آخر 10 مشاركات
بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          67 - زواج بالإكراه - فلورا كيد - ع.ج ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كـامله )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لا اجيد العتاب (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          242 - أطياف - شارلوت لامب (الكاتـب : monaaa - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          232 - سيدة اللعبة - اليزابيث دوك (الكاتـب : أميرة الورد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-17, 09:14 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 حتى اقتل بسمه تمردك " الجزء الأول " مصريه بقلم/مريم غريب (مكتملة)





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

((حتى اقتل بسمه تمردك " الجزء الأول " ))

للكاتبة/ مريم غريب



قراءة ممتعة للجميع ...






التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 20-12-17 الساعة 10:49 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:19 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية



حتي أقتل بسمة تمردك


الشخصيات:


بطلا الرواية هما (عز الدين نصار / داليا عبد المجيد ).
"عمر نصار / عبير نصار" أشقاء "عز الدين".
"خالد نصار" من أبناء عمومتهم.
"كاميليا فهمي" والدة عز الدين عمر و عبير.
"ياسمين عبد المجيد"شقيقة "داليا" و باقي الشخصيات مع توالي الأحداث ...





الحلقة "1" :


كان الحمام معبأ بالبخار المائي عندما خطت "داليا" بقدمها في الوسط تجاه المرآة التي أخذت مكانا صغيرا لا بأس به بقاعة الحمام البسيط ..
وقفت "داليا" أمام المرآة تنظر إلي نفسها و تتأمل تفاصيلها ، فكرت لم تعط مظهرها الخارجي أي إهتمام من قبل قط !
و لكنها فاجأت نفسها اليوم و في تلك اللحظة بالأخص و راحت تدرس بدقة تقاطيع وجهها و جسدها البض المائل إلي الأحمرار و الذي تناثرت عليه قطرات الماء أثر إستحمامها ..
مدت يدها إلي وجه المرآة و نزحت ذلك التشويب البخاري الذي كان يحجب عنها رؤية نفسها بوضوح ، ثم حدقت بوجهها جيدا ، كان لون بشرتها عسليا و لون عينيها الواسعتين يتموج وفقا لمزاجها فمن الأخضر يوما إلي لون ضبابي كلون الدخان يوما أخر ، تملك عيناها قوة ساحرة تجهل"داليا" وجودها حتي الأن ، و كان شعرها كستنائيا طويلا حريريا و كثيفا عقصته"داليا"في تلك اللحظة إلي الوراء بعيدا عن جانبي وجهها كي تتمعن ملامحها أكثر ..
وجدت أن مظهرها برئ يدل علي الضعف فتسرب القلق إلي قلبها ، عليها أن تقوم بإنقاذ الموقف فإن لم تتصرف سريعا ستخسر كل شيء لأن تلك الوظيفة التي سوف تتقدم لها غدا تعني لها و لعائلتها الصغيرة كل شيء و لو خسرتها ستتحطم آمالهم ..
تناولت"داليا"منشفتها الكبيرة و لفت بها جسدها ثم هرعت سريعا إلي غرفتها .. وقفت "داليا"أمام خزانتها تتأمل محتوياتها و ملابسها في عدم رضا ، شعرت بإنها تحتاج لشراء ملابس اذا تم قبولها في تلك الوظيفة .. ذكرت نفسها أن مدخراتها القليلة التي وضعتها جانبا لمصروفات المنزل و علاج والدتها التي أصابها الشلل الرباعي و أيضا مصروفات شقيقتها التي إلتحقت منذ عامين إلي كلية الطب ..
وجدت أنه لا يجب أن تهدر تلك المدخرات البسيطة علي شراء الملابس .. لذا أقفلت خزانتها بيأس و إستسلام ثم جلست علي فراشها متخاذلة
سمعت في تلك اللحظة طرقات علي باب غرفتها فأذنت بالدخول قائلة:
-ادخلي يا ياسمين.
دلفت الشقيقة الشابة بمرح إلي غرفة"داليا"وقد علت وجهها إبتسامة خفيفة فيما تطلعت إليها"داليا"بتساؤل قائلة حينما شاهدت دفاتر الدراسة بكلتا يديها:
-إيه ده ! .. انتي لسا جاية دلوقتي ؟ اتأخرتي كده ليه أنا كنت بحسبك وصلتي من بدري.
-أه أه يا أختي لو تعرفي إللي حصلي انهاردة يا دودو.
قالت"ياسمين"ذلك و هي تنزع معطفها الأحمر الصغير المصنوع من الجلد و تلقيه تعبة علي فراش أختها بينما سألتها"داليا"بقلق:
-إيه حصلك إيه ؟ اتكلمي قوليلي في إيه حد عملك حاجة ؟؟
قهقهت"ياسمين"بمرح و هي تلهو بسلسلة مفاتيحها قائلة:
-ماتقلقيش كده يا دودو اطمني محدش عملي حاجة و محدش يقدر يعملي حاجة اساسا.
-اومال إيه اللي حصل طيب و اتأخرتي ليه ؟؟
قالت"داليا"بنفاذ صبر بينما فسرت"ياسمين":
-ما أنا هقولك بس اهدي انتي الاول.
-طيب هديت .. اتكلمي بقي !
تنهدت"ياسمين"ثم عادت تقص عليها الأتي:
بعد إنتهاء محاضراتها الجامعية ذهبت برفقة صديقاتها إلي وسط ساحة الحرم الجامعي ، و ما أن خطت برقة أمام تلك السيارة الفارهة التي إستند إليها شاب ذو وجه شرقي جذاب و عينان بنيتان حجبتهما تلك النظارة الشمسية الأنيقة حتي جذبت إنتباهه ليس لجمالها ، فهي ليست صاخبة أجمل إطلالة بالجامعة و لكن كان تجاهلها سبب إهتمامه بها ، فنظرة"ياسمين"إليه كانت تختلف عن بقية الفتيات اللواتي ما أن يتجمعن حوله حتي يتملقونه و يمتدحونه من جميع الجهات و كأنه نجم مشهور ..
-حاسس ان القمر نزل من السما في عز الضهر و عدا من جانبي دلوقتي.
لم ترد"ياسمين"علي إطرأه و لا علي إبتسامته الجذابة الدافئة بالمثل بل وجهت إليه نظرة عادية لا بل باردة ..
لأنه يعرف من ملابسها و هيئتها أنها فتاة بسيطة من الطبقة الوسطي و ربما أعتقد إنه قادر علي إستمالتها بسهولة ، كان يتأملها بتفحص بالغ مع إنها كانت تمثل البساطة بعينيها فيما لو قيست بالفتيات الأخريات ..
عند أخر نظرة وجهتها إليه أبتسم لها رافعا حاجبه بطريقة توحي بإنه لم يلق طوال حياته مقاومة من أي فتاة و لذلك أسرع إلي القول بوقاحة هذة المرة و هو ينظر أسفل قدمها:
-ما هو انا معذور بردو يا قمر انتي .. مستحيل اشوف الجمال ده كله و اسكت.
تجاهلته للمرة الثانية فعاد يقول:
-يا عيني يا عيني .. علي الخلخال إللي بيرن بين رجلك ياريتني كنت مكانه.
عندها فقط إلتفتت إليه و قالت بحدة و قد إرتفع صوتها بقدر جذب إنتباه الحاضريين و البعديين:
-طب خد بالك بقي يا حلو و فتح .. في نفس الرجل دي تحت الخلخال في جذمة تقوم بالواجب معاك.
إتسعت حدقتاه بذهول فقال:
-انتي ! .. الكلام ده ليا ؟!
-و مين غيرك هنا سافل و مش متربي ؟؟
-عمر !
قالتها فتاة جاءت لتوها ما أن لاحظت ذلك النزاع ثم تابعت:
-تاني ؟ انت مش هتبطل تصرفاتك دي اللي بتجبلك الاهانات كل شوية ايه مش هتتغير ابدا ؟!
رمقتها"ياسمين"بإزدراء .. كانت أنيقة في كل شيء و لكن ملابسها ... !
بينما هتف الشاب بإنفعال حازم:
-يارا ! .. اسكتي انتي خالص.
-لأ.
صرخت الفتاة ثم تابعت:
-لأ مش هسكت المشهد ده تقريبا بيتكرر كل يوم و انت مابتحسش و لا بيهمك مشاعري.
ثم توجهت بالحديث إلي"ياسمين"فقالت ببحدةو انتي يا حلوة ياللي فرحانة بصوتك العالي .. خلاص خلصنا كفاية دراما.
ثم أكملت بنظرة إعتلاء ساخرة:
-هو اكيد مش مركز في حاجة انهاردة عشان يبصلك و يغازلك انتي .. ده غير انه دايما بيلازمني انا و بيرمي الباقيين اللي زيك .. خليكي متاكدة انه ماكنش يقصد و خليكي متاكدة بردو اني مش ممكن اسمحله يقصد .. انا مابحبش حد ياخد مني حاجة.
و قبل أن ترد"ياسمين"لتلك الشعثاء الصاع صاعين قبض الشاب علي معصمها و قال بصوت أجش:
-حاجة ايه يا بت هو انا كيس شيبسي ؟ .. و بعدين قلتلك اخرسي انتي.
و قبل أن يتوجه بحرف أخر لـ "ياسمين" تجمع رجال الأمن و بعض الشباب من حوله ..
حدث شد و جذب بينه و ببنهم حتي تطور الأمر بهم فتحولت ساحة الحرم الجامعي إلي ميدان من العراك ... !
-يا نهار اسود ! .. و الولد ده حصله ايه ؟!
هتفت"داليا"بذعر متسائلة بينما جلجلت ضحكة شقيقتها بمرح فقالت:
-بيقولوا كان مبتسم و هما بيغسلوه ههههههه و انا مالي يا ستي بيهم انا سيبتهم يعجنوا في بعض بس بما انه كان لوحده ممكن اقولك انهم سكعوه علقة محترمة يستاهل بني ادم حيوان ههههه.
-بتهزري حضرتك ؟! .. بتهزري و انتي اساسا اللي غلطانة .. لابسة خلخال يا ياسمين ؟!
-و ماله يا داليا عادي دي موضة.
-موضة ! .. اولا احنا ناس علي اد حالنا عمرنا ما مشينا علي الموضة اللي بتتكلمي عليها دي لان ظروفنا ماتسمحش ثانيا حتي لو كانت ظروفنا تسمح فأخلاقنا عمرها ما كانت هتسمح .. اوكيه تمام انتي جربتي و شفتي النتيجة حصلت خناقة انهاردة في الجامعة بسببك .. لو كنتي محترمة ماكنش حصل اللي حصل ده يا ياسمين.
هتفت"داليا"أخر كلماتها بإنفعال حانق فإمتصت"ياسمين"حنقها عندما قالت بلطف:
-طيب يا داليا .. انا اسفة يا ستي و الله انتي عندك حق و انا غلطانة بس احيانا الانسان بيتغلب عليه فضوله و يجرب حاجات مش معتادة.
-و جربتي ؟ .. ادي نتيجة تجربتك.
-يووه .. خلاص بقي يا دودو قلت اسفة.
أجبرتها شقيقتها علي الإبتسام عندما نظرت إليها بإستكانة و ضعف مصطنع فقالت:
-طيب .. خلاص .. يلا روحي غيري هدومك و شوفي ماما و اديها الدوا علي ما احضر الغدا.
-ماشي يا عسل انت .. بس اه قوليلي صحيح .. عملتي ايه في موضوع الوظيفة اياها ؟؟
-اهو .. عندي بكرة انترفيو ادعيلي بقي.
-ان شاء الله ربنا هيوفقك يا دودو.
ثم ربتت علي كتفها و غادرت الغرفة .. فتنهدت"داليا"بضيق و ألقت بنفسها علي الفراش ، شعرت برغبة قوية في البكاء ، منذ وفاة والدها و هي تكد و تتعب من أجل إعالة أسرتها الصغيرة .. و قد أثقل الحمل كاهلها و أتعبها ..
ثم فجأة لم تستطع أن تري شيئا ، إذ غمرت الدموع عينيها فأغمضتهما بشدة لتتخلص من دموعها لكن الدموع جرت علي خديها سريعة غزيرة و حارة ... !




كان ظهرا حارا تحت سماء إحدي المدن الأوروبية عندما دلف"عز الدين"إلي الغرفة التي حجزها بأحد الفنادق لإقامة حفل إفتتاح إحدي فروع مجموعة شركاته ..
أسرع"عز الدين"إلي غرفته ثم دلف إلي الحمام مباشرة بعدما خلع سترته و فك ربطة عنقه و الأزرار الثلاث العليا من قميصه بحيث بدا صدره القوي الصلب النامي العضلات ، ثم فتح صنبور المياه أخذا بكفه بعض القطرات الساخنة و مسح بها علي وجهه و شعره .. ثم فجأة سمع صوت رنين هاتفهه يتعالي بنغمته الصاخبة ، تجاهله للحظات إلي أن ينتهي حتي إنقطع تماما فعاد إلي الغرفة لامع البشرة و لا يزال شعره مبللا ..
وضع المنشفة علي ظهر الكرسي ثم شرع بلبس ساعة يده ثم إتجه نحو هاتفهه ليجد شقيقه يعاود الإتصال مرة أخري فأجاب بصوت حازم قوي:
-اهلا يا باشا .. اخيرا حنيت علينا !
ثم سأله بصوت أجش:
-كنت فين يا عمر ؟؟
فأجاب شقيقه ببرود و ضجر:
-ايه يا عز مالك ؟.. ما تهدي عليا كده في ايه ؟؟
-و الله ! .. مش عارف في ايه يا استاذ ؟.. بكلمك بقالي يومين و حضرتك يا إما قافل موبايلك أو مابتردش .. و الهانم اختك فين هي كمان ؟ بقي دي تعليماتي اللي قلت عليها تتنفذ في غيابي ؟ يعني لما احب اطمن علي سيادتكوا اتصرف ازاي مثلا ؟ .. ما ترد ياخويا ساكت ليه ؟؟
-يوووه يا عز و انا مالي انا يا اخي متعصب عليا انا ليه ؟ ماتكلمها هي و تطمن عليها ماتركزش معايا انا بقي مابقتش طفل يعني.
-تصدق انك بني ادم عديم الفايدة و المسؤولية .. و رحمة ابوك لما ارجعلك .. هظبتك يا عمر.
-ايه هظبتك دي شايفني اريال و بعد ...
و قبل أن ينبس بحرف أخر أغلق الخط بوجهه و هو يسب و يلعن و يتوعد له فيما كان يبحث عن رقم شقيقته بقائمة الإتصالات حتي وجده ..
فأجري الإتصال بها .. ليأتي صوتها بعد لحظات:
-الووو.
قالتها بغنج و قد بدا علي صوتها أثار النعاس فأعادها صوت أخيها الغاضب إلي رشدها:
-مساء الخير يا هانم .. و لا نقول صباح الخير بما ان حضرتك لسا نايمة لحد دلوقتي ؟؟
أجابته متعلثمة:
-أاا .. ع عع عز عز الدين .. صصباح الخير يا حبيبي ازيك؟؟
-صباح الخير ! .. احنا بقينا العصر يا حبيبتي .. و الله دي بقت حاجة كويسة خالص يا ست عبير .. اغيب عن البيت كام يوم فتاخدي راحتك اوي كده انتي و البيه التاني .. ماشي.
لفظ أخر كلماته بتوعد فبدا التوتر علي صوت شقيقته:
-يا عز اهدي بس مافيش حاجة حصلت تستاهل كل ده.
-لما ارجع اكيد هاشوفلي حل معاكوا .. سلام يا هانم و ماتنسيش تكملي نومك.
قال كلماته الأخيرة ساخرا و هو يغلق الخط بوجهها ثم إستلقي علي الفراش بثقله واضعا يديه خلف رأسه ثم أغمض عيناه بكسل و إرهاق ليقفظ الماضي كله أمام عينيه ، ليمر كل ما حدث بحياته في ومضات سريعة بمخيلته .. هجر أمه ، وفاة أبيه ، نضوجه المبكر ، و كل شيء .. منذ ستة عشر عام عندما رحلت عنهم والدته النجمة السينيمائية "كاميليا فهمي"و تركت المنزل الزوجي بعدما تعرفت إلي رجلا ذا قيمة في عالم السينيما صانع أفلام .. فأسلمته نفسها من أجل تحقيق الشهرة و لم تكتفي بل و ذهبت معه ضاربة بمصير أبنائها الثلاث عرض الحائط
فكان جزائها هو الطلاق من زوجها والد أبنائها"فريد نصار" .. كان "عز الدين"في السادسة عشر عندما إنفصلا والديه و كان له شقيق يصغره بخمس سنوات و شقيقة أخري كانت طفلة وقتما ذهبت أمهم من حياتهم بلا رجعة فيما كانت تسعي إلي الشهرة و إثارة دهشة الرجال متكئة بذلك علي جمالها الأخاذ و الذي هو كل ما تملكه ميراثها الوحيد ..
و لم يمر وقت طويل أيضا حتي توفي"فريد نصار" .. فكان نصيب"عز الدين"بإعتباره الوريث الأكبر أن يظل إلي جانب أشقائه يرعاهم و يستكمل مسيرة والده في العمل مما جعله ينضجسرع مما يجب .. و حتي الأن لم يغفر لأمه فعلتها رغم توسلاتها و مراسلاتها المتواصلة بالسماح لها برؤيته و أشقائه ، لم يغفر لها أبدا بل يمقتها و يرفضها ، يكن لها كره عظيم و كأنه لم يولد من رحمها .. بسببها أصبح يمقت إلي جانبها كل أصناف النساء ، إن كل ذرة من كيانه ترفض العطف علي أي أنثي
أصبح مستبد قاس للغاية .. من جهته يعتقد أن النساء يستخدمن جمالهن لإدارة الرجال حسب أهوائهن كما فعلت أمه ، فإمرأة جميلة مثلها قادرة علي تحويل رجل جبار إلي صبي بلا إرادة .. لذا إنعدمت ثقته في النساء و لكن حياته لم تكن خالية من وجودهن فيها طوال هذه السنوات فهو بلغ منذ أشهر إثنان و ثلاثون عاما .. و لكنه مفرط الذكاء ، بالطبع أنه يتمتع بصحبتهن كثيرا في بعض الأحيان إلا أنه لا يستسلم لأية إمرأة بل إنه يبتسم لهن بإزدراء بعينيه الذهبتين البراقتين ما أن ينتهي منهن ثم يدير ظهره و يرحل ..
هو لا يحب النساء .. بل يمتع نفسه بهن عندما يحلو له ، فهو ذو براعة مشهورة في إصطيادهن و لكنه لا يحترمهن أبدا متذكرا دائما أمه اللعوب و الجذابه إلي حد كبير التي تخلت عن زوجها و أبنائها من أجل أغراض وضيعة
افاق من شروده حينما سمع طرق عنيف علي باب غرفته ، قفز من موضعه بغضب و خطي بعصبية نحو الباب حتي وصل إليه و جذب مقبض الباب بقوة ليزداد غضبا عندما وقف وجها لوجه أمام"خالد"إبن عمه ..
-ايه يا عز انت كنت نايم و لا ايه ؟ هو ده ينفع بردو انت مش عارف ان ورانا طيارة بعد ساعتين؟؟
قال ذلك و هو يتمطي بتعب و كأنه كان واقفا هناك منذ مدة طويلة بينما رمقه"عز الدين"بغيظ ثم قال بحنق:
-عارف لو كان حد غيرك خبط عليا بالطريقة دي كنت عملت فيه ايه ؟ .. فزعتني يا بني ادم.
ثم إستدار و عاد إلي الغرفة تتآكله عصبيته ، ببنما أغلق"خالد"الباب و تبعه إلي الداخل قائلا:
-مالك يا عز الدين ؟.. عصبي كده ليه في حاجة حصلت ؟؟
ألقي"عز الدين"بنفسه فوق الأريكة بتعب ثم تنهد بثقل و هو ينظر إليه قائلا:
-تعبان .. تعبان يا خالد و اخواتي تعبني اكتر مش عارف اعمل معاهم ايه ؟؟
جلس"خالد"بجانبه ثم سأله بلطف:
-مالهم بس ؟ مضايقينك في ايه ؟؟
-البيه .. الباشا .. المحروس.
-مين ده ؟ عمر ؟؟
-هو في غيره !
-ماله طيب ؟؟
-الدكتور بتاعه اللي في الجامعة اتصل بيا من شوية و بلغني بخبر رفده من الكلية.
-يا نهار اسود .. اترفد ! ليه عمل ايه ؟؟
-اتعرض لبنت في الجامعة و ضرب شلة صايعة كمان و لما جه الأمن يتدخل مسك فيهم هما كمان و نزل في واحد منهم ضرب لحد ما كان هيخلص في إيده .. عملي فتوة حضرته.
قال جملته الأخير بإنفعال غاضب فهدئه"خالد"قائلا:
-طيب بس بس اهدا .. اهدا كلها كام ساعة و هنرجع مصر .. المهم انت كلمته يعني ؟؟
-اه كلمته من شوية بس ماقولتلوش اني عرفت حاجة.
صمت لثوان ثم تابع بتوعد:
-و رحمة ابويا لهفرجه .. مش هسيبه و لو فضل علي كده و ديني لكون طرده من البيت و مالوش عندي حاجة و يبقي يوريني شطارته.
-خلاص بقي يا عز قلتلك اهدا و هنتصرف معاه
ثم تابع متسائلا:
-هو ده بقي كل اللي مضايقك ؟ حوار عمر ؟؟
إبتسم بسخرية ثم قال:
-و هو مافيش غيره بيغلط ؟ .. و الهانم الصغيرة.
-عبير ! .. عملت ايه هي كمان ؟؟
حدق"عز الدين"به في غضب ثم قال:
-ما هو حضرتك لو راجل ..
قاطعه"خالد"مسرعا:
-ال ال ال طب ليه الغلط ده بس ؟؟
-بس اسكت خالص شكلي كنت غلطان لما وافقت علي خطوبتكوا.
-ليه بس انا عملت ايه طيب ؟؟
تنهد"عز الدين"بضيق ثم قال:
-شوف يا خالد .. انا لما وافقت اجوزك اختي مافكرتش الا في حاجة واحدة بس.
فسأله"خالد"بإصغاء:
-ايه هي دي ؟؟
-اولا انت ابن عمها يعني هتحافظ عليها و عمرك ما هتفرط فيها.
-و ثانيا ؟؟
-ثانيا بقي عشان انا خلاص تعبت من و هي طفلة لحد انهاردة شايل همها و كل يوم بيزيد قلقي عليها الشغل باعدني عنها و مش عارف اتابعها كويس لا عارف هي بتقضي نهارها ازاي و لا حتي ليلها ازاي و سبع البرومبة اللي معاها في البيت بني ادم عديم المسؤولية و مابعتمدش عليه في حاجة .. كنت فاكرك انت بقي اللي ممكن تشيل عني حملها شوية بس واضح اني كنت غلطان.
-يا عز بتقول كده ليه بس ؟ ربنا يعلم انا بحبها و بخاف عليها اد ايه و انت شخصيا عارف انا بحب عبير ازاي .. بس اختك راسها ناشفة و عنيدة و انا لو شديت عليها هتزعل مني و انا مابحبش ازعلها فبسيبها براحتها و اهو كلها سنة تخلص كليتها و هنتجوز و هتكون من وقتها يا سيدي مسؤوليتي انا لوحدي.
-انت حمار يا خالد ! .. ايه اللي انت بتقوله ده ؟ .. ايه راسها ناشفة و مابحبش ازعلها و بسيبها براحتها دي ؟ انت مش راجل يابني و لا ايه ؟!
-لأ راجل طبعا.
-مش باين .. شوق مش انا اخوها ؟.. انا بقي بقولك شد عليها براحتك انشالله تعقدها في عيشتها احسن ما تبوظ مننا و هي مدلعة و انت عارف و والله دي لو عيارها فلت مش هيبقالها عندي دية و انا بقولك نا بعمل اللي عليا و بحافظلها علي فلوسها هي و الافندي التاني فمش هتكون غلطتي نهائي لو حصلها حاجة هتبقي انت و هي المسؤولين قدامي.
إندفع الكلام من فم"خالد"بعصبية فقال:
-ليه يعني كل ده يا عز ؟ .. اختك متربية علي فكرة و كل اللي انت بتفكر فيه ده مالوش وجود الا في دماغك و بس .. و كل ده بسبب عقدتك القديمة بس لازم تفهم يا عز الدين عبير مش طنط كاميليا سامع ؟؟
كان وجه "عز الدين"متجهم هادئ بينما كان يتأجج غضبا في صمت بداخله فيما إنتبه"خالد"إلي ما قاله فكبت إنفعاله و قد صدمته أقواله فأسرع يعتذر منه حيث قال بلطف مرتبك:
-أاا .. أنا .. أنا اسف يا عز .. ماكنش قصدي اقول اي حاجة من دي بس ..
قاطعه"عز الدين"في حزم بحركة من يده ثم قال:
-بتعتذر علي ايه ؟.. ماتعتذرش خالص انت ماقولتش حاجة غلط .. كلامك كله صخ و الناس كلها لسا فاكرة فضيحتنا.
ثم صمت قليلا و تابع بعنف شرس:
-اد ايه بلوم بابا انه طلقها و بس .. لو ماكنتش صغير وقتها كنت اتصرفت انا و عملت اللي كان لازم يتعمل.
لانت نبرة"خالد"كثيرا و هو يحدثه:
-انا مقدر صدمتك يا عز .. و عارف انها لسا معلمة جواك و هتفضل معلمة .. لكن ده مش مبرر يخليك شكاك اوي كده.
ساد الصمت قليلا فقطعه"خالد":
-طيب .. انا نازل اعمل check out و هستتاك تحت في اللوبي متتأخرش بقي.
أومأ"عز الدين"رأسه في هدوء و هو يحدق أمامه في اللاشيء بينما غادر"خالد"الغرفة تاركا أياه وحده مع ظنونه و أفكاره .. !




وقفت أمام مرآتها .. ألقت نظرة أخيرة علي نفسها فتنهدت بسعادة راضية عن مظهرها المثير و ملابسها الفادحة التي و لابد و أن تدير رؤوس معظم الرجال لها ثم خرجت من غرفتها ..
إجتازت مسافة قصيرة بالرواق العلوي و قبل أن تهبط الدرج سمعت صوت غريب آت من داخل حجرة شقيقها ، توقفت للحظة ثم إستدارت و ذهبت لتتفقد الأمر بنفسها و من دون إستأذان فتحت باب الحجرة و طلت برأسها لللامام ثم جالت بنظرها بإرجاء المكان حتي شاهدت أخيها مستلقي علي فراشه غارقا في النوم ، وجهه شاحب اللون به كدمات بسيطة ، شهقت من الصدمة و توجهت مسرعة نحو النوافذ لتزيح الستائر جانبا ليغمر ضؤ الشمس الغرفة و ينيرها بينما أزعجه الضؤ الخافت الذي سرت آشعته إلي الغرفة فتململ في فراشه بضيق قبل أن يفتح عينيه و عندما رآها أمامه حملق فيها بغضب ثم صاح بعصبية:
-انتي ! .. بت انتي انا مش قلتلك مليون مرة تخبطي قبل ما تدخلي عليا اوضتي ثم دخلتي ليه اصلا و كمان بتضايقيني اكتر و بتفتحي الستاير ؟! و ربنا لولا اني تعبان كنت قمت كسرتك.
إعتادت شقيقته علي تلك الوقاحة التي دائما ما تبدر منه فتجاهلت إهانته قائلة:
-اولا انا مادخلتش الا لما سمعتك بتقول آه او حاجة زي كده دخلت اطمن عليك مش اكتر بس شكلي كنت غلطانة اصلا .. ثانيا بقي انا لو كنت خبطت علي حضرتك عمرك ما كنت هتقوم و لا حتي كنت هترد كالعادة بس بما انك رديت عليا باسلوبك المعتاد ده خلاص انا اطمنت كده انك قرد مافكش حاجة .. بس ايه اللي في وشك ده يا عموري ؟ مين اللي روقك كده ؟؟
إرتفع"عمر"بجذعه ساندا ظهره إلي حائط فراشه و إرتكز علي مرفقه فسقطت الأغطية حتي وسطه حيث بدا صدره العاري فيما قال لها بإستنكار متهكم:
-مين ده يا بت اللي يعرف يروقني ؟! .. دي اصابات خفيفة زي ما انتي شايفة مجرد خرابيش عايزة تشوفي اللي اتروقوا بجد كنتي تيجي الحامعة انهاردة الصبح.
-و ايه اللي حصل في الجامعة انهاردة الصبح ؟؟
-ابدا و لا حاجة .. اتخانقت مع شلة عيال كده و واحد من الامن حب يتدخل فأخد نصيبه هو كمان.
جلجلت بإذنه ضحكة شقيقته المرحة الصاخبة بينما سألته:
-و بعدين يعني ؟ .. بعد كل ده ايه اللي حصل ؟؟
-مافيش .. روحنا علي مكتب العميد فكتبلي جواب فصل قمت مقطعه قدامه و مشيت ماعرفش بقي عمل إيه مع الباقي.
شهقت"عبير"بصدمة قائلة:
-يا نهار اسود .. اترفدت يا عمر ! .. دي هتبقي ليلة سودة لو اخوك عرف.
-مايعرف يعني هيعملي ايه انتي فاكراني عيل صغير هيحرمني من المصروف و لا هيعلقني من رجلي في السقف.
-يابني الصياعة دي مش هتنفعك قدامه ابقي استلقي وعدك بقي .. شفت اخرت تصرفاتك الطايشة ؟؟
تأفف قائلا:
-بقولك ايه يا بت .. غوري من قدامي دلوقتي مش عايز اسمع حرف زيادة يلا امشي.
أومأت رأسها قائلة:
-ماشي ياخويا ماشية .. استمتع بقي بوقتك او باللي فاضل من وقتك قبل ما يرجع عز الدين.
ثم إلتفتت و قبل أن تذهب إستوقفها قائلا:
-استني هنا يا بت .. رايحة فين كده بالهدوم دي ؟؟
إستدارت مرة أخري لتكون في مواجهته ثم قالت:
-رايحة party في بيت لينا صحبتي ايه ؟؟
برقت عيناه بإبتسامة خبيثة ثم قال:
-لينا ! .. البت الشقرا ام شعر كيرلي دي ؟؟
-ايوه ياخويا هي.
-طيب ما تاخديني معاكي .. من زمان و انا نفسي اتعرف.
ضحكت بقوة قائلة:
-ياخويا اقعد علي جنب .. هتيجي معايا ازاي و هتتعرف ازاي و انت مشلفط كده هههههه ؟؟
في ثانية إختفت إبتسامته بينما إستمرت تضحك فأمسك بوسادته و قذفها بها فصرخت راكضة إلي الخارج ... !





