آخر 10 مشاركات
النسيان (الكاتـب : jourouh - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الطاغية - ساره كرافن - روايات ديانا ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          القلب والروح والنفس تطلبها *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          انا طير .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          إن كرهتكـــــــ فلا تلوميني ... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-21, 09:58 PM   #111

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
ممكن طلب زغنطوط

سلميلس سلمى بنت ام سلمى وكملي روايتك بخير

يكفينا صفاء وقضيتها

تطلع لنا سلمى الحربايه اووووووووف منها
للأسف المتأسف سلمي الحرباية مكملة معانا لآخر الرواية🙈🙈🙈


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-21, 10:00 PM   #112

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
مسا الخير عليكم جميعا فى فصل النهارده
مساء النور لمار اه ان شالله علي الساعة ١١


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 12:08 AM   #113

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثامن

كم مرت من الأيام
أسبوع كامل مضي
ببهجته وآلامه مضي
حمل معه ما حمل وأصبح ماضي.
وترك معه ما ترك فأصبح واقعا مريرا لا ينسى.
مر أسبوع عليها، أسبوع كامل كلمات سلوى تدوي في عقلها" لينا أولى بأولاد شقيقتها وعلي أولي بلينا من الغريب"، أسبوع كامل تفكر وتصل لنفس النتيجة، أسبوع كامل تراقب ابنها ولينا وأحفادها وقناعتها تزداد أن ما تفكر به هو الصواب.
تطلع إلى ابنها الحائر العاجز عن التصرف مع ابنه الذي يصمم علي عدم الخروج إلا إذا جاءت خالته معه، لمحت ارتباك ابنها الجلي وهو لا يعرف كيف يقنع ملك أنها لا يمكن ان تخرج بملابس النوم للشارع والصغيرة تعانده أنها تحب هذه الملابس وستخرج بها، بيأس التفت إلي لمياء التي جلست بجوار الصغيرة تحاول اقناعها، زفر براحة عندما اقتنعت أخيرا وذهبت مع لمياء لتساعدها بتبديل ثيابها، بإنهاك جلس بجوار والدته ينتظر ملك ليأخذهم في نزهة للملاهي كما وعدهم، جلس مالك علي قدمه يكرر كلامه: لماذا لا تأتي خالتي لينا معنا أبي، أنا أريدها أن تكون معنا.
بصبر رد على ولده: لأن اليوم اجازتها حبيبي وهي بالتأكيد تريد الراحة، سنخرج أنا وأنت وملك معاً.
عاود الصغير إلحاحه: لنتصل بها ونسألها أبي.
بضيق ظهر علي ملامحه وعصبية سيطرت على نبرته نهر مالك: أخبرتك أنها لن تأتي معنا مالك كف عن الحاحك.
دمعت عيون مالك وقام يجري لحضن جدته التي فتحت له ذراعيها، تطلعت لولدها بعتاب فزفر بضيق، نادى عليه: مالك تعالى.
لم يرد الصغير عليه فقام يسحبه من أحضان والدته ليحتضنه هو ويقبل رأسه، كان يلوم نفسه على عصبيته مع الصغير الذي فقد أمه وهو لم يشبع من حنانها بعد، تحدث مع الصغير بهدوء: أليس من حق خالتك بعض الراحة حبيبي.
ضحك بيأس علي رد مالك: لا ليس من حقها أنا أحب وجودها، وأنا اليوم أيضا اجازة وسأذهب للملاهي، بالتأكيد هي مثلي تريد الذهاب للملاهي.
مسح علي على وجهه ثم قال لابنه بهدوء: سنتصل بها ونخبرها
ولكن إذا رفضت وقالت أنها تريد الراحة لن تحزن اتفقنا.
هز الصغير رأسه بحماس وهو يأخذ الهاتف من والده ليحدث لينا التي لم تستطع رفض رجاء الصغير فأخبرت علي أن يمر عليها في طريقه.
خرجت ملك أخيرا من الغرفة وقد بدلت ثيابها فأخذهم علي وانصرف بينما تابعتهم إكرام والأفكار تدور داخل رأسها.
جلست لمياء جوارها ونادتها بهدوء فلم تنتبه فلقد كانت غارقة في أفكارها، انتبهت علي يد لمياء التي ربتت على كفها، التفتت إليها تسألها: هل تريدين شيء حبيبتي؟
-تبدين شاردة خالتي، ما الذي يشغل بالك؟
تنهدت إكرام تجيبها: أفكر في كلام سلوى.
تنحنحت لمياء بحرج، أختها الكبيرة سلوى دائما ما تضعها بمواقف حرجة مع الجميع بتهورها وعدم تحكمها بلسانها، بارتباك قالت: أعتذر بالنيابة عنها خالتي، أنت تعرفيها تقول ما يخطر ببالها دون تفكير، ولكنها طيبة القلب وتحبك.
لم تنتبه إكرام إلي كلامها، بدا كأنها لا تسمعها، سألتها: هل تظنين أنه ممكن لمياء؟ هل من الممكن أن ينجح لينا وعلي كزوجين؟
بدهشة تطلعت إليها لمياء تخبرها: أليس مبكراً قليلاً الحديث عن زواج علي خالتي، إنه لم يتعاف بعد من موت تسنيم، لا أظنه سيتقبل زوجة جديدة الآن، ربما بعد مضي بعد الوقت يفكر ولكن ليس الآن خالتي، ربما بعد مرور عام أو أكثر.
-وهل ستنتظر لينا عام كامل، الأسبوع الماضي جاءها عريس، البنت جميلة ومهذبة بالتأكيد لن تنتظره عاما.
بحيرة تطلعت لها لمياء تخبرها: تتحدثين عن لينا وكأنها الاختيار الوحيد خالتي، عندما يتعافى ويفكر في الزواج قد يختار أخرى.
سألتها: وهل هناك أخري ستحب ملك ومالك كما تفعل هي؟ وهل هناك أخري ستحتوي ملك ومالك كما تفعل هي؟ وهل هناك أخري سيأمنها على أولاده كما سيأمنها هي؟
قطبت لمياء حاجبيها لا تفهم ما تريده إكرام، لكنها سايرتها بالحديث: معك حق خالتي لينا تحب ملك ومالك وتحتويهم، لو رآها أحد معهم لظن أنها أمهم وليست خالتهم، ولكنها تؤدي دورها نحو ملك ومالك وترعاهم وهي ليست زوجة لعلي، لا توجد حاجة للزواج هنا.
-وماذا لو تزوجت، هل سيقبل زوجها أن تأتي كل يوم هنا لتراعي الطفلين، ماذا لو سافرت مع زوجها، ماذا سيكون مصير ملك ومالك، هل كتب عليهما الفقد؟
- نحن موجودين حولهم خالتي، والدهم موجود، أنت موجودة ومقيمة معهم، وأنا معك دائما إذا احتجت أي شيء.
سألتها بحزن: وماذا إذا أصابتني نوبة أخري كالتي أصابتني ولم أقم منها؟، ماذا سيكون مصير علي وأبنائه؟، من سيهتم بهم ويراعيهم؟، ها أنت ترين شقيقتي صفية أصبحت منعزلة عن العالم كأنها ترغب بالموت وراء ابنتها.
بصدق اقتربت منها لمياء تقول: بارك الله في عمرك حبيبتي، لا حرمنا الله منك أبدا، لم هذا التشاؤم خالتي، إن شاء الله تحضرين عرس ملك ومالك، لا تفكري هكذا.
-إنها الحقيقة التي لا مفر منها لمياء، منذ وعكتي وأنا خائفة على علي وأولاده، ولكن أبدا لم تخطر ببالي فكرة زواج علي ولينا لا أعلم لم، كلام سلوى جعلني أفكر، لما لا نجمع شمل الاثنين، هو لن يجد أم أفضل منها لأبنائه، وهي لن تجد زوجا أفضل منه، سيرعاها ويخاف عليها، أنت تعلمين مدى طيبة علي وحنانه.
سبت لمياء سلوى شقيقتها الكبرى بسرها، يبدو أن كلامها عشش في عقل إكرام وأبي الرحيل، لم تعرف بم ترد عليها، تطلعت إليها فوجدتها غارقة في تفكير عميق ثم رفعت رأسها تقول لها: ناوليني هاتفي لمياء، سأتصل بعبد الله، أشعر أن كلام سلوى وقع بنفسه كما وقع بنفسي، هو يحب أحفاده كما أحبهم، بالتأكيد سيقنع لينا وأنا سأقنع علي، يجب أن يضحوا من أجل الصغيرين.
بمهادنه تحدثت لمياء تحاول اثناءها وهي تشعر أنها تتعجل: حبيبتي انتظري قليلا، فلتشاوري علي أولا، أو تحدثي مع ماهر وحسام، لا تغضبي مني حبيبتي تعرفي مدى قدرك عندي، أنت بمثابة أمي، أشعر أنك تتسرعين قليلا وهذا لن يصب في مصلحة علي ولا لينا.
ربتت إكرام علي يدها تقول: وأنت غالية علي لمياء وأنت تعرفين، أنت البنت التي رزقني الله بها بعد أن تمنيتها عمري ولم أرزق بها من رحمي ولكني خائفة لمياء، أريد أن أطمئن علي علي فلا أدري كم المتبقي بعمري، رأيت اليوم ما حدث هو لا يستطيع أن يتعامل معهم بمفرده، ملك تخيفني يا لمياء، لقد ربيت ثلاثة رجال وأجدني أقف عاجزة عن التعامل معها بأسئلتها التي لا تنتهي وعقلها الذي يفوق عمرها، الأولاد بحاجة لأم تحتويهم ولن يوجد أفضل من لينا فهي تحبهم بصدق.
زفرت لمياء بتعب فيبدو أن حماتها لن تستمع للمنطق اليوم، تتصرف بعاطفية مندفعة، بمحاولة أخيرة لإثنائها قالت: ولينا خالتي ألم تفكري بها، علي تعرفين مدي حبي له، هو رجل كل بنت تتمناه، ولكن لينا لم يسبق لها الزواج، ما ذنبها لتقبل برجل متزوج ولديه أطفال، بل وكان يعشق زوجته، كلنا يعرف كيف كان ارتباطه بتسنيم رحمها الله، ما ذنب لينا أن نضعها بهذا الموقف، بديلة في حياة رجل من أجل أطفاله، بديلة لن تستطيع أبدا الوصول لقلبه واحتلال المرتبة الأولي فيه، من حقها أن تتزوج رجل يعشقها وتكون الأولي بقلبه خالتي، أرجوك لا تغضبي من كلامي خالتي، تعرفين أني أحب علي كشقيقي.
هزت إكرام رأسها بأسى تخبرها: معك حق، ثم بنبرة أمومية متملكة وعقل سيطر عليه أنانية ألغت كل تفكير منطقي أردفت بعناد: لينا ستستطيع أن تزرع حبها في قلبه، ستعوضه عن فقد تسنيم، وهو سيحبها أنا متأكدة، يجب أن يضحي كلاهما من أجل الطفلين، الطفلين أهم منهما ومما يرغبون به، ناوليني هاتفي لمياء سأتصل بعبد الله وسأقنعه، وهو لن يعارض فقد مر بنفس التجربة من قبل، هيا لمياء.
بضيق قامت لمياء وقد أدركت أن إكرام علي غير عادتها العقلانية سيطرت عليها موجة من العاطفة ألغت عقلها وتفكيرها ولن تستمع لها مهما قالت، ناولتها الهاتف لتجري الاتصال وهي تتمني أن يرفض والد لينا فهي في قرارة نفسها تعلم أن هذا الارتباط سيكون كارثيا إذا تم فعلي غير جاهز ولينا ليس مطلوب منها هذه التضحية الجمة.

