آخر 10 مشاركات
269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          إغراء النسور - آن ميثر ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          1121-زواج ألزامي- بيني جوردان -دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          Harlequin Presents - October 2013 (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          Harlequin Presents April 2013 (الكاتـب : سما مصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-19, 04:31 PM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي طريق بلا رصيف _ مكتوبة * كاملة




طريق بلا رصيف

عبير دار النحاس




الملخص

______

أنه الرجل الذى نبذ أختها ايلين , والذى تسبب فى تمزيق حياتهم العائلية الأمر الذى كاد أن يودى بحياة والدها.
الرجل الذى أتت لتطلب منه خدمة كان من عائلة ويكفورد , وعائلتا ويكفورد وليوارد كانا قد قطعا أى علاقة اجتماعية بينهما منذ جيلين مضيا.
بالطبع , اكتشافه ان ايلين هى من عائلة ليوارد التى يمقتها كان السبب فى جعل هذا الرجل يترك شقيقتها.
لم تلتقه أليكس فعليا من قبل , لكنها كانت قد رأت صورة له مع أختها وأقسمت بأن تحفظ ذلك سرا , متظاهرة بالشجاعة من ناحية , ومن ناحية أخرى خائفة من ردة فعل العائلة على علاقتها النامية مع أقل رجل جدير بها فى العالم من وجهة نظر عائلة ليوارد..




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة MooNy87 ; 01-01-21 الساعة 02:29 PM
MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 04:34 PM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مقدمة


قال ماركوس ببرودة:"من الوضح ان فن الخداع يجري فى عروق العائلة"
اجابته اليكس:"انت حقير!"
"وانت نسيت امرا"
نظرت الية نظرة يتطاير منها الشرر و قالت:"لكني متأكدة انك ستخبرني ماهو."
"لقد سبق لك و عقدت اتفاقا معي ما من شئ قد تغير هل تقولين لي انك تتراجعين الان بعدما كشفت خديعتك الرخيصة؟"


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 04:38 PM   #3

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول



نهضت الفتاة فجأة من وراء حاجز نبات الشعر الذي يخفي جزء من جسمها كانت بشرتها البرونزية اللون تتلألأ تحت انعكاس الضوء على المياة العذبة التي تغطيها من الجدولالذي يصب في البحيرة عند تلك النقطة.الراكب الذي اقترب بسكون الى الضفة البحيرة دون يرى او يسمعكبح جماح حصانة و اخذ يراقبها عبر الجدول المياة الضيق الذي يفصل بينهما فكر و طيف ابتسامة يعلو شفتية او ندين انما اوندين من لحم ودم وليست حورية الماء التي تتحدث عنها الاسطورة كانت حقيقية امرأة بكل معنى الكلمة.
كانت هناك الى جانب شجرة مقطوعة نحيلة الاغصان وكان جذعها زاغصانها المشوهة تؤكد على جمال ذراعي الفتاة الذهبية والمتديرتين اللتين رافعتها لتبعد شعرها عن وجهها الذي كشف عن عنق جميل حدا ثم تركتة يتراخى مجددا كانت الشمس تظهر من خلال الضباب الصباح الرقيقة مشرقة بأشعنها النحاسية اللون ضاربة النار المنبعثة من الشلال الكثيف النحاسي الداكن اللون المتساقطة بوفرةفوق الاكتاف الهيفاء.
استبد بة شعور قوي و سريع لرؤيةالوجة الذي يحيط بة ذلك الشعر النابض بالحياة و الساقين اللتين تساويان بالتأكيد جمال هذين هتين الذراعين لكنة كبح ذلك الشعزر بسرعة لم يكن في نيتة ان يستدير هذة الاودين الحقيقة و تراة يتلصص عليها ستبقى تلك اللحظة على ما كانت علية احدى الصور الابدية في الكامارغ التي سيحملها معة الى موطنة الى سوسكس ساق حصانة ثم استحثة ليعدو بسرعة غير ابة لرذاذ المياة الناجمة عن وقع حوافر الحصان.
استدارت اليكس ليوارد بأتجاة الشمس وراءة باحثة عن سبب الصوت المفاجئ الذي اثار انتباهها وظلت عينيها الخضراوان بيداها الرطبة وظهرت على شفتيها ابتسامة عفوية عندما رأت سروال الجينز الابيض القميص البيضاء الحصان الابيض و شعر عنقة وذيلة الابيض المتاطير فكرت.....الراكب الابيض ودون وعي منها اسمتة كما اسماها اجفلت سرعتة النحام عند ضفة الماء البعيدة فنهضوا من اعشاشهم الطيبة هم يصيحون بصوت اجش واخذوا يدورون في توتر ثم طاروا بأتجاة البحر اعناقهم ممدودة ارجلهم متدلية وريشهم الزهري اللون قد بدا مشرقا بشكل رائع مقارنة مع زرقة السماء.
انطلاقهم الصاخب تسبب بدورة في ازعاج مجموعة من الاحصنة البرية التي حتى تلك اللحظة كانت ترعى بأمان فشقوا طريقهم في المياة الضحلة حيث الكثير من القصب واخذوا يعدون بسرعة في اتجاة الفتاة حتى بللها رذاذ المياة نتيجة لعدوهم كان منظرا لا ينتسي حيث الامهرة تركض بين حوافرهم المسرعة وشعر اعناقهم ذيولهم تتطاير كما شعر عنق وذيل الحصان الراكب الابيض و انواعهم المتسعة المتوهجة.
كان الراكب الذي بدا الان كظل صغير في الافق قد اختفى عن الانظار وكانت قبعة الحارس السوداء التي كان يرتديها الشئ الوحيدفي ملابسة البيضاء قد انزلقت لتستريح بأتزان فوق سرج حصانة.
وكان لبضع لحضات قصيرة جزءا من سحر هذا المكان المقفر جزءا من شئ افتتنت بة لكن ذلك كافيا لنسج احلام اليقظة ان شخصا في البلد غريب من دون مال كافي كماهو حالها حيث ان مالها وتذكرة السفر الخاصة بعودتها الى انكلترا قد سرقا منها يجب ان يتعامل مع الامور العملية وليس مع رحلات على متن التخيلات.
عادت بعزم الى الكوخ المارس حين امضت ليلة غير مريحة اطلاقا ما عليها القيام بة الان هو الانتهاء من ارتداء ملابسها ثم المباشرة بالعمل على مخطط النجاة الذي اقترح عليها الليلة الماضية عندما احضرت الى الكوخ ان نجح المخطط ستتمكن من العودة الى انكلترا وان لم ينجح فذلك يعني العودة الى التقشف حيث انها بالتأكيد لن تتصل بوالديها هاتفيا فهما بالكاد تخطيا صدمة من احد بناتهما ويستطيعان الاستمرار بدون مشاكل من الاخرى قد تساعدها السفارة لكن كيف ستتمكن من الوصول اليها وهي لا تملك من المال شيئا ولا حتى ثمن فنجان من القهوة وقطعة كرواسان لتناول فطور هذا اليوم؟
كانت اليكس بعد نحو ساعة واقفة تتفحص اللائحةعلى مدخل النادي وقد ارتدت سرولا من الجينزوقميصا اخضر اللون وحملت حقيبتها الصغيرة وقد تدلت من فوق كتفيها الاخرى حقيبة من الدفيل نعم هذا هو نادي ملمونت وكان من الواضح انة يهتم كثيرا بأعمال السياح لان اللوحة تشيرانة يتم التحدث باللغات الانكليزية الالمانية والاسبانية من اجل راحت راحة الزوار الذين يشاركون في ركوب الخيل خلال العطلة الامر الذي يتخصص بة النادي.
كان يحد الطريق الفرعية سياج ابيض اللون نظيف .ورأت اليكس خلف السياج على بعد مسافة مجموعة من ثيران الكامارغ السوداء من حجمها توقعت انها نبلغ نحو السنة من العمر وعلى الارجح انها مجموعة في انتظار ان توسم.كانت تخور خوفا من شر والم مرتقبين ارتعشت قليلا وشاركتها المها بينما كانت تسير.
تمنت ان تبدو انيقة حيث انها قامت بأرتداء ملابسها وتوضيب نفسها معتمدة على التخمين بما انة لم يكن هناك من امرأة او ما شابهها في الكوخ المهجورلقد تخلفت سروالها جيدا وكانت قميصها نطيف كما انها غسلت شعرها في الفندق حيث امضت الليلة التي سبقت حصول الكارثة وقد كان من المبهج جدا ان العناية بة لايتطلب الكثيربعد قصة جميلة على اية حال لم يكن هناك من شئ تستطيع القيام بة حيال مظهرها لذا عليها ان تتكيف مع الاشياء وتنساها.
كانت الاشجار تحيط بالمكان اخذت تسير بينها فوجدت نفسها في قناة مركزي حيث بناء المزرعة الجميل يحيط بها من ثلاثة جوانب كانت هناك علامة تشير الى وجود مكتب على الجهة اليمنى وضعت الكيس حقيبتها وحقيبة الدفيل قرب الحائط شعرت بومضة صغيرة من الخشية وقرعت الباب ثم دخلت.
رفع الرجل الفرنسي الاسمر ذو الشعر الرمادي الذي كان يجلس الى الطاولة نظرة نحوها وسألها كيف يمكنة مساعدتها وعندما سألت عن السيد مارك الزائر الانكليزي كما قالت لها ليزا التي لم تعرف اسم عائلة الرجل نهض وفتح نافذة الجهم المقابلة من المكتب بعيدا عن الفناء ونادى باللغة الفرنسية التي لم تجد اليكس صعوبة في فهمها.
"انت يا مارك!انك محظوظ جدا!هنا شابة جميلة ذات شعر احمر تسأل عنك"
ثم ابتسم لها ابتسامة عريضة واستأذن وخرج عابرا الفناء ليدخل الى المبنى المقابل عبر باب في الزاوية البعيدة تاركا اليكس وحدها مع خوفها مما يحدث.
كان الهدوء يخيم على المكان وكانت الاسطبلات في الجانب الاخر من الفناء خالية وابوابها مفتوحة علىمصرعيها وكان هناك رجل برونزي البشرة يبدو قويا ومرنا يرتدي رداء تقليديا ازرق اللون يزيل الروث بروية.لابد ان الركاب خلال العطلة قد غادروا في وقت مبكر في رحلتهم اليومية كانت متوترة حيث انها اصبحت قريبة جدا من النجاة او العودة الى الفراغ شغلت اليكس نفسها في عدة احواض نبات الجرندس المزهرة على الحائط المقابل ثم بدأت تعد قطع الزجاج في نوافذ المكتب كان عليها القيام بأي عمل لتبقى هادئة واخيرا سمعت وقع اقدام تقترب وبدأ باب المكتب يفتح,
احد ما تكلم فتراجع الذي يفتح كان الباب الى الفناء ليجيب عن سؤال طرحة عامل الاسطبل فتمكنت من مشاهدتة عبر النافذة تمكنت اليكس من رؤيتة بشكل واضح ورأت شعرة اللامع الجميل معقوصا عند مؤخرة عنقة البرونزي اللون رفع يدة ليمرر اصابعة من خلالةفرأت وميض الذهب ذاتة يتوهج فوق ذراع قوي العضلات برونزي اللون.وادركت على نحو لا يقبل التصديق ان عينيها كانتا تنظران ببطء نحو قميص ناصع البياض وقد ادخل طرفة تحت كمر انيق لسروال جينز ابيض اللون.كان من غير المحتمل في هذة الارض من الشرق الاوسط حيث معظم الناس يمتازون بشعر اسود وبشرة ذهبية اللون ان يتواجد شخصان بهذا اللون وكليهما معناد على ارتداء اللون الابيض وادركت من خلال شعور وهمي ادخلها الى عالم الخرافات الخيالي انها تنظر الى راكب الابيض كانت متأكدة من ذلك وشعرت ان تلك المعرفة جعلت نبضها يتسارع وراحتي يديها تتعرقان بينما اتسعت عيناها الخضروان دون ان تتمكن من رفع نظرها بعيدا عنة.
ثم استدار فرأت من خلال اوراق نبتة التين المتدلية التي كانت تنظر الية عبرها وجهة لاول مرة وخطفتها تلك الرؤية الوشيكة من العالم الاسطوري الى الى اكثر الكوابيس كابة.
لقد عرفتة!ليس من اللقاء الذي حصل في وقت مبكر من ذلك الصباح والذي لم يكن لقاء بكل ما تحملة الكلمة من معنى وانما من ترابط عائلي قريب جدا وذي تأثير كبير ومرهق جدا للاعصاب وكان اليد القوية اسرتة ثانية لانها لم تكن تستطيع التكلم فلقد صعقتها رؤيتة مما جعل حنجرتها تتحجر تماما.
انة الرجل الذي نبذ اختها ايلين والذي تسبب في تمزيق حياتهم العائلية الامر الذي كاد ان يؤدي بحياة والدها لان الالم والصدمة بذبحة قلبية لجون ليوارد الذي كان محظوظ بالشفاء منها ببطء.
الرجل الذي اتت لتطلب منة خدمة كان من عائلة ويكفورد وعائلتا ويكفورد وليوارد كانا قد قطعا اي علاقة اجتماعية بينهما منذ جيلين مضيا بالطبع اكتشافة ان ايلين هي من عائلة ليوارد التي يمقتها كان السبب في جعل هذا الرجل يترك شقيقتها وكأنها جمرة مشتعلة لم تلتقية اليكس فعليا من قبل لكنها كانت قد رأت صور لة لقد اطلعتها ايلين عليها وجعلتها تقسم بأن تحفظ ذلك سرا متظاهرة بالشجاعة من ناحية ومن ناحية اخرى خائفة من ردة فعل العائلة على علاقتها النامية مع اقل رجل جديربها في العالم من وحهة نظر عائلة ليوارد.
اتجة نحو الباب ثانية وتلاشى الشلل الذي جمد اليكسمن هول في موجةمن الخوف المشتعل احنت رأسها خوفا وتظاهرت بانشغالها بشرائط قميصها غيرقادرة على تأجيل مواجهتة وجها لوجهة لقد رات ما يكفي لتعرف انة لم يتغير كثيرا كان هناك من ناحية الجسمانية المحضة ذاتلمعان شعرة المتموج الاشقر حتى انة بدا اكثر استقرارا من تعرضة لاشعة شمس بروفانس وكانت القوة تضهر في ملامحة الطبيعية بالاضافة الى الوسامةالتي يتحلى بها كانت خطوط وجهة الحازمة وذقنة العريض تعطي انطباعا ايجابيا عن شخصيتة بدا رجلا يعرف ماذا يريد والى اين يتجة وانة عرف ايضا لماذا هو لا يريد شقيقتها وجعلها تدفع ثمن ذلك كانت عيناة تعكسان شخصية اكثر من اي جزء اخر في جسمة عينان رماديتان هما نفاذتان لروح كان من الحكمة الا تنظر اليهما.
تمنت اليكس ان تكون مخطئة ان طرفت عينيها ببطءهل ترفعهما لترى وجة رجل اخر امامها؟شخص يبدووكأنة من عائلة ويكفورد انما هو شخص اخر يشبههم كثيرا فقط؟تمنت لو يكون الامر كذلك رأت قدمية وقد انتعل حذاء طويلا مصنوعة جيدا وقد اصبحتا على مقربة منها فادركت انها ما عادت تستطيع تأجيل تلك اللحظة اكثر.
تكلم وبدا خطأ ان يكون صوتة عميقا صوت لوانها لمتعرف من هو انتابتها افكار سارة فقال
"سيدة البحير على ما اعتقد"
فقالت"نعم؟"
نهضت على على قدميها ببطء ودفعت الى الوراء بعفوية شعرهاالمتوهج الذيكشف عن وجهها.
سار نحو طاولة المكتب وقال:"لقد رأيتك تستحمين في البحيرة في وقت مبكر من هذا الصباح لا يمكن ان تزعمي انك لم تشاهديني بعد الجلبة التي احدثتها طيور النخام اعتقد ان انزعاجك يعود في الواقع الى انك قد قضيت ليلة في الكوخ دون ان تدفعي اي اجر؟ حسنا انك بالتأكيد لست اول شخص يستفيد من المالمونت بتلك الطريقة ولا اعتقد ستكونين الاخيرة على اية حال ما من حاجة لان تفكري في عذر لذلك امر لا شأن لي بة"
ابتلعت ريقها وتكلمت بثبات اكثر مما تعتقد انها تستطيع وقالت:
"لقد امضيت الليلة هناك ليلة واحدة فقط ولدي سبب مقنع لذلك لقد تركت المكان كما وجدته تماما لم يكن مقفلا"
قال:"كما فلت ذلم امر لاشأن لي به"
جلس على حافة طاولة المكتب وفد جعلتها نظراتة تشعر بالارتباك اصبحت نظراتة باتجاة نظراتها مباشرة واخذت تفكر بسرعة محاولة ان تجد جوابا مناسبا ما قد تستطيع تحمل القيام بة قد يكون الشئ المطلوب كانت شبة متاكدة انة لا يوجد سبب يجعلة يدرك انها شقيقة ايلين لم تكن تشبة اطلاقا وشعرها الذهبي اللون كان بعيداكل البعد عن شعر ايلين القصير البني اللون ربما انة لا يعرف ان لايلين شقيقة لكنها متأكدة ان لن يرغب في الكلام معها ان يعرف من هي كما هي متاكدة ان حواء هي من اعطت ادم التفاحة ان لن يرغب بذلك ابدا وسيعتبرة امرا مقيتا لذا ان استطاعت ان تتحمل هي بدورها استغلالة فعليها بطريقة ما ان تسير بخطوات يقظة.
حثها على الكلام قائلا:"حسنا!لقد عرفت انك طلبتني بأسمي اذا ما الذي استطيع ان افعلة لك؟ وبكلمات اكثر دقة ما الذييجعلك تعتقدين ان في امكاني افعل اي شئ لك؟"
جالت ثانية في رأسها المشاكل التي عليها مواجهتها لتتمكن من العودة الى لندن وهي لا تملك من المال شيئا ابتلعت اليكس ريقها واتخذت قرارا حاسما ان استطاعت تجنب ذلك يمكنها استغلالة من ثم نبذة.
قالت:"علمت انك عائد الى لندن مع زوج من احصنة الكامارغ؟"
رفع حاجبية السوداوين قليلا بدهشة وقال"صحيح."
بدا و كأن عينية الرماديتيتن تقولان لها واي شأنلك بهذا؟
قالت:"اني سمعت انك تحتاج الىشخص ليساعدك في العناية بهما خلال رحلتك في اطعامهما ووضعهما في الاسطبل وتمرينهما شئ من هذا القيبل."
قال:"اخشى ان معلوماتك خاطئة لقد تمت الترتيبات منذ ايام ليس من وظيفة شاغرة ان كان هذا ما تقصدية." واضاف وهو يتأملها "يبدو ان شخصا يحاول وضعك في هذا الموضوع.من هو"
"ليز عندما ارشدتني الى مكان الكوخ الليلة الماضية."
استحوذت الان على اهتمامة نهض واقفا وتغضنت جبهتة تجهما وقال:"اذا لقد رأيت ليز ربما في امكانك اعطائي بعض المعلومات عن مكان وجودها؟كان من المفترض ان تكون هنا في الصباح الباكر لتهتم بالجياد ليس راكب للجواد الاخر"
فقالت بلهجة تهكمية حاقدة:"عندما رأيتها اخر مرة كانت تركب الدراجة النارية الخاصة بصديقها وكانا متهجين نحو سانت ماري دو لامير"
فقال بصوت هادئ لدرجة مخيفة:"كانت ماذا؟هل صدف وان توقفت لوقت كاف حتى تخبرك متى تنوي العودة من هذة الرحلة الصغيرة غبير المتوقعة؟"
التقت عينا اليكس الخضراوان بعينة وقالت:"لا اعتقد انها ستعود في الحقيقة انها لن تعود ولهذا السبب انا هنا لقد اخبرتني بانك ستكون في حاجة للمساعدة."
تجمدت عيناة الراماديتان وقال:"هل تقولين لي انها انسحبت من الترتيبات التي كنا قد اعددناها؟"
اجابتة:"ليس تماما لقد......اجرت تبديلا فقط."
قال:"تبا لها!كيف فعلت ذلك"
خطى خطوتين باتجاة النافذة وقد نفذ صبرة ثم استدار نحو اليكس مما تطلب منها ان تستجمع كل سيطرتها على نفسها كيلا تجفل
وسألها:"ومن اقنعها بذلك؟انتي؟"
اجابتة بشجاعة:"بالتاكيد لا ربما ادركت فجأة ان البقاء هنا امر ممكن فور معرفتها اني مستعدةلاحل محلها لم احاول اقناعها بذلك انما ال رغبة في البقاء كانت موجودة داخل نفسها فلديها صديقها الفرنسي وكانت الامور معة تتخذ منحى جديا وارادت فعلا ان تمضي المزيد من الوقت معة تفهم ذلك بالطبع!"
قال بصوت متهدج:"على العكس اني بالتاكيد لا افهم ذلك اطلاقا الامر الوحيد الذي افهمة في الوقت الحالي ان ليز قد عقدت اتفاقية للعودة معي والقيام بعمل مهم بالطبع والان ودون اي ايضاح قد اختفت من وجة الارض اني اؤمن بذلك المبدءالقديم الذي لا يفهمة الاطفال الذين هم في مثل عمرك انة يجب المحافظة على الوعود ويجب ان لا تنكث ان كان هناك تغيير في الخطة اني بالتأكيد لا اتوقع يعلمني بة شخص غريب تماما لا دخل لة في هذة المسألة لا من قريب ولا من بعيد."
فكرت اليكس بامتعاض شديد كان الحديث عن الوعود امرا مضحكا خاصة لانة نابع منة حيث ان وعودة لايلين قد نكثت.
من هوليتكلم عنها كطفلة؟من يظن نفسة؟مصلح؟
قبل ان تفتح فمها وتتكلم سألها ثانية:"من انت علىاية حال؟ولماذا علي ان اصدق ان هذا ما حدث فعلا؟"
عندما تعرف الى ايلين كان اسم اليكس والذي هو الكساندرا قد اختصر الى اسم ساندي اسم كان يناديها بة رفاقها في المدرسة لذا فأن اسم اليكس يناسبها تماما الان.
فقالت:"اليكس"وسقط عليها الالهام للحظة فأضافت:"اليكس وارد"الاسم المختصر لعائلتها والذي يتناسب مع اسمة المختصر الذي يطلقة على نفسة الان لقد كانت ايلين دائما تتحدث عنة بأسم ماركوس ويكفورد ان كان في امكانة اختيار اسم مارك فقط ففي انكانها ان تخنصر اسمها لصبح اليكس واردكان الاسم بعيدا جدا عن اسم ساندي ليوارد لتضليلة فيما لو ان ايلين قد حدثتة صدفة عنها. واضافت بوقار متزن:"وفيما يتعلق بتصديقك لما اخبرتك بة فذلك لن يكون ضرويا لقد اخبرتني ليز انها تركت رسالة لك توضح كل شئ في غرفتها هنا لقد توقعت ردة فعلك."
فقال بفظاظة:"ردة فعلي طبيعية كليا."
وهرع نحوالبابوتوقف ليقول لها:"انتظري هنا من فضلك اريد ان اتحقق من اننا نتحدث عن مشكلة موجودة فعلا قبل تضيع المزيد من الوقت."
عندم غادر الغرفة فكرت بحماس في من اذى ليكس يمكنها تدبير امرها من دون الخوض في هذة المشاحنة كلها لقد كان الشوء كفاية لان تبقى معوزلة هنا انما ليس شيئا جدا لتخوض معركتهاضد حقد هذا الرجل وليس حقدة فقط لان حقدها علية كان يوازي حقدةقوة.وماذا عندها لتنتظر؟امضاء ايام مع شخص من عائلة ويكفورد؟وليس اي شخص من تلك العائلة انما ذاك الذي معاملتة لايلين تعني ان حقدها علية اكبر من حقدها تجاة كل افراد تلك العائلة مجتمعين بالنسبة الى اليكس جرائم عائلة ليوارد قد دفنت مع الماضي انما جريمتة هوفلم تنسها بعد.بل هي مطبوعة في ذاكرتها بقوة.
اتخذت قرارا سريعا وغادرت المكتب التقطت حقيبتها بسرعةبين الاشجار واتجهت الى بقعة رائعة الى جانب الطريق الفرعية وشعرها الذهبي اللون يتطاير كالشلال وراءها ليجد ذلك الرجل نفسة في مازق كماوجدت هي نفسها ليبدأ في حل مشاكلة كما ستفعل ستفعل هي مع مشاكلها انها لا تريد منة شيا لا الرينج روفر الذي يقودة ولها جيادة لقد تمنت لة المرارة في عودتةالى انكلترا عمل متبجح باية حال القدوم الى جنوب فرنسا من اجل شراء جوادين بالتاكيد هناك جياد رائعة جدا في انكلترا لم تكن قد وصلت بعد الى الطريق الرئيسي عندما مر من امامها بسرعة الرينج روفير وتوقفت وتوقفت فجأة مما جعل عجلاتة تزعق ثم استدار بسرعة على الطريق الفرعية ونزل منة مارك ويكفورد وقال:"امرأة اخرى تغير قراراتها بسكل دائم كما تغير ملابسها الست كذلك"
فأجابت:"اعادة النظر في الامور هي ميزتي."
فهم قصدها وتحرك الى احدى الجهات ليمنعها من محاولة المرور وتركة سألها:"هل لي ان اسأل الى اين تفكرين في الذهاب؟"
اجابتة:"بعيدا من هنا.ذلك ايضا من مميزاتي"
قال:"اعذريني ان وجدت ذلك مدهشا.فمنذ خمس دقائق كنتي مهتمة جدا في القيام بعكس هذا تماما"
قالت:"كان ذلك حينها.وليس الان."
"الا تعتقدين ان هذا كلة عمل طفولي؟لقد اعتقدت ان تصرف ليز غير مسؤول قد يكون اعطاك دافعا لتظهري ان بعض النساء قادرات على التصرف بشكل واع....."
قاطعتة اليكس قائلة بلهجة ساخرة:"لقد صنفت هناك في المكتب كطفلة شكرا على التشجيع."
فتابع كلامة متجاهلا ما قالتة:"لم انة حديثي معك بعد.لقد تقدمت لي بعرض لم ارفضة ولم اقبلة كان في امكانك ان تمنحيني لطف انتظارك لمعرفة جوابي"
قالت:"ليس من الحكمة دائما ان تتعامل مع المجهول بتقديم عرض.لدي فكرة ثابتة فيما لا اريد اختبارة لتعريض نفسي لة واخشى ان اسلوبك يقع تحت تللك النقاط."
فقال بازدراء:"شخص احمر الشعر تقليدي!مزاج يتناسب ولون شعرك."
التقطت اليكس الحقيبة التي كانت قد وضعتها ارضا
وقالت:"لقد قدمت الى هنا بحسن نية معتقدة اني قد استطيع ان اوفر عليك المشاكل حين اعمل في المكان الذي تركتة ليز شاغرا لقد جعلتني ابدل رأيي.ليس هناك المزيد ليقال"
مد يدة واخذالحقيبة منها ووضعها بقوة على الارض ثانية وقال:"بل اعتقد ان هناك اهدأي واستمعي الى ما سأقولة.دعينا لانكون اغبياء لننهي كل شئ قبل ان نعرفان كان في امكاننا ن تسوية الامر من اجل مصلحتنا المتبادلة.لقد نقلت الى مفاجأة غير سارة بما اخبرتني بة بشأن ليز ربما انفعلت اكثر من اللازم قليلا."
قالت اليكس بلهجة ساخرة:"قل الامر ببساطة اكثراتوقع ان ذلك يعني ان الوقت لا يسمح لك لتدرك ان من الصعب ايجاد شخص لمساعدتك في العناية بالجياد."
قال:"فسري ذلك كما يحلو لك.لدي احساس يقول لي ان رغبك في اخذ مكان غيرك يعني امنيتك في العودة الى انكلترا لا تقل قوة عن حاجتي لمن يساعدني في العناية بالجياد."
هزت كتفيها قالت:"ربما لكن ليس بأي ثمن."
اومأ برأسة قليلا وقال:"اذا ربما نكون كلانا اكثر تعقلا في اخذ الوقت الكافي لاعادة النظر في الامر"
استدار وفتح باب الرينج روفير وبطريقة ما رغم انها لم تقصد فعلا القيام بشئ كهذا وجدت نفسها تصعد الرينج روفير بينما وضعت حقيبتها على المقعد الخلفي.
حاولت اقناع نفسها بأن الرحيل من المكتب ربما كان تصرفا انفعاليا قليلا بينما كان مارك ويكفورد يقود الرينج الى الطريق العام ليتمكن من الاستدارة بدورة كاملة والاتجاة عبر الطريق الفرعية نحو المزرعة لم يكن هناك من ريب انها ان استطاعت ان تتخطى تحفظاتها بشأن العمل معة ولو بشكل مقتضب فقد تستفيد منة كثير وكانت متأكدة ايضا انها تستطيع القيام بالعمل الذي كان على ليز ان تقوم بة بالمهارة ذاتها التي كانت لتقدمها.
وقاد السيارة مباشرة باتجاة الجهة الخلفية لبناء المزرعة وعندما نزلا من الرينج روفير ارشدها الى طاولة تحت تعريشة كثيفة من البوغنفيلية وازاح لها مقعدا لتجلس علية.
سألها:"ان ذهبت لاعد بعض القهوة هل تعتقدين انة في امكانك قمع الدافع للهرب ثانية؟"
فأجابتة:"لا يمكنني الهرب الى اي مكان اليس كذلك؟فقد اقفلتعلى امتعتي في سيارتك؟"
ابتسم ابتسامة صغير بطريقة تدل على انة منتبة جدا لما فعلة ولماذا فعل ذلك.
قال:"لقد فعلت ذلك يالشدة ملاحظتك لن اتغيب طويلا."
اخذت تنظر الى الثيران على مسافة منها بينما كانت ترما ارضا لتوسم وشعرت بالسرور لانها لم تستطيع ان ترى ما كان يحدث بالتفصيل بدا ذلك عملا قاسيا كان ينتابها احساس صعب ان هناك شيأ رمزيا في ذلك لكنها لم ترغب في التفكير كيف بالظبط.
قال:"ها نحن هنا."ووضع صينية القهوة على الطاولة واضاف"انني اتناول قهوتي ثقيلة مع حبتين من السكر."
سكبت اليكس القهوة ووضعت بعض الحليب في فنجانها وسال لعابها عندما رأت طبقا من الكعك المحلى بالشوكولا توقعت ان يهدئ اول فنجان لها من القهوة هذا اليوم مزاجها وتوقعت ان يتحسن اكثر عند تناولها الكعك المحلا.
قال مارك ويكفورد بتأمل:"يجب ان اقول انني قد وجدت صعوبة في فهم السبب الذي جعل ليز تقبل بمرافقتي و مساعدتي في العودة مع الجوادين الى انكلترا للحظة ومن ثم تذهب مع فاتن النساء الفرنسي هذا في اللحظة التالية."
قالت:"لم تكن نزوة مفاجأة انما هي توافر الظروفالملائمة.قالت انها اصبحت مغرمة جدا بفرانسوا خلال الايام القليلة الماضية وحالما ادركت اني مستعدة لان احل مكانها حيث ان لي سببا هاما للقيام بذلك في الواقع لقد وضع كل شخص في مكانة."
قال:"كان يجب ان تتمتع بالكياسة لتخبرني شخصيا ما تنوي القيام بة."
قالت:"اعتقد انها شعرت بأنك قد تحاول نصحها بالعدول عن ذلك."
قال:"كانت محقة."
وضع فجانة على الطاولة رافضا عرضها ان تسكب لة فنجانا اخر واضاف قائلا:"على اي حال لقد علقنا بما قامت بة الان لذا دعينا نتحدث عن العمل كائنا من كانت الانسانة التي سترافقني يجب ان تعرف على ماذا ستقدم قبل ان تتحمسي كثيرا لكي تأخذي مكانها دعيني اقول لك لك ماذا يتضمن عملك."
قالت:"في الواقع لقد اخبرتني ليز"
قال:"رغم ذلك يحب ان اخبرك ثانية تتضمن الخطة الانطلاق بالرحلة عبر فرنسا بثبات قدر الامكان دون القيادة اكثر من ثلاث الى اربع ساعات في اليوم ومنح الجوادين الوقت الكافي من اراحة والكثير كم التدريب ارى ان الرحلة قد تسغرق على الاقل ثلاثة ايام للوصول الى ضفة القناة وربما اكثر."
واخبرها بشكل منظم بكل التفاصيل التي سبق ان اخبرتها بها ليز منهنيا كلامة بتحذير فظ
حيث قال:"لن تكون نزهة لا اعرف كيف ستكون ردة فعل الجوادين تجاة السفر لذا فأني لم احجز مقدما قد نضطر الى قضاء ليلة غير مريحة حيثما نصل."
قالت بلا مبالاة:"ذلك ليس بالامر الذي قد يقلقني."
وعندما رأت تعابير وجهة تغيرت الى تعابير لم تفهمها جيدا
اضافت:"هل هناك خطب ما في ذلك؟"
اجابها:"كنت افكر فقط ان كلتاكما انت وليز عرضة لاتخاذ قرارات فجائية سريعة لقد رحلت هي الى مكان مجهول مع رجل لا اعتقد انها تعرفة جيدا وانت تصرحين بأنك جاهزة لتمضية اكثر من ثلاثة ايام وليال.....مع رجل لا تعرفينة تقريبا لا يمكن لمرء الا يشعر بأنكما انتما الاثنتان يجب ان تكونا اكثر حذرا في عالم اليوم."
"اني اعرف نفسي وذلك كاف بالنسبة الي."
قال:"لا رغبة لي في مناقشة نقاط ثانوية في الوقت الحاضر اذا.....ما هو السبب المقنع الذي اشرت الية؟ذلك الذي جعلك متحمسة جدا لتأخذي مكان ليز؟"
قالت:"لقد سرقت كل اموالي في احتفال في سانت ماري دولا مير كل اموالي وشيكات السفر وتذكرة العودة التقيت ليز واصدقاءها في وقت مبكر من النهار وبقيت معهم لماشاهدة موكب الغجر لقد كان هناك جموع كثيرة من الناس على الشاطئ وعندما اكتشفت اني قدفقدت محفظتي عرفت على الفور ان من المستحيل ايجاد الشخص الذي اخذها فأخذني ليز وشريكها الى مركز الشرطة حتى انهما قدما لي العشاء فيما بعد.البقية.....حسنا انت تعرف ماذا حصل بعد ذلك"
فقال بطريقة جافة:"اة اجل اعرف تماما ماذا تتوقعين ان يحدث الان ان دوافعك واضجة جدا انك تتوقعين اني سوف اهرع في الحال للقيام بدور الشخص الذي سيزوردك بالطعام وتذكرة السفر في الوقت المناسب."
فأجابتة بسرعة:"مقابل الخدمات التي سأقدمها.افترض ان ليز لتقوم بعمل يومين او ثلاثة دون مقابل. يجب ان يستحق ذلك اجرة راكب عبر القناة."
"لاتقلقي ان استخدمتك سأدفع لك اجرك.ان....."
"لن المس اي قرش عدا المصاريف الضرورية."
قال:"هكذا؟افترض ان وقع سكين بين يديك فستقطعين ذلك الانف الصغير الجميل لتغيظي وجهك."
قالت بفظاظة:"ارجوك لاتكون راعيا."
قال:"انتي تأخذين الامور بجدية."
قالت:"بقدر ما تظهر جدية فقط."
دفع الفنجانة عبر الطاولة وقال:"سأتناول ذلك الفنجان الاخر من القهوة الان."
ملات فنجانيهما وقد تضرج وجهها فكرت لماذا لم يكن مجرد غريب تماما يعود بالجياد الى انكلترا شخص من دون اصداء مؤلمة حزينة من الماضي؟ تناولا قهوتهما في صمت يتخللة خوار الثيران البعيدة فقط.
قال مارك ويكفورد اخيرا:"بالطبع ان كنت لا تستطيعين الاهتمام بجواد فلن اكون في حاجة اليك."
قالت:"لست خائفة في ان اضع قدراتي تحت الامتحان لقد امتطيت الجياد طوال حياتي."
قال:"لكن هذين الجيادين لم يمتطيا طوال حياتهما لقد امسك بهما حديثا تقريبا لا اريد ان يحدث لاي منهما مكروة في الطريق العودة."
قالت بسخرية:"ولا اريد ان يحدث لي اي مكروة."
قال:"ذلم ايضا على ما اعتقد اذا هذا ما اقدمة تبقين هنا لبقية هذا النهار خلال الوقت الذي اقنع فية نفسي بمرافتقك كممتطية للجياد. ان اقتنعت بذلك فسوف ننطلق كما خططت لذلك غدا فما رأيك؟"
اجابتة بتحفظ:"يبدو لي ذلك عادلا جدا."
قال:"اذا لنتفق على ذلك من الافضل ان تأتي تتعرفي الى هنريت مالمونت ستسمح لك بأستعمال الغرفة التي كانت تستعملها ليز....."
ونظر اليها مباشرة وهو ينهض ثم اكمل كلامة قائلا:".....اذا مهما حدث ستحصلين على ليلة اكثر راحة من الليلة الماضية ان لم ينجم شئ عن التجربة اليوم فعلى الاقل ستحطين بمزيد من الوقت يبدو ضروريا لتجدي جلا اخر لمشاكلك."
نهضت ونظرت الية بتحد:"يبدو لي ذلك عادلا جدا."
لوى شفتية بتهكم وقال:"لا اشك بذلك احدى نساء اليوم.....جاهزة للقيام بأي شئ مهما كان يفتقر للحكمة."
استدار ومشى وتبعتة الى داخل منزلة وعيناها تتأملان قميصة الانيق المشدود فوق كتفية العريضتين وهي تفكر اكان يستحق حقا ان ترمي بنفسها في هذا الخضم من المشاعر الحزينة.فقط لتحصل على تذكرة عوة الى الوطن؟
ستكون بارعة ان استطاعت ان تفعل ذلك لان اخر شئ على الارض يجب ان يعرفة ماركوس ويكفورد ان استطاعت ان تحمل نفسها على لدية انة بالفعل يقدم خدمة لشخص وربما الاسوأ من وجهة نظرة تقديم خدمة عائلة ليوارد.


