آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          زوجة ساذجة (85) للكاتبة : سارة مورغان ..كامله (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          20 - موعدنا الابد - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الأولى : لعبة في يدين القدر " مكتملة " (الكاتـب : Reno .. - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قسم الروايات المتوقفه

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-21, 01:44 PM   #31

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Exclamation


غنى هى ال هاتتبرع لتميم
رحيل ابنة لمصطفى سبب نكستة
لية ماجد عايز جنة تحصل لها انتكاسة
جميل جدا سلمت يمناكى شمس




MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-21, 11:44 AM   #32

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس..
======
التمعت عينا ماجد ببريقٍ من الأمل..فأبتسم بهدوء استفز كنان أكثر..لكن ثانية؟!!
لماذا ينظر ماجد له بأملٍ؟!!
ولماذا يريده أن يبتعد عنها وهو يوقن قدر تعلق جنة به بل أنه أصبح هوسها الذي يمنحها الأمان؟!!
لذلك ازدرد ريقه بتوتر وقد تراجع غضبه مفصحا الطريق للتعقل..فهتف كنان بهدوء مترقب :
-أنت عايز تبعدني ليه..
أبتسم ماجد بإعجاب ثم شبك أنامله أمام وجهه وبعدها عاد برأسه إلى الخلف وهتف بجمود :
-أقعد الأول ويا ريت تسمعني بهدوء كده عشان مينفعش عصبيتك دي؟!!!
زفر كنان بقوة ثم جلس قابلته بغضبٍ-خفي-...فاردف ماجد :
-أنا أكيد مش هعمل حاجة تضر جنة..مقدرش أعمل كده...
رمقه كنان بحدة قبل أن يرفع حاجبيه بغضبٍ..فأبتسم ماجد بخبث...أعجبته كثيرا نظرة الغيرة في عينيه...غيرةً غير مبررة بالمرة؟!!
يغير ممن....منه هو الذي تعدي العقد خامس بعدة سنوات...كم مضحك هذا الأمر...
هكذا حدث نفسه قبل أن يلمح كنان يميل بجذعه إلى الإمام واضعا وجهه بين كفيه فاحترم نوبة حيرتة بصمت حتى قطعها كنان بعدما رفع رأسه ونظر له شزرا تزامنا مع هتافه:
-مش فاهم ممكن تفهمني أكثر...ليه عايزني أمشي واسيبها...
هز ماجد رأسه بهدوء قبل أن يهتف :
-جنة وأنا بتكلم معاها قالتلي حاجة أن أنتَ بالذات لو بعدت عنها هتضطر تقابل الماضي بقلب مكسور....أظن فهمتني؟!!!
عقد كنان حاجبيه بتوجس...جنة تعترف أنه هو الذي أصبح مناصها....هل تعلقت به لهذه الدرجة؟!!
رباه.....وهذا الرجل يريد منه أن يتركها...؟!!
لا يا كنان لا تتركها وتأتي الطعنة منك أنت...هي لن تتحمل طعنتك...طعنتك ستجعلها تموت حية؟!!..لا لن أفعلها...
هكذا حدثهُ ضميره بما يجب عليه فعله....لكن عقله أراد التدخل بحكمته الفظة... لكنه تغاضى عنه...فالتفت إلى ماجد قبل أن تنفرج شفتاه وقد ظهر الرفض -جليا- عليه....:
-أنا مش هعمل كده ومش هسيبها...؟!!!
-يا كنان صدقني ده فايدة ليها...أنا عمري ما هعمل حاجة تضرها...لو هي مهمة عندك مبلاش لو بتحبها....أعمل كده...
قالها ماجد بنرة هادئة وقد تخلى عن رداء بروده..لكن كنان أبى الانصياع لكل هذا بل....لوح بذراعيه في عصبية غريبة تزامنا مع هتافه الغاضب :
-أعمل ايه..جاي تقولي لو بتحبها اغدر بيها وسيبها...عشان تنتكس...أنتَ فاهم بتطلب مني ايه؟!!!!....هو حضرتك في كامل وعيك يعني؟!!
قال جملته الأخيرة بابتسامة ساخرة.. فكز ماجد على أسنانه بغيظ... قبل أن يلوح بسبابته محذرا :
-كنان أنا مقدر عصبيتك دي فياريت أنتَ كمان تقدر أني خايف على مريضة مبعتبرهاش مريضة بس لاء دي بنتي...
زفر كنان بسخط ثم أشاح بوجهه في غضب....
تائه هو بين ضميره وعقله...ضميره الذي يمطره بتعنيف قاسٍ...وعقله الذي يستحسن موقفه وردة فعله.. لكنه لا يهمه هذا ولا ذاك بل هو يهتم بقلبه...قلبه هو دليله لو حكم بالرحيل سيرحل ولو حكم بالبقاء سيبقى....لذلك اغمض عينيه مستنجداً بقرار قلبه الذي أتى غريبا بعض الشيء... قلبه وقف في المنتصف بين هذا وذاك...
كم غريب قرار قلبه؟!!
لن يكذب لو قال أنه كان يريد أن يتشبث قلبه بوجوده هُنا معها هي...لكن قلبه رفض كل هذا أمام شفاءها من مرضها؟!!
لو كان تركك لها هو مصلٌ لماضٍ سام فلتفعل ؟!!!
هكذا أمره قلبه بكل حيادية...

