آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          هل تغفر لي - باربرا مكماهون (الكاتـب : سيرينا - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-08, 11:11 PM   #21

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الخامس


فتحت `انجريد` عينيها وهي تتأوه ، ترى اين هي الأن ؟ وما الذي حدث على متن ´تيرا` ؟ و ´يانيس ` ؟
تمطت بحرص وهي تكاد تصرخ وكان جسدها يؤلمها مما يجعلها
تتأوه عند كل حركة ، بالإضافة إلى ان الفراش الذي كانت تنام فوقه
كان اكثر صلابة من الحجر .
ادارت `انجريد´ راسها لتتجنب اشعة الشمس التي تدخل في
عينيها، وعندئذ لاحظت انها تنام في غرفة تكاد تكون مجردة من كل
شيء وليس بها من فخامة الباخرة ´تيرا` اي شيء .
شعرت انها تتأرجح بعض الشيء ولكن السبب لم يكن من حركة
الباخرة ، فهي تقفا على ارض صلبة الأن ، ولكن اين هى ؟
تفحصت الحجرة بعناية مما جعلها تتخيل الأسوء فلم يكن
بالحجرة اية مفروشات إلا السرير الذي تنام فوقه ! وما هذا السرير
إلا حشية موضوعة فوق صندوق ضخم اسود اللون والغطاء كان عبارة
عن ملاءة من الجوت .

لقد اختطفت إذن ومن خطفها جاء بها إلى هنا وحبسها كما تحبس الحشرات بين خيوط العنكبوت .
ولكن ليس في يديها اية قيود ولم ينزع احد خاتم الزواج من اصبعها ... ولكن الخاتم هو الشيء الوحيد الذي تضعه الأن . بقيت ´انجريد` في مكانها وهي تحاول ان تتذكر الأحداث التي اتت بها إلى هذا المكان الغريب ولكنها لم تتذكر إلا انها ذهبت إلى الحجرة المخصصة لها في الباخرة ´تيرا´ وانتهى الامر .
نهضت الفتاة من مكانها وهي تتالم وتوجهت بصعوبة نحو النافذة او بالاحرى الطاقة الموجودة فى الحجرة .
وعندئذ تلقت صدمة جديدة فلم تجد امامها إلا ارضأ صحراوية تمتد على مرمى البصر تحت اشعة الشمس المحرقة مع وجود بعض اشجار الزيتون التي تقلل من حدة هذه الرتابة .
كانت خطوات الفتاة على الارض الخشبية من السهل جدا سماعها . فتوجهت بسرعة نحو الفراش وهي تحاول ان تخفي جسدها العاري بالغطاء .
- ´يانيس ´ ! حمدأ لله . لقد كنت في شدة الخوف ما الذي حدث ! وماذا نفعل هنا !
اختنقت الكلمات في حلقها ، فقد كان ´يانيس ´ عاريا إلا من سرواله وكان خداه داكنين لظهور الشعر بهما ، واخذ يتاملها قليلا وابتسامة السخرية على شفتيه ، ثم جلس على حافة الفراش . وضعت ´انجريد` الغطاء على جسدها وتمتمت قائلة :
- نواياك ... هذا المشروب الذي جعلتني اتناوله ... ضحك ´يانيس ´ ضحكة تحد واومأ براسه .
. - لم اكن واثقا من حسن تقديرك للمفاجاة التي ادخرتها لك بشان شهر العسل ...
- ماذا! انا لا افهم شيئا ، فسر لي الأمر ! اين ´تيرا´ ! وماذا نفعل هنا في هذا ... الكوخ القذر !
- ´تيرا على بعد الاف الكيلو مترات من هنا الآن ، اما بالنسبة لما تعتبرينه كوخأ قذرأ وتنظرين إليه باحتقار ، لتعلمي إذن انه المنزل
الذي ولدت به ...
اجابت بسرعة :
- اعذرني ولكنني لم اكن اتخيل وجود مثل هذا المكان!
- كنت اتمنى فقط ان تعرفي ذلك ...
نظرت إليه `انجريد´ في رعب والتصقت بالجدار الخشن وراءها .
- معذرة .. ولكن ما معنى هذا المشهد ؟
- من السهل فهم ذلك ومع ذلك سانعش لك ذاكرتك بعض الشيء ،
لقد تزوجت من رجل سفيه ومحدث نعمة وانا اريد ان اعرفك كيف تكون حياة زوجة رجل سفيه ومحدث نعمة ...
اخفت ´انجريد` راسها بين كفيها ، بينما كانت عينا ´يانيس ´ تلمعان
بالفغضب والكبرياء المهانه ... ترى هل يكرهها لانها احتقرته في يوم ما بهذه الكلمة ؟
ولكنها شعرت فجاة بالياس ، فالتصقت به ولكنه ابعدها عنه .
- هذه مزحة ... الم اعتذر لك عن هذا اكثر من مائة مرة !
- ولكنني جاد جدأ يا ´انجريد` ولم اكن جادا بهذه الصورة طوال ايام حياتى .
عارضت الفتاة قليلا قبل ان تنفجر في البكاء .
- ولكنك لا تتخيل ابدأ اننى ساوافق على قضاء شهر العسل في هذا
المنزل الحقير !ورده قايين
- إنني انتظر منك اكثر من ذلك ... من الممكن ان يصبح هذا المنزل
عشا رائعا ومريحا مع قليل من الإرادة والأن ساعتمد عليك في ذلك
وسترين ، ستهتمين باعمال المنزل والمطبخ وتعتنين بالحديقة وتحلبين
الماعز ، وستعتادين على ذلك بسرعة ...
- ابدأ ! من المؤكد انك مجنون ! ؟ نني امرأتك ولست أمتك !
- لا تعتمدي على ذلك .. فاولا انت زوجتي ولست امراتى ، اتمنى ان
تفهمي الفرق الدقيق بين الكلمتين ، وحتى تصبحي امرأتي ، يجب اولا
ان تستحقي هذا اللقب .
همست الفتاة بعد دقائق قليلة :
- فهمت ، لقد تمت مراسم الزواج رسميا ، ولكن بيننا ...

- ليس هذا فقط فيجب ان تعترفي ايضأ أنني إلى الآن مجرد فريسة سهلة لك وانا وثقت في صراحتك واحترمتها .. وللاسف لقد خدعت نفسك بنفسك ليلة زواجنا بكلامك مع `جلاديس ` ، لا تنكري شيئا لقد سمعت كل شيء...
شعرت ´انجريد´ بالهلع وكادت دقات قلبها تتوقف من شدة الألم .
- هذا خطا ! سافسر لك الامر !
ارادت ´انجريد´ ان تنهض من مكانها ولكن ذراع ´يانيس ´ الذي امسك بكتفها منعها من ذلك ولم يكن ذلك حنانأ منه ولكنه مجرد امر لها . وهو امر ، من المؤكد لا داعي لمناقشته .
- لا اعتقد انك تعتبرينني ذا قيمة فى نظرك ، لقد تزوجتنى من اجل المنزل فقط والآن ها انا اهديك منزلا اخر اراه في نظري اروع من ´بيلوود هاوس ´...
رجته الفتاة قائلة :
- ´يانيس ´ ، الن تسامحني ابدأ أ إنني حقا في حاجة إليك ...
- إذن اعتقد انه من الضروري إقامة الحداد للتعبير عن كلماتك ، لقد احضرت لك بعض الملابس هيا ارتدي ذلك واتبعينى حتى اشرح لك واجباتك التي انتظرها منك ! ولا داعى لان تحدثينى عن واجباتي لانا هنا السيد , انا فقط !
نظرت ´انجريد´ إلى الثوب البالى الذي اعطاه لها والحذاء المتعب ايضا .
- هل تصر على ان ارتدي هذه الملابس المهلهلة .. ولكن إذا رفضت !
- إنني اترك لك الخيار ، ربما تفضلين البقاء عارية ! انت حقا رائعة ولكن هذا النوع من الجمال لا يهمني فكل ما يهمنى هو المشاعر والاحترام المتبادل وما غير ذلك لا يعني الارتباط في نظري .
- ´يانيس ´ انا لم اقل غير ذلك ...
- إذن يمكنك برهنة ذلك هنا !
- ´يانيس ´ ارجوك لا ترحل ! هل تزوجتنى حتى تنتقم مني !أ الا تشعر باي شىء تجاهي !
وقف ´يانيس ` صامتا وهوينظر اليها
- إننا لا نعطي هذه الكلمات قيمتها الحقيقية ... انصحك الأن بالنهوض واللحاق بي اسفل !
قال `يانيس ´ جملته الاخيرة بصوت اجش .
بعد مغادرة `يانيس ´ للحجرة ارتمت `انجريد´ على الفراش في
ياس ما هذا الرجل الذي تزوجته ؟
بالتاكيد لا يمكن لومه على هذه التصرفات ، فالمظاهر كلها في صفه
ضدها ولكن هل هذا سبب كاف لكي يعاملها بهذه الطريقة ؟ يجب ان تتحدث معه ان تفهمه عدم تقديره لمشاعرها ، ان تؤكد له
رغبتها فيه وزواجها منه لانها تحبه .
نظر إليها ´يانيس ثانية من فتحة الباب وقال لها :
- الن تسرعي قليلا ؟ الا زلت مستاءة ! الازلت تحت تاثير الصدمة !
- لتعتبر ذلك كما تريده ، ولكنني لا انوي الاستماع إلى اوامرك او
ارتداء هذه الملابس المهلهلة كما انني لا اعتقد انك ترغب فى سماع سخرية الناس من زوجتك .
انفجر ´يانيس ` في الضحك .
-لا داعي لاداء هذه اللعبة الصغيرة معي .. ثم عن اي ناس تتحدثين ؟
فلن تراك هنا سوى عينى ...