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 05:55 PM   #4

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى



كانت هنريت مالمونت المرأة السمينة ذات الشعر الداكن اللون الحتشمة المظهر مشغولة في القيام بعدد من الاعمال في المطبخ استمعت الى قصة رحيل ليز وكانت ردة فعلها مجرد ابتسامة ارتسمت على ثغرها وهزة استهجان هادئة من كتفيها
وعلقت قائلة:"انها شابة صغيرة يجب ان تتوقع اي شئ من شابة صغيرة عندها لن يدهشك اي تصرف قد تقوم بة اليس كذلك!"
وقالت ان اليكس تستطيع بكل سرور ان تستعمل الغرفة التي كانت تشغلها ليز واخبرتها بأنها سترشدها اليها بعد لحظة قصيرة.
تركهما مارك بعد ما اتخذ الترتيبات الضرورية التي تشعرة بالارتياح قائلا انة سيحمل متاعها الى غرفتها في مابعد.بعدما انهت اعداد فطيرتين بالتفاح رافقت هنريت اليكس عبر غرفة الطعام الطويلة ذات الشكل البروفانسي التقليدي حيث الطاولة تتسع لجلوس ثلاثين شخصا على الاقل حولها قادتها بعدها الى زاوية الفناء الخارجي وهناك انعطفتا نحو درج غير ظاهري يؤدي الى الغرف الموجودة فوق الاسطبل اخذت هنريت ملاءة من خزانة على اعلى السلم وسألت اليكس ان كانت تمانع في ترتيب سريرها بنفسها.
قالت لها شاكرة:"يسعدني ان اقوم بأي عمل للمساعدة لطف منك ان تسمحي لي بأستعمال الغرفة."
اجابتها هنريت ببساطة:"واحد يذهب واخر يأتي.....هذة هي طريقة الحياة هنا."
ثم بعد ان اعطتها القليل من المعلومات عن مكان الحمام وغرفة الغسيل استأذنت وعادت مسرعة اى المطبخ نظرت اليكس بأمتنان في ارجاء مسكنها لهذة الليلة كانت غرفتها واحدة من نحو ستةغرف تفتح على الممشى ارضيتها الباردة مكسوة برقاقات من الفلين ذات لون داكن مصراعان ضروريان لا بد منهما على النافذة واثاث بسيط ومريح من الخشب الصنوبر نزعت الملاءة عن السرير واعادت تريبة بالملاءة النظيفة.عادت بعد ان اخذت الملاءة الوسخة الى نهاية الممشى لتتكئ على حاجز نافذتها المفتوحة واخذت تنظر الى الفناء الخارجي المهجور ظهر ماركوس ويكفورد فاجفها ظهورة مما جعلها تتراجع قليلا الى الوراء كان يحمل مجموعتين من الحبال وشعرت اليكس عندما نظرت نحو شعرة اللامع وخطواتة الرشبقة باحساس ينتابها بعيد كل البعد عن العدائية واعترفت لنفسها بحزن انها تستطيع ادراك سبب تورط ايلين معة تماما.رغم معرفة اليكس بما فعلة والنتائج التي ترتبت على اعمالة كان في امكانها ان تدرك انة من الرجال الذين يلفتون نظر اي امرأة ويطلقون مخيلتهن المسكينة السريعة التأثر بالاغراء.
وضع الحبال الى حانب باب الاسطبل ونظر حولة في كلا الاتجاهين لاحظت اليكس يشعر بأنة مراقب احتقرت نفسها لحماقتها التي جعلتها مأخوذة لجاذبية مظهرة الرائع تحركت بسرعة لتبتعد عن النافذة قبل ان يرفع عينة ويراها ثم جلست على السرير لم تخالجها الشكوك حيال قدرتها على ان تسوس جوادا انما لمسايسة رجل من عائلة ويكفورد وخاصة هذا الرجل بالذات كان امرا مختلفا كليا.
لقد اعاد لقاؤها بماركوس او مارك كما يسمي نفسة الان الى نفسها كل التوتر الذي شعرت بة ايلين منذ عامين لم يكن في امكانها التحرر مما حدث في ذلك الوقت فما زالت كل الاحداث المؤلمة التي حصلت حينها راسخة في ذاكرتها.
كانت اليكس تتمرن في اخر سنة لها في علوم معالجة الامراض بواسطة المداواة الطبيعية وبدأت تكتشف عندما عادت الى المنزل لقضاء عطلة الفصح المصيبة التي يمكن ان تحل في حياة شقيقتها.
كانت حياة ايلين العاطفية قضية خاضعة لاهتمام حكيم من قبل جميع افراد الاسرة بعد فشل زواجها الاول االمبكر كان واضحا ان ايلين في مزاج جيد منذ ان رأتها اليكس نهار الاربعاء قبل الفصح وسرعان ما تبين ان صديقا جديد هو السبب في ذلك لكن الحيرة انتابت اليكس من الطريقة الغامضة التي تتحدث بها ايلين عنة.
سألتها:"هل هو مهم"
فأجابتها:"يستطيع ان يحقق امرا مهما فعلا في الحقيقة لست متأكدة انة لم يفعل ذلك حتى الان"
سألتها اليكس بفظاظة:"اذا كيف حدث اننا لم نرة؟انك لا تنشرين عادة هذا النوع من حجاب السرية حول حياتك العاطفية."
اجابتها:"اة لكن هذة مختلفة."
نظرت ايلين نظرة تردد الى شقيقتها ثم بدت وكأنها قررت شيئا ما فقالت:"ان لم اخبرك انت فمن اخبر؟سأريك صورة لم يراها احد سواك."
مررت ايلين الصورة بكل تبجيل تقريبا نظرت الى وجة الرجل في الصورة وانتابها ارتياح للوهلة الاولى فلم يبدو رائعا فقط بل بدت على ملامح وجهة ايضا قوة وعزم ينمان عن اطمئنان.
قالت:"حسنا يالك من محظوظة انة رائع لا عجب ان احتفظتبة لنفسك ما اسمة؟ادونيس؟"
لم تضحك ايلين وكان جوابها جديا تماما.
قالت:"هل تقسمي على ان لاتخبري احد حتى اقول لك انك تستطعين القيام بذلك؟ان لم تفعلي لن اخبرك شيئا."
اجابتها:"هيا يا ايلين!سأقسم على اي شئ ترغبين بة فقط اخبريني اسمة."
قالت ايلين محذرة:"اني جادة"
اجابتها:"انا كذلك لن انبس بأي حرف لأي كان الان هيا اخبريني."
قالت:"اذا حضري نفسك لصدمة اسمة ماركوس.ماركوس ويكفورد."
احتجت اليكس بصوت عال و حاد:"ويكفورد!رجل من عائلة ويكفورد؟هل اغرمت حقا برجل من عائلة ويكفورد؟اوة.....لا ذلك سيكون للعائلتين كوضع الهر امام اللحم."
قالت ايلين بكابة:"لا يهم ما يظنة اهلنا اولا علي ان اخبر ماركوس بأنة كان يخرج مع فتاة من عائلة ليوارد طوال الشهرين الماضيين."
قالت اليكس وقد غار قلبها في صدرها:"هل تقصدين انة لايعرف ذلك؟بالطبع لن يعني اسمك شيئا اليس كذلك؟"
رمت بنفسها على السرير لقد تزوجت ايلين عندما كانت لا تزال في المدرسة وتطلب الامر اقل من سنة لتشعر بالندم.وهي الان مطلقة لكنها لا تزال تستعمل اسم عائلة زوجها ويعود سبب ذلك لانها مازالت تشغل ذات الوظيفة التي شغلتها كايلين فيكرز.
التقت عينا اليكس الخضراوان بعيني شقيقتها الزرقاوين القلقة قالت لها:"اوة يا ايلين لقد اقعت نفسك في مأزق كبير اليس كذلك؟"
قالت ايلين بأكتئاب:"اعرف كان الامر في البداية مجرد تسلية لي لكن الان ما عدت اشعر ان الامر كذلك ابدا سوف اخبرة الحقيقة لكن عندما ارى ان ذلك مناسبا ودون اي تدخل من العائلة حتى اكون قد سويت الامور مع ماركوس كونة ينتمي الى عائلة ويكفورد هو امر تافة بالنسبة الي كما قلت انة رائع وليس فقط هذا فهو شخص مذهل انة لطيف جدا جدا اعرف فقط ان الامور ستكون على ما يرام."
اكتراث اليكس لعداء العائلة لا يزيد عن اكتراث ايلين لة حيث يعود ذلك الى جيلين مصيا عندما منع احد الرجال عائلة ويكفورد بطرق ملتوية زواج جدهما ليوارد زواج حب وثروة في ان معا وانتزع منة تلك العروس وثروتها المحلية وتزوجها كانت المسألة في تلك الفترة مسألة حياة او موت لقد فقد جدهما الثروة لكنة لم يهنأ لة عيش حتى استرج المرأة كان ذلك انتصارا وجيزا جدا رغم كل شئ وادت محاولات فرانسيس ويكفورد القاسية لاسترجاع زوجتة وشعورها بالكأبة والاضطراب نتيجة للخطيئة الاخلاقية التي ارتكبتها الى الانتحار وكان كلا الرجلين يشعران باظلم مما جعل المصالحة بين العائلتين في ذلك الوقت امرا مستحيلا استطاعت اليكس ادراك ذلك وعندما كان هي وايلين تتحدثان في ذلك كانا تسلمان بأن رؤية رغد عيش عائلة ويكفورد نتيجة الارض التي استولوا عليها عنوة فيما تعيش عائلة ليوارد حياة متواضعة قد تثير في نفس والدهما الشعور بالمرارة تجاة ما كان ليكون ملكا لة لكن لم يكن لذلك الامر تأثيرا في نفسيهما اما جدهما فقد تزوج في اخر الامر من جديد وعاش بسعادة وكان والدهما ثمرة ذلك الزواج ثم مات جدهما قبل ان تولدا وهكذا فانهما لم تتعرفا على اي من الشخصين المتضررين لقد حان الوقت بالتأكيد لنسيان تلك الحادثة المؤسفة على اية حال لقد انتقلت عائلة ويكفورد الى مكان بعيد عن منطقة جنوب سوسكس الصغيرة حيث عاشت العائلتان لعدة اجيال لذا فذلك الحقد قد خفت حدتة الى حد ما انما من الافضل عدم النوم بين القبور كي لا تأتي الكوابيس.
سألت اليكس شققتها:"اعرف اننا نعتقد ان ذلك حدث في الماضي لكن الموضوع هو.....هل تتصورين ان ماركوس سينظر الى تلك المسألة كما ننظر نحن؟"
اجابتها ايلين بثقة كاملة تقريبا:"اني متأكدة انة سيفعل.اعتقد ان علاقتنا قد وصلت لدرجة تجعل اي امر اخر غير مهم.....يجب ان اقول يا ساندي ان مسألة هذة الارض المحرمة قد تضيف بعض الاثارة للامور."
بينما كانت اليكس على اهبة الخروج قالت لها بقلق وكأنه تتنبأ:"لا تلعبي بالنار لوقت طويل كي لا ينتهي بك الامر بحرق اصابعك."
تطلب ايضاح الامر لماركوس اسابيع عديدة من ايلين وعندما فعلت ذلك في اخر الامر كانت النتيجة كما خشيت اليكس كاثة بالرغم من ذلك لم تتوقع ما قد تحملة من نتائج قبل وقوعها.
كانت اول معرفتها بالامر في الليلة التي سبقت عودتها الى المنزل بعد ان انهت امتحاناتها النهائية في المستشفى عندما تلقت اتصالا هاتفيا كئيبا من ايلين اخبرتها بانها في المطار بانتظار ان يحين موعد اقلاع رحلتها الى امريكا.
لقد انتهى الامر بينها وبين ماركوس كان صوتها متهدجا تكتمة الكأبة والدموع المخنوقة لم تكن راغبة في الحديث عن ذلك الموضوع فقد كانت تشعر بعدم الفخر بنفسها اطلاقا كل ما كانت ترغب بة هو الرحيل بعيدا سوف تراسلها لكن ليس لتتحدث عما حصل بيتها وبين ماركوس كل ما كانت تريدة هو نسيان ما حدث لقد انتهت تلك العلاقة ولا ترغب بأن يظرح عليها اية اسئلة ارادت فقط حياة جديدة سوف تتمكن من ايجاد وظيفة من الخبرة التي اكتسبتها من وظيفتها السابقة.
قبل ان تتمكن اليكس من مقاظعة دفق الكلمات المثيرة التي كانت تتلفظ بها شفتيها سمعت من المطار الاعلان باقلاع الطائر وبسرعة قالت ايلين:"طائرتي ستغادر."ورحلت.
عرفت اليكس عندما وصلت الى المنزل ان الامر قد ترك لها لتشرح لوالديها استمعت السيدة ليوارد الكئيبة و المرتبكة لمغادرة ابتها الكبرى المنزل و البلاد بشكل مفاجئ الى تفسيرات اليكس لسلوك شقيقتها.
قالت:"اوة يا ايلين المسكينة الفتاة الحمقاء لابد انها صدمت عندما اكنشفت ان ما زالت تلك الهالة الكبيرة لمشكلة سخيفة رغم مرور كل تلك السنين ما لا استطيع فهمة هو لم كان هذا التكتم الذي احيط بة هذا الصديق الاخير؟لكنك تعرفين ما الت الية الامور بعد زواجها الاول المشؤوم كانا جميعا حذرين وخائفين كأننا نمشي على بيظ اوة ساندي!كيف سنخبر والدك؟"
قالت:"لنفترض ان ذلك الرجل من عائلة ويكفورد لم يأبة للعداء القديم.....كيف كنتما انت ووالدي ستواجهان الامر؟"
نظرت والدتها بعينين غائمتين غائصتين من شدة الحزن وقالت:
"لم يكن لي شأن بذلك العداء بأية حال اني مجرد دخيلة علية لكني بصدق اعتقد ان والدك لا يضمر شيئا تجاهة حتى هذة الايام اني متأكدة انة كان ليتقبل الامر ان كان ماركوس رجلا صالحا انا كنت لافعل ذلك اما لان فأنني افضل قتلة."
قالت اليكس:"من الواضح انة ليس صالحا اطلاقا لقد اظهر ان عدائي ومتحيز كأي شخص من عائلة ويكفورد."
كانت السيدة ليوارد محقة في خوفها من اخبار زوجها فقد قضى ليلة مروعة نتيجة لنوبة قلبية اتبعت انفجار غضبة المرير ضد عائلة ويكفورد عانى منها في ساعات الصباح الاولى وتعافى انما جزئيا فقط مما اجبرة على التقاعد في وقت مبكر الامر الذي لم يكن مهيا لة ماديا بعد كان علية ان يبيع منزل عائلة ليوارد القديم الذي توارثةة افراد العائلة منذ ثلاثة اجيال اما الان فأن والدي ايلين واليكس يعيشان في منزل صغير يمتلكانة دون ان يتذمرا لكن الفتاتين كانتا تدركان ان افضل ما يمكن قولة انهما يتحملان ذلك حيث ان الايام الخوالي قد رحلت.
مرت سنة قبل ان ترى العائلة ايلين مجددا حيث كانت كما اخبرتهم في رسالتها ومكالماتها الهاتفية قد خطبت الى شاب امريكي استطاعت اقناعة بالمجئ للتعرف على عائلتها لذا لم يكن من المناسب القيام بأية محاولة لنبشالماضي وخاصة على ضوء ما الت الية صحة السيد ليوارد كانوا رغم كل الصعاب فرحين عندما وجدوا ان ايلين قد وجدت اخيرا الرجل المناسب حسب رأيهم اما الان بعد مرور عامين تعيش بسعادة مع زوجها وطفلها الاول الذي اسمتة على اسم والدها.
لم يذكر اسم ماركوس ويكفورد مرة ثانية لكنة بقى في ذاكرة اليكس ذلك الرجل الذي بدل مسار حياة شقيقتها وتسبب بابتعادها عن عائلتها وانهى تقريبا حياة والدهما.
اعادتهاطرقة على باب غرفة نومها من افكارها الكئيبة الى الواقع فوجدتة واقفا هناك حاملا خقيبتها.
قالت بأقتضاب:"شكرا"
قال:"انتظري لحظة....."ومنعها من اقفال الباب في وجهة واضاف:" اريد ان اتكلم معك."
اعادت اليكس بتذمر فتح الباب قليلا لكنها لم تدعة للدخول وسالتة:"نعم"
اجابها:"لقد اعددت ترتيبات لبقية النهار سنأخذ حصانين في نزهة وهكذا تتاح امامك فرصة كبيرة لتظهري ما تستطيعين القيام بة."
نظر اليها بتمعن من رأسها الى اخمص قدميها واضاف:"تستطيعين البقاء بهذة الملابس واعتقد اننا نستطيع ان نتدبر لك قبعة من احدهم."
"لا حاجة لان تفعل ذلك لدي واحدة كما اني افضل ارتداء سروال خاص لركوب الخيل الذي احضرتة معي ايضا."
قال:"ذلك مناسب جدا اعتقد انك استعرتها من ليز"
قالت:"لا انها لي لقد امضيت الجزء الاول من عطلتي امتطي الجياد في فيركور."
الا ان ذلك لم يجعلة يذعن فقال:"يبدو ذلك واعدا لكنك ما زلت ملزمة بافناعي انك تجيدين ذلك انزلي الى الاسفل بأسرع ما يمكنك."
ثم استدار واتجة عبر الممشى بخطوات واسعة اقفلت اليكس الباب وهي تشعر بالانزعاج وسحبت السروال الخاص بركوب الخيل من داخل حقيبتها.كان ذلك السروال هو الانسب لاي شخص يرغب في اخفاء اماكن البدانة من جسدةلكنة بدا على جسم اليكس المتناسق وكأنة يضيف على جمالها جمالا استبدلت قميصها الاخضر اللون بكنزة قطنية رقيقة لونها يشبة لون الحجارة وضمت شعرها الذهبي الكثيف بعقدة كأنة فارشة تنزلق خلف عنقها ثم انتعلت حذاءها واتجهت الى الاسفل حيث الفناء وقبعتها الخاصة لركوب الخيل تتأرجح في يدها.
رأت ولدا صغير يمسك بالجوادين ويتحدث الى الرجل ذي الشعر الرمادي اللون الذي لم يسبق ان التقتة اليكس في المكتب كان احد الجوادين اصهب وضخما بينما كان الاخر ارقط واصغر حجما بقليل.
خرج مارك من احدى الاسطبلات و سار نحو الرجال لينضم اليهم وبينما كانت اليكس تقترب كانت عيونهم جميعا تنظر اليها كانت البهجة جلبة في نظرات الرجلين الفرنسيين بدت نظرات مارك ويكفورد عامضة.
اشارت اليكس الى الجوادين قائلة:"ما هذا؟اعتقدت انك ابتعت جوادين من الكامارغ."
اجابها بهدوء:"لقد فعلت وسوف تبرهنين لي ان استطعت امتطاء هذة اخبرتك ان جوادي قد روضا الى حد ما حديثا تذكرين ذلك لقد وافق اندريا بالسماح لنا بامتطاء اثنين من لفضل جيادة عدوا لك زيزي....."
صفع الجوادالارقط ثم تابع كلامة قائلا:"ولي بابن انهمامعتادان على نوع الركوب الذي سنقوم بة اليوم."
قال تلك الكلمات الاخيرة ونظر نظرة ذات مغزى الى الرجلين الاخرين اللذين اشارت ابتسامتهما العريضة الى وجودنكتة ضمنية تجاهلت اليكس ذلك وركزت على مصادقة زيزي التي بدت ودودة جدا.
سألها اندريا مالمونت:"اترغبين بأمتطاء الجواد يا انستي؟"ثم جمع كفية الى بعضهما البعض وقدمهما الى حيث وضعت اليكس احدى قدميها عليهما وارتقت برشاقة فوق سرج زيزي حيث تمهلت قليلا لتضع قبعتها قبل ان تقود الجواد الى الطرف الاخر من الفناء هناك ركزت ركابها ثم عادت الى الجموعة الاشخاص الذين يراقبونها.
قال مارك:"لا مشكلة حتى الان."وقفز بسهولة فوق سرج بابن وربت على عنقة ثم اضاف:"والان دعينا نرى ما تستطيعين حقا القيام بة لن نتأخر في العودة يا اندريا."
اجابة بلغة انكليزية متأنية:"تمتعا بوقتكما جيدا."
قاد مارك جوادة الى محاذات جواد اليكس حيث رأت انة يرتدي قبعة الحارس السوداء تلك ثانية.
فقالت:"لن تؤمن لك هذة الحماية الكافية فيما لو سقطت."
قال بهدوء انما بثقة رجولة تامة:"لن اسقط."
كانا في ذلك الوقت ينعطفان ناحية الجهة الشمالية من المزرعة ويدخلان الى حقل طويل مسيج حث جوادة على الاسراع ونادها قائلا:"افعلي كما افعل تماما."
تبعتة اليكس وانعطفت كما فعل عند الطرف البعيد من الحقل ثم لحقت بة من جديد عبر امتداد الارض الوعرة وهمز الجواد ليضاعف سرعتة ويندفع عبر الارض الفسيحة حتى اصبحا في مسافة المتبقية في الحقل يعدوان عبر غيمة من الغبار ارتفعت كالضباب من جراء حوافر جواديهما.
بدلا من ان يخفف سرعتة عند النعطف ضاعفها وقفز فوق السياج دون اي حذر وفعلت اليكس الشئ نفسة بشكل مرض حيث قفزت زيزي فوق القضبان بسهولة.
سألها بلهجة ساخرة:"اما زلت على صهوة الجواد؟"
اجابتة بذكاء بكلماتة ذاتها التي قالها منذ لحظات فقط:"لن اسقط."
همزت زيزي ينعلي حذائها تستحثها لان تسبة لكنة لاحظ ذلك ويلهجة امرة قال:"لا حاجة للتفاخر."
فسارت الى جانبة بتمهل و بهدوء.
قال باقتضاب:"حسنا ارى انك تعديت مرحلة الفشل."
قالت:"قلت لك انني استطيع امتطاء الجياد."
كانت اليكس لا تزال تستشعر وخز الظلم من القفز فوق السياج الامر الذي اعتقدت انة غير عادل جتى انة عمل خطير تماما من قبلة.
نظر اليها نظرة جانبية وقرأ على ملامحها ما فكرت فية وقال:"ان كانت القفزة تثير انتقادك فانسي الامر تستطيع زيزي القيام بذلك وهي مغمضة العينين لم تقم بما غير متوقع بعد."
قالت ببرود:"اذا علي ان اتاهب وانتظر غير المتوقع."
مرا بالزريبة حيث يتم وسم الحيوانات كانت عملية الوسم قد انتهت واطلقت الفلول لتذهب الى مأواها المعتاد لكن رئحة الشعر المحروق كانت لا تزال تملأ الجو مما جعل زيزي وبابن يهزان اذنهما بقوة و يصهلان بصوت منخفض.
سألها مارك ويكفورد فجأة:"خلال رحلتك لركوب الخيل هل كنت بفردك؟"
اجابتة:"لا كان معي اصدقاء."
قال:"هل اضعتهم كما اضعت مالك؟ذلك يبدو وكأنة عدم اهتمام."
نظرت الى وجهة الساخر وقالت:"لا لقد كانت فترة عطلتهم اقل من عطلتي بقيت هنا لبضعة ايام كي اتعرف على المنطقة هل يوضح هذا ما تريد معرفتة؟"
قال:"هذا مقنع جدا هل كان يستحق ذلك اعني ان اعني ان تبقي؟هذا المكان لا يستسيغة اي كان."
قالت:"اعتقد انة رائع."
سألها:"رغم كل ما حصل؟"
اجابتة:"رغم كل ما حصل عندما طارت طيور النحام هذا الصباح وجعلت الجياد تعدو مسرعة.....حسنا ماذا تستطيع ان تقول عن منظر كذلك المنظر؟"
قال:"لقد رأيتة."
قالت:"كان منظرا لا ينسى."
"انك تتحدثين الى المتسبب بة."
رمقتة بنظرة سريعة وقد جفلت قليلا بما كان تقريبا حديثا عاديا بينهما كان يجلس منفرج الساقين بلباسة الابيض على صهوة جوادة وكأنة احد نبلاء الغرب وكان شعرة الاشقر يلمع تحت اشعة الشمس بدا واثقا جدا من نفسة.....وكأنة احد ابناء الحياة المفضلين.
اجابتة بفظاظة:"من الواضح ان المجئ للتبضع هو صعب نوعا ما."
قال:"اة لكن سيدة في عائلتي تملك طرقا مقنعة جدا لقد شاهدت فيلم الحصان الابيض هل تعرفينة؟ ولن تقبل بأي حصان اخر الا حصان الكامارغ."
قالت اليكس:"انها محظوظة ليكون عندها زوج ينصاع لتحقيق رغباتها."
"السيدة التي اتحدث عنها ربيكا السابعة من عمرها فقط لن انكر على اية امرأة اتزوجها سعادة ركوب احدى جياد الكامارغ ان رغبت في ذلك."
اخذت اليكس تقوم بحسابات وكان الجواب الوحيد الذي توصلت الية انة قد يكون تزوج من مرأة لديها ابنة او انة كان على علاقة مع امرأة ما قبل ان تظهر ايلين في حياتة وعاد اليها مع عزمة الذي جاء متأخرا للقيام بما هو صالح تجاة ابنتة مهما كانت الحال لا بد ان ابنة السبعة اعوام التي تطلب هكذا طلبات وتجعل هذا الرجل يسافر عبر الاراضي الفرنسية ليحقق لها رغباتها بالتاكيد هي طفلة افسدت شخصيتها من شدة التدليل
قالت بصوت ينم عن عدم الاستحسان:"انك والد متساهل جدا."
وصلا الى الطريق الرئيسي حيث اقتربا من عربة للجياد متوقفة تحت الاشجار توقفا الى جانبها حيث سألت اليكس توضيحا:"هل هذة لنا؟"
اجابها:"تنبؤ جيد."
قالت:"لكنها ليست لك؟"
قال:"تلك التي احضرتها؟لا خاصتي من النوع الذي يقطر هذي للنادي."
ترجلت مثلة عن صهوة الجواد وامسكت بعنان بابن بينما فتح هو الباب في مؤخرة العربة وقالت:"بما اننا نستطيع بسهولة العودة الى النادي اعتقد اننا نقصد مكانا اخر."
"اصبت مرة اخرى ما كنت تعتقدين ذلك حقا اليس كذلك؟"
"لا انني طوع يديك اذا الى اين نحن ذاهبان؟"
قال:"صبرا ستعرفين ذلك في الحال." قفز من العربة وسوى اذني زيزي ثم اضاف:"لندخلها اولا ابق بابن بعيدا لحظة."
ادخلت زيزي وكوفئت ببعض من التبن تبعها بابن بهدوء وحصل على نصيبة هو ايضا اقفل مارك باب العربة ثم استقل هو اليكس في المقدمة.
سألت ببراءة متعمدة:"هل المكان بعيد؟"
قال:"ليس كثيرا.....لكننا نريد ان نبقى الجوادين نشيطين ولطيفين لبعد ظهر هذا اليوم وسيكونان على الارجح سعيدين في العربة حتى اخر النهار."كلمات تتضمن الكثير لكنها تفصح عن القليل.
قطعت اليكس عهدا على نفسها بألا تطرح علية اي سؤال بعد ذلك مما يتيح لة مبارزتها ومضت فترة طويلة قبل ان يقطع الصمت بينما كان يقود العربة عبر الطرقات المنبسطة.
قال:"اخبريني ماذا تفعلين عندما لا تقعين في مواقف محرجة خلال سفرك؟"
اجابتة:"اني اعمل في حقل المداواة الطبيعية."
قال:"طبيبة في المعالجة الطبيعية؟ما كنت لأتنيأ بهذا."
قالت:"ليس هناك من سبب يدعوك لذلك اننا لا نوسم باختصاص عملنا."
"هكذا اختصاص عملي جدا عمل ذو مسؤولية كبيرة انت لا تبدين لي انك من النوع الذي قد يجد ذلك سهلا."
سألتة:"كيف لك ان تعرف؟لم يمضي على لقائنا سوى ساعة او اكثر بقليل."
قال:"قلما اخطئ في شأن الاختلاجات التي تظهر على وجوة الاشخاص."
تسارعت خفقات قلبها منذرة بالخطر لقد عرف بحقدها فهي لم تكن حذرة بشكل كاف الاانها تظاهرت بالابتسام.
قالت:"ربما هذة هي المرة الاولى على اية حال المداوة الطبيعية هي عملي وانا احبة كثيرا ربما لا خبرة لديك عن النتيجة التي تؤدي اليها."
قال:"مجرد مناقشة صغيرة حول ذلك الموضوع مع مدرب رياضي والتي هي مختلفة عن الرضوخ لملاطفة فتاة ذات شعر ذهبي قد تعتقدين الان ان تلك كانت عبارة غير عادلة ابدا اتجاهك."
قالت:"حسنا الم تكن كذلك؟"
قال:"اعتقد انها واقعية لكن فوق ذلك انني لا اهتم لهذة الامور كما تفعلن انتن النساء."
اجابتة بسرعة:"ربما يعود ذلك لانك لم تكتشف الهدف."
تركا الطريق ارلس الرئيسة وتخطيا اشارة الطريق فلم تتمكن اليكس من قراءتها لذا بقيت تجهل المكان الذييتجهان الية لكنها رأت فجأة عندما انعطفا حول منعطف في الطريق حيث كانت الارض مكسوة بنبات طولا مما تكون عادة جموع من الناس في الحقل فسيح امامها وبعد لحظات توقف مارك فية وسحب عربة الجياد ليضعها في خط مع مجموعة من العربات الاخرى.
كان هناك ثيران في الطرف الاخر من الحقل غير مقيدة مجموعة كبيرة منها تدورر بشكل دائري وكان الناس يحتشدون على اقدامهم وعلى صهوة جيادهم في كل مكان ولاحظت اليكس عندما قفزت الى الارض ان الجو كان يعبق برائحة الشواء التي يسيل لها اللعاب.
قال مارك:"اعتقد ان علينا احضار شئ من الطعام لنتناولة اولا وستكون اكياس التبن كافية لاسعاد الجوادين هل انت جائعة؟"
كانت اليكس تشعر بالجوع الشديد لكنها كانت تعرف انها لا تملك من المال شيئا فأجابتة:"ليس تماما اذهب انت."
نظر اليها بقساوة وقال:"توقعت ان اقدم لك الطعام تعرفين ان كان ذلك الجواب ناجما عن كبرياء ضائع."
"لا يمكنك ان تتصور كم ان هذا الوضع يثير غضبي."
"اة بلى يمكنني فانني انظر اليك لا تكوني سخيفة انك في الواقع تتضورين جوعا كما انك سوف تكونين في حاجة لكل قوتك بعد ظهر هذا اليوم."
قالت:"ان كنت حقا ترغب في ان تقدم لي خدمة يمكنك التوقف عن هذة الملاحضات التي تشير الى ان شيئا خطيرا سيحدث عليك ان تخبرني عاجلا ام اجلا عما نتحدث يمكنني الانتظار حتى ذلك الحين."
قال:"لكن ذلك يجعلك تتحرقين اليس كذلك؟" وابتسم ببرود ثم امسك بذراعها وبدأ يسير بين الجموع وضاف:"تعالي وتصرفي بعزم وتصميم فقط."
اخذا بعض الشواء الشهي المنظر ضلوع غنم شهية الرائحة علبتي سلطة خبزا محمضا و زجاجة من المرطبات واخيرا وقبل ان يعودا الى جوادين اخذ بعض حبوب الخوخ فتح مارك الصندوق ووضع بطانية حصان مطوية علية ثم نشر طعام الغداء علية وبدأ يتناولة.
كانت زجاجة المرطبات ساخنة بسبب تعرضها للشمس لفترة طويلة من الزمن كان اللحم قد نقع في مزيج لذيذ منالزين والاعشاب كما وان السلطة كانت تحتوي على زيتون ريان محلي و استسلمت اليكس الى اغراء الوليمة منالاطعمة المختلفة النكهات.
سألها مارك:"هل اعجبك الطعام؟"
قالت:"انة رائع شكرا جزيلا."
كان هناك الكثير حولهما ليشاهداة مما جعل التحدث ليس ضروريا حقا كما ان متعة تناول الطعام و اشعة الشمس المشرقة كانتا اكثر من كافيتين لتجعلها تتغاضى عن شخصية مرافقها غير المرغوب فيها كانت قد اكتفت تماما عندما حمل الؤوس و الزجاجة ليعدهما.
فقالت لة بكل تهذيب:"شكرا يا مارك."
قال لها:"ان اسمي هو ماركوس."وتسبب لها الاسم الذي اكد شخصيتة خيبة امل حمقاء تابع كلامة قائلا:"لقد اختصرتة هنا لانني ورغم حبي الى مالمونت لا استسيغ الطريقة التي يلفظون بها اسمي وهي ماركويز اعرف قبل ان تقولي لي ذلك اني افسدت لغتهم ايضا لكن الطريقة التي يلفظون بها اسمي تجعلني اشعر اني احمق تماما انهم كما اي شخص اخر يستطيعون لفظ الاسم المختصر بشكل رائع سنخرج الجوادين عندما نعود لقد حان الوقت تقريبا."
وبعد ما نظر اليها نظرة ذات مغزى كي يثيرهاانطلق بين الجموع.
نهضت ببتبرم و اتجهت الى حيث الحمام وعندما خرجت كان ماركوس يخرج بابن وكانت زيزي قد اخرجت و ربطت الى عقيقة الى جانب العربة.
قال:"اتساءل ان كنت تقومين بدور العداء."
قالت:"انني في وضع لا يسمح لي بذلك اليس كذلك؟"
قال:"ذلم يعني انك تقومين بذلك ان استطعت اتشعرين بالقلق؟"
قالت:"في الواقع الامر يثير اهتمامي."
قال:"في هذة الحالة سأزودك ببعض المعلومات ستشتركين في الابريفادو اتعرفين ما هو؟"
قالت:"لا لكنني اراهن على ان اصدقاءنا الزنوج المتواجدين في الطرف الاخر من الحقل مشتركون فيها."
قال:"ستكونين بخير سوف تتعلمين ما هية العمل في الانتقال من مكان الى اخر كل ما عليك القيام بة هو البقاء على مقربة من بقية العدائين بقدر ما تستطيعين و مرافقة الجماهير لن يكون امامك خيار لتقومي بأي شئ اخر لكن ليس هناك ما يدعوك للقلق لقد قامت زيزي بذلك عدة مرات من قبل ركزي فقط بكل احاسيسك على الا تسقطي عن ظهرها ان كنت ستشتركين في اللعبة اعتقد ان الوقت قد حان اتريدين مساعدة؟"
رفضت اليكس عرضة وفكت زيزي قبل ان تمتطيها من مساعدة.
كانت الجموع تصنف نفسها كل الى مركزة المعد سابقا كأنما اشارة خفية قد اعطيت لهم فكان المترجلون يتوجهون الى نهاية الحقل و العداؤون يتجهون الى الوسط كان جو الاثارة يخيم على المكان بشكل فعلي تقريبا.
توجهت مجموعة من الحراس بلباس متميز هي تحمل الرمح الثلاثي الشعبي التقليدي عبر الحقل الى حيث الثيران تتحرك باستياء.
قال ماركوس:"سوف يختارون الحيوانات التي يريدونها اننا غير مشتركين في المرحلة."
بطريقة ما استطاع الحرس ان يفصلوا ثمانية او تسعة ثيران من القطيع واعيد السياج الى مكانة لابقاء البقية محتجزة في امان شكل العداؤون حلقة محكمة حول الحيوانات وقادوها الى الحقل و بينما اقتربوا من الفرسان تحرك العداؤون واحدا تلو الاخر و انضموا اليهم اصبحت مجموعة متراصة تحيط بالثيران المتواجدة في الوسط.
كانا اليكس وماركوس قد اندفعا بخفة و انضما الى البقية و زادت المجموعة من سرعتها بينما هم يجولون الحقل مرتين وسط هتاف المتفرجين ثم فتحت البوابة التي تؤدي الى الطريق التي اقفلت حتى بدء الابريفادو واندفع حشد من الفرسان بطاقتهم المشحونة على الطريق.
كانت اليكس تقبع منحنية على ظهر زيزي وقد نسيت قبعتها الخاصة بركوب الخيل في غمرة الاثارة الغريبة التي انتابتها لهذة المناسبة وجدت نفسها تطلق نفس صرخات الحماس التي يطلقها الفرسان المحيطون بها.
كانت هي و ماركوس في اخر المجموعة تقريبا عندما دخلوا الى ازقة القرية كان حوافر الخيل الهادر و خوار الثيران و صرخات الفرسان يتررد صداها عاليا عبر الجدران الحجرية السميكة للمنازل وسرعان ما اضيف الى الهرج صرخات المتفرجين الذين احتشدوا عند مداخل الابنية و النوافذ.
فجأة ظهرت مجموعة من الشبان من طريق فرعي و امطرا الفرسان بوابل من السهام و اصطدم شئ ما بوجة زيزي لينفجر مطلقا غمامة بيضاء مما جعلها تثيب مذعورة فيما جاهدت اليكس لتسيطر عليها و تبقى فوق ظهرها و لكانت استطاعت ذلك لولا دوران محرك الدراجة في الطريق الفرعي و قد عمد صاحبها الى اطلاق عنانها بأقصى قوتها.
شبت زيزي ثانية و هي تصهل و اخذت تضرب ساقيها الاماميتين في الهواء على نحو خطر من فقدان التوازن قامت اليكس بالعمل الذي يمكنها اتخاذة حيث تركت نفسها تنزلق فوق ردف الحصان نحو الارض ارتطمت يالارض و قد سقطت على مؤخرت ظهرها لكنها نهضت في طرفة عين محاولة الامساك برسن زيزي مطلقة سيلا من الشتائم الى الصبية الذين كانوا واقفين يضحكون عليها في الواقع لقد جعلها انفعال تلك اللحظة تتكلم الانكليزية و تتجاهل اللغة الفرنسية تماما لكن ما كانت ترمي الية من خلال كلماتها كان وضحا و رغم ذلك لم تنجز شيئا فلقد استمروا في الضحك.
اجبر ماركوس على تقدم تحت قوة الهجوم الا انة استدار و عاد اليها في وقت الذي كانت تنهض على قدميها.
سألها:"هل اصابك مكروة؟"
وترجل من ظهر جوادة و بدا للحظة مهتما قليلا و بالرغم من ذلك لم يستمر ذلك طويلا كان قميصة ملتصقا بصدرة و جبهتة تتصبب عرقا وكانت قبعتة متدلية من سيورها على ظهرها و كانت اليكس قد شعرت عندما صبت جام غضبها علية لملاحظتها انة يتمتع بجاذبية رجولية صارمة ثم سرعان ما غاب ذلك كما غاب اهتمامة و شعرت ان غضبها منة لا يقل عن غضبها من الصبية الذين جعلوها تسقط عن جوادها.
قالت بحدة:"لم اصب بأذى انما انا غاضبة!" واشارت بيدها الطليقة نحو المتفرجين و اضافت:"هؤلاء الاوغاد رمو شيئا علينا انظر الى زيزي لقد غطاها الغبار الابيض مغفلون!"
ابتسم لهم ماركوس ابتسامة عريضة و اشار لهم بيدة لينصرفوا.
قال ببهجة مسترضية تقريبا:"انها المرة اولى لك يا انستي."
قالت بحدة:"و اي فرق تحدثة المرة الاولى؟"
واخذت تنظف عنق زيزي مما جعل غبارا ابيض يتطاير الامر الذي جعلها تسعل فأستطردت قائلة:"طحين! هذا ما رموة."
استدار نحوها و قال بود:"توقفي عن ذلك انك لا تعرفين عما تتحدثين هل انت خائفة من امتطاء زيزي ثانية؟"
كانت قد امتطت ظهر الجواد قبل ان ينهي جملتة فاعتلى بسهولة فوق سرج بابن وقال:"تعالي اذا اعتقد اننا فوتنا على انفسنا نهاية هذا السباق الخاص لكن في امكاننا ان نرى نهاية سباقنا."
كان هذا هو السبب اذا فكرت اليكس بمرارة انة غاضب منها الان كما من زيزي لقد سقطت عن جوادها سيعتقد انها غير مؤهلة لتعتني باحدى الجياد الخاصة ان لم يكن في استطاعتها التعامل مع جواد مدرب جدا انها تضيع الوقت من الان و صاعدا في البقاء برفقة لكن ماذا تستطيع حيال ذلك؟ رمتة بسهام عينيها على ظهرة بينما كانت تنعطف الى شارع وراءة حتى بدءا يلتقيان بالفرسان الاخرين و هم يتأهبون لسباق ثان.
لم يستدر ماركوس بحصانة مؤكدا رأي اليكس انها قد حذفت من رحلة العودة الى انكلترا ترجل عن جوادة وربط رسن بابن الى سكة امام جدار عالي و فعلت اليكس الشئ نفسة بمرارة ثم لاحظن انهما خارج حلبة الثيران.
قالت بمرارة:"لا شأ، لي في مقاتلة الثيران فأنا اعتقد انة عمل همجي ولا احبذة اطلاقا."
قال لها ماركوس بثبات:"اهدأي ايتها المنفعلة انت في الكارماغ حيث تدلل الثيران و تعمر طويلا تعالي و تناولي منشطا بعد تجربتك غير المحظوظة و سأشرح لك الامر."
اتجها بين الجموع الى حلبة الثيران دخلا مقهى على زاوية قريبة حيث تركها ماركوس جالسة الى طاولة حجرية تحت الاشجار عندما عاد كان النادل يلحق بة عن قرب ليضع كوبي عصير الليمون البارد على الطاولة.
قال لها:"الان دعيني اخبرك ما هي قصة كيس الطحين."
قالت اليكس:"لا تزعج نفسك اعرف لقد فشلت في الامتحان لا حاجة لان تعزيني بخطأي."
قال:"ليس في نيتي ان اعيرك بشئ لقد رأيت ما حدث كنت هناك اتذكرين؟لكن لا تستمري في الوضع اللوم على الصبية الذين كنت توبخيهم بعنف لقد كانوا يقومون بما يفترض ان يقوموا بة تماما في الابريفادو."
قالت بدهشة:"كانوا ماذا؟"
"الفكرة هن ان يبذل المشاهدون قصارري جهدهم لكي يحطمو دائرة الفرسان و يجعلوا احد الثيران يفر انهم يستعملون عدة وسائل مهما كانت اصوات قذائف غيرمؤذية مواجهات شخصية ان كانوا مجازفين حمقى لقد كان ذلك مجرد كيس من الطحين يا اليكس و ليس بالامر الهام لقد تفاجأت زيزي هذا كل ما في الامر لم تصب بأذى."
سألتة ببرود:"لماذا لم تحذرني اذا؟ الم يكن ذلك نوعا من الاهمال للواجب؟" اظهرت جملة. "نوع من الاهمال للواجب."ضبطا كبيرا للنفس كانت جملة"ايها الابلة اللعين." هي التي ترددها في نفسها.
"لم يكن كذلك على الاطلاق اردت ان ارى كيف تتعاملين مع الاحداث الماجئة و تحذيرك كان سيمنع تلك الفرصة ما كان ذلك ليبعد نوعا من المفاجأ’ ما كنت لتتوفعي حدث تماما حيث ان زيزي كانت ستتعرض لتلك الطلقة."
"الان رأيت كيف اتعامل مع الاحداث المفاجئة."
رشف قليلا من عصير الليمون و قال:"لقد فعلت و الان دعيني اخبرك عن الحدث التالي."
و بجهد كبير استطاعت ان تبعد تفكيرها عن خيبتها الكبيرة و تتيع ما كان يقولة.
لن يكون هناك سيوف ولا زهق دماء معتمدة في الحلبة الثيران و علمت اليكس ان الهدف من المنافسة بين الانسان و الحيوان هو نزع عقدة شريط القبعة و هي راية حمراء مثبتة الى سلك بين قوتي كل ثور لكن ذلك لم يكن انجازا بأي شكل من الاشكال كان الامر يتطلب اقصى درجات اللياقة البدنية وان كان ذلك غير كاف فالشبان الذين في الحلبة هم من سيتأذون و ليس الثيران.
جلسا الى ان علا الغبار من جراء عدو الجياد و الثيران في جولة ثانية ثم شقا طريقهما نحو حلبة الثيران هناك و بالرغم من شعورها بالاحباط وجدت اليكس نفسها و قد حملتها الاثارة الى مراقبة الجموع فيما دخل المتنافسون الى الحلبة وقام كل واحد بدورة باكثر المحاولات استعراضا و جراءة لا سترداد عقدة شريط الققبعة كان هناك حاجز مزدوج حول الحلبة وقد اندفع ثور مهتاج مرة او مرتين و قفز الى الحاجز الداخلي وراء المتياري ليقوم بدورة داخل الممر الضيق قبلان يعود ثانية الى ساحة المواجهة.
كان الهواة يدعون لتجربة مهاراتهم بعد المحترفين وكان الشبان الذين استطاعوا انزال اليكس عن ظهر حصانها هم اول الوافدين الى الحلبة.
قالوا لماركوس بصوت عال:"وانت ايضا ايها الانكليزي"
فرد عليهم قائلا:"هل هذة دعوة؟" ونهض وسط بهجة الجموع.
اعترضت اليكس قائلة:"انك بالتأكيد لن تقبل ذلك الاقتراح المجنون؟"
قال لها و هو ينصرف:"انها دعوة وية اين اعتزازك القومي؟"
و في خلال لحظات كان قد اصبح داخل الحلبة وقد اعطى صنارة حديدية يستعملها كل متبار في محالة لانتزاع عقدة شريط القبعة.
سرعان ما ظهرت بوضوح مقدار براعة الخبراء الكبيرة ووجدت اليكس نفسها تمسك بحتفة مقعدها و هي تراقب وانهزم الهواة و احد تلو الاخر و قفزوا الى خارج الحلبة بقى هناك ماركوس ورجل اخر كان ماركوس هو الذي اسحوذ على انظار جموع المشاهدين بينما كان يلوح وينحرف جانبا في كل حركة يخطوها بدقة متناهية.
فجأ’ نمت عن الجموع صرخة بهجة لقد انتزع عقدة شريط القبعة! و قفز في لحظة فوق الحاجز الداخلي ملوحا بغنيمتة ثثم عبر بخطوات واسعة الممر الى الحاجز الخارجي و قفز من فوقة و اسقط عقدة شريط القبعة بين يدي اليكس.
قال:"الغنائم للسيدة." فيما كانت بشرتة المتلألئة شاهدا على الجهد الذي بذلة كما كان حال شعرة الرطب.
كانت اليكس تصفق و تبتهج بصوت عال مثل الاخرين وعندما صرخ الشبان الذين اثاروا غضبها بشكل كبير قائلين:"يحيا الانكليز!" و اخذت تلوح بعقدة شريط القبعة و ضحكت معترفة بذلك قبل ان تستدير نحو ماركوس انتابتها صدمة اشمئزاز حيث التقت عيناهما حيث ادركت كم جرفتها الحماسة بعيدا لقد ارادتة ان يربح.....فقد كانت فخورة بة عند ذلك سقطت على مقعدها مدركة انها للحظة نسيت امرين من تكون هي ومن هو ماركوس وبدت صورة والديها و اختها اللذين يتهمونة بصمت يقفون حائلا بينهما.
قالت بتهذيب مفرط:"احسنت صنعا."
اجابها ببساطة:"انة الحظ اعتقد انة من الافضل ان نعتزل ونحن ذائعو الصيت."
قالت:"ذلك افضل من البقاء في المؤخرة."
نعم كان ذلك افضل جعلتها هذة الطريقة بالحديث معة تشعر بالارتياح.
قال:"تماما وهناك ايضا الوجبة الصغيرة التي سنتناولها عندما نعود الى النادي لا اريد ان اتسبب بمزيد من الازعاج لمالمونت."
لم يتحدث عن مخطط اليوم التالي اطلاقا وهما في الطريق عودتهما الى حيث تركا العربة ومن هناك عادا الى النادي وعندما جلسا الى طاولة الطعام الضخمة مع ضيوف اخرين لتناول الطعام اللذيذ الذي اعدتة هنريت و الفطيرة المحلاة بالتفاح تنبهت اليكس لاصوات الثرثرة عندما بدأ ماركوس يتحدث الى شخص الذي يجلس الى جانبة ولاح الغد لها بمثابة علامة استفهام كبرى ابدا كلامها الشجاع عنالتعاون هذا الصباح فارغا الان بينما هي تعتزم استدانة المال لتصل الى بلدها و ممن؟ اي شخص افضل منماركوس ويكفورد لكنها لم تكن تتوق تماما للاختيار.
استدار ماركوس ناحيتها في نهاية الوجبة سألأها:"حسنا الم يحن الوقت لتبدأي الاهتمام بمسؤولياتك؟"
غاب عنها للحظة معنى ما قالة فقالت:"ليس هناك الكثير لفعلة اليس كذلك؟"
ثم توقفت لقد قال "مسوؤلياتك." برقت عيناها الخضراوان بالأمل لكنها لم تجرؤ على تصديق ما اعتقد انها سمعتة؟
قالت:"لقد قلت مسؤولياتي هل يعني ذلك....."
قاطعها قائلآ:"ذلك يعنيي الجوادين اللذين تساعديني في الاهتمام بهما حتى الوصول الى انجلترا ماذا ايضا؟"
غمرها الارتياح سوف تكسب رحلة العودة و لن تكون في حاجة للاستجداء قالت:"لكني سقطت عن ظهر زيزي"
اجابها بتذمر:"لقد فعلت ذلك بالتأكيد لو لم تفعلي ذلك و تتراجعي كما فعلت لكان وزنك اسقطها ارضأ."
"كان في امكانك ان تخبرني في الوقت الملائم."
"لم اعتقد قط انك لم تلاحظي ان ذلك ما كنت اعتقدة.تعالي!" و امسك ذراعها و اخذها بعيدا عن الطاولة.
في الحقل الصغير الظليل بدا جوادا الكامارغ بلونهما الابيض كالطيف لكنهما تقدما نحو السياج حالما سمعا ماركوس يناديهما و بدا انهما متشوقان للاستجابة لندائة.
قال:"هذا هو لاكسو لقد سمي كذلك بعد اكتشاف الكهوف لاسكو حيث صور اسلافة تزين الجدران."
فرك ماركوس اذني الحصان الكبير ملاطفة اياة وقد اعتلت وجهة ابتسامة مليئة بالرقة ثم اضاف:"وهة الفرس الوسيمة هي ميسترال."
كأنما هو الحب من اول نظرة قد وقع بينهما ربتت اليكس على انف الفرس الصغير الناعم هزت الفرس رأسها كأنها ترحب بها ثم نظرت بعينين تشعان ذكاء الى كل حركة تقوم بها كان شعر عنقها و ذيلها الابيض الطويل ساكنا لكن اليكس تخيلت كيف سيتطاير عندما تعدو لقد احبت الجوادين بسرعة.
عندما لجأت الى فراشها تلك الليلة و اخذت تعيد و تعيد في رأسها ما حدث خلال النهار وكأنة فيلم مصور و كان مشهد حلبة الثيران و ماركوس بقامتة الرشيقة و جسمة الرياضي ملفتا للانتباة يشكل اسر سمعت صوتة ثانية.....
حيث قال:"الغنائم للسيدة." كفارس من القرون الوسطى بعد مبارزة السيوف.
قالت لنفسها كانت تلك دعابة لم يكن فارسا مستعدا لان يتكبد المشاق من اجل حب جليل ان يموت كان الرجل الذي يفر بعيدا الرجل الذي يختفي الحب عندة عندما يرى انة ازهر في ارض غير ملائمة.
كانت عقدة شريط القبعة الحمراء على الطاولة الى جانب سريرها تلمع تحت ضوء اشعة القمر التي تدخل عبر النافذة نهضت اليكس من فراشها و قد ضاقت ذرعا بأفكارها المفرطة و رمت قطعة القماش الحمراء في صندوق النفايات يكفي هذا الهراء.رغم ذلك كانت بعد نحو ربع ساعة من الارق تحاول النوم.