فزفر بقوة وكأنه يزيح الحمل الجاثم الذي كاد يطبق على أنفاسه....ظل صامتاً يتحايل على لسانه بنطق كلمة ستشعل نارا لن يقدر على اخمدها في صدره...لذلك ازدرد غصةً مريرة...ثم عاد برأسه إلي ماجد الذي كان ينظر له بابتسامه واثقه وكأنه قرأ ما كان يدور بخلده؟!!!!
فلعق كنان شفتيه بارتباك...ثم انفرجت شفتاه بحزنٍ جارف وهتف بنبرة خرجت مرتعشة رغماً عنه:
-موافق...بس همشي من غير ما هي تعرف؟!!!
تنهد ماجد باستحسان ثم ابتسم بهدوء لكن تجمدت ابتسامته عندما لاحظ الدمع الذي ترقرق في عينا كنان...فحاول تلطيف الموقف لكن كنان لم يسمح له بل اندفع خارجاً من الغرفة بأكملها....!!!!!
======
"دعيني أمنحك السكينة وإن لم أكن أمتلكها لكن فقط دعيني؟!!"
عضت على شفتيها بهيامٍ وهي تتلمس كلماته بأناملها....كلماته الذمردية التي تعشقها....
كلماتٌ رغم بساطتها لكنها تجعل قلبها يتراقص ثملا على لحن الأمان ؟!!
ابتسمت لخاطرها الأخير قبل أن ترفع عينيها إلى السماء تراقب ستائرها السوداء...التي كانت خالية من النجوم؟!!
راقبت الغيوم التي كانت تتصارع كي تخفي القمر خلفها وكأنها تخشى أن تتركه وحده؟!!!!

اليوم مرّ بملل وكيف لا وهو لم يرَها ولن يأتي لها من الأساس كما كان يفعل....