أسدل الليل ستاره حين إنقضت الطائرة ذات اللون الفضي في مدرج مطار القاهرة الدولي .. وصل"عز الدين"أخيرا إلي الأراضي المصرية ..
بعد أن أنهي كافة الأجراءات بالمطار غادر برفقة"خالد" .. إستقلا السيارة معا قام بتوصيل "خالد"أولا ثم توجه إلي منزله .. علي بوابتا ذلك القصر الفاخر توقف"عز الدين"بسيارته الفارهة حتي إنفتحت له الأبواب فإنخرف بالسيارة إلي اليسار و سار مسافة قصيرة حتي توقف تماما ، دخل"عز الدين" منزله إجتاز بهو طويل أرضه رخامية بيضاء مضاء بمصابيح و ثريات برونزية مصقولة بإناقة بين الركائز و الأعمدة الفخمة التي تتوسطها مرايا كبيرة محفورة بداخل الحائط موضوعة علي الأثاث العاجي الضخم ، و في وسط القاعة الكبيرة التي تكفي للإستضافة حشد عظيم وقف و هتف بإسم أحد الخدم .. لم تمر لحظات حتي أتت بنت متوسطة في العمر ترتدي يذلة العمل البيضاء .. إنحنت أمام"عز الدين"لتحييه ثم قالت:
-حمدلله علي السلامة يا بيه.
إبتسم"عز الدين" إبتسامة لم تصل إلي عينيه ثم قال:
-الله يسلمك يا فاطمة .. عاملة ايه ؟؟
-الحمدلله يا بيه بخير.
-طيب كويس .. اومال فين عمر و عبير ؟؟
-عمر بيه رجع من الضهر و لسا في اوضته و باين نايم .. و الست عبير خرجت من بدري و لسا مارجعتش.
ثم صمتت قليلا و سألته:
-تخب احضرلك العشا ؟؟
-لالا يا فاطمة .. روحي انتي نامي انا اكلت في الطيارة.
أومأن الفتاة برأسها ثم إنسحبت بهدوء .. بينما شعر"عز الدين"بألم في رأسه كان يود أن ينتظر أخته و لكن غلبه الألم كثيرا فصعد إلي غرفته ليستريح ... !




أستيقظت"داليا"في الصباح التالي متأخرة .. قامت منتفضة من فراشها تركض إلي حجرة الجلوس لتنظر في الساعة المعلقة هناك .. لقد تأخرت في النوم كثيرا أسرعت إلي غرفتها و بدلت ملابسها بسرعة غادرت المنزل علي عجل و سارعت بإستيقاف سيارة أجرة ، أخبرت السائق بالمكان الذي تقصده .. دقائق و كانت أمام مقر الشركة ، أعجبها المكان كثيرا لرقيه و تأثيثه الأكثر رقيا ، عندما دخلت إلي الشركة كانت السماعات المنتشرة في جوانب السقف تبث موسيقي هادئة متناغمة متوافقة مع الديكور الداخلي .. ساعدتها تلك الأجواء في إستعادت حيويتها ..
كانت هناك فتاة ذات مظهر أنيق خلف مكتب الإستقبال ، حدثتها بصوت خافت و أعطتها إستمارة لتملأها ..
لم تكن"داليا"متأخرة كثيرا .. يوجد ثلاث أو أربع فتيات في إنتظار المقابلة الشخصية ، أخذت"داليا"الإستمارة و جلست علي أحد المقاعد الوثيرة الموزعة في قاعة الإستقبال ، أسندتها إلي منضدة صغيرة بجوارها و بحثت في حقيبة يدها عن قلم و عيناها علي الأخربات .. واحدة فقط لفتت نظرها بملابسها الأنيقة الأخريات لم تري فيهن منافسا محتملا ، كن إما صغيرات جدا أو كبيرات جدا ..
نظرت إلي الإستمارة فوجدتها مليئة بعشرات الأسئلة عن مؤهلاتها و خبراتها و عن بياناتها الشخصية و كذلك عن أحلامها و أفكارها و طموحاتها و نظرتها للمستقبل و مدي رغبتها في الإستقلال و إنشاء عمل يخصها .. لم نكن قد رأت شيئا كهذا من قبل .. لم تملأ أساسا إستمارة سيرة ذاتية كهذه في أي عمل تقدمت له من قبل ، و في ذروة تركيزها سمعت صوتا يقول:
-......... !!




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 20-12-17 الساعة 10:05 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:20 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


حتي أقتل بسمة تمردك



الحلقة (2):




-يا انسة .. ممنوع تسيبي اي سؤال فاضي حتي لو عن شيء صغير او حاجة مش في الـ cv بتاعك.
كان هذا صوت موظفة الإستقبال التي هتفت لتنبه"داليا"بينما سارعت"داليا"و نظرت إلي تلك الإستمارة ، وجدت أن خانات الأسئلة لا تزال فارغة ، ثم فجأة تذكرت كلام"فاتن"زميلتها في العمل السابق عن أن قليل من الكذب لا يضر و إنما يجمل ، لم يكن هذا رأيها و برغم أن بعض الأسئلة حيرتها كثيرا لكنها قررت أن تقول الصدق و ليساعدها الله ..
ملأت الإستمارة بتمهل و هي تراقب بين الحين و الأخر الفتيات و هن يدخلن و يخرجن .. جاءت فتاتان بعدها فأحست براحة لذلك ، فهي لا تحب أن تكون أخر من جاء .. أعادت الإستمارة للفتاة المسؤولة عن الإستقبال ثم عادت إلي مكانها مرة أخري و تساءلت في نفسها ، هل يقرءون تلك الإستمارات فعلا ؟
و بعد قليل بدأت"داليا"توتر .. كانت ماهرة في عملها السابق حيث كانت تعمل لدي مكتب صرافة و لكنها لم تكن متحدثة لبقة و لهذا تم إستبعادها من الوظيفة ، تمنت في تلك اللحظة أن يكون هناك إختبار للقدرات في هذا المكان و عندها سيتحدث عنها عملها ، أما هي فلن تستطيع التحدث عن نفسها ..
فكرت"داليا"في أن تسأل إحدي الفتيات عند خروجها من المقابلة ، لكنهن كن يذهبن خارج المكان بمجرد خروجهن من الحجرة المخصصة للمقابلة الشخصية
كانت تحتاج إلي العمل ، لكنها لم تكن واثقة من الحصول عليه تماما و لكنها أيضا لم ترد أن تفقد الأمل .. توقعت أن دورها سيحين علي الفور لكن هذا لم يحدث فقد أخذت كل فتاة وقتا طويلا جدا في إجراء المقابلة مما زاد من توترها ، فشعرت بالعرق يملأ راحتي يديها فأخرجت منديلا قطنيا و فردته في هدوء ثم جففت به يديها في بطء و عادت تطويه و تضعه في حقيبة يدها
مرت دقائق أخري خالتها"داليا"دهرا ،و في هذه اللحظة إقتربت منها موظفة أخري نحيلة ذات مظهر طيب و طبيعة حسنة ترتدي زي العمل الرسمي ثم قالت لها:
-اتفضلي معايا يا انسة دور حضرتك.
نهضت"داليا"و هي تشعر بعدم الثقة بنفسها رغم أنها كانت تبتسم مما ضاعف عصبيتها و إرتباكها ، كانت تعلم قدرتها علي العمل ، لكنها شكت في قدرتها علي توصيل ذلك لهم .. و لكنها أخيرا أخذت نفسا عميقا ثم تبعت الموظفة عبر الممر الطويل المغطاة أرضه بالسجاد الأحمر
كانت أعصابها مشدودة كالوتر و لم تكن تعرف ماذا تتوقع فهي علي بعد خطوات من حجرة المقابلة حيث يجلس رب العمل ، فتحت الموظفة أبوابا بيضاء مزدوجة و أشارت لها بالدخول .. دخلت"داليا"إلي الحجرة المخصصة للمقابلة الشخصية ، حدقت إلي تلك السجادة السميكة ذات اللون الرمادي التي وضعت علي أرض بيضاء رخامية و إلي ذلك الأثاث الفاخر .. شعرت و كأنها خارج نفسها بصورة يائسة ، تفحصت المكان في ذهول لم يحدث لها أن رأت مثل ذلك الترف في حياتها أبدا ، مقاعد بيضاء جلدية و ستائر قرمزية ، حشب أسوجي و طاولات تكسوها مفروشات حريرية .. وقفت في ملابسها المتواضعة البسيطة و كأنها بمكتب ملكي و ليس مكتب عادي لإجراء مقابلة عمل إتضح لها أن تلك المقابلات كانت تتم هنا ، بمكتب رب العمل ..
أفاقت من تآملاتها و خيلاتها علي صوت الموظفة:
-يا انسة .. ده مستر عز الدين نصار صاحب الشركة و رئيس مجلس الإدارة.
سرت بأوصالها قشعريرة خفيفة فيما كان يجلس"عز الدين"خلف مكتبه بهدوء محدقا فيها ، ألتقتت نظراتهما للحظة وجيزة قبل أن يتوجه بالحديث إلي الموظفة:
-تقدري تتفضلي انتي يا انجي .. مش جبتي إستمارة الأسئلة إللي مليتها الانسة ؟؟
-ايوه يافندم الاستمارة و الـ cv اهم الاتنين.
قالت الموظفة ذلك و هي تضع الملفات علي المكتب بينما أذن لها"عز الدين"بالإنصراف فأنسحبت بهدوء ..
ثم حول نظره إلي"داليا"و قبل أن يتفوه بكلمة تناول علبة بلاتين أنيقة و أخرج سيكارا وضعه بين أسنانه و أشعله .. شعرت"داليا"في تلك اللحظة كإنما ركبتاها ستبدآن بطرق الواحدة الأخري ، فيما كانت عيناه تتفحصانها بجرآة ساخرة إلي أن نطق أخيرا حيث قال بهدوء آمر مشيرا إليها بالجلوس في أحد المقاعد الجلدية قرب مكتبه:
-اتفضلي اقعدي يا انسة.
تقدمت"داليا"و جلست ببطء في المقعد قبالة المكتب ، كانت خجولة من مواجهته وجها لوجه فأخذت تحدق بالأرض حتي إنتفضت لدي سماعها صوته:
-انتي خريجة ايه يا انسة ؟؟
كان يحدق فيها من خلال نصف عينيه المقفلتين حيث بدا غير مبالي بها فتعلثمت و هي تقول:
-تجارة انجلش حضرتك .. و بعدين كل المعلومات اللي هتعوز تعرفها عن مؤهلاتي موجودة في الاستمارة اللي مليتها قبل ما ادخل.
رفع حاجبه و هو يهز رأسه ساخرا ثم قال:
-بس اعلان الوظيفة طالب موظفة دارسة ادارة اعمال يا انسة .. لان بجانب ب
وظيفة تخصصك هتكوني سكيرتيرة عام للشركة.
أجابت"داليا"في إنزعاج أمام نظرته المتهكمة الثاقبة:
-انا عارفة حضرتك الاعلان طالب ايه و جاهزة للوظبفة و الا ماكنتش جيت .. انا بعد ما خلصت كليتي عملت دراسات علية في ادارة الاعمال و الكمبيوتر ده غير اني بعرف انجليزي و فرنساوي و اسباني.
هز رأسه مرارا بسخرية ثم تناول إستمارتها بينما جفلت عيناها بتوتر ، فيما كان يقرأ بلا إكتراث و سيكاره يميل علي جانب فمه ، عينيه تستشعران أثر الدخان كجسدها المتوتر ..
إنتهي من القراءة سريعا ثم ألقي بالأوراق علي المكتب ثم نظر إليها بإمعان قبل أن يقول:
-إيدك .. كانت بتترعش و إنتي بتكتبي !
لم تجب .. فقط صمتت و هي تعض بقوة علي شفتها بينما تنهد و هو يطفيء سيكارته بعد أن أمتص عبقها الأخير بعمق ، كم يستلذ بذلك النفس الأخير منها ثم تناول الـ cv و تصفحه سريعا ثم ألقاه فوق الإستمترة:
-طب عندي سؤال.
قال ذلك بإرتقاب بينما نظرت إليه متسائلة فقال:
-ليه استبعدوكي من الوظيفة الاخيرة اللي كنتي فيها ؟؟
أجابته"داليا"بصراحة مطلقة:
-المكتب اللي كنت بشتغل فيه كان بسيط شوية فكنت واخدة مكان موظفة الاستقبال و حضرتك عارف ان موظفة الاستقبال شغلها الرد علي المكالمات و خلافه فلازم تكون متحدثة لبقة و الحقيقة دي ميزة مش فيا انا مش بعرف اتكلم كويس انما بعرف اشتغل كويس.
هز رأسه ببطء و هو يحلل كلامها بينما حدقت فيه جيدا .. لم يكن أبدا كما تصورت إذا إختلطت فكرتها عنه بصور غير واضحة عن رجال أعمال ناجحين بدينين ملامحهم غير إعتيادية ..
لم يكن"عز الدين"بنظهرها أحدا من هؤلاء الأشخاص فقد بدا لها طويلا عندما وقف فجأة فوقفت تلقائيا ، لم تكن قصيرة القامة و مع ذلك إضطرت للتطلع إلي أعلي لتكون في مواجهته ، كان نحيلا ذا جسدا ممشوقا مكدس بالعضلات يتمتع بقامة قوية صلبة بالإضافة إلي إناقته المتناهية كان يرتدي ثيابا باهظة الثمن و ربطة عنق من اللون الرمادي غير أن بشرته برونزية ملامحه قاسية بعض الشيء عينان عسليتان ، فمه حسن التكوين شهواني عليه مسحة قسوة ، شعره اسود غزير و أملس ..
إرتخت ركبتا"داليا"من الصدمة .. هذا اسوأ .. اسوأ بكثير مما توقعت و كأنها في مواجهة وحش بشري ، فوق هذا كله تلك البسمة الساخرة السريعة و كأنه قرأ أفكارها فقال:
-طيب .. انتي هتاخدي معاكي الـ cv بتاعك و هتسيبلنا الاستمارة و لو تم اختيارك هيوصلك مننا اتصال.
تلك الجملة لم ترضها ، بل شعرت بالضيق فلملمت أشيائها و غادرت الشركة ثم وصلت إلي بيتها ..
حاولت إقناع نفسها بأن حصولها علي هذا العمل لا يهمها في شيء لكنها لم تنجح في ذلك .. من كانت تخدع ؟ إنها في حاجة ماسة لهذا العمل حقا أنه ليس أخر عمل يمكنها التقدم إليه لكن المكان أعجبها كما أنها تعلم أن لديها الكفاءة اللازمة للعمل و لم يكن من العدل ألا تحصل علي الوظيفة بمجرد أنها لا تحسن تقديم نفسها و التعامل مع الغرباء !
تساءلت .. تري كم سيكون أجرها لو حصلت علي هذا العمل ؟ .. ضايقها التفكير في النقود فضمت قبضتيها بشدة و هي تتنهد بثقل و فكرت ، سحقا لهذا المال .. لا يملك الإنسان ما يكفي منه أبدا ... !





إستيقظت قلقة عند منتصف النهار حينما شعرت به يمرر أنامله علي وجهها ، تململت بضيق ثم فتحت عيناها و نظرت إليه باسمة ثم قالت بغنج و دلال:
-حبيبي .. صحيت امتي ؟؟
-من بدري يا حبيبتي.
أجابها ثم تابع بقلق:
-عبير .. يا حبيبتي انتي لازم تقومي تمشي دلوقتي بقي .. انا خايف و قلقان بصراحة من وجودك هنا من امبارح.
قهقهت"عبير"بغنج ثم قالت:
-يا جبان .. خايف من ايه بس ؟ انت مش عارف ان عز مسافر بقاله 3 ايام ؟ و لسا مارجعش.
-ايوه بس اخوكي عمر ..
قاطعته مرة أخري ضاحكة ثم قالت:
-عمر ! .. لا يا سيدي عمر ده في وادي تاني لوحده.
و قبل أن يتفوه بحرف أخر قالت بحزم:
-حسام .. قلتلك بطل جبن بقي خايف من ايه ؟؟
-يا حبيبتي بصراحة قلقان من وضعنا ده .. انا مجرد موظف عند اخوكي في الشركة و كل ما بفكر كده مع نفسي لو عز عرف حاجة ! يا نهار اسود دي هتبقي كارثة اخوكي متهور و الله يقتلني مجنون و يعملها.
إسهجنت"عبير"جملته فقالت بحدة:
-و بعدين معاك ؟ لما انت جبان اوي كده و بتخاف ارتبطت بيا ليه من الاول ؟؟
-يا بيرو يا حبيبتي افهميني .. لازم نحط احتمالات لكل خطوة تخصنا زي ما المثل بيقول مش كل مرة تسلم الجرة و بعدين ماتنسيش خالد ابن عمك انتي لسا ما اقنعتيش عز الدين بفسخ الخطوبة.
-لا يا بيبي من الناحية دي اطمن انا مستحيل اتجوز خالد انا بحبك انت و قريب كل شيء بيني و بينه هينتهي.
قطع حديثهما صوت رنين هاتفهها ، مدت يدها إلي حقيبة يدها الملقاة أرضا و أخرجته لتجد المتصل"خالد"فنظرت إلي الهاتف في إستغراب و قلق في آن واحد فسألها"حسام"بقلق مماثل:
-ايه يا عبير .. في ايه مين بيتصل بيكي ؟؟
قالت ببطء شديد و عيناها معلقة علي شاشة الهاتف و كأنها شاردة:
-ده خالد .. بس ده رقمه إللي هنا ! .. معني كده إنه رجع مصر .. ممكن يكون رجع منغير عز ؟!
-يانهار اسود .. يعني اخوكي رجع ؟ .. شفتي يا عبير .. شفتي روحنا في داهية.
-شششش اسكت دلوقتي.
قالت بحدة ثم أخذت نفسا عميقا و أجابت بثبات:
-الو !
ليأتي صوت"خالد"الهادئ:
-حبيبتي .. صباح الخير .. عاملة ايه يا بيرو ؟؟
أجابته بشيء من التوتر:
-صباح النور يا خالد انا تمام الحمدلله .. بس ايه ده انت بتتكلم من هنا و لا ايه ؟؟
-اه يا حبيبتي .. ايه انتي ماتعرفيش ان انا و عز وصلنا امبارح بليل و لا ايه ؟؟
فإرتبكت قائلة:
-أاا .. لأ .. لأ ماعرفش اصلي اكيد كنت نايمة لما عز وصل.
-ممم .. ماشي يا ستي عموما انا اخدت من عز اجازة انهاردة بالعافية عشان اجي اشوفك و اقضي اليوم كله معاكي.
إنتفضت بذعر قائلة:
-ايه ! .. هتيجي ؟ هتيجي امتي ؟؟
-انا بلبس اهو .. ربع ساعة بالكتير و هكون قدامك يلا يا قلبي سلام مؤقت.
ما أن أغلق الخط معها حتي قفزت من موضعها و أرتدت ملابسها بسرعة كبيرة بينما سألها"حسام"بقلقه المعتاد:
-ايه اللي حصل يا عبير قوليلي في ايه ؟؟
كانت قد إنتهت من إرتداء ملابسها و أخذت حقيبة يدها ثم قالت له و هي تغادر راكضة:
-عز .. عز الدين رجع من امبارح بالليل يا حسام.
رحلت"عبير"فقال"حسام"في نفسه:
-عز الدين رجع ؟ .. يا نهار اسود يا ربي امتي هخلص من البت دي بقي .. !




دخلت"ياسمين"إلي المنزل و هي تلهو بمفتاحها حاملة حقيبتها و بعض دفاتر الدراسة و وضعتهم فوق منضدة صغيرة توسطت حجرة الجلوس ، ثم هتفت و هي تعبر الردهة الداخلية الصغيرة:
-داليا ! .. انا جيييت .. انتي هنا ؟؟
إلا أن أحدا لم يجب فرمقت"ياسمين"ساعة يدها متسائلة فوجدتها الثانية و النصف بعد الظهر فظنت إنه ربما تعثرت"داليا"بالطريق و ستأتي في أي لحظة ..
توصلت إلي تلك النتيجة ثم تنهدت و نزعت معطفها و ألقته تعبة علي الأريكة ، بينما سمعت صوتا آت من داخل إحدي الغرف ، تتبعت أثر الصوت تاركة حاستها تقودها فوصلت أخيرا إلي المطبخ ، كان وقع تساقط الدسم من قطع اللحم تحت المشواة مثيرا للشهية حين دلفت"ياسمين"إلي المطبخ و هي تهمهم منتشية و أكتشفت وجود شقيقتها فنظرت إليها بتساؤل قائلة:
-ايه يا دودو .. باين رجعتي ها طمنيني بقي .. عملتي ايه في المقابلة ؟؟
تنهدت"داليا"بثقل قائلة:
-روحت .. قابلت مدير الإدارة.
-ها يعني ! .. ايه اللي حصل ؟؟
سألتها بإرتقاب فأجابت بإختصار:
-لو اتقبلت هيتصلوا بيا يا ياسمين.
زمت"ياسمين"شفتيها ثم ربتت علي كتف شقيقتها قائلة:
-ان شاء الله هتتقبلي يا حبيبتي و هتقولي ياسمين قالت.
إبتسمت"داليا"إبتسامة لم تصل إلي عينيها ثم قالت:
-طيب .. يلا عشان نتغدي انتي مش جعانة و لا ايه ؟؟
-لأ طبعا جعانة ده سؤال ! .. بس انتي غديتي ماما الاول ؟؟
-هستني حضرتك لما تقوليلي مثلا ! .. طبعا غديتها.
-ماشي يا ستي هروح اغير هدومي بسرعة اهو و جاية.
ثم توجهت إلي غرفتها بينما تعد"داليا"طعام الغداء بذهن مشوش تملأه الأفكار ... !





عادت"عبير"إلي المنزل بسرعة قصوة و من ثم إلي غرفتها ، حرصت علي أن لا يراها أحد ، بدلت ملابسها سريعا لتسمع في تلك اللحظة طرق علي باب غرفتها .. هتفت متسائلة:
-مين ؟؟
-انا فاطمة يا ست عبير.
-عايزة ايه يا فاطمة ؟؟
-خالد بيه وصل تحت و قالي اطلع ادبكي خبر.
-طيب ماشي .. روحي انتي و انا نازلة اهو.
أطاعتها الفتاة و ذهبت بهدوء فيما تنفست"عبير"الصعداء فحتما لو لم تكن تصرفت بهذه السرعة لكانت الأن في مواجهة العديد من المشاكل و التساؤلات ، و لكنها لا تزال قلقة ، تري هل إكتشف"عز الدين"غيابها عن المنزل ليلة أمس ؟ .. لا ، مؤكد لم يكتشف فلو كان علم حقا لكان طوي الأرض بأكملها بحثا عنها ..
غادرت الغرفة بسرعة و هي متوترة الأعصاب لدرجة فائقة ، فلا زالت المفاجأت المخيفة مؤثرة عليها ، كانت آشعة الشمس تدفق علي جوانب ذلك البيت الفسيح ، في مكانا بإحدي زوايا الحديقة ذهبت"عبير"حيث كان يجلس"خالد"إلي طالولة خشبية صغيرة يحتسي القهوة
إبتسمت إليه رغما عنها عندما وقف لها إحتراما و محبة ، إقتربت منه فإبتسم قائلا بعدما وضع قبلة علي جبهتها:
-حبيبة قلبي .. مش ممكن تتصوري انتي وحشتيني اد ايه !
إصطنعت إبتسامة و هي تسحب مقعد لتجلس عليه بينما مد"خالد"يده و مرر أصابعه علي يدها بحنات قائلا:
-مالك يا بيرو ؟ .. شكلك متغير كده ليه ؟ في حاجه مضايقاكي ؟؟
نفت"عبير"ظنونه سريعا حيث قالت:
-لا ابدا مش متضايقة خالص بس بصراحة متفاجئة.
فسألها:
-متفاجئة من ايه يا حبيبتي ؟؟
هزت كتفيها قبل أن تقول:
-يعني .. رجعت كده انت و عز امبارح منغير ما تقولوا لحد !!
-السفر جه فجأة و الله يا حبيبتي .. اصلنا خلصنا الشغل بسرعة و كل حاجة تمت علي الخير الخمدلله فقطعنا التذاكر علطول و رجعنا.
-كده منغير ما تبلغونا ؟!
-عادي يا عبير .. ايه المشكلة ! .. المهم قوليلي انتي ايه اخبارك ؟ عاملة ايه و عملتي ايه في اليومين دول لوحدك ؟؟
تنهدت"عبير"و راحت تحاكيه بملل:
-الحمدلله انا كويسة .. و هعمل ايه يعني كنت قاعدة في البيت طبعا.
-معلش يا ستي عارف انك زهقتي بس انا هظبت بومين كده و هخرجك في الحتت اللي انتي عايزاها.
أومأت رأسها في ملل بينما إنفرج ثغره بإبتسامة حينما قال:
-انا بقي جبتلك هدايا كتير لما كنت في السفر ان شاء الله هيعجبوكي.
إصطنعت إبتسامة ثم قالت:
-اه .. ميرسي يا خالد تعبت نفسك ليه بس ما انا عندي كل حاجة.
-يا حبيبتي انا لو اطول اجبلك الدنيا كلها تحت رجلك مش هتأخر.
أغمضت عيناها بغيظ لأنها لم تعد قادرة علي النظر إليه .. :
-ههههه خالد نصار بيتكلم بالشعر يا رجالة.
كان هذا صوت"عمر"الذي إنضم إليهم فجأة ثم تابع بمرحه المعتاد:
-امووت و اعرف بتحب فيها ايه ! .. يعني من جمالها و لا من رقتها اااخ يابني ده انت هتاخد حتة مقلب .. هتبقي غلطت عمرك دي مابتعرفش تعمل كوباية شاي هههههه.
بينما أجابه"خالد"مستنكرا:
-دي هتبقي عمري كله يا استاذ عمر.
ثم إبتسم بنعومة و أضاف:
-و بعدين مين قالك اني عايزها تتعلم في الحاجات دي لا حبيبي دي هتعيش ملكة في بيتي.
فضحك"عمر"قائلا و هو يجلس بجانبه:
-طب يا حبيبي اشبع بيها و الله هتكون عملت فينا معروف لما هتاخدها من هنا.
فيما لاحظ"خالد"بعض الكدمات البسيطة بوجه"عمر"فقال:
-واضح ان اثر الخناقة لسا ماختفاش يا استاذ عمر .. عز لسا ماشافكش صح ؟؟
-لسا.
قال بضجر ثم تابع:
-و حتي لو شافني يعني هيعمل ايه ؟؟
-هيعمل كتير يا بيه.
كان هذا صوت"عز الدين"الذي وصل لتوه ، نظر إليه الجميع بقلق عدا"عمر"رمقه ببرود فرفع حاجبيه و سحب مقعد ثم وجه إليه نظراته الثاقبة الغاضبة وقال بهدوء مرعب:
-ايه اللي في وشك ده يا عمر ؟؟
تأفف"عمر"قائلا:
بقولك ايه يا عز .. انت عارف كل حاجة فماتلفش و تدور هات من الاخر.
فهمهم"عز الدين"قائلا:
-همم .. عندك حق .. نجيب من الاخر احسن بلاش نخش في تفاصيل.
ثم تابع بصوت أجش:
-قدامك اختيارين يا عمر .. يا تنزل من بكرة معانا في الشركة و تمسك الشغل .. يا تطلع من البيت ده و ماشفش وشك تاني نهائي.
فصرخ"عمر"بإنفعال:
-و الله ! .. ده علي اساس ايه الكلام ده ان شاء الله ؟!
أجابه"عز الدين"بهدء أعصاب:
-علي اساس ان كل مليم سابه ابوك مكتوب باسمي.
نظر"عمر"إلي أخيه و الشرر يتطاير من عينيه قائلا:
-انت بتهددني يا عز ؟؟
-انا بخيرك يا حبيبي مش بهددك .. يا تيجي تشتغل معايا في شركة ابوك و تقعد في بيتك معزز مكرم .. يا ترفض و ماشفش وشك تاني.
فصر علي أسنانه قائلا:
-طب و الكلية ؟؟
-كلية ايه بقي انت مش اترفدت ؟؟
-يعني ايه ؟ .. هتسكت مش هتتصرف و ترجعني ؟!
فقال"عز الدين"بإنفعال:
-يا راجل ! .. خايف دلوقتي علي مستقبلك ؟ .. و كان فين خوفك ده لما هببت الدنيا في الجامعة و ضربت الامن كمان .. ما تقول سكتت ليه ؟؟
صمت"عمر"لم يجد ما يضيفه فتنهد"عز الدين"قائلا:
-ماشي .. هديك فرصة .. مش هتدخل الامتحانات السنة دي و هتنزل الشفل معانا زي ما قلتلك .. مشيت صح السنة الجاية هتكون في كليتك اتعوجت انت عارف الحل البديل ايه.
كبت"عمر"إنفعاله بجهد بينما حول"عز الدين"نظره إلي شقيقته فقال:
-و انتي يا هانم .. كنتي فين امبارح ؟ لما رجعت مالاقتكيش !
توترت"عبير"بينما سألها"خالد"مسغربا:
-انتي مش قولتيلي انك كنتي قاعدة في البيت ؟!
تماسكت"عبير"و أختلقت كذبة قائلة:
-اصل لينا صحبتي كان عيد ميلادها امبارح و عزمتني و لما روحت ماتبسطش اوي فرجعت و كنت متضايقة شوية لدرجة اني نسيت اقولك لما سالتني اصلا.
هز"خالد"رأسه بتفهم بينما نهض"عمر"بغضب تاركا إياهم ثم تبعته"عبير"قائلة:
-طيب انا هروح اشوفهم حضروا الغدا و لالأ .. هتتغدي معانا يا خالد مش كده.
أومأ رأسه باسما بينما ذهبت مسرعة ، فنظر"خالد"إلي"عز الدين"و سأله:
-ها يا سيدي .. طمني الشركة عاملة ايه ؟؟
-كويسة.
أجابه بإختصار فسأله:
-طب و عملت ايه في موضوع السكيرتيرة ؟ .. اخترت حد و لا لسا ؟؟
نظر إليه مترددا فهز"خالد"رأسه قائلا:
-لأ .. لأ الله يخليك .. ماتقولش انك طفشت الناس اللي جت.
-يا عم ماطفتش حد.
قال بضيق ثم تابع بإنفعال:
-انا مش فاهم بس لازم تكون سكيرتيرة ماينفعش سكيرتير !
-يا عز سكيرتير ايه بس بقي انت عايز وجهة الشركة يبقي راجل ! .. يا اخي قول كلام غير ده .. بقولك ايه ماتعملش فيها شهيد مش عليا الكلام ده رغم كل حاجة انت بتميل ساعات للستات فمتعملهاش حكاية بقي و شوف هتختار مين عشان في شغل كتير متعطل.
تنهد"عز الدين"مستسلما ثم فجأة قفزت برأسه صورتها حينما قالت"انا مش بعرف اتكلم كويس .. انما بعرف اشتغل كويس" .. فقال:
-اختارتها خلاص.