**************

احتضنت سعاد مصطفي بشوق تخبره بعاطفة أمومية صادقة: اشتقت إليك يا حبيبي، لا حرمني الله منك أبدا.
مال يقبل يدها يقول: وأنا اشتقت إليك يا حبيبة قلبي، البيت مظلم من غيرك، لا حرمنا الله منك أبدا.
التفتت سعاد إلي مروة الواقفة وراء مصطفي فسحبتها لحضنها بحب تعطيها حضنا دافئا صادقا كالذي أعطته لمصطفي وتسألها عن حالها، ثم التفتت لمازن الذي كان يتقافز بفرح لرؤيتها، فمالت تحمله وهي تغرق وجهه بالقبلات ثم جلست ووضعته على قدمها وسألته عن حاله، أخذ الصبي يثرثر يحكي لجدته عما فعله طوال الأسبوع وهي تصغي إليه بانتباه، وبعد أن أنهى كلامه أشارت لإياد الواقف يتطلع لمازن بفضول، قالت: تعالى إياد، ثم التفتت لحفيدها تخبره: إياد كان ينتظرك ليلعب معك هيا مازن العب مع صديقك الجديد.
انطلق الطفل بفرح لهذا الصديق الجديد القريب من عمره ليلعب معه، بينما كان مصطفي يسلم على خاله وعمته وكريم وزوجته، ثم أخيرا وصل إلي صفاء الجالسة بجوار والدته ملتصقة بها، كانت تغطي وجهها بوشاح خفيف فمال يحتضنها ويقبل رأسها ثم سألها: كيف حالك حبيبتي؟
سمع همسها بأنها بخير، فعاود سؤالها بقلق: هل مازالت هناك آثار على وجهك حبيبتي، لماذا تغطين وجهك؟، حاول نزع وشاحها ليطمئن فهاله حالة الذعر التي تلبستها وهي تهمس له متشبته بالوشاح: لا تنزعه يريحني وجوده.
قطب حاجبيه بقلق، فحاوطتها والدتها بذراعيها تقول: دعها مصطفي، عندما تكون مستعدة ستنزعه بنفسها، أليس كذلك حبيبتي؟
أومأت صفاء برأسها إيجابا وهي تنكمش أكثر بجوار والدتها التي أخرجتها اليوم قسرا من الغرفة مخبرة إياها بحزم أنها يجب أن تخرج من الغرفة وتستقبل من جاء لزيارتها، بقلق مال مصطفي يسأل مروان: لماذا تغطي وجهها هكذا؟ هل مازال وجهها مجروح؟
همس مروان يجيبه: هي تخفي وجهها عنا نحن فقط، تكشف وجهها أمام النساء، عندما حاولت نزع الوشاح منذ يومين كادت تصاب بنوبة هيستيرية فتركتها على راحتها، ليتك تحدثها يا مصطفي.
زفر مصطفي بضيق متألم حزنا على حال شقيقته، همس لأخيه بيأس: دوما كنت أقربنا لها يا مروان ما دامت لم تسمع كلامك لن تستمع إلي.
-ولكنك كنت دوما أكثر من تقتنع برأيه يا مصطفي، إنها تثق برأيك وتحترمه حاول لن تخسر شيئا، عندي أمل أنها ستستجيب لك.
هز رأسه لأخيه وعينيه تطالع بألم جلسة شقيقته المنكمشة ونظراتها المطرقة للأرض، ابتسم وهو يلمح أمه تطلع بحذر لمازن المنهمك باللعب ثم إشارتها لمروة تقول لها بصوت خافت: هاتيه بسرعة قبل أن ينتبه.
ضحك مصطفي ومروة تضع سلمان بحجرها فأمسكت سعاد يد الصغير تقبل كل إنش بها بحب، فابنه مازن يغار على جدته، لا يتحمل أن يراها تحمل أحد غيره، أعطت سعاد الصغير لمروة بعد أن أشبعت شوقها إليه، ثم التفتت تسأل مصطفي بقلق: لماذا لم تحضروا رقية معكم، أنا قلقة عليها وهي هناك بمفردها.
رد مصطفي: لم يوافق محمود يا أمي، وأنا لم ألح عليه، قلقت عليها من طول الطريق وهي بشهر حرج من الحمل.
بشفقة قالت سعاد: المسكينة، ماذا ستفعل اليوم بمفردها بالبيت.
بغيظ قالت لها سميرة: أولادك بجوارك لم تحملين هم زوجة ابنك يا سعاد، معها زوجها.
-انها ابنتي يا سميرة، لا أحب كلمة زوجة ابنك هذه، أنا أحبهم كلهم كصفاء.
-لا أدري حقا ما فائض الحب الذي عندك هذا، عندك أربعة أولاد وتتبنين كل من يمر بجوارك وتخبريني أنه مثل ابنك، لا يمكن أن أحب أحد ككريم أبدا.
ضحك عصمت وهو يقول لسميرة: شقيقتي تعاني من حالة جفاف عاطفي بفضل شقيقك، دعيها تعطي حبها لمن حولها.
نظرت سعاد لسميرة تخبرها: أو تدرين من سرق قلبي أيضا واحتل منزلة كصفاء؟، تلك الرقيقة التي تزوجها ابنك، أحبها ولا أدري لم؟ رغم أني رأيتها مرات معدودة.
ابتسم عصمت وهو يتأمل مرام بحنو كانت جالسة على أريكة بعيدة نسبيا وكريم بجوارها يحاوطها بذراعه وهو منشغل بهاتفه بينما كانت هي تتبادل حديثا وديا مع مروة الجالسة بجوارها، قال بإقرار: وأنا أيضا أحبها ككريم، أشعرها كابنة لي، لست وحدك.
بغيظ وغيرة تنضح من كلماتها قالت سميرة: وأنا لا أطيقها، تلك القصيرة إنها لا تستحق ابني، ابني يستحق من هي أفضل منها، لا جمال ولا عائلة، انظري كيف تلتصق بابني لا تعطيه فرصة ليتنفس.
بنبرة محذرة همس عصمت باسمها" سميرة"
بنزق أكملت سميرة: سميرة سميرة، هل كلمة الحق تغضب هذه الأيام.
بنبرة محذرة قال عصمت: سميرة كف عن كلماتك تلك، البنت مؤدبة ومحترمة لم نر منها إلا كل خير، ابنك سعيد معها وهذا يكفي، ثم أردف يغيظها: ثم ابنك هو من يلتصق بها، هي كانت تجلس أولا على الأريكة وهومن جاء وجلس بجوارها.
احمر وجه سميرة غيظا وغيرة من كلمات زوجها فضحكت سعاد وهي توجه كلامها لسميرة: أتعلمين يا سميرة كنت قلقة للغاية علي مروان وكريم ومحمود للغاية، فطباعهم شديدة النزق والعصبية، وبنات هذه الأيام لا تتحمل هذه الطباع، ليسوا مثلنا يا سميرة نعمر البيوت مهما كانت الصعوبات والمشاكل، نضحي بأنفسنا من أجل راحة الجميع، قلت سيتزوجون وسيعيشون في متاعب ومشاكل، ولكن رزقهم الله بمن يتحمل طباعهم تلك ويروضها، انظري إلي ابنك بجوارها هادئ مرتاح مطمئن مثله مثل مروان بجوار منال، احمدي الله علي نعمة زوجة ابنك يا سميرة فكريم بطباعه تلك لم تكن لتتحمله فتاة من فتيات هذه الأيام.