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 06:12 PM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث



جلست أليكس في غرفة الطعام , وقد أثارت شهيتها رائحة الخبز المحمص الطازج . وكانت تشعر بنوع من القلق لما قد تحمله الأيام القليلة القادمة , فوجودها مع ماركوس بمفردهما خلال طريق العودة سيكون مختلفا جدا عن وجودهما هنا , لوجود أشخاص قد يزيلون أي توتر ينشب بينهما .
كان شريط القبعة الأحمر يشعل ضميرها . لقد استرجعته من سلة المهملات هذا الصباح , لأنها استسلمت من جديد بدافع الإحتفاظ به . قالت لنفسها انه سيكون بمثابة تذكير بأن من فاز به قد أشير إليه بالأحمر لخطورته .
سُئلت ان لم تكن قد تناولت الطعام , فأجابت انها تنتظر قدوم أحدهم . عند الساعة الثامنة تماماً , دخل ماركوس الغرفة , رجل قوي البنية بكل معنى الكلمة , مرتديا سروالا من الجينز وقميصا قطنيا كحلي اللون , واتجه إلى المطبخ دون أن ينظر حوله , وعاد منه حاملا فنجانا من القهوة , واتخذ لنفسه مكانا خاليا قرب باب المطبخ .
شعرت بالخزي لانتظارها شخصا من الواضح أنه لم يفكر بها قط . انتظرت اليكس للحظة أو اثنتين , ثم اتجهت إلى المطبخ لتحضر لنفسها بعضا من القهوة . لم ينتبه لها عندما مرت به , لكنه كان ينظر إليها مباشرة عندما خرجت .
ألقى بنظرات ثاقبة إلى xxxxب ساعة الحائط , والتي كانت تشير في حينها إلى الثامنة وخمس دقائق , وسألها :
" ألا يوجد عندكِ ساعة منبهة ؟ "
توردت بشرة اليكس وقالت : " اني هنا منذ بعض الوقت .".
قال :" إذا , لماذا لم تتناولي فطوركبعد ؟ عليكِ احضار الفطور بنفسكِ هنا , حيث العمال لديهم الكثير من العمل للإهتمام بالجياد خلال هذا الوقت من النهار .".
قالت :" اعتقدت انه ربما علي أن أنتظرك .".
قال :" لاحاجة في أن تسرفي في اتباع قواعد السلوك المهذب الصارمة ".
نهض و سحب الكرسي المقابل له , ثم أضاف :" اجلسي , سوف اراجع معكِ وجهة سيرنا لليوم ".
قالت بعناد :" لقد سبق واتخذت لنفسي مقعدا هناك ".
قال :" إذا , استبدليه ".
وكانت نظرات عينيه الرماديتين الحادة تهدد بالمتاعب ان لم تطعه , فجلست وقد شعرت بالغضب يملأ نفسها .
جلس قبالتها يرتشف قهوته وهو ينظر إليها , بينما شغلت نفسها بوضع الزبدة على قطعة من الخبز لتمسح فوقها قليلا من مربى الكرز , محاولة في الوقت ذاته أن لا تشعر بالتوتر الشديد .
قال أخيرا :" أعتقد أنه لابد منه ".
نظرت إليه وسألته :" ماهو الأمر الذي لابد منه ؟".
قال :" أن يكون هناك أمزجة تتناسب ولون الشعر ".
وضعت اليكس السكين محدثة قعقعة , والغضب يغلي في داخلها ثانية .
قالت :" لو أنك تعرف كم هو ممل أن تسمى حسب لون شعرك , أتمنى لو ... ".
توقفت فجأة عن الكلام والعرق البارد يتصبب منها , كادت أن تقول , أتمنى لو أني ولدت سمراء مثل ايلين , كانت على بعد أنملة من كشف سرها , إلا أنها أنهت كلامها قائلة بفتور :
" أتمنى لو أن الناس لا يفعلون ذلك , قد أغيره إلى أي لون في العالم ".
سألها باقتضاب :" أخضر مثلا ؟ لاتكوني حمقاء , لو أنكِ منحته لون اوراق الزان في الخريف فذلك لن يكون فقط نذير شؤم , بل ستكون أعلى درجات الغباء , ان تظاهرتِ بأنكِ تريدين استبداله بهذا اللون ".
قالت :" أوراق الزان في الخريف ! اعتقد أنك تقصد أنه جاف ومتكسر ؟".
نظر إليها بعبوس وقال :" اعتقدت أن نساء القرن العشرين لا يتأثرن بكلمات المجاملة ".
وقالت :" و أنا اعتقدا أني في حل من هذهِ الصفة ".
نظرت عيناه الرماديتان في عينيها للحظة وسألها :
" هل سبق وان ادعيت بالفتاة المغرورة ؟ أو هل علي أن أقول اليكس المغرورة ؟".
وقبل ان تتمكن من اجابته نشر خريطة على الطاولة بشكل مايل كي يتمكن كلاهما من قرائتها , وأضاف :
"يكفي الكلام من دون جدوى , لقد حان الوقت لنبدأ بالعمل , هذهِ هي الطريق التي أتمنى أن نقطعها اليوم ".
أشار إلى الطرقات عبر آرلس وأفينيون إلى حيث يصلان إلى الطريق الرئيسي , ثم نحو الشمال قليلا " وقال :
" وفي حال سارت الأمور على خير مايرام , سوف نخلف ورائنا الطريق العاك من هنا في لوريال ".
لاحظت أنه يملك يدين جميلتين , ونحيلتين , و أن أصابعه طويله ومستدقة الأطراف . كانت أظافره مقلمة جيدا وقد أحسن الإعتناء بها جيدا ايضا . ثم تنبهت لما كانت تفعله وذكرت نفسها بحدة من يكون هو . قد تكون يداه جميلتين , لكنه يملك قلبا فاترا وحقيرا .و أعادت انتباهها الى ما كان يقوله و أخذت تحث تركيزها ليستعيد حيويته .
قال :" لقد اعطاني المالمونت عناوين لاتجه نحوها . ومن حسن الحظ أن اتصالاتهم الخاصة بركوب الجياد منتشرة في قسم كبير من فرنسا , لذا ان التزمنا بالبرنامج فإننا لن نجد أنفسنا مضطرين للبحث عن مكان نضع فيه الجوادين أو أنفسنا , لا أريد منكِ أن تقودي , لكن في إمكانكِ الانتباه للخريطة والتأكد من أننا لم ننحرف عن الطريق العام ".
قالت :" حسنا ".
قال :" هل حزمتِ أمتعتكِ ؟".
قالت :" جاهزة بالتأكيد ".
قال :" إذا , سأنزل حقائبكِ ".
قالت :" لا حاجة لذلك , فليس عندي حمال في كل مكان اذهب إليه ".
قال :" كما ترغبين أحضريهم إلى الإسطبل , لاحاجة لكِ لأن تبحثي عن المالمونت , سيكونون هنا ".
كان الرينج روفر قد حُمل برزم من التبن و أكياس من العلف الخاص بالجياد , ومطرات بلا ستيكية مملوءة بالماء , وضعت اليكس أمتعتها في السيارة ببعض الصعوبة , متنبهة إلى العينين الرماديتين تراقبانها , وهي تعرف أن ماركوس الذي رأى بوضوح أن القليل من المساعدة قد يكون مناسبا , ما كان ليعرض عليها ذلك مرة ثانية ".
سألها :" أتريدين امتحان ميسترال قبل الرحيل ؟".
اجابته :" إن لم تكن على عجل ".
قال بصبر :" ما كنت لأقترح ذلك , لو كنت على عجل ".
تحولا عن الرينج روفر واتجها حو الحقل حيث اسرجا ميسترال ولا سكو اللذين بقيا هادئين .
عندما كانت اليكس على وشك امتطاء الجواد , قال ماركوس :
" إشارتين ..."
تورد لونها وقاطعته قائلة :
"هيا ! اعتقدت أني أثبت نفسي بالأمس " وارتفعت على صهوة الجواد بخفة .
نظر إليها , وقال :" انطلقي إذا ".
ضغطت اليكس بركبتيها على جانبي الفرس الصغير . وعلى الفور , انطلقت ميسترال بسرعة البرق , كما لم يفعل أي جواد امتطته اليكس من قبل , متجهة نحو السياج وعادت بسرعة نحو ماركوس , الذي تراجع بحذر انما ليس بسرعة بعيدا عن طريق الزوبعة , شدت اليكس الرسن وعلى نحو مفاجئ لا يقل عن مفاجأة انطلاقها , توقفت ميسترال بطريقة جعلت عدم طيران راكبها من فوق رأسها معجزة .
قال ماركوس بنوع من الحنق :
"الإشارتان هما : شد الرسن بهدوء وضغط الركبتين برفق . قد يكون من الحكمة في المستقبل أن تأخذي الوقت الكافي لتصغي وتفكري قبل أن تتصرفي ".
قفز ماركوس إلى ظهر سرج لاسكو وسار به بنعومة كالحرير وكانت انطلاقة اليكس الثانية أفضل بكثير من انطلاقتها الأولى .
قال لها :" إن الجياد الكامارغ سريعة الاستجابة حيث أخف لمسه تعكس ماذا تريدين , لا حاجة لأن تكوني قاسية عليها كما قد تكونين قاسية على بغل عنيد ".
قالت اليكس :" أعتقد أني سأتذكر هذا ".
بعد جولة لا بأس بها , دخل كلا الجوادين إلى العربة من دون اعتراض . شعرت اليكس أنها قد بدأت تفهم ميسترال , وتعهدت ألا تكون متسرعة في تولي الأمور في المستقبل .
ودّعا المالمونت شاكرين وانطلقا متجهين نحو آرلس .
سألها ماركوس بعدما قطعا مسافة لا بأس بها :
" متى عليكِ العودة . لقد فكرت أن بضعة أيام من التأخير قد تعني أنكِ ستتأخرين في العودة إلى عملك . هل يجب عليكِ الإتصال بالمستشفى ؟ ".
أجابته :" ليس هناك مشكلة في الواقع , ليس هناك مستشفى في الوقت الحالي ".
نظر إليها مستفهما . قالت بحزن :
" المستشفى حيث كنت أعمل قد أقفل منذ وقت قريب . القصة القديمة ذاتها .. الإفتقار إلى الموارد المالية ".
قال :" إذا أنتِ من دون عمل وكذلك خالية اليدين ".
أجابته :" لستُ خالية اليدين , إني فقط لا أملك الوسائل التي تمكنني من الحصول على المال في الوقت الحاضر . لكن نعم , إني لسوء الحظ من دون عمل ".
أحست بنبرة الإستهجان في صوته عندما قال :
" مستحيل ! لقد فقدتِ عملكِ , وتنطلقين في رحلة و كأن لا هم عندكِ ".
قالت اليكس ببرود :" ليس تماما , لقد فكرتُ مليا قبل اتخاذ القرار , لكنني كنتُ قد حجزت لهذه الرحلة مسبقا , ولم أجد سببا حقيقيا لإلغائها , أو لأخيب أمل أصدقائي الذين كنتُ أرافقهم . وبينما أنا بعيدة فكرت كثيرا في مستقبلي . ومازلت غير متأكدة مما سأفعله . ففي مجال اختصاصي قد أجد فرجا مناسبة في حقل الصناعة , الأعاب الرياضية والتمارين الخاصة و أيضا الخدمة الصحية , لا أنوي التسرع في أي عمل , طالما أن تغييرا قد فرض علي ".
بقي صامتا للحظة , ثم قال :
" إذا تستطيعين فعل ذلك ".
قالت اليكس بحير :" فعل ماذا ؟" .
قال :" التفكير أولا , ثم التصرف , و أن تعطي جوابا منطقيا دون أن تفقدي السيطرة على نفسك ".
استطاعت ببعض الصعوبة أن تجيبه بكلمات مشاكسة وأخذت تنظر بتصميم إلى الخارج من خلال النافذة .
قال لها بوجه جامد افتحيه إذا كنتِ تشعرين بالحر الشديد " .
أدركت اليكس , رغم أنها تكون سيطرت على كلماتها , أن احتقان الغضب في وجنتيها قد فضح أمرها .
سألته هل هذهِ آرلس التي نراها في البعيد ؟ إذا كانت كذلك وجب علينا التركيز كثيرا , فالخريطة تبدو معقدة ".
قال لها ببرود :" أتمنى أن يكون في امكانكِ إعطاء تفسيؤ يدل على اطلاع أكبر للخريطة ".
قالت :" اسم المكان مذكور فوق الوسط . لا استطيع فعل شيء حيال ذلك , إني في حيرة ولا أستطيع سوى أن أقول يجب تتبع الخط -57.".
قال :" إذا , من الجيد أن أحدنا ليس كذلك ".
اقتربا من آرلس , المدينة الدائرية الحمراء الجميلة , وساد الصمت بينهما بينما كان ماركوس يقود بثقة عبر المدينة التاريخية , و أخيرا , أصبحا على الطريق المؤدية إلى أفينيون .
قالت باقتضاب :" آسفة . لم أكن بذي فائدة كبيرة ".
قال لها بهدوء :" على الأقل , كان لديكِ الحس لتبقي صامتة ولا تقدمي إلي تعليماتكِ الجنونية الخاطئة . أعرف آرلس على أية حال . لكن في امكانكِ إن رغبتِ أن تركزي على أفينيون قبل أن نصل إلى هناك ".
انحنت اليكس فوق الخريطة للتركيز عليها , وقد انسدل شعرها إلى الأمام ليحجب وجهها , قالت بحذر :
" أعتقد أنها تبدو سهلة جدا , على أي حال .. سيكون هناك اشارات للطريق العام , أليس كذلك ؟ وكل ماعلينا هو أن نتبعها ".
مد يده ليبعد شعرها , ونظر إليها بشفقة قائلا :
" إنسي أمر الخريطة . لم ألتقِ امرأة في حياتي تستطيع قراءة واحدة , لنأمل فقط أنكِ تستطيعين القبام بأفضل من ذلك مع الجوادين , يمكنكِ ايضا أن تلقي رأسكِ إلى الوراء وتتركينني أتدبر أمري . سنتوقف عند أول محطة استراحة على الطريق العام لنستريح ".
القت اليكس برأسها إلى الوراء وفكرت , أي قدر سيء جمعها بماركوس . أيمكن أن يكون هناك هدف ما ؟ وجال في خاطرها امكانية القيام بأي نوع من الإنتقام من أجل ايلين . لن تحظى ثانية بمثل هذه الفرصة , لكن المشكلة كانت أن ماركوس ممسك بكل الوراق , إنه الرئيس . هو من بملك المال . ووسائل العودة إلى انجلترا , بينما هي تعتمد عليه في كل شيء , لن يتردد , دون شك أن هي أغضبته كثيرا , أن يتركها على قارعة الطريق . تلوت وقد أحبطتها تلك الفكرة .
سألها :" متضايقة ؟".
فتحت عينيها دون أن تنظر إليه وقالت :" لا , أبدا . إنني متعبة فقط ".
كان عليهما أن يتوقفا في موقف الشاحنات عند محطة الإستراحة , تبادلا الأدوار في الذهاب لتناول وجبة طعام خفيفة كي لا بتركا الجوادين دون حراسة .
ذهب ماركوس أولا , تحت اصرار اليكس . فيما فتحت الباب على مصراعيه وجلست على درج الرينج روفر , وقد رفعت رأسها نحو الشمس المشرقة و أغمضت عينيها ".
" تأخذين جواديكِ في رحلة معكِ , أليس كذلك ؟".
فتحت عينيها لترى سائق شاحنة شاب بريطاني الجنسية يفتح غطاء العربة المتوقفة إلى جانبهما .
قال :" لستُ أخذهما بل إني أعيدهما معي , إنهما هدية من الساحل ".
قال :" هدايا رائعة ! ".
قال :" ساحل رائع ! ".
ابتسم لها ابتسامة عريضة وقال :
"لا بأس بذلك لبعض الوقت . كل ما أقوم به هو نقل حبوب الفطور ".
قالت مشيرة بيدها إلى السماء المشرقة :" أفضل توزيعها في انجلترا تحت المطر ".
قال :" صحيح ". واتكأ على غطاء عربته مهيئا نفسه للكلام :
" ما اسمكِ ؟ أنا أدعى غاري ".
قالت :" اليكس ".
ردد متأملا :" اليكس .. اسم جميل , أتريدين قطعة من الشوكولا ؟" مد يده إلى الصندوق و أخرج لو ح شوكولا بريطاني الصنع معروف , وكسر منه قطعة .
نظرت اليكس إلى حيث مدون مكان الصنع وقالت :
" لا أصدق هذا ! أيهما جاء أولا تفضيل الماركة أو الدعاية التلفزيونية ؟".
كانت تتناول القطعة المقدمة لها وهي تضحك , عندما ظهر ماركوس إلى جانب مقدمة الرينج روفر وتعابير الإستهجان تظهر على وجهه .
قال بفظاظة :" لقد عدت , يمكنكِ الذهاب الآن ".
قالت دون مبالاة :" سأفعل في غضون دقيقة , ريثما أنتهي من تناول قطعة الشوكولا يوركي ؟ هذهِ الأصلية ".
قال بلهجة جارحة :" حقا ؟ لن تتأخري كثيرا , أليس كذلك ؟".
تجمدت اليكس , وبدأت عينا السائق تنتقل بينهما من واحد إلى آخر , وقد انفرجت اساريره لاستهجان ماركوس .
قالت لماركوس :" سأعود بسرعة قدر ما أستطيع ".
أدارت له ظهرها لتستثنيه , طالما أن اهتمامه الوحيد على مايبدو هو وضع حدٍ لهذا المزاح المتبادل الودود , و قالت :
" كم من الوقت تأخذ معك الرحلة إلى الشاطئ , يا غاري ؟".
أجابها :" إن سار كل شيء على مايرام , سأعبر إخر تقاطع من كالايس الليلة . هذا يذكرني , أنه من الأفضل أن أنطلق إن كنت أريد القيام بذلك ".
وتنحى جانبا بلباقة وهو يلوح بمرح .
انتظرت اليكس لتلوح له مودعة , فقط لتصر على موقفها , ثم اتجهت الى مبنى الاستراحة , عادت الى السيارة بعد نحو خمس عشرة دقيقة .
.كان ماركوس يقرأ صحيفة لابد أنه ابتاعها من المحل .
عندما صعدت الى السيارة , مررها اليها , مشيرا الى موضوع ذي عنوان شنيع عن قاتل هاجم مرة الطريق العام ويعتقد انه قد يكرر جريمته .
قال باقتضاب :" أخبريني ان احتجتِ الى ترجمتها ".
قالت :" لغتي الفرنسيه كافية لتجعلني أعرف عما تتحدث , ولا رغبة لي لأن أقرأها بالتفصيل ".
"عليكِ ذلك , فقد تقنعكِ انه ليس من المستحسن ان تدعي غريبا يقلكِ عندما تكونين على قارعة الطريق ".
قالت :" لم تكن ان يقلني من مكان الى مكان . غاري مجرد سائق شاحنة بريطاني ودود وغير مؤذٍ أبداً . أراد فقط أن يلقي التحية على مواطن من بلاده ".
صحح لها بلهجة ذات مغزى :" مواطنة , وحتى أشنع قاتل عُرف عنه أنه يتحدث بمودة الى جاره ".
" لقد كان يقدم لي قطعة من الشوكولا فقط ! ".
" ألم يحذركِ أحد من قبل ألا تقبلي الحلوى من الغرباء ؟".
قالت :" نعم .. عندما كنتُ طفلة , انما لربما فاتك أنني لم أعد طفلة ".
نظر اليها وقال باقتضاب :" لم يفتني ذلك ".
قالت :"إن استمريت بالتحدث في هذا الموضوع لمدة أطول سأبدأ بالتفكير أن يكون لدي سبب كاف لأن أحذر منك كما تعتقد انه يجب أن أحذر من غريب بريء تماما ".
قال :"قليل من التعقل الحذر لن يكون خطأ , لقد و أخبرتكِ بأني أعتقد انكِ تفترضين ان الأمور أسهل مما هي فعلا . قد يناسبكِ ذلك جدا , لكن في الوقت الحالي أنتِ في عهدتي , وسأكون ممتنا ان لم تتحدثي لكل رجل يكون على مقربة منكِ ".
سألته بحدة :" وهل تدرك كم يبدو ذلك فظا ؟ ".
قال :" بالطبع , لقد قصدتُ ذلك ليكون له تأثير معين ".
" حسنا , لا ضرورة لكل جهودك هذهِ . إنني أعرف كيف أعتني بنفسي , إنني متأكدة من ذلك ".
سألها :" وماذا يعني ذلك ؟".
" ذلك يعني , أنني تدربت على سلسلة من صنوف الدفاع عن النفس ,و أن اي شخص يحاول التفكير في أن يجعاني موضوع مقالة كتلك المقالة الفظيعة التي أريتني إياها سوف يفاجئ حقا . انني أؤكد لك ذلك ".
قال :" يبدو ذلك جيدا . لكني أفضل ألا أرى برهانا على ذلك ".
أدار المحرك , مشيرا الى ان الموضوع في مايعنيه هو , قد سُوي وانتهى . ابتعدا عن الموقف واتجها نحو الطريق العام ثانية بهدوء تام وقد بدا مهتما في تفكيره بسلامتها كما هو مهتم بسلامة الجوادين .
سألته بعد دقائق :
" ألن يجد ميسترال ولاسكو الحياة مقيدة قليلا كمهرين أليفين . أعني .. جياد الكامارغ معتادة على العمل , أليس كذلك ؟".
أجابها :" سيعملان عندي , انني أقوم بتربية الماشية ".
سألته :" هل أنت مزارع ؟".
قال :" تبدين مندهشة ".
لقد كانت كذلك . فقد أخبرتها ايلين انه كان محاسبا , لكنها لم تستطع اعطاء تفسير لذلك .
قالت بلهجة غير واضحة :" توقعت أنك تملك اختصاصا ".
قال لها :" حسنا , انني مزارع لبعض الوقت فقط انها في معظمها هواية , تطلب جمع الماشية والتنبه لها عندما تكون منتشرة في الساوث دونز , سيكون عملا كافيا لمنح ميسترال ولاسكو احساسا بالعزم ".
" اذا كانت هذهِ هوايتك , فما هو عملك الحقيقي ؟".
أجابها :" الحسابات أو الحرى بي القول , التأكد من ان الناس الآخرين يقومون بالحسابات بشكل صحيح , لدي شركة محاسبة ولها فروع منتشرة في جنوب الشرق ".
قالت :" 1لك يتناسب أكثر ونوع العمل الذي تخيلت انك تشغله ".
قال :" جاف وغير واضح ؟".
سألته برقة من منا ال1كي الآن ؟".
رمقها بنظرة باردة وقال :" لا ذكاء في ذلك . انني أفهم كيف تفكرين ليس إلا ".
كان نوعا من المواضيع التي لا تساعد على الارتياح . فعادت اليكس الى الموضوع الاكثر أمانا , الحديث عن الخريطة , قالت له :
" مفرق واحد بعد , نصبح بعدها في لوريال ".
قال :" في هذهِ الحالة , اقترح عندما نصل الى فرع المالمونت في هذا المكان ان نتوقف لتناول الغداء , وان كان متأخرا , بدلا من التوقف في قارعة الطريق ".
قالت :" ذلك يناسبني ".
قال :" حالما نغادر الطريق العام , احرصي على الانتباه الى دكان يمكننا شراء بعض المعلبات منه من اجل صباح الغد , فستفي بالغرض اذا لم يكن علينا الدوران كثيرا قبل العودة الى الطريق مجددا , لدينا مايكفينا لليوم , لقد أعطتني هانريت سلة مليئة , يبدو و كأنها تكفي لإطعام اثني عشر شخصا ".
قالت :" أنت لا تعرف مدى شهيتي !".
قال :" لو كانت تتعدى شهية متعافية , لما استطاع سروالك الخاص بركوب الخيل ابقاء نتائج مايترتب على ذلك مخفية ".
طرفت اليكس عينيها , انما لم تتكلم , لم تنتبه بالأمس الى انه كان يراقب اي شيء سوى قدرتها على الامتطاء .
وصلا أخيرا الى مراكز امتطاء الخيل ابقاء نتائج حيث كان عليهما ان يمضيا تلك الليلة هناك .
لقد استقبلا استقبالا وديا , وأرشدا الى حفل حيث يمكن لميسترال و لاسكو أن يتركا بأمان لينطلقا في عدوهما على حريتهما . اعتذر صاحب المكان عن عدم توافر غرف نوم خالية . لكنه عرض عليهما استعمال اي واحد من الحمامات الموجودة في المنزل للمدة التي يريدانها بين الساعة الساعة السابعة والثامنة في أثناء تناول النزلاء وجباتهم في غرفة الطعام , وأخبرهم عن عدة مطاعم في المنطقة , كما عددّ لهما اماكن التسلية فيما لو رغبا في الذهاب لرويتها , ثم هرع الى الداخل ليتركهما يهتمان بالجوادين ولينصبا خيمة .
فكرت اليكس , عندما شرعا القبام في أعمال مختلفة , في انه من الأسهل الاسترخاء عندما يكون هناك عمل يجب القيام به .
راقبا بمرح الجوادين اللذين كانا سعيدين لخروجهما من العربة ثانية , وقد أظهرا ابتهاجا مفاجئا و أخذ يعدوان في الحقل تغمرهما فرحة الحرة . كانت اليكس في الذي تبسط فيه طعام الغداء , قد بدأت تشعر بالراحة أكثر من اي وقتٍ مضى . ووجدت نفسها فعليا تتحدث الى ماركوس دون ان تتمعن في كل كلمة تتلفظ بها .
لابد ان هانريت ذهبت الى المدينة عندما حضرت طعام هذه الرحلة , فقد كانت فطيرة لذيذة بالبصل مع الكثير من عصير البندورة , والكثير من الخبز المحمص و أنواع متعددة من الجبن وسلة ملأى بالفاكهة . أخرج ماركوس من حقيبة مبردة زجاجة شراب وكانت أشعة الشمس المنبعثة من خلال أوراق الشجرة التي جلسا تحت ظلها عند نهاية الحفل , جعلت اليكس تتكلم على سجيتها .
لذا عندما قال ماركوس فجأة :
"تعرفين , انكِ تذكرينني بشخص ما , لكن علي اللعنة ان كنت أذكر من ".
كانت كلماته كصدمة رهيبة . عرفت اليكس , على الرغم من أنها لا تشبه شقيقتها كثيرا , إن هناك التشابه المحتوم في التعبير , طريقة العائلة المشتركة والمميزة في السلوك كما التشابه في الشكل الخارجي .
قالت بسرعة لتخفي بقدر ماتستطيع :" لابد أني أمتلك وجها من النوع الجميل عالميا , فلطالما قيل لي أن هناك من تشبهني في مكانٍ ما ".
كان يحدق بها بتجهم وبدت من عينيه الرماديتين نظرة تأمل , قال :" لا , الأمر لا يتعلق بمظهرك , إنه اكثر من ذلك , انه نوع من السلوك الذي تتصرفين به , ان لم يبد ذلك سخيفا يمتلكني شعور أننا قد التقينا من قبل .. لم يسبق أن التقينا , أعرف ذلك , إنني متأكد , وإلا ماكنتُ لأنسى هذا الشعر ".
قالت :" لا لم يسبق أن التقينا , لقد ولدت ونشأت في سوسكس . هل أنت كذلك ؟ ربما هو مجرد تشابه في النشاة ".
قال :" ربما كذلك ".
الموضوع بدا غير مقنع ولكنه لحسن حظها غير الحديث .
و سألها :" أتريدين المزيد من الفاكهة ؟".
أجابته :" لا أٍتطيع تناول شيء بعد ". وقفزت على قدميها , سعيدة للفرصة التي أتاحت لها التحرك من جديد و أضافت :
" سأنظف هذهِ الأشياء ".
قال لها :" هناك زبدية وماء في صندوق الرنج روفر . سأتدبر أمر أماكن نومنا بينما أنتِ تقومين بذلك ".
لم تعر اليكس اهتماما كبيرا لهذهِ النقطة , وبينما كانت تنظف الصحون , عرفت أنها لا يمكن أن تتشارك الخيمة مع هذا الرجل , إن كانت هذهِ فكرته فعليه أن يعيد النظر فيها ثانية . في إمكانها أن تفرغ السيارة من كل بالة شعير وكيس بندق خاص بالجياد و تنام هناك , أو تحت الشجرة .
كانت مستعدة لعدم التسبب بخلق صعوبات الى حد معين , إنما مشكاركته الخيمة فاق قدرة احتمالها .
لكن ما راته عندما دعاها لم يكن خيمة , بل أرجوحتين شبكتين مشدودتين من إحدى الأشجار إلى طرفي السيارة المتعاكستين .
دفع إحدى الأرجوحتين دفعة صغيرة مما جعلها تتأرجح بقوة وقال :
" هانحن هنا . من يحتاج لغرف منامنة ؟".
قالت له بحذر :" أولا , ماذا سيحدث إن امطرت السماء ؟ وثانيا , لم يسبق لم أن نمت في أرجوحة شبكية ".
أجابها :" حسنا , انها فرصتكِ الليلة لتكتشفي كيف تكون . أما بالنسبة لتوقع سقوط الأمطار , ففي إمكانكِ نسيان ذلك . فإن الصحيفة التي اشتريتها , عن تعقل تؤكد لي أن الطقس سيستمر مشمسا والسماء صافية حتى نعبر القنال ".
قالت :" لقد جعلني سماع هذا أشعر بالآرتياح . لكن أمرا ثالثا , خطرني الآن . ماذا يحدث ان تقلبت في النوم ؟".
أجابها :" إما عليكِ أن تفعلي ذلك بطريقة صحيحة أو تسقطين " وابتسم لها ابتسامة صغيرة .
فكرت بدهشة , إنها المرة الأولى التي يبتسم فيها لي مباشرة , ثم تابع قائلا :
" لم يسبق أن سقطتِ عن السرير , أليس كذلك ؟".
أجابته :" لا, لكن السرير يعلوو نحو أربعة أقدام عن الأرض , آه حسنا , سوف نرى ! ".
كانت تفكر بينها وبين نفسها أنه إن نام ورأسه باتجاه الشجرة ستضع رأسها باتجاه الرينج روفر . لم تكن تريد أن تكون عيناها قبالة عينيه تحت ضوء القمر . وكانت الصورة التي ارتسمت لها خيالية جدا لدرجة بدت معها مضحكة , الأمر الذي جعلها تطلق ضحكة عفوية , فقال على الفور وقد علا التجهم وجهه :
"ها هو ينتابني ثانية الشعور بأني أعرفكِ ".
: إنك تعرفني منذ نحو أربع وعشرين ساعة على الأقل ".
قال :" لاحاجة لأن تعاودي تذمرك . لقد بدأتِ تكونين ظريفة تقريبا ".
قالت :" ألم يخبرك أحد أن الفتاة لا يسرها أن يقال لها أنها نوعا ما تشبه الكثيرات , وليست انسانة مميزة ولو كان ذلك مجرد افتراض ؟".
أجابها :" لا , لكن على أي حال , قضاء أربع وعشرين ساعة معكِ أقنعتني أنه ليس هناك مايسعدكِ بعيدا عن حيوان ذي قوائم أربعة من فصيلة الخيول . لذا أقترح أن نأخذ الجوادين في نزهة بعد ظهر هذا اليوم , سيؤدي هذا على الأرجح إلى خلاف أقل من المجادلة ".
قالت اليكس باقتضاب :" لاشيء أحبه أكثر من ذلك ".
وعادا الى الميدان مرة اخرى . وكان الميدان مكانا آمنا ليتواجدا فيه , وفكرت ليست الصداقة المريحة ولا المحادثة المسلية التي قد يتمتع بها النساء والرجال الآخرون متوافرة لرجل من عائلة ويكفورد وامرأة من عائلة ليورد . إن الفرق بينهما كالفرق بين الثريا والثرى . الهرة والكلب , القطب الشمالي والقطب الجنوبي . سوف تبذل قصارى جهدها كي لا تنسى ذلك .
عندما عادا بعد ساعتين من الركوب على صهوة الجوادين , أمضيا الساعة التاليه في الإهتمام بالجوادين ةاطعامهما وسقيهما . استلقى ماركوس بعدها على إحدى الأرجوحتين الشبكيتين معلنا أنه سيأخذ قيلولة صغيرة .
أخرجت اليكس من حقيبتها كتابا وذهبت لتجلس تحت احدى الأشجار . لم تطن على استعداد لتجربة الأرجوحة وعيناه الرماديتان الباردتان تنظران اليها بلهو .
كان الطقس حارا جدا , مما جعل الحشرات الطائرة الفضولية تتواجد بكثرة . حاولت اليكس إبعادهاا بينما كانت تقرأ , وقد انتابها شوق كبير للبحر الذي خلفاه ورائهما .
رفعت رأسها وقد أثار انتباهها صوت لم تلحظه إلا عندما عم السكون كل شيء . مياه جارية . لابد أن هناك ساقية بالقرب من هنا , أو ربما نهر . لاشيء تتمناه الآن أكثر من السباحة ليخفف عنها وهج الحر .
نظرت نحو الأرجوحة الشبكية . كان ماركوس هادئا جدا , وقد غطت قبعته عينيه وجزءا من وجهه . أخذت تنظر إلى صدره وهو يرتفع ويهبط برقة متأكدة أنه غط بسرعة في النوم .
اتجهت بحذر نحو الرينج روفر وقد كانت حريصة جدا بألا تحرك أي شيء بطريقة تجعل السيارة تهتز , واستطاعت أن تخرج ثوب السباحة من حقيبتها . ثم وبعدما رمقته بنظرة سريعة , اتجهت نحو بوابة الحقل وتسلقتها كي لا يحدث فتحها أي صوت يوقظ ماركوس .
أدى بها الممر بعيدا نحو الشمال عبر بستان فاكهة , ثم إلى بستان صغير آخر رأت عند نهايته بريق الماء . كانت النقطة التي وصلت إليها من النهر ضحلة , المر الذي فسر سبب سماعها صوته عن مسافة بعيدة . لكن عندما سارت على طول مجراه وصلت بسرعة الى مكان حيث كانت الضفاف أعلى ومجرى النهر أضيق والمياه عنيقة كفاية للسباحة , لكن ليس لدرجة منعتها من رؤية الحجارة في قعرها . ولم يكن هناك أي أو انسان على مدى نظرها . وبدلت ثيابها بسرعة وغطست قليلا في الماء .
كان ذلك منعشا حيث أخذت تسبح بعكس حركة المياه الرقيقة , ثم عادت ثانية لتغامر في الإبتعاد نزولا مع مجرى المياه .اثتربت منها مجموعة صغيرة من البط . نظرت إليها بعيون حمراء وتابعت سيرها وكوفئ هدوؤها عندما طفت على ظهرها لفترة قصيرة , تاركة المياه تسيرها كا تريد , بوميض أزرق رائع ظهر عندما اندفع طائر الملاعب ظله كالسهم في جسمها وداخل نفسها عندما قررت أخيرا أن البرودة المنعشة قد تحولت إلى برد , فخرجت مكرهة من الماء حيث تركت ملابسها .
نسيت أن تحضر معها منشفة , لكن في الوقت الذي تكون فيه قد قطعة فيه هذا البستان الصغير وتحت أشعة الشمس القوية تكون قد جفت وفي امكانها ارتداء ملابسها من جديد , انتعلت حذائها وجمعت أغراضها واتجهت عائدة نحو الحقل .
طانت قد ارتدت سروالها وقميصها قبل أن ترى ماركوس يفتح يوابة الحقل ويخرج إلى البستان وينظر حوله . لم يتطلب الأمر سوى نظرة ثانية لمعرفة أنه كان غاضبا جدا .
سألها :" أين كنتِ ؟".
قالت :" أسبح , يوجد هناك نهر يبهج النفس ".
قال بلهجة باردة أكثر من مياه النهر :" هل هو كثير أن طلبت منكِ أن تفصحي عن نواياكِ ؟".
أجابته :" لقد كنتَ نائما . لم أفكر أنه من الضروري أن أوقظك , كما و أني اعتقدت أن الفكرة لن تروق لك ".
قال :" هل تعنين أنكِ لم تفكري ولو ثانية ؟ انطلقت بمجرد أن خطرت لكِ الفكرة ؟".
كانت اليكس قد اكتفت من ذلك , لقد آن الآوان لأن يوضحا هذا الأمر بشأن ماتستطيع القيام به وما لا تستطيعه . فقالت :
"هل هناك من سبب لا يجعلني أفعل ذلك ؟ بدا أنه وقت فراغ , وكما أن الأمر يعنيني اعتقدت أن لي المبرر لأن أستغله على هذا النحو . لم أدرك أنه يفترض بي مراقبتك و أنت نائم , وأخشى أنك لم تأتِ على ذكر تلك المهمة الخاصة خلال محادثتك الأولية ".
شد على فكه وقال :" إس\ي لي خدمة وتوقفي عن قلة الإحترام هذهِ. اعتقدت أنني أوضحت لكِ هذهِ النقطة في وقت سابق من هذا النهار , لكن من الواضح أنكِ لم تدركيها . إني مسؤول عنكِ , طوال فترة عملكِ عندي , أريدأن أعرف أين أنتِ وماذا تفعلين , هل هذا واضح ؟".
قالت :" ذلك واضح , ولكنه غير ضروري اطلاقا " وبدات اليكس بالابتعاد وهي تضيف :" لم أعد بحاجة إلى مربية منذ سنوات ".
أمسك ذراعها ليوقفها وقال :" ولم تحظي بواحدة , لقد حظيت برجل يقدر تماما مسؤوليته ".
والتقت للحظة عيناها الخضراوين بعينيه الرماديتين قبل أن تحرر نفسها من يده .
قالت :" حسنا سأوقظك في المستقبل من سباتك العميق لأطلعك على ما أنوي القيام به ".
فقال بحزم رقيق :" آه , لا لن تفعلي ذلك , تنتظرين حتى استيقظ قبل أن تقرري القيام بأي شيء ".
قالت :" حسنا , هل هناك شيء آخر ؟".
أجابها :" نعم , إن كنتِ تريدين انتهاز الفرصة لأخذ حمام فقد حان الوقت الآن للقيام بذلك . سوف أفعل أنا الشيء نفسه ومن ثم نذهب ونجد مكانا لتناول الطعام".
قالت اليكس بحماس زائف :" كم هذا جميل ".
عاد ماركوس الى الحقل قبلها , ولاحظت أنه قد ارتدى سروالا رماديا جميلا وقميصا قطنيا تتناسب معه . كان ذلك تللون يوحي بالبرودة يناسب بشرته البرونزية وشعره الجميل . بينما عادتهي وارتدت السروال الأصفر وقميص الأبيض اللذين ارتدتهما طوال النهار .
قالت معلنة عما هو ظاهر :" لقد بدلت ملابسك , لم ألاحظ أننا ذاهبان إلى مكان خاص ".
رفع حاجبيه وقال :" لا أعتقد أن أي صديق من المالمونت سوف يرشدنا إلى مقهى نقال , وقبل أن تشني هجومكِ على مختلف الجبهات , لم أقصد بتلك الملاحظة أي انتقاد لما ترتدينه , بل ستبقين كما أنتِ ".
فقالت له بحزم :" أفضل ان أكون أكثر ملائمة ,, لذا عليك أن تذهب وتراقب الجوادين لفترة قصيرة كي يتسنى لي بعض الوقت لتغيير ملابسي ".
خطا بضع خطوات ووقف على مسافة بعيدة عنها و قد أدار ظهره لها .
بحثت اليكس في حقيبتها , وهي تعرف تماما ماذا تريد . لقد اشترت ثوبين قبل العطلة ودفعت ثمنهما الكثير الكثير . إنما عوّض عليها انها كانت قد لفتهما ووضعتهما في كيس من البلاستيك داخل حقيبتها كيفما اتفق , وثم سحبتهما بعد يومين لتجدهما دون أي جعة .
اختارت الثوب الأخضر ذي الياقة العسكرية وارتدته بسرعة , ثم انسلت إلى داخل الرينج روفر على المقعد إلى جانب السائق و أخفضت المرآة بلمسة خفيفة , وعقصت بسرعة شعرها إلى الوراء بمشطين من الطراز القديم , و أصبحت جاهزة بعدما وضعت أحمر الشفاه الباهت اللون والذي يتناسب مع لونها . نادت ماركوس وأخبرته بأنها جاهزة .
عاد ورمقها بنظرة متمهلة من رأسها حتى أخمص قدميها . قال باختصار :
" أتتوقعين الذهاب إلى الريتز ؟" .
هل هذا إطراء أم إهانة ؟ ماكانت اليكس لتحفل بذلك .
كان المطعم الذي وصلا إليه , بعد أن قادا عبر هضاب الفيركور الخضراء . يقع على جانب شديد الإنحدار , وشاهدا من على طاولتهما على المصطبة التي كانت جدرانها مليئة بالبوغيفيليا ,مناظر خلابة للقرية من الأسفل . هبط الظلام بينما كانا يتناولان الطعام . انما المنظر الذي كانا يطلان عليه لم يكن أقل جمالا حيث أضاءت الأنوار الوادي و كأنها انعكاس لنجوم السماء وقد تريثت أشعة شمس المغيب الأخيرة , لترسم صورة ظلية لقمم الجبل المغلول .
وبدا ان النادل الذي كان يقوم بخدمتهما تخطى في استنتاجه إلى أنهما زوجان حقيقيان , ولم يقم ماركوس بأي عمل كي يبدد وهمه هذا . كان ماركوس يتصرف بجاذبية واضحة ولطافة ظاهرة حتى أن اليكس نفسها وقعت ضحية ذلك .
بعدما تذوقا كل صحن من الأطعمة اللذيذة التي قدمت لهما , وتناولا الشراب الذي اختاره ماركوس . بدأت اليكس تصبح أكثر ودودة. اليكس التي عرفها أصدقاؤها. لا المخلوقة السريعة الغضب التي هي دائما في موضع الدفاع عن النفس الذي جعلها وجودها مع ماركوس ويكفورد تتحول إليه .
تفاعل ماركوس حيال وجهها المتألق وعينيها الضاحكتين واللامعتين بطريقة لم تجعل الخطأ في تحديد علاقتهما أمرا مدهشا , ليس فقط بالنسبة إلى النادل , بل بالنسبة إلى الآخرين الذين جذب وجه اليكس المشرق عيونهم .
فيما هما خارجان من المطعم , كان زبائن آخرون يدخلون فوضع ماركوس ذراعه حول اليكس ليبعدها جانبا .
واشتدت قبضته حولها بدلا من أن يفلتها , وأدارها لتنظر نحو الوادي ليتمكن من أن يشير إلى شهب يسقط متألقا عبر السماء .
قال :" تمني ! لن تحظي بفرصة أفضل ! ".
كانا لوحدهما الآن للحظة , وراقبا النجمة وهي تنطفئ في صمت . سألها برقة :
" هل تمنيتِ ؟".
لم تكن اليكس قد كونت أمنية بعد فيما شعرت بحنين مبهم . ندم بأن جو العشاء الذي تشاركاه معا كان زائفا . وأنه كان على طبيعته , وهي انسانة ماكان يجب أبدا أن تكون عندها القدرة لتتظاهر بأنها كانت مستمتعة برفقته , ولا حتى من اجل إنقاذ المظاهر .
نظرت إليه بتمههل :" ليس تماما ".
قال :" ذلك يجعلنا اثنين . من الصعب التفكير في أية أمنية الآن , أليس كذلك ؟ لقد كانت أمسية جميلة . أشكركِ على مشاركيكِ لي فيها ".
ثم وبينما كانت لا تزال تنظر إليه , مأخوذة بأفكارها الحلوة المرة , قربها نحوه أكثر وقبّلها ... وتركته يفعل ذلك .
ومع احساس بالذنب أدركت أنها لم تبذل أي محاولة للإبتعاد , وتجمدت بين ذراعيه متصلبة من الخجل . ماذا كانت تفعل ؟ بماذا تفكر ؟ وكيف استطاعت ذلك؟
سألها :" أتشعرين بالبرد ".
قالت :" قليلا , و أشعر بالتعب أيضا ".
فكرت في ما بعد , بينما كانت جالسة بصمت إلى جانبه وهو يقود السيارة في طريق العودة , ان تلك اللحظات القليلة كانت الأكثر حماقة في حياتها . وفيما كان يعانقها شعرت أن هذا حقيقي . وليس ماضي العائلة البعيد بما فيه من مرارة وحقد . ولا الأذية التي عانت منها ايلين مؤخرا نتيجة لرفضه لها , رغم أنها كانت خجلة من التفكير بذلك , ولا حتى الضرر الذي لحق بصحة والدها نتيجة لذلك , وكان ذكل أكثر الأفكار خجلا منها جميعا . لم يبدُ لها أي شيء أكثر واقعية من تلك اللحظة , و أرادتها أن تستمر إلى الأبد .
لم يحصل ذلك , بالطبع . لقد انطفأت كما الشهب , وهاهي الآن نادمة على ما فعلت , وقد تنبهت كليا لخيانتها النفسية لشقيقتها ووالدها . وشعرت أن ماركوس قد شعر أيضا بالندم على ذلك التصرف . ماكان ذلك إلا قليل من تأثير ليل ساحر سرعان مايزول في آخر الأمر .
شعرت بالإرتياح بعدما عادا إلى الحفل المظلم حيث أبقيا ميسترال و لاسكو وتمايلت بنعس قرب السياج , عندما قال ماركوس أنه ذاهب إلى النزل ليسددا الفاتورة ليتمكنا من الإنطلاق باكرا عند الصبح .
شعرت بفرحة كبيرة , عندما سقطت عن الأرجوحة الشبكية على الأرض الصلبة في أول محاولة لها لكي تصعد إليها . قالت لنفسها هذا هو المكان الذي ينبغي أن أكون فيه , سعيدة لأن أشعر بنوع من التعذيب , حتى ولو كان هزليا . كانت محاولتها الثانية أكثر نجاحا من سابقتها , وفي الوقت الذي عاد فيه ماركوس كانت مستلقية في أرجوحتها الشبكية . لم تكن نائمة , بل بدت و كأنها لا ترغب بأن يزعجها أحد .
سمعته يتحرك حولها , يتحضر للنوم محاولا بجهد ادخال ساقيه الطويلتين داخل كيس نومه . وبعد لحظة أو اثنتين قال برقة :
" تصبحين على خير , اليكس ".
تمتمت بكلمة تصبح على خير بشكل غير واضح , ومن ثم ساد الصمت المكان ماعدا صوت تنفس ميسترال و لاسكو بين الحين و الآخر وحفيف الليل .
شعرت اليكس بالأمان ثانية . وهي كالشرنقة داخل كيس نومها , حيثث عقلها وعيناها مغمضتان على سحر النجوم .
ستشرق الشمس غدا وعندها سترين بوضوح تام إلى أين أنتِ تتجهين تماما . وضاقت شفتيها بتصميم عندما فكرت , مع من .


