آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          338 - سأبكي غداً - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          466 - أميرة الجليد - ساندرا مارتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          258 - بلا عودة - هيلين بروكس ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-21, 01:54 AM   #21

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثالث
جالسة بشرود منفصلة عما حولها غارقة في بئر يبتلعها فيخنق أنفاسها، كلمات زوجة أبيها تتردد داخلها فتنحرها، تلوم نفسها أنها السبب، لو أنها تركت مالك يتعلق بتسنيم يومها ولم تغريه بالجلوس معها لما خرجت أختها من المنزل، لم تكن لتجازف بأخذه معها في هذا الجو البارد مع تعب صدره، كانت ستجلس وتعتذر لأصدقائها، دمعت عيناها وهي تتذكر أختها وما أصابها، بررت لنفسها التي وقفت تحاكمها بقسوة، دافعت أخبرتها أنها أرادت إسعاد تسنيم فقط، رغبت في أن تعطي لها فسحة من الوقت بعيدا عن مسئوليات البيت والأطفال، لم تقصد لها الأذى، ولكن نفسها رفضت دفاعها أنكرته ونصبت من نفسها قاضيا نطق بالحكم بلا استئناف" أنت مذنبة، أنت السبب"
كانت دموعها تسيل داخلها تنهمر تكوي قلبها وتحرقه، قلبها الذي كان يلهج بدعاء صامت أن يشفي تسنيم، تقسم أنها لو تستطيع أن تقدم حياتها فداء لها لفعلت.
في محاكمتها الداخلية لنفسها كانت غافلة عن عين إكرام التي تتابعها بشفقة وألم علي حالها الذاهل، تتأمل ملامحها الشاردة وعيناها السابحة في الألم، هذه البنت تتعذب أدركته بحدسها، قابلتها قبل غيبوبة تسنيم مرات عديدة ولكنها لم تكن تقضي معها الكثير من الوقت، ولكن في الأسبوع الأخير ومع لقائتهم المتعددة أيقنت أن هذه الفتاة الحلوة تعاني، بها عطب ويبدو أن السبب بحالتها هذه شقيقتها صفية، لمحت خروج حمزة من الغرفة فسألته بخفوت: هل نامت؟
أومأ برأسه مجيبا: نامت وهي تبكي، أتمني أن يريحها النوم.
أشارت إلي لينا برأسها دون أن تتحدث، فالتفت إليها وتألم هو الآخر من حالها، اقترب منها وجلس بجوارها فلم تشعر به، فمسك يدها وهو يناديها لتنتبه: لينا إلي أين شردت حبيبتي؟
تنبهت علي صوته فالتفتت إليه تنزع نفسها من حالة الشرود، تسأله: ماذا قلت حمزة لم انتبه؟
تأمل ملامحها الهادئة بسكون يدرك مدى كذبه، يجزم أن خلف سكونها أعاصير داخلية تخفيها، شقيقته يعرفها جيدا أكثر شيء تجيده في هذه الحياة الكتمان، رمقها بإشفاق يدرك أن انفجار أمه بها ذبحها، تمتم باعتذار مرتبك: لا تحزني لينا هي ليست في وعيها تعرفين مدي ارتباطها بتسنيم، لا تغضبي منها حبيبتي.
كلمات نطقها أراد بها التخفيف من وطأة الموقف الذي مر منذ قليل، كلمات ألقاها أنكرتها أذنه وسخر داخله منها ناعتا إياه بالكاذب، فهو الأعلم بكره والدته للينا، كره لم يجد له سببا مبررا طوال حياته، فنشأ علي الفصل والتعامل معهم كل على حدى، فهذه أخته التي يحبها وتلك أمه التي يعشقها، فك التشابك ليعتاد العيش بينهم، واعتاد مع الوقت على شرارات الحقد التي تنبعث عند وجودهما معا.
"كيف أغضب منها وهي في هذه الحالة، أعرف إنها منهارة لمرض تسنيم، لا تقلق حمزة أنا بخير"
قالتها تطمئنه كاذبة، حمزة شقيقها الحبيب ورث طباع والدهما فكان نسخة منه في التفهم والحنان والاتزان، زوجة أبيها لو أرادت أن تذكر لها فضلا وميزة لكانت بلا تردد أنها لم تفسد علاقتها بأشقائها، تركتهم معا بدون تدخل منها فنشأوا كإخوة طبيعيون يتشاجرون ويتخاصمون ثم يتصافون بلا أحقاد، واستجابوا لتربية أبيهم أن يكونوا سندا لبعضهم، فنشأوا مترابطين، وتحمد الله أن الحقد لم يدخل بينهم يوما وهذا يكفيها، تتحمل الحقد من زوجة أببها واعتادت عليه ولكنها أبدا لا تستطيع تحمله من أخوتها.
استجابت ليديه التي حاوطتها فرمت رأسها علي كتفه، ابتسمت إكرام بحنان وهي تطلع إليهم، صورة جميلة لشقيقين متقاربين يطلب كلاهما الدعم من الآخر.
*******
يدور حولها منذ رجوعهما، طلب منها عشرات الطلبات فصنعتها له بلا كلام، لا تنظر إليه حتى، إنها أول مرة تخاصمه هكذا، أعتذر لأصدقائه عن الحضور اليوم في لقائهم الأسبوعي الذي يحرصون عليه جميعا ليلة الجمعة فيسهروا معا، أعتذر من أجل أن يصالحها ويقضي معها الوقت ولكنها علي صمتها في حدث لأول مرة يحدث منذ سني زواجهم الستة فأقصي وقت خاصمته فيه مرام لم يتعدى العشر دقائق، لمحها تخرج من حجرة إياد بعد نومه فقرر أن وقت الهجوم قد حان فقام يقول لها بتحفز " أرأيت ما تفعلين، تهتمين بابنك وتتجاهليني"
نظرت إليه بلا رد تعرف زوجها تكاد تجزم بما سينطق وبالفعل أصاب تخمينها وهو يردف بنبرة أرادها هجومية ولكنها غصبا عنه خرجت راجية " تحبين إياد أكثر مني وتهتمين به أكثر مني أنا غاضب بشدة"
كانت تنوي أن تتجاهله ولكن لهجته الراجية مست قلبها، كريم نقطة ضعفها لا تستطيع أبدا إغضابه فردت دون أن تفكر "تعرف أن قلبي منقسم لنصفين أهديتك نصفه والآخر ملك إياد"
استبشر بردها يبدو أنها ستصالحه أخيرا فقال: النصف لا يكفيني أنا رجل كبير.
رمقته بغيظ ولم ترد عليه، ثم تحركت لغرفتهما وهي تقول له بجفاف: سأذهب للنوم.