بغضب قالت لها سميرة: وما بها طباع ابني يا سعاد؟، أخبريني، إنه زينة الشباب.
رد عصمت: عصبي ومتهور ويتدلل كالأطفال هل يكفيك هذا؟
نظرت له بغضب: لا تقل هذا على ابني يا عصمت.
بيأس هز عصمت رأسه وهو يلتفت لشقيقته يهمس لها: عائلة من المجانين يا سعاد، لماذا ورطت نفسي أنا معهم؟
ضحكت سعاد بينما قالت سميرة بغضب: بماذا تهمس لشقيقتك يا عصمت أخبرني.
التفت إليها عصمت يخبرها مقاوما ضحكاته: كنت أقول لها ماذا كنت لأفعل من دونك يا سميرة، لا حرمني الله منك يا أم كريم.
ضحكت سعاد علي وجه سميرة المحتقن غضبا من عصمت، لم تتغير سميرة رغم مرور السنوات مازالت كما هي، متهورة وعصبية وشديدة التملك والغيرة لمن تحب، همست لها: فليسعدهم الله يا سميرة، هذا ما نريده.
مالت صفاء علي أمها تهمس لها: سأذهب لأنام قليلا يا أمي أشعر بالتعب.
قامت سعاد تقول لها: سآتي معك يا حبيبتي.
هزت صفاء رأسها بالرفض وهي تقول بخفوت: ابقي أنت معهم يا أمي، أنا سأنام، اجلسي مع خالي ومصطفي أعرف أنك اشتقت إليهم.
راقبت سعاد بحسرة انصراف صفاء ومشيتها المنكسرة وهي تغادر الغرفة، فقام مصطفي يجلس بجانبها يحاوطها بذراعه، سألته بعيون دامعة: ماذا سيكون مصير أختك يا مصطفي، إنها تذوي أمام عيني وأنا لا أجد بيدي ما أفعله لها، كيف سأتركها وأعود، سأموت من القلق عليها، فلنأخذها معنا يا مصطفي حتى أرعاها لن يطمئن قلبي إلا وهي بجواري وأمام نظري.
-تعلمين الوضع بالقرية يا أمي، وأنا لا أضمن رد فعل أبي إذا رآها، ربما سيفرغ غضبه بها وأنت تعرفين كلماته يا أمي ستقتلها، صفاء لا تستطيع تحمل ضغط كهذا مع ظروفها النفسية الحالية.
تدخل عصمت بالحوار يقول: مصطفي معه حق يا سعاد، الوضع الأفضل لصفاء أن تكون هنا بعيدا عن كل ما حدث بالقرية، ليتها تقبل وتأتي لتعيش معي ومع عمتها ستنير البيت بوجودها.
بغضب سأله مروان: وهل قصرت في شيء يا خالي حتى تريد أخذها من بيتي، أختي فوق رأسي.
بغيظ سأله عصمت: وهل قلت أنك قصرت في شيء؟، هل لسانك أنت والأحمق الجالس هناك يسبقان عقلكما دائما.
بحرج قال مروان: لم أقصد شيء يا خالي، ولكني لا أريد أن تغادر أختي بيتي.
ثم محاولا تغيير مجري الحديث التفت لمصطفي يسأله: ما رأيك أن تدخل إليها وتحدثها يا مصطفي؟ لا أريدها أن تجلس أمامي مخفية وجهها، أتمنى أن تقتنع بكلامك.
هز مصطفي رأسه لأخيه موافقاً ثم قال لأمه: أمي أريد أن أدخل إليها، هل يمكن أن تخبريها.
قامت سعاد لتدخل لابنتها، بينما التفت عصمت إلي كريم المنشغل بهاتفه منذ أتى على غير عادته، سأله: هل هناك شيء كريم؟ تمسك هاتفك منذ جلست.
لم يسمع كريم كلام والده فلقد كان مستغرقا بكليته في الهاتف، ربتت مرام علي كتفه تنبهه فالتفت إليها فأشارت لعصمت الذي عاود سؤاله، ارتبك كريم ولم يفت والده ارتباكه فهو يحفظه كراحة يده، قطب حاجبيه بقلق وهو يستمع لرد ابنه: لا شيء أبي، فقط صديق لي يعاني من مشكلة وأنا أحاول الوصول إليه.
سأله أبيه وهو يحدق بوجهه يقرأ تعابيره: أي صديق تقصد؟ عمار؟
-لا أبي صديق من أيام الجامعة، أنت لا تعرفه، ثم أردف وهو يلمح تفحص والده لوجهه، يعرف أباه لن يتركه حتى يطمئن فأردف: إنه يعاني من بعض المشاكل ويفكر بالانتحار وأنا قلق عليه، انقطعت عنه من بعد الجامعة، ورأيت منشور له بالصدفة، أنا أحاول الاتصال به ولكنه لا يرد.
ثم هرب من تفحص أبيه وقام يستأذن من مروان كي يدخل للشرفة حتى يستطيع محادثة صديقه بحرية، بينما كان هناك شعور بالقلق يسيطر علي عصمت وفكرة تسلطت على عقله" هناك شيء يخفيه كريم، شيء يقلقه ويوتره"
بينما كان كريم يعيش جحيما في الشرفة، برغم برودة الجو كانت الحرارة تدب في جسده من التوتر والخوف الذي يعيشه، حرائق داخلية تشتعل داخله، شتم وهو يرسل رسالة أخري لها ومصيرها عدم الرد كسابقيها، منذ أمس وهو يحاول الوصول إليها، أرسل لها عشرات الرسائل ولكنها لا ترد، قرأ أمس منشورها عن الانتحار ومن وقتها وهو عاجز عن التفكير في أمر آخر غيرها، بداخله هلع كبير يبتلعه، يتساءل هل أهلها يجبروها على الزواج مثلما أجبروها في زيجتها الأولي، هل يسيئون إليها، يكاد يموت قلقا عليها، فتح صفحتها الشخصية للمرة المئة اليوم يطالع هل من جديد، اتسعت عيناه ذعرا وهو يراها غيرت صورة الغلاف وصورتها الشخصية للون الأسود، حاول إرسال رسالة لها ولكنه فوجئ أنها أغلقت صفحتها الشخصية أو ربما حظرته لا يدري، لم يجد أمامه حلا سوي الاتصال بها، انتهي الرنين ولم تفتح الخط، عاود الاتصال لم ترد، للمرة الرابعة يتصل وينتظر وقلبه ينتفض بخوف وهلع متسائلاً" هل آذت سلمي نفسها؟"