كانت تجلس في الحديقة اليوم وحيدة...تنتظر قدومه على أحر من الجمر..لكنه ببساطة لم يأتي...؟!
يبدو أنه قد زهدها....زهد "دميته المعيبة" لذلك يبتعد عنها رويدا رويدا حتى لا تتألم بعدما غرز سكين الغدر بظهرها؟!!
تنهدت بتعب قبل أن تسمح لقدميها بالتخاذل فجلست أرضاً تحدق بالسماء في وجل أصبح رفيقها منذ صباح اليوم؟؟!!
رغم أن هاجسها لم يؤكده أحدٌ حتى الآن لكنها تستشعر بحدسها أنه رحل وتركها وحدها؟!!
هي اخبرت نفسها ذات مرة....لو رحل وتركها ستواجه ماضيها بقلبٍ مكسوراً؟!!
ظلت بين صراعات أفكارها دون أن تشعر بدموعها المنهمرة بقوة كشلال انفجر لتوه؟!!!
لتضم ركبتيها إلى صدرها ثم دفنت رأسها بينهما تزامناً مع ارتعادة جسدها بشكلٍ عنيف..وشعورها برحيله يكاد يقتلها حية؟!!!
هي قالتها له ذات مرة-هي لن تتحمل ان يتركها وحدها هو الآخر-لكن الضربة جائت بكل قوة عندما سمعت صوت طرق خفيض على باب غرفتها سبق دخول ماجد إلى الغرفة بملامح مشفقة...لكنها لم تتخلى عن جلستها او بكاءها بل ازداد سعير بكاءها أكثر عندما جثى ماجد أمامها قائلا دون مقدمات :
-سابك ومشى يا جنة...؟!!
هُنا لم تتمالك نفسها فصرخت بقوة وهي تهز رأسها بقوة كبيرة تناقض قلبها الذي توارى خلف ستائر الوحدة معلناً خسارته:
-كداب...أنت كداب...
أغمض ماجد عينيه بأسف....بينما هي كانت تشعر بقلبها قد توقفت نبضاته وذبلت ورداته ووأُدت نغماته؟!!!
لم تشعر بشيء بعد كلماته سوى بأنها ماتت حية بل أن الموت أفضل لها بما كانت تشعر به من تصدعٍ سقطت هي به؟!!!!!
لذلك ضمت ركبتيها أكثر ثم طوقت كتفيها بذراعيها في حركة داعمة...قبل أن تهتف بهذيان :
-لا أنتَ مش كداب...هو فعلا مشى أنا كنت حاسة... لاء كنت عارفة؟!!
انهت عبارتها بآه عنيفة خرجت من بين شفتيها بقوة...فمسح ماجد وجهه بندمٍ ظهر -جلياً-عليه...فحاول احتواء نوبة هستريتها لكن جميع محاولاته بائت بالفشل عندما لاحظ طيف شرودها بعينيها الذابلتين....وبالفعل صدق حدسه عندما اختنفت آناتها بصدرها ثم ارتفعت وتيرة أنفسها قبل أن تحدق بعينيها في الفراغ بشرود مغلف بارتعادة جسدها الهش...؟!!!
======
جلس على فراشه يتأمل سقف الغرفة بعينين دامعتين وقلب يكاد يموت خوفاً عليها؟!!
كيف فعلها هو لا يعلم!!!..بل يعلم...يعلم أنه تركها هناك تواجه مرضها القاسي وحدها...طعنها بسكين ثلم دونما رحمة ودون قصد أيضاً!!!
يعلم الله أنه غادر المشفى بقلب كان يبكي مطالبا بحقه بها...لكن في نفس الوقت وجد قلبه يربت على جرحه مشجعا إياه باستحسان عما فعله؟!