قطب باستياء من فشل محاولته وهو يتحرك خلفها يسألها: هل ستنامي الآن غدا الجمعة لقد اعتذرت لأصدقائي من أجل أن أجلس معك.
اندست بالفعل تحت الغطاء وهي تجيبه ببرود: تستطيع الذهاب لأصدقائك كما أردت.
رمي نفسه بغيظ علي الفراش يندس بجوارها تحت الأغطية، بآلية وبدون تفكير اندست بين أحضانه كما تفعل كل ليلة فتهللت ملامحه وهو يسألها: كنت أعرف أنك لن تعيشي في دور الخصام هذا كثيرا.
- أنا ما زلت غاضبة للغاية منك.
- أنت تنامين في حضني مرام
- وما علاقة الغضب بالنوم إذا كنت متضايق سأبتعد.
أقرنت كلامها بالابتعاد الفعلي لكنه لم يسمح لها بل شدها إليه وضمها أكثر يهمس لها " لا تبتعدي". عادة وضعتها مرام في أيام زواجهم الأولي مهما كانت المشكلة بينهم صباحا، يندس كلاهما في حضن الآخر ليلا، عادة أصبحت جزء من حياتهم.
همس لها بصدق " آسف مرام، لم أقصد أبدا أن أغضبك، أنا أخاف عليك"
أغمضت عينيها تداري عينيها وانفعالاتها عنه، الخوف دوما يعبر كريم عن مشاعره ناحيتها بالخوف، لو قال أنا أغار ربما عذرته، ربما تقبلت، بل ربما ستفرح وستلتمس عذرا لتصرفاته لكنه لا يغار فقط يخاف كأنها طفلة .
فتحت عينيها تنظر إليه فوجدته ينظر إليها فقالت: ليس هناك حاجة للخوف كريم أنا أستطيع حماية نفسي جيدا، أرجوك لا تضعني في هذا الموقف مرة أخري، عدني أنك لن تفعلها مجددًا.
-لن أستطيع أن أعدك ككل مرة وأنكث بوعدي وتغضبين، لن أتركك مع أي عميل بالعمل بمفردك وهذا كلام غير قابل للنقاش.
توقع أن تنهره أو تغضب أو تسمعه توبيخ، ولكنه نظر إليها بدهشة وهي تسأله أغرب سؤال لا يمت لموضوع نقاشهم بصله سألته: هل تحبني؟
أجابها بلا تفكير: تعرفين أنك عالمي وواحة راحتي أنت دنياي.
قالها صادقا بكل كلمة ولو قرأ وجهها وتمعن لعرف أنها فقط تحتاج كلمة واحدة، تحتاج أن تسمع فقط كلمة من أربع حروف "أحبك".
سألها عندما صمتت: مرام إلي أين ذهبت؟
لم ترد عليه كانت هناك حوارات داخلية لا يعرف عنها شيئا، كانت تحدث نفسها " أشتاق فقط لكلمة أحبك من بين شفتيه، لو يقولها مرة واحدة لكفتني"
ولكن نفسها تنهرها" لماذا تبحثين عما يحزنك، قرأت كثيرا أن الرجال لا يعبرون عن حبهم بالكلمات بل بالأفعال بالاهتمام بالدعم، وكريم يهتم ويرعي ويدعم بل يقول أنك عالمه، ماذا تريدين أكثر من ذلك، يبدو أنك كئيبة كما تقول والدته، تبحثين عن ما يحزنك، كما أن الحب الذي تحمليه له في قلبك يكفي لكما معا فكفي عن هذرك واصمتي"
-مرام
قاطع صوته حوارها المطول مع نفسها، فنظرت إليه تخبره بهمس: أنا أحبك كثيرا حب يكفينا نحن الاثنين، ثم أردفت بنبرة غاضبة وهي تري اشراقة وجهه مع كلمات الحب: ولكنني غاضبة منك للغاية ولن أحدثك حتي الصباح.
ثم أغلقت عينيها مغلقة عليه طريق الكلام لتغرق في نوم سريع كعادتها.
********
الجمعة يوم العائلة، يوم يتجمع الجميع بعد أسبوع عمل شاق فيجلسون ويتحدثون ويشعرون سويا بالدفء، الجمعة له طقوس عند والدة عمار فهو اليوم الذي تحظي به بتجمع أولادها وأحفادها جميعا حولها، في المطبخ تعد الطعام بهمة متذكرة ما يفضله كل فرد فتصنعه بحب وسعادة، سمعت صوت عمار من ورائها يقول: سلمت يديك حبيبتي، تشعريني كأن هناك جيشا سيأتي عندنا أمي ما كل هذا؟.
ردت عليه دون أن تنظر إليه: بالهناء والشفاء، ما يتبقى سأعطيه لأختيك مساء حتي لا يضطرون للطهي غدا فليرتاحوا يوما من عناء المطبخ.
أقترب وهو يضحك قائلا: يرتاحوا يوما واحدا، يا حبيبتي أشك أنهم سيطهون شيئا طوال الأسبوع من كثرة ما سترسليه معهم.
-فليرتاحوا، متي يأتي اليوم الذي تأتى فيه نرمين إلي هنا وأطهو لها، لماذا لم تدعوها اليوم؟
لاحظت علي الفور انقباض ملامحه فور ذكر اسمها ولكنه رد يحاول أن يبدو صوته طبيعيا: تعرفين والدها لا يحبذ قدومها هنا قبل عقد القران بمفردها.
بلهفة أسرعت تقول: حقه كنت سأقول نفس الشيء لو كانت ابنتي، إعقدا القران إذا، بل لم الانتظار فلنجعلها زفاف مباشرة، مرت ستة أشهر علي خطبتكما أظنها أكثر من كافية للتعرف، ما لذي يؤخرك شقتك جاهزة وعملك مستقر.
لاحظت تهربه من عينيها ومن الحديث بأكمله: سأذهب لأحدثهم لا أعرف لماذا تأخروا هكذا.
زفرت بحنق وهي تتابع هروبه منها، تمتمت بغيظ " هل كان يجب ان تعطيه كل صفاتك يا أحمد، ها قد ورث كتمانك، لا أستطيع الحديث معه كما تتحدث الأم مع ابنها عن خطيبته، وأكملت عملها متبرمة وعقلها مشغول بما يحدث مع ابنها.
***********
وعائلة اخري متجمعة بيوم الجمعة، أسرعت سميرة تفتح الباب ما إن سمعت صوت الجرس، احتضنت ولدها بشوق، احتضنها كريم وهو يربت علي ظهرها بحنان يسألها: كيف حالك حبيبتي اشتقت إليك.
كانت تتفحص وجهه كعادتها ثم سألته: لماذا وجهك شاحب هكذا؟ ثم استدارت إلي مرام توبخها: لماذا لا تطعميه جيدا؟.
ابتسمت مرام في وجهها ولم ترد عليها بل سألتها: كيف حالك خالتي، ثم التفتت إلي إياد تردف : هيا حبيبي سلم علي جدتك.