**************
مسترخية في فراشها تضع أحد أقنعة الوجه لترطيب وجهها وهي تطلي أظافرها باهتمام شديد، ابتسمت وهي تسمع صوت الرسالة، بظفر لمعت عينيها وهي تري اسم المرسل كريم، بغل قالت" الآن تتصل سيد كريم، ألم تخبرني أنك لن تستطيع التواصل معي لأنك متزوج ولديك بيت، سأريك"، ثم أمسكت هاتفها وغيرت صورتها الشخصية وصورة الغلاف للون الأسود، ثم أغلقت حسابها لتزيد قلقه ثم رمت الهاتف بجوارها ونفخت أصابعها بهدوء ليجف الطلاء، تكاد تجزم بما سيفعله الآن، كريم حبيبها تحفظه كراحة يدها، تعرف نقاط ضعفه جيدا، تجزم أنه سيتصل الآن، تعرفه مندفع ومتهور وشديد العاطفية ويشعر بالمسئولية تجاه أحبته، تذكرت ما حدث منذ أسبوعين، اتصلت به بعد زيارتها له فلم يرد عليها، وعندما أرسلت له رسالة أنها تريد أن تقابله اعتذر وأخبرها أنه لن يستطيع مقابلتها حتي لا تتضايق زوجته، هنا قررت أن تغير خطتها، لن تسعى إليه ستتركه هو يسعى إليها، وبالفعل منذ أمس يرسل رسائل لها بعدما كتبت منشور عن رغبتها في الانتحار، وهي هذه المرة لم ترد، توعدته بسرها علي إهماله لها وعدم سعيه ورائها، كانت متخيلة أنه سيأتي زحفا إليها عندما يعلم بطلاقها ولكن ظنها خاب، فهمت أن عائق ابنه وزوجته لن يكون سهلاً مثلما ظنت، برقت عيناها بسعادة وهي تري الهاتف يرن باسمه، استرخت علي سريرها والرنين ينتهي ثم يتعالى مرة أخري، وفي المرة الرابعة، بعد خمس رنات قررت الرد، ما إن ضغطت علي زر قبول المكالمة حتي سمعت صوته المذعور يهتف باسمها" سلمي".
بصوت هامس ردت عليه وهي تدفع أكبر قدر ممكن من الكآبة في صوتها: كريم كيف حالك حبيبي؟ تمنيت أن أكون آخر ما أسمعه في هذه الحياة هو صوتك، ولكني لم أرد الاتصال بك حتى لا أضايقك، لقد فهمت أني لا أعني لك شيئا من رسالتك الأخيرة، فآثرت الرحيل من هذه الحياة الظالمة التي حرمتني منك، إن كنت أنت نسيتني فأنا لم ولن أنساك، تذكر جيدا أني طالما أحببتك، وداعا كريم.
بهلع صرخ بها: إياك أن تغلقي الخط، أين أنت؟ سأحضر لك، هل أنت بالبيت؟
بظفر لمعت عينيها وهي ترد عليه بمسكنة مصطنعة: لا تشغل بالك بي كريم أنا لا أهم أحداً، كنت واضحا معي أنت لن تستطيع مقابلتي، عندك زوجة وابن أما أنا فلا أمثل لك سوى ماضي، لا تشغل بالك بي، الموت راحة لأمثالي، وداعا حبيبي.
بذعر قال لها: سلمى أرجوك لا تفعلي هذا، الانتحار ليس حلا، تعالي نتقابل، سأحضر إليك اذا كنت بالبيت، أو إذا كنت لا ترغبين بحضوري تعالي نتقابل في أي مكان.
بنشوة من وصل لهدفه برقت عيناها وهي تقول له: سآتي فقط حتى أراك وأودعك كريم، حتى يكون وجهك هو آخر ما أري في هذا العالم الظالم الذي حرمني منك، أين نتقابل؟
أخبرها باسم مكان كانت تعرفه كانا يتقابلان به أيام الجامعة، ثم أخبرها بحزم: لا تغلقي الخط حتى ألقاك سلمي، أنا خائف عليك.
-لا تخف حبيبي، سأنتظر بعد رؤيتك لأتخلص من هذه الحياة، بعد ساعة سأكون هناك.
ثم أغلقت الخط تاركة إياه يحترق خوفا عليها.