في صباح اليوم التالي جلست"داليا"تتناول الفطور مع شقيقتها علي طاولة تتوسط المطبخ ، كانت علامات الحزن و الخذلان و الضيق عالقة بمحياها و كانت"ياسمين"تسترق النظر إليها بحزن بين الحين و الأخر ..
ثم فجأة تعالي صوت رنين الهاتف المنزلي فقالت"ياسمين":
-خليكي انتي يا دودو .. انا هرد.
و ذهبت لتجيب ، لم تمر لحظات حتي هتفت:
-داليااااا .. تعالي بسرعة ...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:21 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


*حتي أقتل بسمة تمردك*



الحلقة (3):




إخترقت"داليا"فناء شركة الـ "نصار"للنقل البحري و التي بنيت منذ زمن بعيد و تميزت بأروقتها النظيفة الملساء و المروج المحيطة بها ، فيما دهشت أيضا لروعة المكاتب التي إحتلتها الشركة ، حيت"داليا"العاملين بالممر الطويل في تواضع ثم أخذت طريقها إلي المصعد ، صعدت إلي الطابق الأول حيث يوجد مكتب رب العمل ..
كل شيء هادئ في هذا الطابق صمت تام كم أن تلك الأجواء مريحة للأعصاب ، إقتربت"داليا"من حجرة مكتب"عز الدين"و كادت تطرق الباب إلا أن صوت أنثوي أستوقفها:
-يا انسة ! .. علي فين حضرتك ؟؟
كان هذا صوت السكيرتيرة الخاصة بمكتب"عز الدين" .. بينما رفعت"داليا"يدها التي كادت تطرق الباب للتو ثم إلتفتت نحو مصدر الصوت قائلة:
-انا جاتلي مكالمة من شئون العاملين هنا و بلغوني اني اتقبلت للتوظيف و اني عندي مقابلة تانية مع مسترعز الدين
"هزت الفتاة رأسها بتفهم قائلة:
-أه طب ثواني هديله خبر.
ثم أجلستها في غرفة إنتظار أنيقة ريثما تبلغ"عز الدين"بحضورها .. في هذه اللحظات شعرت"داليا"بالتوتر الشديد و هي تسمع في شيء من الخوف دقات الساعة الزجاجية المثبتة في الحائط ، كانت منذ يوم واحد فقط يائسة من فكرة حصولها علي تلك الوظيفة و لكن هاهي عادت مرة أخري و في إنتظار إستعداد"عز الدين"لمقابلتها ..
و بينما كانت مستغرقة في تآملاتها قطعت السكيرتيرة حبل أفكارها قائلة:
-اتفضلي معايا يا انسة .. مستر عز الدين منتظرك في مكتبه.
ثم دعتها لترافقها إلي مكتب"عز الدين"حيث توقفا أمام باب عاجي عريض ، فتحته السكيرتيرة و أبتعدت مفسحة لها مجال للدخول إلي تلك الغرفة الواسعة ذات الأثاث الفاخر و التي أجرت بها"داليا"المقابلة الشخصية في المرة السابقة ..
أغلقت السكيرتيرة الباب خلف"داليا"التي تقدمت في بطء إستحياء من مكتب"عز الدين"الذي كان منكبا علي بعض الأوراق و الملفات ، فلم يرفع رأسه لتوه ، مرت لحظة مشحونة بالتوتر ثم رأته فجأة يوجه نظره إليها حيث رمق قامتها المتوسطة بعينين متفحصتين
ظلت"داليا"جامدة مكانها ، كانت خجلة من النظر إليه ، أحست بالدماء تجري حارة في وجنتيها تحت وطأة نظراته الفاحصة ، ذلك الهدوء ضاعف عصبيتها و توترها أكثر فحدجته بنظرة خاطفة حابسة أنفاسها كان أنيق الملبس كعادته يرتدي كنزة كشمير صوفية زرقاء اللون و بنطالا كحليا من الصوف الناعم.
بينما شعر هو بمدي توترها فإبتسم بسخرية قائلا:
-تعالي اقعدي يا انسة .. اتفضلي واقفة ليه ؟؟
تقدمت"داليا"ثم جلست قبالته علي مقعد قرب المكتب ثم رفعت رأسها لتواجه نظراته الساخرة ، شعرت بإنزعاج من تلك النظرة الدائمة التي يوجهها إليها بإستمرار ، تساءلت في نفسها .. هل مظهرها البرئ قد أوحي له بضعفها كي يتصرف معها علي هذا الأساس الساخر ؟ .. بينما سمعته يسألها:
-تشربي حاجة يا انسة ؟؟
كان حلقها جافا أثر قلقها و توترها و تمنت لو يقدم لها شرابا باردا لكنها عدلت عن رأيها حيث قالت باسمة:
-لا شكرا حضرتك مش عايزة حاجة.
أومأ رأسه موافقا ثم قال بلهجة جازمة باسطا يديه القويتين فوق مكتبه:
-ماشي .. نتكلم في الشغل.
-أيوه !
أجابته بإصغاء بينما قال:
-بالنسبة لتفاصيل شغلك هبعت انسة انجي توصلك مكتبك و هي هتشرحلك كل حاجة اما بالنسبة للمرتب فانتي اكيد خدتي فكرة عنه في الاعلان مش كده ؟؟
أومأت رأسها بهدوء بينما تابع بسخرية عينيه الذهبيتين:
-طيب .. شوفي بقي يا انسة .. لازم تعرفي حاجة مهمة جدا .. الوظيفة اللي اتعينتي فيها دي انا مشيت منها ناس كتير اوي لعدم الكغاءة اللازمة .. بصراحة انا راجل بحب شغلي يبقي مظبوط علي اكمل وجه و لازم تعرفي كمان ان لماوقع اختياري عليكي كان تفكيري في كلامك عن الشغل هو السبب حسيت انك جادة في التعامل علي عكس الباقيين اللي اتقدموا قبلك و بعدك بس زي ما بيقولوا التجربة خير برهان .. هجربك و اتمني فكرتي عنك تكون في محلها.
حاولت قدر إمكانها الأحتفاظ بمظهر هادئ حين حدقت بعينيه في ثقة قائلة:
-انا هثبت لحضرتك اني اد المسؤولية و اني اقدر ادبر امري كويس اوي و زي ما قلت لحضرتك قبل كده انا مش بعرف اتكلم كويس انما بعرف اشتغل كويس و شغلي هو اللي هيتكلم بالنيابة عني ان شاء الله.
هز رأسه متنهدا ثم ضغط زر الجرس المتصل بمكتب سكيرتيرته الخاصة قائلا:
-انجي جاية دلوقتي و هتاخدك عشان توريكي مكتبك و تفهمك تفاصيل الشغل.
أومأت رأسها فيما تمنت فجأة لو أنها تستطيع سحب طلب العمل ، ليس لإنها لا تتقن مهنتها ، أو تعجز عن التعامل معه بل لخوفها من أمر أعمق و أشد تعقيدا ، أنه شعور بالخوف فهمت معزاه لكنها رفضت إستمرار التفكير في الأمر ..
دخلت السكيرتيرة حجرة المكتب فتوجه"عز الدين"إليها بالحديث قائلا:
-انجي .. هتاخدي الانسة أاا ..
سارعت"داليا"معرفة:
-داليا.
فعاد يقول:
-هتاخدي الانسة داليا لمكتبها .. توريها كل حاجة و تفهميها تفاصيل الشغل طبعا و اي سؤال ليها اكيد عندك الاجابة عليه مش كده ؟؟
-تمام يافندم .. اتفضلي معايا يا انسة.
نهضت"داليا"إستعدادا لموافاة السكيرتيرة بينما أستوقفها"عز الدين"فجأة قائلا:
-استني يا انسة لو سمحتي.
فإلتفتت إلي في تساؤل فيما إنتصب واقفا و إتجه نحوها ، فحدقت به في حيرة بينما كانت عيناه تلمعان كعيني أسد متربص ، و في غطرسة وقحة أخذ يدور حولها ناظرا إليها من كل زاوية ثم أخيرا و قف أمامها وجها لوجه:
-اتفضلي يا انسة.
قال ذلك مادا يده ببعض الأوراق النقدية بينما تسمرت"داليا"في مكانها مندهشة بشكل كبير ثم سألته:
-ايه ده حضرتك ؟؟
هز كتفيه ساخرا ثم قال:
-فلوس !
-ايوه ما انا عارفة انها فلوس .. بس اخد فلوس ليه و انا لسا ماشتغلتش ؟؟
أجابها بهدوء بارد:
-المبلغ ده مش ليكي شخصيا يا انسة .. انتي دلوقتي وجهة الشركة يعني لازمك هدوم و حاجات تانية كتير لازم تكوني شيك قدام العملا و مظهرك مناسب .. انتي بتمثليني انا و شركتي .. فاهمة ؟؟
حدق مليا بوجهها الذي تضرج بحمرة الخجل فقد أصاب منها وتر حساس بينما نظرت إليه مباشرة بعينين ملؤهما الكبرياء و الرفض ثم قالت:
-انا مش محتاجة للمبلغ ده حضرتك .. و بالنسبة لمظهري فأنا شايفة انه مناسب جدا ده اولا .. ثانيا انا جاية هنا عشان اشتغل مش عشان اعمل Fashion show !
رفع حاجبه بذهول ، فكان ردها هذا هو أخر ما توقع سماعه من أنثي تحديدا ، حتما لو كانت فتاة أخري مكانها لكانت قبلت المبلغ بكل سرور و ترحيب بينما أحست"داليا"بموجة عارمة من الغضب تجتاحها فقد جرح مشاعرها بذلك العرض التافه و خاصة أمام سكيرتيرته الخاصة ، شعرت بالوهن يغلي بصدرها و لكنها تمسكت برباطة جأشها أمامه .. :
-طيب .. انا محترم وجهة نظرك.
قال ذلك بلطف هذه المرة ثم تابع:
-بس زي ما قلتلك انتي وجهة الشركة بتمثليها و بتمثليني كمان فلازم تقبلي المبلغ ده عشان تقدري تحسني من مظهرك شوية.
ها جرح أخر .. أغمضت عيناها بألم ثم قالت معترضة و قد زادت مشاعر التحدي و الكبرياء في نفسها:
-اسفة .. مش هقدر اقبل من حضرتك اي مبلغ غير مرتبي.
-و بعدين !
بات صوته أكثر حدة و حركاته أكثر قوة ثم تابع بغضب:
-اسمعي يا انسة .. انا مش فاضي للشد و الجذب ده انا ورايا شغل و قلتلك ان المبلغ ده مش ليكي شخصيا .. ده عشان الشغل اهم حاجة عندي لما تيجي شركتي تبقي في مظهر مناسب برا شركتي بقي لو لبستي ايه شيء مايخصنيش فاهماني ؟؟
شعرت"داليا"بالرعب يملأ أوصالها من عينيه الحادتين الغاضبتين ، لم تعد قادرة علي تحديه أكثر من ذلك ، فقد كان صوته مليئا بالعنف ، و نفسه مليئة بالإرادة و التصميم و بدا و كأنه مشمئز من المماطلة و الرفض اللذين تمارسهما بحقه و قبل أن تتفوه بحرف أمسك يدها و و ضع النقود بها مطبقا كفها عليها ثم قال بلهجة آمرة و هو يتجه إلي مكتبه:
-و دلوقتي اتفضلي مع انجي علي مكتبك و ياريت تبدأي الشغل فورا في شغل كتير متعطل.
لم يعطها فرصة للرد عليه أو الإحتجاج ، إذ أنه جلس معتدلا و بدأ بفتح بعض الملفات فوق مكتبه بينما كان الغضب يملأ شرايينها فها هي بطببعتها الضعيفة البسيطة أمام الرجل الذي يملك كل شيء ، و بكل الحنق الذي تخزنته في نفسها أطبقت بكفها علي النقود في شدة ثم إستدارت دامعة العينين و رافقت السكيرتيرة إلي مكتبها ... !

************************************************** *****************

وقف أمام المرآة و أخذ يحدق بوجهه جيدا ، لم يختفي أثر الكدمات بعد ، تأفف لهذا ثم إنحني إلي طاولة صغيرة و ألتقط هاتفهه و سلسة مفاتيحه الذهبية .. ألقي نظرة أخيرة علي نفسه مفعمة بالحسرة علي مظهره و ملامحه الجذابة التي باتت قاسية
غادر غرفته و أجتاز الرواق العلوي بخطوات واسعة ثم هبط الدرج بخفة و تابع سيره حتي وصل إلي ساحة المدخل أمام المنزل مباشرة حيث كانت سيارة مرسيدس بيضاء تلمع تحت آشعة الشمس الذهبية فيما صعد هو إلي السيارة ثم أقلع بهدوء و روية حتي توقف قليلا أمام بوابتا القصر الكبيرتين فإنفتحت له الأبواب سريعا ثم فجأة و عند خروجه من البوابة إعترضته سيارة تشبه سيارته و لكن لونها مختلف .. رفع نظارته الشمسية عن عينيه ليتفاجأ برؤية صديقته التي ترجلت بسرعة من سيارتها و إقتربت منه باسمة ، بينما تمتم بغضب:
-يادي النهار اللي مش فايت .. جاية تهبب ايه دي ؟؟
-عمر .. حبيبي .. ازيك يا بيبي عامل ايه ؟؟
قالتها الفتاة عندما وصلت إليه بينما حدثها بحنق عبر شباك سيارته:
-ايه اللي جابك يا يارا ؟ عايزة ايه ؟؟
-الله يا عمر ! .. بقي دي مقابلة تقابلني بيها ؟! و انا اللي دوست علي كرامتي و نسيت عمايلك فيا و قلت اجي اشوفك و اطمن عليك تقوم تقابلني كده !
-و ليه يا ستي تدوسي علي كرامتك عشان واحد ندل زيي لأ انتي كرامتك غالية و عشان كده بقي خدي بعضك و إتكلي من هنا يلا.
شهقت بصدمة قائلة:
-انت بتطردني يا عمر ؟؟
أومأ رأسه قائلا:
-اه بطردك و بصراحة مش عايز اشوف وشك تاني و منغير سلام.
قال جملته الأخيرة بتهكم ثم أدار عجلة القيادة و أنطلق بسيارته سريعا حتي قطع مسافة طويلة ثم توقف أخيرا أمام فيلا بسيطة تحيط بها الأشجار الكثيفة ، ترجل من سيارته و ألقي التحية علي البواب المسن ثم مضي في سبيله إلي الداخل ..
علي أعتاب المنزل طرق الباب لتفتح له إحدي الخادمات باسمة بينما أنزل نظارته قليلا بحركة رشيقة من أصبعه ، و تفرس فيها من أعلي رأسها حتي أخمص قدميها في وقاحة و بساطة حتي سمعها تقول مرحبة:
-اهلا اهلا يا عمر بيه .. اتفضل ادخل.
تقدم"عمر"إلي الأمام و عيناه لا تزال تتفحصانها جيدا:
-الست كاميليا قاعدة في الهول الكبير بتشرب قهوتها.
قالت ذلك باسمة ثم سألته:
-تحب اجبلك قهوة بردو و لا عايز حاجة تانية ؟؟
-اي حاجة يا قمر .. مش قمر بردو ؟؟
إبتسمت الفتاة مصطنعة الخجل ثم قالت:
-ايوه.
-اسم علي مسمي و ربنا.
إتسعت إبتسامتها لتضحك بإغراء ثم توجهت نحو المطبخ تتبخطر في خطاها ، بينما أخذ"عمر"طريقه إلي حيث أرشدته ، دخل إلي قاعة الجلوس ثم توجه بسرعة نحو إمرأة جلست بأناقتها المعهودة علي أريكة مغطاة بالصوف الأحمر ، لا يمكن تقدير عمرها بأكثر من أربعين عاما ..
تلك هي الممثلة الشهيرة التي تدعي"كاميليا فهمي"لا زالت تنبض بالحيوية و الجمال ، بشرتها بيضاء ناعمة جدا ، و عيناها زرقاوتان لا أثر للتعب فيهما و شفتاها قرمزية تضجان حياة و إغراء و دعوة .. إقترب منها"عمر"ثم دني نحوها قائلا بحرارة وهو يقبلها علي جبينها:
-مامي .. وحشتيني.
إبتسمت الممثلة القديرة بنعومة و هي تداعب وجه أبنها الذي يحمل شبها كبيرا لوجهها ثم قالت:
-يا روحي .. انت وحشتني اكتر يا حبيبي .. بس انا زعلانة منك.
-زعلانة مني ليه بس يا مامي ؟؟
-بقالك اد ايه مسألتش عليا؟؟
قال معتذرا:
-معلش سامحيني عارف اني قصرت معاكي الفترة اللي فاتت بس كان غصب عني انتي عارفة اني بجيلك من ورا عز .. و لما جاله شغل برا و سافر كنت مخطط اني اجي اقعد معاكي كام يوم والله بس حصلت ظروف بقي كده و كنت قاعد في البيت بقالي يومين بسببها.
سألته بإهتمام:
-ظروف ايه دي يا حبيبي ؟؟
صمت قليلا ثم نزع نظارته عن ن عينيه فشهقت أمه بهلع و صدمة قائلة:
-يا خبر ! .. ايه اللي في وشك ده ؟ مين اللي عمل فيك كده ؟؟
تحسس وجهه ثم أجابها:
-ماتقلقيش اوي كده يا مامي .. دي كانت خناقة بسيطة في الجامعة و انا قدامك اهو كويس.
قالت بصوت حزين و هي تتأمل ملامحه:
-كويس ايه بس ! .. ده وشك كان وسيم اوي زي اخوك عز الدين .. دلوقتي ملامحك بقت قاسية شوية .. انت عجبك اللي عملته في نفسك ده ؟؟
-خلاص بقي يا كوكو ماتكبريش الموضوع ما انا زي الفل قدامك اهو و كلها كام يوم ووشي يرجع زي ما كان.
نظرت إليه في عتاب فقال:
-خلاص بقي يا مامي انا جاي اقضي يوم حلو معاكي .. مش كده بقي ابتسمي عشان يبان جمال عنيكي.
فإبتسمت أمه رغما عنها قائلة:
-ماشي يا مجرم كل بعقلي حلاوة كل.
ثم سألته:
-المهم قولي .. اختك عبير عاملة ايه ؟؟
-زي القردة هتعمل ايه يعني.
ضحكت بنعومة ثم تابعت سؤالها:
-قولتلها اني عايزة اشوفها ؟؟
أومأ رأسه قائلا:
-اه يا مامي قولتلها .. بس ..
-بس ايه ؟؟
سألته بإرتقاب بينما تردد قليلا قبل أن يقول:
-اصلها خايفة من عز .. انتي عارفة هو ببمنعنا عنك ازاي .. بس وعد طالما عايزة تشوفيها انا هجبهالك لحد عندك قريب.
أومأت رأسها ثم تابعت سؤالها:
-طب و اخوك عز الدين .. عامل ايه ؟؟
نظر"عمر"إلي وجه أمه الذي إمتلأ بالحزن فجأة ثم قال في محاولة للتخفيف عنها:
-قرد هو التاني .. انا مش عارف بس انتي بتسألي ليه علي عيال مالهمش لازمة زي دول خليكي معايا انا يا كوكو .. انا حبيبك اللي بيدلعك يا قطة.
نجحت محاولته حيث إبتسمت أمه بعفوية بينما قال:
-بقولك ايه .. انا جعان طابخين ايه انهاردة و لا نطلب دليفيري ؟؟
أجابته ضاحكة:
-حالا يا حبيبي هقولهم يحضروا الغدا.
ثم هتفت بإسم أحد الخدم و أعطت أوامرها بإعداد مائدة الطعام ... !

************************************************** *****************

-داليا !
هتفت"ياسمين"و هي تنادي علي شقيقتها مستغربة لتوجهها من باب المنزل إلي باب حجرتها مباشرة ، و قبل أن تلحق بها"ياسمين"أوقفتها قائلة:
-ياسمين من فضلك سيبيني لوحدي دلوقتي و ماتدخليش علي خالص.
قالت ذلك ثم أغلقت الباب خلفها ، بدلت ملابسها سريعا فإرتدت قميصا خفيفا من القطن الأبيض بدون أكمام ثم توجهت نحو مرآتها و حدقت بوجهها ، رأت نفسها جميلة نوعا ما ، غير أنها كانت معتادة علي التعبير الصريح عن أعجاب الرجال بها تتلقاه دون حرج أو غرور منذ كانت في الثامنة عشر من عمرها و بعد أن تحولت من تلك الفتاة الصغيرة المكتنزة إلي تلك المرأة الجذابة ذات القوام الجميل و الأنوثة الصارخة رغم بساطتها ..
لكن هذا الرجل ، رب عملها الكامل الرجولة المعتد بنفسه سخر منها تصرف معها و كأنها نكرة و كأنها فتاة صغيرة أو غلام لا يثير فيه أي رغبة ، لم يضايقها هذا كله بقدر ما شعرت بالقهر عندما أعطاها المال من أجل شراء بعض الملابس و أدوات التجميل ، كادت تبكي و لكنها منعت نفسها بقوة و حزم .. عليها أن تقوم بإنقاذ نفسها فيما بعد ، فإلي متي ستظل ضعيفة واهنة مغلوبة علي أمرها ؟
تنهدت بثقل ثم سارت نحو فراشها و أستلقت عليه ، لم تنم كثيرا أو هكذا خيل إليها ، و ما أن أستيقظت في وقت لاحق حتي هبت من فراشها مذعورة و قلبها يخفق بشدة غريبة ، رفعت يدها لتغطي وجهها و كأنها تهرب من واقعها الأليم و من مسؤوليتها التي أثقلتها بينما نحيبها يملأ الغرفة بنشيج متقطع إختلطت فيه الدموع بالتنهدات و الآهات ، أحست و كأنها علي شفير الإنهيار العصبي ..
رفعت رأسها عن راحتيها قبل ثوان قليلة من فتح باب غرفتها و عندما إنتصبت جالسة في فراشها و جسدها مشدود كوتر قاس ، دلفت شقيقتها فزعة ثم إقتربت منها بسرعة و خاطبتها بقلق و لطف:
-داليا ! مالك يا حبيبتي في ايه ؟؟
أجابتها"داليا"بصوت ضعيف متقطع:
-مافيش حاجة يا ياسمين .. انا كويسة.
فإقتربت منها أكثر قائلة:
-لأ شكلك مش كويسة خالص .. قوليلي يا داليا مالك ؟؟
-قلتلك مافيش حاجة يا ياسمين.
أجابتها بضعف واهنة ثم سألتها:
-هي الساعة كام دلوقتي ؟؟
-12 بعد نص الليل تقريبا.
صرخت بإستغراب:
-مش معقول !
قربت"ياسمين"ساعة يدها من وجه شقيقتها لتؤكد لها الوقت فهزت رأسها قائلة:
-بيتهيئلي اني نمت دقايق مش ساعات.
ثم فجأة إرتجفت دون إرادة و أنهمرت الدموع الغزيرة علي وجنتيها الشاحبتين الناعمتين فصاحت أختها قلقة:
-لأ .. لأ إنتي فيكي حاجة مش طبيعية يا داليا قوليلي في ايه من فضلك .. في خاحة حصلت في الشغل انهاردة ؟ ده كان اول يوم ليكي حد ضايقك ؟؟
سألتها بإلحاح فقصت عليها"داليا"كل ما حدث:
-طب و انتي ايه اللي مضايقك في كده يا داليا ؟ ما هو قالك ان المبلغ ده مش ليكي شخصيا انما لشيء يخص الشغل و بعدين يا ستي لو الموضوع مضايقك اوي كده اعتبريهم سلفة و رديهم من اول مرتب ليكي.
-انا اتجرحت اوي من التصرف ده يا ياسمين.
قالت بصوت حاد ثم تابعت:
-كان هاين عليا اسحب ورقي و اسيب الوظيفة و ارميله فلوسه و امشي.
إبتسمت"ياسمين"ثم قالت تهدئها:
-يا داليا يا حبيبتي انا عارفة ان عندك عزة نفس و كرامة بس هنا الموضوع مختلف عن النقطتين دول .. ده شغل يا حبيبتي و زي ما بيقولوا الشغل شغل و اي بني ادم ذكي بيعرف يستغل الفرص في شغله اوي و هو مش هيحسن عليكي هو زي ما قالك انتي وجهة الشركة يعني طرف مهم و لازم تكوني في نفس المستوي اللي هو فيه لانك بتمثليه فعلا قدام العملا زي قالك .. بصراحة هو ماغلطش يا داليا انتي بس اللي حساسة زيادة عن اللزوم.
ثم صمتت قليلا و أضافت:
-و مع ذلك يا ستي زي ما قلتلك لو الموضوع مضايقك اوي اعتبري المبلغ سلفة و رديه من اول مرتب ليكي.
أومأت"داليا"رأسها تعبة فيما تركتها شقيقتها لتستريح بعد أن أطمئنت عليها تماما ..
رتبت"داليا"الوسادة تحت رأسها و أراحت جسدها المنهك و بعد قليل بدأت أجنحة النوم تحوم فوق عينيها و هي غير قادرة علي أبعاده عن ذهنها ، ستكون معجزة حقا إذا إستطاعت أن تهرب منه ، و لكنها إعتادت منذ صغرها علي الإنتصار في معاركها الحاسمة ..
و عندما دقت بمنزلهم ساعة حجرة الجلوس التي تردد صدي صوتها بالإرجاء معلنة حلول الواحدة صباحا كانت"داليا"قد أخلدت إلي نوم عميق ... !

************************************************** ******************

أسدل الليل ستارة فوق قصر الـ"نصار" ..
في الداخل وقف"عز الدين"أمام السيتريو و إدار بعض الموسيقي الخافتة و الحالمة ، ثم تقدم من الأريكة التي توسطت حجرة مكتبه و أستلقي عليها بثقله واضعا يديه خلف رأسه و أغمض عينيه يستمتع بموسيقي"شوبان" .. كان يفكر بهدوء في أمور عديدة ، بدا شكله غير مرتب و قد تدلت خصلة من شعره الغزير الناعم فوق جبهته ، كان هادئا مرتاح البال حتي قفزت صورتها فجأة برأسه ، كم تعجب كثيرا اليوم ، تساءل في نفسه .. هل يمكن أن يتنازلن النساء عن أي مال مقدم لهن بهذه السهولة ؟ .. بل بهذه الصرامة و القوة التي إستخدمتها تلك الفتاة التي تدعي"داليا" ؟ ..
مازال لا يصدق و لن يصدق .. فكلهن في نظره سواء ، و كيف لا و قد أصابته والدته في الصميم ، حيث قتلت بداخله كل مشاعر الشفقة و العطف علي أي أنثي ، ثم فجأة طرد صورة وجهها الجميل البرئ من ذهنه في حين سمع صوت سيارة تصطف بالمرآب المنزلي قرب نافذة المكتب .. إستنتج أنه شقيقه قد وصل لتوه فنهض من موضعه و حمل إسطوانة الموسيقي و وضعها في غلافها ثم خرج من مكتبه لموافاة شقيقه ..
دلف"عمر"إلي المنزل في ساعة متأخرة من الليل ، و عندما كان يقف"عز الدين"بركن مظلم من البهو المؤدي للدرج هتف بقسوة:
-عمر.
إستدار"عمر"قبل أن يصعد درجات الدرج نحو الزاوية المظلمة التي أنبعث منها الصوت ، فيما إقترب"عز الدين"قليلا حتي سطع ضؤ الثريات المعلقة بالجدران علي وجهه الغاضب الذي تعلوه مسحة قسوة مفزعة ، تنهد"عمر"بضيق ما أن رآه ثم قال:
-نعم يا عز ؟؟
-كنت فين ؟؟
سأله بهدوء غاضب بينما أجاب"عمر":
-يعني انت صاحي مستنيني لحد دلوقتي عشان تسألني السؤال ده ؟؟
فهمهم"عز الدين"قائلا:
-هممم .. واضح يا عمر انك ماسمعتش كلامي كويس امبارح لما قلتلك يا تيجي تشتغل معايا في الشركة يامالكش مكان في البيت هنا.
تأفف"عمر"قائلا:
-لأ سمعت يا عز و اطمن انا جاي بكرة الشركة .. انهاردة بس كان عندي مشوار مهم و ماحبتش آجله.
-مشوار ايه ده ان شاء الله ؟؟
-مشوار و خلاص يا عز.
-مساء التجمعات.
كان هذا صوت"عبير"التي إنضمت إليهم فجأة ثم تابعت:
-ايه خير ؟ متجمعين في تص الليل كده ليه ؟؟
ثم نظرت إلي"عمر"و سألته:
-و انتي يا عموري لسا راجع دلوقتي ؟ هي كوكو كانت ماسكة فيك و لا ايه ؟؟
إتسعت حدقتا"عمر"في فزع و غضب بينما قطب"عز الدين"حاجبيه مستغربا ثم قال:
- .......... !!


