آخر 10 مشاركات
دُميتي.. لا تعبثي بأعواد الحب (4)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          زوجة ساذجة (85) للكاتبة : سارة مورغان ..كامله (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          عديل الروح- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : أم حمدة - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-21, 08:56 PM   #1

فاطِمة عبدالمنعم

? العضوٌ??? » 482664
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » فاطِمة عبدالمنعم is on a distinguished road
افتراضي وريث آل نصران


مساء الخير أعضاء المنتدى الكرام
دي أول مشاركة معكم هنا بروايتي وريث آل نصران
أتمنى أن تنال إعجابكم، وأكون ضيفة خفيفة عليكم
مواعيد الرواية هتكون الثلاثاء، والجمعة بإذن الله
أسيبكم مع المقدمة، و الفصل الأول هينزل كمان شوية بإذن الله
المقدمة:
حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم!
قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح يداه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى:
تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟
أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أن يصبح صدره مسكنها في كل الليالي ولكن لم تملك ثمنها بل حُمِلت أوزارا فوق أوزارها لتصبح بلا حبيب والذنب ذنبها فانطلق فؤادها شاكيا:
يا ليت مُلكك يا ملك كان مِلك شخص غيرك.

وفي النهاية كُتِب علينا الشقاء نحن وأنتم متابعي حكايتنا ولا مفر سوى
المواجهة




***************


روابط الفصول


المقدمة.. اعلاه
الفصول الاول والثاني والثالث.. في المشاركات التالية
الفصول 4, 5, 6, 7 نفس الصفحة
الفصول 8, 9, 10
الفصل 11, 12









التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-01-21 الساعة 07:37 PM
فاطِمة عبدالمنعم غير متواجد حالياً  
قديم 03-01-21, 09:02 PM   #2

فاطِمة عبدالمنعم

? العضوٌ??? » 482664
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » فاطِمة عبدالمنعم is on a distinguished road
افتراضي الفصل الأول (ألقت نفسها)

الفصل الأول (ألقت نفسها ! )
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ۖ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} [الانسان : 1-31]

انتهى القارئ من تلاوة عدد من آيات الكتاب المكرم أمام القبر المتواجد أمام بصره وقد دُوِن على اللوح الرخامي اسم من دُفِن هنا بارزا باللون الأسود
"حسن عبد الباسط فؤاد"

أخرجت النقود تلك السيدة التي قد طغى اللون الأسود على تنورتها الواسعة وما يعلوها وقد بدا عليها وقار من هم في مثل عمرها ربما أوشكت على الخمسين أو أقل عام.
دست الأموال في كف الرجل شاكرة جهده فأخذها منصرفا بهدوء أما هي فعادت لوقفتها أمام القبر تعدل من وضع حجابها.
استدارت ترمق فتياتها الثلاثة، كانت أولاهم "ملك" هبة الله الأولى لها، ملاكها الحاني، ابنتها صاحبة الثلاث وعشرين عام ذات العيون البنية الواسعة والتقاسيم البريئة، جمال هادئ يشبه جمال كثير من بنات جيلها ولكن "ملك" بها ما يميزها بها تلك الرقة التي تجعلك تذوب حين تعطيك ابتسامة فتقسم أنك لم تر قبلها أحد يبتسم قط ، فستانها الأسود الذي رُصِع بزهور بيضاء كأنها النجوم يتماشى مع نعومتها، وحجاب رأسها الأنيق وابتسامتها الهادئة وهي تربت على كتف والدتها ناطقة بحنان:
تعيشي و تفتكري يا ماما.

هزت والدتها رأسها في تأثر وانتقلت عيناها تراقب تعابير فتاتها الثانية "شهد"، مهلكتها تلك التي أنهكت لأنه قد أُنهِكت، شهد التي أتمت عامها العشرين، ابنتها الجميلة ذات العيون التي تجملت باللون العسلي، والخصلات السوداء التي أخفتها هنا فقط بناء على تعاليم والدتها، تملك شقاوة تشيب الرؤوس منها، الشبه بينها وبين شقيقتها الأكبر ليس بالقليل ولكن لكل منهما هالته الخاصة، إنها " شهد" التي تمقت اسمها أشد المقت ولكن إن داهمتها بسؤال " ما اسمك؟ " ستجاوبك في دلال متغنية بحروف اسمها.
أوشكت عيناها على اختراق اللوح الرخامي الذي دون عليه اسم والدها ، ذكريات تداهمها، وقلب شارد لا يعلم ماذا يفعل، عادت بذلك القلب إلى الخلف قليلا، تتذكر في شرود

Flash back

_وأنا مش هطلع بنتي من المدرسة يا "حسن".

=هتطلعيها يا " هادية" علشان مش بمزاجك.
قالها في انفعال واضح مناسب لانفعال زوجته التي اقتربت منه تحارب بدفاع مستميت عن حق ابنتها في التعلم:
حرام عليك يا "حسن"، شهد متعلقة بمدرستها، دي لسه عيلة سبع سنين ليه تحرمها من انها تكون زي اختها وولاد عمها... قولي ايه في راسك طيب.
اقتربت منه أكثر واضعة كفها على كتفه ناطقة برجاء:
البت مبطلتش عياط، علشان خاطري يا " حسن".

كانت الصغيرة تقف خلف الباب بعيون بريئة تترقب الحكم عليها، وقلب مضطرب بين أمل وخيبة، وهوى هذا القلب أرضا حين سمع قول "حسن" الحاسم:
مفيش كلام بعد اللي اتقال... شهد هتطلع.

هنا سقطت لعبتها، وسقط معها الكثير والكثير.
Back

عادت للواقع على يد شقيقتها الأصغر تهزها ناطقة:
شهد أنتِ روحتي فين؟

هزت رأسها بأنها معهم ولكن الأم تعلم أن العكس صحيح، اقتربت "هادية" من أصغر بناتها طالبة:
شوفي حد يسقي الزرع يا "مريم"

هزت رأسها وتحركت تبحث في المكان المحيط بهم تحت نظرات والدتها المهتمة، إنها ابنتها الثالثة "مريم"، إذا وجدت المكان يضج بالحركة فاعلم أن " مريم" حلت به، صاحبة السبعة عشر عام، والمدللة لدى والدتها وشقيقتيها، أكثرهم شبها لوالدتها بلون عيونها الأسود، والوجه الذي اكتسى بالحمرة، و الابتسامة الناعمة، ولكن هل قريبة لها كقرب الهيئة؟

قدم أحدهم يسقي نبتة الصبار، سريعا ما انتهى ورحل، فاختتمن دعائهن لرب أسرتهم في ذكرى وفاته التي لا تمر كل عام إلا وتأتي بهم والدتهم إلىx قبره منذ يوم وفاته.

رحلن بهدوء قطعه صوت شهد وهي تخلع الوشاح الذي وضعته على رأسها تنطق بضجر:
هو مش هاين عليه يبعت معانا العربية، صحيح هيبعت العربية والسواق مع الخدامين.

أوقفتها ملك بقولها الصارم:
شهد كفاية كلام من ده بقى، وبعدين الحجاب اللي قلعتيه في الشارع ده مش قادرة تستني لما نروح وتقلعيه.

أوقفتهما والدتهم طالبة منهم الكف عن الحديث وتقدمت "شهد" للطريق الخارجي وهي تهمس لملك بتهكم:
البركة فيكي أنتِ ومريم يا حبيبتي.
كانت تشير لأمر حجابهما ولكن بنبرة حملت سخرية فتجاهلتها "ملك" استوقفن سائق سيارة الأجرة كي ينقلهم إلى المنزل.
لحظات وكان يقف أمامهم فهرولت "ملك" أولا تجاور والدتها في المقعد الخلفي وتبعتها مريم ولم يتبق سوى "شهد" التي سمعت السائق يتحدث في الهاتف ناطقا بحالمية:
بحبك أوي يا رودي... طب ايه يخليكي تصدقي حبي بس؟

تحركت للخلف ومالت على النافذة المجاورة لوالدتها تقول بغيظ:
انتوا هتقعدوني أنا جنب قصة حب الجاهلية اللي قدام دي.
ضحكن على قولها وحستها أمها على الركوب كي ينتهوا فتوجهت لمقعدها وجلست بتأفف... لم يتحرك السائق بل استمر في مكالمته متابعا بنبرة جعلت الجالسة جواره ترمقه باشمئزاز:
يابت ما أبوكي هو اللي وقف في جوازتنا، يرضيكي يفشكل الجوازة علشان الستاير!

همست "مريم" من الخلف وهي تحاول أن تكتم ضحكاتها بصعوبة:
شهد هتولع فيه.

نبهته "شهد" بنبرة مرتفعة:
بقولك ايه يا اسطا الله يباركلك... اتحرك بقى علشان مش عايزين نتأخر وأنا هحللك مشاكلك مع رودي في السكة إن شاء الله.

لم يجبها بل تحرك بالسيارة متابعا مكالمته فاستدارت هي لهم تردد وقد أوشكت على الانفجار غيظا:
مش هنخلص النهاردة.

قالت "ملك" وقد لمعت فكرة في ذهنها بنبرة منخفضة:
شهد هبعتلك مسدج شوفيها.

فتحت هاتفها لترى ما سترسله شقيقتها فارتسم على شفتيها ابتسامة ماكرة واستدارت غامزة لها وقد راقت الفكرة التي أرسلتها "ملك" لها.

تصنعت طلب رقم ما ووضعت الهاتف على أذنها تقول بنبرة عالية كي تجذب انتباه السائق:
ألو أنا آنسة "شهد"، بنت معالي السفير أحمد اسماعيل
شعرت بانتباه السائق لها وسهوه عن مكالمته فتابعت التمثيل ببراعة:
أرجوك تبلغ بابا إن السواق اتأخر فاضطريت اخد تاكسي، أنا بعتله الرقم بتاع العربية زيادة في الأمان.

أغلق السائق هاتفه سريعا وانتبه للطريق أمامه وهم في الخلف يكتمن ضحكاتهن أما هي فبعد نجاح خطتها أغلقت الهاتف بهدوء واثق محاولة ألا تضحك فيفتضح أمرها ولكن عكر صفو كل هذا حين رن هاتف والدتهم برقم عمهم الذي بالتأكيد يستعجل عودتهم للمنزل فكسا الضيق وجوههن جميعا وكأنه الصديق الذي يحل أينما حل شقيق والدهم...
" مهدي" .

***★***★***★***★***★***★***★***★

في إحدى القرى البعيدة، تلك القرى المتفرقة في أنحاء مصر فلا يعلم سكان كل محافظة عنها إلا بمحض الصدفة، تلك القرية تقع في عروسة البحر المتوسط... محافظة الاسكندرية تحديدا شرقها.
هنا على أعتاب منزل كبير بدت الفخامة على واجهته الخارجية العتيقة مما دل على أن ما في الداخل ليس أقل مما في الخارج.
قصر "نصران" لصاحبه "نصران" مالك البيت وربما القرية بأكملها، رجل على مشارف السبعين، اشتهر بحكمته في التعامل مع سكان هذه القرية لتصبح وحدة واحدة خاصة بأهلها ولا علاقة لها بما في الخارج، هنا الجميع يسير وفق ما يريد كبيرهم فلا تعرف أقسام الشرطة لهم طريق ولا تخرج المشاكل عن دائرتهم.
المساحة الخضراء تحاوط المكان فتشعرك بالراحة وخاصة مع صوت أوراق الأشجار التي تضربها نسمات الهواء العليلة، في الداخل عمت الهمة والنشاط إذ أصبحت المائدة مُعدة بالكامل ولم يتبق سوى نزول أهل البيت لتناول الإفطار
خرجت سيدة ترتدي فستان أنيق، ضمت خصلاتها لأعلى بما يناسب سنها الذي قارب من الستين، ملامح حازمة وكانت النبرة أشد حزم وهي تسأل الواقفة أمامها:
الفطار جاهز يا "تيسير"

هزت الخادمة رأسها مؤكدة:
جاهز يا ست هانم، وصحيتهم وهما نازلين.