*************

وجوم سيطر على ملامحه وهو ينظر لاسم المتصل، قلبه انقبض وشعر بعدم الرغبة في الرد، كان يدرك بقلبه سبب اتصالها، كان يتهرب من لقائها منذ أسبوع، كان ينتظر لينا أسفل البيت ولا يصعد ليأخذها كعادته، منذ ذلك اليوم الذي ألقت فيه سلوى كلامها ورؤيته لتأثر إكرام ولن يكذب هو أيضا تأثر وهو يهرب من مقابلة إكرام، صمت الهاتف فزفر بارتياح ولكن الهاتف ارتفع صوته مرة أخري برنين مزعج ففتحه علي مضض، سألها بخشونة ليست من طبعه دون حتي أن يسألها عن حالها: ماذا تريدين إكرام؟
-أريد أن أراك اليوم يا عبد الله، الأفضل الآن حتي لا يسمع أحد حديثنا، أعرف أن لينا ذهبت مع علي والأولاد، لمياء معي هنا، لا تحضر معك صفية يا عبد الله.
حاول الهروب قائلا: من الأفضل أن تخبريني علي الهاتف إكرام، لست متفرغا اليوم.
بنبرة راجية توسلته: أرجوك ياعبد الله تعالى، أحتاج للحديث معك، ما سأقوله لن أستطيع الحديث فيه علي الهاتف، بحق روح تسنيم الطاهرة لا تخذلني.
لمعت عينيه بدمعة أبت النزول فظلت تحرق قلبه قبل عينيه، بعذاب همس لها: ما تفكرين به لا يجوز يا إكرام، لن أستطيع تلبية طلبك.
-بلي تعلم أنه يجوز يا عبد الله، بدليل تهربك من لقائي، سأنتظرك.
ثم أغلقت الخط تنتظره بينما هو دخل حجرة نومه يتأمل صفية النائمة بسكون، سكون أصبح يلازمها منذ وفاة تسنيم، بدت وكأنها فقدت رغبتها بالحياة فامتنعت عن الطعام والشراب حتي اضطروا بالأمس إلي حقنها بالمحاليل قسرا، زفر بحزن ثم ترك لها ملاحظة علي الطاولة بجانبها أنه سيذهب إلي مشوار هام ولن يتأخر، وتحرك وهو يقدم قدما ويؤخر أخرى فهو يعلم ماذا تريد منه إكرام، فهو الآخر منذ أسبوع حديث سلوي يدور بعقله، بمرارة سأل نفسه" هل يعاقبك الله يا عبد الله لأنك لم تحب صفية، لأنك لم تهديها قلبك كما أهدتك هي كل مشاعرها وحبها، هل قبض الله روح ابنتك لتعيش ابنتك الأخرى ما جعلت صفية تعيشه، هل كتب علي لينا أن تكون صفية أخري".
استغفر ربه من مسار أفكاره ثم أوقف أحد سيارات الأجرة لتقله فهو يشعر أنه ليس بكامل تركيزه ليقود سيارته.
بعد نصف ساعة كان يجلس أمام إكرام منكس الرأس ينتظر حديثها الذي لم يتأخر، قالت له: عبد الله أنت تعرف مدي قدرك عندي، دوما اعتبرتك شقيق لي، نحن عشرة عمر كامل يا عبد الله، كنا جيران قبل أن نكون نسباء، وأنا جئتك اليوم بطلب أعرف أنك فكرت به مثلما فكرت به أنا.
قاطعها بخشونة: لا تكملي يا إكرام، لن أقبل مهما حدث.
برجاء أكملت: لماذا يا عبد الله، هل تعيب علي ابني شيء، أنت تعرفه شاب مهذب محترم سيصون لينا وسيحميها سيكون لها سنداً وظهراً.
سألها بحدة: هل ابنك يعرف شيئاً عن طلبك هذا يا إكرام؟
أجابته: تعرف أنه لا يعرف شيئاً ولكنني كفيلة باقناعه كما ستقنع أنت لينا بضروة زواجها من علي لينشأ ملك ومالك بينهما.
-لن أقنع ابنتي بشيء لأنني غير مقتنع بالأساس، ما ذنب لينا أن تكمل حياتها مع زوج لا يحبها، زوج قلبه معلق بغيرها، لماذا أحكم علي ابنتي بهذا المصير المظلم.
بقسوة ليست من طبعها سألته: وماذا كان ذنب صفية يا عبد الله؟
شحب وجهه مع سؤالها، دافع عن نفسه: لم أجبر صفية علي شيء، هي كانت تعلم ظروفي ووافقت بها، كانت تعرف مدي حبي لهيام رحمها الله، كانت تعرف أن لدي بنت ووافقت.
بقسوة استمرت بحديثها: وما ارتضيته لأختي لا ترتضيه لابنتك.
نهرها بغضب: إكرام كفي عن حديثك هذا، انها ابنتي، وصية أمها، لن أستطيع.
سألته بمهادنة عندما رأت غضبه: وملك ومالك يا عبد الله ألا يشغلا تفكيرك، حفيديك وصية تسنيم لك، ألا يستحقا بعض التضحية منك ومنا جميعاً.
بألم أخبرها: أدفع عمري كله فداء لهما ولكن ليس عمر ابنتي يا إكرام.
-ومن قال أنها ستدفع عمرها يا عبد الله، علي سيحبها أنا واثقة، لينا تمتلك سحر هيام رحمها الله، ذلك السحر الذي يجذب إليها الجميع بلا جهد منها، وأنا أضمن لك أن علي سيصونها ويحميها، الأولاد بحاجتها وأنت تعلم هذا جيدا.
بانفعال تحدث: وهي لا تتأخر عنهم يا إكرام، إنها تخرج بعد العمل كل يوم فتأتي إليهم تجلس معهم وترعاهم حتي يناموا، ماذا تريدين أكثر من ذلك، الزواج لن يضيف شيئا جديدا.
-وماذا سيحدث إذا تزوجت أخبرني، هل سيرضي زوجها أن تحضر كل يوم لأولاد شقيقتها، هل هناك رجل يقبل بهذا؟
اغتمت ملامحه وهو يسمع كلامها، فلينا مازالت تشكل لغزاً أمامه فيما يتعلق بالزواج، لا يستطيع أن يفهم أين مشكلتها؟، حاول التحدث معها ولكنها أنكرت وتهربت، كلما تقدم لها عريس وما أكثرهم فابنته تمتلك سحر أمها وجاذبيتها مما يجعل قلوب الرجال تهفو لها بلا أي جهد منها، كلما تقدم لها عريس طلبت الجلوس معه جلسه منفردة، بعدها كان العريس يذهب ولا يعود مرة أخري، ماذا تقول وماذا تفعل ليجعل الجميع يهرب لا يدري حقا لا يدري، وبداخله تشكل سؤال أخافه: هل ستمضي حياتها هكذا بلا زوج؟
هو يعلم أنها غير مرتبطة عاطفيا بأحد، جل ما يخشاه أن تكون تهرب من فكرة الزواج.
استبشرت إكرام وهي تري شروده، ظنته بدأ يتقبل حديثها فسألته بخفوت: ما رأيك يا عبد الله؟
رفع إليها عينين مهمومتين يخبرها: هل تعلمين أي اختيار تضعيني به بحديثك، تخيريني بين حفيداي وابنتي يا إكرام، لم أعهدك قاسية هكذا.
التمعت عيناها بدموع محبوسة وهي تقول: أموت قلقا علي الأولاد يا عبد الله، أنت تري صحتي كيف تدهورت في الآونة الأخيرة، وصفية بعالم آخر، لينا وحدها من ترعاهم، تصبر عليهم، تعلمهم وتوجههم، أنا أريدها أما لهم يا عبد الله، لا أريد أن يتزوج ابني من زوجة تسئ إليهم.
رفع وجهه يسألها: يتزوج!
-سيتزوج يوما يا عبد الله وأنت تدرك هذا جيداً، الحياة ستستمر ولن تقف، أنت نفسك تزوجت وأنجبت برغم عشقك لهيام، مادام سيتزوج فليتزوج بمن سترعي أبنائه وتكون أما لهم وليس بمن ستسيء إليهم.
صفية تشكلت أمام عينيه مع كلماتها، كرهها للينا ليس بخافي عليه، كلماتها المسمومة في كل حين عندما تراها يكاد يسمعها الآن، برغم إنها وعدته قبل الزواج أنها ستكون أما لها لكنها لم توفي بوعدها، مرارة انتشرت بجوفه وهو يتخيل ملك ومالك يعانيان ماعانته لينا، تساؤل جال بعقله "هل سيستطيع علي أن يعوض أولاده إذا تزوج بزوجة تكرههم، أم ستلهيه الحياة بمشاغلها؟"
بإصرار أكملت إكرام: أنا واثقة أن لينا لن ترفض يا عبد الله، هي خير من شعر بمرارة اليتم، فلن ترضي أن ترمي أولاد شقيقتها فيه، نحن النساء خلقنا للتضحية وأنا واثقة أنها ستضحي من أجل أولاد شقيقتها.
بتردد أخبرها: دعي هذا الكلام لوقته يا إكرام، مازال الوقت مبكراً، لا علي تجاوز وفاة زوجته ولا لينا ستقدر الآن علي تقبل علي كزوج.
بلهفة وبأنانية أمومية قالت: خير البر عاجله يا عبد الله، أنا لا أضمن عمري دعني أطمئن علي ملك ومالك، لنحدثهم اليوم، ونعقد القران.
-ماذا تقولين يا إكرام؟ لم يمر شهر علي وفاة تسنيم وأنت تقولين عقد قران، يبدو أنك نسيت شقيقتك أكاد أجزم أنها لن توافق علي لينا أبدا كزوجة لعلي، لن أجمل الكلام صفية تكره لينا، ستحيل حياتها جحيم إذا عرفت فقط ما تنوي عليه.
-وهذا أدعي لأن نعجل بعقد القران يا عبد الله، صفية بحالتها تلك لن تنتبه ولن تركز بأفعالنا، سنعقد القران ثم نخبرها، وأنا وعد مني سأمنع أي أذي يطال لينا من صفية، ستكون ابنتي التي لم أنجبها.
بذهول نظر إليها عبد الله يسألها: هل تمزحين؟ هل سنخفي عن شقيقتك أمر كهذا؟ ماذا يحدث معك يا إكرام كنت دوما أما لصفية تخشى عليها، أتعلمين كم سيحطمها الأمر لو علمت أنك أخفيت عليها أمرا كهذا؟،
صمتت وعاطفتان تتصارعان داخلها بقوة، عاطفة أخوية لشقيقتها الوحيدة، وعاطفة أمومية أنانية تجاه علي وأبناؤه، أغمضت عينيها وصراع يدور علي أشده بداخلها، حرب مستعرة تدور داخلها وكل عاطفة تحاججها أن تصغي لها، فتحت عينيها وقد انتصرت عاطفتها الأمومية، بتصميم قالت: صفية ليست معنا، إنها بعالم آخر، لا تدري شيئاً عن الطفلين ولا مشاكلهم، ستغضب قليلا ثم ستصفو عندما تعلم أننا فعلنا الصواب، أنا سأحادث علي عندما يأتي، وأنت تحدث مع لينا، لا يوجد حل آخر يا عبد الله، إننا نفعل ذلك من أجل الصغيرين .
بانهزام هز رأسه موافقاً ودمعة تفر من عينيه ألما علي صغيرته، بينما زفرت إكرام بارتياح وهي تشعر أن موافقة عبد الله خطوة كبيرة في تحقيق هدفها، هي تعلم كيف تقنع علي وتعلم أن لينا لن ترفض.
لينا التي كانت لاهية عما يحاك من ورائها، كانت تتابع الطفلين ببسمة حنونة تلوح لهم وهم يركبون الأرجوحة الدوارة، لم تكن تعلم أن قصتها تنسج وتكتب بأيدي غيرها.

