعلمون انني العقل المدبر لموت آباهم
هههههههههههههههه .. سترون ماذا سيفعل دييغو !! .. انتظر عودتي أيها الطفل كارلــوس "





صـوت خطوات متناسقـة في وقعتهـا
دار حول نفسـه باستغراب .. مـن أين تأتـي صوت هذه الأقـدام ؟
وقف وهو قريـب مـن المستودع .. يراقب الباب الرئيسـي
وصوت يخرج من الجهـاز اللاسلكي بجيب بنطالـه الخلفـي
اخرجـه وهو يقول




لوكا : ما الذي يحدث ؟
ليجيبه صوت يصرخ بقلق وفزع : سينيور انهم مجموعة من الرجال المسلحين قادمين لبوابه القصر
لوكا بصدمة : مــاذا ؟ اخبر جميع الرجال بالاستعداد




اسـرع بخطواتـه لمنزلـه .. دفـع الباب بقوة وهو يصرخ باسمهـا
لوكا : غابــــي .. غابرييـــــلا
خرجت فزعه من غرفة نومها وهي ترتدي الروب الحرير فوق بيجامتها : ما الأمر عزيزي !
وضع كفوفه ع كتفيها ليصرخ بفزع : ايقظي الأطفال واختبئوا في المخبأ .. هل فهمتي ؟ هيـــــا
غابي برعب : م مــا الامر لوكا ؟؟ ارجوك اخبرني !!
لوكا يدفعها لتتحرك : لا يوجد وقت .. ارجوكِ افعلي ما اخبرتكِ به




عـاد للخروج بعد اخذه لسلاحـه .. والتأكـد من دخول زوجته واطفاله الخائفيـن للمخبأ السري تحت الأرض
رفع اللاسلكـي ليصرخ بأوامـره ع الرجــال
" تجبنوا القتال المباشر معهم .. فهجومهم له سبب واحد .. يريدون السجناء الذين بالمستودع
احرصوا ع حماية الجميع ومنهم المرضى .. سنقاتل عندما يقومون بقتالنا
واستمـروا بمراقبـة السور من الخارج .. ربما سيأتي المزيد منهم "
اقترب من المستودع .. وإذا بهـم يدخلـون للداخـل
وقـف بالخـارج .. وصوت طلقـات الرصـاص تصـل لمسامعـه
كـان يستعـد للإطلاق عليهـم ما ان يخرجوا بأحد رجالـه
اشـار بأصابعـه للرجـال المختبئين خلفـه .. استعداداً للإطلاق معـه
بعـد دقائـق .. خرجـوا والسجنـاء الخمسـة برفقتهـم
خرجـوا سريعـاً .. متجاهليـن القصـر ومن بداخلـه !!
وقف لوكـا بسرعـه .. ليصرخ ع أحد رجالـه



لوكا : اتبعهم بهدوووء .. اريد ان اعرف من قام بإرسالهم




ذلـكَ ما يجب أن يحدث .. ليس الهجـوم دائمـاً الوسيلـة المناسبـة
كمـا يقـول السيـد " الحـذر أولاً يا لوكـا .. ومـن ثم الهجـوم "
طبقـت ما تعلمتـه منكَ سيـدي .. والآن القصـر ومن بداخلـه بأمـان
إلا الرجـال عنـد مدخـل القصـر .. تعرضـوا لبعض الإصابات ويحتاجـون للذهاب للمستشفـى





فتـح نافـذة سيارتـه .. ورجـاله يركضـون بسرعـه نحـوه وبرفقتهـم رجاله الأوفيـاء
ابتسم بسعـادة وهو يرى أول خطـوة من خطتـه كُتب لها النجــاح
ركـب بجانب سيـده بثيابـه الرثـّة .. لـ تنطلـق السيـارات بالمغـادرة
قبـل كف سيده ليقول بصوت متعب



دانيال : لا اصدق انني أراك الآن سينيور .. لماذا تأخرت بإخراجنا ؟
طبطب ع كتفه ليقول بابتسامة : حدثت بعض الأمور الغير متوقعه .. لقد احسنتُ بالصمود طوال هذه الفترة .. هل حصلوا ع شي ؟
دانيال يحرك رأسه بـ لا : بالتأكيد لن يحصلوا منا ع أي شي .. لقد احتفظنا بكل شي ولم نخضع لتعذيبهم
احتضن كفه بين كفوفه ، ليقول بسعادة : ذلك ما اريده من رجالي .. الوفـاء والشجاعـة
دانيال ابتسم بسعادة لهذا المدح : إذا اخبرني سينيور .. ماذا سنفعل لاحقاً ؟ وإلى أين سنذهب ؟
حرر كفه ليراقب الطريق من النافذة : سنذهب لمقرنا السري .. سنختفي عن الأنظار لبضع أيام .. لنخطط ونستعد لخطوتنا التالية
دانيال بحماس : خطوتنا التالية ؟ من سيكون الهدف ؟
ابتسم بخبث ليطلق ضحكة شريرة وهو يقول : كـــارلــــوس .. أريـد اسقاطـه والجلوس في مكانـــه





.
.
.


اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 29-04-21, 04:30 AM   #179

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.




الـيـوم الـتـالـي
بـرشـلـونـة




كـان المكـان مُكتـظ بالسيـاح .. لا اعلـم كيـف استطـاع "اللواء" حجـز غرفنـا !
رأى بيـلا تخرج من غرفتهـم وهي تتحدث مع باتريـك .. ألقيت التحيـة لتقول بيـلا



بيلا : سينيور .. يجب ان اذهب لقريبة لي تعيش هنا .. سأتغيب حتى المساء
صقر : حسناً .. لكن سيرافقكِ باتريك .. لا يجب ان تذهبي لوحدكِ
باتريك : بالتأكيد سأذهب .. سننطلق الآن إذا كنتِ جاهزة
بيلا بابتسامة : نعم جاهزة .. سأخبر الدكتورة فقط
صقر : لا تخبريها انكِ ستغادرين .. اخبريها انكِ بالخارج
استغربت من طلبه ولكنها فعلت بهِ




استنـد ع الحائـط المقابـل لـ بـاب غرفتهـا .. يتنظـر خروجهـا
واخيـراً .. استطـاع النـوم بعمق بعد وصولهم بالأمس لـ برشلونـة
طريـق 6 ساعات .. جلس مع باتريك بالمقدمـة .. وترك الفتاتين بالخلف لوحدهـم
6 ساعات متواصلـة .. لـم يحظى هو وباتريـك بالنـوم
رفـع رأسـه لصوت قفـل البـاب .. خرجت امامـه بـ بساطتهـا ولباسهـا الساتـر
اقتربت منه خطوتين وهي تقول باستغراب وعينيها تتفقـد الممـر الفـارغ



سندس : وين بيلا ؟
صقر ابعد ظهره عن الحائط ليقول : راحت تزور وحده من قريباتها
سندس : ليش ما قالت لي ؟؟ بقعد بروحي يعني ؟
صقر ببرود : بروحج ؟ ماتشوفيني قدامج ؟
سندس أبعدت نظراتها بخجل غريب ، لتقول : وباتريك وينه ؟
صقر : راح معاها
سندس عادت خطوة للخلف لتقول : خلاص انا بقعد بالغرفة
صقر سار امامها متوجه للمصعد : امشي معاي ولا تطولينها .. بنمشي باللوبي بس بـ نستكشف المكان
سارت خلفه بهدوء : نستكشف ؟ شنو بالضبط ؟
صقر ضغط زر المصعد : ماله داعي تعرفين .. اسرار
شدت ع كفها بنرفزة ، لتقول : ترى مو غبية .. قلت ان الهدف اللي تبيه موجود ببرشلونه
دخل للمصعد ليقول بابتسامته الطرفية : اجل لا تسوين نفسج عبيطه
دخلت ليقف امامها حاجب عنها الرؤية لتهمس : سخييييف
رفع هاتفه الذي يرن بعد ان ضغط زر المصعد ، أجاب ع لوكا : ما الامر لوكا ؟
رفعت رأسها بعد ان قال لوكا ، لا ترى ملامحه .. فقط اطراف شعره وكتفيه .. دارت ع يسارها للمرأة العجوز التي تراقبها وتبتسم ومن ثم تراقب صقر
صوت لوكا من خلف السماعة : سينيور .. هل انتم بخير ؟
صقر باستغراب : نعم .. لقد وصلنا بالأمس لبرشلونة .. هل حدث شي ما ؟
لوكا بجديه : لقد اقتحم مجموعة من الرجال المسلحين القصر بالأمس
صقر بصدمة : مــاذا ؟
لوكا : لا يوجد إصابات .. كانوا يعرفون وجهتهم .. دخلوا للمستودع فقط ليأخذوا السجناء وعادوا للهروب
صقر يضغط ع هاتفه بكفه الأيمن : اتقول ان السجناء هربوا ؟؟
لوكا : سي سينيور .. لم استطع ان امنعهم .. لقد اهتممت بسلامة الجميع اولاً
صقر : جيد .. لكن هل استطعت ان تعلم من الذي اخرجهم ؟
لوكا : لا .. أرسلت رجل من رجالنا لاتباعهم .. ولكنه لم يستطع الرؤية جيداً وسط الظلام .. وكانوا داخل السيارة لم يخرجوا منها
صقر يصطك بقوة ع اسنانه ليقول : لقد فعلوها واقتحموا قصري .. هؤلاء ال*** .. سيرون ماذا سيفعل الرائد صقر
اغلق الهاتف بعد موجه الغضب ، لتقول بصوت اعلى : سكنهم مساكنهم .. شفيك بعد ؟
لم يتحرك من مكانه ليقول لها وهي خلفه : اسكتي عني لا اوريج اللي ماودج تشوفينه فيني
شعرت بغضبه يتصاعد لتلتزم الصمت ، ليزدحم المصعد بمجموعة دخلوا للتو من الطابق الرابع
صدمت بالجدار من خلفها ، ليصبح صقر اقرب .. ولا زالت الرؤية غير واضحة
دارت ليسارها لصوت السيدة العجوز بنبرة غضب وهي توجه حديثها لصقر
السيدة : سينيور ارجوا المعذرة
صقر : سي
السيدة بحدة : الا ترى الآنسة خلفك ؟ ألا ترى انها لا تستطيع الرؤية وتفقد رقم الطابق
صقر باستغراب ، دار برأسه لسندس بعينيها التي تراقب السيدة ، ليقول
صقر : م ماذا ؟
السيدة بغضب : لانها امراه ضعيفة ربما لا تعرف لغتنا تفعل بها ذلك .؟ اين اخلاقك يا سيد .. ابتعد عنها .. الا ترى فارق الطول بينكم
صقر بصدمة من الهجوم والبعض فهم الحوار والبعض الآخر لم يفهم الاسبانية
صقر : ماذا تقولين ؟ لا اقصد ذلك
السيدة : لا تقصد ؟ الا يجب ان تدعها تقف امامك وليس خلفك .. أيها الرجل
صقر بنرفزة من هجومها ليقول لسندس التي ضحكت بصوت مكبوت
صقر : عاجبج ها ؟؟ اشوفج تضحكين ؟
سندس رفعت رأسها لتمسح بأناملها دموعها بأطراف عينيها : بصراحه اول مره اشوفك تتهزأ جذي
صقر : لا تضحكيييييين
سندس غطت ع فمها وهي تقول : هههههههههههههه والله مااقدر
السيدة : هل انتِ بخير سينيورا ؟
سندس ابتعدت عن ظهر صقر وبدأ الجميع يخرج : انا بخير .. شكرا لكِ
مسكت كفها لتقول وهي تخرج : لا تدعي أي رجل يتحكم بحياتكِ .. هل فهمتِ ؟
سندس تراقب صقر من خلفها الذي خرج بملامحه التي تحولت للون الأحمر
سندس : حسناً .. سآخذ بنصيحتكِ
رفعت كفها مودعه السيدة لتدير جسدها لصقر الذي قال
صقر : انا ناقص بعد هالعجوز تطلع قدامي
سندس : تعلم شوي .. والله شوي واختنق ماكو هوا
صقر يقترب خطوة لتعود خطوة للخلف : ليش ما عندج رجول ؟ ماتعرفين تتحركين من مكانج يا العيارة ؟
سندس بشهقة تشير لنفسها بسبابتها : انا عيارة ؟؟؟
صقر : أي انتي يا دكتورة
سندس : ماتشوف المصعد زحمة وكل ما وقف عند طابق يطول
صقر : يا العيارة لا تحاولين تبررين .. عاجبج ان محد يشوفج
سندس دارت بظهرها لتسير للامام بخطوات اكبر وصوتها يقول : ع كيفك انت تفهم الموضوع
رفع كفه ليحذرها لكن : سندس ووقفــــي