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 06:15 PM   #6

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع



فتحت اليكس عينيها لترى ميسترال يدفعها برأسه نافثا أنفاسه الساخنة على عنقها . مررت احدى يديها من خلال كيس النوم , وفركت الأنف الأبيض قبل أن تدفع الجواد قليلا بلطف بعيدا عنها .
لاحظت أن هناك حركة خلف الأرجوحة الشبكية الخرى فسوت وضعها بحذر لتتمكن من رؤية مايجري .
كان ماركوس يرتدي ملابسه . فبقيت مستلقية بهدوء وتعقل وهي تنظر إلى انحناءة ظهره الجميل البرونزي اللون بينما كان يرتدي سرواله الجينز . كانت ساقاه برونزيتين بلون ظهره وذات عضلات قوية . لقد نام من دون أن يرتدي ملابس النوم الأمر الذي كانت تأمل لو أنها فعلته لنفسها . لكن الآن تنبهت إلى أنها تختلس النظر إليه , أدركت انها كانت تلاقي الأمر نفسه لو أنها هي من نهضت من النوم أولا . شعرت بسرور لأنها ارتدت بيجامتها القطنية . إلا أنها استمرت في النظر إليه .
و أصبحت مدركة تماما لطبيعة شعورها فيما هي تنظر إليه , واندست في كيس نومها كي تبعد منظره عن عينيها . فكرت يائسة , آه يا ايلين , أي شقية حقيرة أنا , أعرف كل مافعله لكِ و أد\ نفسي على وشك الوقوع في حبه . ماذا جرى لي ؟ أولا ما حصل ليلة الأمس , والآن ها أنا أرمقه بنظرات حب كأي متلصص . إني جديرة بالإزدراء .
قال :" هل أنتِ مستيقظة ؟". كان يقف بالقرب من أرجوختها الشبكية , وكان عندها حرية الإختيار للنظر في عينيه , لكنها ما كانت تفضل أن تلتقيهما في الوقت الحاضر , أو ان تقع عيناها على القسم العلى من جسمه الذي كان عاريا حتى خصره .
فركت عينيها وقالت :" الآن فقط ".
سألها :" كيف نمتِ ؟" , تثاءبت .
فقال بتهكم :" من الواضح أنكِ لم تستيقظي منذ وقتٍ طويل ".
تمتمت وهي تتصنع النعاس :" كم الساعة الآن ؟".
قال :" إنها السادسة , لكن لا تلوميني لإيقاظكِ , عليكِ بلوم ميسترال . على أي حال بما أنكِ استيقظتِ , لا فائدة من التريث . أعني ... إن استطعتِ أن تفتحي عينيكِ ".
سار بعيدا , ومد يده لتناول كيسه الإسفنجي الذي علقه على غصن الشجرة التي كانت الأرجوحة الشبكية مشدودة إليها . وتدبرت اليكس أمرها لتستطيع الإستقامة في جلستها و أخذت تتأمل خطوتها التالية .
سألته :" كيف تنزل عن هذه؟" أصابها الذعر عندما أخذت الأرجوحة تتأرجح بقوة .
نظر إليها نظرة ساخرة , وقال :" بالحكمة . الحركات المتهورة غير مطلوبة بالتأكيد ".
انتظرت اليكس حتى أصبح عند البوابة تقريبا , ثم حاولت أن تحرر نفسها من كيس النوم و الأرجوحة الشبكية في الوقت ذاته . إلا أن الأرجوحة خانتها ورمتها إلى الأرض هلى يديها وقدميها , وكيس النوم فوق ظهرها , قذفت به جانبا ونظرت بقلق عبر الحقل لترى ماركوس واقفا ينظر إليها من الجهة الخرى من البوابة .
فصرخت قائلة , وقد اختفى كل شعورها نحو جاذبية مظهره :
" هيا , اضحك . كان من اللائق أكثر لو أنك أعطيتني جوابا مفيدا لسؤالي منذ البداية . لقد فعلت الأرجوحة اللعينة ذلك أيضا عندما حاولت الصعود إليها ليلة أمس ".
قال دون ان يظهر على وجهه أية تعابير :" ذكريني أن أعطيكِ شرحا عنها الليلة , لم ألاحظ أن في الأمر مشكلة ".
كانت غاضبة لعدة أسباب لدرجة أنها نهضت بسرعة لتقف على قدميها وقد نسيت كل شيء بشأن الأرجوحة لتجد وجهها علق في شباكها . وسمعت كلمات الإستنكار قادمة من فوق البوابة تقول :" وماذا بعد ؟ ". لكن في الوقت الذي خلصت نفسها به كان ماركوس قد رحل .
جهزت نفسها بأدوات وينتها وثياب نظيفة , وسارت نحو البوابة لتترقب بنفاذ صبر عودة ماركوس .
عندما عاد , كانت ملآى بالحيوية و انيقة في سروال الجينز و قميص مخطط باللونين الكحلي والأصفر الباهت , وكان مزاجها باردا كما مظهرها . كان ماركوس حينها قد أسرج الجوادين .
قال بلطف :" يمكننا أيضا أن نجعلهما يعملان قليلا قبل أن نغادر , وهكذاسيدخلان العربة برضى أكثر , وقد يحالفنا قليل من الحظ فنصل ألى مكان يقدم القهوة والفطائر الطازجة ".
قالت :" كما تريد . هل اقفلت السيارة ؟".
أجابها :" لا ".
ورمى لها بالمفاتيح ثم أضاف :" إفعلي ذلك من فضلكِ , إن كنتِ ستضعين أغراضكِ فيها بالمناسبة شكرا على توضيبكِ لوازم النوم ".
"إنني هنا من أجل القيام بذلك , أليس كذلك ؟ ".
كان ينظر إليها بتمعن عندما عادت إلى ميسترال وناولته المفاتيح . قال :" هل عاودكِ اليوم شعوركِ السابق ؟".
أجابته :" لا أعرف ماذا تقصد ؟".
قال :" آه , نعم . لقد فعلت ذلك . لقد كنتِ الليلة الماضية انسانية ".
" لقد شربت كثيراً الليلة الماضية ".
قال :" جون ذلك , ماكانت الجياد البرية تستطيع أن تجعلكِ تبتسمين , ولا أهمية للقبلة العرضية . كانت تلك السبب وراء شعوركِ اليوم أليس كذلك ؟".
" طالما أنك أتيت على ذكرها , إني أفضل ألا يتكرر ذلك الجزء الخاص من الليلة الماضية ".
قال :" لامزيد من الشراب ؟" وكان في إمكانها ان تدرك من بريق عينيه أنه كان يتعمد عدم فهم ماعنته .
قالت بحدة :" لامزيد من القبلات العرضية " إن أرادها أن تقول ذلك مبارشرة , ففي إمكانه سماع مايريد . وأضافت :" لقد طرحت الشك في تعقلي بالتورط مع شخص لا أعرفه خلال هذهِ الرحلة .حسنا , إني رزينة كفاية لأعرف أنك أسأت تفسير ماحصل الليلة الماضية . لقد أخذت على حين غرة تماما . أرجوك دعنا لا نسبب المزيد من الإحراج لكلٍ منا ".
قال بتهكم :" حسنا اطرحيني أرضا ... و أنا كنت أخدع نفسي بأنكِ قبلتني فعلا بالمقابل , أي أشكال غريبة قد تتخذ السلبية المفاجئة ".
شحب وجه اليكس بسرعة , وقالت :" كن ظريفا كما تريد , لكني أقول لك بوضوح تام إنني لا أريد أن يتكرر ماحدث . من الآن وصاعدا , سنركز على الجوادين , إنك استخدمتني للاهتمام بهما , ولا شيء أكثر من ذلك ".
كانت نبرة صوته تدل على الشفقة عندما قال :
"لو كان عندي أدنى فكرة بأنكِ سوف تسيئين تفسير قبلة عرضية تقديرا لعدة أشياء مجتمعة كالطعام الجيد , المناظر الخلابة , ورفقة بدت أقل مللا مما كان متوقعا , لكنت أحجمت عن التسبب لكِ بهذهِ الجديدة " لف ذراعيه حول صدره ووقف ينظر إليها ثم أضاف :
" إنكِ تعطين أهمية كبيرة لأمرٍ لا يعني سوى القليل جدا . صدقيني لو كان لي جدة وكانت هناك لقبلتها ".
قالت :" لقد أوضحت وجهة نظري , أستطيع أن أؤكد لك انها ليست أسخف من الهرج الذي أحدثته أنت لابتعادي عنك خطوتين . على كل منا ان يتعلم كيفية احتمال خصوصية مزاج الآخر فقط ".
لكزت سرج ميسترال لكزة قوية , وقد نسيت كل تعليمات الأمس , مما جعل الجواد الصغير ينطلق بسرعة . وعندما أنهت دورة همجية حول الحقل وعادت إلى نقطة الإنطلاق قال ماركوس بحد :
" لنأمل أن أتعلم القدرة على التحمل أسرع مما تتعلمين أنتِ ركوب الكامارغ ".
لم يكن هناك جواب يفوق ذلك حيلة ودهاء , لذا اتجهت اليكس نحو البوابة , ولقد لمست ميسترال برقة فيما أفكارها حول ماركوس عكس ذلك تماما . على أي حال لقد أوضحت النقطة حول أي فرص رومانسية قد يواجهانها خلال وضعهما , وفكرت أن كثرة التهكم حول تلك الفكرة كما يفعل هو أفضل من ان يأخذها على محمل الجد . فلا مزيد من العواطف الزائفة التي يحدثها ضوء النجوم وضياء القمر .
مر بها وحث لاسكو على العدو سريعا . وحذت اليكس حذوه . وجدا مقهى فاتحا أبوابه في احدى القرى التي مرا بها . فأوثقا الجوادين إلى مقعد ثابت في الفسحة الصغيرة .
وبينما كانا ينتظران احضار القهوة على طاولة في الخارج , قال ماركوس :
" في حال عندكِ أية هواجس , إنني لا أمارس هواية الإغواء عند تناول فطور الصباح ".
أجابته :" توقف عن ذكر ذلك الموضوع يا ماركوس , أعتقد كلانا يعرف السبب ".
كانت الشمس قد أصبحت دافئة بينما أخذت الحياة تدب في المحلات والبيوت . أطلقت ميسترال فجأة سعلة مزعجة فنظر كلاهما نحوها .
سألها بتهجم :" هل كانت تفعل ذلك خلال ركوبنا ؟".
فكرت اليكس ثم قالت :" أعتقد انها فعلت ذلك عندما انطلقنا فقط ووبخت نفسي لذلك , لإني لكزتخا بقوة لتنطلق ".
قال :" تنبهي جيدا وتحققي إن استمر ذلك , هلا فعلتِ ؟ فلا أريدها أن تمرض ".
تابعا تناول طعامهما , والكثير من انتباههما موجه نحو الجوادين إلا انه لم يحدث مزيدا من السعال .
قالت اليكس :" آه , انظر محل البقال هناك , إلى جانب المخيز , قد فتح بابه الآن . إن احببت أستطبع أن اذهب إليه واحضر بعض الأشياء للغداء ".
قال :" سيوفر علينا ذلك توقفا , سأدفع الفاتورة هنا بينما أنتِ تقومين بذلك ".
وقفت تنتظر , محرجة , حتى نظر أيها . سألها :" ما الأمر ؟ هل تريدين المزيد من القهوة ؟ اعتقدت أنكِ انتهيتِ ".
قالت :" لا , لا أريد المزيد من القهوة . إني .. إني أحتاج لبعض المال . لا أملك أي منها ".
قال :" بالطبع ليس معكِ , تفضلي ... " واخرج اوراقا مالية مطوية من جيب سرواله الخلفية وأعطاها إياها ثم قال بتذمر , وقد رأى كم جعلها ذلك تشعر بالارتباك :" ما من حاجة لتتضايقي . لقد نسيت , هذا كل شيء , اذهبي الآن ".
انطلقت اليكس عبر الساحة وهي تشعر و كأنها قد ضبطت وهي تتسول , وقد أدركت ثانية كم هي معتمدة على ماركوس ويكفورد . إنها لا تستطيع أن تشتري لنفسها قرصا مهدئا إن شعرت بصداع في رأسها . ياله من وضع سخيف و مغضب .
ابتاعت خبزا و شرائح لحم فرنسية ونصف صندوق من جبنة الكامبيرت وحوالي نصف كيلو من المشمش ثم توجهت نحو ماركوس الذي كان قد عاد إلى الجوادين.
أخبرته عما اشترته وقالت :" لقد تساءلت هل اشتري بعض الزبدة لكني اعتقدت أنها قد تذوب . ولم أشتري أي شيء للشرب ".
قال :" ذلك جيد . لقد أحضرت زبدة ومرطبات في صندوق مبرد في السيارة ".
قالت :" خذ بقية المال . لقد أعطيتني الكثير , أكثر مما احتجت . سعر الخبز ستون فرنكا , و ...".
قاطعها قائلا :" لا أريد فاتورة بكل غرض . ضعي البقية هنا واحتفظي بها في جيبك , إن هناك متسعا لها ".
ومد يده بشيء ما تجاهها , وعيناه تقيمان تفصيل يروال الجينز على جسدها بتناسق .
بحذر اخذت منه رزمة صغيرة , وقد غلفت باتقان بورق أسود لماع وربطت بشريط ذهبي . سألته :" ما هذهِ ؟".
أجابها :" افتحيها واكتشفي بنفسك ".
سحبت الشريط وفتحت الورق لتجد محفظة جلدية سوداء صغيرة ذات قسمين منفصلين يقفلان بمشبكين ذهبيين دقيقين . تفحصتها ثم نظرت إليه وقالت :
" لم يكن هناك حاجة لهذهِ , عندي جيوب ولا أحتاج إلى محفظة ".
ضعي بقية المال الذي طلبته لتوك بمرارة كبيرة فيها , وهكذا فإني سأوفر على نفسي رؤيتكِ تتقدين احمرارا " .
وبينما كانت لا تزال مترددة تنظر إلى هديته , قال بسرعة :
" شراء امرأة يتطلب الكثير أكثر من محفظة قيمتها دريهمات , إن كان ذلك مايدور في رأسكِ الصغير . ما تحميلنه هو عرض صريح لأنانية كاملة من جهتي فقد أصبحتِ الآن مسؤولة كليا عن توفير الغداء خلال سفرنا , ولن يكون علي التفكير بها اطلاقا , ولن يكون علي أيضا رؤية مظهر آخر من مظاهر الإرتباك السخيفة تلك . حسنا , هل ستقفين هناك إلى الأبد ؟".
وضعت اليكس المال المتبقي في المحفظة ثم وضعتها في جيبها . والتقت عيناها عينيه واتقدت احمرار من جديد .
" آه , ارمي بتلك المحفظة اللعينة بعيدا إن كان ذلك يشعركِ بالارتياح , إن ذلك لا يهمني خقا لا من قريب ولا من بعيد ".
فيما تبعته على صهوة الجواد , أدخلت اصابها إلى جيبها لتتحسس المحفظة الصغيرة وتجهمت ثانية . ماذا سيقول إن هي أخبرته أنه أعطى هدية لامرأة من عائلة ليوارد ؟ مامن شك أن الفتنة ستخف قليلا . استقامت في جلستها وحثت ميسترال برقة إلى الأمام لتقطع المسافة التي أضاعتها خلال أحلام يقظتها . من حسن حظها أنه لم يعرف , وهي بالتأكيد لن تخبره .
سعلت ميسترال مرة او مرتين بعدما عادا إلى الحقل , وبينما كانت تتناول كمية الفستق التي أعطيت لها . التقت عينا اليكس بعينا ماركوس وقالت دونما اقتناع :
" ربما غصت ببعض الطعام ".
قال بفظاظة :" عنزة ولو طارت , اسدي لي خدمة , لا تبرري ذلك , إن كانت الفرس ستمرض فإنها ستمرض , ومهما نظرنا إلى الناحية الإيجابية فذلك لن يغير شيئا ".
التقطت اليكس أوعية الماء . إن كانت لا تستطيع قول الشيء الصحيح . فالأفضل أن تقوم بعملٍ نافع . لكن تلك الحركة أيضا لم تلق استحسانا .
أخذ أحد الأوعية منها وقال بلهجة فظة :" لا حاجة لأن تسقطي شهيدة . ذلك لن يحسن الأمور أيضا ".
قالت , وقد شعرت ببعض التبرير :" وكذلك تهجمك علي " واتجهت نحو الحنفية في الباحة , حيث تبعها ماركوس في صمتٍ مطبق .
عادا إلى الطريق العام وعبرا نحو خمسين ميلا , ومازال الصمت مخيما عليهما قبل أن يتلفظ بكلمة أخرى حيث قال :
" أعتقد أن الإعتذار ضروري . هل ذلك ما تحتاجينه لتعاودي الكلام ثانية ".
قالت بسطحية :" لا , إني أدعك بأمان فقط ".
تحرك بغضب على مقعد القيادة . وقال :
" حسنا , إني أسلم بأنني لم أكن مهذبا معكِ هناك . أردت فقط أن يكون كل شيء وفق ما خططت له عندما أعود إلى الديار مع الجوادين , ولم يكن السير مع حيوان مريض ضمن مخططاتي ".
لم تكن اليكس لتهدر أية عاطفة تجاه الطفلة المدللة والزوجة المناسبة بالطبع . قالت بلهجة تعكس شعورها بدقة واضحة :
" بالتأكيد لن يلومك أحد بسبب المرض ؟".
قال :" المسألة ليست مسألة لوم , إن هذهِ مناسبة خاصة جدا . حلم يتحقق أردته أن يكون حلما مثاليا , وليس نصف كابوس ".
قالت بجفاف :" أنا خارج سربي , فأنا لم احظ قط بأحلام تتحقق على هذا النحو ".
قال :" و أنتِ لا ترين لماذا قد يتحقق ذلك لأي شخص كان , هل هذا هو الأمر ؟".
قالت له بحزم :" انظر , إنها على الأرجخ ليست شيئا خطرا لتقلق بشأنه . وإن كانت كذلك . اليس من المفيد أكثر أن تبحث عن طبيب بيطري بدلا من المشاجرة حول ذلك ؟".
" صوت الحكمة . أنتِ محقة بالطبع " عندما نظر إليها هذهِ المرة بدا مستعدا لتبديل مزاجه .
قال :" إذا , افعلي شيئا لتبعدي ذلك عن تفكيري , حديثيني عن عائلتك , عن صديقك , عن أي شيء , تكلمي فقط , لقد اكتفيت من الصمت ".
لمعت أضواء الخطر في رأس اليكس , العائلة .لم يكن يوجد الكثير من الراحة في ذلك الحديث . قالت محاولة صرفه عن هذا الموضوع :
" إنها عائلة عادية , والدتي ووالدي يتمتعان بتقاعدٍ مبكر , أختي متزوجة وعندها طفل , كلنا سعداء وقانعون . ويسعدني القول , ليس هناك ممتلكات تذكر ".
وانتقل بلكف إلى الموضوع التالي . حيث سألها :" وماذا عن موضوع الصديق ؟".
" لاحاجة للقول إنهم جميعا من الطباء ".
"جميعهم ؟ هل يعني ذلك أن ليس هناك من شخصٍ مميز ؟".
قالت :" أنهم جميعا يعتبرون أنفسهم مميزين جدا "
سألها :" و أنتِ ألا تعتبرينهم كذلك ؟".
أجابته :" لست في عجلة لأفضل أي شخص معين عن البقية ". ثم أدركت أنها كانت تضيع الفرصة لتؤكد أنها ليست حرة .
فأضافت بزيفٍ كلي :" هناك شخص قد اكون مستعدة للشعور نحوه بجدية أكثر , لكن ذلك عليه الإنتظار حتى أسوي وضع عملي ".
سألها :" كيف يبدو ؟".
اللعنة على الرجل واصراره ! عليها الآن اختراع شخص . جالت فكرها بسرعة على تلامذة الطب والأطباء الشبان الذين تعرفهم , فوجدت نفسها غير قادرة اطلاقا على اختيار واحد من المجموعة ووضعه في دور الحبيب الخيالي . كانوا جميعهم متشابهين جدا , يعملون بجد , يلعبون بجد , يتصرفون بصبيانية على نحو غريب , كل واحد منهم , يجب أن يكون الأمر إذا اختراعا كاملا .
قالت :" إنه يكبرني سنا , طويل جدا وعريض المنكبين , إنما بشكل متناسق تماما, إنه جميل , وعيناه رماديتان و ..." وقطعت كلامها وقد شعرت بالحرارة تخنقها عندما أدركت أنها تصف ماركوس نفسه .
قال باقتضاب :" البطل الرومانسي المثالي ".
قالت :" ليس تماما . عنده التواؤ جذاب في أنفه حيث كسره ذات مرة بينما كان يلعب الركبي ".
قال بمرح :" من الجيد وجود أنفٍ مكسور , فقد بدا الفتى المثالي بشكل خيالي جدا حيث لا يمكن لكلمات أن تصفه . والآن مالذي يضحككِ ؟".
قالت :" مجرد التفكير في ... ". وبحثت بسرعة عن اسم ثم تابعت :" في امبروز على أنه مثالي ".
قال ماركوس بازدراءٍ واضح :" امبروز ؟ ها قد أصبح عنده عاهتان الآن ".
قالت :" أتعتقد ذلك ؟" وتعمدت أن يبدو صوتها حالما وهي تضيف :" إنه يعجبني "؟
سكت من جديد و بقي كذلك حتى توقفا لاستراحة قرب شالون .
شربت ميسترال عندما فتحا العربة لينعشا الجوداين فقد كانتا عطشتين . وبينما كان كلٍ منهما ينتظر الآخر ليتناول القهوة في المقهى سمعا السعال الجاف من جديد . وكانت اليكس مقتنعة تماما كما ماركوس أن الفرس الصغيرة ليست بخير .
ازداد الطقس حرارة أكثر فأكثر , وبينما كانت اليكس تراقب المسافات الشاسعة التي يقطعانها تحركت بضيق محاولة أن تبعد الجينز عن ساقيها , وكان ظهرها ما زال يؤلمها قليلا أيضا , نتيجة السقطة عن الأرجوحة . لم يكن يؤلمها معظم الوقت , لكن قضاء ساعات في السيارة جعلتها تشعر بكدماتها .
فاجأها ماركوس بالتوقف ثانية عند منتزه في غابة بليني . قال بتهذيب :" سوف نأكل الآن , لا أريد أن أكون منشغلا عندما نصل إلى محطتنا الليلية كي آخذ ميسترال و أرى مابها ".
لم تكن رحلة ممتعة فكل واحدٍ منهما كان قلقا . وبدأت اليكس تتساءل كم من الوقت سيضاف إلى رحلتهما إن كان عليهما الإنتظار ريثما تخضع الفرس للعلاج . كانت تعرف انه لن يسمح لها بنقل جواد مريض عبر القنال .
لقيا صعوبة أكثر في إيجاد مركز الفروسية الذي كانا متوجهين إليها , وعندما وصلا إليه , أعطت قراءة اليكس للخريطة الكثير من علامات الرفض والاستهجان من ماركوس النزق . على أية حال , لقد بدا مرتاحا نوعا ما عندما خرج من المنزل الأبيض الطويل بعدما تحدث مع رئيس المركز .
قال وهو يصعد إلى مقعد القيادة :" إننا محظوظان . إن الطبيب البيطري هنا الآن . يفحص جوادا يعاني من إصابة في مؤخرة قائمته فوق الحافر مباشرة وحالما ينتهي من ذلك سيفحص ميسترال ".
قالت اليكس ببساطة :" إنني سعيدة للغاية ".
" و أنا كذلك . سنعرف على الأقل ما الأمر , و إن كان خطرا أم لا . لم يكن هذا اليوم أفضل أيامنا حتى الآن . أليس كذلك ؟".
" طالما الأمور ليست خطرة يمكننا نسيانها كلها ".
لكن عندما خرج ماركوس والطبيب البيطري من عربة الجوادين حيث تركا ميسترال بعد المعاينة , كان وجه كاركوس قاتما . اتجه الطبيب نحو البوابة وعاد ماركوس إلى حيث كانت اليكس تربت على عنق لاسكو .
قال بتجهم :" أنها حمى الخيل "؟ كان مرض حمى الخيل مرضا بغيضا وخطيرا تصاحبه حمى والتهاب في الحنجرة . حتى إنه يكون فتاكا .
قالت :" أوه , لا ".
قال :" مازال في مراحله المبكرة , ظاهريا , لم يكن في إمكاننا اكتشافه في وقتٍ أبكر , كما ان الطبيب يقول أن جياد الكامارغقوية جدا و يمكنها مقاومة هذا المرض جيدا . وهذا أمر مشجع , لقد حقنها بحقنة كبيرة من دواء الإلتهاب , وعلي أن أقود حتى منزله الآن لاحضار مزيد من الجرعات لاعطائها لها , حيث لم يكن معه مايكفي منها ذات الفعالية المطلوبة . سنخرجها ونفك العربة , ثم سنترك الجوادين وننطلق بسرعة ".
قالت اليكس :" يمكنني أن أدرب لاسكو بينما تقوم أنت بذلك . لا أعتقد أنه من المفترض امتظاء ميسترال قبل خضوعها للمعالجة أليس كذلك ؟".
هاجمها ماركوس قائلا :" كم يتطلب منكِ وقتا فهم أمرٍ بسيط ؟ لن تتجولي في منطقة غير معروفة بمفردك . لم أسمح بذلك مساء أمس ولن أسمح به الليلة , ولا غدا . ولا في أي وقتٍ طالما أنتِ في خدمتي . هل أنتِ مصممة على الضياع أو الإغتصاب أو الإغتيال ؟ مابكِ ؟".
" إنني أدرك بالطبع أن قلقك الرئيسي هو على جوادك الغالي , ولكني اعتقدت فعلا إنني أقدم عرضا للمساعدة ".
" لا تعتقدي أنكِ خدعتني للحظة واحدة . ما قصدته فعلا هو أنكِ اكتفيتِ من السير على الطرقات في هذهِ الحرارة , صحيح ؟ حسنا , أيتها العنيدة , لسنا هنا من أجل المرح , لا أرغب في المزيد من القيادة أنا أيضا , لكن يجب أن نفعل ذلك ".
قالت :" ليس من قبلنا نحن الإثنين , إنني أشعر بصداع رهيب ولن أصعد إلى السيارة ثانية .." وأسقطت نفسها على المقعد الطويل إلى جانب الحقل , وهي تحدق به .
و أضافت :" إنك غير منطقي اطلاقا . يمكنك منعي من ركوب لاسكو إذا أصريت على إثارة هذا الهرج , لكن على الأقل في إمكاني البقاء هنا و إطعام الجوادين . إنني لا أحاول التهرب من دون القيام بشيء و أنا متأكدة أن الجوادين لن يمسهما اهتياج شديد ويدوساني حتى الموت , إذا كان ذلك هو البند التالي على لائحة عاداتك الرهيبة ".
نظر إليها نظرة حقيرة ةقال :" الأمر الذي يظهر أي كارثة ممكنة على لائحتي هو فشلك التام في الإدراك أن هناك طرقا معقولة في التصرف ".
قفزت على قدميها من جديد وقالت :" لا يمكنك أن تكون أكثر عقلانية من التقدم في سبيل التأكد من أنه في إمكانك التعامل مع المواقف الصعبة . كم مرة عليّ أن أقول لك إنني أستطيع الإعتناء بنفسي ؟ ".
قال بلهجة ساخرة يتطاير من نبراتها اللهب :" كل الفتيات أخذن دروسا في الدفاع عن النفس ؟".
ردت عليه بسرعة :" كان مدربنا بحجمك , وقد حرص على جعل الأمر يبدو كدرس تعلم الباليه ".
أخيرا لم تعد اليكس قادرة على السيطرة على نفسها , وقالت :" حسنا . طالما أنك تعتقد أنك تعرف كل شيء , جربني , أنظر , إني أدير لك ظهري . أنظر ماذا سيحدث لك إن حاولت الإمساك بي ".
قال :" لا تكوني سخيفة . اختاري قتالا مع شخصٍ مثلك ".
قالت :" خائف أن تفقد وقارك , أليس كذلك أو هل أنت خائف من أن فتاة صغيرة تستطيع أن تؤذيك ؟".
قال ببرود :" في الواقع العكس هو صحيح ".
صرخت قائلة :" جبان! جبان !".
كان يقف هناك وقد لف ذراعيه حول صدره , وأخذ ينظر إليها وقد بدت مذهولة ومشمئزة في الوقت ذاته .
قال لها ببرود :" يبدو أن الصداع قد زال ".
قالت :" ذلك يحدث ذلك دائما , عندما يظهر ألم أكبر من الصداع . تعال . كن رجلا فعلا ودعني أبرهن لط أن ماتلفظت به ليس سوى هراء . أنظر ".
ولوحت بذراعيها وتطاير شعرها فيما هي تحاول الدوران حوله وظهرها ما زال باتجاهه , ثم أضافت :
"إنني لا أنظر إليك , على الأقل أظهر شجاعتك لكي تخلص نفسك . لا أستطيع أن أسهل لك الأمور أكثر من ذلك " .
قال :" حسنا طالما أنكِ مصممة على أن تجعلي نفسكِ حمقاء ".
انتابها الخوف بعد موفقته المفاجئة , لكنها تستطيع القيام بذلك . ألم ترمي استاذها الأثقل منها وزنا أرضا , وقد أثنى عليها وطلب منها أن تعيد عرض ذلك لتلامذة صفها ثانية ؟ قالت بشجاعة :" هيا , إذا ".
قال وقد بدا صوته أقرب :" إني قادم , وسوف اقترب منكِ إن أصريتِ على الوقوف وظهركِ لي . عليكِ على الأقل أن تستفيدي من معرفتكِ بأني اتجه نحوكِ . إنني على بعد عشر خطوات منك الآن , وأنا أقترب ... واقترب ..".
لمست يده ذراعها اليمنى , فتفاعلت على الفور وقامت بحركة كادت تظهر بشكل حاسم كم كان مخطئا في الإستخفاف بها .
بدلا من ذلك وجدت نفسها تطير في الهواء لتحط على ظهرها على مجموعة من الأعشاب .
الأسوء من ذلك أن ماركوس كان يقف منفرج الساقين أمامها , وقد بدا وكأنه لم يتحرك قط , وهو ينظر إليها .
" وكيف ستخرجين من هذا أيتها الحمقاء الصغيرة ؟".
لم تكن تقوى على اجابته , ولم يكن عندها جواب لترد عليه . كما أنها لم تقع فقط في ورطة , بل كانت خائفة أيضا .
سار إلى أحد الجوانب , ثم مد يده ليمسك بيدها .
وقف ينتظرها حتى تسترد أنفاسها , حتى استطاعت أخيرا أن تتلفظ بكلمتين حيث قالت :" ليس عدلا ".
زمّ شفتيه وقال :" بعد التبجح والتظاهر بالشجاعة . ذلك يفي بالغرض . لسوف تعيشين مع مواقف كتلك . والآن ربما أستطيع متابعة الأعمال المهمة وافنسحاب من هذهِ التمثيلية التحذيرية السخيفة التي دبرتها ".
قالت بكلماتٍ مخنوقة :" كان يجب أن تخبرني ".
" اسدي لنفسكِ خدمة , عندما تتحضرين للهجوم في المرة المقبلة , تأكدي أن مهاجمكِ لا يعرف شيئا أكثر منكِ ".
تركت نفسها تسقط جالسة على المقعد الطويل . بعدما انطلق بسيارته . هذا الرجل البغيض , لابد أنه حائز على الحزام الأسود في لعبة الجودو . لقد ذفها في الهواء وكأنها كيس من البطاطا .
آه ! ضربت بنعليها على المقعد في غضب , ثم وجدت أن الصداع لم يختفِ قط , بل رجحت عليه حدة مزاجها .
جلست هناك لفترة أطول , وهي تشعر بأسى كبير على نفسها و بأنها أكثر من مجرد حمقاء صغيرة , ثم نهضت على قدميها . لن تطعم الجوادين , إنها لا تشعر أنها قادرة على القيام بأي شيء , ليس بعد .
رأت , من خلال الأشجار , المياه تتلألأ و كأنها إشارة ضوئية تناديها . لكن كاركوس ويكفورد , الغبي , أخذ متاعها معه . وهكذا فإن ثوب البحر خاصتها , في ذلك الرينج روفر اللعين , ولا تعرف كم سيطول غيابه . وانتابتها موجة أخرى من الغضب .حسنا . لن يمنعها من السباحة لقد سبحت عارية من قبل وستفعل ذلك الآن .
كانت مياه آرمنون كالمرهم الشافي . لم تسبح اليكس كثيرا بل تركت نفسها تطفو لفترة قصيرة قرب الضفة , ثم أخذت تحرك قدميها في الماء اجتنابا للغرق , وعيناها مغمضتان لمجرد الإسترخاء .
إلا أنها صدمت بقوة , عندما سمعت صوت ماركوس يقول :" ماهو العمل الأقل وعيا من قبلكِ لتفعليه , وأنا واثق تماما بأني أعرف ماذا كنتِ تنوين القيام به ".
أصيبت اليكس بالذعر وكادت تختنق بالماء الذي ابتلعته , ثم اتجهت سابحة تحت الماء إلى الضفة المقابلة حيث كانت هناك أشجار متدلية ولم تظهر إلا عندما أصبحت على بعد مسافة آمنة .
فعلت ذلك في الوقت المناسب لترى ماركوس قد خلع ملابسه بسرعة , وغطس في مياه النهر ثم ظهر ثانية وقد قطع نحو نصف المسافة نحوها .
قالت بسرعة :" ابقَ بعيداً عني ! ".
" لا تقلقي . إني لا أفكر في تكرار التمثيلية ".
سألته بيأس :" لماذا عدت بسرعة كبيرة ؟".
أجابها :" لأن الطبيب البيطري يسكن على بعد مئتي يارد من هنا ".
أخذ يسبح بتكاسل ذهابا و إيابا وهوو يراقبها , ثم أضاف :" لماذا تجلسين هناك بعيدة عني ؟" .
أجابته بحدة :" إني انأى بنفسي عنك , هل يفاجئك ذلك ؟".
حرك قدميه في الماء حتى أصبح على بعد سبعة أو ثمانية ياردات عنها فقط .
قال :" لا تجعلي من الأمر مأساة . لقد تأكدت أنكِ ستسقطين أرق سقطة ممكنة , إنكِ بخير على ما أعتقد ؟ ".
قالت :" لا , شكراً لك ".
قال :" أفترض أنكِ لستِ مخبولة لدرجة أن تسبحي لو أنكِ تعانين من تأثيرات موجعة على أثر .. تجربتك ".
قالت :" لا يسمح لي تقريبا بالسباحة الآن , أليس كذلك ؟".
قال :" عقاب أنزلته بنفسك , لكن لا تقلقي مجرد غطسة صغيرة هي كل ما أريده . ولقد اكتفيت الآن . من الأفضل أن تخرجي من الماء أنتِ أيضا ".
سبح نحو الضفة وخرج من الماء ثم ناداها قائلا :
" ألا تشعرين بالبرد ؟".
بذلت اليكس جهدا كي لا تصطك أسنانها وقالت :" لا , اطلاقا ".
كانت مياه النهر عميقة تجري مسرعة عند هذهِ النقطة , ورغم حرارة بعد الظهر فقد كانت تشعر بالبرد حتى عظامها .
أذ ماركوس وقته وهو يجفف نفسه . أخذت تسبح ذهابا وإيابا , وقد حرصت على أن تبقى على الجهة البعيدة من النهر وهي تشعر بأنها ضعيفة ومتجمدة .
ناداها قائلا :" حقاً , يجب أن تخرجي من الماء الآن ".
قالت :" ليس بعد , أرجوك لا تنتظرني ".
قال :" مامن مشكلة , لستُ على عجلة للقيام بأي شيء آخر . لكنكِ حقا يجب ألا تبقي لمدة اطول في الماء , سوف تندمين على ذلك إن أصبتِ بالبرد الشديد ".
فكرت اليكس باشمئزاز , ليس بنصف الندم الذي سأشعر به إن خرجت من الماء و أنت تقف هناك تنظر إلي . آه , أي حمقاء كانت هي ! من سوى مغفل سيعتقد فعلا أنها قد تستطيع الإفلات من هكذا نوع من الحماقة ؟ إن لم يقرر هذا الرجل اللعين العودة إلى الحقل , ستكون مجبرة على إخباره أنها لا تستطيع الخروج من الماء طالما هو واقف هناك .
توقفت عن السباحة ونظرت إليه , وهي تتساءل إن كان وجهها ممتقعا كما تشعر به , وشحذت قوتها لتدلي باعترافها الصغير .
إلا انه تكلم أولا فقال وهو ينظر إلى السماء :
" هذهعِ الشمس تتألق ثانية فوق الماء حسنا, أعتقد أننا نستطيع أن نسمر بهذهِ اللعبة لساعات قبل أن تستسلمي وتكوني عقلانية . إن أدرت لكِ ظهري , هل سيحل ذلك المشكلة ؟ وسأكون رجلا نبيلا لدرجة أن أضع منشفتي في خدمتك...".
وقذف بها إلى حافة النهر و أضاف :" ليس معكِ واحدة , أو أي شيء آخر بالطبع , طالما أن كل ثيابكِ معي ".
لقد كان يعرف ذلك طوال الوقت , فكرت اليكس بغضب , وقد أبقت عينيها على ظهره بحذر فيما كانت تسبح نحو الضفة وخرجت من الماء بسرعة , وهي تشعر أنها معرضة للخطر بشكلٍ بشع , لتلفّ نفسها بمنشفة البحر الرطبة . ارتدت سروالها وقميصها اللذين كانا يلتصقان بنزق وهي تسحبهما على جسمها الرطب .
قالت بحقد :" أعتقد فكرتك هذه هي من أكثر الدعابات هزلا في العالم ".
قال :" إنها ممتعة جدا , موافق . هل يسعني أن أستدير الآن ؟ أو أنني في خطر من مزاجكِ ثانية ؟".
قالت :" لا, أنت أقوى مني . لقد تعلمت ذلك الدرس ".
قال :" جيد " ثم استدار ونظر إليها , وأضاف :
" أتمنى أنكِ قد استوعبتِ بصدق وبشكلٍ جيد هذين الدرسين اليوم . القوة والخصوصية , والذي يبدو أنكِ لا تملكين أيٌ منهما ". ثم سار بعيدا من دون أن يضيف كلمة أخرى .
امتطى بعدها ماركوس لاسكو في جولة مسائية . مقترحا أن اليكس قد ترغب في الاعتناء قليلا بالجواد ميسترال .
وعندما عاد ماركوس كانت قادرة على التحدث معه دونما قيود للسيطرة على نفسها مع كل كلمة .
قال لها :" لقد استطعت أن أتدبر لنا مكانا في المركز مع بقية الضيوف . لقد كان يوما شاقا , ولا أعتقد أن أيا منا قادر على البحث عن مكان آخر في المنطقة ".
توجها إلى غرفة الطعام عند الساعة الثامنة والنصف , وقد رحبت اليكس بفكرة الإختلاط مع أناس آخرين لفترة قصيرة . كان هناك عائلتان انكليزيتان غيرهما يمضيان عطلة في المركز , هكذا قيل لماركوس , وكان عليهما الجلوس إلى طاولة تتسع لثمانية أشخاص مع زملائهما .
كانت ترتدي ثوبها الجلدي المفضل ذي الرسومات الجريئة والغامضة . ذات اللون الأزرق الطاووسي وظلال من اللون الأخضر , مع سترة من القماش الأبيض الرقيق . وكانت قد ربطت شعرها إلى الوراء بشريط أخضر عند مؤخرة عنقها , ووضعت حلقا عنقودي الشكل يجمع ألوان الثوب .
عاد ماركوس أيضا من الأستحمام بأناقة بسيطة , حيث ارتدة قميصا قطنيا جميلا بلون الشوفان وسروالا أخضر اللون .
وسحب لها الكرسي في غرفة الطعام لتجلس عليها وقد تلألأ الضوء المنبعث من النصباح المعلق على الحائط على شعره .
كانت رفقة العائلتين الانكليزيتين طيبة , عائلة من ميدلاند أفرادها أكبر سنا من العائلة الأخرى التي قدمت من اسكس ومعها طفلا . والطعام كان ممتازا . لم يسع اليكس إلا أن تلاحظ كم أحب الطفلان ماركوس بسرعة , وكم كان هو لطيفا معهما , فقد أخذاه عند نهاية وجبة الطعام لينظرا إلى المهرين اللذين كانا يعتبرانهما خاصتهما , لكنها لاحظت بسرور بأنه لم يسمح للصبي والبنت الصغيرين أن يفعلا أي شيء أو أن يذهبا إلى أي مكان كانت لديه سلطة طبيعية وسارة عليهما وقد أطاعه الطفلان دونما سؤال .
انتهى النهار , بكل مافيه , أفضل بكثير مما من به خلال معظم الوقت , وكانت اليكس مجبرة على التساؤل , إن كان الرجل يهتم بالحيوانات يمكن أن يكون سيئا كليا .
بينما كان يحقن ميسترال بآخر خقنة لليوم , وهي واقفة تحمل المصباح وتراقبه وقد بدت تعابير الإهتمام على وجهه.
استعدا للنوم ونصب ماركوس الأرجوحة الشبكية , ولكن قبل أن تصعد إليها دسّ أنبوبا صغيرا في يدها .
قال :" ضعي من هذا على كدماتك, لم يكن عندي فكرة أنكِ سقطتِ سقطة مؤذية إلى هذا الحد عن الأرجوحة , كان يجب أن تخبريني ".
فعلت اليكس مابوسعها لتتجاهل الجانب المحرج في ذلك الموقف . وقالت :
" إنها بسيطة . إن الكدمات تظهر عليّ بسهولة , هذهِ طبيعة بشرتي . لكن شكرا على أية حال ".
" أنتِ أيتها الفتاة الصغيرة المضحكة .." .
ثم فجأة رفرفت أجنحة ولمع وميض أبيض مر من فوق رأسيهما بارتفاع قدم أو اثنتين , فقفزت اليكس بتوتر .
قال :" إنها مجرد بومة ".
تساءلت اليكس , بومة أو نذير شؤم .. بدا لها أن توقيت طيرانها وهدفها المميت دون شك ينذرانها بوجود خطر محدق . خطر ساكت في أفكارها , فيما قالت له بسرعة طاب مساؤك وصعدت إلى أرجوحتها .
تكورت في كيس نومها التماسا للدفء , وهي تحدق في النجوم المتناثرة في السماء المظلمة , و أرغمت نفسها على التفكير فيما حدث خلال النهار , لقد أمسكت المحفظة السوداء عدة مرات ونظرت إليها بسرور . لقد تحول هكذا تصرف إلى مرارة في تفكيرها الآن . كيف استطاعت أن تشعر بالإمتنان نحو رجل أحدث هكذا مصيبة في حياة عائلتها ؟ لقد اعتبرت نفسها دائما الفتاة الواعية المدركة بينما ايلين هي الأخت الحمقاء والطائشة .
لم تعد متأكدة الآن , عليها أن تراقب نفسها و ألا تكون متأكدة من أي شيء , سواء كان حبا أو كراهية .
قد يمكن خيانة الحب , ألم تجد نفسها تقترب من الطريق الذي قد يؤدي بها إلى خيانة شقيقتها ووالديها ؟
أدارت ظهرت لماركوس وانتظرت برزانة حتى يغلبها النعاس ويمحو الصورة الكئيبة وغير المرضية لنفسها والتي تعيش فيها .