أغمض عينيه بألم فسقطت دمعة واحدة على خديه وكأنها تواسيه في جرحه؟!!
لكنها لسعت وجنته بكل ذكرى عشاها معها هي وحدها ؟!!!
كم كان يحتوي حزنها بصبرٍ و يشعل ضحكتها بسعادةٍ؟؟!!!
أخطأ هو عندما تركها واحدها؟!!
لا لم يخطأ هو فعل هذا لأجلها هي... يعلم الله أنه لم يفعل كل هذا إلا عندما تأكد من فائدة هذا لها؟!!
تنهد بتعب قبل أن تلتفت اذناه صوت طرقات خفيضة على باب غرفته في شقة عمته فرفع أنامله بسرعة ثم مسح دموعه وبعدها سمح للطارق بالدخول بنبرة مهزوزة...
ففتح الطارق الباب تزامنا مع هتافه المازح :
-أهلا أهلا بكنان أبن خالي وجماله؟!
زفر كنان بسخط ثم أشاح بوجهه بعيداً...فاقترب جسار منه ثم جلس قابلته قبل أن يدير وجهه إليه وقال برفق :
-عارف إنك بتعاني..بس هتعمل ايه لو كان ده كله في صالحها...متزعلش يا كنان..كل شيء هيتحل بأذن الله... بس صحيح أنتَ خرحت بالسرعة دي أزاي؟!!
أبتسم كنان بسخرية...ثم هتف بتهكم مغلف بغضب-خفي-:
-دكتور ماجد كان مجهز ليّ كل حاجة...حتى أذن خروجي؟!!..زي ما تقول عارف أني هواقف؟!!
-لانك ببساطة بتحبها...
قالها جسار ببساطة ثم ربت على ركبت كنان بدعم... فنظر كنان له لوهلة قبل أن يهتف بشرود :
-عشان بحبها اغدر بيها؟!!
رغم أن نبرته كانت تقطر من ببن حروفها ألماً لكنه كان يبتسم أبتسامة حقيقة لم يدرك جسار كنهها...لكنه يدرك الحالة الذي يمر بها كنان في هذا الوقت!!..لذلك قبل جبين كنان بحبٍ صادق ثم غادر تاركا له كامل الحرية...
فنظر كنان إلى الباب المغلق لدقائق قبل أن يتأوه بألمٍ ليس جسديا بل روحيا..روحه تئن وقلبه يصرخ...عينه تلح والدموع ترفض؟!!!
ظل بين أفكاره تائه يتخبط بهم...قبل أن يتمدد على فراشه ثم رفع كفه وبسطة على قلبه الذي كان يهدر تحت كفه بالم..فهمس بنبرة اختنقت بغصة مريرة :
-هنرجعها قريب متقلقش؟!
ضحك بتهكم ثم مال على وسدته وكتم آهاته-قسراً-حتى لا يسمعه أحد يكفيه أنه تعرى أمام روحه بملامحه النادمة وبقلبه الذي فُطر إلى نصفين بعد رحيله ؟!!!!
======
مر الليل بحزنه قبل أن تشعر باشعة الشمس تداعب عينيها فتملمت في جلستها بضيق ثم فتحت عينيها ببطء...تتأمل المكان بوجوم؟!!!
لكن وقفت عينيها على دفتره الملقى هناك على سريرها بسكون بينما هي ظلت طوال الليل على الأرض تسري في جسدها البرودة؟!!
كم تشعر الآن بألم حاد في أسفل ظهرها...بل جسدها كله يؤلمها وبشدة حتى عينيها الحمرواتين تشعر وكأن نار جهنم قد اندلعت فيهما....عينيها تحرقها بشدة وقلبها يصرخ بكل قوة....وكأنه يتألم جرحاً من حبيبٍ مد يده بملعقة من ذهب حتى ادمنتها ليسحبها فجأة دون أي سبب مقنع ؟!
ابتسمت بتهكم ثم تحاملت على نفسها كي تقف على قدميها لكنها لم تقدر على هذا بل سقطت مرة أخرى أرضا لتنخرط في بكاءٍ عنيف استنزف روحها وجسدها معاً؟!!!
عينيها اللتين سالتا نهرا من الدموع لم تعرف مثلها من قبل تؤلمها وبشدة...
ظلت تبكي حتى نضبت دموعها وازدردت ريقها بغصة مريرة مطعمة بالألم...قبل أن ترفع عينيها تحدق بالفراغ بملامح شاحبة وعينين ذبلتا كوردة تساقطت اورقها.....لتهمس بصوت جاهدت لخروجه :
-ماضي قاسي وحاضر ضعيف...ومستقبل غامض...وأنا تايهة بين كل ده ؟!!!
هكذا حدثت نفسها بمرارة ناعيةً خسارتها الفحشاء به قبل أن تغمض عينيها تستجلب النوم لكنه عاندها كليلة أمس التي لم تذق فيها طعما للنوم؟!!
وكأنها تخشى أن تواجه ماضيها ؟!!
======
وقف يتأمل نفسه وهو يرتدي ملابس العمليات..ب"مريولها"اللبنية .....؟!!!
يشعر برهبة كبيرة وخوف ينهش بقلبه..وكيف لا وهو لم يسمع صوتها منذ ثلاثة أسابيع...ثلاثة أسابيع لم يذُق طعم النوم بأمان... خوفه عليها تغلب على المه ومرضه...
عندما وصلت أفكاره لتلك النقطة ابتسم بتهكم مخاطباً نفسه بسخرية:
-داخل العمليات دلوقت وقلقان عليها هي؟!....
تباً لقلبٍ أشتاق وولع....حبه لها تعدى الحدود؟!!
تنهد بحرارة...ثم رفع كفيه يدعي بتضرع...لم يخلُ من دموع سقطت على وجنتيه تشاركه همه؟!!!

مجرد شعوره بأنها في خطرٍ يقتله....ما بالكم وهي يتيمةٌ ليس لها احد سواه...؟!!؟

أغمض عينيه بألم قبل أن يميل بجذعه إلى الإمام مستغفرا ربه..فشعر بصرير باب الغرفة وبعدها ولج جسار بابتسامة بشوشة بثت بقلبه الأمان!!!

أقترب جسار منه حتى وقف أمامه...فاعتدل تميم في وقفته يطالعه بانكسار......قبل أن يبتسم جسار له ثم ربت على كتفه بدعم تزامنا مع هتافه :
-يلا....خلاص كل حاجة جهزت...!

ازدرد تميم ريقه بارتباك ثم أطرق برأسه أرضا في صمت...فاحترم جسار صمته لدقائق إلى أن هتف تميم بنبرة مختنقة :
-المتبرع مصمم أني مشفهوش؟!!!
هز جسار رأسه باسف...فزفر تميم بسخط.....ليهتف جسار بعمليه :
-يلا يا تميم...اتفضل قدامي عشان خلاص هتدخل العمليات....أنا طول الأيام إللى فاتت وأنا بحاول أحافظ على نفسيتك لأنها أهم حاجة بالنسبة لينا...لكن اكتشفت أنك مؤمن بقدرة ربنا وكل توترك ده خوف عليها..