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:22 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



*حتي أقتل بسمة تمردك*



الحلقة (4):



-مين كوكو دي ؟؟
نظر"عمر"إلي أخيه مرتعدا و هو يفكر كيف سيخرج من هذا المأزق الذي وضعته به شقيقته ، بينما أدركت"عبير"حجم الكارثة التي ستحدث نتيجة إنفلات لسانها ..
و في وسط تلك الأجواء المشحونة بالتوتر تصاعد رنين هاتف"عز الدين" .. أخرج هاتفهه من جيب كنزته ليجد المتصل"خالد"فأجاب:
-الو يا خالد !
بينما إستغل"عمر"الفرصة فقال و هو يفر راكضا إلي غرفته:
-طيب انا طالع انام تصبحوا علي خير.
فيما إنسحبت"عبير"خلفه سريعا بينما أكمل"عز الدين"المكالمة:
-في حاجة و لا ايه ؟ .. اومال بتتصل ليه في الوقت ده ؟ .. اه .. اه .. انت قولتلها كده يعني ؟ .. متاكد انها عارفة ؟ .. طيب .. طيب يا خالد خلاص انا هشوف الموضوع ده .. يلا سلام.
أنهي"عز الدين"الإتصال ثم صعد الدرج و توجه إلي حجرة شقيقته ، طرق الباب ثم دلف يعدما أتاه صوتها سامحا له بالدخول:
-انتي مابترديش ليه علي خالد لما بيكلمك ؟؟
قال"عز الدين"ذلك بنبرة حادة موجها حديثه إلي شقيقته التي إنتصبت جالسة علي فراشها بينما أجابت متعلثمة:
-أاا انا انا .. اصلي كنت ككنت عازمة بنات صحابي انهاردة علي الغدا هنا و كنت مشغولة معاهم من الصبح و لسا شايفة الموبايل دلوقتي يا عز.
أومأ رأسه متجهما ثم سألها بجمود:
-طب و بالنسبة لميعادكوا انهاردة اللي علي الاساس متغقين عليه من يومين .. ايه اللي خلاكي تطنشيه بقي ؟ عشان صحابك ! بتفضلي شوية بنات زي دول علي خالد ؟!
إرتبكت فأقسمت كاذبة:
-و الله نسيت خالص نسيت بجد و مع ذلك بردو انا هتصل اعتذرله.
-يبقي احسن بردو.
قال ذلك بقسوة ثم تابع محذرا:
-كلها فترة قصيرة و هتتجوزي خالد .. مش عايز ده يتكرر تاني يا عبير .. مش عايز اسمع شكوة من خالد عنك مرة تانية حتي لو كانت عن شيء تافه مفهوم ؟؟
أومأت رأسها في إرتباك بينما غادر أخيها غرفتها يتبعه ظله الغاضب ، فتنفست الصعداء و هي تسب و تلعن و تحقد علي"خالد" ... !





بعد مرور شهر كامل علي مكوث"داليا"بعملها في شركة الـ"نصار"للنقل البحري ، إعتادت علي أشياء كثيرة منها تقلب مزاج رب عملها القاس المتغطرس ، علي الأقل إستطاعات تحديد صفاته السيئة و الطيبة و عليها وجدت ثمة طرق سلسة للتعامل مع كل صفة و تعلمت أيضا متي تخوض في الحرب معه و متي تنسحب ، فلو بلغت المسألة حد كبريائها أو كرامتها تشد عتادها و تقف بوجهه و لأنه كعادته يهوي فرض سيطرته و لأن الإستسلا بقموسه محال عندما تشعر بالكفاية في أي نزاع بينهما تنسحب سريعا قبل أن يفقد أعصابه و بقايا تعقله مع الإيناث ..
كان ظهرا باردا من أيام ديسمبر حيث آشعة الشمس الخفيفة المنبثقة من نوافذ شركة الـ"نصار"تتراقص في أرجاء غرفة الإجتماعات التي وضعت بها طاولة طويلة إلتف حولها عملاء و موظفون يترأسهم"عز الدين"الذي أصرف"داليا"إلي مكتبها لعدم حاجتة لها بقية الإجتماع ..
إجتازت"داليا"الردهة المؤدية إلي مكتبها ثم إلتقت بزميلها"عماد"فتوقفت قليلا و إبتسمت له تحييه ، رد لها التحية قائلا:
-اهلا يا داليا .. ايه الاجتماع خلص و لا ايه ؟؟
-لا يا سيدي لسا ما خلصش انا اللي دوري خلص لحد كده.
أجابته"داليا"ثم تابعت سيرها إلي مكتبها فلحق بها قائلا:
-شكل الباشا بتاعنا مزاجه زفت انهاردة.
جلست"داليا"خلف مكتبها ثم قالت موافقة:
-اه عندك حق مزاجه زفت اوي .. لاحظت كده اوي بالذات لما شاف الانسة اللي اسمهااا اه جومانة خطاب.
قال"عماد"علي الفور:
-اهي انسة جومانة خطاب دي اكتر ست بيحترمها مستر عز الدين شوية.
-طب ايه اللي حصل يعني ؟ مش طايقها دلوقتي كده ليه ؟ دي المفروض اهم عميلة في الشركة.
-اصلها كانت عايزة تدبسه في جواز بعلاقة يعني و كده.
تضرجت وجنتا"داليا"بحمرة الخجل و لكنها تابعت سؤالها:
-طب و انت عرفت الحكاية دي ازاي ؟؟
أجابها بصوت خفيض:
-رانيا عزيز دي أكبر رغاية في الدنيا كلها تبقي عميلة بردو عندنا في الشركة ده غير انها انتيمت جومانة كمان عايز اقولك ان الخبر مابيبتش في بؤها يوم عشان كده جومانة استغلتها و حكتلها التفاصيل بهدف ان الاخبار تنتشر عنها هي و عز الدين بعد ما قطع علاقته الودية بيها نهائي لما اكتشف لعبتها اللي كانت عايزة و توقعه بيها في شبكة الجواز مسكينة هي اساسا كانت فاكرة انها تقدر تعمل اللي ماقدرتش و لا واحدة قبلها تعمله.
-جايز سلوكها ماكنش عاجبه يا عماد و بعدين هو اكيد مش هايعيش باقي عمره راهب لازم هيتجوز لو ماكنتش هي هتبقي غيرها.
هز"عماد"رأسه بقوة مؤكدا:
-لالالالا مستحيل .. عز الدين نصار ! .. مش ممكن.
سألته"داليا"مستغربة:
-هو ايه ده اللي مستحيل و مش ممكن ؟؟
-مستحيل عز الدين نصار هيتجوز دي حاجة اكيد مستحيل تحصل.
قال ذلك ثم سألها:
-عمرك شفتي حد نط من الدور الـ 50 و نزل سليم ؟؟
فأجابت:
-لأ !
-عمرك شفتي انسان ماشي علي وش المايه مثلا ؟؟
-لأ !
-اهو فكرة ان عز الدين نصار ممكن يتجوز دي زيها زي الافكار المستحيلة دي.
-يسلام ! و ليه ده كله يعني ؟؟
تنهد"عماد"قائلا:
-ياااه .. دي حكاية طويلة اوي و تقريبا كل الناس عرفاها.
-شوقتني حكاية ايه دي ؟؟
صمت"عماد"لبرهة و كأنه يفكر ثم قال:
-هحكيلك .. بس اوعي تتكلمي مع حد خالص في الموضوع ده .. تسمعي مني و بعدها كانك ماسمعتيش اي حاجة ماشي ؟؟
-ليه كل ده بس ! هو انت هتقولي سر الخريطة ؟!
-الموضوع ده حساس جدا بالنسبة لـ عز الدين .. الكل عارف اه بس محدش بجرؤ يتكلم و يحكي في اللي فات تاني و بالذات هنا.
أومأت"داليا"رأسها تحثه علي الحديث قائلة:
-ماشي يا سيدي احكي بقي و انا مش هتكلم.
بينما سألها:
-تسمعي عن كاميليا فهمي ؟؟
رددت"داليا"الأسم في شرود:
-كاميليا فهمي !
ثم هبت قائلة:
-اه عارفاها .. الممثلة.
-اهي دي بقي يا ستي تبقي والدة عز الدين نصار.
إتسعت عيناها بذهول قائلة:
-ايه ده بجد ؟؟
أومأ رأسه مؤكدا كلامه فيما كان ينظر إليها قائلا بجدية بالغة:
-ايوه بجد .. بس الحقيقة انه مش بيعتبرها امه بالعكس ده بيكرهها جدا من صغره تقريبا متبري منها حتي اسمها مش بيطيق يسمعه.
-يا خبر ! ليه ؟ ليه كل ده ؟؟
ثم نظرت إليه بعينين حزينتين مذهولتين و كأنها تستجديه أن ينفي ذلك و لكنه أكد بقوله:
-كل اللي قلتهولك ده حصل فعلا .. الحكاية بدأت من زمان من يجي 16 سنة كده ايام ما كان لسا عايش فريد بيه والد عز الدين .. ساعتها مدام كاميليا كانت صغيرة اوي و حلوة اوي كانت بردو مهووسة بالتمثيل و بتحلم بالشهرة مشيت بقي في الموضوع ده من ورا جوزها لحد ما اتعرفت علي منتج كبير تقريبا .. اتضطرت وقتها انها تتنازل عن حاجات كتير اوي عشان تحقق الشهرة اللي كانت بتحلم بيها و فجأة في يوم كانت سايبة البيت و راحت عشان تعيش معاه .. فريد بيه كان عاقل ساعتها لو كان اتهور كانوا ولاده الـ 3 هيضيعوا من بعده خصوصا انهم كانوا صغيرين و مالهمش حد اكبرهم عز الدين وقتها كان عمره 17 سنة تقريبا و طبعا شهد علي كل اللي حصل ده و من ساعتها و هو بيكرهها تقدري تقولي عقدته في الصنف كله مابقاش عنده ثقه في اي ست عمره ما حب اطلاقا لكن حياته ماكنتش نضيفة يعني طول السنين من مميزاته انه محبوب اوي خصوصا من الستات فلما كانت بتجيله الفرص ماكنش بيضيع وقت كان بيستمتع بوقته يعني .. و بس يا ستي هي دي كل الحكاية.
توقف"عماد"لحظة طويلة ثم نظر إلي وجهها ليري تأثير كلماته عليها ، بدت هادئة مندهشة جدا ثم قالت بعد صمت طويل:
-مصدومة .. بجد مش عارفة اقول ايه ! .. بس علي الاقل بعد الكلام ده قدرت افهمه شوية.
هزت رأسها ثم تابعت:
-شكله معقد فعلا !
إنهمكت"داليا"في عملها خلال الأيام التالية مستخدمة أجمل مكتب شاهدته في حياتها و لكنها فكرت .. أن جمال المكتب لا يضاهي أبدا جمال من منحها إياه ، كانت دائمة التفكير فيه ، لم يفارق ذهنها أبدا ، أخذت تتساءل في نفسها .. هل يعيش هذه الحياة منذ فترة طويلة حقا ؟ أحقا لم يذق طعم الحب في صباه أو شبابه ؟ كيف إستطاع أن يحصن نفسه ضد النساء بل ضد الوقوع في الحب طيلة هذه السنوات ؟ كيف و هو المحبوب الذي تلتف حوله جميع الجميلات ؟ و كيف هو قادر علي التصرف بإنسانية و حرارة عاديتين ؟ ..

-انا بقالي مدة بصراحة و انا هموت و اتعرف عليكي يا انسة داليا و اخيرا جت الفرصة.
كان هذا صوت"عمر"الذي إقتحم مكتب"داليا"فجأة ثم إنحني أمامها قليلا و هي تجلس وراء مكتبها تعمل بجد و نشاط
أخذ ينظر إلي أوراقها بسرعة ثم حول نظراته إلي عنقها الجميل و تمتم قائلا:
-مكتبك جميل اوي .. زيك.
حبست"داليا"أنفاسها بقوة ثم قالت في ثبات جامد:
-شكرا علي ذوقك يا استاذ عمر و الحقيقة اني اتشرفت بمعرفة حضرتك كتير بس انا حاليا مشغولة اوي زي ما انت شايف و محتاجة اخلص شغلي بسرعة.
إبتسم بخفة قائلا:
-عايزة تقوليلي امشي يعني ؟؟
ثم هز كتفيه ضاحكا و جلس قبالتها في مقعد مريح قرب المكتب و بدت علي وجهه فورا ملامح المشاغبة و الدلال ثم تمتم قائلا:
-احلي حاجة عملهالي اخويا هنا انه مش بيديني شغل معقد فبالتالي بخلص بسرعة كل اللي ورايا و انا دلوقتي فاضي و زي ما قلتلك كان نفسي اتعرف عليكي من مدة.
تجهم وجه"داليا"حيث قالت بنبرة حادة:
-ارجوك لو سمحت .. انا مش فاضية للكلام ده و مش بحب اتعرف علي حد و لا اطور علاقات هنا خارج حدود العمل و بالنسبة لي حضرتك واحد من اصحاب الشركة ليك عندي كل الاحترام و التقدير و بس.
-يااه .. انتي قاسية اوي يا انسة داليا .. كنت فاكر ان قلبك رقيق زي بشرتك الحلوة دي.
-أرجوك كفاية !
خاطبته"داليا"بحدة ظاهرة و توتر واضح ثم تابعت:
-حضرتك حاسس بالملل و مش لاقي حاجة تعملها احسن من انك تيجي هنا و تقولي كلام مايصحش ابدا يتقال.
ثم نظرت بصدمة إلي تلك الأوراق التي أمامها قائلة:
-شفت دلوقتي خلتني اعمل ايه ؟؟
إرتكبت عدة أخطاء في الكتابة لا يمكن تصحيحها بدون تشويه الورقة بكاملها ، نظرت إليه غاضبة و قالت:
-امشي .. لو سمحت !
-ماكنتش اعرف اني ممل اوي كده بس اعمل ايه طيب لو انا شايفك بنت حلوة و لطيفة و مش قادر اقوم و اسيبك انتي تجنني بصراحة.
ثم حدق بوجهها باسما و قال:
-واو يا انسة .. بقالي كتير ماشفتش بنت خدودها بتحمر زيك كده بيتهيئلي لو جبت عود كبريت و حطيته علي خدك هيولع !
صرت علي أسنانها قائلة:
-انا اللي هولع فعلا يا استاذ لو مامشتش حضرتك دلوقتي حالا .. ارجوك روح اتسلي في مكان تاني انا عندي شغل للزم يخلص في وقت محدد مستر عز الدين طالب الشغل ده بنفسه.
هب"عمر"واقفا ثم قال:
-لاااا خلاص خلاص حقك عليا يا ستي طالما الشغل ضروري و لـ عز كمان انا همشي حاضر و مش هزعجك .. بس هشوفك تاني.
ثم إبتسم بخفة و غادر المكتب علي الفور بينما تأففت"داليا"بضيق و غضب ثم عادت إلي عملها ... !





كان"خالد"قد أشتري سوارا ذهبيا لـ"عبير"بمناسبة عيد مولدها ثم قدمه إليها بحب حبن كانا يجلسان قبالة بعضهما بحديقة القصر تحت سماء الليل المرصعة بالنجوم التي تلألأت علي مدي أبعاد متفرقة ..
كانت تود لو تلقي السوار بوجهه لولا أنها تذكرت غضب أخيها الجامح الذي يحرق بحممه الأخضر و اليابس إذا أثاره أحدهم ، فأبعدت عن رأسها هذه الأفكار و قبلت هدية"خالد"علي مضض ثم نهضت وشكرته بحرارة زائفة حيث وضعت ذراعيها حول عنقه و قبلته علي وجنته سريعا ثم عادت تجلس بمكانها ..
سعادته في تلك اللحظة جراء ما فعلته دفعته إلي القول:
-بيرو .. ايه رايك يا حبيبتي لو نتجوز اول الشهر الجاي ؟ انا مش شايف ان في اي سبب للتأجيل اكتر من كده بقي كل حاجة جاهزة الببت و كل حاجة مش ناقص غيرك انتي يا روحي.
إرتعشت في إرتباك ثم قالت متعلثمة:
-أ أ ايه يا خالد .. انت مستعجل كده ليه ؟ و بعدين احنا محددين الميعاد بعد سنة لما اخلص كليتي لسا بدري.
-يا حبيبتي ما انتي ممكن تكملي دراسة و احنا متجوزين بردو مافيش مشكلة.
زادتها كلماته إرتباك فقالت منفعلة:
-و بعدين بقي يا خالد من فضلك اقفل علي الموضوع ده دلوقتي خالص و ماتفتحوش قدام عز الدين اوعي احسن ده ما هيصدق و ممكن يسمع كلامك.
-طب و ماله يا حبيبتي .. ده انا بحلم باليوم ده يا بيرو .. انا استنيتك كتير بقالي 10 سنين متخيلة ؟ بعد الايام يا عمري و نفسي تفوت بسرعة بقي.
تجهمت"عبير"ثم قالت محاولة إخفاء سخريتها:
-يسلام بتحبني اوي ؟ عايز تفهمني ان عمرك ما عرفت غيري مثلا ! حتي لو قلت لأ انا مش هصدق طبعا.
-عبير !
هتف بدهشة بينما سألته بتهكم:
-ايه قلت حاجة غلط ؟ يعني انت عمرك ما انجذبت لأي واحدة حلوة مثلا .. جاوب بصراحة عادي انا مش هزعل منك خالص صدقني.
زادت دهشته ثم قال:
-انا عمري ما فكرت في واحدة غيرك يا عبير .. بس بجد ادهشتيني ! انتي شايفة اني لو خنتك او لو حبيت واحدة تانية غيرك دي عادي ؟ ممكن تقبلي بكده ؟؟
-اه عادي .. ايه المشكلة الحاجات دي مش بالإرادة ممكن في لحظة تجذبك واحدة و تلاقي نفسك معاها و بتحبها.
-يسلام ! طب و يا تري الكلام ده ساري علي الراجل بس ؟؟
-لأ عادي و علي الست كمان.
-بجد ! يعني انتي مثلا من الممكن او من السهل ان راجل غيري يجذبك ؟؟
أوقعها بمأزق فأجابته بسرعة في إرتباك:
-انت بتاخد الامور كلها بجد ! احنا بنتناقش.
أومأ رأسه موافقا:
-صح بنتناقش .. بس مستغرب لتكون دي في الحقيقة وجهة نظرك يا عبير !
تجاهلت الموضوع برمته قائلة:
-بقولك ايه .. كفاية مناقشة بقي لحد كده.
ثم قالت لتجذب إنتباهه:
-احلي حاجة انك اول واحد افتكر عيد ميلادي لأ و جبتلي هدية حلوة كمان.
نجحت محاولتها في التمويه عن النقاش حين برقت عيناه بإبتسامة عشق ثم مد يده و أمسك يدها الملقاة علي الطاولة الصغيرة التي كانت تفصل بينهما ثم طبع عليها قبلتين
-طيب .. انا لازم امشي دلوقتي بقي عشان الوقت اتأخر .. بس عايز اقولك اني برتب ليوم اجازة كده هاخدك فيه و اخرجك في اي حتة بمناسبة عيد ميلادك.
قال"خالد"ذلك ثم وقف إستعدادا للرحيل بينما وقفت"عبير"في مواجهته و إصطنعت إبتسامة فيما إقترب منها و قبلها علي وجنتها بحرارة ، تمالكت نفسها حتي لا تبتعد عنه ثم تنفست الصعداء ما أن غادر و تركها ... !






يا داليا احنا كده هنروح في داهية .. لو الورق ده ما اتمضاش في اسرع وقت كلنا هنروح فيها ده ريسك كبير اوي علي الشركة.
قال ذلك أحد الموظفين الذين إجتمعوا دفعة واحدة داخل مكتب"داليا"بينما تساءلت:
-طيب يا جماعة محدش معاه رقم مستر عز الدين ؟؟
أجابها موظف كان يقف علي مقربة منها:
-محدش هنا في الشركة معاه رقمه خالص.
-طيب فين الاستاذ خالد ابن عمه و اخوه الاستاذ عمر فين ؟؟
فأجابها"عماد":
-خالد بيه واخد اجازة انهاردة اما الاستاذ عمر ده بقي ماشي بهواه يجي وقت ما يحب و يمشي وقت ما يحب.
ثم تابع بحنق:
-الحكاية دي اول مرة تحصل في الشركة اول مرة يسيبوها كلهم سايبة كده انا مش فاهم ايه الي حصل !!
تابعت"داليا"سؤالها قائلة:
-يعني ايه ؟ محدش معاه رقم اي حد منهم ! مش ممكن !
ثم فجأة هب"عماد"قائلا:
-أيوه ايوه .. انا معايا .. معايا رقم خالد بيه.
فسارعت"داليا"قائلة:
-طب هاته هاته بسرعة.
ثم دونته علي هاتفهها و أجرت الإتصال به ، ليأتي صوت"خالد"بعد لحظات:
-الو !
-ايوه مستر خالد ؟؟
-ايوه انا مين معايا ؟؟
-انا داليا .. داليا عبد المجيد حضرتك السكيرتيرة العام للشركة.
-اه اه اه .. اهلا يا داليا ايه خير في حاجة ؟؟
-في حاجات حضرتك.
-ايه يا داليا في ايه اتكلمي ؟؟
-ورق الـ 3 شحنات اللي واقفين في المينا لسا ماتضماش حضرتك و مستر عز الدين مش موجود و الورق ده مهم جدا و لازم يتمضي فورا لو ماتبعتش منه نسخة للفرع اللي في باريس مش هيبعتوا البضاعة و الجمارك هتحجز عليها و الفلوس كمان هضيع علينا احنا مابقاش معانا وقت كده خطر يافندم.
بدا القلق علي صوت"خالد"حين قال:
-ايوه يا داليا ايوه .. بس للأسف انا مكاني بعيد عن الشركة دلوقتي ده غير ان عز الدين تعبان بقاله كام يوم و مستريح في البيت مابيخرجش فمعلش يا داليا لو سمحتي لازم تروحي تمضيه علي الورق ده بسرعة و ترجعي تبعتي منه نسخة علطول لفرع الشركة.
-انا ! انا اروح امضيه ؟ قصد حضرتك في البيت يعني ؟!
سألت"داليا"بدهشة فأجابها:
-اه يا داليا معلش ارجوكي بقولك هو تعبان اوي والله و مش هيقدر يروح في اي حتة و بعدين الموضوع مش هياخد اكتر من نص ساعة.
أجابته متعلثمة في تردد:
-أاا ايوه حضرتك فاهمة .. بس .. بس انا ماعرفش السكة.
فقال علي الفور:
-هاتي ورقة و قلم و اكتبي العنوان.
دونت"داليا"العنوان بورقة صغيرة ثم أسرعت و غادرت الشركة إستوقفت سيارة أجرة و أخبرت السائق بالعنوان ، إستغرقت دقائق حتي أدي بالسيارة طريق جانبي يكسوه الغبار إلي بوابتي حديد كبيرتين ، ترجلت"داليا"من السيارة و طلبت من السائق أن ينتظرها ثم إتجهت نحو بوابة ذلك القصر الفاخر الذي قرأت علي لافتته"قصر فريد نصار" .. إعترضها حارس البوابة قائلا:
-نعم حضرتك ! عايزة مين ؟؟
إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تلمح بعيني الحارس تعبير الفضول و التساؤل ثم قالت:
-انا جاية اقابل الاستاذ عز الدين نصار.
-لو كان عندك ميعاد مع عز الدين بيه كان بلغنا قبل وصولك .. انا اسف بس ماقدرش ادخلك.
صمتت لثوان ثم قالت تستجديه:
- من فضلك .. انا لازم اقابله حالا انا بشتغل عنده في الشركة و جايبة معايا ورق مهم لازم يمضيه بسرعة و الا هتحصل كارثة كبيرة في الشغل.
هز رأسه بإصرار صارم قائلا:
-اسف يا انسة هي مش وكالة منغير بواب انا شغلتي هنا حراسة البوابة دي ماخليش حد يدخل او يخرج بدون اوامر عز الدين بيه.
فقالت تترجاه:
-لو سمحت .. طيب ادخل قوله اني هنا .. قوله بس داليا عبد المجيد السكيرتيرة.
هز رأسه بعند و أصرار فتأففت"داليا"بضيق ثم فجأة قفزت برأسها فكرة ، أخرجت هاتفهها و أجرت الإتصال بـ"خالد"فأجاب بعد لحظات:
-ايوه يا داليا عملتي ايه ؟؟
-يا خالد بيه انا وصلت قدام القصر اهو حضرتك بس الحارس مش راضي يدخلني.
-طب هاتيه هاتيه.
ناولت"داليا"الهاتف للحارس الذي نظر لها بضيق حانق قائلة:
-اتفضل معاك الاستاذ خالد نصار.
أخذ الحارس الهاتف من يدها ثم أجاب علي المنتظر:
-الو ! .. ايوه يا خالد بيه .. بس عز الدين بيه مادنيش خبر ان في حد جاي يزوره .. ادخلها يعني ؟ .. مافيش مشكلة حضرتك متاكد ؟ .. حاضر .. حاضر يا خالد بيه تحت امرك.
ثم أعاد الهاتف إلي"داليا"و وفتح لها البوابتين ، فمرت عبرهما فيما أوصدهما الحارس بعد دخولها .. وقفت قليلا قبل أن تتابع طريقها و شعرت بيديها ترتجفات فكان هذا المكان بمثابة عالم أخر بالنسبة لها ، تقدمت إلي الأمام و أكملت سيرها في هذا الممر الحجري الطويل حيث آشعة الشمس تداعب بشرتها و تلك الأشجار الكثية أيضا المنتشرة هنا و هناك و التي رأت من خلالها علي بعد خطوات طويلة منها المنزل الرئيسي بهندسته الهولاندية الجميلة و بنائه الضخم ، مما أثار دهشتها لم تكن تتوقع أن يكون منزل رب عملها صاحب الوجه الصارم و الغضب الجامح بهذا الجمال الفائق تصورت أن يكون منزله يتمتع بحمال وحشي و لكن هذا الجمال .. رقيق !
تابعت"داليا"طريقها في الرواق المؤدي للمنزل حتي وصلت أمام الباب أخيرا ، ضغطت زر الجرس عدة مرات لتفتح لها إحدي الخادمات ، إبتسمت لها"داليا"في توتر قائلة:
-أا اهلا .. ممكن اقابل استاذ عز الدين من فضلك ؟؟
-مين حضرتك ؟؟
سألتها الخادمة مستفسرة فصمتت"داليا"لثوان و قررت إعادة الإتصال بـ"خالد"مرة أخري عوضا عن التوضيح و الشد و الجذب:
-ايه يا داليا في ايه ناني ؟؟
أجابها"خالد"بضيق فقالت:
-معلش حضرتك بس انا واقفة دلوقتي قدام باب البيت مع واحدة تقريبا بتشتغل هنا و هي بتسألني انا مين .. ممكن حضرتك تقولها انا مين.
قالت أخر كلماتها بإرهاق ضجر فسمعت موجات ضحك"خالد"الذي ضحك من قلبه قائلا:
-ههههه طيب يا داليا هاتيها.
أنهت الخادمة الإتصال مع"خالد"الذي شرح لها الأمر ، ثم رافقت"داليا"إلي الطابق العلوي من القصر حيث توجد الغرف و قالت:
-أوضة البيه إللي في الوش دي أخر الطرقة .. و عن أذنك بقي عشان ورايا شغل.
إنسحبت الخادمة في هدوء بينما وجدت"داليا"نفسها تقف وحيدة وسط ذلك الهدوء العظيم ، نظرت حولها لتجد أن كل شبر بهذا المكان رائع حقا .. كان الطابق العلوي عبارة عن بهو طويل و صالون بنفس الوقت ، جدرانه مزينة باللوحات الخشبية المرسومة و جميعها تمثل مشاهد للطبيعة ، غير أن البلاط الرخامي من تحتها مغلف بالسجاد العجمي الفاخر ذا الألوان القاتمة و التي تنسجم ألوانه مع ألوان الجدران .. أفاقت من تآملاتها سريعا متذكرة سبب مجيئها فإجتازت ذلك البهو بخطوات سريعة مضطربة متوترة ، إستطاعت"داليا"أن تبلغ الغرفة بسهولة تبعا لإرشادات الخادمة ، طرقت الباب مرة إثنان و ثلاث و لكن ليس هناك من مستجيب ، فأدارت المقبض و هي تشعر بالخوف و القلق و كم أنبت نفسها لمجيئها هنا و تمنت لو كانت رفضت .. خطت"داليا"داخل الغرفة بتمهل و نظرها مثبت أرضا ، تركت الباب مفتوحا ثم رفعت وجهها ببطء ، كان أثاث الغرفة من الخشب القاتم و الألوان القاتمة كما توقعت غرفته من الجمال الوحشي كشخصيته ، فيما أدفأ جهاز التكييف الغرفة بالقدر المناسب ، تقدمت"داليا"ببطء من ذاك الرجل الذي يرقد بذلك الفراش الضخم و الذي بلغ طوله سبعة أقدام .. وصلت إليه حيث و قفت إلي جانبه غير أنه تحرك قليلا بقلق ، أحست نحوه بالعطف حينما وجدته نائما في إستسلام تام و قد تغطي جزئيا فقط بملاءة حريرية و لحافين و قد تصبب العرق من جبينه و صدره الصلب العاري
كانت الإضاءة خافتة قليلا و لم تعرف"داليا"كيف تتصرف فتوجهت نحو النوافذ و أزاحت الستائر جانبا ثم تطلعت إليه في فراشه فوجدته بالنور الذي غمره أكثر وسامة و جاذبية ، و خفق قلبها حتي كاد يقفز من بين ضلوعها ، فكان من المستحيل أن تصدق أن هذا الطفل المسالم و المستسلم للنوم و المرض بفراشه هو نفسه ذلك المتعجرف المتغطرس و القاس !
بينما أزعجه الضؤ الخافت الذي سرت آشعته إلي الغرفة ، فتأوه فجأة ثم تململ بفراشه في ضيق قبل أن يفتح عيناه ، و عندما رأها أمامه حملق فيها غير مصدق ثم ... !!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:23 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


*حتي أقتل بسمة تمردك*




الحلقة( 5):