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 06:20 PM   #7

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس



إن كانت الأمور قد بدت سيئة الليلة الماضية , فإن القدر تدخل ليجعلها اسوأ بشكلٍ مؤكد قبل مغادرتهما مباشرة في الصباح .
تذكرت اليكس ساعتها , التي كانت قد وضعتها في حقيبتها وجعلت ماركوس ينتظر ريثما تبحث عنها بين ثيابها . وفي غمرة عجلتها , رمت الحقيبة دون أن تقفلها ثانية في الصندوق . حيث ارتددت وسقطت على الأرض وقد تناثرت محتوياتها بسرعة فائقة .
هرعت اليكس بسرعة مندفعة إلى الأمام لتلتقط الأغراض , وكان همها أولا ألا تدع ماركوس يلتقط ملابسها الشخصية , لكنها رأته بعد ذلك يمسك كتابا صغيرا لونه أحمر داكن , وترنح قلبها خوفا. لقد كان ذلك جواز سفرها , وفي داخله اسمها الحقيقي .
قالت بسرعة :" سآخذ هذا ".
وقف و أبعده كي لا تستطيع الإمساك به وسألها :" لِمَ كل هذهِ العجلة ؟ هل أنتِ خائفة من أن أرى صورتكِ البشعة على جواز سفرك ؟".
قالت :" لا " وحاولت أن تنتزعه من يده , لكن محاولتها باءت بالفشل فناشدته قائلة :
" أرجوك لا تنظر , إنها صورة مريعة ! ". وتسارعت ضربات قلبها وكأنه شيء هائج .
قال :" أنتن دائما هكذا . وذلك مايحدث التسلية ".
فتح جواز السفر ونظر إلى الصورة , ثم إليها وقال :" يالها من جلبة من أجل لا شيء . إنها صورة مقبولة . إني لا أمزح اطلاقا ".
فكرت للحظة , للحظة أمل يائسة إنها سوف تفلت بذلك لكنها رأت عينيه تتجهام إلى الصفحة المقابلة وقال :" لا ذكر لعلامات فارقة الآن , وإلا ربما في هذه اللحظة بالذات عند نقطة اكتشاف ..".
توقف عن الكلام , وعلمت اليكس أن لعبتها قد انتهت لقد رأى اسمها . لابد أنه فعل ذلك . ماذا غير ذلك قد يعنيه الصمت المفاجئ ؟ لاشيء أقل من معجزة يجعله لا يضع النقاط على الحروف الآن . انحنت بخوف , وأخذت تلتقط الملابس كيفما اتفق وتضعهم داخل حقيبتها , وكأنها في هذهِ اللحظة وقعت في ورطة , ورطة حقيقية .
بدا و كأن الصمت سيستمر إلى مالانهاية . لكنه تكلم أخيرا .
سمعته يسألها ببطءٍ قاتل :" هل كانو يدعونكِ يوما بساندي ؟".
تركت حقيبتها على الأرض ووقفت لتواجهه :" كنت يوما ...".
قال :" جال في بالي أنكِ ربما قد تكونين يوما . لا تقولي لي , كان ذلك يوما عندما كان اسم عائلتكِ مختلفا أيضا , أليس كذلك ؟ ليس وارد فقط , إنما ليوارد , ساندي ليوارد , صحيح ؟".
أومأت برأسها إيجابا , وقلبها يقفز من مكانه قلقا وقد شلتها النظرة التي بدت على وجهه .
قال :" و شيء يحدثني أنكِ لستِ الآنسة ليوارد الوحيدة , عندكِ شقيقة صحيح ؟".
" دعنا لا نتصرف بطريقة غير مشرفة يا ماركوس . من الواضح أنك تعرف أني شقيقة إيلين ".
قال بلهجة باردة وساخرة :" لكن هذهِ المعرفة جاءت متأخرة جدا . عليكِ أن تعطيني بعض الوقت لأتمكن من استيعاب ذلك . ربما عليكِ أن تبدأي منذ أول لقاء مشرف حصل بيننا ".
مد يده نحوها , يدا ثابتة بينما كانت يدها ترتجف . لكن عضلات وجهه المتصلبة كانت شاهدا على مدى غضبه وقال :
" كيف حالكِ , يا ساندي ليوارد ؟".
كانت مصدومة جدا بالانهيار المفاجئ لخداعها الذي كتمته بحذر لدرجة أنها مدت يدها نحو يده دون أي تفكير .
وبدلا من أن تتلقى مصافحة ساخرة , دفعها بخشونة نحوه بدل المصافحة وامسك كتفيها بإحكام بينما كان وجههعلى بعد بضع انشات من وجهها , وقسماته تلتوي من شدة الغضب .
قال بصوتٍ بارد كالثلج :" حان وقت التفسير . لماذا هذا التصرف ؟ تخججلين من اسمكِ , أليس كذلك ؟ ".
قالت :" لا , أبدا . لكن اعتقدت أن رجلا من عائلة ريكفورد ربما لن يجد ذلك أمرا مستساغا ".
نظر إليها باستخفاف وقال :" لا تختبئي خلف اصبعك ".
قالت :" إني لا أفعل ذلك . لقد أعطاني الجيل الحالي دوافع كصيرة لأخذ الحذر ".
دفعها بخشونة بعيدا عنه وقال :" أي حقيرة ماكرة أنتِ , وحريصة على مصلحتك الخاصة ".
قالت بحقد :" ذلك ليس منصفا . لكي أستحق ذلك الوصف كان علي أن أعرف من أنت سلفا , وصدقني لو كنت أعرف ذلك , مامن ظروف مهما كانت صعبة , كانت لتجبرني على المجيء إليك ".
بعد دقيقة قال :" كيف حدث أنكِ متأكدة لهذه الدرجة أني أنا الرجل الذي عرف أختكِ العزيزة ؟ ".
قالت :" اسمك , الذي لم تكن ليز تعرفه كاملا ".
قال :" ليست الأسماء فريدة ".
قالت :" ولقد أرتني ايلين صورة لك ".
قال :" من المؤسف أنها لم تريني صورتكِ ".
قالت ببساطة :" ها أنت أمامها , ولست في حاجة لأي تفسير إضافي عن عدم رغبتي في استعمال اسمي الحقيقي . ماكنت لترحب بفكرة السفر معي , ولكنت عدت بمفردك إلى انكلترا , أليس كذلك ؟".
قال بينما أنتِ , من الناحية الأخرى , كنتِ يائسة جدا للحصول على انتقال مجاني لدرجة أنكِ قد تنحطين ألى أدنى درجة للحصول عليه ".
" إن كنت تذكر لقد حاولت المغادرة على الفور , بعدما عرفت من أنت . لقد كنت مشدوهة , كما أنت الآن ".
قال :" مشدوهة ؟ إنني غاضب جدا ".
قالت :" حسنا , مهما أردت تسميته . كان علي التفكير على الفور , ولم يكن ذلك بالأمر السهر . لقد تمنيت لو أنك لم تلحق بي ذلك اليوم . لقد كنت أتصرف بطريقة مشوشة نوعا ما . ولا تظن أنني استمتعت باليومين الماضيين ".
قال :ط حقيقن من أنتِ تلقي الضوء بالتأكيد على تحولكِ من صديقة إلى فتاة متعجرفة ".
قالت بازدراء :" أعتقد أنك تظن أنه يجب على كل امرأة أن ترمي بنفسها عليمك وتقول : نعم أرجوك! حالما تشير إليها ببنانك الصغير ".
قال :ط أعني , لقد صدمتني جدا تلك الجلبة التي أثرتها حول قبلة عرضية ".
قالت باقتضاب :" حسنا, إنك تعرف الآن . إني شقيقة ايلين . ذلك أمر نسيته للحظة طائشة تحت تأثير ضوء القمر والشراب , إنما ليس تحت ضوء النهار ".
صرخ قائلا :" ياله من أمرٍ جدير بالثناء , لكني نسيت المبادلات الاجتماعية , أخبريني كيف حال أختكِ العزيزة ؟".
توهجت عينا اليكس غضبا , وقالت :" لقد تزوجت , عندها طفل رائع وهي سعيجة جدا بالتأكيد ".
قال :" إني سعيد جدا لسماع ذلك . لقد نجحت أخيرا بعد زواجٍ فاشل وعلاقة فاشلة . يبدو أن المثل القديم صحيح . المرة الثالثة هي الثابتة ".
" كيف يمكنك قول شيء غليظ وبشع لهذهِ الدرجة ؟".
أجابها بالسرعة ذاتها :" كيف أمكنكِ أن تفعلي مافعلته ؟ لكن لستِ مجبرة على الإجابة عن هذا الآن . أليس كذلك ؟ يظهر الجواب على بعد عدة اميال عند شخصٍ عرف أختكِ في ظل ظروف لقائي بها . من الواضح أن فن المخادعة يجري في عروق العائلة ".
أنهت توضيب أغراضها من جديد في حقيبتها , ثم نهضت لتواجهه . قالت :
" حسنا , لن نستفيد شيئا من نبش الماضي . أفترض أنك تريدني أن أغادر بأسرع مايمكن . لسوء الحظ ومن أجل أن أفعل ذلك , علي أن أطلب منك اقراضي بعض المال . يمكنك التصور كم أكره القيام بذلك , لكنها تبدو الطريقة الأسهل للخروج من موقفٍ بغيض لكلينا ".
قال :" تديرين ظهركِ وتهربين ؟ هل هذهِ ميزة أخرى في العائلة تتشاركينها مع أختكِ ؟" .
قالت :" إنك حقير ! ".
قال :" وأنتِ نسيتِ أمرا ".
قالت :" لكني متأكدة أنك ستخبرني ما هو ".
قال :" لقد عفدتِ معي اتفاقا . لم يتغير شيء . مازال عندي جوادان وعلي أن أعود بهما إلى انجلترا . وما زلت في حاجة لمساعدة . هل تقولين لي أنكِ تنوين التراجع الآن عندما كشفت خدعتكِ الصغيرة ؟ ".
كان الآن دور اليكس لتقف مشدوهة .. فقالت :" هل تقول أنك سوف تستمر باستخدامي عندك ؟".
قال بلهجة بغيضة :" من المذهل مايستطيع الإنسان تحمله عندما يكون الأمر مفيدا ".
قالت :" أنا , أنا لا أعرف كيف يمكن أن تجري الأمور ".
قال :" إن كنتِ تتحدثين عن العلاقات , فأنا أيضا لا أعرف . لكن فيما يختص بالعمل الذي بين أيدينا , فسوف نصرّ على أسناننا ونتابع القيام به , فلم يقل أحد أن علينا أن نمتع أنفسنا . وستجدين بالنظر إلى أدائك حتى الآن أن الأمر مريح لتتمكني من أن تظهري كليا استياءكِ لهذا الوضع ".
قالت اليكس بلهجة متقدة :" هذا أول توبيخ قاس ".
قال :" أوافقكِ كليا , إنما طالما نحن معا , طالما علينا تحمل ذلك . لقد اخترت العمل عندي , لذا أقول علينا أن نضع هذهِ الفكرة في مرحلة التنفيذ ".
تركها لتضع حقيبتها في مؤخرة الرينج روفر وتنضم إليه في المقدمة .
بدأت كلامها عندما شعرت أن الصمت لم يعد محتملا قائلة :" لو أني عرفت ...".
" إسدي لي خدمة . لا تقولي شيئا . احتفظي بكل ماعندكِ لنفسكِ , افتراضات , أفكار واعتذارات بكل شيء ".
قالت بعنف :" ليس عندي ما أعتذر لأجله ".
قال :" إني متأكد أنكِ تعتقدين للحظة أن عندكِ كما مع شقيقتك , المتعة الشخصية تحتل المكانة الأولى فوق كل شيء آخر ".
" أعتقد من الأفضل أن ندع أختي خارج الموضوع ".
"خارج الموضوع بشكلٍ تام . لقد هربت مباشرة إلى عالم اميركا الملون الحالم . بناءً على ماقلته أنتِ ".
كانت نبرة صوته غاضبة جدا وهو يقول ذلك , بحيث عرفت اليكس أنه ليس هناك من فائدة في الجدال ".
بقيت العلاقات بينهما على أدنى مستوى , ماعدا اعلان موجز من ماركوس بأنهما سيمضيان تلك الليلة مع اصدقاء له في منزل ريفي صغير في غابة ليونز , وبعدما دخلا إلى غابة الزان الجميلة بقليل , قاد الرينج روفر إلى حافة الطريق وتوقف .
قال :" لم نصل بعد , لكن قبل أن نصل علينا إيضاح امر . أعتقد أنه من الممكن , وربما من المستحي أننا سنبقى ليوم أو يومين مع تيم وكريستين , طالما أن كلا الجوادين يجب أن يخضعا لفحص الطبيب البيطري في ديبي , وتأخير مع الأصدقاء سيكون أفضل بكثير من تأخير على المرفأ ".
قالت اليكس بهدوء :" إني أدرك ذلك ".
" طبعا إنكِ الشابة التي تعرف كل شيء , أليس كذلك ؟".
قالت :" ليس كل شيء تماما , ليس لدي حل , حتى الآن , كيف سنمضي بقية الرحلة في هذا الجو ؟".
قال :" تماما . ذلك السبب بالضبط الذي جعلني أتوقف . إن أجبرنا على قبول ضيافة تيم و كريستين , أقل شيء يمكننا القيام به هو التصرف بأساليب متمدنة . وذلك يعني التظاهر المضني بأننا نستطيع تحمل بعضنا البعض ويستمتع كلٌ منا برفقة الآخر . وإلا فإننا سنجعل حياة بعض الناس الظرفاء محرجة جدا ومربكة ".
قالت اليكس بضجر :
" أعتقد أنني أستطيع القيام بذلك ".
قال :" أتستطيعين ؟ بالطبع لقد مضى عليكِ يومان وأنتِ في ثوب التمرينات . أموت لأعرف إن كنت ممثلا جيدا . على أي حال ... تتطلب اللياقة أن نبذل بعض الجهد من أجل ذلك على الأقل . إذا , لتعرفي القليل عنهما . تيم هو انكليزي الجنسية , وكريستين فرنسية . هو يملك الكثير من المال لدرجة أنه لا يعرف ماذا يفعل به و لكن بدلا من أن يهرع محاولا أن يسلي نفسه اشترى هذا المنزل الريفي الآيل للسقوط , الذي ما كان لأحدٍ ليمسه , وبمساعدة كريستين استطاعا معا أن يعيدا ترميمه . إنهما لا ينجبان , لكن أطفال الآخرين ينجذبون نحومها كما الحديد إلى المغناطيس , وكذلك الأصدقاء وأقاربهم , إنهما شخصان من ألطف الناس الذين أعرفهم , ولا أريد أن يزعجهما شيء , هل هذا واضح ؟".
قالت :
" تماما, اتمنى أن لا يكون لديهما سبب ليندما على حضوري ".
قال :" من الأفضل ألا تتمني فقط ".
أدار محرك السيارة بقوة وانطلقا عبر ضوء الغابة الأخضر المرقط .
بدا أن المنزل الريفي الأسباني قد شيد وتآلف مع الأرض.
كانت شجرة اللبلاب قد تسلقت فوق جدرانه الحجرية المزهرة وربطتها إلى الأرض جحيث نمت الأوراق الخضراء .
وكانت الجدران نفسها ترمي بوميض انعكاسها فوق مياه الخندق المائي . وغابة الزان تضمها جميعا في جو الغابة المشرق .
فكرت اليكس أنها لم ترَ أجمل من هذا المكان في حياتها , وحتى ماركوس قد تأثر به ليتحدث عنه .
قال لها بصوت شبه عادي :"قبل أن يأتيا توم وكريستين إلى المنزل الريفي كانت معظم الجدران غارقة في الخندق المائي , ولم يكن هناك غرفة واحد صالحة للسكن في المنزل , كان عندهما قافلة من البيوت المتنقلة على عجلات للعمال , الأصدقاء , والمساعدين ولهما في السنة الأولى , كان ذلك منذ خمس سنوات , إن ما أنجزاه منذ ذلك الحين هو عمل خارق . هاهو تيم ".
كان هناك رجل نحيل القامة أسمر اللون تدل ملامحه على الذكاء , ينزل عن حصادة كان يقطع بها الأعشاب بين الخندق المائي والأشجار , قدم نحوهما , فقفز ماركوس إلى الأرض .
قال :" إذا , لقد قمت بذلك , في الوقت المحدد . عمل جيد ! ".
تصافحا بحرارة , ثم ابتسم تيم وسأله :" ومن هذه ؟ قم بواجباتك يا ماركوس ".
قال ماركوس :" اليكس تساعدني في الإهتمام بالجوادين خلال الرحلة . اليكس ليوارد ... تُعرف أيضا بساندي ".
وعادت نظرات الحقد لترتسم في عينيه الحادتين عندما نظر إلى اليكس قائلا :
" تيموثي هيوجز , صديق قديم من أيام الدراسة ".
قال تيم وهو يصافح اليكس بحرارة :" مرحبا , يا ساندي . يسرني أن ألقاكِ ".
" مرحبا . لكن أخشى أن لا أحد من أصدقائي يناديني ساندي هذهِ الأيام . إني أدعى اليكس لكل من يهمه الأمر ".
قال تيم :" ليكن اليكس . إذ يبدو أنكما تعرفان بعضكما منذ زمنٍ بعيد " ونظر إليهما نظرة يغمرها الإهتمام .
قال ماركوس ببرود :" يمكنك القول أن أشياء قديمة تجمعنا " ونظر حوله ثم أضاف :" حسنا أين الجميع ؟ إنك لا تدير المكان بمفردك أليس كذلك ؟".
أجابه :" لا, هناك المجموعة المعتادة هنا , لكن هناك أكثر من الغرف الشاغرة للجميع , ابنة عم كريستين و زوجها وأولادها من نانتيز معنا . لكنهم سيغادرون غدا . جان بول شقيق كريستين , سيبقى هنا لأسبوع آخر , لقد ذهبوا جميعا إلى رون لقضاء فترة بعد الظهر , لكن التعليمات حول تقسيم الغرف قد تركت مع آلبرتين ,إن قدت نحو عبر الحديقة نحو الأسطبلات ياماركوس , يمكنك أن ترشد اليكس نحو المطبخ حيث آلبرتين , ثم توجه إلى الأسطبلات وسألقاك هناك . إنني متشوق لرؤية هذه الحيوانات التي تنقلها معك ".
قال ماركوس وهو يصع الرينج روفر ثانية :
" هناك قصة صغيرة حولهما لكني سأخبرك بها لاحقا ".
فيما قاد الرينج فوق الجسر إلى داخل الحديقة , قال لأليكس بلهجة خاصة أبقاها لها :" قطعنا أول عقبة . على الأقل وجود رفقة معنا يخفف من التوتر قليلا ".
قالت ببرود :" قعم , معرفة ذلك كان أمرا مريحا جدا ".
سكت لوقتٍ كافٍ حتى يصل إلى آلبرتين التي خرجت للقائهما , وهي تمسح يديها الملأى بالطحين بمنشفة , ثم تركها مع مدبرة المنزل , قائلا إنه سيحضر المتاع لاحقا .
كانت آلبرتين امرأة بشوشة قطعت منتصف العمر , وهي في واقع الأمر ترغب في العلاقات العملية , الأمر الذي كانت اليكس تواجههه عادة في المناطق الريفية . وقد زادت لهجتها الانجليزية الانطباع الفظ الذي ظهر مع سؤالها الأول .
قالت :" اسمحي لي يا سيدتي أن أسألكِ . أنتِ والسيد مارك حبيبان أم صديقان؟".
" لا هذه ولا تلك في الواقع , إننا رب عمل وأجير . رغم أننا نعرف بعضنا قبل الشروع في هذه الرحلة ".
قالت آلبرتين :" حسنا , إذا أنتما ترغبان بغرفتين للنوم ! ".
" بالتأكيد " قالتها اليكس موافقة مع تشديد جعل المرأة الفرنسية تضحك .
كانت الغرفة التي أرشدت إليها اليكس على الجهة الخلفية من المنزل الريفي وافترضت أنها تطل على باحة الاسطبلات , لأنها استطاعت سماع صوت ماركوس وتيم وهما يتحدثان في الأسفل .
أظهرت آلبرتين بوضوح مكان تعليق الملابس في الخزانة ذات النقوش الجميلة والمصنوعة من خشب السرو .
و أشارت إلى المناشف الموجودة على مشجب المناشف القديم الطراز , وقلبت بنشاط زاوية شرشف السرير الأبيض المطرز وفتحت أخيرامصراعي النافذة لتدخل أشعة الشمس وتنعكس على السجادة الصينية القديمة الصنع المزدانة بألوان الخريف الدافئة , ثم خرجت قاصدة الطابق السفلي وهي تقول :
" إن كنتِ تريدين شيئا آخر , اطلبيه من فضلك! ".
أقفلت اليكس الباب وجلست مذهولة على كرسي محفور ذي ظهرٍ عالٍ وهي مازالت تعاني إحساسا غريبا من الطرقات المنبسطة امام عينيها , والذي غالبا ماتخلفه الرحلات الطويلة . كم هو جميل أن تحظى بمكان خاص بها .
عندما قرع بابها بعد لحظات قليلة وأعطاها حقائبها بوجه متجهم , رفضت العرض الذي حمله إليها لتناول فنجان من الشاي , قائلة أنها متعبة و أخبرته بأنها تفضل أخذ حمام مريح قبل العشاء . أعاد تذكيرها بأن تتظاهر بالبهجة ثم استدار و غادر المكان دون أن يتلفظ بأي كلمة أخرى .
بعد أن استحمت , استلقت اليكس على سريرها لفترة قصيرة , تفكر في الوضع الذي وجدت نفسها فوجدته مقيتا . بعد وقت قصير نهضت لترتدي ثيابها .
ارتدت بلوزة حريرية طويلة فضفاضة خضراء اللون وسروالا ضيقا أسود , وعقصت شعرها إلى الوراء بشال مخطط باللونين الأسود والأصفر يتناسب وملابسها , وانتعلت حذاء باليه خفيفا في قدميها .
غار قلبها في صدرها عندما فتحت باب غرفة نومها لتهبط الدرج إلى الطبق السفلي . وفكرت في مواجهة عيني ماركوس الحاقدتين من جديد .
لم يكن هناك شيء لتخشاه في الوقت الحاضر , فقد نهض تيم , وليس ماركوس لملاقاتها و ليرافقها في جولة إلى حيث تجمع الآخرين على المصطبة الغربية .
كانت كريستين شبه سمراء ذات عينين بنيتي اللون ووجه ذي ملامح ذكيه ومتقلبة . وحيت اليكس بحرارة وسألتها إن كانت قد حصلت على كل ماتريده بطريقة أظهرت بكل معنى الكلمة بأنها مضيفة مثالية . شرح ريمي , ابن عم كريستين , بلغة انكليزية وافية بالغرض أن زوجته مازالت في الطابق العلوي تحضر الطفلتين لتصبحا جاهزتين للذهاب إلى السرير قبل أن تحضرهما لتناول العشاء . ثم قدم تيم معرفا بجان بول شقيق كريستين الأصغر .
رأت اليكس أن جان بول يملك جاذبية كبيرة جدا , عندما حثّها على تذوق شراب جديد ومن ثم رافقها إلى حيث طاولة توضع عليها أنواع من الشراب.
كان أسمر البشرة مثل كريستينوعيناه تنظران بتمعن لدرجة الاعجاب , إلى اليكس.
لقد رحبت بالتغيير . أخبرها أنه يعمل في شركة عالمية ويمضي فترة لابأس بها في المكاتب البريطانية .وطالما أن تيم وماركوس وكريستين كانوا غارقين في تذكر الماضي . اقترح أن يمشيا ولم يكن عند اليكس أي مانع للهرب من جوار اليكس . دعا ريمي للذهاب للذهاب معهما لكنه قال انه مشى كثيرا اليوم .
سنح الوقت لماركوس ليهمس لأليكس بينما كانت تمر إلى جانبه بعد أن عادا هي وجان بول من نزهتهما القصيرة قائلا :
" أرى أنكِ قد شفيتِ من تعبك ".
قالت اليكس وهي تبتسم بلطف :" نعم إنه من المدهش كم يمكن للرفقةأن تكون منعشة وسارة ".
توقفا عن تبادل المزيد من التعليقات السخيفة . عندما ظهرت تيريز , زوجة ريمي مع الطفلتين لتلقي التحية على الجميع وعلى كريستين , تقريبا في الوقت ذاته قائلة :" إلى الطاولة , جميعكم ".
تحرك الجميع بغير انتظام الأمر الذي أدى إلى انفصال اليكس وماركوس مرة ثانية حيث وجدت نفسها تجلس بالقرب من جان بول إلى الطاولة , وماركوس يجلس على الجهة المقابلة .
دارت المحادثة حول تعليم الفتاتين الفرنسية والانجليزية الأمر الذي تحدث عنه كل الراشدين بكفاءة . كانت المحادثة مثيرة ووجدت اليكس نفسها تشعر بالآسترخاء .
كانوا قد بدأوا يتناولون الحلوى عندما أحنت كريستين رأسها إلى الأمام لتتمكن من رؤية اليكس , وبعد أن رمقت ماركوس بنظرة سريعة قالت :
" أخبريني , يا اليكس ما رأيكِ برجل لا يجد صعوبة في التفكير اطلاقا بالذهاب إلى الكارماغ لمجرد أن يشتري حصانين ؟ ألا تعتبرينه متهورا ؟".
وفكرت اليكس , يجب ألا أقول شيئا يظهر أني أعتقد أن زوجته مدللة جدا وابنته قد أفسدت .
قالت :"أعتقد أن ذلك يظهر مدى اهتمامه بزوجته وعائلته ".
ساد صمت ملأته الحيرة , ثم اتجهت العيون نحو ماركوس .
سألته كريستين :" ماركوس . ماذا أخبرت هذهِ الفتاة ؟".
أجابها :" لاشيء , صدقا . هأخشى أنها تملك ميلا إلى القفز نحو النتائج . إنني تركتها فقط تصدق افتراضها أن لدي زوجة مدللة , متطلبة تدفعني إلى إشباع رغباتها ".
أعطت مودة الاحتجاج المهذب اليمس وقتا لكي تتغلب على صدمتها وارتباكها , وانتظرت لكي تخفت الأصوات قبل أن تقول له عبر الطاولة :" إذا يا ماركوس , إنك تحقق رغباتك , لا رغبات الآخرين ".
لاقت كلماتها هذه موجة من الضحك , وتمتم جان بول قائلا برقة :" أحسنتِ".
تقبل ماركوس الأمر بشكلٍ جيد , كما الآخرون . وأخذ يضحك معهم . لكن اليكس شعرت أنه ينظر إليها بينما تابع الجميع تناول طعامهم .
عرفت أن هذه البهجة الظاهرية تخفي شيئا آخر تستطيع خي فقط قراءته بسهولة كبيرة في أعماق عينيه . ركزت اهتمامها على جان بول , الذي جعل بالتأكيد ذلك بالنسبة إليها أمرا سارا جدا .
سألها :" هل تعرفين هذهِ المنطقة من فرنسا جيدا ؟".
أجابته اليكس :" إني بالكاد أعرفها . لقد أمضيت بعض العطلات في بريتاني , وفي الجنوب , لكني أخشى أن النورماندي هي جزء من القسم الكبير الذي لا أعرفه ".
قال بجاذبية :" إذا يجب أن نعالج ذلك . ربما ترغبين بنزهة في السيارة قي الغابة قبل أن يهبط الظلام ؟ أعرف أنكِ أمضيتِ معظم النهار على الطريق , لكن قيادة متمهلة بين الأشجار بسيارة مكشوفة والريح تداعب شعركِ . يجب أن أقول شعركِ الرائع . سيكون ذلك بهيجا , ألا تعتقدين ذلك ؟ ".
رأت اليكس أن ماركوس قد لاحظ لهجة الحديث الحميمة , وشعرت بموجة من البهجة لأن رجلا آخر قد يجدها جذابة بهذا الشكل العلني .
قالت مؤيدة الفكرة :" تبدو هذهِ فكرة جميلة ".
قال :" إذا , دعي الأمر لي "".
نادى جان بول ماركوس عبر الطاولة قائلا :" ماركوس , يا عزيزي إنك لا تمانع أن أخذت اليكس لفترة قصيرة , أليس كذلك ؟ أريد أن أنتهز الفرصة لكي أعرّفها على غابة الزان االجميلة التي عندنا ".
أجال ماركوس برقة , ثائلا :" يالها من فكرة جميلو , لكني آسف . أنا واليكس لدينا عمل يجب أن نقوم به . يجب تنظيف الجوادين والعناية بهما ووضعهما في مكانهما ".
نظر إلى اليكس و أضاف :" قد تخدعك بمظهرها المتأنق , لكني أخشى القول أنها فتاة عاملة ".
قال جان بول بلهجة ودوة :" يالك من مناظر , يا ماركوس . لكن حتى الفتيات العاملات يسمح لهن ببعض الراحة . سنؤجل نزهتنا حتى تنتهي ".
ورغم ذلك قال برقة لأليكس , عندما تحول انتباه ماركوس نحو مكان آخر :" هل هذا الرجل غيور من اهتمامي بفتاته العاملة , هل تعتقدين ذلك يا عزيزتي اليكس ؟".
قالت اليكس بسرعة :" بالتأكيد لا ".
قال لها جان بول :" أذا , إن لم تكن غيرة , فإنه سيء الطباع جدا . ما كان عليه أن يمنع نزهتنا القصيرة . غدا , عندما لا يكون عليكِ الاهتمام بجواديه الثمينين , سنفر هاربين . موافقة ؟".
قالت :" إني متأكدة أنه يمكنني القيام بذلك , وإني أرغب بذلك كثيرا ".
وعاود ماركوس ثانية النظر أليها بعينيه الحاقدتين . فأضافت بسرعة :" والآن من الأفضل أن أذهب و أبدل ملابسي , إن هذا الوقت يكاد بصعوبة أن يكون مناسبا للعمل مع حيوانات ذات القوائم الأربعة ".
قال لها جان بول :" بالتأكيد لا ". ضحكت له واستأذنت وصعدت إلى الطابق العلوي لتبدل ملابسها .
و حالما ابتعدت عن الآخرين , استطاعت أن تطلق العنان لمشاعرها ناحية ماركوس . اللعنة على كل شيء , لو أن الحقيقة قد أعلنت . وتألمت بانزعاج للطريقة التي حاول بها عن عمد جعلها تبدو حمقاء على طاولة الطعام , وقد شعرت بتعزية بسيطة للطريقة التي استطاعت أن تقلب الوضع عليه .
أما فيما يتعلق بحكايته الخيالية عن الجوادين وضرورة تنظيفهما والإعتناء بهما, فليست سوى خبث بكل معنى الكلمة , لقد أن هناك أملا في أن تمضي ساعة أو نحوها من البهجة مع جان بول , فتدخل و أحبط الفكرة .
ارتدت قميصها وسروال الجينز ثانية , وتوجهت نحو الاسطبلات . فدفنت وجهها في عنق ميسترال , تاركة مداواة الجواد الدافئة تذيب بركان الغضب في داخلها , ثم تنهدت وبدأت تمشط شعر الفرس بالمحشة .
لم ترفع نظرها عندما سمعت وقع أقدام ماركوس يدخل إلى الاس
بلات متوقعة أن يذهب مباشرة إلى مربط لاسكو , لكنه بدل ذلك ظهر واقفا إلى جانبها .
قال باقتضاب :" سأحقن ميسترال بدوائها أن كان في استطاعتك التوقف للحظة ".
تراجعت اليكس إلى الوراء دون أن تتكلم .
تعامل بصمت بسرعة ومهارة في معالجته للجواد , لكن عندما استدار التقت عيناه بعينيها .
سألها بسخرية :" أتشعرين بقساوة في تصرفي نحوكِ ؟".
قالت :" بالتأكيد لا ". وعادت إلى تمشيط الفرس بالمحشة .
قال :" أليس هناك ما يزعجكِ إذا ؟".
قالت :" ليس هناك ما يستحق أن أضيّع الوقت عليه ".
وضع يده في طريق المحشة وقال :" إني أشتري وقتكِ . أنا أقرر ما يشمل مضيعة الوقت ".
انتصبت ثانية , وقالت بلهجة مؤذية كلهجته :" أعتقد أنك أظهرت دون ريب أنك الرئيس . من يستطيع أن يشك في ذلك بعد هذه الليلة ؟".
طوى ذراعيه و أخذ يحدق بها . وقد ظهر في عينيه الرماديتين الحادتين بريق رضى وقال :" إذا , لقد كنت على حق . لقد امتعضتِ لأنكِ لم تمضِ وقتا مرحا مع جان بول ".
قال بصوت عميق :" لك كل الحق ان تقرر تماما متى يجب أن تنظّف الجياد , حتى و إن كانا قد نظفا تمام هذا الصباح . لكن الشيء الذي أعتبره غير اعتيادي هو تظاهرك بأنك متزوج حتى تتمكن من ارباكي علانية , هل تعتقد حقا أن ذلك كان ضروريا ؟".
أجابها موبخا :" بقدر ضرورة قفزكِ إلى الاستنتاج أن لدي زوجة . كنت قد سئمت من افتراضاتك في ذلك الوقت . لقد استخدمتكِ بسرعة في هذا المنصب ..".
قاطعته اليكس قائلة :" هذهِ الفكرة لن تستمر طويلا ".
إلا أنه تابع متجاهلا مقاطعتها له قائلا :" الذي أقصيتكِ عنه لآنكِ تملكين براعة تجعلكِ تسقطين عن صهوة الجواد عندما يجفل ويثب , وتملكين كا هو محبب أكثر من ذلك كله , استنتاجكِ أن لدي زوجة متطلبة , لقد تركتكِ تعتقدين ذلك . ربما فكرة زواجي الخيالية قد تجعلكِ تشعرين بأمان أكثر ".
نظرت إليه بحقد وقالت :" أو أنت , رغم أنك كنت تقريبا تحت تأثير سوء الفهم بأني سوف أرمي نفسي عليك ".
ابتسم ابتسامة باردة وقال ::" عدا عن مرحكِ إني أتساءل بشأن تلك النقطة , لكن ذلك تحول ليكون سخافة وليس مكيدة ".
قالت :" أستطيع أن أرى الآن , بإعادة النظر في ما حصل , وبعد هذا الإدراك المتأخر للحقيقة , أنك فعليا لم تذكر قط أي شيء عن الزوجة التي اعتقدت أنها لديك . كان عندك كلام أكثر لتقوله عن موضوع ريبيكا . لمجرد الحصول على معلومات صحيحة . هل هي موجودة فعلا ؟".
اكفهّر وجهه وقال :" إنكِ تعرفين جيدا أن ريبيكا موجودة . لا تتلاعبي على ذلك الموضوع ".
أجابته اليكس :" هل أنت الوحيد المسموح له أن يتلاعب بالأمور , إذا ؟ أن كانت قصة زواجك هي خرافة فلا تلومني لأني أتساءل بشأن أبوتك أيضا ".
قال :" أنا لم أدعِ الأبوة قط , أن كنتِ تريدين أن أقول الحقيقة على نحوٍ غير ضروري فسأفعل . ريبيكا هي ابنة أخي , لقد توفي والداها لذا هي بمثابة ابنتي . ولا أعتقد أن بعض التدليل هو في غير محله في ظل الظروف الراهنة ".
أجابته اليكس باستهزاء :" ليس إذا كنت تتخيل أن الهدايا المادية تستطيع أن تحل مكان مافقدته ".
صرخ بوجهها قائلا :" لقد كنت أخبرتكِ بذلك . ولك أكن أسألكِ رأيكِ به . إنكِ دائما جاهزة بأجوبتكِ الذكية . أليس كذلك أيتها الآنسة التي تعرف كل شيء ؟ يوما ما سيجعلكِ رجل ما تكفين عن الكلام هكذا ".
قبل أن تتمكن من التحدث قبلّها . و أدركت اليكس جيدا ماذا كان يفعل . في اللحظات الأولى من الاستياء اللاذع كان يحاول أن يسوي بسيطرة رجولية حقيرة وضعا لم يكن حله بمفرده بالسهولة التي يتمناها . وحاولت للحظة عنيفة مقاومة أن تبعده عنها . لكن مابدأ غضبا اتخذ فجأة اتجاها وتحركا خاصين . لقد تحول الظلم إلى انفجار من العاطفة شديدة الاتقاد.
حركت اليكس يديها كي تبعده , لكن لمرة واحدة فقط , حيث تجمدت بعد ذلك فوق دفء كتفيه فيما توقف وأبعدها عنه ليحدق في عينيها المنبهرتين . بدا و كأن مامن أحدٍ منهما سيتحرك , إنما بعد ذلك قبلها ثانية .
أخذت يداها تنزلقان تلقائيا حول عنقه . ولم تعرف إن كانت كلمة لا المخنوقة التي تلفظت بها تعني , لا تفعل هذا , أو لا تتوقف عن فعل هذا , كان كل ماعرفته أن الارادة , الحس والاستقلالية على مايبدو قدهجروها , وشعرت عندما أفلتها أنها ضعيفة كقطة صغيرة .
قال لها :" من المؤسف أني لن أكون موجودة لأخبر ذلك المسكين كم يستطيع بسرعة أن يسوي مسألة سكوتكِ ".
نظرت إلى وجهه الصارم العدائي , وروعتها فكرة أن كل تلك العاطفة الجياشة العنيفة يمكن أن تكون من قبلها هي .
أي نوع من النساء هي . لأن تغرق تحت تأثير هكذا مشاعر نتنة لأي رجل ؟ انحنت و أخذت بانفعال شديد تجمع كل معدات تنظيف الجياد .
سألها :" إنكِ على عجلة , أليس كذلك ؟".
أجابته :" إني أضع هذهِ الأشياء في مكانها . فليس في نيتي البقاء هنا معك. سآتي في الصباح الباكر غدا وأقوم بتنظيفها ".