أغمض تميم عينيه متأوهاً بصوت مسموع وقلب يئن وجعا...فرمقه جسار بشفقة.. ثم دفعه برفق خارج الغرفة...لكن تميم لم يكن يعي كل هذا بل أنه كان غائص بأفكار تلاعبت به حتى كادت تقتله ألما..
======
وهُنا أيضا تلاعبت أفكارها بها...لكنها كانت تملك القوة الكافية كي تلجم أفكارها...وتوأد هواجسها....ليبقى حزنها مرسوما بحرفية على ثغرها الصغير؟!!
كم تشعر الآن بوجل يكاد يبتلعها...
يبتلع كل ذرة إيمان وحب تمتلكها في رصيد قلبها المسكين الذي تصدع بسرعة البرق...
وحدتها هُنا قاتلة قاسية كنصل حاد اخترق جسدها بأكمله؟!!!!!

تنهدت بيأس...ثم مسحت الدمع الذي ترقرق في طرف عينيها اللتين كانتا شديدة القتامة وكأن وهج البندق قد نضبت ينابيعه؟!
انتهت أفكارها عند هذه النقطة قبل أن تلتفت لذاك الذي كان واقفا عند باب غرفتها ينظر لها بإعجاب برئ بشجعتها...

فتقدم منها ببطء...ثم وقف أمامها تزامتا مع هتافه :
-جاهزة يا غنى...
ازدردت ريقها تحارب غصتها...فانفرجت شفتاها بشجاعة هاتفة دون تعبير :
-جاهزة يا دكتور جسار ؟!!
======
دموع منسدلة..
وجسد مرتعد بهسترية....أنامل ترتجف بخوف... وقلب انقبض بلوعة...كل هذا كانت تشعر به وهي ترى بعينيها سواد مهلك يحيط بجدران البيت...سواد سواد طمس ابتسامتها...
أنفاسها اختنقت...دموعها نضبت...وعقلها توقف عن العمل وهي ترى بعينيها والديها محروقين بطريقة بشعة جعلت البرودة تسري في أواصلها حتى شعرت بقشعريرة قاسية...كادت تفتك بها...
مالت إلى الإمام بجذعها تطالعم بتفحص وجل...ثم نظرت إلى الضابط بتوجس....فاقترب منها الضابط ببطء قبل أن يهتف وهو يشير بسبابته نحو الجثتين بشفقة :
-دول باباكي ومامتك...؟!!...أحنا بحثنا عن حد ليهم من إمبارح عرفنا أن ليهم أبن شغال في الجيش...وبنت قاعدة لوحدها...المفروض إنها أنتِ؟؟؟!!
لم تحرك ساكنا....بل اختلج فكها برعب...ثم نظرت إليهم بطرف عينيها...وبعدها أقتربت منهما بخطى بطيئة وملامج جامدة إلا من عَبْرة جامدة سقطت على خديها بلحن رتيب...ازدردت ريقها برعب قبل أن ترفع أناملها المرتجفة ببطء لكنها توقفت في منتصف الطريق بعدما نظرت إلى وجه أبيها المشوة بطريقة آثارت هستريتها.....فصرخت بقوة وسقطت أرضاً تلطم خديها مغمغمة بصوت مبحوح مختنق :
-لاء.. لاء مش هما... لاء...ماتو زعلانين مني...لاء...لو كنت معاهم مكنش ده كله حصل... لاء مش هما لاء...

ثم انخرطت في بكاء عنيف حتى بح صوتها تماما...فهز الضابط رأسه بأسف ثم أشار للرجل بغلق الثلاجة...قبل أن يجثو على ركبتيه أمامها لعله يستطتع تهدئ نوبة هستريتها... لكنها انكمشت على نفسها برعب وهي تهز رأسها بهسترية...
لا لا....هي تحلم بالطبع تحلم؟؟؟؟
رباه؟!!
والديها احترقا دون أن يشعر بيهما أحد؟؟؟؟
لا لا هي كاننةت ستتراجع عن قرارها وتعود بين أحضانهم تطلب العفو؟!!
والآن يرحلا دون مقدمات؟!!
أحترق بيهم البيت الذي اصبحت جدرانه سوداء كما رأتهم قبل أن تأتي إلى هنا؟؟!!
رحلا قبل أن تودعهم بعناق طويل تستسمحهم بالعفو عما فعلته فيهم من غضب و حزن على أبنتهم قرة أعينهم...؟!!