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-08, 11:13 PM   #22

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

-ماذا ؟ ولكن اين نحن!
- في ´ليناكاريا´ ، جزيرة مهجورة فلم يات احد إلى هنا منذ سنوات ، كما انه من الضروري ان تكوني سعيدة الم تتمني ان نكون
وحدنا هيا ارتدي ملابسك إلا إذا كنت تريدين مني ان اجعلك ترتدين هذا الثوب بالقوة !
- يالك من بخيل ا
امسكت `انجريد` بالثوب الملقى على الارض وعلى الرغم من
اعتراضاتها إلا انها ارتدته بسرعة .
- ممتاز ولكن لا تعتمدي علي حتى اوصلك إلى المطبخ .
- ياللاسف ...
جذبها `يانيس ` نحو الباب .
- انتبهى ، هناك بعض درجات السلم غير متينة فحذار من
الوقوع
- بالتاكيد لان ذلك لو حدث ، ستضطر لاصطحابى إلى المستشفى وهو بعيد عن هنا ، كما انك لا تريد ان تراني ميتة في هذا المكان
- اعتقد انك ستبذلين جهدك حتى لا يحدث ذلك ، فأنا اعتمد عليك
بعض الشيء والأن ستذهبين لتعدي لنا طعام العشاء في مطبخنا
الصغير الرائع .
صاحت ´انجريد` عندما اكتشفت المطبخ وهو حجرة صغيرة مظلمة مثل حجرة النوم :
- ماذا ! مستحيل !
- انت حرة ، يمكنك اختيار الموت جوعا ولكن ذلك لن يمنعني من
إعداد بعض الوجبات الشهية لنفسي .. وفيما بعد ستفهمين جيدأ ان احدأ لا يستطع العمل وهو جوعان ومعدته خالية ...
خرجت `انجريد´ مسرعة ، فاوقعت وهي فى طريقها كرسيأ
- اجري نحو القرية إذا كنت تريدين ذلك ولكن كما قلت لك ، فلا احد يسكن هناك ولن يساعدك احد ... واذا كنت مكانك ما كنت اجهدت
نفسي دون فائدة تحت اشعة الشمس المحرقة .
والحق ان الحرارة كانت خانقة ولا يخفيها بالكاد إلا الرياح الهادئة ، ولكن `انجريد` كانت قد خرجت عن وعيها فلم تحاول ان تفهم اي
شيء وجرت وسط الدجاج الموجود امام المنزل المهدم .. منزلها .
ولكنها وجدت `يانيس ` في انتظارها عند المدخل وعلى شفتيه ابتسامة عريضة .
- لقد اكد لي والدك حبك للاحجار القديمة فلم اخيب امالك ، إن كل شيء هنا ينم عن الاصالة .
رفعت الفتاة كتفيها ونظرت بحزن إلى المكان المظلم الذي يسميه
`يانيس ` المطبخ ، فالمكان يحتوي على منضدة صغيرة وكرسيين
صغيرين وسخان وادوات مطبخ قليلة وبعض الفناجين الموضوعة على
الرف الصدىء .
جلست الفتاة على حافة الفراش الذي ربما يكون `يانيس ´ قد قضى
ليلته فوقه وقررت لعب اللعبة ، فقالت في النهاية :
- كل شيء رائع ! قصر حقيقي ! واعتقد ايضا ان البحر يحل محل دورة المياه !
قال `يانيس ´ :
- في الصباح الباكر ! ولكنني اخشى الا يكون هذا المنزل قد اعجبك
وسترين عندما اقوم بإصلاح النوافذ وطلاء الجدران كم انه منزل رائع .
قالت `انجريد` وهي تضع الفنجان في الدلو المملوء بالماء قريبا
منها.
- لا اشك في ذلك ! ولكن كيف ستحل مشكلة المياه ؟
- انت غير مدركة للامر تماما .
نزع ´يانيس ` الفنجان بعنف من يدها فوقعت المياه على الارض ثم قال لها:
- لابد في البداية من غلي المياة لثم يمكنك تناولها بعد ذلك ،
هيا لاريك البئر ، إنه خلف المنزل ، امسكي المنشفة والصابون فربما تحتاجين إليهما إذا فكرت في الاستحمام الأن .
- ياله من لطف منك ! إنك تفكر في كل شيء .
- لنقل إننى ابذل جهدي ...
تبعته الفتاة فى صمت ولكنها لم تستطع منع نفسها من الاعجاب بجسده وكتفيه العريضتين وساقيه الطويلتين ، كان جسده كتماثيل
اليونان .
لابد ان ملمس جلده البرونزي ناعم جدأ ، اكتسى وجه الفتاة بحمرة
الخجل عندما فكرت بهذه الصورة .
قال `يانيس ` .
- إن المنظر ممل جدأ امام المنزل ولكنه مسل في الخلفية . فكرت الفتاة في نفسها : ياله من حكم متواضع ثم تاملت المنظر
وكان عبارة عن حديقة مهملة وحشائش لونها اصفر تمتد حتى جدران
المنزل ...
ولم يكن هناك إلا بعض ازهار القرنفل التي تزين هذه الارض
الجرداء .
التقطت ´انجريد´ زهرة قرنفل وهي في طريقها ثم تبعت ´يانيس حتى وصلا إلى البئر الذي تخفيه شجرة تين .
قال لها `يانيس ` وهو يضع قطعة الصابون على حافة البئر :
- ساتركك ، إن الدلو يتدلى في البئر ويمكنك فقط ان تسحبيه .
- هل اتجرا واطلب منك الانتظار لتساعدني في دعك ظهري ...
- كم ان ´مينلوب ` ستسعد كثيرأ برؤية هذا المشهد !
تراجعت ´انجريد´ إلى الوراء عندما لاحظت تقدم عنزة صغيرة تتضور جوعا منهما .
- لا تخافي يمكنك مناداتها باسمها ، فذلك يسعدها كثيرأ ، كما انني انصحك بمصاحبتها حتى يمكنك الحصول على لبنها لتضعيه
على قهوتك ...
تحسست ´انجريد´ ظهر العنزة بخجل .
- ساستغنى عن ذلك !
- لا داعي لذكر ذلك الأن يا`انجريد` ، فيجب ان تتعلمي كيف تحلبين
عنزة وكيف تجمعين الحطب للموقد ، وعندما اعود اريد ان اجد المطبخ
نظيفا والمائدة معدة والنارمشتعلة !
- دقيقة واحدة ! في البلاد المتحضرة ، يتقاسم الزوجان كل الاعمال
المنزلية !
- اعرف ذلك ! ولكن اطمئني فلا توجد هنا حانات اقضي
فيها وقتى وذلك منذ زمن بعيد ، ولكنني اشغل نفسي بالتاكيد في
الحصول على الطعام ! اتمنى ان تكوني ممن يحبون تناول السمك ...
- وهل لدي اختيار اخر ؟
لم يستطع ´يانيس ` ان يمسك نفسه عن الضحك فابتسم ابتسامة
سخرية بطريقة اخافت الفتاة .
- اعتقد انك بدات تفهمين ...
- ولكن لدي سؤال اود معرفة إجابته .
- اتمنى ان يكون السؤال الاخير .
- هل يمكن ان تشرح لي ما فائدة وجود هذه العنزة والدجاج هنا في
هذه الجزيرة غير الماهولة ؟
- لقد اتيت بها خصيصا من اجلك ...
جحظت عينا ´انجريد´ واومات براسها ، لثم قالت بإرهاق :
- إذن فهمت جيدأ. فكل الديكور الموجود هنا لم يكن بمحض الصدفة .
- لقد اعددت لك كل شيء في اليوم الذي قررت الزواج منك فيه والذي
اخبرتني فيه بموافقتك على مشاركتى الحياة ، وانا حياتي هنا
وستبقين هنا طالما اريد ذلك


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-08, 11:14 PM   #23

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

وعند هذه الكلمات اختفى في الحشائش الطويلة تاركا الفتاة وحدها
مع مصيرها الحزين .
وبعد ان اخذت الفتاة حمامها عادت إلى المنزل يائسة بعد ان قررت
فحص هذا المكان المنعزل بعناية .
وقامت بجولة سريعة فلم تكتشف شيئا إلا بعض العلب المحفوظة التي اخفاها ´يانيس ` ، ولم تجد اي شيء يمكن ان يعزيها في هذا
المكان ، وعندئذ فكرت بحنين في المكان السحري البعيد الذي يشبه الجنة المفقودة الا وهو ´بيلوود هاوس ´ ، فقد عرفت الاسوا الآن
بصحبة زوجها `يانيس ` وكم تشك في انها لن ترى الافضل في اي يوم ...
وضعت ´انجريد` خمارأ على راسها ليحميها من اشعة الشمس
الحارقة وقضت طوال فترة الظهيرة تجمع الخشب الموجود على الجبل
حيث اشجار الزيتون كما اهتمت بنقل المياه وتنظيف المنزل ، ولكن لا شيء , فعلى الرغم من جديتها في العمل وحماسها ، رفض الموقد
العمل وكاد التراب يخنقها والتفت خيوط العنكبوت على المكنسة . ورده قاييـن
جلست ´انجريد´ في ضيق على عتبة الباب والدموع في عينيها
واخذت تتامل قرص الشمس البراق وهو في طريقه للقاء سطح البحر
فتهدا القرية بمطاحنها ذات الاجنحة المتكبرة والكنيسة الصغيرة
التي يغمرها الليل بهدوئه .
مكثت الفتاة طويلا في مكانها وهي مشدودة بروعة المكان والوان
السماء الزرقاء المتعددة .
نعم ، ´يانيس ` يشبه هذه الارض بصلابتها وقوتها ، وربما بعقوقها
ايضا ، هذا ما فكرت فيه الفتاة بمرارة وهي تدلك قدميها المتالمتين
بالاحجار .
كان ثوبها قد تمزق ، كما دخلت الاشواك في يديها . نهضت الفتاة
ببطء وهي تتالم لتترك الفرصة لـ`يانيس ` ليدخل عندما سمعته
يقترب بينما لم يحمل ´يانيس ` نفسه على الأقل عناء النظر إليها
ولكنه قال :
- يالها من ربة منزل سيئة تلك التي تزوجتها .
تقدمت `انجريد` نحوه دون ان تمسح دموعها التي تترقرق على خديها ، فقد اعجزتها قسوته عن النطق .
اضاء `يانيس ´ المصباح ووضع السمكتين اللتين اصطادهما على
المنضدة ، ثم قال بجمود :
- انت لم تستطيعي عمل اي شيء ليديك هيا ساهتم بتحضير
العشاء بنفسي ولكن غدأ ستكونين انت المسؤولة والأن عليك كنس
هذه القاذورات .
- `يانيس ` ، ارجوك ، نحن لا نستطيع الاستمرار هكذا .. إنني حتى لا اقوى على تناول الطعام .
نظر إليها `يانيس ` فلم تجد `انجريد` في نظرته اي عطف او شفقة
وعندئذ ظلت الفتاة تنظر إليه كالتائهة والمكنسة في يدها بينما ذهب `يانيس ` ليشعل الموقد وينظف السمكتين .
- عليك تنظيف سمكتك ولكن احترسي فسن السكين حاد جدأ .
- انا لا استطيع وانت لا يمكنك ان تجبرني على ذلك ! اطلب مني اي
شيء ولكن ليس ذلك الا ترى في اي حالة يدي .
رفع `يانيس ` كتفيه .
- في هذه الحالة يمكنك إنضاجهما بنفسك .
امسكت `انجريد´ السمكتين في ضيق ووضعتهما على النار بعد ان
اضافت إليهما زيت الزيتون والبهارات ، وعلى الرغم من حرارة النار
امامها ، كانت الفتاة ترتعش وهي تعلم جيدأ ان `يانيس ` يراقبها .
قالت الفتاة بعد دقائق :
- اعتقد ان الطعام تم إعداده .
- حسن ، والأن ساريك كيف نعد السلطة .
- انت لا تقدر مواهبي في الطبخ دعني اعدها بنفسي اعتقد انه
لا فائدة لان اسالك من اين اتيت بهذه الكنوز ...
- الحق ان لا شيء ينمو فى هذه الجزيرة فيجب ان تعرفي ذلك
جيدأ ...
اخذت `انجريد` تقطع الطماطم والخيار بهدوء ، ثم تضيف الزيتون
وتضع الزيت وعندما عاد يانيس وهو يمسك بزجاجة في يده ، كانت المائدة قد اعدت فجلس امامها دون ان ينطق بكلمة واحدة ، ثم
وضع في الكوب سائلأ اصفر اللون .
- هيا تذوقي معي فالـ `رتسينا´ رائعة مع السمك .
- إنني اتساءل إذا كنت فعلا ساتناول سم الشوكران عن طيب خاطر
مثل `سقراط ` ...
- ياله من تلميح سيئ ، ولكنني لا اريد ان اضع نهاية سريعة
وجذرية لمحنتك يا عزيزتي `انجريد` .
- - إن ذلك يدهشني من جانبك ، ولكن ترى كم من الوقت ستحبسني
خلاله هنا ؟
- هذا يتوقف عليك وفي انتظار ذلك هيا تناولي طعامك !
التهمت ´انجريد` السلطة والسمك والعنب الذي احضره `يانيس بشهية مفتوحة ،ثم بدا ´يانيس ´ هادئا بعد ذلك على الرغم من كلماته اللاذعة .
قالت `انجريد` وهي تتثاءب :
- يالها من روعة ! لقد فقدت قدرتي على تحديد الوقت ولكنني اعتقد ان الوقت تاخر وحان موعد النوم .
- إن ذلك قرار حكيم لان من غير المعقول ان تظلي في فراشك حتى
الظهيرة غدأ كما فعلت اليوم .
قالت الفتاة بصوت هادى:
- اشك في ذلك .
ثم اضافت بخبث وهى على السلم :
- واعتقد انه لا داعي لان تاتي لتغطيني تصبح على خير !
- `كاليسبيرا` ...
نزعت ´انجريد` ملابسها بسرعة شديدة في الظلام ، ولم تكن تريد في هذه اللحظة سوى شيء واحد : وهو ان تتمدد على الفراش وتنام ، تنام ...
ثم تنفست الصعداء وتمددت على الفراش الذي يبدو مريحا جدأ في هذه اللحظة واغمضت عينيها وعندئذ استمعت إلى ضوضاء تاتي من المطبخ وعندما سمعت صوتأ ما على السلالم اعتقدت ان ´يانيس ياتي وراءها ، فاطفات النور وحاولت النوم ولكن كيف السبيل إلى ذلك وهي تشعر بالقلق والعصبية نتيجة لوجود هذا الرجل الغامض .. زوجها ..
ومع ذلك هدات قليلا واستسلمت للنوم الرائع ... استيقظت الفتاة عند الفجر عندما سمعت صوت المطرقة العالي وكانت لا تزال نائمة فتسللت خارجة من الفراش ونظرت من الطاقة لتلاحظ ان الحرارة مرتفعة على الرغم من رطوبة الجو العالية مما يؤكد انها ستكون افظع من الامس . و ر د ه ق اي ي ن
وكان `يانيس ` قد استيقظ واخذ يصلح باب المطبخ فحاولت `انجريد´ ان تنام ثانية ، فلم تكن قد نامت إلا ساعات قليلة ولكنها افاقت سريعا عندما لاحظت وجود كومة من الملابس المتسخة في وسط الحجرة ! وكان عزاؤها الوحيد في ذلك ان ´يانيس ´ قد كلف نفسه عناء إحضار ملابس اخرى لها .
قالت الفتاة وهي تمسك بالثوب الذي جاء في يدها :
- سينتهي بي الأمر إلى ان اقنع نفسي بوجود ملابس وخزانة ملابس
هبطت انجريد´ السلالم بحذر وهي تمسك بالملابس المتسخة بين يديها ، ثم قالت بهدوء :
- كاليميرا .
- `كاليميرا` . ضعي هذه الملابس هنا يمكنك غسلها فيما بعد ، والآن اعتقد انك تستطيعين إعداد البيض الاومليت ، وإذا كنت تريدين لبنأ طازجأ ، يمكنك حلب `بينلوب .
نظرت ´انجريد´ إليه نظرة غضب ، فقد كانت تتمنى استقبالا اكثر
حرارة ، فوضعت الملابس واخذت تبحث عن البيض وبعد حوالي ربع ساعة من السباق الجنوني مع الدجاج نجحت `انجريد´ وعادت إلى المطبخ ومعها ثلاث بيضات في يديها ، اما بالنسبة للبن ، فقد تراجعت تماما عن الفكرة ويتبقى الأن امر الموقد ... واخيرأ وبعد عدة محاولات فاشلة ، نجحت في إشعاله .
فقال يانيس ´ :
- تهنئتي ارى بعض التقدم .
لم تهتم ´انجريد´ بهذه الملاحظة واخذت تضرب البيض بنشاط ثم تضيف إليه البطاطس والفلفل والبصل والطماطم . صاحت `انجريد´ حتى يسمعها ´يانيس ` على الرغم من صوت المطرقة :
- لقد اعد كل شيء !
وضعت ´انجريد´ البيض الاومليت في الطبق وعيناها تشعان سعادة ثم صبت القهوة فى فنجان `يانيس ´ وقطعت الخبز شرائح ، وبعد ذلك اخذت تنظر إليه وهو يتناول فطوره الذي تستحق الشكر من اجله وكانت لاتزال تقف بجانبه . واخيرأ قالت له بعد ان انتهى من طعامه :
- هل كان جيدأ ؟
- معذرة ؟
- إنني اسالك هل اعجبك هذا الفطور ... اكتفى `يانيس ´ بان قال لها وهو يبتسم في سخرية :
- عندما يكون الإنسان جائعا يجد كل شيء لذيذا ...
- انت ظالم كريه كنت اريد مصالحتك ولكن لصبري حدود !
- اما انا فصبري لا حدود له ... واحب ان اذكرك انني السيد هنا وان الغسيل في انتظارك .
- إنني امقتك !
نهض `يانيس ´ من مكانه وامسك بها .
- حقأ ؟
فالتصقت `انجريد به لتشعر بحرارة جسده ولتسمع دقات قلبه ولتسعد بشفتيه القريبتين منها ولكنه دفعها بعيدا عنه .
- هل سيتغير من الامر شىء إذا قلت لك نعم لاحظت الفتاة اضطرابأ شديدا فى عينيه .
- ربما . سنتحدث عن ذلك فيما بعد عندما تنتهين من عملك . مر النهار دون ان تحاول ´انجريد´ التحدث اليه مرة ثانية ، وغسلت الملا بس المتسخة وجففتها تحت اشعة الشمس ونظفت المطبخ واعدت طعام العشاء وبين الحين والأخر كانت تراقبه خلسة وهو يصلح النوافذ كانت `انجريد` قد بدات تعتاد على هذا الجو ولم تعد المحن التي يعرضها لها ´يانيس ` غير محتملة كما كانت بالامس وعلى الرغم من كل شيء ، كان لهذه الحياة طابعها المميز والجذاب قالت له الفتاة عندما راته يهتم باعمال النجارة فوق السقالة .
- اين تعلمت كل نلك ؟
- هنا وهناك ...
- هل عملت بالنجارة من قبل ؟
- من قبل ماذا ! قبل ان اضع يدي على ثروة ´اندروبولوس ´ ! كلا لقد تعلمت اشياء كثيرة لاننى فهمت انه من الافضل ان يعتمد الأنسان على نفسه فى حياته ، كما ان والدتي لا تسطيع الاعتماد إلا علئ ...
- ولكن فيم ينفعك ذلك ؟ لانك لست بحاجة إلى إثبات اي شيء الآن كما ان والدتك لا تعيش هنا
-ثم بعد ؟ فها نحن نعيش هنا !
- اسلم بذلك ولكننا لن نبقى هنا فى هذه الجزيرة طوال العمر ! هبط ´يانيس ` من مكانه ونظر إليها بثبات .
- ولم لإ ؟
- لانك بكل بساطة رجل اعمال وعليك العودة إلى الواقع إن اجلا ام عاجلا .
- ولكن اليست هذه الجزيرة جزءأ من الواقع فى نظرك ؟
كما انني يمكن ان اكف نهائيا عن هذه الاعمال إننى افكر فى ذلك منذ سنوات طويلة ، فانا افضل البساطة .
- انت تمزح !
- كلا يا `انجريد` إننى اتمنى ان يولد طفلي وينمو في هذه
الجزيرة . ولكن الشىء الذي افكر فيه الآن هل حقا اتمنى ان تكوني انت ام طفلي ...
ورده قايين