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 06:49 PM   #8

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس



دخلت كريستين إلى الإسطبلات في اللحظة التي كانت فيها أليكس تنهي تنظيف الأشياء في اليوم التالي.
قالت"آوها" وقد شدت على حرف العلة بلهجة فرنسية شفوقة وتابعت قائلة "الفتاة المسكينة لقد أرغمها على العمل ليل نهار ذلك المسخ ماركوس!".
ابتسمت أليكس وقالت: "ليس تماماً. إنني أنهي فقط ما تبقى من عمل ليلة الأمس".
أمضت كريستين وقتاً طويلاً في الانتظار تتحدث حتى انتهى تنظيف الأشياء، ثم دست ذراعها في ذراع أليكس بينما كانتا تسيران باتجاه المدخل الرئيسي.
قالت: "يجب ألا تأخذي كلامه على محمل الجد، هذا الرجل الذي حاول أن يخادعك على طاولة العشاء مساء أمس، قد يتصرف مثل شخص أخرق صلب، إنما في داخله شخص آخر طيب جداً سواء صدقت ذلك أم لا".
أعطتها أليكس جواباً مبهماً، لكنها شعرت أنها تعرف ماركوس أكثر بكثير مما تعرفه كريستين.
كان هناك عندما وصلتا إلى غرفة الطعام، ينتظر لتناول الفطور،وقد بدا عسكرياً صارماً بقميصه وسرواله الكاكي اللون وبريق الشمس يلمع على رأسه الجميل. قبل كريستين على خديها، وألقى تحية الصباح باتجاه أليكس، إلا أنه أبعد عينيه بسرعة عن عينيها.
ذهبت كريستين إلى المطبخ، وقد تركتهما معاً. سألها ماركوس ببرود: "كيف حال ميسترال هذا الصباح؟".
أجابته: "أعتقد أنهاتبدو أفضل حالاً".
قال لها: "إذاً سوف نعطيها تمريناً خفيفاً، إن لاسكو يحتاجه بالتأكيد، والأرض هنا سهلة كفاية. أتريدين القهوة؟".
عادت كريستين وهي تحمل في يدها سلة مليئة بالفطائر الطازجة منالفرن. وعندما انتهوا من تناول الطعام، عاد ماركوس وأليكس إلى الإسطبل مباشرة.
كان الجواد الصغير سعيداً لتعافيه، وأخذ يتمخطر بفرح على خطى لاسكو. لم يكن الكلام ضرورياً بينهما فيما كانا يتبعان الممرات الهادئة عبر الغابة. فقد جعل غناء العصافير، وأشعة الشمس المرقطة. الجو لطيف نوعاً ما، وعادا إلى الإسطبل دون أن يتبادلا أي كلمة تقريباً.
كان ماركوس هو الذي كسر الصمت أخيراً، بينما كانا يعلقان الأسرجة. فقال: "أرى أنك نظفت العدة".
أجابته: "قلت أنني سأفعل ذلك".
قال: "سامحيني إن لمأكن مستعداً للافتراض أن القول والعمل مرتبطان في عائلتك". وربت على ظهر ميسترال مهنئاً ودون أن يمنح أليكس وقتاً لتجيبه أضاف: "لقد تحملت الامتطاء جيداً. ذلك أمريجب أن تشكر عليه".
قالت له ببرود: "لقد سرت بذلك أكثرمني".
"إذاً ستكونين ممتنة لتسعي أني لا أنوي إمضاء مزيد من الوقت معك اليوم. لقد طلب مني تيم أن أرافقه لنرى إعادة ترميم منزله، قصر ايبرت. سنكون غائبين لمعظم النهار. ستتمكنين من إيجاد شيء تقومين به دون ريب".
فسألته عن غير قصد: "يوم عطلة؟".
قال: "إن ذلك يعني الآن، نعم".
"في هذه الحالة،فإني على الأرجح سأقبل العرض الذي قدمه لي جان بول مساء أمس". بدت على وجهه نظرة راعدة.
قال ببرود: "ربما جان بول لديه أشياء أخرى يقوم بها".
قالت: "إن كان عنده ما يقوم به ، فسوف يقول ذلك. لكنه بدا مساء أمس متلهفاً جداً ليؤكد ل أنه سيرافقني في النزهة التي وعدني بها في وقت لا يتعارض مع عملي عندك. ومما قلته لي الآن، يبدو أن اليوم سيكون مناسباً".
قال بسرعة: "طالما أنك لا تجعلين من نفسك إنسانة مزعجة جداً". غادرت الإسطبل بسرعة وسمعت صوت شيء ارتطم بباب الإسطبل مصدراً صوتاً قوياً بعد ماابتعدت بضع خطوات فقط. عرت أليكس بنوع من الرضى الآثم وتمنت لو أن الذي رماه كون قدارتد وارتطم به.
قصدت كريستين التي قالت أن جان بول لم ظهر بعد،لكنها على وشك أن تأخذ له القهوة وستطلعه أن أليكس تريد التحدث إليه.
قرع جان بول على باب غرفة نومها، بعد أن أنهت حماها وكانت ترتدي الثوب الفضفاض الذي أعطتها إياه كريستين.
انحنى على عضاضة الباب فيما عناه تتفحصانها بدقة.
"خلابة". كانت أول كلمة تلفظ بها، أتبعها بسرعة بقبلة على كل خد، ثم أضاف بتعبير بارع: "في فرنسا يحيي الواحد منا الآخر هكذا".
سألته بلهجة ساخرة: "هل تفعلون ذلك حقاً؟ اعتقدت أن هذه بلاد التصافح بالأيدي".
قال: "إننا نفعل أشياء أخرى بالأيدي". وأمسك بإحدى يديها ورفعها برقة إلى شفتيه، وعيناه تلمعان باحتيال كان من المستحيل إخفاؤه.
قالت أليكس بأناة: "أتوقع أن عندك هدفاً آخر لتقرع علي بابي. أكاد لا أستطيع التفكير بأنك هنا لأنك شعرت فجأة بدافع لتعلن عن مائة طريقة مختلفة في التحية".
قال: "بالطبع. لقد أعلمتني كريستين أنك ترغبين برؤيتي. ألن تدعيني للدخول؟".
قالت: "نحن في انجلترا لا ندعو رجالاً غرباءللدخول إلى غرف نومنا إطلاقاً".
ضحك وأظهر عدم تصديقه عندما قال: "ماذا؟ إطلاقاً؟".
قالت: "حسناً، قلمايحصل ذلك. ولا يحدث بالتأكيد إن صدف وكانوا رجالاً فرنسيين جموحين".
قال: "كم أنتم معشر الإنجليز غريبو الأطوار إذاً! هل سيسمح لنا بالهرب اليوم؟ هل رق قلب ماركوس؟".
قالت: "حسناً ... لقد منحني يوم عطلة".
سألها: "وماذا ترغبين أن تفعلي اليوم؟".
أجابته: "أي شيء تقترحه".
قال: ""هذه الفتاةتلعب لعبة المصادفة!".
نظرت أليكس نظرة حازمة وقالت: "أي شيء تقترحه من البرنامج السياحي المحلي، هذا ما قصدته، قلت إنك ستريني النورماندي. هذا ما أرغب القيام به".
قال: ""إذن هذا ما سنقوم به. وإني أعدك بإمضاءوقت ممتع. بعد ربع ساعة؟ لأتناول فنجان قهوة فقط؟".
قالت أليكس: "سأكون جاهزة".
كانت جاهزة بعد عر دقائق، وقد ارتدت ثوباً قطنياً سويسري الصنع وقرطين ذهبيتين، ووضعت لمسات الزينة على وجهها، وعطر وايتلينين.
كان آخر شيء تريده هو الارتطام بماركوس وه تنزل الدرج. لكنهذا ما حدث بالفعل. توقف، قاطعاً الطريق عليها. ونظر إليها نظرة محارب وهو يتمعن بمظهرها جيداً. سألها: "هل أفهم من مظهرك أنك ستقومن بنزهتك؟".

سألته بتهذيب: "هل هناك شيء آخر تريد مني القيابه؟".
"من الجيد أن تسوية الأمر معك لا يتطلب وقتاً كثيراً".
احتفظت أليكس برباطة جأشها، وقالت له: "حسناً. إن كنت قد أنهيت كلامك، فإني أتمنى لك نهاراً جيداً".
أمسك ذراعها بحركة سريعة وبسرعة جعلها تتجه صعوداً ثانية. قال: "ليس بهذه السرعة. أريد أن أتكلم معك". وفتح باب غرفتها ودخل إليها ثم أقفل الباب وراءه. قالت بجفاف: "من الجيد أن جان بول لم ير هذا. لقد كنت أقنعه للتو أن لغرفة النوم حرمتها".
قال بتجهم: "إنها قصة له".
قالت: "آه. لقد حصل ذلك دون جدل. إنه لا يخيفني أكثر منك".
قال: "إن كنت على استعداد لتأخذي تحذيراً، فإني لا أنصحك أن تطلقي العنان لجان بول. لقد سمعت خلال السنين الكثيرة حول طاقته الناشطة جداً. لا ...". رأى أنها على أهبة الاحتجاج، فرفع يده المستبدة ليسكتها وتابع قائلاً: "اسمعيني. هلاّ فعلت؟ جان بول هو الأصغر، هوطفل العائلة، لقد دللته وأحبته كثيراً كل قريباته طوال حياته المذهلة، وليس فقط قريباته. عنده فكرة فيما يتعلق بأي امرأة، إنه يأخذ مايريده".
سألته ببرود: "هل تعني أنه يفكر في الدخول معي بسرعة إلى أقرب فندق في مكان ما ويوسع مضمار العلاقة؟".
"إن أردت أن تظهري الأمور بهذا الأسلوب الغير مهذب".
قالت: "لم لا؟ إنه اقتراح غير مهذب، أليس كذلك؟ لا فائدة من وضعه في كلمات جميلة".
قال باقتضاب وفظاظة: "كنت أنوي فقط أن أخبرك أن ما قد تعتبرنه صداقة طبيعية قد يساء فهمه من شخص من نشأة مختلفة. ما كنت أريد لأحد أن يقف في موقف محرج، هذا كل شيء. وأنت رغم كل شيء...".
أنهت جملته بشيء من الضجر: "مسؤوليتك، أنظر، يا ماركوس لا تعاملني كطفلة في مدرسة حضانة. لا أريد أن يعتني بي أحد، أقلهم أنت. أما فيما يختص بهذا النهار فإني لا أرى حاجة لذلك. إنناسنقوم بمشاهدة بعض الأماكن هذا كل شيء. إني لا أعتقد أن جان بول يفكر أن يشدني من شعري ويسحبني إلى أقرب كهف. كما أن لا أعتقد أنه من النوع الذي قد فرض نفسه على شريكة لا تريد ذلك". قالت جملتها الأخيرة وفي عينيها نظرة تحد تعكس ذكرى واضحة لتصرف ماركوس في الليلة السابقة.
أجابها بسخرية لاذعة: "ماذا عن شريكة قد تبدأ غير راغبة إنا تغير رأيها بسرعة مدهشة؟".
قالت: "أعتقد أن ذلك شأني".
قال: "كالمعتاد عقلك منغلق على أي اقتراح لمصلحتك".
قالت: "لا، أبداً،أنت أكدت على أن تكون علاقتنا جيدة مع مضيفتنا. وأنا قبلت العرض للخروج بنزهة مع شقيق مضيفتنا. كم يسعني أن أكون أكثر لطفاً وطاعة وانفتاحاً، هل لي أن أعرف؟ جان بول ليس سائقاً مجهولاً وهو ليس بغريب التقيته في الريف المهجور. إنه رقيق جذاب جداً ومثير للبهجة. والآن، إن كنت لا تمانع يجب أن أذهب، إنه ينتظرني. لا تقلق أنا متأكدة أننا سنمضي وقتاً رائعاً".
خرج جان بول من غرفة الطعام فيما وصلت هي إلى الردهة. قال مظهراً استحسانه لثوبها: "آه! يا حلوتي! وتنتعلين حذاء مناسباً للسير أيضاً".
سألته أليكي: "هل تعلم كريستين أننا ذاهبان الآن؟".
قال: "نعم، لقدأخبرتها. لقد نلنا موافقة رسمية! إذاً دعنا نذهب ياآنسة".
كان مسلياً،فاتناً وواعياً تاماً حتى منتصف بعد الظهر في رون، عندما أفسح المجال لما أسماه دافعاً لا يقاوم وقبّل أليكس فجأة عندما كانا ينظران إلى نصب جان دارك.
سألت أليكس نفسها، بماذا أشعر؟ وكان الجواب، لا شيء. كانت قبلته كملايين القبل الأخرى، ورغم أن جان بول كان خبيراً دون ريب في فنون الحب، إلا أنه لم يضئ أية شرارة صغيرة من التوهج الخجل الذي فجرته لمسة ماركوس في داخلها الليلة الماضية.
أحس جان بول بموقفهاب سرعة.
فيما كانا عائدين إلى السيارة سألها: "هل أنت غاضبة؟".
أمسكت بيده وضغطت عليها قائلة: "لا. أبداً! كيف يمكنني أن أكون كذلك، فيما أنت تمنحني يوماً ممتعاً!".
قال: "إذاً فأنت لست غاضبة، لكنك لست سعيدة أيضاً. لا تنكر ذلك يا صغيرتي. إنني خبير عندما يتعلق الأمربحرارة القبلة".
ضحكت أليكس ضحكة معترضة قائلة: "ما زال الوقت مبكراً قليلاً للتحدث عن السعادة. لقد التقينا لتونا فقط".
"ليس لذلك علاقة بالأمر إن وجد السحر، فالوقت والظروف لا معنى لهما. لنفترض أن ماركوس الآن..".
قالت بلهجة هازئةتماماً: "ماركوس! إنه لا يتحملني".
نظر إليها بمعرفةوقال: "عندما تعترض سيدة بهذه القوة، يعني ذلك أن هناك شيئاً ما في الجو".
قالت: "لا شيء سوى كراهية مباشرة. إن عائلتينا على عداوة مستمرة منذ ثلاثة أجيال".
"وما دخل العائلات فيما يحدث بن رجل وامرأة؟".
أجابته: "صدقني ياجان بول! إننا نتقاتل طوال الوقت كالهر والكلب".
قال: "ذلك هو!". وكأنها برهنت تلك النقطة يشكل ولا يقبل الجدل. وتابع قائلاً: "الحب والكره مشاعرمتقاربة جداً. الحب واللامبالاة لا يمكن أن يكونا أبعد بكثير. لا تقولي لي إنه لم يقبلك قط. كيف يمكنه مقاومة ذلك؟".
عندما خطر لها ماحدث الليلة الماضية اتقدت أليكس احمراراً.
قال ليثير غضبها: "أرى أنك تعرفين أكثر مما أنت على استعداد للإفصاح عنه. تعالى لنتناول بعض الشاي الذي تحبونه أنتم معشر الإنجليز، وحدثيني عن عائلتكما والخلافات...".
أفسحت أليكس المجال لدافع التحدث إلى شخص ما،وعندما انتهت من إعادة القصة المؤسفة بين ماركوس وايلين تراجع جان بول على كرسيه متجهماً.
قال: "ذلك لا يبدو إطلاقاً ماركوس الذي أعرفه وعرفته لسنوات".
سألته: "إذاً ألا يظهر ذلك كم هو مستاء كلياً ليعرف أنه قدخدع مرة أخرى من قبل فرد من عائلة ليوارد".
نظر إليها بعطف،وقال: "لقد وضعت نفسك في موقف صعب علة ما يبدو، يا حلوتي أليكس".
قالت له بقوة: "لا! ألم أقل لك للتو كم من الصعب أن يكون هناك شيء بيني وبين ماركوس سوى الكره؟".
أمسك يدها وطبع على كفها قبلة. وقال لها: "حسناً جداً، يا صغيرتي. أنت لست مغرمة به إطلاقاً، إن كان هذا يبهجك. لننسى الآن هذا الموضوع ونتمتع بوقتنا ثانية".
كان الوقت متأخراً عندما عادا إلى المنزل بعد ما تناولا العشاء في مطعم على جانب النهر في لي آنديلي، جلسة ساءت عندما جمعت الغيوم في السماء وأثارت تلاطم الأمواج في مياه النهر.
كانت البرتين وحدها في المنزل. لقد غادر ريمي وعائلته إلى منزلهم خلال النهار، أما الآخرون فقد ذهبوا إلى مقهى الصوت والضوء الذي يبعد بضعة أميال.
ذهبت أليكس لتتفحص الجوادين، رغم أن البرتين أصرت أنهما قد أطعما، وأن ميسترال قد أعطيت حقنتها المسائية. وبينما كانت عائدة. فتحت السماء قربها. خالجها شعور بالرضى الخبيث عندما خطر لها أن ماركوس سيتبلل في مكان ما في هذا الليل المظلم. استأذنت وصعدت إلى غرفتها، تاركة جان بول يشاهد فيلم آخر السهرة على التلفاز.
عندما أوت إلى فراشها. استدارت ودفنت وجهها في الوسادة، غارقة في مجموعة من الأفكار القلقة.
استيقظت على صوت رعد عنيف لم تسمع مثله في حياتها قط. لا بد أن العاصفة في ذروتها. جلست في فراشها ورأت وميض البرق من خلال شقوق مصراعي النافذة، توالى قصف الرعد وكان هناك صوت أزيز خافت،قريب ومخيف لسقوط الأسلاك الكهربائية على الأرض.
الجوادان! لا بدأنهما خائفان.
زحفت أليكس من سريرها وركضت نحو الباب. وهي تلبس الثوب الفضفاض الحريري فوق بيجامتها المزخرفة برسم فأرة. كانت أبواب غرف النوم مفتوحة فيما هي تسير مسرعة. لم يكن عندها فكرة كم كانت الساعة أو كم من الوقت مضى على نومها. لكن بقية المجموعة لم تعد بعد. نزلت الدرج مسرعة نحو الإسطبل.
كانا ميسترال ولاسكو، واقفين في زاوية الحظيرة، يصهلان باضطراب، ورأت أليكس عندما لمع البرق من جديد الخوف يظهر في عيونهما.

قالت لهما: "كل شيء على ما يرام، أيها الصغار. أنتما بأمان هنا، سوف تنتهي العاصفة قريباً". أحضرت تفاحتين من الكيس وأطعمتهما للجوادين، ثم وقفت بينهما ويد على كل منهما، وهي تتكلم إليهما برقة وهدوء. شعرت بأنفاسهما المتلاحقة، وخشيت أن يعيد ذلك السعال ميسترال وقررت أن تبقى معهما ريثما تهدأالعاصفة.
بعد قليل، وبعدما خفت قوة الرعد، جلس لاسكو على القش وحذت ميسترال حذوه، لكن بينما كانت الفرس تستلقي بارتياح سعلت سعلة صغيرة جافة. سحبت أليكس ملاءة وجلست إلى جانبها، وقد استمرت بتمتمة كلمات مهدئة وتابعت حركة يدهااللطيفة فوق الوبر الأبيض، وبدأ البرق خف تدريجياً. كان الطقس دافئاً ومظلما في الإسطبل. أحنت أليكس رأسها وألقته على خاصرة ميسترال. سوف تنتظر لفترة بعد، حتى تتأكد أن ميسترال لن تسعل ثانية... كان الجلوس هكذا مرحاً بالفعل، ورأسها يعلو وينخفض برقة بينما أخذ تنفس ميسترال يهدأ. كانت العاصفة قد هدأت، وغمر الإسطبل هدوء مثير على النعاس.
تحركت أليكس على صوت ينادي باسمها، ثم عادت إلى النوم ثانية. وبدأت تستيقظ فعلاً على لمسة شفاه رقيقة على جبهتها. تمتمت قائلة: "جان بول! أنت عنيد!".
سمعت صوتاً هو بالتأكيد ليس صوت جان بول، يقول بفظاظة: "استيقظي وانهضي!".
فتحت أليكس عينيهاورأت ماركوس قف فوق رأسها وفي يده مصباح. كان شعره يلمع رطباً، وكان وجهه يحمل تعبير الامتعاض الشديد المألوف.
قالت: "أنت!". وشعرت بصدمة شديدة عندما أدركت أنها لمست وجهه لتوها الآن، وأضافت محاولة أن تخفي ارتباكها وهي تقفز على قدميها قائلة: "إنك مبتل تماماًً".
قال بسخرية: "وبالتأكيد لست الولد المحب".
اتقدت أليكس احمراراً لإشارته إلى طريقة إيقاظها، وقالت: "اعتقد...". بدأت، ثم توقفت فجأة مترددة.
قال بجفاف: "اعتقدت ماذا؟".
أجابته: "لا شيء. كنت أحلم".
قال: "سرت في نومك إلى هنا، أليس كذلك؟".
قالت أليكس وقد بدأت تستعيد وعيها: "بالطبع لم أفعل، أيقظتني العاصفة واعتقدت أن الجوادين قد يكونا خائفين، كانا مضطربين جداً. فوقفت وتحدثت إليهما قليلاً، لا بد أن النوم غلبني. هل الوقت متأخرجداً؟".
قال: "لا. إنها الساعة الثانية". نظر حوله بارتياب وأضاف: "افترض أنك بمفردك؟".
صرخت قائلة: "آوه لا تكن سخيفاً جداً! وبالحديث عن السخافة، لماذا بقيت تحت المطر كل هذا الوقت؟".
قال: "لقد توقف مطعم الصوت والضوء عندما ازدادت كثيراً تأثيرات الأصوات الخارجية، لكن مضيفينا المجانين أصروا على الذهاب إلى مطعم فيتنامي بعد ذلك حيث خرجنا نتصبب عرقاً. على الأرجح أنناسنصاب جميعاً بذات الرئة".
قالت ببراءة: "عدناأنا وجان بول إلى هنا عند الساعة العاشرة والنصف. هل رأيته؟ كان شاهد فيلماً يستمرعرضه حتى الساعات الأولى".
قال ماركوس: "نعم،رأيته، لسوء الحظ".
سألته: "ماذا تعني بسوءالحظ؟".
نظر إليها شزراً وقال: "أعتقد أن الأحمق سيكون متشوقاً ليخبرك بما حدث إن لم أفعل أنا، عندما صعدت إلى الطابق العلوي كان باب غرفتك مفتوحاً على مصراعيه وأنت لست موجودة في أي مكان. كانت غرف الحمامات فارغة، وعرفت أنك لست في الطابق السفلي، لذا سارعت إلى استنتاج النتيجة الظاهرة".
"الظاهر فقط لإنسان له مثل تفكيرك. وماذا فعلت؟".
أجابها: "فعلت ما كان ليفعله أي رجل مسئول، اتجهت إلى غرفة جان بول وأنا مستعد لصرعه...".
"يا له من أمر مروع سخيف لتقوم به".
قال: "كان ذلك نوعاً ما رأي جان بول، ألا أنه لم يعبر عنه بنفس القوة".
قالت: "إنك محظوظ لأنه لم يضربك".
صرخ قائلاً: "لا. إنه لا يجرؤ. معاملة النساء بخشونة عمل قديقوم به".
قالت: "لقد تصرف، على الأقل، اليوم بتهذيب".
أجابها: "ليس عند دليل سوى كلمتك هذه". وأخذا يحدقان ببعضهما البعض
قالت وهي تبتعد: "سأعود الآن. لا طائل من هذه المحادثة، لاأعرف لماذا جئت إلى هنا".
لحق بها إلى الباب وقال: "أنظري خارجاً، وستعرفين في الحال". فتح الباب على مصراعيه، ورأت أليكس أنه حيث كان يوجد من قبل خندق مائي وطريق واسع يطل الإسطبل عليها، قد أصبح الآن مجردخندق مائي محفوف بالمخاطر
شهقت دون وعي منها وسألته: "ماذا حدث؟".
قال: "فكرة تيم الرائعة في حفر قناة لتمر بها المياه إلى الخندق المائي أدت إلى نتيجة عكسية. لم يستطع المجرور تصريف المياه بذات السرعة التي تتدفق بها". نظر إلى قدمها التي كانت تنتعل بهما خفين رقيقين وأضاف قائلاً: "تنتعلين حذاءاً مناسباً، أليس كذلك؟".
اتجه نحوها مما جعل أليكس تصرخ بغضب: "لا تلمسني!".
نظر إليها شزراً وقال: "بماذا تعتقدين بأنني أفكر؟ قبل أن تطلقي العنان لمخيلتك، دعيني أقل لك ماأنويه فقط هو حملك إلى المنزل. لقد انقطعت الكهرباء أيضاً. وقد تسقطين في هذا الخندق المائي في هذه الظلمة".
قالت أليكس بسرعة: "أستطيع أن أخلع هذه وأجذف".
قال: "لا تكوني سخيفة". وقبل أن تتمكن من الاعتراض أكثر حملها بن ذراعيه. ثم سألها بلهجة أرق قليلاً: "من أين جئت بهذا الثوب الحريري؟".
أجابته: "لقدأعارتني إياه كريستين".
قال: "إنه أفضل بكثير من بيجامتك تلك التي تزينها رسمة الفأرة والتي يبدو أنك فخورة بها جداً". رفعها وقال بانفعال: "حاولي ألا تكون ككيس بطاطا. ضع ذراعيك حول عنقي وتمسكي جيداً. هل يمكنك ذلك؟".
فعلت ما طلبه منها. وحاولت أن تبقي رأسها بعيداً عنه."أعطني فرصة لأرى أين أضع قدمي، هل تستطيعين ذلك؟".
لم ينبس أي منهما ببنت شفة حتى أنزلها إلى الأرض على أعلى الدرج المؤدي إلى داخل المنزل.
دخلا الردهة حيث ترك أحد ما نور المصباح الصغير مضاء بشكل خافت، وكان إلى جانبه شمعتان مضاءتان.
سألها ماركوس: "هل أنت في حاجة لشراب كي يدفئك؟".
قالت وهي تتحاشى النظر في عينيه: "لا شكراً. سأصعد إلى فوق مباشرة".
قال: "خذي إحدى الشموع معك. سوف تمنحك النور الكافي لتتلمسي طريقك إلى الطابق العلوي".
قال: "نعم، شكراً، عمت مساءاً".
" عمت مساءاً ". لكن بعد نحو دقيقتين ناداها بقوة قائلاً: "لقد أعطى وقتاً جميلاً للذكرى، أليس كذلك؟".
توقفت ونظرت إليه،وشعرت بالدموع تترقرق في عينيها، وانتابها دافع قوي لتصرخ قائلة إن ما من شيءيستطيع جان بول القيام به ليؤثر بها بقدر هذه اللحظات الغالية القليلة، فيما هو يحملها من الإسطبل إلى المنزل، وقد شعرت بخشونة ذقنه وتنبهت لضربات قلبه القوية ورائحة الصنوبر المنعشة للصابون الذي استعمله. كيف سيتصرف إن أجابته إجابة صادقةكهذه؟ أبعدت نظرها عنه وقالت: "كان مجرد قضاء يوم في الخارج...". ثم هرعت ترتقي الدرج المظلم.
كان مهتماً بشأن النور. كان هناك ما يكفي من النور لترى إلى أين تتجه في هذا المنزل. إنما المستقبل، فهو أمر مختلف. بداالمستقبل فجأة أكثر ظلمة وتعقيداً وضبابية من أي وقت مضى.
لا فائدة من خداع نفسها أكثر. فإنها إما تتجه نحو الجنون أو أنها وقعت في حب الرجل الذي يفترض أن يكون موضع كرهها. ربما هي تشعر بالاثنين. لماذا هو؟ دوى السؤال في رأسها المعذب. إنها تحب شقيقتها ووالدها. أليس كذلك؟ وهي تكره ما فعله ماركوس ويكفورد بهما. جلست على سريرها تحت ضوء القمر يخالجها شعور بالخوف أكثر من أي وقت في حياتها.