حركت رأسها برضا وجلست على المقعد المجاور للرئيسي على هذه المائدة، لم يمض الكثير من الوقت حتى نزل "نصران" كبير هذا البيت وتربع على مقعده المترأس للمائدة
تحدث وقد ظهر أنه يبحث بعينيه عن شيء:
هما فين يا "سهام "؟

لم تستطع إجابته لأنهم أتوا بالفعل، ثلاث شباب يتسابقون على الدرج وكأنهم ما زالوا صغار هدف كل منهم هو الوصول أولا.
تقدم أولهم " فريد" شاب في الثلاثين من عمره، كتلة من الطاقة تتحرك هنا وهناك، يخاف والده من تهوره ويخشى أن يقحم نفسه في مصيبة ما دائما، كانت ملامحه تشبه ملامح والدته التي تركتهم منذ سنين، ابتسامة واسعة لا تفارقه، وعين تسلب إرادتك فتنظر لها كالمسحور، لحية مهذبة خفيفة، وشعر مكسو باللون الأسود، وكعادة معظم أهل "مصر" كانت البشرة قمحية.
مال على كف والده يقبله ناطقا باحترام:
صباح الخير يا بابا.

جلس على المقعد المجاور لزوجة والدته ناطقا بشقاوة:
صباح الفل يا "سهام".

ضربته ضربة خفيفة على كتفه ناطقة بتذمر:
يا بني عيب كده.

أشار للواقفين ناطقا باستنكار:
هو ايه اللي عيب؟
ثم استطرد مازحا:
بقى القمر ده يتقاله يا ماما ده اللي يشوفك يقول أصغر مني.

ضحكت وهي ترمقه بنظرات من كشف خدعة أحدهم:
اه يا بكاش.

تقدم الشاب الثاني بابتسامة واسعة حاول بها إخفاء همه المتراكم عليه، إنه " طاهر"x أو كما يقال الكابتن "طاهر" ،x مهنته هي الطيران فهو طيار مدني، لا يكون بالبيت معظم الأوقات بسبب ظروف عمله فقط عطلته يقضيها هنا مع عائلته وفخره، عينان بنية تشبه عيون والدته "سهام" وبشرة باللون الأسمر ، وجسد يحافظ على كونه رياضي ليناسب دائما المهنة... وخصلات سوداء طويلة بعض الشيء .

قبل كف كبيرهم مرددا بهدوء:
صباح الخير يا حاج.

علم "فريد" أن هناك شيء ما فهذه ليست عادة "طاهر" هذا الصمت التام الذي يحاوطه ربما يوحي بمعركة جديدة مع زوجته، أشار مراد للوحيد المتبقي يسأله بعينه عن سبب تغيره ولكن لم يجد إجابة
إذ اقترب "حسن" من كف والده ومال عليه هو الآخر يفعل كما فعل شقيقاه، إنه "حسن" أصغرهم سنا تخطى العشرين بعامين، يدرس في كلية الفنون الجميلة وربما هذا عامه الثاني في الرسوب، استهتاره شديد، ولهوه أشد، كان مزيج من شقيقيه في الملامح، ولكن مازال لم يملك رضا والده كالذي يملكانه.

جلس على مقعده جوار "فريد" الذي همس له:
طاهر ماله؟

بدا عليه الضيق وهو ينطق بسخرية على زوجة شقيقه:
متخانق مع الست.

_فين مراتك يا "طاهر"؟
قالتها والدته تسأل عن زوجة ابنها وكانت متيقنة من اجابته حيث قال:
نايمة.

تحدثت والدته مجددا وقد اكتسب صوتها الحدة:
غريبة مع أني سمعت صوتها وأنا نازلة، كانت بتقولك ايه بقى؟
تابعت ونظراتها تهاجم ابنها:
بتقولك تاخد شقة بعيد، وتسيب ابنك هنا نربيه احنا صح! .

ضرب نصران على الطاولة ناطقا بحزم:
بس يا " سهام" .

رمق نصران "طاهر" وسأله:
تحب نتكلم هنا يا "طاهر" ولا جوا.

ترك مقعده فعلم "نصران" الإجابة فقاده إلى الداخل طالبا من "تيسير" إحضار إفطارهما إلى داخل الغرفة.

أما "فريد" و "حسن" فتبادلا عن النظرات حول ما حدث، كل من هنا يعلم مأزق طاهر، ذلك الشاب الذي تزوج من سنين من فتاة مرحة تتفنن في إسعاده ولكن سعادته لم تستمر طويلا إذ توفت وهي تنجب ابنهم الأول، وتركته يعاني آلام الفراق، ولكن خففتها بذلك الصغير الذي امتلك قلبه، تلاحقت الأعوام حتى تعرف على إحداهن في رحلة ما كان يقودها، لم يكن حب في البداية بل رأى أنها مناسبة له شابة توفى زوجها ومعها طفلتها الصغيرة التي في نفس عمر ابنه تقريبا، لذلك زواجهم لن يسبب أي مأزق لأي أحد، هي سعت كثيرا في التقرب من "طاهر" رجل أحلامها بجاذبيته ومهنته ومكانته الاجتماعية، حتى تحقق مرادها وتزوجها هو لتكون أما تعوض وليده عن فقد أمه ويكون هو أبا لا بنتها ولكن وعلى العكس المتوقع ظهرت الصعاب بعد مرور سنة واحدة فقط، بعد أن أعطاها قلبه الذي لم يعطه لها في البداية.

_هي مدام "فريدة" مش عارفة إن طاهر اتجوزها علشان يزيد بس.
قالها "حسن" وقد أحزنه افتعالها المتكرر للمشكلات من أجل طفل صغير لا يضرها في شيء.

نطق "فريد" بعد أن مط شفتيه بيأس:
طاهر بيحبها.

وصل "حسن" لذروة ضيقه وهو يقول:
يولع الحب يا أخي.

تحدثت "سهام" هذه المرة وقد فهمت لعبة زوجة ابنها جيدا:
غبية، مفكرة إن ضمان جوازها من طاهر هو إنه يقدر يستغنى عن ابنه علشانها، استغلت الحب غلط.

كانت تقصد بهذا أفعال زوجة ابنها التي صارت تهمل الصغير بصورة متكررة، تهمله على حساب ابنتها المدللة، اختفت المعاملة الجيدة ليحل محلها الجفاء الذي لا يستوعبه صغير في السادسة من عمره، ولم تكتف بل تطلب المزيد بكل تبجح أن تنفصل عن البيت وأن يترك طاهر ابنه هنا.

_طاهر هيطلقها.
قالها فريد وهو يتناول من الطبق أمامه ولم يلحظ نظراتهم التي تسلطت عليه إلا حين رفع رأسه فضحك مؤكدا:
هتشوفوا.

تنهدت "سهام" بسأم ثم قالت وكأنها تذكرت شيء:
فين اختكم... رفيدة منزلتش ليه.

شقيقتهم رفيدة صغيرة هذا البيت في التاسعة عشر من عمرها، مدللة هذا البيت ذات الخصلات التي لُوِن بعضها صناعيا باللون الأزرق مما استفز والديها، حينما يقال اسمها هنا فأعلم أن المقصود هو الجميلة المدللة.

أجابها حسن أثناء تناول طعامه:
خبطت عليها قالت إنها عايزة تنام.

_عال والله... أنا ليا تصرف تاني معاكم من بكرا كله يبقى هنا وقت الفطار مفيش حاجة اسمها نايمة ولا تعبانة، واللي مش هينزل ملهوش فطار يبقى يتفضل يفطر في أي حتة برا.
قالتها "سهام" بعصبية وتركت مقعدها دون أن تكمل تناول طعامها فهمس "فريد" بقلق:
هو اليوم باين من أوله.

لاحظ "حسن" تلك القلادةx المصنوعة من الجلد والتي يرتديها شقيقة وقد تدلى منها حرف "m" فنطق بمكر:
مين بقى حرف ال m ده مكانش العشم بتلعب من ورايا يا فريد.

لم يجبه بل هرول حينما سمع نداء والده وقال لشقيقه بغيظ:
خليك في حالك.

والآن حان الوقت لتعرف تفاصيل هذه العائلة
"نصران علي نصران" كبير هذه العائلة تزوج من حبيبته وابنة عمه وأنجب منها ابنه "فريد" وابن اخر
سنعرف عنه في القادم، توفى شقيقه تاركا أرملة شابة معها طفلها "طاهر" والذي كان في نفس عمر فريدx ، وكالعادة صار الضغط من والدته حتى يتزوج زوجة شقيقه من أجل ألا يخرج الصغير خارج إطار العائلة المقدس، رفض في البداية ولكن مع مرارة ضغط والدته استسلم اخيرا وتزوج "سهام" لتصبح زوجة ثانية له، توفت زوجته الأولى بعد سنوات تاركة له طفلين ولم يكن هناك من يرعى سوى "سهام" فاعتبرها "فريد" أم له ونسى كونها مجرد زوجة أبيه وطاهر شقيقه وليس ابن عمه، وأنجبت "سهام" بعد ذلك ما ربط الأخوةx "حسن" و "رفيدة".
وهكذا صارت الأسرة متكاملة ولكن ينقصها واحد.

***★***★***★***★***★***★***★***★

توقف سائق الأجرة أمامx المكان المنشود فنزلن الفتيات تباعا تتقدمهم أمهم إلى داخل ذلك المنزل، منزل شقيق زوجها المتوفي ... " مهدي" و زوجته "كوثر" وابنته "علا" في نفس عمر "شهد"، وابنه " شاكر" الذي تخطى الثلاثين بعام ذلك الذي يشبه والدته في عدوانيتها ومكرها.

دخلن إلى المنزل فاستقبلتهم "علا" بفستانها الأزرق ويدها الموضوعة على خصرها ونظراتها المتهكمة وهي تقول:
كل ده في المقابر انتوا كنتوا بتدفنوه تاني ولا ايه!

تحدثت "ملك" معنفة:
ما تحترمي نفسك يا بت انتِ.

تحدثت "مريم" هذه المرة تقول بضيق:
ما هو العيب مش عليها العيب على اللي رباها على قلة الأدب... لدرجة انها متحترمش عمها الميت.

نطقت "هادية" بتجاهل:
ادخلوا أوضتكم ومحدش يرد عليها.

تحركن بعيون مليئة بالضجر، كانت الأخيرة "شهد" تسير ببطء حتى لمحت "كوثر" تجر ابنتها خلف أحد الجدران.... تركت اتباع والدتها وهرولت تقف خلف الحائط حتى تعلم ما يحدث، دقائق وارتسم على فمها ابتسامة ماكرة حين سمعت زوجة عمها تخبر ابنتها أن تستعد لأن بعد ساعة على الأقل سيصل _عريس_ لها.
****★****★****★****★****★****★****

في غرفة الفتيات، كانت ألوان الغرفة رقيقة ولكنها صغيرة على أربعة، وكأنها لا تمت بصلة لهذا البيت الواسع، كانت "مريم" تهرس الفول في طبق قائلة باستمتاع:
ريحته قمر يلا علشان تفطروا بقى.

أعدن إفطارهن ذلك الإفطار المعروف لدى الشعب المصري في يوم الجمعة، (الفول والطعمية)
ورائحة البخور تغطي الغرفة
جلسن لتناول الطعام فسألت "هادية" عن ابنتها:
هي شهد فين؟... كانت ماشية ورايا.

أجابتها "مريم" وهي تدس اللقمة في فمها:
تلاقيها بتجيب حاجة من برا وداخلة.

