تعتبر الروائية السورية سمر يزبك, واحدة من أهم روائيي الجيل الجديد في سورية , لها اعمال في الرواية والقصة القصيرة, تميزت بأساليب مبتكرة وطرق تعبير جديدة وموضوعات مسكوت عنها تعبّر عن خيبات أمل جيلها وهذا ماوضح جليا في طرح روايتيها طفلة السماء وصلصال اللتين عرّت فيهما المؤسستين الطائفية والعسكرية بجرأتها المتناهية .. ووضح في روايتها رائحة القرفة التي تطرقت فيها إلى عينة يعتبر التطرق لها من المحرمات الا وهي طائفة المثيليات الجنس(الشاذات) ..
نبذة الناشر : يبين بعض الذكريات التي كانت تحتفظ بها الكاتبة حيث تقول: "خرجت من البيت حاملة حقيبة أمي الجلدية, التي ورثتها عن جدتي. حقيبة منتفخة بالأشياء الصغيرة, لم يخطر لي يوماً أنها ستكون من الذكريات التي سأسعى إلى تكديسها في مخيلتي: التماثيل الصغيرة الكريستالية و البرونزية, الصليب الذهبي الموروث عن عائلة جدتي, قماش ملون بزهور عباد الشمس, قلادة فضية, و صور عتيقة لأمي و هي ترتدي أحدث فساتينها, وتتأبط ذراع أبي في الأشهر الأولى لزواجهما. صورة تحت قوس النصر في باريس أواسط الستينات, صورة أخرى على نافذة مثقلة بالورود تطل على شوارع مدينة البندقية المائية. صورتي ولم أتجاوز بضعة أشهر, على شرفة البيت العتيق المطل على الميناء, و قمصان نوم حريرية وشفافة خبأتها أمي منذ طفولتي استعداداً لليوم الذي أكبر فيه و أصبح عروساً. كتاب طاغور. رماد احتفظت به من حريق كتب جنوني, وضعته في منديل أزرق مطرز بحواشي ذهبية, كانت أمي أودعت فيه حليها منذ زمن بعيد. كل تلك الأشياء حشوتها بسرعة في الحقيبة قبل هروبي. رئتاي تنتفخان داخل صدري, و تتحولان إلى بالونين. لن تتفجرا بالتأكيد. سأتنفس ببطء, وأرخي رأسي بهدوء فوق صدري