حملق فيها غير مصدق ثم قال في صدمة:
-انتي ! انتي دخلتي لحد هنا ازاي ؟ مين اللي دخلك اصلا ؟؟
سارت نحو فراشه ببطء ثم قالت متعلثمة:
- أ ا انا .. حضرتك بقالك 3 ايام مش بتيجي الشركة و كان في ورق مهم جدا بتاع الـ 3 شحنات اللي جايين من باريس لسا ماتضماش و كان ضروري يعني يتمضي انهاردة و لما كلمت استاذ خالد اداني عنوان البيت هنا و قالي لازم اجي امضي حضرتك بسرعة عشان ارجع ابعت نسخة من توقيعك لفرع الشركة .. و بس حضرتك.
إرتفع"عز الدين"بجزعه و إرتكز علي مرفقه ساندا ظهره إلي وسادته فسقطت الأغطية حتي وسطه حيث بدا صدره العاري ، ثم قال بوهن جامد:
-انا نسيت خالص الموضوع ده . مش عارف ايه اللي جرالي !
ثم تابع بقسوته المعتادة:
-كانت فكرة كويسة انك تيجي و معاكي الورق عشان امضيه .. لكن ازاي تسمحي لنفسك انك تدخلي اوضتي بدون اسئذان يا انسة داليا ؟؟
عضت"داليا"علي شفتها ثم قالت متعلثمة:
-حضرتك .. انا خبطت كتير قبل ما ادخل لكن مالاقتش رد فإضطريت اني ادخل علطول عشان اخلص مهمتي بسرعة و امشي.
ثم تابعت بجمود متوتر:
-و بعدين حضرتك انا اترددت كتير جدا قبل ما اخطي خطوة واحدة في بيتك ده كله اصلا لكن مجرد ما كنت بفتكر الكارثة اللي كانت هتحصل للشركة كنت باجي علي نفسي و اقول مشوار مش هياخد كتير ده غير اني فكرت ابعت الورق مع اي موظف استقبال لكن افتكرت اني امينة علي اسرار الشركة و الورق المهم و علي اي حال.
قالت ذلك ثم همت بفتح حقيبة يدها و أخرجت ملف يحتوي علي بعض الأوراق ثم رفعت بصرها اليه و قالت في جدية بالغة:
-اتفضل حضرتك ده الورق امضيه بقي عشان لازم ارجع الشركة بسرعة.
حملق فيها في هدوء ساخرا كعادته فتوردت وجنتاها ، كم تكره تلك النظرة الساخرة و تلك البسمة المتمردة التي تشعرها بكونها فتاة صغيرة و لبس إمرأة تشع فتنة و دلال ، توترت"داليا"كثيرا كثيرا جراء نظراته و صمته و عندما قارنت إضطرابها بفرط هدوئه و ثقته الزائدة بنفسه أدركت حدود طاقتها علي مواجهته فأسرعت تقول في حزم:
-ياريت اخد امضيتك بسرعة يافندم عشان الحق ارجع الشركة و ابعت منها نسخة و ...
-شششش .. اسكتي شوية.
لم تستطع مواصلة كلامها إذ قاطعها فجأة و هو يحدق فيها و عيناه تلمعان كعيني أسد متربص رغم مرضه ، ثم إنزلق بجسده و ترك الفراش فرأت قامته الفارعة تنتصب و هالها منظره الجذاب فأشاحت بوجهها عنه و بخطوات مضطربة سارت نحو الباب قائلة:
-أ ا انا انا هستني حضرتك برا.
-استني.
هتف بحزم فتجمدت بمكانها ثم قال بعد لحظات:
-تعالي يا انسة.
إلتفتت في بطء ثم رفعت نظرها إليه بروية ، رأت أنه قد إرتدي رداءً منزليا من الحرير الكحلي بينما لاحظت أنه يسعل بقوة فيما قال و هو يترنح بضعف نتيجة للحمي الذي تعرض لها:
-هاتي الورق.
كانت قد إقتربت منه و كاد أن يسقط لولا أنها إندفعت نحوه بدون تفكير و أحاطته بذراعها حتي يستند إليها و قالت بقلق صادق:
-حضرتك كويس ؟ لازم ترجع لسريرك ماكنش ينفع تقوم ابدا لازم تستريح.
فقال بصوت جاف:
-انا مش تعبان للدرجة دي.
ثم إتكأ عليها بينما قادته إلي الفراش حيث كانت الملاءة غير مرتبة ، فساعدته علي الجلوس في مقعد بجوار الفراش ريثما تصلح الملاءة و الأغطية فلم يعترض ، إنتهت"داليا"من ترتيب الفراش ثم ساعدته علي الوقوف إلا أن جسده المنهار قلب كيانها و أثقلها ، و لما عاوده السعال بقوة مرة أخري زلت قدمها فوقعا معا علي الفراش ..
إضطربت"داليا"كثيرا و حاولت أن تنهض و لكنها لم تفلح فقد كان جسده عليها يحبس أنفاسها ، بينما نظر إلي عينيها الخضراوين المذهولتين بإمعان ، كادت أن تتكلم و لكنه لم يعطها الفرصة حين قال:
-اصبري.
ثم وضع يديه قرب رأسها ليرفع نفسه عن صدرها فأسرعت تدفعه بجهد كبير و هي تشعر بصلابة عضلات صدره تحت كفيها حتي أعتدل و أستلقي جيدا ، وقفت"داليا"تتنفس بصعوبة و هي تجمع شتات نفسها ، كانت مضطربة أشد الإضطراب فأخذت تهدأ من روعها بينما شرع هو في إشعال سيكارة فإنتبهت إليه و جذبتها من فمه قائلة:
-ماينفعش خالص يافندم .. ماينفعش تدخن و انت في الحالة دي .. بالطريقة دي مش هتخف ابدا و هتفضل عيان و ممكن حالتك تسوء كمان.
رمقها"عز الدين"بحدة فتذكرت أنه رجل عنيف لا يقبل الإعتراض لكنه لم يفعل ، لم يعترض بل هز كتفيه متنهدا فيما جلبت إليه الأوراق ثم إقتربت منه قائلة:
-اتفضل الورق.
تنهد بثقل ثم مد يده و أخذ الأوراق من يدها ، أمسك بالقلم و بدأ يوقع ، بينما تألمت"داليا"كثيرا لأن سعاله إزداد حدة و وجهه إزداد شحوبا ، أرادت أن تقول شيئا أي شيء لتظهر له أنها مهتمة بأمره و بما حدث له بغض النظر عن فكرته عنها و سائر بنات جنسها ، و لكنها خافت من رد فعل عنيف فظلت صامتة حتي إنتهي من التوقيع ..
أومأت رأسها قائلة:
-ماشي .. كده تمام يدوب بقي الحق ارجع الشركة و ابعت نسخة من التوقيع.
ثم تابعت متسائلة:
-حضرتك عايز مني اي حاجة قبل ما امشي ؟؟
حدق فيها لبرهة بينما نظرت إليه في تساؤل و إذا بالباب يفتح لتدخل شقيقته التي راحت ترمق"داليا"بإعتلاء مقطبة حاجبيها:
-ايه يا عز .. عامل ايه دلوقتي يا حبيبي ؟؟
قالت"عبير"ذلك و هي تجلس علي الفراش بجانب شقيقها بينما تجاهل سؤالها قائلا:
-اومال فين خالد ؟؟
فأجابته:
-وصلني و مشي.
فسألها:
-مشي علي فين ؟؟
هزت كتفيها قائلة:
-معرفش !
رمقها أخيها بغضب فضغطت علي شفتيها في توتر بينما قالت"داليا"و هي تجمع حوائجها:
-طيب عن اذن حضرتك بقي.
-استني.
هتف"عز الدين"آمرا ثم تناول هاتفههو أجري الإتصال بـ"خالد":
-ايوه يا خالد .. انت فين ؟ .. طيب ارجع .. مش بتقول هتروح علي الشركة ؟
.. طيب ارجع عشان تاخد معاك داليا .. يلا بسرعة.
ثم أغلق الخط معه و نظر إليها ثم قال بحزم:
-خالد هيرجع عشان ياخدك معاه في سكته .. هو مابعدش كتير مسافة ما تنزلي قدام البيت هتلاقيه قدامك.
أومأت"داليا"رأسها وشكرته ثم غادرت غرفة نومه مسرعة و هي تتنفس بعمق ، خيل إليها أنها إنعزلت عن العالم بأسره دهرا كاملا عندما إنفردت به في تلك الغرفة ..
خرجت"داليا"إلي باحة القصر و فعلا إلتقت"خالد"مباشرة فتوجهت نحوه فدعاها إلي الدخول بسيارته فعلت ذلك في هدوء:
-انا مش عارف اقولك ايه يا داليا ؟ بس بجد انتي انقذتينا انهاردة و عموما انا بشكرك علي المساعدة و بعتذرلك لو كنا تعبناكي معانا.
نظرت"داليا"إلي"خالد"ثم إبتسمت في هدوء قائلة:
-مافيش داعي للشكر او الاعتذار حضرتك .. المهم ان الشغل مشي تمام.
نظر لها"خالد"بإمتنان و شكرها مرة أخري ثم إدار عجلة القيادة و إنطلق سريعا إلي الشركة ... !






مرت أيام أخري علي"داليا"في العمل و قد تعافي"عز الدين"تماما و عاد بقسوته و غطرسته مرة أخري ، لدي"داليا"إعتقاد راسخ بأنه لو تغير العالم بأكمله لن تتغير شعره واحدة من رأس"عز الدين"كم هو صارم متسلط ..
في يوم العطلة جلست"داليا"بغرفتها تفكر ، ظلت تسترجع تفاصيل ما حدث لها بمنزل"عز الدين"راحت تجاهد كي تبتعد بتفكيرها عنه لكن صورته بقيت تلح عليها ، كانت شاردة فيه لدرجة أنها لم تشعر بشقيقتها حين دلفت إليها:
-لأ و ربنا كده كتير.
قالت"ياسمين"ذلك و هي تجلس بجوار شقيقتها ثم راحت تنقل عينيها علي وجهها قائلة:
-ايه يا داليا ! من ساعة ما بدأتي شغل في الشركة الظريفة دي و الواحد مبقاش عارف يتلم عليكي.
قهقهت"داليا"بخفة قائلة:
-معلش يا ياسمين الشغل عايز كده هعمل ايه يعني.
فقال"ياسمين"بضجر:
-شغل ايه بس ده اللي يستغلك كده .. يا بنتي انتي بتنتحري في الشغل لدرجة انك بتجيبيه معاكي هنا و الكبيرة بقي انك ساعات بتروحي تشتغلي يوم اجازتك.
-يا حبيبتي مديري صعب شوية هو راجل بيحب شغله يكون مظبوط و من واجبي بقي اني اثبتله شطارتي عشان اكسب ثقته و احافظ علي وظيفتي.
علت علامات العجب و الدهشة وجه"ياسمين"التي صاحت:
-ما تقوليلي بالمرة انك بتفكري تشتغليله داده ! جري ايه يا داليا ماينفعش كده هو ماشتراكيش من سوق العبيد كل شيء بالعقل و انتي لازم تشتغلي علي اد وقتك محدش بيعمل عمايلك دي.
قهقهت"داليا"عاليا ثم قالت:
-حبيبتي و الله انا عارفة انك بتخافي عليا بس صدقيني كل حاجة كويسة انتي بس عشان مش واخدة علي اني انشغل عنك و اسيبك كل يوم فبتعملي كده.
ثم فجأة صاحت"ياسمين"بحنق:
-مافيش فايدة ماشي انتي حرة اضعفي كمان و كمان.
ثم غادرت غرفة شقيقتها و هي تتمتم في غيظ:
-اه لو اشوف البيه ده.
بينما تعالت ضحكات"داليا"في مرح ..






-مافيش حل غير انك تفاتح عز الدين بنفسك احسن انا خلاص زهقت من البني ادم اللي لازقلي ده.
قالت"عبير"ذلك عندما كانت تجلس في سيارتها بجانب حبيبها"حسام"الذي توتر فورا فقال:
-انتي بتقولي ايه بس يا عبير ؟ بقي عايزاني انا اروح اطلب ايدك من اخوكي كده عادي ! طب هقوله ايه ؟؟
-قوله الحقيقة.
-انتي اتجننتي و لا ايه ؟؟
هتف بدهشة ثم تابع:
-يعني عايزاني اروح مثلا و اقوله عز الدين بيه .. انا طالب ايد اخت حضرتك اصلنا بنحب بعض اوي لأ و علاقتنا كمان متطورة اوي تقريبا متجوزين .. عايزاني اروح اقوله كده ؟ ده يقتلني !
-لأ.
صاحت بغضب ثم تابعت:
-لأ مش عايزاك تقوله كده .. عايزاك تقوله انك بتحبني .. بتحبني و بس و ساعتها انا هيبقالي رأي .. افهم يا حسام الموضوع ماينفعش يجي من ناحيتي هيشك اننا علي علاقة من زمان ده بيشك في الهوا اللي حواليه و انا زهقت بقي .. زهقت منه و من خالد و منهم كلهم انا نفسي اعرف انت مش بتضايق لما بتكلمني و بقولك قاعدة او خارجة معاه !
إرتبك"حسام"قليلا فإبتسم و قد باتت نبرته أكثر حده حين قال:
-بيرو .. اهدي يا حبيبتي .. اهدي و حاولي تفهميني .. زي ما قلتلك قبل كده انا مجرد موظف صغير عند اخوكي .. اخوكي عز الدين نصار بجلالة قدره يعني انا فين و انتوا فين الموقف هيبقي صعب جدا عليا لما اروح اطلب ايدك منه متخيلة هيقولي ايه ؟ اكيد اول و ابسط حاجة هيعملها انه يطردني من الشركة.
تأففت"عبير"قائلة:
-طب لحد امتي هنفضل كده يعني ؟؟
-عبير .. خليكي فاكرة اني ماغصبتكيش علي حاجة كله كان بمزاجك لأ و خلينا نقول كمان و بتشجيعك ليا.
نظرت إليه في صدمة قائلة:
-يعني قصدك ان انا اللي غلطانة ؟ في الاخر بقيت انا اللي غلطانة يا حسام ؟؟
زفر بضيق بينما أومأت رأسها بأسي قائلة:
-عارف .. عندك حق .. فعلا انا اللي غلطانة .. غلطانة عشان حبيتك و عشان افتكرت انك بتحبني.
أغمض عيناه بشدة ثم حول نظره إليها و قال بلطف مصطنع:
-حبيبتي .. اهدي .. اهدي كده و اوعدك هنشوف حل بس خلاص بقي كفاية كلام اوي لحد كده عشان مانزعلش من بعض نبقي نتناقش بعدين .. اتفقنا ؟؟
هزت رأسها بالموافقة بينما إصطنع إبتسامة و هو يقول في نفسه"قال اطلب ايدها قال" ... !





كانت تقف إلي جانبه ، تراقبه و هو جالس وراء مكتبه منكبا علي بعض الأوراق يتصفحها بتركيز بالغ و كم بدا جذاب ، حتي إنتهي تماما فرفع بصره عن الأوراق واضعا كفيه علي وجهه بتعب ثم أستند بظهره إلي مقعده و قد بدا مرهق منهك القوي ..
تطلعت إليه"داليا"بإشفاق ثم قالت:
-انت اجهدت نفسك اوي في الشغل اليومين دول يافندم.
ثم تابعت متسائلة:
-تحب اعملك قهوة ؟؟
وجه نظره إليها ثم قطب حاجبيه بشكل جذاب أقلق"داليا"فيما رف جانب فمه بإستسلام فعبرت تلك الحركة عن ضيق صدره الواسع فقال:
-ماشي.
منحته"داليا"إبتسامة رقيقة ثم إتجهت نحو ذاك الركن المنفرد بحجرة المكتب و الذي يحتوي علي طالولة و براد صغير ، أمسكت"داليا"بالإبريق الذي ملأته للتو ثم أوصلته بالكهرباء:
-مبسوطة في الشغل معايا يا داليا ؟؟
كان هذا صوت"عز الدين"الذي وجدته فجأة يقف خلفها ، شهقت بإضطراب جراء المفاجأة ثم أجابته باسمة:
-اه يافندم طبعا مبسوطة.
-و ياتري كونتي صداقات هنا بقي ؟؟
طغت السخرية علي صوته و ألهبت نظراته وجنتها فقالت:
-ايوه طبعا .. الناس اللي هنا كلهم كويسين و تقريبا كلهم اصدقائي !
-ممم .. طب يا تري مافيش صداقات خاصة بقي ؟؟
-انا مش فاهمة حضرتك تقصد ايه ؟؟
غمغمت و هي مدركة تماما لقصده بينما هز كتفيه بلا إكتراث قائلا:
-انا ماقصدش اتدخل في حياتك الخاصة لكن مجرد فضول مش اكتر .. اصل بصراحة شخصيتك محيراني شوية بمعني اوضح شداني.
رمشت بحيرة و رمقته بإرتباك و شك ، فرأته يبتسم و يمعن في جرأته ، إنها حتما أقدم لعب الإصطياد في العالم !
فسرت الأمر بأنها فتاة بسيطة من الطبقة المتوسطة ذات عادات و تقاليد صارمة أثارت إهتمامه فأراد التودد لها كي بنال منها مآربه و إلا لماذا يهبط رجل مثله لمستوي منخض كهذا ؟
-بيتهيئلي ان مشاعرك باردة شوية يا داليا ؟!
قال ذلك متسائلا فتوردت وجنتاها ثم عضت علي شفتها قائلة:
-باردة ازاي يعني مش فاهمة !
-لأ انتي فاهمة كويس.
قال ذلك ثم تأملها بخبث و قال:
-انا ممكن اعرف بنفسي اذا كنتي باردة و لا لأ لكن جايز اسلوبي مايعجبكيش.
إزداد محياها إشتعلا و تأكدت من نواياه تماما فأشاحت بوجهه عنه و قالت:
-اعتقد ان ده مكان شغل حضرتك و مايصحش ابدا الكلام في الامور دي هنا او في اي مكان تاني .. مايصحش.
-ليه يا داليا ؟ بتخافي ؟؟
عاد يسخر مرة أخري و هو يتفرص فيها بعينين وقحتين ، كانت متوقعة أنها حظت بالقليل من إحترامه و لكنها كانت مخطئة ، فسوف يبقي هو كما هو لن يتغير أبدا ..
فكرت أن تغادر مكتبه الأن يكفيها ذلك ، و لكنه وقف أمامها مباشرة يسد عليها الطريق و كأنه حزر رغبتها في الهرب ثم قال بتكاسل:
-شخصيتك .. شخصيتك يا داليا هي اللي حيرتني فيكي و شدتني ليكي .. اول حاجة رفضتي المبلغ اللي قدمتهولك لما جيتي عشان تشتغلي .. و تاني حاجة تصرفاتك .. تصرفاتك لما كنتي عندي في البيت و تحديدا .. في اوضتي.
أخذت تبتعد عنه فقبض علي خصرها و قهقه عاليا ثم قال:
-مش عارف انتي فيكي ايه ! بصراحة غريبة عليا جدا مش عارف اذا كنتي بتصطنعي البراءة و لا ذكية جدا و لا بتخططي لـ ايه مش عارف بجد مش عارف .. ماتقوليلي يا داليا انتي ايه في دول بالظبط ؟!
-انا و لا حاجة من اللي حضرتك قلت عليهم انا مجرد موظفة بحاول اشتغل بجهد و اخلاص و امانة .. و بس.
هتفت بغضب عاجز و هي تحاول الإفلات من أصابعه القاسية بينما قال:
-و لو انك نسيتي تضيفي حاجات تانية بس مش مشكلة .. كله هيبان مع الايام.
توقفت عن المقاومة إذ شعرت بضعفها أمام قوته إلي جانب شعورها بأنه كان مستلذا بمقاومتها ، مؤكد ذلك فلابد أنه لم يلقي مقاومة من أي إمرأة تعرف إليها في حياته و بالنسبة له هي نوع جديد و هوإشتاق للهو ..
لكنها تملصت بعنف شديد من قبضته ثم قالت محاولة الدفاع عن هشاشتها:
-لو سمحت .. سيبني يافندم .. مايصحش كده.
لم يآبه بتوسلاتها بل إحتجزها فجأة بين الحائط و ببنه فأعتراها إرتجاف أرخي مفاصلها ثم ردد و عيناه تفترشان محياها الشاحب:
-اظن دلوقتي انا لازم اعرف اذا كانت مشاعرك باردة و لالأ.
كانت"داليا"تننفس بعمق عندما ضمها"عز الدين"بقسوة و غيبها في عناق طويل ، حاولت أن تحافظ علي تقلص جسدها لكن دون جدوي ، تسربت قوتها بشكل أذهلها أي سحر ذاك الذي جعلها مستكينة بأحضانه هكذا ؟ و كأنها مصممة علي بعثرة بقايا مقاومتها فيما إرتفعت يداها تحاولان دفعه عنها فلم تصلا إلي أبعد من صدره حيث بدد ملمس عضلات صدره القوية كل صمود و تعقل ، دمعت عيناها لضعفها هذا، فبدأت تتنفس بثقل و أحست بما تملكه يده من خبرة في منعطفات الإثارة ، ثم فجأة أفاقت من غفوتها و عادت إلي رشدها حيث إستجمعت قواها و دفعته عنها بعنف جاهدة في التخلص منه ، و لوهلة رفض إطلاق سراحها ثم أفلتها فتراجعت إلي الوراء بسرعة و إستدارت بعيدا فشعرت فجأة بيديه القويتين تقبضان علي ذراعيها و تديرانها نحوه:
-محدش بيدور ضهره ليا.
غمغم بعنف ثم تابع:
-و خصوصا الستات.
إرتعشت بفعل قبضته الفولاذية و نظراته الغاضبة بينما قال متهكما:
-و بالأخص بردو الستات اللي زيك.
لمعت عيناها كالنار فلم تشعر بنفسها إلا حين رفعت يدها و سددت له صفعة مدوية سمعت دويها في أذنيها عاليا ..
بقيا صامتين كتمثالين ، وجه"داليا"مكفهر و ملوت و وجه"عز الدين"واضح خال من التعابير .. و في وسط كل ذلك تصاعد رنين هاتفها فإتجهت سريعا إلي حقيبتها و أخرجته لتجد المتصل شقيقتها فأجابت بصوت مرتجف دامعة العينين:
-ايوه يا ياسمين.
ثم هتفت في صدمة:
-ايه ؟ بتقولي ايه ؟؟
و لأول مرة في حياتها سقطت مغشيا عليها ... !!


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:25 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


*حتي أقتل بسمة تمردك*



الحلقة (6):





عندما إستعادت وعيها كانت مستلقية علي فراش صغير يلفها غطاء قطني رقيق ، حاولت أن تتذكر ما حدث ، تحركت قليلا ، أحست بأوجاع تضرب رأسها و بحبيبات من العرق البارد تتجمع بقوة علي جبينها ، لكنها إستجمعت قواها و فتحت عيناها ، كانت غارقة في الظلام و الرؤية مشوشة ، فعادت تغوص من جديد بغيبوبتها حيث توالت الأحداث و التفاصيل علي عقلها ، أخذت تسترجع كل ما حدث ، كل الأشياء إجتمعت بحلم ، حلم سيء ، حلم مجنون ..
تأملت فكرة وفاة والدتها فأعتراها ألم قوي و بدأت تجهش بالبكاء و رأسها علي الوسادة بينما سمعت همس بأذنيها:
داليا .. سلامتك يا حبيبتي .. قومي يا داليا .. قومي بقي متتسبينيش لوحدي انتي كمان.
فتحت عيناها من جديد مع توالي شهقاتها المستمرة فوجدت شقيقتها"ياسمين"تجلس قربها علي حافة الفراش ، كانت ترتدي الثياب السوداء بينما إنتفضت "ياسمين"بعنف و هي تهرع إلي حضن شقيقتها باكية ثم قالت:
-ماما .. ماما ماتت يا داليا .. ماتت .. و انتي غيبتي عني يومين انا كنت لوحدي يا داليا .. كنت خايفة اوي ماتسيبينيش تاني.
هدأت"داليا"قليلا إذ إستطاعت أن تكف عن البكاء من أجل شقيقتها و بجهد كبير إنتصبت نصف جالسة علي الفراش ثم إحتضنت شقيقتها قائلة:
-خلاص يا ياسمين اهدي .. انا هنا .. انا معاكي خلاص.
تركتها"داليا"تبكي علي سجيتها فيما أطلقت لدموعها العنان في صمت و لما هدأت شقيقتها إبتعدت عنها قليلا فسألتها"داليا"بثبات:
- ايه اللي حصل ؟؟
أجابتها"ياسمين"و شفتاها ترتجفان:
-رجعت من الكلية .. و دخلت اوضتي غيرت هدومي بسرعة و بعدين روحت لـ ماما عشان اغديها و عشان اديها الدوا .. كنت فاكراها نايمة.
قالت بوهن دامعة العينين ثم تابعت:
-حاولت اصحيها كتير لكن .. لكن ماصحيتش .. كشفت عليها و انا خايفة تكون.
صمتت قليلا ثم هتفت باكية:
-اتصلت بيكي و قلتلك لكن لما سمعتي الخبر مني سكتي و ماتكلمتيش.
-انا جيت هنا ازاي يا ياسمين ؟؟
قالت"داليا"متسائلة فأجابت شقيقتها:
-لما كنت بكلمك و ماردتيش عليا زي ما قلتلك رد عليا واحد عرفت بعد كده انه مديرك سألته عنك فقالي انك وقعتي و اغم عليكي فجأة حاول بفوقك لكن الاغماءة كانت شديدة عرفت بردو بعد كده من دكتور زميلي هنا في المستشفي انك اتعرضتي لضغط نفسي شديد عشان كده فضلتي فاقدة الوعي الكام يوم دول.
تابعت"داليا"سؤالها قائلة:
-قصدك يعني ان مديري هو اللي جابني بنفسه هنا ؟؟
أومأت"ياسمين"رأسها ثم قالت:
-ايوه .. انا قلتله يجيبك هنا و اديته العنوان بصراحة هو ماقصرش خالص .. لما جابك اصر انه يقعد شوية لحد ما يطمن عليكي و كمان دفع مصاريف المستشفي.
ما أن تفوهت"ياسمين"بجملتها الأخيرة حتي إندفعت"داليا"في إنفعال قائلة:
-ازاي يا ياسمين ؟ ازاي تخليه يدفعلي مصاريف المستشفي ؟؟
-يعني كنت هعمله ايه بس يا داليا كان مُصر.
تنهدت"داليا"بثقل و عندما قفزت صورته برأسها أغمضت عيناها بشدة محاولة طرده من ذهنها ...






-امك عايزة تشوفك.
قال"عمر"ذلك لشقيقته عندما كانا يجلسان علي مائدة الطعام يتناولان الغداء بينما جلجلت ضحكة"عبير"ثم قالت:
-انت اتجننت يا عموري .. طب و لما عز يكتشف اللي بيحصل بقي .. بقولك ايه المشرحة مش ناقصة قتلي كفاية انت ده يعني باعتبار ما سوف يكون ههههه.
حدق أخيها بوجهها في حنق ثم قال متهكما:
-بطلي الظرف ده شوية .. و بعدين بقولك امك .. امك عايزة تشوفك.
فقالت بضجر:
-عمر .. من فضلك اقفل علي السيرة دي بقي مش ناقصين احنا وحياتك انت عارف عز و جنانه و انا بصراحة مش مستغنية عن عمري.
ثم تابعت متسائلة:
-و بعدين يعني هي ايه اللي فكرها بيا دلوقتي ؟ و اشمعنا انا ؟ ليه ماتروحش لـ عز مثلا و تحاول معاه يمكن .. يمكن يسامحها.
-انتي اتجننتي و لا ايه ؟ بقي عايزاها تروح تاني لـ عز ! انتي مش فاكرة عمل فيها ايه اخر مرة ؟؟
إبتسمت شقيقته رغما عنها قائلة:
-اه فاكرة .. لما راحتله الشركة و طردها قدام الموظفين.
رمقها"عمر"بنظرة مستهجنة ثم قال منفعلا:
-تصدقي انك ماعندكيش دم .. مالك مبتسمة كده ليه ؟ هي مش امك يعني ؟؟
فأجابته"عبير"بجمود:
-اسمع يا عمر .. انا من يوم ما وعيت علي الدنيا و فتحت عيني مالاقتش قدامي غير عز الدين يعني ماشفتهاش هي .. افهم بقي هي اللي اختارت تبعد عننا عشان مصلحتها لكن عز الدين هو الاصل هو اللي يستحق مننا الشكر و الحب رغم تصرفاته.
ثم تابعت ساخرة:
-ماتقوليش خالص بقي دلوقتي انها عايزة تكون انانية اكتر و تاخد كل حاجة علي الجاهز.
ثم تابعت بتمهل:
-انا .. مع عز .. عيشت معاه و هفضل معاه .. هو اللي رباني و اخد باله مني من وقت ما كنت طفلة صغيرة لحد دلوقتي مش هي .. سامع ؟؟
-ماشي يا عبير .. براحتك.
قال"عمر"ذلك ثم نهض و تركها بينما زفرت"عبير"في ضيق ...






-لا ده انتي بقيتي تمام خالص الحمدلله اعصابك راقت.
قال الطبيب المشرف علي علاج"داليا"ذلك بينما قالت"ياسمين":
-طب اظن بقي انه كده ينفع تخرج معايا و لا ايه يا دكتور يا ايمن ؟؟
إلتقط"أيمن"من"ياسمين"لوحة تسجيل حالة"داليا"اليومية ثم قال:
-ينفع جدا يا دكتورة هي اصلا تمام مافيهاش حاجة بس اعصابها كانت تعبانة شوية.
منحت"ياسمين"شقيقتها إبتسامة واسعة ثم تطلعت إلي"أيمن"الذي راح يدون التقرير باللوحة بينما شكرته"داليا" برقة قائلة:
-انا متشكرة اوي يا دكتور و اسفة لو كنا تعبناك معانا.
-انتي بتقولي ايه بس يا انسة داليا ده اقل واجب ممكن اعمله معاكي و مع الدكتورة ياسمين.
قهقهت"ياسمين"بمرح قائلة:
-يسمع منك ربنا و اتخرج علي خير عشان ابقي دكتورة رسمي.
ضحك"أيمن"بخفة ثم قال:
-ماتقلقيش يا دكتورة هتتخرجي بس ساعتها ..
قاطعته"ياسمين"قائلة:
-عارفة و الله .. اكيد يعني ان شاء الله هاجي اشتغل معاك.
كانت"داليا"تتابع ما يحدث بين الطرفين و هي تنقل نظراتها بينهما في صمت ثم أشرق وجهها بإبتسامة بسيطة ...