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 10:24 PM   #24

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس


وقفت `انجريد´ تتنفس بعمق امام الصخور التي تنحدر بطريقة شديدة حتى تصل إلى البحر وكان المكان خاليأ ويائسأ .
وكما لو كان لا يمكن لاي شىء ان يوقفها او يمنعها ، تسللت `انجريد` نحو الخليج حيث تختفي الصخور اسفل النباتات الكثيفة القصيرة فتعطي اشكالا والوانا رائعة تميل إلى الاحمر والبنفسجي. كادت انفاسها تتوقف وتترقرق في عينيها الدموع ، صعدت الفتاة على الحافة الخشبية فوق الامواج ووصلت إلى حرفها وجلست تتامل الافق وهي تحاول ان تجد تسلسلا منطقيا لهذه الاحداث الاخيرة وتمني نفسها بالأمل مرة ثانية . . كان كل شيء مشوشا في راسها وفي قلبها وكانت كلمات ´يانيس ´ الاخيرة اشبه بالضربة القاضية . لقد وافقت على كل شيء حتى الآن وتحملت العذاب دون تمرد والأن يبدو لها الموقف واضحا وجليا .
كيف عجزت عن ان تفهم نواياه! وفجاة ، بدا لها كحقيقة جلية ان `يانيس ´ لم يكن ينوي ابدأ الاعتراف بها كامراته .

اغمضت عينيها وهي ترتجف ورفعت يدها نحو فمها لتكتم نحيبها، وفجاة وجدت نفسها وحيدة فوق هذه الحافة الخشبية التي تشبه
الجسر العائم حيكث الهواء شديد وكانت قدماها عاريتين وعيناها
زائغتين ووجهها احمر وهي ترتدي هذا الثوب البالي ، بينما كان
شعرها يتناثر حول وجهها ... رات نفسها وكانها تائهة ومجنونة .
لابد لها من التفكير والمواجهة وتخفيف حدة هذه الماساة .
واهم شيء الأن ان تحتفظ ببرود اعصابها والا تترك الفرصة
لمشاعرها ان تتحدث بدلا منها .
ومن المؤكد ان `يانيس ´ سيمل هذه اللعبة القاسية التي يلعبها معها
اجلا ام عاجلا وسيتركها ترحل بعد ذلك .
فالمسالة مسالة وقت وصبر وقوة تحمل ليس اكثر وعلى الرغم
منها ، تحسست ´انجريد´ خاتم الزواج فشعرت انه اكثر ثقلا من اثقل هلب في العالم . ..
وظلت ساهمة بعض الوقت كانها تحلم وهي ترى احد الزوارق يمر
امامها .. تقلصت يداها ، كلا إنها لا تحلم وليس ذلك سرابا ، إنه شراع ابيض يسير ببطء فوق المياه على الطرف الأخر من الجزيرة .
اغمضت ´انجريد` عينيها بعض الشيء حتى تستطيع مواجهة ضوء
الشمس المبهر فلاحظت وجود رجل على مقدم الزورق . من المؤكد ان
احدأ لا يقيم في جزيرة ´ليناكاريا` ولكن الجزر المجاورة ماهولة
بالسكان .
لو كانت تنجح فقط في تاكيد وجودها فسياتي الزورق لنجدتها .:
وسيتم إنقاذها !
لوحت ´انجريد´ بذراعيها في كل الاتجاهات وهي تصيح بصوت عال .
- توقفوا ! ارجوكم .. هنا !
ولكن صوت الرياح اشتد وغطى صوتها بينما اختفى الزورق في
الأفق .
فقالت ´انجريد´ لنفسها في رعب .
` ياإلهي ، لقد انتهيت حقا هذه المرة ´ .
نادت الفتاة بصوت عال للمرة الثانية وهي تلوح بيديها بقوة
فاندفعت إلى الوراء بشدة وعندئذ صرخت ولكن الوقت تاخر ! فقد
ارتخى الخشب فجاة محدثا صوتا شديدأ .. ووجدت `انجريد´ نفسها
في الهواء ، فحاولت الإمساك بالحافة او المرسى الخشبي وهو ينكسر
ولكن هيهات . اغمضت الفتاة عينيها وغطست في الماء براسها ...
وفي هذه اللحظة بالضبط ، امسكت يدان قويتان بها ورفعتاها إلى
اعلى وكانت الصدمة شديدة على ´انجريد´ مما جعلها عاجزة عن إدراك
الموقف ولكنها شعرت بقدميها عاجزتين بينما وجدت نفسها فجاة فوق المرسى من جديد وهنا تنفست بعمق .
ومع ذلك كاد قلبها يقفز من صدرها من جديد عندما رفعت عينيها
ورات الرجل الذي يقف بجانبها ... وكان `يانيس ` لا يزال يمسك بها
حتى يساعدها على الاحتفاظ بتوازنها .
تمتمت الفتاة بصوت ضعيف :
- انا .. اتركني ..
- هيا اهدئي ! إياك وان تفعلي ذلك ثانية !
كان يبدو حقا مهتما بها وكان صوته يدل على قلقه المتحفظ ثم تركها وعندئذ ارتجفت الفتاة بشدة وتارجحت وهنا امسك بها ´يانيس
من جديد والتصق بها ، فاغمضت `انجريد` عينيها وشعرت بان جسده
يشع قوة ودفئأ لاول مرة تشعر بهما منذ زمن بعيد ، فهدات بعض
الشىء . وبينما كان قلباهما يدقان بعنف حاولت `انجريد´ ترتيب افكارها حتى تستطيع السيطرة على نفسها .
هل هي حقا بين ذراعي الرجل الذي كان يحتقرها منذ اقل من ساعة ؟
لابد لها من ان تكون حذرة .
سالها برفق :
- هل انت على مايرام ؟ ما الذي جعلك .. جعلك تقفزين ؟ نظرت إليه في دهشة :
- اقفز ؟ انا كنت اريد فقط السباحة كما انني اعشق الغطس ، ولم
اكن اعرف ان ذلك ممنوع ولا ان المرسى الخشبي يمكن ان ينكسر ,
قالت `انجريد´ جملتها الاخيرة في تهكم ملحوظ ، فاجابها بصوت اجش .
- اعتقد ان هناك تفسيرأ اخر ، انظري إلى نفسك ... إنني اشك في انك كنت تنوين السباحة بكامل ملابسك .
- ولم لا ؟ فملابسي التي اتيت بها إلي تجعلني اكره ارتداء ملابس البحر !
- وهل اخترت السباحة والغطس فوق هذه الصخور ايضا اعتقد ان الشاطئ اكثر ملاءمة وهو على بعد ..2متر فقط من هنا حيث الرمال الناعمة ...
هزت الفتاة راسها في تحد :
- هذه مسالة تخصني وحدي 0
قال لها وهو يضبط شعرها المتناثر إثر شدة الرياح :
- يبدو انك تفضلين الحياة في ماساة .
- اعتقد ان هذا التشبيه يليق بك اكثرمنى ايها الجبار العزيز ! وضع ´يانيس يده على رقبتها ليعيد راسها إلى الوراء وكانت عيناه تبرقان بالشرر .
- انت تكذبين كثيرأ منذ ان حضرت إلى هنا ! فعندما وصلت إلى هنا ، كنت على وشك دك راسك فوق الصخور
خفض ´يانيس ` صوته ، ثم تابع حديثه بحزن واضح :
- كاد يكون الفرق فى التوقيت اقل من ثانية ، ولا اعرف هل حقا كنت سانجح فى إنقاذك فى عدم وجود هذا المرسى الخشبى ...
كان `يانيس ´ شاحب الوجه يحاول إخفاء اضطرابه ، ولكن ´انجريد كانت كانها تتحداه فى هذه المرة .
- لانك تعرف انني اريد وضع حد لحياتي بسببك ، بسبب كل ما تفعله منذ ان اصبحت تحت رحمتك ! يالها من اوهام ياعزيزي ، ولكن مهما فعلت ومهما قلت ، فلن تدفعني إلى العنف ثانية
ظل ´يانيس ` صامتا ولكنه دهش جدأ فقد قالت ´انجريد´ هذه الكلمات بحدة كانها تعيش اهم لحظات حياتها و تتخذ اهم قراراتها ، وهنا خفف ´يانيس ´ قبضته عليها وخطا عدة خطوات على المرسى وهو يولي ظهره لـ ´انجريد´ ، ثم اغمض عينيه وقال كانه يوجه حديثه إلى السماء .
- ´انجريد´ يجب ان تعرفي انني كنت قلقا جدا عليك عندما اختفيت في التيار ...
- اه لكنني لم اشك في ذلك دقيقة واحدة ، فالسيد غالبا ما يشعر بالقلق على خادمه اذا هرب منه !
- كلا . لم ارد قول ذلك ، عندما تحدثت الأن . كنت اقصد ... لم تترك له الفرصة ليكمل جملته وقالت .
- اسمعني ! اعترف انني فوجئت بتصرفك وقولك ، ولكن الشيء الوحيد الحقيقي هنا هو ذلك الكلام الذي قلته لي عندما تزوجتنى !
توقفت قليلا لتأخذ أنفاسها وتتمالك اعصابها وكان يانيس قد اقترب منها وهو لا يزال صامتا .
- انا لا احتمل هذا الفراغ فيه الذي أعيش فيه وأريد ان أعود كما كنت , اريد ان اعرف ما هذا الذي يحدث بيننا وما الذي تشعر به نحوي ... اذا كنت حقا قادرا على ان تشعر بأحساس ما ؟
- احساس ما ؟
امسك ´يانيس´ بقبضة يدها ، ثم جذبها نحوه بعنف ، وفي هذه اللحظة سيطرت على ´انجريد´ الرغبة في معرفة الحقيقة ومعرفة المستقبل اكثر . من رغبتها فيه شخصيا ، فابتعد عنها ´يانيس´ . ومن الطبيعي ان تستخدم ´انجريد´ جاذبيتها كالعاده لتثنيه عن عزمه وتهدئ من حقده ولكن الآن هاهو ذا يقرأ التحدي في عينيها ويقرأ مطالبها ايضا ، لقد اضعف من نفسه امامها عندما تركها تشعر بتمسكه بها . ورده قايين
ومن الآن فصاعدا ، ستمتلك انجريد السلاح الذي يجعلها تنجح
في تغيير مسار المعركة ، وستنجح ايضا في جعله يتولى الدفاع عن نفسه .
وبدا `يانيس ´ يشعر بذلك ولكنه يرفض الاعتراف به ، وهنا استخدم كل قوته ليلصق ´انجريد´ بجسده وهو يعلم جيدأ مدى خطورة هذه اللعبة .
حاولت ´انجريد` الخلاص من قبضته فمجرد لمسه لجسدها النحيل كاف لان يفقدها اعصابها