اقتحمت الغرفة وأسرعت تأخذ مكانها جوارهم طالبة الصبر:
استنوني متخلصوش.

جلست في منتصفهن وأعطتها والدتها الخبز فقالت وهي تأخذه منها:
عرفت ليكوا حتة خبر بمليون جنيه.

انتبهن لها فهزت رأسها تقول بعناد:
لا مش هقول.

وكزتها والدتها بغيظ ناطقة:
قولي بقى بلاش غلاسة.

تركت "ملك" مكانها واتجهت للخارج تحدثهم:
متخلوهاش تقول لحد ما اجيب الماية واجي.

ذهبت إلى المطبخ تخرج زجاجة ماء من البراد استدارت نحو الأكواب ورفعت يدها تتناول كوب منهم لتجد من يحكم قبصته على خصرها من الخلف فصاحت بهلع، وزاد هلعها حين عرفت أنه ابن عمها الذي اتى للتو من الخارج ورائحة فمه لا تطاق من الخمور، هو ليس في حالته الطبيعية.
حاولت ابعاده بكل ما امتلكت من قوة وهى تعنفه:
انت اتجننت يا "شاكر"

تابعت وهي تبعده صارخة:
يا شيخ بطل قرف بقى
أما هو فلم يتزحزح بل تزداد نظراته تبجح، لمحت شقيقتها تدخل فاستغاثت بها ببكاء، هرولت شهد وجذبت كوب زجاجي هشمته على رأسه فابتعد تلقائيا إثر الدم الذي سال، تجمع الجميع إثر الصوت العالي وتحدثت زوجة عمهم بغضب وهي تهرول ناحية ابنها ترى ما أصابه:
ايه اللي حصل.

ضمت "هادية" ابنتها في حين صاحت "شهد" كي يسمعها الجميع:
البجح ابنك شوفيه شارب في أنهي زريبة وداخل يتهجم على اختي.

اقترب "مهدي" من المطبخ فصرخت زوجته تتصنع الاستغاثة:
تعالى يا "مهدي" تعالى شوف بنت أخوك بتعمل ايه،
ابنك داخل يشرب ومش واخد باله راحت ضرباه على دماغه
كانت نظرات "شهد" مليئة بالاستنكار في حين تابعت زوجة عمها:
عايزين يموتوه، عايزين ياخدوا كل حاجة ولاد حسن، واحدة تقول انه اتهجم عليها، والتانية تبطحه.

_بناتي مش كدابين يا كوثر، ابنك شارب وريحته واصلة لكل اللي واقفين هنا... ربيه ولا تربي ايه بقى ده بقى 31 سنة.
قالتها "هادية" التي مازالت على وضعها تحتضن ابنتها
ثم استطردت:
عاجبك كده يا مهدي، هو ده اللي هيحمي بنات عمه ويضلل عليهم.

اتى اتصال لمهدي هب حين شاهده وهرع نحو الخارج فلحقت به زوجته ومعها ابنها بغضب، فاستغلت "علا" الفرصة وجذبت "شهد" من خصلاتها تنتقم لأخيها، ارتفع الصراخ واقتربت "مريم" تبعدها عن شقيقتها لكن لم تفلح بينما رفعت "شهد" كفها وجذبتها هي الاخرى حتى اسقطتها أرضا فنطقت علا بشر:
هتشوفي يا شهد، والله ما هسيبك.

قالت لها شهد وأمها تجذبها كي تخرج بهم من هنا:
قومي يا حبيبتي وريني.
كانت تعلم "شهد" أن "علا" ليست متفرغة للشجار وتتأهب للموعد بعد أقل من ساعة فقررت أن يكون انتقامها فيه فنطقت:
أنتِ وريني، وأنا هوريكي النجوم في عز الضهر يا "علا".

في، نفس التوقيت
كانت سيارة "طاهر" قد أوشكت على الوصول إلى المكان الذي طلب منه والده الذهاب إليه فسأل "فريد" الذي صاحبه إلى هناك:
هو احنا رايحين ليه؟

قال "طاهر" وتركيزه منصب على الطريق أمامه:
هنبلغ "مهدي" رسالة ونرجع.
تابع "طاهر" مباغتا "فريد" بسؤاله:
هو "عيسى" مش بيكلمك؟

تنهد "فريد" بحزن دفين، شقيقه الذي أقسم على الفراق فتمزق القلب شوقا:
مش علطول، كل شهر مره مثلا.

ربت "طاهر" على قدمه فابتسم له فريد بهدوء
بينما أكملا الطريق إلى وجهتهم المنشودة

***★***★***★***★***★***★***★***★

تحركت تيسير نحو الغرفة الخلفية للمنزل حاملة أكواب الشاي الساخنة لرب عملها "نصران" وضيفه المنتظر والذي قرر أن يستقبله في مضيفته الواقعة خلف المنزل
دقت على الباب حين وصلت وانتظرت الرد فلم تجد إجابة، مطت شفتيها باستغراب وأعادت الكرة ولكن لا إجابة!
اضطرت إلى فتح الباب فالقلق قد نهشها

فتح الباب تبعه صراخها العالي وهي تنطق اسم رب عملها بهلع!

في نفس التوقيت

وقفت "ملك" في شرفتها بنظرات باكية بسبب ما تعرضت له وقعت عينها فجأة على سيارة متوقفة في الخارج، حلت الابتسامة بدلا من الدموع... هو هنا حبيبها هنا لم تستطع إكمال خواطرها بسبب رسالة نصية ولحسن الحظ أنها منه:
وحشتيني... انا زوغت من طاهر لبس هو في عمك ، اخرجي بقى عايز أشوفك.

أجابت و الابتسامة لم تفارق وجهها:
مش هينفع يا "فريد" هنا.

جاوبها برسالة اخرى جعلتها تفكر:
هستناكي عند ابراهيم اللي بناكل عنده الدرة، هتيجي يا ملك.

نظرت أمامها بحيرة تفكر هل تذهب أم لا.

***★***★***★***★***★***★***★***★

كان مهدي يجلس مع ذلك القادم للتلميح لخطبة ابنته في غرفة المكتب، خرجت "شهد" لتوها من غرفتها لتنفذ ما نوته وهو إفساد هذه الجلسة بأي ثمن، سمعت صوت علا الكريه بالنسبة لها يأتي من غرفتها وهي تقول مهللة:
العريس جه يا ماما، أنا شوفته من الشباك.

بينما في نفس التوقيت دخل طاهر، بعد أن طلبت منه الخادمة أن ينتظر "مهدي" دقائق هنا في......
قطع تأمله لمدخل البيت صوت هذه الشابة التي نطقت:
انت العريس!

لم يجب إثر دهشته وسمعت هي صوت بوابة غرفة "علا" تُفتح مما يعني خروجها فأخذت تعبث بخصلاتها سريعا حتى ظهر عليها عدم الترتيب وفي ثوان كانت قد ألقت بنفسها عليه ، لم يستطع "طاهر" فهمx أي شيء فقط أحكم قبضته على خصرها حتى لا تسقط
ولكن شهقة من علا والمنظر أمامها كالتالي ابنة عمها بخصلات مبعثرة فاقدة للوعي بين يدي من يتشبث بها بكل قوته...بين يدي الغريب أو من ظنته
عريسها المستقبلي.

شهد شاهدٌ على مصرعِ قلوب
قال أقسم بخالقي إنها من الألمِ تذوب

وتحدث والعين فائضة بالدموع
يا ليت قلبي للعالمين رسول
ينذر بشر آتى رأوه جنة وهو يرمقهم بوجه عبوس.
فتحطمت قلوبهم لأتجرع أنا كأس يا ليت.

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 03-01-21 الساعة 09:26 PM
فاطِمة عبدالمنعم غير متواجد حالياً  
قديم 03-01-21, 09:07 PM   #3

فاطِمة عبدالمنعم

? العضوٌ??? » 482664
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » فاطِمة عبدالمنعم is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني (فريد)

الفصل الثاني (فريد)
رواية وريث آل نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

الوضع كالتالي ابنة عمها بخصلات مبعثرة فاقدة للوعي بين يدي من يتشبث بها بكل قوته...بين يدي الغريب أو من ظنته
عريسها المستقبلي.
اندفعت "علا" نحو ابنة عمها وهي ترى حالتها هذه وتقول بلهجة حملت الحدة في طياتها:
ايه اللي جرالها!

لم يجب "طاهر" بسبب الخادمة التي آتت مهرولة تحمل في يدها بصلة أحضرتها من المطبخ لتجعل "شهد" تستنشقها، نجح الأمر وفتحت عينيها وقد بدا على وجهها علامات الامتعاض إثر الرائحة.
ساعدتها الخادمة وابنة عمها على الوقوف واخترقت كلمات طاهر أذنها، كانت نبرة ملتوية وكأنه يخبرها أنه يعلم حقيقة فعلتها:
أنتِ بخير دلوقتي؟

لم تنظر له بل هزت رأسها بالإيجاب وطلبت من الخادمة أن تنقلها إلى والدتها، تركت "علا" ذراعها بسبب نداء والدتها التي خرجت للتو لصطدم بما يحدث... كانت شهد تتحرك بجوارها بمساعدة الخادمة فسمعتها تهمس لابنتها بحزم:
ادخلي المكتب لأبوكي علشان تسلمي على محسن.
أتبعت ذلك بقولها المفسر:
العريس.

جحظت عين "شهد" مما جعل الخادمة تتوقف لكي تسألها هل هي بخير أم لا بينما في نفس اللحظة همست "علا":
هو العريس في المكتب!... طب مين اللي ورانا ده؟

دفعتها أمها لتدخل لوالدها واتجهت هي لترحب بهذا الضيف حيث نطقت بأدب:
دقايق و الحاج يخلص.

كان طاهر قد جلس على الأريكة، هز رأسه لها بمعنى أن لا مشكلة فعرضت هي عليه مرحبة:
تشرب ايه بقى؟

_شاي ممكن.
هزت رأسها وتحركت مغادرة تبحث عن الخادمة كي تحضر له ما طلبه أما هو فكانت عيناه تدور في المكان وعقله مشغول بما حدث منذ دقائق.

x x ★***★***★***★***★***★***★***★

وصلت الخادمة إلى الغرفة الخاصة بشهد وشقيقتيها، ومدت كفها لتدق الباب فمنعتها شهد بقولها:
أنا خلاص بقيت كويسة يا " حسنية" امشي أنتِ.

هزت رأسها بالنفي وهي تؤكد بإصرار:
لا معلش أنا عايزة الست هادية في حاجة.

رمقتها " شهد" بعيون ضاقت في شك تبحث عن سبب لهذا الطلب ولكن في النهاية هزت رأسها موافقة وتركتها تتابع دق الباب، فتحت "مريم" وعلمت سريعا من "حسنية" ما حدث فأخذت شقيقتها في لهفة ودخلت للغرفة تطلب من أمها الخروج للمنتظرة في الخارج.
أثارت هذه الأحداث قلق "هادية" حالة ابنتها التي يُقال أنها فقدت الوعي، و الخادمة التي تنتظر في الخارج.... خرجت لها تقول باضطراب برز في عينيها:
خير يا "حسنية" في حاجة؟

مطت "حسنية" شفتيها وهي تبحث عن مدخل لكلماتها فهي شديدة الحرج من الموقف ولكن ترى أن من واجبها أن تقول.

_يا "حسنية" قلقتيني!
قالتها "هادية" في توتر مما جعل "حسنية" تنطلق في الحديث وكأنها التقطت خيط شجاعتها للتو:
أنتِ لو مش غالية عليا يا ست هادية أنا مش مكنتش جيت هنا يعلم ربنا، أنا جاية بخصوص شهد.