احتضنته جدته بشوق بينما أغلق كريم الباب ثم التفت إلي والده يسلم عليه، مدت مرام يدها تسلم علي حماها ولكنه كعادته احتضها مثلما فعل مع كريم يسألها عن حالها، ابتسمت في وجهه وهي تتوجه معهم للجلوس، حماها كم تحب هذا الرجل، رزين وقور وحنون يعاملها كما يعامل كريم كأنها ابنته، تشعر معه بمشاعر أبوة لم تشعرها من قبل، التفتت إلي حماتها تسألها: هل أساعدك بشيء خالتي؟
وكعادتها المتبرمة منها علي الدوام ردت: لقد أنهيت كل شيء، من يريد المساعدة يأتي باكرا وليس بعد الظهر.
تدخل كريم ينقذ مرام: عذرا أمي إنه خطئي كنت نائما فلم نتمكن من المجيء مبكرا، سهرت أمس كثيرا.
كتم ضحكته وهو يسمع همس مرام: كاذب أنت نمت أمس مبكرا لأول مرة في حياتك منذ زواجنا.
سأل كريم سميرة والدته: أنا جائع للغاية أمي ألن نأكل؟
كان والده هو من رد: اصبر قليلا كريم، مروان وزوجته سيأتون بعد قليل.
-حقا، ألن يذهب اليوم إلي عمتي؟، لو كنت أخبرتني كنت مررت عليه.
رد والده: سيارته معطلة لهذا لم يذهب اليوم لعمتك وخالك، لقد سألته صباحا ولكنه أخبرني أنه ليس بالبيت وسيأتي هو فلم أخبرك.
تهلل إياد عندما علم أن أسرة مروان قادمة، توجه بالحديث إلي والدته: دعيني أحمل نور اليوم ماما أنا أحبها كثيرا.
ردت والدته ببسمة: سنستأذن قبلا من والدتها وإذا سمحت تحملها.
أخذ إياد ينط بفرحة: ستوافق وسأحملها أريد أن أغيظ ريتاج فهي عندها أخ صغير وكل يوم تغيظني إنها تحمله .
رمقت سميرة مرام بغيظ وهي تقول بانفعال: أرءيت الولد سيصاب بعقدة من كونه وحيدا؟ متي ستأخذي خطوة وتذهبين للطبيب.
احمر وجه مرام خجلا من طرح هكذا موضوع خاص أمام حماها الذي تبرع هو بالرد علي زوجته مع نبرة محذرة: أبيه وحيد سميرة ولا يعاني من عقد، إنه نصيب ورزق لم العجلة.
كادت ترد عليه باندفاع ولكن صوته قطع كلامها وهو يردد اسمها فصمتت وهي ترمق مرام بغيظ، قطع الجو المشحون رنين الجرس فقام عصمت والد كريم ليفتح الباب مستقبلا ابن أخته مروان.
**********
والجمعة هنا مختلفة فلا عائلة تتجمع ولا أشقاء يتقابلون، ولا صخب أطفال، وبرغم غربتهم عن عائلتهم حرصوا أن يشعروا ببعض المراسم التي تذكرهم بالوطن.
يضحك محسن وهو يري قصي يرمي بحبات الكفتة في الزيت فتتفكك من بعضها، سمعه يشتم وهو يتساءل بحيرة" أين الخطأ لقد فعلت جميع تعليمات زوجتي".
بينما مريد يطلق صيحة انتصار وقد نجح في قلب الطنجرة بمهارة فقال يشمت بقصي: أرأيت لقد فعلتها أيها الفاشل.
وبخهم محسن: لا أدري لم كل هذا المهرجان منذ الصباح، كنا اشترينا من الخارج وجلسنا نأكل معا، لقد صدعتم رأسي منذ الصباح.
أتاه الرد من العم جلال الذي يغرف أنواع كثيرة من السلطات صنعها بيده: لنغير اليوم قليلا يا محسن، سئمنا من أكل المطاعم يا بني دعنا نسترجع رائحة الوطن بما نصنعه بأيدينا.
غامت عيونهم جميعا مع كلماته ،الوطن، رائحة الوطن، الوطن الذي غادروه جميعا بحثا عن لقمة العيش وحياة أفضل لأبنائهم، كل واحد منهم يحمل جنسية لبلد عربي مختلف ولكن كلهم جمعهم ضيق اليد وسوء الأحوال الاقتصادية بأوطانهم فهرعوا لوطن بديل يحتضنهم، كل واحد منهم له أسرة وبيت في وطنه ولكنه مغترب عنهم يراهم كل عام مرة لشهر ويهرع لعمله ليدور بين رحي الحياة ليوفر لقمة العيش له ولأبنائه.
كان قصي هو أول من أفاق من هذه الغيمة التي دفعتهم جميعا للشجن فقال لهم متخصرا وهو يمسك بيديه طبق به شيء غير محدد المعالم: ستأكلوه أريده أن ينتهي كله، دعكم من مظهره إنه لذيذ لقد ذقته.
عندما ظهر القرف علي وجههم، أسرع يضعه قائلا بحزم ستأكلوه.
ضحك مريد يقول: ذكرتني بأمي عندما كنا نتمرد على الأكل تقف نفس وقفتك وتخبرنا بغضب ثم رقق صوته مقلدا صوتها" ستأكلوه"
انطلقت ضحكاتهم وقصي يناظرهم بغيظ حتي انفجر بالنهاية معهم بالضحك وهو يقول: ذكرتموني بالعائلة ولمتها ولقاء الجمعة بباحة دارنا.
العائلة تلك الكلمة التي تدفئنا بمجرد ذكرها.
صخب الأطفال رائحة الخبز مشاكسات الاخوة.
العائلة سندنا عندما تتزعزع حياتنا.
ظهرا نحتمي به دوما من وطأة الحياة.
سندا نطمئن بوجوده.
راحة نتنفسها بعد مشقة يوم طويل.
العائلة كلمة تلمسوها في جمعتهم هذه يرجون بعض الدفء لأيامهم الباردة في غربتهم، انتبه محسن علي شرود جلال، العم جلال رجل طيب ربما في السابعه والأربعين أو اكثر قليلا، أول شخص تعرف عليه هنا قبل ثلاث سنوات في غربته، كان طيبا يعمل بجد، أخبره أنه أتي هنا منذ عشرون عاما، نزل قبل عام ونصف للاستقرار النهائي ببلده، حزنوا جميعا لفراقه فهو كان أخ كبير لهم، ولكنه فاجئهم قبل سبعة أشهر بعودته مرة أخري، ولكنه عاد بوجه آخر، بوجه حزين وعيون شاردة علي الدوام، سأله محسن: عمي جلال إلي أين شردت؟
انتزعه من شروده فانتبه إليه ببسمة متكلفة علي شفتيه يرد: لا شيء محسن أنا معكم.
بدا التردد علي وجه قصي ثم عزم أمره وسأل محسن: لماذا لا تستفيد ببدل السكن الذي توفره لك شركتك محسن، صدقني لو وفرت لي شركتي بدلا للسكن لهرعت وأحضرت أسرتي معي، ثم أردف بحرج لا أقصد حسدا والله أنا فقط أسأل
- أعرف مقصدك قصي، أتمنى أن أحضر زوجتي هنا ولكن أبي في أول عام حضرت فيه إلي هنا أشتري لي أرضا بثمن كبير، وأنا أدفع أقساطها للآن، الأقساط تلتهم معظم راتبي، عندنا في بلدتنا الأرض شئ مقدس كلما زادت أرضك غرست قدماك أكثر وأصبحت جذورك أقوي وزاد احترام الناس لك.