وعندئذ قبلها ´يانيس ´ بحرارة كانه يحارب نفسه , وعندما لمست
شفتاه شفتيها شعر بمدى قوة الرباط الذي يجمع بينهما . وان هذا
الرباط اقوى من انجذابه لها واقوى من الماضي واقوى من الحقد .
شعرت ´انجريد´ انها تكاد تفقد إرادتها وان غضبها يتحول إلى رغبة
جامحة ، فعجزت عن المقاومة والتصقت به وكان من السهل جدأ ان
تنسى كل شيء فيما عدا إحساساتها المجنونة التي تولدت بداخلها...
وعندما شعر ´يانيس ` برد فعلها ، كاد يفقد رشده وكادت شفتا ´انجريد´ تجعلانه ينسى جميع قراراته .
ثم قال بهدوء وهو ينظر إلى عينيها اللتين تكشفان عن رغبتها والى
خصلات شعرها المتناثرة :
- إحساس ما ؟ هل اقنعتك هذه الإجابة ؟
- نعم ولا ... فانا لن اعرف الإجابة إلا إذا اصبحنا عشيقين .
همست ´انجريد` بهذه الكلمات الصريحة وهي ترتجف بشدة .
- هل انت متاكدة من ذلك ؟ هل تريدين ذلك حقا ؟
- نعم يا `يانيس ´ والآن ...
وفجاة عادت جميع الصور التي يحاول طردها من ذاكرته إلى
مخيلته ، نعم إنه لايزال يرغبها كما كان يرغبها منذ ان راها اول مرة .. رغبة مجنونة , إنه يريدها بين ذراعيه .. يريد ان يحبها .. ان يذوب
بين ذراعيها ، وكانت `انجريد´ ترى هذه الرغبة واضحة في عينيه ، فشعرت بالانتصار لمدة دقيقة ولكن ´يانيس ` دفعها فجاة بعيدأ عنه .
- لا تحاولي جعل الموقف اكثر تعقيدأ مما هو عليه ...
لثم ارتسمت ملامح غريبة على وجهه وهو يهمس قائلا كانه يتحدث إلى نفسه :
- نفس الطبيعة ، متهورة وقاسية كما عرفتك ، نفس القدرة
على البحث عن العيب في الأخرين حتى تتمكنى من السيطرة عليهم .
- ´يانيس ` !
امسكت ´انجريد´ يده بعنف ، فبدا كانه عاد إلى الواقع واخذ ينظر إليها فقالت له .
- `يانيس ` ، الهذه الدرجة تكرهنى ؟
- انا لا اكرهك حتى لو كنت اريد ذلك ، ولكنني اطلب منك الصبر
فقط والانتظارقليلا .
- حسن ... وخلال هذه الفترة لا تنتظر مني شيئا غير ان اكون خادمة مطيعة .؟
- اطمئني .. انا لا انوي غير ذلك ...
اجابها وهو ساهم وعيناه مسلطتان على إحدى يدي الفتاة ، ثم
سالها وهو يقترب منها ليرى اكثر وضوحا :
- لقد جرحت يدك !
- اعتقد انه لا خطورة في ذلك ولن يعوقني اي شيء عن القيام بعملي .. لقد جرحت في الخشب الذي يحتاج إلى أصلاح هو الأخر .
- ربما ولكن من الضروري الأن تطهير الجرح لنعد إلى المنزل ،
اعتقد انني احضرت معي بعض الضمادات والمطهرات ... عادا معا إلى المنزل وهما يسيران جنبا إلى جنب في صمت خلال
الطرقات الضيقة للجزيرة المهملة ، وكانت ´انجريد` تجري بجانبه حتى
تلاحق خطواته الواسعة ولكن عندما لاحظت ان المسافة تطول بينهما قالت له في ضيق :
- الا يمكننا ان نسير بهدوء بعض الشىء ؟
وهنا لاحظ ´يانيس ` الامر واستدار نحوها وهو يبتسم في سخرية . ثم مد ذراعه نحوها ليساعدها ، لكن ´انجريد´ تجاهلت هذه الدعوة
لعلمها ان مجرد لمس جسده يسبب لها تدميرا كاملا ثم سارا معا ببطء قليل وفي صمت تام . وضعت ´انجريد´ يدها على مائدة المطبخ واخذت تفحصها


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 10:26 PM   #25

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

-هل تؤلمك ؟
هزت الفتاة راسها :
- كلا دعني اهتم بنفسي ، فيمكنني عمل ذلك وحدي .
ابتسم `يانيس ´ قائلا :
- استطع ايضا ان اكون رقيقا !
امسك يانيس يدها واخذ ينظر إلى الجرح ، فهو عميق حقا ،
ثم بدا يطهره بهدوء ووضع عليه ضمادة بطريقة محترفة .
وعندئذ لم تستطع ´انجريد` ان تمسك نفسها عن التأثر بهذه الرقة
غير المتوقعة ، ياله من شخصية متناقضة هذا الرجل احيانا مزعج واحيانا قاس ، واحيانا لطيف ، واحيانا عاشق ، إنه يسبب لها حيرة دائما ...
واخيرأ قال بصوت دافئ بعد ان انتهى من وضع الضمادة .
- ها هي ذي ، اعتقد ان عليك الانتظار لمدة ايام قبل ان تذهبي للاستحمام .
ابعدت ´انجريد´ المقعد ونهضت من مكانها ، فنظر `يانيس ` إليها نظرة قاسية مما جعلها تشعر بالضيق فقد اصبح الأن اكثر تهديدأ واكثر حزما عما كان عليه منذ ساعات قليلة ، تراجعت الفتاة إلى الخلف بخجل ثم غادرت الحجرة بسرعة شديدة . وفي الايام التالية ، لم تحاول ´انجريد´ ان توجه إليه كلمة واحدة او ان تخترق عازل الوحدة الذي فرضه كل منهما على نفسه ... فهذا الرجل الذي تزوجها ، هذا الرجل ، الذي لم تعد تعرف إن كانت تريده ام لا ، عزلها عن العالم كله .
وعلى عكس ما كانت تتوقع ، لم يحاول الاقتراب منها ولو لمرة واحدة .
وردة قايين
وفي المناسبات النادرة التي كانت تجمع بينهما كان البرود والحقد يسيطران عليه ...
تجرعت الفتاة هذه الألام بصبر ، ولحسن الحظ كانت اعمال المنزل تشغلها دائما وكانت تجد في ذلك سلواها طوال اليوم فذلك افضل من ان تجلس تندب حظها .
وبعد محاولات عديدة طوال الاسبوع ، نجحت اخيرأ في حلب ´مينلوب ` ، واصبحت `انجريد` تاتي باللبن منها كل يوم وشيئا فشيئا اصبحت تشفق على هذه العنزة الهادئة وتكن لها الحب . وفي كل يوم ، بدات الفتاة تكتشف الجديد في مواهبها كسيدة منزل وظلت العلب المحفوظة التي اتى بها ´يانيس ليستعملاها في اليوم الذي يفشل فيه في الصيد في مكانها كما هي دون استعمال . وتبقت امامهما مشكلة عويصة وهي مشكلة الخبز ... وكان على
´انجريد` عمل خبز الـ´بيتا ولكنها فشلت في ذلك وعجزت عن الحصول
على هذا الخبز ، فتارة تضع دقيقا كثيرأ وتارة تضع ماء كثيرأ وتارة
تنسى الخبز فيحترق ولكن مع الإصرار ، نجحت بعض الشيء
ووصل بها الامر إلى انها اعتقدت ان نجاحها في صنع هذا الخبز متعلق بخروج `يانيس ` عن عزلته هذا إذا ما نجحت فعلا في صنع
الخبز كما كانت والدته تفعل .
ومنذ مشهد المرسى الخشبي ، لم يعد `يانيس ´ كريها كما كان ، كان
يستيقظ في الفجر ويقضي معظم يومه في الخارج ، وفي الصباح قبل
ارتفاع درجة الحرارة كان يهتم باعمال المنزل حتى اصبح للمنزل بريق نوعا ما وساعد في ذلك لون الجدران البيضاء .
وبعد الظهيرة ، كان يختفي دون ان ينطق بكلمة واحدة ولم يحاول
ابدأ ان يعرض على `انجريد´ فكرة الذهاب معه للصيد في زورقه التقليدي .
اما في المساء عقب غروب الشمس ، فكان يعود إلى المنزل ويجلس
ليتناول طعامه وحيدأ .
اما `انجريد´ فكانت تصعد إلى حجرتها وهي عاجزة عن تحمل بروده
وقسوته وخشونة فمه الذي يتناول الطعام بطريقة الية وجسده الذي يرفض منحها الحنان .
وكم من الليالي بقيت الفتاة مستيقظة وهي تستمع إلى صوت انفاسه وحركاته ، ولم ينجح النوم ابدأ في بعث الهدوء والطمانينة
إلى نفسها .
ولم تعد تشعر انها مرعوبة او انها تتفق حتى مع نفسها وقد غيرتها كثيرأ الحياة في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس الحارقة
للبحر المتوسط ، واصبح جسدها ينعم بالصحة واخذ جلدها
الضعيف اللون الذهبي الجميل مما اضفى عليها جمالا اخاذا بجانب
غموض عينيها الزرقاوين .
نعم إن الإقامة في `ليناكاريا` كانت تضفي عليها إكسير الحياة على
الرغم من كل شيء ...
وكلما كان الوقت يمر كانت ´انجريد` تعتاد هذه الحياة وفي كل
يوم يذهب فيه ~يانيس ~ كانت تبدا في اكتشاف الجزيرة من حولها ،