كان يجلس وراء مكتبه ، مستندا بظهره علي مقعده ، معطفه مفتوح و قد مد ساقيه أمامه كي يرتاح ،فك ربطة عنقه بعصبية ثم عاد يفكر من جديد .. تذكر لحظة سقوطها أرضا أمام عينيه ، لم يدعها تسقط بل إندفع نحوها مسرعا قبل أن تلمس رأسها الأرض ، حملها بسرعة إلي أريكة عريضة من الجلد الأسود توسطت حجرة مكتبه ثم عاد إلي هاتفهها ، تحدث إلي شقيقتها و علم بأمر وفاة والدتها و عندها نظر إليها من موضعه يستوضح تعابير وجهها الهاديء البريء ثم أفاق علي صوت شقيقتها المضطرب ، طلبت منه إحضار"داليا"إلي إحدي المستشفيات و التي تعمل بها بين الحين و الأخر فأطاع أمرها حيث أغلق الخط معها ثم توجه إلي"داليا" ..
ظل يرمقها طويلا ثم أخيرا حملها بين ذراعيه ، كانت متراخية كليا بينما خطي بها إلي خارج المكتب غير آبه بنظرات العاملين إليه الذين إجتمعوا دفعة واحدة في صمت لمشاهدة ذاك المشهد المثير للدهشة و الإهتمام ..
وضعها بسيارته في المقعد الخلفي بروية حيث مددها جيدا ثم أخذ مكانه في المقعد الأمامي ثم أدار عجلة القيادة و أنطلق سريعا إلي المشفي تبعا لإرشادات شقيقتها ، لم يجد تفسيرا حتي الأن لسبب بقائه بجوارها حتي أطمئن عليها ، و لكن أمر توليه دفع رسوم المشفي كان واجبا .. :
-الشركة كلها مالهاش سيرة غير حضرتك.
أفاق"عز الدين"من شروده علي صوت "خالد"الذي أقتحم المكتب فجأة و جلس قبالته ثم تابع:
-سيرتك بقت علي كل لسان .. انت عملت ايه ؟؟
فأجابه في هدوء:
-ما انت عارف كل حاجة هتستعبط !
-و الله انا كل اللي اعرفه ان داليا تعبت فجأة و اغم عليها و ان حضرتك اللي وديتها المستشفي بنفسك.
-بس .. هو ده كل اللي حصل.
-ممم .. طب و هي تعبت من ايه ؟ ايه اللي حصل يعني ؟؟
هز كتفيه قائلا:
-اصل والدتها اتوفت و لما جالها الخبر علي التليفون من اختها وقعت من طولها فجأة.
-اه .. طب و انت عملت ايه اديتها اجازة و لا لأ ؟؟
- ايوه يا سيدي بلغت اختها وقت ما تتحسن خالص تبقي ترجع علي مهلها.
أومأ"خالد"رأسه مهمهما ثم قال متسائلا:
-طب انت مالك كده ؟ شكلك ..
-شكله ايه ؟ ماله شكلي ؟؟
قال"عز الدين"ذلك مقاطعا فقال"خالد":
-مش عارف بس شكلك مش عاجبني متغير كده او مرهق مش عارف.
صمت"عز الدين"قاطبا حاجبيه في استغراب بينما أسرع"خالد"إلي القول:
-عموما خد بالك من نفسك يا عز مش عايزينك ترجع تتعب تاني.
أومأ"عز الدين"رأسه ثم تنهد بعمق فيما نهض"خالد"تاركا إياه لأفكاره ، ثم توجه إلي مكتبه ..
ثم فجأة قفزت برأسه صورتها ، فأبتسم ثم أمسك بهاتفهه و أجري الإتصال بها ليأتي صوتها بعد لحظات:
-الو.
-حبيبتي .. وحشتيني عاملة ايه يا بيرو ؟؟
-كويسة .. تمام .. و انت ازيك يا خالد ؟؟
أجابها بصوت هاديء و ناعم:
-انا كويس طبعا يا حبيبتي طول ما انتي كويسة.
تأخر ردها قليلا فتسائل:
-عبير ! انتي معايا ؟؟
-اه اه يا خالد معاك.
سألها بقلق:
-مالك يا حبيبتي انتي كويسة ؟؟
-اه .. اه كويسة.
فقال في شك:
-لأ .. شكلك مش كويسة .. يلا قوليلي مالك في ايه ؟؟
-مافيش حاجة يا خالد.
فقال بإصرار:
-قولي .. انا متأكد ان في حاجة مضيقاكي.
-صدقني مافيش حاجة انا بس شديت انا و عمر شوية في الكلام.
-ليه كده ؟ ايه اللي حصل طيب ؟؟
تمهلت قليلا ثم قالت:
-اصله بصراحة بيروح لـ كوكو من ورا عز و كان عايز ...
-لحظة لحظة.
قاطعها"خالد"مسرعا ثم تابع:
-مين كوكو ؟؟
فأجابته:
-كوكو دي تبقي مامي.
فهتف"خالد"بدهشة:
-يانهار اسود .. عمر بيروح لـ مدام كاميليا ؟ يخربيته الواد ده مش هايجبها لبر مع اخوه.
ثم إستدار بمقعده فجأة ليري"عز الدين"واقفا أمامه فحدق به في فزع ، بينما إندفع"عز الدين"بخطوات واسعة جدا تاركا الشركة بأكملها فتبعه"خالد"راكضا و هو يقول:
-يا عز .. استني طيب .. الله يخليك اصبر .. طب هتعمل قولي ؟؟
فيما قفز"عز الدين"أمام مقود سيارته التي كانت تقف أمام الشركة مشغلا محركها بعصبيته الجنونية ليحولها علي الفور إلي آلة مجنونة مثله راحت تلتهم الطرق بوحشيه و هي تصرخ عاليا كشيطان هائج مسعور ، حتي أنه في أقل من ساعة كان يقتحم ساحة قصره .. المنزل الذي شهد ولادته و طفولته و صباه و مطلع شبابه و الذي شهد أيضا علي .. خيانة والدته لوالده ..
ما أن تذكر ذلك حتي جن جنونه أكثر و كأن شيطاين العالم مسته ، فأسرع يصعد درجات السلم الرخامية المؤدية لباب منزله قفزا يسبقه صراخه الهستيري الذي كاد يرج المنزل ذا البناية الصلبة:
-عمررررر .. عمرررررر.
فتحت له إحدي الخادمات فزعه فيما جاءت"عبير"راكضة و قد علت وجهها علامات الخوف و الفزع ، فقد علمت للتو من" خالد"أن شقيقها أصبح علي علم بكل شيء ، بينما رفع"عز الدين"وجهه إلي الطابق العلوي صارخا بأعلي صوته:
-عمرررررر .. عمررررر.
ثم صعد بنفسه بعض الدرجات فإذا بـ"عمر"يهبط الدرج بسرعة مقبلا عليه بدهشة قائلا:
-ايه يا عز مالك بتزعق كده ليه ؟؟
فأسرع"عز الدين"يتلقاه بسخرية جنونية:
-اهلا .. اهلا بأخويا الصغير .. اهلا بأبن ابويا .. اهلا بأبني اللي ماخلفتوش .. ماكنتش اعرف انك قادر بالشكل ده .. ماكنتش اعرف انك ممكن تستغفل اخوك الكبير اللي رباك طول السنين دي و كبرك ماكنتش اتوقع منك كده ابدا .. بس برافو يا عمر.
و راح يصفق بكفيه في عنف و هو يحدق في وجه أخيه بغضب بينما هز"عمر"رأسه بإستفهام قائلا:
-انا مش فاهم حاجة يا عز ! ما تتكلم بوضوح عشان اعرف ارد عليك كويس !!
فزمجر"عز الدين"في غضب قائلا:
-بتروحلها يا عمر ؟ بتروح للست اللي خانت ابوك ؟ اللي رمتك انت و اختك لما كنتوا لسا عيال صغيرة و لا سألت فيكوا.
ثم تابع بدهشة متسائلا:
-معقولة ؟ معقولة بتروحلها و بتسأل عليها ؟ ايه ! للدرجة دي ماعندكش دم ! ماعندكش نخوة ! .. انا حقيقي هتجنن .. انت مش راجل ؟؟
-ايوه بروحلها .. عشان هي مهما كانت امي و انا ابنها .. انت فاكرني انسان اناني معقد زيك ؟ و بعدين انت يعني عايز ايه اكتر من كده ؟ ابوك و مات راضي عنك فلوس و كتبها كلها باسمك قال ايه عشان حضرتك الكبير العاقل اللي عارف مصلحتنا .. قولي بقي عايز ايه تاني ؟ ناقصك ايه ها ما تتكلم ؟؟
قال"عمر"ذلك و هو يحدق بوجه أخيه في نظرة إستفزازية مهينة بينما إقترب"عز الدين"من شقيقه و قد تحولت عيناه إلي جمرتي نار من هول غضبه ثم أجابه:
-ناقصني ده.
و مع نطقه بها كانت لكمته الهائلة تطيح بـ"عمر"فوق درجات السلم ، فأنفجر صراخ"عبير"التي كانت تقف أسفل الدرج و هي تشاهد"عمر"يتدحرج فوق درجات السلم بينما أسرع"عز الدين" يلحق به ، ثم أمسكه من ثيابه و أوقفه لينهال عليه باللكمات و الركلات حتي انبثق الدم من وجه أخيه و شفتيه فيما إنهمرت دموع"عبير"الصادقة علي خديها ثم هرعت نحو شقيقاها و أخذت تتوسل لـ"عز الدين"و تستجديه قائلة:
-خلاص يا عز سيبه .. عشان خاطري .. طب و رحمة بابا سيبه خلاص سيبه حرام عليك.
و لكن لا حياة لمن تنادي فقد مسه الجنون و كأنه شخص أخر غيره حيث ظل يبرحه ضربا قاسيا حتي تراخي جسده تماما ، فأسرع يجره علي الأرض من ذراعه حتي قذف به خارج المنزل قائلا:
-و رحمة ابوك ما انت معتب هنا تاني و مالكش عندي حاجة روحلها بقي خليها تنفعك.
بينما كادت"عبير"أن تخرج إليه فمنعها"عز الدين"بعنف قائلا:
-ادخلي جوااا .. اياكي تقربي منه فاهمة ؟؟
إزداد بكاء"عبير"فأمسكت بهاتفهها و توارت عن نظر شقيقها الغاضب ثم أجرت الإتصال بـ"خالد":
-الخقني يا خالد ... !!


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:26 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



*حتي أقتل بسمة تمردك*



الحلقة (7):




وصل"خالد"إلي القصر ليجد"عمر"أمام باب المنزل مطروحا أرضا مخضب بالدماء فهرع نحوه مسرعا و جثي علي ركبتيه بجانبه ثم أخذ يهزه قائلا:
-عمر ! عمر انت سامعني ؟؟
ثم تمتم بقلق:
-يا نهار اسود عمل فيك ايه المجنون ده !!
ثم نهض و إتجه نحو باب المنز ، دق الجرس عدة مرات ففتح له"عز الدين"بنفسه ، فصاح به في غضب:
-ايه اللي انت هببته ده ؟ ازاي تعمل كده في اخوك انت اتجننت يا عز ؟ و سايبه مرمي برا كمان !!
رمقه"عز الدين"ببرود ثم إستدار و خطي داخل المنزل في هدوء بينما قبض"خالد"علي رسغه بعنف ليوقفه ثم قال:
-استني هنا انا بكلمك.
فألتفت إليه غاضبا ثم قال:
-خالد ! .. لو سمحت ماتدخلش انت نهائي.
-يعني ايه ؟؟
أجابه صارخا في إنفعال ثم تابع:
-يعني ايه ما اتدخلش دي ؟ ده اخوك .. اخوك يا عز ده انت كمان اللي مربيه يعني ابنك ازاي تعمل فيه كده و ترميه بالشكل ده برا بيته ؟؟
-ياريت كانت طمرت فيه التربية.
قال"عز الدين"بمرارة ثم تابع:
-انا حسيت في لحظة ان كل اللي بنيته طول السنين دي اتهد يا خالد .. البيه كان بيستغفلني كان بيروح للست اللي خانت ابويا و فضحتنا و خلت سيرتنا علي كل لسان لحد انهاردة .. اد ايه حاولت احميه هو و الهانم اخته منها طول السنين دي .. اد ايه حاولت ابعد عنهم كلام الناس عشان يقدروا يمارسوا حياة طبيعية زي باقي البشر اد ايه تعبت عشان اعيشهم في هدوء بعيد عنها اد ايه تعبت عشان اقدر اوفرلهم حياة نضيفة .. كنت باجي علي نفسي عشانهم و بتحمل افكاري و ذكرياتي و كلام الناس اللي اوقات بسمعه بوداني .. انا ماقصرتش معاهم يا خالد ماقصرتش و انت عارف .. و مش هي دي شكرا اللي انا مستنيها منه مش هي دي.
لانت نبرة"خالد"قليلا حين قال:
-طيب اهدا يا عز من فضلك .. المهم دلوقتي خلينا متفقين ان اللي عملته في اخوك ده غلط و غلط كبير كمان .. احنا دلوقتي لازم ندخله و ...
-خالد.
قاطعه"عز الدين"بلهجة صارمة لا تقبل الجدل او النقاش ثم تابع:
-مش هيدخل .. خلاص مابقاش ليه مكان في بيتي و بيت ابويا بعد انهاردة.
-يا عز ما هو بيته هو كمان و بعدين ماينفعش كده .. مابنفعش تسيبه مرمي برا كده.
-خلاص .. هي كلمة مش هيدخل يعني مش هيدخل.
هز"خالد"رأسه في يأس ثم تنهد قائلا:
-يعني ده اخر كلام عندك ؟؟
-و ماعنديش غيره.
ثم تركه و صعد إلي غرفته بينما إستدار"خالد"عائدا إلي"عمر"فلحقت به"عبير"في سرعة و هدوء قائلة:
-اتاخرت كده ليه ؟؟
ثم شهقت بألم عندما رأت أخيها منسدحا أمامها علي الأرض الباردة و الدماء تسيل من جروح وجهه ،ترقرقت الدموع بعيناها ثم قالت:
-انا .. انا السبب .. انا اللي قلتلك و انت روحت قلت لـ عز حرام عليك شفت عمل فيه ايه ؟!
-انا ماقلتش حاجة يا عبير بقي دي حاجة تتقال بردو ! هو اللي سمعني و انا بكلمك.
قال ذلك ثم أخرج هاتفهه ليطلب سيارة إسعاف ببنما ركعت"عبير"علي ركبتيها بجانب شقيقها و هي تجهش بالبكاء المُر ..
لم تمر دقائق حتي إقتحمت سيارة الإسعاف ساحة القصر فيما توجه"خالد"بالحديث إلي"عبير"قائلا:
-عببر .. انتي ادخلي جوا يلا لازم تفضلي هنا مش ناقصين مشاكل اكتر من كده مع اخوكي انا هروح معاه.
-انت بتقول ايه ؟؟
صاحت غاضبة ثم تابعت:
-انا مش هسيب اخويا لوحده طبعا مش كفاية ان انا اللي كنت السبب في اللي حصله.
-ماقلتلك انا هاروح معاه و مش هسيبه ماتقلقيش انتي بس خليكي هنا عشان نتفادي اي مشاكل مع عز و يا ستي انا هبقي اتصل كل شوية و اطمنك عليه.
صمتت"عبير"مستسلمة و هي ترمق شقيقها بأسف ...





إجتازت"ياسمين"فناء المشفي العام التي بنيت حديثا و تميزت بأروقتها النظيفة الملساء و المروج المحيطة بها ..
حيت"ياسمين"العاملين بالبهو ثم إنخذت طريقها إلي مكتبها فيما لفت إنتباهها ذلك الضجيج الذي أتي من أخر الرواق ، فألتفتت ثم تتبعت أثر الأصوات حتي أدي بها الطريق إلي الجناح الغربي للمشفي حيث توجد حجرة الكشف ، دلفت إلي هناك فوجدت تجمع بسيط حول شخصا ما فهتفت قائلة:
-ايه اللي بيحصل هنا ؟ ايه الدوشة دي ؟؟
إلتفت إليها الجميع فإندفعت إحدي الممرضات قائلة:
-في مريض يا دكتورة لسا واصل حالا مصاب بشوسة جروح.
أومأت"ياسمين"رأسها بتفهم ثم قالت:
-اوكي فهمت بس من فضلكوا فضولي اللمة دي عشان ماينفعش كده خالص.
ثم تقدمت صوب الفراش الصغير حيث يرقد المريض و تساءلت:
-في حد جه معاه ؟؟
-انا.
حولت نظرها إلي مصدر الصوت فوجدت رجلا كان يقف إلي جانب المريض و علامات القلق تعلو وجهه بينما تابعت سؤالها:
-و حضرتك صاحبه و لا قريبه و ايه اللي حصله بالظبط ؟؟
-انا خالد نصار ابن عمه و هو بس كان بيتخانق مع واحد صاحبه.
هزت رأسها ثم قالت:
-طيب من فضلك انتظر برا شوية و ماتقلقش انا هقوم باللازم .. و بعدين انا شايفة ان الاصابات بسيطة يعني الحمدلله.
أطاع"خالد"أمرها فيما نزعت عن المريض قميصه بمساعدة إحدي الممرضات ثم بللت قطعة قماش نظيفة و أحضرت ما يلزم لتضميد الجروح ، أجرت عليه كشفا سريعا ثم بدأت تضمد جروحه بعناية بالغة حيث كانت لمساتها قوية و حازمة و لكنها أيضا رقيقة و ناعمة ، إنتهت"ياسمين"من عملها في فترة وجيزة ثم خرجت من حجرة الكشف ليتلقاها"خالد"بقلق متسائلا:
-ها يا دكتورة .. لو سمحتي طمنيني هو عامل ايه دلوقتي ؟؟
إبتسمت"ياسمين"بخفة قائلة:
-ماتقلقش اوي كده حضرتك الاستاذ بخير تماما هو بس عنده شوية كدمات و في كسر بسيط في الرجل الشمال غير كده هو احسن مني انا شخصيا شكله بس قلبه خفيف شوية عشان كده فقد الوعي.
-يعني هو بخير يا دكتورة ؟ كويس يعني ؟؟
-و الله كويس اوي و عشان اطمنك اكتر ممكن يمشي معاك لما نجبسله رجله و لو حب يقعد معانا لحد ما نفكله الجبس مافيش مشكلة بردو اللي يريحه.
قال"خالد"مسرعا:
-لالا خليه خليه لحد ما يفك الجبس احسن.
ثم قال في نفسه"خليه لحد ما اشوفله حل مع اخوه" ...






تأفف في ضيق إزاء تلك الأجواء المشحونة بالكآبة التي صنعتها فتقدم نحوها ثم جلس إلي جانبها علي الأريكة الصوفية التي توسطت حجرة نومه ثم أمال رأسها علي صدره قائلا:
-خلاص .. خلاص بقي يا حبيبتي مش كده .. خلاص يا عبير اهدي.
-مش قادرة يا حسام.
قالت"عبير"باكية ثم تابعت:
-لو كنت شفته هو بيضربه ! اول مرة اشوف عز الدين بوشه التاني بصراحة تخيلت نفسي مكان عمر .. تخيلت انه عرف بعلاقتنا من ساعتها و انا مش قادرة اتلم علي اعصابي.
-يا حبيبتي اهدي كده بس و هو هيعرف منين ؟ ماتخافيش طول ما سرنا بينا احنا الاتنين و بس ماتقلقيش.
كفكفت"عبير"دموعها في سرعة ثم رفعت وجهها و نظرت إليه قائلة:
-ما هو عشان كده يا حسام انت لازم تتصرف و بسرعة لازم تطلب ايدي عشان نرتبط رسمي بقي و الكل يعرف احسن زي ماقلتلك من ساعة اللي حصل لـ عمر و انا اعصابي تعبانة.
تأفف"حسام"في ضيق قائلا:
-و بعدين يا عبير .. احنا كام مرة اتكلمنا في الموضوع ده ؟؟
-اتكلمنا كتير يا حسام بس المرة دي غير اي مرة انا فعلا جبت اخري بقولك اعصابي تعبانة خايفة و عايزة اطمن.
أمسك يدها بين يديه ثم ضغط عليها برفق قائلا:
-اطمني يا حبيبتي انا جنبك اهو و مش هسيبك ماتخافيش المهم انك تحاولي تظبطي اعصابك عشان محدش يشك فيكي و ينبش وراكي لحد ما ارتب اموري ساعتها هنقعد مع بعض و نقرر كل حاجة علي مهلنا بس هدي نفسك انتي و ماتقلقيش عشان محدش يشك فيكي زي ما قلتلك .. اتفقنا يا حبيبتي ؟؟
أومأت رأسها بالموافقة بينما إبتسم بخفة و هو يحتضنها ثم تنهد بثقل و قد علت وجهه ملامح الضيق و الضجر ...






شعر"عمر"بالضيق الشديد خلال الأيام التالية لبقائه بالمشفي ، كان أمرا مملا بالنسبة له بالإضافة إلي غيظه و غضبه من شقيقه الذي كان هو السبب الأكبر و الأساسي بوجوده هنا في تلك المشفي و تلك الغرفة الموحشة بين الجدران الباردة لم يسبق لـ"عمر"أن تكبد عذاب الوحدة كما الأيام السابقة ..
كان جالسا علي فراشه ، شارد الذهن كم ضايقه ذلك الشعور بالعجز حيث ذاك الكسر بقدمه ، يعلم أن ذلك سينتهي بعد فترة وجيزة و لكنه لا يملك فضيلة الصبر ،تنهد في ضيق ثم أطرق بعينيه إلي الأرض الرخامية كاظما حنقه الذي أوشك أن يفقده رباطة جأشه ، فإذا بـ باب الحجرة يُفتح لتدخل"ياسمين"في هدوء و قد علت وجهها إبتسامة بسيطة ، ثم أخذت تقترب منه بينما كان يحدق فيها من موضعه ، إنتابه شعور بأنه رأها من قبل ..
وصلت إليه فظل يرمقها عن كثب بينما قالت:
-صباح الخير .. ها ياتري حاسس بتحسن إنهاردة ؟؟
أجابها بشرود و هو يتفحصها بإمعان:
-اه تمام.
ثم سألها:
-هو انتي مين ؟ انا شفتك قبل كده ؟؟
تبادلا النظرات لفترة وجيزة فقالت:
-انا دكتورة ياسمين عبد المجيد بشتغل هنا بس مش بإستمرار و علي فكرة انا اللي اسعفتك اول ما وصلت المستشفي من كام يوم.
ثم قطبت حاجبيها و تابعت:
-بس غريبة .. انا كمان حاسة اني شفتك قبل كده !
هز"عمر"رأسه و هو يحاول أن يتذكر أين رأها .. أين ؟ ثم هتف فجأة:
-إفتكرتك.
إبتسم و هو يرمقها بخبث فنظرت إليه بإمعان ، و علي الفور تعرفت عليه ...







عادت أخيرا إلي عملها بعد تفكير عميق ، كانت تود لو تترك العمل بعد أخر مواجهة بينهما ، فمنذ ذاك الحين و هي تشعر بأنه ترك بداخلها شعلة بثت فيها نارا لا تخمد ، تداهمت أفكارها عنه فما عادت قادرة علي طرد صورته من ذهنها ، فقد سحرها بطريقة لم تشعر بها من قبل ، و هاهي الأن تجد صعوبة كبيرة في إيجاد أعذار مناسبة لتصرفاته معها ، تري لماذا تحول فجأة في المرة الماضية حيث عمل علي ملاطفتها و التودد إليها بطريقة وقحة ، الفسير الوحيد المنطقي الذي قفز برأسها حينذاك بمنتهي السرعة ، كان انه يود أن يتسلي بها قليلا و ليس أكثر ..
كانت جالسة وراء مكتبها تعمل بجد و نشاط ، و بتركيز بالغ راحت تتصفح بعض الأوراق و الملفات حتي أنها لم تشعر به حين دلف إليها و وقف أمامها:
-أحم !
إنتفضت في إنتباه ثم حولت نظرها إلي مصدر الصوت فوجدته يقف أمامها كما الوحش البشري الأسود ذا العينان الذهبيتان ، حاولت أن تقاوم مشاعر الإضطراب و الفوضي التي إستبدت بها ، فنظرت إليه في ثبات ثم وقفت لتحيه قائلة:
-صباح الخير يافندم.
-صباح الخير يا داليا.
رد لها التحية بهدوء بينما سمرتها نظراته في مكانها ، فظلت صامتة لحظات طويلة سادها التوتر و العصبية ، أرادت أن تصرخ بوجهه متوسلة له بأن يدعها و شأنها تكفي همسات و غمزات الموظفين عليها فجميعهم مازالوا يسردون قصة توعكها المفاجئ و ما حدث لها بالتفصيل ذلك اليوم و خاصة ما شاهدوه بأعينهم و بالطبع مع بعض الإضافة الكاذبة السخيفة الناتجة عن كثرة النميمة و الثرثرة .. :
-طلبت منك عقود الإندماج !
قال ذلك بهدوء و هو يغرز نظراته بها ببنما أومأت رأسها قائلة:
-و انا بعتهملك يافندم .. مش عم كامل وصلهم لحضرتك ؟؟
هز رأسه ثم قال متجهما:
-ورق مهم زي ده يا أنسة المفروض تسلميهولي يدا بيد مش تبعتيهولي مع عم كامل الساعي.
شعرت بوخز كلماته و لهجته العنيفة الهادئة فأبعدت وجهها عنه بسرعة ، كان يجب أن تتوقع ذلك ، يريد الإنتقام مازال يذكر صفعتها ، غير ذلك من المحتمل جدا أنه يشعر بشيء من السرور و الترفيه عن النفس عندما يغازل قليلا السكيرتيرة البسيطة ، و لكنه بالتأكيد لا ينوي مغبة الإستمرار في فعل ذلك ، ثم فجأة سألها بلهجة هادئة جدا:
-يا تري صحتك اخبارها ايه دلوقتي ؟؟
-الحمدلله بقيت كويسة جدا .. متشكرة.
-العفو.
تأججت غضبا حينما وجه إليها نظرته المعتادة المفعمة بالإهانة و السخرية ، فتقدمت صوبه في غضب ثم وقفت أمامه مباشرة و قالت بشيء من الخوف:
-اسمع حضرتك .. انا اتحملت منك اهانات كتير من يوم ما بدأت شغل هنا لكن انا عايزة اقولك اني من دلوقتي مش هسمحلك تهني تاني سامع ؟؟
-بجد !
هتف ساخرا ثم تابع:
-طب و لو ماسمعتش هتعملي ايه ؟ هتديني بالقلم زي المرة اللي فاتت ؟ انصحك ماتكرريهاش لانه هيبقي صعب عليا جدا اني ماردش القلم بأقوي منه.
أضطربت كثيرا فقالت:
-انا ماعملتش كده من نفسي يافندم .. حضرتك اللي اضطرتني لكده لما .. لما ..صمتت فجأة ، كانت خجلة من الإسترسال في الحديث و ذكر التفاصيل فتنهدت بعمق ثم إستدارت عائدة إلي مكانها لكنه سارع إلي جذبها نحوه فشعرت بذراعيه القويتين تطوقانها بقوة حيث قتل لها كل أمل بالفرار منه ثم قال متسائلا:
-كملي .. لما ايه ؟؟
كان يكبلها بشدة فما إستطاعت التملص حتي بينما نظرت إلي عيناه فإذا بتلك اللمعة الخبيثة تشتعل بهما ، لا شك أنه يريد الإنتقام لرجولته ، يحاول إذلالها و تحطيم كبريائها ، إذن فلتدافع عن نفسها مرة أخرة و لتلقنه درسا أخر لن ينساه ..
و لكن لم يطل تفكيرها بالأمر حتي ، إذ أنه أطلق سراحها و دفعها عنه بحركة مفاجأة ناظرا لها بقسوة ساخرة فقدحت عيناها نارا و رفعت يدها لتسدد له صفعة لكنه أمسك معصمها بقوة فرفعت يدها الأخري محاولة مجددا صفعه و لكنه أمسكها كما الأولي ثم قال يحذرها في غضب هائ:
-قلتلك اياكي تعملي كده تاني .. احسنلك.
فصرخت بوجهه دامعة العينين:
-انت عايز مني ايه حضرتك .. و ليه دايما بتعاملني بقلة احترام انا عملتلك ايه ؟؟
قهقه بخفة ثم تحولت نبرته لتصبح أكثر حدة:
-انا محترم اوي علي فكرة .. بس للأسف لسا ماقبلتش واحدة تستاهل احترامي و مش هقابل .. انا لسا مانستش اللي عملتيه اخر مرة بس هحاول انسي .. لكن خدي بالك كويس اوي بعد كده.
ثم تابع محذرا:
-اوعي تنسي الكلمتين دول .. افتكري كلامي كله كويس يا قطتي و الا هعرفك ايه هو دور الستات الوحيد في حياتي.
إبتلعت ريقها بصعوبة عندما قال لها ذلك بينما أفلت يديها فجأة ثم إستدار و غادر مكتبها تاركا إياها مضطربة و قد تسارع وجيب قلبها من تهديده الصريح ...