تدخل مريد في الحوار: أعرف ماتتحدث عنه يامحسن عندنا هذا الاعتقاد في بلادنا أيضا الأرض هي الاساس، عندنا مثل شائع أن أرضك هي عرضك.
أكمل محسن بشرود: كم أتمنى الآن لو أنني لم أشتري هذه الارض فلولاها لكانت زوجتي معي بدلا من هذا الوضع ولكن أبي من وضعني في هذا الموقف وكنت مازلت غير مرتبط فراقتني الفكرة خصوصا أن أخي الأكبر سافر وأخذ أسرته ولم يستطع أن يشتري لنفسه شيئا فخاف أبي أن أحذو حذوه فسارع بشراء تلك الأرض لي.
قال قصي: هون عليك يامحسن ستمر السنون سريعا.
- بل هي شديدة البطء ياقصي ، الأيام لا تمر تسير كالسلحفاة هذه الستة أشهر مرت علي وكأنها ست سنوات.
تدخل العم جلال الصامت منذ بداية الحوار قائلا لمحسن: بل تمر سريعا يا محسن ولكنك لن تشعر بمرورها الآن، ستشعر عندما تنظر للوراء فتكتشف أن سني عمرك مرت، حياتك مرت، وأنت هنا قابع كالمسجون الذي يجمع الزاد لحياة بعد الافراج فيكتشف أن ماجمعه لا يساوي مافقده وأن عمره هو أثمن ما خسر.
نظر إليه الجميع يشعرون أن به خطب منذ عودته ولكنه لا يتحدث صامت دائما، سألهم بمرارة: أتعلمون لماذا عدت؟
نظروا إليه جميعا باهتمام فأردف بحسرة: لأنني وجدت نفسي غريبا وسط أبنائي وزوجتي، تأفف أولادي من وجودي كنت أسمعهم كل ليلة يسألون أمهم متي سيعود؟ لقد سئمنا من وجوده ؟ أولادي سئموا مني يحبون أبيهم الضيف الذي يزورهم في كل عام شهر واحد ويعود لغربته حتي يرسل لهم الأموال ولكنهم لا يطيقون أبيهم المقيم فوق رؤسهم.
حاول مريد التخفيف عنه بقوله: إنهم أطفال سيعتادون مع الوقت.
- هل تعلم ما اكتشفته يا مريد، عدت واكتشفت أنهم كبروا، لم يعودوا أطفالا سرقني العمر وأنا لست بجوارهم، حتي زوجتي أعتادت علي غربتي صارت تفعل كل شيء بمفردها لم تعد بحاجتي، شعرت أنني فرد زائد غير مرحب بوجوده.
وجم الجميع مع كلماته وكل منهم تدور الكلمات في رأسه ترعبه، محسن كانت الكلمات تتردد في داخله وسؤال يتكون داخل رأسه: هل سيصبح يوما غريبا عن صفاء؟
كان قصي هو أول من قطع الصمت وهو يسأل جلال بعصبية: ماذا نفعل إذا هل نعود إليهم ؟واذا عدنا ماذا سنفعل؟ من أين سنصرف عليهم ؟هل نشحذ بجانبهم؟، لا نستطيع أن نجلبهم معنا ليته كان يصير، لجلسنا هنا معا أسرة واحده ولكنك تعلم لا يوفرون لنا بدلا للسكن وراتبنا كله اذا وضعناه في سكن من أين نأكل ونشرب وندخلهم مدارس نحن مجبرون ياعم جلال مجبرون.
- أتعلمون ماهو خطئي كنت أظن أني مادمت أرسل لهم مايريدون من مال فقد أديت جميع واجبي، لم أكن أسأل تركت جميع الأمور لزوجتي تحلها وإذا أشتكت كنت أوبخها ماذا أفعل أنا ؟أنت الموجودة تصرفي فكانت تتصرف حتي كفت عن الشكوي وكفت عن المشاركة وأنا كنت اظن أن هذا هو الصواب، رفع نظره يكلمهم: لا تكرروا خطئي اتصلوا بهم كل يوم اجعلوهم يشاركوكم تفاصيل يومهم يحكوا لكم، استمعوا لإنجازات اطفالكم، أسالوهم من رسم اليوم؟، ومن صفق له اليوم في الفصل، ومن أحرز أعلي درجة، لا تملوا من حديثهم أشعروهم أنكم معهم.
كل فكر في كلامه علي حدى، واليوم الذي ظنوه يخفف عنهم عناء الغربة صار يجلدهم، سؤال واحد ظل يتردد في عقل محسن: متي كانت آخر مرة شارك فيها صفاء تفاصيل يومه، متي كانت آخر مرة سألها ماذا فعلت بيومها.
***************
جو دافئ استمتعت به مرام، جو لطالما حرمت منه، تغض الطرف كعادتها عن تلميحات حماتها التي لا تنتهي، كتمت ابتسامتها فمنال اليوم قد ذاقت الكثير من هذه التلميحات، منال زوجة مروان ابن خال وابن عمة كريم بنفس الوقت في تشابك يجعل رأسها يدور للآن، شاب مهذب يقاربهم بالعمر استقر في مدينتهم منذ قرابة العام والنصف، يسكن في الشقة السفلي لشقتهم، زوجته لطيفة تحبها مرام كثيرا وتود صداقتها ولكنها تخجل كعادتها من أن تبادر ببدء علاقة، ابتسمت وهي تري إياد سعيد للغاية بحمل نور الصغيرة، كانت صامته تستمتع لتوبيخ حماتها لمروان: أبيك يحبك وأنت تعلم هذا، لا أعلم ماذا حدث لك منذ تزوجت هل كل من تزوج يخسر أهله، هو فقط عصبي قليلا تحمله.
كان زوجها هو من رد ساخرا: عصبي قليلا، أنتم عائلة من المجانين أقسم بالله، أخيك هو المادة الخام للعصبية.
تعالت ضحكات مروان وكريم وهم يروا وقوف سميرة بغضب وهي تجادل زوجها: هل نحن مجانين ياعصمت؟
رد زوجها ساخرا: لا بل أنتم أساس العقل ثم أشار إلي مروان وكريم: وهؤلاء الذين يضحكون ويسخرون أكثر عصبية من مختار نفسه.
زفر مروان بحنق: خالي ماذا أفعل أنا، لقد تركت البلد منعا لشجارنا الذي لا ينتهي.
استمر خاله بتوبيخه: لو كنت تتحلي ببعض الهدوء لانتهت كل مشاجراتك ولكنك أيضا متهور وعصبي وتعيب علي أبيك، ثم أشار الي ابنه: أنت وذلك الجالس بجوارك، ثم التفت لمنال ومرام: أعانكم الله علي جنونهما.
تعالت ضحكات كريم ومروان وسميرة ترد علي زوجها بتحفز: ابني وابن شقيقي ليسوا مجنونين، بل أنت وشقيقتك هادئون أكثر من اللازم.
-أختي المسكينة ليس لها حل إلا الهدوء حتي لا تنجلط بسبب طباع أخيك، أما أنا ثم صمت عندما رأى التحفز علي وجهها فأردف: فلا حرمني الله منك أبدا يا أم كريم.