خرجـت من ممـر المصاعـد لتأخذ المنعطف الأيسـر وإذا بشخص خرج امامها بخطواته السريعة
لتصطدم بقوة بجسده .. وعادت خطوات قليله للخلف حتى شعرت بكف صقر ع كتفها
رفعت رأسها وكفها ع جبينها للرجل الذي قال بانجليزية



..: آسف يا انسة
صقر بغضب وبعربية : مطفوقه
غضبت من كلمته لتقول وهي ترفع رأسها للرجل طويل القامة ، لترسم ابتسامة بسيطة ع شفتيها
سندس : لا بأس .. كان يجب ان انظر امامي
ركز نظراته بملامحها وابتسامتها ، انتبه للتو للحجاب ليقول بتساؤل وبعربية
..: انتي خليجية ؟
ابتسمت سندس وصقر يراقب بتركيز وهدوء : أي وكويتية
ابتسم بفرح : هلا والله ببنت ديرتي .. اعذريني مره ثانية المفروض انتبه
سندس : هلا فيك
مد كفه وهو يقول بابتسامة هادئة : معاج ماجد آل.....
سندس تجاهلت كفه بابتسامة متبادلة وهي تقول : سندس .. الدكتورة سندس آل..
دفعها قليلا ليمد كفه وعينيه تلتقط ما يوجد بكفه اليسرى : معاك الدكتور عبدالله
ماجد وكفه بكف صقر : ماشاءالله دكاترة
رفعت عينيها بصدمة لما يفعله ، قالت باسبانية : ماذا تفعل ؟
صقر وابتسامة ع شفتيه : افعلي ما افعله فقط
صقر : اااي والله .. جايين عندنا مؤتمر ببرشلونة
ماجد : الله يوفقكم .. والله فرحت لما شفتكم اخ عبدالله
صقر : احنا الاسعد .. ويشرفنا نتعرف عليك اكثر .. سياحة ؟
ماجد بابتسامة : لا والله شهر عسل
صقر " حلو وصلنا خير " : الله يوفقك يارب .. يلا نمشي دكتورة سندس
ماجد باستعجال : ووين ؟؟ شرايكم نقعد بقهوة الفندق .. ع حسابي
التزمت الصمت وهي تراقب صقر بابتسامته الغريبة والتي لا تليق عليه
صقر : والله انا ماعندي مانع .. تونا خلصنا شغلنا .. شرايج دكتورة سندس ؟
ماجد : لا عاد لازم وجودج دكتورة .. لا ترفضين عزيمتي
سندس تجاري صقر بما يفعله لتقول بابتسامة : اكيد ما عندي مانع




عـاد ادراجه للخلف ماجـد .. ليتقدم عنهم وهو يسير لمكان القهوة
لتقول بغضب وهي تتحدث له بهمس : عبدالله هاا ؟؟ .. انت شفيك قلبت فجأة ؟
صقر : قلت لج سوي اللي اسويه بس
سندس بتساؤل : هذا الهدف اللي تدوره صح ؟
صقر : أي .. بس اسكتي لا يسمع
سندس : توقعت يطلع اسباني .. كلش ما توقعت انه يكون هدفك كويتي
صقر : اسمعي .. لا تحاولين توضحين له أي شي .. خليج طبيعية تسمعين .. واياني وياج تناديني صقر
دخلت بعده للقهوة وهي تهمس بينها وبين نفسها : اياني وياج .. مالت عليك من زين اسمك .. يازين عبدالله وأبوعبدالله بس
صقر جلس ع الطاولة التي اختارها ماجد ، لتجلس ع يساره سندس وامامه ماجد
ماجد بصوته الواثق وهيبته : شنو تشربون ؟
صقر : انا دبل اسبريسو
سندس : وانا بعد
ماجد يتحدث للنادل : 3 اكواب من دبل اسبريسو
صقر يتقدم للطاولة ليثبت ذراعيه وهو يقول : ما قلت لنا اخ ماجد شنو تشتغل ؟
ماجد يمسح ع شعره بكفه وهو يقول بابتسامة : امممم تقدر تقول رجل اعمال
صقر يمثل التفكير : مادري احس اسم عائلتك مار علي ، ابوك عبداللطيف رجل الاعمال المشهور ؟
ماجد : بالضبط وصلت خير .. بتطولون ببرشلونة ولا بتردون الكويت ؟
راقبت صقر لتقول بابتسامة : لا مطولين
ماجد باستغراب : ليش ؟
صقر : المستشفى اللي نشتغل فيه موجود بمدريد .. احنا دكاترة مبتعثين للخارج
ماجد : ماشاءالله .. ماتعبتوا من الغربة ؟
سندس بصدق : حيل موشوية
صقر دفع قدمها بقدمه من تحت الطاولة لترفع عينيها بصدمة ، ليقول : بالعكس تعلمنا أشياء واجد اهني .. ووقت ما نرد للديرة نقدر نفيد غيرنا
سندس بهمس وباسبانية : ألا ترى أنكَ ألمتني ؟
صقر بسخرية : آه حقا .. ألم اخبركِ الا توضحي له أي شي ؟
ماجد بابتسامة : تعرفون اسباني بعد
صقر : ااي .. تعلمنا من بعد هالغربة
ماجد دار بجسده لليمين وهو يراقب سندس بعمق ليقول : ما سمعنا صوتج دكتورة ؟
سندس : ناطره دوري ههههههههه
ماجد : شنو تخصصج ؟
سندس : جراحة عامـة
ماجد : ماشاءالله .. تشرفت والله بمعرفتكم .. أتمنى ما تكون آخر قعده لنا مع بعض
صقر بتأكيد : أكيـد أستاذ ماجد




أنـه ممثـل .. نعـم وليـس أي ممثـل
إنـه ممثـل حائـز ع جوائـز عديـدة .. كيـف يبتسم ويتناقش بهذا الهدوء مع المدعـو مـاجـد ؟
يا إلاهي .. لو لم اعرفكَ جيداً يا صقـر .. لـ قلـت أنكَ شخص راقـي واجتماعـي ؟
كـل هذا للامسـاكَ بهدفكَ ؟ .. ولكـن ما الذي تريـده من ماجـد ؟
لمـاذا هـو هـدف لكَ ؟ .. لمـاذا يجب ان تجاملـه وتصاحبـه ؟
انـكَ شخص غريــب بالفعــل يـا صقــر ...!





.
.
.