فاكتشفت خلجانأ صفغيرة رائعة ذات رمال بيضاء وبدات تاخذ
حمامها في احد هذه الخلجان ، كما كانت تجلس لتتامل الجزيرة
الاخرى على الجانب الآخر التي كانت تبدو براكينها كانها تتحدى سماءها .
ولكن هذه الجزيرة للاسف كانت خالية ايضا ومع ذلك من المؤكد ان الزورق الذي راته منذ فترة كان اتيا من جزيرة اخرى
ولاحظت ´انجريد` وجود صخرة ملساء ، ياله إذن من مكان رائع
حيث يمكن ان تجفف نفسها اسفل اشعة الشمس ، فنزعت حذاءها
وتجردت من ثيابها وجرت فوق الرمال الساخنة على الشاطى . ثم غطست بهدوء في المياه ، فارتعشت للانتقال من السخونة إلى
البرودة ولكنها سرعان ما اعتالدت على برودة المياة واخذت تسبح حتى
تريح جسدها ، وفعلا نجحت لمسات الامواج في تخفيف توترها
وتشنجاتها ... واخيرأ خرجت ´انجريد~ من البحر كانها حورية . وكانت قطرات المياه تلمع على جسدها وخصلات شعرها . فتمددت
على الصخرة واغمضت عينيها وشيئا فشيئا تارجحت في حلمها
وهنا سمعت صوتأ رجاليأ يقول لها بينما كانت شبه ناعسة :
- كنت اعرف انني ساجدك هنا ...
ارتعشت اهداب `انجريد` وهى تشعر انها لا تزال تحلم ولكنها فقدت
خيط الحلم الرائع ، وجعلتها قطرات الماء التي شعرت بها على بطنها
تقفز في مكانها ، ففتحت عينيها لترى وجها كانه وليد خيالها وعندئذ اغمضت عينيها لثانية لتفتحهما من جديد ، وهنا سمعت صوت
ضحكة عالية ، فتمتمت قائلة وهي تبحث عن ثوبها لتخفي به جسدها.
- ´يانيس ` ...
فقال لها وهو يجلس بجانبها :
- هل تشعرين بالبرد ؟
- نعم ، قليلا .
وفجاة لاحظت انه هو ايضا عارمثلها ... وان ثوبها اختفى ! فسالها برقة :
- هل اخترت هذا المكان لانه يشبه ´عدن ` ؟
حاولت الفتاة الاحتفاظ ببرود اعصابها ولكنها كانت على وعي
بسرعة لدقات قلبها ونبضاتها .
_ من يعرف... على اية حال ، إذا كنت تفكر في القيام بدور ´ادم ` ،
فانا لا افكر في ان اكون ´حواء´ ، والأن كن لطيفا واعد لي ثوبي .
نهض ´يانيس ´ في مكانه وقرأت `انجريد´ في عينيه تعبيرات
الإعجاب وهو يتامل جسدها ، ثم ابتسم بطريقة موحية كانه يحاول تعذيب الفتاة ، واخيرا هب واقفا وهو يمسك بالثوب بين يديه .
اغمضت ´انجريد` عينيها وهو يقترب منها ليداعبها بالثوب ، ثم
امسك بكتلفيها بين يديه دون ان ينبس ببنت شلة ، فارتعشت الفتاة ولم تحاول الابتعاد عنه .
- من المستحيل ان ابقى بجانبك هنا لاجعلك ترتدين ملابسك بينما
اقصى امنياتي ان اجردك منها .
ارتجفت الفتاة وهي عاجزة عن النطق بكلمة واحدة ، جذبها `يانيس
نحوه والتصق بها وهو يقبلها ، فهمست ´انجريد` وهي تشعر
بالثوب ينزلق من جديد بعيدأ عنها :
- اه ، ´يانيس ´.
اخذ يقبلها برقة وهي تلف ذراعيها حول رقبته .
- لقد اتيت بحثا عنك يا ´انجريد` ...
كانت العاطفة تتاجج في عينيه ، فهاهو الأن قد قرر منح نفسه حق
تذوق الفاكهة المحرمة ، تركت `انجريد` نفسها بين ذراعيه سعيدة في
نفاد صبر وهو يقبلها بلهفه وحرارة .
كانت السماء والشاطئ والبحر تترنح حولهما . وكانت الشمس تضيء الشاطئ ببريقها وترسل اشعتها الرائعة حية مثل رغبتهما .
- `يانيس ` ، إنني ارغبك واريد ان اصبح امراتك ... ثبت ´يانيس ´ نظرته عليها لحظة وهو متردد بعض الشيء ، ثم
التصق بها فجاة كانه محارب قوي نعم إنها تحبه هكذا فخورا ،
ومتسلطا ارتعشت الفتاة عند تخيل ذلك وارتبكت لدرجة ان اغرورقت عيناها بالدموع وعندما لاحظ ´يانيس ´ تاثرها ابتعد عنها قليلا
ونظر إليها بعمق شديد .
كانت `انجريد´ مشرقة وجميلة اكثر من اي يوم مضى . وكانت لا
تريد التفكير في اي شيء ولكنها تريد فقط الإحساس والإنصات ! التنفس والاستمتاع ، كانت تريد ان تعطي وتاخذ ، همس ´يانيس
وعيناه تلمعان :
- إننى اريدك ... واريدك الأن ...
وفجاة استولت عليهما رغبة عارمة فالتصقا ببعضهما واستمتعا
باسعد لحظات حياتهما وكم فرحت ´انجريد´ كثيرأ بكونها اصبحت
امراة وساحرة .
شعرت ´انجريد´ ان كل شىء يترنح حولها وشعرت بسعادة `يانيس الذي كان يقطف احلى كلمات الحب من فمها العذب ...
بدا البحر كانه يقضي نحبه على الشاطئ.. وشيئا فشيئا استعادت ´انجريد` وعيها على صوت الامواج وفتحت عينيها .
- لقد تزوجنا حقا الأن ...
ظل ´يانيس ´ صامتا لفترة فانقبض قلب ´انجريد´ ونهضت قليلا
تنظر إليه .
- ولكن ذلك لايعني انني احبك .. على اية حال يمكنك ان تطمئني صديقتك العزيزة `جلاديس بوسورث ´ على شهرة العشاق
اليونانيين ...
- اتركني وحدي ، ارجوك ، اتركني وحدي ...
ورده قايين


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 10:27 PM   #26

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع


شعرت ´انجريد` بان قلبها يتمزق فلم تقو على البقاء بجانبه اكثر
من ذلك ، وقامت لتجري في طرقات القرية الخالية وعيناها مملوءتان بالدموع ودقات قلبها في تزايد مستمر .
وعادت إلى ذاكرتها كل كلمة قالتها لها `جلاديس ` فشعرت كانها مجروحة وحزينة .
ولكن `يانيس ´ لم ينس اي شيء ... فهو يحتقرها من البداية ويريد
ان ينتقم منها ، وكانت تعتقد انه سيحبها بعد ان تمنحه نفسها وانها ستصبح بعد ذلك امراته ، والحقيقة انه لا يريد منها شيئا ولا يتمنى
إلا ان تكون خليلته ليس اكثر...
قادتها قدماها نحو ميناء `ليناكاريا` القديم ، وهناك جلست تندب
حظها وامالها المفقودة . جلست تبكي وحدتها وسذاجتها التي جعلتها
تصدق احاسيس هذا الرجل الذي تزوجها ولكن قلبه ، للاسف ، لا
يزال كانه المملكة المحرمة .
كان كل شيء يبدو كانه خطة محكمة للانتقام منها وان لحظات
السعادة التي عاشتها الآن لم تكن سوى الخلاصة النهائية.
سعادة واحتقار... ومع ذلك تحبه وتحبه بيأس , نعم إنها متأكدة من ذلك الآن ، إنها لا تريد ان تفقده , كاد الحزن يخنقها .
جلست ´انجريد´ ساهمة ومتقوقعة على نفسها وهي عاجزة عن الخلاص من عاصفة الأفكار المختلفة التي تتحرك بداخلها , وكان إمامها عدة دقائق حتى تستطيع استيعاب وجود زورق يتوقف بجانب الجزيرة ، ظلت الفتاة صامتة وفجأة قفزت من مكانها وجرت نحو الزورق وقلبها يكاد ينفجر بداخل صدرها... ثم صعدت على متن هذا الزورق عن طريق الجسر المعدني, وعندئذ ألقت نظرة سريعة عليه لتتأكد من عدم وجود إي شخص على متنه ولا على الجسر الذي تركته لتوها ولا في كابينة الزورق.
ولكن من المؤكد ان صاحب هذا الزورق الفخم ليس بعيدا عن هذا المكان , وهنا لم تتردد الفتاة في الدخول لتفحص عن قرب الخريطة التي لاحظت وجودها وفهمت ان ´لينا كاريا´ هي إحدى جزر كثيرة وسط مجموعة من الجزر أكبرها واحدة تسمى `كالناري´ .
وفي لحظة واحدة, كانت قد اتخذت قرارها, لابد لها من مغادرة `لينا كاريا`، وهناك بعيدا عن هذا المكان .. بعيدا عن `يانيس ´ ، يمكنها محاولة النسيان , يمكنها بدء حياتها من جديد خاصة إذا نجحت في الحصول على حريتها ... من المؤكد ان صاحب الزورق عندما يجدها في هذه الحالة لن يتردد لحظة واحدة في مساعدتها للوصول إلى المدينة ، ومع ذلك ... ومع ذلك , تشك ´انجريد` في ذلك ...
ألن يكون هذا الفرار وهميا ؟ وهذه الحرية ، ما قيمتها دون ´يانيس ´؟ إن غيابه عنها سيكون أصعب من السجن, وأكثر وحشية من العذاب نفسه وكأنه الوحدة الخالدة ... وفجأة اتخذت الحرية في نفسها مذاقا مرا .
وتأكدت الفتاة من ان الفرار من هنا أشبه بالكذبة الكبيرة , من المؤكد ان لا شيء يبقيها هنا وإنها لم تشعر بمثل هذا اليأس طوال حياتها ولكن هناك رباطا ما غامضا وغير واضح حتى عن طريق الكلمات يجمع بينها وبين هذا الرجل منذ أول يوم رأته فيه .
وكم مره حاولت ان تنكر ذلك ، ولكن إقامتها هنا في ´لينا كاريا جعلتها ترى هذه الحقيقة جلية وواضحة .
ولو كان زواجهما وشهر العسل قد مرا على خير كما كانت تتمنى,
فمن المؤكد انه كان سيفهم أنها تزوجته لأنها تحبه وليس لأنها تريد الاحتفاظ ´ببيلودد هاوس ´ .
لقد كان يريد ان يلقنها درسا عندما أتى بها إلى هنا , وهي نجحت في التعرف على نفسها جيدا ونجحت في معرفة حقيقة شعورها ،
ولكن الوقت تأخر كثيرا للأسف ..:
وبهدوء ودون ندم غادرت `انجريد` الزورق وابتعدت عن الميناء ، وإذا
كان إمامها فرصة يمكنها اقتناصها، فمن المؤكد أنها ليست فرصة
الهرب.
ولابد لها من التجربة مرة ثانية حتى تتمكن من إفهام ´يانيس ` أنها
تحبه وإنها صادقة في مشاعرها وان `انجريد´ اليوم تختلف كثيرا عن الفتاة التافهة التي تزوجها , وإنها الآن على طبيعتها كما هي وكما
يريدها ، وربما يصدقها ويرغبها من جديد .
جففت الفتاة دموعها وتوجهت نحو المنزل ، وملأت إناء الماء من
النافورة وما إن همت بالدخول إلى المنزل حتى لاحظت وجود رجل يرتدي ملابس بيضاء يظهر فجأة عند منحنى الطريق .
خمنت ´انجريد` على الفور انه من المؤكد صاحب الزورق ، وكاد الإناء
يقع من يدها عندما اقترب منها هذا الرجل ، وفجأة تعرفت عليه ،
تعرفت على ابتسامته المتعجرفة ووجهه المتقلص، وهذه الحركات
التي لا يمكن ان تنطبق إلا على `ديمتريوس اندروبولوس ` سألها الرجل وهو غير متأكد :
- `انجريد` "انجريد كندريك "؟ هل أنت حقا ... هنا ؟
وضعت `انجريد´ الإناء ومدت يدها نحوه وهي تحاول ان تبدو هادئة .
- صباح الخير يا ´ديمتريوس ` ، يالها من مفاجأة سعيدة ! لقد كانت
أخر مرة تقابلت فيها معك في ´أكسفورد´ ، اعتقد في يوم تسليم

الشهادة لك، أليس كذلك ؟
قطب الرجل جبينه وهو يتفحص الفتاة من قمة رأسها إلى أخمص
قدميها وتمتم قائلا :
- بلى ... إنني لا اصدق عيني، إن هذه الجزيرة مهجورة منذ
سنوات, ربما تعملين في مهمة متعلقة بالآثار ؟
هزت `انجريد` رأسها واكتفت بان تقول :
- كلا 00 كلا 00 لنقل إنني أقيم في `لينا كاريا`...
تردد ´ديمتريوس ´ قليلا قبل ان يتابع حديثه .
- إذن أنت من رايتها منذ عدة أيام وهي تلوح من بعيد , كان ذلك منذ أسبوع تقريبا ، نعم هذا الشعر وهذا الثوب الأزرق ... ولكن دون
ان تخفي شيئا , ما الذي حدث لك ؟ هل تعرضت لحادث غرق ؟
لم تكن "انجريد" تعرف هل كلماته حقا تتفق مع موقفها ، من المؤكد ان هناك صورتين يتخيلهما ´ديمتريوس ` : صورة الفتاة الإنجليزية
الأنيقة, وصورة الفتاة ذات الملابس البالية التي تقف إمامه خجلي
ومرتبكة على بعد ألاف الكيلومترات من بلدتها الحقيقية .
- كلا , من الصعب تفسير الموقف ...
- اعتقد ان الأمر سهل وسهل جدا .
وفجأة قفزت ´انجريد´ و ´ديمتريوس ` من مكانهما عندما سمعا صوت `يانيس .
ولم يكن احدهما قد لاحظ اقتراب " يانيس " وها هو ذا يقف مبتسما
على بعد عدة أمتار منهما ، وقال ´ديمتريوس ` باحتقار قبل ان ينطق
بعدة كلمات من اللغة اليونانية والتي لم تستطع ´انجريد´ فهمها .
- ´يانيس ´ ؟
كان من الواضح ان الرجلين لم يريا بعضهما منذ فترة طويلة . ولم
يكن ´ديمتريوس ` قد جاء إلى ´لينا كاريا´ لرؤية قريبه الذي يمقته من كل
قلبه , والحق ان ´انجريد` لم تكن تستطيع فهم مغزى هذه الزيارة .
- نعم يا ابن عمي العزيز، إنني هنا حيث موطني.
تحرك `يانيس ` عدة خطوات نحو ´انجريد´ ، ثم تابع حديثه قائلا :
- هيا يا عزيزتي , احكي لابن العم الشجاع `ديمتريوس ´ كيف ولماذا
جئت إلى هنا, إنني واثق انه سيستمع إليك بإنصات شديد..