قاطع مروان كلامهم قائلا: ما رأيكم أن نتصل بأمي لقد اشتقت إليها كثيرا، ستفرح كثيرا خالي عندما تعلم إنني عندك.
وأسرع بالفعل يطلبها.
*********
هبت من مكانها ما إن أعطتها رقية الهاتف تخبرها أن مروان من يتصل، فتحت لها مكالمة مرئية، وما إن رأت والدته صورته حتي تهللت ملامحها و سألته بلهفة: كيف حالك حبيبي اشتقت لك.
- بخير حال ياحبيبتي سامحيني لم أستطع القدوم اليوم السيارة بها عطل ولم أستطع القدوم بنور في المواصلات تعرفين مشقة الطريق.
أسرعت ترد عليه: أعرف حبيبي لا حرمني الله منك أبدا ، كيف حالك وحال منال ونور؟
-أمي لا أسمعك جيدا.
أسرعت تخرج خارج الدار وتقف أمامه حتي تتحسن جودة الاتصال، سألته : هل تسمعني الآن حبيبي؟
نعم أمي ثم سألها: خمني من معي الآن؟ ثم أدار الكاميرا لخاله الذي سألها بحنو: كيف حالك سعاد اشتقت إليك؟
ابتسمت ما إن رأت عصمت أكبر أشقائها وأكثرهم حنانا واختلافا، ردت عليه: بخير عصمت أنت كيف حالك وحال سميرة؟
قطع حوارهم صوت مختار العائد وهو يعنفها: لماذا تقفين في الشارع هكذا؟
التفتت إليه بغيظ ترد عليه: أكلم مروان وعصمت الاتصال غير جيد بالداخل.
التفت يتابع توبيخها وهو يري القطة أمام الدار تأكل من طعام موضوع أمامها: كم مرة أخبرتكم لا تضعون الطعام للقطط ما هذا القرف؟
ثم دفع القطة بقدمه بقوه عن الدار فماءت بقوة ثم انطلقت تجري من الخوف، التفت لسعاد يتابع بغلظة: لا تقف كثيرا أمام البا ب هكذا، وتابع دخوله للدار تحت أنظار سعاد الغاضبة من فعلته بالقطة المسكينة.
انتبهت علي صوت مروان الذي تابع المشهد عبر الكاميرا بغير رضا يقول: ادخلي حبيبتي أنت الجو بارد اليوم سأتصل بك غدا بإذن الله.
أومأت موافقة وقبل أن يغلق أخبرته أرسل لي صور لنور لا تنسي.
*******
سأل مرام التي كانت منشغلة بالهاتف علي غير عادتها: ماذا هناك مرام ؟
رفعت إليه وجهها ترد بقلق: لا أستطيع الوصل للينا لا ترد علي اتصالاتي ولا رسائلي علي غير عادتها.
انتقل قلقها إليه فسألها: هل نظرتي إلي صفحتها الشخصية ربما كان هناك أي خبر عن أختها.
فهمت مقصده فتضاعف قلقها وهي تدخل إلي صفحتها الشخصية التي نادرا ماتفتحها، شهقت وهي تدخل صفحة لينا فتجدها كلها عبارات تعزية فرفعت عينيها إلي كريم تقول بهمس: لقد ماتت تسنيم شقيقتها.
ثم نهضت وهي تردف: يجب أن أذهب كريم، يجب أن أكون بجوارها.
قام هو الأخر يرد علي كلامها بتأكيد: بالطبع ثم التفت إلي والديه يجيب نظراتهم المتسائلة: هل نستطيع أن نترك إياد معكم، شقيقة لينا زميلتنا بالمكتب توفيت سنذهب للعزاء.
أجابه والده: بالطبع كريم أذهب.
التفتت مرام لإياد تخبره: إياد يجب أن نذهب أنا وبابا الآن لن نتأخر، اسمع كلام جدك وجدتك اتفقنا.
أومأ لها إياد بالموافقة وهو مشغول كليا في ملاعبة نور الصغيرة، ألقوا سلاما سريعا علي الموجودين وهم ينصرفون، ما إن استقروا بالسيارة حتي قالت مرام: كريم يجب أن نخبر عمار بالتأكيد لا يعرف.
-معك حق وقرن كلامه بالاتصال بعمار الذي تأفف ما إن فتح الخط: اليوم أجازه ياكريم هل يجب أن تطربني بصوتك كل يوم؟
ما إن سمع عمار سبب المكالمة حتي هب واقفا وهو يرد علي كريم: لا حول ولا قوة الا بالله رحمها الله، ثم سأله بحيرة: هل تعرف بيت شقيقتها أنا لا أعرفه؟
رد كريم: مرام تعرفه سأمر عليك تجهز سريعا، أنا قريب منك للغاية.
أغلق عمار المكالمة وهو يقوم يستأذن من شقيقتيه وأزواجهم، فسألته أمه بقلق: ماذا حدث عمار؟
أجابها علي عجل: توفيت شقيقة لينا أمي سأذهب مع مرام وكريم للعزاء.
أسرعت هي الأخرى تقوم تخبره بتأكيد: خذني معك إذن لأعزيها بني لم أرى منها إلا كل خير.
-سأذهب أنا أولا حبيبتي فأنا لا أعرف أي تفاصيل وغدا نذهب معا .
ثم انصرف مسرعا ما إن سمع زامور العربة الخاص بكريم.
مالت شقيقة عمار علي أمها تسألها بهمس: أليست هذه من تقدم عمار لها من قبل؟
- هي، إنها بنت جميلة لم أر منها كل خير
- عاودت ابنتها سؤالها: مالذي حدث بينهم كنت ترتاحين لها كثيرا أمي.
- وهل أخوك يخبرني شيئا، فقط قال لي ليس هناك نصيب.
عاودت ابنتها سؤالها: ولكنك كنت تحبيها عن نرمين أليس كذلك؟
نهرتها أمها: ليس هناك داعي لهذا الكلام فنرمين خطيبته الآن.
استمرت ابنتها بالحوار: ولكنه غير سعيد معها أمي الأعمى يري هذا.
عاودت أمها نهرها: ليس من شأننا إنها حياته.
- لا أقصد شيء أمي أنت تعرفين مدي حبي لعمار أحب أن أراه سعيد مرتاح البال.
لم ترد أمها هذه المرة بل شردت وقلبها يؤكد علي كلام ابنتها" عمار ليس سعيد مع خطيبته"
*********
الفقد
ذلك الشعور الموحش أنك لن تري شخصا بعد الآن،
شخص غالي عليك يقبع بسكون تحت التراب مرتاحا،
أنهي الحياة بصخبها وضجيجها وسعيها اللانهائي.
أنهي اختباره باكرا واستكان.
وبقدر راحته بقدر الألم لمن أحبوه وتعلقوا به.
صدق من قال الموت لا يؤلم الأموات بل يؤلم الاحياء.