الـيـوم الـتـالـي
الـسـاعـة 8 صـبـاحـاً




ركنـت سيارتهـا فـي مواقف المستشفـى القريبـة مـن المواقف الخاصـة للموظفيـن
رفعـت الكـوب الورقي لـ ترتشـف مـن القهـوة الساخنـة
والتـي بجانبهـا .. تتناول كرواسـون الجبـن بهـدوء
لتقـول بعـد وضعهـا للكـوب بمكانـه المخصص



فوز : شفيج هاديه ؟
فنر قضمت آخر قطعـة لتمسح فمها واناملها بالمنديل ، قالت : ما فيني شي
فوز بجدية : لي الحين شايله بخاطرج ع ضاري ؟
فنر : أي .. شلون تبيني انسى الموضوع .. والله ما قدرت اتصرف معاه ع طبيعتي من هذاك اليوم .. صرت اتحاشى مكالماته واكلمه بالرسايل بس
فوز : فنر .. قلت لج لا توضحين .. كلها جم ساعة وبنعرف اللي نبيه
فنر : شلووون تبيني مااوضح يا فوز ؟ انتي موحاسه باللي انا احس فيه الحين ؟
فوز طبطبت ع كتفها وبهدوء : حاسه والله .. بس ماابيج تسوين شي تندمين عليه بعدين
فنر : والحين شنو تبيني اسوي بالضبط ؟
فوز : اللي قلت لج عليه .. ننطر المدير يطلع .. ونحاول نوقفه ونسمع منه اللي نبيه
فنر : وتظنين بيسمع كلامج ؟ ويقولج آمري وتدللي
فوز : بيقول غصبٍ عنه .. كافي الأدلة اللي عندي والاهم الفيديو
فنر : بس احنا ماندري إذا مداوم ولالا ؟ ومتى بيطلع
فوز : بننطر يا فنر .. بننطر لين يطلع لنا او احنا ندخل له





نصـف سـاعـة
لـ تليهـا سـاعتـان .. وأخيـراً 3 سـاعـات
لـ يخـرج المديـر .. وبين يديـه ظـرف باللون البنـي .. والساعـة تشيـر للـ 11 ظهـراً
ادارت محـرك السيـارة .. لتتبعـه ع مهـل وبتأنـي حتـى لا يلاحظهـم
خـرج مـن أسـوار المستشفـى .. لـ يسيـر في الشـارع الرئيسـي وبسرعـة متوسطـة
عشـر دقائـق .. حتـى انعطـف للدخـول لـ "شـارع الخليـج"
دارت برأسها باستغراب وهي تستمع لـ فنـر تقول " هذا شموديه شارع الخليج من الصبح ؟ "
وعـاد للانعطـاف مجـدداً للدخـول في مواقـف أحـد المطاعـم المشهـورة
ركـن سيـارتـه .. لـ تركـن سيارتهـا بعيـداً عنـه ببضـع سيـارات
قالت لفنـر وهي تراقبـه يترجل من سيارتـه لـ يدخـل من بـاب المطعـم وبيـده الظـرف البني




فوز : تهقين(تتوقعين) ليش جاي اهني ؟
فنر : مادري .. تبين ننزل نشوف ؟
فوز بتفكير : مادري .. خلينا ننطر شوي ونشوف الوضع





داخـل المطعـم .. يقدمـون وجبـة الإفطـار حتـى هذه الساعـة
الأصنـاف المتنوعـة مرتبـة ع الطاولـة .. والخبـز الساخن برائحتـه الزكيـة
وأنـواع المقبـلات الشهيـة بألوانهـا الجميلـة
ارتشف القليل من الشاي ، ليقـول بعد انضمام آخر فرد كانوا بانتظاره




منصور : ووصل الدكتور أنور .. الحين نقدر نبدي بإجراءات تحويل ملف الدكتورة من وزارة الصحة لي وزارة الداخلية
الدكتور أنور بابتسامة : اعذروني تأخرت عليكم .. بس كان في شغل ضروري خلصته وجيتكم
ضاري بابتسامته : لا تعتذر يا دكتور .. ما تأخرت إلا جم دقيقة
منصور بجدية : ما سمعنا رايك يا أبوعبدالله ؟
أبوعبدالله بملامحه الحائرة وصوته المتردد : والله ماادري شقول لك يا اخ منصور .. هالقرار المفروض الدكتورة اللي توافق عليه .. بس دام اني قطعت وعد لصقر اني أوافق ع أي شي فيه مصلحه للدكتورة .. مالي إلا الموافقة
ربت ع كفه وهو يقول ، ضاري : لا تحاتي يا عم .. لما تنضم لوزارتنا ويبدون ينادونها بلقبها الجديد .. بتفتخر فيها .. وكل حق يخصها بيوصل لها
منصور بابتسامة : وانا حاضر باللي تبيه وتامر عليه .. لو تبي تحط شروطك انا حاضر
استقام بجلسته ليقول : مابي إلا اني اتواصل مع بنتي يا اخ منصور
منصور : بتتواصل قريب صدقني .. عطني جم يوم ووعد مني بيتصل عليك صقر بنفسه وبتكلم الدكتورة بعد
ابوعبدالله بجدية : اكيد ؟ ولا كلام وباجر تنكرونه
منصور يضع كفه ع صدره : لا حشى .. وكلمتي ما اكسرها يا ابوعبدالله
الدكتور أنور وقف ليقول : أتوقع خدماتي تنتهي اهني .. وان شاءالله مااكون قصرت معاكم بشي !
وقف منصور ليمد كفه لمصافحته : كفيت ووفيت يادكتور .. وتعبناك معانا





تركهـم الدكتـور وهو ع وشـك الابتعـاد عـن طاولتهـم
لـ يستغرب من اقتراب فتاتيـن لـه .. ركـز بنظراتـه ع الفتـاة التي بالمقدمـة
لـ يقـول بصدمـة وصوتـه لفـت انتباه الجالسين خلفـه ع الطاولــة



الدكتور أنور : هـذي انتي ؟؟؟؟؟؟؟
شعرت باحساس غريب لتغادر السيارة ، وكان احساسها في محله ..!
تحدثت بصوت واثق وحاد : أي انا .. ع بالك بانساك .. قلت لك اني برد واخذ منك اللي ابيه
أكملت وهي تشير خلفه ع منصور ولا ترى وجوه الرجلين الآخرين فقط ظهورهم
فوز : هذا صح ؟ هذا اللي كنت تتكلم معاه بالتلفون ويعطيك الأوامر ؟؟
داروا بظهورهم ، استغرب من الصوت المألوف .. ولكنه تردد بالالتفاف
وقف بصدمـة وبجانبـه ضاري الذي لا يقل عن صدمته
شهقت بقوة فنر وكفها فوق فمهـا .. لتظهر ملامح الصدمـة ع فـوز وترتعش سبابتهـا لتسقط بجانب جسدها
تحدث بصدمة : فوز شتسوين اهني ؟
فوز بملامح اشتدت من الغضب : انا يا عمي ؟ ولا انت ؟ شتسوين بين هالمجرمين ؟
صُعقت فنر وهي تسمعها تلقبه بـ "عمي" .. هل هو والد سندس ؟
تحدث ضاري بغضب مكبوت : فنر .. شجايبج ؟؟
فنر التزمت الصمت لتتعلق بذراع فوز التي قالت : اوووه .. انت ضاري صح ؟
راقبها ليرفع حاجبه بغضب مضاعف .. وغضبه الأكبر ع التي تعلقت بها
كيف تخبره انها ستذهب مع والدتها ! .. كيف تقوم بالكذب علي ؟
اندفع ليمسك بذراعها وهو يدفعها للسير امامه : امشي معاي
حاولت ان تسحب ذراعها : مراح اروح .. عمي هدني ابي اسمع منهم .. ابي اسمع وووين سندس ؟؟ ووووينها يا عممممي ؟؟
تحدث بشده ليهمس لها : اوش فضحتينا .. امشي البيت وانا بقولج اللي تبينه
فوز وعينيها تنذر بسقوط دموعها : كنت حاسه ان فيك شي ؟ ليش ما قلت لي ؟ ليش خبيت عني ؟
ابوعبدالله : نتكلــــم بالبيـــت




تُركت وحيدة بعد مغادرة فوز .. ليحدث لها مثلما حدث لفوز
سُحبت من ذراعها .. وهو كان الفاعـل
خرج بها خارج المطعم .. ليتحدث بصوت غاضب



ضاري : ممكن تقولين لي شجايبج اهني يا مدام ؟
فنر تحاول التحدث بثقة : ابي اعرف الحقيقة .. ابي اعرف مكان سندس
ضاري : شقاعده تقولين انتي ؟؟
فنر وقفت وسيارته خلفهم : لا تجذب علي .. ادري ان سندس مو بالقصر .. ادري عن كل شي .. بس وينها الحين ؟؟ ليش ماردوا للقصر
ضاري مسك بعضدها بقوة : انتي شلون دريتي هااا ؟؟؟ قووولي
فنر : لا والله .. وين اللي وعدني ما يجذب علي ؟ وووين وعدك لي ؟؟؟
ضاري بجديه : كنت بقولج كل شي بس مو الحين .. ليش تحبين تتليقفين ؟؟ قولي لي شلون عرفتي
فنر بجديه كـ جديته : اخذت رقم غابي من تلفونك وكلمتها
ضاري بضحكة ساخرة : ماشاءالله ع الخيانة وتفتشين بتلفوني .. تتواصلين مع غابي من وراي .. وتتعاونين مع هذي اللي اسمها فوز
فنر بغضب : ما خنتك .. انت اللي بديت يا ضاري .. ليش ما قلت لي الحقيقة ليش ؟
ضاري بنبرة مختلفة عن نبرته الحنونة : أجل اسمعي يا مدام فنر .. اسمعي الحقيقة كاملة
فنر بتردد من نبرته التي لم تعتاد سمعاها منه .. راقبت عينيه ولازال كفه متمسك بعضدها
ضاري : سندس صارت المـــلازم أول .. ما عـادت الدكتـووورة سنـــدس





.
.
.