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 10:28 PM   #27

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

شعرت ´انجريد` ان الكلمات تختنق في حلقها ، وحاولت ان تفهم إي شيء من تعبير وجه `يانيس ` حتى تطمئن , وكل ما استطاعت ان تفعله هو ان تمسك بذراع `يانيس ` ، وكان ´ديمتريوس ` لا يتركها لحظة واحدة بعيدة عن عينيه .
- ولكن .. أنتما تعرفان بعضكما ؟ كنت اعتقد ان ... لم يكمل `ديمتريوس ´ جملته , واخذ ينظر بثبات إلى خاتم الزواج الذي تضعه ´انجريد´ في إصبعها والى الخاتم المشابه في إصبع `يانيس ´ أيضا . أجابت ´انجريد´ بهدوء :
- لقد تزوجنا وها نحن نقضي شهر العسل هنا في `لينا كاريا`. شعرت `انجريد` بالسعادة عندما نطقت بهذه الكلمات على الرغم منها ، فشحب وجه ´ديمتريوس ` وابتسم ابتسامة خبيثة :
- إنها مزحة ! إلا إذا كنت تغيرت حقا يا عزيزتي ´انجريد´ ... اما بالنسبة لك يا ´يانيس ` ...
- كلا يا ´ ديمتريوس ´ ، أؤكد لك انحنى و `يانيس ` قد تزوجنا منذ 15 يوما بالضبط ! أليس كذلك ياحبيبي ؟
وعندئذ التصقت ´انجريد´ بـ ´يانيس ` في حنو , ولم تستطع في هذه اللحظة ان تمنع نفسها عن التفكير فيما حدث بينهما على الشاطئ ، في جسده , في نظرته إليها عندما أصبحت تابعة له ، في حنانه ... قال ´يانيس ´ بحدة لم تعهدها `انجريد´ في نبرة صوته من قبل :
- ´انجريد´ وانأ تزوجنا فعلا ...
لم يبتسم ´ديمتريوس ´ هذه المرة وبدا دهشا من هذا النبأ , ثم اعترض قائلا:
- ولكن حدثا مثل هذا لا يمر مرور الكرام ، كما ان الصحافة لم تذكر إي شيء بهذا الصدد ...
ثم إن احد في العائلة لم يسمع بهذا الخبر.
تردد ´يانيس ´ قليلا والابتسامة على وجهه .
- لقد أخبرت والدتي واعتقد أنها لم ترد الإعلان عن سرنا , فأنت تعرفها , من المؤكد أنها رأت انه ليس من واجبها هي ان تعلن هذا النبأ ، اعتقد انك أتيت من ´كالناري` ...
جفف ´ديمتريوس ´ العرق الذي يندي جبينه قبل ان يجيب .
- نعم كل العائلة مجتمعة هناك بجانب والدتك ولكنها كما هي
غامضة واكتفت بان قالت لنا إن هناك مفاجأة للجميع , والأن اعتقد إنني فهمت ما تقصده من ذلك ...
شعرت `انجريد´ بالارتباك في تفكير ´ ديمتريوس ´ فتجرأت قائلة .
- هل هذا غريب يا ابن عمي ´«ديمتريوس ´ ؟
أرجو ان تسمح لي ان أناديك هكذا بما إننا أصبحنا نحمل نفس
اللقب الآن ...
تمتم ´ديمتريوس ´ قائلا وهو يوجه حديثه إلى `يانيس ´ :
- نعم ولكن .. ماذا تفعلان هنا في ´لينا كاريا´ ؟
هناك أماكن كثيرة أكثر جمالا تصلح لقضاء شهر العسل فيها.
أليس كذلك ؟ وأي رجل هذا الذي يطالب زوجته الجميلة بالإقامة في هذا المكان ؟
وأي امرأة هذه التي تقبل ذلك ؟ ...
هزت `انجريد´ رأسها .
- ´ديمتريوس ´ ، هل نسيت ان أكثر شيء يضايقني هي الأشياء
التقليدية ؟ وعندما اخبرني ´يانيس ´ انه يريد تجديد منزل طفولته فوق هذه الجزيرة المهجورة ، وجدت الفكرة رائعة ومشوقة ، أليس كذلك يا عزيزي ؟
ثم قبلت ´يانيس ` قبلة رقيقة على شفتيه قبل ان تتابع حديثها قائلة :
- لقد قمنا بعمل ممتاز, وخلال فترة وجيزة، سيكون هذا المنزل
رائعا أتمنى استقبال أطفالي فيه...
وعند هذه الكلمات ، شعرت `انجريد بيدي ´يانيس ` تضغطان على
يديها , كما ارتسم على وجهه تعبير غريب ، وبدا متضايقا كما لو كانت ثقة ´انجريد´ العمياء فيه قد فاجأته , هذا مع شعوره بالذنب أيضا , ولكنه ابتسم وقبلها برقة إمام نظرات `ديمتريوس ´ الذاهلة .
- يالها من قصة رائعة ! لقد فهمت الآن سبب سرعة هذا الزواج .
أقدم لكما تهنئتي !
مرت دقيقة من الصمت الثقيل شعرت ´انجريد´ خلالها بانقباض في
قلبها وذلك عندما تذكرت أنها ربما لا تحمل ابدأ طفل ´يانيس ´ .
الم ، خوف ، تمرد : كان ذهنها مملوءا بعاصفة من الأفكار المتباينة ,
وبدت `انجريد´ على الرغم من هذه الآمال التي نطق بها لسانها قلقة ومرتبكة مثل ´ديمتريوس ´ نفسه . وعلى الرغم من هذه القبلة , إلا
ان ´يانيس ` بدا غير مقنع ...
واخيرأ قال ´ديمتريوس ´ :
- آه . اعترف بروعة هذا المكان وان كان يبدو محبطا بعض الشيء...
صراحة إنا معجب جدا بشجاعتك يا `انجريد´ ... ياله من تفان !
اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل ، وشعرت بضعفها ولكنها لا
يمكن ان تعترف بذلك مهما كان وخاصة إمام ´ديمتريوس ´ ، فقالت وهي تبتسم ببرود :
- إي تفان ؟ عموما أشكرك على اهتمامك يا ابن العم العزيز، ولكن
`يانيس ` زوجي وأي مكان يذهب إليه أو يقيم فيه وأي قرار يتخذه أو ينفذه ، سأكون دائما بجانبه .
ارتبك ´ديمتريوس ` كثيرا ، وقال بصوت عذب :
- برافو يا ابن عمي العزيز ! فهمت الآن سبب احتفاظك بسر زواجك .. فأي رجل يتمنى الاحتفاظ لنفسه وبعيدا عن أعين الناس بزوجة
تفيض حبا وطاعة مثلها ...ورده قايين
ثم أشعل سيجارته قبل ان يتابع حديثه بهذه الجملة القاتلة :
- ومع ذلك عندما رأيت `انجريد´ على المرسى في هذا اليوم, شعرت
أنها كانت بحاجة إلى نجدة سريعة... ربما كنت مخطئا ؟
فوجئ `يانيس ` بهذه الجملة ولكنه تماسك .
- يالها من فكرة غريبة ...
قاطعته الفتاة قائلة :
- شيء مستحيل ! إذا كنت قد لاحظت حقا إنني بحاجة إلى النجدة ، فمن المؤكد انك كنت ستأتي لنجدتي على الفور بما انك رجل شجاع .
حاول ´ديمتريوس ` البحث عن إجابة يخفي بها جبنه .
- ها إنا اطمأننت عليك واعتقد انك تجيدين السباحة ، اعتذر
لوجودي هنا مسببا لكما الإزعاج، ولكن متى تنويان المغادرة

"ليناكاريا" ؟
- الأن وبعد ان اكتشف سرنا , اعتقد ان لا حاجة إلى ان نبقى هنا طويلا . ثم تابع ´يانيس ` حديثه بهدوء .
- هل يمكنك ، بمجرد وصولك إلى `كاناري` ، إخبار والدتي بضرورة إرسال اليخت لنا حتى نعود ؟
- رغباتك اوامر يا ابن عمي العزيز ! ولكن هل تعرف والدتك انك
تقيم مع ´انجريد´ هنا في هذه الجزيرة ؟
- كلا ، إنها لم تحاول معرفة المكان الذي نقضي فيه شهر العسل .
فربما وجدت انه لا داعي لان تعرف المكان الذي انوي انا وزوجتي إخفاء حبنا فيه .
اجاب ´ديمتريوس ´ بابتسامة ذات مغزى :
- فهمت , ستكون مفاجاة رائعة لها ان تراك ثانية ! كما ستتعرف `انجريد` اخيرأ على والدتي "صوفيا" واختي ´إيلينا´ .
وعند هذه الكلمات ذهب ´ديمتريوس ´ واختفى كما جاء , وعندما اختفى تمأما، بدا `يانيس ` يبتعد عن ´انجريد` ثانية واصبح وجهه
قاسيا وباردأ من جديد , وانتظرت ´انجريد` اي كلمة منه تتعلق بها
ولكن هيهات , واخيرأ قالت لتضع حدأ لهذا الصمت :
- هل سنرحل حقا من هنا ؟
اجابها بصوت قاطع :
- اعتقد انني كنت واضحا بما فيه الكفاية في هذه النقطة ، والأن لنعد إلى المنزل .
تبعته ´انجريد´ وهي دهشه لهذا القرار , وكانت طوال حديثهما مع
´ديمتريوس ´ تلاحظ تعبير وجه ´يانيس , المشوب بالحذر والإنذار . ولكنها حاولت طرد هذه الفكرة من ذهنها , إنها حقا تحبه وكل ذرة في
كيانها تؤكد لها حبه ايضا على الرغم منه .
إن العاطفة التي اقتسماها معا لا يمكن ان تكون مصطنعة ، وعليها
ان تحاول إيقاظ هذه العاطفة في اي وقت وفي اي مكان سواء ´ليناكاريا´ او اي مكان اخر ...
وعندما عادا إلى المنزل ، كانت الشمس قد بدات في الغروب وهي
تغمر المكان بضوء بضوء بني رائع .
رفعت ´انجديد´ خصلات شعرها النحاسي إلى اعلى حتى تتمتع بصفاء الجو، وثبتت شعرها في `شنيون ´ مع ترك بعض الخصلات متنثرة حول وجهها