دموع أغرقت وجه لينا وهي تحتضن أولاد شقيقتها الراحلة اللذان استكانا في أحضانها في ذعر وهم لا يستوعبون للآن ما يحدث حولهم، فجأة اختفت والداتهم، لا أحد يجيبهم أين هي، عندما يسألوا عنها لا تجيبهم غير دموع لا يفهموا سببها، انكمشوا أكثر في حضن خالتهم مع بكاء جدتهم الذي أفزعهم، كانت تنوح بصوت عالي وتردد كلمات لم يفهموا معناها ولكنها اخافتهم، الجميع حولهم يلبس الأسود ويبكي حتي أباهم يبكي ،انكمشا في أحضان خالتهم، الذعر فقط كان صديقهم في هذه الاثناء.
قبلت خالتهم رأسهم بحنو وهي تأخذهم إلي حجرتهم وتجلب لهم بعض دفاتر الرسم لينشغلوا بها قليلا، نجحت محاولتها فبعد قليل اندمج كلاهما في الرسم، ابتسمت وهي تطلع إليهم ،ابتسامة حملت مرارة العالم كله زينت شفتيها، ابتسامة أقرب للبكاء ،ابتسامة لا تحمل أي بهجه حقيقية، ابتسامة تنعي شقيقتها الراحلة التي خطفها الموت منذ ساعات، لا تستطيع التصديق أنها لن تري تسنيم بعد اليوم، أرادت أن تبكي وتصرخ ألما ولكنها قاومت من أجل ملك ومالك الذين يتطلعون إليها يلتمسون الدعم والأمان، فلتبكي ليلا وهم نائمون علها تطفئ قليلا نيران قلبها، طرقات علي باب الحجرة نبهتها فقامت لتجد وجه إكرام الحزين تخبرها: صديقتك تسأل عنك لينا.
رأت وجه مرام الهادئ يظهر من وراء إكرام ترتسم عليه ملامح القلق وهي تحدثها: لينا البقاء لله كيف حالك حبيبتي؟
أرادت أن تتماسك ولكن فور رؤيتها لمرام انهارت مقاومتها فبكت فور احتضان مرام لها، ألتف الأولاد حولها وتركوا مايفعلوه فحاولت التماسك وهي تطمئنهم، جلست بجوار مرام تمسح دموعها وتحدثهم: أنا بخير مالك لا تقلق حبيبي، هيا عد للرسم ثم التفتت لملك تكرر نفس العبارات، نظر الأولاد إليها بقلق وعادوا إلي ما يفعلوه ولكن ليس بنفس حماسهم السابق.
ربتت مرام علي كتفها بدعم تهمس لها: أعانك الله حبيبتي.
- لا أتخيل أنني لن أراها مرة أخري مرام، شعور صعب للغاية لم أعيشه من قبل، لقد كانت شقيقتي وصديقتي، أخبريني كيف أتحمل.
قبل أن يكملوا حديثهم سمعوا صوت صراخ أفزعهم فقام الأولاد ينتفضوا يندسوا بأحضان لينا يلتمسون الأمان، طمأنتهم لينا وتركتهم بجوار مرام حتي تستطلع مايحدث بالخارج، فور أن فتحت الباب حتي وجدت زوجة أبيها صفية تصرخ وهي تبحث عن أحفادها، كانت تردد بجنون: أين أحفادي أين ذهبوا هل ذهبوا مثل أمهم، أين هم؟.
كانت خلفها إكرام تحاول تهدئتها: إنهم مع لينا يا صفية اهدئي.
بدت وكأنها لم تسمعها وهي تدخل الغرفة تبحث عنهم بلهفة، وما إن رأتهم حتي أسرعت تحتضنهم وهي تبكي.
وقفوا عاجزين عن التصرف معها يتعاطفون معها ويدركون مدي انهيارها وعظم ألمها، ولكن الأطفال لا يفهمون هذه الأمور و يفزعون، حاولت إكرام أن تسحبها بعيدا عن الأولاد تحدثها بصبر وشفقة: تعالي يا صفية معي، أنت بحاجة للراحة دعي الأولاد مع لينا وتعالي معي.
رفعت وجهها الغارق بالدموع وهي تسأل أختها وهي مازالت تحتضن احفادها بقوة: لماذا اكرام؟ لماذا؟ ليس عندي غيرها، لماذا ابنتي أنا .
- لا حول ولا قوة الا بالله، انه قدرها ياصفية استغفري الله واصبري أعلم أن ألمك صعب ولن يحزن أحد عليها مهما أحبها بقدرك فأنت أمها، اصبري حبيبتي.
- كيف أصبر دليني قلبي يحترق ليتني مت أنا وبقيت هي.
همست لها لينا: صبرك الله خالتي رحمها الله.
التفتت إليها وهي تصرخ بها: أنت السبب، كنت دوما تغاري منها، كانت أجمل منك، تزوجت وانت مازلت عانس لا تجدين من ينظر إليك، حقدك هو من قتلها، أنت السبب، ماتت هي وبقيت أنت لأري وجهك أنت كل يوم، ليتك أنت مت وبقيت هي.
سحبتها إكرام قسرا بعد انفجارها في لينا تقول لها بحزم: تعالي معي أنت بحاجة للراحة ، ثم التفتت الي لينا تعتذر اليها بعينيها قائلة: انها ليست في وعيها حبيبتي.
رمقتها مرام بنفور وهي تخرج من الغرفة تسحبها إكرام وهي ما زالت علي حالتها المنهارة، التفتت الي لينا فوجدت دموعها تسيل، همست لها: لا تحزني حبيبتي، انها ليست في وعيها.
ردت لينا بمرارة: وحتي لو كانت بوعيها لن يفرق كثيرا فهذا حديثها الدائم معي.
وجموا وملك تقاطعهم تسألهم بفضول: لماذا تبكي جدتي هكذا خالتي؟ مامعني موت؟
صمتوا لا يعلمون كيف يشرحون للصغيرة ذات الأربع أعوام معني الموت.
********
نظر عمار إلي كريم الجالس بجواره في صوان العزاء يهمس له، العدد كبير للغاية من الأفضل أن ننصرف حتي نعطي فرصة للباقين.
أومأ له كريم موافقا وهو يقوم معه ليسلم علي حمزة الذي كان يقف يستقبل المعزين، ألقى نظرة مشفقة علي الأب الذي كان يجلس بجوار ابنه لا يستطيع الوقوف بجوارهم علي الذي كان لا يستطيع التماسك هو الاخر ودموعه تغرق وجهه، صعدوا إلي السيارة بوجوم ينتظروا خروج مرام، قطع عمار الصمت وهو يتحرك: كريم يبدو إن مرام ستتأخر سأنصرف أنا حتي لا اتأخر علي أمي أراك غدا في المكتب.
لوح بيده لكريم وهو ينصرف بينما بقى كريم ينتظر مرام التي خرجت بعد قرابة الساعة، ما إن دخلت السيارة حتي بكت، حاول كريم أن يهدئها: مرام ماذا حدث؟.
أجابته من وسط دموعها: لينا تتألم للغاية لفراق أختها كريم، وزوجة والدها تؤلمها أكثر بكلامها، قصت له ماحدث فتغصن وجهه ولكنه حاول تهدئتها: بالتأكيد لينا تتفهم حزنها مرام لا أظنها ستغضب منها ستدرك انها كلمات وقت غضب لا تعني شيئا.
- لا أظن كريم هي تكرهها كيف يعيش انسان في وسط هذا الكره؟