************
دخل الغرفة وراء أمه وهو يشير لمروة فتبعته فدوما كانت مروة صديقة مقربة لصفاء، لمح انكماشها فور دخوله فتألم من أجلها، جلس بجوارها واستند بظهره للحائط، حاوطها بذراعه يسألها: كيف حال جميلة الجميلات التي تخفي وجهها عني؟
سمع ردها الهامس أنها بخير دون إضافة أخري، فسألها بشكل مباشر: لم تخفين وجهك عنا صفاء؟ هل أنت غاضبة مني ومن مروان؟
أسرعت تهز رأسها نفيا وهي ترد عليه بصوت خافت: لا يا أخي، لولاكم لمت بين يدي أبي.
عاود سؤالها بإصرار: لماذا تخفين وجهك عنا أنا ومروان يا صفاء؟
امتلأت عيناها بالدموع وهي ترد عليه بألم: لأني أخجل منكم يا أخي، لقد نكست رؤوسكم التي طالما رفعت في القرية، سببت لكم فضيحة لن ينساها الناس مهما مر الزمن، ليتكم تركتم أبي يقتلني يومها وغسلتم عاركم حتي ترفعوا رؤوسكم بفخر كما اعتدتم.
تطلعت سعاد إلي ابنتها بقهر وهي تستمع إلى كلامها المؤلم، مروان أيضا سمعه فلقد دخل الغرفة ولكنه آثر عدم التدخل تاركا الأمر لمصطفي، مصطفي الذي استنكر كلامها: مالذي تقوليه يا صفاء؟ أنت لست عار حبيبتي، لم تنكسي رؤوسنا ولن تفعلي يوما، لم يكن خطأك بالأساس، لماذا تحاكمي نفسك بقسوة هكذا.
بألم أخبرته: بل كان خطأي، لو لم أرسل له الصور لما حدث كل هذا، كنت غبية، أين كان عقلي وأنا أفعل هذا.
تدخلت مروة بالحوار تخبرها: لو كنت مكانك لفعلت نفس الأمر، لو طلب مني مصطفي طلبا كهذا لم أكن لأفكر مرتين، كنت لأفعل أي شيء يطلبه لأسعده يا صفاء، وأنا واثقة لو سألتي منال ومرام لقالوا لك مثلما أقول.
رفعت إليها عينها بلهفة تسألها: أحقا يا مروة؟ أنت لا تقولي لي هذا حتي تهدئيني.
-أقسم لك لو طلب مني مصطفي أي شيء لفعلته يا صفاء.
ناغشها مصطفي: سأذكرك بقسمك هذا قريبا يا مروة.
ثم مال على صفاء يرفع وجهها يثبت عينيه في عينيها يقول: ارفعي رأسك يا صفاء، لا تنكسي رأسك أبدا، لم تحني رؤوسنا يوما بل كنت مصدر فخر لنا دوما، لا تخبئي وجهك عنا أبدا يا حبيبتي، والآن أريدك أن تنزعي هذا الوشاح عن وجهك ولا تغطي به وجهك أمامنا، اتفقنا، هيا اخلعيه.
-عندما تأتي المرة القادمة أعدك لن أضعه لست مستعدة لنزعه الآن مصطفي.
بحزم أخبرها: بل الآن يا صفاء، كف عن الاختباء، أريد أن أعود اليوم للقرية وأنا مطمئن عليك.
ثم مد يده بحذر للوشاح، لمح عينها الدامعة ونظرتها المترجية ولكنه تجاهلهما وهو ينزع الوشاح، أطرقت بوجهها فرفع وجهها بأصابعه يتطلع إلي وجهها الذي تحسنت حالته كثيرا من آثار الضرب، قال لها بهدوء: انظري في عيني صفاء، هيا.
رفعت عينيها إليه فهاله الانكسار والخزي داخله، تساؤل داخلي ارتفع داخله" كيف ستتعافى مما أصابها، كيف سترفع وجهها وتواجه الناس وهي تعجز عن مواجهة أشقائها"، مسح دموعها التي سالت علي خدها بحنان وهو يقول: أعرف أن جرحك صعب ومؤلم، وأعلم أنك مررت بتجربة تحطم أعتى الرجال، ولكني أعلم أنك قوية وستتعافين، ولكن لا تحبسي نفسك بين جدران الخزي صفاء، أنت لم تفعلي شيئا يخجلك ولا يخجلنا، تعلمت فقط درسا قاسيا، أنا دائما في ظهرك حبيبتي موجود من أجلك دوما، اتفقنا.
هزت رأسها لأخيها فانطلقت زفرة راحة منه أنه استطاع اقناعها، بينما تذمر مروان وهو يجلس بجانبها من الناحية الأخرى يحاوطها بذراعه هو الآخر قائلا: هذه تفرقة صافي، أحدثك منذ أسبوع كامل ولا تستجيبين لي، وهو في خمس دقائق فعلها، أنت تحبيه أكثر مني.
ضحك مصطفي يغيظه: لي أسلوب بالإقناع يا بني، ثم ألا يكفيك أن أمك تحبك أكثر، تريد الاستحواذ علي قلوب الجميع.
انسحبت مروة تاركة لهم الغرفة بينما نهرت سعاد مصطفي توبخه: ألم أخبرك من قبل أن لا تقول هذا الكلام، تعلم أنني أحبكم كلكم بنفس القدر.
بمزاح مال مصطفي علي صفاء فنال منها ابتسامة صغيرة شاحبة ولكنها أسعدته، يكفيه انها تتفاعل معه، بهمس أخبرها: أليست تفضل ابنها البكري يا صفاء وتحبه أكثر منا.
ردت صفاء بضعف: تعرف أن أمي تحبنا كلنا يا مصطفي، كلنا مفضلين عندها.
لمحت أمه مشاركة صفاء الضعيفة فأبهجت قلبها، تطلعت إلي أولادها يحاوطون صغيرتها فاطمأن قلبها، لو قبض الله روحها الآن ستكون مطمئنة علي صفاء أن لها سندا وظهرا يحميها مهما اشتدت بها مصائب الزمان، نظرت لأولادها بحنان فائق ثم قالت لمصطفي: معك حق أتعرف أنا أحب مروان أكثر بطيبة قلبه وحنانه وحبه اللامشروط الدائم لمن حوله، أول فرحتي وأول ما رأت عيني، ولكني أجد نفسي أحب محمود أكثر في نفس الوقت ولا أعرف كيف وأخشى عليه من قسوته وجموده، ثم أنظر لصفاء فأجزم أني أحبها أكثر، بهجة قلبي التي جاءت بعد ثلاث صبية أطاروا برجا من عقلي بشقاوتهم، أحبها أكثر بصفائها وطيبتها وقلبها الحنون، ثم أنظر إليك يا مصطفي فأجدني أحبك أكثر بل أحمد الله في كل ثانية أن رزقني الله بك نسخة مطابقة لأخي الذي أعشقه، أكون مطمئنة وأنت موجود باتزانك ورجاحة عقلك وحكمتك، وأعرف أنك ستكون دوما لجاما لأخويك من تهورهما واندفاعهما، ثم نظرت إلي أولادها الثلاثة تسألهم بمسكنة مصطنعة: هل يستطيع أحد منكم أن يحل لي هذه المعضلة ويخبرني من منكم أحبه أكثر؟
ضحكوا جميعا بينما قام مصطفي يقبل رأسها يخبرها: أنت نعمة حياتنا يا حبيبتي، تعلمين أني أمازحك لأنني أحب أن أسمع منك دوما أنك تحبيني، لا حرمني الله منك يا حبيبتي.
التفت إلي صفاء يقول: عندي لك أمانة يا صفاء.
ثم أعطاها ملفا كان يضعه بجواره فنظرت له صفاء بحيرة تسأله: ما هذا؟
-صك ملكية الأرض يا حبيبتي، أنهيت لك الإجراءات أمس.
وضعت صفاء الملف بجانبها بعين دامعة تخبره: لا أريد شيئا يا مصطفي، هل ستعوضني تلك الأرض عن مصابي.
أمسك الملف ووضعه مرة ثانية بين يديها يقول: أعلم أنه لا يوجد شيء يعوضك ولكن هذه أرضك، هل تعلمين كم النساء التي تحسدك الآن في القرية لأنك أول امرأة تكتب أرض باسمها يا صفاء، هذا حقك الذي سأرعاه بعيني يا حبيبتي.
شكرته بخفوت ثم رفعت عينيها إلي أمها ترجوها: ألا يمكنك البقاء عدة أيام أخري يا أمي، أنا أحتاجك.
دمعت عين سعاد وهي تقوم لتحضنها تعتذر لها بألم: وأنا أيضا أحتاج أن أكون بجوارك يا قرة عيني، ولكن ماذا أفعل أخبريني، تعرفين أبيك، لا أصدق للآن أنه تركني هنا أسبوع كامل، سامحيني حبيبتي.
هز مروان رأسه بضيق من تحكمات والده ولكن ماذا يفعل ليس بيده شيء، بينما قال مصطفي: هيا لنجلس معهم قليلا بالخارج قبل انصرافنا يا أمي، ثم سحب صفاء من يدها مردفا: وأنت تعالي معي يكفيك نوم يا عاشقة الكسل.
تحركت مع أخيها مستسلمة له لتخرج معه للخارج لتجلس معهم بعد أن ثبتت وشاح علي شعرها لوجود كريم.
كريم الذي للتو أنهي مكالمته مع سلمي ودخل للغرفة بذعر يسيطر عليه، أخبر مرام أنه مضطر للنزول.
سألته بقلق: ماذا هناك كريم؟
علي عجل أخبرها: صديقي وافق علي مقابلتي، يجب أن أمنعه عما ينتويه، هل ستصعدين إلي شقتنا أم ستجلسين معهم؟
-سأجلس معهم، إياد سعيد بلعبه مع مازن.
علي عجل مال علي أبيه يهمس له: أبي أنا عندي مشوار عاجل، اهتم بمرام.
تأمله أبيه بقلق يشعر بانقباض في صدره لا يدري مصدره، بهمس مماثل قال: لا تقلق علي مرام، ولكن هناك شيء بك لا تنكر، مالذي تخفيه كريم؟
-لا يوجد شيء أبي، فقط ادع لي أن أنجح في اثناء صديقي عما ينتويه.
ثم سلم علي الجميع بسرعه وهو يكاد يركض من شدة هلعه وخوفه علي الحمقاء سلمي التي تنوي التفريط بحياتها.