-تعرفي انك كنتي سبب كبير في معظم مشاكلي يا حلوة انتي.
قال"عمر"ذلك يغازل"ياسمين"التي تجاهلته كليا و هي تعيد تضميد جروحه بينما قال:
-اول حاجة ارفدت من الكلية بسببك .. و تاني حاجة نزلت الشغل مع اخويا غصب عني و انا ماليش في الجو ده اساسا .. شفتي بقي انتي عملتي فيا ايه !
إنتهت"ياسمين"من عملها ثم تنهدت و نظرت إليه في برود قائلة:
-ياريت بس تكون اتعلمت من اغلاطك يا استاذ .. و علي فكرة انا مبسوطة اني كنت السبب في انك تنزل و تشتغل مع اخوك اكيد الشغل هيحسن منك و من اخلاقك شوية بحيث تبقي راجل.
-اومال انا ايه يعني ؟؟
سألها مقطبا جبينه فأجابت:
-بالنسبة لتصرفاتك الطايشة مش راجل طبعا.
ضحك بخفة ثم حدق بوجهها قائلا:
-و الله طيشي مابيطلعش لأي حد و لا في اي وقت .. اصلك بصراحة كرفتيني اوي و انا عمر ما واحدة بصتلي بس بالطريقة اللي بصتيلي بيها ماستحملتش طريقتك فصممت اني اضايقك .. و بصراحة لسا عايز اضايقك.
ثم قبض علي يدها و أطبق عليها بقوة قائلا:
-بس تعرفي ان الدنيا صغيرة ماتخيلتش ابدا اني اشوفك تاني و هنا !
ثم تابع متسائلا:
بتقولي بقي انك دكتورة صح ؟ علي كده بتعرفي تدي حقن ؟؟
سحبت يدها في عنف من قبضته ثم قالت بجمود حازم:
-و بعرف ادي بالجزمة كمان كعلاج بردو للزيك.
-حرام عليكي.
قال بنعومة خبيثة ثم تابع:
-هو انا ناقص !!
فقالت بصرامة:
-قول لنفسك.
ثم فجأة إنفتح باب الغرفة لتدخل ... !!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:27 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



*حتي أقتل بسمة تمردك*





الحلقة(8):



و إذا بـ باب الحجرة يُفتح لتدخل"كاميليا"التي ركضت صوب إبنها و قد علت وجهها علامات الخوف و اللهفة:
-يا حبيب قلبي .. مالك يا عمر ؟؟
قالت ذلك و هي تحتضن إبنها بقوة بينما قال"عمر"مهدئا إياها:
-بس بس اهدي يا مامي ماتخافيش انا تمام.
-ايه اللي حصلك يا حبيبي ؟ صحيح عز الدين هو اللي عمل فيك كده ؟؟
صمت"عمر"مترددا بينما إستأذنت"ياسمين"باسمة:
-طب عن اذنكوا.
منحها"عمر"إبتسامة ناعمة فإستبقلتها"ياسمين"ببرود ثم رحلت فيما حدقت"كاميليا"مليا لإبنها و هي تحتضن وجهه بكفيها قائلة:
-قولي يا عمر .. اتكلم يا حبيبي صحيح اخوك عز الدين هو اللي عمل فيك كده ؟؟
لم يجد"عمر"مفر من سؤالها فأومأ رأسه بالإيجاب بينما قطبت أمه حاجبيها ثم قالت بصوت حزين:
-قاسي و عنيف ماعندوش قلب.
ثم تابعت متسائلة:
-قولي يا حبيبي عمل فيك كده ليه ؟؟
تنهد"عمر"ثم أجاب:
-اصله عرف اني بروحلك و اني علي تواصل معاكي فجن جنونه و عمل فيا اللي انتي شايفاه ده .. بس علي فكرة انا كنت قادر اقف قصاده و ادافع عن نفسي لكن بردو مش انا اللي اقف في وش عز الدين هو مهما كان اخويا اللي رباني و انا عارف انه بيحبني.
منحته أمه إبتسامة دافئة ثم قالت:
-انت ولد طيب يا عمر .. و الله لأروحله و هبهدله هو فاكر نفسه ايه يعني يقدر يعمل اي حاجة علي مزاجه و اخرتها كمان يمد ايده عليك و يأذيك بالشكل ده ! الولد ده زودها اوي و انا سكتت عليه كتير.
-يا مامي اهدي بس و اوعي تفكري تروحيله عشان خاطري اوعي .. و اذا كان عليا فأنا بأكدلك اني تمام اوي و الله و بعدين كلها كام يوم و هخرج من هنا.
ثم أضاف باسما:
-و شكلي هخرج من هنا عليكي بقي .. اصله حالف عليا مادخلش البيت.
-كمان !!
هتفت"كاميليا"في صدمة ثم قالت:
-اتجنن ده ؟ بأي حق يمنعك من دخول بيتك ؟؟ -ماتنسيش يا مامي ان بابا قبل ما يموت كتب لـ عز كل حاجة.
-مش ناسية اللي عمله ابوك .. بس كنت متوقعة ان اخوك ممكن يصلح الغلطة دي و يديك حقك انت و اختك.
هز كتفيه بلا إكتراث قائلا:
-عموما انا مش مهتم بالموضوع ده حاليا و متأكد كمان انه مش هياكل علينا حقنا انا فاهم دماغه.
ثم تابع متسائلا في إستغراب:
-بس صحيح انتي عرفتي منين اني هنا ؟؟
-اختك.
أجابته في هدوء ثم تابعت:
-اصل مش عادتك تسيبني الفترة دي كلها و متسألش عليا فقلقت .. حاولت اكلمك موبايلك دايما مقفول ماكنش قدامي غير اني اتصل باختك عبير .. و فعلا كلمتها فقالتلي كل حاجة قالتلي اخوك عمل فيك ايه و انك في المستشفي انا بجد ماكنتش مصدقاها لحد ما جيت و شفتك.
أومأ رأسه مرارا ثم إبتسم بمرح قائلا:
-بس احلي حاجة هتحصل اني هاجي اقعد معاكي يا كوكو يا جميلة .. ابسطي ياستي هيبقي معاكي راجل في البيت و مش اي راجل وحياتك.
أطلقت"كاميليا"ضحكة عنج خفيفة ثم قالت:
-اخرس يا مجرم .. مش هتتغير ابدا هتفضل كده علي حالك مشاكس.
ثم تابعت في حب:
-بس هي فعلا احلي حاجة يا حبيبي .. ان ابني حبيبي هيجي يعيش معايا و لو حتي لفترة قصيرة.
إبتسم"عمر"بخفة ثم تناول يد أمه و طبع عليها قبلة رقيقة ...






خلال الأيام التالية كانت تجد"داليا"مع مرور كل يوم عليها صعوبة في الإستمرار بعملها ، حيث كانت تري بعينيها نظرات الموظفين الخبيثة الساخرة ، و تسمع بأذنيها همساتهم التي توحي بوجود علاقة خفية بينها و بين رئيسهم المبجل ..
كم أثار ذلك حنقها و ودت لو تواجه الجميع دفعة واحدة كي تضع حدا لتلك السخافات و لكي تنفي كل الإشاعات التي تحوم حولها من كل جانب ، سألت نفسها .. هل هذا كله من أجل ما حدث لها يوم وفاة والدتها ؟ هل فسروا مساعدته لها علي هذا النحو ؟ هل يعتقدون حقا انها طائشة و سهلة إلي تلك الدرجة ! ربما و لكن هل يعتقدون أيضا أن رب العمل سيترك الجميلات اللواتي يحومن حوله طوال الوقت من أجل تبديد وقته مع سيكيرتيرة بل مع بنت بسيطة متشبثة بأخلاقها و كرامتها ؟ .. النفوس فسدت !
كان هذا جوابها علي الأسئلة التي طرحتها علي نفسها ، أفاقها من شرودها صوت رنين هاتف مكتبها ، فرفعت السماعة في سرعة و أجابت:
-الو !
ليأتي صوت قوي عرفته فورا:
-عز الدين نصار بيتكلم .. تعاليلي.
ثم أغلق الخط بوجهها ، إنتفضت ثم نظرت إلي سماعة الهاتف قائلة:
-انسان معقد !!
ثم تنفست بعمق و تبعا لأوامره ذهبت إلي مكنبه ، طرقت الباب مرتين دلفت إليه بعدما أتاها صوته القوي سامحا لها بالدخول ، تقدمت صوبه بخطي جامدة حتي وقفت أمامه مباشرة ، كان يجلس وراء مكتبه منشغلا يتصفح حاسوبه في تركيز بالغ فهمهمت:
-احم.
بقي علي وضعيته للحظات ثم حول نظره إليها و تفحصها في هدوء قائلا:
-اعملي حسابك بكرة عندنا Dinner work مع ناس مهمة جدا.
قطبت حاجبيها متسائلة:
-هو انا المفروض بحضر الاجتماعات اللي زي دي حضرتك ؟؟
أومأ رأسه ساخرا و هو يحدق فيها من خلال نصف عينيه المقفلتين ثم قال:
-اكيد طبعا .. مش حضرتك السكيرتيرة العام اللي بتابعي الصغيرة قبل الكبيرةفي الشركة .. يعني تحتي علطول.
أومأت رأسها ثم قالت في تردد:
-ايوه يافندم بس ..
-بس ايه ؟؟
قاطعها بحدة فأجابت:
-اولا مش محضرة نفسي لحاجة زي كده ثانيا حضرتك بتقول عشا و انا مش هينفع اتأخر علي اختي خالص ده غير اني عمري ما اتأخرت برا البيت قبل كده.
-اولا هتاخدي انهاردة باقي اليوم و بكرة كمان اجازة عشان تقدري تجهزي نفسك براحتك ثانيا لو علي التأخير ماتقلقيش .. العربية الليهتيجي تاخدك من قدام باب بيتك هي نفسها اللي هترجعك تاني بعد ما نخلص شغلنا.
أرادت أن تحتج و لكن دون فائدة ، بينما سارع إلي القول و هو يمد يده لها ببعض الأوراق النقدية:
-خدي الفلوس دي .. يمكن تحتاجيها في حاجة.
رمقته في غضب قائلة:
-شكرا لكرم حضرتك .. بس انت عارف موقفي ناحية الامور دي كويس ده غير اني مش محتاجة فلوس معايا اللي يكفيني و زيادة.
هز كتفيه بلا إكتراث و ألقي النقود بإهمال فوق المكتب ثم تناول علبة سكائره قائلا:
-براحتك.
ثم تابع في نظرة ثاقبة بعدما سحب نفس عميق من عبق سيكارته البيضاء:
-كانك متعصبة انهاردة شوية يا داليا ؟ في حاجة و لا ايه ؟؟
أجابته في جمود:
-لأ .. مافيش حاجة حضرتك.
-بجد ! اومال ليه شايف العصبية بتنط من عيونك ؟؟
كان صوته ساخرا و كأنه يعلم سبب توترها و عصبيتها ببنما قالت:
-حضرتك بيتهيئلك انا مش عصبية و لا حاجة.
ضحك"عز الدين"بقوة لسماع نبرة صوتها الغاضبة ثم حدق فيها و قال:
-انتي بتخافي مني يا داليا ؟؟
-لأ .. لأ طبعا .. و هخاف ليه يعني ؟؟
إبتسم من جديد ثم قال ساخرا:
-مش عارف من امتي اتعلمتي الكدب و الله اعلم ايه كمان غيره .. عموما زي ما قلتلك لازم تكوني جاهزة بكرة باليل السواق بتاعي هيجيلك علي الساعة 8.
ثم تابع منبها:
-ضروري تكوني جاهزة قبل الميعاد و ماتنسيش تظبطي مظهرك علي اد ما تقدري.
و كأن موجة من الغضب سحقتها كليا فأغمضت عيناها بشدة في ألم و تساءلت في نفسها بحنق .. تري إلي متي سوف تستمر إهاناته لها ؟؟
إنتفضت"داليا"في ذعر عندما إنفتح باب المكتب فجأة لتدخل سيدة سبقها صوتها الصاخب الغاضب فيما لحقتها"إنجي"في إنفعال مسرعة و هي تحاول منعها من الدخول و لكن بلا جدوي بينما إنتصب"عز الدين"واقفا ثم إستدار في غضب حول مكتبه قائلا:
-ايه ده ؟ ايه التهريج اللي بيحصل هنا ده ؟ في ايه ؟؟
-يافندم حاولت امنعها بس زقتني و دخلت بالعافية.
قالت"إنجي"مبررة موقفها فيما نظرت إليها السيدة في عداء ثم قالت بإعتلاء:
-انتي اتجننتي و لا ايه ؟ بتقصديني انا بكلامك ده !!
عندها إلتفتت"داليا"و حدقت بوجه السيدة الغاضبة التي كانت تقف خلفها فتعرفت عليها فورا بينما صاحت متابعة:
-انتي مش عارفة انا مين ؟ انا جومانة خطاب يعني تلزمي حدودك معايا في الكلام و ماتنسيش نفسك.
أطرقت"إنجي"رأسها في أسي بينما تدخل"عز الدين"في عنف قائلا:
-جوماانة .. اظن ان انتي اللي لازم تلزمي حدودك هنا .. بصفة ايه توجهي كلام زي ده لواحدة من الموظفين بتوعي ؟؟
-هي اللي بنت مش محترمة ازاي تمنعني اني ادخلك ؟ انت لازم تمشيها.
-امشيها !!
ثم حول نظره إلي"إنجي"و قال:
-معلش يا انجي ياريت تنسي اللي حصل.
ثم تابع بحدة:
-انسة جومانة اكيد ماكنتش تقصد .. اتفضلي انتي علي مكتبك.
أومأت"إنجي"رأسها فيما تبعتها"داليا"إلا أن صوت"عز الدين"إستوقفها:
-استني يا داليا .. رايحة فين انا لسا ماخلصتش كلامي معاكي.
تنهدت"جومانة"في ضيق ثم تقدمت صوبه و أحاطت عنقه بذراعيها ثم قالت بغنج:
-انا شايفة انك لسا زعلان مني بسبب سوء التفاهم اللي حصل بينا .. بس انت هتنسي يا بيبي انا متأكدة.
-جومانة لو سمحتي !
قال ذلك في حزم و هو يبعدها عنه في قوة ثم تابع بقسوة:
-انتي ايه اللي جابك ؟ عايزة ايه ؟ الشغل اللي كان بينا خلص خلاص و كمان كل حاجة كانت بينا انتهت جاية عايزة ايه بقي ؟؟
لا شعوريا إرتجفت"داليا"فجأة جراء ما سمعته للتو ، فحتما إذا تحدث إليها"عز الدين"أو غيره بهذه اللهجة لماتت من شدة الأسي ، و لكن كان واضحا أن"جومانة"إعتادت تلك اللهجة فلم تتحرك شعرة منها بل نظرت إليه في سخرية و قالت:
-انت شكلك فعلا لسا زعلان .. بس انا بردو متاكدة انك هتنسي .. و عموما انا همشي دلوقتي لكن اكيد راجعة تاني.
و ضحكت قليلا فرمقها بنظرة باردة ، فتنهدت بحنق ثم إتجهت إلي باب المكتب في بطء ، و قبل أن تخرج رمقته مودعة فأشاح بوجهه عنها للجهة الأخري فأسرعت إلي الخارج غاضبة يتآكلها الغيظ ..
بينما زفر "عز الدين"في ضيق ثم حول نظره إلي"داليا"التي أجبرت نفسها علي إستيعاب ما حدث منذ دقائق:
-كنا بنقول ايه ؟؟
سألها فأنتفضت منتبهة ثم قالت:
-هاه .. أاا .. حضرتك .. حضرتك كنت بتقول اني لازم اكون جاهزة بكرة باليل الساعة 8 عشان السواق بتاع حضرتك هيجي ياخدني.
أومأ رأسه ثم قال:
-تمام .. و اتمني بردو ماتنسبش باقي التعليمات لازم تك ..
و قبل أن يكمل جملته قاطعته قائلة:
-ماتقلقش يافندم انا حفظت كلام حضرتك كله خلاص.
-عظيم.
هتف بقوة ثم أضاف:
-اتمني تنفذيه بقي.
-ان شاء الله.
قالت ذلك مقتضبة ثم إستدارت و غادرت المكتب و هي تشتعل حنقا ...






عند منتصف النهار ، إستيقظت حينما شعرت بأحدهم يمرر أنامله علي وجهها ، ففتحت عيناها في ضيق ثم حدقت بوجهه المبتسم قائلة:
-خالد !
هتفت بدهشة غاضبة ثم سألته:
-انتي ايه اللي دخلك اوضتي ؟؟
إبتسم و هو يمسح بيده علي شعرها قائلا:
-اعمل ايه طيب ؟ ما انتي لسا زعلانة مني و مش بتردي عليا لما بكلمك .. ده غير انك بتتجنابيني اوي بقالك فترة من ساعة خناقة عز الدين و عمر.
ثم تابع في لطف مبررا:
-انا ماليش ذنب يا حبيبتي .. قلتلك عز هو اللي سمعني لما كنت بكلمك اكيد يعني مش هروح اقوله حاجة زي دي.
تأففت"عبير"في ضيق ثم قالت و هي تبعد يداه عنها:
-طيب يا خالد .. خلاص مصدقاك.
-خلاص بجد يا حبيبتي ؟ يعني مش زعلانة مني ؟؟
-لأ.
قالت بضجر ثم أضافات:
-ممكن بقي تخرج برا دلوقتي ؟ مايصحش تكون معايا في اوضتي مش كده و لا ايه ؟؟
ضحك بخفة و أجابها:
-تمام .. عندك حق ياستي .. انا بس كنت هتجنن انك مابتكلمينيش و كنت مستعد اعمل اي حاجة عشان اصالحك.
-طيب طيب خلاص انا مش زعلانة .. ممكن بقي تخرج.
-ماشي يا عبير خارج و الله .. بس سؤال بعني .. انتي هترجعي تكملي نوم تاني و لا ايه ؟؟
-عندك مشكلة في كده ؟؟
سألته في تهكم فأجابها باسما:
-اه عندي .. انا جاي اقضي اليوم معاكي بقالي فترة ماشفتكيش وحشتيني .. فمش معقول يعني هتسيبيني قاعد تحت مع نفسي و تفضلي نابمة انتي هنا !!
زفرت في ضيق ثم قالت:
-طيب يا خالد خلاص انزل انت دلوقتي و انا هحصلك.
-ماشي يا عمري.
قال ذلك و قبلها علي جبينها ثم نهض و هم بترك الغرفة إلا أنه توقف فجأة عندما أطلقت"عبير"آهات متتالية حين إنتصبت نصف جالسة علي فراشها ، فإستدار و عاد إليها مسرعا:
-مالك يا حبيبتي ؟؟
قال ذلك في قلق و هو يزيح خصلات شعرها عن وجهها كي يتفحصها بإمعان بينما أجابت بوهن:
-ماليش ما انا كويسة اهو .. انا بس انا بس دايخة شوية.
-دايخة ؟ من ايه يا حبيبتي ؟ انتي نمتي امبارح منغير عشا ؟؟
-لأ اتعشيت.
-اومال جتلك من ايه الدوخة دي يا عبير ؟؟
-عادي يا خالد ساعات من كتر النوم لما بقوم ببقي دايخة شوية .. عموما ماتقلقش انا هبقي كويسة بعد شوية.
أومأ رأسه و هو يداعب وجنتها قائلا:
-طيب .. هاسيبك دلوقتي عشان تفوقي علي مهلك بس ماتتأخريش لازم افطرك بنفسي عشان انتي مش عجباني خالص.
-مش عجباك ؟؟
هتفت متسائلة ثم تابعت:
-و مش عجباك ليه ان شاء الله ؟؟
-يا حبيبتي ماقصدش اللي فهمتيه .. انا قصدي انك بقيتي ضعيفة شوية خسة كده و وشك مرهق .. شكلك بتهملي في نفسك اليومين دول يا عبير.
قطبت حاجبيها مستغربة بينما قال:
-يلا انا نازل .. هستناكي تحت متتأخريش.
هزت رأسها و إصطنعت إبتسامة ثم تنفست الصعداء ما أن غادر و تركها ...






في المساء جلست"داليا"هي و شقيقتها علي مائدة الطعام البسيطة ، لم تجد شهية للطعام ، كانت لا تزال تحت تأثير الغضب الذي إجتاحها جراء كلماته الإستفزازية المهينة بينما إنتبهت"ياسمين"إلي أختها فرمقتها في قلق قائلة:
-داليا .. انتي كويسة ؟؟
-هاه .. اه .. اه يا ياسمين كويسة .. كويسة طبعا.
نظرت إليها في تشكك ثم قالت:
-اومال مش بتاكلي يعني ؟؟
-باكل اهو يا حبيبتي.
أجابتها باسمة ثم تابعت:
-انا بس مرهقة شوية من كتر الشغل.
-عموما لازم تخلصي عشاكي كله عشان تستردي نشاطك و بعدين تدخلي تنامي و بكرة الصبح هتبقي زي الفل.
ثم أضافت في شيء من الإنفعال:
-بس لازم تعرفي ان صحتك بقت في النازل من يوم بدأتي شغل في الشركة المهببة بتاعتك دي .. بيديرها بني ادم مفتري .. حيوان.
عنفتها"داليا"في حزم قائلة:
-خلاص بقي يا ياسمين .. كل مرة لازم تهزئيه كده ؟ مايصحش تعيبي في شخص اساسا و خصوصا و هو مش موجود.
-يسلام يا ست دودو ! متضايقة عشانه اوي ؟ ماشي يا حبيبتي انا اسفة و ربنا يا رب يخليه و يبارك فيه و يفضل بفتري اكتر و اكتر اتبسطي بقي اوي بالاستاذ هتلر بتاعك.
إنفجرت"داليا"ضاحكة حينما أطلقت"ياسمين"ذلك اللقب علي"عز الدين"ثم قالت:
-يخرب عقلك .. تصدقي اللقب لايق عليه جدا هههههه .. بس بردو مش عايزة اسمعك بتغلطي فيه تاني عيب.
-ماشي ياختي سكتت خالص اهو و لا تزعلي.
ضحكت"داليا"من إسلوب شقيقتها ثم شردت فجأة ، حيث أخذت تفكر بمعني تصرفات"عز الدين"اليوم معها ، تري هل هو ماكر إلي هذا الحد ؟ هل يحاول التلاعب بعواطفها للوصل إلي هدفه ؟ و هو الحصول عليها كما حاول أن يفعل من قبل ؟ رفض قلبها هذا الإحتمال البغيض لكن عقلها أبي أن ينكره ..
فلماذا أبقاها اليوم بمكتبه فيما كان يوبخ"جومانة"بغطرسة وقحة ؟ .. "جومانة"تلك السيدة التي تفوقها جمالا و أناقة و أنوثة ، لا بد أنه يسعي وراء هدف ما و عليها أن تكون حريصة ..
جعلتها هذه الأفكار أن تستعيد إتصالها بالواقع فشرعت تتناول طعامها مدركة أهمية الإعتناء بصحتها و قوتها الجسدية للمثابرة في عملها كي لا تعطيه فرصة تؤهله من الإقتراب منها بأي شكل من الأشكال إنها تحبه حقا ، أدركت ذلك مع مرور الوقت ، و لكنها تعلم أنه بلا قلب لذا تعلمت أن تحبه في صمت ..
جلست"داليا"بعد العشاء في غرفتها ، إحتاجت للإختلاء بنفسها قليلا لتفكر ، إذ ربما توضحت لها عواطفها المضطربة ، تذكرت أيام الدراسة حين كانت ترتاد الصفوف الثانوية ، كانت تستمع إلي صديقاتها يتحدثن عن مغامراتهن المختلفة مع الشباب ، و كم شعرت أنها تختلف عنهن ، فهي كانت تفضل الدراسة علي كل هذه الأشياء ، كان الحب بالنسبة إليها شعورا لا تعلم عنه شيئا ، إذ كانت منهمكة بأمور أخري لا علاقة لها بالعواطف إطلاقا .. و لكن الأن ماذا حل بها ؟؟
فقد أوقظ"عز الدين"بداخلها تلك المرأة التي حنت للشعور بأنوثتها الضائعة وسط زحمة الحياة و المسؤوليات ..
لأول مرة تشعر بتلك الخفقة المضطربة عندما تنظر إليه أو عندما تفكر فيه ، أدركت أنها أحبته رغم معرفتها بأن الوصول إليه بسلامة مستحيل غير ممكن ..
أفاقت"داليا"من شرودها حيث طردت صورته من ذهنها لفترة وجيزة ، ثم نهضت و هرعت علي خزانة ملابسها ، وقفت تفكر ماذا تنتقي من أجل ميعاد غدا ؟
ثم فجأة مدت يدها و تناولت من الخزانة ثوب مميز جدا ، كان لجدتها ، رائع الجمال ورثته أمها ليكون ملكها أخيرا ، نزعت ثيابها و أرتدته بسرعة ، ثم راحت تتأمل نفسها بالمرآة .. الثوب يلائم قامتها النحيلة و خصرها الرشيق ، كان حريريا ذا لون أحمر قاتم أضفي عليها جمالا غير عادي و قد أبرز مفاتنها .. كادت لا تصدق أن لها جسدا جذاب كهذا الذي راحت تتأمله في إعجاب و دهشة ، غير أن الثوب جعلها تشعر بأنوثة لم تألفها من قبل ... !






كانت تجلس علي مقعد بجواره ، حين شعرت ببرودة تحتل أطرافها و بدوار يغزو رأسها جاهدت بقوة كي لا يظهر التوعك علي محياها فتحاملت علي نفسها و نهضت من موضعها فسألها:
-ايه يا حبيبتي علي فين ؟؟
إستجمعت قواها دفعة واحدة و أجابته في ثبات:
-طالعة اوضتي.
-ليه يا عبير ؟؟
-نعسانة يا خالد مانمتش كويس امبارح.
زم شفتيه بإستسلام ثم قال:
-ماشي يا حبيبتي .. اطلعي نامي بس من فضلك بقي لما اكلمك ياريت تردي عليا.
-طيب يا خالد.
ثم هتفت بإسم إحدي الخادمات فأتت"فاطمة"مهرولة فأمرتها"عببر"قائلة:
-اعمليلي اي عصير و طلعهولي علي اوضتي بسرعة.
-حاضر يا ست عبير.
ثم إنسحبت في هدوء بينما إلتفتت"عببر"و ودعت"خالد"ثم أخذت تجر خطاها بجهد حتي وصلت إلي غرفتها ..
أغلقت الباب وراءها ثم إستندت عليه بظهرها ، إزدادت البرودة و إزداد الدوار فوضعت يدها علي رأسها و هي تترنح بضعف ، كانت تلك الفكرة بعيدة جدا عن ذهنها حتي فاجأها الغثيان فركضت تجاه الحمام مسرعة ... !





إستقل"خالد"سيارته و شغل محركها ثم فجأة سمع طرق خفيف علي زجاج نافذة سيارته ، فحول نظره إلي جانبه ثم فتح زجاج النافذة قائلا:
-اهلا يابن عمي.
-اهلا يابن عمي !!
هتف"عز الدين"في دهشة ثم أضاف:
-ايه اللهجة دي يا خالد ؟ من امتي ؟؟
-من ساعة ما ردتلي طلبي يا عز.
-بتتكلم في ايه يا عبيط انت ؟ انت عمرك طلبت من حاجة و عزتها عليك ؟!
-عز الدين.
قال في خبث ثم تابع:
-انت عارف انا قصدي ايه.
فهمهم"عز الدين"ثم أومأ رأسه قائلا:
-قصدك علي موضوع البيه ؟؟
ثم تابع بجمود:
-اسمع يا خالد .. اظن انك اكتر واحد عارفني في الدنيا دي كفاية .. عشان كده ماتحاولش تلعب في اعصابي .. مش عايز اخسرك .. يابن عمي .. مش عايز اقطع صلتي بيك.
فقال"خالد"بصوت حزين:
-كل ده عشان بحاول اصلح بينك و بين اخوك يا عز ؟؟
فإنفعل قائلا:
-ماتجبليش سيرته من فضلك .. انا مش طايق اسمع اسمه حتي و لاخر مرة هقولك يا خالد ماتدخلش في الموضوع ده نهائي.
أومأ"خالد"رأسه يأسا ثم قال دون أن ينظر إليه:
-ماشي يا عز الدين .. سلام.
لانت نبرة"عز الدين"فقال:
-رايح فين ؟؟
فأجاب في هدوء جامد:
-ماشي .. هروح.
-لأ انزل اقعد معايا شوية.
-معلش مش هقدر انا هنا من الصبح ابقي اجي وقت تاني.
ثم أدار عجلة القيادة و غادر بينما تنهد"عز الدبن"بثقل ثم ولج إلي منزله ، ليتفاجأ بصراخ"فاطمة"التي هبطت الدرج مسرعة ثم أقبلت عليه فصاح بها:
-ايه في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟؟
أجابت في توتر و عيناها تدمعان:
- الـ الـ .. الست .. الست عبير.
إتسعت حدقتاه فسألها:
-مالها عبير ؟؟
-بـ بخبط عليها و هي في الحمام بس مش بتفتح و شكلها تعبانة أوي.
لم يسمع"عز الدين"المزيد بل ترك كل ما كان يحمله بكلتا يديه يسقط أرضا ثم أسرع راكضا إلي غرفة شقيقته ، لم تمر ثوان إلا و كان أمام باب الحمام الملحق بغرفتها يقرع عليه و هو ينادي بإسمها بينما كانت تغسل وجهها لتمحي أثار بكائها و ما أن سمعت صوت أخيها حتي إنتفضت مذعورة ثم أجابت متعلثمة:
-أ ايوه .. ايوه يا عز ثواني .. ثواني يا حبيبي.
تحاملت علي نفسها و جاهدت كي تبدو أمامه في مظهر طبيعي ثم تقدمت صوب الباب و أدارت المقبض فيما سارع"عز الدين"و جذبه فأرتعدت لدي رؤيته أمامها:
-مالك يا عبير ؟؟
سألها في قلق فأجابت بشحوب:
-مافيش يا عز بس شكلي اخدت برد في معدتي.
ثم حولت نظرها إلي"فاطمة"التي كانت تقف خلف أخيها ثم رمقتها بعداء لأنها هي من جلبه إلي هنا بينما قال"عز الدين"بقلق ظاهر:
-طيب خلاص .. ارتاحي انتي دلوقتي و هنجيب دكتور.
فهتفت مسرعة:
-لأ .... !!