ربت علي كفها مهدئا وهو يسألها بحذر: هل كانت زوجة والدك تؤلمك بالكلمات هكذا؟
هزت رأسها نفيا ترد عليه: لا كانت علاقتنا فاترة بالكاد كنا نتحدث أو نتعامل.
صمتت، انتظر أن تكمل وتتحدث ولكنها كفت عن الحديث، زفر بحرارة يتمني لو تحكي له، مرام لا تتحدث ابدا عن أهلها، حتي انها لا تحكي أبدا عن ذكريات طفولتها وشبابها، وكأنها بدأت حياتها منذ زواجهم، يعرف هو فتور علاقتها بوالدها ووالدتها و انقطاع تواصلهم، يتساءل دائما اي نوع من الاباء والامهات هم؟ كيف لا يسألون عن ابنتهم؟ كيف لا يزوروها ولكنه صمت حتي لا يؤلمها بسؤاله.
صوت رسائل متتابعة علي هاتفه نبهتها فسألته بخفوت: ما حكاية تلك الرسائل الكثيرة التي أصبحت تأتي إليك باستمرار.
تأمل ملامحها الهادئة وابتسم بوجهها يرد: غير مهم أظنه ظنني شخص آخر فيرسل رسائل لا تنتهي، سأحظر الرقم.
سألته بدهشة وهي تراه يحظر الرقم بالفعل: ألن تري الرسائل؟.
رد نافيا: لا فهي غير مهمة.
ثم استدار يشغل سيارته لينطلق يقول لها: ما رأيك أن نذهب للعشاء معا فرصة وإياد عند إمي أخطفك ساعة.
ابتسمت وهي تهز رأسها بالموافقة تحمد الله علي أكبر نعمة رزقها الله بها كريم زوجها الذي يفعل ما بوسعه لإسعادها
رمت سلمي الهاتف بعصبية عندما وجدت كريم حظر رقمها الجديد، تأففت وقامت من مكانها تقف أمام المرآة
نظرت لنفسها بإعجاب وهي تردد بانبهار داخلي بطلتها "ما أجملك، أنت فاتنة، لا أظن أن هناك من هي أجمل منك علي وجه الأرض"
تأملت ملامحها بافتتان عيونها الخضراء، جسدها الممشوق الفاتن، شعرها الكستنائي المسترسل علي كتفها، فمها الممتلئ، بشرتها الصافية إلا من حبة صغيرة ظهرت بالأمس فشوهت هذا الصفاء، تطلعت للحبة وهي تنظر لنفسها بالمرآة تغمغم بصوت خافت" حتي ظهور البثرة قد زاد وجهك جمالا ياسلمي، لو معي مرآة سحرية الآن بالتأكيد كانت ستخبرني إنني أجمل من علي الأرض"
توعدت لكريم بسرها" لنرى هل ستصمد عندما تراني، يومين وتنتهي عدتي وسأراك وعندها سأريك كيف تتجاهلني هكذا"
قطع تأملها لنفسها طرقات هادئة علي الباب فزفرت بضيق اليوم يوم التجمع العائلي لأخوتها هربت منهم هنا من كثرة تلميحاتهم التي لا تنتهي وحديثهم الذي لا ينقطع عن ضرورة عودتها لكارم، لولا توبيخ أمها وأبيها لهم ما صمتوا، أذنت للطارق بالدخول فطل وجه سيف ابن رجاء شقيقتها الكبرى وصديق كارم المقرب، سيف يكبرها بثلاثة أعوام، نظرت إليه بترقب تعرف ما سيتحدث عنه، ولم يطل فلقد دخل في الموضوع مباشرة كعادة الرجال" كارم حدثني سلمي، يريد أن يعرف ما يرضيك حتي يفعله، إنه متمسك بك ويحبك"
تأففت بضيق وهي ترد عليه: يرضيني أن يتركني بحالي ويكف عن ارسالك والحديث مع أبي، لقد انتهي من حياتي لماذا لا يفهم، أنا لا أريده.
تأمل ملامحها الضائقة ثم سألها: أخبريني ما يضايقك منه تعرفين أنه صديقي.
قطعت حديثه غير راغبة في إطالته: لا أريد الرجوع يا سيف كف عن محاولتك لقد انتهينا.
سألها بأسف" أليس هناك أمل؟ دعيني أحاول علي الاقل.
-لا ليس هناك أمل سيف، انتهي الامر ثم أردفت تهرب من حديثه هيا نخرج إليهم.
تحرك معها بأسف يفكر في كارم وكيف سيخبره برفضها للعودة، أما هي فعقلها كان مشغول بكريم تفكر ماذا سترتدي عند ذهابها إليه في مكتبه، مكتبه الذي أخذت عنوانه من صفحته الشخصية.
*********
رأسه يدور منذ سمع حديث جلال، يفكر، يشعر بالهم وثقل في قلبه لم يعرفه منذ زواجه من صفاء، يتذكر حديث مروان معه قبل الزفاف، يومها طلب منه مروان أن يؤجل الزفاف حتي ينهي ثمن الارض ليستقر هو وصفاء معا دون غربة تفصل بينهم ولكنه وقتها رفض كان يريد أن يتزوجها بأسرع وقت، وأمه كانت دائمة الشكوى من حمل البيت، أرادت من تحمل عنها الأعباء خصوصا بعد زواج أخيه الأكبر وأخذه لزوجته معه في غربته دون الالتفات لشكوي أمه، أليست أمه ولها حق البر عليه، نفض رأسه يطرد أفكاره الدائرة به ومسك هاتفه ليتصل بها.
فتحت المكالمة سريعا وكأنها كانت تنتظره، هيئة فاتنه بقميص لا يخفي شيئا استفز جميع حواسه كاد أن ينزلق لحديثه اليومي الحميمي معها ولكنه لأول مرة تحكم بنفسه، تجاهل هيئتها ونداء رغبته وسألها: كيف حالك صفاء، ماذا فعلت اليوم ، احك لي.
رأي دهشتها من سؤاله فآلمه قلبه ألهذا الحد يدهشهها سؤاله ،حاول أن يتذكر متي آخر مرة سألها هذا السؤال ولكنه لم يجد إجابة لأنه ببساطة لم يسألها مطلقا عن أحداث يومها رغم مرور ستة أشهر علي زواجهم، دائما كان مشغول بأمور أخري في مهاتفته معها، عاهد نفسه أنه سيقترب منها سيحكي لها وتحكي له، ابتسم من ثرثرتها التي فتحها بسؤاله وهي تحكي أحداث يومها بابتسامة سعيدة.
سألته هي الأخرى: وأنت ماذا فعلت اليوم؟
انطلق يحكي لها مغامرتهم في المطبخ اليوم مما أثار ضحكها المتواصل، غلبه النوم وهو يتحدث معها، نادته عدة مرات ولكنه لم يرد
تأملت صورته وهو نائم وبيده الهاتف ومازالت المكالمة مفتوحة اندست تحت الأغطية تطلع لصورته وقلبها يخفق بحب، تستشعر نفسها تغرق أكثر في حبه كل يوم، ارتسمت ابتسامة علي شفتيها وهي تغرق بالنوم واخر ما رأته صورة محسن النائم.
انتهي الفصل
حسعد لو شاركتوني بآرائكم في الفصل❤❤










hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-21, 05:34 AM   #22

Rere4040

? العضوٌ??? » 345623
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 426
?  نُقآطِيْ » Rere4040 is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جدا روايتك و واقعية اجمل حاجة فيها انك تحسي انك بتقرأي عن جيرانك مواقف حصلت لك لمة اهلك بالتوفيق و استمري

Rere4040 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-21, 01:33 AM   #23

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rere4040 مشاهدة المشاركة
جميلة جدا روايتك و واقعية اجمل حاجة فيها انك تحسي انك بتقرأي عن جيرانك مواقف حصلت لك لمة اهلك بالتوفيق و استمري
مبسوطة انها عجبتك واتمني الجاي يكون عند حسن ظنك🌹🌹


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-21, 03:03 AM   #24

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 3 والزوار 10)
‏hollygogo, ‏الماسه مياسه, ‏nmnooomh

نولا ٢٠٠٠ likes this.

hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-21, 12:54 PM   #25

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة ومشوقة جدا متابعة معاك موفقة يا رب

شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-21, 11:53 PM   #26

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
رواية جميلة ومشوقة جدا متابعة معاك موفقة يا رب
تسلمي اسعدتيني برأيك ويارب الباقي يعجبك ان شالله🌹🌹


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-21, 12:43 AM   #27

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 6 والزوار 9)
‏hollygogo, ‏ريما حرب, ‏ام علي اياد, ‏غدا يوم اخر, ‏رانيا زهير, ‏Moon roro


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-21, 12:47 AM   #28

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

كل الابطال يعجبوني في روايتك
المشاعر حروفك ساحرة بنقل المشاعر بين السطور
زوجة الاب التي شيشت اهل الابدضد ابنه زوجها واي ناس جاو للخطبه تخليه لبنتها وبنتها ترفض حتى لو كانو جايين لاختها لابنته زوجها الكراهيه غالبا وعن تجربه شبه الابنة بامها وهي لانها تحب ابنائها وتحترم زوجها والارطردتها من البيت معرفتها ان ابنه زوجها هي المضحيه يخليها ترفض تزويجها واعتقد انه شي طبيعي
ولانها تتمنى وفاة ابنته زوجها لانها تغار منها وتكرهها تعتقد ان ابنه زوجها تشعر هكذا في ابنتها الغيرة من امرائة تنتقل لابنتها
اجدت نقل حالة الاطفال وواضح التجربة والمعرفه بالاطفال بس ناقص الطفل الموذي الي مايعرف انه موذي


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-21, 01:27 PM   #29

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

تذكير📢📢📢📢📢📢
🌹سوره الملك 🌹

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)🌸الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)🌸 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)🌸 ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)🌸 وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) 🌸وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)🌸 إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)🌸 تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)🌸 قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)🌸 وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)🌸 فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)🌸 إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)🌸 وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)🌸 أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)🌸 هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)🌸 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)🌸 أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)🌸 وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)🌸 أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)🌸 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20)🌸 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)🌸 أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)🌸 قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)🌸 قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)🌸 وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)🌸 قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)🌸 فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)🌸 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)🌸 قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)🌸 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)🌸﴾”


🍃💕🍃 أذكار النوم 🍃💕🍃
((بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِن أَمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ))
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْياهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ))
((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الأَرْضِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ))

((اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ))
((اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْت


نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 01:04 AM   #30

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
كل الابطال يعجبوني في روايتك
المشاعر حروفك ساحرة بنقل المشاعر بين السطور
زوجة الاب التي شيشت اهل الابدضد ابنه زوجها واي ناس جاو للخطبه تخليه لبنتها وبنتها ترفض حتى لو كانو جايين لاختها لابنته زوجها الكراهيه غالبا وعن تجربه شبه الابنة بامها وهي لانها تحب ابنائها وتحترم زوجها والارطردتها من البيت معرفتها ان ابنه زوجها هي المضحيه يخليها ترفض تزويجها واعتقد انه شي طبيعي
ولانها تتمنى وفاة ابنته زوجها لانها تغار منها وتكرهها تعتقد ان ابنه زوجها تشعر هكذا في ابنتها الغيرة من امرائة تنتقل لابنتها
اجدت نقل حالة الاطفال وواضح التجربة والمعرفه بالاطفال بس ناقص الطفل الموذي الي مايعرف انه موذي
تسلمي ممنونة لكلامك جدا ويارب الجاي يعجبك ان شالله، مفهمتش قصدك بالطفل المؤذي هل قصدك الطفل المتنمر؟


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.