لا يا جنة بالطبع هذا حلم ليس حقيقة...كل هذا كذب....؟!!!!؟
هكذا حدثت نفسها قبل ان تنخفض وتيرة أنفسها وقل ارتعادها!!!!...
لكن حانت منها نظرة إلى الثلاجة المغلقة فتأوهة بألم...ثم ضمت ركبتيها إلى صدرها ولا زالت تهز رأسها بهسترية!!!!
النار الذي اندلعت بقلبها -كادت تحرق قلبها-بنار الفقد والألم...
ظلت على هذه الحالة منعزلة بل منفصلة تماما عن العالم وما يدور حولها حتى أنها لم تشعر بشقيقها الذي أتى لتوه كي يرى والديه...لم تسمع صراخته الهسترية وبكاءه الذي شق قلب كل شخص واقف يطالع الموقف بشفقة...

أقترب تميم منها بتردد..فرفعت عينيها إليه ثم نظرت له بانكسار شاركها هو فيه بعدما جذبها من مرفقها بقوة ثم دفن رأسها بصدره بقوة كبيرة...فتشبثت به بدورها ثم عادت دموعها بالهبوط بغزارة تزامنا مع انخراطها في بكاء عنيف مختلطا ببكاء تميم بقوة تماثل قوة احتضانه لها...ياللهي لقد فقد والديه في لمح البصر؟!!!!
هذا هو القدر يخطف منك ورود تفوح رائحتها بحياتك كي يجعلها كريهة قاسية باردة....
أغمض تميم عينيه بألم فشعر بجسدها يرتخي بين ذراعيه.....
أبعدها عنه برفق ليهاله مظهرها الشاحب وشفتيها الزراقوتين بشكلٍ مفزع؟!!
فانقبض قلبه بخوف هستيري....قبل أن يلطم وجنتها بقوة لكنها لم تستجيب ليحملها بسرعة وخرج...
لم تهتم بكل هذا بل أنها لم تدرك سوى شيءٍ واحد.. وهو أن كل ما حدث هذا حُلم رؤية والديها حُلم...حريق شقتهم حُلم عصينها لوالديها حُلم...بل كل هذا كابوسٌ قاسي كنصل حاد؟!!!


وهذا النصل شعرت به يخترق روحها فانتفضت بجذعها تلهث بسرعة تزامنا مع صرختها التي انطلقت من بين شفتيها مختنقة...
رفعت أناملها المرتجفة تكتم بيها شهقتها مشدوهة...
فضمت ركبتيها إليها ثم لفت ذراعيها على كتفيها بخوف..وأغمضت عينيها بقوة فتجسد أمامها المشهد مرة أخرى لكن هذه المرة كان يتحرك ببطء وكأنه يثبت لها حقيقته؟!!!!
هنا شعرت بأصوات تدوي في أذنيها بتداخل وصوت صراخ حاد كانت هي صحبته....وصوته الحنون اختلط مع كل هذا الصخب... فرفعت كفيها ووضعتهما على أذنيها بقوة ثم مالت بحذعها إلى الأمام تبكي بصمت أحرق روحها بلهيب صار يعلو ويعلو وشعورها بالانكسار والألم يتزايد...فصرخت صرخة مدوية افرغت بها كل شحنات ألمها ومعناتها؟!!!!!

لم تشعر بشيء بعدها سوى بعدة أشخاص قيدوها بقوة ثم غرزوا بذراعها خقنة مهدئة فظلت تتأوه بصوت مسموع...مغمغمة بنبرة مختنق...فاقترب ماجد منها بعدما أتى إلى غرفتها مهرولا :
-ليه مشيتوا وسيبتوني...مشيتو زعلانين مني...

ازدرد ماجد ريقه ببطء..ثم أبتسم أبتسامة جانبية بأنتصار لكن ابتسامته تجمدت على ثغره حيث كان يطالع وجهها بتفحص خبير فلاحظ شحوب وجهها وتشنج جسدها....وآناتها المختنقة دلالة على ما تعانيه من ألمٍ؟!!
فعلم أن القادم أصعب بكثير....
======


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-22, 11:56 AM   #33

Samarsharaby

? العضوٌ??? » 389134
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 591
?  نُقآطِيْ » Samarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond reputeSamarsharaby has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان الرواية جميل جدا

Samarsharaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
..........

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.