انتهى
إلى لقـاء قريـب بإذن الله : )






اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-21, 01:54 AM   #180

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

-







السـلام عليكـم ورحمـه الله وبركاتـه
صبـاح الخيـر .. وعيدكم مبـارك جميـلاتي ^.^



وصـل البارت .. طوويل كالعادة ولكنه مو مثل طول البارت اللي طاف
احـداث مختلفـة وتقريبـا كل الشخصيـات طلعت
بحـاول ان البارت القادم ينزل بأقل من اسبوعين .. بحاووول : (
وإن شاءالله الوقت يساعدني : (



ما اطول عليكم
قراءة ممتعهه ^^



.
.
.



الجزء الواحد والعشرون





" أخيراً ، صار لدي كل ما أتمناه
هل أنا الآن سعيد ؟ لا
ما الذي ينقصني إذاً ؟!
ما تفتقره روحي هو لهف السعي وراء الرغبة ..
فـ لنكن صادقين مع أنفسنا ،
سعادتنا لا تكمن في الاستيفاء ،
بل نجدها في المطاردة "

- بيير أوجستن كارون -






مـلازم أول
سمعتُ بهـا من قبـل .. إحـدى الرتب العسكريـة
فـ لوكـا يحمـل رتبـة نقيـب .. مثـل ضـاري
باتريـك وبيـلا كلاهمـا مـلازم
هـذه رتبهـم كمـا اعرفهـا في الجيـش الاسبانـي ..!
فـ هـم الأفـراد الذيـن تم اختيارهـم بمعاييـر عاليـة لكي ينضموا لمقرنـا ويشاركـوا في القتـال ضـد المنظمـة التـي تستولي ع اسبانيـا
والآن .. يخبرنـي أن سندس أصبحت مثلهـم !
تحمـل رتبـة كمـا يحملهـا السابقـون ..!؟
أصبحـت جـزء منهـم رسميـاً ؟ .. كيـف ولمـاذا ؟
تحدثت بملامـح مترددة والصدمـة تظهـر ع عينيهـا



فنر : ا ا انت شتقول ؟ سندس شنو صارت ؟
شد ع كفه المتمسك بعضدها : ملازم اول .. سندس صارت فرد منا .. فهمتي الحين ؟
فنر بدموع تتساقط : مستحيل .. سندس ماتسويها .. اكيد جبرتوها .. غصبتوها .. لا غصبها اخوك مثل ما يغصب الكل ع الشي اللي يبيه
اقترب برأسه لها ليقول بهمس غاضب : قلت لج مالج شغل باللي يسويه اخوي .. ليش ماتسمعين الكلام ؟؟؟؟
فنر : يعني اهو اللي سوى هالشي ؟ بدون لا تدري سندس اكيد
ضاري : صقر ادرى بمصلحتها .. ولا اسمعج مره ثانية تسألين وتنبشين(تبحثين) بهالموضوع سمعتي ؟؟
فنر بصوت يرتجف : م من متى وصقر تهمه مصلحتها ؟ متى بتعتقونها وتحررونها منكم ؟ ع بالك بقدر أعيش حياتي وانسى سندس ؟
ضاري حرر عضدها ليقول بهدوء : ليش ماتعيشين حياتج ؟ مو هذا اللي تبينه ؟ تردين للديرة وتنسين القصر واللي فيه
فنر ببكي : بس ماانسى سندس .. مااقدر انساها .. الله يخليك ضاري ردها طلعها
ضاري يحرك رأسه بالرفض ليفتح باب الراكب وهو يقول : قلت لج انسي .. انسي سندس ووقت ما ينتهي شغلها معانا بترد للديره
فنر بصوت يائس : واذا ماتت ؟؟ وإذا صار فيها شي منكم ومن شغلكم ؟
ضاري سحبها ليضرب ظهرها باب السيارة المفتوح : انتي ليش ماتتكلمين إلا بالشين .. ليش تفاولين ع البنت ؟؟؟
فنر بدموع : إذا انا سلمت من حياتكم الخطرة .. سندس مراح تسلم وانتوا خليتوها فرد منكم .. مراااااح تسلم منكم
رفعها بخفه من خصرها ليدخلها السيارة وقبل ان يغلق الباب قال : اووووش .. نتفاهم لما نوصل للبيت .. وحركتج هذي مو ناسيها يا فنر





طـوال سنـوات عمـري لـم تـكن لي صديقـة .. كـ سنـدس
احتوتنـي .. وهـي مـن كانـت تحتـاج للاحتـواء
غـرزت بـ داخلـي الثقـة والقـوة .. واخرجتنـي مـن قوقعتـي الصلبـة
لـ أتقبـل مصيـري الـذي مـر عليـه سنـة كاملـة
والآن
يخبرنـي أن انساها ؟ لأعيش حياتـي مـن جديد معـه ومـن دونهـا ؟
وأتركهـا وحدهـا بذلكَ المكـان .. كمـا كنت سابقـاً وحيـدة قبـل انضمامهـا لنـا
ولكـن .. يوجـد فرق شاسـع بيني وبينهـا
كنـت معزولـة بوحدتـي .. لـم يشركونـي بمهماتهـم
وهـي .. اجبروهـا ع المشاركـة والقيـام بمـا يريدونـه
هروبهـا منهـم .. سـ يكـون كـ السـم الذي ينتشـر بالجسـم ببطء
بالتـأكيـد يوجـد ما استطيـع فعلـه .. وسأفعلـه مـن أجلكِ فقـط سنـدس ..!







وقفـت بمواقف المنـزل .. وصـوت أذان الظهـر يصـدع من مأذنة مسجـد الحي
صمـت رهيـب سـاد بيننـا طوال طريـق العـودة
ترجلنـا من السيـارة .. لـ اتبعـه لباب الديوانية الخارجي بدل الدخول للمنـزل
جلـس ع الكنبـة .. لأجلـس ع الكنبـة التي تقابله وانا بانتظار ما سـ يقـوله
ماذا فعـل ؟ كيف اجتمع معهم ؟ وكيف توصل لهم من الأساس ؟
تحدث ابوعبدالله بنبرة غضب ولازال متمالكَ اعصابه