قبل أن تسأل هادية عن فعلة ابنتها تابعت "حسنية" الحديث بحرج:
في ضيف كان جاي من شوية وأنا دخلت المطبخ أعمل حاجة وكنت راجعاله علشان أضايفه، جيت خارجة لقيت الست شهد قدامه وقالتله حاجة أنا مسمعتهاش وبعدها رمت نفسها عليه.

اشتعلت نظرات "هادية" وهي تنطق بحدة صارمة:
ايه اللي بتقوليه ده يا "حسنية" أنتِ بنفسك قايلة لمريم انها كانت واقعة وفوقتيها.

ضربت "حسنية" على رأسها وهي تصحح الموقف مؤكدة أن نيتها الخير:
والله ما اقصد حاجة وحشة، شهد دي ست البنات كلهم، بس أنا شوفت بعيني ده مش منظر حد وقع من طوله، هي رمتله كلمتين وراحت رامية نفسها عليه... أنا حتى أول ما شوفت علا خوفت تعرف انها صاحية فجريت وعملت اني بفوقها، أنا خوفت عليها حد فيهم يعرف ولا يعملها حاجة... بناتك دول بناتي.

_تشكري يا "حسنية" امشي أنتِ.
قالتها بغضب قد سكنها، وتركتها ودخلت للغرفة مغلقة الباب خلفها بقوة مما أثار قلقهم في الداخل.

قالت "ملك" وهي تتفحص تقاسيم والدتها التي اتخذت من الاقتضاب وشاحا:
مالك يا ماما؟

اتجهت "هادية" ناحية "شهد" التي تمددت على فراشها المشترك مع "مريم" فاعتدلت شهد في نومتها تسأل:
في حاجة يا ماما؟

_أنت كان مغمى عليكي ولا كنتي بتمثلي؟
قالتها بعيون احتلتها نظرات الشك وقلب يتمنى أن تدفع ابنتها هذه التهمة بعيدا عنها.

ولكن لا من إجابة صمت تام فقط تبادل والدتها النظرات وأخيرا نطقت بعيون حادة:
حسنية هي اللي قالتلك!

تبادل "مريم" و "ملك" النظرات بقلب وجل بينما حاولت "هادية" استدعاء كل ذرة ثبات لديها حتى لا تفتك بها قبل التأكد من أي شيء:
قد أمك دي مش واحدة بتلعب معاكي في الشارع، اسمها طنط.

مطت شهد شفتيها وهي تكرر باستهزاء:
طنط؟... وهي اللي تمشي تنقل اللي شافته يبقى اسمها طنط!

_يعني حصل؟
قالتها والدتها بحاجب مرفوع فنظرت شهد للأسفل وحاولت استجماع ثباتها الضائع وهي تقول بتوتر:
اه حصل
ابتلعت ريقها متابعة بضيق:
كنت فاكراه عريس "علا" وعملت كده علشان أبوظ الموضوع.
لقد انتوت فعل ذلك، بعثرت خصلاتها وتصنعت فقد الوعي حتى تظن ابنة عمها أن هذا الغريب فعل لها شيء وكانت ستكمل خطتها حين تستيقظ وتهرول ناحية غرفة عمها وتخبره بتعرض هذا الغريب لها ولكن خطتها فشلت حين علمت ببساطة أنه ليس الشخص المقصود!

جذبتها أمها من خصلاتها وهي تقول بشراسة:
حرام عليكي، أنتِ عايزة تعملي فيا ايه يا شهد

أسرعت ملك تحاول مع والدتها كي تبعدها، وكذلك مريم تحول بينهما في حين نطقت شهد بنبرة باكية:
أنتِ اللي عايزة تعملي فينا ايه تاني أكتر من كده، بصي حواليكي للقرف اللي احنا عايشين فيه.

لم ينجدها أحد من تلك الصفعة التي تلقتها وملك التي ردعتها بدموع:
بتقولي ايه يا "شهد" اسكتي.

صرخت فيها وقد ثارت ثورتها بعد صفعة والدتها:
ملكيش دعوة أنتِ، محدش يدخل أنتوا محدش فيكوا ولي عليا... اللي ليها كلمة عليا ضربتني عايزة تعملي حاجة تاني يا ماما ولا أغور في ستين داهية من الأوضة الغم دي.

خبت دفاع "مريم" فشقيقتها تزداد كلماتها تبجح بينما نطقت "ملك" وهي تدفعها للخلف:
ايه قلة الأدب اللي أنتِ فيها دي، احترمي نفسك واتكلمي مع ماما كويس.

أبعدتهم "هادية" وجذبت "شهد" من ملابسها تنطق بحدة:
أقسم بالله يا "شهد" لو ما احترمتي نفسك هتشوفي مني أيام سودا، أنا معنديش حد مش متربي ومش على اخر الزمن هتيجي أنتِ اللي تخلي سيرتي على كل لسان.

انكمشت إثر نبرة والدتها الجامدة، وتلك العيون التي تحمل التهديد فربتت والدتها على كتفها بقوة تقول:
سمعتي يا بنت "حسن".
هزت رأسها فتركت والدتها ملابسها وفور ذلك تحركت " شهد" نحو هاتفها الذي أخذته وغادرت الغرفة بأكملها.

x x ★***★***★***★***★***★***★***★

في غرفة "نصران"
خرج الطبيب الذي أحضرته "سهام" من الغرفة ناطقا بآلية:
يا مدام سهام احنا مش منعنا المنبهات، حاج نصران قلبه مش مستحمل أي حاجة واحنا بنزق علشان الدنيا تمشي معانا.
صمت ثوان واستطرد باستنكار:
يعني ايه القهوة تتشرب يوميا أكتر من ست مرات وأنا منبه عليكي منعها .

هزت رأسها موافقة فهي تعلم الخطأ وعناد زوجها الذي لا يوصف، تحدثت بكلمات مختصرة:
التعليمات كلها هتتنفذ بعد كده.

أعطاها ورقة دون فيها بعض الأدوية وهو يحذر:
أتمنى ده علشان مش كل مرة هنقدر نلحقه للأسف.

خرج معه "حسن" بينما دخلت هي إلى الغرفة تقول بلوم لذلك الراقد على الفراش بعد أن أصابته إحدى النوبات:
عاجبك كده يا نصران، مش حرام عليك اللي أنت بتعمله فيا ده
تابعت معاتبة:
فيها ايه لو نسمع كلام الدكتور؟

لم تجد منه رد وقبل أن تتحدث مجددا طلب منها برجاء:
أنا عايز أنام يا "سهام" لما أصحى هنتكلم.

هزت رأسها موافقة وتركت له الغرفة كي يستريح وبمجرد خروجها قابلت ابنتها "رفيدة" التي قالت بقلق:
بابا ماله يا ماما؟

_تعب شوية يا حبيبتي، سيبيه يستريح دلوقتي.
احتضنتها والدتها وقد شعرت بخوفها على "نصران" فقالت "رفيدة" ما جعل الدماء تتجمد في عروق "سهام":
عيسى كلمني.

شعرت " رفيدة" بتراخي ذراع والدتها عنها فقالت:
مالك يا ماما؟

تصنعت الابتسامة وهي تبرر بقولها:
مفيش يا رفيدة بس أنا متلغبطة شوية علشان تعب بابا
وتابعت بترقب:
قوليلي بقى عيسى قالك ايه؟

_عادي سلم عليا، وسأل على الكل ... أنا قولتله إن بابا تعبان وهو تقريبا كده جاي.

توقفت عن الحديث حين سمعت صوت تلك النغمة المميزة لهاتفها، رسالة من صديقتها كُتِب بها :
هتنزلي؟

عادت لوالدتها التي شردت مجددا فنبهتها:
ماما أنا هنزل القاهرة بكرا.

قالت والدتها باعتراض:
كليتك فاضل عليها أسبوع، هتقعدي في السكن أسبوع تعملي ايه؟

_علشان خاطري يا ماما... عايزة اخرج مع جيهان.

نطقت بحسم وهي ترحل من أمامها :
لا يا رفيدة ... أنا قولت لا.

تأففت بضجر بعد رحيل والدتها وفتحت هاتفها لتسجل رسالة صوتية لصديقتها تقول فيها بانزعاج:
مش هعرف يا جيهان أنزل الأسبوع ده، اسهروا أنتوا بقى.

أجابت صديقتها برسالة صوتية أيضا تتطلب منها فيها المال بسبب ضائقة تمر بها.

فأجابتها "رفيدة" بحزن:
للأسف يا "جيهان" أنا مش معايا المبلغ ده بس حاضر هحاول أتصرف وأبعتهولك.

_ميرسي يا روحي
قالتها جيهان مختتمة الحوار بينما صعدت رفيدة إلى غرفتها بعقل مشغول، ممن تطلب المال مجددا، فهذه المرة الثالثة التي تطلب فيها جيهان منها أموال .... وصحبة جيهان لا تروق لوالدتها أبدا وبالتالي إن عرفت بهذا الأمر لن يحل إلا كوارث وعلى رأسها هي فقط!

xx ★***★***★***★***★***★***★***★

كانت الدموع تُغرِق وجه "شهد"، توبيخ والدتها وملك أيضا التي ظنت نفسها والدة آخرى لها، خرجت وكانت تسير وحيدة أمام منزل عمها فلاحظت خروج الضيف مما جعلها تسرع في خطوتها ولكنه فعل ما لم تتوقعه إذ سمعته يقول:
ممثلة هايلة أوي... تنفعي جدا بجد.

لم تجبه بل واصلت سيرها بطريقة أسرع فنطق ضاحكا:
لا وملكة في الهروب كمان.

استدارت له تقول بحدة وقد كسى الغضب عينيها:
بقولك ايه أنا مش فايقة، مش هيبقى مجانين جوا البيت وبرا كمان.
تابعت صارخة:
دي بقت حاجة تقرف.

قالت اخر كلماتها ورحلت بتوتر فهو لم يهتز ثانية إثر كلماتها، يعلم أن صوتها المرتفع وطريقتها الهجومية محاولة لتخليص نفسها مما حدث.

لم تسر في الطريق العمومي بل تحركت خلف المنزل إلى الطريق الاخر، وجدت ذلك المقعد الخشبي الذي أوشك على التهالك، المقعد الذي اعتبرته صديقها منذ الصغر فجلست عليه وأخذت تتأمل السيارات التي تخرج من هنا للطريق الرئيسي بعين شاردة، تتذكر ذكريات طفولتهم ولهوهم، تتذكر الطامة الكبرى وفاة أبيها الذي وبكل بساطة لم يترك لهم قرشا واحدا بل كان مديون لعمها... تتذكر كثيرا ذلك اليوم

Flash Back

_أنا كنت عارفة إنه خسر فلوسه بس مكنتش أعرف إنه مديون ليك يا مهدي.
قالتها " هادية" وقد حلت الصدمة على رأسها فزوجها رحل وترك لها مسئولية ثلاثة صغار دون أي شيء يعينها فلا أقارب لها ولا مال تركه يسد حاجتهم ، فاقت من صدمتها على صوت "مهدي" الذي قال مطمئنا:
أنا مش عايز الدين ده، حقي مسامح فيه، بس هو سايب ايه يا هادية، الأرض وباعهالي لما خسر، مش فاضل منها غير نص قيراط، وده مش هيعملك حاجة يا هادية لو بعتيه لا هيأكل عيالك ولا هيصرف على تعليمهم، ولا حتى هيجبلك شقة في حته كويسة، بس ولا يهمك ونتِ وبنات أخويا مكانكم في البيت ده ومصاريفكم هتكفل بيها من أولها لآخرها.