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 10:30 PM   #28

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

كان ´يانيس ` يتأملها صامتا كعادته ، والحق ان تصرف ´انجريد جعله يفكر كثيرأ وقد ملاه الشك بينما بدات `انجريد` تنظف المنزل وتحضر الفطائر كما لو ان شيئا لم يكن .
- لا داعي لهذه الهمة يا `انجريد ، فلا احد يراك الأن .
توقفت `انجريد´ عن إعداد العجين ، ثم قالت له بسخرية واضحة :
- لقد تصرفت بطريقة مفاجئة وغير مقبولة اليس كذلك ؟
هنا انفجر ´يانيس ` في ضحكة عالية ثم اقترب منها وتحدث بجدية قائلا :
- مطلقا ! ولكن ما يزعجنى هو عدم فهمي لما يحدث ولهذا السبب لم تستطيعي الاستفادة من الموقف .
ولكن ما الذي جعلك تفعلين ذلك ، اقصد ما الذي جعلك تقومين بهذا الدور ! كان يمكنك ان تحكي كل شيء لـ`ديمتريوس ` ثم ترحلى معه ... لم اكن انوي الأمساك بك ومنعك عن الرحيل .
امسك ´يانيس ` الفتاة بين ذراعيه واخذ يتامل وجهها المشرق للحظة قبل ان يحتضنها بقوة ، لقد كان ذلك جهنم ... والجنة في ان واحد . قالت ´انجريد` متنهدة :
- لا اعرف ، ربما ما عشته هنا او ما عشناه معأ لا يمكن وصفه بالكلمات ، ثم إن حقدي ورغبتي في الانتقام اقل منك كثيرا... قبلها ´يانيس ´ على شعرها ولم ينطق بكلمة واحدة . وضعت `انجريد` راسها على كتفه واخذت تتشمم من جديد هذه الرائحة الدافئة لجسده ،
وتدفقت إلى ذهنها الذكريات وكان ´يانيس ´ يمسك بين نراعيه ، منذ ساعات قليلة ، امراة سعيدة جدأ . نعم كان يمتلك جسدها ، وهنا التصقت `انجريد` به اكثر .
- وعلى الرغم من كل شيء ، نحن معا ...
اجابها `يانيس بصوت اجش :
- نعم .
قربها ´يانيس ` منه كثيرأ . فعرفت انه حقا يرغبها . ولكن عليه هو
هذه المرة ان يتعلم الصبر .. وفجاة تخلصت ´انجريد´ من قبضته وقالت له وهي تشير إلى ثوبها البالي :
- هل تنوي تقديمي لوالدتك واسرتك وانا بهذه الهيئة؟
تقلص وجه `يانيس ´ وقال :
- كلا بالتاكيد ! وحتى إذا اصررت انت على ذلك . فلن اوافقك . إن
حاجاتك هنا وكانت هنا من البداية .
وبعد ثان معدودة ، عاد `يانيس ` من المطبخ وهو يحمل حقيبة ثقيلة في يده ، وهنا تعرفت ´انجريد` على إحدى حقائبها التي
احضرتها معها على متن `تيرا` ولكن من المؤكد انه ممنوع الاستفسار
عن المكان الذي خبا فيه ´يانيس ` هذه الحقيبة ، ثم ذهب ليضعها في حجرة ´انجريد´ .
- يجب ان تجهزي نفسك ، فبمجرد وصول ´ديمتريوس ´ إلى
´كاناري´، سيرسل إلينا طاقمأ لعودتنا فورأ وسنرحل في نفس اللحظة .
- حسن ... ولكن الن تفاجا والدتك بوصولنا إليها فجاة ؟
- من المحتمل ، ولكنني اعتقد انها ستتفهم الامر> لقد علمتما الحياة اشياء كثيرة ...
عضت `انجريد´ شفتها ، الحقيقة انها منذ البداية تريد رؤية هذه
المراة الغامضة ولكنها . تخشى الأن مقابلتها إن كل شيء يحدث بسرعة ...
- نعم بالتاكيد ولكن لغتي اليونانية لازالت بدائية جدأ ، اتمنى ان
نستطع التحدث معا بالإنجليزية .ورده قايين
ظهر تعبير الغضب على وجه `يانيس ´ .
- إذن هذا ما يزعجك انت تعتبرينها هي ايضا سيدة امية . احتجت ´انجريد` قائلة :
- كلا . بالتاكيد ، انت مصر على تشويه كل عباراتي !
الم ادفع ثمن ما قلته بما فيه الكفاية وكذلك ايضا ثمن كلمات
´جلاديس بوسورث ´ الكريهة .
امسكها ´يانيس ´ بشدة .
- للاسف اخشى ان ذاكرتى اقوى من ذاكرتك فهناك كلمات لا
ننساها ابدأ وقد اكدت لك ذلك من قبل ...
- `يانيس ` ارجوك ! كيف تفكر للحظة واحدة اننى اوافق على ماقالته
هذه السيدة ؟
- انا لا اصدق إلا ما سمعته اذنى ، كما انك لم تحاولى إثبات العكس ابدأ او حتى معارضتها .
شعرت `انجريد´ ان قلبها يكاد يقفز من صدرها .
- هذا خطا وانت تعرف ذلك جيدأ ! وانا لم احاول معارضتها لاننى لم ارد إشعارها بالسعادة عندما ترانى غاضبة وعندما تفسد علي
اسعد يوم لفي حياتى ، يجب ان تصدقنى ! راى ´يانيس ´ الدموع في عينيها الزرقاوين من جديد وكان بكاؤها
قادرأ على التاثير في القلب الأكثر قساوة
فقال لها ببرود:
- معذرة ولكننى لا استطيع نلك ، ولنقل مثلا إن اخطاءنا مقسمة
فيما بيننا ، وعلى سبيل المثال خطا مثل خطا زواجنا لا يمنعنا ابدأ عن مواصلة الحياة .. وعلى اية حال انا واثق ان الحل الذي
ساعرضه عليك سيريحك كثيرأ .
جففت ´انجريد` الدموع وتماسكت حتى تستطع ان تقول:
- اي حل هذا !
- ساتركك في `بيلوود هاوس ` كتعويض لك بعد انفصالنا ...
شعرت الفتاة بالارض تميد تحت قدميها ، واستولى عليها الرعب الشديد .
ولكنها رفضت الخضوع وردت قائلة كما لو كانت الكلمات تختنق في حلقها
- الانفصال . الانفصال؟
قال `يانيس ` بجمود
- الانفصال بالتراضي ربما ينتهي زواجنا بهدوء شديد بخلاف
اشياء اخرى كثيرة ...
- ولكننا تزوجنا منذ فترة قليلة ! الا تشعر انت باي إحساس
نحوي ؟ لقد اعتقدت لتوي ان ...
اختنق صوتها بالبكاء .
اضاف ´يانيس ´ قائلا في ندم :
- نعم لنقل إنني لم استطع المقاومة وان المحاولة نفسها كانت كبيرة
وهائلة ... اغمضت الفتاة عينيها وهي في شدة الارتباك .
- ´انجريد´ !
ولكنها لم تجبه ، فاامسك بكتفيها واخذ يهزها برقة .
- `انجريد` !
- كلا !
وحاولت إبعاده عنها .
- لم يعد ينبغى لي اي شيء حتى الامل في انك قد تحبني في يوم ما
همس `يانيس ` :
- هيا ... لقد احببتك حبا فريدأ ورائعأ منذ اول يوم رايتك فيه . نعم لقد رغبتك بعنف رغبة كادت تصيبني بالجنون
خفض `يانيس ´ صوته وتابع حديثه بحزن مفاجئ :
- لقد فهمت في يوم زواجنا ان هذا جنون وانك لن تحبيني ابدأ . همست `انجريد` وهي تداعب خصلات شعره :
- ´يانيس ´ ... حبيبي !
تراجع ´يانيس ` إلى الوراء .
- كلا ! ابدأ ! انت لا تفهمينني ! انا اتمنى شيئا واحدأ .. شيئا واحدأ .. وانت ..
اشعر بالإرهاق لتذكر الماضي . الماضي المدفون . هيا اذهبي لتعدي
نفسك . لقد حان الوقت .
صعدت ´انجريد´ السلالم ، ثم استجمعت قواها وواجهته .
- اطمئن ، لن احاول تفسير ما حدث مرة ثانية بما ان الذكريات
ترهقك ، ولكن ارجوك ان تسدي إلئ خدمة ...
نظر إليها وهو يتمزق لصوتها الضعيف .
- خدمة ! ما هي يا ´انجريد´ ؟
- إذا امكننا ترك الماضي وراء ظهرينا ؟ هل يمكنك ان تصبح صديقأ
لي او حتى لطيفا معي ؟ او حتى اقل كراهية نحوي ... فحتى إذا كان
من الضروري ان ننفصل عن بعضنا ، اعتقد انه ربما من الواجب ان نحافظ على المظاهر حتى امام عائلتك على الاقل !
نظر إليها `يانيس ´ نظرة لم تستطع فك رموزها .
- اعتقد انه تصرف منطقي ، على الاقل في الوقت الحالي ...
نظرت إليه ´انجريد` بثبات وجدية ، لم صعدت إلى حجرتها . ربما يكون الماضي قد انتهى ولكن المستقبل يبدو كئيبا جدأ .
ورده قايين


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 10:32 PM   #29

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن


بعد حوالي عشرين دقيقة وجدت ´انجريد´ `يانيس ` عند الباب
رماها بنظرة متسائلة عندما لاحظ إشراقة وجهها في ثوبها الحريري
الاخضر الذي يكشف عن كتفيها المتناسقتين . وكانت تضع في رقبتها عقدأ من الذهب ، مع قرطين غاية فى الجمال .
- انت رائعة .. اليس كذلك يا ´الكسيس ؟
ابتسم الرجل العجوز الذي يقف بجانبه ، وشرح لهما بلغته
الإنجليزية الركيكة ان اليخت في انتظارهما .
وتبادل يانيس معه عدة كلمات ، ثم ذهب ليأتي بالحقيبه من
الداخل واغلق نوافذ المنزل .
كانت حرارة الجو عالية وكان الهواء المعبق بالروائح المختلفة يطير
شعر ´انجريد´ وهم في طريقهم إلى الميناء .
ولم تدر `انجريد` راسها لتنظر ورائها ولا لمرة واحدة فعلى الرغم
من كل ما قاسته في ´لينا كاريا´ ، وفي هذا المنزل ، إلا ان قلبها يعتصر
الما لفكرة انها لن تعود هنا ثانية وان هذه الصفحة من حياتها قد