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 06:52 PM   #9

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع



حاولت اليكس معظم الليل مواجهة قلبها وعقلها , معترفة ان هناك شيئا ما في ماركوس فاق ذلك الشعور القوي بينهما , وخلّف تفاعلا في نفسها يخيفها ولا ترغب به . أطل الصباح ليجدها مازالت مستيقظة ويائسة , وأظهرت مرأتها شحوب وجهها القلق , وظلالا سوداء تحت عينيها .
لم تكن ترغب يمواجهة أحد من الآخرين على مائدة الفطور. فذهبت مباشرة إلى الاسطبل لتجد أن ماركوس لحق بها .
غار قلبها كالعادة عند رؤيته لكنها استطاعت أن تتجاهل ذلك وتتظاهر أنها لم تشعر بوجوده هناك واقفا عند مدخل الباب ينظر إليها .
سألها : لماذا لم تتناولي طعام الفطور ؟".
أجابته :" لم أشعر برغبة في ذلك ".
أنزل السروج ومرر إليها سرج ميسترال قائلا :" لا بأس بذلك , إذا يمكننا الذهاب إلى الطبيب البيطري مباشرة ".
وأضاف بجفاف :" إلا إذا كنتِ لا ترغبين بالركوب أيضا ".
قالت له بهدوء :" لا خيار في ذلك , إنه عملي . لكني سعيدة لأنك تعتبر أنه أصبح ممكنا امتطاء ميسترال ثانية ".
أكد لهما الطبيب البيطري بعد نحو ساعة أن الجواد الصغير قد تحسن كثيرا , وهو متاكد أنهما لن يواجها متاعب في المرفأ إن قررا أن يكملا رحلتهما في الصباح .
قال ماركوس بارتياح ظاهر :" هذا أمر جيد ".
ونظر إلى اليكس قائلا :" أعرف أنكِ ستكونين مسرورة لتتابعي طريقكِ من جديد".
" مسرورة جدا " وقد تقاذفها شعور بالارتياح لفكرة نهاية الإتفاق وشعور مزعج من الألم لفكرة الفراق الذي لا مفر منه عن الرجل الذي كان له تأثير عميق على مشاعرها .
ستحاول أن تتحاشاه طوال النهار , ومع قليل من الحظ ستتمكن من ذلك . وفي الغد سيعبران القنال حيث يتبقى بضعة أميال عليهما عبورها على الأراضي الإنجليزية .
صُعقت عندما قال لها ماركوس فجأة وهما في طريق العودة :" حالما نتصل بالمنزل لنعلمهم بموعد وصولنا . سنخرج لتمضية بقية النهار ".
سألته اليكس :" لماذا ؟".
نظر إليها نظرة حزينة وقال :"لسببٍ مهمٍ جدا . إنني أدير قوة عاملة تفوق المائة عامل في أماكن عدة . لا أعلم عدد الزبائن وعدد المرات التي أتعامل فيها معهم . كل شيء يسير متيسرا وبسلاسلاة وفعالية . سأنفجر إن وصلت إلى المنزل وأنا أشعر أن فتاة صغيرة لا تفشل أبدا في إثارة غضبي . سنمضي معا ساعات مهذبة, و إني أقترح تمضية نهار في الخارج . وليس في غرفة التعذيب ! ".
بدأت اليكس قائلة :" ولكن ....".
قاطعها قائلا :" لكن لاشيء سنرى إن كان في إمكاننا أن نكون مهذبين تجاه بعضنا البعض لساعة أو اثنتين . لذا لطفا لا تقولي شيئا وحاولي تحمل ذلك ".
قالت بجفاف :" ليست هذهِ بداية واعدة جدا ".
نظر إليها ودفع لاسكو ليجري خببا وقد حذت ميسترال حذوه أيضا , وتساءلت اليكس يائسة , كيف ستتمكن من تخطي هذهِ المحنة الأخيرة ؟ .
لم يكن هناك تأجيل لذلك الإقتراح بعدما عادا إلى المنزل حيث أرشدهما تيم إلى مطعم صغير في القرية المجاورة , و أخبرهما عن طريق جميلة للسير على الأقدام حيث يستطيعان القيام بذلك بعد تناول طعام الغداء إن شعرا برغبة في ذلك .
ووعدتهما كريستين , حالما عرفت أنها قد تكون ليلتهما الأخيرة في ضيافتها , بإقامة حفلة لهما . صعدت اليكس أخيرا الرينج روفر إلى جانب ماركوس وقد غمرها الخوف كل من الحفلة والنزهة فير المرغوب بهما .
كان للبهجة التي أضفتها أجواؤ المطعم الصغير تأثيرها . وكان الطعام ممتازا جدا كما وصفه تيم . لكن الجو بينهما لم يرق إلى مستوى الطعام . استمر ماركوس في محادثتها بطريقة مهذبة وكأنه يجري مقابلة مع ضيف عمل , لكن كل ما كانت اليكس قادرة على التفكير فيه , كان يأس شخصين متباعدين مثلهما يحاولان التواصل إلى أي شيء كإحداث جو مألوف بينهما .
تمنت وتضرعت أن يقرر عكس مااقترحه تيم بشأن النزهة سيرا على الأقدام . لكن من الواضح أن ذلك كان تحديا آخر عليها مواجهته .
تقدم ماركوس في الطريق الريفي , رغم أنه بدا منشغل البال إلا أنه مازال مصمما على ذلك . وقد بدا الجو نظيفا والهواء منعشا بعد عاصفة الليلة الماضية . لقد جففت أشعة شمس الصباح الساخنة المطر و كأنه لم يكن قط .
قادهما الممر إلى فوق هضبة تكسوها الأشجار حيث كان خلفها بقعة صخرية عالية , حيث يمكن عندها رؤية البقاع الخضراء في جميع الاتجاهات .
كانت هناك بقعة خضراء على بعد بضعة أقدام إلى أسفل الجهة المقابلة من المنحدر , إتجها إليها وجلسا ينظران وقد لفهما الصمت . فكرت اليكس شاكرة أن مهزلة هذا اليوم ستنتهي قريبا .
تكلم ماركوس أخيرا قائلا :" طالما أننا سنتابع طريقنا غدا وستلتقين بيكي اخيرا في نهاية المطاف , هناك شيء يجب أن أخبركِ به ".
نظرت إليه اليكس وقالت متسائلة :" نعم ؟"؟.
قال :" ليس بهذه الكلمات , لكن بوجه شفاف كوجهكِ , لست في حاجة الآن لأن تقولي ما تشعرين به ".
قالت :" إذا أتمنى ألا تفعل بي ذلك , فالمشاعر غير المعلن عنها هي مشاعر خاصة ".
إلا أنها شعرت بارتياح عندما قال :" إن مشاعر بيكي هي التي تهمني الآن , مع فكرة أنكِ ستلتقين بها فعلا في الغد . في ليلتنا الآولى في المنزل هنا تظاهرتِ أنكِ في حاجة لتأكيد عن وجود الفتاة . ولو أني لا أدرك كيف ذلك , مع أنكِ تحدثتِ عني إلى حد معين مع شقيقتكِ الغالية ".
قالت اليكس بدفاع حاد :" ايلين هي شقيقتي الغالية ! تماما كما هي بيكي الغالية بالنسبة إليك ".
نظر إليها متأملا وقال :" لكن السؤال الذي أطرحه على نفسي هو , هل أنتِ من طينة أختكِ ؟".
قالت له :" كيف لا أكون كذلك ؟ فنحن شقيقتان من نفس الأب والأم , العائلة والنشأة ذاتها ".
سألها :" والمشاعر ؟ هل تشاركين أختكِ مشاعرها ؟".
آوه . نعم , فكرت اليكس بمرارة . إني أشاركها مشاعرها من كل ناحية , حتى إلى درجة أني بدأت أحب الرجل ذاته ,لكني أكثر حماقة منها . لأني عرفت منها أن لا وجود لمستقبل بين امرأة من آل ليوارد ورجل من آل ويكفورد .
أجابته :" حتما , في بعض المواضيع , لكن ليس كلها ".
قال :" حسنا . دعينا ندرس الموضوع من ناحية الإعاقة الجسدية . بيكي هي معاقة بشكل خطير جدا . هل تفضلين عدم مواجهتكِ بذلك ؟".
صدمها السؤال لكونه لا يحتمل ابدا فأجابت عليه بسخط :" كيف استطعت أن تسألني عن أمر كهذا ؟ لقد أمضيت معظم حياتي مع أناس يعانون من عاهة أو أخرى . هل كنت لأختار أن أواصل ذلك العمل لو أني لا أستطيع التعامل معه ؟".
قال دون أي شعور بالندم :" كان علي أن أسأل .عندما تحدثنا عن موضوع بيكي لأول مرة , لم نصل إلى هذه المسألة الخاصة , لقد .. انجرفنا عنه , إن كنتِ تذكرين , لقد ولدت بيكي معاقة وحاليا لايمكنها السير دون القضبان الحديدية التي تضعهما على ساقيها . الإعاقة هي جسدية تماما , إنها لا تؤثر على نفسيتها إطلاقا . عندما يصل الأمر إلى الشجاعة الكلية , إنها أكبر و أكثر ضجة من الحياة نفسها . أتصور أن ذلك قد يغير قليلا الصورة التي رسمتها لها في مخيلتكِ ".
" أعتقد أنك تستمد سرورا حقيقيا من اهانتي ؟".
أجابها :" إني لا أفكر في إهانة أحد . لكني أقوم بأي شيء لأدافع عن بيكي و أحميها من المزيد من الأذى . لقد قست عليها الحياة كفاية . لا تحب أن تسمعني أقول ذلك , والحقيقة المجردة أني بصدقٍ تام , لا أفكر بها معظم الوقت كطفلة معاقة . عندما تلتقينها ستعرفين لماذا . إنها ليست موضع شفقة . إنها فتاة جريئة صغيرة . مقاتلة منذ ولادتها . تلك هي الصورة التي ترتسم عنها في الذهن , وليس ماعليها أن تحارب ضده ".
سألته :" ماذا حدث لوالديها ؟".
قال :" لقد وقعا في إحدى تجمعات لبضباب . تلك التي لا يمكن تفسيرها على الطريق العام فقتلا على الفور ".
ابتلعت اليكس ريقها بصعوبة وقالت :" ونجت بيكي ؟".
أجابها :" لم تكن معهما . كانت في ذلك الوقت في المستشفى تستعيد صحتها من إحدى العمليات العديدة التي خضعت لها . كان جاك وتريسيا هناك , بالطبع . لكن احتاجا إلى بعض الأشياء من المنزل , وحالما تعدت حالة الخطر عادا إلى ساسكس ليأتيا بها . كانا في طريق عودتهما إلى لندن عندما حصل لهما ما حصل . لقداعتادت بيكي على المستشفيات , إنما كما يمكنكِ أن تتخيلي أن هذه العملية قد خلفت آثارا مختلفة في نفسها عن غيرها . وستعاود الدخول إلى المستشفى ثانية في غضون ستة أشهر . تستطيعين تصور الخطر هذهِ المرة . ستتذكر أن المستشفى مرتبط بفقدانها أناسا أحبتهم . لذلك , عندما أظهرت هذا الحب لجواد الكارماغ , قررت أنها يجب أن تحصل على واحد , ربما إن استطاعت أن تحد تفكيرها في العودة إلى جوادها المحبوب , لن تنجرّ بذلك إلى التفكير في أمور أخرى ".
عندما لم تجب اليكس استدار لينظر إليها ورأى الدموع تنهمر من عينيها . قال برقة :
" لا تبكي . إن بيكي لا تبكي على نفسها , إنها تكره أن يبكي لأجلها أي شخص آخر ".
تنهدت وقالت بصوت مخنوق :" لا تكن لطيفا معي ". وبدا بكاؤها جديا .
" أليكس !". بدا ناسيا من تكون للحظة , وضع ذراعه حولها و أمال برأسها على قميصه القطني و أخذ يداعب شعرها ليتركها تبكي وتبكي . شعرت أنها اكثر ارتباكا كما لم تكن مرة في حياتها . لماذا كانت تبكي ؟ جزئيا من أجل بيكي , ولكن أيضا على الورطة التي وجدت نفسها فيها .
استدارت يائسة وتعلقت به كطفلة مذعورة , ودفنت رأسها بقوة عند عنقه . ظنت في البداية أن ذراعيه قد أحكما الطوق حولها , لكنها تيقنت لاحقا أنه كان يبعدها بلطف وثبات بعيدا عنه .
قال لها ضاحكا :" دعينا لا نتخطى القمة ".
تحولت مشاعر اليكس المرتبكة ثانية وانفجرت غضبا .
قالت ماجال في خاطرها عن كل شيء بتناقض يفتقر غلى العقلانية :
" بالطبع , كان علي أن أتذكر بأن آل ويكفورد ليس لديهم شعور بل سعة دم بارد فقط لاتخاذ القرارت ".
تغيرت ملامحه وسألها بخبث :" هل هذا هو رأيكِ السديد أو أنه واحد من أخطائكِ الفاضحة ؟ لنرى إن كنت أستطيع إقناعكِ بطريقة أخرى ".
كان هناك وقت مختصر لنظرة خائفة من عيون متأججة . دُفعت اليكس إلى الوراء على العشب فيما كان يضغط عليها بثقله , وقد هوى عليها بقبلة و كأنه يعافبها بقساوة لم تستطع معها أن تطلق صرخة حذر . وتنفست أخيرا بعياء . فقد أفلتها وجلس ينظر إليها باحتقار .
سألها بقساوة :" هل اكتفيتِ بهذا ؟".
ردت عليه فيما كانت تلملم نفسها المهانة بسرعة :" لم يكن ذلك شعورا ! بل كان قوة وحشية . وأعني وحشية ".
نهض واقفا وقال :" اعطيتكِ ما تطلبينه , والآن لا تريدين ذلك . أنتِ متقلبة ولا يوقف لكِ على حال مثل أختكِ , لكت على الأقل يبدو أننا وضعنا حدا للأعاب البيانية . لذا ربما يمكننا أن نقوم بشيء مفيد وننهي هذهِ النزهة اللعينة ".
انتظر حتى تمكنت من الوقوف على قدميها , ثم سار أمامها عن الهضبة . تبعته اليكس وهي تناديه بصوت يملؤه الغضب قائلة :
" أرجوك , أريد العودة إلى المنزل ".
صح غاضبا :" لا تقلقي ! لقد نلت الكفاية أنا أيضا ".
فكرت اليكس وهي تحزم أمتعتها في غرفتها في القصر أن ما آلمها أكثر من الشفاه المجروحة والكبرياء المهان , معرفتها بأن حتى تلك الذكرى المهينة كانت أمرا واضحا أرادت التعلق به .
لقد ضبطت نفسها متلبسة وهي تمسك علبة الثقاب التي رمتها داخل حقيبتها في المطعم حيث تناولا الطعام . كانت دعاية للمطعم وقد رسمت عليها صورة للمبنى الحجري للمطعم ؟
وضعتها جانبا مع شريط القبعة الأحمر الذي يربط قرني الثور , مزدرية نفسها " مفسدات المرأة " كلاهما تذكاران ليس فقط عن الرأس ذي الشعر اللامع والعينين الرماديتين اللتين تنتقلان بين حرارة الفضة وبرودة حجر الصوان , بل عن ضعف ولائها وخيانتها الأولية , ربما يستحقان الاحتفاظ بهما كتذكار وخاصة تلك الاخيرة.
تنهدت بصعوبة وغطت التذكارين الصغيرين مع الكثير من القطع العاديه , لو أنها لم تقابل ليز قط مهما كانت الصعوبة في العودة إلى الديار كانت أفضل لديها من أن تجد نفسها في نفس الوضع الذي كانت فيه أختها . وقد سحرها الرجل المستحيل بسهولة , كم هي حمقاء . لقد عرفت من تجربة ايلين الحزينة , أن لا خير بأي نوع من الترابط بين عائلتي ليوارد وويكفورد . مع ذلك فقد سمحت لنفسها أن تحترق بالنار التي لم يكن عليها قط اللعب بها .
تنهدت ثانية . مهما يكن , فقد انتهى الأمر . غدا العودة إلى انجلترا , حيث البيت والأمان وفرصة اكتشاف حقيقة المثل القديم القائل :" بعيد عن العين , بعيد عن القلب ".
رفضت كريستين كل عروض المساعدة بتحضير طعام الحفلة , قائلة بما أن اليكس هي واحدة من ضيوف الشرف لذا عليها الحضور فقط لتجد كل شيء كمفاجأة ضخمة.
أخبرت أن غرفتي الطعام والجلوس قد فتحتا على بعضها البعض وخيارها الوحيد السماح لها برؤية واطعام الجوادين وتأمين الراحة لهما وأن تأخذ قدر ماتشاء من الوقت استعدادا للحفلة .
لذلك كانت اليكس المهندمة والأنيقة التي غادرت غرفتها عند السابعة والنصف عازمة على إخفاء ملامح روحها المبعثرة وراء طلتها المحببة . كانت ترتدي ثوبا رائعا أسود اللون عاري الكتفين , وقد لف جسدها النحيف . ياقته المربعة تدلت منها شرائط تقاطعت فوق بشرة ظهرها التي لوحتها أشعة الشمس لتثبت مع الزرين الذهبيين المرصعين , الزينة الوحيدة للثوب الأسود .
بدا شعرها النحاسي اللون بلمعانه مقابل بساطة الثوب الأسود . بمنأى عن الرباط الذهبي اقتصرت حليها على قرطين لهما شكل الحبيبات من الأجراس الذهبية الصغيرة والصوت الناعم الذي تحدثه , جعلها تبدو وكأنها قادمة من عالم آخر .
شق تيم طريقه وسط الضيوف المجتمعين حالما دخلت غرفة الجلوس وجال معها معرفا عن كل شخص بمفرده .
سأل ممازحا آخر شخصين عرفهما بها :" هل تعتقدان وأنتما تنظران إلى هذهِ الآية من الجمال بأنها قادرة على العمل الشاق في الاسطبل كأي رجل عادي ؟".
تناهى ذلك إلى مسمع جان بول والذي همس قائلا بنعومة في أذنها بعدما انتحى بها جانبا :" تبدين جميلة الليلة , أيتها الأميرة ".
قال ماركوس وقد انضم إليهما :" هل تضع عليك سحر فرنسا القديمة يا جان بول ؟".
واستدار نحو اليكس قائلا :" عمتِ مساءا يا اليكس , أرى التكلف بادٍ عليكِ".
قال جان بول :" هل هذهِ هي فكرة الرجل الإنجليزي نحو ملاحظة الاطراء ". فيما التفت يده حول ذراع اليكس بطريقة استملاكية , أضاف :
" لا عجب إن وفدت الفتيات الانجليزيات إلى هذه البلاد وهن في أمس الحاجة إلى ذلك".
قال ماركوس ببرود :" حاجة ماسة ؟ اعتقدت أنها نظرة النفور نحو كل أمر تافه يسمعونه . تذكر أنهن لم يتبعن حمية تجاه ذلك من المهد ".
ضحك جان بول بسخرية طويلا , لكن جوابه يشوبه مسحة من الخبث حيث قال :" طالما أن هناك تفاهما بينكما معشر الانجليز , سأجرب بعضا من كلماتي الجميلة على اليكس خلال العشاء وأرى ماذا ستفعل بها , آوه , هل أرى شقيقتي تحاول أن تسترعي انتباهك يا ماركوس ؟".
فيما استدار ماركوس لينظر إلة الناحية التي كان جان بول يشير إليها . قام الرجل الفرنسي وقد وضع اصبعه على شفتيه , ودفع اليكس عبر الباب نحو غرفة الطعام.
شعرت اليكس أنها أسيرة معركة حامية الوطيس على وشك الاندلاع . كانت تشعر أن ماركوس على أهبة الاستعداد للمقاتلة مع أي كان , وسرت أن تكون بعيدة عنه , لكنها كانت قليلة الصبر تجاه مزاح جان بول .
أخبرته قائلة :" لا أتذكر أني وعدتك أن أكون رفيقتك على طاولة العشاء ".
" ليست طولة , إنما عشاء مفتوح . لكنكِ وافقتِ أن تشاركي إن سألتكِ , أليس كذلك ؟ كيف يمكنكِ مقاومتي ؟".
قالت:" بسهولة . لكن لا أستطيع مقاومة طعام آلبرتين اللذيذ , لذا سأوافق على أن تكون رفيقي الطارئ ".
قال لها :" جميلة وقاسية ! تآلف آسر وحالة دراستها أمر ممتع . لكن دعينا نأكل أولا . بالمناسبة لا تنظري تجاه ماركوس وأنتِ تأكلين فقد تسبب لكِ ملامحه عسرا في الهضم ".
ضبطت اليكس ماركوس عدة مرات خلال السهرة وهو يحدق بها بنظرته الخطيرة لكنه لم يلقِ نظره مرة أخرى على جان بول , كما أنه مر وقت طويل دون أن يقوم بأي محاولة ليصبح قريبا منها , أخبرت نفسها أنها مسرورة لذلك , لكنها كانت تعرف موقعه بالضبط في الغرفة , وبماذا يفكر من دون أدنى تساؤل يساورها .
كان تيم قد أوصل الأنوار بين الأشجار في الجهة الغربية . وقد مد خطا فوق الخندق المائي حيث يمكن عزف الموسيقى للرقص كانت اليكس تشعر برغبة ملحة لذلك وعمل جان بول على أن يبقيها تراقصه ملتصقة به طوال الوقت .
سألته اليكس عندما أفرط في إضفاء سحره الفرنسي عليها عندما رقصا قريبين جدا من ماركوس ورفيقته :" هل أنت مضطر لتفعل ذلك ؟" .
قال :" لمَ لا ؟ قد أكون خاسرا معكِ , يا حلوتي , ولكني أنظر إلى مهمتي في الحياة وهي تحريك مشاعر أكبر عدد ممكن من الرجال الانجليز . إلا إذا كنت مخطئا , فإن صديقنا العزيز ماركوس قد نال كفايته من تحريك المشاعر لهذه الليلة بحيث أنه متوجه نحونا الآن يحدوه العزم الكبير . استعدي للمواجهة ياعزيزتي اليكس ".
ربت ماركوس على كتف جان بول قائلا :" امضي في طريقك , هذه الرقصة لي ".
تابع جان بول رقصته وقال :" ماذا يحدث إن لم أوافق ؟".
قال ماركوس بصوت حاد وابتسامة مصطنعة :" سأرميك في الخندق المائي . لا تشك في ذلك ولو ثانية واحدة ".
تنخى جان بول جانبا وقال :" انني لا أرغب أن نبدو كلانا سخيفين , طالما أنك وضعت بهذا الاطار الجميل يا ماركوس ..". نظر بتمعن نحو اليكس وانحنى ساخرا تجاه ماركوس .
قالت اليكس بشدة فيما دفعها بقسوة بين ذراعيه :" ها أنت ترمي بثقلك يا ماركوس ".
قال بخبث :" ليس بأكثر مما يستحق ذلك المزاجي الساخر والمغرور ! ".
فيما يده على ظهرها تدفعها نحوه بقوة أكثر وقد خشن صوته بالفرنسي المفضل لديكِ وكأنكِ شريط لاصق خلال الرقصتين السابقتين . ربما يمكنكِ ايقاف أبحاثكِ بأننا قطبا المغناطيس المتنافران ".
قالت اليكس :" أعتقد أن ذلك هو ما نحن عليه "ز لكن جسمها رفض الانصياع لأوامر عقلها وسمحت لنفسها أن تذزب بين يديه .
لِمَ الحال هكذا ؟ سألت نفسها يائسة فيما تحرك ببطء على أنغام الموسيقى . هل هو الانجذاب نحو الممنوع . هل كان المستحيل أكثر فتنة من الحاضر المتوفر ؟".
فليس ولائها لشقيقتها ووالدها ولا اهتمامها المعقول بمصلحتها الشخصية بدا عاملا ضد الاعتداء المحير على حواسها عندما لمسها . وشعرت أنه كلما أسرعا في العودة كان ذلك أفضل . والمحير في الأمر بالرغم من تركيزها على هذه الفكرة , إن جسمها كان متيقظا بكل حواسه ويتمنى ألا تنتهي هذه الرقصة أبدا ليبقى ملاصقا لجسمه .
انتهت الاغنية وتبعتها أخرى . قامت اليكس بمحاولة فاشلة لتحرر نفسها من الذراعين اللتين أمسكتاها بقوة .
قالت عاجزة :" لقد نلت مرادك ضد جان بول , فلماذا الإصرار على مواصلة الرقص معي ؟".
قال بصوت ساخر :" لأقنع كل واحد أن الأمور على مايرام . إنها حفلة كبيرة ونحن نمضي وقتا رائعا ".
وضغط عليها لتلتصق به أكثر , وتوالت الموسيقى وبقيا يرقصان دون كلام . وعندما شارفت الاسطوانة على الانتهاء أحست اليكس بإطلاق سراحها ونظرت إليه وهي منذهلة .
قال وهو ينظر إليها برقة :" أعتقد أن ذلك قد أوفى بالغرض . شكرا لكِ يا آنسة ليوارد على هذه الرقصة الممتعة . يمكننا الالتحاق بما تبقى من الحفلة الآن ".
لم يقترب منها ثانية حتى غادر الضيوف , فيما وقفا هما وجان بول , تيم وكريستين يلوحون بأيديهم للضيوف المغادرين وهم يراقبون أنوار السيارات تنير السيارات تنير الأشجار وهي تشق طريقها في الظلام الواحدة تلو الأخرى .
عادوا إلى الداخل ليرتبوا الأشياء دون اهتمام ويأووا إلى الفراش تاركين التنظيفات الجدية إلى الصباح .
قالت كريستين :" كم يكون جميلا أن تكوني بيننا ثانية . هذا ما آمله , أنا متأكدة أن ماركوس سيصحبكِ ثانية لرؤيتنا ".
قالت اليكس بخيبة أمل :" لا , لن يقوم بذلك فعلا . الحقيقة أن علاقتنا علاقة عمل فقط . أما كأفراد مستقلين فنحن قطبان متباعدان ".
أمالت كريستين برأسها وهي تتأمل اليكس وقالت :" رأيتكما ترقصان سوية . فلغة الجسدتعبر أكثر من الكلمات ".
توردت اليكس وقالت :" لكن قد تكون كاذبة . كنت نصف نائمة , هذا كل ما في الأمر ".
قالت كريستين بمرح وتسامح :" يا حبيبتي اليكس , أعرف مثلاً انجليزياً يقول :" قص ذلك على البحارة " وهذا جواب مناسب تماما لعذركِ ! على أية حال سوف نرى ".
وقف كل من ماركوس واليكس جنبا إلى جنب متكئين على حافة المركب دون أن يتكلما وكل منهما غارق في تفكيره . كانا يراقبان المرفأ الفرنسي وهو يختفي تدريجيا عن أنظارهما كلما ازداد المركب ابحارا في اليم .
سألها ماركوس فجأة :" هل قررتِ ماذا ستفعلين . أعني فيما يتعلق بالعمل ".
" تقريبا , أود الاستمرار في العمل الطبي , وسأحاول أن أحصل على وظيفة أخرى في مركز الصحة الوطني ".
قال :" لقد فاجأتني ".
أجابت :" لماذا ؟ لقد تدربت في مركز الصحة الوطني ".
نظر إليها وقال :" اعتقدت أنكِ قد تهتمين بمصلحتكِ الشخصية لجني المال من خلال خدمات طبية خاصة ".
أجابته بسأم :" حسنا, لقد كنت مخطئا ". دون أن تهتم للمعنى الضمني الجارح الذي تضمنته كلماته .
أخذا ينظران بصمت إلى طيور النورس فوق مجرة المركب . وقد بدأت تشعر بثقل الصمت الذي يسود بينهما .
قالت اليكس أخيرا :" لابد أن بيكي قلقة الآن ".
قال :" لقد جعلتني أحسب بالضبط كم تستغرق رحلتنا من نيو هافن إلى المنزل , كما أنها أوضحت لي أنها تتوقع وصولنا على صهوة الجوادين . هل لي أن أطلب منكِ أن تقومي بذلك ؟".
نظرت إليه اليكس وقالت :" أنت الرئيس ".
قال لها بقسوة :" لقد كنتِ متعاونة جداً , إني آسف لأن رحلة العودة قد طالت مدتها ".
هزت كتفيها وقالت :" لم يكن ذلك غلطة أحد منا ".
انتصب في وقفته وقال :" أوشكت رحلتنا على النهاية الآن . على أية حال , بعد ثلاث ساعات ونصف نصل إلى المرفأ . ثم نقطع مسافة هي قصيرة جدا إذا ما قورنت بالمسافة التي قطعناها , سأذهب لتناول القهوة , هل تأتين ؟".
كانت عينا مازالتا تنظران نحو الشاطئ الفرنسي الذي كان يختفي تدريجيا وقالت :" ليس الآن , سأنزل بعد برهة ".
فارقها دون أن يحاول اقناعها بمرافقته , لقد شعر على الأرجح بالارتياح لتركها كما كان شعورها لمغادرته .
حالما يصلان إلى ساسكس حيث جذور النزاع بين عائلتي ويكفورد وليوارد , حينها ستكتشف سبب اضطراب عواطفها المرتبكة , النادمة عن وجودها على أرض غريبة وتقارب غير مرغوب به ... ونفحة صغيرة من القدر .
رسى مركبهما في نيوهافن في وقت مبكر بعد ظهر ذلك اليوم , وكانت الشمس على وشك المغيب عندما مرّا بالبلدة متجهين نحو وادي شكمير حيث شاستس , منزل ماركوس , الذي يربض في ثنايا الدونز .
اعتمر ماركوس قبعته فيما كانا يستعدان للركوبة الأخيرة عبر الطريق المتبقية للوصول إلى شاستس .
كان شكل المنزل طويلا , وقد امتدت نبتة معترشة فوق بابه وعبر الكلس الأبيض طليت به الجدران بين الأرض ونوافذ الطابق الأول .
لم يكادا ينعطفان نحو الطريق الخاص حتى ظهر طيف صغير عند مدخل البيت وقد هرع نحوهما . دون أن يعيقها المسماكان اللذان كانا في ساقيها الهزيلتين . كانت الفتاة تقريبا فوق تقريبا فوق الأرض قفزا حتى وقفت أخيرا دون خوف في طريق الجوادين . كانت تبدو رقيقة وهزيلة , شعرها الأسود المجعد معقوص إلى الوراء بعقدة عريضة واحدة والإثارة تملأ عينيها .
عندما توقف الجوادان , ذهبت مباشرة نحو ميسترال ومدت يدها لتمسك لجامها , أخفضت الفرس رأسها بفضول لتتحقق من الوجه الصغير المشرق , تنفست برقة على عنق الطفلة و أطلقت صهيلا خافتا , أطلقت الفتاة الصغيرة تنهيدة رقيقة , ويدها تلاعب شعر عنق الفرس الأبيض وهي تضع وجهها على خطم الفرس .
ترجلا . اليكس و ماركوس , عن ظهر الجوادين وقال ماركوس بمرح :" مرحبا , يابيكي ! لاحاجة لأن اسأل من يأتي في الطليعة عندك!".
قالت بصوت مكتوم وقد تعلقت بساقه :" آه يا عمي ماركوس ! إنها رائعة ! " ومدت يدها لتلامس لاسكو وأضافت :" وأنت أيضا ".
ابتسم ماركوس ابتسامة عريضة , وبدا لاليكس أنها ترى رجلا مختلفا الآن , لطيفا وغير معقد . حين قال :" لاشك أنهما وجدا استحسنا لديكِ يا آنستي الصغيرة ".
لاحظت بيكي وجود اليكس فابتسمت لها ابتسامة خجلة .
قال لها ماركوس :" هذهِ اليكس , التي اهتمت بميسترال طوال الرحلة إلى المنزل , إنها قادرة على إخباركِ كل شيء عن حسناتها وسيئاتها ".
ابتسمت اليكس لها ابتسامة مطمئنة وقالت :" مرحبا , يا بيكي . لا تقلقي , إنها لا تملك أية سيئات طالما أنتِ تذكرين أن تضغطي لجامها وقدميكِ عليها برقة ".
قالت بيكي بجرأة تامة :" ذلك من حسن حظي , فساقاي الضعيفتان سوف تناسبانها تماما , إذا . هل لي أن امتطيها إلى الاسطبل , يا عمي ماركوس ؟ أرجوك ! لقد جهزنا أنا وآنا الحظيرتين ووضعنا فيهما بندقا وتبنا وماء وكل شيء".
نظر ماركوس نحو المنزل وقال :" أين آنا ؟ اعتقدت أنها ستكون جزءا من فرقة الاستقبال ".
قالت بيكي بلا مبالاة :" كان عليها الرحيل . تركت لك رسالة تخبرك عن ذلك . أرجوك هل لي أن امتطي ميسترال ؟".
قال :" لحظة إذا , من معكِ إن لم تكن آنا موجودة ؟".
قالت :" كانت السيدة آلرتزن هنا طوال اليوم كل شيء على مايرام حقا , يا عمي ماركوس . أرجوك هل لي ... "".
رفعها إلى فوق سرج الفرس وقال :" فقط إلى الاسطبل , واليكس سوف ترافقكِ , لأن هذا السرج غير مناسب لكِ ".
استدار نحو اليكس ليقول :" هل تمانعين ؟ يجب أن أرى ماذا يجري هنا . آنا هي المسؤولة عن كل شيء هنا ".
امسكت اليكس بميسترال جيدا , فيما رسن لاسكو في يدها الأخرى وقالت :" سنكون بخير , هيا يابيكي ".
ناداهما بعد أن انطلقت قائلا :" بعد اعادة النظر , أرى أنه من الأفضل أن تضعا الجوادين في الحقل في الوقت الحاضر , لدي شعور أنه لن يكون هناك متسع من الوقت لتدريبهما بشكل جيد الليلة ".
كان في إمكان اليكس أن تعرف على الفور , عندما عادت هي وبيكي إلى المنزل أن ماركوس قلق جدا , لكنه تجهم وأشار لها بهدوء ألا تطرح أية أسئلة . طلبت بيكي من اليكس أن ترافقها إلى الطابق العلوي لترى غرفة نومها . لذا مرت نحو نصف ساعة قبل أن يتمكن من إخبارها عن المحنة التي وقع فيها .
قال لها :" لقد أصيبت شقيقة آنا بنوبة قلبية , وليس هناك من أحد ليهتم بها سوى آنا وتعتقد أنها لن تتمكن من العودة قبل أسبوع . اتصلت بالوكالة التي أح رت منها آنا , لكن الأمر لا يبدو مشجعا جدا. كل الأشخاص الدائمين لديهم في وظائفهم , واثنتان من ممرضات الطوارئ مصابتان بالانفلونزا . اللعنة على المتاعب ".
مرر يده بحيرة في شعره ثم نظر إلى اليكس وأضاف :" لا بد أنكِ تريدين المغادرة . يبدو أن هناك وجبة طعام جيدة في انتظارنا . قد يعاودون الإتصال من الوكالة , لذا ربما علينا أن نأكل ".
أتى اتصال الوكالة في منتصف تناولهما الطعام . عاد ماركوس في أثره وهو يبدو متجهما .
قال :" أخشى من أنه لا يوجد مفر . العرض الوحيد الذي استطاعوا تقديمه للأسبوع القادم هو تأمين شخص من الثلاثاء حتى الخميس . ذلك ليس كافيا . ببساطة علي العودة إلى العمل نهار الأثنين و أخذ فرصة بقية الأسبوع كله , علي تحضير بيانين نهائيين مهمين ".
سألته :" ماذا عن السيدة التي كانت هنا اليوم ؟".
قال :" السيدة آلرتون ؟ إنها تعمل عند أناس آخرين أيضا . كان توقيت حالة الطوارئ التي حصلت اليوم جيدا , لأنه نهار السبت , لكنها لا تستطيع التخلي عن التزاماتها الأخرى طوال الأسبوع ".
أخذ يتناول بعض الفراولة بصمت لفترة من الوقت فيما طانت اليكس منشغلة بأفكارها الخاصة . كانت على وشك أن تتكلم عندما قال :" أفكر في شخص أو اثنين من الأشخاص المحليين قد يشغلون هذه الوظيفة لمدة أسبوع , عندما يحين موعد تناول القهوة , سأتناولها في مكتبي , إن كنتِ لا تمانعيم وأقوم ببعض الاتصالات ".
استطاعت اليكس سماعه , فيما كان يرتشف قهوته وهو يجري اتصالا تلو الآخر , ومن التحركات التي تناهت إلى مسمعها عرفت أنه لم يلق تجاحا ".
قال بمرارة , عندما عاد إلى غرفة الجلوس :" لم يمر علي من قبل أناسا منشغلين إلى هذا الحد . فهم جميعا إما مرتبطون بمواعيد خلال عطلاتهم أو ينتظرون قدوم ضيوف يزورونهم أو مدعوون لحفلات زفاف خلال الأسبوع ".
نظر إليها وقال :" إسمعي , لا تدعي ذلك يؤخركِ , فليست هذه مشكلتكِ , سأوصلكِ إلى المحطة عندما تصبحين جاهزة ".
سكبت له المزيد من القهوة . ثم استجمعت شجاعتها وقال :" أعرف شخصا ليس منشغلا ".
نظر إليها , فقالت ببساطة وقلبها يخفق بقوة :" أنا ".
حدق بها , ثم قال رافضا الفكرة :" تعنين , حسنا , لكن لا أعتقد أن أيا منا يستسيغ الفكرة . أليس كذلك ؟ اعتقد أن الأيام الماضية تضمنت مايكفي من المشاكل دون اطالة الوضع "؟
صدمت اليكس من موقفه , فقالت باقتضاب :" لم أكن أفكر تماما في التفاوض , كنت أقدم عرضا يتناسب مع الظروف الراهنة ".
قال :" أدرك ذلك ". تجهم بتركيز ثم أضاف :" مازال هناك اصدقاء قد يكونون على استعداد لأخذ رعاية بيكي على عاتقهم , رغم أنهم لا يستطيعون العيش هنا . حيث عليهم العناية أيضا بالكثير من الدواجن ".
سألته :" هل تتذكر دواجنك التي اشتريتها مؤخرا ؟ رعاية بيكي عن هنا يعني ابعادها عن ميسترال و لاسكو بهذه السرعة بعد وصولهما مباشرة . ألا يبدو ذلك نوعا مهذبا من التعذيب ؟".
" أقنعيني أنكِ حقا تريدين البقاء ".
قالت اليكس بتوتر "
يمكنك أن تنسى الفكرة . لقد شجعني التدريب الذي قمت به للإستجابة للحالات الطارئة , هذا كل ما في الأمر ".
وقف غارقا في بحر أفكاره لبرهة ثم قال أخيرا :" سأحاول الاتصال بعائلة هاروكورتس " وغادر الغرفة .
تمنت اليكس لو أنها لم تتقدم بعرضها هذا . لقد اكتشفت أنها كانت حمقاء لتفكر في هذا الطلب .
عاد في الحال أشعث الشعر تقريبا . فقال :" أنتِ محقة بما قلته حول الجوادين . أنظري , هل تعتقدين خقا أنكِ تستطيعين تحمل البقاء هنا ؟ أكره أن أطلب منكِ ذلك , لأنني أعرف كيف تشعرين حيال الأمور ".
أجابته بهدوء :" أنت لم تطلب ذلك أنا عرضت عليك , ونعم , أستطيع تحمل البقاء هنا ". ولأن لهجته كانت جارحة .
أضافت :" على أية حال , لن تكون هنا , أليس كذلك ؟ ذلك سيجعل الأمور أسهل ".
تمتم قائلا :" مغرورة كما أنتِ دائما ". تجاهلت ماقاله , وقد شعرت فجأة بتعب شديد .
قالت :" والآن , إن كنت لا تمانع , أريد أن انظف هذهِ الصخون وآوي إلى الفراش . ربما ستريني المكان الذي سأنام فيه ".
قال :" قبل أن أفعل ذلك , من الأفضل أن أذهب و أحضر الرينج روفر أو أنكِ لن تحصلي على بيجامتكِ التي تزينها صورة الفأرة , لاحاجة لأن تزعجي نفسكِ بتنظيف الصحون . في امكاننا أن ننظفها غدا , إن كنتِ تشعرين بالتعب ".
قالت بفظاظة :" غسل الصحون لا يزعجني , إنني فقط لا أشعر برغبة في البقاء هنا والتحدث ".
قال :" حسنا , لن أتأخر ".
حملت اليكس فنجاني القهوة إلى المطبخ . ماذا فعلت ؟ ما الذي دفعها لتقدم ذلك العرض المجنون ؟ وضعت الصحون وهي تعرف تماما الجواب عن هذا السؤال . ولم يكن في الأمر أي عمل نبيل . كانت أمنية جنونية في داخلها , وكم هي نادمة عليها الآن , لأن تستمر تجربة الأيام الماضية , وأن لا يفترقا .
حسنا , لقد كانت حمقاء . والآن عليها أن تدفع ثمن ذلك , كان عليها أن تأمل في أن تتمكن من دفع الثمن .