اضطرب قلبها قلقا فمهدي يقدم التنازلات هكذا بلا مقابل ، حقا؟ .... أم أنه يريد الحفاظ على أبناء شقيقه حقا رفعت عينيها له وهو يتابع:
وشهد هترجع مدرستها من الصبح، أنا وحسن عملنا مشروع وخسرنا وأنا عوضت الخسارة دي والأرض رجعتلي تاني، وميرضينيش تبقوا في الشارع طول ما أنا عايش.

كانت تنتظر بتؤدة، تسمع حديثه وهي تعلم أن ما هذا إلا تمهيد لشيء ما، وترجو الله أن يخيب ظنها.

استطرد مهدي كأنما تذكر شيء ما:
بس عندي طلب كده وأتمنى ميبقاش تقيل عليكي

أعطته كامل انتباهها فهي تنتظر هذه النقطة فسمعت قوله:
أنا هاخد أوضة البنات أعملها مكتب، و الأوضة بتاعتك هفتحهالك على الحتة اللي تحت وأوسعها وتبقى أوضتك أنتِ والبنات.

_هقعد أنا واياكي التلاتة في أوضة واحدة يا مهدي! ....ده بنتك علا العيلة اللي من دور شهد بتنام في أوضة لوحدها.

وضح لها كي يقنعها أن ما يفعله هو المناسب في الوقت الحالي:
معلش لغاية ما الظروف تتحسن بس، ولو عايزة بنت من البنات تبقى مع علا في أوضتها أنا مش همانع.

سألته وقد لمع الحزن في عينيها:
شهد هترجع مدرستها؟

هز رأسه مؤكدا بابتسامة:
من الصبح هترجع، بس ليا عندك طلب تاني ملك هتبقى لابن عمها "شاكر" هو أكتر واحد هيحافظ على بنات عمه ويحميهم.

قالت معنفة:
ده مش أوان الكلام ده... جواز ايه وبتاع ايه البت صغيرة لسه مكملة ال 13 من مفيش
فيها سنين على الكلام ده ووقتها يبقى ربنا يحلها.

بادر بقوله الواثق: هيحلها بإذن الله هيحلها.

_حاجة تانية يا مهدي؟

تحدث يطمئنها:
اخر حاجة، لو كوثر طلبت من بنت من البنات يناولوها حاجة ولا يساعدوا في شغل البيت بلاش الخناقات دي، دول زي عيالها وهي بتعلمهم وأنتِ كمان المفروض تعملي معاهم علشان يتشجعوا.

كل جملة تحمل معنيان، والجملة الأخيرة هذه تحمل الكثير هل سيكون العيش في مقابل أن يكونوا تحت رحمة زوجته!

تابع منهيا الحوار:
ولو مش عايزة براحتك، أنا بقولك من فين لفين بس علشان ميحصلش مشاكل.

تركت مقعدها وهي تهز رأسها موافقة وقبل خروجها ناداها مهدي معطيا إياها مظروف وتبع تقديمه المظروف قوله:
دي فلوس الشهر ليكي وللبنات، والصبح شهد هترجع مدرستها.

أخذته منه والألم يتملك من كل إنش بها، وخرجت تجر أذيال خيبتها، خيبتها وحدها ولن يتحمل أحد سواها.

Back

كانت ما زالت على المقعد تتأمل الطريق شاردة، حتى لمحته داخل سيارة، هل تتبعها ولم يسر من الطريق الأساسي، تجاهلته وقبل أن تبعد عينيها للجهة الآخرى أشار لها بكفه ضاحكا، ورحلت السيارة... ابتسمت بهدوء ووضعت كفها على وجنتها لتعود لشرودها مجددا.

xx ★***★***★***★***★***★***★***★

صبغت الشمس الأجواء بذلك اللون القاني لتخبر الوجود برحيلها
أمام قلعة "نصران" كانت أوراق الأشجار تتحرك يمينا ويسارا إثر نسمات الهواء المنعشة، الأرض المكسوة بالخضرة تسحر النفس بلمسة من عالم خيالي.
كان يزيد يلعب بالكرة مع عمه "حسن"
قذف الصغير الكرة فتلقاها "حسن" مسرعا وهو يقول:
متبقاش غشيم زي أبوك يا "يزيد"، بالراحة يا حبيبي كنت هتلبسهالي في وشي.

هرول " يزيد" نحوه واحتضنه بحب فمال له حسن كي يتعلق بذراعيه في عنقه وهوx يقول:
أنا بحبك أوي يا "حسن" علشان بتلعب معايا.

ابتسم "حسن" وهو يقول بمزاح:
أنت حبيب الكل يا "يزيد" مش عايز أي حاجة تزعلك... اتفقنا؟

هز الصغير نفسه موافقا وطلب بحماس:
يلا اجري بيا بقى.

ضحك "حسن" وهرول به إلى الداخل حتى ثبتا مكانهما حين وجدا فريدة في بهو المنزل
أنزل حسن "يزيد" الذي تشبث بكفه خائفا حين قالت "فريدة" زوجة والده بحده:
عملت واجبك؟

قال "يزيد" مبررا:
بكرا أجازة هعمله.

صرخت فيه بعنف وقد ثارت ثورتها:
وأنا قولت يتعمل النهاردة ولا لا؟

تشبث الصغير بعمه الذي تصدى ل "فريدة" مرددا بغضب:
أنتِ بتزعقيله ليه ما يعمله بكرا ولا ميعملهوش خالص حتى.

_لو سمحت يا "حسن" متدخلش.
قالتها ببرود أثار استفزازه فرد مدافعا عن حقه في التدخل:
ده ابن أخويا ولو أنتِ مش عارفة لازم تعرفي طاهر لما اتجوزك كان علشان تبقي أم ليزيد، ولو أنتِ فاشلة في ده في غيرك كتير.

ضحكت باستهزاء وتحركت خطوات قليلة لتصبح مواجهة لحسن وهي تنطق بتشفي:
ده كان زمان، كان جوازنا علشان هو يبقى أب لجويرية بنتي وأنا أم ليزيد، لكن دلوقتي طاهر بيحبني وأنا بحبه وعلشان كده من حقي أتدخل في حياة يزيد.
انتهت وجذبت الصغير عنوة تقول بحسم:
اطلع اعمل الواجب.

دخل "طاهر " من البوابة فهرول الصغير هاربا يتشبث بقدم والده في حين نطق "حسن" بنفاذ صبر:
أنا صابر عليها بس احتراما ليك، لكن أنا مش هتعامل مع البني آدمة دي تاني، وياريت تلحق "يزيد" منها قبل ما تجبله عقد الدنيا كلها.

رحل "حسن" باشتعال بعد أن ألقى كلماته هذه، فمسح طاهر على لحيته سائلا بتعب:
ايه اللي حصل تاني يا فريدة؟

تحدث الصغير بدلا عنها وقد عرف البكاء طريقه:
يا بابا أنا عايز ألعب مع حسن وقولت لماما هعمل الواجب بكره علشان أجازة وهي مش راضية، مع إن جويرية بتلعب بالتاب ومش بتعمل الواجب.

_اطلع فوق يا "يزيد"
قالها "طاهر" وهو يمسح على خصلات صغيره فهز "يزيد" رأسه موافقا وتحرك للأعلى بينما تحرك "طاهر" ليصبح مواجه لزوجته وهو يسألها:
أنتِ عايزة إيه يا فريدة؟

ابتسمت قائلة ببساطة:
أنت عارف أنا عايزة إيه.

هز رأسه موافقا وقد ارتسم على شفتيه ابتسامة باردة أثارت التوتر في قلبها:
حاضر.
التحمت عيناهما وهو يلقي بقنبلته الأخيرة وقد طفح كيله:
أنتِ طالق يا "فريدة" .

تركها مصدومة لا تصدق وتحرك جوارها يقول بألم:
سهل أوي نحب، بس الحب بيموت بحاجات كتير أوي، وأنا حتى لو بحبك مش هقبل بمقارنة ابني طرف فيها، علشان حتى لو هو الكسبان أنا مرضاش إنه يبقى في موضع اختيار أصلا.

لم تكن تجب ما زالت تحت تأثير الصدمة وما إن فاقت حتى نظرت له بلا حديث، كان ينتظر تبرير واحد منها، كلمات خرقاء تدافع بها عن نفسها ويستخدمها هو ليغفر لها ولكنها لم تنطق فقط نظرات خاوية
لذلك صعد على الدرج متجاهلا وجودها وهو يقول خاتما الحوار:
فرصة سعيدة يا "فريدة".

xx ★***★***★***★***★***★***★***★

كانت ما زالت على جلستها في الطريق تتأمل السماء التي اخترقتها النجوم فصُنِعت لوحة بديعة تطرب القلب.... اعتادت منذ الصغر حينما تحزن تأتي إلى هنا ترافق هذا المقعد وتجلس متأملة، سمعت رنين هاتفها ونظرت لتجده رقم والدتها، ضغطت على زر الإجابة وانتظرت قول أمها بصمت:
أنتِ فين؟

_بشم هوا... أنا قريبة من البيت، لو عايزاني اجيلك.

سمعت صوت والدتها وهي تخبرها:
الساعة 8 اهي متتأخريش عن 9 ، مريم نايمة وملك خرجت هتجيب من صاحبتها حاجة خمس دقايق وجاية، وأنا هروح للخياطة عايزة أرجع تكوني جيتي.

ردت باختصار:
حاضر .

هي لم تعتد ضربها أبدا، ونادمة الآن فهي ابنتها الغالية ولكن أفعالها تُتلف الأعصاب، وتشعل ثورة الشخص.

أغلقت الهاتف وعادت لتأمل السيارات حين رأت شقيقتها " ملك" تسير من هنا مراقبة الطريق حولها بحرص، رفعت شهد حاجبها باستغراب إلى من تذهب "ملك" في هذا التوقيت، هي لا تتردد منذ بداية الدراسة إلا علىx صديقتها "تقوى" فهما يكملا الدراسة بعد انتهاء الأربع سنوات في كلية التجارة للحصول على درجة الماجستير، ولكن منزل تقوى ليس من هذا الطريق.

قامت شهد وتتبعت شقيقتها بهدوء حتى تعلم إلى أين تذهب من كانت تأمرها بالتأدب في الصباح.

بعد ربع ساعة تقريبا، توقفت شقيقتها في منطقة بعيدة عن الأعين، يجلس لديها عجوز كبير في السن يبيع الذرة المشوي.

جحظت "عين" شهد حين وجدت ذلك الشاب الجالس على الأريكة الخشبية المجاورة لبائع الذرة وهو يقول باشتياق:
ده أنا لو بقابل رئيس الجمهورية كان الموضوع بقى أسهل من كده....
تابع بابتسامة واسعة:
وحشتيني يا ملك.

ابتسمت وهي تجلس جواره تقول مبررة:
مكانش ينفع أقابلك الصبح كان في مشاكل في البيت.... بس أنت كمان وحشتني أوي.

آتى لهم الرجل بأكواز الذرة المشوي فأعطاها "فريد" أحدهم، وتناول هو الاخر مرددا وهو يشير لها بقلادته:
حرف ال "m" أهو اتفضحت بيها في البلد كلها دي بس مش مهمx علشانك.

ابتسمت وأخرجت من حقيبتها علبة مغلقة زُينت بأنشوطة حمراء وقالت:
هو عيد ميلادك مش دلوقتي، بس أنا عارفة إنك هتتبسط

رمقها باستغراب وأخذ منها العلبة، قام يفتحها ليجد بها سوار فضي نُقِش عليه اسمه، سوار مماثل تماما للخاص به الذي فقده منذ شهر وبحث عنه في كل مكان فلم يجده وعبر لها عن حزنه لضياعه.

ضحك عاليا وهو يرمقه غير مصدق:
يا نهار أبيض، ده بجد!