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 09:28 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



*حتي أقتل بسمة تمردك*



الحلقة(9):




-لأ.
هتفت مسرعة فقطب حاجبيه مستغربا فسارعت إلي القول:
-مالوش لزوم يا عز انا كويسة هو اكيد بس زي ما قلتلك عندي شوية برد في معدتي ممكن يكون سبب سوء تغذية.
هز رأسه عابسا ثم قال بعصبية:
-سوء تغذية ازاي يعني مش فاهم ! عايزة تقولي انهم بيطبخوا سم هنا ؟؟
-لأ لأ يا حبيبي مش قصدي.
قالت في توتر ثم تابعت:
-انا اصلي ساعات لما بكون في الكلية باكل برا مع صحابي.
-و بتاكلي برا ليه ؟ تلاقيكي كنتي كمان بتاكلي في حتت رديئة الاكل اللي فيها مش نضيف عجبك اللي حصلك دلوقتي ؟؟
-يا حبيبي اهدا .. انا عارفة انك خايف عليا و عموما انا اسفة هاخد بالي بعد كده و مش هبقي اكل برا تاني.
تنهد في حدة ثم قال:
-طب بردو نجيب دكتور يشوفك ماينفعش ماتخديش علاج.
-يا عز قلتلك مالوش لزوم و الله انا هبقي كويسة.
صر علي أسنانه بغضب ثم قال بنفاذ صبر:
-انتي ممانعة ليه ؟ قلتلك هجيب دكتور عايز اطمن عليكي.
-اطمن يا حبيبي ماتقلقش .. بص انا هنام شوية دلوقتي و لما اصحي هتلاقيني قدامك زي الحصان و هتشوف.
ثم خطت تجاه فراشها فتعثرت و كادت تسقط لولا أيدي أخيها التي أسندتها ، نظرت إليه في إرتباك فرمقها بغضب قلق و قبل أن يتفوه بحرف سارعت في لطف مضطرب قائلة:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي ماكنتش اعرف انك بتحبني و بتخاف عليا اد كده.
ثم تابعت بإبتسامة متوترة:
-كمل جميلك بقي و وصلني لسريري عشان انام.
تنهد في ضيق و أسندها حتي إستلقت علي فراشها بمساعدته فيما وقف أمامها جامدا ثم قال:
-طيب .. انا هسمع كلامك و مش هطلب الدكتور .. بس هشوفك باليل لو لاقيتك زي ما انتي ماتحسنتيش هجيبلك الدكتور يا عبير.
إبتلعت ريقها في إرتباك ثم أومأت رأسها بينما ألقي عليها نظرة متفحصة ثم غادر الغرفة في هدوء ، فتنفست الصعداء و إنتبهت لوجود الخادمة فرمقتها في حدة قائلة:
-انتي لسا هنا ؟ غوري من وشي يلا .. غوري.
إرتععدت"فاطمة"ثم قالت في أسي:
-سلامتك يا ست عبير.
ثم إنسحبت مسرعة تبعا للأمر الذي تلقته، ببنما بحثت"عبير"عن هاتفهها في سرعة حتي وجدته فأجرت الإتصال بـ"حسام"في سرعة ليأتي صوته العابس بعد لحظات:
-ايوه يا عبير خير في ايه ؟؟
فأجابته بوجل:
-حسام .. انا لازم اشوفك في اسرع وقت ضروري يا حسام.
-تشوفيني ضروري ازاي يعني ؟ انا مش قلتلك اني مشغول في الشغل اليومين دول !!
-الموضوع مهم جدا يا حسام.
-طب معلش آجليه شوية انا مشغول اوي و مش فاضي.
-لأ .. لأ يا حسام ماينفعش الموضوع خطير و مابنفعش يتأجل.
-قلقتيني يا عبير ايه الحكاية ؟؟
-هتعرف لما نتقابل ماينفعش اقولك علي التليفون كده.
صمت قليلا و كأنه يفكر ثم قال علي مضض:
-طيب خلاص .. هستناكي بكرة الصبح في الشقة بس ياريت يكون الموضوع مهم فعلا.






في صباح اليوم التالي قامت"ياسمين"بدورة مرور عامة علي المرضي بالمشفي ، حتي وصلت إلي غرفة"عمر" ، كان جالسا علي فراشه الصغير كالعادة و قد علت وجهه علامات الضيق و الضجر ، لكن لدي رؤيته إياها تقف أمامه أشرق وجهه بإبتسامة ناعمة ثم قال:
-اهلا اهلا .. صباح الفل.
زمت شفتيها في برود ثم تقدمت صوبه بخطوات ثابتة و قالت:
-صباح الخير .. هاه .. عامل ايه انهاردة ؟؟
تقلص وجهه في حزن ثم أجابها:
-كويس.
-قول الحمدلله .. و بعدين مالك مهموم كده ليه ؟؟
-زهقت ! زهقت من القاعدة دي انا مش متعود علي كده .. الله يسامحه اخويا بقي .. لأ منه لله هو السبب.
-لكل فعل رد فعل .. اكيد عملت مصيبة او غلطت غلطة خليته يكون السبب في الحالة اللي انت فيها دلوقتي.
نظر إليها بإستكانة و ضعف مصطنع ثم قال:
-انا ! و ربنا ده انا غلبان الناس هي اللي ظلماني.
هزت كتفيها بلا إكتراث قائلة:
-عموما مش موضوعنا.
ثم سألته:
-تحب تمشي تقوم تمشي شوية ؟؟
أومأ رأسه بقوة فإبتسمت بخفة و قالت:
-طيب همشيك في الاوضة شوية و المرة الجاية ان شاء الله هبقي انزلك تتمشي في الجنينة اكون فاضية وقتها.
ثم إقتربت منه و ساعدته علي النهوض من الفراش ، بينما إستند إليها حيث تعكز علي مرفقها الرقيق القوي فخطت به في تمهل بإرجاء الغرفة فيما سألها فجأة:
-الا قوليلي صحيح يا حلوة .. يا تري انتي مصاحبة و لالأ ؟؟
رمقته بإشمئزاز قائلة:
-اولا انا مش حلوة انا دكتورة ياسمين .. ثانيا مابردش علي اسئلة مش مهذبة بالشكل ده.
أطلق"عمر"ضحكة مرحة ثم قال:
-اسف يا دكتورة ياسمين .. و اه ياتري حضرتك عمرك ما ارتبطتي بحد قبل كده ؟؟
حلو الاسلوب ده ؟؟
سألها في تهكم بينما تجاهلت نبرته الساخرة ثم قالت:
-انا ماعنديش وقت للارتباط نهائي يا حضرة .. انا بدرس طب .. عارف يعني طب ؟؟
-اه عارف عارف .. كلية مابيدخلهاش الا الدحيحة المتفوقين اللي هما نفسهم بردو لما بيتخرجوا بيقعدوا علي القهوة او في البيت.
رمقته في إستنكار قائلة:
-ايه ده مش صحيح ابدا مين اللي قال كده ؟؟
-الواقع هو اللي بيقول كده دي مسألة حظوظ يا حبيبتي و مش كل الناس محظوظين عشان كده لازملك حظ كبير لحد ما توصلي للي انتي عايزاه ده لو وصلتي.
إبتسمت في سخرية ثم أجابت بهدوء:
-مش صح يا استاذ عمر .. الانسان اللي عنده اراده لو حب يحقق شيء هيحققه بالقوة .. ده غير ان الطموح مش بينتهي و النجاح كمان مش بينتهي و كله بإيد الانسان لو استمر هيتقدم و لو وقف هيتاخر و علي فكرة مافيش حاجة اسمها حظوظ او نصيب اللي بيحصل في الحياة بايد الانسان انما المقدر و المكتوب بايد ربنا و في فرق كبير بين الاتنين.
حملق فيها لبرهة ولم يجد ما يضيفه فأبتسم قائلا:
-انتي فظيعة.
قهقهت بخفة ثم قالت:
-اتمني بس اكون افادتك و تكون اقتنعت ان الصلاح و الفساد من صنع الانسان مش من صنع ربنا ابدا.
ثم أضافت:
-و انا بقول كفاية مشي كده عشان رجلك ماتتعبكش و عشان انا كمان خلصت شغلي هنا و المفروض اروح بقي.
- ليه بس ؟ ماتخليكي قاعدة معايا شوية بدل الزهق اللي بعيش فيه ده.
أجابته في حزم:
- اولا قلتلك انا واحدة مشغولة باستمرار .. ثانيا انا دكتورة و مش هنا عشان اسليك انا هنا عشان اعالجك و بس .. و يلا لو سمحت ساعدني عشان ارجعك مكانك.
لكنه لم يحرك ساكنا فنظرت إليه مستغربة ثم قالت بلهجة حادة:
-بقولك لو سمحت ساعدني عشان ارجعك مكانك ايه ماسمعتنيش ؟؟
-لأ سمعتك.
أجابها ثم نقل يده التي كانت تستند إلي مرفقها علي خصرها فشهقت في صدمة ثم قالت غاضبة:
-شيل ايدك يا محترم .. احسنلك.
-احسنلك ! ايه احسنلك دي ؟ وراها ايه يعني ؟؟
فقالت تحذره في حده:
شيل ايدك بقولك .. انا لحد دلوقتي مش عايزة آذيك.
-تآذيني !
هتف باسما في سخرية ثم تابع:
-طب مش شايل.
هزت كتفيها بلا إكتراث قائلة:
-اوكي انت حر بس خليك فاكر اني حذرتك.
قالت ذلك بهدوء ثم رفعت يدها إلي صدره و بحركة بسيطة جدا دفعته ، فمال جسده إلي الخلف ليسقط أرضا فإنفجر صوته:
-آااااااه .. آااه يا بنت المؤذية حرام عليكي ليه كده ؟؟
-احترم نفسك يا استاذ و بعدين انا حذرتك بمنتهي الذوق بس انت اللي مش محترم لأ و بتتمادي في قلة الادب اكتر كمان تستاهل.
رمقها في حنق ثم قال:
-طب قوميني.
فقالت بحزم:
-انت تقدر تساعد نفسك حاول تقوم لوحدك.
-مش قادر .. مش قادر اقف.
قال بألم مصطنع ، فلان قلبها و أشفقت عليه ، ثم خطت تجاهه و مدت يدها لتساعده علي النهوض ، و هنا تكمن الخدعة !
إبتسم بخبث و هو يمسك يدها ثم جذبها إليه بقوة حتي سقطت أرضا بجانبه فجثم عليا و كبل حركتها بذراعيه ..
تألمت ، فزعت ، و أدركت خدعته ، فصاحت به:
-يا حيوان .. بتضحك عليا ؟ صدقتك دي غلطتي.
ضحك ملء صوته بشكل هستيري ثم قال بلهجة المنتصر:
-ده رد اعتبار يا حلوة .. و انتي لسا قايلة من شوية لكل فعل رد فعل مش كده ؟؟
رمقته بغضب شديد و صممت علي ايذائه مهما كلف الأمر ، و في اللحظة التي شعرت بيده تتسلل إلي خصرها غرزت أصابعها بالسجادة السميكة و إستعدت للحظة المناسبة في محاولاتها لإبعاده عنها ، و ما أن تحرك قليلا حتي جذبت قدمها و وجهت إليه بركبتها ضربة قوية مؤلمة دونما أي إهتمام أو وخز في الضمير ..
كان صراخه عندها كوحش جريح موسيقي جميلة لأذنيها الغاضبتين فإبتسمت بإنتصار و تشفي ، و حين تراخت قبضته عنها قليلا إنسلت من بين ذراعيه بسرعة البرق و هبت واقفة فيما تأوه بشده قائلا:
-الله يخربيتك .. مش قادر حرام عليكي .. منك لله.
أجابته في جمود:
-اتمني تحترم نفسك بعد كده .. ياريت يعني بجد .. و عموما انا همنع الممرضات انهم يدخلولك من هنا و رايح نظرا لأخلاقك اللي زي الزفت دي و ابقي استمتع بوقتك مع عم راضي التمرجي بقي.
ثم رحلت و تركته فهتف و هو لا يزال علي وضعيته:
-و هتسيبيني كده طيب .. منك لله ... !






دلف إلي منزله في هدوء ، ثم أخذ يبحث عنها بالأرجاء حتي وجدها بحجرة نومه مستلقية في إرهاق مغمضة العينين فإقترب منها قائلا:
-عبير !
إنتفضت منتبهة و نظرت إليه بينما تابع متسائلا و هو يجلس إلي جانبها:
-ايه يا عبير مالك ؟ و ايه الموضوع المهم اوي اللي اصريتي نتقابل بسرعة عشانه ؟؟
تأوهت"عبير"بصوت خافت و هي تنتصب نصف جالسة علي الفراش ، ثم حدقت فيه يعينان ذابلتان و قالت:
-حسام .. انا حامل.
إتسعت حدقتاه و تجهم وجهه في ثانية ثم قال:
-ايه ! قلتي ايه ؟؟
-بقولك .. انا حامل .. حامل يا حسام.
-نعم ! انتي بتهزري ؟ انتي اكيد بتهزري يا عبير صح ؟ قولي انك بتهزري.
قال ذلك في توتر غاضب فيما أجابته مؤكدة:
-لأ يا حسام انا مش بهزر .. انا حامل فعلا .. في الاول كنت شكة لكن انا لسا راجعة من عند الدكتور و هو اكدلي الحمل .. انا حامل في شهرين يا حسام .. و كويس اني اكتشفت المصيبة دي بدري عشان نلحق نتصرف.
لم يحتمل"حسام"سماع المزيد فهب واقفا في غضب ثم قال بإنفعال:
-لالالا مش انا يا عبير .. مش انا اللي تلعبي معاه لعبة رخيصة و قديمة زي دي انسي مش هتورطيني غصب عني.
حملقت فيه بذهول ثم سألته:
-ايه اللي انت بتقوله ده ؟ انا بلعب عليك ؟ لأ و بورطك كمان ! انت ازاي تقولي كده يا حسام ؟؟
-اسمعي يا عبير !
هتف بحدة ثم تابع:
-لو كنتي فاكرة انك ممكن تقدري تضغطي عليا بموضوع الحمل ده عشان اروح اطلب ايدك من اخوكي زي ما كنتي دايما بتزني عليا تبقي غلطانة .. انا محدش يقدر يلوي دراعي .. فاهمة ؟؟
هزت رأسها في ذهول و هي تكاد لا تصدق ما سمعته ثم قالت:
-انت بتقول ايه ؟ بقي انت فاكر اني ممكن افكر بالطريقة دي ؟ متخيل اني ممكن اعرض نفسي لعقبات خطيرة زي دي عشان اضغط عليك و يا صابت يا خابت ! ايه .. هو انت ماتعرفش اخويا ؟ مش عارف هو ممكن يعمل فينا ايه احنا الاتنين لو اكتشف اللي ببنا ؟ ثم انا اتفاجئت بخبر الحمل زبك بالظبط.
فسألها في تهكم:
-لا و الله ! اتفاجئتي ؟ مش علي اساس كنتي بتقوليلي دايما انك بتعملي حسابك عشان مانقعش في الغلطة دي !
أومأت رأسها في توتر ثم قالت نع سقوط الدموع علي خديها:
-ايوه .. ايوه فعلا و الله كنت بعمل حسابي لكن .. لكن ده قدر .. ربنا عايز كده !
-يا حبيبتي انا ماليش في الكلام ده .. اسمعي يا بنت الناس انا لسا شاب في اول عمري ظروفي زي الزفت و لازم اشتغل كويس عشان اقدر اكون نفسي فمش هقدر ابدا اني اتحمل مسؤولية بيت و جواز و اطفال .. بالنسبة لي لسا بدري اوي علي الخطوات دي.
-يا نهار اسود !
هتفت في صدمة ثم سألته:
-يعني انت كنت بتكدب عليا لما كنت بتقولي اننا هنتجوز ؟؟
زفر في ضيق ثم قال:
-انا ماكدبتش عليكي يا عبير .. انا قلتلك اني مش جاهز لجواز دلوقتي خالص و انا فاكر انك وافقتي انا ماغصبتكيش علي اي حاجة بالعكس احنا لو نفتكر هنلاقي انك انتي اللي فضلتي مُصرة علي كده و شجعتيني لحد ما وصلنا للطريق ده .. ياما قلتلك بلاش بس انتي إللـ ...
-بس !
قاطعته بألم ثم تابعت باكية:
-بتلومني انا دلوقتي ؟ بتلومني عشان حبيتك يا حسام ؟ بتلومني عشان أمنتلك و صدقتك ؟ في الاخر انا اللي بقيت غلطانة و انا اللي لازم اتحمل النتايج كلها لوحدي ؟؟
-اه.
هتف بجمود ثم تابع:
-اه انتي اللي لازم تتحملي النتايج كلها لوحدك يا عبير انا ماليش دعوة بالحمل ده و مش هتحمل مسؤولية الطفل اللي في بطنك ده نهائي ببساطة لاني ماتفقتش معاكي علي كده.
شحب لونها فجأة ثم تسارع وجيب قلبها فقالت:
-يعني ايه ؟ هتسيبني ؟ هتتخلي عني يا حسام ؟؟
تنهد بثقل و هو يرمقها في ضيق بينما أخذت تجهش بالبكاء المُر فضم قبضتيه في نفاذ صبر فيما حدثها بلطف مصطنع:
عبير .. اهدي لو سمحتي .. ماتقلقيش انا مش هسيبك و مش هتخلي عنك .. انا هفضل جنبك للأخر.
ثم تابع بلهجة حادة:
-لحد ما نخلص من موضوع الحمل ده.
رفعت رأسها في سرعة و حدقت فيه قائلة:
-نخلص منه ازاي يعني ؟؟
-لازم ينزل طبعا.
-انت بتقول ايه ؟؟
هتفت في فزع بينما سألها متهكما:
-في حل تاني مثلا ؟ للأسف مافيش عشان كده لازم نمشي في الموضوع بسرعة و نلمه ليكبر مننا.
هزت رأسها غير مصدقة ثم رفضت بقوة قائلة:
-لأ لأ .. لأ مستحيل .. انت عايزني انزل البيبي ؟ عايزني انزله فعلا ؟ لأ مش ممكن انا مش هعمل كده ابدا.
نفذ صبره عند ذلك فقبض علي ذراعها بعنف ثم قال بقسوة:
-بقولك ايه .. انتي احسنلك تسمعي الكلام الحل ده في مصلحتك قبل ما يكون في مصلحتي و اظن انتي فاهمة قصدي كويس اوي .. الحمل دن هينزل يعني هينزل سامعة ؟؟
ثم دقعها عنه بحركة مفاجأة ، فسقطت علي الفراش و قد إعتراها ألم شديد بينما حذرها قائلا:
-الاسبوع الجاي في نفس اليوم ده ألاقيكي هنا تكوني نزلتي الحمل ده و خلصتي منه نهائي .. سلام يا بيرو.
ثم ذهب تاركا إياها وحدها الصدمة تستبد بها و الخوف يكتنفها ...





راحت"داليا"تتأمل فستان السهرة الخاص بجدتها و الذي إرتدته خصيصا من أجل حضور عشاء العمل ، لم تكن قد إرتدت في حياتها كلها فستانا فاتنا مثله ، و لذلك شعرت بالإرتباك جراء المظهر الجديد الذي ظهرت فيه ، خاصة عندما وضعت الإكسسوارات الشرقية التي أعارتها إياها شقيقتها"ياسمين"، كما و أنها أيضا سمعت نصائح شقيقتها الخبيرة فراحت تستعمل بعض مساحيق التجميل بأناملها التي تفتقد الخبرة و لكنها دهشت من نفسها في النهاية ، حين تحولت بقدرة قادر إلي إمرأة جميلة و جذابة لم يكن يتوقعها الأخرون أبدا ، فقد تركت الإكسسوارات و مساحيق التجميل و الفستان أثرا واضحا عليها ، و أدركت لأول مرة أن لها جسدا متكاملا فاتنا إذا ما وضعته في الإطار الصحيح ، دائما كن الأخريات يفوقوها جمالا و أناقة ، و لكن ليس هذه الليلة ، فبعد الذي صنعته بنفسها ، لا بمكن لأحد أن يشك في جمالها الأخاذ الدفين ..
كل شيء تغير من حولها ، قوامها الرشيف يشع فتنة و دلال ، شعرها الكستنائي الفوضوي تجمع في خصل حريرية الملمس و المرآة التي تنظر إليها بغرفتها تعكس شكلا لابد و أن يدير رؤوس معظم الرجال لها ..
سمعت"داليا"طرقا علي باب غرفتها فأذنت بالدخول ثم رأته يُفتح فإلتفتت نحو شقيقتها التي دخلت مبتسمة في إندهاش و قالت:
-ايه ده ايه ده ايه ده ! ايه يا دودو الجمال ده كله من اين لكي هذا ؟؟
أجابتها"داليا"في مرح قائلة:
-هذا من فضل ربي !
بينما راحت عينا"ياسمين"تقيسان"داليا"من أسفل إلي أعلي و كأنها تراها للمرة الأولي ، ثم وجدت الكلمات المناسبة فقالت:
-يخربيتك ! ماكنتش اعرف انك حلوة اوي كده .. اول مرة اشوفك بفستان يا دودو بجد جميلة ما شاء الله خايفة احسدك و ربنا.
ضحكت"داليا"بخفة ثم قالت:
-مش للدرجة دي يا ياسمين بس عموما ده مؤشر كويس طالما شكلي عجبك كده يبقي اكيد هيعجبه هو كمان.
-هو مين ده ؟؟
تنهدت"داليا"بعمق ثم أجابت:
-مستر عز الدين .. مستر عز الدين نصار.
أومأت"ياسمين"رأسها في تهكم ثم قالت:
-ممم مستر عز الدين نصار .. يعني انتي بقي رايحة مشوار الشغل ده مع مستر هتلر بتاعك ؟؟
رمقتها"داليا"في حدة قائلة:
-ياسمين !
-خلاص خلاص .. هقفل بؤي و مش هتكلم خالص.
ثم تابعت متسائلة:
-بس انتي هتتأخري يا داليا ؟؟
- مش عارفة يا ياسمين حسب الشغل اول ما نخلص اللي ورانا اكيد هرجع بسرعة ماتقلقيش.
فزمت"ياسمين"شفتيها في حزن مصطنع ثم قالت:
-يعني هتعشي لوحدي الليلة دي ؟؟
أومأت"داليا"رأسها بأسف ثم قالت:
-معلش يا حبيبتي .. ده شيء ضروري متعلق بشغلي .. و بعدين دي اول مرة يعني يا ياسمين و احنا مع بعض دايما.
إبتسمت"ياسمين"ببساطة ثم مدت يدها و ربتت علي كتف شقيقتها قائلة:
-و لا يهمك يا حبيبتي .. المهم شغلك و قبل شغلك راحتك.
ثم تابعت منبهة:
-بس خدي بالك من نفسك ماشي ؟ و اي حد يجي جنبك اسكعيه قلم علطول ماهيمكيش اصلك ماتعرفيش نوعية الناس اللي زي دول فاكرين ان كل حاجة متاحة ليهم.
قهقهت"داليا"بقوة من إسلوب شقيقتها ثم قالت:
-اوعدك يا ياسمين ان مافيش حاجة من دي هتحصل ان شاء الله ماتقلقيش الناس اللي هكون في وسطهم راقيين و عقولهم متزنة.
-متزنة ! ده انتي طيبة خالص يا اختي عموما خدي بالك من نفسك بردو.
ثم تركتها وحدها لتنتهي من إعداد نفسها ، بينما عادت تنظر إلي المرآة مرة أخري ، فخفق قلبها بسرعة جنونية ما أن تخيلت عيني"عز الدين"تحدقان بها ، تري ماذا ستكون ردة فعله لدي رؤيته إياها علي تلك الهيئة الجذابة ؟
من معلوماتها أنه حذر حيال الجميلات و أحيانا ما ينفر منهن رغم إستمتاعه بهن فيبعض الأوقات ، ربما لأن والدته جميلة أصبح يمقت الجميلات إلي جانبها و لا يجد لذته إلا عندما يخضعهن و يشعرهن بالإذلال بين يديه ، أشعرتها هذه الأفكار بالخوف ، فلا شغوريا راحت ترتجف دون إرادة متذكرة هيئته القاسية الرائعة التي تجذب كل أنثي نحوه رغما عنها كما تجذب النار الفراشة ، كانت تعتقد في البداية أن ما تشعر به تجاهه ليس سوي إفتنان و إعجاب بجماله الخارجي ، فهو فعلا رجل جذاب يكفي أن ينظر إليها ليجعل قلبها يخفق بسرعة جنونية ، و دائما كان هناك صوت باطني في داخلها يمهس بأنه الحب ، و لم تستطع"داليا"إسكات هذا الصوت بل رضخت إليه في النهاية ، أجل إنها تحبه ، تعرف ذلك جيدا و لكنها تأبي الإستسلام لهذه الفكرة ، تخشي مغبة الإستمرار في تلك المشاعر كثيرا ..
و فكرت ربما ولد حبها له حين أنقذها يوم وفاة والدتها ، أو عندما رأته لأول مرة حين أجرت معه المقابلة الشخصية ، ربما إنجذبت إليه بطريقة ما أو بأخري ، و لكن مهما كان الأمر فلا أمل لها بالنجاة منه ، فالطرق مقفلة أمام حبها ... !







كان يجلس بالبهو الفسيح علي أحد المقاعد الوثيرة ، عندما وصلت إلي المنزل ، هرع عليها ما أن رآها أمامه ثم أمسك ذراعيها بقوة و قال بقلق:
-انتي كنتي فين كل ده يا عبير ؟ و مابترديش علي موبايلك ليه ؟ قلقتيني عليكي جيت مالاقتكيش و ماحبتش اتصل بـ"عز"و اسأله و في نفس الوقت كنت هتجنن و اعرف انت فين و مابترديش ليه .. اتكلمي يا عبير قوليلي كنتي فين ؟؟
ساد الصمت قليلا فشاهد خلاله سيل دموعها الذي هبط في بطء و هدوء فهتف بعنف قلق:
-مالك ؟ في ايه ؟ .. حصلك حاجة ؟ حد عملك حاجة ؟ اتكلمي يا عبير ؟؟
راقبها جيدا بنظرة ثاقبة حين نظرت إليه و قد أغرورقت عيناها بالدموع بينما كبتت تنهيدة من الألم و الحسرة ثم قالت بصوت مبحوح:
-مافيش .. مافيش حاجة يا خالد.
-انتي بتهزري ؟ فكراني عبيط يا عبير ! عايزاني اصدق ان مافيش حاجة فعلا و انا شايفك قدامي منهارة بالشكل ده ؟؟
ثم تابع في إنفعال:
-لو سمحتي اتكلمي حالا و قوليلي مالك ؟؟ ايه اللي حصل بالظبط خلاكي وصلتي للحالة دي ؟؟
فكرت لثوان قليلة فإختلقت كذبة ثم قالت:
-كنت في النادي.
-و بعدين ؟؟
سألها بإرتقاب فتابعت:
-كنت بتكلم مع واحدة صحبتي في موضوع يخصها كلامي ماكنش عاجبها فشدينا مع بعض و قمت سيبتها.
-يسلام ! هو ده اللي مزعلك اوي كده ؟؟
-لأ.
-طب ايه الحكاية فهميني !!
-اصلها كانت صحبتي اوي و تقريبا قطعت علاقتي بيها.
ثم راحت تجهش بالبكاء فمد أصبعه برشاقة و أزال دموعها عن وجنتيها قائلا:
-يا حبيبتي .. انتي حساسة اوي .. بس معلش ماتزعليش طالما انتوا صحاب اوي زي ما بتقولي اكيد في اول فرصة هتتصالحوا .. المهم اهدي انتي دلوقتي و كفاية عياط .. اهدي بقي عشان خاطري مش عارف اعملك ايه ؟؟
و لكن دون جدوي ظلت تبكي بقوة فتألم من أجلها فتلك هي أول مرة يراها تبكي بهذا الشكل ، فتناولها بسرعةفي أحضانه مطبقا عليها بذراعيه في شدة ثم راح يتمتم بنعومة في أذنها عبارات صافية مهدئة حتي نجح الأمر و سكتت عن البكاء و هدأت تماما إلا من صوت إضطراب أنفاسها و شهاقاتها المتتالية ...





لم تقصد"داليا"مثل هذه المطاعم من قبل أبدا ، فقد أدهشتها أناقة المكان و حسن الذوق و الأثاث ، إنه بلا شك باهظ الثمن ..
و بما أن"عز الدين"كان حريصا كامل الحرص علي الإتيان في الموعد المحدد ، كان هو الحاضر الأول برفقة سكيرتيرته الأنيقة التي جذبت إنتباهه لها الليلة ، نعم ظل يرمقها بين الحين و الأخر بنظرات غامضة و لكن علي الأقل نظراته أسعدتها نوعا ما ، شعرت أن إطلالتها الجديدة راقته من خلال هدوءه و قلة ظهور عبسه و سخريته ..
جلسا إلي جانب بعضهما علي الطاولة التي حجزتها"داليا"بنفسها في زاوية منعزلة بعيدا عن الأنظار تبعا لأوامر"عز الدين" ..
كان الصمت سائدا تحت وطاءة نظرات"عز الدين"الفاحصة حتي قطعته"داليا"قائلة:
-واضح اننا جينا بدري شوية يافندم ؟؟
فأجابها بلطف:
-لا ابدا يا داليا .. ده الميعاد المتفق عليه .. و ماتنسيش اهم حاجة اننا ناس مظبوطين في كل حاجة حتي في مواعيدنا و دي سمعة كويسة لينا مش كده ؟؟
رفعت"داليا"حاجبيها في ذهول قائلة:
-حضرتك بتكلمني بلطف علي غير العادة يافندم !!
فضحك بخفة و أجابها:
-بصراحة فستانك الجميل هو السبب .. هو جميل اه بس لو كان مفتوح حبتين كنت اكيد هسمعك كلام يبسطك اكتر.
إشتعلت وجنتيها بحرارة شديدة و هي تنظر إليه قاطبة حاجبيها في غضب ثم قالت:
-لعلمك يافندم .. انا مش مبسوطة من كلام حضرتك .. و لا هتبسط.
-بجد !
هتف ساخرا ثم تابع:
-لأ انتي كده قلقتيني شكلي بدأت افقد مهارتي في الامور دي رغم ان ليا شهرتي اللي اكيد سمعتي عنها .. عموما مش هخيب ظنك لو جربتيني و يمكن طريقتي تعجبك.
و كأنه يريد إثارة حنقها بأي طريقة ، و لكنها أدركت بالنهاية أن الإعتصام بالصمت هو خير وسيلة تتبعها مع ذاك الرجل المتعجرف !
كم قاس هو .. إهانها مرة أخري عوضا عن أن يمدحها برقي .. علي أي حال هذا هو لن يتغير و هي تعلم ذلك جيدا ، لذا نفضت كل الأفكار الإستفزازية عن ذهنها و راحت عيناها تتفحصانه في هدوء ، تنقل نظرها فوق وجهه البرونزي الفاتن و حاجبيه السوادوين الكثيفين ، و عينيه الذهبيتين الغامضتين ، متذكرة عطاءه الدافق السخي و عناقه الذي لم و لن تنساه أبدا رغم معارضتها ذلك بشدة !
و في تلك اللحظة أدركت"داليا"بفخر و إعتزاز أنها برفقة أوسم و أفضل رجل موجود بقاعة المطعم بل بالعالم كله علي الإطلاق ثم فجأة عادت إلي ذهنها حقيقة شعورها نحوه ، فهي تحبه كما لم تحب أي رجل أخر في حياتها ، فهو أول رجل أيقظ فيها شوقا لأن تكون إمرأة بكل ما في الكلمة من معني ، و ستحبه إلي الأبد حتي لو لم تتزوج منه أبدا ، فذلك لن يقضي علي حبها له ، و لن تستطيع أن تتزوج أبدا من غيره ، مستحيل أن تقبل بمشاركة حياة رجل أخر في حين أنها تحب"عز الدين"و لا ينبض قلبها إلا لأجله ...
ثم فجأة أفاقت من شرودها علي صوت أنثوي يقول:
-.............. !!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.