طويت تماما ..
كان ´يانيس ` واقفا عند مقدم اليخت وكانت ´انجريد´ تسترق النظر
نحوه من وقت إلى اخر فكان يبدو وسيما وحاسما تحت اشعة شمس الغروب التي تتلاعب فوق لون جسده البرونزي
وكانت تحاول بشتى الطرق البحث في ذاكرتها لتعيد إلى مخيلتها
صورة الرجل الذي كان يشع سعادة منذ ساعات قليلة وهو يضمها بين
ذراعيه لتمنحه نفسها .
هذا الرجل الذي لا ينفصل ابدأ عن توتره الداخلي الممزوج بالحزن .
فيظهر هذا التعبير على ملامح وجهه حتى عندما يبتسم مثلما حدث
في هذه اللحظة ...
وهنا ادارت ´انجريد` وجهها بحزن لتراقب المنظر الطبيعي حولها ، فقد اصبح شاطئ ´ليناكاريا´ بعيدأ الآن وكان الهواء شديدأ لدرجة
تسمح لها بالكاد بسماع صوت موتور اليخت .
ولم تستطع الفتاة ان تنسى ابدأ انها على وشك مقابلة والدة `يانيس ´ ، وحاولت عبثا تخيل هذه المراة التي لا تعرف حتى اسمها .
كما حاولت ان تتذكر ما قاله ´يانيس ` عنها وفي الحقيقة انه على
الرغم من انه ذكرها عدة مرات إلا انه كان يبدو كتوما جدأ في هذا الصدد .
ولكن يبدو من حديثه انها امراة ذات سلوك متميز ويبقى الأن
تخيل طريقة استقبالها لزوجة ابنها ، وكم كانت ´انجريد´ تخشى هذا لاستقبال ... وحتى تبعد ´انجريد` عن مخيلتها هذه الافكار التي
تؤرقها حاولت ان تستغرق في تامل الطبيعة وسطح المياه وجزيرة
`كاناري` التي بدات تظهر في الأفق .
وبعد حوالي ربع ساعة ، وصل اليخت إلى الميناء الكبير وتوقف بجانب مركب ´ديمتريوس ` الشراعي وسط عدد كبير من مراكب الصيد
كان الميناء مملوءأ بالمنازل الصغيرة البيضاء ، وكانت معظم الأبواب مفتوحة ويجلس على اعتابها اشخاص مسنون بينما يجري الاطفال
هنا وهناك .
هنا يجلس رجل يدخن ، وهنا تجلس سيدة تعمل في صناعة الشبك ،
وهناك الباعة الجائلون يعرضون الازهار ، وفي الطريق كان الجميع يلوحون بالسلام إلى `يانيس ` وهو سائر بجانب زوجته وكان
البعض ياتون لتقبيله وتبادل بعض الكلمات معه بينما ينظرون
باستغراب إلى `انجريد´ التي تقف مبتعدة قليلا .
وفكرت الفتاة وهي تتقدم على رصيف الميناء المرصوف بالاحجار الضخمة انهم لا بد يقولون لقد عاد ابن المدينة ومعه امراة مجهولة
وكانت طريقة ´يانيس ` في السلام والتحية تخص شخصأ مختلفأ
عنه في السن والطبيعة وتختلف ايضا عن طبيعة هذه الامبراطورية
المتحمسة ، وكان ذلك في نظر ´انجريد` يعبر عن الوجه الأخر لشخصية ´يانيس ` .
وهنا في هذه الجزيرة . يبدو ان التفكير في احداث الايام القليلة
الماضية مجرد ذكرى سيئة وتجاعيد مرسومة على سطح محيط
الحياة ...
وهكذا ياتي الماضي والمستقبل ليتخذا مكانيهما في خضم هذه
الحياة الجديدة بصورة غير واضحة وغير اكيدة .
صاحت `انجريد´ مهللة بينما كان `يانيس ` يفتح باب السيارة
الواقفة على بعد عدة امتار من الميناء :
- إن كل شيء يبدو مختلفا هنا !
ولكن `يانيس ` اكتفى بقوله :
- والدتي تسكن في الناحية الاخرى من الجزيرة .
استقل الزوجان السيارة معا وانطلقا في هدوء عبر طرقات القرية ،
وكانت الشوارع ضيقة ومتعرجة وتتخذ في بعض الاحيان شكل السلالم حتى تتلاءم مع طبيعة الارض .
وكان جانبا الطريق محاطين باشجار الفواكه والخضراوات مما
يجعل الطريق ضيقا ، وكانت طرقات المدينة حافلة في هذا الوقت
بالتجار والمشترين وكانت الضوضاء شديدة جدأ .
وترى هنا وهناك الملابس ذات الألوان المتباينة متروكة لتجف في
النوافذ ، وهناك يفوح عطر `اليونان ´ والرائحة المميزة لاشجار الفواكه
والخضروات وزيت الزيتون والتوابل بجانب رائحة البحر ايضا .
وفجاة اوقف ´يانيس ` السيارة بسرعة ليتفادى احد الحيوانات الاليفة وتبادل مع صاحبها عدة كلمات .
وهنا انفجرت ´انجريد´ في الضحك ، فنظر إليها ´يانيس ´ نظرة مقتضبه
- في بعض الاحيان اظن انني لو لم اولد في هذا البلد ، لاصبحت
يونانيا ايضا...ورده قايين
وحاولت ´انجريد´ ان تعلق على حديثه ولكنها لم تجرؤ ثم تابعا
طريقهما الطويل بينما كانت المنازل تتناقص اعدادها شيئا فشيئا . وكانت الوان الاشجار الخضراء الزاهية تختلف كثيرأ عن لون الارض
الجرداء المنعزلة لجزيرة `ليناكاريا` ...
وعندما اوقف ´يانيس ´ السيارة امام سور من الحديد تظهر من ورائه
اشجار البرتقال كان الغروب قد هبط على المدينة .
وكانت فروع الاشجار العالية تفوق ارتفاع الجدران العالية التي تحمي المنزل الضخم .
- لقد وصلنا .
ثم منح ´يانيس ` ذراعه للفتاة باناقة حتى يساعدها في نزول درجات
السلالم الحجرية التي تؤدي إلى الفيلا وكان الممر كله محاطأ باشجار الليمون
وكانت الاشجار المختلفة تعبق الجو برائحتها المعطرة وهنا اكتشفت
`انجريد´ الفيلا في مجملها .. إنها سحر حقيقي . كان المنزل واسعا جدأ ولونه ابيض ومحاطا بالشرفات والنوافذ .
وكان يطل من ناحية على البحر ويتصل به مباشرة عن طريق خليج صغير ذي مياه شفافة


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-08, 10:33 PM   #30

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

وكانت هناك سيدة تقف في انتظارهما في إحدى الشرفات المطلة
على البحر، ترى هل هذه السيدة التي لا تزال صغيرة في السن هي
والدة ´يانيس ` ام تراها `إيلينا` ؟ على اية حال ، فهي لا تشبه الفلاحة التي ذكرها ´ديمتريوس في اي شيء ...
كانت السيدة تبدو محترمة وجمالها كانه ينتمي إلى عصر اخر مثل الذي ينتمي إليه ´يانيس ´ نفسه .
وعلى وجهها تبدو اثار وجذور اليونانية القديمة ، ويبدو شعرها
اسود اللون مع وجود عدة شعيرات تميل إلى اللون الفضي ، وكان
مشدودا إلى الوراء فيظهر وجهها مشرقأ وعيناها واسعتين ، وعلى اية
حال كأن هذا الوجه ليس غريبا بالنسبة لـ´انجريد` ...
وفجاة شعرت ´انجريد´ بالتردد وتساءلت كيف يكنها تحية هذه
المراة ، ولكن هذه المراة تقدمت بسرعة نحو ´انجريد´ وهي تفتح
ذراعيها لاستقبال الفتاة وقبلتها على خديها ، ثم وضعت يديها على
كتفي الفتاة وابتعدت عنها قليلا لتتاملها ، ثم قالت كانها سرت كثيرأ
بما رات :
- حسن ! اهلا بك في عائلتنا يا صغيرتي، لقد اصبحت ابنتي منذ
الأن
شعرت ´انجريد´ بوجهها ساخنا إذن فوالدة ´يانيس ` تجيد اللغة
الإنجليزية ، لقد فهمت الآن انها رات من قبل هذا الوجه وهذه الابتسامة ، نعم راته اكثر من مرة وهنا تمتمت ´انجريد :
- ايرين لاسكوز´؟ هل انت والدة ... ؟
نظرت المراة بغضب نحو `يانيس ´ .
- الم يقل لك ابني شيئا ؟ تبدين مذهولة ...
وقفت ´انجريد´ في دهشة ، هل هي حقا ´ايرين لاسكوز´ الممثلة
المعبودة من كبار المخرجين في ´هوليوود´ التي تركت حياة التمثيل
وهي في اوج عظمتها ، هل هذه المراة هي والدة ´يانيس ` ؟
- ´يانيس ´ ، لماذا لم تخبرها بشيء ؟ الم تكتف بإخفائك هذه الفتاة الرائعة عندما اخبرتني انكما على بعد الاف الكيلومترات من هنا ،
ولكنك اخفيت عنها ايضا حقيقة شخصيتي ... لماذا بحق السماء !
كان صوتها مملوءا بالعتاب .
- الحقيقة انا لا اعرف اي شيء ، واتمنى كشف هذا الغموض .
قالت المراة وهي تنظر بإعجاب إلى جمال `انجريد´ :
- لقد فهمتك .. ولم اكن اتوقع رؤية كل هذا الجمال ، ولكنك تبدين
مصدومة !
- كلا ، لا شيء يا سيدتي . لا بد ان هناك سببأ منع ´يانيس ´ من
قول الحقيقة ... هل تعرفين انني رايت كل افلامك .
شكرتها ´ايرين ` بابتسامة رائعة فهدأ الجو قليلا .
- انت تتملقينني يا ´انجريد´ ، لقد اعتزلت التمثيل منذ حوالي عشرين عاما... ناديني `ايرين ` !
لثم احاطت السيدة كتفي الفتاة بإحدى ذراعيها بطريقة حانية واحاطت كتفي يانيس بالذراع الاخرى وهي تنظر إليه بخبث ، ثم جذبتهما نحو حمام السباحة وهنا شعرت ´انجريد´ بالهدوء قليلا ، واستطاعت ان تجد ابتسامتها على الرغم من الحزن الذي يسيطر عليها لاكتشافها خداع ´يانيس ` لها ...
- اتمنى الا تكوني قد تاثرت كثيرا بإقامتك في ´لينا كاريا` إنني احزن كلثيرا لرؤية ´لينا كاريا´بهذه الصورة ، لقد كانت فيما مضى جزيرة رائعة
و نابضة بالحياة ، وكنت اذهب إلى هناك دائما لقد تحولت هذه الارض المهملة إلى ارض حزينة ...
تنهد `يانيس ´ قائلأ :
- سياتي اليوم الذي تستعيد فيه `ليناكاريا´ روعتها ثانية اعدك
بذلك 0
- عندما تعد بشيء ، اعرف انك تفي به دائمأ يا بني ´انجريد` .. لقد تزوجت اكثر الرجال عنادأ على وجه الارض . اجابت الفتاة متنهدة :
- لقد لمست ذلك بنفسي 0
- عندما كان طفلا لم يكن احد يستطيع ان يثنيه عن عزمه إذا قرر شيئا ، اعتقد انه اخذ هذه الصفة عن والده والآن من المؤكد انه كان سيفتخر به كلثيرأ وسيسعد جدأ لرؤيته اخيرأ رجلا متزوجأ ... اومات ´انجريد` براسها وهي عاجزة عن الرد وتابعت ´ايرين حديثها :
- انا لا اعرف السبب الذي يجعلني اذكر لك كل هذا ، ولكن من الضروري ان تعرفي كل شيء ومن المحتمل ان يكون سبب تاخيركما عن الحضور سببأ وجيهأ في انكما اردتما إخفاء حبكما عن اعين
الناس ، فعند الزواج ، تكون هناك اشياء كثيرة جدأ لا بد ان تقال ..
اكتفت الفتاة بابتسامة على وجهها ، فلم يكن هناك اي وجه شبه
بين ما قالته والدة زوجها عن شهر العسل وبين ما عاشته هي بنفسها في ´ليناكاريا´ !
وعلى اية حأل بدا `ديمتريوس ` كتوما جدأ بشان ما راه وشعر به
اثناء زيارته لهما في الجزيرة ، ولا بد ان تعترف له ´انجريد` بهذا الجميل وايضا ´يانيس ` .
قال `يانيس ` وهو يجذب السيدتين نحو الفيلا .
- اعتقد ان الآخرين سيشعرون بالملل إذا استمررنا في الحديث هنا وتاخرنا عنهم .
- اتمنى ان ينال منزلي إعجابك لقد اصبح منزلك الأن ، واريد ان تشعرا بانكما فعلا في منزلكما يا صغيري .
دخل الجميع القاعة الواسعة للفيلا ذات الاعمدة المصنوعة من
الجرانيت الرمادي اللون .
ومروا في طريقهم على حجرة المكتبة الفخمة ذات الديكور الرائع ،
وكان بها كرسي ضخم من الطراز الفيكتوري وكان يشغل مكان
الصدارة امام المكتبة المملوءة بالكتب المختلفه ، كما توجد لوحات ذات جمال رائع تزين الجدران بينما يخفي ´ساتر` من البرنيق الصيني
درجات سلالم وراءه ، إنه حقا قصر . .. وعندما دخلوا حجرة استقبال
الضيوف الواسعة ، كانت قبيلة اندروبولوس كما كان يسميهم ´يانيس ´ في انتظارهما .
وتعرفت ´انجريد` على `ديمتريوس ` على الفور وهو يقف وراء الاريكة
التي تجلس عليها سيدتان تتحدثان .
وعندئذ اسرعت اصغرهما سنا نحو يانيس وكانت ترتدي تاييرأ
ابيض اللون وتضع جواهر رائعة .
- ´يانيس ` يالها من سعادة ان اراك ثانية .!
لابد انها ´ايلينا´ ، ولابد انها قريبة جدأ من ابن عمها ويمكن تاكيد
ذلك من القبلة التي وضعتها على شفتيه بمجرد ان راته ... وتقدم `يانيس ` ليعرف ´انجر يد´ على الجميع وهو متضجر بعض الشي ء ثم قال بعد تردد :
- ´ايلينا´ ، هذه ´انجريد` ، إنها ... زوجتي . وعندئذ بدا الاستياء
على شفتى الفتاة ، وحيت الفتاتان بعضهما بعضا بتحفظ شديد وكل
واحدة منهما تراقب الاخرى بوضوح .
وكانت `ايلينا´ تضع عطرأ من النوع الذي يترك اثرأ واضحأ .
وفهمت ´انجريد` على الفور من نظرات الفتاة انها تحب ابن عمها
´يانيس ´ بشدة .
ولاحظت ´ايرين ´ ارتباك زوجة ابنها ، فجذبتها من ذراعها وقدمتها للعمة ´صوفيا´ التي مدت يدها ذات الاصابع الطويلة الاظفار الصارخة
نحو الفتاة .، كانت السيدة فى حوالي الخمسين من عمرها . وكان
وجهها يحمل تجاعيد الزمن واضحة على الرغم من طبقة كريم الاساس
الكثيفة عليه . ´والحق ان طريقة تصفيف شعرها وكمية الماكياج الكثيفة كانت تعطيها صورة اردا من صورتها الطبيعية .
وكانت ملابسها وجواهرها تؤكد انها سيدة ثرية جدا ولكنها
سوقية .. وهذا على النقيض تماما من شخصية ´ايرين ´


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
447 -وتحقق الامل عبير الجديدة (كتابة / كاملة** ) واثقة الخطى روايات عبير المكتوبة 313 10-12-23 09:18 PM


الساعة الآن 03:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.