ابوعبدالله : انا موقايل لج لا عاد تسوين هالحركات ؟ لاتروحين للمدير ولا غيره ؟ انتي صاحيه تفكرين بعقلج يا المتعلمة ؟؟
فوز تجاهلت كلماته لتقول : شنو عرفت منهم ؟ شلون وصلت لهم ياعمي ؟؟ ليشش ما قلت لي ؟ ليييش ؟؟؟؟؟
ابوعبدالله : شلون وصلتي لنا ؟؟ كنتي تلحقين(تتبعين) المدير ؟
فوز بتوتر تجلس ع طرف الكنبة وكفوفها متشابكه ببعضها البعض : مو مهم .. قولي يا عمي تكفى قووووول وريحني
ابوعبدالله يمسح ع وجهه بكفه لينزع "شماغه" من رأسه ويضعه بقربه ع الكنبة : شنو تبيني أقول يا فوز !!
فوز سقطت منها دمعة : مابي اعرف شلون اجتمعت فيهم ووصلت لهم .. بس قولي سندس بخير صح ؟ ما فيها شي ؟
ابوعبدالله ونظراته ع السجادة التي تحت أقدامه : بخير
فوز بتسرع : متى بترد للديرة ؟
ابوعبدالله رفع عينيه لها : مطوله يابوج
فوز بتردد واستغراب : ليش ؟ ما خلصوا شغلهم ؟ ليش يبونها لي الحين ؟
ابوعبدالله : ماخلصوا
فوز : مراح تقولي الصج يعني ؟؟؟
ابوعبدالله : الأفضل ماتدرين .. الموضوع خطير يا فوز
فوز وقفت لتسير نحوه وتجلس ع يمينه بنفس الكنبة ، لتسحب كفه وتشد عليه بقوة : قول وريحني .. قولي الله يخليك .. والله ماني قادره اتقبل حياتي وانا ماادري سندس شلون عايشه
ابوعبدالله : عارفه منو اهم اللي اخذوها ؟
فوز تقول ما عرفته من فنر : أي .. يشتغلون بالداخلية واخذوها لاسبانيا لمقرهم لانهم كانوا محتاجين دكتورة
ابوعبدالله بجديه : بنتي يا فوز ما دخلت بين داخلية وشرطة بس .. هذي فيها أمن دولة ومنظمات ومجرمين
فوز : ما فهمت
ابوعبدالله يسحب كفه من كفوفها ليرفع كفيه وهو يشرح : تخيلي ان كفي اليمين المنظمة اللي اخذت سندس .. وأصابعي أفرعهم اللي منتشره حول العالم .. الكف اليمين هدفه الأساسي ان يقبض ع كفي اليسار
فوز بتساؤل : ومنو هذول ؟ الكف اليسار شنو يطلعون ؟
ابوعبدالله : منظمة عالمية فيها المجرمين والمروجين .. راعين مخدرات وبيع أعضاء وبلاوي واجد .. بس رئيسهم اسباني
فوز باستغراب وخوف : عمي .. انت تقص علي قصه ولا شنو ؟ اللي قاعد تقوله صج ؟
ابوعبدالله يمسح ع رأسه : صج .. هذي الحقيقة اللي صارت بنتي معاهم الحين
فوز : شلون معاهم ؟
ابوعبدالله بجلسه مستقيمه وحرك رأسه لليمين وعينيه بعينيها بمشاعرها المختلطة : فوز يابوج
فوز بخوف من تقلب نظرات وصوت عمها : آمر
ابوعبدالله : فوز .. سندس تزوجــت .. زوجت بنتي يا فوز
فوز بصدمة وعدم استيعاب ، وقفت وكفها ع فمها : ش شتقول ؟ تزوجت ؟؟؟؟؟؟
التزم الصمت ونظراته ع الحائط الذي امامه .. يستمع لها وهي تكمل حديثها
فوز بكفها الذي يرتجف ترفعه وهي تقول : م ممنو ؟ وليش سويت جذي ؟ ليش ياعممممي ؟؟
ثبت كفوفه ع ركبتيه ليقف امامها وهو يقول : خفت عليها .. واجهوني ومالهم نية يردون لي بنتي
فوز بدموع وصوت مرتفع : وبعتها لهم ؟؟ بهالسهولة ؟؟ قوولي منو ؟ منو اللي رضيت فيه زوج لسندس ؟
ابوعبدالله : صـقــــر
وضعت كفوفها فوق فمها بصدمة وتوقفت عينيها عن ذرف الدموع : صقر قائدهم ؟ صقر ماغيره اللي خطفها بنفسه من المستشفى ؟؟
ابوعبدالله : أي اهو
فوز جلست باستسلام ع الأرض لتقول بصوت مرتفع وهي تفكر : ليش ؟ قدروا يلعبون عليك ويجبرونك ع اللي يبونه ؟؟ ليش ماوقفت بوجيهم ياعمي .. ليش ماطالبت ببنتك ليييييييش !!!؟
جلس امامها ع الأرض وصوته يملئه الحزن : والله اني بغيت احميها .. صقر وعدني انها بتكون بامان .. بيحميها وبيردها لي سالمه
فوز وعينيها بعينيه : وصدقته ؟؟ قدر يقص(يكذب) عليك ؟؟ شلوووون صدقته انا بفهممم شلوووووون ؟؟
رفع صوته بمثل نبرتها : لانه يبيها .. شاريييها .. شاري بنتي يا فوووووز
فوز ترفع سبابتها لتشير ع يمينها وكأنها تشير ع صقر : جذااااب .. مايبيها .. هذا انسان تهمه مصلحته .. ما يحس ولا يراعي
ابوعبدالله : تعرفين الرجال حتى تحكمين عليه ؟
فوز : كافي كلام مرت اخوه عنه .. مرت اخوه اللي عاشت وشافت حياة سندس من اخذوها معاهم
ابوعبدالله : وانا اثق بكلام صقر .. اثق فيه يافوز مثل ثقتي بسندس وبكل عيالي
وقفت لتقول بدموع غزيرة وحزن سكن قلبها : واكيد كل هذا وسندس ماتدري ؟؟؟؟ حرااااام عليكم والله حراااااااااام .. سندس مو صغيره ياعمي حتى تسوي فيها جذي
ابوعبدالله : انا حميت بنتي .. حميتها من الكل .. بنتي اللي دوم رافعه راسي .. بترد لي وهي رافعه راسي بإذن الله
فوز بسخرية : بتخلي الناس تتكلم عنها مره ثانية .. ع شنو بترفع راسك قوووولي ؟؟؟
ابوعبدالله ويلقي القنبلة الثانية : بترد وهي مــلازم أول خدمة ديرتها .. وبتشوفين وقتها اسمها بالجرايد
فوز رفعت كفها ع رأسها وعينيها تكاد تخرج من مكانها من الصدمة : ش شنوووووووو ؟؟؟
ابوعبدالله : اجتماعنا اليوم كان علشان سندس .. طلعت من الصحة وصارت بالداخلية
فوز تعود خطوات للخلف وصوتها يقول بنبرة تعلو وتعلو : زوجتها من وراها .. والحين غيرت وظيفتها من وراها بعععععععععد .. بعت بنتك مرتين مو مره .. بعتها واهم يخدعونك بسالفة الووووطن ؟؟؟؟
ابوعبدالله : يافوز .. لا تخليني اندم اني قلت لج .. انا ادري لو ماقلت لج بتستمرين بحركاتج هذي وتحقيقاتج
فوز اشارت بسبابتها له وهي تقول : ولا بخليكم .. انا بنفسي بوصل لسندس إذا ما خليتوني أوصل لها بنفسكم .. صدقني بوصل لها وبقولها عن كل شي صار من وراها
ابوعبدالله : بيكلمني صقر .. بكلم بنتي
فوز بضحكة سخرية : تأمل بهالصقر اللي مادري شلون لف مخك ياعمي .. وانا اللي باخذ حق سندس وحياتها اللي ضيعتوها لها
ابوعبدالله اتبعها وهي تخرج لتدخل للمنزل : لحظه فـــــوز يابووج لحظظظظه




دخـل للمنـزل وصوت والده ينـادي زوجتـه .. راقبـه يقف أسفل السلم
اقترب وهو يقبلـه ع رأسـه .. وإذا بملامـح والـده يظهـر عليهـا التعب والخـوف
صعـد خلـف زوجتـه بأمـر من والـده الذي لم يقل لي ما الذي حدث ؟
دفع باب شقتـه .. ليدخل لغرفتهم وهو يراهـا لأول مـرة منـذ وقـت طويـل
زوجتـه تجهـش بالبكـاء وصوتهـا المكتـوم بسبب رأسهـا المدفـون بالسريـر
بعباءتهـا وحجابهـا تستلقـي ع بطنهـا فـوق السـريـر
اقترب ليمسح ع ظهرها وبصوته الهادئ



حسن : الفوز حبيبتي شفيج ؟؟
زاد نحيبها وبكائها وصوتها يعلو .. ليقوم برفعها ودفنها بأحضانه
فوز قوية .. عندما تنهار بالتأكيد سيكون سبب قوي وجداً
مسح ع رأسها من فوق الحجاب : مراح تقولين شفيج ؟ صاير شي بينج وبين ابوي ؟
صوتها يخرج مكتوم وهي بين احضانه ورأسها ع صدره : مراح اسامحهم والله مااخليهم .. سندس مو لعبه بين ايدينهم مولعبــــــة
حسن : لا حول ولا قوه إلا بالله .. شفيها سندس الحين ماتقولين لي ؟؟؟
فوز بصوت حاد : باخذ حقها .. بخليهم يندمون لانهم لعبوا بحياتها
ابعدها ليحتضن وجهها بين كفوفه وانامله تمسح دموعها : الحين كل هالبجي علشان سندس ؟ فيها شي اختي يافوز ؟ ليش كل هالهجوم ؟ ومنو اللي بتخلينهم يندمون ؟
فوز هدئت لتقول بصوت هامس : خلني بروحي تكفى حسن
حسن : يعني مراح تقولين لي ؟
ركزت ع عينيه وهي تقول : مااقدر والله .. بس الحين ارتحت والله ارتحت لاني عرفت اللي ابيه
حسن مسح ع رأسها بابتسامته : الحمدلله .. وترى ابوي ضايق خلقه تحت .. مااحب اتدخل ودام ماتبين تقولين لي ولا ابوي يبي يقول .. اهم شي لا يطول العتب بينكم
فوز : بكلمه بعدين عمي .. الحين بقعد بروحي .. مااقدر اكلمه الحين والله
حسن : مومشكله .. اهم شي تفكرين بعقلج ولا تستعجلين





.
.
.





"أليسَ العِشقُ سُلطَانًا
لَهُ الأكَوانُ تَرتجِفُ؟
إذَا كَانَ الهَوى عَيّناكِ
فَقُل لِي كَيف أنتِصفُ؟"






بـرشـلـونـة




شعـور بـ الضيـاع .. بـ الخـوف
حلـم .. يتكـرر بالظهـور .. ولا يتغيـر شعـوري نحوه
لـ أفـز مستيقظـة فـي ساعـات الفجـر الأولـى .. لأحتضن "بيـلا" بقـوة
وبخوف من صرختي .. تحتضنني بصمت وتعـود لـ النـوم
خرجت من الحمام لـ ترتدي ثوب الصلاة .. هدية رمضان من ذلك الغائب "ضاري"
انتهـت من فرضهـا والسنـة .. لـ تجلس ع الكنبـة والسريـر خلفهـا
ولا زالت بيـلا تستحـم .. لمَ يستمر ذلك الحلـم بالظهـور ؟
هل سـ يعودون لـ مطاردتنـا حقاً ؟ لن ننتهـي من هذه التجربـة المخيفـة ؟
مسحت ع وجهها بكفها بقوة .. لـ تستند بظهرها ع ظهر الكنبـة وعينيهـا تراقب السقـف بصمت
وذاكرتهـا تعيـد لهـا ما حـدث بالأمـس .. مـن هو ذلك الهدف ؟
لماذا صقـر يسعى للتقرب منه ؟ هل هو بتلكَ الأهميـة ؟ هل هـو بصفنـا أم بصفهـم ؟
ماجـد .. رجـل اعمـال .. ذلك ما عرفتـه عنه فقـط
وذلكَ العمـلاق يلتزم الصمـت .. ولم يخبرني بأي شي ..!
دارت برأسهـا لمن تحادثها من الخلف