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-19, 06:54 PM   #10

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن



استيقظت اليكس باكرا صبيحة اليوم التالي قلقة تجاه الأسبوع القدام . كان المنزل هادئا يلفه السكون , أخذت تراقب من نافذتها لبرهة الخراف على البساط الخضر في التلة المجاورة , وقررت النزول إلى الطابق السفلي لتتعرف على المطبخ قبل أن يتوجب عليها فعلا القيام بأي شيء هناك .
وجدت أن آنا قد تركت قائمة بالحاجات الخاصة المتنوعة التي تحتاجها بيكي للمدرسة , وقائمة اقتراحات مفيدة عن الوجبات مشيرة عن الأطعمة المتوفرة في البراد , والخزائن نظيفة حيث يشير كل شيء فيها إلى مستوى العناية التي وفرتها آنا وبأنها مثال يحتذي به .
شارفت على الساعة الثامنة صباحا عندما وضعت الفطور على الطاولة . أعدت الشاي وحملت الصينية إلى فوق . سكبت الفنجان الأول فور وصولها , وقرعت باب غرفة نوم ماركوس . ولم يكن هناك من رد فوري , لذا تناهى إلى مسمعها صوت الماء الجاري في إحدى غرف الحمام , وافترضت أن ذلك الصوت منبعث من غرفته .
فتحت الباب بهدوء ودخلت الغرفة دون تردد , أحست بالصدمة عندما وجدت أن ماركوس مازال مستلقيا في سريره , ووجهه ناحيتها فيما كانت يده مطوية تحت رأسه الجميل , ومضت تنظر إليه وهي تفكر كيف بدا وجهه محببا وقد زالت خطوط القساوة والصرامة التي تعودت رؤيتها عليه لتبدو رقيقة وهو يغط في نومه . وضعت الفنجان بهدوء على الطاولة وهي تتساءل إن كانت تزيح الستائر وتوقظه أو تمضي في سبيلها . كان القرار عائدا لها . لكن الجلبة الصغيرة التي أحدثها الفنجان جعلته يستقيظ حيث فشل قرع الباب في ايقاظه .
تحرك وفتح عينيه وظنت لوهلة أنه سيبتسم لها , وحالما تحقق من شخصية من كان في غرفته , استعاد وجهه النظرة القاسية المألوفة لديها وجلس فجأة قائلا :" ماذا تفعلين هنا ؟".
قالت :" استيقظت باكرا و أعددت الشاي ". و أشارت إلى الفنجان الذي إلى جانبه.
قال :" هكذا إذا , إشارة أكيدة على عودتكِ إلى تلك المدينة ". تناول الفنجان ورشف رشفة طويلة وهو يتأملها .
كانت اليكس مازالت مرتدية بيجامتها , ولم تكن المرة الأولى التي ترا فيها ماركوس عاري الصدر كما هو الآن , كما لم تكن المرة الأولى التي تتحادث معه قبل أن ينهض ليرتدي ثيابه , شعرت اليكس أنها قد فعلت شيئا طائشا واستفزازيا تقريبا , شعرت أنه كان يفكر ضمن هذا الاطار فيما كانت عيناه الرماديتان تنظران بثبات نحوها .
قالت :" اعتقدت أنك في الحمام . لهذا السبب دخلت , لقد قرعت الباب مرتين ". وسارت نحو النافذة وسحبت الستائر الثقيلة قائلة :" لابد أن بيكي قد استيقظت ".
كانت تشدد على تلك النقطة لتحول الانتباه الذي قد يفسر خطأ . فبيجامتها المشهورة برسم الفأرة عليها بدلا من أن تبدو محتشمة بدت رقيقة وملتصقة بجسمها .
سألها وكأنه يقرأ أفكارها :" أليس عندكِ عباءة نوم ؟".
قالت :" لم أحضر معي واحدة ".
قال :" إذا نظرت في الخزانة ناحية يدكِ اليسرى , ستجدين بيجاما خضراء من الكشمير لم أرتدها قط . يمكنكِ استعمالها بينما أنتِ هنا ".
أخرجت اليكس عباءة الوم وارتدتها بسرعة . لامس طولها الأرض فيما تدلت أكمامها . كانت فعلا محتشمة .
قالت باختصار :" شكرا ". وجعلت طريقها نحو الباب وهي تطوي أكمامها .
توقفت ونظرت إليه بعد أن ناداها قائلا :" لستِ في حاجة يا اليكس لاختلاق الأعذار لتحضري لي الشاي في الصباح . أنتِ هنا للاهتمام بأمر بيكي وليس بي ".
توردت منزعجة وقالت :" أحضرت الشاي لنا جميعا ",
قال :" لكن بيكي لا تشرب الشاي ".
" لم أكن أعلم هذا . سأتذكر ذلك في المستقبل و أعد الشاي لنفسي فقط . لست في حاجة لترغم نفسك على شربه ان لم تكن تريد ذلك . سآخذ الفنجان من طريقك ".
قال فيما تستدير لتتوجه نحو الباب ثانية :" هناك شيء آخر " توقفت ونظرت بتمرد نحوه وقالت :" نعم ؟".
قال :" هناك أمر مازال يقلقني . أعتقد أنه من الأفضل تنقية الجو حيال هذا الموضوع قبل أن يستحفل أمر ويؤدي إلى سوء تفاهم . من المؤكد أن آنا ستعود إلى هنا ".
" بالطبع سترجع , أنت قلت أنها ستغيب لمدة أسبوع ".
قال وقد نظر بثبات نحوها بعينيه الرماديتين :" خطر لي أن حاجتكِ إلى وظيفة ومقارنة إلى سهولة العمل هنا , قد تعمدين لانتهاز فرصة بقاءكِ هنا هذا الأسبوع لتمضي قدما في الاستمرار في العمل . وتفكيركِ في هذا الاتجاه ليس بالفكرة الجيدة ".
" هل تعتقد حقا أني قادرة على التخطيط هكذا ؟".
قال :" كانت أختكِ تبقي تفكيرها منصبا على الإهتمام بمصالحها الخاصة . ربما تكون ميزة في العائلة تشاركينهم بها ".
قالت منفعلة التفكير كذلك يعكس الخزي عليك بدلا مني . لا أتعمد العمل هنا بشكل دائم للحصول على فدية كبيرة . في الواقع بعد بداية يوم كهذا . بدأت أتساءل لماذا عرضت أن أبقى هنا ؟".
فتح الباب فجأة وبدا صوت بيكي مشرقا حيث قالت :" صباح الخير ! ها أنتما هنا!".
كانت ترتدي سروالا وسترة وقد احتضن المسماكان ساقيها النحيلتين , لكن وجهها كان يشع حماسا واشراقا .
قالت اليكس بنعومة :" صباح الخير , يا بيكي ".
أمسكت بيكي بيدها وقالت :" اليكس ويا عمي ماركوس , لن أكون مصدر إزعاجٍ , أعدكما لكن مضى على وجود ميسترال هنا اثنتي عشرة ساعة حتى الآن ولم أمتطها بعد بشكل جيد . لذا هل يمكننا الخروج وبسرعة ... ؟".
قال لها ماركوس :" يالكِ من فتاة عديمة الصبر ! علينا أن نرى إن كانت اليكس تفكر بركوب الجواد قبل تناول الفطور ".
قالت اليكس بثبات :" لا تعتمد عليّ , ٍأعد الفطور , بينما تكونان في الخارج . بعدها تعودان جائعين جدا وسيكون حينها كل شيء جاهزا ".
قال ماركوس :" من الأفضل أن تذهبي وترتجي ثيابكِ يا بيكي . هل اغتسلتي جيدا ؟".
قالت بيكي :" آه ياعمي ماركوس ! بالطبع . لقد كنت أغتسل جيدا منذ أمد طويل حتى الآن ".
قال :" هيا بسرعة إذا ". تبعت اليكس بيكي , لكنه ناداها ثانية قائلا :" مهلا يا اليكس , دقيقة فقط ".
أجابته :" اعتقدت أن كل شيء في حاجة للقول عنه قد قلناه ".
تدلت رجلاه عن السرير ورفع سروال بيجامته ووقف ينظر إليها ويداه على خاصرته .
قال :" ربما قيل الكثير , لكن تجربتي مع بنات جنسكِ دفعتني إلى الشك بدوافع كل شخص . إني أعتذر , إن كنت على خطأ وقد تسببت بجرح مشاعرك ".
" أؤكد لك بأنه مامن حاجة لأن تخلط بيني وبين أختي عندما ينتهي هذا الأسبوع , لن تكون لتطلب مني أن أرحل , سأكون في طريقي ولن أتأخر دقيقة واحدة ".
" إن اخترت تجاهل طلب الاعتذار , فليكن كذلك , لنغير الموضوع , فيما يتعلق بمهمة ركوب الجواد , لم أكن أقترح عليكِ المجيء معنا لمظاهر اجتماعية , أردت أن أريكِ أفضل الطرق التي تسلكينها , عندها سأعرف بأنكِ أنتِ وبيكي سوية على مايرام عندما أكون مرتبطا بعمل آخر , لذا أكون مسرورا إن قبلت ولو مكرهة بالمجيئ معنا ".
قالت اليكس بقساوة :" كما الحال دائما , أنت الرئيس ".
غادرت غرفته , وأقفلت الباب ورائها بنعومة متناهية , بينما كانت مشاعرها تدعوها لأن تصفع الباب في وجهه .
كان للهواء النقي وحماس بيكي الزائد للقيام بالجولة , الأثر في جعل اليكس تنسى مالحقها من أذى .
امتطى ماركوس فرسا كبيرة . كانت اليكس على ظهر لاسكو , فيما بيكي كانت تنهب الأرض على ظهر جوادها ميسترال أسرع منهما , لق\ تعلمت بسرعة درجة التحكم المطلوبة على الجواد الصغير , وهاهي الآن تعود نحوهما لتدور حولهما وتسير بينهما وعلى ثغرها ابتسامة مشرقة .
قالت :" أليس هذا أمرا محببا ؟ نحن الثلاثة كأب و أم وطفلتهما . عائلة حقيقية ". وتركتهما لتعدو بجوادها بهدوء , تاركة اليكس تبتسم ساخرة للكلمات البريئة فيما بدا وجه ماركوس متجهما .
قال :" ربما كان عليّ اعدادكِ لهذا المنحنى الخاص ".
تصلبت اليكس وقالت :" هل تعتقد أني أخذت ما كانت تقوله الطفلة على محمل الجد ؟ هيا يا ماركوس ! كانت ملاحظة طفولية دون تفكير , فهي لم تقصد ذلك ".
قال :" لست متاكدا حيال ذلك . منذ خاضت محاولات زواجي أكثر من مرة . ولم تكن على علم كم هي فكرة الزواج غير ملائمة بالأخص في هذه الحالة ".
قالت باقتضاب :" لا تقلق . سأحرص على جعلها تعلم أني على علاقة بشخص آخر ".
" قد تبدو بيكي أكبر من سنها , لكنها الوحيدة في مدرستها من دون أم وهذا الأمر يجعلها عرضة للتأثر . إنها بمثابة صفحة بيضاء وهي مصممها على أن املأ سطورها . وكان هذا واحدا من الأسباب وراء عدم رغبتي بقائك هنا . وبمنأى عن أي افتراضات من ناحيتها . و إن كانت لا تعني لكِ شيئا , لكنها في النهاية ستؤذي بيكي ".
" اعتقدت أنك تأكدت بأني سأكون ملمة بالوضع . لكن ماذا عن آنا ؟ أليست معنية بهذا الدور أيضا ؟".
" آنا أكبر منكِ سنا بمرتين . وهي أكثر من جدة لها . كما و أنها لا تهتم بالجياد لسوء الحظ , أنتِ كما أتخيلكِ , تقاربين مثال الطفل . شابة , جميلة , تركبين الخيل وفوق هذا كله تبدين وكأنكِ حورية تخرج من البحر على ظهر جواد أبيض تماما كما في القصص الخرافية السحرية ".
قالت :" أتوقع أن بيكي ستتعلم تدريجيا بأن الزواج يعتمد على اثنين يقبلان ببعضهما البعض ".
" أتوقع أنها ستفعل ذلك , ولكن هذه مفاجأة غريبة كليا عن عالم قصص الأطفال كما نعلم جميعا . من الأفضل اللحاق بها الآن فانها تمضي بعيدا أمامنا ".
سنحت الفرصة الأولى لاليكس لترسي دعائم نظرية "ارتباطها الآخر" عندما اقترح ماركوس أن يقودها الى محل لتناول الشاي والحلوى عشية يوم الأحد , عندما قالت فجأة , وهي تعرف أن بيكي تنظر إليها :" سأبقى هنا , إن سمحتم لي , علي أن أكتب رسالة إلى امبروز ".
سألت الطفلة على الفور :" ومن يكون أمبروز هذا ؟".
قالت :" صديقي ".
قالت بيكي غاضبة :" إني لا أحب اسمه ".
حذرها ماركوس بحزم قائلا :" هذا قول فظ يا بيكي ".
قالت :" آسفة , هل لي أن أرى صورته ؟".
كانت اليكس مجبرة على القول :" أخشى أن ليس معي صورة له , فلم يكن هناك متسع لها في حقيبتي ".
ساد الصمت لحظة قالت بيكي بعد :" لِمَ لم يأتِ معكِ ؟".
قالت لها :" لايسع الأطباء دائما أن يأخذوا عطلة عندما يريدون ذلك ؟".
أجابت بيكي :" ألم يطلب منكِ الانتظار حتى تسنح له الفرصة ويأتي برفقتكِ أيضا؟".
هب ماركوس لنجدتها قائلا :"بيكي , ان استمريتِ في طرح الأسئلة طويلا , لن نحصل على الحلوى ولن يحصل أمبروز على رسالته ".
أمسك يد الطفلة وقادها بحزم نحو الباب , ونظرة عينيه تقول لاليكس , ألم أقل لك ذلك ؟
تلك الليلة لاحقا , بعد أن أوت بيكي إلى فراشها , طرح موضوع دفع أجرتها , الأمر الذي أغضب اليكس لأنها تقدمت بعرضها للمساعدة فقط وليس تمديدا للعمل الذي تتقاضى أجرا عليه .
قالت , وقد شعرت بالندم للكلمة التي قالتها :" عرضت المساعدة كصديق ".
قال :" أنتِ تعرفين حق المعرفة اني لا أسمح لكِ أن تفعلي ذلك ".
بدت كلماته وكأنه يشير إليها كم هو مستحيل بالنسبة إليه أن يعتبرها كصديقة , توردت من شدة الارتباك .
وقالت بنزق :" إذا ادفع لي ماتعتبره مناسبا لخادم ".
استهل كلامه قائلا :" بالطبع , إني لا أنظر إليكِ كخادم ...".
قاطعته قائلة لا أريد الخوض في هذا الموضوع . صمم الرأي طالما أنت افتعلت هذه المشكلة ولا تتوقع مني أن أفاوضك كعامل في دكان ".
" أرى أنكِ قررتِ أن تكوني صعبة للغاية ".
قالت :" صعبة فقط لأنك تجبرني على أن أكون كذلك ".
وخرجت هذه المرة وقد صفقت الباب ورائها بقوة .
كان لها ما أرادت , فقد كان لدى ماركوس أسبوع حافل بالعمل . ولم تره إلا قليلا. كان يتناول طعامه خارج الدار ويعود في المساء بعد أن تكون قد أوت إلى فراشها.
في يوم , وفيما كانت جالسة في غرفة مكتبه , وجدت على طاولة مكتبه صورة ضمن اطار فضي جميل , تضم الزوجين الباسمين والدي بيكي .
وقفت اليكس تنظر اليها حزينة لما آلت إليه هذه الابتسامة التي فارقت الحياة . على الأقل إنهما يرقدان وهم على ثقة أن هناك من يحسن العناية بابنتهما . ليس هناك من عم لديه هذا الشعور الصادق مثل شعور ماركوس تجاه بيكي . ومهما كان ماتحمله اليكس ضده , فإنها بالتأكيد لا تنكر عليه ذلك .
لقد أحبت الرجل . فقد كانت تمضي الساعات الطوال تقوم بالمهام الصغيرة والني هي خير دليل على ذلك , من وضع الزهور على مكتبه , وتقديم صينيات العشاء والتي كانت تعود إليها في الغالب دون أن تمس , اضافة إلى غسل كلابسه .
سألت نفسها باحتقار عندما تيقنت مما كانت تفعله , تلعبين دور الزوجة اليس كذلك ؟ أيتها الغبية ! الخائنة والحمقاء التي لا تعرف الخجل ! لذا تعمدت ليلة الأربعاء ألا ترسل له صينية العشاء .
\خل عليها بمكابرة قبل أن تأوي إلى فراشها و أرغمها على أن تعد له شيئا قائلا :" إن كنتِ لا تمانعين أمر سهل , أن تحضري لي شيئا للآكل ".
ورمى بنفسه على الكرسي و أدار جهاز التلفزيون ليشاهد الأخبار , فيما هي مضت نحو المطبخ لتقطع له بعض الخبز وتضع في داخله لحم الدجاج.
عندما سكيت له القهوة وحملت فنجانها لتأخذه معها إلى فوق , قال لها :" إبقي هنا واشربيه معي ".
قالت :" حسنا . فقط لعدة دقائق ".
سألها :" هل بيكي بخير ؟".
قالت :" إنها بألف خير , تغط في نومها الآن ".
قال :" سأزورها عندما أصعد لاغتسل من غبار المدينة . هل أنجزت فروضها ؟".
قالت :" لقد ساعدتها قليلا في ذلك ".
" عادة يوم الأربعاء يوم سيء . يا لبيكي الطيبة ".
استمعا لبررهة إلى الأخبار وعندما نظرت إليه اليكس وجدت عينا ماركوس مغمضتين . بدا متعبا جدا . كان مازال حاملا فنجان القهوة في يده وقد مال على نحو خطر . نهضت وحاولت أن تأخذ منه الفنجان بلطف .
هفهفت الأهداف الطويلة وانفتحت . وارتسمت ابتسامة دافئة وصادقة غير متوقعة مما جعل قلبها يخفق شوقا .
قال :" آسف . لقد كان يوما عصيبا . إنه لأمر غريب أن أفتح عيني و أجدكِ هنا وليس لائقا أن أدعهما يغمضان ".
قالت اليكس بهدوء :" ان تكون لائقا ليس أمرا يظهر بقوة على جدول الأعمال بيننا , أليس كذلك ؟".
أمسك معصمها وقد اختفت الابتسامة ولمعت عيناه بخبث قائلا :" أنتِ لا تدعين شاردة تفوتكِ , أليس كذلك ؟".
ركزت على ألا تتأثر بلمسته وقالت :" لا أستطيع إلا أن أكون واقعية , هل ترغب بالمزيد من القهوة ؟".
أطلق يدها وقال :" سأتدبر أمري عندما تغادين المكان ".
سألها حالما وصلت إلى الباب :" هل اتصل أحدهم ؟".
أجابت :" لا , أجريت اتصالا واحدا مع أهلي ".
قال بتوتر :" ليس عليكِ أن تقدمي تقريرا عن كل اتصال تجرينه , هل أخبرتهم عن مكان وجودك ؟".
قالت باقتضاب :" لم أدخل معهم في التفاصيل ".
" ألالا تتمنين لو أنك نوقيت الحذر تجاه مالك ؟ ففقدان المال لم يجعل الحياة سهلة بالنسبة لكِ ".
قالت :" أو أنت , على أي حال , من قال أن الحياة سهلة ؟".
قال :" خبرتي حتى الآن لم تبرهن أنها هكذا ".
كما في كل مرة , لم يتوصلا إلى اتفاق طوال الوقت الذي يقضيانه سوية .
توجهت اليكس في اليوم التالي إلى ايستبورن وحصلت على مجموعة من اعلانات للوظائف حول طبيعة عملها . كان عليها أن تفعل شيئا لتحول تفكيرها تجاه مستقبلها الحقيقي بدلا من العيش مع أسطورة مستحيلة . أخذت أوراقا ومغلفين معها وجلست في مقهى يطل على البحر لترسل طلبي توظيف .
دخل ماركوس تلك الليلة قبل أن تمضي بيكي إلى فراشها . كان يحمل كيسا من الورق وقد وضعه بين يدي الطفلة وهو يقول :" أعتقد , أن في داخله شيئا تتمنينه ".
فتحت بيكمي الكيس برغبة و أطلقت صيحة من الإبتهاج فيما سحبت بيجاما عليها رسم فأرة .
قالت كستغربة بفرح شديد :" آه , عمي ماركوس! انظري اليكس , تماما مثل بيجامتك!".
نهضت متعثرة ورمت ذراعيها حول ماركوس قائلة :" إنها رائعة ! شكرا لك سأرتديها الليلة , الآن ".
صعدت السلم بأسرع مايمكنها , فيما أحضر كاركوس كيسا آخر ووضعه على الطاولة أمام اليكس قائلا :" هذه لكِ . دليل تقدير , إن أحببتِ ".
فتحت اليكس الرزمة بقليل من التحسب , لتخرج منها غلالة من الحرير والدانتيل المخرم , خضراء اللون , الأكثر إغواء قد يتمنى أي شخص أن يراها . لكن اليكس حدقت فيها و كأنها حية رقطاء تخرج من الكيس .
تطلعت بعينيها اللآمعتين احتجاجا نحو ماركوس وقالت :" ماهذا ؟".
أجاب دون مبالاة :" تعبت من رؤيتكِ وتلك الفأرة اللعينة تزحف فوق صدرك لقد كنت ترتدينها منذ غادرنا الكامارغ . لقد حان وقت غسلها ".
قالت اليكس بطريقة مؤذية :" بالطبع , قد غسلتها , لدي منها زوجان متشابهان".
قال :" إذا , حان الوقت المناسب للتغيير , أليس كذلك ؟".
وضعت الثوب في الكيس ودفعته على الطولة نحوه .
سألها :" ماذا أفهم من تصرفكِ هذا ؟".
ارتفع صوتها قائلة :" بأني لا أقبل هديتك . كان عليك أن تعرف كم هو غير لائق أن تعطيني شيئا كهذا ".
قال مستغربا :" توقفي عن التفكير بطريقة سخيفة , لقد رأيت الاثنين في واجهة المحل واشتريتهما دون تروٍ . ولم يكن هناك من مهنى عابث خفي وراء ذلك ".
" لقد قطعت مسافة طويلة اليوم خارج المدرسة لأصحح ما قالته بيكي في وصفي لصديقتها آيما بأني أعيش مع العم ماركوس . إن وصل خبر هذه الهدية إلى المدرسة عندها ستصدق الاشاعة وتضيع جميع جهودي سدى ".
نظر بطريقة مؤذية نحوها وقال :" هل الأمر فعلا بهذه الأهمية أن ثرثر بعض أطفال المدرسة عنه ؟".
قالت :" لابد أن المر يعني لك الكثير حتى لو أن طفلا واحدا حصل على أفكار خاطئة . إذا كانت بيكي ذكية جدا , ألن تأخذ هدية كهذه بأنها ايماءة حميمة جدا بالفعل ؟".
في غمرة انفعاله دفع الرزمة على الطاولة لتستقر في حضنها . وقال :" ما تفعلين به لا يعني لي شيئا , دعيه يتطاير على سارية علم المستشفى , اعطه الى عامل التنظيفات ".
قالت اليكس :" لا تتصور أني سأفعل غير ذلك !". امسكت الكيس وتوجهت نحو الباب وكأنها تحمل قنبلة لم تنفجر بعد .
قال لها :" افعلي ما بدا لك , لقد ارتكبت غلطة . لم أدرك بأنكِ امرأة متخلفة ذات عقلية تعود إلى العصر الفكتوري ".
" فكر كما تشاء . إني سعيدة لأقول أن آنا قد اتصلت بعد ظهر اليوم وستعود إلى هنا يوم السبت ".
قال :" شكرا على ذلك ".
مضت الى فوق مصممة على ألا تخرج من غرفتها تلك الليلة , سمعت ماركوس وهو يصعد ويتحدث الى بيكي في غرفتها , ثم يعود ويقفل على نفسه داخل المكتبة . عندها فقط شعرت بالارتياح لتبدأ بترتيب الأشياء التي لن تكون في حاجة اليها ثانية , لوضعها في حقيبتها .
كانت قد غسلت شعرها وجففته و على وشك أن تخلع ثيابها وترتدي عباءة النوم الخ راء وتندس في الفراش , عندما سمعت قرعا ناعما على باب غرفة نومها. أسرعت اليكس إلى اطفاء النور وحبست أنفاسها .
قال ماركوس بصوت ناعم :" ليس أمرا جيدا التظاهر بأنك نائمة , لقد رأيت النور , هيا يا اليكس ".
مضت ببطء نحو الباب وفتحته وقالت :" كنت على وشك أن آوي إلى الفراش ".
" اسمعي , كان ذلك جدالا سخيفا لا يستحق الذهاب إلى النوم من أجله . لقد أعددت الشاي تعالي وتناولي كوبا ".
قالت ببطء :" حسنا , إذا ". وتبعته إلى الأسفل .
سكب لها الشاي ودفع بصحن من البسكويت بالشوكولا نحوها .
قال :" بادرة سلام . لم أقصد حقا أن أضايقكِ , ربما علي أن أختار هدية أقل خصوصية , لقد رأيت قميص النوم في الواجهة وفكرت على الفور أن هذا هو لونكِ المفضل . ولم أكن أقصد شيئا غير ذلك ".
فيما التقت عيناها بعينيه الرماديتين , شعرت اليكس أن كل هواجسها قد ذابت . وقالت :" أعتقد أعتقد اني تماديت كثيرا في ردة فعلي , لا أنكر بأنه كان شيئا جميلا " وقد شعرت بأن كلمة ثوب نوم كان مستحيلا عليها قولها وفيها ايحاء مثير على المدى البعيد . ومن شدة خوفها بدأت يدها تهتز وهي تتكلم وكذلك صوتها , وضعت الفنجان واستدارت لتفر هاربة .
وقف قبالتها ومنعها من المغادرة قائلا :" اليكس ..".
كان تعبيره رقيقا . وتأثرت بذلك مما دفعها إلى أن تشهق بصوتِ عال وتمسح دموع عينيها بكم روبها .
قالت :ط لا أعرف مالذي يحدث لي . أثور للحظة ثم أنفجر باكية بعدها ".
تراجعت إلى الوراء وقالت :" لكني أتوقع أن الدموع ونوبات الغضب حالة سوية للمسار عندما يجتمع واحد من آل ليوارد وآخر من آل ويكفورد ".
قال :" اللعنة على الليوارد ! واللعنة على الويكفورد! ".
تغيير تعبيره بدا هزليا , قالت :" أعتقد أني سأخذ الشاي لاتناوله فوق ". والتقت عيناها بعينيه فيما انحدرت دمعة جرت على خدها وأضافت :" قبل أن تتحول مبادرة السلام إلى سلاح للحرب ".
قال بشراسة :" امضي إذا , اهربي ! للحظة واحدة اعتقدت فعلا أنكِ كنتِ ستنسين من أي عائلة أنتِ "ز
" لا أظن أن أي واحد منا قادر أن يفعل ذلك يا ماركوس ".
طوى ذراعيه وراقبها وهي تمضي , عندما وصلت ‘لى الباب سمعته يطلق ضحكة مرة :" كثير عليكِ هذا التصرف المثالي ". عبارة سمعتها وهي تصعد الدرج.
بتصميم ملّح , أخبرها ماركوس في اليوم التالي بانه مصمم على ألا يفترقا وهما متخاصمان . فهو سيأخذ عطلة بعد الظهر , حيث يمكنهما اصطحاب بيكي من المدرسة ويمضيان في نزهة إلى برلينغ غاب . نزهة صغيرة فقط , لنه عازم على اصطحابهما سوية لتناول العشاء مساءا في الخارج . اعترضت اليكس بأنه ليس مضطرا أن يفعل ذلك , أجابها بأنه يعرف هذا و لكنه عليه أن يفعل ذلك . فكرت في الأمر عندما رحل واعتقدت أنه لا بأس في ذلك طالما ان بيكي ستكون معهما طوال السهرة , فوجود الطفلة معهما سيساعدها كثيرا في السيطرة على نفسها .
كانت النزهة جيدة , مع أن اليكس فكرت أن قلبها كاد ينخلع فيما كانت تراقب ماركوس وبيكي , كانا كلاهما عزيزين إليها .. فكرت في صورتهما التي ستبقى في ذاكرتها لتعذبها في أحلامها فيما قد تصبح عليه طيلة حياتها .
كانوا يستعدون للذهاب وتناول العشاء في الخارج .
عندما جاء ماركوس إلى غرفة اليكس ليقول أن بيكي ليست على مايرام . فهي تشعر بأنها مريضة وتريد الذهاب للنوم .
أخبرته اليكس قائلة :" إذا يجب علينا أن نلغي حجز الطاولة لهذه الليلة , فهناك لحم في البراد".
قال :" لكن بيكي لا تريد ذلك , في الواقع لقد اتصلت بالسيدة آرلتون حتى قبل أن تخبرني بأنها متوعكة وطلبت منها أن تحضر وتجلس معها , وهي تقول أنها لا تريد أن تفسد علينا الأمسية ".
أخذت اليكس علىى حين غرة بهذه المبادرة , وقررت بعد لحظة قائلة :" لا أبالي اطلاقا في البقاء هنا ".
قال لها وهو ينظر إلى ثوبها الأسود , فيما الشال الايطالي يتدلى من يدها :" لكن بيكي تبالي كثيرا جدا , لا أنت على أهبة الاستعداد , أعتقد أن علينا أن نمضي قدما فيما خططنا له , فليس هناك من خطب ينال بيكي حتى و إن يكن ذهابها إلى النوم باكرا لن يشفيها ".
قالت :" إن كان ذلك يسعدك ..".
قال وهو يستدير لينزل إلى الاسفل :" لست سعيدا تماما بأي شيء , إنما الأمر هو الاختيار بين أهون الشرين ".
زادت شكوك اليكس حيال دوافع بيكي عندما دخلت إليها لتودعها , وقالت لها عندما رأت الثوب الأسوج :" عمي ماركوس سيحب ذلك! إنه عاري الكتفين أليس كذلك ؟".
قررت اليكس أن لا جدوى من قول أي شيء . فغدا سينتهي كل ذلك وستعود بيكي لتستقر ثانية بين يدي آنا .
لم يجد كلاهما هي وماركوس بأن الأمسية سهلة , فالكهف الذي كانا يجلسان الذي كانا يجلسان فيه كان معدا للجلسات الحميمة .
لكن بدا أن كليهما لم يكونا في هذا الوارد , فالمحادثة السطحية كانت أفضل ما توصلا إليه . كانت اليكس تجد صعوبة كبيرة في تناول طعامها على الرغم من انه كان طعاما شهيا . وكلاهما اعتذر عن قبول الحلوى من صينية ضخمة جلبت إلى طولتهما .
لقد بذلت جهدا ككبيرا لترفع كأسها وتقول :" هذا نخب مستقبل خال من المتاعب يا ماركوس ".
رفع كأسه بايماءة ظاهرية ةقال :" سأشرب ذلك , لكن دونما إيمان كبير لحدوث المعجزات , مهما كان حجم مايفعله ذلك بالنسبة إلى طفلة مثل بيكي و رجل لديه الكثير من الأعمال ليقوم بها ".
أخفضت اليكس عينيها وسألته :" هل فكرت يوما أن تفعل ماتريد بيكي منك أن تفعله , الزواج ؟".
شعرت أن الصمت أصبح مهزا للمشاعر , وإن يكسر جداره تحكم كأس ماركوس الفارغة في يده المشدودة عليه . بدا وكأنه غير عالم بما فعله .
قالت بصورة واهية:" لقد عنيت فقط أن الأمر سيكون أسهل بكثير عليك , فإن بيكي محقة في ذلك ".
قال بقوة :" هل هذا مايعنيه الزواج لكِ ؟ الحياة سهلة ؟ ولا وجود للمتاعب اطلاقا؟".
قالت :" أنت تحرّف سؤالا بريئا تماما ".
قال :" اذا دعيني أجيب على سؤالكِ البريء برد تهكمي , لقج تعلمت بسرعة أن جنسكن بعيد عن العيون الحالمة عندما يأتي الأمر إلى الزواج . فرجل يملك منزلا جميلا ولديه ابنة اخ تحتاج إلى عناية أكثرمما يحتاجه الطفل العادي , أمر غير مرغوب فيه . ولأعيد عليكِ ماقلته أنتِ حرفيا , حتى لو كانت فدية كبيرة لن تجعل عرضك قابلا للتنفيذ , تحمل ذلك لأسبوع هو أقصى مايمكن لأحدهم أن يتقبله مواجهة واحدة أو اثنتان من هذا النوع من التصرف تجعلان الرجل يتخلى سريعا عما يسمونه الجنس اللطيف , فأنا وبيكي سنتدبر أمورنا على طريقتنا . لكن كفانا حديثا عني . دعينا نتكلم عن واحدة قد أحسنت تنظيم حياتها جيدا , أخبريني كيف حال ايلين هذه الأيام ؟".
أصيبت بالذهول عندما سمعته يذكر اسم أختها بهذا القدر من السخرية , جاوبته باختصار :"إنها بألف خير ".
" واحدة من المحظوظات في أن تجد شريكا مناسبا ".
" أجل , ولقد سبق وعلقت على ذلك . لا أعتقد أن هناك شيئا تكسبه من وراء مناقشة أمر أختي , أليس كذلك يا ماركوس ؟".
" إني سعيد لأعرف بأنها سعيدة. من الؤكد أنكِ لا تجدين خطأ في ذلك ؟".
قالت اليكس باهتياج :" سعادة ايلين توقفت على أن تكون امرا يعنيك منذ وقت طويل ".
قال وقد التقت عيناه بعينيها رافضا أن يدعها تنظر جانبا :" ومع هذا يبدو أنكِ مازلتِ تحملين ضغينة تجاهي لما حدث منذ أكثر من سنتين . إني أجد ذلك أمرا غريبا ".
ارتفعت حدة غضب اليكس مما جعل الشرر يتطاير من عينيها وقالت :" أمر غريب ؟ لو أن تلك الأمور لم تحصل بينكما أنت وايلين , لكانت بقيت في هذا البلد . كيف تتوقع أن يكون شعورنا ؟ إنها أختي الوحيدة وبالكاد أستطيع رؤيتها . فوالدي لديهما حفيد ولم يتعرفا عليه بعد ".
قال :" الواقع أن ايلين شعرت أن هروبها كانت غلطتي . إاذا لم تستطع أن تقوى على ما حدث فالأمر عائد إليها . فأنا مازلت هنا ".
قالت بهدوء :" لست بصدد مناقشة ما حدث بينك وبين ايلين . أرغب في العودة إلى المنزل يا ماركوس ".
قال :" ألا تعنين أنكِ تريدين العودة إلى شاستس ؟ حسنا . هذه الليلة كانت غلطة , وهذا الأسبوع برمته كان غلطة . والغلطة الأكبر من هذا كله هو انسياقي وراء الفكرة بأنكِ يمكنكِ أن تأخذي مكان ليز ".
نهض واقفا ليسحب كرسيها إلى الوراء :" أوافقك الرأي , على أية حالة . شكرا لك على هذا العشاء ".
" العشاء في زنزانة منفردة قد يكون أفضل من هذا ".
فيما نزلت من السيارة في شاستس . تعثرت اليكس بحصاة على الأرض مما أتلف كعب حذائها . فسقطت على ماركوس .. ولم تكن الملامسة الفجائية أمرا يمكنها استدراكه .. وبدا أن كليهما لا يستطيعان استدراكه .
قال بوحشية :" لا تتكلمي ! ما فائدة الكلام بيننا ؟ فالكلمات لا تفعل شيئا سوى التفريق بيننا خصوصا عندما أعرف أن وراء كل هذه الكلمات يكمن هذا ..".
انحنى وقبلّها و أحست بنيران التجاوب تتأجج في داخلها . كانت شفتا ها , يداها وجسدها في شوق إليه كما هو حاله نحوها .
دفن وجهه في شعرها وقال :" منذ البداية لقد دفعتني نحو الجنون . لقد حاربتك وخدعتكِ و أقنعت نفسي بأني أكرهكِ , لكن تحت كل هذا لم أطلب شيئا من ذلك . أنتِ أيضا تشعرين بذلك يا اليكس . ليس في إمكانكِ أن تنكري . فإني أرى ذلك واضحا في عينيكِ . وأسمعه جيدا في صوتكِ و أشعر به كهالة حول جسدكِ عندما اقترب منكِ ".
قالت بصوت مخنوق :" ماركوس .." دفعت صدره عنها مستخدمة كل قوتها وتابعت :" لا فائدة من الأمر , فالكلمات موجودة هناك سواء قلناها ام لا . والسبب الذي فصلم عن ايلين كامن هناك كما هو الحال بيني وبينك الآن , هذا ليس سوى جنو وعندما يختفي هذا الجنون , ستكون الكلمات في انتظارنا حتى نسمعها جيدا , فما من شيء سيتغير ".
حكمت ذراعاه الطوق حولها وقال :" كيف يمكنكِ قول هذا , الآن , وأنتِ قريبة مني إلى هذا الحد ؟".
سألته بانكسار :" ومالفارق ان قلت ذلك أم لم أقله , فالوضع الذي يفرقنا لن يرحل عنا عنا , وكلانا يعرف ذلك ".
في تلك اللحظة فتح الباب بقدر ماتسمح له سلسلة الأمان المتصلة به ملقيا الضوء في الممر وقد انبعث صوت السيدة آرلتون وهي تقول :" هل هذا أنت يا سيد ويكفورد ؟".
تراجعت اليكس وقالت مرتعبه :" لا أستطيع مواجهتها ".
استعاد ماركوس سطرته على نفسه وقال بهدوء وهو يتجه نحو الباب :" أجل, ياسيدة آرلتون . فقد ذهبت اليكس لتوها لتفقد الجياد هل كل شيء على مايرام ؟ وهل أنتِ جاهزة لأوصلكِ إلى المنزل ؟".
سمعت أصواتهما تختفي تدريجيا داخل المنزل ودفعت نفسها نحو الشجيرات . ولم تتحرك ثانية حتى خرجا من المنزل و دخلا السيارة وشقا طريقهما في الظلام .
ثم دخلت المنزل بصمت ورأت صورتها الشاحبة في مرآة الصالة وهي تصعد السلم إلى غرفتها , كان عليها الرحيل , وان لا تعرض نفسها لمزيد من العذاب مع ماركوس .
انهت توضيب امتعتها , بعد ذلك جلست اليكس عند النافذة في الظلام تذرف الدمع ببطء على خديها وهي تعرف أنها لن تغفو للحظة منتظرة بزوغ الفجر في الأفق . وما أن شق الضياء طريقه في السماء . مضت بحذر إلى الطابق الأسفل . لم يسمعها أحد , وتركت ملاحظة لماركوس تشرح له فيها أنها لم تجد وسيلة أخرى توصلها إلى المحظة . وتقول له أنه يمكنه أن يجد السيارة متوقفة عند موقف السيارات في المحطة .
وكتبت ملاحظة أخرى لبيكي تقول أنها تكره لحظات الوداع , ووعدتها أن تكتب لها عن قريب . رسالة الى بيكي فقط مرسلة لها .
مع نظرة أخيرة نحو البيت القديم الحبيب , انطلقت راحلة . و ألم الفراق خلف الدموع , خلف الكلمات وقد جعل قلبها ثقيلا وضخما بحجم صخرة في صدرها ...


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.