***********

يجلس عمار علي الأريكة مسترخيا في يوم اجازته وشقيقاته وأزواجهم يثرثرون من حوله، جلست رودينا ابنة شقيقته الصغرى علي قدمه تحمل دميتها المفضلة تسأله بعقلها الطفولي: أريد أن أكون شبه هذ الدمية خالي، ماذا أفعل لأكون شبهها، أريد أن يصبح فمي وأنفي صغيرا مثلها.
ضحك عمار علي كلام الصغيرة، بينما أخبرتها جدتها التي تجلس بجوار عمار: لا أحد يستطيع تغيير ملامحه رودي، لقد خلقنا الله في أجمل صورة، ثم انك أجمل من هذه الدمية بكثير، لا يوجد أحد يشبه هذا الدمية في الواقع.
ابتسم عمار وهو يسمع الصغيرة ترد علي جدتها بنزق: بل يوجد لقد رأيت صورا علي الانترنت لبنت تشبهها، أمي أخبرتني أنها صنعت شيء في وجهها عند الطبيب لتشبه الدمية، أنا أيضا أريد أن أذهب للطبيب ليغير ملامحي مثلها.
ضحك عمار وهو يري عجز والدته عن الرد، والدته مديرة المدرسة التي ربت أجيال لا تجد منطق يسعفها الآن أمام الصغيرة، سمع همس والدته المتذمر" جيل لا يعلم به إلا الله، يشعروني أني لم أر أطفال من قبل في حياتي"
ابتسم والصغيرة تميل علي أذنه تهمس له: هل ستأخذني للطبيب حتي أصبح شبه دميتي؟
-لن يوافق الطبيب رودي، أنت ما زلت صغيرة، سيرفض، ثم أنا أحب وجهك هذا، ثم رسم علامات بؤس تمثيلية علي وجهه مردفا: هل تريديني أن أحزن؟
لوت الصغيرة فمها وهي ترد عليه: لا خالي أنا أحبك لا أريدك أن تحزن، هل تعرف أمي أخبرتني أنه لا يوجد أحد يشبه هذه الدمية في الحقيقة.
ابتسم وهو يتذكر وجها رآه بلمحة خاطفة منذ أسبوعين كان منمنم الملامح كالدمية التي تحملها رودينا بالظبط، بشرود أجابها: أنا رأيت واحدة تشبه دميتك بشكل مذهل منمنمة الملامح مثلها.
قطبت أمه حاجبيها وهي تستمع لكلمات ابنها، أنصتت باهتمام له متمنية أن يضيف المزيد ولكنه صمت، استمعت لتساؤل رودينا الملهوف: حقا يا خالي، هل رأيت فتاة تشبه دميتي، هل ستعرفني عليها يوما.
ضحك عمار ثم مال يدغدغها فضحكت بانطلاق ونست حديث الدمية وسط ضحكاتها المنطلقة.
بعد ساعة دخلت والدته حجرته بعد أن طرقت الباب، كان مسترخيا بفراشه يتابع أحد مباريات الكرة علي هاتفه بعد انصراف اخوته، ابتسم بوجهها وهو يعتدل بفراشه يسألها: ظننتك سترتاحين قليلا حبيبتي، لقد تعبت اليوم كثيرا.
بلهفة قاطعت حديثه تسأله: من هي؟ متي ستعرفني عليها؟
تطلع إليها بدهشة لا يفهم مقصدها، سألها: أعرفك علي من؟ من تقصدين؟
ردت عليه وهي تتفحص وجهه و تراقب تعابيره: الفتاة التي تشبه الدمية التي أخبرت عنها رودينا، متي تعرفت عليها، هل تحبها، هل أعرفها، متي سنذهب لطلبها؟
بدت تعابيره مضحكة فوبخته قائلة: أغلق فمك هذا وأجبني هيا.
-أجيبك علي ماذا أمي؟ كانت مجرد فتاة رأيت صورتها فأخبرت رودينا، من أين خرج كل هذا الكلام، لقد نسجت سيناريو كامل من لا شيء.
بعناد عاودت حديثها: أنا أعرفك لا تنظر للفتيات ولا تدقق في تفاصيل وجوههن، ومادمت دققت في ملامحها هكذا فقد أعجبتك، لنذهب ونطلبها وهي لن تجد أفضل منك.
لعن نفسه علي عبارته المنفلتة التي لن يسلم من تبعاتها علي ما يبدو، بصبر أخبرها: لم أدقق في ملامحها أقسم لك، رأيتها بلمحة خاطفة ولفت نظري فقط شبهها بدمية رودينا التي تحملها بكل مكان.
بإحباط ظهر علي وجهها ولكنها أبت الاستسلام فقالت: لماذا لا تجرب أن تتعرف عليها إذن؟
-لانها لا تناسبني أمي لها ظروف معقدة لا داعي لشرحها، وأقسم لك هي لا تعني لي شيئا، لا تبتئسي هكذا هل مللت وتريدين التخلص مني؟
-أريد أن أطمئن عليك عمار، أن أحمل أولادك، أن أري سكنك بجوار حبيبة تملأ قلبك وتنير دنياك.
مال يقبل يدها يخبرها بصدق: وما حاجتي لمن يملأ قلبي وأنت موجودة بجواري يا حبيبتي.
زفرت بضيق ثم قالت بحذر: أتعرف هناك بنت جديدة تم تعيينها بمدرستنا منذ شهرين، إنها جميلة مهذبة لو رأيتها....
صمتت ولم تكمل كلامها مع تعابير وجهه الجامدة التي ظللت وجهه، قال لها بجمود: أمي أرجوك أنا لا أريد حاليا الدخول في أي مشاريع خطبة، لم يمضي أسبوعين علي انفصالي عن نرمين وأنت تحدثيني عن الارتباط مرة أخري، أرجوك أمي لا تفتحي معي هذا الموضوع مرة أخري، وأنا عندما أكون مستعد سآتي إليك وأخبرك، اتفقنا حبيبتي.
هزت رأسها موافقة وقامت من مكانها تتحرك لغرفتها، بينما راقب عمار انصرافها بضيق، لا يحب أن يحزنها، ولكنه بالفعل غير مستعد لخوض تجربة جديدة، يخشي من الألم والرفض مرة أخري، ماذا ستفعل أمه عندما تعرف أنه أزال موضوع الزواج من تفكيره نهائيا، ابتسم وهو يتذكر حديثها المندفع عن منمنمة الملامح، التي لا يعرف حتي اسمها، هز رأسه بأسي وهو يتذكر الفتاة التي تدمرت بسبب غباء زوجها، تذكر كلام كريم عنها وعن انهيارها بسبب الطلاق، دعا الله لها في سره أن يفك كربها ثم انهمك في مشاهدة المباراة التي تعرض علي شاشة هاتفه.