بيلا والفوطة تغطي شعرها : هل عدتِ للنوم ؟
سندس بابتسامة شاحبة : لا .. كنت افكر قليلا
جلست ع يسارها وهي تقول : بالحلم ؟
سندس : لا .. بالشخص الذي قابلناه بالأمس .. لماذا هو مهم لصقر ؟
بيلا تراقب التلفاز امامها : لا استطيع اخباركِ بشي .. السيد فقط سيخبركِ
سندس بهدوء تراقب التلفاز معها : اعلم .. فجميعكم تخضعون لأوامره فقط
بيلا : دكتورة .. نحن لا نخضع .. نحن نؤدي عملنا فقط
سندس بابتسامة : اعلم ذلك .. لكنني اريد النوم بهدوء فقط
بيلا تسحب كفها لتقول : هل تريدين الذهاب لزيارة الطبيب ؟
سندس شدت ع كفها : لا .. لكن ربما عند عودتنا للقصر سترحل هذه الاحلام
بيلا : ما هو حلمكِ ؟
سندس تحتضن ساقيها بعد ان رفعتهم للأعلى : اننا لازلنا نهرب انا وصقر .. نركض بأقسى سرعه بحقل القمح .. صوت صرخات واطلاق نار .. كان الصوت صاخب جداً .. ودموعي غزيرة لم استطع الرؤية .. صقر من كان يقودني ولم يترك كفي .. لكن عندما خرجنا من حقل القمح .. لم نرى السيارة .. كان هناك المئات من الجنود .. ما ان ظهرنا امامهم بدئوا بإطلاق النار .. لكن أتعلمين لماذا كنت استيقظ وانا ابكي
بيلا بصوت حزين فهذه الانثى تتحدث من قلبها : لماذا ؟
سندس لا تشعر بتساقط دموعها وهي تقول بصوت يرتعش : لأنني لم اتعرض لاي رصاصة .. كان جسد صقر يقف امامي وهو يدفعني لداخل حقل القمح .. رأيت جسده يهتز بسبب طلقات الرصاص .. ولكن ما ان دفعني لحقل القمح وسقطت ع الأرض .. اختفى كل شي .. وكنت وسط غرفتي
بيلا بابتسامة تحاول اطمئنانها : لا بأس انه حلم بسبب خوفكِ مما حدث فقط
سندس تدير رأسها لبيلا وهي تقول بدموع لا تتوقف : بيلا .. لم اكن بغرفتي بالقصر .. ولا غرفة الفندق
بيلا باستغراب التزمت الصمت ولا تعلم ما عليها قوله
أكملت سندس بنفس الحزن : كنت وسط غرفتي بالكويت .. غرفتي بمنزلي الذي أتمنى العودة إليه
حضنتها بقوة لتسقط الفوطة من شعرها ليتحرر .. مسحت بكفها ع ظهرها لتقول بهدوء
بيلا : حلم .. انه مجرد حلم .. لا تفكري به كثيراً
شدت ع كفوفها خلف ظهر بيلا وهي تقول : اعلم .. لكن لا اعلم لماذا اشعر بهذا الحزن !
بيلا ابتعدت لتمسح بأناملها دموع سندس وهي تقول بابتسامة : هيا توقفي عن البكاء .. انظري إلى عينيكِ اصبحتا متورمتين
حركت رأسها بنعم لتقول : بيلا .. لا اريد لاحد ان يعلم بهذا الحلم .. اولهم صقر
بيلا بابتسامة : لا تقلقي .. هيا لنقوم بتغيير ثيابنا والذهاب للاسفل






غـرفـة أخـرى .. طـابـق مـخـتلـف
غرفـة مظلمـة وهـادئـة .. ضـوء خافـت من أشعـة الشمـس يخترق الستـارة التي تغطي الحائـط كامـلاً
جسـده بجلستـه المنحنيـة للأمـام وذراعيـه ع ركبتيـه .. وتلكَ الزوجـة نائمـة خلفـه ع السرير
يراقب هاتفـه بانتظار الاتصـال .. لا يمكـن أن لا يتواجـد اسمهـا بمستشفيـات الكويـت كلهـا
كيـف ؟ .. هـل كانت تكذب وهي ليست دكتورة ؟ وماذا عن الشخص الآخر صاحب الاسم فقط !
هل تعمد أن لا يخبرني باسم عائلتـه ؟؟؟
ماذا يريدون مني ؟ .. ولكنني اريدهـا هـي !
آه .. لم أرى من قبل مثل جمال عينيهـا .. كانـت طفلـه ولكـن جذابـة إلى حـد فقـدانـي لـ عقلـي ؟!




اهتزاز هاتفه بيـن كفوفـه ايقظـه من سرحانـه في تلكَ الدكتـورة الجميلـة
وقف بسرعه لـ يدخل لدورة الميـاه ويغلق القفـل
ضغط زر الإجابة وهو يقول




ماجد : ها يا فيصل ؟ شصار بالوزارة ؟
فيصل بصوت تعب وهو خارج من وزارة الصحة : طال عمرك سويت مثل ماقلت لي لما ما لقيت اسمها بالمستشفيات .. وتوني طالع من وزارة الصحة
ماجد بترقب : شقالوا لك ؟
فيصل : كان ملفها عندهم .. وكانت تشتغل بمستشفى حكومي .. بس الحين طلعت من الوزارة ولا قالوا لي وين راحت
ماجد بتفكير : يعني اهي صج دكتورة ؟؟؟
فيصل : أي طال عمرك
ابتسم براحه ليقول : اسمع ابيك تجيب لي كل شي يخصها .. ابي اعرف كل شي عنها .. واهم شي إذا كانت مخطوبة او متزوجه .. تسمع !!
فيصل باستغراب ولكن مجبر ع فعل ما يقوله : ابشر طال عمرك





خـرج من دورة الميـاه والابتسامة ترسم شفتيه بسعادة مبالغـة !
وقف وهو يرى من تقف امامـه وترمقـه بنظرات التحقيـق
دار حول جسدهـا الواقف امام باب دورة المياه .. ليجلس ع السرير خلفها
لتقول بنبرة تحقيق



سعاد : منو كنت تكلم بالحمام ؟؟
ماجد وذراعه خلف رأسه ع ظهر السرير ، ببرود : منو يعني الشغل
سعاد : شكلك مستانس .. ونسنا معاك ؟
ماجد وقف بسرعه ليقول بابتسامة وتجاهل تحقيقها : صفقة وربحناها .. استانسي يا زوجتي .. وادعي قريب نوقع العقد بينا
سعاد تعلم انه مدمن ع العمل والصفقات ، قالت بابتسامة : انزين ما ودك نحتفل بهالصفقه ؟
ماجد سحب كفها وهو يدير جسدها لتضحك بقوة : نحتفل ليش لا .. ونعزم الدكاترة الكويتيين
سعاد وقفت ورأسها لازال يدور ، قالت بتساؤل : اللي تعرفت عليهم امس ؟
ماجد : ااااي .. يلا ماتبينا ننزل نتريق (نتفطر)؟







وسـط قـاعـة الإفطـار الكبيـرة
صـوت الملاعـق تضرب بالأطبـاق .. انسكـاب المشروبـات داخـل الأكواب
قرمشـة المخبوزات .. طـراوة الفاكهـة المنعشـة
يتنـاولـون افطارهـم بصمت اعتـادوا عليـه وقت الأكـل
رفعـت عينهـا للكرسي المقابل لها والفـارغ ! .. دارت برأسها لليسـار وهي تتحدث لباتريك