ارتداه وهو ينظر لها بفرح وقد تحدث قلبه قبل فمه:
أجمل ملك في كل العمر.
تأمل السوار في يده وابتسم ناطقا:
أنا كلمت "سهام" عنك وقولتلها على حوارنا، قريب هاخدك انتِ وماما واخواتك تعيشوا في بيت نصران، وعمك ساعتها مش هيقدر يتكلم ولا حتى هيقدر ياخدكم، لو دخل القرية علشان شر مش هيخرج منها غير بالدم.

انقبض قلبها حين قال الجملة الأخيرة فطلبت برجاء:
طب بلاش سيرة الدم دي علشان بتتعبني، مش عارفة أصلا هنخرج برا حدود عمي ازاي، شاكر لو عرف هيخرب الدنيا... ده بقى مجنون طور وطايح في الكل.

_تهربي؟
نطقها بتركيز وهو يتناول من حب الذرة المشوي فرمقته بيأس ناطقة:
بتهزر حضرتك!

هز رأسه نافيا وهو يؤكد كلماته قاصدا كل حرف بها:
أنا مبهزرش يا "ملك" أنا وأنتِ عارفين إنه صعب نكون مع بعض هنا يبقى منقعدش مستنيين الوقت المناسب بقى، تيجوا معايا عندنا حماية ليكوا.

اضطربت حقا في هذه اللحظة وكأن طوق النجاة عبوة سامة أيضا نجاتها جمعت النقيضين فتحدثت بتردد:
محدش هيسيبنا نخرج إيه الثقة اللي بتتكلم بيها دي.

ضم كفها متحدثا بعيون صادقة لمع فيها حبه لها:
أنا مش هسيبك يا ملك... أنا عندك مش كفاية!
قرية نصران دي تولع كلها علشانك بس .

_طب نفكر تاني في طريقة أنسب.. ممكن يا "فريد" ؟
سألته منتظرة إجابة تريحها فتحدث بابتسامته التي تجعلها تحلق عاليا:
ممكن يا عيون فريد.

كانت تراقبهم بل كانت أقرب لهم من أنفسهم، ابتسمت بسخرية وهي تلتقط صور لشقيقتها الأكبر مع ذلك الجالسة معه وعيونها تلمع ببريق جذاب فقالت بنبرة منخفضة ضاحكة بسخرية:
يا اخواتي عليكوا عصافير!
تابعت وهي تعدل من وضع الطاقية الخاصة بسترتها على رأسها كي ترحل من هنا:
لما نشوف أمك بقى يا ست ملك هتعمل ايه لما تشوف صورك وأنتِ دايرة على حل شعرك كده ، شاطرة بس تنصحيني الصبح.
اختتمت بعيون لامعة بالتحدي:
مبقاش إسمي "شهد" لو ما ربيتك يا "ملك".

_أنا همشي بقى.
قالتها " ملك" بحزن وحينما لاحظت ذلك عليه أيضا أردفت:
قولت لماما ربع ساعة بس كده داخلة في الساعة وشوية.... متزعلش يا "فريد".

قام من مكانه وقال بغيظ:
مش زعلان بس كنت عايز نقعد أكتر
تابع بضحكته المرحة:
يلا مش مهم... لما تروحي هبعتلك ونتكلم.

هزت رأسها موافقة بسعادة وتحرك هو معها عدة خطوات من هذا الطريق الجانبي حتى لا تسير فيه بمفردها.


xx ★***★***★***★***★***★***★***★

الثانية عشر منتصف الليل

يسير بخطوات هادئة، متمهلة ذلك الفارع القامة، والمائل للسمرة، عينان يشبها عينا والده وشقيقه، تلك اللمعة الحادة في بنيتاه، ارتدى جاكت خفيف يناسب هذه الأجواء الخريفية ولم يكن يعلم أن الطقس البارد قد بدأ هنا في قريته، لديه كل ما يجعله سعيد
جذاب كانت النعمة الأهم والقاعدة الأساسية في حياته
(ليست الوسامة بل الجاذبية فقط كن جذاب والربح الأكبر سيكن من نصيبك)
جاذبية، ثراء، أشقاء، عائلة كبيرها يحكم قرية بأكملها
ولكن هل هو حقا سعيد؟
كل شيء لديه خطة، الخطة التي إن لم تعطيها كامل تركيزك تصبح على المحك
الحياة بأكملها بالنسبة له لعبة!
دق الباب وهو يتأمل المكان حوله بابتسامة لا يعرف من يراها هل هي تأمل أم حنين أم شيء آخر!
فتحت " تيسير" البوابة وبمجرد أن رأته هرولت للداخل تهلل بفرح:
عيسى بيه هنا يا "سهام" هانم.

_عيسى!
هل حقا قالت "عيسى"
سقط الكوب من يد "سهام" حين رأته بغتتة أمامها الابتسامة لم تفارق وجهه وهو يقول:
مساء الخير يا مدام "سهام".

x ★***★***★***★***★***★***★***★

هنا حيث الساعات التي تسبق الفجر، تلك الساعات التي إن وقعت عيناك فيها على الطريق تحمد الله أنك محتمي بجدران منزلك، آمن، مطمئن ومجرد تخيل نفسك وحيدا في الخارج والكلاب تنبح حولك يجعل الذعر يتملكك .
كانت الطريق هنا مظلم، بارد، كئيب، فقط ذلك الضوء الخافت والذي يثير الذعر أكثر
ماذا يحدث!... هي لا تعلم شيء... هل حقا فقدت عقلها
حبيبها " فريد" وابن عمها "شاكر" يفتكا ببعضهما هنا الأمر وصل إلى نقطة أن أحدهم سيقتل الاخر
"شاكر" ذلك الذي لطالما شكل اسمه أكبر كوابيسها
صرحت باكية وهي تحرك رأسها رافضة ما يحدث تماما، وتستغيث بفريد أن يتوقف ويبتعد، وشقيقتها "شهد" تحاول فعل أي شيء ولكنها لا تستطيع
أخرج شاكر سلاحه وعيونه لمعت بالشر وهو يتحدث بنبرة سمعها الجميع:
اختاري.
نظرت لفريد تطلب منه العون ولكنها وجدته يدفع "شاكر" بكل قوته ناطقا بغضب:
السلاح ده يتحامى فيه اللي زيك ، انت لو كلب معدي من هنا مش هيختارك
تبع حديثه وهو يبصق عليه وأشار لها بعينيه على شقيقتها "شهد" الواقفة على الناحية الآخرى ترتعد مما يحدث، آتت لتسير ناحية "شهد" الواقفة جوار "شاكر"x ولكن يد شاكر جذبتها وهو يقول بلهجة حاسمة:
كده انتِ اختارتي.
لا يعلم أحد ما حدث ولا كيف حدث، وكان أخر توقعاتهم أن تخرج طلقة واحدة من هذا السلاح لذلك استهتر "فريد" بشاكر ، هو لا يتجرأ على ذلك... هل يقتل؟ بل ومن فرد من عائلة "نصران"
ولكن على عكس المتوقع
أعيرة نارية تخترق جسد "فريد" من سلاح "شاكر" امتزجت بصراخ "ملك" العالي باسمه وكأن ما يحدث كابوس تنتظر أن ينتهى ولكن لا نهاية.
هرولت ناحية "فريد" الذي وقع على الأرضية، مالت عليه وهي ترجوه بالقلب والعين وكل حواسها:
فريد لا يا فريد، ....
نطق بنبرة متقطعة وعيناه لا تفارق تقاسيمها:
هتفضلي أحلى حاجة في كل السنين.

جسد شقيقتها متيبث من الصدمة، الصدمة التي جعلت ألم قلبها يتزايد وكأنه ينزف اخر دقاته
عيونها مثبتة عليهما
وسكن كل شيء في الطريق عدا نباح الكلاب المختلط بالنداء المتكرر له هو
النداء المتكررx ل
"فريد"

سقاني الهوى كأساً من الحب صافياً

فيـا ليته لمـا سـقاني سقاكـم

أيا سـاكنين القلب والروح والحشى

فحاشاكـم ان تقطعون حشاكـم

حلفت يميناً لست أسـلو هواكـم

وقلبـي حزيـن مغـرم بهواكـم

من قصيدة (متى يا كرام الحي)
_بهاء الدين الجيوشي_



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 03-01-21 الساعة 09:25 PM
فاطِمة عبدالمنعم غير متواجد حالياً  
قديم 03-01-21, 09:10 PM   #4

فاطِمة عبدالمنعم

? العضوٌ??? » 482664
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » فاطِمة عبدالمنعم is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثالث (فقد نصفه)
#رواية_وريث_آل_نصران

توضيح بسيط قبل الفصل
عيلة نصران مكونة من نصران وسهام
★"طاهر" مش ابن "نصران"... طاهر ابن أخوه يعني ابن سهام وأخو نصران
★فريد و عيسى ولاد نصران من مراته المتوفية، يعني مش ولاد سهام.
★بعد وفاة أخو " نصران" "نصران" اتجوز مراته "سهام"
وخلف منها "حسن" و "رفيدة" ودول الأخوة المشتركين لعيسى وطاهر وفريد.
أتمنى تكون الأمور وضحت
يلا نبدأ

بسم الله الرحمن الرحيم

تلك الليلة، الليلة التي أبكت القلوب دما... تلك الحكاية الاعتيادية شاب وفتاة قررا أن يصنعا حياة معا فاندثرت حياتهما قبل أن تتكون.
لا تعلم ماذا يحدث، هي الآن في غرفتها على الأرضية بنفس ملابس أمس، كان خوفها يتلاشى بأول شعاع من ضوء النهار ولكن الآن قد تلاحمت الأشعة وحل النهار والخوف يتزايد، هل خوف أم حسرة ومرارة ومشاعر كُثر

جلست "مريم" جوارها تقول بنبرة باكية فهي الاخرى مدهوشة مما يحدث:
هو ايه اللي حصل يا ملك؟

هل تسألها حقا؟.... سؤال قاتم مخيف، ماذا حدث؟ .... لا إجابة هي نفسها لا تدري ما حدث كل ما تتذكره أنها نعمت بلقاء ودي مع من أحبته، وعند موعد الانصراف اصطحبها في هذا الطريق المظلم الجانبي حتى لا تسير به وحدها، ذلك الطريق الذي تتسلل منه في العودة لبيتها حتى لا يراها أحد.... تأكد أنها الآن بأمان بعد أن خرجا من هذا المكان الضيق وودعها ضاحكا
فجأة تبدل كل شيء ظهر شاكر أمامها والظلام الدامس يقتل كل شيء ولم يكن هناك سوى مصدر واحد للإنارة أضفى بعض الحياة

Flash Back
وجدت يدها تُجذب، لم تكن منتبهة بل كانت تسير بهدوء في طريقها للمنزل وهي شاردة في لقائها الذي انتهى، حتى اصطدمت بيد شاكر التي قبضت عليها وهو يقول بشر برز في عينيه مشيرا على سيارته:
اركبي.
لم تأخذ فرصتها في الاعتراض بل دفعها عنوة وسط رفضها وصوتها الذي علا تقول بذعر:
عايز مني ايه يا "شاكر"؟
لم يترك فرصة لكل هذا بل التهم الطريق بالسيارة التهاما
كانت " شهد" _كما ظهر سابقا_ تراقب شقيقتها مع فريد، وعند انصرافها انصرفت "ملك" خلفها... ولكن حدث ما لم تتوقعه، ذهبت أولا لشراء شيء ما ثم أتت تتابع طريقها من هذا المكان الضيق وحين عبرته واتت لتتخذ جهة اليمين كي تواصل توجهها للمنزل لمحت "شاكر" يدخل شقيقتها عنوة للسيارة، من سوء الحظ أنه لا أحد هنا ، هذا المكان الذي تستعين به شقيقتها للوصول إلى المنزل لا يمر فيه سوى القليل من المارة وهم في قرية ينام أهلها باكرا فالساعة التاسعة مساءا بالنسبة لهم هي الرابعة فجرا، وحتى إذا مر أحد فإن كل ما في القرية يعلم بعضه، وسيتركوا الفتاة مع ابن عمها دون تدخل إلا إذا صرخت مستغيثة وهذا لم يحدث فهو لم يعطها فرصة كهذه.
لم تعرف ماذا تفعل، فشاكر تحرك مسرعا ولم تلحق به ولم يسر من جهة اليمين المؤدية للمنزل فعلمت أنه ينوي الشر، هرولت تعود إلى الطريق الضيق مجددا علها تلحق بمنقذها الوحيد هنا ولحسن الحظ وجدت "فريد" ما زال يجلس في المكان الذي جلست معه شقيقتها فيه.
قالت مسرعة وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة:
أنا شهد أخت ملك.
كان يحاول فهم ما يحدث وأيضا حاول يطمئنها بقوله:
اهدي طيب، مالك في ايه؟