انتهي الفصل

أتمني تشاركوني بآرائكم في الفصل، دمتم بخير❤❤❤







hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 12:26 AM   #114

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 7 والزوار 24)
‏hollygogo, ‏احمد حميد, ‏صمت صاخب, ‏همس البدر, ‏Moon roro, ‏سوسن شريف, ‏فقعة


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 01:57 AM   #115

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 6 والزوار 24)
‏hollygogo, ‏زهرورة, ‏supermumy, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏صمت صاخب, ‏همس البدر
أدوات الموضوع


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 03:01 AM   #116

سناء المغربية

? العضوٌ??? » 477255
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » سناء المغربية is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع كالعاده ابداع شكلها سلمى ناوية على هدم بيت مرام وشكلها رح تنجح للاسف كريم باين مزال عندو احاسيس تجاه سلمى المسكينة مرام شو بيستناها
عمار يمكن غادي يحب صفاء يالا ان شاء الله يصير من نصيبها ويعوضها
لينا يا لينا شو مصيرها مع علي 😭😭😭
بس يا كاتبتنا الحلوة الفصل قصير ما شبعت منو يا ريت كان اطول شوي
مع محبتي الصاااادقة🥰🥰🥰


سناء المغربية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 01:45 PM   #117

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

وحصل ماكنت اخشاه ان تكون لينا البديله لاختها

ياترى ماهو سر لينا وهرب كل من يخطبها

سميره لن ترتاح اذا لم تخرب حياة ابنها

محسن رغم كل شيء هو رجل وقف امام الكل وبرأ زوجته

واعترف انه السبب ورفع رأسها واهداها اعز مايملك كلها امور ليست قليله على رجل ريفي تعود ان يكون ظالما ولا يفرط بارض

صفاء مسكينه وقلبي متارجح ان تعود لمحسن فهو مظلوم مثلها او ان يكن لها حياة اخرى مع عمار الذي اشم رائحة انه مستعد ان يكون السند والداعم لها والعوض من الله

سلمى لاتعليق والا اذا انفتحت عليها فلن اسكت حربااااايه

خرابة بيوت

جوجو في حكايات بدأت بها الروايه ومرت فصول لم تمري عليهم




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 07:18 PM   #118

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل رووغة سلمت ايدك ..صفاء المسكينة انذبحت في الاول كرهت محسن لما طلقها بس الفصل الي فات صعب عليا وعذرته عو عارف انه اذنب في حقها وهو السبب وكان من الرجولة انه اعترف واعطاها ارضه مقهورة عليه منه لله انور الحقير حسبي الله ونعم الوكيل فيه ومحسن مسافر مصمم ينتقم من الي عمل فيه كده بس حتى لو انتقم مش حترجع حياته زي ماكانت ولا حترجع صفاء الوجع بينهم كبير ..اتمنى تلاقي العوض وشكله حيكون عامر ..سلمى يخرب بيتها حقيرة حتخرب على كريم وهو ماشي مغمض وراها وللاسف امه مدلعاه ومفكرة ابنها مالوش زي انا زعلانة على مرام الله يستر ..اكرام واصرارها ان لينا تكون بديلة اختها عشان الولاد متأكدة ان لينا حتوافق عشان الولاد بس حيحصل ايه بينها وبين علي وصفية لما حتعرف مش حتعديها ..الاحداث مشوقة اتمنى لك التوفيق ودمتي بخير

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-21, 11:07 PM   #119

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء المغربية مشاهدة المشاركة
الفصل رائع كالعاده ابداع شكلها سلمى ناوية على هدم بيت مرام وشكلها رح تنجح للاسف كريم باين مزال عندو احاسيس تجاه سلمى المسكينة مرام شو بيستناها
عمار يمكن غادي يحب صفاء يالا ان شاء الله يصير من نصيبها ويعوضها
لينا يا لينا شو مصيرها مع علي 😭😭😭
بس يا كاتبتنا الحلوة الفصل قصير ما شبعت منو يا ريت كان اطول شوي
مع محبتي الصاااادقة🥰🥰🥰
تسلمي ياسناء شكرا علي كلامك الجميل 🥰🥰🥰ان شالله حيبان الفصول الجاية موقف كريم وعمار ، هو الفصل ٢٠ صفحة مش قصير بس إن شالله أحاول أزود طول الفصول الجاية ، ممتنة لمتابعتك🌹🌹🌹



التعديل الأخير تم بواسطة hollygogo ; 03-03-21 الساعة 11:47 PM
hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-21, 11:13 PM   #120

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
وحصل ماكنت اخشاه ان تكون لينا البديله لاختها

ياترى ماهو سر لينا وهرب كل من يخطبها

سميره لن ترتاح اذا لم تخرب حياة ابنها

محسن رغم كل شيء هو رجل وقف امام الكل وبرأ زوجته

واعترف انه السبب ورفع رأسها واهداها اعز مايملك كلها امور ليست قليله على رجل ريفي تعود ان يكون ظالما ولا يفرط بارض

صفاء مسكينه وقلبي متارجح ان تعود لمحسن فهو مظلوم مثلها او ان يكن لها حياة اخرى مع عمار الذي اشم رائحة انه مستعد ان يكون السند والداعم لها والعوض من الله

سلمى لاتعليق والا اذا انفتحت عليها فلن اسكت حربااااايه

خرابة بيوت

جوجو في حكايات بدأت بها الروايه ومرت فصول لم تمري عليهم


لينا نقدر نقول عندها سر نفسي كبير بسبب نشأتها حيبان الفصول الجاية، حيبان الفصول الحاية ان شالله العوض حيكون مع محسن ولا عمار ولا حد تاني، اما سلمي الحرباية فهي شايفة بنرجسبتها ان مرام هي اللي سرقت منها كريم
مفهمتش قصدك أم سوسو أي حكايات تقصديها لم امر عليها؟؟
ممتنة لكلماتك علي الفصل ووجودك حقيقي🌹🌹🌹🌹



التعديل الأخير تم بواسطة hollygogo ; 03-03-21 الساعة 11:44 PM
hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.