سندس : باتريك أين السيد ؟
وضع الشوكة فوق صحنه ليقول : كان يتحدث للهاتف عندما وصلنا للطابق الأرضي
سندس باستغراب : مكالمة تأخذ كل هذه المدة ؟
بيلا : بالتأكيد يتواصل مع المقر
سندس دارت برأسها لبيلا التي ع يسارها : هل يوجد شي لا اعرفه ؟
بيلا تمسح طرف فمها بالمنديل لتقول : لا .. فقط يخبرهم بالمستجدات لا تقلقي
حركت رأسها بـ نعم .. لتقطع قطعة صغيرة من الخبر وتفكيرها مشغول .. لا تعرف من أين تبدأ !!
قاطع سرحانها صوت يتحدث بالانجليزية : صباح الخير
تلاقت عينيها بعينيه ومن خلفه امرأة ما ، ابتسمت بهدوء لتجيب ومعها بيلا وباتريك
سندس بانجليزية : صباح الخير
ماجد يشير لسعاد والابتسامة مازالت ترسم شفتيه : دكتورة سندس .. اعرفج ع زوجتي سعاد
وقفت وملامح الأخرى حادة ونظراتها تراها من الأعلى إلى الأسفل
مدت كفها بابتسامتها الهادئة : تشرفت بمعرفتج
مدت كفها بصوت يميل للدلع : الشرف لي دكتورة .. معاج بعد الدكتورة سعاد
سحبت كفها لتقول : أي قال لي الأخ ماجد .. انج دكتورة بالجامعة
سعاد تقف امام ماجد وكتفها بكتفه ولا ترى ابتسامته : أي قالي عنكم .. بس وينه الدكتور عبدالله ؟
سندس بهدوء ظاهري : قريب .. شوي ويجي
سعاد تشير للجالسين : ماعرفتينا ؟
ماجد ترك عينيها ليرى ماتشير إليه سعاد ، لتقول سندس بانجليزية : اسفه .. اعرفكم ع الممرضة بيلا .. و ووو الممرض باتريك
وقفت بيلا وباتريك باستغراب ، لاتعلم كيف قالت ان باتريك ممرض ! .. لكن متأكدة ان هذا ما يريده ذلكَ العملاق
بيلا بمجاملة وانجليزية : تشرفت بمعرفتكم
باتريك وقف بابتسامة من دون ان يقول كلمة واحدة
ماجد بتساؤل : تشتغلون مع بعض ؟
سندس : أي .. تفضلوا ليش واقفين
كادت ترفض ولكن صدمها زوجها من جلس بمكان صقر والابتسامة مرسومة ع شفتيه ، لتجلس بقربة وهي تقول
سعاد بابتسامة ولم تعجبها المدعوة سندس : حبيبي اجيبلك اكل ؟
ماجد : أي .. أي شي بس اهم شي قهوتي
سعاد وقفت لتقول وهي تشير لعينيها : من عيوني .. ادري كل شي مني تحبه
شعرت بتوتر .. من كلام تلك ونظرات الجالس امامها .. رفعت صوتها باسبانية لباتريك وهي تقول
سندس : هل تستطيع الذهاب للسيد واحضاره ؟
وقف ليقول بهدوء : حسناً
بيلا تراقب ماجد لتعود لسندس وهي تقول : هل هذا هو الهدف ؟
سندس بابتسامة بسيطة : نعم .. لا اعلم كيف اتعامل معه .. انظري كيف يناظرني بعينيه
بيلا ترفع حاجبها ولازالت عينيه ع سندس بكل جرأة : انهم الرجال .. كيف يفعل ذلك وزوجته معنا بهذا المكان
سندس باستغراب : ماذا تقصدين ؟
بيلا : دكتورة هل انتِ غبية أم ماذا ؟؟
سندس ونظرات ماجد بهاتفه ، لتقول : ماذا ؟؟؟؟
بيلا : يبدوا انه معجب بكِ .. ألا تفرقين بين نظرات الرجال
سندس بصدمة : مـــاذا ؟؟؟؟
وقفت بيلا وهي تقول : اوووه سينيور
دارت برأسها وبيلا تقف خلفها ، وإذا بصقر قادم باتجاههم وخلفه باتريك .. دار برأسه هو الآخر للجهة اليسرى وهو يرى ما تراه الفتاتين أمامه ، ليقف وهو يقول
ماجد يمد كفه : هلا دكتور عبدالله
صقر بابتسامته الطرفية : صباح الخير
ماجد : صباح النور .. عسى ما قاطعنا شغلكم ؟
صقر : لا اكيد .. خلصنا اجتماعنا من الصبح
ماجد دار برأسه لسندس الجالسه ليقول : زين الحمدلله
دار حول الطاولة ليقف خلفها وبيلا عادت للجلوس ، قال باسبانية : اذهبي للجلوس بالمقعد الآخر
وقفت باستغراب : م ماذا ؟
سحب لها الكرسي المقابل لكرسي سعاد ، ليقول بابتسامة وعربية : اذا ممكن تقعدين اهني دكتورة ؟
ابتعدت عن الكرسي لتحاول التحدث بهدوء : اكيد دكتور
جلس ليجلس ماجد ع مقعده ، وحقيبة زوجته ع مقعدها ، تناول الطبق من باتريك وهو يشكره .. ليبدأ بتناول الطعام .. حتى قاطع الهدوء وضع تلكَ الأطباق ع الطاولة وهي تقول
سعاد : بالعافيه حبيبي
جلست لترفع نظراتها باستغراب لسندس التي امامها وللشخص الذي ع اليمين .. لم يكن هنا عندما غادرت ! قالت لزوجها الذي بدأ بتناول الطعام
سعاد : هذا الدكتور ؟
ابتسم صقر ليقول : معاج دكتور عبدالله
سعاد " كل هالهيبة والزين لدكتور .. وواي مااقدر ع الجمال " ، فردت ظهرها لتجلس باستقامة وهي تقول : تشرفت بمعرفتك دكتور .. انا سعاد زوجة ماجد
صقر : الشرف لي .. ان شاءالله عجبتكم برشلونة ؟
سعاد بابتسامة : أي حيل .. حتى قلت لماجد نبي نقعد زيادة
تحدث ونظراته تنتقل بين صقر وسندس : وصار من صالحنا نقعد معاكم اكثر
صقر بابتسامة يكتم غيضة بداخله : شرايكم تروحون معانا اليوم بالليل ؟
ناظرته باستغراب ليجيب ماجد : وين بتروحون ؟
صقر يناظر سندس ويشير لبيلا وباتريك : عندنا عمل تطوعي اليوم بليل .. إذا ما عندكم التزامات حياكم
ماجد بابتسامة أوسع : انا ماعندي مانع .. حلو نشوف جانب ثاني غير الأماكن السياحية
سعاد : أخاف نضايقكم ونعطلكم عن شغلكم
صقر : لا بالعكس .. بنغير جو معاكم
تحدثت بهمس واسبانية ، وسعاد تتحدث مع ماجد : ماذا تفعل ؟ اين سنذهب اليوم ؟
ركز ع عينيها ليقول بصوت عميق وحاد : ماذا بها عيناكِ ؟ ما سبب الاحمرار ؟ هل كنتِ تبكين ؟
رفعت اناملها بصدمة لجفونها ، ليناظرها ذلك وزوجته مستمرة بالتحدث له
سندس برجفة : م ماذا ؟ لا شي
صقر : ألن تتحدثي ؟
سندس : لا شي .. ارجوك توقف
تجاهلها ليدير جسده ع يساره وهو يتحدث مع بيلا ، ونظرات ذلك تتبعهم : لماذا كانت تبكي الدكتورة ؟
شرقت بالماء لتضع الكأس ع الطاولة وتمسح بقايا الماء : ماذا ؟
صقر بحدة : بيلا .. اجيبي فقط
رفعت كفوفها : فقط لم تنم جيداً .. سهرنا حتى وقت متأخر
صقر يعود وهو يناظر عينيها الهادئة : لا بأس .. سأعرف لاحقاً الحقيقة
تنهدت بهدوء وكفوفها ع الطاولة : توقف عن التدخل بحياتي .. لا شأن لك عن سبب احمرار عينيّ
غضب نعم وجداً .. ليقاطعه ذلك المراقب لهم ولم يفهم شي !
ماجد : عسى ماشر فيكم شي ؟
سندس بابتسامة : لا بس نقاش عمل
ابتسم بشدة لابتسامتها : أي الحمدلله
صقر باسبانية وهو يصطك بقوة ع اسنانه : كم أتمنى ان اغرس هذه الشوكة في عينيك
شهقت بقوة ، وبيلا كتمت شهقتها .. وباتريك التزم الصمت
ماجد باستغراب وسعاد بمثل حالته وهي تقول : بسم الله شفيكم ؟ تكلموا عربي خلونا نفهم
صقر بابتسامة حاول رسمها : لا بس لان قلت لهم مكان تطوعنا اليوم بمنطقة خطيرة وفيها مجرمين سابقين
سعاد بخوف : ماني رايحه .. يمه والله أخاف
مسك كفها ليقول بابتسامة : بالعكس حبيبتي .. حلو ان نشوف ونتعلم .. وخاصة ان التطوع بمجال شغلنا
سعاد أكدت كلامه وهي تستذكر حملته التطوعية : اااي صح .. والله نسيت
ماجد يتحدث لصقر : الساعة جم بتمشون ؟
صقر بابتسامة : ع الساعة 7 بننطلق .. نتواعد بلوبي الفندق
وقف لتقف معه : نشوفكم بليل .. ورانا مشاوير الحين
وقف صقر ليقول : الله وياكم
ما ان غادروا حتى قالت بخوف وغضب : انت شتفكر فيه ؟؟ وين بتودينا اليوم ؟؟؟
صقر يعود لتناول طعامه : اللي سمعتيه ؟؟
سندس بتساؤل : بتسوي بالرجال شي صح ؟؟
صقر يضرب بملعقته الطبق وهو يقول : شايفتني همجي يا دكتورة ؟؟؟
سندس : لا بس وضعك غريب .. صرت مااعرفك .. مو انت الشخص اللي عرفته طول الثمان شهور
صقر بابتسامته الطرفية : قلت لج عندي شخصية ثانية .. بس مو هذي اللي شفتيها .. هالشخصية اتلبسها وقت العمل بس .. وشخصيتي الثانية الحقيقية بتطلع لج بروحج بعدين
سندس بخوف وكفها فوق صدرها : بسم الله علي .. تكفى طلع جنونك بمكان بعيد عني
اسند كوعه الايسر ع الطاولة وجسده يقترب منها .. ومن خلفه يتبادلون نظرات الاستغراب
صقر بهمس وكفها يعتصر طرف الملعقة بخوف من حركاته : تدرين ليش كنت ببط عيون اللي اسمه ماجد ؟
سندس بهدوء : ليش ؟
صقر يتعمق بالنظر لعينيها : لانه كان يشوفهم .. يتأمل فيهم .. ماخذ راحته ويوزع ابتسامات بعد
سندس بخوف وتوتر : منو يشوف ؟
صقر ونظراته لازالت ع عينيها ليهمس بعمق : عيونــج
توترت من همسه لترجع الكرسي للخلف والملعقة سقطت من يدها لتضرب الأرض بقوة .. عادت خطوات قليلة للخلف وصوتها بنبرة توتر
سندس : ب بيلا .. لنذهب
ابتسم ببرود ليجلس ع الكرسي باستقامة .. وتلكَ الـ بيلا غادرت مكانها لتقف بجانب الدكتورة
قال قبل ان يغادرن ، باسبانية : سننطلق في الساعة 7 .. مكان اللقاء في اللوبي
بيلا وكف الدكتورة الذي يرتجف يحتضن كفها ، قالت بهدوء : حسناً سينيور





اخفـض عينيـه لطبقـه .. وباتريـك يبادلـه الابتسامـة
مكالمـة منصـور لـه .. جعلتـه يغيـر خطتـه .. يجـب أن يقتنـع أولاً ماجـد بأنـهم أطبـاء
لمـاذا كان يبحـث عن اسمهـا بكـل المستشفيـات ؟ مـاذا تريـد ؟
اقسـم سأقتلـع عينيـكَ من مكانهمـا .. أن اقتربـت لهـا ولو خطـوة واحـدة
تلكَ الغبيـة .. جاهلـة لنظرات ذلك المنحـط .. وهي تبادلـه الابتسامـة
لـ نـرى ماذا ستفعليـن بعـد تعلـق عينيّ بـ عينيكِ
هـل ستعوديـن للنظـر لـه ؟ وتسمحيـن له بالتأمـل بعينيكِ ؟
آه .. تلكَ الصديقـة وزوجـة أخـي .. لهـم حسـاب آخـر معـي
ولكـن .. سأحقق لكِ أمنيـة وحيـدة قبـل عودتنـا للقصـر
سنفورتـي .. سـ تتحدثيـن لوالدكِ قريبـاً .. بـ وجودي بقربكِ !





.
.
.