كانت تحاول تجميع الكلمات شاكر، شقيقتها، أخذها، عنوة، سيارة، لم يردعه أحد
لم تستغرق إلا دقائق حتى وجدت فريد يهرول من أمامها إلى سيارته، حينما أخبرته "ملك" في الصباح أنها لن تأتي إلا مساءا عاد إلى بيته وحين حان موعد اللقاء أتى إلى هنا.
أسرع بسيارته نحو الطريق الذي أرشدته شهد له، ظلا يتبعان "شاكر" فترة يحاول إيقافه ولكن الاخر سرعته مهولة كل منهما يزيد سرعته وكأنهما في سباق يتنافسا بشراسة على المركز الأول... هذا المعتوه يسير في طريق مقطوع باتجاه الأراضي الزراعية ولا يعلم أحد ما ينتوي، استطاع "فريد" أخيرا أن يقطع الطريق عليه، كلاهما نزل من سيارته ولكمة عنيفة صدرت من "فريد" لشاكر وهو ينعته بألفاظ بشعة
احتد العراك، و "شهد" تهرول ناحية شقيقتها تتأكد أنها بخير، أتى "شاكر" يجذب "ملك" ليرحل بها ولكن منعه "فريد" واحتد الشجار بينهما حتى وصل الأمر في النهاية إلى أعيرة نارية، وجثمان فريد على الأرضية، وفتاة ملكومة تصرخ باسمه.

Back
فاقت من شرودها وهي تردد اسمه، لقد لفظ اخر أنفاسه أمامها، عيون دامعة وهي تكرر:
هو فريد كويس صح؟

احتضنتها "مريم" التي لا تعرف شيء وقالت مؤكدة فقط تطمأن شقيقتها:
كويس يا حبيبتي كويس.

قالت "ملك" بضياع و عينها تدور في كل أرجاء الغرفة وكأن المكان غريب:
طب هاتي التليفون أكلمه.

وكأن سكين حاد ينهش في قلبها، رعشة سرت في جسدها بالكامل حين تذكرت المشهد و "شاكر" يبحث عن هاتف "فريد" بعد أن تخلص منه ولكن عقلها يرفض التصديق.

_هاتي التليفون، أنا عارفة فريد بيحبني وهيرد عليا
قالتها بإصرار واستطردت بانهيار:
أنا كنت هعرفكوا عليه والله.... بس خلاص جت الفرصة، هاتي التليفون نتصل بيه.

احتضنتها مريم وقد بكت حقا على حالة شقيقتها هذه مما جعل الاخرى تصرخ بكل ما امتلكت من قوة، وهي تهز رأسها بعنف نافية أن يكون كل هذا قد حدث.

★***★***★***★***★***★***★***★

قسم شرطة لا يتواجد به إلا من تم إبلاغهم بالخبر "عيسى" و "طاهر"
اتصال هاتفي إلى "نصران" يطلبوا منه الحضور لأمر عاجل في المركز التابع للقرية التي تبعد قريتهم بعدة كيلومترات، استغرب "نصران" الأمر وأيضا الإصرار على عدم قول أي شيء حتى يحضر أحد
وبسبب ظروف مرضه أرسل "طاهر" الذي ثارت ريبته حين عرف أن الأمر يخص "فريد"
وقابل "عيسى" في طريقه، لم يلقي السلام على هذا الغائب الذي حضر للتو بل استمر في الهرولة قائلا:
تعالى معايا يا "عيسى" في حد اتصل من المركز بالحاج بيقولوا في حاجة بخصوص فريد.

لم يعلم والده حتى الآن أنه حضر، حتى "طاهر" علم الآن حين وجده، وحمد ربه على وجود أحدهم لأنه يخشى أن يكون هناك حدث مفجع.

لم يأخذا الكثير من الوقت حتى وصلا إلى المركز، فعائلتهم معروفة للجميع، _أصحاب القرية التي حملت لقبهم، قرية نصران_ .... كان الضابط لا يعلم من أين يبدأ ولكنه استجمع ثباته حين قال "طاهر" عند جلوسهما:
خير يا حضرة الظابط ماله فريد؟

أطبق الصمت على المكان فنطق "عيسى" هذه المرة:
اتخانق مع حد؟

تحدث الضابط برسمية يخبرهم بما لديه:
الساعة 6 الصبح جالنا فلاح من القرية هنا، عمل محضر قال إنه لقى واحد ميت جنب الأرض بتاعته.

تجمدت الدماء في عروقهم، طاهر قلبه يهوى أرضا، و "عيسى" ذلك الثابت الذي لا يبالي للأشياء من حوله شعر أن جسده كله خذله وأنه لا يستطيع الحركة.
ابتلع "عيسى" ريقه وهو يسأل بارتياب:
ايه علاقة فريد بالموضوع؟

_ممكن تقوموا معايا؟
قالها الضابط بهدوء طالبا منهم الذهاب معه، لا يعلما إلى أين ولكنهما يريدا تفسير لما يحدث، حتى ضابط المركز لا يستطيع التحدث الأمر ليس هين، إن الفقيد شاب من زهور عائلة نصران، والأدهى أنه مات مقتولا
تلك القرية التي لا تدخلها الشرطة ويحكمها "نصران" فقدت اليوم ابن كبيرهم.

ذهبا مع الضابط وقد وجدا أنفسهم في السيارة التي توقفت بعد ربع ساعة تقريبا عند مشفى قريب.
قادهم إلى الداخل، قادهم إلى اخر مكان يمكن أن يتمنى انسان التواجد فيه... إلى
ثلاجة الموتى!

★***★***★***★***★***★***★***★

في منزل "مهدي"
كانت غرفة المكتب تضم هادية تالفة الأعصاب التي تبحث عن آلة حادة تتخلص بها من "شاكر"، " شهد" التي قلت حالتها سوءا قليلا عن شقيقتها، و"مهدي" وأخيرا فاعل الجرم نفسه "شاكر"
قال "مهدي" بانفعال وهو يصفع ابنه صفعة مميتة:
انت اتجننت، عارف اللي أنت عملته ده هيودينا كلنا فين لو حد بس شم خبر إن إيدك فيها!

تحدث بتبجح وكأنه لم يرتكب جريمة أمس، وكأن ما فعله كان دفاع عن ممتلكاته:
الحق مش عليا، الحق على الهانم بنت أخوك اللي كانت دايرة على حل شعرها معاه... أنا واحد بيغير على عرضه واتصرف
نظر لعيون "شهد" التي ترمقه باستنكار مستطردا:
وعموما متقلقش محدش هيعرف حاجة.

هنا لم تحتمل فصرخت فيه "شهد" بشراسة وقد رسخ في ذهنها ذلك المشهد الدامي وشقيقتها المجاورة للجثمان:
ده عند أمك.... أنا هنزل دلوقتي حالا أقدم بلاغ أقول فيه كل حاجة و...
لم تكمل حديثها فلقد جذبها من خصلاتها ولم يهتم بأحد وهو يقول بغضب:
بتقولي ايه يا بت... سمعيني كده بتقولي ايه.

أخذت تحاول التملص منه بعنف هذا المريض النفسي، وبالفعل أبعده والده عنها وجذبتها أمها ناحيتها لتقف خلفها لتقول هي هذه المرة:
حسبي الله ونعم الوكيل فيك، عايز تعمل فيها ايه دي كمان؟

نظرت لهم وهي تحاول استيعاب ما حدث:
ملك قالتلي على "فريد" ، وقالتلي إنه عايز يتقدم ، وقولتلها تأجل الموضوع دلوقتي علشان عارفة جنان ابنك، وانه فاكر الجواز بالعافية وهيعمل مشاكل
يقوم يقتله...لقيتها معاه هاتها وتعالى جرها وامشي مش تقتله!

صرحت "شهد" من خلفها تواجهه:
هو لما خدها من ايدها كانت لوحدها راجعة البيت، أنا اللي روحت جبت "فريد" يلحقها علشان لقيته واخدها على طريق أراضى و يا عالم كان هيعمل فيها ايه.

نطق ببرود باسما ابتسامة برزت فيها نواياه الخبيثة:
مش عيب كده ، شهد حبيبتي ماتعرفيش ان الكداب بيروح النار ولا ايه؟
امتعض وجهها أمام بروده فتابع هو وقد تبدلت البسمة لملامح اخرى لا تعرف سوى الشر:
اللي متعرفيهوش يا شهودتي إن أنا كنت ورا "ملك" من أول ما خرجت من البيت وشوفت كل حاجة، حتى بالأمارة شوفتك وأنتِ واقفة بتصوريهم، وأول ما اختفيتي وأختك قامت تروح كنت هاخدها واعرفها غلطها وارجعها، أنتِ بقى اللي عملتي الحوار ده كله وندهتي فريد.

هنا نطق والده وقف أمامه يقول بنبرة حملت وعيد أهل القتيل جعلت قلق ابنه ينتشر:
فريد اللي أنت بتقول اسمه ده، لو أهله عرفوا حاجة هتتقطع حتت وتترمي للكلاب.

_محدش هيعرف حاجة، ولو دماغ الحلوة لعبت عليها وراحت بلغت تليفونها اللي صورت بيه معايا.
قالها "شاكر" وهو يخرج هاتفها الذي أخذه منها عنوة من جيبه ملوحًا لها به وتابع:
لو قولتي أي حاجة هقول إن أنا وأنتِ متفقين على قتله وأكبر دليل الصور دي اللي صورتيهالي علشان تعرفيني مكانهم .

نزلت الدموع من "شهد" التي ترمق "شاكر" بمقت في حين التفتت والدتها لها تسأل:
أنتِ كنتي بتعملي ايه، أنتِ أختك هي اللي كانت واخداكي معاها صح؟

بدأت في الدفاع مبررة بنحيب:
أنا شوفتها ماشية لوحدها من طريق غير الرئيسي، ولما لاقيتها قاعدة مع "فريد" صورتهم علشان أعرفك وتتكلمي معاها....تابعت وقد زادت شهقاتها حين قالت بصدق:
بس بعد كده والله قررت إني مش هوريكي حاجة وهمسحهم، وشوفت بعدها الحيوان ده وهو بياخدها والباقي اللي حكيته ليكِ.

ارتفع ضغط "هادية" بصورة غير طبيعية، احتمال كل هذا ومحاولة التعايش معه وتقبل الحقائق التي تتوالى تباعا أمر مستحيل لذا اختارت الحل الأسهل، تمكن الدوار منها ولحقت بيها يد ابنتها التي صرخت باسمها وهي تساعدها على الوقوف:
ماما لا.

أسرعت تجلسها للأريكة وتحضر كوب مياه وهي تقول:
ارتاحي يا ماما... ارتاحي.