تحتضـن ذراع أختهـا بشـوق وحـب
رأسهـا ع كتفهـا .. وتلكَ الأخـت تبادلهـا مشاعر الاشتيـاق
جـود العزيـزة .. لأول مـرة فـي حياتـي نفترق عن بعضنـا البعض هذه المدة الطويلـة
رفعـت رأسهـا بغضب لـ اختهـا الثالثـة وهي قادمـة مـن صالـة العشـاء



أسماء : شهالدلع بس عااد قطعتي ايد العروس
غلا : انتي شكووو .. اختي ماقالت شي
جود بضحكة : شفيكم انتوا زايده نجرتكم(شجاركم) مع بعض ؟
غلا تبتعد عن ذراع اختها لتواجهها وهي تقول : والله يا جود مكانج بين اكثر بعد رحله الشاليه ..
جود تناظر اختها الصغرى لترفع عينيها لخواتها وباقي الفتيات : ليش شصاير ؟
غلا تشير بسبابتها لنورة وهناء : خواتي الكبار رايتهم بيضا .. بس هذي بدعت فينا .. حتى اسالي امي مانعرف النوم والسبه اهي وعيالها ماشاءالله
هناء : هههههههههههههههه
أسماء بغضب : تضحكين انتي الثانية !! حبيبتي انتي اللي ما تتحملين ولا عيالي مافي مثلهم
غلا : اكيد مافي مثلهم بالازعاج والصراخ
رفعت كفها بضحكه لتغلق الموضوع ، جود : بس عيب المعازيم لي الحين يتعشون ماخلصوا
ليال : والله طولتوا الغيبه انتي ورهف
رهف : عرايس خلونا نستانس ورانا دوامات بعد ثلاث أسابيع
دخلت باستعجال وهي توجه الكلام لابنتها الصغرى : غلا يمه تعالي
وقفت لتترك الصالة وتخرج لوالدتها في الممر الذي يؤدي للباب الخارجي
لتتحدث الأخرى وهي تهمس للتي ع يمينها : اشوف الأوضاع بينكم تغيرت
ابتسمت مها لتقول : أي الحمدلله
رهف : شفتي صبرتي ونلتي .. اهم شي لا تعزلين نفسج .. مو اسمع من امي انج ماتطلعين من شقتج
مها بضحكة : ههههههههههههههه ان شاءالله بحاول مااقعد بروحي




وقفـت أمام والدتها وزوجـة عمهـا الجالسـات في الكراسي بقرب باب الخروج
قالت بصوت هادئ وبتساؤل : امري يمه
وقفت أمها لتسحبها من ذراعها وتجلسها مكانها : اقعدي يمه مع ام عيد ع ما يوصل ولدها
غلا بخجل وتردد : ي يمممه
ام نورة : ما عليه يا عمه اعذريني بروح اشوف ضيوفي
ام عيد بابتسامة من خلف "برقعها" : كثر الله خيرج ياوضحه وعساه بيتٍ عامر
جلست باعتدال لتبتسم بهدوء وهي تعيد خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر ، سمعتها وهي تحادثها
ام عيد : إلا يمه غلا متى تتخرجين ؟
غلا بابتسامة تخفي خلفها توترها : هالسنه آخر سنه
ام عيد : أي زين ماشاءالله .. الله يوفقج يمه .. تصيرين مدرسه(معلمة) ؟
غلا : اي
ام عيد أخرجت هاتفها من جيب ثوبها من تحت عباءتها ، لتقف بتعب وهي تقول : ها وصل
أغلقت الهاتف وغلا تقف معها ، لتقول ام عيد : نزليني يمه من درجكم(السلم) هذا مقدر انزل بروحي
غلا فتحت باب الخروج الذي يؤدي للحوش ، تحدثت بهدوء : ان شاءالله خاله
تمسكت بذراع غلا وهي تنزل معها عتبات الدرج الخمسة .. ليسيروا بالحوش قليلاً حتى وصلوا للباب الخارجي .. فتحته غلا لتقف خلفه وتسمع ام عيد تودعها
أغلقت الباب وهي تقول : اوووف شهالاحراج الله يسامحج يمه




صعدت سيارته بصعوبة .. ليغلق الباب ابنها ويعود لمكانه
ذياب : خواتي مو معاج ؟
ام عيد : لا والله ماقدروا يجون .. ووصلني خالد
ذياب : ااي .. اجل منو اللي موصلج لي الباب ؟
ام عيد بابتسامة مخفية : بنت وضحه غلا .. ماشاءالله الحريم عيونهم عليها والبنت قايمه بعزيمة أمها تقهوي ولا قعدت مكانها
ذياب ضحك بقوة ع نغزات والدته : ههههههههههههههههه الله يرزقها
ام عيد : يمه ترى انا لمحت لامها عن الموضوع
ذياب يدير المقود لليسار وهو يقول : أي موضوع ؟
ام عيد بجديه : موضوع خطبتك لبنتها
دار ع يمينه بصدمة ليعود ليناظر الشارع امامه : يممه الله يهداااج
ام عيد : ذيابو لا تقعد تجذب علي .. ادري انك تبيها ع بالك مااشوف عويناتك(عيونك) وانت تلحقها بالشاليه
ذياب بصدمة : هــــا
ام عيد : أي شفتك .. بس مادري ليه رافض ماتقولي ؟
ذياب : يمه يعني إذا شفتها ابيها ؟؟ شهالكلام
ام عيد : اجل ليه كنت تشوفها ؟
ذياب شعر بغضب ولكن هذه امه ، تنفس بقوة ليقول : الحين شنو مطلوب مني ؟
ام عيد : انت عط نفسك فرصه .. نكلم ابوها ونشوف إذا كان ربك كاتبها من نصيبك بتصير لك
ذياب صمت لدقائق محسوبة ، ليقول بصوت هادئ وعقله يفكر بالموضوع اكثر واكثر :
توكلي ع الله يا الغاليـــــة





مـا أن عـادت غـلا للداخـل .. لنخـرج انا وفتياتـي وخالتـي وشريكتـي
وقفنـا خلف الباب الخارجي في الحـوش .. ننتظر اتصال "عزيز" لـ نخرج
فتياتـي مع جدتهـم يتبادلون معهـا أطراف الحديـث .. وتلكَ بغطائهـا الأسـود تخرج هاتفها وتعيده لحقيبتها
مـا قصـة هـذا الهاتـف الذي لم يصمت طـوال "العزيمـة" ؟
اقتربت لها وهي تتحدث بصوت خافت : مها فيج شي ؟
دارت برأسها لها بتوتر : هــا .. لا مافيني شي
ليال : شفيه تلفونج ما سكت اليوم ؟
مها تدخل هاتفها لداخل حقيبتها وع الشاشة رقم غير مسجل باسم يتصل عليها
مها : ناس فاضية تدق وتصكر .. ما علينا منهم
ليال ولم تصدق ماقالته وعينيها ترى الرقم ع هاتفها قبل ان تضعه بحقيبتها : مها إذا فيج شي قوليلي .. في احد مضايقج ؟
مها بابتسامة حزينة خلف غطائها وعينيها كشفت جزء من هذا الحزن : أحد ؟ .. حتى هالأحد اللي بعدته عن حياتي موراضي يا ليال يتركني بروحي .. حتى لما حذفت الرقم
ليال باستغراب ولم تفهم ماتريد قوله مها : تبين اكلم عزيز يتفاهم معاه ؟
مها حركت رأسها بقوة بـ لا : لا الموضوع ما يستاهل يا ليال .. وتعودت ع التجريح والمهانة منها
ليال بتركيز : منها ؟؟؟؟
مها ناظرت ليال بتركيز : أي منها .. ع بالج هالتحرشات من واحد .. لا اهي وحده يا ليال اللي موراضيه تفكني وتخليني أعيش حياتي
ليال : هذا الموضوع اللي بتقوليلي عنه بعدين ؟
مسكت كفها وهي تقول : ااي .. الله يخليج صكري الموضوع مافيني أتكلم فيه





صعـدوا للسيـارة .. خالتهـا بالمقدمـة مع عزيز
وبالخلف .. فتاتيها بالمنتصف وانا وتلكَ الغامضـة بجـوار البـابيـن
عـادت للنظـر لهاتفهـا وهي تقرأ رسالـة مـا .. أبعدت نظراتي عنهـا وانـا أركـز ع الشـارع
ليست مهـا الغريبـة اليـوم .. أيضـاً فـوز كانـت مختلفـة .. وهـادئــــة بصورة غريبـة
حـاولت التحدث معها ولكنهـا أصرت انه لا يوجـد شي وانها طبيعيـة
فـوز .. ما سـر هدوئكِ الغامـض هذه المرة ؟
مهـا .. مـا سـر حزنكِ ووحدتكِ الدائميـن ؟ مـن هـي صاحبـة الاتصـالات المزعجـة ؟





ادخلـت كفهـا تحت نقابهـا .. لتمسح دموعهـا التـي تتساقـط بهدوء
وصـوت عزيـز وفتياتـه وضحكاتهـم يغطـي السيـارة
عـادت للتجريـح تلكَ الصديقـة السابقـة .. ألا يكفـي أنني ابتعدت عن حياتهـا منـذ خلافنـا الأول
وتركـت لهـا المجـال للشتـم والتجريـح في "دوامنـا" وأمـام باقي المعلمـات
والآن .. ترسل لي أنني السبب بمـا حدث لهـا الآن ؟
ومـا شأني انا أيتهـا الأنانيـة ؟ ما شأن حياتي التي تداخلت مع حياة ليـال بحياتكِ مع تلكَ الشريكـة ؟
رسالتهـا التي تحمل الحقد والكـره .. لمـاذا تواصـل ارسـال مثل هذه الرسائـل ؟ لمـاذا ؟


" طلقنــي .. الحقير طلقني والسبب انتوا
كله منكم يا خرابات البيوت .. كانت حياتي مستقرة
شتتوا عيالي .. صرت مطلقة وعالــة ع اهلي والسبب انتي
انتي يا مها .. اطلعي من حياة المره .. لا تدمرين حياتها
اطلعي يا هدامـة البيــــوت "





.
.
.



يتبع على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t477377-19.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-05-21 الساعة 11:44 PM
اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.