وضعت الكوب على فمها لتسقي والدتها، ونال "شاكر" ووالده نظرة جانبية منها مليئة بكل ما فعلاه بهم.

★***★***★***★***★***★***★***★

توقف الزمن هنا، وعند هذا المشهد تحديدا
"فريد" بهجة الدار، و زينتها... ذلك الضاحك حد السماء، الحاني حد الكون، المخطئ الذي يتدارك خطأه بعد فترة ويهرول لك آسفا، والمصيب الذي سُلِب غدرا من أحبته.
توقف الأرض ب "عيسى" هنا وهو يرى جثمان مغطى، سحب الغطاء وقد عرف ضيق الأنفاس طريقه إليه، لتتجمد عيناه حين رأى وجه شقيقه
حين رأى وجه توأمه!
براءة تقاسيمه كأنها تخفف من حزنهم، تخبرهم برسالة منه أنه بخير.

تردد في ذهن "عيسى" آخر رسائل منه تلك الرسائل التي حملت صوته الضاحك الذي يجبرك على الابتسام بل والقهقهة.

(يا عيسى وحشتني أوي...مش هشوفك بقى ولا إيه، اه شكل البنات في شرم كلوا عقلك.)

انتقل عقله إلى لحظة اخرى سمعه يقول فيها

(عيسى أنا بحب بنت... أنا مش هقولك اسمها غير لما تنزل، علشان في مشاكل كتير وعايزك تساعدني أحلها وأتقدملها... أقولك سر اسمها ملاك أو أنا اللي سميتها كده.)

نزلت الدموع من عيني "عيسى" رغما عنه، اليوم نصفه الاخر رحل، في الأول رحلت التي حملتهما معًا فبلت قطعة من روحة والآن رحل توأمه ... وكأن عقله جمع له كل شيء الآن فتذكر

(على فكرة يا عيسى this is not fair، هو مش أنت توأمي فين الأكشن بقى في الموضوع؟... لازم كل واحد فينا يروح يومين مكان التاني ونشتغلهم)

فاق من ذكرياته على "طاهر" الذي أصابته حالة من عدم التصديق، فقط يرمق صديق طفولته وأيامه، ابن عمه الذي لم يجده يوم إلا أخ
همس باسمه والدموع تلتحم بمقلتيه وقد تمزق نياط قلبه:
فريد.
لا حظ الضابط حالة الانهيار التي أوشكت أن تعرف طريقها لهما، فطلب منهما الخروج بأدب وقد تم وضع الغطاء على الوجه الذي قبل أن يُغطى تماما اختلس عيسى نظرة له يطلب منه أن يكف عن هذا المزاح الثقيل، وأن يقوم الآن غامرا الأجواء بحديثه الذي لا ينتهي.
وجد "طاهر" اتصال هاتفي من "نصران" فعلم أن بالتأكيد الخبر وصل له من أحدهم، فمؤكد منذ خروجهما وهو يبحث بنفوذه عن أحد يُسرب له ما حدث.
لم يعلم ماذا يفعل، فتح الهاتف وظن أن الصوت الذي سيسمعه صوت انهيار، خوف أي شيء إلا نبرة الثبات هذه و"نصران" يقول:
ابني ميتدبش مشرط فيه، سامعني يا طاهر
شعر "عيسى" بما يحدث فأخذ الهاتف يضعه على أذنه ليسمع والده يتابع بنفس الحسم:
ابني ميتشرحش، ولا حد يلمس جتته وهيتدفن الليلة... لو أنت مش واعي يا طاهر اديني "عيسى"، احنا مش فاضيين للبكا، لما يرتاح في تربته الأول ونشوف حقه.

هنا نطق " عيسى" بنبرة جامدة وكأنها فقدت الحياة بعد أن غادر الجسد روحه:
معاك "عيسى"... اعتبره حصل، محدش هيمد ايده في جثة فريد.

أنهى حديثه وأغلق الهاتف ليسمع الضابط يقول باعتراض:
أنا مقدر الموقف، بس دي جريمة قتل ولازم الجثة تتشرح.

قاطعه " عيسى" بنبرة حادة تخبره أنه لم يحدث إلا ما يريدوه:
واحنا قولنا مفيش جثة هتتشرح.

تحرك ليقف في مواجهة الضابط وهو يتابع بثبات:
حاج "نصران" عايز ابنه يبات في تربته الليلة... اعتبر مفيش حاجة حصلت، مفيش قضية.

ترك الضابط واستدار لطاهر الذي قال بأعصاب تالفة:
كان جاي معايا امبارح، كنا رايحين عند مهدي نبلغه حاجة من أبوك، سابني وقال هيلف شوية، مكنتش أعرف إنها أخر مرة هشوفه.

ضرب "عيسى" بقبضته على كتف "طاهر" هامسا بثبات على الرغم من الحرب التي تدور داخله:
اهدى علشان نعرف نتصرف.

استدار "عيسى" للضابط يستفسر منه:
مين الكبار في القرية هنا، اللي عارفين المداخل والمخارج واللي عارفين الناس.

قال الضابط بهدوء يخبره بما يريده:
في كتير، بس اعتقد حاج "مهدي" هو أكتر حد هيفيدك.

_طب خلي حد يجي معايا يوديني بيته.
قالها عيسى مستعدا للرحيل فقال الضابط بانزعاج:
أنا مش هعرف اعمل اللي عايزينه ده، الجثة لازم تتشرح.

نطق "عيسى" بنفاذ صبر ولم يستدر:
طاهر فهم الباشا، علشان شكله مفهمش مني.

حضر من سيرشد "عيسى" للمنزل وسار خلفه مغادرا بأوامر من الضابط كي يوجهه إلى
منزل "مهدي" .

★***★***★***★***★***★***★***★

في منزل "نصران"
دخلت "سهام" غرفة زوجها وتبعها "حسن" و "رفيدة" وهي تقول باسمة:
أنا جبتلك أهو "حسن" و"رفيدة" علشان ناكل معاك هنا في الأوضة.
لاحظوا تعابيره الجامدة، عيناه التي فضحتها تلك السحابة الشفافة ولكنها تأبى النزول، كل شيء مريب.
تبادلوا النظرات التي كساها الاستغراب وتشجع "حسن" ليسأل أولا:
مالك يا بابا في حاجة؟

لم يجد إجابة فنطقت "سهام" هذه المرة باضطراب:
أنا ممكن أروح البيت التاني لحد ما "عيسى" يقضي أجازته هنا.

_فريد مات.
قالها وهو لا يعلم هل هي حقيقة فعلا، هل نبتته حصد روحها من فقد كل معنى للإحساس!

لم تستعب "رفيدة" ما يقال وشعرت بأن الروح تُسحب منها وهي تقول:
لا يا بابا في أكيد حاجة غلط، ده تلاقيه مقلب من مقالبه.

ساندها "حسن" مؤكدا وقد كانت أمنيته الوحيدة الآن أن يكون الأمر مزحة:
أيوه يا بابا هو أنت لسه هتعرف لعب فريد دي.

تحدث بحدة ليفيقهم من صدمتهم هذه:
فريد الله يرحمه، وهيتدفن النهاردة.

صرخت "سهام" مستنكرة وهي تهز رأسها رافضة لهذا الحديث وهي تتحدث بانهيار:
لا اللي ربيته سنين مماتش يا "نصران"... روح يا حسن روح هات " فريد" .
كانت حالة "حسن" يرثى لها فدفعته هي متابعة بصياح وقد شق البكاء طريقه:
بقولك روح هات أخوك أنت مبقتش تسمع.

وقعت "رفيدة" على الأرضية التي لم تكن برودتها أكثر من برودة جسدها وهرول ناحيتها شقيقها أما عن "سهام" فدفنت رأسها في صدر نصران وهي تردد بلا وعي والبكاء ملازم لها:
بتكدب ليه حرام عليك، بتكدب ليه... عايز تاخد حتة من قلبي ليه يا "نصران"

لم يدر بما يجيب هل يجبرهم بحسمه أن يتوقفوا!
كيف ؟
وهو بنفسه ود لو يصرخ صرخة يسمعها العالم بأكمله فيعرف أن هناك أب كيعقوب فقد يوسف ولكن "يوسف" هنا لن يعود أبدا!

★***★***★***★***★***★***★**★

وصل "عيسى" إلى منزل "مهدي" فصرف مرشده وتحرك هو ليتجه ناحية البوابة ولكنه وجد البوابة تُفتح وإحداهن تنطلق كالسهم هاربة من هنا... ابتعد كي لا تتعركل به، أما هي فثبتت وقد جحظت نظراتها وهي تردد بأمل أعاد الروح لها:
بجد!
جذبته من يده بعيدا عن البوابة وهي تقول ببكاء:
أنا كنت عارفة... كنت عارفة إني مش ههون عليك، يلا من هنا يلا بسرعة... أنا موافقة نمشي بعيد... أنا بحبك وراضية ومش هقولك لا تاني واعترض.

احتضنته وتشبثت به كأنه أملها الأخير وهي تصرخ:
أنت مبتردش عليا ليه، أنا أسفه والله حقك عليا... أنا بحبك... يلا نمشي من هنا.

رفعت وجهها تستغيث برده، بقلبه الذي أحبها ولكنها لم تجد في عينيه فريد، بل وجدت عينين اخرى مصوبة عليها، تشبه عيون "فريد" ولكنهما عينان ليس بهم
"فريد".

إنها ما زالت كما هي، حياة تخبرنا أنه لديها الجديد بعد... تحدثنا أن كل ما مضى نقطة في بحر ما هو آتي

تتلذذ بجهلنا لتمارس فنها، هناك حياة تبدأ بكلمة، وهناك حياة تنتهي بكابوس، ولكن الكثير حقا أن هناك حياة تبدأ بليلة... ليلة كهذه.... ليلة لا ننساها أبدا

يُتبع
كده نزل تلات فصول من العمل، أتمنى يكون في حماس للمتابعة بإذن الله.


فاطِمة عبدالمنعم غير متواجد حالياً  
قديم 03-01-21, 11:16 PM   #5

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html




واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 04-01-21, 12:29 AM   #6

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 7 والزوار 5)
‏نوارة البيت, ‏صباح مشرق, ‏k_meri, ‏الضوءالناعم, ‏جاسمن81, ‏Ahlam.2, ‏السبعاويه
أدوات الموضوع


نوارة البيت غير متواجد حالياً  
قديم 04-01-21, 01:03 AM   #7

الضوءالناعم

? العضوٌ??? » 396986
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » الضوءالناعم is on a distinguished road
افتراضي

بدايه موفقه في انتظار الاحداث

الضوءالناعم غير متواجد حالياً  
قديم 04-01-21, 02:44 AM   #8

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,155
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

هذا من القصص الي تمنيت اني قريتها ياليتني قريتها لما تخلص
الحمد الله انها ثلاث فصول
اتوقع عيسي بيعرف اسمها ملك الي يحبها اخوه هل ولد عمها بيطيح بلسانه لما يشوفه ويظنه فريد


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً  
قديم 04-01-21, 03:38 AM   #9

نجمه فوق

? العضوٌ??? » 409123
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 315
?  نُقآطِيْ » نجمه فوق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
روايه جميله جدا والاحداث رايعه
مستنين باقي الأحداث


نجمه فوق غير متواجد حالياً  
قديم 04-01-21, 05:56 AM   #10

ياسمينة 166

? العضوٌ??? » 400512
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 132
?  نُقآطِيْ » ياسمينة 166 is on a distinguished road
افتراضي

ليه !! حرام عليكي دنا اندمجت معاهم وحبيتهم وتخيلتهم مع بعض وهيييح .. اقوم اتفاجئ أنه مات !!
اعيط !! هعيط


ياسمينة 166 غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
#وريث آل نصران، #دراما، #أكشن، #إثارة، #حزن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.